اللهم آمين

دعـــــاء ((سبحان الذي تعطف العزّ وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام)). دعـــــاء ((سبحان الله عددَ ما خلق في السماء، وسبحان الله عددَ ما خلق في الأرض، وسبحان الله عددَ ما بين ذلك، وسبحان الله عددَ ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك)) دعـــــاء ((سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً...)) دعـــــاء ((سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)) دعـــــاء ((سبحان الله ذي الملكوت والجبروت، والكبرياء والعظمة)) دعـــــاء ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، بديعُ السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام...)) دعـــــاء ((الحمد لله عدد ما خلق الله، والحمد لله ملء ما خلق الله، والحمد لله عدد ما في السموات والأرض، والحمد لله ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، وسبحان الله مثلهن)) دعـــــاء ((ربَّنا لك الحمد، مِلْءَ السموات والأرض ومِلْءَ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناءِ والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ)) دعـــــاء ((الحمد لله الذي يطعم ولا يُطعم، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلِّ بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مُوَدّع ولا مكافئ ولا مكفور ولا مستغنىً عنه. الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العُرْي، وهدى من الضلالة، وبَصّر من العماية، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلاً، الحمد لله رب العالمين)) دعـــــاء ((الحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله مِلْءَ ما في خلقه، والحمد لله مَلْءَ سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء)) دعـــــاء ((اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى. أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهَك. لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتُعصى فتغفر. أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حلت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال. القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، والخلق خلقك، والعبد عبدك، وأنت الله الرؤوف الرحيم...)) دعـــــاء ((تمَّ نورك فهديت فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت فلك الحمد، بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد. ربَّنا: وجهك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها. تطاع ربَّنا فتشكر، وتُعصى ربَّنا فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضر، وتَشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد، ولا يبلغ مدحتَك قولُ قائل) دعـــــاء ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم) دعـــــاء ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدّ) دعـــــاء ((لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين) دعـــــاء ((اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، و النبيون حق، ومحمد حق. ) دعـــــاء اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت...) .(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم...) (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) دعـــــاء ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) دعـــــاء ((لا إله إلا الله قبل كل شيء، ولا إله إلا الله بعد كل شيء، ولا إله إلا الله، يبقى ويفنى كل شيء) دعـــــاء ((اللهم ربَّ السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كل شيء، فالقَ الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء اقض عنا الدين و أغننا من الفقر) دعـــــاء ((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون) دعـــــاء ((يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تَشوي خلقي بالنار) دعـــــاء ((اللهم لك الحمد كله، اللهم لا مانع لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت...) دعـــــاء ((اللهم بك أصاول، وبك أحاول، وبك أقاتل)) دعـــــاء ((اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي...) دعـــــاء ((اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، ونَحْفِد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك؛ إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق) دعـــــاء ((اللهم رب السموات ورب الأرضين، وربَّنا وربَّ كل شيء، فالق الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن... أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، والظاهر فليس فوقك شيء، والباطن فليس دونك شيء...) دعـــــاء ((اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المباركِ الأحب إليك الذي إذا دُعيت به أجبتَ، وإذا سُئلت به أعطيتَ، وإذا استُرحمت به رحمت، وإذا استُفرجت به فَرّجت...) دعـــــاء ((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطَر السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون...) دعـــــاء ((اللهـم أنت المـلك لا إلـه إلا أنــت، أنـت ربـي وأنـا عبـدك... لبيـك وسعديـك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت... اللهم ربنا لك الحمد مِلْءَ السماء ومِلْءَ الأرض ومِلْءَ مابينهما ومِلْءَ ما شئت من شي بعد... أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله ألا أنت) دعـــــاء ((اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم لك أنفه...) دعـــــاء ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 يناير 2024

ج5. الكتاب: تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني يحتوي على تفريغ الأشرطة: 1 - 308 }

 

ج5. الكتاب: تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ

  الألباني يحتوي على تفريغ الأشرطة: 1 - 308

مصدر التفريغ: موقع تفريغات أشرطة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني «هل يشرع للمقتدي الجهر بأمين كالإمام؟» الشيخ: وهذا سؤال الآن من بعض الإخوان يتعلق بالبحث السابق إذا كان هنا أسئلة ... وهو هل يشرع للمقتدي الجهر بآمين كالإمام؟ الجواب أنه لا يوجد في السنة الصحيحة حديث مرفوع إلى الرسول عليه السلام فيه تشريع جهر المقتدين بآمين كما يجهر الإمام وحينما أقول الصحيحة فإنما أشير بذلك إلى أنه يوجد حديث في سنن ابن ماجه ضعيف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا قال ((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) آمين قال من خلفه آمين ورفعوا بها أصواتهم حتى إن للمسجد لرجّة هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده لأن فيه رجلا اسمه اسماعيل بن رافع المدني فيما أذكر الآن أو بشر ... وهو على كل حال ضعيف لا تقوم به حجة إما الحديث الذي أثبتنا به مشروعية جهر الإمام ما يشعرنا بأن غير الإمام لا يشاركه في الجهر ذلك الحديث هو حديث وائل بن حجر فهو الذي نقل إلينا هذه السنة حيث قال " أنه صلى وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال ((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) قال آمين ورفع بها صوته " فنحن نقول هذا الصحابي الجليل هو الذي نقل إلينا هذه السنة فلو كان أصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه يجهرون خلفه أيضا كما جهر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لقال لنا كما جاء في الحديث الضعيف جهر " قال الرسول عليه السلام آمين ورفع بها صوته ورفع من خلفه بها أصواتهم " الدليل لم يكن هناك رفع للصوت بآمين من غير الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك روى ما سمع و طوى ما لم يسمع الحديث نفسه يكون دلالته مزدوجة فهو بمنطوقه دليل على سنية جهر الإمام بآمين وبمفهومه دليل على أن السنة بالنسبة للمقتدي الإسرار بآمين , هنا سؤال فيه غرابة ... . السائل: ... . الشيخ: ... هنا سؤال فيه بعض الغرابة يقول السائل بعد بسم الله الرحمن الرحيم الجهر بآمين فقط وما تفسير الآية ((ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا))؟ الآن نذكر السائل بحقيقتين اثنتين الآية هذه نزلت في أول الإسلام حينما كان الرسول عليه السلام يصلي في بعض بيوت أصحابه وكان المشركون يجتمعون حول داره وقد يؤذون الرسول عليه السلام ويسبون معبوده الحق فأمره ربه تبارك و تعالى بأن يتوسط بالقراءة بين الجهر والخفت هذا هو المقصود بالآية ولكن إذا قام يصلي بالناس و كان الناس كثيرون وكان المسجد واسعا أو كان يصلي مثلا في الصحراء في مثل مثلا موسم الحج فهنا لا ترد هذه الآية ولا يخطر في بال السائل والحالة هذه أنه لا يشرع للإمام أن يرفع صوته نعم إن كان السائل يعني أن رفع الصوت من الإمام بآمين أكثر من القراءة فهذا سؤال وجيه ونحن نقول لا يرفع صوت آمين بأكثر من صوت القراءة نفسها فحسب الإمام أن يرفع صوته بآمين بمثل قراءته ورفع الصوت إنما يرفع بحسب الحاجة فإذا كنت تصلي في مكان محصور ويصلي خلفك أشخاص محدودون قليلون ليس الأمر كذلك فيما لو كنت في العراء ويصلي خلفك مئات الأشخاص ففي هذه الحالة ترفع صوتك حسب الحاجة وحسب ما يمكنك تبليغ القرآن إلى من خلفك من المصلين ... ما فيه شيء يتعلق بالبحث السابق بعد هذا نعود إلى الإجابة على بعض الأسئلة وأرجو أن الاكتفاء بما سبق من الأسئلة ... الواقع كثرت ولا يمكن الإجابة عنها إلى نصف الليل فاصبروا علينا قليلا حتى نفرغ مما عندنا من الأسئلة. (213/2) «هل ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل حكما مكروها ومثال ذلك؟» الشيخ: هل ثبت أن رسول صلى الله عليه وسلم فعل حكما مكروها كراهة تنزيهية ومثال ذلك؟ قد يقول مثل هذا الكلام بعض الفقهاء وقولهم يحتاج إلى بيان الصحيح، الرسول صلى الله عليه وسلم قد يفعل فعلا نهى أمته عنه لبيان أن هذا النهي ليس للتحريم لكن يجب أن نضم إلى هذا الجواب أي فعل ليبين أن النهي ليس للتحريم أن فعله هو حينما فعل هو بالنسبة إليه عبادة وليس مكروها , لأنه حينما نقول فعل ذلك بيانا فهذا البيان داخل في عموم قول ربنا عز وجل في القرآن ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فبيانه للأحكام الشرعية إنما هو عبادة منه لله وطاعة فلا يوصف بالنسبة إليه أن فعله ذاك مكروه لكن بيّن أنه مكروه بالنسبة للأمة هذا هو توجيه من يقول بأن الرسول عليه السلام قد يفعل فعلا هو مكروه كراهة تنزيه ليبين ذلك للناس فنقول بالنسبة إليه ذلك الفعل ليس مكروها لأنه فعل ما أمر به من البيان أما المثال فأنا في الواقع لا أستحضر الآن مثالا مع أني أقول أن مثل هذا المثال بالنيبة للقواعد الأصولية صعب تحقيقه أو إيجاده ذلك لأنه يجب أن نثبت قضايا حتى نستطيع أن نقول أن الرسول عليه السلام فعل هذا الفعل لبيان أن النهي إنما هو للكراهة يجب أن نثبت أولا أن الفعل تأخر عن النهي والنهي قول طبعا فلما نهى الرسول عن شيء ثم ثبت عنه أنه فعله فيعلل أنه إنما فعل ذلك لبيان أن النهي ليس للتحريم فلا بد أن يكون الفعل تأخر عن النهي حتى نتصور هذا الكلام فعله بيانا وإلا إذا كان الفعل متقدما على النهي فحينئذ لا يصلح ذلك التأويل الذي حكيناه عن العلماء, ثم يجب أن نثبت شيئا آخر الشيء الأول أن نثبت تأخر الفعل عن النهي فإن وجد شيء من هذا فيجب أن نثبت أن هذا الفعل لم يقع منه عليه الصلاة و السلام خصوصية له أو لعذر وقع له وهذا أصعب ما يكون تجميعه, أصبح عندنا ثلاثة أشياء أولا قبل كل شيء يجب أن نثبت تخلف الفعل عن النهي ثانيا أن نثبت أنه لم يفعل لخصوصية له ثالثا أن نثبت إذا قلنا ليس خصوصية أن نثبت أنه لم يفعل ذلك لعذر فإذا انتفى هذا وهذا أي انتفى احتمال أن يكون خصوصية وانتفى أن يكون وقع ذلك منه لعذر وثبت أن الفعل متأخر عن النهي حين ذاك يقال هذا بيان لكون النهي إنما هو للتنزيه وليس للتحريم وأنا في حدود علمي واطلاعي لا أعرف شيئا من هذا توفر في فعل خالف النهي أما أفعال خالفت نواهي كثيرة عن الرسول عليه السلام فهذا فيه شيء كثير وكثير جدا ولكن قد يكون تأخر الفعل عن القول لكن ثبتت خصوصية مثلا من ذا الذي لا يعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج بأكثر من أربع من النساء وأنه مات وتحت عصمته تسع من النساء إذا هذا متأخر ضرورة عن قوله لذلك الرجل الذي أسلم وتحته تسع نسوة فقال عليه الصلاة والسلام (أمسك أربعا منهن وطلق سائرهن) هذا مثال لتأخر الفعل عن النهي لكن ما توفر فيه الشرطان السابقان وهو أن لا يكون خصوصية وأن لا يكون فعل بعذر فهذا خصوصية له عليه الصلاة والسلام كذلك مثلا نهى عن الشرب قائما ولكن في الواقع ليس عندنا تاريخ وليس عندنا نص يحدد لنا متى كان النهي ومتى كان الشرب قائما فقد جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم قائما قد يتبادر إلى الذهن أن النهي متقدم عن الفعل ذلك لأن الفعل وقع في آخر حياته عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع يعني قبل وفاته بنحو أربعة أشهر لكن ألا يحتمل أن يأتي النهي في برهة الأربعة أشهر هذه يحتمل لذلك لا نستطيع أن نقول أن هذا مثال لتأخر الفعل المخالف للنهي لكن قد يغلب على الظن أن النهي متقدم يغلب على الظن لا لدليل قاطع أنه متقدم على الفعل فحين ذاك هل نقول إن فعل الرسول عليه السلام الشرب قائما إنما فعله بيانا لكون النهي للتنزيه تذكروا أننا ينبغي أن نثبت أنه لم يشرب قائما العذر نثبت أنه ليس خصوصية له ونثبت أنه لم يفعل ذلك لعذر ودون هذا خرط القتاد كما يقال ذلك أن شرب الرسول عليه السلام زمزما قائما لا نعلم قبل كل شيء لماذا شرب وثانيا يحتمل احتمالا قويا أنه شرب مضطرا لشدة الزحام على بئر زمزم في موسم الحج كما تشاهدون اليوم وكان من هديه عليه الصلاة والسلام ومن سيرته وشمائله أنه يخالط أصحابه لا يتميز عليهم بشيء فهو لا يمشي بين أصحابه كما يمشي الملك بين حاشيته فهو يمشي أمامهم وهم خلفه يفتحون له الطريق لذلك مثل بعض الصحابة فالرسول عليه الصلاة واللسلام في حجة الوداع في طريقه للجمرة في هذا الزحام الشديد لأنه عليه السلام كان يمشي بين أصحابه فلا طرد يقول هذا الصحابي فلا طرد ولا إليك إليك يعني ابعدوا عن الرسول افتحوا الطريق كأنه هو واحد من أصحابه لذلك لما شرب عليه الصلاة والسلام شرب في شدة الزحام فمعقول أنه لا يستطيع الجلوس والحالة هذه فيشرب قائما لعذر خلاصة القول أن الجواب السابق إذا وجد له مثال فإنما فعل ذلك بيانا لكون النهي ليس للتحريم وأنه هو لم يرتكب مكروها لأنه فعل ما أمر به من التبليغ. السائل: ... . (213/3) «ما حكم الإسلام فيمن قبض مبلغا من تصفية الأوقاف الذرية التي وزعت سابقاً بموجب قانون صدر قبل سنين؟» الشيخ: هنا سائل يقول ما حكم الإسلام فيمن مبلغا من تصفية الأوقاف الذرية التي وزعت سابقاً بموجب قانون الذي صدر منذ سنين؟ الجواب عن مثل هذا السؤال وفي حدود نص السؤال لا يمكن أن يجاب عليه لأنه يقول ما حكم الإسلام نحن في المسائل النظرية الإجتهادية لا نستطيع أن نقول حكم الإسلام كذا إلا إذا كان على تلك المسألة نص صريح من كتاب وسنة وهذه المسألة كما هي واضحة لا يوجد فيها نص في الكتاب أو في السنة صراحة ولذلك الجواب نرى نحن ولا نقول هذا هو حكم الإسلام نرى أن هذا الذي أعطي له حصة من أموال الأوقاف إنما وزعت هذه الأوقاف المتعلقة بالوقف الذري نقول إن هذا الإنسان إن كان فقيرا يأخذ ذلك وهو مع ذلك على حذر لأنه لا يأخذ ما يأخذه فهو كله حقه لأن هذا له علاقة بنسل الإنسان سيتوالد إلى ما شاء الله من السنين الطويلة فقد أخذ هو ومن شاركه بالأخذ حق الذين يأتون من بعدهم أما إذا كان غنيا ليس له أن يأخذ ويتورع عن أن يقبض وليأخذ ذلك غيره ولينجو بنفسه من أن يأخذ مال غيره هذا ما يبدو لي في الجواب عن ذاك السؤال. (213/4) «قد ذكرت بأن قول الإنسان علي الحرام أنه يمين فهل هناك حديث يقول (من كان حالفاً فليحلف بالله)؟» الشيخ: هنا سؤال له علاقة بسؤال سبق في أول جلستنا هنا يقول السائل قد ذكرت بأن قول الإنسان عليّ الحرام أنه يمين فهل هناك حديث يقول (من كان حالفا فليحلف بالله)؟ الجواب نعم هذا حديث صحيح (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) ولكن قول القائل " عليّ الحرام " هذا من باب ... والنذر والشارع الحكيم عامل هذا القول " عليّ الحرام " معاملة اليمين كما أنه عامل من نذر نذرا ثم لم يف به معاملة اليمين أيضا وهو ليس يمينا فقال كفارة النذر كفارة اليمين فمن نذر أن يفعل شيئا محرما " لله عليّ إذا نجحني ربي في الامتحان أن أدخل السينما أفرح شبابي " ونجح فعلا فلا يجوز أن يفي بمثل هذا النذر لما هو معلوم من قوله عليه السلام (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) وقال عليه السلام (كفارة النذر كفارة اليمين) فهذا العقد الذي عقده بينه وبين ربه ولم يتمكن من الوفاء به إطاعة منه لربه جعل الشارع له كفارة هي كفارة اليمين كذلك هذا الذي يقول " عليّ الحرام وعليّ الطلاق " وما شابه ذلك اعتبر بمنزلة اليمين وليس هو حلف بغير الله لأن الطلاق والحرام أشياء معنوية وليست أمورا مادية يمكن أن تشرك مع الله عز وجل في عبادته خلاصة القول أن حديث (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) حديث صحيح وأما عليّ اليمين وعلي الطلاق وإن كان اليمين بالطلاق لا يشرع فهو ليس حلفا بغير الله مما قد يمكن عبادته من دون الله تبارك وتعالى ... . السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: ... . الشيخ: اصبر شوية سبقك بها عكاشة! السائل: ... . الشيخ: ... على كل حال بلغ الجماعة أو ... . السائل: يعني الحلف بالطلاق مما يؤكد ... لا يدخل فيه ... الشرع ... أن الطلاق حكم من أحكام الإسلام التي شرعها الله فهو يقول بما حكم الله أو بحكم الله الفلاني كذا يعني بشرع الله فهو شيء من الحلف بصفات الله بما شرعه الله في دينه فلا يدخل فيه مجال "عليّ الطلاق " مثلا ... . سائل آخر: علي الطلاق مثلا ... زوجته ... طلاق؟ الشيخ: ... لا ... وفائدته أن الطلاق المشروع هو إخبار أو إنشاء أما علي الطلاق فهو يمين فهو بمثابة لو قال والله ... بمعنى لو قال والله لا تخرجين من البيت فخرجت بنفس المعنى حينما قال عليّ الطلاق لا تخرجي من البيت فهو لا يعني طلاقها وإنما يعني ما يعني عادة باليمين وهو أن يصدها وأن يمنعها من أن تخرج من البيت بغير إذنه. السائل: من قال هذا ... عليّ ... هذا يمين ... ؟ الشيخ: على حسب المقام. السائل: ... على حسب نيته. الشيخ: على حسب المقام ... أنت توافق إن كانت نيته يمين لا يقع طلاقا؟ السائل: ... . الشيخ: ما جاوبتني ما جاوبتني ... . السائل: ... . الشيخ: إذا كان قال عليّ الطلاق وهو يقصد اليمين يقع طلاقا؟ السائل: ... . الشيخ: لا يقع طلاقا , لأنه (إنما الأعمال بالنبيات) ... . السائل: ... . الشيخ: جبت لك الدليل! السائل: شو الدليل؟ الشيخ: (إنما الأعمال بالنيات)! السائل: آه رجع للنية ... ! الشيخ: أنا شو أقول لك ... . السائل: ... . الشيخ: وسألتك وما أجبت! السائل: ما أجبت لأن هذا السؤال الذي سألتني إياه ربما أنا ما استوعبته أو ما سمعته! الشيخ: نعيده أقول إذا علمت أن رجلا قال عليّ الطلاق وهو يقصد بهذا القول أن يمنع زوجته من مخالفة أمره ولا يقصد تطليقها فهل يعتبر هذا طلاق أو يمين! السائل: ... . الشيخ: ما جاوبتني ... أنت اعتذرت تلك السّاعة أنك لعلك ما فهمت السؤال ... . السائل: ... سؤال فيه نفس الجواب ... . الشيخ: ما أظن! السائل: وأنا بدي أسألك فيه نص الجواب. الشيخ: ما أظن والله أنا ما دي ولكن عشان خاطرك ما فيه شيء إذا تريد تجرب حظك تفضل ... . (213/5) «إذا تاب الإنسان من غفلته حيث أنه كان يترك صيام رمضان و إقامة الصلاة فكيف يقضي تلك العبادات؟» الشيخ: هنا سائل يقول إذا تاب الإنسان وكان قبل ذلك مؤمنا بالله دون العمل بمقتضى إيمانه ... ؟ الجواب أن ... السؤال يتضمن قسمين من المحرمات القسم الأول يتعلق بمخالفته ومعصيته لربه في حقوقه على عباده كالصلاة و القسم الآخر من المحرمات التي يشير إليها السائل أن هذا الذي تاب كان مواقعا لها فمن هذه المحرمات ما لها علاقة بحقوق العباد فهذا المسلم السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته , فهذا المسلم الذي تاب إلى الله عز وجل وأناب ففي ما يتعلق بالعبادات والطاعات التي فرضها الله عليه ثم لم يقم بها ... في هذه العبادات إما أن تكون مؤقتة الأول والآخر كالصلوات الخمس وإما أن تكون مؤقتة ببدأ الوجوب وليس لها وقت إلا بالوفاة كمثل الحج والزكاة فما كان من النوع الأول كالصلاة التي لها وقت معين محدود الأول والآخر والصيام الذي له شهر معدود ثم تعمد هذا الإنسان العاصي ترك الصلاة وترك الصيام فهذا توبته أن يندم على ما وقع منه من تضييع الصلوات والصيام في شهر رمضان وأن يعزم على أن لا يعود إلى مثل هذه المعصية وأن يتبع ذلك بالأعمال الصالحة بصورة عامة وبالإكثار من التطوع من الصلوات والصيام بصورة خاصة ليعوض بذلك أو بهذا التطوع ما كان فاته من الثواب بسبب إضاعته لما فرض الله عليه منها الصلاة والصيام أما قضاء الصلاة التي أخرجها عن وقتها وكذلك الصيام فهذا لا سبيل إليه مطلقا إلا إن تصورنا أمرا مستحيلا إذا تمكن هذا التائب أن يعيد اليوم الذي أضاع فيه الصلاة أو الصلوات فليعده وليصلّ فيه ... مخرج وكفارة في تدارك ما فاته من الصلاة بشرط أن يصلوها في الوقت الذي حدده الشارع الحكيم لهم فقال عليه الصلاة والسلام (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلّها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) وقرأ عليه الصلاة والسلام في بعض روايات الحديث وهو في الصحيحين ((وأقم الصلاة لذكري)) فقوله صلى الله عليه وسلم (من نسي صلاة أو نام عنها أن يصليها حين يذكرها) حين يذكرها أي وقت يذكرها فوقت التذكر هو وقت هذه الصلاة المنسية أو التي نام عنها صاحبها ومعنى ذلك أن مثلا من استيقظ بعد طلوع الشمس بساعة مثلا فلا يقول هذه الصلاة خرج وقتها فأنا سأصليها بعدما أروح للوظيفة وأرجع لبيتي بعد الساعة الثانية ليس له سبيل إلى هذا إطلاقا لأن الرسول عليه السلام يقول (فليصلها حين يذكرها) فأنت استيقظت بعد طلوع الشمس بساعة فهذا هو وقت هذه الصلاة التي نسيتها أو تذكرت الصلاة التي نسيتها مثلا صلاة الظهر تذكرتها بعد صلاة العصر بل أقول عند غروب الشمس فتقول هذه صلاة فاتت عن وقتها أصليها في غير الوقت لا سيما الآن وقت كراهة الحدديث يقول لك لا كفارة لها إلا ذلك إلا أن تصليها في وقت التذكر فالناسي للصلاة والنائم عنها مع أنه معذور قد حدد له الشارع الحكيم وقتا للإتيان بهذه الصلاة محددا و ضيقا جدا هو وقت التذكر إنما نحن نعرف جميعا أن الأوقات الخمسة المعروفة فيها وقت وفيها فسحة فصلاة العصر مثلا ما عاد فيها ساعتين فأنت تتذكر هذه الصلاة في هاتين السّاعتين ثم لا تجد في نفسك إيمانا يدفعك إلى أن تبادر إلى الإتيان بهذه الصلاة في وقت التذكر فلا تصلي إلى أن تغرب الشمس ثم لا تصلي أيضا وتقول سأصلي سأصلي ... وساعتنا شباب وما شابه ذلك من وساوس الشيطان فإذا كان المعذور الذي فاتت الصلاة عليه بعذر النسيان والنوم قال له (فليصلّها حين يذكرها) فالذي يتذكر صلاة الظهر بعد العصر يتذكرها في وقتها ثم لم يصلها في الوقت الطويل ثم يريد أن يصليها في وقت غيرها فهذا من باب أولى لا كفارة لها لأنه ما صلاها في وقت التذكر فخلاصة القول أن العبادات التي شرعها ربنا عز وجل في أوقات محدودة الطرف من أول إلى آخر فالقول والأمر بقضائها في غير وقتها تشريع من جهة شرعا ما أنزل الله به من سلطان ومن جهة أخرى هو إلغاء للتوقيت الذي شرعه الله عز وجل في هذه الصلاة , يعني الذي لا يخرج الزكاة في سنة الوجوب يخرجها بعد سنتين أو ثلاثة يختلف تماما عن الذي لا يصلي الصلاة في وقتها لأن الله عز وجل ما حدّد لإخراج الزكاة معينا وإنما أوجب عليه الزكاة بوجوب النصاب وحولان الحول ونحو ذلك مما هو معروف بخلاف الصلاة فقد قال ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)) فلا يجوز التسوية بين ما قيد الشارع وما أطلق فنحن ضربنا مثلا آنفا الزكاة السنوية يجب أن يخرجها وأن يبادر إلى إخراجها فإن لم يفعل فكل وقت فيما بعد هو مجال ووقت لإخراجها لأن الشارع ما قال ما ينتهي وقتها بانتهاء السنة مثلا بخلاف - وهذا المثال يوضح لكم الأمر - بخلاف صدقة الفطر فقد جاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال " فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة الفطر طهرة للصائم وطعمة للمساكين فمن أداها قبل صلاة العيد فهي صدقة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " فهذا يوضح لكم أوضح بيان أن العبادة التي وقّت لها الشارع وقتا محدودا آخره فإذا لم يؤد هذه العبادة في نفس الوقت خرجت عن كونها هي تلك العبادة ففرض الرسول عليه السلام صدقة الفطر أن يخرجها المخرج لها قبل الصلاة فإذا فعل فهي صدقة مقبولة يعني فريضة كما شرعها الله وإذا لم يفعل فهي صدقة من الصدقات كذلك لا يصلي الصلاة في وقتها فلم يصلها إذا صلاها بعد وقتها لأنها مشروط لها الوقت ألا ترون أن رجلا لو بادر إلى الإتيان بالصلاة المفروضة قبل وقتها أنها لا تقبل منه مع أن هناك فرق كبيرا بينه وبين الذي يتعمد إخراج الصلاة عن وقتها فهذا يبادر الإتيان بالصلاة قبل وقتها خشية أن يشغل عنها خشية أن يموت عنها إلى آخرها يعني نيته طيبية ومع ذلك فلا أحد يقول بصحة هذا العلم وليس هناك جواب إلا أنه أدّى العبادة في غير وقتها ولا فرق في أداء العبادة في وقتها إن كان هذا الوقت قبل الوقت أو كان بعد الوقت ولذلك فنحن لا نقول لمن ابتلي بترك الصلاة يوما ما اقض ما عليك من الصلوات لأنه لا مجال إطلاقا شرعا لقضاء هذه الصلاة لأنها كانت موقوتة وقد أضاعها في وقتها وإنما نقول له قد فاتك ما فاتك من الخير الكثير بسبب إخراجك لهذه الصلوات عن أوقاتها فأكثر من النوافل وقد جاء في ذلك حديث صحيح حيث قال عليه الصلاة والسلام (أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإذا تمت فقد أفلح وأنجح وإذا نقصت فقد خاب وخسر) وفي الحديث الآخر (وإن نقصت قال الله تعالى انظروا يا ملائكتي انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته) فهذا التطوع هو الذي ينبغي أن يشغل من كان تاركا مضيعا للصلاة برهة من حياته فيشغل نفسه بعد توبته بالإكثار من النوافل حتى يسدد بها ما فاته من الخير بسبب إضاعته للصلوات المفروضة كذلك يقال تماما بالنسبة للصيام صيام رمضان فمن فاته شهر رمضان بدون عذر شرعي وليس هو إلا المرض والسفر فهذا لا مجال لقضاء هذا الصيام فعليه التوبة النصوح كما ذكرنا والإكثار من الطاعات بصورة عامة ومن صيام التطوع بصورة خاصة حتى يعوض ما فاته من الخير ولو كان لنا لو كان يجوز لنا أن نحتج بما لم يصح إسناده من الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقلنا لكم كما تسمعون في المساجد والمنابر أن الرسول عليه السلام قال " من أفطر يوما في رمضان بغير عذر لم يقضه صوم الدهر وإن صامه " لكن هذا حديث ضعيف وإن كان المعنى واضح من كلامنا السابق لأن صيام رمضان هو الذي فرضه الله تبارك وتعالى على عباده المؤمنين فإذا صام رمضان في شوال فهو لم يصم شهر رمضان وإنما صام شوالا تماما كالذي يحج وعلى التعبير الشامي " والناس راجعة " الناس بفطرهم يعرفون أن من يحج والناس راجعة لا حج له والسبب لأن الله عز وجل جعل للحج مواقيت ((الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج ... )) فإذا فرض الحج في غير أشهر الحج لم يكن حاجا وهكذا تماما في الصلاة والصيام لولا غلبة بعض الأفكار ونتج منها عادات ... يترك الصلاة بيقضي أما اللي يفوته الحج في عرفات مثلا ما يأتي ثاني يوم أو ثالث يوم يقول أنا وقفت في عرفات لأنه يعرف أن الوقوف بعرفات له وقت وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة وهكذا أهل المناسك خلاصة القول إذا كانت العبادات التي ضيعها فخالف ربه عز وجل فيها هي من نوع حق الله عز وجل فالله عز وجل غفور رحيم يتوب على من تاب على عباده المؤمنين ويغفر ذنبه ويأمره كما قال ((إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ثم اهتدى)) أما إن كانت حقوق العباد فعليه أن يعيدها إلى أصحابها ما دام متمكنا من ذلك فإذا فعل وتاب كانت توبته نصوحا أما أن يتوب وقد أكل أموال الناس نهبا وشرقة ونحو ذلك وهو باستطاعته أن يؤديها ثم لم يفعل فتوبته ليست توبة نصوحا وهي لا تقبل عند الله تبارك وتعالى. (213/6) «أسئلة عن قول بعض العلماء بقضاء الصلاة الفائتة من غير عذر؟» السائل: ... . الشيخ: ... النقص يشمل الكم والكيف فإذا نقصت فيه نص عام يشمل كما وكيفا (فأتموا له فريضته) صلاته نعم. السائل: ... أحد المشايخ يقول ... . الشيخ: للقضاء ... ما هو صحيح هذا الكلام ... ؟ السائل: قال لأن أصل مذهب أبي حنيفة عندهم ... تارك الصلاة يؤمر بالصلاة فإذا ما صلى يحبس ويضرب حتى ... فإذا فعل هذا الفعل يقام عليه الحد ... . الشيخ: ... أحكام شرعية ... . السائل: ... . الشيخ: يا أخي ... هذا الكلام الخطأ. السائل: ... . الشيخ: يا أخي طول بالك لا تأخذ المسائل بحرارة المذاهب الأربعة تقول بالقضاء أحمد يقول بالقضاء هو لو كان الدين بالتشهي لتمنينا أن يكون ما قالوا ... لكن نحن لا نريد أن نغير الحقائق من أجل أن يوافق ... الأئمة الأربعة يقولون بالقضاء الإمام الشافعي يقول بالقضاء و الإمام أحمد يقول بالقضاء ... . السائل: لهم أدلة؟ الشيخ: أدلتهم اجتهادية كما ذكرنا فقول إنكار أن الأئمة قالوا بالقضاء هذا إنكار بالواقع هم قالوا بالقضاء لا شك في ذلك وليس الأتباع فقط إنما الأتباع هم تابعون للأئمة لكن بعض الأتباع لما درسوا أدلة القول بالقضاء ولم يجدوها ناهضة لإثبات دعوى قالوا بعدم القضاء فمثلا الأئمة الشافعية العز بن عبد السلام فهو يقول تارك الصلاة عامدا متعمدا لا يقضي وهو شافعي لكن الشافعي نفسه يقول يقضي هذا ما فيه مجال للإنكار مثلا ابن تيمية وابن القيم هم حنابلة مشهورون يقولون بعدم القضاء للتارك عمدا أما ابن حزم مثلا وغيره من المستقلين كالشوكاني وصديق حسن خان فهم يقولون أيضا بعدم القضاء فالذي قال لك ما نقلته عنه فليراجع كتب الأئمة المتقدمين وسيجدهم مصرحين بذلك. (213/7) «كيف تخرج الزكاة فيما إذا كان هناك أنصبة كثيرة وقد حال الحول على النصاب الأول؟» السائل: حول الزكاة ... إذا جاءنا مال قبل إخراج الزكاة في رمضان ... وأنا ... في العيد ... رمضان؟ الشيخ: العلماء لهم في المسألة قولان ... إذا كان ... لهم قولان ... ليش أنت مستعجل ... قبل ساعة أو ساعتين ... القول الأول أن كل نصاب له حسابه كل ما تجمع عنده نصاب يؤرخ بدأ هذا النصاب رقم واحد بتاريخ كذا وبعد ما انتهى بالنصاب جاء بدأ النصاب فيؤرخ عنده فكل نصاب له تاريخ هذا قول والقول الثاني مجرد أن يجتمع عند المكلف نصاب واحد فكلما انضم إليه مال فيما بعد يضم إلى هذا النصاب وفي الأخير يخرج عن مجموع المال الذي عنده هذا القول الثاني وهو الذي لا يمكن عمليا إلا القول به أما القول الأول فأقرب بالنسبة للتجارة الذين عندهم ثراء وعندهم غناء هذا بدو يعمل مئات الأنصبة بدو يدوخ والإسلام لم يقم إلا على أساس ((يريد الله بكم اليسرى ولا يريد بكم العسرى)) الخلاصة نحن نختار إخراج الزكاة عن مجموع الأنصبة بحولان الحول على النصاب الأول فقط ولا لم يحل الحول على بقية الأنصبة لأنها ملحقة بهذا النصاب ولو تبنى الإنسان القول الثاني فنحن لا نخاصمه ولا نجادله ولكن هو حينما يباشر القضية عمليا سيجد أن هذا لا يمكن تحقيقه والإسلام عمليا وليس نظريا هذا جواب ... . السائل: ... قلنا إذا عندنا النصاب الأول وجاءنا في شعبان ... ومر عليه رمضان ... ونصرفها في شوال ... يجب علي أن أخرج الزكاة ... ما فيها صعوبة؟ الشيخ: أنا أعطيتك الجواب لذلك تختار القول الثاني إن شاء الله تطلع المال كله نحن شو بيهمنا نحن قلنا هذيك الساعة أنك تظم الأنصبة بعضها لبعض. السائل: أحوط. الشيخ: مو أحوط أيسر , فإذا كان أنت تشعر أنه ما فيه عندك الأنصبة الكثيرة المتوالية فأخرجت عن كل نصاب على حدى ما فيه عليك اعتراض لأنه هذا هو الأصل. السائل: ... لعل الحديث ... التجارة عليها زكاة ... . الشيخ: ... أنا ما قلت هذا , أنا قلت الذي تجتمع عنده أموال تجب عليه زكاة أنا ما ذكرت التجارة العروض ... تسأل عن عروض التجارة اسأل عنها سؤالا خاصا أما أنا ما ذكرت التجارة ذكرت أن التجار يجتمع عندهم أنصبة وهذا ما فيه عروض التجارة هذا في النقد يجتمع عنده نصاب ثم نصاب فيصعب عليه أما أنت جاء على بالك وعلى خاطرك تسأل على عروض التجارة لك الحق أن تسأل عنه وتسمع الجواب. السائل: ... . الشيخ: مو هلا بس ... . السائل: بالدور. الشيخ: أي نعم. سائل آخر: ... . الشيخ: مر عليك إيش ... . سائل آخر: ... . الشيخ: قبل ما تنتصب قائما تبدأ بالفاتحة ... يعني وأنت قائم تبدأ بالقراءة وكنت تعلم الحكم أن هذا لا يجوز ... . سائل آخر: ... . الشيخ: عفا الله عما سلف ... . (213/8) «رجل صلى صلاة الصبح و ركعتين من الظهر وهو جنب فماذا يفعل؟» الشيخ: طيب هنا سؤال يقول رجل صلى صلاة الصبح وركعتين من الظهر رجل صلى صلاة الصبح وركعتين من الظهر وهو جنب ماذا يفعل؟ هو من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعضا من صلاته وهو جنب ثم تذكر فأشار لمن خلفه أن قفوا مكانكم وذهب واغتسل ثم بنى على ما فعل ... الجواب عندنا حديث وعندنا أثر عن عمر الحديث يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل في صلاة الفجر و صلى بالناس وكبر ثم أشار إليهم أن مكانكم ورجع إلى بيته واغتسل ورجع ورأسه يقطر ماء فصلى بهم وبعد الصلاة قال لهم (إني كنت جنبا فنسيت) ففي هذا الحديث بيان أن النبي عليه الصلاة والسلام بنى على تكبيرته الأولى تكبيرة الإحرام ذلك لأنه لم يتكلّم من جهة ومن جهة أخرى أبقى أصحابه قياما وقال لهم بالإشارة أشار إليهم أن مكانكم ولما عاد ... أي تم بهم الصلاة وبعد الصلاة قال (إني كنت جنبا فنسيت) فأخذ من هذا الحديث أن من تذكر الطهارة في صلاته بنى على ما مضى من بعد ما يتطهر الحادثة الأخرى التي أشرت إليها عن عمر أنه صلى الصبح يوما بأصحابه في المدينة وبعد الصلاة نظر في ثيابه فوجد فيها أثر مني فعاد واغتسل وأعاد الصلاة ولم يأمر الناس بإعادة الصلاة فقلنا ما دام أن عمر رضي الله عنه أعاد الصلاة و أعلن ذلك بالنسبة لمن كان قوله من الصحابة ولم يأمر من صلى خلفه بالإعادة فأخذنا هنا حكمين أن من تذكر الحدث بعد الصلاة فعليه أن يتطهر ويعيد الصلاة وأما إن تذكرها في أثناء الصلاة فهو يتطهر ويتم ويبني فلو لا أثر عمر لقلنا لا فرق بين من تذكر في أثناء الصلاة أو بعد الصلاة أثر عمر هو الذي يجعلنا نفرق بين الحادثتين ونحن حينما نأخذ بأثر عمر إنما نربط ذلك بمبدأ عندما وهو أنه يجب أن نفهم نصوص الكتاب والسنة على منهج و فهم السلف الصالح فلذلك لما قال الله عز و جل في القرآن الكريم ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى)) قال ((ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) لم يقتصر الله عز وجل على قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى وإنما ضم إلى ذلك فقال ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) لأن مخالفة سبيل المؤمنين معنى ذلك مخالفة منهجهم في فهم الكتاب والسنة لأنه لا يكفي للمسلم أن يكون ناجيا يوم القيامة أن يقول أنا حجتي الكتاب والسنة لأن كل الفرق الإسلامية على شدة الاختلاف الواقع بينها كل فرقة منها تدعي أنها على الكتاب والسنة ولكن الحكم الفصل هو الرجوع إلى سبيل المؤمنين لاسيما الأولين منهم وهم الصحابة وإشارة إلى هذه الحقيقة نجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي (الجماعة) وفي رواية قوية بشواهدها قال (هي ما أنا عليه وأصحابي) لماذا ذكر وأصحابي ولم يقتصر عليه الصلاة والسلام هي ما أنا عليه؟ وإنما ضم إلى ذلك فقال وأصحابي من شواهد الحديث حديث العرباض بن سارية قال " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله " قال (أوصيكم بالسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) لماذا لم يقل (فعليكم بسنتي) كفاية بلا شك لأنه ما عندنا غير القرآن والسنة لكن هناك حكمة بالغة وهي سنة الخلفاء الراشدين على أساس أنهم هم الحملة الأولين الذين ... عليه الصلاة والسلام وفهموها فهما صحيحا وطبقوها كذلك تطبيقا صحيحا ولذلك فلا ينبغي الاقتصار في ... هذا هو المخلص والملجأ من الخلاف الكثير والطويل الذي وقع فيه المسلمون خلال هذه القرون الطويلة العديدة لابد من الرجوع إلى الكتاب والسنة أولا ثم فهم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ثانيا , وهذا المنهج في الواقع ما أهميته يتفرع منه أن نعدل كثيرا من مفاهيمنا لبعض النصوص من الكتاب والسنة واستدلالنا بها مثلا وأوضح لكم اختلف العلماء منذ ما قبل البخاري في الرجل يدخل المسجد فيجد الإمام راكعا فيركع ويشاركه في الركوع هل تعتبر له ركعة أم لا؟ الجمهور ذهبوا إلى حسبانها ركعة الإمام البخاري وابن حزم وغيرهما قالوا لا ... ودلالته كما ترون صريحة (لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) لكن هذا استدلال بالعموم الإمام البخاري وابن حزم لما استدلوا على أن مدرك الركوع ... قراءة الفاتحة في كل ركعة وما دام أنه ما قرأ الفاتحة في هذه الركعة فإذا لا تعتبر ركعة فإذا هم احتجوا بعموم النص لكني أقول استفادة من القاعدة السابقة أن كل نص عام لم يجر عليه عمل السلف عليه فلا يجوز الاستدلال به والأخذ بعمومه مما لم يجر عليه عمل السلف ذلك لأنهم كانوا أزكى عقولا وأطهر قلوبا وشاركوا الرسول عليه السلام في عبادته في صلاته فإذا وجدناهم مثلا يعبترون إدراك الركوع إدراكا للركعة فمعنى ذلك أن استدلالنا بالعموم غير صحيح لأنه لو كان صحيحا لكانوا هم أفقه لدلالة هذا العموم على هذه الجزئية الخاصة فنحن نجد مثلا قد صح عن الخليفة الأول أبا بكر الصديق خلاف ما ذهب إليه البخاري أن مدرك الركوع مدرك للركعة وثبت مثله أيضا عن زيد بن ثابت الذي بهمته جمع القرآن بين دفّتين. السائل: من كلام أبي بكر أو فعله. الشيخ: نعم الآن لم يحضرني بالنسبة لأبي بكر خاصة وزيد لكن يأتيك الآن الأثر الثالث , ذكرنا أبا بكر وزيد بن ثابت في الغالب فعل , والثالث عبد الله بن مسعود فعبد الله بن مسعود ثبت عنه مثل ما ثبت عن الصحابيين السابقين لكن ثبت أيضا منه قول صريح في الموضوع لقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه والإمام الطبراني في معجمه الكبير وغيرهما أن ابن مسعود دخل مع صاحب له لعله اسمه زيد بن وهب أو وهب بن زيد الشك مني الآن دخل المسجد فوجد الإمام راكعا فركع ولما سلم الإمام سلم ابن مسعود معه أما صاحبه فقام ليأتي بركعة فشده من ثوبه وقال له قد أدركت فحينما نجد مثل هذه الآثار اليوم وكلها صحيحة و ورد أيضا مثل ذلك عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ولو أن إنسانا تقصد في تتبع الآثار لربما بارك الله له فيها فحينما نجد مثل هذه الآثار الصحيحة وعن كبار الصحابة يعتبرون إدراك الركوع إدراكا للركعة لانقيم وزنا بعد ذلك للاحتجاج بالنص العام ما دام ليس هناك نص خاص لأن هذا النص العام من الممكن أن يدخله تخصيص و هذا التخصيص نحن ما علمناه علمه أولئك الذين سمعوا النص من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة وأنا أضرب لكم مثلا كيف أنه لا يجوز العمل بهذه النصوص العامة فيما لم يجر عليها علم السلف والواقع عدم مراعاتنا لهذه القاعدة كان مدعاة لفتح باب الابتداع في الشريعة ابتداعا قضى على السنة في كثير من الأحيان مثل الذين يزيدون على الأذان أو على الإقامة من الصلاة على الرسول عليه السلام وما يسلكونه به مما يصح ومما لا يصح فهنا إذا قيل لهم يا أخي كيف أذن بلال وما ... لا إله إلا الله وانتهى ... قال لك شو فيها الله قال ((صلوا عليه وسلموا تسليما)) فأول ما ... بالاستدلال بالنص العام النص صحيح آية في القرآن الكريم لكن هذا الاستدلال العام ... لا صحابة ولا تابعين ولا أتباعهم ولا أحد من الأئمة المجتهدين الذين يزعم هؤلاء أنهم يقلدونهم إذا هذا العمل بالنص العام لم يجر عليه فيما كان في أول الإسلام فإذا هذا من محدثات الأمور وكل بدعة توجد في المسلمين لابد لها من أصل أي بنص العام لكن لم يجر العمل عليه إطلاقا فكان عملهم بما لم يعمل به السلف الصالح ... ابتداعا وإحداثا في الدين. أخيرا آت بمثال حتى لا نخرج بعيدا عن البحث السابق المثال الأخير يقول الرسول عليه السلام (يؤم القوم أقرؤوهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ... ) إلى آخر الحديث الصحيح فلو كان هناك مجلس خاصا من الأقارب فيه نساء وفيه رجال فنظروا فوجدوا امرأة هي أقرؤهم وهي أعلمهم ... مع أحد الحاضرين واستحضروا الحديث وقال قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... ) لازم تتقدمنا السيدة فلانة أو الحاجة فلانة أو إلى آخره لكن هذا استدلال بنص عام لم يجر عليه عمل السلف في كل هذا الزمان إذا استدلال خطأ من هذا وغيره من أمثلة كثيرة جدا تعرفون أهمية ضم عمل السلف الصالح إلى الكتاب والسنة لأن هذا العمل هو الذي يوضح لنا الكتاب والسنة , من أجل هذه الحقيقة يقول ابن القيم رحمه الله و ... ما يقول: " العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه " ضم الصحابة وهذا من فقهه أخذ من سبيل المؤمنين في القرآن أخذ من سنة الخلفاء الراشدين في الحديث العرباض , أخذ من (وأصحابي) من حديث أبي هريرة وغيره وقال: " العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصب للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه كلا ولاجحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه " عدنا الآن إلى أصل المسألة فرقنا بين من تذكر الطهارة في أثناء الصلاة فعليه أن يتطهر ويتم الصلاة ولا يستأنفها و بين من تذكر الطهارة بعد الصلاة فيستأنفها لأنه صلاها كلها بدون طهارة اقتداء بفعل عمر و ... منه بذلك على مشهد من كثير من الصحابة ... . السائل: أين أثر سيدنا عمر يا أستاذ؟ الشيخ: في الموطأ نعم. سائل آخر: ... . الشيخ: لا أي نعم يلتزم باستقبال القبلة. سائل آخر: بالنسبة ... أعيد الفجر وأعيد الظهر بالنسبة للسؤال؟ الشيخ: ... ركعتين الظهر يتمم ... . سائل آخر: ... . الشيخ: راحوا ورجعوا ... أنت تقول ذهبوا ورجعوا منين أتيت بها رجعوا ... . سائل آخر: ... . الشيخ: بدك تضبط كلامك الرسول وأصحابه معه طائفتان , طائفة كما جاء في الحديث لما سلم الرسول عليه السلام من ركعتين قال خرج سرعان الناس من المسجد , هؤلاء خرجوا , وطائفة بقوا في المسجد فأنت لما تقول خرجوا ورجعوا من أتيت ورجعوا! السائل: ... . الشيخ: فالذين كانوا في المسجد طبعا فعلوا مثل ما فعل الرسول عليه السلام ... أنا قبل كل شيء أصحح الرواية لما تقول خرجوا و رجعوا هذا لو كان فيه نص صريح أنهم خرجوا مستدبرين الكعبة ثم دخلوا ... ما فيه عندنا بيان لكن عندنا بيان من هو أعظم يتعلق بنفس الرسول عليه الصلاة لأنه ذهب إلى ناحية من المسجد واضطجع ووضع إحدى ييديه على الأخرى ... فجرى النقاش المعروف في الحديث المهم هذا ... إصلاح الصلاة والرسول كان ناسيا هذا موضوع ثاني أما ... متذكر فهنا يجب أن يحاول أنه لا ينحرف عن الكعبة. (213/9) «سؤال عن حديث ذي اليدين في سجود السهو؟ مع تتمة الإجابة على السؤال السابق؟» السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: يفترض أن لا ينحرف عن القبلة ... يكون متجها ... . الشيخ: ... كشف عورته غصبا عنه ما تبطل صلاته أما باختياره تبطل صلاته. السائل: ... . الشيخ: إذا استطاع إلى ذلك سبيلا. (213/10) «هناك حادثة طلاق وهي أن عمر رضي الله عنه طلب من ابنه أن يطلق زوجته التي يحبها فلم يفعل أولا ثم فعل ثانيا استجابة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فما الحكم في هذا النوع من الطلاق (طلب الوالد من الولد طل» الشيخ: يقول السائل ولعلنا ننهي الاجتماع والإجابة بهذا السؤال , قال هناك حادثة طلاق جرت طلبا من عمر رضي الله أن يطلق ابنه عبد الله زوجه التي يحبها فلم يفعل عبد الله أولا ثم فعل استجابة لأمر الرسول صلى الله عليه وآله سلم فما حكم الطلاق من هذا النوع أي طلب والد من الولد طلاق زوجته وما حدود الطلاق؟ وفيما يطاع الأبوان في حق الزوج وما حقوق الزوجة فيما يتعلق بالبيت الشرعي وخاصة السكن مع أهل الزوج وهل تحرم الزوجة من بعض حقوقها نزولا عند رغبة الوالدين أو أحدهما؟ هذا سؤال بدو محاضرة لأنه فيه عدة أسئلة الحديث الذي ورد في أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر ابنه عبد الله بأن يطلق زوجته حديث صحيح وأن ابن عمر في أول الأمر صعب عليه فذهب إلى الرسول عليه السلام وقص عليه القصة فقال له عليه الصلاة و السلام (أطع أباك) فأنا أقول وقد سئلت مرارا عن هذه الحادثة تقع اليوم وتكرر مرارا يسألني السائل فلا أستطيع أن أقول له كما قال الرسول لابن عمر (أطع أباك) لأن أباه ليس كعمر ولا قريبا بعمر ولا أستطيع أن أقول لا تطع أباك لأن إطاعة الوالدين واجبة فأقول إذا كان أبوك الآمر لك بتطليق زوجتك عندك بمثابة عمر عندك فأطعه وهكذا أجيب دائما وأبدا وكما قلنا آنفا تعليق بالمحال وإنما ... يعني معنى هذا الكلام لا تطع أباك في مثل هذا لاسيما وأكثر الآباء اليوم لا دين عندهم لوكان عندهم دين فلا علم عندهم ولو كان عندهم علم فلا عقل عندهم ... ظلمات بعضها فوق بعض يعني الواحد منهم يحرص فقط على إراحة نفسه عم تعمل مشاكل ما تسمع الكلام ... فهذا الولد إذا وجد ... ضررا في تطليقه لزوجته فقد يكون له منها ولد أو أكثر بسبب إطاعته لأبيه فلا طاعة له عليه لأنه فيه تعريض له بالضرر ولا ضرر ولا ضرار وإن كان والله لا يجد فيه حرجا لعله هو في نفسه يميل ربما أن يأتي بأخرى بديلها فما دام أنه ليس هناك حرج فيطيعه ويتخلص من المشكلة لكن مثل السؤال لا يتوجه عادة إلا والولد يتمسك بزوجته لا يرضى بها بديلا ولذلك فنحن نقول له إذا كان والدك كعمر عندك فأطعه وإلا فلا , أما سؤالنا فما حكم الطلاق من هذا النوع فإن كان السائل يقول فما حكم إيقاع هذا النوع من الطلاق فقد عرفنا جوابه أما إن كان يعني ما حكم طلاق هذا النوع بمعنى إذا وقع يعني والد أمر ابنه أن يطلق فنفذ وطلق ونحن حين ذاك ندرس الموضوع إن كان مكرها على ذلك فلا طلاق بالرغم أنه نفذ الطلاق لقول الرسول عليه الصلاة ولاسلام (لا طلاق في إغلاق) والإغلاق فسر عند العلماء بقولين اثنين الأول الإكراه والآخر الغضب الشديد الذي يمنع صاحبه من التفكير السليم فإذا أكره هذا الولد من أبيه ... فطلاقه غير واقع بنص هذا الحديث الصحيح أما إذا كان هو ... . (213/11) «تذكير الشيخ بقضية تسامح السلفيين فيما بينهم في مسألة قيام بعضهم لبعض مع بيان الأدلة في ذلكالشيخ: هناك في الواقع عدة قضايا ألاحظها فينبغي لفت النظر إليها والتذكير بها , القضية الأولى هي تسامح إخواننا السلفيين بعضهم مع بعض ولا أقول بعضهم مع الآخرين فلهذا كلام آخر وإنما تساهل أو تسامح السلفيين بعضهم مع بعض في قيامهم بعضهم لبعض ... أنصح لهم بهذا التسامح لأنه قائم على خلاف السنة الصحيحة ألا وهي التي تقوم على عدة أحاديث بعضها صريح في الموضوع وبعضها يؤخذ منه منه ما يدل على الموضوع ثم هذا النوع من الصريح ينقسم إلى قسمين قسم يتعلق بالجالس وقسم يتعلق بالداخل , أما القسم الذي يتعلق بالجالس فهو حديث أنس بن مالك الذي أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد والإمام أحمد في المسند وغيرهما بسند صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رؤية وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك ". ومن الأمور البدهية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحق الناس بالإكرام ما دام أن الله تبارك وتعالى أكرمه وفضله على سائر الأنام وجعله سيد الرسل الكرام فلو كان هذا القيام الذي اعتاده المسلمون اليوم لعظمائهم وكبارئهم ومشايخهم ... وسيلة مشروعة للإكرام لكان أحق الناس به نبينا عليه الصلاة والسلام وإذْ الأمر ليس كذلك بدليل حديث أنس السابق " كانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك " فلو كان القيام وسيلة إكراما شرعا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكرهه فكراهية الرسول صلى الله عليه وسلم لمثل هذا القيام يحمل على أقل الاحتمالات على الكراهة التي تفيد أقل ما تفيد عدم استحبابها فإذا ترك هذا القيام ولا يزال ألفت النظر إلى البحث ... لكن تحت عموم قول الله تبارك وتعالى ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر)) ثم تكلمنا عن الرسول عليه السلام وهو أنه أحق الناس بالإكرام نتكلم الآن عن الصحابة الكرام فهم بلا شك أعرف الناس بمنازل العظماء من الرجال فكيف إذا كان أعظم الرجال؟ فحينما نراهم لا يقومون له فذلك يؤكد أنهم كانوا فهموا منه عليه السلام كراهته لهذا القيام فإذا لنتصور الداخل مهما كان عظيما والجالس مهما كان مقدر للعظيم فسوف لا يكون الداخل أعلم ولا الجالس اليوم أشد تقديرا للعظماء من الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام. هذا ما يتعلق بالجالس فهو لا يقوم للداخل , أما الداخل نفسه فهو أحد رجلين إما أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كراهته لقيام الناس له فحين ذاك ... أن يحث الناس على البقاء ... له وإما أن يكون الرجل الآخر وهذا ما يصاب به جماهير الداخلين حينئذ يأتيهم الوعيد الشّديد ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار) ولا أتصور إنسانا لا يحب القيام يعتب على من لا يقوم له إلا وفي قلبه نزعة من كبر فينصب عليه هذا الحديث بهذا الوعيد الشديد والحديث الآخر الذي يقول (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، والحديث طويل ... لما قال الرسول عليه السلام هذا الحديث قالوا يا رسول الله إن أحدنا يحب أن ترى عليها ثياب حسنة أذلك من الكبر قال (لا) قال آخر إنا أحدنا يحب أن ترى عليه نعلان حسنتان أذلك من الكبر؟ قال (لا) والآخر إنا أحدنا يحب أن يرى في يده سوط حسن والسوط معروف ويسمى ... أذلك من الكبر؟ قال (لا , إن الله جميل يحب الجمال) قالوا فما الكبر يا رسول الله؟ قال (الكبر بطر الحق وغمص الناس) وفي رواية (وغمط الناس) يعني غمص بالصاد أو بالطاء روايتان و المعنى واحد، فالكبر بطر الحق وغمط الناس أو غمص الناس وإذا عرفنا أن من الحق ألا يقوم الجالس للداخل ثم دخل الداخل ... من الجالسين أن يقوموا له وهو يعلم أن هذا أمر مكروه شرعا يخشى عليه أن يدخل في قوله عليه السلام (الكبر بطر الحق) وهذا المعنى الثاني المتعلق بالداخل الذي يحب أن يتمثل له الناس قياما فيه حديث يؤكد هذا المعنى لكن بطريق الاستنباط والنظر السليم , فهناك حديث في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركب دابته يوما فرمته على الأرض فأصيب في عضده ولما حضرت صلاة الظهر لم يستطع أن يصلي بالناس قائما فجلس وقام الناس خلفه قياما فأشار إليهم وهو في الصلاة أن اجلسوا فجلسوا لما انقضت الصلاة قال لهم عليه الصلاة و السلام (إن كدتم آنفا لتفعلن فعل فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا , وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين) ... في هذا الحديث في نقطتين منه , الأولى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر قيام الصحابة في الصلاة خلفه وهو جالس في الصلاة ... منه اعتبرها صورة مشابهة لقيام جماعة كسرى ووزراء كسرى فوق رأسه تعظيما له وهو جالس على عرشه مع ملاحظة الفرق البعيد جدا جدا جدا بين الرسول عليه الصلاة و السلام وصحابته من جهة وبين كسرى وأهل مجلسه من جهة أخرى ذلك ما أشرت إليه أن الرسول عليه السلام جلس ... ثم جلوسه في الصلاة ليس خارج الصلاة يعني بين يدي الله عز جل , والصحابة أيضا إنما قاموا في الصلاة وقاموا تحقيقا لركن من أركان الصلاة مما أمر الله عز وجل به في القرآن الكريم بقوله ((وقوموا لله قانتين)) أما كسرى فهو يجلس تعاظما وتكبرا على عرشه والناس يقومون من حوله قياما تعظيما له فشتان بين هؤلاء عملا وقصدا وبين أولئك عملا وقصدا مع ذلك قال لهم (كدتم) يعني قاربتم أن تفعلوا مثل ما فعلت فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم فلا شك أنه عليه السلام يعني كلامه عدل موزون دقيق ما قال فعلتم كما يفعل عظماء كسرى أو فارس بعظمائها لأنه فيه فرق كبير لكن مع ذلك فيه إشعار ... جدا أنه هذه الصورة ولو في الصلاة يجب أن تبتعدوا عنها حتى ما يكون فيه مشابهة في الظاهر مع اختلاف المقاصد بين الطائفتين لذلك قال لهم (وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين) المسألة الأولى هي هذه، وأما النقطة الأخرى في هذا الحديث أنه أسقط ركنا من أركان الصلاة وهو القيام من المصلين خلف الإمام الجالس معذروا كي لا تظهر المشابهة الصورية الشخصية بين الإمام الجالس لعبادة الله والجماعة القائمين خلف هذا الإمام بعبادة الله حتى لا تظهر المشابهة الشكلية بين هؤلاء وبين رجال فارس في تعظيمهم لعظمائها وإذا وضح هذا وذاك يتبين لنا أن ما عليه جماهير المسلمين اليوم ككثير من المشايخ أنه إذا دخل الشيخ مثلا لا نقول الأمير ولا نقول الوزير لأن هؤلاء لهم حكم آخر كما قلت في ابتداء كلمتي هذه عند السلفيين مع بعضهم البعض فعلى الأقل السلفيون يجب أن يحيوا السنة دائما وأبدا وفعلى الأقل مع بعضهم البعض بعد ذلك مرتبة أخرى ممن يأنسون من غيرهم رشدا واستعدادا لتقبل السنة أما دخل أمير أو دخل وزير وليس هناك مجال ... للسنة حتى لو أظهروا السنة قد لا يبالي بها إطلاقا فحينئذ نقول ولسان حالنا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله أما مع بعضنا البعض فهذا ما ينبغي أبدا لأن هذه ظاهرة وثنية دل على ذلك الحديث السابق (إن كدتم لتفعلن آنفا فعل فارس بعظمائها) على أنه هناك حديث في سنده ضعف وإن كان وجدت ما يشهد له وهو قوله عليه السلام (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظموا بعضهم بعضا)، بعض الناس يقولون بالنسبة لهذا الحديث أنه قال كما تقوم الأعاجم والأعاجم يقومون كما جاء في حديث جابر يقومون هكذا مدة طويلة وطويلة والملك جالس نقول هذا يفعله الأعاجم وما دونه أيضا يفعله الأعاجم أي هذا الذي ذكره الرسول عليه السلام في حديث جابر من قيام حاشية الملك عليه هكذا قياما وهو جالس هذا يفعله العظماء مع أعظمهم لكن القيام الآخر الذي نحن نتحدث فيه أيضا يفعله الأعاجم كما يفعله اليوم ولذلك فالتشبه حاصل في كل من الصورتين هذا ما يتعلق بالقيام للداخل. المسألة الثانية القيام من المجلس للداخل ليجلس فيه هذه مسألة أخرى وفيه حديث في البخاري ومسلم (لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا) فالآن يدخل الداخل والمجلس ما شاء الله واسع فيقوم مثلا يقوم ... له ليجلس في مجلسه هذا خلاف الحديث (لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا) فإذا كان المجلس بطبيعة الحال واسع كما نرى في بلادكم ما شاء الله المجلس عبارة عن عديد من الغرف بالنسبة لبلادنا ... صار فيه ضغط وزحمة نتوسع هنا ... ولا تقوم الرجل من مجلسه للداخل ليجلس فيه روى هذا الحديث من الصحابة عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يحدث بهذا الحديث إذا دخل وقام له الرجل من مجلسه فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا) و يأبى أن يجلس في مكان الرجل الذي أخلى له ذلك المكان هذه مسألة أيضا نحب أن نتبه لها لا شك سواء في المسألة الأولى أو في المسألة الأخرى القصد هو إكرام للداخل لكن ينبغي أن نكرم الداخل بما شرع وليس بما ابتدع فالذي قال مثلا (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه) هو الذي قال (لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ... ) وهو الذي قال كان يكره أن يقام له تعظيما وإكراما, فينبغي أن نلاحظ ههذ المسألة الأولى والثانية وهناك مسألة ثالثة وما أكثر المسائل. (214/1) «كلام الشيخ على مسألة تكرير السلام مع كل مصافحة وأنها بدعةالشيخ: والمسألة الثالثة منطلقي فيها هو من عند القاعدة الإسلامية العظيمة العامة (و إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وقوله عليه السلام (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) وقوله عليه السلام (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ما هي هذه المسألة؟ يدخل الداخل ويقول السلام عليكم ويصافح كمان المصافحة سنة ويأتي للثاني ويقول السلام عليكم مع كل مصافحة سلام وهكذا كم عدد الجالسين؟ عشرة عشر سلامات هذا ليس من السنة إنما الداخل يدخل المجلس يلقي السلام ثم إذا أراد أن يتمم السنة يصافح الحاضرين وإن لم يتيسر إذا ما كان العدد عددا محصورا أما إذا كان فيه عدد كبير فيبقى فيه تكلف كبير بأن يصافح هذا المسلم كل الحاضرين معه , الشاهد أن السنة إذا دخل الداخل المجلس أن يقول السلام عليكم ثم إن شاء أن يأتي بالأكمل والأفضل فيصافح الحاضرين لكن أن يقرن مع كل مصافحة سلاما فهذا من محدثات الأمور وقد عرفتم قول الرسول (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) هذا ما عندنا في البال من التذكير والذكرى تنفع المؤمنين. (214/2) «هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصافح؟» السائل: ... . الشيخ: بالنسبة لإيش؟ السائل: للمصافحة. الشيخ: المصافحة. السائل: هو وارد أنه كان يصافح في المسجد ... . الشيخ: فيه عندنا قول أبي ذر الأنصاري " ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وصافحنا " السائل: في المجالس و إلا؟ الشيخ: اللقاء " ما لقينا " ليس في الحديث في المجالس وليس في الحديث في الطرقات ولا في أي مكان كان. (214/3) «هل من أدب المجلس قطع كلام المتحدث بالسلام والمصاحفة؟» السائل: ... ملاحظة عند بعض ... فيسلم ويقول السلام عليكم ثم يصافح ويقطع حديثه يعني هل هذا من أدب المجلس ... ؟ الشيخ: هو يقول غيرك ما هو أكثر من هذا يقول لا يجوز إلقاء السلام والدرس قائم لأن السلام يقطع المجلس ونحن باعتبارنا سلفيين لا نعمل عقولنا ولا نسلطها على أحاديث نبينا فإذا كان دلالة الحديث واضحة نبقى التكلم فيما ينافي هذه الدلالة هو أشبه ما يكون بالفلسفة مثلا لعلكم تعلمون جميعا الأحاديث التي فيها شرعية السلام على المصلي فيقابل هذا المشروع بفلسفة عقلية يقول يا أخي أنت عندما تسلم على المصلي تشغل باله ثم أنت تكلفه أن يرد عليك السلام إشارة بيده أو برأسه فأنت أشغلته عن الصلاة وأنا أجيب عن هذا بجوابين الأول ... " إذا ورد الأثر بطل النظر " " وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل " الشيء الثاني أن تصورنا أن إلقاء السلام على المصلي هو إشغال له عن الصلاة إنما هو قائم على أن الصلاة تعني غيبوبة عن الواقع كما يحكى عن بعضهم أنه لا يحس بمن حوله قد يكون كذلك أو قد يكون ذلك من الاستغراء في الخشوع والخضوع هو شيء طيب بلا شك لكن هذا لا يعني أن المصلي لازم يكون كذلك دائما وأبدا فلا يشعر بما يقع حوله لأن هذا خلاف سنة الرسول عليه السلام يقينا كما لو قال قائل وقد قيل في بعض كتب الفقه ... إغماض العينين في الصلاة هل هو من آداب الصلاة أم لا فكثيرا ممن عنده طرف من التصوف يقول باستحباب تغميض العينين في الصلاة لأنه يستجلب الخشوع فأتي الرد أن سيد الخاشعين عليه الصلاة والسلام لم يكن يغمض عيينه في الصلاة فكان يرى ما يجري حوله وكذلك لم يكن مستغرقا في الصلاة كل الاستغراق كما ذكرناه عن بعض الناس وإنما كان يقظا كان يلاحظ ما يقع خلفه وعن يمينه وعن يساره من أخطاء فيعلمهم بعد الصلاة. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته, بل وصل الأمر به عليه الصلاة والسلام في بعض الأحيان إلى أن يغير مخطط الصلاة التي كان فيها وكان خطط لها من تخفيف القراءة أو تخفيف الركوع والسجود لأمر يعرض فهناك مثلا حديث للإمام أحمد في مسنده بالسند الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة العصر يوما سجدة أطالها هو دائما سجداته طويلة بالنسبة للسجدات ... لكن تلك السجدة كانت أطول من الطويلة مما جعل بعض الصحابة الذين يصلون خلفه تحدثه نفسه ما بال الرسول عليه السلام أطال السجود هذه الإطالة غير المعتادة لعله جاءه الموت فرفع رأسه من السجود وأطل هكذا ليطمئن على نبيه وإذا به يرى منظرا عجبا يرى الحسن أو الحسين قد ركب ظهر الرسول عليه السلام وعلى التعبير الشامي "مكيف الولد " والرسول لا يتحرك ولا ... هكذا ولا هكذا بيده حتى ينزل المهم الصحابي هذا لماعرف أن الرسول على قيد الحياة فرجع إلى سجودع ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قالوا له يا رسول الله لقد سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها فقال عليه الصلاة والسلام (إن ابني هذا كان قد ارتحلني فكرهت أن أعاجله) هذا بلا شك التواضع هذا واللطف واللين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس غريبا وهو الذي أثنى عليه ربنا في القرآن فقال ((وإنك لعلى خلق عظيم)) والشاهد من هذا الحديث الصحيح هو أن الرسول عليه السلام ما كان مستغرقا في صلاته كل الاستغراق وإلا لما أحسّ بركوب ابنه على ظهره وبالتالي لما أطال السجدة أكثر من العادة لكنه أحس بأنه هناك ولد من أولاده الصغار ولد ابنته قد ركب عليه فهو لا يريد أن ينزله لذلك قال بكل تواضع (كان قد ارتحلني) يعني اتخذني راحلة كان باستطاعته يقول ركبني وانتهى الأمر يقول (اتخذني راحلة ... ) (إن ابني هذا كان قد اتخذني راحلة فكرهت أن أعجله) خليه يكيف حتى يشبع ولما شبع منه ... رفع رأسه من السجود كذلك في صحيح البخاري وغيره أن الرسول عليه السلام كان يقول (إني لأدخل في الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء صبي فأوجز في القراءة لأفرغ له أمه) فلاحظوا في هذا الحديث ماذا أولا الرسول سمع صوت الصبي ثم عمل بطبيعة الحال ... منطقية وسريعة جدا صوت هذا الصبي يدل على أن أمه معه في المسجد إذا فمعنى المحاكمة إذا الأم هذه سيشغل بالها وعقلها وراء صبيها لذلك أنا لازم أخفف الصلاة لأجل يفرغ الأم للصبي ولذلك كان يقرر في صلاة الصبح يقرأ ثلاثين آية على الأقل في الركعة وإذا به يقرأ بضع آيات ويخفف الركوع والسجود كل ذلك ليفرغ للصبي أمه! هذا كله ولا مؤاخذة مقدمة ولو أنها طالت فهي لا تخلو من فائدة أنه إذا كان الرجل يصلي فألقى المسلم عليه السلام فيقال يا أخي هذا فيه إشغال له سنقول أشغلناه بالخير أم بالشر؟ ابنه الحسن أو الحسين لما ركبه أشغله بالخير أو بالشر نحن لا ندرك الخير والشر إلا من طريق محمد عليه الصلاة والسلام فما دام أنه أقره فهذا من عطفه ومن رحمته بالصغار كما سمعتم في الحديث السابق (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه) فما دام أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد شرع لنا إلقاء السلام على المصلي فلا نقول أن في هذا الإلقاء تشغيلا له ... لأننا نقول أنه قد يكون من الصلاة ما يعده الناس بأنه من الصلاة والمثال بين أيديكم حينما قال عليه السلام في تلك الحادثة (إن ابني هذا قد ارتحلني فكرهت أن أعجله) ومن هذا الحديث القبيل أيضا حديث البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما وعلى عاتقه بنت ابنته وهي أمامة بنت زينب فحضرت الصلاة وهي على كتفه فلما جاء وقت الركوع أخذها أخذا رفيقا ووضعها على الأرض فلما قام إلى الركعة الثانية أعادها حيث كانت ... عليه السلام وهكذا حتى قضى الصلاة فلا نستطيع أن نقول أن هذه الحركات تنافي الصلاة وذلك الرد بالإشارة لا ينافي الصلاة بل نقول هذا وهذا كله من الصلاة لكن بالمفهوم النبوي لا بالمفهوم الخلفي هذا، أخيرا أقول إذا دخل الداخل والمجلس ... والخطيب يخطب أو المدرس يدرس عليهم أو الفقيه يتكلم فما فيه أي مانع أن يقول السلام عليكم لأن كون هذا الفقيه يفقه الناس أو يعلمهم ليس هو بأعظم من الإمام في الصلاة أو الجماعة المقتدين وراء الإمام فقد شرع عليه الصلاة والسلام عن ربه إلقاء السلام على هذا المصلي ... كما أنه أيضا شرع إلقاء السلام على الجالسين في الحلقة يتدارسون القرآن أو يتدارسون العلم كما في مسند الإمام أحمد يبقى أخيرا المصافحة التي كان السؤال موجها إليها فأنا قلت أنه إذا كان فيه مصافحة متيسرة فيكون ذلك من تمام السلام يدخل فيسلم تسليمة واحدة كما يصافح الجالسين واحدا واحدا أما إذا كان العدد الله مبارك فيهم وهم كثر وفيه شيء من الحرج ... كل إنسان يعرف كيف تؤكل الكتف ... ما دام فيه حرج والحرج يرفع ما هو أكثر من هذه الفضيلة الشاهد من هذا كله أن المصافحة في بعض الأحيان توزع وليس في كل الأحيان فأنا أتكلم الآن في الفقه فدخل الداخل وسلم ورددت أنا عليه السلام ... الموضوع شيء هذا الداخل تمكن كما هو الواقع الآن سلم واستمر بالمصافحة ما ... المجلس إطلاقا فليس فيه إتمام المصافحة ... لا يوجد الحرج هو يدعم الفائدة العلمية بل في هذه المصافحة تحقيق لذاك الحديث الذي ذكرته آنفا وهو حديث أبي ذر قال " ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وصافحنا " وهذا ما عندي فيما سألت. السائل: جزاك الله خيرا. الشيخ: وإياك. (214/4) «هل ثبتت المصافحة بعد الصلاة كما يفعله الناس اليوم؟» السائل: ... فما بالك بالمصافحة بعد الصلاة ... كما هي العادة في بعض المساجد ... . الشيخ: بالي فيها أنها بدعة محدثة وليست من باب الذي نحن فيه الآن , هذه المصافحة كما أنت تذكر هي مصافحة لها علاقة بالخلاص والخروج من الصلاة وقد كان عليه السلام ضرورة صلى الألوف من الصلوات وما صافح أحدا منهم ولا أحد منهم صافحهم , هذه المصافحة يدخل الرجلان إلى المسجد وكان تلاقيا وتصافحا وشبعا مصافحة فإذا ما سلم من الصلاة عاد فصافح أحدهما الآخر هذه المصافحة ليست للقاء الذي يمكن أن يستدل عليه بالحديث السابق ما لقينا إلا وصافحنا لأن الرجلين كانا تلاقيا وتصافحا ودخلا مع بعض إلى المسجد وصلى كل منهما بجانب الآخر فلما سلم الإمام تصافحا من جديد هذا بلا شك بدعة وتكلم عليها الفقهاء يعني كلام جيد وإن كان وجد هناك كما هو الشأن في كثير من البدع من قال إن هذه بدعة حسنة والأمر كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ". (214/5) «إذا دخل الرجل المسجد هل يبدأ بالسلام أو بتحية المسجد؟ مع بعض المداخلاتالسائل: ... . الشيخ: ما يستفاد بارك الله فيك استفادة مطلقة بل لابد من التفصيل لأن المبدأ في السلام كما هو مذكور في حديث (للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) فإذا دخل الداخل المسجد إما أن نتصور أنه تحقق اللقاء بينه وبين أحد الجالسين على الأقل أو أن نتصور أنه لم يلق أحد يعني نأخذ صورتين متباينتين تماما دخل المسجد فلقي أحدا دخل المسجد لم يلق أحدا ففي الصورة الأولى يبادره بالسلام تحقيقا لمبدأ الحقوق هذه (للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه ... ) في الصورة أولى ما فيه لقاء ما فيه سلام بعد هذا نقول دخل الداخل للمسجد وفي زاوية مثلا اليمنى أو اليسرى شخص وهو بعيد عنه بحيث أنه لا يظهر معنى أنه أنه لقيه طبعا يبدأ بالصلاة سواء كان تحية أو كان فرض فإذا ذهب إليه تحقق حين ذاك أنه لقيه فيسلم عليه فحديث المسيء صلاته ليس فيه أنه لقي الرسول عليه السلام وعلى الرغم من ذلك بدأ بالصلاة ولا أقول التحية لأنه ليس في الحديث أنه بدأ بالتحية أي نعم لكن المهم أنه ليس في الحديث أنه لقي الرسول عليه السلام ومع ذلك بدأ بالصلاة ثم سلم عليه بل على العكس من ذلك في الحديث ... أن اللقاء لم يتحقق لأن الحديث يقول أنه بعد أن صلى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقوله أتى النبي كما لو قلنا لقي النبي فحينما لقيه عليه الصلاة والسلام بادره بالسلام فلذلك نستطيع أن نجمع بين قاعدة إذا لقيته فسلم عليه وبين حادثة المسيء صلاته بأن نفصل فنقول إن كان حين دخل المسجد لقي أحدا لابد أن يبادره بالسلام وإذا لم يلق لكن هناك بعيد عن مكان صلاته إنسان فذهب إليه فسلم عليه فيكون جمع بين الحديثين تماما أما أن نقول (للمسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه) إلا في المسجد فبدأ بالتحية ثم سلم عليه لا يصلح أبدا حديث المسيء في تخصيص ذلك المبدأ العام لمثل هذه الحادثة التي ... ذلك الوضوح الذي يصح أن يسلط على النص العام فيخصّصه بما عدا هذه الصورة ... . السائل: ... . الشيخ: بلا شك ولذلك قلنا في الحديث ثم أتى النبي إذن الرسول موجود. السائل: ... يسلم على ... أو على القاعدين في المسجد ... أو أمامه ... يسلم عليه لكن هل يشرع أن يسلم إنسان على ... . الشيخ: دون لقاء؟ دون لقاء؟ السائل: ... . الشيخ: على كل حال يعني أنا أريد أن أفرق وسؤالك يوحي طبعا بهذا أريد أن أفرق أن الصلاة ... حين يدخل للمسجد ليس للمسجد وإنما هو لما يلقاهم من المصلين يعين مثلا أنا دخلت ووجدت واحداجالسا يقرأ فأنا لقيته فأسلم عليه أو دخلت والناس في الصلاة فوقفت فلقيت فقلت السلام عليكم لكن دخل وهناك في قبلة المسجد بعض الناس وأنا في مؤخرة المسجد فقلت السلام عليكم هذا لا يصلح في السنة فإذا السلام ... السلام للقاء لا للمسجد هذا هو القول الفصل في الموضوع , المسيء صلاته لما أتى الرسول ولقيه سلم عليه هو ما سلم حين دخل المسجد ولا هذا معروف في السنة إطلاقا. السائل: ... سلّم على الرسول في مسجد المدينة ... . الشيخ: لا , ما فيه نصوص لكن هذا يعني ... لا يمكن طرح مثل هذا لأنه سنجد حوادث تدل على التريث في مكان الحادثة ولم يقع ذلك في حادثة أخرى قد يختلف فيها الوضع بعض الاختلاف لكن ما دام ليس هناك مانع من اختلاف الصورتين إحداهما على الأخرى ... شكليا وما دام أن المشروع هناك في الحادثة الأولى مثلا هي داخلة تحت القاعدة الشرعية مثلا التي هي هنا فيما يتعلق بالسلام قوله الصلاة والسلام في غير ما حديث صحيح (أفشوا السلام) ما دام أن أفشوا السلام بينكم شمل المصلي في ... مسجد قباء ... التالي فيما عزوته لمسلم والإمام أحمد فلماذا لا يشمل المصلي في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام والمبدأ ماشي (أفشوا السلام بينكم) فإفشاء السلام يعني كما تعلم حتى لو فصل بينهم ... فدخلنا المسجد لماذا لا نسلم للقاء لا للمسجد وهذه ... . السائل: ... . الشيخ: هو إذا نحن طبقنا السنة أولا ... السنة كما قلنا قبل ما ... بالنسبة للقيام للداخل فأنا قلت كلمة طويلة خلاصتها أن هذا القيام كان يكرهه عليه الصلاة والسلام وكان أصحابه لا يقومون له لذلك لأنه ليس وسيلة إكرام في السنة فنحن على الأقل نفعل هذا الشيء بعضنا مع بعض استطعنا أن نوسّع الدائرة شوية يكون خير لكن مع الناس الذين لا يعرفون هذه السنة أو لا يتعرفون عليها لو عرفوها فحينئذ نقول أو لسان حالنا على الأقل يقول لا حول ولا قوة إلا بالله هذا قلت آنفا مع بسط وتفصيل فالآن بالنسبة للسلام إذا دخلنا مسجد لأهل السنة وهم قد تفقهوا بأنه السلام على المصلي سنة هذا أولا , ثانيا ما نرفع صوتنا كما لو كنا في العراء أو في الصحراء أو في الدار أو في أي مكان وإنما بقدر ما نحقق هذه الشعيرة الإسلامية (فأفشوا السلام بينكم) فأنا إذا وقفت بجانب أبي خالد وهو آخر رجل في الصف فقلت السلام عليكم فيسمعني هو والثاني والثالث وانتهى الأمر أقول هذا إذا كنا في مسجد لأهل السنة أو في مكان فيه أهل السنة وهم يصلون ما فيه أي مانع من هذا أما لو نكون في مسجد له صبغة ثانية فهنا يأتي مجال الحكمة في الدعوة الحكمة في الدعوة ما تحملنا على أن نغير رأينا وعقيدتنا في المسألة نبقى نحن محتفظين بالمسألة ولو أننا لم نتمكن من تطبيقها لظروف وعوارض تعرض للإنسان فأنا مثلا شخصيا ما أبرّئ نفسي فقد أقوم لبعض الناس لكن هذا لا ينسيني أنه خلاف السنة فحيث استطعت تطبيقها طبقتها وحيث ... عذر تركتها وليكن السلام من هذا القبيل يعني ... . السائل: ... أم تؤخذ على إطلاقها؟ الشيخ: ... دائما تؤخذ على إطلاقها فيما يكون هناك تعارض إلا في سؤال طبعا ... مستثناة مثلا لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك الأمر المخالف لقوله أمام الناس ... أنه فعله بعد قوله فيكون والحالة هذه القاعدة لا تطبق وإنما يفسر النص القولي على ضوء التطبيق الفعلي , هذا إذا كان الفعل بعد القول زائد الفعل بعد القول مع وجود الناس واضح هذا؟ هذا قيد للقاعدة وهذا لا يلزم ... يسلم عليه في مثل هذه الصورة يعني مثلا هناك حديث صحيح أنه رؤي عليه الصلاة والسلام وهو يقضي حاجته مستدبر القبلة فذهب بعض العلماء إلى جواز استدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البنيان لأن الرسول عليه السلام فعل ذلك لكن هذا كما ترى المفروض أنه هو يقضي حاجته وما أحد يشوفه ففلت بصر أحدهم ورآه فمثل هذه الحالة لا يجوز أبدا ونأتي إلى قوله عليه السلام كقاعدة عامة (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أو غائط) ... إلا في البنيان لأننا لا نعرف هذه الحادثة أولا , و ثانيا هذه الحادثة وقعت ما أحد شايفه صدفة هذا الرجل شافه واللي شافه فعلا هو عبد الله بن عمر ذكر أنه صعد على سطح بيت حفصة اللي هي زوجة الرسول عليه السلام لأمر ما فشرد بصره وراح ... هذا لا يتصور أن الرسول جالس في هذه الوضعية من أجل الناس يشوفوه و ... حكم شرعي وأنه يجوز استقبال أو استدبار القبلة ... فلذلك هذه القاعدة ... باب خاص كما وصفت آنفا يمكن يشرح الموضوع شرحا ثانيا كأن يقال مثلا إذا كان نهى عن شيء ثم فعله ذلك وعلى مشهد من الناس ولعلكم شعرتم ماذا أقصد على مشهد من الناس ... لما يشوفون الرسول عليه السلام يفعل هذا الفعل يفهمون جوازه هذا بلا شك وبخلاف أنه فعله في فراغ في خلوته فحينئذ يقال هذا الفعل إذا كان يعراض نهيا يحمل النهي على التنزيه , إن كان المخالف أمرا يحمل الأمر على الاستحباب وليس على الوجوب لكن هذه الأشياء ينبغي ملاحظتها أما القاعدة فهو القول يقدم على الفعل ... . السائل: ... . (214/6) «ما المراد بقول ابن عباس رضي الله عنهما (كفر دون كفر)؟» السائل: ... تعليقا على كلامك البارحة لما سئلت عن ... . الشيخ: نعم ... الكفر الاعتقادي والكفر العملي نعم السائل: وذكرت قول ابن عباس كفر دون كفر ... والشنقيطي وأيضا ... ؟ الشيخ: الصواب الذي نقطع به هو ما سمعت أمس! أما هذه الشبهة فهي نسمعها من جماعة التكفير ... وأنا أقمت الحجة عليهم في نحو الصورة الآتية إذا كان هناك قاض يحكم بالشرع يحكم بالشرع مش بالقانون ولما رجعت إليه قضية من القضايا حكم بخلاف الشرع يأتي السؤال كفر هذا؟ جماعة التكفير لم يسعهم رغم أنوفهم إلا أن يقولوا بعد شيء من التفكير لا , ما كفر قلنا لهم لم؟ أليس يصدق فيه أنه حكم بغير ما أنزل الله؟ قال هذا عادة يحكم بالشرع وهذه المرة حكم بغير الشرع , قلنا له طيّب , في قضية أخرى أيضا اتبع هواه وحكم بغير الشرع أكفر؟ قالوا في الأول لكن بشيء من الزعل قلت له ثالث مرة وخامس مرة وخمسين مرة كفر قال إيه لما كثرت له العدد قال كفر , لما قللت العدد قال ... يقدم رجلا ويؤخر أخرى قل لي ما الضابط عندك في أنه في المرة الأولى والثانية والثالثة ما كفر وفي الخامسة والخمسين كفر ما هو الضابط؟ ألست نظرت في المرة الأولى والثانية والثالثة نظرت إلى أنه صحيح أنه خالف الشرع لكن نعتقد أنه في مخالفته للشرع مخالف للشرع مش يعني معاند للشرع وأنه هذا الشرع ما عاد يصلح في هذا الزمان وما شابه ذلك فهذا الرجل مهما تكررت حكوماته بغير ما أنزل الله فلا يزال هو هو من حيث العقيدة فما الذي جد عندكم بالنسبة لهذا الإنسان لما صورناه لكم أنه خمسين مرة حكم بغير ما أنزل الله ولو سألته هل ترى هذا الحكم حقا؟ يقول لك لا , طيب لماذا حكمت بغير ما أنزل الله؟ الله يلعن الشيطان , مثل الذي يشرب الخمر ... مثل السرقة و و و إلى آخره إيش الفرق بين هذا الذي لا يحكم بغير ما أنزل الله وبين هؤلاء الذين لا يطبقون أحكام الله في ذوات أنفسهم فهل تكرار الشيء له علاقة بالعقيدة؟ لكن له علاقة بإيش الإثم .. ولذلك فالعقيدة لها علاقة بالقلب مثل الإيمان ... تعلقه الأول هو القلب , كذلك اللي هو ضد الإيمان الكفر كمان علاقته بالقلب فالقضية ما لها علاقة إذن بكثرة وقوع الإنسان المؤمن بكثرة وقوعه في مخالفته للشرع أو القلة الحكم واحد ماشي لكن طبعا قلنا ... كفر أو ما كفر لكن ليس الحكم واحد اللي يخطئ مع ربه مثل الذي يخطيء معه خمسين مرة هذا بلا شك أشد إثما وعدوانا لكن البحث بالنسبة لقضية التكفير أو وقوع الإنسان في الكفر هذا له علاقة بالقلب فإذا عبر هذا الإنسان بلسانه عما وقر في قلبه أو قام هناك دليل قاطع على أنه رجل كافر في قلبه حكمنا بكفره، أما كما هو شأن كثير من حكامنا اليوم فيه دلالات متناقضة وهم من ناحية بعضهم على الأقل يصومون ويصلون ويقوموا بشعائر الإسلام على كل حال هذا هو ... ما فيه فرق بين مرة أو مرتين أو خمسة أو عشرة المهم بعبارة أخرى قلت ... القضية لها علاقة تارة بالإسلام وتارة لها علاقة بالإيمان , فإذا كان البحث في تكفير الذين لا يحكمون بما أنزل الله يعني ... الحكم بنسبة لعاقبة أمرهم عند الله هذا له علاقة بالإيمان , وإذا كان الأمر متعلق بما يبدو لنا فهذا له علاقة بالإسلام الأحكام الظاهرة فأي إنسان ظهر منه ما يكفّر حكمنا عليه بالكفر وأمره إلى الله عز وجل ... الحكم هذا قد يكون خطأ وقد يكون صوابا واضح أو لا؟ السائل: ... . الشيخ: أقول هناك شيئان شيء اسمه إيمان وشيء اسمه إسلام , الإيمان علاقته بالقلب , الإسلام علاقته بالجوارح بالأعمال التي تظهر للناس فلو ظهر لنا عمل بالإنسان يشعرنا بأنه كافر في قرارة قلبه ... حكمنا حين ذاك بكفره وحسابه عند الله عرفت كيف؟ لكن إذا ظهر عندنا أنه رجل مسلم ويصلي و يصوم إلى آخره لكن فيه هناك دلالات ضعيفة على أنه ليس مسلما فنحن لا نغلب هذه الدلالات الضعيفة على تلك الدلالات القوية فإذا الجماعة هدول لما يقولون على الإطلاق من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون عند الله فمعنى هذا حكم على ما وقر في قلوبهم فهل يدل عدم العمل بحكم من أحكام الله أو بأكثر يدل على أن هذا انعقد الكفر في قلبه وجحد ما أنزل الله من شرعه؟ هذا لا يجوز وإلا لكان كل من يخالف حكم من أحكام الشرعية كافرا وذكرنا أمس نحن أمثلة (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) فكلما رأينا إنسانا يقاتل إنسانا أو جماعة تقاتل جماعة وكل من الطائفتين مسلمون نقول هذه الطائفة التي بغت تكون كافرة لأن الرسول قال (كَفَر) أو (كُفْر) لا , وإنما ندرس المسألة بشيء من التأني هل هذا المسلم الذي يقتل أو يقاتل أخاه المسلم يرى ذلك أمرا جائزا حلالا خلاف ما شرع الله عز وجل من تحريم دم المسلم؟ فإن كان أفصح في كلامه عن عقيدة باطلة فهو كافر حين ذاك أما مجرد أن نستند علامة ظاهرة منه فهذا خلاف أحكام الشرع. نحن نعلم أن الرسول عليه السلام أنكر على الصحابي لما قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله أنكر عليه وقال لما اعتذر بأنه ما قالها إلا تقية أو خوفا من القتل أو نحو ذلك قال (هلا شققت عن قلبه!) مع أنه لو درست الموضوع كان ... بشيء من الروية والتؤدة والتفكير لوجدنا هذا الصحابي خاصة على منطق الجماعة التكفير لرأيناه محقا لماذا؟ لأنه قبل أن يمسّه حد السيف كان يقاتل المسلم والمسلمين كان كافرا فلما كاد أن يمسه السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله فالظاهر يدل على أنه هذا الرجل فعلا ما قال هذه الكلمة الطيبة إلا تعوذا من القتل مع ذلك فالرسول عليه السلام بماذا تمسّك حينما اعترض على هذا الصحابي وأنكر عليه قال لا إله إلا الله، أما قالها تعوذا قالها إيمانا هذا بينه وبين ربه المهم أنه هذه الكلمة عصمة نحن هؤلاء الحكام على الأقل بعضهم ... ليس فقط يشهدون بل يصلون ويصومون إلى آخره لكن ... يحكمون بغير ما أنزل الله مانبرر لهم الحكم هذا لكن من الأصول أنه لا يجوز أن نكفر مسلما سواء كان حاكما من هؤلاء الحكام أو قاضيا من قضاة المسلمين و كثيرا ما يحكم هؤلاء بغير ما أنزل الله فما نكفرهم وإنما حسبنا أن نقول هؤلاء يخالفون الشريعة وكان لا يحكم بما أنزل الله فإن استطعنا على أن نقنعهم و نحملهم على أن يحكموا بما أنزل الله فبها ونعمت ما استطعنا فنتم نحن ماشين في طريقنا حتى نتمكن من إقامة الدولة المسلمة ... فما الفائدة الآن من إعلام لو فرضنا أن هذه حقيقة جدلا أن كل هؤلاء الحكام كفار شو نسوي! نثور ثورة أنا لا أعتقد أن في الإسلام فيه ثورة و إنما نمشي على الطريقة التي سلكها الرسول عليه السلام حتى كتل الجماعة وأقام على أساس الجماعة ... الدولة المسلمة والتاريخ يعيد نفسه ويجب نحن نجعل التاريخ نفسه فنمشي بنفس الطريق الذي سلكه الرسول عليه السلام يعني لابد من تأسيس القاعدة وإلا فهذه الثورات وهذه الطفرات ... رجعنا القهقرى هذا لوكان في الدعوة في نفسها صحيحة فكيف وهي باطلة ليس عندنا دليل أبدا يحملنا على أن نكفر من نرى منه إسلاما ولا نرى منه من جهة أخرى إعراضا عن العمل بالإسلام قضية عمل مقصرون ... كل هذا نقول به أما أنهم كفار وهم يصلون هذا ما ينفع! (214/7) «مناقشة في الكفر البواحالسائل: شيخ أول تعقيب ما ذكرت ... بالرد أيضا على هذا قول قول التكرار ... وابن عباس حكموا في كثير من القضايا وليست قضية واحدة ... . الشيخ: هذا تعقيب أو تأييد ... تفضل بس اسأله تأييد أو تعقيب! السائل: أوافق ... . الشيخ: وهو ... . السائل: على ما ذكرت .. الشيخ: طبعا طبعا. السائل: ... . الشيخ: ... . السائل: هذا يؤيد ما ذكرت ... يقولون أيضا ... الأشخاص وأتينا في التفسير أو الحكم على ... هل هو كفر دون كفر أو كفر بواح ... ؟ الشيخ: الكفر البواح هو ... قوله بجحد قسم من الشريعة إذا ما جحد الشريعة كلها بعدين الخروج هذا الذي يبيح الخروج ما الفائدة أنا أقول مرة أخرى! السائل: أنا معك ... السؤال الحكم ... الحكم بين ... خاصة إلحاق ... . الشيخ: هذا كفر بواح يا أخي عم نقول لك نحن ... السائل: هذا كفر بواح ... . الشيخ: وأنا قلت آنفا من تضاعيف كلامي أنا إذا سمعنا من الرجل كلاما من فمه يقول هذا الإسلام ما عاد يصلح للحكم إلى آخره فهذا كافر كفر ردة لا نشك فيه، لكن بحثنا فيمن لا نسمع منه مثل هذا الكلام ومن جهة أخرى نرى له عملا بالإسلام في كثير من النواحي فهذا كيف نكفره ولم نسمع منه شيئا ونلزمه بتكفير! السائل: نحن اتفقنا على ذلك لكن نأتي الآن إلى نموذج آخر ... . الشيخ: النموذج الآخر أنا أشرت إليه آنفا وأنت الآن وضّحت النموذج قلنا لك هذا كفر بواح ... . السائل: ... التأول يكون ... جاهل ... . الشيخ: كونه جاهلا هذا بحث ثانٍ أقول لك لو واحد كفر جهلا هذا ليس بكافر عند الله وبالتالي أنا لا أستطيع أن أكفّره إلا بعد إقامة الحجة هذه قضية أخرى تماما وهذا مما ذكرناه مع طوئف من جماعة التكفير الحديث الذي جاء في الصحيحن من طريق أبي سعيد الخدري وغيره أنه (كان فيمن قبلكم رجل حضرته الوفاة فجمع بنيه حوله فقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خيرا أب قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله عليّ لعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر ... ) فلما مات الرجل ونفذوا هذه الوصية هذه يمكن لا يتصور أغرق في الجهل وفي الضلال منها أنه حرقوه في النار وذروا نصف الرماد في الريح ... ونصفه الثاني في البحر الهائج نفذوا الوصية يقول الرسول عليه السلام في الحديث (فقال الله عز وجل لذراته كوني فلانا فكان بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال رب خشيتك قال اذهب فقد غفرت لك) الآن هذا الحديث أمثال هؤلاء المتعجّلين أو الجاهلين رأسا يقولون هذا حديث باطل لأنه مخالف للقرآن الكريم والقرآن يقول ((إن الله لا يغفر لمن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله)) وصدق الله هذا نص ومبدأ أنه لا يغفر لمشرك ولعلكم تعلمون جميعا أن مقصود المشرك هنا الكافر وليس المقصود به المشرك اللغوي وهو الذي يجعل مع الله آله آخر المقصود به الكافر أي نوع كان كفره حتى لو لم يكن مشركا يعبد الله وحده لا شريك له لكن مثلا ينكر الإسلام , نبوة الرسول عليه السلام أو ينكر بعض آيات القرآن أو أي شيء يكفر به المسلم فهذا مشرك ولو كان لغة ليس بمشرك. الشاهد فهذا الذي أوصى بهذه الوصية الجائرة في عرف العلماء والفقهاء وعلماء التوحيد إلى آخره كفر لما قال (لئن قدر الله عليّ ليعذبني) فهذا معناه أنه شك في قدرة الله عز وجل وكأنه كان مثله هو المقصود بقوله تعالى في آخر سورة يس ((وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ... )) إلى آخر الآية مع ذلك نجد أن ربنا عز وجل عامله معاملة خاصة غفر له بالرغم أنه و قع في الشرك وفي الكفر لم؟ لأن هذا الإنسان نرى في نفس الحديث اعترافه بأنه مذنب مع ربه فهو مؤمن بالله ومؤمن بأن الله إن عذبه فهو عادل فيه وخوفه حمله على أن يكفر بتكفير خاص من هذا العذاب الذي يستحقه فأوصى بتلك الوصية الجائرة فلما علم الله عز وجل أن هذا الإنسان معترف بالله وبعدالة الله وباستحقاق عذاب الله وهذا الذي حمله على هذه الوصية الجائرة وخوفه من عذاب الله قال له اذهب فقد غفرت لك فإذا الغرض من هنا ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه وتلبسه فنحن نعرف مثلا ممن يعرفون عند العلماء بأهل الفترة فأهل الفترة كفار في واقع أمرهم لكن لا يعاملون عند الله عز وجل معالمة الكفار لأنهم لم تبلغهم الدعوة ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) فإذا يجب الفصل بين أنه رجل يكفر وهو يعلم وبين إنسان والله ما يعلم أن هذا كفر فهذه المسألة اتركها جانبا ... مش فهمان أن هذا كفر أنا أقول الحقيقة وقلتها منذ أسبوعين هناك في قطر في نقاش مع بعض العلماء حول أهل الفترة ومن هم أهل الفترة لأنه جاء حديث المشهور حديث لما جاء رجل وسأل الرسول عليه السلام عن أبيه فقال (أبوك في النار) فرجع السائل طبعا حزينا فناداه الرسول عليه السلام فقال له (إن أبي وأباك في النار) يعني السؤال هل هذا حديث صحيح؟ قلنا طبعا حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ولو شواهد كثيرة قال ألا يتعارض هذا مع قوله تعالى ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) قلنا لا , الآية تفيد أن من لم تبلغه دعوة الرسول فهو غير معذب , لكن الحديث لا يفيد أن هذا الرجل ما بلغته الدعوة بالعكس الحديث يفيد لما حكم الرسول عليه السلام على أبيه وأب السائل بالنار ذلك يفيد أنه ليس من أهل الفترة بل أهل الدعوة وهذا واضح من عديد من الأحاديث الثابتة من الرسول عليه السلام وحسبنا أن العرب كان عندهم بيت الله الحرام الذي بنى الكعبة إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام كما هو مصرح فيه بالقرآن فإذا هؤلاء بلغتهم الدعوة بالمقدار الذي تقوم الحجة عليهم أما من لم تبلغه الدعوة فهذا لا سبيل للحكم عليه لأنه كافر مخلد في النار وإن كان هو في واقع الأمر كافر واستطردنا في البحث لأنه استغربوا بعض الناس أنه يكون هؤلاء بلغتهم الدعوة يعني الذين كانوا من قبل بعثة الرسول عليه السلام ... قلت يا جماعة أليس قد بلغتنا الدعوة مع أنه ما جاءنا رسول الله مباشرة وإنما جاءتنا الدعوة قال نعم قلت له مع ذلك أنا أعتقد في هذا العصر هناك الملايين من البشر ما بغلتهم دعوة الإسلام بل أعتقد في المسلمين من لم تبغله الدعوة هؤلاء الذين يستغيثون بالله ويشركون بالله صباحا مساء إلى آخره والمشايخ الذين يفترض فيهم أنه يكونون مرشدين لهم وهداة لهم يقولون هذاما فيه أي شيء وهذا توسل وهذا جائز وإلى آخره فهل بلغتهم الدعوة مع قلة ... التوحيد في هذا العالم الإسلامي الذي يقولون بلغت تسعمائة مليون مسلم فإذا قضية كونه له عذر أو ليس له عذر أو مثلا بلغه أن هذا كفر أو ما بلغه شيء آخر هذا لأن البحث لما يدور في هذا المجال هو بالنسبة لأناس يعلمون أن الإسلام يأمر بإقامة الحدود مثلا بقتل القاتل وإقامة الحد على الزاني إن كان محصنا ... على التفصيل المعروف هذا كله معروف لديهم البحث يكون في هذا المجال ولما يأتي الذي ما عنده علم يأخذ ... البحث اتجاه آخر بلا شك. (214/8) «ما حكم من يجحد شيئا من الحكم بأحكام الشريعة؟» السائل: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم توصّلنا شيخ إلى أن إذا حكم الحاكم أكثر من مرة بغير ما أنزل الله غير معتقد بهذا الحكم وإنما لشهوة أو ... أن هذا يعتبر كفر دون كفر كما جاء عن ابن عباس و عدم تحديده بمرة أو مرتين طيب على ذلك ذكرتم شيئا؟ الشيخ: كيف؟ السائل: ذكرتم إذا جحد الحاكم بلسانه يمكن أن يطلق عليه هذا الكفر وذكرتم شيئا عن موضوع الجهل ... إذا سمعنا من يجحد شيئا في الحكم بالنسبة للحكم في الشريعة الإسلامية فهل نتأكد أنه ليس جاهلا قبل أن نحكم عليه أو نقول أن هذا كافر أو أن حكمنا عليه بالكفر لا يقتضي أنه كافر عند الله سبحانه وتعالى فهل هناك فرق بين ... ؟ الشيخ: أنت تقول بأنه نطق بجحد شيء معلوم من الشرع فمجرد أن يجحد حكمنا نحن عليه الكفر لأننا مكلفون شرعا بأن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر , أما افتراض أنه قد يكون معذورا عند الله بسبب جهله هذا أمر وارد بلا شك لكن هل ظهر لنا جهله أو علمه أو على الأقل هل غلب على ظننا أنه جحد ما يعلمه من الإسلام أم غلب على ظننا أنه أنكر أو جحد ما لا يعلمه فإننا نحكم بما يغلب على الظن ثم أمره إلى الله تبارك وتعالى وقد قلت في أثناء كلامي على هذه المسألة فيما تقدم أن هناك قضيتين قضية إيمان وقضية إسلام , الإيمان يتعلق بالقلب والإسلام يتعلق بالجوارح وما يظهره الإنسان فالإيمان أمره إلى الله فهو يعلم السرائر يعلم السر وأخفى , الإسلام هو الذي نحن كلفنا به فما دام أن الصورة الآن المعروضة هي أن حاكما جحد شيئا من الإسلام ... ونؤاخذه بجحده فإذا كان جاهلا فأمره إلى الله عز وجل ونحن جهلنا هذا الجهل ولم نعلم به وإذا علمنا جهله وأن إنكاره وجحده إنما كان بعذر الجهل علمناه وأقمنا عليه الحجة إن كان لدينا مجال لذلك وإلا فهذا التأخر أمره إلى الله عز وجل فإذن نحن ندور مع ما يظهر لنا وباطنه أمره إلى الله أما الذي يخفى عنا فنحن لسنا مكلفين به والذي يؤكد لنا هذا ما يزيده قوة أننا نعلم أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن العهود الأخرى كان فيه طائفة من الناس يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وهم الذين عرفوا شرعا بالمنافقين ووصفهم رب العالمين بأنهم في الدرك الأسفل من النار عرف الرسول عليه السلام بعض هؤلاء المنافقين وأعطى أسماءهم لصاحب سره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ومع ذلك لم يعاملهم معاملة الجاحدين المعلنين للكفر وإنما أجرى عليهم حكم الإسلام الظاهر فما دام أنهم كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيمون الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصومون وو إلى آخر ما هناك من الأحكام فما دام أنهم كانوا يجرون على هذه الأحكام الشرعية فاعتبرهم الرسول عليه السلام مسلمين وعاملهم مسلمين ولم يستأصل شأفتهم لأنه قد يظهر أحيانا من فلتات لسانهم ما ينبئ عن باطن كفرهم كما أشار إلى ذلك ربنا عز وجل في قوله ((ولتعرفنهم في لحن القول)) فإذا ... لنا لأنه ما دام الرجل أي رجل كان يظهر منه ما يدل على إسلامه فإذا اقترن مع ذلك شيء قد يدل على جحده وكفره ولكنه ليس بصريح فنحن لا نتمسك بهذا الذي يظهر منه أو قد يظهر منه مما يكفر به ما دام أنه ليس صريحا وإنما على العكس من ذلك نغلب على هذا ما هو ظاهر منه من الاعتراف بالشهادتين ولوازمهما بل وبالمحافظة على بعض الشعائر الإسلامية كالصلاة والصوم ونحو ذلك , فإذا الحكم إنما هو بما يظهر للإنسان ظهورا واضحا فنحن ندينه به فإن كان عن علم أي جحد عن علم أطلقنا عليه حكم الكفر وإن كان من جهل أقمنا عليه الحجة فإن رجع فبها وإلا فنظل عند ما حكمنا عليه بالكفر , وهناك مثال مشهور بين العلماء تارك الصلاة مثلا فمكانة الصلاة شعيرة من شعائر الإسلام والمفروض أنه لا يمكن لمسلم أن يجهل فرضية الصلوات الخمس فإذا ما جيء بتارك الصلاة إلى الحاكم المسلم أمر بالصلاة وأن يحافظ عليها ويستتاب من تركه إياه فإن تاب رجع وأناب وذلك هو المطلوب وإن أصر على تركه للصلاة فحينئذ يقتل وقد اختلف العلماء أنهم في هذه الحالة يقتل حدا أم كفرا على قولين مشهورين , والصواب أنه يقتل كفرا ذلك لأن هناك قرينة قوية جدا في هذا الذي خير بين أن يصلي يتوب إلى الله ويصلي وإلا فالموت أمامه فإذا آثر الموت على الصلاة ذلك أكبر دليل على أنه أو على أن تركه للصلاة كان عن عقيدة ولم يكن عن إهمال أو عن كسل لأنه لو كان عن إهمال أو كسل فسيعود إلى الصلاة ويؤثر الصلاة و لو كسلا على الموت الذي صار أقرب إليه من شراك نعله فحينما نراه في مثل هذا الإنسان يؤثر القتل على أن يصلي فدليل على أنه جاحد للصلاة , ولذلك كان الأرجح من قولي العلماء في هذا الشخص أنه يقتل كفرا وليس حدا وهكذا العلماء يجرون على اعتبار ما يظهر من الإنسان فإذا ظهر منه العناد والإصرار على الكفر فهو الكافر وإلا فيعامل معاملة المسلمين ولو أنه ممكن يكون هناك أشياء قد تدل على خلاف ما ... إسلامه كما ذكرنا من شأن المنافقين ... . (214/9) «هل هناك فرق بين قولهم: رواه فلان وأخرجه فلان؟» الشيخ: ... لكنه مات غريبا عن المدينة هذا جمع بين فضيلتين فضيلة الاستيطان في المدينة الاستيطان المقصود من الحديث الأول وضم إلى هذه الفضيلة فضيلة الغربة فيقاس ما بينه وبين البلد الذي مات فيها ... واضح. السائل: واضح , يا شيخ بعض الكتب يقولون رواه فلان ويقولون أخرجه فلان يعني الضابط هنا؟ الشيخ: لا فرق، لا فرق إلا في بعض الأحيان أو كما يقال في علم الأصول بينهما عموم وخصوص في بعض الأحيان فكل من يقال فيه أخرجه يقال فيه راوه وليس كل من يقال فيه رواه أخرجه أي المؤلف لكتاب في الحديث إذا نقلت عنه تقول أخرجه في كتابه أما أحد رواة الحديث في هذا الإسناز تقول رواه لا تقل عنه أخرجه , واضح؟ السائل: واضح. الشيخ: يعني مثلا تقول أخرج البخاري في صحيحه من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ماشي وتقول بالمقابل هذا الحديث رواه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة لكن ما تقول أخرجه. السائل: أي نعم. الشيخ: لكن إذا قلت رواه البخاري ماشي فإذا بينهما عموم وخصوص أحيانا , واضح؟ السائل: واضح. الشيخ: طيب. (215/1) «هل تثار المسائل الخلافية مثل صيام يوم السبت بين العامة نرجوا التفصيل في ذلك؟» السائل: يا شيخ القضايا المختلف فيها بين العامة مثل صيام يوم السبت مثلا هل يجوز لنا مثلا أن نقول لهم لا تصومون السبت إلا في الفرض كما قيل لنا بعض الناس قال لا تثيروا هذه القضايا بين الناس ما دام علماء هذه البلاد يفتون بكذا لا تخالفوا علماء هذه البلاد أو كذا؟ سائل آخر: ... . السائل: يقولون تشوّشون على الناس و كذا , فالرد على هؤلاء الناس نحن نعرف إن شاء الله أنه يجب علينا أن ... . سائل آخر: نصحت حد الأخوة الأفاضل الدعاة وهو ... مدرس في الجامعة الإسلامية فكان يوم عاشوراء تاسوعاء كان هذه المرة يوم سبت فذكر الناس في خطبة الجمعة ذكرهم بصيام تاسوعاء وعاشوراء وكان تاسوعاء يوم سبت بعد الصلاة أتيته و بينت له وقلت لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ثم قلت له هنا النهي ثم تخصيص بالفرض فقط ثم لو لم يجد أحدكم إلا عودا ... . الشيخ: لحاء شجر ... . سائل آخر: لحاء شجر أو عود عنب فليمضغه عني أمره يؤكد القضية ... الإمام مالك رفض الحديث ثانيا هذا الحديث يخصّصه ما بعده طيب هل صمت يوما قبله أو يوما بعده وبدأ ... القضية فحقيقة أقول جزاك الله خيرا هذا الموضع ... يحتاج إلى شيء من التفصيل في السعودية ... . السائل: وقضايا كثيرة ... خاصة إذا هناك العلماء هناك أفتوا بشيء فيقول لا تخالفهم ... . سائل آخر: والعلماء لا يأخذون بالحديث إطلاقا ... إجماعا , يقولون هذا الحديث مخصص بحديث هل صمت يوما بعده واليوم بعده هو يوم السبت ... بعد الجمعة السبت ... . السائل: حديث جويرية ... . سائل آخر: أي نعم ... أكيد بس قصدي من شأن الإخوان ... في السعودية ... . الشيخ: نحن نقول هذا الموقف يعود بالمسلمين إلى عصور التعصب المذهبي , وهذا التعصب بالصحوة الإسلامية القائمة الآن بث قد قضي عليه إن شاء الله عند كثير من طلاب العلم فضلا عن العلماء , ولذلك فقولهم هذا معناه معاكسة ما انتهى إليه العلم الصحيح القائم على نصوص الكتاب والسنة التي منها قوله تبارك وتعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا))، ونحو ذلك من الآيات والأحاديث التي تأمر المسلم باتباع السنة وليس باتباع مخالفي السنة , ولهذا فلا ينبغي لطالب علم فضلا عن عالم من علماء المسلمين أن يعود بالمسلمين القهقرى فيوجب عليهم اتباع علمائهم وفي بلدهم والإسلام كما نعلم جميعا بلد واحد فلا ينبغي إذا كان مثلا بلد يغلب عليه التمسك بمذهب وأراد أحد أفراد هذا البلد أن يأخذ برأي مذهب آخر لكن هذا المذهب ليس معروفا ولا مشهورا في ذلك البلد فلا ينبغي أن يقال لمثل هذا لا تخالف العلماء ,كلمة لا تخالف العلماء لها من محل غير هذا المحل لا تخالف علماء المسلمين في بلاد الإسلام أي لا تخالف إجماعهم أما لا تخالف علماء في بلد ما وهناك علماء في بلد آخر يقولون بخلاف قول البلد الأول هذه نعرة مذهبية جديدة لا ينبغي أن تصدر من بعض طلاب العلم فضلا عن أن يصدر من عالم موثوق بعلمه الحقيقة أن هذه الكلمة تعود بنا إلى المؤلفات وإلى البحوث والمقالات التي ألفت في الرد على المقلدة وعلى الذين اتخذوا التقليد دينا وأعرضوا بذلك عن التمسك بالكتاب والسنة ممكن أن يقال يا فلان ادع بالتي هي أحسن لا تقل هذا الرأي هو الذي يجب أن يأخذ به كل مسلم وإنما نقتدي أيضا بالسلف الصالح الذين كان أحدهم يقول هذا ما عندي فمن كان عنده خير مما عندي فليقدمه لنا ومسألتنا هذه ليست مسألة اجتهادية حتى يقال أن الرأي مختلف لو أن الأمر كذلك فالأمر سهل جدا لكن نحن نحتج بهذا الحديث الصحيح والذين يقولون بأن الإمام مالك رفض هذا الحديث فإنما أتوا من الجهل بالحديث لأن هذا الحديث كما كنت تكلمت عليه بتفصيل في كتابي إرواء الغليل له ثلاث طرق فحديث يروى من طرق ثلاثة لو افترضت أن هذه الطرق أنها كلها ضعيفة لطبقت عليها قاعدة الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق فكيف وبعضها صحيح لذاته فإن صح النقل عن الإمام مالك برده لهذا الحديث وأنا أذكر هذا أنهم نقلوا عنه أنه قال حديث كذب طيب! كيف حديث كذب و روري بثلاثة أسانيد وبعضها صحيح؟ بعض العلماء الآخرين كأبي داود مثلا وهو ممن أخرج هذا الحديث ما استطاع أن يرفضه لكنه قال إنه منسوخ ومعلوم من قواعد علم أصول الفقه أن الحديث لا يصار إلى ادّعاء نسخه إلا إذا لم يمكن التوفيق بينه وبين معارضه وهنا لا يوجد حديث يعارض معارضة لا يمكن التوفيق بينهما فيصار حين ذاك إلى ادعاء النسخ , أما حديث جويرية حينما أمرها الرسول عليه السلام أن تتغدى معه قالت إني صائمة قال (هل صمت الخميس؟) قالت لا (هل تريدين أن تصومي غدا؟) قالت لا قال (فأفطري) هذا الحديث لا يعتبر قاعدة وإنما هي تعالج واقعة بعينها أي هذه المرأة الفاضلة التي صامت يوم الجمعة هذه التي صامت يوم الجمعة ولم تكن قد صامت يوم الخميس تؤمر أن تضم إلى يوم الجمعة يوم السبت أما أن تأتي أنت ابتداء وتصوم يوم الجمعة بقصد أن تصوم يوم السبت فهنا تخالف الحديث حديثنا هذا (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم) فإذا هنا التوفيق واسع جدا أنا الآن وكل الحاضرين يعلمون أن الرسول نهى عن صوم يوم الجمعة فنحن ما نصوم يوم الجمعة إلا إذا صمنا يوم الخميس لأن صيام يوم الخميس مستحب ومشروع لكن أنا ما صمت يوم الخميس فهل أبتدأ الصيام يوم الجمعة لأتبعه بصيام يوم السبت؟ لا, لأن الحديث الذي ذكرناه آنفا إنما هو بالنسبة للتي صامت يوم الجمعة وهي لا تدري هذا الحكم فكفارة هذا الصيام ليوم الجمعة اتباعه بصيام يوم السبت هذا الجواب رقم واحد , الجواب رقم اثنين ماذا يعني كل هذه العملية صيام يوم الجمعة وبعده صيام يوم السبت لعامة الناس هل هو أمر واجب؟ الجواب لا , طيب هل هو أمر جائز؟ الجواز بلى , هل هو أكثر من ذلك؟ نعم الاستحباب جميل جدا، هنا قاعدة وهي إذا تعارض حاظر ومبيح ما الذي يقدم؟ يقدم الحاظر على المبيح (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم) طيب أنا بدي أصوم الجمعة والسبت ما حكم هذا الصيام واجب، الجواب لا , إذًا الحاظر يقدم على المبيح لذلك فمن حيث ما ذكرت فلا مجال أبدا لصيام يوم عاشوراء وصيام يوم عرفة إذا صادف يوم السبت ثم إن كثيرا من الناس يقعون في الوهم أشبه ما يكون بتوهيم التلامذة الصغار بعضهم لبعض حينما يقول أحدهم ... لزميله قنطار قطن أثقال و لا رصاص يقول له رصاص وغفل عن كلمة قنطار قنطار قطن أثقل أو قنطار رصاص هذاك يفاجئ غافلا يقول لا رصاص يا أخي القضية قنطار قنطار قطن يملأ الدار كلها قنطار رصاص يمكن جانب من الدار لكن هو قنطار , الشاهد من هذا المثال هو كثير من الناس يتوهمون أنهم إذا صادف يوم عرفة يوم السبت فلا يصوم فيخسر , الحقيقة هو الرابح لم؟ لقوله عليه الصلاة والسلام (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه) الذي لا يصوم يوم السبت ائتمارا بأمر الرسول عليه السلام في يوم عاشوراء أو في يوم عرفة هذا خير من الذي صامه وهو يعلم أن نبيه قد نهاه عن صيام يوم السبت إلا في الفرض وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. السائل: جزاك الله خيرا. الشيخ: ... السلام عليكم. (215/2) «حكم صبغ اللحية بالمواد الكيماوية الموجودة في الأسواق وبالسواد؟» السائل: فيه سؤال بالأمس بخصوص صبغ اللحية ما أدري بالنسبة للمواد الكيماوية الموجودة في الأسواق يعني ممكن نستخدمها؟ الشيخ: أي نعم. السائل: بالنسبة لوضعنا ممكن نستخدم الأسود أو غير الأسود؟ الشيخ: غير الأسود. السائل: أو مقارب لون الشعر؟ الشيخ: كل شيء إلا السواد. السائل: أي نعم والكتم كيف يا شيخ الحناء الداكنة جدا القريبة للسواد؟ الشيخ: قريبة للسواد لكن ليست بسواد. السائل: ... إنما كيماويات ممكن مع العلب مو لازم حناء؟ شكرا الشيخ: أهلا أهلا. السائل: تشرفنا على الغذاء ... نكسبك إن شاء الله الشيخ: ما فيه عندي وقت ... جزاك الله خيرا ... . يتطلب الجهة الأخرى ... لكن ما بوسعهم أن يفعلوا ما يستطيعون بشرط أن ... كما ذكرنا ... مكرها وبين من لا ... اليوم فيه مقابر قريبة من البلد ما فيه ضرورة ... . السائل: في القرى ... . الشيخ: وهكذا ... أنا أقول لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. السائل: جزاكم الله خيرا. (215/3) «هل يسن إخراج ما في بطن الميت عند غسله؟» السائل: ... غسل الميت هل يسن عند غسل الميت إخراج ما في بطنه من القاذورات؟ الشيخ: هذا ليس سنة! السائل: بدعة يا شيخ. الشيخ: وإنما هذا بالنسبة فقط لبعض الأشخاص الذين يغلب على الظن أنه فيه شيء في بطونهم أما كسنة لا. السائل: بارك الله فيك جزاك الله خيرا. (215/4) «نعلم بأن الإسلام اليوم محارب في جميع الأرض مع عدم اهتمام الحكومات بذلك، فماذا علينا نحن في هذا الأمر وهل نأثم على جلوسنا بدون عمل أي شيء؟» الشيخ: تفضل. السائل: بسم الله الرحمن الرحيم , نعلم شيخنا في هذه الأيام الإسلام محارب في جميع الأرض و بعدم اهتمام من الحكومات فماذا علينا نحن في هذا الأمر وهل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء هذا السؤال الأول؟ الشيخ: إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)). ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)). ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. السؤال كأنه من حيث ظاهره وألفاظه أقل مما يقصده لافظه حين يقول نقعد ولا نعمل أي شيء فهو يعني في أي شيء ليس أي شيء مطلقا وإنما يعني شيئا معينا لأنه لا أحد إطلاقا يقول بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء لأنه خلق لشيء عظيم جدا وهو عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد أن لا يعمل أي شيء وإنما يقصد أن لا يعمل شيئا يناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب هذا هو الظاهر من مقصود السائل و ليس من ملفوظ السائل. السائل: نعم جزاك الله خيرا. الشيخ: وعلى ذلك نجيبه إن وضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيرا ولا قليلا عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها , أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل ولا كثير عما كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول ألا وهو العهد المكي وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام , أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنفسهم كما في القرآن الكريم ثم لما بدأت الدعوة تنتشر وتتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أُمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة طبعا نحن نأتي الآن برؤوس أقلام لأن التاريخ أفسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معروفة معلومة عند كثير من الحاضرين لأنني أقصد بهذا الإيجاز والاختصار الوصول إلى المقصود على الإجابة على ذاك السؤال ولذلك فإني أقول بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة هناك في المدينة المنورة بدأت أيضا عداوة جديدة بين هذه الدعوة الجديدة أيضا في المدينة حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سوريا يومئذ التي كان فيها هرقل ملك الروم فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية بل ومن النصارى أيضا في شمال الجزيرة العربية أي من سوريا ثم أيضا ظهر عدو آخر ألا وهو فارس فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات من المشركين في الجزيرة العربية ومن النصارى واليهود في بعض أطرافها ثم من قبل فارس التي كان العداء بينها وبين النصارى شديدا كما هو معلوم من قوله تبارك وتعالى ((ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين)) الشاهد هنا لا نستغربن وضع الدعوة الإسلامية الآن من حيث أنها تحارب من كل جانب فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضا كذلك محاربة من كل الجهات وحينئذ يأتي السؤال والجواب ما هو العمل؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذ قليلا بالنسبة لعدد المسلمين اليوم حيث صار عددا كثيرا وكثيرا جدا؟ هنا يبدأ الجواب هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم أي قومهم في أول الدعوة؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر؟ الجواب لا لا كل ذلك الجواب لا إذا ماذا فعل المسلمون نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماما لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم وما عالجوا بهم مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج مصيبتنا , وأظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعا الجواب إشارة وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة فأقول يبدو من هذا التسلسل التاريخي والمنطقي في آن واحد أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأوّلين الذين كان عددهم قليلا جدا بالنسبة للكافرين المشركين جميعا من كل مذاهبهم ومللهم إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بإيمانهم إذا ما كان العلاج أو الدواء يومئذ لذلك العداء الشديد الذين كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه لتتحقق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى , والأمر كما يقال التاريخ يعيد نفسه بل خير من هذا القول أن نقول إن لله عز وجل في عباده وفي كونه الذي خلقه وأحسن خلقه ونظّمه وأحسن تنظيمه له في ذلك كله سنن لا تتغير ولا تتبدل سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا، هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها وأن يرعاها حق رعايتها وبخاصة ما كان منها من السنن الشرعية هناك سنن شرعية و هناك سنن كونية وقد يقال اليوم في العصر الحاضر سنن طبيعية هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم والكافر , والصالح والطالح بمعنى ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية؟ الطعام والشراب والهواء النقي ونحو ذلك فإذا الإنسان لم يأكل ,لم يشرب ,لم يتنفس الهواء النقي فمعنى ذلك أنه عرض نفسه للموت موتا ماديا هل يمكنه أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذ هذه السنن الكونية؟ الجواب لا , ((سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا)) , هذا كما قلت آنفا يعرفه معرفة تجربية كل إنسان لا فرق بين المسلم والكافر والصالح والطالح لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سننا شرعية يجب أن نعلم أن هناك سننا شرعية من اتحذها وصل إلى أهدافها وجنى منها ثمراتها ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التي وضعت تلك السنن الشرعية لها , تماما كما قلنا بالنسبة للسنن الكونية إذا تبناها الإنسان وطبّقها وصل إلى أهدافها كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم تحقّقت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجل تحقيقها وإلا فلا. أظن هذا الكلام مفهوم ولكن يحتاج إلى شيء من التوضيح وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام. (215/5) «شرح الشيخ لقوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم .... ) الآيةالشيخ: كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد تزيّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت وهي قوله تعالى ((إن تنصروا الله ينصركم)) لافتات توضع وتكتب بخط ذهبي جميل رقعي أو فارسي إلى آخره وتوضع على الجدر, مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها أما قلوب المسلمين فهي منها خاوية على عروشها لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية ((إن تنصروا الله ينصركم)) ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجا مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات وهذه الآية من تلك الآيات إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان وإنما هو فقط التذكير والذكرى تنفع المؤمنين ,كلنا يعلم إن شاء الله أن قوله تبارك وتعالى ((إن تنصروا الله)) شرط جوابه ((ينصركم)) إن تأكل إن تشرب إن إن الجواب تحيا إن لم تأكل إن لم تشرب ماذا تموت! كذلك تماما المعنى في هذه الآية ((إن تنصروا الله ينصركم)) المفهوم وكما يقول الأصوليون مفهوم المخالفة إن لم تنصروا الله لم ينصركم هذا هو واقع المسلمين اليوم توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية وبخاصة منها الأحاديث النبوية , ((إن تنصروا الله)) معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية لا, إن الله عز وجل غالب على أمره فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصرا ماديا هذا أمر معروف بدهي لذلك كان معنى ((إن تنصروا الله)) أي إن تتبعوا أحكام الله فذلك نصركم لله تبارك وتعالى والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط قد قاموا بهذا الواجب أولا ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين ثانيا؟ الجواب عند كل واحد منكم ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل وأريد أن أذكر هنا كلمة أيضا من باب التذكير وليس من باب التعليم على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم أو عن تعرفهم على دينهم عن تعلمهم لأحكام دينهم فأكثرهم لا يعلمون الإسلام وكثير أو الأكثرون منهم إذا ما عرفوا من الإسلام شيئا عرفوه ليس إسلاما حقيقيا عرفوه إسلاما منحرفا عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولا معرفة صحيحة كما جاء في القرآن والسنة ثم على العمل به ثانيا و إلا كانت المعرفة وبالا على صاحبها كما قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) إذن نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام وإلى العلم بالإسلام. (215/6) «تنبيه الشيخ على لوم عامة المسلمين للحكام في الذل الذي تعيشه الأمة اليومالشيخ: فالذي أريد أن أذكر به كما قلت آنفا هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبة من ذل وهوان على الحكّام أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم وهم مع الأسف كذلك لا ينتصرون لدينهم لا ينتصرون للمسلمين المذلّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم. هكذا العرف القائم اليوم بين المسلمين صب اللوم كل اللوم على الحكام ومعنى ذلك أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكاما ومحكومين وليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسملين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم وهم محقون في هذا اللوم ولكن قد خالفوا قوله تعالى ((إن تنصروا الله)) أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام حينما يسكلون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التي تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث أنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين هذا أولا , ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم ثانيا فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بين المسلمين أنفسهم حيث ينشق المسملون بعضهم على بعض فمنهم وهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة وإنما تتسع وتتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم و يصبح الحكام في معزل عن هذا الخلاف, بدأ الخلاف من غلو بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكّام المسلمين لإصلاح الوضع وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين وإن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله ولكن هل يكون العلاج كما يزعم هؤلاء الناس هل يكون إزالة الذل الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغارفيين كما يقال في العصر الحاضر هنا نحن نقول: " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصالة وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام هم أشد بلا شك ... . (215/7) «بدأالشيخ بخطبة الحاجةالشيخ: إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)). ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)). ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. أرجو من الأستاذ البنا أن يعيد علي السؤال. (216/1) «ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وفيها أخطاء ومعاصي ظاهرة ودولة تحكم بالدستور المستورد وأيهم كافر؟» السائل: يقول ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وفيها أخطاء ومعاصي ظاهرة ودولة تحكم بالدستور المستورد وأيهم كافر؟ هكذا يقول هو. الشيخ: لعلنا تكلمنا في جلسة سابقة عن الكفر أو الشرك وأنه قسمان أحدهما كفر اعتقادي والآخر كفر عملي والكفر الاعتقادي له علاقة بعقيدة الإنسان فكل من استحل بقلبه وتبنى نظاما أو قانونا أو شريعة لم يأت بها الله تبارك وتعالى ولم يشرعها لعباده فهذا كفره كفر ردة ,كفره كفر اعتقادي أي صاحبه لا يكون مسلما لأنه تبنى واعتقد بقلبه خلاف شريعة ربه وأما من تبنى شريعة الله تبارك وتعالى نظاما وحكما فهذا مسلم له ما لنا وعليه ما علينا ومما له علينا ما جاء في الحديث الصحيح من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة) قالوا لمن يا رسول الله؟ قال (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) فمن كان يتبنى الإسلام دينا ونظاما وقانونا ورأينا فيه ما لا يخلوا منه حاكم من التقصير أو من الخطأ أو نحو ذلك فواجبنا أن نناصحه وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا والحاكم الأول الذي تبنى غير الإسلام دستورا ونظاما فالواجب على من كان تحت رايته أن يرحل وأن يهاجر منه إلى بلدة يسود فيها الحكم بالإسلام وهذا أيضا في حدود القاعدة العامة وهي الاستطاعة ((فاتقوا الله ما استطعتم)) وكما قال عليه السلام (ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه). السائل: طيب وإن كان لا يستحل يعني إن كان يرى أن ذلك الحكم مضطر إليه وهو مؤمن أن الحكم ما أنزل الله هو الواجب ... . الشيخ: ... ما أرى الآن أن نعيد البحث السابق بتفصيله خشية الملل ... لا سيما فيما يبدو أسئلة وإخواننا أيضا الآخرون عندهم أسئلة ... . السائل: توضيح أحسن ولو إشارة؟ الشيخ: نحن نقول كل من يتبنى غير الإسلام عقيدة فكفره كفر ردة وكل من يتبنى الإسلام عقيدة سواء كان حاكما أو محكوما فهذا مسلم كما ذكرت آنفا ولكن هذا الحاكم أو المحكوم إذا خالف شيئا بما جاء به الإسلام فهذه المخالفة تعتبر معصية ولا تعتبر كفرا مهما كان اقتراف المعاصي أو مهما كانت معصيته كبيرة ما دام أنه لا يستحل تلك المعصية بقلبه أي لا يقول هذا الشيء الذي أرتكبه ليس معصية وإيش حرام وإيش حلال لا يقول هذا , إذا قال هذا فقد كفر وارتد عن دينه وعلى هذا يجب أن نفرق بين الكفر الذي هو كفر ردة وبين الكفر الذي هو كفر معصية كفر الردة له علاقة بالقلب يخالف قلبه شريعة الله وكفر المعصية قلبه مع شريعة الله ولكن عمله مع هواه وإلا لكان كل من عصى الله عز وجل كافرا كفر ردة وهذا ما لا يقوله مسلم. ومن هذا القبيل النفاق , من قبيل الكفر النفاق وهذا أيضا مما يخفى على كثير من الناس اليوم النفاق كالكفر منه نفاق اعتقادي ومنه نفاق عملي ونحن حينما نتذكر هذه الحقيقة يسهل علينا أن نفهم بعض أحاديث الشريعة وبدون ذلك يظل طالب العلم حيران , مثلا الحديث المشهور (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان) آية المنافق كيف نفهم هذا الاسم هنا في هذا الحديث المنافق أهو كما جاء في القرآن الكريم ((إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)) هل نقول إن من وعد فأخلف هو في الدرك الأسفل من النار قد يقول هذا من يجهل الحقائق الشرعية في المسميات الشرعية. المنافق قد يكون نفاقه عمليا وقد يكون نفاقه اعتقاديا أنتم تعلمون أن من قال الله عز وجل فيهم إنهم في الدرك الأسفل من النار هم الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام هؤلاء من حيث ما وقر في قلوبهم كفار لأنهم أضمروا في قلوبهم الكفر بما أنزل الله لكن فيما يظهرون للناس يظهرون الإسلام فهم يصلون معهم ويصومون معهم ويتظاهرون بأحكام الإسلام لكن هم في قلوبهم كفارا فسموا منافقين لأنه يظهر خلاف ما يبطن لكن الذي يظهره حسن جميل وهو الإسلام والذي يبطنه ويضمره في قلبه هو الكفر العظيم هذا كفره كفر مخلد في النار وصاحبه في الدرك الأسفل من النار , هل كذلك المنافق الذي ذكر في هذا الحديث وفي غيره كمثل قوله عليه السلام (من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) هل هذا هو النفاق الذي أهله في الدرك الأسفل من النار في هذا الحديث والذي قبله؟ الجواب لا, إذا كيف نفهم الحديث حديثنا هذا (آية المنافق) هذا المنافق نفاقه علمي كالكفر العلمي أي إنه يعمل خلاف اعتقاده المسلم يؤمن في قرارة قلبه أن الكذب حرام لا يجوز هكذا في قلبه لكن ماذا يفعل يفعل خلاف ما أضمر المنافق الكافر المرتد هو أيضا أظهر خلاف ما أضمر لكن ذاك أضمر شرا وأظهر خيرا أما المنافق المسلم فأضمر خيرا وأظهر شرا اعتقد خيرا وعمل شرا اعتقد أن الكذب حرام وأن المخاصمة حرام لكنه هو يخالف عقيدته فمن حيث تخالف عمل المسلم مع عقيدته من حيث خالف عمل المسلم غير الصالح مع عقيدته الصالحة ... منافقا فيشترك مع المنافق الكافر المرتد من حيث أن ظاهر عمله خلاف باطن ... فإذا آية المنافق ثلاث نستطيع أن نقول الآن ... نفاق اعتقادي حيث يبطن الكفر ويظهر الإسلام هذا في الدرك الأسفل من النار أما المسلم الذي يبطن الإيمان بكل ما جاء من عند الله عز وجل ولكنه يخالف بعمله قوله فهذا سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منافقا, إذا فالحاكم والمحكوم لا فرق في ذلك أبدا كل من كانت عقيدته سليمة ولكن وقع في شيء من أعماله ما يخالف به شريعته فهذا كفره كفر عملي ونفاقه نفاق عملي وأما من يظهر الإسلام ويبطن الكفر يظهر الإسلام كلاما ثم يتبنى ... هذا وهو في قرارة قلبه لا يطعن في الإسلام ... وما شابه ذلك فشتان بين هذا الذي هو الكافر ومنافق مخلد في الدرك الأسفل من النار وبين من آمن بما أنزل الله ولكنه خالف الله عز وجل في قليل أو كثير من أعماله فهو بذلك عاص وليس بكافر كفر ردة هذا ما يمكن أن يقال بمناسبة هذا السؤال. السائل: سؤال قريب منه هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة أهل السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث (افترقت ... ) إلى آخره؟ الشيخ: لا شك أن نعم ... . (216/2) «هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث (إفترقت ..... إلخ)؟» السائل: هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث (افترقت اليهود ... ) إلى قوله (كلها في النار إلا واحدة)؟ الشيخ: كل من خالف الإسلام وكان على بينة من هذه المخالفة فلا شك في ذلك أنه من تلك الفرق التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام وأن عددها اثنتين وسبعين فرقة. أقول كل من تبيّنت له الحقيقة ثم خالفها فهو من أهل النار فإذا كانت المخالفة كما قلتا آنفا اعتقادا فهو من أهل النار المؤبدين فيها وإن كانت المخالفة ليست اعتقادا وإنما عملا فهو لا يخلد في النار بل حكمه إلى الله تبارك وتعالى كما جاء في حديث عبادة بن الصامت (خمس صلوات الله كتبهن الله على العباد فمن أدّاها وأحسن أداءها وأتمّ خشوعها وركوعها وسجودها كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة ومن لم يؤدها ولم يتم خشوعها وركوعها وسجودها لم يكن له عند الله عهد إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له) وهذا الحديث وأمثاله هو في الواقع كتفسير وتفصيل للآية التي ذكرناها في الأمس القريب ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله)) فكل من كفر أو أشرك وهو على علم بأن هذا شرك في الإسلام فهو مخلد في النار , وكل من عصى الله عز وجل عملا لا اعتقادا وهو على علم بذلك فهو يستحق العذاب من الله عز وجل ولكنه تحت مشيئته تبارك وتعالى ورحمته كما سمعتم في حديث عبادة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له , هذا هو الحكم ... للفرق الإسلامية كلها لكن لا يصار إلى التكفير ... إلا إذا تبيّن لنا نحن أنه كفر جحدا و ... لذلك نجد أئمة السنة وأئمة الحديث في الوقت الذي يذكرنا بتلك الفرق كالمعتزلة والخوارج والجبرية والمرجئة وغيرهم حينما يضللون هذه الفرق كلها لا يقطعون بكفرهم كفر ردّة, لذلك نجدهم يوثقون أفرادا من هؤلاء من حيث الصدق والرواية ولكن من جهة أخرى يحكمون عليهم بالضلالة في العقيدة لكنهم لا يكفرونهم لاحتمال أن يكون الأمر قد شبه لهم , لاحتمال أن يكون لهم عذر عند الله عز وجل ونحن لا يهمنا ولا نستفيد شيئا ما من أن نحاول أن نكشف عن قلوب الناس وعما انطوت عليها نفوسهم وقلوبهم ذلك لأن الإسلام إنما يأمرنا أن نحكم بالظاهر والله عز وجل يتولى السرائر فمن أعلن لنا الكفر وأعرض ... ألحقناه بالكفار أما إذا اجتهد وأخطأ ولو كان خطؤه في أصل من أصول الشريعة وكان الله عز وجل يعلم حسن قصده ولا يعلم منه الجحد لما أنزل الله عز وجل في شريعته هذا ربنا عز وجل لا يؤاخذه على هذا ... لذلك تجد مثل عمران بن حطان من رؤوس الخوارج ومن الذين جاءت فيهم أحاديث رهيبة جدا مع ذلك فهو من الرواة الذين روى عنهم إمام المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه فهذا معناه أن أئمتنا أئمة السنة حينما كانوا يحكمون بضلال تلك الفرق المخالفة للسنة وللسلف الصالح ما كانوا يكفّرونهم لأن التكفير أمر خطير جدا ولاحتمال أن يكون لهذا الذي ظهر لنا ضلاله وألحقناه بأهل الضلال ... أما أن نحكم بأنه مخلد في النار فهذا ... إلا إن جزم وصرح بما يوجب الكفر. ومن هنا يمكننا أن نبحث حديثا يشكل على بعض الناس , هذا الحديث الذي خرّجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله وقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله عليّ - الشاهد هنا فانتبهوا - قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فحرقوني في النار ثم ذروا نصفي في البحر ونصفي في الريح -فمات الرجل فحرقوه بالنار وأخذوا رماده نصفه في الريح الهائج نصفه في الآخر في البحر المائج- فقال الله تبارك وتعالى لذراته كوني فلانا فكان بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال ربي خشيتك قال فقد غفرت لك) هذا الحديث قد يشكل على البعض لأنه بظاهره يتعارض مع الآية السابقة ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) لاسيما بعد أن بيّنا لكم بالأمس القريب أن معنى يشرك أي يكفر بمعنى أنه يكفر ... الكفر فلا فرق بين الكفر والشرك كما تذكرون فهذا الرجل ماذا فعل إنه ألقي في نفسه وكان الذي ألقى ما ألقى في نفسه خوفه من ربه أنه إن أوصى تلك الوصية الجائرة التي يصعب على الإنسان أن يتصور وصية أعرق منها في الضلال! خيل له أنه إذا نفذت وصيّته فحرّق بالنار ووزع رماد جسده نصفه في البحر ونصفه في الريح أن يضل على ربه وأن الله عز وجل لا يقدر عليه فكأنه نسي ذلك الحكم الذي ذكره الله في عز وجل في خاتمة سورة يس ((وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها ... )) فهذا الرجل نسي هذه الحقيقة أن الله عز وجل الذي خلق الإنسان من عدم هو أيسر عليه لو كان هناك عنده ... أيسر عليه أن يعيده من هذه الذرات التي لم ... جسده نسي هذا الإنسان هذه الحقيقة لكن الذي نساه هو أمر حسن وهو خوفه من ربه تبارك وتعالى لذلك أوصى بما أوصى ونفذت وصيته فأعاده الله عز وجل كما كان بشرا سويا وقال له ما حملك على ما فعلت قال خشيتك فكأن الله عز وجل يقول له ما دام أن الذي حملك على ذلك الخطأ وعلى ذلك الضلال ... إنما هو خشيتك مني فاذهب فإني غفرت لك الشاهد هذا ميزان الله وهذا حكمه أما نحن فلنا الظاهر لو رأينا إنسانا أوصى بهذه الوصية لبادرنا بلا شك إلى تكفيره كفر ردّة وإذا ربنا عز وجل له معاملاته بميزانه الحكم العدل غير ميزاننا نحن القاصر العاجز المبني على ظواهر الأمور لذلك المعتزلة مثلا حينما أنكروا رؤية الله عز وجل في الآخرة لا شك أنهم ضلوا في ذلك ضلالا بعيدا وكان هذا الإنكار منهم من أسباب حكم أهل السنة عليهم بالضلال لكن ما حكم أهل السنة عليهم بالكفر والردة وكذلك نقول كما ذكرنا آنفا بالنسبة للمذاهب والطرق الأخرى ذلك منهم جمع بين ما يظهر من ضلالهم الذي لا مجال لنا من عدم ... لا بد منه وبين أن يكون هناك احتمالا أن الله عز وجل يعلم من بعض هؤلاء على الأقل عذرا لهم فيما ذهبوا إليه , لذلك كان مذهب أهل السنة حقيقة الذين لا يغالون ولا يتشددون وإنما يمشون على خط الوسط هو تضليل من انحرف عن السنة دون قرن ذلك بالتكفير والإخراج عن الملة لأن هذا التكفير مبني على بواطن الأمور فيوكل الأمر إلى الله تبارك وتعالى غيره. (216/3) «تعلمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة وأمره له أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم واليوم كثرت الجماعات حتى التبس الأمر على طالب العلم أي جماعة هي المقصودة في زماننا هذا نرجوا توضيح اسم الجماعة ا» السائل: تعلمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة وأمره له بأن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم واليوم كثرت الجماعات حتى التبس الأمر على طالب العلم أيّ جماعة هي المقصودة في زماننا هذا نرجوا توضيح اسم الجماعة التي تدعو إلى الكتاب والسنة حقيقة ليكون مع جماعتهم؟ الشيخ: كأن هذا السؤال تكرار لما تحدثنا عنه بالأمس لكن الواقع أشعر من توارد هذه الأسئلة أن هناك في الجو خلافا شديدا هذا الخلاف هو الذي ... الأسئلة ويستدعي تكرارها وتكرار الجواب عليها. ذكرنا أمس بأن الفرقة الناجية هي فرقة واحدة وذكرنا أيضا علامتها بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنها هي التي تكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و ... الآن و أذكر حديثا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) قالوا يا رسول الله من هم هؤلاء الغرباء قال (هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي) هذا من صفة الفرقة الناجية أنهم يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي، فالسائل عليه أن ينظر في هذه الجماعات الكثيرة التي تنبأ عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث حذيفة، فمن هي الجماعة التي تدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة قولا وعملا , أقول قولا وعملا لأننا شرحنا لكم بالأمس بأن كل الطوائف مهما كانت بعيدة عن الكتاب والسنة يقولون نحن دعوتنا إلى الكتاب والسنة ولذلك فنحن لا نقنع بمجرد الكلام لأن الكلام الذي يخالف العمل هو أيضا من صفات المنافقين والله عز وجل يقول في القرآن الكريم ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) فكل الجماعات من حيث كلامهم كلهم يقولون الكتاب والسنة مبدأنا و شعارنا ودعوتنا قائمة على ذلك ولكن هل اقترن مع هذه الدعوة مع هذا الكلام العمل؟ أظن أنكم إذا تذكرتم هذه الحقيقة سيتجلى لكم أن كل الجماعات ليسوا هناك وليسوا على الكتاب والسنة إلا من حيث الكلام فكثير منهم لست بحاجة إلى نخالطهم لتطلع على بعدهم في عبادتهم عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل عن بعدهم عن العقيدة الصحيحة التي جاءت في الكتاب والسنة بل أنت إذا نظرت إليهم دلك مظهرهم على أنهم ليسوا من الكتاب والسنة في شيء فكثير منهم يستهينون بالمظاهر الإسلامية ولا يقيمون لها وزنا مطلقا فهذا من الكتاب والسنة ونحن نعلم جميعا أن من السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم (احفوا الشارب وأعفوا اللحة وخالفوا اليهود والنصارى) ومن أحاديثه عليه السلام التي هجرها حتى كثير من المتمسكين بالسنة قوله عليه السلام (إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم) السائل: فيه سؤال ... . (216/4) «ما حكم صبغ اللحية وبأي صبغة وماذا على من لا يصبغ؟» السائل: ما هو القول في صبغ اللحى وبأي صبغة وماذا على من لا يصبغ؟ الشيخ: ... . السائل: الآن ... . الشيخ: فالرسول صلوات الله عليه وسلم يأمر في هذا الحديث بالصبغ فيقول (إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم) فأمرنا عليه الصلاة والسلام بأن نصبغ شيبتنا وهو عليه الصلاة و السلام لم يكن قد عمّ الشيب شعره وإنما كان هناك نحو عشر شعرات أصابها الشيب ومع ذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصبغ بالحناء والكتم وكذلك فعل أبو بكر وعمر وغيرهما من الصحابة فالأمر بالصبغ هنا فيه أمر عجيب يغفل عنه الجماعات الإسلامية إلا من كان حريصا على التمسك بالسنة فعلا إن الشيب أمر من سنة الله عز وجل فرضه على البشر إذا ما وصلوا سنا معينة فهذا أمر يشترك فيه المسلم والكافر والصالح والطالح قد يشيب أحدهم قبل غيره فلا يدل ذلك على أنه أحسن أو أسوء من ذلك وقد يشيب المسلم قبل الكافر هذا أمر مفروض على الناس ولا يدل على شيء ولكنه بالنسبة للمسلم يدل على شيء ذلك أنه إذا شاب بادر إلى امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم المذكور آنفا فخالفوهم , الشاهد أن الله عز وجل مع أنه فرض الشيب على جميع الناس كما قلنا مسلمين وكفارا صالحين وفجارا بحيث أنه لا يمكن أن يقول قائل فلان الشايب تشبه بخلال اليهود الشايب أو النصراني الشايب لا يمكن أن يقال هذا لم؟ لأن هذا الشيب ليس من صنعه وليس من كسبه حتى يقال لم شبت وإنما الله عز وجل فرض الشيب على عباده مع ذلك هنا العبرة نجد الرسول صلى الله عليه وآله سلم قد أمر المسلم حينما يصيبه الشيب أن يصبغ لكي يخالف الكفار الذين يشيبون بحكم سنة الله ولكنهم لا يصبغون ... فالمسلم إذن عليه أن يثبت مخالفته للكفار حتى في أمر فرضه الله عليه وجبره عليه وهو الشيب لكن قال له خالف الكفار بالصبغ فكيف بمن يأتي إلى أمر فطره الله عليه ألا و هو أن ميزه على المرأة فخلق له اللحية وأمره بالمحافظة عليها وبإعفاءها فيأتي ويتشبه تشبها عكسيا هناك في الشيب قلنا لا يمكن أن نقول تشبيه المسلم بالكافر لأنه ... أما هنا فهو يحلق لحيته فيحقق التشبه بالكافر بكسبه وعمله ثم هو في ذلك مخالف لأمر نبيه صلى الله عليه وآله سلم أردت أن أشرح هذه النقطة لأعود بمناسبة هذا الحديث والسؤال الذي ... هناك لأقول أن الصبغ الذي أمر الرسول عليه السلام به هو أي صبغ كان باستثناء نوع واحد ولون واحد ألا وهو السواد فلا يجوز للمسلم الخائف من الله والعالم بحديث رسول الله والمتبع لسنته عليه الصلاة والسلام أن يصبغ شيبه بالسواد وذلك لحديثين اثنين الأول حديث مسلم في صحيحه في قصة والد أبي بكر الصديق أبي قحافة لما جيء به ولحيته بيضاء كالثغامة فأمر الرسول عليه السلام أهل أبا بكر أن يغيروا شيبه وأن يجنبوه السواد وبعض الناس يقولون هذا أمر خاص لهم فلسفة في هذه القضية ليس بحسنة ولا جميلة أبدا يقولون بأنه كان شديد الشيب لأنه مشبه بالحديث بأنه كالثغامة وهو نبت أبيض كالقطن بياضا فيفسرون هذا النهي أنه خاص بأبي قحافة فيأتيهم الحديث الذي يشمل كل المخالفين ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (سيكون في أمتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة). إذا الأمر بالصبغ يدخل فيه كل لون إلا السّواد لنهي الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك , أعود فأقول إذا كان كل الجماعات تدعي الكتاب والسنة فالمهم في هذه الدعوة شيئان اثنان الأول أن تقترن دعواهم بالعمل بكتاب الله والسنة وليس فقط بالكلام و ... ونحو ذلك والشيء الآخر أن يكون عملهم بالكتاب والسنة على التفصيل الذي شرحناه أمس وهو أن يتحروا السنة الصحيحة وأن لا يأخذوا الحديث من هنا وهناك فيقعون في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما شرحنا ذلك أيضا خلاصة القول لسنا بحاجة ... . السائل: ... أن يكون متبعا في ذلك السلف الصالح المؤمنين لأنه ... في نفس الحديث ويعمل به يكون مخالفا لما يكون عليه السلف. سائل آخر: يعني الشرط الثاني ... . الشيخ: أي نعم ... أقول بشرط أن يكون القول مقرونا بالعمل أي أن يظهر اتباع السنة في منطلقهم في حياتهم كلها والشرط الثاني أن يتقصدوا معرفة ما صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام من الأوامر والأحكام والنواهي ونحو ذلك والشرط الثالث والأخير أن يتلقوا شرح ذلك مما كان عليه السلف الصالح إما في منطلقهم في حياتهم أو في تشريحهم وبيانهم لكتاب الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل من المناسب أن أذكر بقضية هي من مشاكل الساعة هناك حديث في صحيح مسلم يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية) فسمعنا أن بعض الناس يكفرون بسبب قول الرسول عليه السلام (مات ميتة جاهلية) يكفرون من مات وليس في عنقه بيعة هذه ضلالة جديدة عصرية باسم اتباع السنة ذلك لأن قول الرسول عليه السلام (مات ميتة جاهلية) لا يساوي تفسيرهم الذي يقول مات ميتة الكفار أي مات كافرا مرتدا خالدا في النار لا فقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر (إنك امرؤ فيك جاهلية) قال هذا تكفير من الرسول عليه السلام لأبي ذر حاشاه لكن معنى هذه العبارة هنا وهناك (مات ميتة جاهلية) (إن فيك لجاهلية) أي فيك خصلة من خصال الجاهلية يجب أن تتنزّه منها وأن لا تقع فيها فحديثنا (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية) أي يموت كما كان يموت الكفار في الجاهلية ليس لهم رأس ليس لهم إمام يقودهم ويوجههم وكما قال عليه السلام (إنما الإمام جنة يتقى به) فكانوا يعيشون قبائل كما نعلم ذلك فالمسلمون إذا عاشوا هكذا وماتوا وليس في عنقهم بيعة مات أحدهم ميتة الجاهلية فإذا لا يعني الجاهلية أنه كافر مرتد خارج عن الدين هذه واحدة، وأخرى قبلها (مات وليس في عنقه بيعة) كلنا اليوم مع الأسف نموت وليس في عنقنا بيعة لأنه ليس هناك خليفة مبايع من أهل الحل والعقد حتى يجب علينا إيش أن نبايعهم فإذن هل يشملنا هذا الوعيد ولو بالتفسير الصحيح الذي ذكرناه (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية) الجواب أن هذا ... عنقه بيعة مبايعة مات ميتة جاهلية إذا اليوم لا يوجد خليفة فهل يشمل هذا الوعيد وهذا الوصف الشديد كل مسلم يعيش اليوم ولو كان حريصا على التمسك بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وكان حريصا كل الحرص على استئناف الحياة الإسلامية وتحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الخلافة الراشدة هل يشمل هذا الوعيد حتى أمثال هؤلاء؟ الجواب إذا عرفنا أنّ معنى الحديث الواضح المتبادر (من مات وليس في عنقه بيعة) ... فليس معنى ذلك أننا في حل من أن نضل هكذا كالجاهلية الأولى ليس علينا رئيس ليس علينا خليفة إذا نستطيع أن نتوسع في فهم هذا الحديث فنقول من مات وليس في عنقه بيعة فعلا أو سعيا فعلا فهمنا سعيا بمعنى لا يفكر ولا يهتم ولا يسعى لإيجاد المجتمع الذي ينبثق منه هذا الرجل المبايع فيجب مبايعته حين ذلك أي إن هذا الحديث يمكن تفسيره بنحو حديث آخر ذكرته آنفا في مناسبة النفاق قال عليه الصلاة والسلام (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات وهو على شعبة من النفاق) إذا هذا الحديث وضّح أن الواجب على المسلم أن يباشر الغزو فإن لم يتمكن من ذلك كما هو واقعنا اليوم أيضا مع الأسف الشديد فعلى الأقل يحدّث نفسه بالغزو وتحديث النفس بالغزو يستلزم تحريك مشاعر الإنسان ليعمل ليتمكن من الغزو كذلك الحديث السابق من مات وليس في عنقه بيعة فعليه أن يسعى ليوجد المجتمع الذي ينبثق منه ذلك الرجل المبايع فيكون هو من جملة المبادرين إلى مبايعتهم نعم. (216/5) «ما حكم التوظف في الدوائر الحكومية سواء أكانت الحكومة إسلامية أم كافرة؟» السائل: ما حكم التوظف بالدوائر الحكومية سواء كانت الحكومة إسلامية أم كافرة؟ الشيخ: في الواقع أننا نحن في بلادنا والحكم هناك كما تعلمون حكم غير إسلامي محض ابتلينا بأمور كثيرة و كثيرة جدا نجد لبعضها مخرجا ولا نجد للبعض الآخر منها إلا الابتعاد عن الوظيفة والتوظف أصلا مثلا بعض إخواننا أساتذة ومعلمون في بعض المدارس منهم من يعلم ما يسمونه هناك بالتربية الدينية ومنهم من يعلم اللغة العربية النحو والصرف ونحو ذلك والأدب العربي فنحن نرى جازمين بأن الصواب الواجب بالنسبة لهؤلاء أن يضلوا في وظائفهم لأن من كان معلما للتربية الإسلامية فهو يستغل مركزه ووظيفته لتبيان التربية الإسلامية على الوجه الصحيح لاسيما إذا كان هذا الأستاذ من إخواننا السلفيين وإن كان من اختصاصه اللغة العربية ونحو ذلك والتاريخ الإسلامي فهناك مجال واسع وواسع جدا أيضا لبث الأفكار الإسلامية وبيان التاريخ الإسلامي الناصع وما قد دس فيه مما يشوّه سمعته و ... فنرى أن هذا من الواجب والواقع شهد بأن هذا الأمر كان من صالح الدعوة الإسلامية وليس من صالح الحكم الكافر الجاهل ذلك لأن الجماعة تنبهوا هناك فأخذوا يقيلونهم من وظائفهم فينقلون مثلا مدرس التربية الإسلامية فيضعونه موظفا فيما يسمونه هناك بالجمعية الاستهلاكية يعني عبارة عن مخزن كبير للبيع بين حوائج الناس ومنها الخضر ومنها الأقمشة ينقلون الأستاذ من وظيفة التعليم إلى وظيفة البيع والشراء حتى أساتذة التاريخ وحتى أستاذة اللغة العربية و منهم أحد إخواننا نقلوه إلى محافظة إلى البلدية أمور إدارية كتابية لماذا؟ أقول مع الأسف انتبه هؤلاء إلى مالم ينتبه بعد بعض إخواننا السلفيين من خطورة هذا المركز للتعليم الذي يتمكن به المسلم من أن يبث الدعوة الإسلامية في نفس هذا التدريس ولو كان المنهج الحاكم السائد هو منهج كافر فكيف لا نقبل التوظف في عمل نحن نكون فيه عضوا صالحا لنشر العلم , لنشر الوعي, لنشر الخلق الإسلامي ونحو ذلك نعم حينما تكون الوظيفة هي في أصلها مخالفة للشريعة فنحن ننهى عن ذلك كل النهي كالتوظف مثلا في البنوك التي فيها إعانة على ارتكاب ما هو من الكبائر وهو الربا ,أما إذا كانت الوظيفة في نفسها أقل ما يقال فيها شرعا إنها جائزة ويتمكن الأستاذ الموظف فيها من القيام ببعض ما يجب عليه فنحن لا نقول إن هذه الوظيفة جائزة بل نقول إنها واجبة وجوبا كفائيا إذا قام به البعض سقط عن الباقين لعلي أجبت عن هذا السؤال؟ (216/6) «ما حكم الدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة والجامعات الأخرى إسلامية كانت أم علمية مع وجود المنكرات والمخالفات التي تعرفها وتسمع عنها؟» السائل: ما حكم الدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة والجامعات الأخرى إسلامية كانت أم علمية مع وجود المنكرات والمخالفات التي تعرفها وتسمع عنها؟ الشيخ: خير جواب يحضرني في هذا هو الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (مثل القائم على حدود الله والقائم فيها كمثل قوم ركبوا سفينة فكانت طائفة بأعلاها وطائفة في أدناها فكان هؤلاء إذا أردوا أن يستقوا مروا بالطائفة التي في أعلاها -فقالوا ذات يوم لو أننا خرقنا من أسفل السفينة خرقا وأرحنا الجماعة التي هم في أعلى السفينة من صعودنا و نزولنا قال عليه الصلاة - فإن هم أخذوا بأيديهم نجوا وأنجوا وإن هم تركوهم وشأنهم هلكوا و أهلكوا ... ) هذا مثال المجتمع الذي مثل له بالسفينة ومثال المنكر الذي يقع في هذا المجتمع الذي مثل له بالحفر في قعر السفينة فإنه لا يخفى إذا ترك هؤلاء الذين أرادوا إراحة الآخرين بطريق غير سليم بأن يحفروا من قعر السفينة لا شك أن الماء سيدخل في السفينة وسيعمهم الغرق جميعا لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم أتخيل كأنه يعالج مشكلتنا الحاضرة فنحن في مجتمع فيه مفاسد فأنا قلت عمدا أن من كان في المجتمع يحكم فيه بغير ما أنزل الله أصالة فعليه أن ينتقل إلى مجتمع يحكّم فيه الإسلام ولو بشيء من التقصير فالشر ليس كله في مرتبة واحدة , فإذا كان هذا المجتمع الإسلامي فيه شرور فيه آثام فيه منكرات فليس الخلاص من ذلك بخرق هذا المجتمع و ... بلبلة أو قلقلة أو مفسدة أو فتنة وإنما ذلك كما أشار الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم هذا الحديث ألح ودندن حول المرتبة الأولى من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو التغيير باليد حيث قال عليه الصلاة والسلام (فإن هم أخذوا بأيديهم نجوا وأنجوا ... ) إلى آخر الحديث فأخذوا بأيديهم هذا أول مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو في الحديث المشهور (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ففي هذا الحديث التصريح بأن مراتب الإنكار والأمر ثلاثة فلا يجوز للمسلم المخلص لدينه أن يتمسك بالمرتبة الأولى ويغض الطرف عن المرتبة الثانية والثالثة لأن هذا معناه - لا سمح الله - إيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض وحينئذ يجد هذا الذي يتحرج من المشاركة في طلب العلم في الجامعات الإسلامية أو إذا كان أستاذا له اختصاص في بعض العلوم يتحرج من التدريس فيها فهذا يجد له متنفسا في بقية هذا الحديث , عليه أولا أن ينكر المنكر بيده هذه هي أعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن إن لم يتيسر وهذا مع الأسف كلما اشتد الفساد كلما اضمحل القيام بهذه المرتبة ولكن ليس معنى ذلك أنه يأتي بعده الكفر هناك إنكار في المرتبة الثانية (فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ... ) هنا نقول هل يوجد مسلم لا يزال الإيمان حيا في قلبه هل يوجد مسلم لا يزال الإيمان حيا في قلبه وأنا أقول وأعنى ما أقول لا يزال الإيمان حيا في قلبه لا ينكر المنكر بقلبه فهذا لا أتصوره لا أتصور مسلما لا يزال الإيمان عامرا في قلبه أنه لا ينكر المنكر ولو بقلبه وهو أدنى درجات الإيمان كمال قلنا أنا أقول إذا مات الشعور بالمنكر وهذا مع الأسف الشديد موجود في بعض الناس الذين افتنوا بالدنيا وشهواتها وتكالبوا على لذاتها فهؤلاء لا ... منكرا ولو بقلوبهم وأنا أضرب لهذا مثلا كيف تنطمس القلوب ولا يبقى فيها ذرة من إيمان لأنهم جهلوا ما شرع الله واعتادوا الحياة المنكرة لا شك أن المنكر عمليا درجات فنحن نجد في سوريا بعض المظاهر التي تسترعي انتباه أمثالنا نجد مثلا فتاة تمشي في الطريق وهي في آخر درجة من الخلاعة تمر بها امرأة أخرى دونها في لخلاعة هي خليعة هي متبرجة ولكنها دونها في الخلاعة لكن الفرق بين الأولى والأخرى أن الأولى أخذت بمظاهر الخلاعة الحديثة أما الأخرى فأخذت بمظاهر الخلاعة القديمة يعني صارت الموضة موضة قديمة مثلا كانوا قديما يلبسون الملاءة أو الجلباب القصير إلى نصف الساق الآن طاح هذا كله وصار إلى الركبتين وربما إلى ما فوق الركبتين فإذا مرت مثل هذه بتلك التي لا تزال تحتفظ بالحجاب القديم وهو ليس شرعيا فتمر الأولى بهذه فإذا جاوزتها التفتت هذه وهي تظن أنها متمسكة بالشرعية التفت لتنظر مستنكرة فهذا يوحي إلينا بماذا؟ أنها مات الشعور منها بالمنكر الذي هي فيه هذا أمر خطير جدا و شغلت فقط بالمنكر الأكبر هذا الإحساس فقط هو الذي لا يزال حيا فيها أما الشعور بأنها كشفت عن ساقيها وكشف عن شيء شعرها وربما عنقها هذا لم يحدث شيئا مذكورا في قلبها لذلك إذا كان المسلم الحريص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيجب ألا يقف شرعا عند المرتبة الأولى فإذا نظر ولم يتمكن من الإنكار من المرتبة الأولى فله فسحة قد جعل الله له فسحة أن ينكر بلسانه وإن فرضنا أنه ... فمه أيضا ولم يستطع أن ينكر المنكر بلسانه فالله لا يؤاخذه لأن الأحكام الشرعية كلها منوطة بالاستطاعة ومنها هذه المنازل والمراتب فقد صرح فإن لم يستطع فإن لم يستطع (من رأى منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) إذا لا أتصور مسلما غيورا يدخل الجامعة تعلما أو تعليما والفرصة متاحة له يعلم ما يعتقد أنه الحق من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يتعاطى هذا التدريس لأنه يرى المنكرات قد جعل الله عز وجل لهذه المنكرات ... علاجا تغير المنكر إن استطعت بيدك وإلا فبلسانك وإلا فبقلبك وذلك أضعف الإيمان ولا ينجيه الفرار من الواقع يعني إذا لم يرض بنفسه أن يدخل الجامعة مثلا ليتعلم أو يعلم لأنه لا يستطيع أن ينكر بيده بل ولا يستطيع أن ينكر بلسانه فلا فرق بين كونه في الجامعة من هذه الحيثية وبين كونه خارج الجامعة فنحن محاطون بالمنكرات أينما ذهبنا وأينما حللنا فما هو المخرج؟ المخرج هو الحديث نفسه بمراتبه الثلاثة لذلك فالتعلل بانتشار المنكرات في المدارس وفي الجامعات لمفاصلتها ومبيانتها هذا لا نرى له وجها من الشرع ما دام أن مراتب الإنكار واضحة وهي ثلاثة كما ذكرنا , نعم قد يكون بعض الناس يشعر بضعف في نفسه فيخشى على نفسه الفتنة أنا أقول حين ذاك حسب هذا الإنسان الذي يخاف على نفسه الفتنة لا يخاف أنه لا يستطيع أن ينكر فقط وإنما يخاف هو أن ينحرف مع المنحرفين وأن يضل مع الضالين حينئذ نقول لك أيضا اتق الله ما استطعت تخاف على نفسك فابتعد عن مواطن الخوف ولكن لا تجعل ذلك شريعة ولا تجعل ذلك نظاما تفرضه فرضا وتوجبه إيجابا على كل المسلمين لأن الناس ليسوا متساوين في ذلك فنحن نعلم مثلا أن من نصائح النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر أن قال له (يا أبا ذر إني أراك ضعيفا فلا تتولى على اثنين) لا تكن أميرا ورئيسا على اثنين ليه؟ عنده ضعف شخصية والذي يريد أو الذي ينبغي أن يكون أميرا ينبغي أن يكون حازما قويا الإرادة فلكل حالة لبوسها فإذا كان أحدنا يخاف على نفسه أن يدخل مجتمعا خاصا فيه منكرات لا لأنه لا يستطيع أن ينكر بالمرتبة الأولى ولا المرتبة الثانية هذا لا عذر له بعد أن أفصح الشارع له بإنكار المنكر ولو بقلبه ولكن لو كان خشي على نفسه الانحراف والضلال مع الضالين الذين ... فحينئذ نقول له هذا وشأنك أما أن تجعل هذا مذهبا ودعوة تفرض ذلك على الناس فهذا فيه خراب الدنيا والدين في آن واحد لأن هذه الجامعات مهما كان فيها من الانحراف ومهما كان فيها من المنكرات فنظامها لا يزال إسلاميا وأقل ما يقال فيها إن الخير فيها غالب على الشر وهكذا الدنيا الدنيا كلها الخير فيها والشر فالمجتمع الصالح هو الذي يغلب الخير فيه الشر والعكس بالعكس , أما أن يتطلب الإنسان خاصة في آخر الزمان مجتمعا خاليا من المنكرات فهذا لا سبيل إليه من أجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام أي بيان لما قلته من التفصيل الإنسان يخشى على نفسه هذا له شأن وبين أن يفرض ذلك على غيره فليس له ذلك قال عليه الصلاة والسلام (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) فهذه المخالطة تتطلب جهادا بلا شكّ ومن الجهاد أن يصون نفسه عن الانحراف ومن الجهاد أن يأمر بالمعروف على التفصيل السابق فمن لا يستطيع أن يحافظ على نفسه ... عليها فله أن يلزم المسجد ولا يخرج منه إلا لبيته لأن الناس لا يفترض عليهم جميعا أن يكونوا دعاة وأن يكونوا منطلقين هذا واجب أو فرض كفاية فليس هو فرض عين يجب على كل فرد من أفراد المسلمين إذن الذي يخشى على نفسه له شأن لكن لا يفرض ذلك على غيره فالواقع يكذب هذا الفرض ككثير من الناس وأنا منهم عشت الجامعة وما تأثرت بها بل أثرت فيها وكذلك غيري لا يزال كذلك فلماذا نفرض على الناس أمورا ... ثم يتغيرون ... كل الناس هم كذلك هذا أعتقد أنه انحراف خطير جدا له ما بعده نسأل الله عز وجل أن يحفظنا منه ومن أمثاله غيره. (216/7) «ما معنى حديث حذيفة رضي الله عنه الذي ذكرته، حيث أن السفينة قد كثر فيها الخرق ولا نستطيع الأخذ على أيديهم فبدل أن نغرق معهم فعلينا أن بمغادرتها؟» السائل: يقول بمناسبة حديث حذيفة , حديث السفينة لأن السفينة قد كثر فيها الخرق ولا نستطيع الأخذ على أيديهم فبدل أن نغرق معهم فعلينا أن بمغادرتها ... ؟ الشيخ: ... يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ... بأهوائهم وبأفهامهم كيف ينحرفون عن السنة قال عليه الصلاة والسلام (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... ) لا تزال طائفة أي قليلة ثم الحديث السابق ذكرت لكم في الغرباء من هم؟ (هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي بعدي) هؤلاء على ... زائدة أنا اقول ... هؤلاء يحكمون على الأمة كلها بالغلط والواقع أنه ... وهذا أيضا يذكرني بحديث (من قال ... ) والحديث في صحيح مسلم (من قال هلك الناس فهو أهْلَكُهم) أو (فهو أَهْلَكم) روايتان، ولكل من الروايتين معنى جميل جدا أما الرواية الأولى فهو (أهْلَكُهم) يعني هو أشد ضلالا منهم أما الرواية الثانية فهي أبدع أي هو سبب هلاكهم لأنه يدعهم وضلالهم ثم ينزوي عنهم بعيدا كما قال الأستاذ هنا، نحن أجبنا عن هذا قلنا إن الحديث دندن حول تغيير المنكر هناك بالمرتبة الأولى ولكن إذا كان ليس في الاستطاعة ذلك ماذا نفعل؟ من الذي قال أننا نخرج من هذا المجتمع ولا ننتقل من المرتبة الأولى إلى المرتبة الثانية بل من الذي قال لا ننتقل من المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة أين محل هذا الحديث؟ المراتب ثلاثة محل هذا الحديث في المجتمعات التي فيها المنكر قل أو كثر إن قل المنكر قل الآمرون يعني القضية عرض وطلب كما يقال وإن كثر المنكر كثر المنكرون ولكن هؤلاء المنكرون هم الحريصون على تطبيق الشريعة فعلا بحذافيرها لا يأخذون نصا ويدعون النصوص وإنما يجمعون بين النصوص كلها فيأتي هؤلاء بحديث واحد يأمرنا أن ندع الناس في ضلالهم وبإمكاننا نحن أن ننكر المنكر ولو بالمرتبة الدنيا لا يوجد مثل هذا الحديث أبدا بل على العكس من ذلك حديث ابن عمر السابق الذكر (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم) فهذا يدعو المسلم إلى أن يكون كما يقولون اليوم بلغة العصر الحاضر اجتماعيا أن لا يكون انعزاليا كما هو مذهب الصوفية , فالصوفية مذهب سهل ورخيص لأنه معناه ترك الجهاد الذي منه اللسان كما قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح (جاهدوا المشركين بأنفسهم وأموالكم وألسنتكم) فالإنزواء والإنطواء والخروج مثلا في بلاد مهجورة أو صحارى قفراء هذا أمر سهل لكن هل يظن هؤلاء بأنه سيضل هؤلاء الأفراد في الصحراء يعيشون ما شاء الله من سنين بل من قرون ويستمرون على الصفاء والنقاوة أن سيعيد التاريخ نفسه ويبدأ ... يذر قرنه فماذا يفعلون يظلون ينتقلون مكان إلى آخر ليس هذا من مذهب الرسول عليه السلام (وإنما عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاسية) طبعا عليكم بالجماعة سيقول هؤلاء الجماعة المتمسكة بالكتاب والسنة نقول نعم والقضية نسبية هاتوا جماعة متمسّكة بالكتاب والسنة أحسن من غيرها لنقول لكم اذهبوا إليها أما أن تخرجوا من هؤلاء وتكونوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء فهذا انحراف خطير جدا. (216/8) «فضيلة الأستاذ هناك خلاف بين بعض الإخوان فحواه أن الذي يطوف بالمقابر كافر مرتد عن دينه تطلق زوجه وغيرها من الأحكام المتعلقة بالكافر؛ فالرجاء من فضيلتكم توضيح ذلك الأمر؟» السائل: فضيلة الأستاذ هناك خلاف بين بعض الإخوان فحواه أن الذي يطوف بالمقابر أو ينذر لغير الله هذا كافر مرتد عن دينه تطلق زوجته وحكم الكافر على طول؛ فالرجاء من فضيلتكم توضيح ذلك الأمر؟ الشيخ: الواقع أن طبيعتي أني أمل التكرار وأنا أحس بأن الأسئلة تدور حول قضية لكن لا أنسى أن الأمر يتطلب هذا التكرار أنا قلت آنفا أن واجبنا أن نحكم بأن هذا ضلال وهذا كفر إذا جاء في النص أنه كفر وأنه ضلال لكن ليست وظيفتنا أن نحكم على الناس بأنهم مرتدون عن دينهم لأن هذا خلاف السلف الصالح كما ذكرنا لكم المعتزلة أنكروا نصوصا كثيرة من الكتاب والسنة وربت لكم مثلا إنكارهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة مع ذلك ما كُفروا وذكرنا لكم قصة التي أوصى أولاده بأن يحرقوه بالنار وكيف أن الله غفر له فنحن واجبنا أن ننصح الناس كجماعة لسنا لعانين ولسنا مكفرين وإنما نحن هداة نهدي الناس إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الذي يطوف حول القبر لا يشك أبدا أن هذا كفر وهذا الذي ينذر لغير الله ويذبح لغير الله لا نشك أنه كفر وضلال كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال (ملعون من نذر لغير الله) هذه بلايا عمت البلاد الإسلامية كلها لكن أولا أين النص الشرعي الذي يلزمنا أن نحكم بكفر هؤلاء وهم يجهلون أكثر علماء الدنيا يسكتون عن هذه الطامات بل بعضهم يبررها بحجة دعوهم نيتهم طيبة! نيتهم طيبة! ذلك هو الضلال المبين هم في الواقع خراب ... لكن إن كان لهم عذر فعذرهم الجهل سيقول بعض الناس لكن هذا الجهل لا يعذر به صاحبه نقول نعم حينما يعيش هذا الجاهل بين جماعة من أهل العلم بالكتاب والسنة وهم قائمون بالنصح كما دللنا في مطلع ... هذه فحين ذاك لا يعذر هؤلاء لأنهم سمعوا العلماء ينذرونهم دائما وأبدا أن هذا الذي يفعلونه هو الكفر والشرك بعينه لكن هؤلاء الذين يسمّيهم بعض السلفيين بالقبوريين هؤلاء محاطون بناس هم الذين يضللونهم وهم الذين يفهمونهم أن هذا ليس من الكفر في شيء إذا نحن غرضنا أن نلعم الناس وأن نهديهم , أما تكفيرهم فيعود إلى الله تبارك وتعالى لأنني أعتقد أنه لا خلاف بين أهل السنة والسلف الصالح بصورة خاصة أن الكفر لا يدان به صاحبه إلا بعد قيام الحجة وأكثر هؤلاء الناس لم تقم عليهم الحجة لماذا؟ لأن العالم الإسلامي يعد ثمانمائة مليون مسلم فكم هم عدد أهل السنة والجماعة وبخاصة الذين أتيح لهم أن يتصلوا بهذا العالم ... الطويل وأن ينصحوهم ويبينوا لهم هذه الضلالات هذا أقل من القليل إذا أنا أريد أن أذكر بقضية قد تخفى على بعض الناس قد يتوهم بعض الناس أن الأوربيين مثلا والأمريكيين الذين لا يعرفون عن الإسلام إلا اسمه يسمعون القرآن من الإذاعة يتوهم بعض المسلمين اليوم أنهم قد أقيمت الحجة عليهم لماذا؟ لأنهم يسمعون القرآن , طيب يسمعون القرآن لكن لا يفقهون منه شيئا فهل أقيمت الحجة عليهم؟ الجواب لا وهذه حقيقة ما أظن أحدا يستطيع أن يماري أو يجادل فيها إذا كان الأمر كذلك فأنا أذكر بحقيقة أخرى إن العرب دعك من العجم , إن العرب أنفسهم أصبحوا أعجاما في لغتهم والدليل أن كثيرا من العلماء لا يزالون يفهمون الآيات التي تنهى عن عبادة غير الله عز وجل أن المقصود بها فقط أن لا تصلي لغير الله أن لا تسجد لغير الله فإذا صليت لغير الله وسجدت لغير الله فهذا هو الكفر أما إذا دعوت غير الله واستعنت بغير الله فلا يزالون يفهمون أن هذا ليس من الشرك في شيء وهم خاصة فأقول العرب اليوم لبعد العهد عن لغتهم التي نزل بها القرآن لا يكادون يفقهون هذا القرآن له معنى فماذا نقول عن الأعاجم وهم الأغلبية الساحقة في هذا العدد الضخم من المسلمين؟ إذا يا جماعة تصوروا قبل أن تحكموا بتكفير زيد أو بكر من الناس هل أقيمت الحجة عليهم والحجة من الكتاب والسنة ومن أهل العلم وقد قلت في مناسبة قريبة إن بعض طلابنا يتوهم أنه صار من أهل العلم وأنه بمجرد أنه اتصل مع أحد أولئك الضالين لاسيما ذلك إذا كان ... نفسه بمنظار مكبر يرى نفسه في قمة العلم فيأتي طالب صغير ويقول أنت مشرك وأنت ضال وزائغ إلى آخره فيظن أنه بمثل هذه الكلمات السريعة قد أقام عليه الحجة! ونحن نلاحظ في الشام وفي غير الشام أن بعض إخواننا المبتدئين في هذا العلم ما يكاد يجلس مع أحد أولئك الضالين ونحكم بأنهم ضالون ويتكلم كلمتين ثلاثة وينهزم ليه؟ لأنه ما قرأ أصول اللغة العربية ولا آداباها ولا قرأ أصول الفقه ولا أصول الحديث ولا أي شيء من هذه العلوم فهو يأتيه من هذه العلوم التي أتقنها ولكنه لم يستفيد شيئا منها فيظن هذا الطالب السّلفي بأنه أقام الحجة لذلك عليكم بالتحفظ يكفيكم أن تدلوا الناس بقدر ما أوتيتم من علم على أن هذا ضلال وهذا كفر وهذا هدى وهذا سنة أما هذا كفر وأنت كفرت هذا أولا لا نستطيع أن نحكم به شرعا وثانيا لا فائدة منه بل هذا تنفير وقد قال عليه السلام في أقل من ذلك (إن منكم منفرين) هذا ما يسر الله. (216/9) «من الإخوان من يصر على الصلاة بنعليه داخل المسجد وعلى فراش الزل فما رأي فضيلتكم وما حكم السنة في ذلك؟» السائل: من الإخوان من يصر على الصلاة بنعليه داخل المسجد وعلى فراش الزل فما رأي فضيلتكم وما حكم السنة في ذلك وإن كان تكرر لكن مثل؟ الشيخ: لكن كلمة الفراش؟ السائل: الفراش الزل ... . الشيخ: كلمة الفراش الزل هذا يذكرني ببيان لا بد منه وليس تكرارا قد ناقشت بعض إخواننا أهل الحديث في مكة في هذه ... حول هذه المسألة فهو يتحمس كإخوان آخرين بدخول هذه المساجد المفروشة بنعليه والصلاة فيها تمكسا بالسنة فقلت له أولا أليس بإمكانك أن تطبق السنة هذه خارج هذه المساجد أو في غير هذه المساجد من مساجد أخرى مفروشة بالرمال والحصباء؟ قال نعم قلت هذه واحدة , الثانية ألست تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم له في هذه القضية سنتان تارة يصلي حافيا وتارة يصلي متنعلا فأنت إذا صليت في هذا المسجد مثلا حافيا ما خالفت السنة بل أنت متنقل من سنة إلى سنة لو أن الرسول عليه السلام صلى طيلة حياته متنعلا قد يمكن أن يكون لهؤلاء عذر في هذا التعصب بالصلاة بالنعلين في المساجد المفروشة أما وهم يعلمون أن السنة هنا على وجهين أنه عليه السلام تارة يصلي متنعلا وتارة يصلي حافيا فأنت إذا صليت حافيا في هذه المساجد وتحاشيت إثارة مشاكل وفتن بين قلوب المسلمين لا تكون خالفت سنة سيد المرسلين بل أنت في السنة حينما تصلي في المسجد حافيا في السنة ما دام أنك لم تعرض عن سنة أخرى وهي سنة الصلاة في النعال هذه الثانية , والأمر الثالث وهو أهم في الواقع تعرض للمسلمين أحكام تعرض للمسلمين أمور هذه الأمور تتطلب أحكاما جديدة لا يصح معالجتها بنفس المعالجة السابقة ... أريد أن أقول مسجد الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان مفروشا بالرمال فجاء هذا الحكم بالصلاة بالنعال ولو في المسجد كما هو معلوم لدى الجميع وكذلك جاء حكم آخر فظن أن إخواننا المهتمين بالصلاة بالنعال في هذه المساجد يعرفونه ولكنهم غافلون عنه قال عليه الصلاة والسلام (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها) أقول لهم الآن من عادة الصحابة بناء على هذ الحديث أن أحدهم إذا كان يصلي وبدره البصاق وغلبه البصاق تفل عن يساره تحت قدمه اليسرى ثم دفنه في الرمل هكذا كانوا وهكذا حديث الرسول فأقول لإخواننا هؤلاء أتفعلون هذا! إذا كان أحدكم يصلي في مسجد الرسول وبدا له البصاق فهل يبصق تنفيذا لبعض الأحاديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم (إذا قام أحدكم يصلي فبدره البصاق فلا يتفل تجاهه فإن الله بينه وبين القبلة ولا عن يمينه ولكن ليتفل عن يساره تحت قدمه اليسرى) أقول لهم هل تنفذون هذا الأمر النبوي ولعلهم يقولون الأمر هنا يفيد الوجوب كما يقولون في غيره سواء قالوا يفيد الوجوب أو دون ذلك هل تنفذونه في مثل هذه المساجد المفروشة حسن ظني بهم يضطرني أن أقول إنهم لا يقولون بذلك حسن الظن يحملني أن أقول لا يقولون بذلك لأن هذا جمود يستحيي المعروفون بالجمود على الظاهر أن يقولوا بمثل هذا الظاهر أنه يصلي في المسجد النبوي مثلا أو أي مسجد ولو كهذا بدره البصاق فهو ينفذ أمر الرسول عليه السلام فيتفل على البساط لكن الحديث يقول فليدفنه وهنا غير ممكن إذا هذا الحديث ... فنقول كما أن هذا الحكم في هذا الحديث تغير لأننا لو طبقناه حرفيا لوثنا وقذرنا البساط وما نجسناه لأن بصاق المسلم بصورة خاصة ليس نجسا ولكنه قذر ... . (216/10) «شرح الشيخ لقوله صلى الله عليه وسلم ( .. سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعو إلى دينكم).» الشيخ: ... قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)، ووقف الحديث والكلام يومئذ عند هذه الجملة الأخيرة من هذا الحديث الصحيح ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) فقوله صلوات الله وسلامه عليه (حتى ترجعوا إلى دينكم) فيه إلفات النظر إلى أن العلاج لخلاص المسلمين من هذا الذل الذي ران عليهم إنما هو بالرجوع إلى الدين كان معروفا في عهد النبوة والرسالة ذلك لأن الدين لم يكن صافيا يوما ما إلا حينما نزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم غضا طريا أما بعد ذلك فأخذ الناس ينصرفون به يمينا ويسارا تأويلا وتعطيلا لذلك كان لا بد ليحصل المسلمون اليوم على عزهم وقوتهم ومنعتهم ليتخلصوا بذلك من الذل الذي ران عليهم إنما هو الرجوع إلى الإسلام المصفى الذي ارتضاه ربنا لنا دينا. (217/1) «ذكر الشيخ لبعض الآثار عن السلف في بيان أن الإسلام لايقبل تغيرا زيادة ونقصاالشيخ: إن الآثار الواردة عن السلف رضي الله عنهم في بيان أن الإسلام لا يقبل تغييرا زيادة ونقصا وإنما هو كما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام بالحرف الواحد فهناك مثلا قول إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله حيث قال " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى ((اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت علكيم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) -قال مالك- فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " كلمة مالك هذه تفسر لنا حديث الرسول عليه السلام (حتى ترجعوا إلى دينكم) أي الدين الصافي المجرد والمنزه عن كل بدعة وكل دخيل في الإسلام ولذلك فإذا كنا جادين في محاولتنا لاستئنافنا للحياة الإسلامية كما يدعي ذلك كثير من الجماعات الإسلامية ففي اعتقادي أن الطريق إلى ذلك لا طريق سواه إنما هو بالرجوع إلى الإسلام الذي ارتضاه لنا دينا قبل أن يتغير أو يتبدل قد يستغرب بعض الناس ممن لا علم لهم لا بالتاريخ الإسلامي وما وقع فيه من الاختلاف والتفرق الشديد في الدين ولا بواقع العصر الحاضر في الواقع الإسلامي الحاضر بما فيه من أحزاب وتكتلات وجمعيات مختلفة في كل منها من ... سبلها فينبغي أن نعلم جيدا أن لا سبيل إلى تحقيق هذا الهدف الذي أجمعت عليه الأمة واختلفت أساليبهم في الوصول إليه إلا بأن نسلك طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه هو الطريق الوحيد الذي يحقق العز والمجد للمسلمين وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (بشّر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب) ففي هذا الحديث تبشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل أمره لمن خاطبه بأن يبشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض ولكن ذلك مقرون بشيئين اثنين الشيء الأول أن يكون عمل المسلمين عملا صالحا والشيء الآخر أن يكون لوجه الله خالصا وهذا مستقى من مثل قوله تبارك وتعالى ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). (217/2) «بيان معنى العمل الصالح المذكور في قوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بربه أحدا).» الشيخ: ((فمن كان يرجو لقاء ربه ... )) في الآية الأخرى ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بربه أحدا))، ذكر علماء التفسير في تفسيرهم لهذه الآية الثانية أن قوله تبارك وتعالى ((فليعمل عملا صالحا)) أي موافقا للسنة ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بربه أحدا)) أي ليجعل هذا العمل الصالح خالصا لوجه الله عز وجل فاستنبطوا من هذه الآية أن العمل لا يكون مقبولا عند الله عز وجل إلا إذا توفر فيه هذان الشرطان الشرط الأول أن يكون موافقا للسنة والشرط الآخر أن يكون صاحبه مخلصا فيه لربه تبارك وتعالى. (217/3) «شرح الشيخ للشرط الأول من شروط العمل الصالح وهو (أن يكون موافقا للسنة) والكلام على اهتمام العلماء بالسنةالشيخ: فإذا عرفنا هذا فأريد أن أحصر كلمتي هذه في هذا الشرط الأول ذلك لأن كثيرا من المسلمين اليوم قد ضلوا سواء السبيل في فهم هذا الشرط أي متى يكون العمل صالحا إن كثيرين من الناس يتوهمون أن العمل يكون صالحا ومقبولا عند الله تبارك وتعالى بزعمهم بمجرد أن صاحبه مخلص لله فيه. فإذا تذكرتم الآية السابقة مع تفسيرها عرفتم أن هذا الزعم مردود على صاحبه لأن الإخلاص في العمل شرط واحد من شرطين وليس كل الشرط لأن الشرط الآخر أن يكون عمله موافقا للسنة ولكي يعرف المسلم أن عمله موافق للسنة لا بد له من أحد أمرين إما أن يكون عارفا بالكتاب والسنة وإما أن يكون سائلا لمن كان عالما بالكتاب والسنة والواقع المؤسف اليوم أن العلم بالكتاب والسنة أصبح في هذا العدد الضخم من عدد المسلمين عددا محصورا مذكورا فقد أعرض جماهير العلماء فضلا عن غيرهم عن العناية بالسنة بصورة خاصة وذلك يستلزم أن اشتغالهم بغير السنة ولو كان هذا الاشتغال ... بتفسير كلام أن ذلك لا يفيدهم شيئا كبيرا لأن القرآن الكريم فهمه قائم على السنة كما بيّن ذلك ربنا تبارك وتعالى في مثل قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فالله عز وجل قد صرح في هذه الآية أن هناك قرآنا منزلا وأن هناك بيانا لهذا القرآن المنزل فهذا البيان هو كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فإذا لم يكن العالم مطلعا على السنة لم يستطع أن يفهم القرآن لأن القرآن وحده دون الاستعانة على فهمه بالسنة لا سبيل إلى فهمه لذلك اجتمع أهل السنة على أن المصادر التي ينبغي الرجوع إليها في شريعة الإسلام إنما هما مصدران فقط القرآن والسنة وما أجمعوا على ذلك إلا لأن القرآن كما ذكرنا لا سبيل لفهمه إلا بالسنة ولكن مع هذا الإجمال لم يقم أكثر أهل العلم بما يجب عليهم من العناية بخدمة السنة فقد تفرد بذلك طائفة من علماء الحديث قديما وأفراد قليلون جدا في العصور المتأخرة بل إن علماء الحديث الذين خدموا السنة قديما جلهم خدموها من حيث ... إنما القليلون منهم جدا الذين خدموا السنة في تحقيق وتمييز ما صح منها مما لم يصح وفي مقدمة هؤلاء الأئمة الإمام البخاري والإمام مسلم ولكن بقيت هناك أكثر الأحاديث تحتاج إلى تنقية وتحتاج كما يعبر علماء مصطلح الحديث إلى تفتيش وإلى تحقيق ليتميز منها الصحيح من الضعيف فالذين اشتغلوا بالتفسير لم يعنوا العناية الواجبة بالسنة من حيث تمييز صحيحها من ضعيفها لذلك نجد في كتب التفسير كثيرا من الأحاديث التي تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي ليست من الصحة في شيء ولست الآن في صدد ضرب الأمثلة على هذا لأنني أعتقد أنه لا يخلو أن يكون في أذهانكم بعض تلك الأمثلة إنما الغرض أن أذكر بوجوب الرجوع لفهم الدين الذي جعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دواء لهذا المرض الذي ألم بالمسلمين إنما يكون هذا الدين بالمفهوم السلفي الأول الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عليه أصحابه الكرام ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلا من طريق السنة. (217/4) «كلام الشيخ على كيفية تميز صحيح السنة من ضعيفها وأن ذلك لايتحقق إلا بتعلم علمين أساسيين وهما علم مصطلح الحديث وعلم تراجم الرواةالشيخ: والسنة كما ذكرنا هي ما صح وما لم يصح فلا سبيل إلى تمييز الصحيح من الضعيف إلا بدراسة علمين اثنين لا بد لكل من يريد أن يرجع إلى الإسلام الصحيح من أن يدرس هذين العلمين لا شك أن هذه الدراسة خاصة لأهل العلم وليست متيسرة لكل من عرف شيئا من القراءة والكتابة ذلك لأن هذين العلمين هما علم مصطلح الحديث علم أصول الحديث وقواعد علم الحديث والعلم الثاني علم ... رجال الحديث ورواة الحديث علم المصطلح بلا شك هو علم ميسر ومذلل قد وضعت فيه عشرات بل مئات الكتب قديما وحديثا تأصيلا وتفريعا تطويلا وتلخيصا ونحو ذلك لكن هذا العلم لا يستفاد منه الفائدة المرجوة إلا إذا ما قرن به علم الجرح والتعديل علم معرفة رواة الحديث من حيث الضبط والحفظ والصدق وعدم الصدق ونحو ذلك وهؤلاء الرواة يبلغ عددهم على أقل تقدير قرابة خمسين ألف راو يجب على من يريد العناية بالسنة ومعرفة صحيحها من ضعيفها أن يعرف هذا العلم علم الجرح والتعديل بالإضافة إلى علم أصول الحديث علم مصطلح الحديث. (217/5) «تحذير الشيخ من الكذب على النبي صلى الله عليه مع ذكر بعض الأحاديث الدالة على ذلكالشيخ: ونحن نرى مع الأسف الشديد أن أكثر الدعاة الإسلاميين اليوم لا يلتفتون إلى هذين العلمين مطلقا وإنما هم يقنعون بمجرد أن ينقلوا ما يريدون أن يستدلوا من الحديث به من أي كتاب وقع تحت أيديهم دون أن يتميزوا وأن يتثبّتوا فيما نقلوا وهذا إخلال بالعناية بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولا ثم هو عدم تجاوب من هؤلاء المسلمين مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي تحذر المسلم أن يروري الحديث عنه قبل أن يتثبت من صحته فكلّكم يعلم قول الرسول صلى الله عليه آله وسلم (من كذب عليّ عامدا متعمدا فليتبؤ مقعده من النار) هذا معروف لدى الجميع ولكن هناك حديث فيه تذكير بالغ لهؤلاء المتساهلين بنقل الأحاديث دون تثبت من صحتها وضعفها ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (بحسب المرء الكذب أن يحدث بكل ما سمع) (كفى المرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) هذا الحديث لو التزمه مؤلفوا العصر الحاضر وكتاب العصر الحاضر لما استطاع كثير منهم أن يصولوا ويجولوا في كثير من كتاباتهم لأن عهدة هذه الكتابات إنما أحاديث واهية لا أسانيد لها ولا سنام لها ولا خطام، وهناك حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام (من حدث بحديث وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) الحديث الأول (من كذب عليّ عامدا متعمدا ... ) قد يقول الناس نحن لا نتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه آله وسلم , ولكن النبي صلى الله عليه آله وسلم في هذا الحديث الأخير ألا وهو قوله (من حدث عني بحديث وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) هذا الحديث الأخير يحذر المسلم أن يروي حديثا لا يعرف صحته يظن أنه يكون مكذوبا فإذا حدّث به وكان فعلا كذلك ولم يتثبت هو قبل أن يحدث به فهو أحد الكاذبين الكاذب الأول هو الذي اختلقه والكاذب الآخر هو الذي روّجه وأشاعه بين الناس لو لم يكن في هذا الباب إلا هذا الحديث لكان وعي المسلمين اليوم وعي أهل العلم لا يروون حديثا إلا بعد أن يتثبتوا من صحته إذن، إذا كان العلاج بوضع المسلمين اليوم هو الرجوع إلى الدين وكان هذا الدين هو الدين أنزل على قلب محمد عليه الصلاةو السلام قبل أن يدخل فيه ما دخل فيه وخاصة منها هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة كان من الضروري بل أمرا أساسيا لا بد منه و ... كال المسائل اليوم لاستئناف الحياة الإسلامية إلا بسلوك هذا الطريق الذي يؤدّي بالمسلمين إلى معرفة الدّين الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا شيء. (217/6) «استدلال الشيخ على أنه ينبغي التمسك بمنهج السلف الصالح وأنه أمر مهم جداالشيخ: والشيء الثالث قد عرفنا أنه لا بد من الرجوع إلى الكتاب أولا ثم إلى السنة ثانيا إلا أن كثيرا من الناس خاصة في هذا العصر الذي نحمد الله أن كثيرا من الشباب المسلم تنبه لهذه الحقيقة ألا وهي وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة أقول إن بعض هؤلاء لا يتنبهون أننا اليوم وبيننا وعهد النبوة والرسالة أربعة عشر قرنا لا بد لنا من ضميمة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ألا وهو التمسك بمنهج السلف الصالح فينبغي أن ندعو للكتاب والسنة ولكن ليس هذا فقط وإنما إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح أي أن نفهم الكتاب والسنة على ما فهمه السلف على قواعدهم وعلى ما نصوا عليه ذلك أمر هام جدا والسبب واضح إذا ما تذكرتم معي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة , وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة , وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) هكذا جاءت أكثر الروايات للحديث وفي بعضها من طرق يشد بعضها بعضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن هذه الفرقة الناجية التي هي وحدها تدخل الجنة قال عليه الصلاة والسلام (هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي) ففي هذا الحديث علم وعلامة ظاهرة للفرقة الناجية من بين ثلاث وسبعين فرقة! هذه الثلاث والسبعين فرقة لا تتبرّأ من الإسلام ولكن النبي عليه الصلاة والسلام حكم عليها أنها من أهل النار إلا واحدة وهي التي تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه الصحابة ويؤكد هذا المعنى أي إن العلامة على الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه الرسول والصحابة حديث العرباض بن سارية قال " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله إنا لنراك توصينا وصية مودع فأوصنا " قال (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) هذا نبأ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبأه به العليم الخبير قال وإنه (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) هذا الاختلاف الكثير رأيناه حينما تمس ... الأمة الإسلامية قديما ونراه اليوم حديثا متمثلا في ... هذا العالم الإسلام المديد الطويل (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بستني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليه بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) زاد في حديث آخر (وكل ضلالة في النار) الشاهد من هذا قوله عليه السلام (عليكم بسنتتي وسنة الخلفاء الراشدين) فكما أضاف هناك في حديث الفرق في وصف الفرقة الناجية أنها هي التي تتمسك بما أنا عليه وأصحابي أضاف هنا أيضا هنا إلى سنته سنة الخلفاء الراشدين والسر في تأكيد الرسول عليه السلام بالتمسك بما كان عليه الصحابة بعد أمره عليه السلام بالتمسك بسنته عليه الصلاة والسلام السر في هذا أمره عجيب ذلك أن هذه الفرق القديمة والحديثة منها مهما كانت عريقة في الضلال والافتراق عن الإسلام فهي لا تتبرأ من الكتاب والسنة ولا تقول نحن لا نأخذ من الكتاب والسنة إلا من غلا منهم وهؤلاء والحمد لله قلة من غلا منهم في التصوف حيث أن هؤلاء الغلاة من الصوفية وصل ضلالهم إلى الإعراض عن الكتاب والسنة والسلف وكل شيء اسمه إسلام إلى ... بأوهاهم وكشوفاتهم التي يعبر عنها قول بعضهم "حدثني قلبي عن ربي " فالعلم كل العلم عند هؤلاء هو ما يلقى في قلبه زعم من الإلهام وإنما هو بلا شك من وحي الشياطين هؤلاء ليس كلامنا معهم لأنهم قد نبذوا الإسلام وراءهم ظهريا وإنما نعني الفرق التي لا تزال تصرح بأنها تتمسك بالكتاب والسنة أيضا. (217/7) «رد الشيخ على الطائفة القاديانيةالشيخ: ومن أشهر هذه الفرق في العصر الحاضر التي تتبنى الإسلام كتابا وسنة ولكنها ليست من الإسلام في شيء هم الطائفة القاديانية هؤلاء نحن نعرفهم في سوريا ولنا مجادلات ومناظرات كثيرة معهم فيها وهم منتشرون في الدنيا الإسلام منها وغير الإسلام وهؤلاء يقولون نحن على الكتاب والسنة ولكنهم قد نبذوا أيضا الإسلام وراءهم ظهريا وإن ادعو التمسك به , ذلك لأنهم لا يعتدون بمذهب السلف الصالح وذلك أنهم يركبون رؤسهم في تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة ولا يلتفتون أبدا إلى ما كان عليه السلف الصالح من تفسير الآيات وشرح الأحاديث أضرب لكم على ذلك مثلين أحدهما في تفسيرهم لآية من القرآن والآخر في تفسيرهم لحديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن الرسول عليه السلام أما الآية فهي قوله تبارك وتعالى ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) لما كان القاديانيون يزعمون بأن النبوة لم تختم بخاتم الأنبياء والرسل نبينا عليه الصلاة و السلام وإنما هم يزعمون أنه يأتي من بعده عليه الصلاة والسلام أنبياء كثر ويؤكدون ذلك بمجيء أحدهم هناك في قاديان في الهند زعموا أن المسمى ميرزا غلام أحمد القادياني في قصة طويلة لسنا الآن في صددها هو نبي يوحى إليه! فلما حاججه علماء المسلمين بالآية السابقة قال الآية ليس معناها كما تذهبون إليه ما معنى الآية عندهم؟ قالوا ولكن رسول الله وخاتم النبيين أي زينة النبيين ليس معنى خاتم أي آخر النبيين عندهم وإنما خاتم النبيين زينة النبيين قالوا فكما أن الخاتم زينة الأصبع كذلك الرسول هو زينة الأنبياء فأنتم تفهمون الآية خطأ تفهمون الآية أنه لا نبي بعد الرسول عليه السلام ليس الأمر كذلك هذا كلام القاديانيين وإنما معنى الآية ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) أي زينتهم وهذا لا ينفي أن يأتي من بعده أنبياء هو أفضل منهم وهذا حكايته يغني عن تفصيل الرد عليه والمثال الآخر تفسيرهم لما احتج عليهم علماء السنة بقوله عليه الصلاة و السلام لعلي حينما خلفه عليه السلام في المدينة عندما غزا غزوة تبوك وبكى عليّ رضي الله عنه بإخلاف الرسول عليه السلام إياه في المدينة قال له عليه الصلاة والسلام (يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)، هذا نص يرد على القاديانية فكيف فسّروا هذا الحديث قالوا لا نبي بعدي أي معي في حياتي أما بعد وفاتي فيوجد أنبياء فالشاهد من هذا المثال من السنة و ذلك المثال من القرآن هو أن هذه الفرقة العريقة من الضلال لا تتبرأ من الكتاب والسنة ومع ذلك ضلت لماذا؟ لأنهم ركبوا عقولهم واتبعوا أهواءهم في تفسير نصوص الكتاب والسنة ووقعوا في الضلال وكان عليهم أن يعتبروا بما ذكرناه من حديث الفرق وقول الرسول عليه السلام في وصف الفرقة الناجية أنهم هم الذين يكونون على ما أنا عليه وأصحابي وحديث (عليكم بسنتتي وسنة الخلفاء الراشدين) لا يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذهب مثلا إلى ما ذهب هؤلاء القاديانيون بل كلهم أجمعوا على أنه كما قال عليه الصلاة والسلام (لا نبي بعده) فانحرافهم عن هذا الأصل الثالث نقول الأصل الأول الكتاب والسنة والأصل الثالث أن نرجع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح وليس هذا بدعا من الأمر كما بلغني عن بعض الشباب المسلم اليوم حتى جابهني في هذا بعضهم حينما زارني قريبا في دمشق قال كنت أسمعك تدندن كثيرا حول منهج السلف الصالح فأقول إيش هذا المنهج السلف الصالح ألا يكفينا الكتاب والسنة قال حتى حضرت مجلسا اجتمع فيه رجل من أهل السنة والحديث وآخر من مشايخ الطرق فجرى نقاش بينهما بحضور هذا الرجل الذي جاءني إلى دمشق حول الذكر الجماعي حول الذكر بصوت واحد كما يفعل بعض الطرقيين والوصوفيين الله الله وما شابه ذلك من الأذكار ولا إله إلا الله بصوت مثلا بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب فاستدل الصوفي بالأحاديث العامة وهنا يأتي الخطأ مثلا (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ... ) إلى آخر الحديث ... اجتمعوا على تلاوة كتاب الله يفسر هذا الحديث هو بصوت واحد وجماعة واحدة فقال له السّني قال لا شك أن هذا الحديث عرفه السلف الصالح أحسن منا بكثير فهل علمت أحدا من السلف الصالح أجاز هذا الذين أنتم عليه من الذكر الجماعي؟ قال لسنا بحاجة الحديث واضح صريح أنه فيه اجتماع على تلاوة كتاب الله , هذه سنة أهل البدع دائما وأبدا يتمسكون بنصوص يفسرونها حسب أهواءهم لا يرجعون في فهمها إلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم والآن نحن نعيش في جو ظاهره يسر وهو ... الكتاب والسنة ولكن كثيرا من الشباب المسلم كما جربت ذلك بنفسي لا يلتفتون لهذا القيد الذي دلنا عليه الحديثان السابقان وهو الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح وتفسير النصوص من الكتاب ولاسنة بما كان عليه سلفنا الصالح , ويغفل هؤلاء وأرجوا أن لا يكونوا تغافلوا عن النكتة في قول الله عز وجل ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جنهم وساءت مصيرا)) هذه الآية هي ذكر الرسول عليه السلام الذي تتمثل فيه السنة وفيها شيء آخر وهو الذي كنا ندندن حوله هذا الشيء الآخر هو قوله تبارك وتعالى في الآية ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) لم يقل الله عز وجل ومن يشاقق سول من من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى وإنما عطف على قوله ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ... )) قال (( ... ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جنهم وساءت مصيرا)) لذلك أعود الآن فأقول إن السنة من فضائلها أنها ليست فقط تعرفنا بما كان عليه الرسول عليه السلام بل هي أيضا تعرفنا بما كان عليه سلفنا الصالح فطريق السنة هو طريق النجاة ولكن ليس بالاعتماد في تفسيرها على آرائنا وربما على أهوائنا وإنما بالاعتماد في تفسير السنة وكذلك القرآن على ما كان عليه سلفنا الصالح لأنهم هم الذين يتمثل فيهم أول ما يتمثل قول الله عز وجل في الآية السابقة سبيل المؤمنين ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) هل سبيل المؤمنين هؤلاء الخلف هؤلاء الذين افترقوا ولا يزالون مختلفين هل هو السبيل الذي عطف الله عز وجل هذا السبيل على قوله ومن يشاقق الرسول أم هو سبيل المؤمنين الأولين؟ (217/8) «تنبيه الشيخ على بعض مصائب الخلف التي منها أنهم عكسوا فهم كثير من النصوصالشيخ: إن من مصائب الخلف أنهم عكسوا فهم كثير من النصوص منها قوله تبارك وتعالى ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)) فهذه الآية صريحة في استثناء المختلفين من الرحمة واستنثاء المتفقين من الاختلاف لأن طبيعة الاختلاف الابتعاد عن الرحمة وطبيعة الاتفاق الاقتراب من الرحمة فهذه الآية صريحة ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)) أي من رحمهم الله عز وجل لا يختلفون فما بالنا ونحن الخلف مختلفون أشد الاختلاف أولا وليس هذا فقط بل قلبنا الآية رأسا على عقب الآية تقول ((إلا من رحم ربك)) لا يختلفون ونحن الخلف نقول ونفتري على الرسول أنه قال " اختلاف أمتي رحمة " الله يقول ((ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك)) فالمرحومون لا يختلفون وهم يروون عن الرسول عليه السلام أنه قال " اختلاف أمتي رحمة " وهذا الحديث لا يتكلم به جهال المسلمين ولا طلاب العلم منهم بل يتكلم به من يسمون بالدكاترة ويكتبه وينشره كثير من الكتاب الإسلاميين والهدف من وراء ذلك تمييع وتضييع هذا الاختلاف الذي وقع فيه المسلمون وإفهام المسلمبين أن المسلمين بخير كبير جدا لأن عددهم يبلغ ثمانمائة مليون مسلم فهم يقلبون هذه الحقيقة بمثل هذا الحديث الذي لا أصل له مخالفين به نص القرآن الكريم السابق ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)) ومتجاهلين أحاديث كثيرة و كثيرة جدا تدل على أن وضع المسلمين اليوم ليسوا على خير أبدا كيف وقد احتلت بعض بلادهم المقدسة من شرذمة قليلة من أذل الناس في الأرض؟ كيف يكون المسلمون في خير وقد سمعتم الحديث السابق (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا) هذا هو الذل مسلط علينا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم فالرجوع إلى الدين يستلزم نصج المسلمين ويستلزم شرح واقع المسلمين شرح واقع المسلمين المؤلم سواء من الناحية الاعتقادية أو من الناحية الخلقية أو من الناحية التعبدية أو من كل النواحي التي جاء بها الإسلام أن نشرحها للمسلمين وأن وضعهم ليس بالأمر السار وإن كان بعض الناس يجهلون ذلك فالواقع لا بد أن ننبههم لكن بتوجيه الموجهين وإرشاد المرشدين منهم ... والتذكير بأن الكثرة لا قيمة لها بخلاف ما يتبجح به بعض الكتاب الإسلاميين بأن عدد المسلمين كبير وكبير جدا حتى قال قديما أحد كتابهم المشهورين ممن كانوا لا ينهجون نهج السلف الصالح قال كلمة هي في الواقع فيها تنبيه جيد ولكن ليس هو العلاج قال لو أن المسلمين لكثرة عددهم بصقوا عن المستعمرين لقضوا عليهم لكثرة عدد المسلمين لو حاربوهم بالبصق على وجوههم لقضوا عليهم لكن الله عز وجل قد وضع آية في القرآن جعلها منهجا لإصلاح المسلمين وذلك بإصلاح ما في نفوسهم ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ذلك الحديث الذي يشير إلى أن العدد لا يفيد كثيرا هو قوله عليه الصلاة والسلام ((ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن إذا يارسول الله؟ قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولا ينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم ولا يقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت)) لذلك نقول علاج المسلمين اليوم في قضيتين اثنتين تلخيص ما تقدم وإضافة إلى ما سبق الكلمتان هما لا بد من التصفية وهذا ما أسلفت الكلام عليه بشيء من البيان والتوضيح على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لا بد من هذه التصفية ثم لا بد من أن يقترن مع هذه التصفية تربية المسلمين أنفسهم وأولادهم وذويهم على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ويوم يجتمع جماعة من المسلمين على هذين الكلمتين تصفية وتربية فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا الرجوع إلى الكتاب والسنة والسنة الصحيحة وعلى منهج السلف الصالح. والآن وقد شعرت في كلمتي السابقة بأن كثيرا من إخواننا عندهم أسئلة متكاثرة فلا بد من إفساح المجال ليسأل من كان عنده سؤال ويتولى الأستاذ البنا إن شاء الله توجيه الأسئلة حتى نتحاشا الإضطراب والفوضى. (217/9) «ما حكم تكفير أصحاب المعاصي؟» السائل: وردت في تكفير بعض أصحاب المعاصي أنهم إذا فعلوا معاصي كفروا وبقوله عليه الصلاة والسلام (من أتى امرأة في دبرها أو أتى كاهنا و عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) هذا واضح بأنه إذا فهل هذا الشيء كفر بما أمزل على محمد فهل هذا الحديث حجة في إقامة التكفير عليه؟ الشيخ: يحب أن نعلم أن الكفر كفران كفر اعتقادي وهو الذي يرتد به صاحبه عن الدين والكفر الآخر كفر عملي وهو الذي أثم به صاحبه ولكن إذا لم يقترن مع هذا الكفر الكفر الاعتقادي لا يخرج به عن الملة والصحيح أن هناك أحاديث كثيرة فيها من فعل كذا فقد كفر ولكن العلماء وهنا يأتي المثال في البحث السابق العلماء لما درسوا الكتاب والسنة ودرسوا ألفاظهما ودلالاتهما وجدوا أن لفظة الكفر مثلا إذا ما أطلقت لا تعني دائما وأبدا ما يساوي الردة بل الكفر يأتي إجمالا على معنى الردة تارة وعلى معنى الكفر العملي تارة أخرى أما الكفر بمعنى الردة فهذا لا يحتاج إلى بيان وشرح أما الكفر بمعنى الكفر العملي فلماذا سمي كفرا عمليا؟ أي لأن صاحبه وإن كان معتقدا بكل ما جاء في الكتاب والسنة فهو حينما وقع في تلك المخالفة التي أطلق فيها الرسول عليه السلام على المخالف لفظة الكفر فقد فعل فعل الكفار وعمل عمل الكفار لذلك اصطلح العلماء على تسمية هذا النوع من الكفر بالكفر العملي أي أنه يعمل عمل الكفار ولكن لا يلحق بهؤلاء الكفار حتى يتحقق فيه ما تحقق في الكفار من الكفر الاعتقادي لذلك رأينا العلماء يفسّرون مثل هذا النص بإما هكذا وإما هكذا فمثلا (فقد كفر بما أنزل على محمد) إما أن يفسر جحد وحينئذ فهذا كفره كفر ردة وخرج عن الملة وإما أن يفسر بأنه عمل عمل من جحد ملة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأولئك هم الكفار , لكن العمل بعمل الكفار إذا لم يقترن به عقيدة الكفار كما ذكرنا آنفا فهو لا يلحق بالكفار يعني (سباب فسوق وقتله كفر) وهذا القتال يقع قديما وحديثا بين المسلمين فلا نقول إن هذا الذي يقاتل المسلم كفر بمعنى ارتد أو ما ارتد لأنه هذا يتعلق بالقلوب ولكننا نفسر فنقول من قاتل مسلما بغير حق إن كان مستحلا ذلك بقلبه فذلك هو الردة وهو الكفر الاعتقادي وإن كان لم يستحل ذلك فكفره كفر عملي هذا يقال في كل الأعمال التي جاء فيها إطلاق لفظة الكفر ما دامت المخالفة وقفت عند العمل ولم تتعده إلى العقيدة. مما اتفق عليه المسلمون أن المسلم مجرد أن ينكر شيئا ثابتا في الشريعة ويجحده فهو كافر ولو كان مثلا يصلي ويصوم فهو حينما يصلي وحينما يصوم نعتبره منا وفينا مسلم لكن الله عز وجل إذا علم منه أنه يجحد هذه الصلاة وهذا الصيام وتلك الزكاة مثلا فهو مرتد عند الله وهو في الدرك الأسفل من النار لماذا؟ لأنه جحد بقلبه ما شرع الله فالكفر الاعتقادي لا يقف على العمل وإنما مجرد أن يكون الاعتقاد مخالفا للشريعة فهو كافر وهذا أيضا لا بد من التذكير لأنه لا بد من قيد وهو بعد إقامة الحجة لأن الله عز وجل يقول ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) فمن أقيمت الحجة عليه في فساد اعتقاده ثم أصر على ذلك فهو كأولئك الكفار الذي قال الله فيهم ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)) فكل من أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة فهو كافر ولو كان يعمل عمل المسلمين لكن ليس كذلك من يعمل عمل المسلمين ويعتقد اعتقادهم ولكنه في بعض الأحيان يتبع هواه فيعمل عمل الكفار الذين اتخذوا إلههم هواهم من دون الله تبارك وتعالى فالمسلم إذا اتبع هواه وهو معترف بأنه مذنب ومقصر مع ربه عز وجل وأنه يرجو عفوه ومغفرته فهذا لا يلحق بالكفار إلا عند فرقة من تلك الفرق الكثيرة التي أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق وهذه الفرقة بالضبط هم الخوارج فهم الذين كانوا يكفرون المسلمين بارتكابهم للذنوب وبعضهم يشترطون فيها أن تكون من الكبائر وبعضهم قد لا يشترطون ذلك هذا غلو وانحراف عن سنة المسلمين الأولين في تكفير المسلمين بمجرد ارتكابهم بعض الذنوب من هذه الذنوب الذهاب إلى الكاهن فإذا ذهب الذاهب إلى الكاهن وهو يستحل ذلك فقد كفر لا شك ولا ريب في ذلك وأي شيء استحله ولو لم يأت فيه لظفة كفر فهو كافر. ومن هنا يظهر جمود بعضنا اليوم حينما يتمسك ببعض الأحاديث التي فيها لفظة كفر فيقول إذا هو مرتد عن دينه نقول لا , إلا إن جحد وحينئذ فالجحد ليس من الضروي أن يأتي إنسان فيجحد مثلا شرعية صلاة الوتر ما فيه حديث من ترك صلاة الوتر مثلا فقد كفر لكن هو يقول ما شرع الله إلا الصلوات الخمس و ما فيه صلاة وتر فهذا أيضا كفر أي كفر ردة لماذا لأنه جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة ومع أنه ليس هناك حديث بأنه من أنكر كذا فقد كفر لكن العلماء يأخذون هذه المعاني ويتوسعون فيها من لفظة ((جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)) فكل شيء يتيقنه المسلم أنه من الإسلام ثم يجحده فهو كافر ولكن إذا كان يؤمن بكل ما جاء في الإسلام إلا أنه يذنب أحيانا ويعصي الله عز وجل في بعض المعاصي وهو معترف بعجزه وتقصيره مع ربه فهذا لا يجوز تكفيره ويجب أن نلاحظ هنا شيئا يا إخواننا التكفير معناه أن هذا الإنسان أنكر بقلبه شيئا ونحن نفترض أنه ما أنكر نفترض أنه ما أنكر بل اعترف وآمن بكل ما جاء من عند الله عز وجل فكيف نصفه مصاف الكفار الجاحدين المنكرين؟ ثم هذا إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّدا رسول الله ويصوم ويصلي وإلى آخره ولكن مثلا يأتي الكهان وقد لا يعلم هذا المسكين بسبب سكوت أهل العلم أن إتيان الكهان هو كفر على التفصيل السابق لاسيما واليوم وجدت وسائل كهانة جديدة والناس يبتلون بها ولا أحد يذكرهم بأنهم أن هذا النوع من أنواع الكهانة التي كانت في عهد الرسول عليه السلام وحرمها أشد التحريم لما جاء في حديث معاوية بن الحكم السلمي سأله قال يا رسول الله إن منا أقواما يأتون الكهان قال (فلا تأتوهم) هذا هو الواجب فإذا جاء جاء وأتى آت للكهان وسألهم فإما أن يكون مصدقا لهم ومؤمنا بذلك وعارف بمثل قوله تبارك وتعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فمن زعم أنه هناك سبيلا يمكن الاطلاع به على الغيب لا سيما إذا كان سبيل نهى عنه الرسول ووضحه وبينه كالكهانة فقد كفر فعلا بما أنزل على محمد لأن مما أنزل على محمد ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول ... )) فهذا الكاهن أما أن يعتقد فيه أنه رسول فهذا هو الكفر الصريح وإما أن يعتقد أنه إنسان بشر ولكنه يعلم الغيب فهو أيضا كفر في بعض الآيات الأخرى التي منها قوله تبارك و تعالى ((قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)). وخلاصة القول وهذا بحث طويل وله شعب كثيرة وكثيرة جدا أنه لا يجوز عند علماء المسلمين سلفا وخلفا أننا إذا رأينا نصا أطلق فيه الرسول عليه السلام أنه كفر أن نلحقه بالمرتدين وأن نأخذه ونقطع عنقه لأنه صدق فيه لفظة كفر نحن نعلم في كثير من المسائل التي أصبح الكفر أن من وقع في الكفر يؤتى به فيستتاب فإن تاب وإلا قتل فلا يجوز أن نبادر إلى تكفير الناس بمجرد أنه صدق فيهم لفظة كفر وإنما يجب أن نتحرى أي المعنيين صدق في هذا الذي نريد أن نطلق عليه لفظة كفر كمثل ما ذكرنا من الحديث السابق (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) هل نقول هذا كفر ردة؟ لا وإنما يكون الكفر ردة إذا استحل ذلك وهكذا الأحاديث كثيرة وكثيرة جدا تقاس بهذا المقياس غذا اقترن مع هذا الذي فعله وصف الشرع أنه كفر كفرا اعتقاديا فهو مرتد عن دينه وإذا لم يقترن فذلك خروج عن جادة المسلمين فعصمنا الله تبارك و تعالى وإياكم من مثله غيره؟ (217/10) «هل قول كفر دون كفر ينطبق على الشرك أيضا فيكون هناك شرك دون شرك شرك مخرج عن ملة الإسلام وشرك لا يخرج عن ملة الإسلام ومتى يكون شركا اعتقاديا ومتى يكون عمليا؟» السائل: قول كفر دون كفر هل ينطبق على الشرك أيضا؟ شرك دون شرك , شرك يخرج عن ملة الإسلام وشرك لا يخرج عن ملة الإسلام ومتى يكون شركا اعتقاديا ومتى يكون شركا عمليا؟ الشيخ: ... المسألة واحدة سواء قلنا كفر اعتقادي أو كفر علمي ... أو قلنا شرك اعتقادي أو قلنا شرك عملي لا بد في الشرك الذي يخرج به صاحبه من الملة أن يقترن به الاعتقاد المخالف للكتاب والسنة والأمثلة من السنة التي هي تبين لنا مثل هذه الحقائق وتجليها كثيرة مثلا لما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمر بن الخطاب يحلف بأبيه قال (لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) قال عمر " فما حلفت بعد ذلك بغير الله ذاكرا ولا آثرا "يعني ولو على سبيل الحكاية ما ذكر فلان قال بأبي ما نقل ذلك وهذا من ... رضي الله عنه الشاهد إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع عمر يحلف بأبيه ما كفره وما أخرجه عن الدين ويجب أن نعلم أن من لوازم إخراج المسلم عن دينه التفريق بينه وبين زوجه مش مجرد كلمة نقولها هذا كفر وارتدّ في دينه وكل شيء بقى على ما هو عليه هذا له لوزام منها أنه إذا كان متزوجا أنه يفرق الشرع بينه وبين زوجته حتى يتوب ويعود عن شركه وعن كفره إلى الإيمان الصحيح كذلك لما خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وقام رجل ليقول له ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال (أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده) فنجد ها هنا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يزد على أكثر من الإنكار الشديد على هذا الذي قال له ما شاء الله وشئت لكنه ما رتب ما يترتب من لوازم فيما لو كان ذلك الإنسان أشرك بمعنى ارتد عن دينه وإنما اكتفى بأن بيّن له أن هذا شرك أبدع من هذا وأبعد عن أن يكون مثل هذا شرك ردة أن رجلا من الصحابة رأى في المنام كأنه يمشي في بعض أزقة المدينة فلقي رجلا من اليهود فقال المسلم لليهودي نعم القوم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عزيرا ابن الله فعارضه اليهودي فقال للمسلم ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لو لا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم استمر في منامه يمشي حتى لقي رجلا من النصارى فقال له نعم القوم أنتم معشر النصارى لو لا أنكم تشركون بالله فتقولون عيسى ابن الله فقال ذلك النصارني للمسلم ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لو لا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد ,فلما أصبح الصباح انطلق إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقصّ عليه الرؤيا فقال (هل قصصت على أحد؟) قال لا فقام الرسول صلوات الله وسلامه عليه خطيبا فيهم ثم قال " لقد كنت أسمع منكم كلمة فيحملني الحياء - هنا الشاهد - فيحملني الحياء على أن لا أنكر ذلك عليكم حتى قص عليّ فلان بأنه رأى كذا وكذا ألا لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل ما شاء الله وحده " وفي رواية في هذا الحديث أو الذي قبله (ولكن ليقل ما شاء الله ثم ما شاء محمد) الأصل أن يقول ما شاء الله وحده هذا أحسن شيء فإن كان لا بد أن يذكر محمدا فليذكره بحرف " ثم " لأنها تفيد أدنى مرتبة أما الواو فتفيد الشرك لذلك أنكر الرسول عليه السلام على ذاك الذي خاطبه بقوله مباشرة ما شاء الله وشئت وأنكر أيضا ما دلت عليه الرؤيا أن الصحابة يقولون أحيانا ما شاء الله وشاء محمد. موضع الاستشهاد في هذا الحديث أوضح من الاستشهاد بالحديث السابق الذي قبله ذلك أن هذا القول لو كان شرك ردة ما سكت عنه الرسول عليه السلام قيد شعرة ولا لحظة واحدة لأنه كما تعلمون جميعا ما بعث الله الرسل ولا أنزل الكتب إلا لإحلال التوحيد محل الشرك فلا مهاودة في ذلك إطلاقا ولكن هذا النوع من الشرك لما كان شركا عمليا ولم يكن شركا اعتقاديا لم يأذن الله للنبي صلى الله عليه و آله وسلم أن ينبههم إلا حينما رأى ذلك الرأي رؤياه وقصها على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فحذرهم من ذلك. والواقع أني أريد أن أذكر بشيء ربما أكثر الناس عنه غافلون يجب أن نعلم أنه لا فرق في الإسلام بين الكفر والشرك خلاف ما هو الشائع والذايع بين علماء المسلمين فضلا عن غيرهم أي يجب أن نعلم أن كل كفر شرك وكل شرك كفر فليس هناك كفر ليس بشرك كما يتوهم بعض الناس نعم هناك كفر غير الشرك لغة أما شرعا فكل كفر هو شرك وهذا تجدونه صريحا في المحاروة التي قصها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم بين الكافر صاحب الجنتين وبين صاحبه المؤمن فالمحاروة التي جرت بينهما تدلكم دلالة صريحة على أن من أنكر البعث مثلا فهو مشرك مع أن هذا لا يقال عنه في عرف العلماء أنه مشرك لأنه يؤمن بأن خالق الكون واحد وربما يعبده واحدا ولكنه ينكر البعث فلو تصورنا إنسانا مؤمنا بكل نواحي الإيمان ولكنه أنكر شيئا من الإسلام المعروف عادة أنه بإنكاره كفر هذا كفر لا شك لكنه أيضا أشرك والسر في هذا أو قبل ذلك لعلنا نذكر لكم الآيات الواردة في هذه السورة حيث قال الله عز وجل ((واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ... )) هذا في العرف السائد أشرك أم كفر قولوا هذا في العرف السائد أشرك أم كفر؟ السائل: كفر. الشيخ: كفر لأنه أنكر البعث والنشور والقيامة ((ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنّه هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ... )). أي لا أشرك بربي أحدا أي كما أشركت أنت أين الشرك؟ سأشرحه لك ثم نتابع الآيات ((ولا أشرك بربي أحدا ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا ... )) إذا هو هذا الرجل الذي أنكر البعث والقيامة اعترف بنفسه أنه أشرك مع ربه وشهد عليه بذلك صاحبه المؤمن لكنه هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا كما أشرت أمس أين الشرك في القضية الشرك هو يكمن في أن كل من أنكر ما جاء في الشرع فقد اتخذ علقه إلاهه وحكمه في كل ما يقر أو ينكر فمن هنا جاء الشرك بالنسبة لكل من يكفر لذلك فيبقى السؤال في السابق ولو أننا أجبنا عليه مجاراة للعرف السائد يبقى السؤال صوريا شكليا يعني هل الشرك أيضا فيه شرك اعتقادي وشرك عملي هذا سؤال صوري لأنه لا فرق في الشرع بين الشرك وبين الكفر فكل مشرك كافر وكل كافر مشرك ولكن لا بد من التفريق في الكفر أو الشرك فهما لفظان مترادفان شرعا لا بد من التفريق بينما كان منه قد استقر في قلب صاحبه هو مرتد عن وتجري عليه أحكام الردة وبين أن يكون قد استقر في قلبه الإيمان ولكنه يخالط هذا الإيمان ببعض الأمور فيعصي الله عز وجل ولو لا هذا التفصيل لم ينج مسلم من الكفر إذا كان الكفر كفرا واحدا لماذا يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه (ولو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) أي أن من طبيعة الإنسان أنه يذنب وإذا كان أذنب وقد كفر فالقضية مشكلة وإذا كان جاهل أو أتى آت بتفريق فأي تفريق جاء به فهو مردود عليه إذا قال نحن نحكم بالكفر على من جاء من جاز إطلاق لفظة الكفر عليه ما أظن أنه يستطيع أن يطّرد ذلك وهذا أحد الأمثلة الكثيرة جدا وقتال المسلم كفر لا يقول المسلمون أجمعوا بعد رأي ابن عباس تفرد به ثم رجع عنه أن القاتل المؤمن كافر ولا توبة له فالمسملون مجمعون أن القاتل حكمه إلى الله إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له وهذا صريح القرآن الكريم أيضا في الآية المشهورة ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) انظروا الآن كيف تتجاوب نصوص الشريعة بعد فهمها فهما صحيحا ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) إذا فرّقنا بين الكفر والشرك فهناك اليوم في أوروبا ديانة يسمونها بالديانة الطبيعية يعني هؤلاء لا يؤمنون بالكتب والرسل وإنما دروسهم وبحوثهم أودى بهم إلى الإيمان بأن لهذا الكون خالقا واحدا لا شريك له لكن لا يؤمنون بكل ما جاء في شرعنا بصورة خاصة هل الله يغفر لهؤلاء؟ إذا فسرت الآية ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) يمكن أن يغفر الله لمثل هؤلاء لأنهم ليسوا مشركين لأنهم يؤمنون بالله واحدا لا شريك له وأنا فعلا رأيت أحد كبار العلماء المصريين قد استدل بهذه الآية أنه يجوز أن الله عز وجل لا يعذب هؤلاء الكفار الذين آمنوا بوجود الله عز وجل لأنهم ليسوا مشركين! هذا جاءه بسبب التفريق بين الشرك والكفر لكننا إذا فهمنا أن الشرك كفر وأن الكفر شرك حينئذ تكون الآية واضحة الدلالة أن كل من كفر بالله عز وجل لا نقول الآن لفظة أشرك كل من كفر بالله عز وجل أي نوع من أنواع الكفر الاعتقادي فلا يغفره الله تبارك وتعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) أي ما دون ذلك من الكفر الكبير الذي لا كفر بعده فالله عز وجل يغفره ونحن حينما نشرح هذا الشرح واستفدناه من الآيات والأحاديث وتبيين أئمة الإسلام لها. (217/11) «رد الشيخ على من يقول من أين جاء ابن عباس رضي الله بقوله في تفسير الآية المشهورة (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون) ليس بالكفر الذي تذهبون إليه وإنما هو كفر دون كفرالشيخ: حينئذ يتبين لنا جهل بعض المتسرعين حينما يقولون من أين جاء ابن عباس بقوله رضي الله عنهما في تفسير الآية المشهورة ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) قال ليس الكفر بالذي تذهبون إليه وإنما هو كفر دون كفر وكأنما يرد ابن عباس في هذا العصر على بعض الغلاة ممن ادعوا التمسك بالكتاب والسنة فيقول لهم ليس الكفر هنا بالذي تذهبون إليه أي ليس هو الكفر المخرج عن الملة وإنما هو كفر دون كفر وقد شرحت هذه الآية في جلسة سبقت فلا داعي لإعادة ذلك. خلاصة القول الكفر أو الشرك لفظان مترادفان أحدهما كفر اعتقادي وهذا محله القلب والآخر كفر عملي وذلك محله في الجوارح فإذا استقل القلب بالكفر فهو الردة أما إذا استقر الإيمان في القلب وخالطه شيء من المعصية بالجوارج فهذا ليس بالكفر وهذا مذهب أهل السنة والحماعة. (217/12) «ما رأيكم فيمن يقول: إن من قال كفر دون كفر أو شرك دون شرك أو هناك شرك أصغر وشرك أكبر وشرك ينقل عن الملة وكفر لاينقل عن الملة وهكذا فقد ابتدع في دين الله مالم ينزل به سطانا وإنما الكفر واحدفهل هذا القول» الشيخ: تفضل. السائل: تكملة للسؤال هو قول بعض العلماء اليوم في كثير من المحضرات والخطب أن من قال كفر دون كفر أو شرك دون شرك أو هناك شرك أصغر وشرك أكبر وشرك ينقل عن الملة وكفر لاينقل عن الملة هكذا فقد ابتدع في دين الله مالم ينزل به سلطانا وإنما الكفر واحد شرك أصغر شكر أكبر فهو اسمه شرك كفر أكبر كفر أصغر فكله كفر فهل هذا القول له نصيب من الصحة ونستطيع أن نقول أنه تكذيب لمذهب السلف الصالح في تفسير وتقسيم الكفر إلى كفرين؟ الشيخ: لا شك أن هذا رد لمذهب السلف الصالح لكن في الواقع لنتبين الشيء الذي يرمي إليه هؤلاء بالضبط يجب أن نسألهم حينما يريدون أن لا تفرقوا بين شرك الأكبر والشرك الأصغر أو بين شرك اعتقادي وشرك عملي هل تعنون أنه بمجرد ما يقول الإنسان ... أنه ارتد في دينه هذا ... ولذلك فأنا من ديدني أن أكون حريصا مع أنني أبحث معهم أريد أمن أفهم منه ما الذي يعني من وراء كلامه فهو إذا كان ينكر فقط هذا الاصطلاح اللفظي فيكون إنكاره شكلي وصوري لا قيمة له , لكن يبقى لهذا الإنكار له قيمة كبرى وله خطورته العظمى فيما لو ألحق من قال وما أكثر من يقول من المسلمين اليوم في أثناء كلامي خاصة في سوريا في فلسطين في مصر عندكم يحلفون بشرفهم برأس أبيهم بجدهم إلى آخره فهل هذا ارتد عن دينه وأجرينا عليه أحكام الردة ما أظن مسلما يعقل ما يقول ما يخرج من فمه يعني هذا! فإذا كانوا لا يعنون هذا فيبقى هذا الإنكار شكلي لا قيمة له وأنا ما سمعت هذا في الواقع من أحد يعني يمكن أن يقال إنه يحسن الكتابة ولو سمعته لأقمت عليه الحجة من كلامه لأني لا أتصور وخاصة وأن هؤلاء الكتاب اليوم كثير منهم يريد أن يوسع على الناس ولا يضيق عليهم فأنا سألتهم مثل هذا السؤال هل مجرد ما قال أحد ههؤلاء العامة وما أكثرهم في هذا الزمان بشرفي كفر وارتد عن دينه أنت تتصور يقول هذا؟ السائل: أنا ما أتصور لكن هم قالوا ذلك ... قيل بل لهم حجة في ذلك وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال لسعد بن عبادة أو لعمر بن الخطاب عندما حلف بأبيه أو بالكعبة أو باللات تقريبا فقال له قل لا إله إلا الله فقالوا أن لا إله إلا الله هنا عودة له إلى الإسلام بعدما ارتد عن دينه لأنه ارتد ولا إله إلا الله مدخل إلى الإسلام ... ؟ الشيخ: هذا يضطرني إلى بحث جديد وتفصيل طريف نحن قسمنا آنفا الكفر إلى قسمين أو الشرك كفر اعتقادي وكفر عملي, الآن لا بد من توضيح الحقائق للناس من تقسيم آخر فنقول الكفر كفران كفر قلبي وكفر لفظي فالذي يرتد به المسلم عن الدين هو الكفر القلبي أما الكفر اللفظي فلا يرتد به عن دينه و أنا ذكرت آنفا حديث عمر في الصحيحين لما سمعه الرسول عليه السلام يحلف بأبيه قال له (لا تحلفوا بآبائكم) ما أمره بأن يقول لا إله إلا الله ولا أعني بهذا أن الحديث الذي ذكرته ليس بصحيح هو صحيح وسأجيب عنه على ضوء هذا التفصيل , الكفر كفران كفر قلبي وكفر لفظي ما المقصود بالكفر اللفظي؟ يعني لم يقصد المتلفظ بالكفر الكفر بقلبه وأكبر شاهد على ذلك ما جاء في التفسير في كتب التفسير في تفسير قوله تعالى ((إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)) أنها نزلت لما أخذ المشركون عمار بن ياسر وعذبوه عذابا شديدا كبلال الحبشي رضي الله عنهما ثم عرضوا عليه إذا أراد أن يتخلص من عذابهم أن ينال من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسبه وأن يشتمه وكأنهم آنسوا منه ضعفا فقالوا له قل محمد كذاب , ساحر , شاعر ونحن نطلق سبيلك فقال ذلك وفعلا أطلقوا سبيله لكنه ما كاد أن يشعر بشيء من الراحة حتى عاد إليه نفسه ... وعاد يفكر ماذا جنى على نفسه بسبه لنبيه الذي به أنجاه الله عز وجل من الكفر والضلال فما كان منه إلا أن سارع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقص عليه القصة بتفاصيلها فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال له (كيف تجد قلبك؟) قال أجده مطمئنا بالإيمان قال (فإن عادوا فعد) فإن عادوا إلى تعذبيك هذا العذاب الشديد الذي لا طاقة لك بتحمّله فعد أنت بالخلاص منه بأن تسبني لفظا ما دام أن قلبك عامر بالإيمان فمن هذا الحديث وأمثاله وقد سبق بعضها أخذ العلماء أن ليس كل من تكلم بكلمة الكفر فهو كافر كفر ردة لأنه قد يقول كلمة الكفر ولا يدري ما هي وقد يدري ما هي ولكنه يكون مكرها كما فعل عمار رضي الله عنه وهكذا اليوم عامة المسلمين خاصة في غير هذه البلاد التي عمّرها الله عز وجل بالتوحيد عامة المسلمين ما فيهم واعظ يقول لهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من حلف بغير الله فقد أشرك) ما يسمعون هذا التذكير إطلاقا إلا في بلاد قليلة ... فهم يحلفون بآبائهم وأبنائهم وشرفهم ولا شرف عندهم و و و إلى آخره هل يقال هؤلاء كفروا كفر اعتقاد؟ وأنا أقول تفصيلا في مسألة الحلف بغير الله هل من حلف بغير الله ارتد عن دينه؟ أنا أقول له حالة من حالتين إذا حلف بغير الله حلف بأبيه أو برئيسه أو بمليكه معظما له بذلك تعظيمه لربه فقد ارتد عن دينه لماذا ... . (217/13) «بيان ضعف حديث " أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث وقد بعثت آخر الزمان لئلا تطلع الأمم على فضائل أمتي " سندا ومتناالشيخ: ... " أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث وقد بعثت آخر الزمان لئلا تطلع الأمم على فضائل أمتي " أو كما قال؟ السطر الأول من الحديث (أنا أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث) حديث معروف وهو من الأحاديث الجامع الصغير ومن معروفه أنه حديث ضعيف الإسناد لا تقوم الحجة به ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعدم ثبوته هذا من حيث إسناده ومن حيث متنه فلا يتصور أن يقول الرسول عليه السلام إنه أول الأنبياء في الخلق , فأول الأنبياء كما نعلم آدم عليه الصلاة والسلام وهو أب البشر مطلقا فكيف يتصور أن يكون حفيده بعد مئات الأجداد محمد بن عبد الله أن يكون قد خلق قبل جده الأول آدم عليهم الصلاة والسلام وقد يتأول بعض الناس مثل هذا الحديث لأن المقصود بالخلق الخلق المعنوي فنقول بهذا المعنى يخرج الحديث عن النكارة الظاهرة ولكن هذا أيضا يحتاج إلى إثبات كون الرسول عليه السلام خلق من حيث المعنى قبل الأنبياء جميعا هذا أمر غيبي يحتاج إلى إثبات وليس هناك ما يدل عليه اللهم إلا قوله عليه الصلاة والسلام الثابت عنه (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) وفي رواية (كتبت نبيا) هذا معنى صحيح أي إن الله عز وجل كتب نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام قبل تمام خلق آدم عليه الصلاة والسلام (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد هذا) هو لفظ الحديث الصحيح المروي في مسند الإمام أحمد وغيره من كتب السنة المعروفة وقد اشتهر الحديث عند الصوفية بلفظ " كنت نبي ولا آدم ولا ماء ولا طين " الحديث بهذا اللفظ من الأحاديث الموضوعة المعروف وضعها عند العلماء فإذا (كنت نبيا) وفي اللفظ الآخر وفي اللفظ الآخر (كتبت نبيا وآم بين الروح والجسد) فهذا صحيح أما أنه كان أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث فهذا حديث ضعيف أما تمام الحديث " وقد بعثت آخر الزمان لئلا لا تطلع الأمم على فضائل أمتي " فهذا لا أعرفه حديثا وأظنه تعليلا من بعض القراء أو المعلقين على الحديث الضعيف. (218/1) «هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول خلق الله من البشر وهل صحيح ما يقال في الرسول صلى الله عليه وسلم "لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد ...... " يقول السائل أنه سمعه من المنشد» الشيخ: هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول خلق الله من البشر وهل صحيح ما يقال في الرسول صلى الله عليه وسلم " لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد ... " أنا أول مرة أسمع هذه الضلالة يقول السائل أنه سمعه من المنشدين فما حكم الإنشاد والمديح بهذا؟ أما السؤال الأول فالجواب ليس صحيحا أن الرسول عليه الصلاة و السلام هو أول ما خلق الله من البشر لأن هذا من الأمور الغيبية التي لا يجوز للمسلم أن يتحدث فيها بالظن لأن الله عز وجل يقول في كتابه ((وإن الظن لا يغني من الحق شيئا)) ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) فإذا قال إنسان ما إن الله عز وجل أول ما خلق، خلق ما نقول شخص محمد وإنما كما يزعمون خلق نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنحن نقول قال الله تبارك وتعالى ((ما أشهدتهم خلق السموات و الأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)) فمن أين علم هذا الزاعم الراجم بالغيب أن الرسول عليه السلام أول ما خلق الله خلق نوره فسيقول الحديث المذكور " أول ما خلق الله نور نبيه " فنقول هذا حديث ليس له أصل في أمهات كتب الستة المشهورة ولا في ... المعروفة عند أهل الحديث ولا غيرها مما يبلغ المئات من الكتب فهذا الحديث ليس له أصل إلا في أذهان الجهال من الذين اتخذوا مديح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحق وبالباطل مهنة يعيشون من وراءها فلا يجوز عند كثير من العلماء لا يجوز إثبات عقيدة بحديث صحيح فإنهم يشترطون هؤلاء العلماء يشترطون لإثبات العقيدة أن يكون الحديث متواترا لا يكفي أن يكون صحيحا فقط يعني ولو كان له طريقان أو ثلاثة لابد أن يكون جاء من عشرين طريق يعني عشرين صحابي حتى تثبت العقيدة بذلك الحديث فنحن وإن كنا لا نتبنى هذا الرأي لأننا لا نفرق بين ما جاءنا عن الرسول عليه السلام من عقيدة وما جاءنا عنه من حكم فكل ذلك يجب اتباعه والاستسلام له ولكننا نذكر بأن كثيرا من العلماء لما اشترطوا التواتر في الحديث الذي يراد إثبات العقيدة به ما قال ما اشترطوا ذلك إلا حرصا أن يعتقد المسلم ما قد يكون وهم فيه بعض الرواة فمع الأسف نجد جماهير الناس اليوم يعتقدون عقائد قامت على أحاديث ضعيفة بل وأحاديث موضوعة كهذا الحديث " أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر " لذلك لا يجوز للمسلم أن يعتقد مثل هذه العقيدة لعدم ورودها في شيء من الأحاديث الصحيحة , أما البيت المذكور فلا شك أنه ضلاله لا يجوز إنشاده فضلا عن مدح الرسول عليه السلام به لأن مدحك للرجل بالباطل هو طعن في الواقع فيه سواء شاء هذا المنشد أو أبى لأنك إذا مدحت إنسانا بما ليس فيه فكأنك تعني أن هذا ليس فيه من المدائح الحقيقة القائمة فيه حتى نمدحه بها لذلك نحن نختلق من عند أنفسنا أشياء نمدحه بها , ورسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كذلك فقد اصطفاه الله عز و جل بنبوته ورسالته وخلّقه بالأخلاق الكاملة وقال ((وإنك لعلى خلق عظيم)) فليس هو عليه الصلاة والسلام بحاجة إلى أن يمدح بهذه الأباطيل لاسيما وفي السنة الصحيحة قسم منها متوافر وقسم دون ذلك كله صحيح ما يمكن لمسلم أن يمدح الرسول عليه السلام بكل ذلك أما أن يأتي بهذا المديح الباطل فهذا غلو في الدين فالله عز وجل قد حذّرنا بتحذيره أهل الكتاب من الغلو في الدين فقال ((يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)) وقال عليه الصلاة والسلام موجّها نفس هذا المعنى إلينا نحن معشر المسلمين مباشرة وذلك حينما كان قريبا من منى وأمر عبد الله بن عباس أن يلتقط له حصيات وأشار إلى أن تكون حصيات صغيرة قدر حبة الحمصة وقال (مثل هذه وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من قبلكم غلوهم في دينهم) فهذا الغلو في الدين لا يجوز مطلقا وبخاصة ما كان منه متعلقا بالعقيدة و بالأمور الغيبة كمثل هذا الزعم الذي زعمه هذا المنشد: " لو أبصر الشيطان طلعة نوره في وجه آدم كان أول من سجد " هذا كلام شاعر الذين يتبعهم الغاوون، إذا مثل هذا الإنشاد لا يجوز قطعا لأن الكلام والنطق والتلفظ به لا يجوز لأنه باطل ولذلك حذر الرسول عليه السلام المسلمين من أن ينصاعوا لمدح الرسول عليه السلام ولو في حدود الواقع خشية أن يجرهم ذلك إلى مثل هذا الكلام الباطل فقال عليه الصلاة والسلام (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) لا تطروني أي لا تمدحوني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم وبهذه المناسبة يجب التذكير بأنه ليس معنى هذا الحديث كما يذكر بعض الشراح لا تطروني يعني لا تبالغوا في مدحي لا , وإنما لا تمدحوني مطلقا لأنه ليس بحاجة لأن يمدح وذلك لأن النصارى إنما ضلوا ووصلوا إلى أن جعلوا عيسى ابن الله بسبب أنهم فتحوا لأنفسهم بباب مدح عيسى عليه الصلاة والسلام وكلنا يعلم أن " معظم النار من مستصغر الشرر " فالشيطان من كيده بالإنسان لا يفجأه بالموبقات وبالعظائم من الأمور لأن ذلك مما ينبه عدوه الإنسان فلا يتورط مع إبليس وإنما يأتيه خطوة خطوة فسدّا للذريعة قال عليه الصلاة والسلام قال (لا تطروني) لا تمدحوني مطلقا (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد) فيكفيني أن تقولوا (عبد الله ورسوله) ومن الدليل على هذا الذي قلته أن هذا الحديث أورده علماء الحديث ومنهم الإمام الترمذي في كتابه الشمائل النبوية أورده تحت باب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان الإمام الترمذي يفهم هذا الحديث (لا تطروني) يعني لا تبالغوا في مدحي لم يتصل هذا المعنى مه الباب أي لم يكن الحديث مترجما للباب لأن هذا لا يدل على التواضع هذا واجب على أي إنسان أن يقول للناس لا تمدحوني بالباطل هذا ليس تواضعا لكن التواضع هو إذا فهم الحديث على ظاهره لا تمدحوني مطلقا هذا هو التواضع لماذا يا رسول الله وأنت أهل لأن تمدح؟ لأن فتح هذا الباب قد يؤدي بكم إلى الوقوع في مثل ما وقع فيه النصارى من الإطراء وهذا في الواقع مشاهد اليوم بين المسلمين وهذا هو بيت الشعر أمامكم الآن من ابيات كثيرة وكثيرة من قصيدة البوصيري وغيره. " فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " فهذا مدح لكن هذا كفر لأن الرسول عليه السلام يسمع الجارية في زمانه وهي تقول وفينا نبي يعلم ما في غد فقال (لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا) فكيف لو سمع الرسول عليه السلام من قول البوصيري " ومن علومك علم اللوح والقلم " لا شك أنه ضلال لا يرضاه الرسول عليه السلام مخالفا للكتاب والسنة وإجماع الأمة إذا فقطع دابر هذه المبالغات هو ألا يقطع المسلم باب المديح خاصة من الأناشيد هذه ويكتفي بقراءة ما ثبت في السيرة من أخلاق الرسول عليه السلام ومن معجزاته وآدابه التي بها فتح هذه القلوب التي كانت قلوبا عميا. بسم الله الرحمن الرحيم عن عبد الله بن الشخير قال انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال عليه الصلاة والسلام (السيد الله تبارك وتعالى) قلنا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا فقال (قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) رواه أبو داود بسند جيد ماذا يقصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان)، يعني الرسول عليه السلام بقوله (قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) أي لما قالوا للرسول عليه السلام أنت سيدنا قال لهم عليه الصلاة والسلام (السيد الله) يعني السيد الحقيقي هو الله ولما قالوا له أنت أفضلنا وأنت أعظمنا طولا أو أفضلنا فضلا قال لهم عليه الصلاة والسلام (قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) أي لا تفتحوا على أنفسكم باب الانحراف عن الصراط المستقيم بالغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه فيجركم الشيطان إلى الطرق المنحرفة عن الصراط المستقيم كما قال عليه الصلاة والسلام (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) كذلك يشير الرسول عليه السلام بقوله (ولا يستجرينكم الشيطان) إلى الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخطك على الأرض خطا مستقيما ثم خط من حوله خطوطا قصيرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يمد أصبعه على الخط المستقيم ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) فالمبالغة في مدح الأنبياء والصالحين هي من الطرق التي يجر الشيطان المبالغين في المدح إلى الطرق القصيرة ويخرجهم بها عن الصراط المستقيم الذي هو الطريق الواحد ليس له ثان هذا هو المقصود بقوله عليه السلام (ولا يستجرينكم الشيطان) وبعبارة أصولية إن الرسول عليه السلام بهذه الجملة بقوله (ولا يستجرينكم الشيطان) وضع باب سد الذريعة فهو ينهى عن المبالغة في المدح خشية أن يؤدي إلى ما لا يجوز من الكلام كما فعل النصارى. (218/2) «بيان الأحاديث الصحيحة في بيان سيادة النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها الصحيحالشيخ: نرجوا بيان بالتفصيل في حكم استعمال كلمة سيد مثلا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بالنسبة للحديث السيد الله الجواب السيد الله هو بلا شك حديث صحيح. وكذلك هناك أحاديث صحيحة أطلق فيها الرسول عليه السلام السيد لنفسه بحق فهو قال في صحيح مسلم (أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك؟) ثم ذكر حديث الشفاعة وهو حديث طويل جدا كذلك قال عليه الصلاة والسلام (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة) فالسيادة سيادتان سيادة لا تليق إلا لله عز وجل فهو التي عناها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول حينما قال (السيد الله) السيادة المطلقة هي التي عناها الرسول عليه السلام بقوله (السيد الله) والمناسبة التي ذكر هذا الحديث فيها تؤيد ذلك فقد جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا وأنت كذا وكذا ذكروا أيضا أوصافا أخرى فقال في الحديث هذا (السيد الله) وفي حديث آخر قال لهم (قولوا قولكم هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) فإذا نفهم من مجموع الروايتين أن قوله عليه السلام (السيد الله) هو تنبيه إلى أن السيادة الحقيقية إنما هي لله عز وجل فخشي عليه الصلاة والسلام من مبالغتهم في وصفه أن يؤدي بهم ذلك الوصف إلى الإشراك بالرسول عليه السلام مع الله ولو في اللفظ لأنه من الفقه في التوحيد الذي يخفى على كثير من أهل العلم فضلا عن غيرهم أن الشرك له أقسام كثيرة والذي عيّن الآن هو التقسيم الآتي شرك اعتقادي وشرك لفظي , فحينما نهى الرسول عليه السلام وقال لهم (السيد الله) خشي عليهم أن يقعوا في الشرك اللفظي يعني أن يقولوا لفظا يمكن أن يطلق على الرسول عليه السلام لكن المعنى الحقيقي له إنما هو لله تبارك تعالى فبيانا لهذه الحقيقة قال (السيد الله) وبيانا للسيادة اللائقة به عليه الصلاة والسلام التي هي طبعا دون ودون ... الملايين دون سيادة الله الحقيقية هي هذه السيادة التي قال عنها (أنا سيد الناس يوم القيامة أنا سيد ولد آدم) ... إذا قال المسلم في بعض الأحيان قال سيدنا رسول الله وهو إنما يعني السيادة اللائقة كنبي مصطفى مخلوق فهذا جائز بل شك لأنه سيد حقا لكن إذا قال سيدنا وضمن هذه اللفظة معنى فوق مستوى البشر فحين ذاك يقال له السيد الله السيادة الحقيقية هي لله عز وجل. ونجد أن الصحابة رضي الله عنهم نادرا ما كانوا يستعملون لفظة السيادة هذه ذلك لأن الغالب عليهم يقولون قال رسول الله قال رسول الله وإنما جاء في حديث موقوف في سنن ابن ماجه على ابن مسعود أنه ذكر الرسول عليه السلام بلفظ " سيد المرسلين " ومع ذلك في السند ضعف فإذا قال المسلم أحيانا سيدنا رسول الله من باب بيان أن للرسول عليه السلام هذه السيادة على جميع البشر كما سمعتم آنفا هذا حق لكن الغالب أن يقول قال رسول الله قال عليه الصلاة والسلام كما جرى عليه السلف الصالح ثم في العبادات والأوراد والأذكار التي جاءتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليما منه فلا فيجوز أن ندخل لفظة سيد في ورد من تلك الأوراد واضح لأن التعليم النبوي للمسلمين ليس في فيه نقص حتى يأتي أحدنا فيستدرك هذا النقص عليه فالله عز وجل حينما أنزل قوله ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ قال عليه الصلاة والسلام (قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ... ) إلى آخره لم يقل لهم قولوا اللهم صل على سيدنا وهنا أذكر وهما شائعا للتنبيه على خطأ يقول بعضهم مع الأسف من أهل العلم ... الناس يقولون قولوا سيدنا هو رسول الله متواضع ولا يجوز في تواضعه أن يأمر الناس أن يسوّدوه بل يقول قولوا " اللهم صل على سيدنا " هذه غفلة تشبه غفلة المستبيحين للتصوير الفوتوغرافي بحجة أن الرسول شو بيعرفه شو بدو يصير فيما بعد؟! مثل هذا الكلام (كل مصوّر في النار) ليس من عنده وإنما هو من الله ومثله أيضا أن قول الرسول (قولوا اللهم صل على محمد) ليس من عنده إنما هو وحي السماء فالله هو الذي أمر سيد الناس أن يأمر أصحابه أصالة وسائر الناس تبعا أن يقولوا اللهم صل على محمد فلو أن الله عز وجل أراد أن يشرع الناس تسييد الرسول في الصلاة الإبراهيمية لكان هو الرسول يقول للناس قولوا اللهم صل على سيدنا محمد ويقرب هذا ترى لما علمنا الرسول عليه السلام التحيات وقال (إذا جلس أحدكم في التشهد فليقل التحيات لله) هذا تعظيم نفسه أو تعظيم ربه لا شك أنه تعظيم لربه فهل يجوز لنا أن نقول التحيات لله تعالى التحيات لله عز جل هذا كله تعظيم لله عز وجل لا يجوز لم؟ لأن هذا التعليم ثابت أولا ثم هو من الله الذي أمرنا أن نعظمه ونبجله بهذه الألفاظ (التحيات لله والصلوات والطيبات) فلو أراد الله زيادة التبجيل له لزاد هذه الألفاظ وعلمناها الرسول عليه السلام فهذا كهذا وكما أنه لا يجوز للمصلي أن يقول التحيات لله تبارك وتعالى والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وتحياته وسلاماته إلى آخره كذلك لا يجوز أن يقول اللهم صل على سيدنا محمد إلى آخره والسر في هذا أن الأذكار توقيفية أي تعليم من الله للرسول والرسول بدوره للأمة لذلك لا يجوز أن نقول إنه الرسول تواضعا منه لم يقل قولوا اللهم صل على سيدنا لأننا نقول إن كان الله أوحى إليه بلفظة سيدنا فما كان لرسول الله أن يكتم وحي السماء بحجة تواضعا ولو كان الله لم يوح إليه بذلك فأحرى و أحرى أن لا يحوز لنا أن نزيد شيئا لم يوح به إلى النبي صلى الله عليه و سلم من السماء فهذا جواب السيادة بالنسبة للرسول عليه السلام فله سيادته اللائقة التي فضل بها على الناس جميعا ولكن نقول أحيانا سيدنا رسول الله تحقيقا لهذه السيادة ولكن لا نزيد هذه اللفظة في الأوراد التي علمناها الرسول عليه الصلاة والسلام. (218/3) «هل يصح رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حقيقة وما الدليل على ذلك؟» الشيخ: السؤال الأول رؤية الرسول عليه السلام في المنام هل تحدث حقيقة وما الدليل على ذلك؟ إن كان الرائي رأى الرسول عليه السلام حقيقة فهي رؤيا حقيقية أي إن رأى الرسول عليه السلام بأوصافه الثابتة في كتب السنة فقد رآه حقا لأن الرسول عليه السلام يقول (من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي) أما إن رأى صورة قيل له إنها رسول الله كأن رآه مثلا شيخا فانيا لحيته بيضاء كالقطن فهذه ليست صفة الرسول عليه السلام ونحو ذلك من الصفات فمن رأى الرسول بأوصافه مطابقا للشمائل النبوية فقدر رآه حقا وإلا فلا ... من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فهل يكون رآه على حقيقته وما يدريه أنه صلى الله عليه وآله وسلم هو حيث لم يره في حياته؟ الجواب أنه بعد أن يثبت أنه رأى الرسول عليه السلام في المنام يعني ما يكون هو في منامه موهوم وإنما هو على بصيرة فيما يقول فلا شك أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام و السؤال الثاني ما يدريه لأنه ما رأى الرسول في حياته؟ الجواب أنه ليس كل من ادّعى أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال رأى الرسول في المنام حقا وإنما إذا كانت الأوصاف التي رآها في المنام على الشخص الذي يدعي أنه هو الرسول مطابقة لما ورد في كتب الحديث في شمائل الرسول حينئذ نقول رؤياه حق أما إذا رأى في الرؤيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأوصاف وشمائل تخالف الشمائل النبوية فحيئذ يكون لم ير الرسول عليه الصلاة والسلام فأظن أن السؤال مستشكل السائل أنه يسمع أنه كل من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام قد رآه حقا الجواب لا وإنما بهذا التفصيل من رآه مطابقا لأوصافه وشمائله فقد رآه وإلا فلا وعلى هذا التفصيل يجب أن نفهم قول الرسول عليه السلام (من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي) إذا قال (فإن الشيطان لا يتمثل بي) وبعدين الرائي تسأله تقول من فضلك صف لنا الرسول عليه السلام مثلا كيف كانت لحيته يقول لك بيضاء مثل القطن! ما رأى الرسول عليه السلام لأن الرسول ما شاب! وجاء في صحيح البخاري وغيره أنه كان في لحيته عشرة عشرات إحدى عشر شعرة ... فلما يقول الرائي أنا شفته شايب بالمرة نعرف يقينا أنه ما رأى الرسول عليه السلام لأنه شو فائدة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث (فإن الشيطان لا يتمثل بي) هل هذا الشيطان الذي أرى الرائي في المنام نفسه أن الرسول وشايب هو الرسول فعلا إذا ما تشبه بالرسول عليه السلام كذلك مثلا ... قاعد جالس إلى آخره؟ لا , شفته ماشي كيف ماشي؟ والله ماشي ... مثلا يعني مو هذا الرسول صىل الله عليه وسلم ليه؟ لأن من شمائله وأوصافه أنه إذا كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب عليه الصلاة والسلام كان قويا وكان يسبق أقوى الرجال إلى آخره فإذا كان الرائي وصف أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها في شخصه في المنام فطابقت أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها أصحابه الكرام فتكون رؤيا حق وإلا فلا , لازم نستحضر نحن حالة من ثلاث حالات للرائي أي رائٍ ادعى بأنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فإما أن يستطيع أن يصف يعني يكون في ذهنه أوصاف الرسول عليه السلام أو في ذهنه أنه هو فعلا رأى الرسول عليه السلام ويستطيع أن يصف صفاته عليه الصلاة والسلام أو ليس في ذهنه كثير من الناس وأنا منهم أرى رؤيا أي رؤيا في الصبح تتبخر من ذهني وكأني ما رأيت شيئا شفت والله شلون ضايعة القضية علي تماما ... الرائي للرسول عليه السلام هو له حال من حالتين وإحدى الحالتين ... الحالتين له حالة من حالتين الحالة الأولى إما أنه يستطيع أن يصف أو لا يستطيع أن يصف لأنه نسيان أو هو ما شاف في الحقيقة صورة واضحة مثلا قيل له في المنام هذا الشخص الذي يمشي قدامك هو الرسول عليه السلام أو واقف قدامك ما شاف وجهه ما راح يستطيع يوصف مثلا يعني فإذا كان لا يستطيع أن يصف ما نقدر نقول أنه أصاب أو أخطأ الله أعلم , هذه الحالة الأولى , الحالة الثانية يستطيع أن يصف رأى فعلا هنا يرد التفصيل السابق يستطيع أن يصف فوصف وطابقت أوصافه عليه السلام مع ما هو معروف في كتب الحديث والسنة فهي رؤيا حق (فإنه رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي) وإذا أعطى أوصافا مخالفة فكما علمتم ليست هي الرؤيا التي عناها الرسول عليه السلام. (218/4) «كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة والنار قبل أن تقوم الساعة حيث أن الجنة والنار لما يدخلها أحد؟» الشيخ: كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة وأهل النار قبل أن تقوم الساعة حيث أن الجنة والنار لما يدخلها أحد؟ الجواب هذا كما يقول الصوفية تماما كشف لكن هذا كشف صحيح وخاص بالأنبياء والرسل أما مثل هذا الكشف فلن يناله غير الرسول عليه السلام من بعده هذا تمثيل ... للرسول عليه الصلاة و السلام ما سيكون عليه أهل الجنة وأهل النار وقد رأى ذلك في مناسبات شتى منها في قصة كسوف الشمس حين صلى الرسول صلاة الكسوف رأوه يتقدم هكذا كأنه يريد أن يقطف شيئا ثم رئي يتقهقر حتى تقهقرت الصفوف من خلفه فتداخل بعضها في بعض بعد الصلاة سألوه فقال عليه الصلاة و السلام (عرضت عليّ الجنة في جدار مسجدكم هذا فرأيت نعيمها و رأيت عنبها فهممت أن أقتطف منها) فتذكر فيما يبدو هذا ليس في الحديث أنها محرمة إلا لمن دخلها ثم عرضت النار فرأى لهيبها و أحس بحرارتها فتقهقر عليه الصلاة والسلام فهذا تمثيل من رب العالمين القدير القادر على كل شيء للرسول عليه السلام ما سيكون عليه أهل الجنة في نعيمهم وأهل النار في جحيمهم. (218/5) «لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت؟» الشيخ: لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت؟ وهل هناك سبب شرعي أو تفسير لعدم اعتقاء الرسول صلى الله عليه وآيه وسلم لها وتزوجها؟ هذا السؤال يتضمن في الواقع سؤالين السؤال الأول لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت؟ أقول بكل صراحة لا أدري لماذا تزوجها وإنما أدري يقينا أنه فعل ما أباح الله لنا فقد أباح له أن يتزوج ما شاء من النساء أما لماذا تزوج المرأة الفلانية بالذات فما أدري ما هو السر لكني أدري أيضا يقينا أنه تزوجها لصالحها لا للإضرار بها ولإحصانها لا لإفتانها وإلى غير ذلك من المصالح التي لا يمكن الإحاطة بها ولبعض الكتاب الإسلاميين كتابات لا بأس بها لتعليل أو فلسفة تزوج الرسول عليه السلام بنسائه الكثيرات ويبينون ويعللون كل واحدة لماذا تزوجها هذه أم سلمة مثلا تزوجها لأن زوجها مات عنها وخلف صبية صغارا فتنزوجها ليكون على هذه الأولاد وأن يقوم بتربيتهم وإنشائهم والإنفاق عليهم وهذه السيدة عائشة تزوجها لأنها بنت صاحبه في الغار وهذه حفصة إلى آخره فتجدون لكل زوجة أسباب وجيهة تزوجها الرسول عليه السلام لأجلها لكن الأمر أوسع من ذلك بحيث لا يستطيع الإنسان أن يحيط بالأسرار وبالحكم التي من أجلها تزوج الرسول عليه السلام بمن تزوج به منهن من النساء. (218/6) «هل هناك سبب شرعي أو تفسير لعدم عتق مارية القطبية من النبي صلى الله عليه وسلم؟» الشيخ: أما الشطر الثاني من السؤال وهو قوله هل هناك سبب شرعي لعدم إعتقاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها وتزوجها؟ كأن السائل يقول لماذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعل بمارية القبطية كما فعل بزوجته صفية، فصفية من الثابت أنه عليه السلام أعتقها وجعل عتقها صداقها وهذا في صحيح البخاري ومسلم، السائل يقول هل هناك سبب يوضح ويبين لماذا لم يعاملها معاملته عليه السلام لصفية لماذا لم يعتقها ويجعل عتقها صداقها؟ أقول أيضا لا أدري لكن من الأسباب الواضحة أن في ذلك بيانا لجواز التزوج بالعبدة التي ليست بحرة وأنه لا يجب على الحر أن يعتق العبدة وأن يتزوجها وإنما ذلك من فضائل الأعمال فقد جمع الرسول عليه صلوات الله وسلامه عليه حينما تزوج صفية وجعل عتقها صداقها وحينما تزوج مارية القبطية على بقائها في رقها قد جمع الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذين المثالين بين بيان ما هو الأفضل وبين بيان ما هو أمر جائز هذا الذي يبدو لي في الإجابة عن هذا السؤال العاشر. (218/7) «ما حكم من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأمره بالذهاب للشيخ الفلاني حتى يقرأ عليه القرآن لكي يشفى؟» السائل: الخلاصة أنه حكم الخطيب يقول أحد الناس أصيب بشلل ثم ذهب للتداوي في ألمانيا ما استفاد فذهب إلى قبر الرسول وطلب منه الشفاعة فرأى في المنام الرسول يقول له اذهب إلى العالم الفلاني في دمشق ليقرأ عليك بعض الآيات يزول عنك المرض؟ الشيخ: أعد علي شو شاف في المنام. السائل: الرسول عليه السلام يقول له ائت العالم الفلاني ... ويقرأ عليك شيئا من القرآن وتشفى ... ؟ الشيخ: ممكن أن يقرأ عليه إذا كانت الرواية صادقة لأنه يمكن أن يرى الإنسان الرسول عليه السلام في المنام حقيقة ويمكن أن يرى ذلك توهما بدعاء الرجل الصالح كثيرا ما يظهر الشمس في رابعة النهار نحن لا ننكر هذا لكننا نعيش في زمن فيه شرك كثير وفيه خرافات وفيه بدع فيه مبالغات فنرجو أن تكون هذه الرواية صحيحة وصادقة يعني ليس فيها أي شيء إلا أنه جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهنا ماذا فعل هناك؟ السائل: هنا قال الشيخ: فعل شيئا لا يجوز في الشرع فهذا نحاسبه عليه وربما ينبني عليه محو القصة من أصلها ماذا فعل؟ السائل: قال طلب منه الشفاعة دخل إلى القبر ... وتشفع له مع الله ... ؟ الشيخ: دخل القبر ... كيف يمكن ... . السائل: ... مثلا عند القبر ... . الشيخ: غير ممكن ... . السائل: ... يتشفع له يا رسول الله اشفع لي عند ربك حتى أشفى. الشيخ: أشعر بأن القضية ... لأنه طلب الشفاعة منه ... الظاهر ... تمثيلية ... الله أعلم. (218/8) «ما ضابط معرفة كون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حق في المنام؟» السائل: ... للتنبيه أن بعض الناس يتوهمون أنهم رأوا الرسول عليه الصلاة والسلام ... فلا يروه صورته الحقيقة الواردة في الأحاديث وإنما بصورة أخرى فيتوهمون أنهم رأوه وليس هو؟ الشيخ: ... يعني الذي يدّعي أنه رأى الرسول عليه السلام ينبغي أن يسأل صف لي من رأيت كما جاء عن بعض السلف فإذا قال مثلا قال رأيت وجه ... لحية كبيرة شايبة كلها نور نقول له كذبت لم؟ لأن الذين وصفوا الرسول عليه السلام ومنهم أنس بن مالك خادمه عشر سنين قال لم يصب بشيب الشيب هو ... ولكن كل ما في الأمر كان فيه نحو عشر عشرات شايبة فقط , لما يأتي هذا الإنسان يقول رأيته شايب أبيض ... نور ... ما يعرف أن ... بنفسه لما يقول هو شايب هذا كذب فإذا هو لم ير الرسول عليه السلام قطعا أو مثلا وصف صفة أخرى كيف رأيته؟ قال رأيته أسمر ... و هو ما كان أسمرا كان أبيض محمر الوجنتين هذا أيضا مذكور في الشمائل كيف كان شعره؟ والله شعر ذهبي أشقر كذاب شعره أسود و هكذا فإذا الذي يرى الرسول عليه السلام في المنام يجب أن تكون مطابقة للشمائل النبوية الشريفة نعم. (218/9) «ذكر الشيخ لخطبة الحاجةالشيخ: أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. نعود بعد توقفنا السابق إلى كتابنا الترغيب والترهيب للحافظ المنذري ونحن على شرطنا الذي طالما ذكرناه وذكرناكم به مرارا وتكرارا وهو ألا نسمعكم من أحاديث هذا الكتاب إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريقة علماء الحديث من حيث ثبوت السند و ثقة الرواة والرجال. (219/1) «شرح الشيخ للحديث التاسع والعشرين من كتاب الترغيب في عيش السلف -من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري -عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت» الشيخ: وكان درسنا الأخير وصل إلى الحديث التاسع والعشرين من كتاب الترغيب في عيش السلف التاسع والعشرين بالنسبة لطبعتي التي هي الطبعة المنيرية فقال المصنف رحمه الله فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال). الشاهد من هذا الحديث المناسب لهذا الباب الذي نحن فيه طرفه الثاني ألاوهو قوله عليه الصلاة و السلام (ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيئا يواريه إبط بلال) أي يعني إلا شيء من الخبز اليابس ومن الشعير كما علمتم من الأحاديث السابقة وهذا الحديث سواء بطرفه الثاني أو الأول إنما هو كناية بل دليل واضح على شدة ما ابتلي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل دعوته دعوة الحق , دعوة التوحيد التي جاهد المشركين في سبيلها أكثر من عشرين سنة ولاقى في سبيل ذلك الألاقي والمصاعب والجوع وهذا ما يصف به نفسه عليه الصلاة و السلام بقوله بأنه أوذي أذى لم يؤذ أحد مثل أذاه وأخيف أيضا إخافة لم يخف مثله سواه عليه الصلاة والسلام وكذلك لقي من الجوع ما لا يكاد يتصور إنه مضى عليه صلوات الله وسلامه عليه ثلاثون يوما بليله ونهاره ولا يجد من الطعام إلا ما يحمله بلال خادمه ومؤذنه تحت إبطه وهذا كناية على أن هذا الشيء الذي يحمله على الطعام شيء قليل أنه ما الذي يستطاع أن يحمله الإنسان في هذه المدة الطويلة تحت الإبط إلا أن يكون كسرات من خبز أو تمرات من تمر تلك البلاد فإذا نحن يجب أن نأخذ من هذا الحديث ومن أمثاله من أحاديث سبقت وأخرى تأتي أسوة لنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنصبر في سيبل الدعوة لا نتكلف التعب والنصب والمشقة لأن ذلك ليس أمرا مرغوبا في الشرع ولكن علينا أننا إذا أصبنا في سبيل دعوتنا بشيء من ذلك من التعب والنصب أن نصبر على الجوع على العطش على الأذى والأمر كما تعالى ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)) ليست الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي محصورة في الاقتداء بصلاته وصيامه وسائر عباداته فحسب وإنما الأسوة به صلوات الله وسلامه عليه تشمل كل نواحي الحياة الأسوة به في عبادته معا ولكن أيضا في خلقه وأيضا من ذلك في صبره وفي تحمله المشاق في سبيل دعوته كل ذلك مما يجب علينا أن نتخذ نبينا صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة لنا ,هذا الحديث صحيح ويقول الحافظ المؤلف رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح قال المؤلف ومعنى هذا الحديث حين خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاربا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه. (219/2) «شرح الشيخ لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك غطاء فقال عليه الصلاة والسلام: ما لي وللدنيا ما» الشيخ: الحديث الذي بعده وهو صحيح أيضا قال وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك غطاء يعني شيء من الفراش من تحته تدفع به أثر الحصير من جسدك ... فقال عليه الصلاة والسلام (ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) ففي هذا الحديث كناية على أن الذي يكون في سفر على عجل فينزل تحت شجرة فهو لا يؤسس ولا يبني تحتها لأنه عما قريب راحل فالرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما يشبه نفسه في هذه الحياة الدنيا لهذه العاجلة الفانية كالرجل مسافر ينزل تحت الشجرة يستظل بها فهو سرعان ما يرحل عنها ويدعها ففيه حض على أن لا يتكلب ولا يتمسك المسلم بهذه الدنيا وبحطامها وزخرفها وزينتها اللهم إلا بمقدار ما يساعده على القيام بحق العبادة لله عز وجل هذه العبادة التي من أجلها خلقنا كما قال ربنا عز وجل ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) هذا الحديث أيضا صحيح وقال المصنف في تخريجه رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح والطبراني ولفظه هذا اللفظ الطويل وفي سنده ضعف ولذلك على الشرط السابق اجتنبته. (219/3) «شرح الشيخ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوفر من هذا فقال: مالي وللدنيا ....... ) الحديثالشيخ: الحديث الذي بعده وهو صحيح أيضا وهو قوله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال " يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوفر من هذا " فقال (مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سافر في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها) رواه أحمد ابن حبان في صحيحه والبيهقي. مثل ما تقدم قوله وعنه يعني ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على حصير قال " فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره " الإزار هو الثوب يغطي أسفل البدن والرداء يغطي أعلى البدن فهذا إذا مما يصف به الراوي الرسول عليه السلام أنه لما دخل عليه لم يكن عليه من الثياب إلا الإزار الذي يغطي به عورته عليه الصلاة والسلام ثم هو على ذلك يصف البيت أو الغرفة التي كان فيها والفراش الذي كان جالسا عليه قال فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع وقرظ في ناحية في الغرفة هذا كل الزاد الذي يوجد في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس هو إلا الحصير والقبضة من الشعير وقليل من القرظ الذي كانوا يدهنون به الإيهاب أي الجلود قبل دبغها وقرظ في ناحية في الغرفة وإذا إيهاب معلق كأن هذا القرظ هيء لدبغ هذا الإيهاب وإذا إيهاب معلق فابتدرت عيناي يعني يبكي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال (ما يبكيك يا ابن الخطاب) فقال " يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى من الشعير والقراظ وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته " وهذه خزانتك لماذا لا أبكي وأنت سيد البشر وأنت في هذا الفقر وأولئك الكفار ملوك كسر وقيصر يعيشون في النعيم وفي الحرير وفي الأنهار قال (يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا) هكذا الحديث ينتهي هنا في هذا الكتاب ولكن يجب أن يستدرك عليه زيادة ابن ماجه قلت بلى هذه الزيادة لم ترد في الكتاب هنا في هذه النسخة فتستدرك عند من كانت عنده نسخة كنسختي قال (يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟) قلت " بلى " رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم , يرد هنا استدراك على هذه التخريج قلت وفي استدراكه على مسلم وهم وفي عزو المصنف لابن ماجه تقصير فقد أخرجه مسلم في الجزء الرابع في الصفحة الثامنة والثمانين بعد المائة إلى التاسعة والثمانين بعد المائة في قصة اعتزاله صلى الله عليه و سلم نسائه بلفظ ابن ماجه وإسناده إلى آخر التعليق فالمصنف عزاه فقط لابن ماجه ثم للحاكم وذكر أن الحاكم صححه على شرط مسلم فهنا وهم من جهة الحاكم وتقصير من جهة المؤلف الوهم من جهة الحاكم لأنه خرّج هذا الحديث في كتابه المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم وإنما يخرج في كتابه المذكور ما لم يأتِ في الصحيح صحيح البخاري أو صحيح مسلم ويكون الحديث على شطرهما أو شرط أحدهما ففي هذه الحالة يورد الحديث ويقول صحيح على شرط البخاري أو صحيح على شرط مسلم فهذا الحديث استدركه الحاكم وقال إسناده صحيح على شرط مسلم وفاته أن الإمام مسلم رواه كما رواه الحاكم في صحيحه ومن هنا يتبين تقصير المصنف حيث اقتصر في تخريج الحديث على عزوه لابن ماجه والحاكم وكان الأحق أن يعزى لصحيح مسلم , ولكن بعد المخرج عن مظنة الإنسان أبعد المصنف عن أن يستحضر عزوه لصحيح مسلم لأن مسلما إنما روى هذه القطعة بمناسبة اعتزاله عليه السلام لنسائه في قصة معروفة أخرجها مسلم بكاملها وفي تضاعيفها لما بلغ عمر بن الخطاب أن النبي صلوات الله وسلامه عليه اعتزل نسائه جاء إليه ليواسيه عليه السلام أو يساعده على ما هو فيه فلما دخل عليه رأى ما جاء في هذه الرواية ففي هذه القصة بتمامها جاء هذا المقدار منها في صحيح فلم يتنبه لذلك الحاكم ثم المؤلف وهذا يقع لكل مؤلف لأن العصمة لله وحده سبحانه وتعالى. (219/4) «هناك من يرى في الأيام الحاضرة أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالعبادات ملزمة للمسلم أن يعتقد بها في حين أنهم لا يرون ذلك بالنسبة للأحاديث المتعلقة بأمور الدنيا، ويرون أن العقل البشري» السائل: سؤال ثاني هناك من يرى في الأيام الحاضرة أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالعبادات ملزمة للمسلم أن يعتقد بها في حين أنهم لا يرون ذلك بالنسبة للأحاديث المتعلقة بأمور الدنيا، ويرون أن العقل البشري يمكن له أن يحكم عليها بالصحة والبطلان تبعا لتطور الفكر ومكتشفات العلم، ويؤيدون ما يذهبون إليه بأحاديث تأبير النخل وأحاديث في تمركز جيش المسلمين في غزوة بدر عند الماء، كما أنهم يقولون في الصحابة إنهم رجال ونحن رجال وإنهم خاضعون للنصر والظفر بسلوكهم وأقوالهم شأن أي من الرجال فالرجاء بيان الرأي في ذلك مع الشكر؟ الشيخ: هذا السؤال كما لاحظتم يتضمن سؤالين أولهما يتعلق بالرسول عليه السلام وأقواله والتفريق المزعوم بين ما له علاقة بالدين والعبادة وبين ما له علاقة بغير ذلك والسؤال الثاني الذي يتعلق بالصحابة ولست أدري ما أراد السائل من الربط بين السؤال الأول والآخر إلا أن يكون يعني حكاية ... الناس أن هذه الأحاديث التي ترد عن الرسول عليه السلام مرفوعة إليه إنما و فيها إشكال أو فيها مخالفة للعلم زعموا كحديث الذبابة مثلا (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ... ) إلى آخره فلعل السائل يعني بالسؤال الثاني أن مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها في سؤاله الأول والتي ليست من أمور الدين في شيء بزعمهم إنما رواها هؤلاء الصحابة وهؤلاء الصحابة إنما هم بشر مثلنا فيجوز عليهم الخطأ فكأنه إذا قصد السائل فيما يشرحه عن أولئك الناس في هذا الزمان أنهم يقولون ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما له علاقة بالدين و العبادة المحضة فنحن له خاضعون وله مستسلمون أما ما جاءنا عنهم من غير ذلك مما له علاقة بالكون والفلك والبحار والجبال وغير ذلك من أمور الطبيعة فنحن لسنا مكلّفين ولا متعبدين بالخضوع لها والاستسلام لها لأمرين اثنين الأمر الأول أننا إذا سلمنا صحة هذه الأحاديث صحة نسبتها للرسول عليه السلام فالرسول بشر ويجري عليه ما يجري على البشر إلا فيما يتعلق بالدين وهذه الأمور في زعمهم ليس لها علاقة بالدين فإذا جاءت مخالفة لما ثبت في العلم والعلم التجربي فحينئذ نحكم بأن ذلك من أخطاء الرسول عليه السلام في الأمور الدنيوية ومثال ذلك ما جاء في السؤال حديث تأبير النخل أو يقولون أن الذي روى الحديث ونسبه للرسول عليه السلام هو الصحابي أو من دونه فهو ليس بمعصوم فقد يكون قد أخطأ فدلنا على كون هذا الحديث خطأ العلم والعلم التجربي زعموا , نحن نقول لا شك ولا نحابي نحن في دين الله أحدا ولا نمشي في ما يتعلق بالرسول عليه السلام بعواطفنا وإنما بعقولنا وعلمنا المستقى من كتاب الله ومن حديث رسول الله نحن نقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوما في كل شيء لكنه معصوم في كل شيء أن يقر على شيء من هذه الأشياء وهو مخطئ في ذلك فهنا شيئان يجب التمييز بينهما , الشيء الأول أن الرسول عليه السلام قد يخطئ ولا حاجة بنا إلى الإكثار من الأدلة على ذلك لأن القرآن يقول ((عفا الله عنك لم أذنت لهم)) ما الذي نفهم من هذا أنه كان الأولى أن لا يأذن لهم إذا هذا خطأ كذلك ((عبس وتولى أن جاءه الأعمى ... )) إلى آخره أشياء وأشياء كثيرة جدا أخيرا يأتي حديث تأبير النخل قال لو تركتم النخل بدون تأبير أي بدون تطعيم كانوا يعرفونه بالتجربة لكان خرج خيرا مما تفعلونه وشاء الله عز و جل أن يطبق في هذه الحادثة بعينها سنته عز وجل في النخل فجاء النخل شيصا يعني عبارة عن بذرة قشرة ما فيها لب ناشف يعني فجاؤوا إليه يقولون كذا وكذا ... قال (إنما أنا بشر فإذا أمرتكم من أمر الله عز وجل فأتوا منه ما استطعتم وإذا أمرتكم بشيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم) انتهى الحديث فنحن نلاحظ أن قضية تأبير النخل قضية مهنية دنيوية محضة لا ضير على رسول الله ولا عيب ولا نقص ألا يكون مؤبرا ألا يكون مزارعا ألا يكون حدادا نجارا إلى آخره ليه لأن هذه أمور دنيوية لكن فيما يتعلق بالدين والدين ليس فقط عبادات كما يزعم هؤلاء الذين يحكي عنهم السائل الدين فيه أمور تتعلق بالعبادات وفيه أمور تتعلق بالمغيبات وفيه أمور تتعلق بالنظم يسمونها اليوم في الإصطلاح الجديد بالاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوبية وغير ذلك مما هو معلوم فالإسلام جاء كاملا جاء شاملا لكل ما يحتاجه البشر من نظم ((فما فرطنا في الكتاب من شيء)) ولذلك فإذا جاء حديث ما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون إنه من أمور الدنيا وليس من أمور الدين مثاله مثلا حديث الذبابة الذي ذكرناه آنفا ومثال ذلك مثلا (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام) إلا الموت وهذا شيء كثير وكثير جدا بعد أن يصح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك لا يجوز أن نجعل هذا النوع من أمور الدنيا التي لنا الخيرة فيها ولنا أن نأخذ فيها وأن لا نأخذ أن نصوبها أو نخطئها لا , السبب في ذلك من ناحيتين الناحية الأولى ما ذكرته آنفا أن الرسول عليه السلام إن أخطأ وقليل ما يخطئ فلا يقر على خطئه فإذا جاء الحديث وقد تلقاه الصحابة وتلقاه من بعدهم وهكذا جيل عن جيل حتى وصلتنا هذه الأحاديث على أنها حق وصدق من حيث الرواية ومن حيث أن الرسول عليه السلام تكلم بها وأقرها الله تبارك وتعالى عليها فلا يمكن والحالة هذه أن نقول أن هذه من أمور الدنيا هذا من ناحية ... أنا أقول عجبا من هؤلاء الناس لو أن إنسانا عاديا ليس له من خلقه ومن كماله ما هو جزء من مليون جزء من كلام الرسول عليه السلام لو قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليخرجه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عن هذا الإنسان؟ نقول كما قيل في بعض القضايا أو في بعض العلماء لما قيل لبعض الظرفاء الأدباء فلان كذا وكذا في العلم و ... الحديث فذهب وزاره فلما خرج من عنده سألوه كيف رأيته هو إما أنه أحفظ الناس أو أكذب الناس هو أحفظ الناس أو أكذب الناس ليه؟ لأنه عم يحفظ فعلا أشياء فهذا الرجل الذي زاره يكاد يكون قرنا له من حيث الحفظ والراوية ولكن سمعه أشياء ما سمع هذا الداخل عليه والزائر له في حياته كلها إذا هو إما أنه من أحفظ الناي أو أكذب النايس كذلك أنا أقول إذا إنسان عادي تحدث بهذا الأمر الغريب قال في هذه الحشرة الصغيرة في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عنه إما أنه دجال وإما أنه أوتي من العلم ما لم يؤت الناس , لا مناص من أحد شيئين أما أن يقال ممكن أن يكون هذا باجتهاد عنده وهو مثلا ما تعاطى أي علم لا طب لا جراحة لا تشريح ولا ولا أي شيء مع ذلك يقال قال هذا برأيه لا , هذا صنيع الدجالين لذلك أنا أقول هؤلاء الناس البسطاء في العقول إنهم ينسبون الرسول عليه السلام إلى أنه يتحدث عن أمور غيبية ودقيقة ودقيقة جدا حتى العلم هذا العلم الذي يفخرون به اليوم لم يدندن عن هذه الحقيقة بعد ولا استطاع على الرغم من أن بعض المتحمسين أنه ثبت حديث الذباب علميا نقول نحن ثبت شيء منه لكن التفصيل الذي تضمنه الحديث لسى بعد ما تحدث عنه هذا العلم التجربي التشريحي هذا ولعله يمكن أن يصلوا يوما ما, ذلك لأن العلم اليوم يقول إن الذبابة تحمل في جناحيها وفي بدنها أيضا نوع من الجراثيم أظن أنهم يسمونها بالبكتيريا وهذه الجراثيم تفتك وتقتل الجراثيم الضارة هذا كله قاله الطب وهذا فعلا لم يكن معلوما من قبل لكن الحديث يأتي بتفصيل دقيق يقول الجرثوم القاتل في أحد جناحيه والجرثوم القاتل للجرثوم القاتل في الجناح الآخر هذا الطب لا يعرفه أبدا مصداقا لقوله تعالى ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) إذا كيف نقول إن الرسول عليه السلام هذا قاله برأي من عنده هذا لو قاله عني أنا أقول يطعن فيه ليش ينسبني أنا الذي أقول رجما بالغيب حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بمثل هذا الكلام. إذن ما دام صح الحديث فوجب الإيمان به ووجب إدخاله في زمرة الدين والدين ليس فقط عبادة وصلاة وحج وإنما كل شيء جاء عن الله ورسوله ورسوله قد أقر على ما قاله ولو باجتهاد من عند نفسه فهو دين كذلك مثلا الحديث الآخر والأحاديث في هذا كثيرة وكثيرة جدا (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت) هل يقول هذا إنسان اجتهادا من عند نفسه ما يقول هذا إلا الدجالون الذي يريدون أن يسيطروا على عقول الناس وأن يبتزوا منهم أموالهم بالباطل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن ذلك فهو إذا يقول ما رأى ما سمع من الله تبارك وتعالى لذلك فالأحاديث التي تصح عن الرسول عليه السلام وقد جاءت مقررة ولم تنسخ ولو بخبر أن يقول إنسان هذا الرأي من عندي كما سمعت في ... النقد فحكمها حكم الصلاة والزكاة وكل من الأحاديث التي لها علاقة بشريعة الله تبارك وتعالى , وهذه الأحاديث رواها أولئك الصحابة أولئك التابعون أولئك الآخرون الذين جاؤوا من بعدهم الذين رووا لنا القسم الأول من الدين الذي يريد هؤلاء الناس أن يجعلوه هو الدين كله فنحن نقول لهؤلاء المحدثين المبتدعين في الدين كما قال سلفنا الأول للمبتدعين السابقين حينما جاؤوا ببدعة التفريق بين الحديث له علاقة بالأحكام فكان الرواي ثقة يحتج بهذا الحديث وبين هذا الحديث أو مثل هذا الحديث يأتي ليس له علاقة بالأحكام وإنما له علاقة بالعقيدة له علاقة بالغيب قالوا هؤلاء المبتدعة القدامى لا نأخذ هذا الحديث حتى يبلغ مبلغ التواتر فرد عليهم علماء السنة سلفنا الصالح فقالوا الذين رووا لنا أحاديث العبادات هم الذين رووا لنا أحاديث العقائد فلماذا نقول هذا الثقة في هذا الحديث ثقة وفي ذاك الحديث ليس بثقة وهو هو بل قد يكون ثقتان هناك كل منهما كلاهما ليس كل منهما رويا حديثا في العبادات فيحتج به ورويا حديثا آخر في غير العبادات في العقائد والغيبيات فلا يحتج به هذا التفريق كان قديما ثم قضى عليه علماء ثم قضى عليه علماء السلف بجهودهم العلمية ثم ذرت قرنها هذه البدعة في العصر الحاضر بطريقة أخرى بطريقة علمية زعموا هناك كانوا يقولون إن العقل لا يقبل الحديث في العقائد إلا ما كان متواترا وهنا يقولون العقل لا يقبل حديثا جاء في أمور يتعلق بالعلوم الطبية أو التجربية أو نحو ذلك والعلم ما حققها بعد نحن نقول أأنتم أعلم أم الله تبارك وتعالى؟! والله عز وجل قد أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمور فيها تكليف لنا من الناحية العملية وتكليف لنا من الناحية الفكرية والاعتقادية ليبلونا أنؤمن أم نكفر نحن نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المؤمنين بكل ما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام من رواية الرواة الثقات وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (219/5) «هل يجوز إطلاق لفظ السيد؟» الشيخ: كان جاء في آخر السؤال ذكر كمثال مع حديث تأبير النخل حديث المنزل ... . السائل: ... . الشيخ: ... أي نعم هذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة قال (لا إنما هو الحرب والمكيدة) قال فأنا أرى أن ... في مكان كذا هذه القصة على شهرتها في كتب السيرة فهي قصة غير ثابتة من الناحية الحديثية وعلى ذلك لا يصح اتخاذها مثالا على ذلك الانحراف على انحرافه وقد بينت ضعف هذه القصة في كتابي الذي طبع من عهد قريب بعنوان دفاع عن الحديث الشريف. الشيخ: يسأل السائل عن حديث يبدو منه أنه يخالف تقريرنا السابق في جواز إطلاق لفظة سيد كما أطلقها الرسول عليه السلام على سعد بن معاذ هناك حديث آخر يبدو أنه ينافي هذا وليس كذلك عند إمعان النظر فيه ذاك الحديث يقول أن جماعة أتوا الرسول عليه الصلاة والسلام فقالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا فأجابهم بقوله عليه السلام (السيد الله) ... هذا الإطلاق لفظة زيادة على من هو سيد البشر جميعا عليه الصلاة والسلام مع ذلك الظاهر من الحديث أنه لم يرتض منهم قولهم إياه أنت سيدنا , بينما في حديث آخر فيما يشبه هذه القصة قالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا قال لهم (قولوا بقولكم أو ببعض قولكم هذا ولا يستجرينكم الشيطان) الحديث الذي قبل هذا يفسر على ضوء هذا لما قال لهم السيد الله كأنه عليه الصلاة والسلام أحسّ أن هؤلاء يقدّسونه بهذه اللفظة تقديسا ويرفعونه فوق المنزلة التي وضعها الله فيها وهذا غير جائز شرعا كما جاء في الحديث صراحة (لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها) فكأنه عليه السلام سمع من الطائفة الأولى هذه اللفظة ... بشيء من القداسة التي يخشى منها أن توصلهم إلى الشرك أو على الأقل من فعلهم الشرك ولذلك سد عليهم الباب وقال لهم مبينا أن السيادة الحقيقية إنما هي لله تبارك وتعالى فقال لهم (السيد الله) لكن هذا لا يعني أنه لا يجوز للمسلم أن يقول للرسول عليه السلام إنه ... كيف وهو الذي أخبرنا في غير ما حديث صحيح بأنه سيد الناس يوم القيامة آدم فما دونه تحت لوائه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة لكن يريد منا أننا إذا أطلقنا هذه اللفظة عليه وهو أهل لها ألا نطعّمها ولا نمزجها بشيء من الغلو فيه مما حذرنا منه الرسول عليه السلام في أحاديث كثيرة من ذلك الحديث المتفق عليه بين الشيخين (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله) هذا يخشاه عليه السلام فيما يسمع من بعض الناس مثل تلك اللفظة والناس ليسوا كلهم سواء في هذا المحضور فإذا أحس الرسول عليه السلام من بعضهم شيئا من هذا المحضور قطع بينهم وبين هذا اللفظ وألفتهم إلى ربهم عز وجل الذي هو له السيادة المطلقة لذلك قال لهم (السيد الله) بينما الجماعة الأخرى عاملهم معاملة أخرى لفت نظرهم إلى ما قد يخشى من هذا الاستعمال ولذلك قال لهم (قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) بين لهم الرسول عليه الصلاة و السلام المحذور الذي قد يقع من مدحه عليه السلام ولو بشيء هو متلبس فيه وهو صفة تامة ... ولكن ... هذه الكلمة إلى أن تقولوا فيه عليه السلام ما لا يجوز وسبحان الله إن النبي عليه السلام كما قال الله ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي)) ... الرسول على أمته وقعت فيه الأمة إلا قليلون جدا الذين يحرصون على التمسّك بالسنة وترك العواطف التي تجنح بصاحبها ولا تعرف حدودا لها والعواطف هنا تفسد على الإنسان عقيدته وفكره لذلك تجد بعض الناس واليوم سئلت هذا السؤال. (219/6) «جواب الشيخ على من يسأل ماهو الأفضل أن يقول المصلي اللهم صلي على سيدنا محمد أو اللهم صلي على محمد؟» الشيخ: أنه هل الأفضل أن نقول في الصلاة في التشهد اللهم صل على سيدنا محمد أو نقول اللهم صل على محمد و على آل محمد إلى آخر الصلوات ... ؟ والذي يدفع الناس لمثل هذا السؤال وهو سؤال مبتدع ولم يخطر في بال السلف الصالح إطلاقا والسبب لم يوجد موجبه لم يكن في الصحابة من يرى أن هناك هدي أحسن وأهدى من هدي الرسول عليه السلام قد يقول قائل لا أحد يقول حتى اليوم نقول لا للناس في واقع حياتهم يقولون هناك أهدى من هدي الرسول عليه السلام لكن لا يتجرؤون أن يتلفظوا بذلك لأنه ضلال مبين مشكوف يكون ... لماذا؟ لأنك تقول لأحدهم يا أخي لا تفعل كذا أيه شو فيها! الرسول عليه السلام ... قال لك شو فيها إذا قف عند كلمة ما فعلها الرسول إما أن تثبت أن الرسول فعل أو تثبت أن الرسول أمر أو حظّ وإلا ارجع عن كلمتك و إلا معنى كلامك أن هداك خير من هدى الرسول وهديك خير من هدي الرسول وهذا ... لم يكن في السلف من يقول في الصلاة اللهم صل على سيدنا لأنهم تلقوا الأمر من الرسول عليه السلام هكذا وهم ... بخلاف نحن اليوم أنا أقول دائما وأبدا لو فتح باب إلحاق مثل هذه الألفاظ بآراء الناس لتغيرت الشريعة ولأصاب ما أصاب شريعة التوراة والإنجيل , لكن وقف الناس وهذا من فضل الله علينا و عليهم جميعا أن بعض الألفاظ ... لخرجوا ... فلما نزل قوله تبارك وتعالى ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) قالوا " يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ " قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخر الصلوات المعروفة فهل يتصور عالم ... هل يتصور عالم يسمع هذا الأمر من الرسول مباشرة يقول له قولوا اللهم صل على محمد وإذا به ... التشهد يقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و آل سيدنا إبراهيم ... إلى آخره أما الصحابة أما التابعون أما أتباعهم هذا نعتبره مستحيل عليهم أما المتأخرون فحدث ولا حرج وكنت أقول أن هذا يجر بعض الناس إلى زيادات ... ولكنهم لا يفعلونها فمثلا التحيات لله لماذا لا يقولون لله سبحانه وتعالى فالله أحق بالتبجيل والتعظيم لماذا لا يقولون التحيات لله عز وجل لماذا لا يقول التحيات لله مولانا وسيدنا وهو السيد في الأصل، كنت أقول أطرح هذا الإشكال لأردهم عن تلك الزيادة سيدنا وإذا بي أنتبه من بعض المصلين عندنا في المسجد أن فعلا أحدهم يزيد زيادات في التشهد ما سمعتها في حياتي ما فيه عنده ضوابط ما فيه عنده قيود أن خير الهدى هدى محمد في ... ما عنده هذه الفكرة وقد يكون كما أشعر أنه عنده شيء من الدراسة الفقهية المتوارثة لكن عمره في حياته ما سمع من أنه خير الهدى هدى محمد معناه يسمع طبعا هذا ... لكن ما فيه شيء أبدا أن معناه لا تزيد على ما جاء في السنة ولو حرفا واحدا ولقد أعجبني ورويت هذا الذي وقفت عليه حديثا قد حصلت نسخة لأول مرة في حياتي في حجتي الأخيرة إلى البيت الحرام نسخة من كتاب معجم الطبراني الأوسط فانكببت على دراسته فوجدت فيه فوائد بعضها ما وجدته في ألوف المخطواطات التي قرأتها ... لصاحبي هذا ... فقد ... ما هو النص يقول الطبراني بإسناده الصحيح عن عبد الله بن مسعود أنه كان في مجلس يعلّم أحد الناس صفة التشهد الذي نحن نعرفه اليوم جميعا لما جاء عند قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ماذا قال المتعلم؟ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ماذا أجابه ابن مسعود ... لطيف جدا نحن كما قلت لكم ... بحاجة لأن نتعلم هذه الأساليب قال إنه لكذلك هو شو زاد؟ وحده لا شريك له , قال " إنه لكذلك ولكننا ننتهي إلى ما علمنا " وجدت عبارة أخرى سبحان الله كله من مدرسة واحدة أحد تلامذة ابن مسعود كان ... زيادة أخرى في التشهد فأكد له هذا المعنى على طريقة ابن مسعود لكن قال له أيضا ننتهي إلى ما علمنا فنحن المسلمين اليوم بحاجة إلى هذا الأدب حتى نكون خاضعين فعلا مسلمين حقا لله رب العالمين فالتّعليم بالصلاة كان اللهم صل على محمد ثم الذي ... هذه اللفظة لا يشعرون أن هذه الصلاة ما فيها من دعاء إلى الله نريد أن نصلي على الرسول كما صلى على إبراهيم ويبارك عليه كما بارك على إبراهيم هذا يساوي الفضيلة ... يظنها هذا ... إذا صح التعبير ندخل هذه اللفظة في هذه الصلوات الإبراهيمية يعني هذا الدعاء كله شرف وسيادة للرسول عليه السلام ودعاء بالزيادة له بذلك فلماذا هذه اللفظة هذه تشبه حين ذاك لو تنبه القارؤون للصلاة الإبراهيمية لهذ زيادة أخرى يقولها الناس اليوم إجابة للمؤذن بعد ذلك يقولون اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة هذه الدرجة الرفيعة ما لها الأصل وذكرها هنا مع كونها ما لها أصل في الحديث تحصيل حاصل لم؟ لأنه جاء في الحديث الآخر (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة فهي درجة الجنة لا تنبغي إلا لعبد وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة) إذا لم تقول أنت آت محمدا الوسيلة والفضيلة شو زدت هي الدرجة في الجنة هي الدرجة الرفيعة فإذا هذا حشو في الكلام لا طائل تحته مع مخالفة النص لا ... لو كان فيه زيادة معنى ومعنى حسن جميل قلنا نحن نستحسن ... على تعليم الرسول عليه السلام لأنه ليس بعد تعليم الرسول عليه السلام أي ... وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (219/7) «مواصلة المناقشة الأولى الدائرة على ادعاء الرجل أنه يوحى إليه ولم ينزل عليهالشيخ: ... بدك تتحملهم ... هل أنت متبع للرسول في هذا؟ السائل: ... . الشيخ: عفوا بارك الله فيك ... وإذا كان ... . السائل: ... . الشيخ: ... مشفق على الجماعة ... . السائل: ... . الشيخ: كل شيء ممكن لكن الأسئلة صريحة و الأجوبة صريحة فهل أنت مبتدع أو متبع في هذه الجزئية؟ السائل: أنا لست مبتدعا ... . الشيخ: السلبي أما الجواب الإيجابي أنا متبع ... نفس الجواب ... و كل مرة إنما أنا متبع و لست مبتدعا أنا أعيد عليك السؤال التي أنت كررته مرارا لست بمبتدع ليه ما تقول سلفا إنما أنا متبع هذا الأسلوب الذي نحن نحذره و نخشى أن يضيع علينا وقتا تريد أن تقول لست بمبتدع و إنما أنا متبع ... تفضل. سائل آخر: ... نقطة واحدة أو كلام أو حديث أو إشارة أو ... . السائل: ماذا وأحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به و من بلغ ... . سائل آخر: و أوحي إليه هذا القرآن ... . الشيخ: أنت معصوم بارك الله فيك بشهادتك ... مرارا و تكرارا على رغم التنبيه فهذا ليس وحيا إليك هذا وحي أوحي إلى محمد عليه السلام الذي ادّعى أنه أنزل عليه الوحي من جديد هو الذي سبق بادّعاء المهدوي ثم العيساوية و هو ميرزا غلام أحمد القادياني. السائل: ما أعرفه. الشيخ: لعلك أنت متأثر ببعض كتبه والله أعلم؟ السائل: لم أسمع ... . الشيخ: ... المشرب واحد الحقيقة لأنه ادّعى أنه نزل عليه القرآن من جديد ... . السائل: ... ما ادّعيت أنه نزل عليّ! الشيخ: أنت هيك قلت! السائل: ما أنزل عليّ من جديد أوحي إليّ ما هو نزل عليّ الشيخ: الله أكبر أنا أخطأت أوحي إليك من جديد عندكم فرق يا جماعة بين نزل عليّ و أوحي عليّ من جديد؟ نسحبها يا سيدي أوحي إليك من جديد هذه الآيات نفسها ... أما نحن ما أوحيت إلينا! السائل: لا، أنتم منكم من يريد أن يتبعها يتبعها! الشيخ: ... تنزيل من رب العالمين حتى تفرق بين نزل القرآن و هو نزل على قلبك كيف تفرق بين نزل ... . السائل: فيه فرق كبير! الشيخ: ما شاء الله. السائل: هو نزل بالوحي و قبل أن ينزل ما كان نازلا الآن هو بين الناس و بين أيدينا نازل لكن يوحي إليّ ... . الشيخ: ... نزل و ما نزل ... . السائل: القرآن الكريم الذي أنزله ... الله سبحانه و تعالى نزله ربي سبحانه و تعالى على سيدنا محمد بالوحي وصار نصا لفظا موجود بين أيدي الناس الآن مش بدو ينزل من جديد لا , يوحى أو لا يوحى لهذا القرآن وحي ربنا سبحانه و تعالى من ... يختلف من شخص إلى آخر ... . الشيخ: ... فهمت و ربنا ... . السائل: و ربنا يقول ((ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليه وحيه)). الشيخ: ناقل الكفر ليس بكافر ... . السائل: ... قرشي ... . الشيخ: نعم. السائل: ... . الشيخ: لا حول و لا قوة إلا بالله. سائل آخر: شيخ بدنا بس الآية هذه ... . السائل: مش رضيان يا سيدي ... . سائل آخر: هو ... خليهم ... . الشيخ: ... كيف ... الله يبارك فيكم. (220/1) «الكلام على آية الدخان مع نصيحة الشيخ لهذا الرجل بالتوبة إلى الله تعالىالسائل: بس الآية هذه سيدي اختموا لنا جلسة بتفسير بآية الدخان؟ الشيخ: أخي آية الدخان وقعت في زمن الرسول عليه السلام و أصاب الدخان المشركين و تظاهروا بالإيمان فعادوا إلى الكفر و الطغيان كما كانوا من قبل و لذلك فالآية صريحة جدا أنه يراد بها أناس بعث إليهم الرسول مباشرة فكفروا به لأنه في بعض الآيات ... ((ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى و قد جاءهم رسول مبين)) جاءهم رسول مبين ... . السائل: ... . الشيخ: مش كما هو يتوهم جاءهم رسول مبين و هو نبيا محمد صلى الله عليه و سلم الذي هو خاتم الأنبياء و الرسل فربنا عز و جل ابتلى المشركين بأن أرسل إليهم الدخان و أصابهم الجوع و مثل الضباب لا يرون أمامهم حتى أكلوا الجلد البالي المرمي في الطريق , وهذا كناية عن شدة البلاء الذي أصيبوا به لأن الجلد ... بلعه ومضغه إلى آخره أما القديم وصار مثل الحجر تقريبا هذا بلاهم الله عز و جل ولذلك ... . السائل: ... . الشيخ: لا ... لا تقول لا ... . السائل: لا تفتري على الله! الشيخ: ... مع صاحبك أنا ماسك حالي و ماسك أعصابي ... تفتري على الله كل ساعة ... . السائل: ليش تقول أنت ... آية الدخان ... . الشيخ: ... . السائل: ... حتى الدخان ... . الشيخ: أنا سألتك من ساعة سؤالا ما أجبتني! قرأت صحيح البخاري؟ السائل: ما هو موجود ... الدخان. الشيخ: موجود ... كتاب البخاري مفقود أو موجود؟ السائل: موجود ... . الشيخ: شو رأيك ... . السائل: ... الدخان ... ما أرجع عليه ... . الشيخ: خلاص ... انكشف الموضوع ... ! السائل: ... . الشيخ: أنا أنصحك نصيحة ... ارجع عن هذه الدعوى خير لك في العاجلة فضلا عن الآجلة ... هذه دعوى ادّعاها قبلك أناس فلقوا وبال أمرهم ... مهدي السودان إذا كنت بتجهل المهدي ميرزا غلام أحمد القادياني فما أظنك تجهل مهدي السودان الذي ادّعى المهدوية من قبلك لذلك تب إلى الله عز و جل و دعك من هذه الأوهام التي تجادل فيها الناس وتضيع أوقاتهم من غير علم أنت ما تعرف يمكن صلاة الرسول عليه السلام أنا أقول يمكن ما تعرفها وإذا تقول لا أعرفها فنحن نحطك تحت التجربة عند استعداد! أنت اللي تقول أنا متبع الكلام سهل لكن التطبيق والعمل هو الصعب أنت تقول أنا متبع ماني مبتدع قم نشوفك صلاة الرسول التي تصليها باليوم خمس مرات نشوفك أنت صادق في قولك إذا كنت صادق آه ... لأنك صادق مما يوحى إليك مما تزعمه أما إذا كنت أبسط شيء ما أنت صادق فيه كيف ترجو من الناس يصدقوك في دعوى أكثر إذا الإنسان لا يستطيع أن يحمل هذه الكأس يستطيع أن يحمل ... . السائل: لا. الشيخ: ما يستطيع إذا كنت أنت ما لك متبع في أبسط المسائل التي يشترك في معرفتها كثير من المسلمين ... كيف بدنا نحن نقول إنك متبع في هذه الدعوة الطويلة العريضة هل تحسن صلاة الرسول عليه السلام؟ السائل: صلى الله عليه ... . الشيخ: ما أظنك , وأرجو أن تخطئني بل تكذبني شو رأيك تقوم تفرجينا الرسول كيف كان يصلي؟ أنت اللي تقول أنا متبع وماني مبتدع! اتق الله عز وجل ... . سائل آخر: أسأله سؤالا يا شيخ ... . السائل: هل هو رسول ... . الشيخ: ... لا هو يا حبيبي لا هو رسول الله ولا هو نبي إنما هو رجل من أكبر علماء المسلمين بل هو أكبر علماء المسلمين في زمانه , وهذا الرجل يتق الله أنا أنصحه بيني وبينه هذه الجلسة مسؤولين أمام الله عنها ... . السائل: ... . الشيخ: أنت موهوم فاتق الله في دعواك أنت لست بعالم أنت لا تحسن تلاوة القرآن الذي أوحي إليك ... ! سائل آخر: أحكام التجويد ... . الشيخ: ... نقول له الصلاة فرض خمس صلوات في كل يوم وليلة ... . السائل: أقول لك أنت ... نصيحة ... . الشيخ: بس ... . سائل آخر: هذا مرض اسمه مرض انفصام الشخصية يعني أنت مرة تدعي أنت رسول ونبي ومرة بالتأكيد وأخوك يشهد لي ... لأنه أنت الكلام أجينا كل واحد جاي من أقصى الدنيا حتى نسمع كلامك ... أنت كلامك يعني أنا طالب في كلية الطب دخلت على مستشفى الأمراض النفسية وإذا بواحد من ألمانيا أسأله وهو مريض يا أخي أقول شو مالك أنت يقول لي أنا كنت مع محمد صلى الله عليه و سلم! أنت لا تصلي عليه لما يذكر ... . السائل: ... . سائل آخر: لا ما سمعناك كلامك ... وصاحبته كنت أنا وإياه شوف هذا المجنون ... صاحبته ... وكنت أنا وإياه عاملين، يعني عاملين خانة ونسبح على البحر ... ! الشيخ: ما شاء الله. سائل آخر: بس سألت شو وضعه هذا قالوا هو كان مع واحد من جماعتنا مسلم دخل ... قال له أنا مسلم ومحمد صلى الله عليه وسلم وهذا صار يرى ... . سائل آخر: ... لو سمحت يا دكتور ... . (220/2) «بيان العلاج لهذا الرجل المدعي للنبوة وادعائه أنه كان قبل أن يوحى إليه كان كافراً و يستدل على ذلك بقوله تعالى " ووجدك ضالاً فهدى".» السائل: ... أبسط الجمل ... إيش هي ... . سائل آخر: نفسه يرى حاله أنه شيء كبير جدا يدعي أنه مرة يدعي إنه إمبراطور العالم أو ملك العالم و مرة ينكمش على نفسه و متخبي على الناس ... هذا الذي يأتي بهذا الزعم كما تزعم أنت ... . السائل: ... . سائل آخر: تارة هكذا وتارة هكذا وأنا حكمت عليك من كلامك ... من باب العلم والمعرفة أنه إذا ما جاء الحالة الثانية ستأتيك فيما بعد ولذلك إذا أردت أنت من باب الدين النصيحة شايف لأنك أنت من عامة المسلمين يعني لست من ... من عامتهم شايف من باب الدين النصيحة أنت ... . الشيخ: العلاج أنا شوف أتوسط في الموضوع علاج من نوعين علاج علمي شرعي ديني و واحد طبي مادي ... فإن كان لا يقبل العلاج الثاني فعلى الأقل لازم يقبل العلاج الأول وهو العلمي ربنا قال ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) أنت عفوا أنت ... ماشي على ... كم سنة وأنت تدعي هذه الدعوى هذه؟ السائل: من أربعة وسبعين ... السعودية ... . الشيخ: أربعة وسبعين طيب وقبل شو كنت؟ السائل: ... . الشيخ: شايف وتبين لك أنك ما كنت مسلما ... تبين لك أنك ما كنت مسلم؟ السائل: كافر ... . الشيخ: كنت كافرا! هل علمت نبيا أو رسولا كان كافرا؟ السائل: إيه ... ((و وجدك ضالا فهدى)) ... كان ضال ... . الشيخ: عفوا ... شوف هلا ... . السائل: الضلال عكس الهدى ... . الشيخ: انتبه يا أستاذ أنا ما سألتك كان ضالا أو غير ضال السائل: ... أجبتك ... . الشيخ: ما سألتك , سألتك أنت تبيّن لك لما أوحي إليك هذا الوحي المزعوم أنك كنت كافرا؟ قلت نعم قلت هل علمت أن رسولا كان كافرا! قلت نعم! وجِبت الآية ((ووجدك ضالا فهدى)) الضلال شيء والكفر شيء! الضلال شيء والكفر شيء يجوز إنسان يصلي ولا يحسن الصلاة يضل الطريق فهو يصلي ولا يحسن الصلاة ولا يحسن الصلاة هذا مش كافرا هذا ضال ... لذلك أقول ... اسمع ... أعط بالك لأنه ... فهذا الكلام منطقي وعلمي في آن واحد رجل يصلي لكنه يسيء الصلاة طيب هذا ليس كافرا لكنه ضال فهو بحاجة إلى هداية وإرشاد فأنت الآن مما يدلنا أنك لست بعالم ... ولا بما أوحي إليك ... ليه لأنك ما تستعمل الأدب مع نبيك الذي تدعي أنت أنك تتبعه! ... . السائل: ... . الشيخ: اسمع ... يأتيك الدليل ... بس مو بلسانك بس بلسان حالك وبلسان قالك أنا سألتك هل علمت رسولا كان قبل الرسالة كافرا قلت نعم قال تعالى ((ووجدك ضالا فهدى)) أفهمتنا أن الرسول كان قبل أن ينزل عليه الوحي كان كافرا , بينما تقدر تقول كان ضالا بنص القرآن الكريم ثم تفسر يا ترى هذا الضلال شرك أو ضلال كيف يهدي هؤلاء الضلال المشركين التائهين في بيداء الشرك لا فيه فرق! فالآن سوء علمك أوداك إلى سوء أدبك مع نبيك حيث حملت آية ((ووجدك ضالا فهدى)) أي كافرا ومعنى هذا أنك تؤمن أن الرسول قبل البعثة كان كافرا وعلماء المسلمين نصف كلام ما عليه جواب وعلماء المسلمين جميعا متفقون يستحيل ... حكاها آنفا أوسع بكثير مما ادّعى يستحيل على نبي أن يعيش كافرا مشرك بالله ثم ينزل عليه الوحي ((الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس)) يصطفي من الكفرة الفجرة؟! أعوذ بالله ((الله أعلم حيث يجعل رسالته)) كيف تتصور أن الرسول كان كافرا؟! السائل: ... الله سبحانه وتعالى ... . الشيخ: هذا معناه أنك تفسر القرآن بالهوى وتفسر القرآن بالهوى ... . السائل: أي إنسان على وجه الأرض إما أن يكون كافرا وإما يكون مؤمنا. الشيخ: باطل من الكلام ... . السائل: سمعتك ... . الشيخ: باطل ... . السائل: والله سبحانه وتعالى يقول ((وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ... )) وقبل أن يأذن الله تكون هذه النفس كافرة ... . الشيخ: الله يهديك ... نحن نقول بدون إذن الله! السائل: مش معناه أنه كافر ويحب الكفر ويتبع الكفر لكنه هو كافر و ... الإيمان ... . الشيخ: أعوذ بالله النبي كان كافرا قبل البعثة ... ! سائل آخر: ((وما كنت تدري ما الإيمان ولا الكتاب ... )) ويقول ((وإن كنت من قبله لمن الغافلين)) ... هذا دليل لأنه قبل الإيمان قبل الرسالة قبل الهدى ... أي إنسان ... . الشيخ: ... قال من الكافرين أو من الغافلين ... . سائل آخر: عدم الإيمان ليس بعد الحق إلا الضلال. الشيخ: على مهلك ... . سائل آخر: عدم الإيمان إيش هو ... . الشيخ: كفانا الصياح الذي سمعناه ... . سائل آخر: احنا نحترج أن نقول كلمة الكفر على سيد البشر ... . الشيخ: ... أخوك ... . سائل آخر: ... تأكدها ... . الشيخ: أنت ... ما تحرج من أين يقولها؟ سائل آخر: صح ما تحرج ... . الشيخ: لماذا أنت تتحرج! سائل آخر: أنا أقول ... . الشيخ: يلاّ يا جماعة ... . سائل آخر: انصح الأخ أحسن لأنه سيفتتن ... يمكن يميل لبعض القول ... ممكن توجهه ... . الشيخ: ... يا أخي أنت تعرف حالك ربك وين حطك ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))! السائل: ... مو أنا ... . الشيخ: طول بالك ... هذا (220/3) «ادعاء الرجل أن المسلمين الآن كفار لأنهم لم يؤمنوا به مع مواصلة الشيخ النصيحة لهذا الرجلالشيخ: ... هذا القلب هذا بدك تصفيه من الحقد والغل على إخوانك المسلمين وتكفيرهم وبجلسة واحد .. السائل: ... إخواني المسلمين أكفرهم. الشيخ: أنا قلت الإخوان المسلمون ... . السائل: أنا أقولك إخواني المسلمين أكفرهم ... . الشيخ: أي نعم كيف لا؟ السائل: ... . الشيخ: الذي لا يؤمن بك شو حكمه؟ السائل: الله سبحانه وتعالى ... . الشيخ: أنا أسألك ... حكم الله ما نزل علينا نزل عليك بزعمك! الذي لا يؤمن فيك شو حكمه ... . السائل: يموت على الكفر والضلال ... . الشيخ: طيب إذا ما تكفر المسلمين ... . السائل: لا. الشيخ: أو هؤلاء الجماعة ... . السائل: ما هم مسلمين ... . الشيخ: ما هم مسلمون أنت المسلم وأخوك المسلم أنا أنصحك لله ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) أخوك سمعت بأذنك ... ورأيت بسمعك ... آية لا يحسن تلاوتها فإذا كان ربنا عز وجل ... الهداية الجلسة هذه تكشف لك الحقيقة أن الرجل ما أقول كافر وما أقول ضال كما يستعمل هو ... أنا أقول رجل خُيّل إليه وشبه له فعليه أن يستعمل عقله الذي ربنا كلف عباده بهذا العقل ((أفلا تعقلون)) دائما يكلم العقلاء فأنت استعمل عقلك شوف موقف أخوك تجاه المسائل العلمية التي طرحت شيء منها جوهري عقيدة له علاقة بصميم الاعتقاد شيء منها فرعي بعض الأسئلة جاءت آخرها تعرف تصلي صلاة الرسول عليه السلام وأنا أعرف أنك تعرف أنه لا يعرف يصلي صلاة الرسول عليه السلام ... أنا أعرف أتحداكم ... . سائل آخر: ... تعلم الغيب ... . الشيخ: لا أعلم الغيب مما أسمع هذا مو غيب أنتم الذي تعرفون الغيب ما شاء الله! أما أنا أحكم بما أسمع ما أحكم رجما بالغيب وأرجو أن تخطئني وتعرضون صلاتكم التي كان يصليها الرسول عليه السلام عندكم استعداد! خليك صريح لا تخاف من أخوك ... . سائل آخر: لا ما أخاف سؤالك ... . السائل: ... ما عاد تخوفك أنت بالطبع لأنك معتاد معه يجوز أن الواحد منا يخاف منه لأنه أول مرة يفاجئ لكن أنت مبين عليك أنك كل جلسة تحضرها تشوف التمثيلية هذه فأنت معتاد على ... هذه الرعدة التي سمعتها فلا تخاف منها وقل الحق ولو على نفسك قل الحق ولو كان مرا أنت عرفت أن الرجل ما فيه عنده علم ما يحسن يقرأ القرآن الذي يزعم أنه أوحي إليه من جديد يا أخي لو فرضنا أن القرآن هو الإنجيل أنت معي أو لا؟ سائل آخر: أنا سامعك ... . الشيخ: كويس. السائل: ... . الشيخ: يعني مش إيمان بما أقول! يعني سمعا. السائل: ... سامعك ... . الشيخ: ((إنني معكما أسمع وأرى)) فأنت معي يعني سامعك ... يعني ماني معك ... . السائل: يعني معك في السمع مش معك في كلامك ... . الشيخ: ... الشهود شايف شلون ... ما عندك شهود ... . السائل: لا ... أنت حكيت ... . الشيخ: يا أخي لما أقول لك أنت معي يعني منتبه لكلامي! السائل: ... أقول لك أنا سامعك ... . الشيخ: منتبه لكلامي ... . السائل: أنا اقول سامعك ... . الشيخ: سامعك ليش ما تقول أنا معك ... . السائل: أنا سامع كلامك ... . الشيخ: المهم ... . السائل: تفضل ... . الشيخ: أنت الآن شاهدت أشياء وشاهدت ... فربك يسألك يوم القيامة بدو يقول لك الرجل يعني ألقى عليكم عدة أسئلة وما أجاب عنها هو ما أجاب عنها بالطبع أنت ما تقدر تجاوب عنها ... آخر شيء هكذا سيدي الأدب الإسلامي هكذا. السائل: ... . الشيخ: الآن عندكم استعداد أنكم تخطئونا في هذا الشيء الذي ظننت أنت تعرف ... أقول لك لا لكن من فمك بدأنا عندكم استعداد تثبتون لنا أنا لا أزال أقول أنت معي أولا ... لأن الأعمال بالأعمال بالخواتيم آخر كلام تثبون خطأنا إنه أنتم ما تعرفون تصلون صلاة الرسول عليه السلام تفضلوا صلوا ونحن شاهدون فإما أن تثبتوا خطأنا وإما أن نثبت ضلالكم وأن الرجل موهوم وأنت ضال ماشي وراءه من غير هدى! ... تضل صلوا شو رأيك! فيه شيء هذا الكلام. السائل: خلصت ... . الشيخ: خلصت فيه شيء هذا الكلام ... . السائل: ... ما بدو يجاوب ... . الشيخ: بس بدك تجاوب فيه شيء هذا اعمل محاضرة عن تفضل ... . السائل: مع إنسان معين الشيء الذي يلتزمه ويراه مناسبا أنا ملتزم فيه إن أحب أن يريكم أنا معه وإن كان رأى من المناسب أنه ما يريكم فأنا ... . الشيخ: طيب أنت فهمت سؤالي ... . السائل: آه ... . الشيخ: والله العظيم أنك أنك أحد رجلين يا ما فهمت السؤال أو فهمته رفضت الجواب ... أنا أقول فيه شيء هذا السؤال أرونا صلاتكم يا تبينون لنا أنكم أنتم على من الرسول وتصلون صلاة يا لا أقول لك في شيء هذا السؤال أنت تلف وتدور مثل أخوك تماما فيه شيء هذا السؤال؟ السائل: ما فيه شيء. الشيخ: أرونا صلاتكم ... . السائل: قلت أنا قلت لك ... . الشيخ: شو قلت ... . السائل: قلت لك أنا ملتزم بإنسان معين ... . الشيخ: ما شاء الله هذيك الساعة قال أنه أخوي معه إذن يتكلم الآن هلا ... منه! السائل: ... . الشيخ: أرنا صلاتك ... . السائل: ... . الشيخ: صل ... أن الصلاة التي تصليها آخذها من أخوك الذي يوحى إليه! تفضل يلاّ ... ((ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا)) صدق الله العظيم ... بس هذا مو رسول هذا مش رسول اتق الله. السائل: رسول وعندي ما يثبت هذا الكلام ... . سائل آخر: هذاك شيخنا أوحي إليه شو إيمانه فيه ... كيف آمنت فيه ... . سائل آخر: ... لا أصلي إلا إذا هو ... . السائل: أنا خايف ... إيش اللي خايف ... . سائل آخر: صل ... . السائل: ما بدي يا أخي مو مفروض عليّ ... . (220/4) «ما هي علامات المهدي المنتظر؟ مع مواصلة المناظرة مع هذا الرجل وأن النبي لا بد أن يكون معروفا بصفات متميزا عن غيرهالسائل: حط السؤال شيخنا ... . الشيخ: ما حطيته ... . السائل: بالنسبة شيخنا لعلامات المهدي الحق حتى يتبين الحق إن شاء الله تعالى في المهدي المنتظر بيّن لنا الصفات الواضحة في الأحاديث حتى نعرفها إن شاء الله؟ الشيخ: من العلامات التي ... في عديد من الأحاديث الصحيحة قوله عليه السلام (لا تنقضي الدنيا حتى يبعث الله رجلا يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما) فهذا الحديث يعطينا علامتين إحداهما متقدمة على مهدويته ... اليوم ... ولدته أمه سمي بمحمد وكذلك سمي أبوه بعبد الله حيث لا أحد يعلم أن هذا الأب هو أبو المهدي وأن هذا الغلام الذي سمي بمحمد سيكون ... هو المهدي المبشر به من النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فهذا الدليل يكون أول ما يصدم به من يدعي المهدوية كاذبا كصاحبنا بالأمس القريب ... اسمه والرسول يقول (لا تنقضي الدنيا ... ) ... . السائل: ظهور ... وانتشاره ... كل البلاد العربية ... ما دخل في الإسلام ... . الشيخ: هذا الكلام ما له صلة بالموضوع إطلاقا ... . السائل: حتى هذا ... وهذا حسن ... . الشيخ: أنت الآن أخطأت مرتين مرة تقول رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وخاتم الرسل ما عنده ... مادي إلا فيما بعد وهاي أنا قدمت لك الدليل المادي بالنص القرآني الكريم ... هذا دليل مادي ... . السائل: ... الدليل المادي ... . الشيخ: ... . السائل: جلس ... . الشيخ: مادي أو معنوي؟ السائل: شايفين الوحي ... ما أنكر إلا ... . الشيخ: ... أعوذ بالله أنا ما قلت هذا الكلام. السائل: الخلاف على الرسالة ... على دليلها المادي ... . الشيخ: ... أنت بس تتكلم ... أنا قلت لك ما قلت هذا الكلام ولذلك أنا قلت لك ... فمعناها أنت بدك خليك على فهمك وتبني على فهمك الخطأ علالي وقصورا وتمشي أنا أقول لك هذا دليل مادي على صدق الرسول عليه السلام اسمع ... أنت ما ... ما شاء الله ... أنا قلت إن الرسول عليه السلام الله عز وجل رباه وأحسن تربيته في المجتمع الجاهلي فعرفوه منذ نعومة أظفاره بالصدق والأمانة و و و إلى آخره فحينما قال الله أوحى إليه من السماء هذا دليل قاطع أن الرجل لا يكذب مش أقول ... كيف ينزل الوحي ... ((اصبر وما صبرك إلا بالله)) الله بلاك هذه البلوة ... مش على كيفك ... أنت تطول ... قلت لك طول ما شئت ما دام لا يعجبك هذا البحث ... طول ما شئت ... . السائل: ... . الشيخ: ... هذا دليل مادي أي إنسان لو عالم بسيط مش مهدي آخر الزمان فضلا عن أن يكون نبيا فضلا عن أن يكون رسولا مرسل إليه منم السماء لازم تكون حياته بين الناس معروفة بالصدق والاستقامة ويضرب به المثل حتى إذا قال لهم كما جاء في قصة الإسراء والمعراج لما أسري به عليه السلام جاؤوا إلى أبي بكر قالوا له صاحبك عما يقول كذا وكذا قال أنا صدقته بخبر السماء ما أصدقه إذا قال هو أسري به وهكذا هذا العقل والمنطق لأنه عاش مع الرسول عليه السلام الحياة كلها فوجده أصدق الناس ولا أقول من أصدق الناس - اشرب بيدك اليمني بارك الله فيك - فكان ذلك أكبر دليل على أن حينما قال أوحي إليّ حبريل جاءني و قال اقرأ ... . السائل: ... . الشيخ: ... الله بلاك ... لازم تصبر ((وما صبرك إلا بالله)) كويس أنا أحكي لصالحك ... . السائل: جزاك الله خيرا. الشيخ: لما عاش الرسول بينهم عرفوه بالصدق والأمانة فإذا قال لهم أنا نزل عليّ شخص ما تعرفوه ولا تشوفوه وكلمني بكلام رب العالمين بدّهم يصدقوه هذا دليل مادي في هذه التجربة لذلك أنا أتيت بالآية أنت الآن سألت سؤالين السؤال الأول ليش تنكر أن يكون للرسول دليلا ما ديا يحمل الناس الصادقين المخلصين على التصديق به إذا قال نزل عليه الوحي من السماء ليش تنكر هذا وهذا منصوص في القرآن الكريم هذا السؤال الأول , والسؤال الثاني أنت شو بدهم يصدقوك الناس، الناس ما شافو منكو لا عاشورك ولا عشت معهم لا شافوا منك صدقا ولا كذبا لا شافوا منك أمانة ولا شافوا منك خيانة رأسا ما بين عشية وضحاها ويمكن شفت لك مناما بالليل نزل عليك ما أدري من نزل وأوحى إليك أنك أنت ... وطلعت على الناس بهذه الدعوة باعترافك بدون دليل أنت تقول ما عندك دليل وأهل العلم يقولون كلمة بسيطة جدا: " والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات أبناء أدعياء " كل واحد يدعي دعوى نصدقه عليها! وأنت تعرف وعلى مرّ التاريخ أربعة عشر قرنا كم شخص ادّعى المهدوية تعرف طبعا قرأت التاريخ فهؤلاء كلهم كانوا صادقين أو كانوا كاذبين فحذار يا أخي تكون متورطا شايف مناما أحمر أخضر أسود ما أدري إيش هو فتوهمت توهما أنك أنت ... آخر الزمان ولذلك بارك الله فيك البحث العلمي له طرقه وله أساليبه الأحاديث الصحيحة التي أنت تشير إليها إن كان عندك حديث صحيح وإن كنت تعلم كيف يضح الحديث وكيف لا يصح هي حجة عليه ولذلك أقول شهادة أمام الناس، أنت تهربت من الجواب عن بيان بعض الأحاديث الصحيحة وبعض الأحاديث الضعيفة لأن الأحاديث الصحيحة لا تنطبق عليك ولذلك ما أتيتنا ولو بحديث واحد بل وأشرت إلى تضعيف بعض الأحاديث الصحيحة المعروفة عند العلماء والآن أنا أريد أن أسالك بهذه المناسبة تسمح أستأذن! أسألك يا حبيبي السائل: تجاوبني ... الجواب عن أيش؟ الشيخ: تمسح أسألك سؤالا قل لي لا قل لي نعم! الله يهديك ... . السائل: ... حكيت ستمائة سؤال ... ستين جوابا ... وتترك انطباع في ذهن السامعين وتسأل سؤالا آخر ... . الشيخ: اترك الانطباع في ذهنك أنت، أنت المقصود بالذات موش السامعين. السائل: تفضل اسأل سؤالك نشوف شو سؤالك ... . الشيخ: ... أعوذ بالله ... الرسول هين لين سمح يعني يأتي المرأة العجوز وتأخذ بيده وتأخذ بجانب من الطريق ... الرجال يتفاهمون معك ما ... تسمح لي أسألك سؤالك؟ السائل: ... على كل الرحب والسعة ... . الشيخ: جزاك الله خيرا ... . (220/5) «إفحام الشيخ للرجل باختباره في علم الحديث وبيان أنه يدعي التصحيح و التضعيف من الله تعالى مع بيان معنى عصمة الأنبياءالشيخ: ... أنت تعرف علم الحديث؟ السائل: أنا ما بدي أجاوبك ليش؟ الشيخ: سمحت لك السؤال ... ما تجاوبني يلاّ يا جماعة السلام عليكم ... . السائل: وعليكم السلام. الشيخ: أسال سؤال ما تجاوب! شو معناها يا أستاذ! شو معناها يا أستاذ! أنا قاعد معك الصبح ... جماعة ... أنا معك من الصبح ... لكن ... ما خلصت كلامي ولا تقطع الكلام ما شاء الله ... أنا أقعد معك للصبح من أجل أن ... أتلطف معك ... طول بالك أتلطف معك وأستسمح منك تسمح لي أسالك سؤال ... تلف و تدور , وتلف و تدور , وبعدين تقول تفضل نتفضل يا سيدي و ... نسأل ما تجاوب على السؤال ... . السائل: ... أنا ما قلت ما أجوابك عن هذا السؤال ... . الشيخ: قلت لي ... أنا شو سألتك ... . السائل: قلت لك يا أخي الكريم ... . الشيخ: المحاضرة بالسؤال ... السائل: نصف ساعة ونحن نسمع فيك ... .مائة سؤال ومائة جواب ... . الشيخ: السؤال هو مسجل في المسجلة هل أنت عالم بعلم الحديث؟ السائل: لا. الشيخ: طيب إذا كيف تستطيع أن تميز الصحيح من الضعيف؟ السائل: أستطيع. الشيخ: كيف أقول أنا؟ السائل: بعلم من الله سبحانه وتعالى. الشيخ: يلاّ يا جماعة ... أنت موهوم أنت تعيش في الأوهام وفي الخيالات أنت يوحى إليك نعم يوحى إليك! لكن ... تعرف حالك ... . سائل آخر: بدي أسألك أنا سؤالا؟ الشيخ: تفضل. سائل آخر: نحن طول عمرنا نسمع أن النبي محمد صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء والمرسلين. الشيخ: وهو كذلك. سائل آخر: طبعا فيه آية دليل على هذا ... .الأخ يقول مش خاتم النبين والرسل ... . الشيخ: لأنه نازل عليه الوحي! السائل: الآية الوحيدة التي وردت في القرآن الكريم في سورة الأحزاب حول هذا الموضوع بالذات تقول ((وما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) ... . الشيخ: أخطأت الآية! السائل: المعنى ولو أخطأت بالآية مش هذا بحثنا ... . الشيخ: رسولَ وخاتم النبين. السائل: بحثانا أنه خاتم النبيين. الشيخ: لا تخطئ ولا تلحن بالآية! السائل: ... . الشيخ: اقرأ الآية ... . سائل آخر: أعدها ... . السائل: ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ... )) الشيخ: بدون صياح. السائل: ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)). الشيخ: خلاص هذا دليل أن الوحي ينزل غير ... . السائل: ... الخطأ ... . الشيخ: يا حبيبي أعد الآية ... . السائل: إذا كنت أخطأت في اللفظ أو في التشكيل فهذا دليل على أني أخطأت ... وأنا ... . سائل آخر: سؤال ثالث ... . السائل: وأنا لست مبتدعا فأنا متبع. الشيخ: إن شاء الله. السائل: بإذن الرحمن ... وما توفيقي إلا بالله ... . الشيخ: ممكن أسألك سؤالا ... . السائل: ممكن تسألني سؤالا. الشيخ: جزاك الله خيرا، الرسل والأنبياء معصومون أو غير معصومين؟ السائل: عن ماذا؟ الشيخ: عن أي شيء أنت تفهمه عن أي شيء أنت ... شو ... ما أقيدك ... خلي ... الذي تريده! السائل: معصومون و غير معصومين! الشيخ: كويس ... . سائل آخر: غير معصومين. الشيخ: الآن أخوك ... الشرع شو معنى معصومين؟ السائل: معصومون أنهم لا يبلغوا أي شيء خطأ عن ربه ما يوحى إليه من ربهم يبلغوه غير معصومين. سائل آخر: غير معصومين. الشيخ: معليش هو أخطأ في القرآن هلا راح تأخذه بالعبارات من عنده! هذا دليل واضح أنه رجل موهوم نعم. معصومون في ماذا؟ السائل: وغير معصومين ... . الشيخ: معصومون في ماذا؟ السائل: فيما يبلغونه ... . الشيخ: في التبليغ. السائل: في التبليغ وغير معصومين في أمور الحياة أو فيما يجتهدوا فيه من القضايا التي ترد عليهم ... . الشيخ: خلاص ... . السائل: دليل على أنه ... . الشيخ: أنا ما أقول دليل أقول خلاص بيانك؟ السائل: نعم معصومين وغير معصومين. الشيخ: معصومين في التبليغ صح؟ السائل: نعم. الشيخ: أنا أعيد عليك ... . السائل: نعم. الشيخ: كويس ... . السائل: ((ولو تقول علينا بعض الأقاويل ... )). الشيخ: أستسمحت منك ... خلاص ... . السائل: تفضل. الشيخ: طيب نحن في علمنا أن الأنبياء والرسل معصومون في التبليغ غير معصومين في غير ذلك صح هذا الفهم منك؟ السائل: نعم مش في أي شيء غير ذلك ... . الشيخ: معنى أن بيانك مش بيان ... معليش نحن ... . السائل: اجتهاداتهم إلي يجتهدوها ... ولعمل رسالاتهم غير معصومين ممكن يخطئوا وممن لا ... . الشيخ: غير الرسالات ... . السائل: تبليغ نفس النص التبليغ معصومين إنما خارج هذا الشيء مش معصومين. الشيخ: طيب كويس شو الفرق هلا , أنا أعود فأقول شو الفرق ... نحن فهمنا منك أن الأنبياء معصومون فيما يتعلق بالتبليغ وغير معصومين في غير ذلك صح؟ السائل: نعم. الشيخ: كويس , أنا أقول الآن يعني تتصور نبي هو يزني مثلا ويسرق تتصور هذا؟ هذا ما له علاقة بالتبليغ! صح؟ السائل: ما له علاقة بالتبليغ نعم. الشيخ: إذا ممكن للأنبياء يكونوا سراق زناة يأكلون أموال الناس بالباطال إلى آخره على حسب ... . السائل: هذا مفهوم العصمة عندك؟ الشيخ: أنا أسألك ... هذا معنى كلامك أنت! السائل: العصمة يعني المقصود فيها الخطأ و الصواب مش الزنا والسرقة وأكل الحرام ... . الشيخ: ... هذه عبارة ... طيب بدي أسألك سؤالا حول يعني هذا الذي ذكرناك إياه السائل: ... هل تعلم ... . الشيخ: ما خلص كلامي ... ما يخالف شوف معنى معليش ... . (220/6) «مناقشة الشيخ للرجل عن الفرق بين النبي و الرسول مع ادعاء الرجل أنه قد بلغ الرسالة للخلق مع مواصلة الكلام على آية الدخانالشيخ: ممكن أسالك سؤلا حول جوابك السابق عن الأنبياء أنهم معصومون. السائل: ... . الشيخ: الرسل هم غير الأنبياء والأنبياء غير الرسل أنت على حسب فهمك؟ السائل: هذا السؤال؟ الشيخ: سؤال متواضع! السائل: ... الأشخاص الذين ربنا سبحانه وتعالى يوحي إليهم بالرسالات حتى يبلغوا رسالاتهم يكونون ثلاثة أصناف ثلاثة أشكال ثلاثة أنواع. الشيخ: ما شاء الله. السائل: إما رسول , وإما نبي , وإما نبي ورسول. الشيخ: صح طيب، أنا سألتك فيه فرق بين الرسول والنبي؟ السائل: ما هذا سؤالك ... ما قلت لي شو الفرق؟ الشيخ: ... اصبر بارك الله فيك! أنت تقول مو هذا السؤال أنا ... هذ السؤال سؤالي فيه عندك فرق بين النبي والرسول أو كل رسول نبي أو كل نبي رسول؟ مفهوم سؤالي؟ السائل: مفهوم سؤالك بس الجواب عليه ... الشيخ: ما فيه جواب! تفضل. السائل: ... الأشخاص الذين ربنا سبحانه وتعالى ... تبليغ رسالاته للناس يكونون ثلاثة أشكال ثلاثة أنواع إما رسول وإما نبي وإما رسول ونبي مع بعض وإنما الفرق بين النبي والرسول فلا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. الشيخ: ما يعلمه إلا الله، تعرف هلا الجواب هذا يدينك ويخليك تنتبه إلى خطئك في دعواك الضالة هذه! أنت رسول أو نبي؟ السائل: أنا رسول ولست نبيا. الشيخ: الرسول لا يعرف الفرق بين النبي والرسول إلا الله وأنت عرفت الفرق! السائل: أنا عرفت الفرق أنا عرفت أني رسول ... أنا ماني نبي الشيخ: فإذا عرفت أنه فيه رسول غير نبي ونبي غير رسول فإذا تعرف الفرق! السائل: هذا معناه إني عرفت الفرق، الإنسان المرسل من الله سبحانه يوحى إليه من الله سبحانه وتعالى إما رسول وإما نبي وإما رسول ونبي سيان مع بعض. وإنما لا يعلم الفرق ما هو الفرق بين النبي والرسول يعلمه الله سبحانه وتعالى. الشيخ: أنت عرفت ... معليش أمشيلك إياك بالجملة ... نقف عند النبي أنت الآن نبي! السائل: لا. الشيخ: رسول. السائل: نعم. الشيخ: عفوا أنا غلطان. السائل: طبعا أنت غلطان. الشيخ: أكيد ... أنت رسول يعني؟ السائل: أنا رسول ولست نبيا. الشيخ: كويس هل أفهم أنك معصوم؟ السائل: لا. الشيخ: الرسول! ... قلت لنا إن الرسول معصوم في التبليغ! السائل: في التبليغ قلت في التبليغ معصوم ... . الشيخ: أنا أسأل الآن أنت معصوم في التبليغ؟ السائل: ... . الشيخ: ما بالك الآية السابقة ما كنت معصوما فيها! السائل: أنا رسول الله المهدي رسول آخر الزمان متبع ولست مبتدعا بحيث ... . الشيخ: ليش ... نسمع الجواب ... . السائل: معليش تقاطعني ... . الشيخ: ... في السؤال كيف أنت معصوم وتلحن في قراءة القرآن!! وأنت رسول السائل: أنا متبع ولست مبتدعا بحيث إذا أخطأت في تشديد في كلمة في آية فأنا أرجع خاضعا مستسلما لنص الآية ولتشكيل الآية ولكن أنتم حتى رغم وضوح معناه فأنتم تجادلون وتنحرفون عن معناها. الشيخ: ... . السائل: يعني أنا أخطأت أنا مستعد أخضع لهذا التشديد ... أوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ... أنا ما جئت بقرآن جديد ... تبليغ النص ربنا سبحانه حفظه ونزّله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يسمح لأي واحد من البشر كلها أنه ... فهذا الآن ... شيء جديد أنا أبلغ شيئا موجودا بحيث إني إذا أنا أخطأت أرجع ... . الشيخ: بس ما بلغته كما أنزل! فأنت ما أديت الرسالة وما بلغت الأمانة! السائل: أديت وبلغت ... كافر ... . الشيخ: ... أنا كافر! شو فيه مجال بعد أن ... . السائل: ... . سائل آخر: هل أنت فهمت الآية التي حكيتها سألت سؤالا ... . السائل: ... ملحونة ... فيا واو زايد واو ناقص واو ... . الشيخ: عفوا ... أسألك سؤالا أريد ... أستفيد ... . السائل: ... . الشيخ: ... . سائل آخر: ... أي شيء كان غلطا ... آخذ معلومات ... أستفيد ... . الشيخ: سبحانك إني كنت من الظالمين ... . السائل: ... . الشيخ: لسى ما جاءت معجزة هذا ما لك حق للسؤال! السائل: ... . الشيخ: لسى ما نزلت ... . السائل: من رب السموات والأرض أثبت ... آية الدخان ... خسف في جزيرة العرب ... . الشيخ: أيوه فهمت ... . السائل: ... . الشيخ: اللهم اهدنا فيمن هديت. سائل آخر: ظهور المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام هذه الأمور المادية التي ما فيه أي إنسان يستطيع أن يقول هذا لا وهذه ... تثبت من ... على حق ومن على باطل ... . سائل آخر: أعرفها وأنا عمري سنتين ... أطلع المسيح الدجال ويجي المسيح وكذا وكل هذه الأشياء ... . سائل آخر: ... بدو يجي ... المهدي وجماعته ... المهدي الحقيقي في ذلك زمان بدو ينزل عليّ ... هو المسيح الدجال وهو الأعور الدجال ... . السائل: لا , ربنا سبحانه وتعالى يقول ((فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين)). الشيخ: ممكن أسألك سؤالا ... أنى لهم ... ؟ السائل: (( ... ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون)) الشيخ: من هم؟ السائل: الذين آمنوا خوفا من الآية وليس ... الذي يكون على زمن الآية فهمك أنت ... . الشيخ: لا ... أنا أقول لك ... حكي عما ... . السائل: ما كان سيأتي ... . الشيخ: يا حبيبي تأمل في الآية ... . السائل: أعد التأمل فيها ... . الشيخ: ... . السائل: أنا أتأمل فيها ... . الشيخ: لما أقول أنا شيئا تقوله أنت ... أطفال صغار لا أنت لا أنا ... . السائل: طيب ... . الشيخ: الآية ... فيه كذا إلى آخره ضمير هم راجع على من؟ السائل: للمجموعة التي تقول ((ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون)). الشيخ: اقرأ من فضلك الآية؟ السائل: أعطينا مصحفا لو تكرمت ... . الشيخ: ((يوم تأتي السماء بدخان مبين)) آه. السائل: السماء لم تأت بعد بدخان مبين. الشيخ: قرأت صحيح البخاري أو هذا من الأسئلة التي ما تستحق الجواب؟! السائل: لا. الشيخ: ... . السائل: من شيء إلى شيء. الشيخ: تفضل قرأت صحيح البخاري ... . السائل: ((فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين)). الشيخ: من هم؟ السائل: دعني أكمل ... ((ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون ... )). الشيخ: من هو؟ كل هذه الأسئلة خارجة ... . السائل: ((إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون)) صدق الله العظيم. الشيخ: هذه الآية ... صدق الله العظيم ... . السائل: لأنه صدق ... . الشيخ: من القرآن ... . السائل: ... . الشيخ: ... أو أنت متبع للناس ... صدق الله العظيم ... هذا ما له أصل في السنة كما كان الرسول عليه السلام يقرأ ... القرآن أو آية من آيات القرآن ما كان يتبعها بقوله صدق الله العظيم ... لو كنت صادقا في ادّعائك للمهدوية بل وادّعائك للرسالة من السماء أنك أيضا ... هدي الرسول وطريقته ... أشياء من جملتها ما يقرأ أحدهم عشر من القرآن إلا يتبعها بالآية الكريمة صدق الله العظيم , ما أنزل الله بها من سلطان هذه على الماشي بس قل هذه الضمائر ... . السائل: ماشي ... أي شيء ... خير ... . الشيخ: ما يدريك أنه خير! السائل: صدق الله العظيم شر! الشيخ: هنا ... . السائل: صدق الله العظيم شر! الشيخ: طول بالك طول بالك هذا في ... .السؤال عليه السلام جاء بشريعة كاملة أو ناقصة؟ السائل: ... جاء بشريعة كاملة ... . الشيخ: فيها ... . السائل: شوف الذي بعده ... . (220/7) «مناظرة الشيخ مع المهدي المدعي النبوة والمناقشة في أولها دائرة في صفات المهدي المنتظر الموجود في السنة الصحيحة.» (221/1) «مناقشة على آداب المناظرة مع مواصلة الكلام على أحاديث المهدي المنتظر.» (221/2) «مواصلة المناظرة مع ادعاء الرجل علم الغيب مع طلب الشيخ من المدعي البينة على صحة دعواه.» (221/3) «مواصلة المناظرة مع المدعى مع بيان كيف يوحى الوحي المزعوم إلى الرجل المدعى مع طلب الأدلة المادية الظاهرة على صدق رسالته.» (221/4) «كلام الشيخ على حكم تغير النجاسةالشيخ: إذا تحولت إلى ... . السائل: ... . الشيخ: ملح مثلا يصبح هذا الملح حلالا وإن كان أصله حراما لأنه خرج عن حقيقته السابقة التي كان مقرونا بها حكم التحريم فتحولت إلى حقيقة أخرى وهي الملح فأخذت حكم الملح في الطعام ... فالتحول تحول الشيء من حقيقة إلى أخرى يعتبر مطهرا فإذا كان مثل هذا التحول يجري في هذا المركب الي هو الصابون ويحس ... أنه صار شيء آخر فحينئذ يخرج عن كونه صابون حرام استعماله ويخرج الشوكولاطة عن كونها محرمة لأنه يستعملوا فيها تطور وأخذ حقيقة أخرى وبالعكس, العكس بالعكس إذا قام كيمياوي يظل شهر كما هو لا يتغير وإنما على طريقة اليهود لما حرم الله عليهم الشحوم أخذوا ... وذوبوها وصار شكل آخر لكن الحقيقة الكيمياوية لا تزال هي هي فيبقى الحكم محرما. السائل: حتى ولو نسبة؟ الشيخ: كيف؟ السائل: حتى ولو نسبة. الشيخ: ما قلت أنا ولو كان نسبة قليل أول ما جاوبت أنه يكون النسبة قليلة لا يبرر هذا الاستعمال, مادام هو الشيء القليل نجس لكن الشيء المهم في الموضوع أن نعرف أنه هذا تطوّر وإلا ما تطور إلى حقيقة أخرى ونادية أخرى أم لا, فإن كان الجواب بالإيجاب أي تطور فحينئذ حلّ إن كان كثيرا أو قليلا لأنه ضربنا لك مثل بالخمر, الخمر يكون في الزق يتخلل يصبح حلال, الميتة في الصحراء, ميتة دابة بعوامل الطبيعة كالشمس والرياح والأمطار ونحو ذلك يتحول إلى ملح, يصعب ... وهو الجواب ... . السائل: ... . الشيخ: وإياك. السائل: أمس. سائل آخر: ... . السائل: ... من الشركة ... عندنا مجموعة من اقتصاديا. سائل آخر: خلي ... . سائل آخر: خلي نحط شريط جديد. الشيخ: كيف حالك؟ السائل: الله يسلمك. (222/1) «سؤال طويل فحواه أن رجلا يعمل في شركة تتعامل بالربا فهل يترك العمل فيها علما بأنه يستطيع أن يصرف مبلغا معتبرا في استثمارات غير ربوية؟» السائل: في شخص مسؤول في شركة, هذه الشركة استحدثت محفظة مالية, أموال ومبلغ كبير فهذا الشخص علم باعتراض على الدخول في أوجه ربوية فجاءني يسأل. الشيخ: كويس. السائل: هل أبقى في هذه الشركة؟ أم ترى أني أترك المسؤولية في هذه المحفظة فمن خلال النقاش معه ... الحلال والحرام تبيّن أن بوجود هذا الرجل قد يستطيع توجيه هذه المحفظة ليس كليا ولكن مثلا في خمسة وأربعين مليون أو أربعين من المبلغ المحفظة الكلية إلى أوجه استثمارية حقيقية بعيدة عن باقي المبلغ الذي هو الاستثمار في أوراق مالية قد يدخل في بعضها أوجه ربوية, فهل يتوجب على هذا الشخص ولديه هذه الإمكانية في التأثير على هذه المحفظة في هذا الاتجاه مع بقاء بعض الأوجه في استثمار يختلط فيه الربا, أن يستبرأ ويترك هذه الشركة المحفظة أم يبقى وييسعى إلى تصحيح مسار هذه المحفظة؟ الشيخ: لا شك أن الجواب لا بد أن ينسحب فورا بعد أن تبيّن له أن هذه الشركة تتعامل بالربا لكن مع ذلك في نفسي التساؤل عن ما هو المقصود في سؤالك بكلمة المحفظة يعني هل هذه الشركة لا تودع مالها في البنك؟ السائل: اختلاط الربا ... . الشيخ: لا أنا ما أسألك عن هذا. السائل: لا تودع أموالها. الشيخ: هذا الجواب إذًا أين تحفظ مالها؟ هذا المال الكثير الذي يعد الملايين, أين يحفظ؟ السائل: لنقل أنها احتفظت بها في بيت المال الكويتي ... من الكويت. الشيخ: عفوا أنا ما أحب البحث في الفرضيات أنا بحب الواقع لأنك أنت تسأل سؤالا لمعالجة أمر واقع! السائل: هو الواقع. الشيخ: وأنا أريد أن أع, ما حصل؟ السائل: لا, هو الأن في طور التكوين وهو يريد أن يعرف هو يقدم أم يبعد؟ الشيخ: كويس لكن كمان سيظل الجواب السؤال قائما! السائل: أي نعم. الشيخ: والجواب ... عليه, هل مادام هذا الأمر مش واقع وسيقع هل سيكون من صفات وقوعه أنه هذا المال الذي يعد الملايين أن يودع في البنك وإلا يودع في مكان آخر, لا بد التخطيط يكون شمل هذه النقطة أول شيء, أول مرحلة والذي أتصوره أنا اليوم لا يمكن جماعة خاصة إذا كانت ثروتهم واسعة لا يمكن أن يجمعوا مالهم عند شخص يثقون فيه, لا بد أن يحولوا هذا المال إلى البنك, وإذا كان الأمر كذلك فيأتي منا الكلمة الشامية " نادوا عليها بطالة ". السائل: ... البنك هذه ... . الشيخ: يا حبيبي عم أقول أنا هلا تعيّن البنك ... بدو تقل لي أنه يحفظ هذا عنك لبعض المشتركين وإلا في البنك! السائل: ... . الشيخ: خوفتني بها الكلمة هذه. سائل آخر: سمعت لك رأي في موضوع بيع الأجل, نستعملوا كلمة نقود حسب مفهومنا للمصارف. الشيخ: كويس حسن هذا لكن أنت لما تودع هذا المال في البنك وليكن كما قلت نقول معك في البنك الإسلامي, طيب. البنك الإسلامي ماذا يفعل في هذه الأموال الطائلة الملايين المملينة, ماذا يفعل بها, هل تعرفون أنه يتصرف بها تصرفا شرعيا؟ السائل: ... بحاجة ... تفصيل. الشيخ: تفضل. السائل: أولا تجاه هذه الأموال يعتمد على الأشخاص القائمين على هذه الأموال, ودخول ها الشخص هذا إن شاء الله سيؤثر على هذا التوجه؟ الشيخ: يا أخي هذا أنا جاوبتك عليه وراح أجاوبك بعبارة أخرى الغاية لا تبرر الوسيلة, نحن بدنا نشوف ها العمل قائم على قاعدة شرعية وإلا على مخالفة الشريعة, فإن كان على مخالفة الشريعة فقولك أنه هذا يستطيع أن يغير مع الزمن, هذا لا يبرر له أن يتعاون على المنكر! السائل: يعني الأصل ترجع إلى أصل التأسيس, المكونات القانونية لهذه؟ الشيخ: لهذه الشركة. السائل: وعن طريق يحكم ليس, وبالتالي إذا في رأيك إذا كان المقومات الأساسية لهذه المحفظة احتمال دخول في أوجه؟ الشيخ: مخالفة. السائل: معناه. الشيخ: أبدا لا يبرر له ذلك أبدا. السائل: جزاك الله خير. الشيخ: وإياك. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام. السائل: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله شيخ في بعض الأسئلة بخصوص الزكاة. الشيخ: نعم. (222/2) «ما هو مقدار زكاة ريع العقار؟» السائل: ما هي مقدار زكاة ريع العقار يعني عقار الشقق أو الفلل أو كذا, ما هو مقدار ريع؟ الشيخ: نحن حينما نُسأل هذا السؤال نقول هو غير وارد بالنسبة إلينا ذلك لأننا نقول أن العقارات المعدة للإيجار وللبيع والشراء ليس عليها زكاة وبصورة عامة كل عروض التجارة ليس عليها زكاة وحينما أقول ليس عليها زكاة إنما أعني زكاة المعروفة بشروط مذكورة في كتب الفقه مثلا لا زكاة حتى يحول عليها الحول لا زكاة حتى يبلغ النصاب, على هذا الأساس المعروف عند أكثر العلماء ورد سؤالك, لكن نحن نقول هذه الزكاة ذات النصاب ومع حولان الحول لا ترد أو لم تُشرع بالنسبة للعقارات بل لعروض التجارة كلها, هذه الزكاة ذات النصاب وذات شرط حولان الحول, لم يأت في الكتاب بل ولا في السنة ما يدل على وجوب إخراج الزكاة السنوية عن أي عروض تجارة ومنها بيع العقارات وإجارها, على هذا السؤال بالنسبة إلينا غير وارد ولعله من المهم أن نتبسّط قليلا في بيان وجهة نظرنا هذه لعدم وجوب الزكاة في عروض التجارة. نحن نقول إن من المتفق عليه بين علماء المسلمين أنه الأصل في الفروج التحريم إلا ما أباحه نص والأصل في الدماء التحريم إلا ما أباحه النص والأصل كذلك في الأموال التحريم إلا ما أباحه نص ملزم بالأخذ به, وهذا مأخوذ من نصوص من أقواها وأشهرها ما خطب به النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم حجة الوداع حين قال (ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في عامكم هذا في بلدكم هذا, اللهم هل بلغت اللهم فاشهد) الأصل في الأموال كهو في الدماء وفي الفروج, المنع إلا بنص يبيح ذلك فمثلا واضح جدا أنه لا يجوز لمسلم أن يتمتع بامرأة بغير طريق النكاح أو طريق التسرّي ولو هي رضيت بذلك وأباحت عرضها لأي رجل كان لأن الأصل في الفروج التحريم إلا بنص. وعلى ذلك فقل بالنسبة للدماء وهو أوضح ثم يأتي أخيرا الأموال لا يجوز أن يؤخذ من أموال الناس شيئا ما فرضه الله تبارك وتعالى عليهم أما الصدقة بالنافلة فهذا بحر لا ساحل له إنما البحث الفرض والإيجاب الأصل في الأموال التحريم. وقد جاء هناك ما يؤكد عدم وجوب الزكاة في غير المنصوص عليه مثلا فيما يتعلق بالمواشي قال عليه الصلاة والسلام (لا صدقة في فرس الرجل ولا في عبده) بناء على هذا الحديث الصحيح جاء في مسند الإمام أحمد أن جماعة من التجار جاؤوا في زمن عمر بخيل للتجارة, جاؤوا إلى عمر فقالوا يا أمير المؤمنين خذ منها زكاتها فقال رضي الله عنه إنه لم يفعله صاحباي من قبلي, يعني الرسول عليه السلام وأبا بكر, إنه لم يفعله صاحباي من قبلي وكان في المجلس علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا فلما ألحّ, فلما رأى أن القوم التجار ألحّوا على عمر بأن يأخذ منها الزكاة قال علي خذها يا أمير المؤمنين على أنها صدقة تطوع, فأخذها منهم فطابت بذلك نفوسهم وهذا ما لا يقع اليوم وإنما يقع العكس, كثير من الناس تجب عليهم الزكاة فيحتالون لكي يتخلصوا منها بشتى أنواع الحيل لكن هؤلاء بطيب أنفسهم رأوا أنه الله أنعم عليهم بهذه الأموال ولما أبى عمر أن يأخذ منها الزكاة وأوجد عليهم ابن أبي طالب حلا أنه خذها منهم على أنها تطوع, أخذها منه طابت نفوسهم, الشاهد أن هذا يدل على أن عروض التجارة ليس عليها زكاة مفروضة معينة كذلك مما يدل على ما ذكرنا من عدم فرضية أموال زكاة العروض بعض الآثار التي جاءت عن بعض العلماء تتلخص بأنه لا زكاة على الثمار إلا ما كان تمرا أو عنبا وما كان من الحبوب قمحا أو شعيرا, احتجوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا أرسل معاذا إلى اليمن قال (لا تأخذ الصدقة منهم إلا من التمر والزبيب والقمح والشعير) فهذا يدل على أنه الأصل المنع لأنه نهاه عليه الصلاة والسلام أن يأخذ الصدقة من غير هذه الأصناف الأربعة من الثمار والحبوب, قلت أنه الأصل في الأموال المنع ولا يعطى أو لا يجب إعطاء الزكاة وشرحت الزكاة هي الزكاة المقننة بنصاب وبنسبة معروفة بالمائة اثنين ونص لكن هناك زكاة مطلقة فيما لم يفرض الشارع الحكيم فيها زكاة الفريضة في هناك زكاة مطلقة من باب قوله تعالى ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)) فإذا فرضنا رجلا كما هو واقع كثير من التجار اليوم. كلما توفرت لديه الدراهم والدنانير بما يسمى اليوم بالسيولة حوّلوها إلى أموال عروض التجارة, فهو بلا شك أنه غني بل قد يكون من أغنى الأغنياء ولكن قد لا يكون عنده من الأموال ما يصح أن يقال حال عليه الحول ووجب أن يخرج بالمائة اثنين ونصف, لكن مع ذلك هو يعلم يقينا أنه رجل غني وأن في ماله حقا كما قال تعالى ((وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)) فيكون نتيجة الحكم هذه العقارات وهذه العروض أنه ليس عليها زكاة سنوية مقننة بالمائة اثنين ونصف وإنما ما جادت به نفس الغني, ما جادت به نفس الغني. هذا ما يمكن أن يقال بالنسبة للأدلة الشرعية باختصار ليس هناك أي دليل صحيح يوجب الزكاة على هذه الأنواع من عروض التجارة ومن ثمار أو حبوب غير الأنواع الأربعة التي ذكرنا. وهنا يرد إشكال يقولون أنه إذا قيل ليس في عروض التجارة زكاة أصاب من ذلك الفقراء ضرر كبير لأنه حينئذ سوف لا يتقدم الأغنياء إليهم بشيء من زكاة أموالهم, وجوابنا على ذلك من ناحيتين, الناحية الأولى إننا قلنا لا يجب الزكاة في أموال الزكاة المقننة المفروضة المحددة لكن الزكاة المطلقة من باب تطهير المال بل تطهير النفس مما جبلت عليه كما قال تعالى ((وأحضرت الأنفس الشح)) فهذا لا بد منه لكن لا يقال انتظر حتى يحول الحول أو تعجل قبل ما ينتهي الحول, ما يقال أنه بيطلع عليك بالمائة اثنين ونص تعمل جرد كل سنة من أول بضاعة لآخر بضاعة واحسب كم قيمتها في الساعة واعطي بالمائة اثنين ونصف, هذا لا يقال لكن أخرج ما تطيب به نفسك من أي نوع عندك سواء كان من الدراهم أو الدنانير أو بضاعة أرز سكر أو أي شيء ... هذا الجواب الأول, الجواب الثاني. (222/3) «كلام الشيخ على كنز المال مع إخراج الزكاةالشيخ: أن كثيرا من الناس يقعون في غفلة عجيبة وتتبيّن هذه الغفلة حينما نورد السؤال الآتي ألا وهو لا شك أنه يجوز للغني أن يحصر أو أن يكنز ماله من الذهب والفضة في صندوق حديدي ولا يطرحه في السوق للتجارة بشرط أن يُخرج الزكاة عن هذا المال في كل سنة, هذا أظن معروف لدى الجميع, حينئذ نقول من فعل هذا هل عليه مؤاخذة! إذا أخرج زكاة ماله كل سنة؟ الجواب لا, تاجر آخر ليس في صندوقه ولا درهم ولا دينار كله مطروح في التجارة ونفترض أن كل من التاجرين ماله مساوِ للمال الآخر من حيث الكمية، هذا مثلا رأس ماله مليوم وهذا رأس ماله مليون, الأول المليون مكنوز في الصندوق وكل سنة بيطلع بالمائة اثنين ونص, الثاني المليون تبعه مطروح في السوق في أي عرض من عروض التجارة, الآن السؤال يأتي أي الغنيين من هذين أمره أنفع للفقير آلأول أم الآخر؟ الآن قولوا ما عندكم وأنتم كثير منكم تجار أنا لست بتاجر, أي رجل أنفع؟ هل عندكم شك في هذا الكلام؟ إذًا حينما يقول القائل متوهّما أننا حين نقول أنه من تحوّل ماله إلى عروض التجارة أضر الفقراء هو واهم, هو إذا صح أن نقول أضرّ بالفقراء هو الرجل الأول, حبس ماله وكنزه لكن الشارع قال له مادام تُخرج الزكاة فليس عليك بالإثم فحينئذ كيف يُقال أنه هذا أضر بالفقراء؟ إن كان أحد أضرّ من الجنسين أو النوعين فإنما هو الرجل الأول. نقول أخيرا الرجل الثاني هو الذي ينفع الفقراء لأنه لما بشغل رأس ماله بيجي تحركت البلد, يوجد عمل للفقراء لو فرضنا كل الأغنياء من نمط الجنس الأول لأصابت البطالة العمال والفقراء والمحتاجين والعكس بالعكس تماما فإذًا يجب أن نلاحظ الآن شيئا هاما جدا أن الله عز وجل حينما لم يفرض على عروض التجارة زكاة وعلى العكس من ذلك فرض على الأموال المكنوزة زكاة فكأنه ربنا عز وجل يقول للأغنياء اطرحوا أموالكم في بين ... واشتغلوا بها في عروض التجارة فذلك خير للناس من أن تكنزوها في صناديقكم أو في كنوزكم. فإذًا هنا حكمة بالغة أن الله عز وجل حينما لا نجد في كتاب الله ولا في حديث رسول الله نصا يلزم هذا الغني الذي طرح رأس ماله في السوق أنه يجب عليه في كل سنة أن يعمل إحصاء ويُقوّم هذه الأموال الطائلة إنما تسامح معه هذا التسامح لأنه يستحق لأنه أنفع بعمله هذا ... للفقراء من ذاك الغني الذي كنز ماله ومع ذلك تسامح الله معه ما دام أنه يُخرج من هذه الأموال المكدسة المكنوزة بالمائة اثنين ونصف. خلاصة القول في ما نفهم نحن هذا الموضوع اجتمع النقل والعقل في آن واحد أن عروض التجارة لا زكاة عليها وأن رفع الشارع الحكيم الزكاة عنها هو لصالح الفقير لأنه يساعد الغني على أن لا يكنز المال إذا كنزه قلت استفادة الفقير منه ومن جهة أخرى يساعد الغني على أن يطرح ماله في السوق فيستفيد الفقراء منه أكثر مما يستفيدون من الأموال, وهذا ما عندي في هذه القضية. (222/4) «ماهي أدلة القائلين بالزكاة في عروض التجارة؟» السائل: في الذين يرون الزكاة في عروض التجارة يستدلون بأثر عن عمر أنه قال ... الصدقة وله مبررات أو أدلة سوغت ... الأربعة مذاهب بعض من ... بالزكاة المعروضة, هل عنده أثر يستند عليه؟ الشيخ: أثر عمر هو وارد يذكره سيد سابق وغيره ولكن حينما نرجع إلى تلخيص الحبير أو نرجع إلى سند هذا الأثر وهو في مسند الإمام الشافعي أو في كتاب الأم للإمام الشافعي نجد فيه رجلا مجهولا لا يحتج به عند علماء الحديث وأظن أنه اسمه إما حُماس أو أبو حُماس فهو مجهول فالأثر غير ثابت عن عمر ومع ذلك فهناك حديث في سنن أبي داود من حديث سمرة بن جندب قال كنا نخرج الزكاة في عهد للنبي صلى الله عليه وسلم مما نعده للبيع, هذا أيضا في سنده جهالة أو أكثر من جهالة فلا شيء هناك كما أشرت في أول كلامي يلزم أو يوجب على الغني أن يخرج زكاة عروض التجارة ثم لهم حجج أخرى هي صحيحة من حيث ثبوتها لكن ليست صحيحة من حيث دلالتها كأن يقولوا مثلا أن هناك نصوص عامة كالآية السابقة الذكر ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم)) وهذه أموال فينبغي أن تؤخذ منها الزكاة فنقول إن هذه النصوص العامّة التي يستدلون بها يوجب بالقول بعمومها ما لا يقول به عالم في الدنيا لا قديما ولا حديثا, مثلا العموم يستوجب إخراج زكاة الخضر, ... مال خاصة في الزمن الحاضر الآن يعني المزارع الكبير الي عنده أراضي وفيرة وعنده مياه غزيرة يعني في كل شهر لا نقول في كل فصل تثمر أرضه الألوف المؤلفة مع ذلك ما عليها زكاة اتفاقا مع أنها مال, كذلك في مزارع تزرع نوعا من النباتات مثل قصب السكر مثلا وهذا يثمر ثمرة من حيث المال الشيء الكثير جدا في بعض البلاد كمصر وغيرها وعنده حقل طويل عريض كله مزروع قصب السكر فلما يحصد بيتجمع عنده الألوف المؤلفة من الدراهم أو الدنانير, كمان ما عليه زكاة فمن الذي يستطيع أن يحتج بعموم قوله تعالى ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)) مع ذلك فبعض العلماء يلاحظون أنه هذه ((من)) تبعيضية فيمكن أن يكون المعنى خذ من بعض أموالهم وهذا ما غيّرته السنة كما ذكرنا ذلك آنفا في حديث معاذ (لا تأخذ الصدقة إلا من التمر والزبيب والشعير والقمح) , إذًا معناه أنه في هناك أشياء قد يحكم الرأي بوجوب الزكاة منها وقد يذهب إلى ذلك معاذ ابن جبل حينما يجتهد اجتهادا دون أن يكون عنده نص فقال له سلفا لا تأخذ من حواصل أرضهم إلا من هذه الأنواع الأربعة. وخلاصة القول إن الجمهور الذين يذهبون إلى إيجاب عروض التجارة أولا ليس عندهم نص صريح في الموضوع ثانيا عندهم نصوص عامة هم أول من يخالفها, ثالثا وأخيرا لم يأت في الشرع كيف تعامل هذه العروض فقولهم أنه تقوّم ويخرج زكاتها, هذا مجرد رأي فنحن ذكرنا لكم آنفا أثرا وحديثا لو صحّا لانفتح المجال للقول بوجوب أخذ الزكاة من عروض التجارة لكن بقي شيء بقي شيء هام هناك غامضا, كيف تؤخذ الزكاة من هذه العروض؟ لقائل أن يقول في عندك قمح عفوا رز في عندك سكر بتطلع من هذا النوع, في عندك مثلا أي شيء آخر بتطلع من جنسه فمن أين جاء التقويم؟ هذا رأي محض ليس له أي سند حتى ولو بأثر ضعيف, في هذا نحن اطمئننا بعد دراسة ... هناك في الكتب المطوّلة ثم عرض القضية على بساط البحث الاقتصادي فوجدنا أن الشرع حينما لم يوجب على الأغنياء زكاة على عروض التجارة وعلى العقارات إنما حقّق في ذلك مصلحة الفقراء أكثر مما يحقق مصلحتهم فيما فرض على الأغنياء الذين يخرجون أموالهم من النسبة المعروفة بالمائة اثنين ونصف. (222/5) «سؤال الشيخ عن حديث يتعلق بالزكاة؟» السائل: سؤال حديث (اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة) صحيح هذا؟ الشيخ: أوّلا ضعيف ثم الأموال هنا مطلقة مثل الآية ((خذ من أموالهم)) ما فيه دليل. (222/6) «قوله تعلى: (وءاتوا حقه يوم حصاده) ألا توجب الزكاة على الجميع؟» السائل: الآية التي تقول ((وآتوا حقه يوم حصاده)) ... أنه جميع ... ؟ الشيخ: أنا بأذكرك بكلامي السّابق قلت أنه فيه زكاتين, زكاة مقنّنة ومشروط فيها شروط حولان الحول وبلاغ النصاب, بلوغ النصاب, وفيه زكاة مطلقة فـ ((وأتوا حقه يوم حصاده)) تنظر إلى هذا الحصاد هل هو من النوع الأول المقيّد بنسبة معيّنة ومثل ما سمعت في حديث معاذا (لا تأخذ صدقة إلا من كذا وكذا) فنفترض أن رجلين واحد زارع مثلا تمر نخيل وواحد زارع مشمش وكان حصاد كل منهما في موسمه يساو من حيث القيمة الآخر لكن بالنسبة للتمر فيه نص صريح بأنه إن كان بعلا فعليه العشر وإن كان سقيا فعليه إيش نصف العشر, إيه هذه الضابط وهذه القيود ما ترد بالنسبة لصاحب المشمش لكن صاحب المشمش يطالع ما يتيسر له كما قلنا من باب تزكية النفس لكن هنا نقطة حساسة جدا, زكاة الثمار وزكاة المواشي كانت الدولة تجمعها رغم أنوف أصحابها بخلاف زكاة النقدين فزكاة النقدين موكول أمرها إلى الأغنياء أنفسهم لا يأتي السّاعي بلغة العرب القديمة أو الجابي بلغة العصر الحديث لا يأتي فيحصي عن كل غني ما عنده من النقود ذهبا أو فضة ثم يأخذ من المائة اثنين ونصف , لا هذا أمر راجع إلى ضمير هذا الغني بخلاف صدقة المواشي وصدقة الثمار والزروع ففي وقت الحصاد يأتي هذا الجابي ويأخذ الزكاة حتى إذا امتنع الغني رغم أنفه وهناك حكم في حديث صحيح أنه إذا امتنع أخذت منه مضاعفة كعقوبة له, فإذا افترضت جاء الجابي في موسم قطاف أو جني التمر فيأخذ حقه على التفصيل السّابق, في سقي وإلا ما في سقي؟ بينما لا يأتي إلى صاحب المشمش ويقول هات لأنه هذا ليس عليه زكاة لكن إن أراد صاحب المشمش يخرج ما تطيب به نفسه لفقراءه لجيرانه إلخ. فإذًا قوله تعالى ((وآتوا حقه يوم حصاده)) لا ينافي كلامنا السابق المفصّل, أكذلك يا أبا خالد؟ نعم, وإياك. السائل: شيخ في سؤال عن الأسهم. (222/7) «من المعلوم أن المستثمرين للأسهم في سوق الكويت إما أن يستثمر أموالا لينتظر ريع السهم آخر السنة فيستفيد منه، أويستثمر الأسهم للمضاربة أو متى ما ارتفعت قيمة السهم باعه فهل في هاذين النوعين ملاحظة وماهو م» السائل: من المعلوم أن المستثمرين في الأسهم في سوق الكويت يا إما يكون يعني يستثمر أموال لينتظر رعي السهم آخر السنة ويستفيد أو يقول رجل مستثمر أسهم للمضاربة أو متى ارتفع قيمة السهم باع السهم, فنحب نعرف رأيك في هذه النوعين, هل في ملاحظة عليها أم لا؟ وما هي أو ما هو مقدار الزكاة التي تؤخذ على ريع الأسهم. الشيخ: من حيث الزكاة مش وارد, هذا الكلام السابق جواب عن ... أي نعم لكن فيما يتعلق ببيع الأسهم هذه, الذي يبدو لي والله أعلم أن السهم إذا كان له يعني كيان حقيقة في معنى الأسهم التي اشترك فيها الشركاء أوجد العمل وأوجدوا ثمرة, في هذه الصورة يبدو لي والله أعلم كما قلت آنفا أنه يجيز بيعه وشراءه لأنه استثمار قائم أما قبل ذلك فلا يجوز لأنه لا حقيقة له لأنه بيع مال بمال, مال بمال وبنسبة زايدة فهذا لا يجوز إلا أن يصبح حقيقة واقعة وشركة كانت تستثمر هذه الرؤوس أموال فيجوز بعد ذلك البيع والشراء لكن بدون ملاحظة الفرق في السعر في الأجل لما ذكرناه أكثر من مرة أنه هذا الفرق ربا بنص في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (222/8) «هل يجوز التعامل بالأسهم مع الشركات التي تتعامل بالربا؟» السائل: شيخ هل يجوز التعامل في الأسهم ... هذه الشركة دون أن تأخذ من أرباحها علما بأن هذه الشركات قد تتعامل بشيء من الربا أو أن تتعامل في أسهمها بالبيع والشراء مجرد في سوق ... دون أن تأخذ من الأرباح يعني تعتمد على طلوع سعر السكن فتتاجر فيه, هل يجوز؟ الشيخ: طيب الشركة تتعامل بالربا وإلا لا؟ السائل: هي مو تعامل مباشر. الشيخ: كيف؟ السائل: مو تعامل مباشر يعني قد يكون في فائض من أموالها تودعها في أحد البنوك وتأخذ عليه فائدة؟ الشيخ: خلاص كبّر عليه, ما دام تتعامل مع البنوك كبّر عليها تسعة تكبيرات الجنازة مش الأربعة. السائل: جزاك الله خيرا. (222/9) «بيان الشيخ أن تسع تكبيرات في صلاة الجنازة ثابتة في السنةالشيخ: أنتم تعلمون أنه يشرع لتكبيرات الجنائز أن تصل إلى تسع؟ ليس أربعا فقط يعني الصلاة على الميّت فيها أربع تكبيرات على أقل تقدير وإلا يجوز خمسة ستة إلى تسعة لذلك قلت أنا كبروا عليها تسع تكبيرات. السائل: ... . الشيخ: ثبت في السنة أن الرسول عليه السلام لما صلى على بعض الشهداء كبّر عليهم تسع تكبيرات وهذا مذكور ومخرّج في كتابي أحكام الجنائز وبدعها. (222/10) «ماذا يقرأ بين التكبيرات التسع في صلاة الجنازة؟» السائل: ماذا يقرأ بين التكبيرات؟ معلوم بين الأربع ما يقرأ بس بين التسع ماذا يقرأ؟ الشيخ: لم يرد شيء عن الرسول عليه السلام. (222/11) «هل يجوز أخذ مبلغ الخلو للمحلات التجارية أو ما شابه ذلك؟» السائل: شيخ فيه سؤال عن موضوع الخلو للمحلات التجارية أو لما شابه ذلك؟ الشيخ: نعم. السائل: هل يجوز أخذ مبلغ ... . الشيخ: هذا الخلو في الغالب لا يجوز وفي بعض الصور النادرة يجوز, أول من ذلك أن الذي يأخذ الخلو في الحالة الجائزة التي سيأتي بيانها إنما هو صاحب المحل وليس المستأجر له, ثانيا صاحب المحل يجوز أن يأخذ الخلو إذا كان الدار, الدكان أو الدار أو العقار شاغله هو أو مستأجر العقار منه فيأتي إنسان ويعرض على الشاغر لهذا العقار سواء كان مستأجر أو كان المؤجّر فيقول للشاغر أنا بحاجة لهذا المحل فسلم لي إياه, يقول هو بطبيعة الحال يا أخي أنها متسبب فيه مسترزق به يقول أنا عارف فاسأل أعطيك الشيء الذي يرضيك فيتفقان معا فعلا يفرّغ له العقار حينئذ صار اسم على مسمّى " فروغ " لكن في هذه الحالة الجائزة قلت أنه إذا كان مستأجرا إذا كان صاحب الدار هو المؤجر أو المستأجر لكن المستأجر هذا الفروغ لا يستحقه إلا بموافقة المؤجر له, اللهم إلا في حالة في كون اتفاق سابق بين المؤجر والمستأجر أن له حق أن يخلي المكان فيما ... يغلق المكان السابق الأول ويعلن هذا المحل معد للإيجار ثم يأتي المستأجر قبل كل شيء بيقل له خلويته كذا ألف, والفروغية صارت اليوم في كثير من الأحيان في بعض البلاد أكثر من قيمة العقار, فبيقل له فروغية كذا ألف والأجر السنوي ألفين ثلاثة خمسة ... هذا بلا شك نوع من أنواع من أنواع أكل أموال الناس بالباطل, لأنه حين يقول فروغيته كذا, كلام فارغ المحل فارغ ولما كانوا آباءنا وأجدادنا والمسلمين الأولين يستأجرون المكان فهذا الاستيجار يسوغ لهم الانتفاع بفراغ هذا المكان أما الآن فمن البدع في المعاملات أنه الاستئجار وحده لا يسوغ الإنسان أن يستفيد من المستأجر, المكان المستأجر, حتى إيه يسلم المستأجر ما يسمونه بالفروغية, الفروغية واجدة موجودة لا هكذا جاء بسبب الحياة المادية التي يعيشها الكفّار الذين لا رحمة عندهم ولا شيء اسمه القرض الحسن ولا الشفقة ولا العدالة فتبنيناها نحن منهم وأخذنا نتعامل معاملاتهم, هذا النوع من الفروغية هو بلا شك من باب أكل أموال الناس بالباطل وهذا منهي عنه في صريح القرآن الكريم, غيره. (222/12) «سؤال متعلق بمسألة الخلو السابقة؟» السائل: شيخ فنقول بذلك أن تلقي الخلو تقلل قيمة الإيجار ... الشهري فبدل ما يعمل الإيجار ألفين إلى ثلاثة ألاف ريال شهريا بيأخذ منه خلو مقدم ويخلي الإيجار خمسمائة دينار فهي يعني من الناحية المالية يعني نفس الشيء؟ الشيخ: مو نفس الشيء. السائل: أه؟ الشيخ: مو نفس الشيء لو كان نفس الشيء بيكون لف ودوران لكن مو نفس الشيء والدليل إذا كان نفس الشيء فلنعمل نحن هيك حساب تقريبي, لو ضم الفروغية إلى الإيجار فكان الإيجار مثلا خمسمائة كم ستصبح الأجرة؟ ألف, أليس كذلك؟ مثلا يعني. السائل: نعم. الشيخ: طيب ليه ما بيأجره سلفا يقول هذا إجار العقار كذا, إذا كان مثل بعضه ليه ما بيعمله كذا؟ السائل: ... يأخذ رأس مال من البداية يستثمروه في مكان آخر الشيخ: كمان عليه جواب هذا. السائل: نعم. الشيخ: يأخذ رأس مال بيستلم منه أجرة خمس سنوات. السائل: نعم ... . الشيخ: مقدما سلفا وهذا حلال زلال لكن لا ما يعملوا هكذا لأنه غايتهم غاية استحكام الناس وأنت لعلك تدري أكثر مني لما أنا باستأجر منك العقار هذا وبادفع فروغية خمسة آلاف بيجوز أنا يجيني يوم اضطر لإخلاء هذا المكان فإما أن أخلي رغم أنفي وأسافر أو أنتقل إلى مكان آخر فتستفيد أنت من الغلو مرة ثانية أو يقل لك يا أخي أنا دفعت الخلو لك فأنا لازم أخذ الخلو الآن ثم الخلو الي دفعلك إياها خمسة آلاف هو راح يأخذ عشرة آلاف وراح يصير هذا ... خلاف بين المؤجر والمستأجر أما لو كان المسألة على وضوح وبيان يا أخي أجرة العقار سنويا كذا فأنت إما تعمله محطة لمدة إيجار خمسة سنوات أو سنة فإذا انتهت الخمس سنوات ممكن أنه نظل على هذه النسبة من الأجرة أو نزيد أو ننقص حسب ما نتفق عليه, فلو فعل الناس هكذا كانوا نجوا من مشاكلات أو مشاكسات كثيرة وكثيرة جدا، لذلك لا تتصور أنه القضية مثل بعضه سواء أخذ فروغية وقلّل الأجرة أو أخذ أجرة زايدة لكن ما أخذ فروغية ليسوا سواء, نحن عندنا في الشام المشكلة قائمة ربما مثلكم أو أكثر منكم فأنا بعد التفكير في القضية أنه بعض الناس قالوا لي نحن نأخذ فروغية احتياطا لأنه بيجوز هذا الرجل يعمل في هذا العقار ما شاء الله أن يعمل بعدين بدو يسلم العقار لرجل آخر والقانون بيساعده وأنا حينئذ أصبح برة فأنا بأتحكم فيه قبل ما يتحكم فيّ, ... أفرض عليه ها الفروغية هذه وبعدين هو إذا كان استطاع أنه يتغلب عليه بالنظام القائم وهو طبعا غير إسلامي بأكون أنا سلفا أمّنت لنفسي شيء من ... الخلاصة المسألة أوضح من أن تحتاج إلى مناقشة لأنه لما تسميها " فروغية " وهو ما هي فروغية, إش قيمة شيء لا شيء, ما قيمة شيء هو لا شيء, الفروغية الأجرة هي التي تمكّن المستأجر من الإنتفاع بها فإما أن نقول الأجرة لا تمكّن صاحبها الدافع لها من الانتفاع بفراغ العقار وهذا باطل الكلام وإما أن نقول وهذا هو الحق أن الفروغية ليست ثمن الانتفاع من هذا الفراغ لأنه حصّلنا عليه بواسطة الاستئجار فهو يقينا إلا في الصورة الأولى من باب ((لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام)). (222/13) «مداخلات ومناقشات في مسألة الخلو وجواب الشيخ عليهاالسائل: يا شيخ عفوا شيخ تفضلت ... ما بيجوز لصاحب العمارة الجديدة أن يعمل فروغية باعتبار أن ... المحل ... لكن قد ... المستأجر الجديد, يستأجر هذا المحل وبعد شهر أو ثلاثة شهور يحصل على ... أو ب ... هذا المحل فيكسب هذا المستأجر الجديد مبلغ من المال قد يكون كبيرا أكثر من مما حصّله صاحب العمارة؟ الشيخ: وين كنت أنت أنا ذكرت هذه في كلامي, أنا ذكرت هذا في كلامي آنفا, ما هيك؟ السائل: عفوا ... يجوز لا بس يجوز إذا وافق ... فهمت كيف؟ الشيخ: لا لا قلت يعني عندنا في الشام لماذا يبررون الفروغية لأنه المستأجر الأول قد يؤجر غيره فيفرغ لغيره ويأخذ فروغية أكثر مما دفع, عرفت شلون؟ هذا ذكرته لكن أنا قلت هناك لضمان عدم استغلال المستأجر للمؤجر أنه نحن نفرض عليه رهن, رهن أنا لا أستحقه ولا أكل منه ولا أنتفع منه قرش واحد إلا حينما هو يخل بالشروط المتفقين عليها فيبقى يتصرف في عقاري كأنه هو المالك حينئذ أنا باستحل هذا الرهن لقاء ما أصابني من ضرر منه لأنه سلّط علي القانون الكافر أما الفروغية لا وجه لا أبدا. السائل: شيخ لو فرضنا عمارة جديدة حتى تتحاشى عملية الخلو يقول أجارها مثلا خمسمائة دينار بس أنا راح ... أقدّم مائتين وخمسين ... خمس سنوات ... بس يدفعلي مائتين وخمسين شهريا ... الحالة هذه مائتين وخمسين شهريا في خمس سنوات تكون ... والباقي كل شهر مائتين وخمسين ... هذا؟ الشيخ: الباقي أي باقي. السائل: هو الإيجار خمسمائة دينار شهريا. الشيخ: أيوه. السائل: على أساس أنه العمارة جديدة والمحل خمسمائة دينار بس هو في العقد يحط أنه يكون دفع نصف الإجار يكون حال استلام المحل لمدة خمس سنوات هذه والباقي كل شهر مائتين وخمسين. الشيخ: نعم, أو إذا قلت يعني أخذت أخذ منه صاحب العقار سلفا أجرة سنتين ونصف. السائل: أي نعم. الشيخ: مش كل الدروب على الطاحون. السائل: نعم. الشيخ: طيب, يعني مثلا قلنا سنتين أو ثلاثة في فرق في حال بالنسبة لل ... ؟ السائل: لا نفس الشيء. الشيخ: ليش فرضت النصف, أنا أخشى أن يكون ما وراء الأكمة ما وراءها ... السائل: ... سلامتك يعني هو كل العملية. الشيخ: وسلامتي, سلامتي وسلامتك بس هذا بحث علمي, بدنا نشوف يعني إيش الفرق, ليش فرضت النصف يعني السائل: لا شيخ هون ... الرجل. الشيخ: يا أخي أنا ما ألومك ولا مأخذك أنت لا تنقبض يعني, بحث هذا بحث إيه لأنه لما بتقل لي سلامتك ... إيه هل لاحظت ... لما فرضت النصف؟ السائل: ... الموضوع كله الي تصور يعني ... أنه على أساس ... الخلو ... ناخذ مال نصف الخمس سنوات هذه؟ الشيخ: طيب. السائل: بس في الإيجار, هل يجوز في الحالة هذه؟ الشيخ: إيه إذا كان بنقول أخذ أجرة سنتين ونصف يجوز. السائل: نعم. الشيخ: يجوز. السائل: يجوز. الشيخ: إذا أخذ سلفا أجرة سنتين ونصف أو ثلاثة. السائل: نعم. الشيخ: مو أجرة نصف خمس سنوات لأنه أنا بأخاف من اللف والدوران كثير, ونحن قلنا هذا آنفا للأخ السائل هنا, ما تذكر. سائل آخر: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: يختلف. الشيخ: لا ما يختلف, فيما يقوله لا يختلف. السائل: ... يأخذ خمس سنين. الشيخ: أي نعم. السائل: ... . الشيخ: لا ... صورة, صورة من صور الرهن لكن يأخذ نقدا أجرة خمسة سنين أربعة سنين عشرة سنين على ما يتفقون عليه, ما فيه مانع, هذا قلناه آنفا. سائل أخر: أيضا شيخ. الشيخ: تفضل. السائل: يدفع تتجاوز ... . الشيخ: كيف؟ السائل: في ها الحالة إذا قلنا أنه أخذ مقدما إيجار لسنتين ونصف أو ... . الشيخ: أيوه. السائل: وأيضا مع ... سيدفع إيجار شهري غير هذا المبلغ ... . الشيخ: من هو؟ السائل: العالم الافتراضي الي .. الشيخ: المستأجر؟ السائل: أي نعم. الشيخ: لا, هو فرض أنه يدفع نقدا. السائل: نعم. الشيخ: نقدا أجرة نصف يعني بدل ما يدفع في ظرف أجرة خمسة سنوات بيدفع أجرة نصف خمس سنوات وفي أثناء كل شيء بيدفع أجرة نصف شهر. السائل: مو هذا ... على السؤال وما وراء السؤال. الشيخ: أي نعم بس أنا ماني شايف لسى هاي شو وراءها. السائل: لأن يعني قد يؤخذ. سائل آخر: اتركوا السنوات بتضل الشيخ بالأرقام يعني مثلا السنة إيجارها عشرة آلاف, خمس خمسين, كيف فرق إني لو أنا أجي لراعي ال. الشيخ: المحل. السائل: المحل ويشترط علي إني أدفع خمس وعشرين ألف مقدم وخمس وعشرين ألف الباقية. الشيخ: كل شهر. السائل: كل شهر مائتين وخمسين. الشيخ: أي نعم. السائل: هذه حالة. الشيخ: أي نعم. السائل: بيجوز هذه؟ الشيخ: أنا أشوف ما في فارق لكن هو خوّفني ... السائل: ... . الشيخ: أبو خالد جاب لي أنه ... عنده ملاحظة السائل: لا ... المسألة إذا كان أخذ مقدما فهنا يلزم أنه المستأجر لا يدفع إجاره شهريا ... فترة ... ثلاث سنوات الشيخ: طبعا إيه. السائل: هذه واحدة. الشيخ: أي نعم. السائل: وإذا كان يعني يدفع جزء من المال مثلا, يدفع نصف الإجار إلي هو أدنى من الإبجار الحقيقي للعقار. الشيخ: لا ما هو أدنى ليه؟ السائل: أي لأنه ... . الشيخ: هاي الصورة الي عم يجيبها عبد الله. السائل: السؤال الي سأله محمد واضح. الشيخ: هي بذاتها. السائل: أنه واحد بيأجر عمارة محل يأخذ من محل خمس سنين, السنة بعشر آلاف خمسين هذه, راعي المحل مستثقل على المستأجر أنه يدفع خمسين ألف مرة واحدة, يقل له أعطني خمس وعشرين ألف وخمسين وعشرين ألف الثانية تقسط قسوط شهرية, عدل. سائل آخر: هو ممكن يقل له أعطني خمس وعشرين ألف وما تدفع شيء لمدة سنتين ونصف وبعد سنتين ونصف تبدأ تدفع كل شهر خمسين ألف كل سنة عشرة آلاف. الشيخ: هاي صورة وهذيك صورة. السائل: ... شيخ. الشيخ: بس إيش الفرق؟ السائل: أنا عندي عندي نقطة الحقيقة. الشيخ: هات نشوف. السائل: إذا كان دفع إيجار شهري ودفع نصف, المستأجر أخذ نصف المدة الي اتفق عليها, يترتب على الإيجار أن يكون نصف إجارها الحقيقي لأن قد يكون العمارة هذه المحل فيها إجاره الفعلي أو معروف مثلا مائتين وخمسين دينار فهنا يعني صاحب العقار أو المستأجر أو المؤجر يقترض أو يضيف يقول والله عقاري هذا بخمسمائة دينار وأنا أخذ منك لمدة ثلاث سنوات نصف الإيجار مقدما والنصف مائتين وخمسين دينار بينما الإيجار الحقيقي للموقع هو مائتين وخمسين وليس خمسمائة الشيخ: إذا ... . السائل: هنا يعني ... نوع من. الشيخ: ... . السائل: حاضر. الشيخ: بس هذا يا أبو خالد لو الآن افترضنا الصورة فيها إضافة بيانية وهي أنه أنا أجرتك هذا العقار لمدة خمس سنوات السائل: نعم. الشيخ: بأجر سنوي خمسمائة وجاءت الصورة التي اقترحها هو, يختلف بقى الأمر عندك؟ السائل: لا هذا ما يختلف. الشيخ: هذا هو فإذًا القضية ما لها علاقة بالصورة هذه. السائل: ... . سائل آخر: في قضية أبو خالد يناقشها أنه أحيانا يكون أنا مستأجر من واحد العمارة قبل خمس سنين وصار ... محل جديد, أنا مأجر بخمسين لكن الآن ارتفعت الدنيا فصار الإيجار خمسمائة. الشيخ: أي نعم. السائل: فتجد في العمارة الواحدة. الشيخ: ... . السائل: أي وعقد بخمسمائة هل هذا في شيء شرعي؟ الشيخ: هنا بارجع بقى ليش أنا وضعت له القيد لأنه فهمت عليه هو لهون بيرمي (المؤمنون عند شروطهم) فإذا أنا اتفقت معك أنه هذا العقار إيجاره السنوي لعشر سنوات بخمسمائة لو صار إيجار مثل هذا الإجار بخمسة آلاف أنت بدك تظل تأخذ مني أو أنا أخذ منك خمسمائة ليه؟ المؤمنون عند شروطهم لكن حينما تمضي المدة المتفق عليها سواء كانت عشرة أو خمسة أو سنة بعد ذلك كل منا في حلّ من الأخر لا يستطيع أن يفرض عليه, أنا إن كنت مالك العقار اتفقت معك أنه إجاره السّنوي هو مثل خمسمائة لكن بعد ما تمضي السّنة لا أنا متقيد فيك ولا أنت متقيد فيّ, انتهت السّنة وصار العقار أجرته السّنوية بدل خمسمائة خمسة آلاف, حينئذ عقد جديد كأنك ما استأجرت مني ولا أنا أجّرتك, إن وافقك تدفعلي أجرة المثل ... ونعمة وإلا تخلي المكان رغم أنفك باعتبارك مسلم ومتمسك بالمؤمنون عند شروطهم أما كنا متفقين على زمن طويل الأمد وبأجر بسيط لكن الأسعار ارتفعت, ليس لصاحب العقار الآن بالذي يسوّغ له أن يفرض على المستأجر زيادة ولو نسبية وإنما من باب مكارم الأخلاق بيقل له يا أخي أنت شايف الوضع كذا وكذا فإن طابت نفس المستأجر بالزيادة زاد وإلا ليست للمؤجر أن يفرض عليه أي زيادة. والعكس بالعكس أيضا لو فرضنا نزلت الأجور وإن كان هذا ماشفناه بعد لكن من الناحية الشرعية مش ملزم بقى أنه صاحب العقار يرجع له لأنه هم متفقين على هذا. السائل: شيخ ... أيضا. سائل آخر: شيخ بالنسبة لشراء الأراضي الغير مبني عليها شيء إنما أراضي مقسّمة مفروزة من قبل الدولة تمر عليها خدمات كإنارة ومجاري وإلخ, الكثير منا يشتري هذه الأراضي قد تكون نيّته أن يستثمر هذه الأرض ويبني عليها ثم يبيع أو قد تكون نيّته أيضا إذا كان السوق جيد إذا ارتفعت سعر الأرض باع الأرض وإن لم يكن عليها أي بناء أو أي زراعة فهل تجوز هذه الصورة من البيوع؟ الشيخ: الأمر من الوضوح بمكان بحيث يحملني أن أقول ما الدّاعي لمثل هذا السؤال؟ لذلك أخشى أن يكون في شيء هناك لم يوضّح وإلا القضية واضحة جدا جدا, فهل هناك شيء فعلا يعني خفيّ ولم يبيّن بعد؟ هل هناك إشكال على هذه البيوع؟ السائل: يعني حنا الآن نعتقد أنها إن شاء الله حلال, ما نرى فيها شيء! الشيخ: هو هو كذلك السائل: ولكن في بعض الناس أيضا. الشيخ: أيوه. السائل: قد يعني يمكن شق آخر من السؤال قد يحتكر هذه الأرض أو يعني ينتظر انتظار طويل قد يكون سنة أو أكثر حتى تكون الزيادة مقنعا, أو قد لا يكون هو محتاج لهذا المال الآن فيؤخر؟ الشيخ: أنت ما تريد أن تقول " تكون الزيادة مقنعة " وإنما "مشبعة " أي نعم هذا لا يقال يا أخي احتكار, التجارة ما هي؟ هو التجارة أن تشتري الشيء في موسم الرخص لتبيعه في موسم الغلاء وإلا التجار لولا هذا ماتوا, فهذه هي التجارة لكن الاحتكار إنما يرد في الأمور الضرورية في حياة الإنسان ومعيشته فحينئذ يرد قوله عليه السلام (لا يحتكر إلا خاطئ) أي إلا مذنب (لا يحتكر إلا خاطئ) أي إلا مذنب, (لا يحتكر إلا خاطئ أي إلا مذنب) أما واحد بيشتري أرض وبيتركها سنين لحتى ترتفع أسعارها, هذه ليس فيها أي شيء إطلاقا كأي شيء من ليست من أمور ضروريات الحياة فالأن إذًا الوضع ... إشكال يعني فلا إشكال والحمد لله. السائل: شيخ لو شرحت لنا معنى بيعتين في بيعة التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم. الشيخ: لو شرحت لك أخشى أن ينتقد عبد الله فيقول هذا مسجل ... ؟ سائل أخر: ... . السائل: ادرس إلي وراء. الشيخ: أنا شخصيا ما عندي مانع بس. السائل: ... حتى نستفيد الصورة. سائل آخر: ممكن نحن في ... بعدين. (222/14) «رجل ورث مالا من أب يتعامل مع البنوك الربوية العادية وأساس عمله البيع والشراء والمسألة عنده غير متميزة فلا يستطيع أن يميز مقدار الحرام من الحلال في هذا المال فماذا عليه؟» السائل: شيخ في سؤال بالنسبة للرجل ورث مالا من أب يتعامل مع البنوك الربوية العادية وأساس عمله يعني في البيع والشراء والمسألة عنده يعني غير متميزة اختلط الحابل بالنابل كما يقولون, فلا يستطيع أن يعني يفرز أو يميز مقدار الحرام من الحلال في هذا المال وخصوصا قد تمر يعني أو قد مرت بحياة أبيه أن وصل إلى أن أفلس ثم بنى ثروة من جديد ثم أفلس أو مر بتقلبات. الشيخ: تداخل يعني المال. السائل: نعم الشيخ: هذه المسألة إن شاء الله كمان سهلة لأنه الوارث أي مال يرثه الوارث وليس معروفا أن شيئا من عين هذا المال هو لفلان وصل إلى المورث بطريق غير شرعي فأي مال يرثه الوارث فهو حلّ لهم حلل له حلله له ارثه إيّاه ولو كان المورّث المتوفى قد اكتسب ذلك المال بطريق غير مشروع, وإنما قلت آنفا إلا ما عرف من عين هذا المال أنه لفلان فحينئذ يجب أن يرجعه إلى صاحبه ومادام أنك صوّرت السؤال أنه مال متداخل بعضه مع بعض فلا يمكن أولا تمييزه ثم بالتالي لا يمكن معرفة من هو الذي ظلمه هذا المورّث لنعيد ظلامته إليه فإذًا على المورّث غرمه وعلى الوارث غنمه. السائل: تكملة لنفس السؤال ورثة رجل مالا قيمة لأسهم في شركة عملها مختلط فيه ربا وفيه عمل ... كمثلا الزراعة أو الصناعة فلو أراد هذا الرجل أن يتخلص من هذه الأسهم أن يبيعها فهل يحل له جميع المال أو عليه أن يميّز يفصل؟ الشيخ: إذا كان من الممكن بالنسبة إليه أن يميّز المقدار الذي ربحه والده من طريق غير مشروع فهذا لا يتملكه وإنما يصرفه في المرافق العامة وله ما سوى ذلك إما رأس المال وإما هو مع الربح الذي جاء بطريق مشروع, إذا كان مستطاعا وإلا فهو كما قلنا في الجواب عن السؤال السابق في حينما يرث هذا المال فالإثم على المورّث ولا إثم عليه هو بصفته هو الوارث. السائل: لو كانت الأسهم من بنوك ربوية محضة يعني والده المتوفى اشترى أسهما برأس مال معيّن فاستثمره في شراء أسهم لبنك ربوي؟ الشيخ: حينئذ يرد قوله تعالى ((فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون)) كأي إنسان وضع بيده ماله في البنك ثم تاب الله عليه واستخرج هذا المال ومعه رباه فحينئذ إنما يحل له رأس ماله وأما الربا فيصرفه في مرافق عامة بحيث لا يستفيد منها شخص معين, واضح الجواب؟ السائل: ... جزاك الله خير واضح. الشيخ: أهلا وسهلا, كيف. السائل: في سؤال. الشيخ: تفضل. السائل: أبو خالد. الشيخ: أبو خالد تفضل. أبو خالد: أنا عندي سؤال سلمك الله في حالة الزواج أو الطلاق. (222/15) «هناك رجل طلق زوجته ثم ردها أثناء العدة ثم طلقها طلقة ثانية حتى أكملت العدة وذهبت إلى دار أهلها ثم أعادها بعقد فهل يجوز له أن يطلقها بعد ذلك ثلاثا؟» أبو خالد: في رجل طلق زوجته ثم رجعها في الطلقة الأولى أثناء العدة ثم طلقها طلقة ثانية؟ الشيخ: في العدة وإلا بعد العدة؟ أبو خالد: بعد العدة. الشيخ: طيب. أبو خالد: طلقها مرة ثانية حتى أكملت العدة وذهبت إلى دار أهلها ثم أعادها بعقد كما هو معروف هل يجوز له أو هل نقول بعد استرجاعها في العقد الثاني أنها إذا طلقها بعد ذلك أن يجوز له أن يطلقها ثلاثا يعني؟ الشيخ: ... هو بهذا العقد كما لو كانت امرأة. أبو خالد: جديدة. الشيخ: لم تعرفه ولم تتعرّف عليه مطلقا كعقد أول. أبو خالد: كعقد أول. الشيخ: أي نعم. أبو خالد: ويجوز له أن يطلقها ... . الشيخ: يطلقها ثلاثا. أبو خالد: أي نعم. الشيخ: مادام انقضت عدتها الأولى. أبو خالد: نعم. الشيخ: الثانية. أبو خالد: الثانية. الشيخ: مش هيك؟ أبو خالد: نعم الشيخ: العدة الثانية انتهت فأصبحت بهذا الطلاق حرة, مادام انقضت العدة. أبو خالد: نعم. الشيخ: فلها أن تزوج نفسها له أو لغيره فكما أصبحت هنا حرة وبحريتها رجعت إلى زوجها الأول بعقد جديد. أبو خالد: نعم. الشيخ: فهي كأنها زوجة من جديد فله عليها ثلاث طلقات. أبو خالد: يعني في هذه الحالة إذًا يعني يستطيع الرجل أن يتزوج المرأة ويطلقها أكثر من ثلاث كما هو مذكور في القرآن ((الطلاق مرتان)). الشيخ: لا لأنه في القرآن كمّل الآية. أبو خالد: نعم. الشيخ: ((فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)). أبو خالد: نعم. الشيخ: فإن طلقها في الثالثة. أبو خالد: نعم. الشيخ: وهي عنده في عصمته. أبو خالد: نعم. الشيخ: أما هذه الصورة ليست في عصمته, الصورة الثانية ليست في عصمته, أه. السائل: بس .. أبو خالد: لأن الحقيقة المفهوم في هذا الموضوع يعني الإنسان ... أكثر ... الناس أنه خلاص إذا تطلقت مرتين سواء انقضت العدة وأعيدت بعقد أو لم تأخرت في ... ثلاثة طلقات فعلى هذا يعني ال ... يعني فسحة للمسلمين في هذا الموضوع. الشيخ: طبعا بس هذا الطلاق يا أخي المذكور في القرآن هو الطلاق الرجعي فإذا مضت العدة وأصبحت حرة فليس طلاقا رجعيا لأنه شو معنى طلاق رجعي يعني بيرجعها لعصمته رغم أنفها! أبو خالد: ... . الشيخ: أيوة, ومادام الصورة المسؤول عنها هو أنها أصبحت حرة بسبب انقضاء إيش؟ عدتها فهي كما أنه لو تزوجها من جديد, نعم. السائل: شيخ بها الصورة يعني كأنه يسمح له بالتطليق بالخمس وليس بالثلاث. الشيخ: هذا إعادة للبحث السابق, تطليق ... العدة وإلا بدون عدة؟ في العدة وإلا برّات العدة. السائل: على سؤال أبو خالد تماما. الشيخ: ما هو على جواب الذي وجّه لأبو خالد. السائل: يعني بالخمس؟ سائل أخر: خلّصت أبو عبد الله ... . سائل أخر: جزاك الله خير. (222/16) «تنبيه الشيخ على بعض أخطاء المصلينالشيخ: على كل مصلي يصلي وراء الإمام في الصلاة الجهرية أن يلاحظ حينما ينتهي الإمام من قراءة الآية الأخيرة من الفاتحة ((غير المغضوب عليه ولا الضالين)) حتى ينتهي الإمام بإسكان النون, في هذه الحالة المقتدي يفترض أنه هو القارئ ولا بد أن يجدد النفس فالإمام يقول ((ولا الضالين)) آمين, الذي يقع الإمام يتنفس والناس من خلفه يؤمنون على على ماذا؟ على تأمينه؟ لسى بعد ما أمّن فالرسول يقول إذا أمّن الإمام فأمّنوا لذلك يجب أن نتريّث وأن نمسك أنفاسنا كما يقولون إذا قال الإمام ((ولا الضالين)) نأخذ نَفَس ونقول معه أمين. هذه الأولى والوقت ... الأخرى نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كف الثوب والشعر في الصلاة فلا يجوز أن يصلي أحدنا وهو مكفوف الكمّ أحدنا يتوضأ يكون مشمّر فيأتي ويدخل في الصلاة وهو مكفوف الثوب فعليه أن يسدله لا تفضح أنت ... . السائل: شيخ أنت فضحت ... . الشيخ: أنا نصحته لكن أنت فضحته. السائل: ما في أحد غيره ... . الشيخ: أما أنا إذا رأيت شيخ مخالفا للسنة فنبّهت أكون أنا فضحته؟ لكن اللي بيقول هذا هو بذاته ... . السائل: ... بس ... شيخ ... . سائل آخر: ... خشيته ... . الشيخ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كفت الثوب والشعر, كيف يكون كف الشعر؟ كفت الثوب واضح وهذه صور الغالب لكن له صور ثانية يكون واحد لابس جلابية بالقعر يحطها هنا مش عامد يعني ... كذا فلما يجي يصلي لازم يسدل وهكذا. أما كفت الشعر. السائل: شيخ ... خلق الشعر, هذا ما يعتبر من. الشيخ: يعتبر من إيش؟ السائل: ... ذكرت الثوب. الشيخ: وينه؟ السائل: هكذا, في بعضهم يصلون ... بدهم يسجد يعمل هكذا. الشيخ: لا كفت الثوب هو ال ... هيك أما إذا رفعت هيك ... هذا ما اسمه كفت. السائل: طيب شيخ هذه المسألة يعني ... الحكمة. الشيخ: كيف؟ السائل: ما هي الحكمة؟ الشيخ: لعلي سمعتك تقول هل لنا أن نسأل ما هي الحكمة, إن قلت ذلك فقد أصبت, لك ألا تسأل لأن الناس الذين اعتادوا على أن يسألوا عن حكمة التشريع ... سنين طويلة فوصل بهم الأمر إلى أن لا يقبلوا الحكم الشرعي إلا مقرونا ببيان حكمته والحكم لا يعرفها إلا الله, اللهم إلا شيئا قليلا منها فإذا نحن عوّدنا أنفسنا على التطلع لحكم التشريع ذهب ... إن شاء الله, ذهب أهمية الإيمان بالغيب ((ويسلموا تسليما)) هم قالوا هذا, يعني ذكروا الحكمة بس أنا ما أحب أن أدخل في هذه المواضيع لأنه قد يكون رأي قد يكون صواب قد يكون خطأ مثلا قالوا أنه ينبغي أن يسجد بكليته وفي ذلك أيضا ثوبه فلما يكفّ هكذا معناها منع شيء مما عليه من أن يسجد معه كذلك الشعر. كانوا في الجاهلية ولا يزالون حتى اليوم, عادة عربية يطيلون شعورهم رجال فضلا عن النساء فكانوا أحيانا يجمعونها في مؤخرة رؤوسهم أو على قُمم رؤوسهم ويقال في مثل هذا معقوص الشعر فالرسول عليه السلام نهى عن ذلك وإذا أراد أن يدخل إلى الصلاة لازم يفكوا. حتى جاء في حديث آخر صحيح أنه الرسول عليه السلام مر برجل وهو يصلي وشعره معقوص فحله وقال (مثل الذي يصلي معقوص الشعر كمثل الرجل يصلي مغلل اليدين) , يعني لا يتأدب مع الله عز وجل بأن ... مع اليسرى, الخلاصة هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين ... السائل: شيخ عفوا بالنسبة لعقص الشعر حتى بالنسبة للنساء؟ الشيخ: الحديث الحديث جاء بالنسبة للرجل. سائل آخر: طبعا تمام الشيخ: فيما جاء هذا من باب الاجتهاد مو من باب النص, في مجال أنه يكون النساء كذلك وهذا هو الذي يغلب على الظن لكن استنباطا لا نصا لأنه العلة واحدة وهو أنه تسجد بكل إيه؟ بدنها ولا يمتنع بعضها ومن ذلك شعرها أن لا يسجد معها والله أعلم. (222/17) «سؤال متعلق بمخالفة نية المقتدي لنية الإمام؟» الشيخ: أي نعم. السائل: ... إنسان مثلا ... صلاة المغرب وجاء ووجد الناس يصلون العشاء فيدخل معهم في العشاء ثم بعد ذلك يصلي المغرب لأن الصلاة صلاة ... من الذي يقيم؟ الشيخ: لا هو المقصود من الحديث في الرواية الصحيحة في مسلم وغيره إلا الفريضة أي الحديث ينهى عن التطوع أثناء القيام بالفريضة فلا ينهى عن الصلاة فريضة وراء فريضة بسبب اختلاف النية لأن اختلاف نية المقتدي عن نية الإمام ثابت بأن ذلك لا يضره في ... من الأحاديث منها مثلا حديث معاذ المعروف ومنها بعض كيفيات صلاة الخوف التي كان الرسول عليه السلام يصلي بالجماعة الأولى ركعتين وبالجماعة الأخرى ركعتين أخريين فتكون الركعتان الأخريان بالنسبة إليه ليست فرضا وبالنسبة للأخرين فرض فمن مثل هذه الأحاديث وكأحاديث مثلا في حق الأمراء الظلمة (سيليكم أمراء يؤخرون ... ) في الرواية الأخرى (يميتون الصلاة عن وقتها فإذا أدركتموهم فصلوا أنتم الصلاة في وقتها ثم صلوها معهم تكون لكم نافلة) , المهم أنه لا يوجد في السّنة ما يدل على ضرر اختلاف نية المقتدي عن نية الإمام فيجوز أن يقتدي المقتدي بنية تخالف نيته نية الإمام, وعليكم السلام ورحمة الله, أضف إلى ذلك أنه لا يوجد ما يمنع من ذلك والأصل كما يقول الشوكاني وغيره في هذه القضية, الأصل الإباحة أو براءة الذمة فمن ادّعى خلاف ذلك فعليه أن يأتي بدليل ومادام أن رواية إلا التي أقيمت فهي شاذة بل منكرة لم تصحّ فإذًا لا يبقى معنا ما يمكن أن ... في الموضوع، هذا ما عندي. السائل: ما في أفضلية يعني. الشيخ: نعم. السائل: يعني ما في أفضلية, يعني هو أحد أمرين ... يصلي المغرب حتى العشاء حتى ... أو يوافق ... صلاة العشاء يصلي خلفه العشاء ثم بعد ذلك يعني يصلي المغرب بعد العشاء؟ الشيخ: هذا يعكس النظام! السائل: لأن الصلاة أفضل ... . الشيخ: كيف فاتته؟ السائل: يعني صلاة المغرب ... . الشيخ: الفوت إما أن يكون لعذر فما يصح أن نقول فاتته وإما أن يكون لا لعذر فحينئذ فاتته فعلا ولا سبيل له إلى أن يقضيها, في الحالة الثانية يصلي فورا الفرض فرض الوقت وهو العشاء وتلك فاتته. وإما أن تكون على الصورة الأولى وهي أنه كان معذورا فما فاتته, والحديث الذي في الصحيح معروف لديكم (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها) لا كفّارة لها إلا ذلك فعليه أن يصليها حين يذكرها, حين يذكرها أقيمت صلاة العشاء فعليه إذًا هو أن ينوي صلاة الفاتتة بالتعبير المصطلح عليه وهي شرعا ليست فائتة بل هو يصليها في وقتها لقوله عليه السلام (فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) وعلى هذا فليس له خيرة في الموضوع, لا بد أن يؤدّي الصلاتين على الترتيب الأساسي, المغرب فالعشاء. السائل: ... معنى هذا أن يصليها أبدا. الشيخ: أبدا لا يصليها لأنه يصلي صلاة في غير وقتها ومن صلى صلاة في غير وقتها فهو كالذي يصليها قبل وقتها, من صلى صلاة قبل وقتها قد يكون لو كان جائزا فأولى من الذي يصليها بعد وقتها, لأن الذي يصليها قبل وقتها يستعجل بالخير فالذي مثلا يصلي العشاء ثم يقول أنا لعلي لا أستيقظ لصلاة الصبح فأنا أصليها سلفا لكن هذه الصلاة بلا شك باطلة لأنه صلاها في التعبير العام الذي نحن في صدده في غير وقتها لكن هذا الغير إن صح التعبير ينقسم إلىقسمين, قبل الوقت أو بعد الوقت ولا فرق بين هذين القسمين إطلاقا بجامع الاشتراك بأن كل منهما صلى صلاة في غير وقتها والله عز وجل يقول ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)) ثم الحديث المذكور آنفا, أعطونا شوية مية بس ما تكون يعني باردة تكون معدّلة, هو يصرح فيقول (لا كفّارة لها إلا ذلك) , وهذه الجملة مهمة جدا في موضوع ما يُسمونه بالقضاء, إذا تصورنا إنسانا لم يستيقظ لصلاة الفجر إلا بعد طلوع الشمس فعليه أن يباشر الوضوء أو الطهارة كبرى كانت أم صغرى وبعد الشمس لا تزال في وقت الكراهة قبل ارتفاعها فالحديث يقول (فليصلها حين يذكرها) أي بصراحة تامة عليه أن يصليها ولو كانت قد طلعت بين قرني شيطان لأن هذا له حكم خاص حيث قال عليه السلام فليصلها حين يذكرها, " حين " إيتي بلفظ مرادف للحين فهو "الوقت", فليصلها وقت يذكرها فهو تذكرها في وقت الكراهة في وقت التحريم هذا وقت التحريم بالنسبة للأخرين هو وقت الوجوب بالنسبة إليه لذلك على الإنسان الذي تفوته الصلاة إن كان معذورا فوقتها حين يذكرها, هذا الذي قلنا إنه استيقظ في صلاة الفجر مع طلوع الشمس تجب الصلاة عليه في هذا الوقت المحرم كذلك الذي أقيمت صلاة العشاء تجب عليه في هذا الوقت المحرم لأنك لو شرعت في النافلة فهو حرام عليك وقد أقيمت فريضة أما هذا فهنا في دليل بالنسبة إليه لا يجوز أن يؤخرها إلا بمقدار ما يستعد لها. السائل: لكن ... أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... تأخر ... فما صلى في ... واجب ... الشيخ: الجواب فيما رويت, وبذلك أغنيت عن الرد. السائل: بل يقصد كان ... هنا فلماذا لا نجعل ... . الشيخ: الجواب فيما رويتَ. السائل: وضع ... طيب ليش ... أيضا ... . الشيخ: لا ليس مانعا لأن ذاك مانع عام, والعام يدخله التخصيص أما هنا المانع خاص, (إنه مكان حضركم الشيطان به فارتحلوا عنه). السائل: ... صلى العشاء ... تذكر أنه ما صلى المغرب؟ الشيخ: بطلت صلاته. السائل: بطلت صلاة العشاء. سائل أخر: ... يا شيخ بالنسبة. (223/1) «إذا أقيمت الصلاة وقد شرع المصلي في النافلة فماذا يفعل؟» السائل: إذا أقميت الصلاة وهو قد شرع في النافلة؟ الشيخ: النافلة. السائل: سواء تحية المسجد ... ؟ الشيخ: لا, لا فرق, الذي ينبغي أن يلاحظ هنا في أصّح الأقوال الذي أنا رأيته هو أن يقدّر, كان في أول صلاة النافلة أو في وسطها أو في آخرها عليه أن يقدّر هل يدرك الصلاة من أولها, أيدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام أم لا, فإذا غلب على ظنه سواء كان في أول الصلاة أو في وسطها أو في آخرها أنه إذا أتمها أدرك صلاة الفريضة في أولها, يتمها وإلا بطلت أتوماتكيا. السائل: ... لو كان يصلي العشاء وأدرك من العشاء ركعة وذكر ... المغرب فتعارضنا حديثان حديث (من أدرك من الصلاة ركعة فأدرك الصلاة) والآخر أنه ... أدرك صلاة العشاء ... الأول ثم يصلي بعد ذلك ... النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في الوادي الذي حضره الشيطان وهذه ... . الشيخ: (من أدرك من الصلاة ركعة) هذا طبعا يخصص بما إذا كن إدراكه إياها شرعا إدراكا أما هذا في هذه الصورة لم يدركها مادام أنه تذكر الصلاة الفائتة التي يجب أداءها فورا! السائل: يعني كمان أدركها وهو ... . الشيخ: أي نعم. سائل آخر: شيخ أنت قلت أنه أنها تبطل ... لكن تبطل إذا لم ... الإمام تكبيرة الإحرام؟ الشيخ: إذا قدّر أنه لا يدرك نعم. السائل: ... أنها بطلت ... سواء .. الشيخ: أنا أعرف هذا أعرف هذا من كلام ابن حزم. السائل: ( ... فلا صلاة). الشيخ: نعم. السائل: فإنها ... . الشيخ: لكن المشكلة يجب أن نفهم النصوص يعني ليس على الجمود الظاهري فأنتم. (223/2) «كلام الشيخ على ابن حزم رحمه الله وجموده على الظاهرالشيخ: إذا عرفتم كما أظن أن ابن حزم أغرق في الجمود على الظاهرية إغراقا مضحكا, ذلك لأنه هو لا يرى من مذهبه أنه يجب عليه أن يشغل فكره ويعقله في فهم مقاصد الشارع الحكيم فيما يقرر من أحكام شرعية, هو مثلا حينما يقف أمام حديث في البكر تستأذن وإذنها صُماتها, هو لا يفكر لماذا قال (وإذنها صُماتها)؟ بينما جماهير العلماء يفهمون جيدا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وإذنها صُماتها) رفقا بها لأن البكر ليس عندها تلك الجُرأة التي تتمتع بها عادة الثيّب ولذلك قال عليه السلام في سبيل الحصول على إذنها بصُماتها, ابن حزم لا ينظر لهذا أبدا ونحن نرى هذا من الجمود الفكري بحيث لا حدود له, لو كان لو كانت الأبكار في ذلك العهد شأنهن في هذا العهد ما قال الرسول في اعتقادي (وإذنها صُماتها) لأنكم تعلمون أنه الأبكار اليوم يعني تربوا تربية غير إسلامية وحرية ومش فقط بتقول أنا ما أبغاه وتعمل محاضرة في تبرير موقفها لكن الأمر كان في ذلك الزمان كان يعني النساء يعني محشومات متأدبات ومن أجل ذلك,- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - , من أجل ذلك تجد الصحابي حين يصف الرسول عليه السلام ويصف حياءه كان يقول إنه عليه السلام كان أشد حياء من البكر في خدرها, أين هي اليوم؟ صارت في خبر كان, ابن حزم لم يلاحظ الفرق بين ذاك الزمان وهذا الزمان وزمانه أبدا لأنه أنا ما أجد فرقا كبيرا بين زماننا وزمن الدولة المغربية التي كانت في الأندلس لأنه كما ترون الآن مع الأسف البذخ والترف والمال و وإلخ يُفسد الأخلاق ويُفسد التربية, لعلنا ما ذهبنا بعيدا لتوضيح أن الجمود هذا ليس من الفقه بسبيل فحينما قال (اذنها صُماتها) رتّب على ذلك أن البكر إذا قال لها ولي أمرها فلان يخطبك فقالت رضيت, لا يُقبل, يجب عليها أن تصمت, سبحان الله, هو قال رفقا بها, ما قال إيجابا عليها أن تصمت فاليوم كما قلنا أكثر الأبكار قد تقول رضيت أو كما تريد يا أبتي أو يا ولي أمري إلخ, لا يجب عليها أن تصمت حتى يعتبر إيش؟ إذنا فإن لم تصمت, ... , له من هذا النوع نماذج غريبة وغريبة جدا من ذلك مثلا أنه قال في حديث أبي هريرة رضي الله عنه نهى عن البول في الماء الراكد, واضح من حيث الأسلوب العربي أن المنهي هو أن يصب بوله مباشرة في الماء الراكد وبناء على جموده هذا قال فلو أنه أراق فلو أنه بال في إناء ثم أراق ما في الإناء في الماء الراكد جاز, لماذا؟ لأنه لا أصدق عليه لغة وأنا معه لغة لكن هذه اللغة العرفية أما اللغة الشرعية فلست معهم فيها, فهو يقول إذا بال في إناء فارغ ثم صب ما في هذا الماء البارد من البول في الماء الراكد, هذا ما خالف الحديث, هو في تعبيري ما خالف لفظ الحديث, نحن نقول خالف المقصود من الحديث لأنه لا يختلف اثنان ولا ينتطح عنزان في أن مقصود الحديث واحد شيئين وهذا يختلف اختلاف قلة الماء الراكد وكثرة البول المصبوب في الماء الراكد فأحد الأمرين لا بد من أن يتحقق إما أن يتنجس الماء الراكد أو على الأقل أن يتلوّن, فما الفرق بين أن يتحقق أحد هذين الوصفين المحذورين بين أن يبول في الماء الراكد مباشرة أو أن يبول في الإناء الفارغ ثم يصب ما في هذا الإناء من البول في الماء الراكد وليت شعري لو اجتمع ناس كثيرون فبالوا في الإناء الفارغ ثم صبوه في الماء الراكد يظل يقول هذا الظاهري وقد انقلب الماء إلى بول أنه هذا ليس فيه محذور لا يمكن أن يمشي الظاهري إلى نهاية الشوط بفكره الجامد لهذا لا نمشي مع ابن حزم في قوله أن الرسول قال (فلا صلاة إلا المكتوبة) نعم لكن ما الذي يقصده الرسول عليه السلام من هذا الحديث, نحن نستطيع أن نتصور صورا شتى لنتعرف على حكم الشارع الحكيم في هذه المسألة, أنا أتصور بينما المتنفل في آخر التشهد الأخير ولم يبق عليه إلا أن يقول " أ " وإذا بالمقيم يقول " أ " فما فهمتموني, يعني هو يريد أن يقول السلام عليكم وإذا بالمؤذن إيش يقول الله أكبر الله أكبر طيب فعلى حسب خطة ابن حزم " أ " بطلت صلاته لأنه ذاك سبقه هذا جمود فكري وتسلسل بقى الموضوع أنت إلى الوراء, هو مثلا جلس للتشهد وساعة يريد أن يقول " أ " التحيات هو قال الله أكبر صار في فسحة هنا فأنا الذي أفهمه بعد دراسة أقوال العلماء المتناقضة في هذه المسألة كثيرا أنا أفهم من قوله عليه السلام (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) أنه يريد أن يفرّغ هذا المتنفل ليدرك الصلاة المفروض وراء الإمام في أول التكبير وذلك لأن لهذا الإدراك فضيلة خاصة نفهمها من مثل قوله عليه السلام (من أدرك تكبيرة الأولى في صلاة جماعة أربعين يوما كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار) إذًا هذا حض بالغ ما بعده حد على أن المسلم يجب عليه أن يحرص أن يدرك في كل صلاة لأنه هو ما يستطيع أن يعمل حساب جدولي, أول يوم ثاني يوم صار أربعين يوم بعدين ما عاد يهتم, لا مقصود الحديث أنه يجعل دائما ديدنه أن يدرك الصلاة مع الجماعة التكبيرة الأولى. الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل تهيئة السبيل لكل متنفل ألا تفوته هذه الفضيلة التي لو صلى نوافل عديدة لا يبلغ نصفها ولا عشرها قال (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) , المسألة عندي إذًا تختلف من اختلاف وقت بدء إقامة الصلاة, هذه ملاحظة من اختلاف وقت سماع المتنفل لإقامة الصلاة هل ذلك في أولها أم في آخرها أم في وسطها, كل هذا ينبغي أن يقدره المكلّف, زد على ذلك إذا كان من أهل المسجد أو ليس من أهل المسجد ولكن يعرف عادة هذا المسجد الذي هو ليس من أهله , يعرف أن إمام هذا المسجد يحافظ على السّنة, من السنة أن يلتفت أن يقول (سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة) تحاذوا بين ما يقوم بهذا الواجب الذي أخلّ به جماهير الأئمة هنا وهناك يكون هو قد فرغ من الصلاة أو أن يعرف أنه هذا الإمام هو حنفي المذهب لا يكاد المقيم يقول قد قامت الصلاة إلا يكون هو إيه قال الله أكبر لأنه هكذا ... فإذًا كل هذه الأشياء ينبغي أن يلاحظها المتنفل وعلى ذلك إما أن يقطع الصلاة وإما أن يتمها, هذا رأيي في الموضوع. السائل: كيف يقطعها ... ؟ الشيخ: يقطعها بدون سلام يعني تبطل كما قلنا أنفا أوتوماتيكيا. (223/3) «قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أقيمت الصلاة) هل أقيمت أي إذا شرع المؤذن في الإقامة وبلغ قد قامت الصلاة أم كبر الإمام؟» السائل: شيخ قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أقيمت الصلاة) هل أقيمت أي شرع المؤذن في الإقامة أم بلغ " قد قامت الصلاة " أم كبّر الإمام؟ يعني فهمت من كلام حضرتك ... كبر الإمام؟ الشيخ: لا أنا أقول التكبير المقصود فيه الإدراك المتنفل لكن أنا أفهم أقيمت يعني شرع في الإقامة. السائل: في لفظة قام ... . الشيخ: في لفظ ... لفظ الإقامة. السائل: الحديث الآخر إلا الإقامة. الشيخ: لا هذا ما انتهينا منه, هذا ليس بصحيح. السائل: لا ما أقصد هذا أقصد الحديث الآخر أمر بلال ... الإقامة إلا الإقامة. الشيخ: ... أي نعم هو المقصود إذا أقيمت الصلاة لفظة إقامة الصلاة كلها التي تقابل الأذان. السائل: ... . الشيخ: أي نعم, إذا كنتم متفقين على أسئلة فلا مانع عندي أما إذا كانت الأسئلة تصدر من شخص واحد فيحسن أن نعدل وأن ندير الأسئلة ننقلها شخص من شخص إلى آخر فإذا جاء الدور إلى السائل الأول فيسأل سؤال ثاني وثالث وهكذا. السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: ... . الشيخ: أه تأخذ السماح منهم ما عندي مانع. السائل: أحسن الله إليك. سائل أخر: كمّل ... . (223/4) «ماهي صفة رفع اليدين؟» السائل: فيه بالنسبة لرفع اليدين وردت روايات لأبي داود ومسلم وغيرها منها مثلا لأبي داود حيال أذنيه, فيه حيال منكبيه وقال ... حيال أذنيه وإلا ... ؟ الشيخ: هذا يختلف باختلاف من يرى استقبال القبلة بالأصابع أم لا وعلى هذا يتفرع الجواب هكذا أم هكذا فإذا كان يوجد في السّنة أنه ينبغي أن يستقبل بأصابع كفيه حينما يرفع يديه سواء في تكبيرة الإحرام أو في تكبيرات الانتقال فإذًا يكون هكذا وإن كان لا يرى أو لا يعلم أن هناك سنة تحضّ على استقبال القبلة بأصابع الكفين فحينئذ نحن لا نقول بإلزام بصفة من الصفتين وإنما نقول هذا أو ذاك وكله محاذاة سواء فعل هكذا أو فعل هكذا, لأنه ليس عندنا بيان لهذه الكيفية بخلاف ما جاء في صفة السّجود ففي صفة السجود فيه ضم الأصابع أولا وتوجيها إلى القبلة مثل هذا لم يرد في رفع اليدين في التكبير, وعلى ذلك ندعها كما جاءت مطلقة لا نقيدها بصفة بصفة لم ترد. السائل: يعني ما نبحث عن معنى حيال ونقول حيال ... . الشيخ: ابحث ما شئت لكن لا تزد على ما يُعطينا لغة, ابحث ما شئت لأنه الحيال كما يكون هكذا يكون هكذا! السائل: هم قالوا, قالوا قبال. الشيخ: نعم. السائل: قال هي قِبالة ... هكذا ... قال حيالهما أي قِبالتهما. الشيخ: ... أنت تفسر حيال أم قِبال؟ السائل: لا هو هو يقول حيال يعني قبال. الشيخ: معليش هو هذا تفسيره لكن الحيال قد يكون بالكف من حيث, ماذا أقول, جانبها وقد يكون من حيث عرضها وهكذا. (223/5) «مداخلات متعلقة بالسؤال السابق في اختلاف النية بين الإمام والمأموم؟» السائل: يا شيخ بارك الله فيك بالنسبة للسؤال السّابق بقي نقطة لو دخل الإمام وكان قد صلى المكتوبة ثم صلى النافلة بالمأمومين مثل قصة معاذ ... ما يتعارض هذا مع قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) في حق الإمام؟ الشيخ: كيف يتعارض وأنت تحتج بقصة معاذ؟ السائل: ... ترى معاذ كان يصلي نافلة وإلا ... فريضة؟ الشيخ: هي له نافلة ... الحديث. السائل: صح الرواية, القرآن ما ذهب ... هذه الرواية الشيخ: كيف؟ السائل: الصنعاني. الشيخ: أه. السائل: يقول لا يقول معاذ كان يصلي فريضة بيقول ... يجوز ... . الشيخ: ما فهمت ماذا يقول الصنعاني؟ السائل: يقول معاذ كان يصلي فريضة ما كان يصلي نافلة. الشيخ: معاذ كان يصلي فريضة؟ السائل: وتكلم في هي لهما ... . الشيخ: لا هذا بلا شك ... . السائل: الصنعاني تكلم في الحديث الآخر غير حديث معاذ فتكون ... وهذه ... . الشيخ: هذاك خليه ... الي ذكرناه آنفا, حديث معاذ حديث صحيح وفيه (هي له نافلة ولهم فريضة). السائل: نعم. الشيخ: وذكرت لكم في أول البحث صلاة الرسول عليه السلام في صلاة الخوف مرتين, في المرة الأولى صلى بجماعة ثم انطلقت جاءت جماعة أخرى صلى بهم ركعتين مرة أخرى, ما هذه الصلاة الثانية التي صلاها الرسول؟ فرض؟ فإذًا؟ هب أن الذي نقلته والعهدة عليك, هب أن الذين نقلته عن الصنعاني كان نقلك صحيحا ثم هب أن ما ذكره الصنعاني بناء على نقلك هو في نفسه صحيح فلا يضرنا شيئا لأنه عندنا حديث صلاة الخوف لكن أنا في علمي أن حديث معاذ (هي له نافلة وهي لهم فريضة) هي زيادة صحيحة ولذلك يمكن اعتبار هذه الزيادة صحيحة حتى عند الذين لا يقولون بحديث معاذ مع هذه الزيادة, ذلك لأنهم ما استطاعوا أن يردوا دلالة الحديث على النحو الذي نقلته عن الصنعاني. لأن الأحناف كما تعلمون, لردوا بهذا على الشافعية لكنهم ما وجدوا إلى ذلك القول سبيلا فذهبوا إلى قول قد يشكل على كثير من الناس لكني أنا بفضل الله ورحمته وجدت أنه لا قيمة لهذا القول, هم يقولون ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اطّلع على هذه الحادثة ومادام أن الرسول ما اطلع فإذًا لا حجة في هذا الفعل, وهذه طريقة في رد بعض الحوادث التي وقعت في عهد النبوة والرسالة, طريقة مسلوكة مطردة عندهم ولذلك ردوا بها كثيرا من الحجج الثابتة الصحيحة, من ذلك مثلا أنهم حينما احتج الشافعية عليهم بأن خروج الدم لا ينقض الوضوء مهما كان كثيرا ففي حديث الأنصاري الذي قام يحرس الجيش النازل في سفره. السائل: ... . الشيخ: أه. السائل: ... . الشيخ: أي, قالوا لما استمر هذا الرجل في صلاته ما عندنا علم أن الرسول عليه السلام اطلع على هذه الحادثة وأقرها وبذلك نحن ننفي صلاحية هذه القصة في الاستدلال الذي ذهب إليه الشافعية من أن الدم الكثير لا ينقض الوضوء فأنا بدا لي منذ سنين طويلة أن هذه الحجة التي يركن إليها الحنفية حجة داحضة مرفوضة وذلك من وجهين اثنين, الوجه الأول أنني أقول يستبعد جدا جدا جدا أن لا يطلع الرسول عليه السلام على حادثة معاذ وحادثة الأنصاري ذلك لأن المفروض في أمير الجماعة أنه لا تخفى عليه مثل هذه القضايا وبخاصة أنها تتعلق بأحكام شرعية وهو مسؤول عنها. أما حادثة معاذ فتعلمون قصة صاحب الناضح الذي ابتدأ يوما رأى معاذ وقد افتتح سورة البقرة ففارقه وصلى الفريضة لوحده ثم انطلق إلى سبيله وأحس معاذا أو قيل له فيما بعد ما فعل فأخذ ينال منه وبلغ ذلك الأمر إلى الأنصاري فشكى معاذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل خلفه وقال له كما تعلمون (أفتان أنت يا معاذ أفتان أنت يا معاذ أفتان أنت يا معاذ بحسبك أن تقرأ بـ ((الشمس وضحاها)) و ((سبح اسم ربك الأعلى)) ونحوها من السور) ثم قال (إذا أم أحدكم فليخفف) إلى أخر الحديث. إذًا الرسول يعلم أن معاذا يصلي بالناس وهو يراه يصلي وراءه عليه السلام فيستبعد جدا أن لا يكون عند الرسول عليه السلام علم بذلك, كذلك أقول بالنسبة لحادثة الأنصاري الذي سالت الدماء من رجله, هذه حادثة غريبة جدا يصل خبرها إلى راوي الحديث وهو جابر بن عبد الله الأنصاري ولا يصل خبرها إلى سيد القوم ونبيهم عليه الصلاة والسلام. هذا يعني شبيه بالمستحيل هذا الجواب الأول, الجواب رقم اثنين ما الذي يرمون إليه حينما يقولون أن الرسول عليه السلام ما عنده نص أنه علم بذلك لأنهم مع المسلمين جميعا أن الرسول لو علم وأقر صار حجة, طيب نقول ثانيا هب أن الرسول ما علم لكن رب الرسول علم وهو أهم من علم الرسول لأنه هو الذي يوحي إلى الرسول ما يشاء من الأحكام فما هي هذه المشكلة الضخمة التي يتسترون بها حين يقولون ما في عندنا نص أنه الرسول اطّلع وهم لو قيل لهم أليس عندكم علم قطعي يقيني بأن رب الرسول اطّلع سيقولون بلى إذًا أيهما أهم أن يطلع الرسول أم رب الرسول لا شك أن الجواب سيكون رب الرسول, مادام رب الرسول اطلع ثم هو أقر الرسول على ما وقع أي دون أن يعلم الرسول على افتراض الحنفية, فالحجة قائمة سواء فرضنا أن الرسول اطلع أو أن الرسول ما اطلع لأن في كل من الحالتين رب الرسول قد اطلع وفي ذلك الحجة البالغة. على هذا فقصة معاذ بن جبل هي حجة في جواز صلاة الفريضة وراء النافلة وتتأيد هذه بما ذكرناه من إحدى صفات صلاة الخوف. السائل: ... . الشيخ: أي نعم هو يشير إلى هذا. السائل: ... . الشيخ: أي نعم, طيب. سائل آخر: يا شيخ بعض أهل العلم يقولون هذا اختصاصا بمعاذ؟ الشيخ: كنا نخاف من أن يقال خاصة بالرسول صرنا نقول خاصة بمعاذ. السائل: ... خصوصية الشاب الذي يعني أراد الصحابي أن ... العيد فقال له هذه خاصة لا ... . الشيخ: حسن من أين عرفنا الخصوصية؟ أليس بقول الرسول حين قال (لا تجز لأحد بعدك) , طيب هل قال هذا لمعاذ؟ السائل: لا ما قال. الشيخ: لا إذًا سقطت الحجة ثم لا تنسى ما قلناه آنفا أن الرسول صلى بأصحابه صلاة الخوف مرة ثانية ترجع ... يقال هنا وهو أهون هذه خاصة بالرسول لأن الرسول له خصوصيات كثيرة السائل: حديث ... يتصدق ... . الشيخ: أي نعم, ليس له علاقة بموضوعنا لأن الذي تصدق هو المؤتم والذي صلى إماما ... والذي صلى إماما هو المفترض فهنا القضية معكوسة. السائل: هل ثبت أنه .. الشيخ: المقتدي المقتدي متنفل والإمام مفترض أما قولك هل ثبت إن كنت تعني هل ثبت بنص خارج عن هذه ... الجواب لا أعرف لكن الرواية نفسها تغنينا عن هذا السؤال لأنه قال الراوي في هذا الحديث (ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه) ألا ترون معي بأنه لو قال فيصلي به لاختلف المعنى, لا شك أن هناك فرقا كبيرا, يصلي به يعني إماما, بيصلي معه يعني مقتديا ولذلك يتبين لنا أن هذا الحديث ليس له علاقة بالموضوع, اقتضاء اقتداء المفترض بالمتنفل بل هذا له علاقة بقضية أخرى ثبتت في أحاديث أخرى وهي جواز إعادة الفريضة بنية النافلة وهذا كما سبق في صلاة الخوف لما ذكرته آنفا. هذا الرجل الذي صلى وراء هذا الداخل كان قد صلى وراء النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفريضة ثم حض الرسول الجماعة أن يصلي أحدهم معه فقام وفي رواه أنه أبو بكر لكنها رواية ضعيفة وصلى معه فهذه يستدل بها على جواز تكرار الفريضة بنية النافلة وإلا فلا يجوز إعادتها بنية الفريضة لقوله عليه السلام (لا صلاة في يوم مرتين). السائل: ... فقال فيصلي به فتكون ... القضية أنه هو الإمام أما لو قال فيصلي معه فـ ... الإحتمالان. الشيخ: طيب لا بد من مرجّح فهل نرجّح أم نظل حيارى؟ السائل: يعني المرجح بمجرد أنه لم يقل به. الشيخ: هاه. السائل: بيظل أنه لم يقل به. الشيخ: نعم لأنه المفروض أن الرسول ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) مش المفروض فيه عام الأمر على الناس فمادام أن كل عربي يفهم الفرق فيصلي به أو فيصلي معه فالمفروض أن يأتي باللفظ المبيّن الموضح فكان ينبغي أن يقول فيصلي به فما قال (فليصلي معه) واللفظ الأول نص في الموضوع لأنه يكون هو الإمام والثاني إذا لم نقل نص في أن يكون هو المقتدي فعلى الأقل هو ظاهر في أنه هو المقتدي وهذا يكفي. (223/6) «تعليق الشيخ على كلام الصنعاني» السائل: ... فقد ... المصنف الكلام على الاستدلال بالحديث على ذلك الإستدلال فقد كتبنا فيه رسالة مستقلة. الشيخ: نعم؟ السائل: فقد كتبنا فيه رسالة مستقلة جواب سؤال وأدمنا فيها عدم نفوذ الحديث على صحة صلاة المفترض خلف المتنفل الشيخ: بس هذا لا يعطي ما قلت. سائل آخر: ... . الشيخ: هذا لا يعطي ما قلت, لا ينهض, الأن يأتي سؤال لماذا لا ينهض, انتظروا حتى تشوفوا الرسالة إش قال فيها, طيب أنا أشعر بأني بحاجة للخروج لقضاء الحاجة, يا الله. السائل: ... الفريضة. الشيخ: أيوه. السائل: الحديث عن يزيد بن الأسود رضي الله عنه. الشيخ: أنو يزيد؟ السائل: أي نعم. الشيخ: يزيد بن من؟ السائل: بن الأسود. الشيخ: إيه السائل: أنه صلى الله عليه وسلم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما خلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الشيخ: أي هذا في مسجد الخيف. السائل: أي نعم في مسجد الخيف. الشيخ: طيب. السائل: في رواية هنا يقول قال الي هو ... أو داود من حديث يزيد بن عامر أنه صلى الله عليه وسلم قال إذا جئت الصلاة ووجدت الناس يصلون فصلي معهم إن كنت قد صليت تكون لك نافلة وهذه المكتوبة, هذا الذي ... فيه. الشيخ: لا هذا غير صحيح. السائل: وهذا غير صحيح ... . الشيخ: هذا هو ((وكفى الله المؤمنين القتال)). (223/7) «ينقلون عنكم أقوال متناقضة في الجهاد فبعضهم يقول إنك تقول إن الجهاد فرض عين وآخرون يقولون إنك تنهى عن الذهاب إلى أفغانستان فنريد أن نعرف التفصيل والشروط إذا أمكن؟» السائل: ... يا شيخ أنهم يقولون عنك أقوال متناقضة في الجهاد فيعني مثلا أحدهم يقول إنك قلت الجهاد فرض عين و آخرون يقولون أنك تنهى عن الذهاب إلى أفغانستان. الشيخ: إلى هنا. السائل: فنريد أن نعرف التفصيل والشروط يعني إذا أمكن إذا وجدت؟ الشيخ: كلاهما ينسبان إليّ ولا شك أن أحدهما صحيح والآخر باطل, والصحيح هو الأول لأن المشكلة سبب القول الثاني, لعله الأحسن نؤخر لعله ... , الجهاد في أفغانستان فرض عين بلا شك لأنه هذا الذي يفهمه كل مسلم أنه إذا هوجمت بعض البلاد الإسلامية وجب على كل المسلمين أن ينفروا كافة لطرد هذا العدو المهاجم عن تلك البلاد أما القول الثاني الذي نحن ننكر نسبته إلينا فأنا الذي أقول يجب على كل مسلم مستطيع أن يجاهد هناك في سبيل الله وجوبا عينيّا أنا شخصيا أرى والله أعلم أن مصير البلاد الأفغانية بناء على تقاعس المسلمين عن نصرة إخوانهم الأفغانيين فأخشى ما أخشى أن تعود فلسطين ثانية بسبب تقاعس المسلمين وبخاصة الحكام الذين بيدهم الصولة والدولة عن نصرة الأفغانيين علنا أخشى ما أخشاه أن تعود أفغانستان فلسطين ثانية, فهذا شيء, وهذا رأي, المستقبل سيكذبه أو سيؤيده وكل ما أرجوه أن يكذبه المستقبل وأن تعود الأفغان أولا إلى ما كانت من قبل بلاد إسلامية ليس لدولة كافرة سلطة مطلقا عليها وثانيا أن يعودوا إلى أحسن مما كانوا فإن من المعلوم أن تلك البلاد ككثير من بلاد الإسلام الأعجمية فهي أبعد ما تكون عن العقيدة الإسلامية الصحيحة فأملي أن تعود أفغانستان أولا كما كانت دولة إسلامية ليس لدولة أجنبية كافرة أي سلطة عليها وثانيا تعود أحسن مما كانت لأنها استفادت بلا شك من مخالطة بعض الأمراء أمراء الجهاد اليوم, استفادوا من اتصالهم ببعض الأفراد من العرب سواء كانوا يعني حكوميين رسميين أو كانوا من المجاهدين لله عز وجل, فهؤلاء المجاهدون العرب نقلوا إلى تلك البلاد لأول مرة نقلا يشبه أن يكون نقلا جماعيا, ما يتعلق بالتوحيد ما يتعلق بالرجوع إلى الكتاب والسنة إلخ, هذا الشيء الذي كان الأفغانيون كشعب مسلم ما يعرفون شيئا من ذلك وهذا لا يعني أنه لم يكن فيهم أفراد يعني درسوا في هذه البلاد مثلا أو في الهند أو الباكستان وسمعوا عن الدعوة دعوة أهل الحديث أو السّلفيين أو نحو ذلك, لكن كشعب ما كان عندهم هذا المفهوم فأنا أرجو أن يكون عودة الشعب الأفغاني هكذا إلى خير مما كان من قبل لكن بالنظر إلى تقاعس من بيده الصولة والجولة بلا إمداد هؤلاء بما يجب على المسلمين بناء على أنه هذا جهاد عيني من إمدادهم بالأموال والعتاد والأشخاص حينما يلزم الأمر, أخشى ما أخشى ووراء هذه المعركة كما تعلمون دولتان كما يقولون كبيرتان, فأخشى أن تعود إلى فلسطين ثانية بمعنى تنقسم يقسمون أفغانستان إلى قسمين, قسم شيوعي وقسم إسلامي وتضع الحرب أوزارها على هذا الأساس أما لو قامت الأمة الإسلامية حكامها ومحكوميها بواجبهم العيني فيستحيل إلى أن تعود بلاد الأفغان بلاد إسلامية وخير مما كانت عليه من قبل, فلست يعني متناقضا في إبداء الحكم الشرعي فالحكم الشرعي هو فرض عين لكن وإن كنت لست سياسيا ولا أشتغل بالسياسة لأنه ما فيني من الاشتغال بالعلم الشرعي يكفيني لكني أرى وأعتبر مما هو عليه المسلمون اليوم بصورة عامة, أخشى أن تعود أفغانستان فلسطين ثانية ولستم بحاجة إلى أن نعرفكم بما عليه فلسطين الآن فكلكم يعلم ذلك. (223/8) «إلى من يتوجه الفرض العيني إلى الحكومات أو الأفراد؟» السائل: شيخ بارك الله فيك فرض العين إلى من يتوجّه؟ الشيخ: إلى كل مستطيع. السائل: حكومات أو أفراد؟ الشيخ: هو أصالة الحكومات لكن إذا الحكومات لم تقم بواجبها وكان الأفراد من المستطيعين للقيام بهذا الواجب لا يسقط عنهم. سائل آخر: ما هو ... الاستطاعة يا شيخ؟ السائل: يا شيخ سألت حكمتيار. الشيخ: من؟ السائل: حكمتيار ... إسلامي هناك. الشيخ: أه. السائل: أكبر ... وسألته هل ... فقال لي و ... من أن يقف في مجلس واحد, ... رباني ... وحكمتيار قريبا من ... قال ما نحتاج إلى رجال! الشيخ: أيوه. السائل: فهل هذا يغيّر الفتوى بالنسبة للحكم الذي قلته؟ الشيخ: لا ما يغيّر لأنه هذا الحقيقة أنا قلت ما أدري هنا وإلا في المدينة لأنه أحد الطلاب قال لي شو رأيك هؤلاء المجاهدين يذهبون هناك ويقضي أحدهم الشهر والشهرين ثم يعود كأنه القضية قضية تفرّج أو تسلية. أقول هؤلاء الذين يذهبون للجهاد حقا ومخلصين صدقا فهؤلاء لا ينبغي لهم أن يتصرفوا تصرفا شخصيا هؤلاء يجب أن يسلموا قيادتهم هناك لرؤوسهم هناك وقوّادهم فإذا رأى القائد مثلا فوج أو سرية سمّوا ما شئتم بأنه جاءهم يعني عدد جديد من المجاهدين فقد يرى هو من السياسة خاصة وأن أكثر العالم الإسلامي مع الأسف غير متعود ولا متمرن على الجهاد في سبيل الله, أكثرهم لا يحسنون أن يرموا رصاصة واحدة فقد يرى القائد مثلا المسؤول عن السّرية أو الجماعة أن يعمل مبادلة بمعنى جاء الآن مثلا مائة مجاهد فهو يفسح المجال لمائة مجاهد سابقين أن يعودوا إلى بلادهم وإلى أهليهم لماذا؟ للسبب الذي أنت تذكره لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا بحاجة إلى استمرار مدد الأفراد والأشخاص. السائل: ينعقد بالنسبة للفرد هو الفرض العيني عليه مع وجود عدم الحاجة, أذهب ويأتي واحد بدالي ده صحيح. الشيخ: أه السائل: لكن لو ما ذهبت يلحقني شيء؟ الشيخ: إذا كان إذا كان صحيح أنه العدد القائم الآن يكفي من حيث تحقيق الفرض العيني فأنا أقول الفرض العيني عن الآخرين ارتفع لأنه الفرض العيني هو بمقدار ما يتحقق به الفرض, فإذا كان المسؤولون وهم أعرف منا بطبيعة الحال, نحن الآن لما بنحكم فرض عين لأننا ما ندري الرأي الذي تنقله عن المسؤول ثم لا أدري أنا هذا الرأي يمثل رأي جميع القوّاد هناك وإلا يمثل رأي قائد واحد, هذه مسألة نحن أعجز من أن نخوض فيها بالتفصيل لكن نفترض أنه إذا اتفق القوّاد جميعا هناك بإخلاص وهم حريصون كل الحرص أنهم يطردوا الكافر من بلادهم على أنهم ليسوا بحاجة إلى فرد واحد وإنما هم بحاجة إلى العتاد وإلى المال. السائل: والدعاة. الشيخ: والدعاة طيب, حينئذ أنا أقول يسقط الفرض العيني ويبقى الفرض الكفائي, يسقط الفرض العيني من حيث الأفراد المجاهدين لكن لا يسقط الفرض العيني عن إمدادهم بالأموال وبكل ما يحتاجونه وبخاصة أنه هذه الأموال يعني تتحوّل إلى سلاح والسلاح يتحول في كثير من الأحيان إلى نفاد فلا بد إيش من تجديد وتعويض, لكن أنا بارجع بأقول رأيي مادام أنه في استبسال في, يوجد استبسال في الجهاد في سبيل الله, أنا ما أتصور أنه ... الفرض العيني عند هؤلاء الأشخاص لأنهم يستشهدون كثير منهم فهذا, أليسوا بحاجة إلى تعويض؟ فإذا لم يكن هناك يعني رفد يمدون هؤلاء الذين ذهبوا شهداء في سبيل الله معناها قل العدد الذي زعمنا أنه تحقق الفرض العيني. السائل: يعني أصل الفتوى الآن مبنية على الحاجة ... فإذا قلت الحاجة. الشيخ: لا. السائل: أصبح فرض عين. الشيخ: ... كذلك. سائل آخر: سؤال يفرض نفسه الشيخ: نعم. (223/9) «كلام الشيخ على اشتراط الجهاد تحت راية أمير واحدالسائل: هو الجهاد ينبغي أن يكون مع أمير واحد فإذا اختلف هؤلاء السبعة إذا افترض أنهم سبعة؟ الشيخ: وهذا رأي أيضا سمعته هنا وهذا نقله أو ذكروا بأني أنا ذكرت أنه الجهاد يجب أن يكون تحت راية, نعم, أنا قلت هذا الكلام ولا أزال أقوله بالنسبة للبلاد الإسلامية, البلاد الإسلامية التي غزيت من عقر دارها ولم تغز من الكفار الخارجين عنها كما وقع في سوريا قريبا الثورة السورية ضد هذا المسمّى بحافظ الأسد وكما قام هناك إخواننا المصريون ضد, شو اسمه هذا الذي ذهب قتيلا, أنور السادات إلخ نحن لا نقر هذه الثورات أبدا لأنها ليست على المنهج الإسلامي فهناك نقول لا بد إذا قامت يعني حركة كهذه الحركات لا بد أن تقوم على أساس رجل مسلم مبايع ليس من طائفة من المسلمين وإنما من المسلمين جميعا, هذا الحكم الذي قلته ولا أزال أقوله يختلف تماما عما هو الواقع الآن في الأفغان, الأفغان هوجمت من دولة كافرة فيجب أن ينفر الناس كافة وكافة هنا تفسر على ضوء البيان السابق, لأنه اليوم تسمائة مليون مسلم مش معقول أنه يروحوا كلهم للأفغان ويخلوا الديار إلا بمقدار ما يحقق الفرض العيني هذا. لكن أنا أرى أعود للبحث السّابق وقد أوضحت أنه الشبهة القائمة يجب أن تكون تحت راية واحدة هذا نقوله أو قلناه بالنسبة للثورات التي تقوم في داخل البلاد الإسلامية, هنا وإن كنا نحن نقول كان هذا هو جوابي, أيضا في أفغانستان أن يقاتلوا تحت إمرة شخص واحد لكن لا حول ولا, إذا هذا ما أمكن فما ندع نحن البلاد الإسلامية لتذهب لقمة سائغة للكفار بسبب هذا الاختلاف بين بعض الأمراء وحب كل واحد أنه يكون هو الأمير وهو ... فعلينا أن نظل يعني نمدهم كل ما يلزمهم من عتاد ومن أشخاص ومن أموال. السائل: شيخ بارك الله فيك بالنسبة لوضع إنسان مسلم تشابه عليه الأمر هناك, هل ... في حاجة؟ أو في غير حاجة؟ يسمع ضابط قوات ... . سائل أخر: هذا هو ... . السائل: والآخر أنهم غير محتاجين وهو الآن أمه مثلا تقول له لا تذهب, يعني بعض إخواننا أمه مريضة بالقلب وتعب, قال لك لا تذهب فهو قال أنه الشيخ ناصر قال بفرض عين ويأثم من لم يذهب إلخ, فمثل هل في هذه الفرض وكثير منهم أيهما يرجّح؟ الشيخ: هذا أنا ما قلت لك هذا الكلام واليوم قلناه في مجلس صباحا, أنا بأقول فرض عين لكن كل إنسان هو مسؤول عن نفسه, أنا ضربت مثلا. (223/10) «كلام الشيخ على استأذان الوالدين في الجهادالشيخ: إذا كان هناك أبوان شيخان كبيران عجوزان ولهم ولد يخدمهما وهذا الولد تاق، تائق كل التوقان إلى إيش؟ إلى الذهاب إلى الجهاد في سبيل الله, ليس هناك من يكل عن نفسه من يقوم بأود وبشأن أبويه العجوزين الكبيرين كما قلنا, هذا أنا ما أقول يدع أبويه للظروف وقد يهلكان جوعا وعجزا ومرضا و وإلخ, إنما نقول أنت استفت قلبك كما جاء في الحديث وهذا محله (استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) أنت شوف الآن في عندك من يقوم نيابة عنك بالقيام بشأن أبويك, ما فيه, فأنت كما جاء في الحديث (الزمهما فإن الجنة عند رجليهما) لا يوجد من يقوم بشأنهما وبخدمتهما فحينئذ لا يرد الاستئذان بالشرط السابق أنهم بحاجة إلى رجال. السائل: ... يعني فهمت من كلام حضرتك أنه الاستئذان على حسب المصلحة وهذا هو صحيح. الشيخ: طيب. السائل: أظن في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في ابن حبان أي الأعمال أفضل قال (الصلاة على وقتها) قال ثم أي قال (الجهاد في سبيل الله) قال النبي إلي قال أمرك ب ... حقا قال والذي بعثك بالحق ... قال أنت ... . الشيخ: نعم. السائل: الشيخ أحمد شاكر علق على هذا الأمر بأن اصحاب اليتيم يستأذنونك استئذانا في كل غزو من الغزوات فهو على حسب ... الحاجة. الشيخ: نعم. السائل: لكن أتكلم إنسان الآن أمه مثلا ما تريد أن يذهب وسيؤثر عليها ضرر نفسي أو ربما بدني على هذا الذهاب, فهل لو هو ذهب ... هذا الضرر ووجود الاختلاف هناك هل هم في حاجة أو غير حجة أيهما يرجّح؟ لو ذهب يأثم ولو بقى يأثم؟ ماذا كيف يرجّح؟ الشيخ: طيب أنت إذًا لا تذكر قضية الأم وحاجتها للولد السائل: نعم أي أم؟ أقصد .. الشيخ: لأني أنا سأقول سأعود إلى ما قلته آنفا. السائل: طيب. الشيخ: طيب. السائل: الحاجة عموما واحد بعمل معين أو ... معينة أو ... . سائل آخر: تسمح لي شيخ, حضرتك ذكرت أن الاحتياج المجاهدين هناك من الأفراد من عدمه ينبني عليه الحكم برفع أو بسقوط فرض العين على الأفراد من عدمه, طيب الاحتياج هنا اختلفوا فيه فبعضهم يقول نحن في حاجة إلى رجال لا سيّما العرب منهم وبعضهم يقول نحن لسنا في حاجة إلا إلى المال إذًا. الشيخ: طيب. السائل: فهل هنا. الشيخ: تطبّق قاعدة ... من كل ما للناس. السائل: ... يكون هنا في حاجة؟ الشيخ: أحسن إيش؟ السائل: لا ... قال نحن ... . الشيخ: إيه. السائل: ... إلي بيثبت لا يمكن ... الحاجة أحيانا ف ... الحالة الواقعية ولكن يثبت لئلا تضيع القضية, وهذا واقع يعني كأن. الشيخ: طيب. السائل: بعض القواد قالوا بهذه الحاجة. الشيخ: حسن. السائل: من تحته قالوا ... . الشيخ: حسن من جديد من أجل أن لا تضيع القضية, أليس هكذا تقول؟ السائل: أو لل ... . الشيخ: لا هاي أو خليها متأخر, لأجل أن لا تضيع القضية. (223/11) «ما رأيكم في فتوى الشيخ ابن باز بتحريم استقدام الخدم الكفار إلى البيوت؟» السائل: في فتوى ابن باز حتى بخصوص الخدم أهل الكتاب ما يجوز نثقلهم في بيوتنا يعني قال حرام هاي, تسكينهم لهم في البيوت, إش رأيك شيخ في ها الأمر هذا؟ الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: أهلا مرحبا كيف حالك؟ السائل: الله يسلمك. الشيخ: الذي يبدو لي والله أعلم أن ما لاحظه الشيخ في ذاك التحريم إنما هو لعلمه بأن النساء المسلمات ربّات البيوت اللّاتي يستقدمن هؤلاء الأجانب لا يقمن بواجب التستّر أما إن كان المنع منعا عاما كما كان بلغني أنه لا يجوز أيضا استعمالهم أو استخدامهم حتى من الرجال لهم, هذا مما لا نرى ما يبرر هذا المنع والتاريخ الإسلامي ممتلئ بأنه كان يعيش بين ظهراني المسلمين اليهود والنصارى وبخاصة من كان منهم رقيقا مستعبدا وحتى جاء صحيح الحديث قوله عليه الصلاة والسلام (إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل) وفي الحديث إشارة إلى الأسرى من الكفار الذين كانوا يقادون إلى بلاد الإسلام في السلاسل والأغلال ثم يوزعون حسب رأي الحاكم المسلم على الغزّاة الذين كانوا هم الأسرين لهؤلاء الأسرى فيصبح هؤلاء الأسرى بطبيعة الأمر خدما في بيوت المسلمين فكان هذا الاستخدام نعمة كبرى لهؤلاء الأسرى حيث أنهم جرّوا رغم أنوفهم إلى هذه البلاد الإسلامية فتعرفوا على الإسلام من كثب ومن قرب فتجلى لهم الإسلام على وجهه ناصع البياض على خلاف ما كانوا يلقنونه في بلادهم من فريات كثيرة سواء على دين الإسلام أو نبي الإسلام فكانوا اطّلاعهم هذا على حقيقة الإسلام سببا لهدايتهم هذه الهداية التي يكون مآلها بالنسبة إليهم أن يدخلوا الجنة لهذا فنحن لا نجد مانعا يمنع من استخدام المسلم للكافر إذا كان في حدود الشرع وأكبر حجة في هذا هو استمرار عمل المسلمين على ذلك كما أنه ثبت العكس وهو أن المسلمين في عهدهم الأول كانوا يؤجرون أنفسهم لمن ليس بمسلم فقد ثبت مثلا في مسند الإمام أحمد وغيره أن عليا رضي الله عنه آجر نفسه ليهودي على كل دلو تمرة فإذا جاز هذا مع أنه فيه شيء أو نوع من سيادة الكافر على المسلم فلا أن يجوز العكس وهو سيادة المسلم على الكافر من باب أولى هذا ما عندي جوابا على هذاك السؤال. السائل: جزاك الله خير. (224/1) «كلام الشيخ عن حكم استقدام الكفار إلى جزيرة العربالسائل: شيخ كان رد الشيخ ابن باز على استقدام النصارى كعمال في جزيرة العرب هو حدّد يعني لم يقصد بذلك بلاد الشام أو يعني بلاد خارج جزيرة العرب مستندا إلى ... الشيخ: هذا وإن كان بالطبع يقيّد سؤال الأخ السابق لكن أيضا لا يزال الجواب هو هو لأنه الاستخدام الذي ذكرناه إنما كان في البلاد العربية وهو في الواقع يشير إلى حديث لكن أعتقد أن ذاك الحديث مع صحته ووروده في كتب السّنة ما آن بعد أوان تطبيقه وتحقيقه وهو (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام, فإن الخلفاء الراشدين فضلا عمن جاؤوا من بعدهم قد كان استمر بقاء الغير المسلمين في الجزيرة العربية, في زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم استمر غير المسلمين من اليهود والنصارى بل ومن المجوس في البلاد الإسلامية ولم يُخرجوا من ديار الإسلام كما أخرج عمر بن الخطاب اليهود من خيبر لكن هذا لا يعني أنه ينبغي أن يحقّق هذا الحديث يوما ما, حينما تتوافر الأسباب وتساعد الظروف على تحقيقه ونحن لا نشك أن الحكّام حكّام المسلمين اليوم هم يعني مقصرون أشد التقصير في تحقيق وتنفيذ بعض الأحكام الشرعية التي هي أسهل بكثير من تحقيق ذاك الحديث (لا يبقى دينان في جزيرة العرب) يعني نحن لو قلنا بصراحة أن الدول الإسلامية لو استغنت عن طائفة من هؤلاء المستخدمين ممن يظن أن لهم صولة وجولة في التصرف في أمور الدولة المسلمة نفسها لكانت خطوة كبرى أما أن يقال ... كل من ليس مسلما من البقاء في الجزيرة العربية فهذا يعني أمر أولا غير ممكن تنفيذه عمليا ثم هو سابق لأوانه لأنه هناك من الأمور ما هي أهم وأيسر تحقيقا من ذاك الحكم العام. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله. لعلي أجبتك. السائل: نعم جزاك الله خير. الشيخ: وإياك, بدنا نعرف شو رأي فضيلة الشيخ. سائل آخر: لا رأيي ... . الشيخ: تبارك الله لعلكم تفيدون أيضا ما يقوّينا. السائل: والله نحن ... بس نحن جايين بس نستفيد ... نحن عندنا ... نعينكم بالتكاليف. الشيخ: ... بارك الله فيك. السائل: احنا جايين. الشيخ: الله يقويك يا أخي بارك الله فيك. السائل: ... . (224/2) «ما حكم المذي الذي يخرج أثناء المداعبة؟» السائل: فيه سؤال الحقيقة بالنسبة لما يخرج من الذكر عند المداعبة؟ الشيخ: نعم. السائل: هل يكتفي الإنسان إذا حصل شيء في سرواله نتيجة هذه المداعبة ثم نشف هل يكتفي برشه أو لازم بالغسل؟ الشيخ: لا لا لا بد أن يغسّل. السائل: حتى وإن نشف؟ الشيخ: الذي يكفي فيه الفرك إنما هو المني أما المذي فلا بد من غسله. السائل: شيخ عندك في لبارح سؤال بس ما جاوب ... . سائل آخر: ما في نناقش؟ الشيخ: لا أنا ما أسمح لك تقاطع لأنه ظننت أنك تريد أن تلفت نظره إلى شيء فهذا بينك وبينه. السائل: ... السؤال نفسه. الشيخ: هو فليقل له إذًا حتى ما يقطع. (224/3) «متى يستعمل النضح؟» السائل: النضح شيخ على البقعة الي ... . الشيخ: النضح؟ السائل: إيه. الشيخ: يستعمل في بول الغلام الصغير الرضيع فيكفي فيه النضح بخلاف الجارية الصغيرة فلا بد من بولها من الغسل. (224/4) «ما توجيه حديث علي رضي الله عنه قال " كنت رجلا مذاء ... " الحديث؟» السائل: ما فيه حديث ما أدري عن صحته أن علي كان مذاء أو كنت رجلا مذّاءا ما أدري عن صحة الحديث؟ الشيخ: إيه إيش ... الحديث؟ ولو المعنى يعني. السائل: هو ده إلي ... . الشيخ: إيه إيش تمام ... ما هو. السائل: يعني أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فأشار إليه بأن ينضح ... . الشيخ: الذكر والأنثيين, أه صح؟ السائل: نعم. الشيخ: طيب لكن أنت عم بتقول ... هنا أن السؤال عن حكم رجل له طبيعة خاصة وهو أنه كان كثير المذي فهو مذاء حتى جاء في بعض طرق الحديث أنه تشقق ظهره من كثرة ما كان يصب الماء على بدنه فأشار له الرسول عليه السلام بأنه يكفيه النضح فالنضح هنا بلا شك إشارة إلى أن المذيء نجس لكن يكفي في هذه النوعية من الناس الذي ابتلى بكثرة المذيء من باب التخفيف بأنه ينضح أما الأصل فهو الغسل. (224/5) «هل يجوز رواية بعض القصص الخيالية للأطفال إذا كانت ذات فائدة؟» السائل: فيه سؤال عن التربية بس ما ... . الشيخ: تفضل. السائل: فهو عندنا في المدرسة الآن في كل النوبات قصص مجرد خيالية لكن فيها عبر تربوية وقد لا تكون قد تكون دينية فائدة فهل يجوز ذلك أم؟ الشيخ: قد وأعني ما أقول قد يجوز ذلك بشرط أن يفهم وأن يرسخ في ذهن الطالب أنها قصة خيالية وليست حقيقة واقعية أما أن يُلقى على الطلاب قصص خيالية فيتوهمونها أنها قصص صحيحة واقعية فهذا لا يجوز كما في ... وفي تمرين وتعويد الطلاب منذ نعومة أظفارهم على تلقف الكذب وتصديقه ودون أن يتبينوا ذلك لأنهم عبارة عن تمثيل وخيال فلا بد من قرن بيان الحقيقة حينما تقدم تلك القصة الخيالية إذا كان فيها فائدة وعبرة, هذا تماما بل هذا الحكم يستحق البيان أكثر من بيان ضعف الحديث النبوي إذا كان الحديث فيه حكمة وفيه فائدة فقد يورده الأستاذ أو الخطيب أو المدرس من أجل ذلك لكن لا بد له أن يُتبع ذلك ببيان ضعف هذا الحديث حتى لا يتوهم الناس السامعون بأنه حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والشاهد هنا أن هذا الحديث الضعيف رُوي وكما يقول بعضهم أنه من الممكن يكون قد قاله الرسول عليه السلام لكن ما ورد إلينا بطريق صحيح أما في السؤال فالقصة مختلقة ومبتدعة فتلقى على الطلاب وهو معروف وضعها, أهلا مرحبا, فلا بد من البيان ولو أنه بطريق الإيحاء يعني الطالب حينما تلقى عليه تلك القصة ينبغي بأن هذه القصة مقصود فيها العبرة وليس المقصود بها الإخبار أنها وقعت, هذا ما أراه في هذه المسألة, تفضل. السائل: عندي ... ثلاث ... . الشيخ: ما شاء الله بارك لك فيها. (224/6) «ما وجه إعلال ابن القيم رحمه الله لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الهوي إلى السجود مستدلا بقول البخاري رحمه الله؟» السائل: السؤال الأول على كفة. سائل آخر: ... . السائل: ذكرت في كتابك حاشية في حاشية صفة النبي الشيخ: عليه الصلاة والسلام. السائل: في موضوع الهوي إلى السجود حديث أبي هريرة ثم ذكرتم في الحاشية " وأما ما عارضه من الحديث فلا يصح " فما وجه إعلال الإمام ابن القيم لحديث أبي هريرة مستدلا بقول البخاري لأن فيه محمد بن الحسن لا يتابع فهل هذا ناشئ من قول البخاري على قاعدته الخاصة أم أن فيه فعلا في الحديث إعلال؟ هذا هو السؤال الشيخ: لا ليس هو إلا ما قدمت, فهذا إعلال من البخاري على طريقة البخاري. السائل: كيف؟ الشيخ: أهلا. السائل: إذا صار عندك هذا التسجيل ... دخولك الأردن. الشيخ: كيف؟ السائل: وافقوا على دخولك الأردن. الشيخ: جزاك الله خير. السائل: وإياك نظام ... . الشيخ: اتصل بكم. السائل: أه إيه لا بسفرة قادمة الملك والملك وافق وبعدين الإجراءات التقليدية. سائل آخر: الحمد لله. الشيخ: ... الخيرة فيما اختاره الله. السائل: كيف حالكم؟ الشيخ: أه البخاري له قاعدة تفرد بها دون جماهير المحدثين وهي معروفة في المصطلح وأنت بارك الله فيك قد أشرت إليها, عادة البخاري هي أن الملاقاة لا تثبت بمجرد المعاصرة أو عفوا أخطأت في التعبير, الاتصال لا يثبت بالمعاصرة بل لا بد أن يثبت اللقاء بين الراوي والمروي عنه حتى يقال إن السند متصل خلافا للإمام مسلم وجماهير المحدثين فإنهم يكتفون بإثبات الاتصال بالمعاصرة, أن يكون الراوي وشيخه في عصر واحد بشرط أن لا يكون الراوي عن الشيخ معروفا بالتدليس والبخاري في كثير من الأحيان يعلل حديثا ما بمثل هذا التعليل الذي أعل به حديث أبي هريرة أنه لا يعرف لا يعلم لقاء بعضهم لبعض لأنه يشترط في إثبات الاتصال ثبوت اللقاء فالتعليل في الواقع هنا بالنسبة لمذهب البخاري تعليل صحيح لكنه بالنسبة للجمهور وعلى ذلك ابن قيم الجوزية ليس بتعليل سليم أبدا أو مسلما على الأقل لأنهم يمشون في تصحيح الأحاديث على مجرد ثبوت المعاصرة مع أمان التدليس وحينئذ فإعلال ابن القيم لهذا الحديث ليس في محله لا سيما وقد صححه جماعة من علماء الحديث وقدموه على حديث وائل بن حجر الذي صدّر به ابن القيم الفصل الخاص بطريقة الهويّ إلى السجود, لعلي أجبتك؟ السائل: جزاك الله خير. الشيخ: وإياك, هذا السؤال الأول. السائل: السؤال الثاني. الشيخ: نعم. (224/7) «هل لحديث " من صلى أربعين صلاة في مسجدي هذا كتبت له براءتان ... "والذي هو ضعيف طرقا يتقوى بها؟» السائل: ذكرت في تضعيفك لحديث الأربعين صلاة في المدينة بأن علة هذا الحديث أن مداره على نُبيّط بن عمر؟ الشيخ: على؟ السائل: نُبيّط. الشيخ: أه. السائل: ونُبيّط ذكرت أنه مجهول وقد أدخله ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل؟ الشيخ: نعم أهلا. السائل: فما وجه قول بعض المعاصرين من أن للحديث طرقا يتقوى بها فهل هو فهل ضعفه ناشئ من كونه ينجبر بتعدد الطرق أم أنه شديد الضعف وليس لديه ليس له طرق يتقوى به؟ الشيخ: لا هو ليس شديد الضعيف هو ضعيف. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لكن مع ضعفه فهو منكر لمخالفته لعديد من الأحاديث التي جاء الفضل فيها مطلقا ليس مقيدا بالمسجد النبوي وإنما لمن أدرك التكبيرة الأولى مع الإمام فجهالة هذا الرجل زايد نكارة المتن المخالف للطرق الأخرى هو السبب الذي يحمل الباحث على الجزم بضعف ذلك الحديث لكني استغربت من قولك أن بعض المعاصرين ذكروا له طرقا أخرى وأنا الحقيقة إلى هذه الساعة لا أعرف أن هذه الطرق إلا مما يزيد متن الحديث ضعفا على ضعف فأنت على ذكر بمن ذكر تلك الطرق التي تقوّي الحديث؟ السائل: هو أنا سمعت من بعض الأساتذة التي يدرسون في كلية أصول الدين عندنا في جامعة الإمام ذكروا بإجمال أن للحديث طرقا يتقوّى به؟ الشيخ: هذا غير صحيح, هذا غير صحيح أبدا وإنما الطرق التي يتقوّى بها هو المتن المخالف لهذا المتن والمتن المشهور (أن من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة كتبت له براءة من النار وبراءة من النفاق) هذا الذي فيه ذلك الرجل المجهول والحديث فيما أذكر من حديث أنس. السائل: نعم. الشيخ: جاء الحديث من طريق أخرى عن أنس وعن غير أنس أيضا باللفظ الآخر أيضا وهو (من صلى أربعين صلاة) لم يذكر المسجد النبوي (لا تفوته التكبيرة الأولى كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من النار) فهذا المتن يخالف ذلك المتن وهذا أصح من ذاك بكثير لأنه هذا له طرق تقوّيه وذاك غريب فرد ليس له ما يقوّيه وهذا سؤال رقم اثنين. السائل: نعم وفي هذه نفسها كونه جاء مرفوعا من طريق وموقوف من طريق أليس هذا مما يقوّي ضعفه؟ الشيخ: لا لأنه الحديث, وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لعلك على علم وذكر أن الحديث إذا جاء موقوفا على الصحابي وكان مما لا يُقال بالرأي فحينئذ رأي العلماء أنه في حكم المرفوع حتى لو لم يأت مرفوع مطلقا فكونه لا يُقال بالرأي أكبر دليل على أنه ذاك الحديث الموقوف إنما تلقاه الصحابي عن الرسول عليه السلام الذي هو وحده يمكنه أن يخبر عن أمور الغيب بإعلام الله عز وجل إيّاه فأولى وأحرى أن يكون الحديث الذي جاء موقوفا في حكم المرفوع إذا جاء مرفوعا في طريق أو طرق أخرى, وإياك. السائل: السؤال الثالث. الشيخ: تفضل. السائل: طبعا من المعروف أن الراجح. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله. (224/8) «ما رأيكم فيمن أنكر على من وجه قول الإمام أحمد " الحديث الضعيف أحب إلي من الرأي " بأن مراده الحديث الحسن؟» السائل: أن الراجح بالنسبة للحديث الضعيف أنه لا يُعمل به في فضائل الأعمال لأن الاستحباب حكم شرعي لا بد أن يثبت بنص ثابت. الشيخ: وعليكم السلام, أحسنت. السائل: نعم, فهنالك قول للإمام أحمد هو أنه الحديث أحب إليه من الرأي وقد وجه بعض أهل العلم؟ الشيخ: قيّد الحديث, هنا الحديث الضعيف. السائل: نعم, الحديث الضعيف. الشيخ: أيوه. السائل: أحب إليه. الشيخ: ... مشكل نعم. السائل: الحديث الضعيف أحب إليه من الرأي فوجه بعض العلماء المحققين أن مراد الإمام بالضعيف ليس هو الذي استقر عليه الاصطلاح وإنما مراده الحسن؟ الشيخ: نعم. السائل: وقد أنكر بعض المعاصرين ممن كتب في المصطلح هذا التفسير فهل هنالك وجه لقوله؟ الشيخ: لا وجه لقوله ويكفيك قناعة أن تعرف من قال هذا القول فليس من أهل الاختصاص في هذا العلم! السائل: نعم. الشيخ: فدع قول غير مختص إلى قول المختص إذا لم يكن عندك يعني ما يُقنعك من حجة أو برهان لأن الناس اليوم أصبحوا يعني متهورين, أصبحوا يتكلمون في كل علم ولو كانوا فيه من المبتدئين, وهذه من مصائب العصر الحاضر, تجد المبتدئ في طلب علم ما يؤلف رسالة, فما هي هذه الرسالة, عبارة عن ملتقطات من هنا وهناك ثم لا يزال يشتط فيبدأ ويصحح ويضعّف بناء على بعض معلومات جمعها في ظرف سنة أو سنتين لا سيّما إذا اقترن مع ذلك الوسيلة المفتّنة وهي أن ينال شهادة الدكتوراه حين ذلك يصبح لسان حاله يقول كما يقال عندنا في سوريا " يا أرض اشتدي ما حدا عليك أدي " يعني قدي, من المعلوم أن الحديث الضعيف, الآن يعني أبيّن وجه ذلك التأويل الذي ذكره العلماء القدامى لكلمة الإمام أحمد هذه ما وجه ذلك. من المعلوم كما قلت أن الحديث الضعيف لا يعمل به في فضائل الأعمال لأنه يستلزم إثبات أمر مستحب وهو حكم من الأحكام الخمسة ولا يثبت حكم من الأحكام إلا بحديث ثابت فكيف يصح لإمام مثل الإمام أحمد أن يعمل بالحديث الضعيف ليس فقط في حدود الاستحباب بل يقدمه على القياس في كل شيء, في التحريم في الإيجاب في الإباحة في نحو ذلك لأن من المعلوم أن السبب الدافع للمحققين من أهل الحديث على الإعراض عن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال هو أن الحديث الضعيف لا يُفيد إلا الظن المرجوح والظن المرجوح لا يجوز العمل به كتابا وسنة حيث أن الله تبارك وتعالى نعى على الكفار عملهم بالظن حين قال ((إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)) وقال تعالى ((إن الظن لا يغني من الحق شيئا)) وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) فإذا كان العمل بالظن أكذب الحديث وكان الظن لا يُغني من الحق شيئا فكيف يمكن أن نقول بأن الإمام أحمد يقدم الحديث الضعيف على ما ثبت عنده بالقياس والقياس مصدر من مصادر التشريع بعد القرأن والسنة والإجماع, من هنا قال من قال أن الإمام أحمد لا يعني بالضعيف هنا الحديث المعروف اليوم اصطلاحا أي الذي هو دون الحسن ومما يؤيد ذلك أن تقسيم الحديث كما أشرت في مطلع سؤالك لم يكن معروفا عندهم إلا بأنه صحيح وضعيف فلم يكن بينهم مرتبة وسطى بين الصحيح وبين الضعيف وهو الحديث الحسن فحين قال يقدم الحديث الضعيف على الرأي أو القياس فإنما يعني الضعيف الذي لم يبلغ مرتبة الصحيح لكن في اصطلاح المتأخرين لم ينزل عن مرتبة الحسن إلى الضعيف, هذا وذاك هو الذي جعل أهل العلم سابقا يتأولون كلمة الإمام أحمد هذه بأنه لا يعني الضعيف المعروف اليوم بأنه دون الحديث الحسن. هذا ما عندي. السائل: جزاك الله خير. الشيخ: وإياك. الشيخ: يا الله. (224/9) «هل يجوز قضاء السنن الرواتب؟» السائل: شيخ في من السنن ما تقضى؟ الشيخ: كيف؟ في من السنن إيش؟ السائل: السنن السنن ... . الشيخ: أه إيش الكلمة الثانية ما فهمتها؟ السائل: انقضى يعني انقضى بعد فوات وقتها. الشيخ: أه في من السنن تّقضى تقول؟ السائل: أي نعم. الشيخ: القول في السنن الرواتب قضاء ونفيا للقضاء كالقول في الفرائض فإذا كان عندك علم سابق بالتفصيل المتعلق بقضاء صلوات الفرائض فانقله أيضا إلى السنن الرواتب فإن كان لم يسبق لك أن سمعت أو قرأت فلا بد حينئذ لي من البيان, قطعا ستقول بيّن ولو كنت على علم. فالسنن الرواتب مربوطة بالفرائض فإذا المسلم تعمّد إخراج صلاة من الصلوات الخمس عن وقتها تعمّد ذلك عامدا متعمدا حينئذ لا سبيل له إلى قضائها لا الفرض ولا السنة, مثلا الظهر لم يصلها في الوقت وهو ذاكر وغير نائم بل هو مستيقظ لكن ألهته الدنيا عن طاعة الله عز وجل والقيام إلى عبادته في الوقت المشروع حتى دخل الوقت الثاني فهنا لا يستطيع شرعا وإن كان يستطيع عملا أن يصلي السنة القبلية ثم الفريضة ثم السنة البعدية, لا مجال له أن يصلي شرعا لأن هذه الصلاة سينوي فيها سنة الظهر القبلية ثم سنة الظهر البعدية ثم الفريضة بينهما فهو يصلي ذلك في وقت العصر كيف يكون سنة الظهر وفرض الظهر وسنة الظهر هذا من جهة تصادم الواقع سيقول نعم بس أنا أصلي قضاء نقول القضاء في لغة الشرع هو بمعنى الأداء وإنما القضاء بمعنى أداء العبادة في غير وقتها هو اصطلاح فقهي متأخر وإلا فالقضاء هو بمعنى الأداء وذلك صريح في أكثر من أية فكلكم يذكر قول الله عز وجل في يوم الجمعة في صلاة الجمعة ((فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض)) هل يعني قُضيت الصلاة خارج وقتها أم يعني في وقتها؟ لا شك أن هذا الثاني هو المقصود بصريح الآية نفسها ((يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)) فإذا قضيت الصلاة بعد أن سمعتم النداء وحضرتم الذكر والخطبة ثم الصلاة فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله, فهذا لفظ للقضاء فيه أن المقصود به هو الأداء تماما وكذلك في آيات أخرى منها قوله تبارك وتعالى ((فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا)) قضيت مناسككم ليس المعنى أنكم حججتم والناس راجعة يقولون عندنا مثل في الشام " فلان حج والناس راجعة " يعني ما حج, فالمقصود من الآية واضح, إذا انتهيتم من قضاء المناسك أي أدائها في أوقاتها المعروفة شرعا فلا تغفلوا عن ذكر الله بل اذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا. (224/10) «بيان الشيخ أهمية التفريق بين معنى اللفظ شرعا ومعنى اللفظ اصطلاحاالشيخ: هذا التفريق بين معنى اللفظ شرعا وبين معناه اصطلاحا أمر هام جدا بالنسبة للنصوص الشرعية لأنه في كثير من الأحيان تفسر النصوص الشرعية بالمصطلحات الفقهية الطارئة فيخرج عن المعنى الذي أراده الله عز وجل أو نبيه عليه الصلاة والسلام والأمثلة في هذا غير قليلة وأكتفي الآن بذكر مثال واحد وهي أو هو مما جرى فيه الخلاف مع الأسف بين بعض المذاهب بسبب الغفلة عن كون المراد في لفظ من الألفاظ التي جاءت في الحديث الآتي, المعنى الشرعي ففهمه البعض أو فسّره بالمعنى الاصطلاحي. (224/11) «ذكر الشيخ لخلاف الفقهاء في مسألة المسبوق هل يتم ما فاته أو يقضيه؟ وهل يأتي بدعاء الإستفتاح عند دخوله في الصلاة أوإذا قام لقضاء ما فاته؟» الشيخ: مثلا إذا دخل الداخل المسجد فوجد الإمام في الركعة الثانية وهبْ أن الصلاة ثنائية فإذا قام هذا المسبوق بالركعة الأولى هل يقرأ دعاء الاستفتاح أم لا يقرأ دعاء الاستفتاح كذلك إذا دخل في صلاة المغرب ثلاثية فأدرك منها ركعة واحدة وراء الإمام فقام هل يجهر بالركعتين أم يجهر بركعة واحدة الجواب فيه خلاف وسأذكر لكم سبب الخلاف, منهم من يقول أن ما أدرك من صلاته وراء الإمام هي أوّل صلاته. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وعلى هذا فإذا قام فهو يتمم الصلاة فمادام أنه أدرك الركعة الأولى في الثنائية فحينما يأتي بالركعة فإنما هي الثانية وحينئذ ليس هناك دعاء استفتاح, وفي الصورة والمثال الثاني صلاة المغرب قد أدرك الركعة الأخيرة من صلاة المغرب فإذا قام قرأ الفاتحة لم يستفتح قرأ الفاتحة والسورة وجهر ثم جلس للتشهد ثم قام للركعة الثالثة لم؟ لأنه ما أدرك من الصلاة وراء الإمام هي أول صلاته, وهذا مذهب الجمهور, مذهب الحنفية على العكس من ذلك تماما يقولون ما أدرك من الصلاة وراء الإمام هي آخر صلاته وما سيقوم هو إليه من بقية الصلاة فهي أول صلاته ولذلك يختلف الحكم عندهم بالنسبة للصورتين السابقتين تماما ففي صلاة الفجر يقوم ويقرأ دعاء الإستفتاح والفاتحة ويقرأ سورة لأنه هذه أول الصلاة, في المثال الثاني صلاة المغرب يقوم أيضا يقرأ دعاء الاستفتاح والسورة ويركع ويسجد ثم يقوم للركعة الثانية لأنه هذه أول صلاته فيقرأ أيضا الفاتحة والسورة جهرا, ما سبب هذا الخلاف وفيه تفريعات أخرى اختلافهم في فهم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, (إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار ولا تأتوها وأنتم تسعون فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) تمسّك بهذا الحديث الجمهور حيث صرح الرسول بأنه ما سيأتي من الصلاة بعد انفكاكه من الإمام سمّاه تماما فقال (فأتموا) وأجاب الحنفية بقولهم أن المقصود هنا إتمام الصلاة على طريقة القضاء بدليل أن هناك رواية وهي صحيحة فعلا (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا) , هنا الشاهد فسروا القضاء هنا بالمعنى الفقهي لكن لا لو تذكرنا الأية السابقة لوجدنا أن قول الرسول عليه السلام في الرواية الأخرى (فاقضوا) هي بمعنى قوله في الرواية الأولى (فأتموا) والأصل كما هو مقرر في علم أصول الحديث وأصول الفقه إذا جاء حديثان بلفظين أو روايتين يبدو بينهما الاختلاف فلا بد من التوفيق بينهما وأحسن توفيق هو أن نوفق بين اللفظين اللذين هما في لغة العرب لفظان مترادفان ولا ننصب الخلاف بينهما والتنافر بينهما (فاقضوا) قد علمنا بنصوص الآيات أن معناها فأتموا إذًا قوله في الرواية الأولى (فأتموا) هو بمعنى قوله عليه السلام في الرواية الأخرى (فاقضوا) فانتقل الخبران في الدلالة على المعنى, والشاهد من هذا هو أننا يجب أن نتنبه للاصطلاحات ولا نعتبرها أنها أصل في اللغة العربية نفسر بها النصوص الشرعية, يا الله. (224/12) «كلام الشيخ عن الأحاديث التي رواها الشيخان هل تفيد القطع أو غلبة الظن؟ وهل يؤخذ بالحديث الصحيح الذي هو خارج الصحيحين في العقيدة؟» السائل: ... سؤال شيخ. الشيخ: نعم. السائل: بالنسبة لموضوع الحديث الحسن ... . الشيخ: نعم. السائل: ... حديث الآحاد الصحيحة في العقائد ومعروف رأي الجمهور فيه و ... الأئمة الأربعة و ... هل هناك خلاف في موضع الحديث الحسن في هذا, هل يأخذ ... . الشيخ: ما هو المقصود أخي بالحديث, الحديث. السائل: أتم السؤال شيخ. الشيخ: نعم؟ السائل: أتم السؤال فقط. الشيخ: كيف؟ السائل: أتم السؤال. الشيخ: تفضل السائل: بعض الأئمة ... عندنا تكلم عن الحديث ... . الشيخ: وعليكم السلام السائل: ... في العقائد يطلق كلامك بيقول هذا الحديث في الصحيح في الصحيحين مثلا ... خاصة يقول وخاصة إذا اتفق عليه الشيخان. الشيخ: لا. السائل: ... . الشيخ: لا, أظن ولا مؤاخذة اختلط عليك أمر بآخر, لما يذكر ابن تيمية كون الحديث في الصحيحين ليس له علاقة بموضوع أنه هل تؤخذ العقيدة من الحديث الصحيح وإنما يذكر ذلك في صدد هل يقطع بثبوت أحاديث الصحيحين بمعنى هل ما رواه الشيخان في صحيحيهما يفيد غلبة الظن أم يفيد القطع واليقين, في هذا البحث يُذكر الصحيحان ويُفصل مع ذلك ابن تيمية وغيره فيقول نعم ما رواه الشيخان في صحيحيهما يُفيد القطع واليقين إلا فيما انتقد فيه إلا فيما انتقد فيه, فهذا موضوع آخر ليس له علاقة بموضوع هل العقيدة تثبت بالحديث الصحيح مطلقا أي سواء كان في الصحيحين أو خارج الصحيحين وقول ابن تيمية بأنما في الصحيحين بالشرط السابق يُفيد القطع لا يعني من حيث الرواية أو من حيث السند وإنما يعني من ناحية أخرى ليس لها علاقة بالسند وإنما لها علاقة بالعقيدة الإسلامية وهي قول الرسول عليه السلام (لا تجتمع أمتي على ضلالة) فحينما يُجمع المسلمون على صحة ما في الصحيحين بالإستثناء السابق فالعصمة جاءت في هذه الأحاديث من أن يكون فيها مثلا ضعف خفي على المحدثين, هذه العصمة لم تأت من جهة السند, السند يعطينا غلبة الظن وغلبة الظن معناه هذا في بدى لنا صحيح ويمكن يكون خلاف ذلك لكن العصمة إنما جاءت من كون علماء المسلمين تلقوا أحاديث الصحيحين بالاستثناء السابق بالقبول حتى كثير من الأحاديث التي اختلف العلماء في إعمالها فقهيا فهي متفق على صحتها بدليل أنه حينما يحتج أحد المتنازعين على الأخر بحديث من الصحيحين لا يسع المخالف إلا أن يسلم بالصحة لكن يجيب عنهم من ناحية فقهية فإذًا الذي ما عمل بالحديث والذي يخالفه كلاهما متفق على أنه هذا حديث صحيح لكن قد يختلفون كما قلنا من حيث دلالته الفقهية, فابن تيمية رحمه الله يشير إلى هذا, أي إن أحاديث الصحيحين أخذت القطعية قطعية الثبوت ليس من حيث أسانيدها وإنما من حيث إجماع الأمة وتلقيها لها بالقبول إذًا هذا موضوع وموضوع هل يؤخذ من حديث الصحيح خارج الصحيحين في العقيدة أم لا؟ الجواب حسب الخلاف الذي أشرت إليه فنحن نرجح أنه لا فرق بين العقيدة وبين الأحكام والأخلاق وأي شيء يتعلق بالإسلام في وجوب أخذه وتبنيه مادام أنه ثبت ذلك في الحديث وأقول ثبت ذلك في الحديث لأن الثبوت عند المحدثين أعمّ وأشمل من كلمة الصحيح فالصحيح يعني أنه حسن وزيادة فالصحيح في الاصطلاح لا يعني الحسن, هذا الإصطلاح الغالب وإذا أراد أحدهم أن يبيّن أن هذا الصحيح في مرتبة دون مرتبة الصحيح فيقول حسن وإذا أراد أن يأتي بعبارة تشمل الصحيح والحسن قال ثبت فثبت لا يستطيع السّامع لهذه الكلمة أن يفسّرها بقوله صحّ أو بقوله حسُن إلا إذا رجع إلى السند أو رجع إلى كلام هذا القائل فوجده مودعا في مكان آخر كأن يقول صحّ إذًا تفسّر كلمة ثبت بصح بدليل استعمال القارئ الأول للكلمة الأخرى أو قال في مكان آخر جاء بسند حسن أن نقول ثبت يعنى حسُن وهكذا. فمن يقول بأن العقيدة تثبت بالحديث الصحيح لا فرق عنده بين الصحيح والحسن اصطلاحا فيجب أن يأخذ العقيدة من الحديث الحسن كما يأخذ الحكم من نفس الحديث. (224/13) «حديث الآحاد هل يفيد العلم مطلقا أو بالقرائن؟» السائل: عفوا يا شيخ على هذا ... سوى الأحرف اليسيرة التي انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره, قال لأن الأمة قد تلقت ما فيهما بالقبول والأمة في إجماعها معصومة عن الخطأ الشيخ: نعم هذا هو. السائل: فبهذا يكون كأن فيه أربعة أقوال فيما يتعلق بإفادة خبر الواحد, فيه قول الإمام النووي حينما تعقب ابن الصلاح وقال يُفيد, وخالفه المحققون والأكثرون. الشيخ: أي نعم. السائل: فقالوا يفيد الظن ما لم يتواتر ثم قول ابن الصلاح أنه يختص بجمهور ما في الصحيحين وقول بن حزم على الإطلاق. الشيخ: أي نعم. السائل: خبر الواحد بنقل الثقة عن مثله إلى منتهاه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم يوجب العلم والعمل. الشيخ: أي نعم. السائل: ولعله أراد بالعلم هنا العلم اليقين ثم قول ابن حجر أنه يفيد بالقرائن العلم النظري خلافا لمن أبى ذلك, وعلى هذا يترجح قول ابن حزم على الإطلاق أنه يفيد اليقين. الشيخ: لا. السائل: أم أنه يُفيده بالقرائن. الشيخ: لا بد من قرائن, - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - , هذا شيء يشعره كل باحث أنه معليش أنه الحسن أو الصحيح يعني بإفراده لا يعطي اليقين وإنما يعطي غلبة الظن. السائل: نعم. الشيخ: أما إذا كان هناك قرائن تحتف بالحديث الصحيح أو الحسن الذي يفيد غلبة الظن فتقوي من غلبة الظن هذه وتجعله يقطع ويتيقن فحينئذ ما أخذنا اليقين من رواية الآحاد وإنما من القرائن التي احتفت برواية الآحاد. السائل: طيب ... . الشيخ: يقول ابن حزم الحقيقة يعني قول يعني نظري محض غير صحيح. سائل آخر: تفضلوا. الشيخ: تفضلوا, يالله, ريّحونا من الشكليات خلصونا منها الشيخ: ... وجه المرأة ... . السائل: يقول معنى ... . الشيخ: من طريق أخرى. السائل: لم؟ الشيخ: غير الطريق التي أعلّها. سائل آخر: ما فيها شريط هذه. الشيخ: والطريق الأخرى هذه من رواية عبد الله بن لهيعة, وابن لهيعة سيء الحفظ وبعض العلماء يحسّنون حديثه لذاته! السائل: أيوه. الشيخ: فنحن جمعنا هذا وذاك فرفعنا الحديث إلى مرتبة الحسن لا سيّما وهناك رواية ... الحياة حياة النساء في العهد ... إنما كن يكشفن ويعرفن من وجوههن. السائل: في الواقع. الشيخ: أه فالحديث إذًا له شواهد, هذا الإسناد من باب الضعيف ... لكن الحديث هذا يقال فيه حسن لغيره. السائل: نعم نعم. الشيخ: وين الأستاذ عبد الله؟ سائل آخر: عبد الله. السائل: ذكر في كتابه كتاب ... . الشيخ: انتهيت ... يالله. سائل آخر: نصلي العصر ونروح. الشيخ: كويس. السائل: طيب نحن أنا حأسافر غدا إن شاء الله ولذلك يعني أستودعكم الله. (224/14) «كلام الشيخ عن حكم قص المرأة لشعرها .. » الشيخ: يجوز للمرأة المسلمة أن تقص شعرها بقصد التخفيف من شعرها أو التزيّن لزوجها دون أن تنظر أو تنحرف بعينها إلى النساء الفاسقات أو الكافرات. السائل: الحد الأدنى؟ الشيخ: ما فيش حد أدنى. السائل: يعني. الشيخ: ... تبتعد عن التشبه بالرجال. السائل: يعني. الشيخ: ما فيه مانع لأنه في صحيح مسلم أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يأخذن من شعورهن حتى تكون كالوفرة والوقرة هو الشعر الذي يبدأ من المنكبين أو قريب من المنكبين السائل: ... . الشيخ: ... . سائل آخر: هو الشعر ... زينة يا أخي إذا سافرن مع رفقة الشيخ: نعم. السائل: الشعر الطويل مع زينة وجميل يعني. الشيخ: هذا لا شك لكن البحث أنه يجوز التخفيف وإلا لا يجوز ومادام أنه في صحيح مسلم أنه نساء الرسول كن يأخذن من شعورهن حتى تكون كالوفرة, ولذلك نحن نقول بقدر ما نشدد فيما يعني شدّد الله بقدر ما نيسّر فيما يسّر الله فلسنا إلا متبعين حيث التيسير فنحن نيسر وحيث التشديد نشدد, وهذا هو الإيمان ويسلموا تسليما. (224/15) «هل يجوز قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية؟» السائل: بالنسبة لقراءة الفاتحة مع الإمام ... . الشيخ: نعم. السائل: الإمام صلى ... . الشيخ: ... مادام أنه يسمع قراءة الإمام فقراءته تغنيه عن قراءته لنفسه ... . السائل: في البخاري يقول تقرأ. الشيخ: يا شيخ البخاري أحمد يقول لا تقرأ ماذا نفعل؟ السائل: نتبع السنة. الشيخ: إذًا لا تقل لي البخاري يقول كذا, يعني سأقول لك الشيخ البخاري يقول كذا. السائل: توضيح النقاط ... . الشيخ: معليش, التوضيح يكون بغير هذا الأسلوب ... . سائل آخر: والله شيخ أنت عايزنا قاعدين لسنة كاملة ... . السائل: عشان ياسمين ... صحيح أنا أؤيد رأي الشيخ الشيخ: إن شاء الله ربنا بيجمعنا بكم مرارا إن شاء الله. السائل: والله هم كلهم خير يا مولانا. الشيخ: والله ما شاء الله. السائل: المرة الثالثة أنا أجي هنا. الشيخ: ما شاء الله. السائل: ... كل خير بعدين يا ... بيحب رجل فيه خير بردو ما تنسى ... . الشيخ: من هو؟ السائل: ... كان وزير. الشيخ: نعم نعم عرفناه. السائل: رجل طيب على ... تبتعدوا عنه أبدا الشيخ: ما شاء الله. (224/16) «ما حكم من نسي سجدة في صلاته؟» السائل: ما جاء في السجود الأخير يعني سجد سجدة ولم يسجد الأخرى فسلم طبعا ... أنك ما سجدت. سائل آخر: سجدة واحدة ما جبتها. الشيخ: أه. السائل: فكيف الحل يعني. الشيخ: أي ماذا فعل؟ السائل: هو؟ الشيخ: أه. السائل: ما أدري أنا نقل لي الكلام اليوم يعني هو .. الشيخ: يسجد السجدة التي فاتته. السائل: أي نعم. الشيخ: ثم يتبعها بسجدتين, سجدتي السهو. سائل آخر: السهو .. الشيخ: طيب, يسأل هنا أحد إخواننا بأن إماما نسي سجدة من سجدتي ركعتي الصلاة فلما سلّم ذكّر بما نسي من السجدة فقلت له ماذا فعل؟ قال لا يدري هكذا جاءني الخبر والذي يبدو لي أن هذا الذي نسي السجدة ثم ذكّر بها فالخطب بالنسبة إليه سهل وذلك بأن يرجع ويسجد السجدة التي فاتته من صلب الصلاة ثم يتبعها بسجدتي السهو وهكذا كله استنباط من عدة حوادث وقعت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فحينما ذكّر أتى بما كان قد نسيه من الصلاة ففي حادثة ذي اليدين التي يرويها الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ صلى ركعتين ثم سلم ثم انتحى ناحية من المسجد وهناك رجل يعرف بذي اليدين فقال يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت قال عليه السلام (كل ذلك لم يكن) , يرحمك الله, قال بلى قد كان فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة وفيهم أبو بكر وعمر وقال (أصدق ذو اليدين) قالوا نعم يا رسول الله فجاء إلى المصلى المكان الذي كان يصلي فيه ولا أقول جاء إلى المحراب لأنه لم يكن في مسجد الرسول محراب, هذه على الماشي, وإنما جاء إلى مصلاه فصلى ركعتين ثم سلم عن يمينه وعن يساره, سجد سجدتين ثم سلم عن يمينه ويساره, ولم يصحّ بهذه المناسبة أنه أعاد التشهد يعني تشهد سجدتي السهو لأنه بعض المذاهب كمذهب أبي حنيفة أنه يقول بعد أن يسجد سجدتي السهو يتشهد تشهده للصلاة ثم يسلم, هذا ما ثبت في حديث صحيح بل في هذا الحديث ما يشعرنا بأنه بعد أن صلى الركعتين وسجد سجدتي السهو سلم فورا ولم يتشهد مرة ثانية بعد السجدتين, في أحاديث أخرى صلى عليه الصلاة والسلام المغرب ركعتين حتى في هذه الرواية شيء زيادة عن حديث أبي هريرة, في حديث أبي هريرة شيء ما ذكرته آنفا اختصارا ألا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سلّم من الركعتين وانتحى ناحية من المسجد خرج سرعان الناس وأكثر الناس يُعرفون أنه هم يصلون وراء الرسول ورسول الله صلى الله عليه وسلم متصل بوحي السماء كل ساعة فربما قام في بالهم وأذهانهم أنه الصلاة قصرت ولذلك اقتصروا يعني ما كادوا يصدقون الرسول يقول السلام عليكم حتى هم انصرفوا بقي من بقي وبقي فيهم كما ذكرنا آنفا ذو اليدين فجرى ما ذكرناه آنفا, القصة الثانية وهي أن الرسول عليه السلام لما صلى المغرب ركعتين أيضا انصرف الناس فقيل له إنك صليت ركعتين فأمر هنا بالإقامة إقامة الصلاة وذلك لتجميع الناس وأقيمت الصلاة مجددا وصلى ركعة وهي الركعة الفائتة وسجد أيضا سجدتي السهو ثم سلم فإذًا إذا المصلي فاته ركن من أركان الصلاة يكفي أن يأتي به وأن يتداركه حين يتذكر سواء كان في الصلاة أو ذكّر بذلك بعد الصلاة ولكن لا بد له من أن يسجد سجدتي السهو جبرا لهذا الخطأ الذي وقع منه في الصلاة. (224/17) «إذا ذكر الخطيب يوم الجمعة النبي صلى الله عليه وسلم فهل يصلى و يسلم عليه؟» السائل: شيخ ما موقفنا نحن من خطيب الجمعة إذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نقول صلى الله عليه وسلم أم نسكت؟ الشيخ: لا نصمت. السائل: فلا. الشيخ: لأنه إن قيل أخي عند ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلا بد من أن نقول عند خالق الرسول جل جلاله أو سبحانه وتعالى أو أي عبارة فيها تعظيم لله عز وجل وإذا ما فتح هذا الباب خرج الناس حينذالك عن القصد الذي امتنعوا من أجله يوم الجمعة والخطيب يخطب وهو الاستفادة من هذا الذكر الذي أمروا بحضوره ((إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله)) وخاصة إذا جاء واحد وسلم وقلنا له وعليكم السلام ورابع عطس قلنا له يرحمك الله فيعني خرجت بقى القضية عن إيش؟ ما وُضع له. السائل: بس نحن عم ... إذا ذُكر الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول صلى الله عليه وسلم أما لم نُؤمر إذا ذكر الله أن نقول جل جلاله يعني ... في حديث مأمورين بإذا ذُكر الرسول صلى الله عليه وسلم ... ؟ الشيخ: طيب, الرد على كلامك من ناحيتين, الناحية الأولى إذا كنا أمرنا بالصلاة على الرسول يعني ذكر الله بجلاله وتعظيمه أليس من باب أولى؟ بلى, هذه الأولى, الأخرى ألم نؤمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ طيب فهل تأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخطيب يخطب؟ السائل: لا. الشيخ: إيه هذا من باب أولى أيضا لأنه هذا أمر صحيح أنه واجب لكن في خلاف كثير هل يجب الصلاة على الرسول كلما ذُكر وإلا يكفي أن تصلي على الرسول في المجلس مرة واحدة, ثم يمكن أن يحصل هذا في نفسك دونما أن تتلفظ وتشغل نفسك بالتلفظ بالصلاة على الرسول عليه السلام أو برد السلام أو تشميت العاطس أو نحو ذلك. السائل: يعني. الشيخ: تشميت العاطس أيضا ألسنا مأمورين بذلك؟ السائل: نعم. الشيخ: أيضا نفتح باب التشميت وهو مش مأمور أنه يرد علينا التشميت بقوله " يهديكم الله ويصلح بالكم " كل هذا من الأوامر. السائل: فإذا عطست معه والحمد لله. الشيخ: نعم. (224/18) «من عطس والإمام يخطب للجمعة هل يحمد الله؟» السائل: فإذا عطست ... أنا في الجمعة؟ الشيخ: في نفسك. السائل: في نفسي. الشيخ: نعم. السائل: والرسول أذكره في نفسي؟ الشيخ: في نفسك. السائل: في نفسي. الشيخ: بيكون أفضل يعني. السائل: يعني في نفسي. الشيخ: مش لفظا. السائل: بس يعني في نفسي ... . الشيخ: في نفسك أحضر هذا المعنى. السائل: أه. الشيخ: أه, أما تلفّظا لا. (224/19) «إذا دعا الخطيب يوم الجمعة هل يؤمن على دعاءه؟» السائل: شيخ التأمين بعد الدعاء يا شيخ؟ الشيخ: أي دعاء؟ السائل: دعاء الخطيب, إذا دعا الله. الشيخ: " وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟ " الدعاء من الخطيب بدعة وما بني على بدعة فهو بدعة! السائل: إذا قال استغفر الله. الشيخ: ليس من السنة, إذا استطعنا بالمعروف أنه ... نحطها السائل: ... كلمة. الشيخ: أي لو كنا في ذاك الزمان نقوله لكن زماننا اليوم ما يساعدنا على هذا. (224/20) «إذا جلس الخطيب للإستراحة فهل يشرع لنا أن نستغفر الله؟» السائل: إذا جلس جلسة الاستراحة وقال استغفر الله؟ الشيخ: ما فيه كلام. السائل: ما فيه كلام ... الشيخ: أيضا ولو كان لأنه هذا يمكن ... الموضوع فيتكلم وقد شرع في الخطبة. (224/21) «من نسي سجدة هل يعيد الركعة أو السجدةفقط وهل يأتي بالتشهد بعد سجدتي السهو؟» السائل: شيخ جزاك الله خير بالنسبة للجواب على السجدة في السجود, هل يعيد فقط السجدة وإلا يعيد الركعة كاملة؟ الشيخ: لا ما في ضرورة. السائل: ... السجدة فقط. الشيخ: بس لقد دندنا حول إعادة السجدة. السائل: بالنسبة لحديث ذو اليدين لما أعاد الركعتين ما تشهد على طول سلّم يعني؟ الشيخ: لا ما قلت هذا, لم يثبت. السائل: لم يثبت أنه تشهد. الشيخ: نعم. السائل: بس لما ... الصلاة .. الشيخ: يعني تشهد سجدي السهو. السائل: نعم. الشيخ: مش عن هذا تسأل؟ السائل: هو يسأل لما صلى الركعتين. سائل آخر: في تشهد الصلاة ذاته. الشيخ: لا بد هذا. السائل: تشهد الصلاة بذاته. الشيخ: تشهد الصلاة لا بد لكن الذي نفيناه هو التشهد بعد السجدتين, ما قلنا أنه بعض المذاهب تقول بذلك لكن ما ثبت السائل: في حالة السجدة يعني فقط السجدة في حالة السؤال أنه الي نسي سجدة؟ الشيخ: بس سجدة. السائل: بس سجدة وسجدتي سهو؟ الشيخ: نعم. السائل: ويسلم. الشيخ: أي نعم. (224/22) «هل يشرع للإمام أن يدعو وهو على المنبر في الجمعة لأن فيها ساعة إجابة ولأثر ابن عمر رضي الله عنهما " ياأيها الناس إني داع فأمنوا "؟» السائل: طيب يا شيخ فيما يتعلق بموضوع دعاء الخطيب على المنبر يوم الجمعة؟ الشيخ: أي نعم. السائل: في, في أحد التفسيرين للعلماء بالنسبة للساعة التي يوم الجمعة لا يوافقها عبد بدعاء إلا استجاب له قيل هي من وقت صعود المنبر حتى تنقضي الصلاة؟ الشيخ: نعم. السائل: فهذا ... و ما أدري في الأثر إذا ثبت صحته عن عمر أنه قال على المنبر يا أيها الناس إني داع فأمنوا فهل تلك وهذه يعني يكون فيها دليل لدعاء الإمام في المنبر؟ الشيخ: أما أثر عمر فما سمعت به حتى الساعة, أما ذلك القول فيريحنا من البحث فيه قولك عنه قيل. السائل: لا قيل ليس ب ... الحديث ... أحد التفسيرين. الشيخ: طيب هذا ... . السائل: في التفسير إنه من العصر إلى مغرب الشمس وفيه قول آخر هنا من صعود الإمام المنبر حتى تنقضي الصلاة؟ الشيخ: طيب. السائل: فإذا جاء هذا مع ذاك لعله ... ؟ الشيخ: هل هل القولان صحيحان؟ السائل: بالنسبة لأثر عمر ... . الشيخ: لا أنا أثر عمر خلاص ... ما نعرفه لكن بالنسبة لتحديد وقت الصلاة وقت استجابة الدعاء, البحث الآن في تحديد وقت استجابة الدعاء وأنت بتقول في قولين والحافظ ابن حجر ذكر أربعين قولا في فتح الباري لكن الحمد لله أنت اقتصدت معنا في الأقوال فذكرت قولين لكن ألا تعلم معنا أنه الحق لا يتعدد, فما هو الراجح عندك؟ السائل: أنا ما عندي دليل أرجحه يعني أنا أعرف فقط هذين القولين المذكورين عن العلماء لكن حتى الآن ما ترجح لدي الشيخ: كويس أنا أقل لك. السائل: نعم. الشيخ: الحديث الذي يقول بأنه ساعة الإجابة عند صعود الخطيب على المنبر هذا الحديث مع أنه في صحيح مسلم فهو من الأحاديث التي انتقدها العلماء كالدارقطني وغيره وتبين لنا أن الصواب معه والانتقاد هو من حيث الإسناد ثم من حيث المتن يخالف أحاديث صحيحة تصرح بأن ساعة الإجابة يوم الجمعة هي في آخر ساعة من يوم الجمعة فحينئذ لا إشكال على المسألة حسب ما ذكرنا آنفا. ثم يمكن أن يقال أنه إذا كانت ساعة الإجابة في هذا الوقت المرجوح حسب ما ذكرنا ذلك لا يستلزم أن نتخذ الدعاء سنة رتيبة في خطبة الجمعة الثانية لأنه بإمكان كل إنسان أن يغتنم فرصة كما يفعل بعض الناس أن يدعو بين الخطبتين, هذا لو كان إيه؟ الحديث صحيح أما وهو غير صحيح فقد سقط الاستدلال به من أصله. السائل: طيب إذا صح أثر عمر فهل يكون فيه دليل؟ الشيخ: لا, لأنه أنا أتيك الآن برواية صحيحة من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم جمعة إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد فقال يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادعو الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ودعى ربه فقال (اللهم اسقنا غيثا مغيثا سحا طبقا) فما أتم الرسول عليه السلام كلامه حتى شاجت السماء بالأمطار كأفواه القرى قال أنس فظللنا نمطر سبتا أي أسبوعا كاملا إلى يوم الجمعة الثاني وبينما الرسول عليه السلام أيضا يخطب إذا بالرجل نفسه أو غيره يشك أنس يدخل إلى المسجد فيقول يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من كثرت الأمطار فادعو الله لنا فرفع الرسول عليه السلام يديه وقال (اللهم حوالينا ولا علينا الله على الأطاب والضراب ومنابت الشجر) فانكشفت السماء فكانت السماء على المدينة كالجونة, الكترس فهي لا تمطر ويمطر ما حولها, أريد أن أقول أنه هذا الحديث لا يؤخذ منه شرعية التزام الدعاء في خطبة الجمعة وإنما فيه الدعاء لمناسبة فمن الممكن أن يكون أثر عمر إن صح عنه يكون من هذا القبيل لأنه لا يكون ... مرة واحدة لحتى نفقد نحن السنية سنية الإاستمرار, بسم الله. السائل: ... . الشيخ: أه هذه مصيبة الدار. السائل: اللهم أهلك اليهود واليهود قاعدين. (224/23) «ذكر الشيخ لقصة وقعت لأحد المشايخ بالشامالشيخ: هذه الكلمة ذكرتني بنكتة ببعض مشايخ دمشق السائل: نعم. الشيخ: قولكم أنه " اللهم أهلك اليهود واليهود قاعدين", كان أحد المدرسين هناك في المسجد الكبير مسجد بنو أمية كان يعني يعني دمث الأخلاق ومزوحا لكن بالحق, كان في أثناء الدرس وكان يومها سوريا مستعمرة من قبل الفرنساويين وكان الجواسيس ينبثون يعني في كل مكان كما هو الشأن اليوم مع الأسف حتى في المساجد فكان لما يتطرق لموضوع الجواسيس يقول العجيب أنه الشرع علمنا مشان حتى نطرد الشياطين عنا بنقرأ آية الكرسي فما يدخل الشيطان بقى هذا البيت الذي قُرأ فيه آية الكرسي لكن في نوع من الشياطن لو قرأنا القرآن من أوله إلى أخره بيتم مكانه بأرضه ما يتحرك ... الحول. السائل: حتى المواعظ. سائل آخر: نحن كنا في ال ... يا شيخ ومعانا جواسيس ... . الشيخ: نعم. السائل: لأنه احنا ... وكل حوائجنا بنشتري منها في ... . الشيخ: أيوه. السائل: أنه داخل السجن ومعاه دفتر وقلم. الشيخ: مبيّت رافع الراية, الله أكبر. السائل: فكل ما يدعو يقول اللهم أنك تعلم أننا مظلومون فاقتص لنا ممن ظلمنا. الشيخ: حلو, كويس. السائل: اللهم من تجسس علينا يتم عياله ... . السائل: ... ولو نزل أمره بينكشف و ... . الشيخ: الله أكبر. السائل: ... . سائل آخر: طوالي. (224/24) «هل تجوز الكتابة على القبر؟» السائل: شيخ نضع على قبور الموتى موتانا على الكويت قطعة من الرخام مكتوب عليها اسم الميت وتاريخ وفاته؟ الشيخ: لم قلت سامحك الله نضع وما قلت يضعون؟ السائل: لأنه نضع يا شيخ. الشيخ: أنت تضع؟ السائل: أيه. الشيخ: سبحان الله فلم؟ السائل: يعني جهل ... خلصنا نحن يعني. الشيخ: لكنك. السائل: الحمد لله يعني ما وضعنا. الشيخ: علمت أنه جهل فلذلك أنت نجوت من هذا الجهل السائل: لا ما علمت ... . الشيخ: عجيب. السائل: الحين يعني. الشيخ: إذًا تابع سؤالك ... نعم يضعون ماذا؟ السائل: يضعون شيخ قطعة رخام مكتوب عليها اسم الميت, شاهد مثل الشاهد. الشيخ: معروف. السائل: ... قطعة رخام اسم الميت وتاريخ وفاته؟ الشيخ: هذه بلا شك عدوى جاءتكم من عندنا فما تخاف أنت احكي. السائل: فهل هذا يعني ينافي الشرع فيهم؟ الشيخ: ينافي إيش؟ الشرع؟ السائل: إيه. الشيخ: قطعا ينافي الشرع لأنه في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن البناء على القبر وعن تجصيصه والكتابة عليه, واضح؟ السائل: واضح شيخ. الشيخ: نعم. السائل: جزاك الله خير. الشيخ: وإياك. (224/25) «سؤال عن حكم وضع حجرين على القبرعند رأس الميت وقدميه وعن تراب القبرإذا ارتفع أكثر من الشبرالسائل: شيخ بالنسبة للقبر, إذا حفر القبر, جبت الميت وضعتها ... جبت نفس ... بس صار في ارتفاع, هو نفسه ما ... ارتفاع حطه يعني ب ... يعني صخرة, صخرة ل ... القبر سائل آخر: تحديد القبر؟ السائل: بس نفس ... هل يجوز أم لا يجوز؟ الشيخ: لماذا يوضع الحجر عند رأسه وعند قدميه؟ السائل: على أساس أنه يعني تحديد للقبر أنه في شخص ... . الشيخ: ليه هذا السنام هذا التراب الزائد ما حدد القبر؟ السائل: لا يقولون بعد مدة من الزمن تأتي الرياح؟ الشيخ: بقدر ما يثبته نتعاطى من الوسائل ما نثبته. السائل: لا أنا قصدي أنه هل التراب إلي هو متاع القبر يعني يرتفع ارتفاع هذا يجوز أم لا يجوز؟ الشيخ: إن كان قلت أنه نفس التراب الذي. السائل: نفس التراب نفسه ... . الشيخ: هو السّنة أنه لا يزاد ولذلك نحن نبحث الزيادة, وضع الحجر هنا وهنا. السائل: على أساس أنه تحديد .. الشيخ: ولذلك أجبتك بأننا نتعاطى عملا نحافظ فيه على السّنام, على القبر يعني ولسنا بحاجة لنضع حجرين هنا وهناك, يعني لو ... يكون أولى من وضع الحجرين. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. السائل: بس في حديث والله أعلم ... أنه الرسول صلى الله عليه وسلم قال ... والقبر بالأرض بس يرفع شوي. الشيخ: أنت ... الحديث وإن كان يعني السّنة هو رفع القبر مقدار شبر أو شبرين لكن أمره بعدم التسوية ما فيه حديث ... بالعكس في حديث, أهلا. سائل آخر: وأنتم طيبين. الشيخ: أهلا. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. سائل آخر: ... تزورنا في السودان. الشيخ: نرجو الله عز وجل أن ... . سائل آخر: اسم ... ما عرفناك ولا اعطونا فرصة نتعرف عليك السائل: ... . سائل آخر: أه. السائل: ... . (224/26) «هل يجوز للمسافر أن يجمع بين الصلاتين وهو نازل في سفره وما الدليل على ذلك؟» السائل: ... الشيخ عبد الرحمان عبد الخالق ... صلى العصر ... الجامع, العصر, هل أنت جمعت, هل يجوز يجمع العصر, الظهر مع العصر ... يعني ... جالس ... طلع السفر؟ الشيخ: يعني أنت تسأل هذا السؤال وأنت تعلم أني مسافر؟ السائل: أنا عالم أنك مسافر. الشيخ: تسأل وأنت تعلم أني مسافر. السائل: نعم. الشيخ: وإذًا سؤالك أنه هل يجوز للمسافر أن يجمع وهو نازل؟ السائل: أي نعم. الشيخ: من غير منطلق ماشي. السائل: نعم. الشيخ: لولا النزول ما فعلته. السائل: أنا عارف بس هذا, الدليل. الشيخ: أنت بتقول هل يجوز فأعطيتك جواب سؤالك. السائل: نعم. الشيخ: وهو لولا النزول ما فعلته. السائل: نعم. الشيخ: فإذًا أنت علمت أنني جمعت؟ السائل: نعم. الشيخ: فالمفروض فيك أنك على الأقل بتحسّن ظنك في أخيك المسلم ... وأنه لا يفعل إلا شيئا جائزا السائل: نعم. الشيخ: فرأسا ... كيف الدليل على ما فعلت. السائل: نعم. الشيخ: ... السؤال. السائل: نعم. الشيخ: إلى صلب الموضوع. السائل: نعم. الشيخ: فيكون أفضل. السائل: نعم. الشيخ: دليل حديث معاذ بن جبل. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, الذي رواه مالك في الموطأ والحاكم في المستدرك بالسند الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نازلا في تبوك فلما حضرت صلاة الظهر خرج فأذن أي أمر بالأذان وأقيمت الصلاة فصلى الظهر والعصر ثم دخل ولما حضرت وقت صلاة المغرب خرج فأذّن وأقيمت الصلاة فصلى المغرب والعشاء ثم دخل فهذا دليل على جواز الجمع بالنسبة للمسافر النازل وليس هذا الجواز مقيّدا بالنسبة للمسافر المجد. السائل: وضح شوي. الشيخ: نعم. السائل: وضّح يعني شلون المسافر المجد؟ الشيخ: أيوه يعني المتابع السير فتدركه الصلاة في صلاة ما فينزل ويجمع. السائل: نعم. الشيخ: وهذا المعروف يعني أنه جائز. السائل: صح. الشيخ: لكن الحديث الأول يبين أنه كان نازلا يعني دار القيامة السائل: نعم. الشيخ: وما أظن يعني حتفرق أنت بين ضرب الخيام وبين الجلوس التي ننزل فيها المهم أنه هذا نزول وهذاك نزول. السائل: نعم جزاك الله خير. الشيخ: وإياك إن شاء الله. السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: طبعا نحسن الظن. الشيخ: ... إيه هذا أنت ما تغير الموضوع. السائل: نعم. الشيخ: أنا قصدي تصحيح أسلوب الكلام. السائل: أي نعم. الشيخ: مش سوء الظن بك. السائل: نعم. الشيخ: أنا ما أقول أنه تحسّن ظنك فيّ لأنك تخيل ظن وإنما أسلوبك ينبئ بذلك. السائل: نعم. الشيخ: فهمت علي وإلا لا؟ السائل: نعم, جزاك الله خير. سائل آخر: فينا المعدن بس ... . (224/27) «هل يشرع قراءة الفاتحة والإمام يقرأ؟» السائل: صلاة في الجماعة ... الفاتحة هل يقرأها يعني ... قبل الإمام؟ الشيخ: مادام يسمع قراءة الإمام فلا يقرأ أبدا. السائل: ولو ... . الشيخ: ولو؟ السائل: في سره. الشيخ: ولو في سره, هو واجبه أنه يمسك السائل: أي نعم. الشيخ: ويصغي ((فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)) فإذا هو انشغل بسره معناه انشغل عن الاستماع والإنصات. السائل: أي نعم. الشيخ: فهذا واجبه الآن هو الاستماع والإنصات. السائل: ... فنروح نصلي. الشيخ: لا ما صليت. (224/28) «كلام الشيخ عما هو الأفضل في حق المرأة أن تصلي في بيتها أوفي المسجد إذا كان فيه درس تستفيد منه؟» الشيخ: ونساء الرسول عليه السلام هن بلا شك أول من يبادر إلى الأخذ بالأمور حول شرعيات الفواضل فإذا كن نساء الرسول وأمهات المؤمنين يصلين في المساجد فما ذلك إلا لأنهن كن يسمعن في المسجد موعظة يستفدنها قد لا يجدنها في بيوتهن ففي هذه الحالة يكون الأفضل للمرأة أن تصلي في المسجد لماذا؟ أن المرأة إذا خرجت إلى المسجد لأداء الصلاة فقط في الجماعة فصلاتها في بيتها لوحدها أفضل لها من أن تصلي في المسجد مع الجماعة أما إذا خرجت إلى المسجد لتسمع خطبة أو تحضر درسا فحينئذ الأولى بها أن تصلي في المسجد مع جماعة المسلمين لتحضر الذكر والموعظة والدرس, و ... هنا بحث فقهي طويل لكن يبدو أن الأسئلة كثيرة والوقت ضيق فنكتفي بهذا القدر. السائل: نتابع إن شاء الله بعد صلاة المغرب. (225/1) «كيف يستطيع الجان أن يدخل في جسم الإنسان وهو مخلوق من نار؟» السائل: سؤال هل يستطيع الجن أن يدخل في جسم الإنسان وكيف يستطيع أن الدخول في جسم الإنسان وهو خلق من نار والإنسان خلق من تراب؟ الشيخ: الجواب باختصار حسب التوصية نظرا لكثرة الأسئلة أنه يمكنه ذلك ولكن بعد أن يتطور إلى صورة أخرى تمكنه من ذلك وهذا وقع في عهد الرسول عليه السلام في أكثر ما رواية أنه أخرج بعض الجانّ الذين كانوا يصرعون بعض الناس فكان الرسول عليه السلام يخاطبهم فيخرجون من المصروع في صورة دخان فبهذه الطريقة يمكن أن يدخلوا بدن الإنسان وهذه من أمور الغيب لا يمكن للعقل أن يتفهمها إلا إيمانا إما بالنص القرآني وإما بالواقع الملموس والنص القرآني في القرآن ((كالذي يتخبطه الشيطان من المس)) يتخبطه الشيطان من المس والمصروع, والمصروع مشاهد وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخرج الشياطين من الناس المصروعين ويقع هذا في كل مكان وزمان ومن المشهورين بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد كان معروفا بأنه يخرج الشياطين من المصروعين. (225/2) «هل يجوز للحائض أن تقرأ القرآن وأذكار الصباح والمساء؟» السائل: هناك عدة أسئلة وردت في قراءة القرآن والذكر بالنسبة للحائض, فهل تستطيع الحائض أن تقرأ القرآن وإذا لم وهل يجوز لها أن تذكر الأذكار المختلفة في الصباح والمساء إذا كانت حائض؟ وهل يشترط الوضوء الطهارة الكاملة من الحدثين الأكبر والأصغر أن هذه الأنواع من الذكر؟ الشيخ: الجواب ينقسم إلى قسمين, قسم يتعلق بالطاهر من الرجال والنساء والقسم الآخر بالحيض والنفساء من النساء, أما القسم الأول فليس هناك ما يُلزمهم بأن يكونوا على طهارة كاملة إذا ما أرادوا أن يقرؤوا القرآن أو أن يقرؤوا الأوراد أو أن يذكروا الله تبارك وتعالى بأي ذكر مشروع ولكن الأفضل لهؤلاء من حيث أنهم يتمكنون من التطهر الطهارة الكبرى والصغرى أن يكونوا على طهارة كاملة حينما يريدون أن يذكروا الله عز وجل لا سيما عند تلاوة القرآن وأما القسم الآخر وهم النساء الحيض والنفساء فهؤلاء يجوز لهن ذلك من باب أولى, قلنا القسم الأول يجوز لكن الأفضل أن يتطهر أما النساء الحيض والنفساء فليس بإمكانهن أن يتطهرن شرعا ولذلك فالرخصة فيهن أقوى وأوضح وأظهر ومن الدليل على ذلك قصة السيدة عائشة رضي الله عنها, حينما كانت حاجة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلوا في مكان في طريقهم إلى مكة قريبا منها يسمى ذلك المكان بالسرب فدخل الرسول عليه السلام على عائشة فوجدها تبكي قال (مالك؟ أنفست؟) قالت نعم يا رسول الله, قال (هذا أمر كتبه الله على بنات أدم فاصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي ولا تصلي) , ففي هذا إباحة صريحة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة وقد حاضت أن تصنع كل ما يصنع الحاج من دخول المسجد ومن تلاوة القرآن ومن ذكر الله عز وجل وغير ذلك من الأوراد والأذكار, أباح لها ذلك لأن كل هذه الأشياء هي من ذكر الله تبارك وتعالى الذي شُرع ما, أنواع خاصة منه للحاج حينما يأتي المسجد الحرام, فقوله عليه الصلاة والسلام لها (اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي ولا تصلي) دليل قاطع على جوام أن تدخل المسجد وأن تقرأ القرأن وأن تذكر الله وسائر الأذكار. (225/3) «هل تطيع المرأة زوجها في معصية الله؟ وإذا كان مال زوجها من الحرام فهل تفارقه؟» السائل: فهناك عدة أسئلة وردت بشأن المرأة إذا كان زوجها يطالبها أو يأمرها بأمور محرمة كأن تصب له خمرا مثلا أو يجامعها في غير طريق الولد أو غير ذلك يجبرها على ذلك, فهل الطلاق هو الحل؟ أيضا كيف الفعل إذا كان مصدر أموال الزوج طريق محرم غير مشروع كالربا وغير ذلك من الأمور, هل تفارقه أم تعيش وأولادها من ماله الحرام؟ الشيخ: إذا كان لها طريق قانوني ومع الأسف لأنه الشرع اليوم غير محكّم في كثير من القضايا, إذا كان لها طريق قانوني يساعدها على إقامة دعوى على زوجها من حيث أنه يأمرها بمعصية الله عز وجل في أمور كثيرة كما جاء في السؤال ومن ذلك أنه يكتسب ماله من الحرام أو الربا وهي تضطر بسبب عيشته, عيشتها معه أن تأكل هذا المال الحرام وقد قال عليه الصلاة والسلام (كل جسد نبت من السّحت فالنار أولى به) فهي من أجل ذلك تخشى على نفسها من النار فترفع أمرها إلى القاضي الشرعي فإن قبل شكواها ثم استطاع هذا القاضي أن يفرض على ذلك الرجل الزوج أن يتقي الله عز وجل فيها وألا يأمرها بأمر فيه مخالفة شرعية ولا أن يطعمها من ماله الحرام فذلك ما نرجو وإن كانت الأخرى أي القاضي مثل هذه الدعوى لا يرفع إليها رأسه أو أنه تقبل دعواها ولكن ما استطاع إلى أن يزيل ... فحينئذ لا بد لها من أن تبادر إلى طلب الفراق من زوجها لأنه لا يجوز لها أن تعيش على هذه المحرمات التي هي ظلمات بعضها فوق بعض. (225/4) «سؤال عن الذهب المحلق ألا يكون تحريمه لأجل عدم إخراج زكاته؟ وهل يزكى عن الذهب الذي ترتديه المرأة؟ وهل يجوز للرجل أن يزكي من ماله عن الذهب الذي ترتديه زوجته؟ وهل يمكن أن يفصل الذهب المحلق بفضة أو خيط» السائل: هناك أسئلة وردت كثيرة بشأن فتواكم المتعلقة بالذهب, تحريم الذهب المحلق بالنسبة للنساء أيضا فهل, هنا ورد سؤال مثلا يقول أن هو حديث جاء حديث أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت قد لبست سوارا من ذهب فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم إنه يجب عليها أن تزكي فيه وألا تطوق بنار يوم القيامة فقالوا إن هذا بالنسبة إذا لم يزكى على الذهب فيكون حرام, هناك أيضا متعلق بهذا الموضوع أسئلة كثيرة, هل يزكى على هذا الذهب الذي ترتديه المرأة وهل يجوز للرجل أن يزكي من ماله عن هذا الذهب الذي ترتديه زوجته؟ وما وهل يمكن أن نفصل الحلقة حلقة الذهب بفضة أو بخيط أو بشيء من هذا فيعود حلالا؟ كل هذه أمور متعلقة بالذهب المحلق للنساء؟ الشيخ: قبل الإجابة على هذه الأسئلة أرجو من النساء الحاضرات ومن يبلغهن صوتي أو جوابي أن يثقفهن وأن يتفقهن في الدين وأن يقرأن ما يسّر الله لهن من الكتب المؤلفة على منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح, أقول هذا لأن كل الأسئلة التي وردت الآ ن هي محررة تحريرا كاملا في كتابي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " فأرجو فيما بعد أن ترجع المرأة المثقفة منكم إلى هذا الكتاب لتتجلى لها الحقيقة بأوضح بيان, بعد هذه التوطئة أقول هناك أحاديث كثيرة في تحريم نوع معيّن من الذهب وأحاديث أخرى في إيجاب الزكاة على هذا الذهب الذي تتحلى به المرأة فلا يجوز الخلط بين كل من النوعين من الحديثين, حديث يوجب الزكاة على الحلي وحديث آخر يحرم ذاك النوع من الحلي دون أن يتعرض لإيجاب الزكاة هذه الأحاديث كلها موجودة في ذلك الكتاب " آداب الزفاف في السنة المطهرة " فالحديث الذي جاء في السؤال فيه أن الرسول عليه السلام قال للمرأة (تخرجين زكاته؟) قالت لا فقال عليه السلام (جمرة من نار) , لكن هذا شيء وحديث آخر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى في يد امرأة فتخا من ذهب والفتخ هو الخاتم وقيل إنه الخاتم الضخم, فتخا من ذهب فضرب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعصيّة كانت في يده على إصبعها دون أن يأتي في هذا الحديث ذكر لأمره صلى الله عليه وسلم إياها بإخراج الزكاة, فخلط ذاك الحديث بهذا الحديث أمر لا يجوز إسلاميا خاصة إذا كان من الدعاة أو الداعيات, يجب علينا نحن السلفيين جميعا نساء ورجالا أن نكون على بصيرة من ديننا كما قال ربنا عز وجل ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)) فإذا كان جاء في حديث أن الرسول عليه السلام سأل المرأة التي في يدها خاتم من فضة (أتخرجين الزكاة) قالت لا قال (جمرة من نار) وجاء حديث آخر بأن ضربها لأنها تتختم بخاتم من ذهب دون أن يتعرض لسؤالها بما سأل الأولى فحينئذ نأخذ من كل من الحديث حكما لا نأخذه من حديث آخر ففي الحديث الأول نأخذ حكما بوجوب إخراج زكاة الحلي, الحديث الآخر نأخذ حكما بأنه لا يجوز التحلي بما كان ذهبا وال ... أيضا بأن هناك فرقا فالحديث الذي فيه أن الرسول عليه السلام قال (أتُخرجين زكاته) جاء في خاتم الفضة, خاتم الفضة الذي يجوز للرجل فضلا عن المرأة أن يتختم به فإذًا موضوع الحديث هو موضوع حكم وجوب إخراج الزكاة على الحلي بغض النظر هذا الحلي مباح أو محرم أما الحديث الآخر ففيه التصريح أنه رأى خاتما في يد امرأة فضربها بعُصية كانت في يده ثم انطلقت هذه المرأة إلى فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسرعان ما دخل الرسول عليه السلام عليها فوجد في يدها سلسلة من ذهب فقال عليه الصلاة والسلام (يا فاطمة أيسرك أن يتحدث الناس فيقولوا فاطمة بنت محمد) في يدها سلسلة من نار, عفوا (في عنقها سلسلة من نار) وعذمها عذما شديدا فما كان منها رضي الله عنها إلا أن انطلقت فباعت السلسلة واشترت بثمنها عبدا وعتقته فلما بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال (الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار) ففي هذا الحديث أيضا لا نرى فيه ذكرا لقضية الزكاة وإنما الحديث كله يدندن حول التحلي بالذهب والتحلي بأول القصة بالخاتم وفي نهاية القصة متعلقة بفاطمة سلسلة من ذهب تعلقها على عنقها فحرم ذلك عليه السلام ولما تابت السيدة فاطمة وأتممت توبتها بتحقيق حديث معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله (وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) لما السيدة فاطمة رضي الله عنها باعت السلسلة واشترت بقيمة هذه السلسلة عبدا اعتقته قال عليه السلام وهو فرح مسرور (الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار) ماذا فعلت فاطمة هنا حتى أن أباها حمد الله عز وجل أن أنجى ابنته من النار, هل هي لم تزكي؟ لم يأت ذكر الزكاة في هذه القصة إطلاقا لا في أولها ولا في آخرها لكن الرسول عليه السلام صرح (أيسرك أن يتحدث الناس ويقولوا في عنق فاطمة سلسلة من نار) ذلك لأنها تتحلى وتتزين بما حرم الله تبارك وتعالى, وشيء آخر أو حديث آخر أرجو أن يظل محفوظا في أذهانكن ألا وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أحبّ أن يطوّق حبيبه بطوق من نار فليطوّقه بطوق من ذهب ومن أحب أن يسور حبيبه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب ومن أحب أن يحلق حبيبه بحلقة من نار فليحلقه بحلقة من ذهب وأما الفضة تلعبوا بها تلعبوا بها تلعبوا بها) إذا كان بعض الناس يخلط بين حديث إيجاب الزكاة على الحلي وبين حديث تحريم تحلي بالذهب فهل هناك خلط أيضا بين ذلك الحديث وبين حديث فاطمة وبين ذاك الحديث والحديث الأخير (من أحب أن يطوق حبيبه بحلقة من نار فليحاقه بحلقة من ذهب) فمن الإسراف بل والاعتداء على نصوص الشريعة أن تُحمل كل هذه الأحاديث على حديث واحد الذي فيه أن الرسول عليه السلام أنكر على المرأة لأنها لا تُخرج زكاة ذلك الحلي, فهذه نقطة ينبغي أن نكون على بينة منها, باختصار هناك أحاديث متنوعة كلها تدندن حول تحريم الذهب المحلق على النساء, حديث واحد منها يدندن حول إيجاب الزكاة على الحلي حتى ولو كان فضة التي أباح الرسول عليه السلام للمرأة أن تتزيّن به, وحقيقة أخرى طالما سمعتها هنا وهناك وتلك إشاعة من بعض الحاقدين الحاسدين المغرضين يشيع بين الناس أنه لا أحد من علماء المسلمين من يوم أرسل الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حتى زمن الألباني ما أحد يقول بما يقول الألباني من تحريم الذهب المحلّق على النساء, هذه فرية أرجو أن لا نقع نحن السلفيين الذين أنعم الله علينا فوحّدنا في اجتماعنا على كتاب الله وعلى حديث رسول الله وعلى منهج السلف الصالح فالمسألة فيها خلاف وفيها أقوال توافق قولنا وفيها أقوال تخالف قولنا وإن كانت هذه الأقوال أكثر من تلك فأظن أننا جميعا مقتنعون أن الحق لا يُعرف بالرجال وإنما الرجال تُعرف بالحق, اعرف الحق تعرف الرجال والله عز وجل يقول ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) فنحن لسنا جمهوريين نتبع الناس على ما كان المتبعون للحكم أكثر فهو الراجح عندنا وما كان المتبعون أقل فهو مرجوح, لا لو كان هناك قاعدة في هذه القضية لكان اتباع الأقل عددا أولى من اتباع الأكثر عددا إذا اختلفوا لأننا نجد في نصوص الكتاب والسنة أن الله عز وجل يذم الكثرة ويمدح القلة والعكس لكن نحن لا نمشي على القاعدة لا هكذا ولا هكذا العكس وإنما نقول نحن أتباع الدليل مع من كان وأيّا ما كان لكن الشاهد أن القول بأن هذه المسألة لا يقول بها إلا فلان هذا زور وبهتان ما أنزل الله به من سلطان ومن شاء البسط والبيان فعليه ب" آداب الزفاف في السنة المطهرة " كما ذكرنا. السائل: ... حلقة الذهب ... . الشيخ: وأما تساءل البعض عن السوار والخاتم إذا كان مفصولا أي لا يشكل حلْقة كاملة وإنما في فتحة فهذا لا يغير الحكم لأن هذا السوار سواء كان حلقة مغلقة أو كان حلقة مفتوحة فاسمه سوار فنحن لا نخرج عن اللغة العربية ولذلك السوار سوار سواء كان مغلقا أو كان مفتوحا! السائل: أه تفضل. الشيخ: فلا يجوز على كل حال لكن إذا خرج شيئا عن كونه سوارا من ذهب أو عن كونه طوقا من ذهب أو حلقة من ذهب حينذاك أخذ حكما آخر مثلا سوار من فضة عليه زر أو فص من ذهب, هذا السوار لا يقال لغة سوار من ذهب بل هو سوار من فضة ولو كان فيها عليه فص أو نقش من ذهب كذلك لو افترضنا سورة أخرى, طوقا يحيط بالعنق من قماش من قطيفة لون جميل قماش ناعم إلخ ويعلق عليه في أسفله قطعة من ذهب فهذا لا يسمّى طوق من ذهب هو طوق من قماش لكن معلق عليه قطعة من ذهب, هذه القطعة يجوز للمرأة استعمالها لأننا إنما ذكرنا أن المحلّق أي الذي يحيط بالعضو هو الذي حرمته تلك الأحاديث ولم تحرّم الأحاديث الذهب على النساء مطلقا كما قد يتوهم بعض الناس وإنما حرّم الذهب المحلق إما أن يحيط بالإصبع وإما أن يُحيط بالمعصم وإما أن يُحيط بالعنق فلو أن امرأة اتخذت مشطا من ذهب وعلّقته شبّكته بشعرها لا مانع من ذلك لأنه مباح في عموم قوله عليه السلام (حل لإناث أمتي) فتساؤل بعض النساء كما يقول كثير منهم ومن أزواجهن ما خليت لنا شيء يا شيخ من الزينة إذا كان هذا حرام وهذا حرام وهذا حرام فلم يبق شيء, الجواب لم يبق شيء لأنهن اعتدن نوع من التحلي هو الذي حرمه الشارع أما لو اتخذت امرأة أزرارا من ذهب, مشطا من ذهب, هذا كله جائز لأنه ليس ذهبا محلقا. فإذًا كون السوار مفتوح هذا لا يرفع عنه اسم السّوار لكن هذا السّوار الي هو مفتوح هو فضة وفي ها الفتحة هاي ركب عليه قطعة من ذهب زينة, ما فيه مانع لأنه السوار في هذه الصورة لا يوصف لغة ولا شرعا بأنه سوار من ذهب وهكذا قس في كل الأنواع التي حرّمها الرسول عليه الصلاة والسلام. (225/5) «إذا اختلف العلماء في مسألة ما وكل له أدلته ولم نستطع أن نرجح بين الأقوال فمذا نفعل؟» السائل: حضرة الشيخ ماذا نفعل في مثل هذه الأمور التي نجد فيها اختلافا كبيرا في آراء العلماء وهولاء العلماء كلهم نثق بهم وفي دينهم ولا نستطيع أن نرجح أيّهم يملك الحق معه, في كل بأدلته فهل نستفتي نفسنا وقلبنا عملا بحديث (استفت قلبك ولو أفتوك الناس ولو أفتوك) أم ماذا نفعل؟ وهل في هذه الأمور الأخلاقية, لا عفوا, قضية الذهب وغيرها؟ الشيخ: الجواب أن هذه المسألة ليست هي أول مسألة وقع فيها خلاف بين العلماء قديما وحديثا ولو أن هذا السؤال نبع أو صدر من هذا المجتمع العام من المسلمين الذين لم يهتدوا بكتاب الله ولا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما عاشوا على ما وجدوا عليه الآباء والأجداد أو عاش كل منهم على المذهب الذي تربّى عليه فقول الله تعالى وقول نبيه صلى الله عليه وسلم أمر غير وارد عند هذا الجمهور, لو كان هذا السؤال صدر من أمثال هؤلاء لم يكن غريبا لكن أنا أظن أنني في مجتمع سلفي, هذا المجتمع السّلفي الذي تعدى ذلك الجهل الذي ران على قلوب جماهير المسلمين وهو التقليد الأعمى فالسلفيون هم دائما بُغيتهم ما قال الله وما قال رسول الله فقول السّائل أو السّائلة ماذا نفعل نحن؟ احترنا, نقول احترتم لأنكم ما فكرتم بأدلة المختلفين وإلا ما معنى قول رب العالمين ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) فمعنى هذه الآية وغيرها أن الله عز وجل كلّف عباده ما لا يستطيعون حينما طلب منهم الرجوع عند الاختلاف والتنازع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله فأقول بكل صراحة إنّ السائلة وغيرها هي في شك من أمرها لأنها لم تدرس الأدلة الواردة في هذا الخصوص وقد قدمت لكن مثالا إن الذين يقولون بإباحة الذهب مطلقا لا يُعملون هذه الأحاديث بل يعطلونها تعطيلا مطلقا والذي يُبيح الذهب من أحاديث الرسول عليه السلام إنما هي إباحة عامة, يقول (هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناث). أباح الذهب للنساء إباحة عامة, هل دخله تخصيص أم لا؟ هنا الفقه وهنا ما يجب على كل مسلم ومسلمة أن يقف عنده قليلا (225/6) «ذكر الشيخ لمسألة أصولية وهي أنه لا يجوز الإعراض عن النص الخاص لأجل معارضته للنص العامالشيخ: من الثابت من علم الأصول أنه لا يجوز الإعراض عن الحديث الخاص بسبب معارضته للنص العام, لا يجوز الإعراض عن النص الخاص بسبب مخالفته للنص العام بل يجب استثناء الخاص من العام وهذا أمثلته كثيرة وكثيرة جدا, فربنا عز وجل لما ذكر المحرمات من النساء في آية ((حُرمت عليكم أمهاتكم)) ثم ذكر تبارك وتعالى ((وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم)) ثم تابع بيان المحرمات حتى قال ((وأحل لكم ما وراء ذلكم)) هذا نص عام يُفيد إباحة كل النساء سوى المذكورات في هذا السياق القرآني لكننا نجد في هذا السياق أن الله تبارك وتعالى ذكر من المحرمات ((وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم)) بس ما ذكر البنات والأخوات من الرضاعة فماذا نقول أخذا بنص ((وأحل لكم ما وراء ذلكم)) هل نقول بجواز تزوج الرجل بأخته من الرضاعة لأن الله أباح إباحة مطلقة غير هذه النساء المحرمة, الجواب لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) إذًا هذا الحديث وسّع معنى التحريم الذي ذكر في الآية وكان من نماذجه تحريم أمهات من الرضاعة فإذًا والبنت والأخت من الرضاعة تحرم أيضا بدلالة الحديث, كذلك تُعامل كل نصوص الكتاب والسّنة, إذا جاء نص عام يدل على معنى عام ثم جاء نص خاص يُعارض هذه الدلالة العامة يُستثنى هذا النص الخاص من ذاك النص العام ومن أوضح الأدلة ((حُرمت عليكم الميتة والدم)) هذا يشمل الحوت والجراد فهل نحرم الحوت والجراد لأن الآية تشملهما؟ الجواب الرسول قال (أحلت لنا ميتتان وأحلت لنا دمان) هل نحرم إذًا الدم مطلقا أم نقول نستثني الكبد والطحال لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استثنى ذلك وهكذا من أجل مثل هذا الأمر وُضع علم أصول الفقه, الآن عندنا نص يُبيح للنساء الذهب إباحة مطلقة عامة فإذا حرّم الرسول عليه السلام, نضرب مثلا مجمع عليه, إذا حرّم على النساء الأكل في آنية الذهب, هل نقول هذا خاص بالرجال لأنه أباح الذهب للنساء؟ ما أحد يقول بهذا القول, قالوا هذا حُكم يشمل حتى النساء فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تأكل في آنية الذهب وأن تأكل بملعقة الذهب وكأس الذهب ونحو ذلك فماذا نفعل تجاه حديث حل لإناثها, نقول هذا مستثنى من ذاك كذلك بقية المستثنيات, حرّم السوار وحرّم الطوق بصريح حديث فاطمة فنقول هذا مستثنى من الإباحة, من الإباحة المطلقة ولا نضرب الأحاديث بعضها في بعض فالغرض أن كل مسلم ومسلمة مكلفة أن تسمع أدلة الطرفين بعد ذلك ترجع إلى قلبها مش مجرد ما سمعنا أنه المسألة فيها خلاف يالله استفت قلبك وإن أفتاك المفتون وبلا شك وخاصة هنا في بلادكم حيكون القلب مائلا للزينة لأنه ما شاء الله حسب ما أخبرنا السواعد كلها مليئة بإيه؟ بالذهب فأي نفس هذه تكون مؤمنة قوية وقوية جدا إذا ما أحيلت إلى أن تستفتي قلبها فتُحرّم على نفسها هذه الحلي التي عمت وشاعت في هذه البلاد, يجب التبصر حتى نكون كما قال تعالى في حق نبيه ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)). (225/7) «هل يشرع للنساء صلاة الجماعة؟ وهل يشرع لهن الإقامة والتأمين والجهر بالقراءة؟ وأين تقف المرأة التي تؤمهن؟» السائل: هناك أسئلة وردت في صلاة الجماعة بين النساء, هل تُقام هم صلاة الجماعة وهل هناك إقامة وهل تقف الإمام في وسط الصف الأول؟ وهل تجهر بالقراءة؟ الشيخ: نعم يُشرع للنساء أن يُصلين جماعة كما يُشرع للرجال ويُشرع لهن التأذين والإقامة كما يُشرع للرجال ويُشرع لهن الجهر بالقراءة كما يُشرع للرجال إلا في حالات خاصة إذا كانت النساء كما هو الشأن الأن, النساء في غرفة هنا فوق وليس هناك رجال فلو أذّنت وأقامت المرأة وجهرت بالقراءة فلا أحد من الغرباء الأجانب عنها يسمع صوتها, هذا هو كما قلنا كالرجال لأنني قلت في بعض ما سلف من الأجوبة قول الرسول عليه السلام (إنما النساء شقائق الرجال) فكل ما شُرع للرجال فهو مشروع للنساء إلا ما استثني, من هذا الاستثناء أن المرأة التي تؤم النساء لا تتقدمهن وإنما تقف في الصف معهن لا تتقدم ولا تتأخر, من أين لنا هذا؟ مما صحّ عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها كانت إذا أمّت النساء قامت في وسطهن. (225/8) «ما صحة حديث " بارك الله في المرأة الملساء " وكذلك حديث " إنكم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك ... "؟» السائل: هناك حديث لا نعلم صحته يقول (بارك الله في المرأة الملساء) فما رأيكم؟ وهناك أيضا حديث (إنكم في زمان من ترك عشرا بدينه هلكنا وسيأتي زمان من أقام عشرا لدينه فقد حيى) ما مصدره وهل هو صحيح أم لا؟ الشيخ: أما الحديث الأول (بارك الله في المرأة الملساء) هذا حديث لا أصل له في الشرع ولا يمكن أن يوجد في الشرع مثل هذا التبريك ذلك لأن كون المرأة ملساء أو كونها مشعرية هذا أمر لا لا مُلك ولا طوق ولا اختيار لأهله في أن يكون أملس أو ملساء أو مشعرانيا أو مشعرانية, هذا خلق الله كما قلنا أنفا وهذا يُقابل ببعض الأحاديث الموضوعة التي فيها ذم نوع من البشر كالزنج مثلا " إياكم والزنج " ويصفهم بصفات لا يتميز بها الزنج عن البيض مثلا ممكن يكون في البيض من هذه الصفات السيئة كما يمكن أن يكون مثل ذلك في الزنوج ولذلك فكون الإنسان أملس أو مشعراني كونه أبيض الخلقة أو أسود الخلقة هو تماما ككونه طويلا أو قصيرا لا يُمدح ولا يُذم بشيء من ذلك لا سيما و القضية نسبية كما ذكرت في بعض المجالس أنه نحن ننظر للزنوج نظرة ازدراء لسواد أبدانهن وإذا بالعكس الزنوج ينظرون إلى البيض نفس النظرة وفي عبارة هناك معروفة أنه بيسمونهم اليوم بُرْص يعني أبرص فهذه قضايا نسبية يستحيل بالنسبة للإسلام الكامل أن يربط مدحا أو قدحا في شيء لا يملكه الإنسان وإنما المدح والقدح والثواب والعقاب فيما يصدر من هذا الإنسان المكلف سواء كان أبيض أو أسود, أملس أو أشعر, أيوه أما حديث (أنتم في زمان من ترك فيه عشرا ما أمر به هلك) إلى آخر الحديث فهذا حديث رواه الترمذي بإسناد ضعيف وقد رواه بعضهم بلفظ آخر لا يحضرني الآن وهو لعله مخرّج في سلسلة الأحاديث الصحيحة, أيوه. (225/9) «ما حكم دراسة المرأة في الجامعة المختلطة؟» السائل: هناك سؤال من أخواتنا في الجامعة يقولون إنهن في جامعة مختلطة فما حكم ذلك مع أنهم يذهبون الجامعة طبعا باللباس الإسلامي فهل يجوز لهم ذلك أم عليهم يعني عدم دخول الجامعة والاكتفاء بالعلوم التي لا تحتّم دخول الجامعة للدراسة وهل يجوز المشاركة في أنشطة الجامعة أو لا؟ الشيخ: أظن أن الجواب على السؤال يمكن أخذه من كلام لي سبق وفيه شيء من التفصيل ولكن يبدو أنه لا بد من الإجابة ولو أنها موجزة, أقول إذا كانت الفتاة الجامعية تصرح بأنها تخالط الشباب الجامعي ولو أنها بثياب هي ثياب المرأة المسلمة تماما لكن من أقبح الصور أن تجلس المرأة أو الفتاة المسلمة جامعية كانت تجاه شاب حليق أوروبي المنظر تماما بحكم ماذا؟ أنه الجامعة جمعت بينها وبينه, أنا أعتقد أن طلب العلم لا سيّما العلوم التي تدرس اليوم في الجامعات ثم النيّات التي هي تدفع الناس ذكورا وإناثا إلى هذه الدراسة كل الدارسين ذكورا وإناثا أستطيع أن أقول إلا القليل منهم لا أحد منهم يقصد بهذه الدراسة وجه الله وإنما يقصد الوصول إلى شهادة تمكّنه من أن يُصبح موظفا صغيرا أو كبيرا فإذًا الغاية من طلب هذا العلم هو تأمين لقمة العيش وليس هو القيام بفرض كفائي كما هو معروف في الشرع أن الفرض الكفائي إذا لم يقم به أحد أثموا جميعا وإذا قام به البعض سقط عن الباقين, الذين يريدون بنيات خالصة من الفتيات المسلمات أو الفتيان المسلمين يريدون أن يدرسوا في الجامعة بهذه النية الطيبة أي للقيام أو هم يقوم بواجب كفائي فعليهم أن يُلاحظوا بأن هذا الواجب يجب أن يكون بعيدا عن الوقوع في مخالفات شرعية, أنا أضرب مثلا واضحا لا يقبل الجدل, إذا كانت مثلا الفتاة التي تدرس الطب في بعض أحوالها قد يضطرها الأمر أن تخلو ولو بضع دقائق مع أستاذها الطبيب فهذه خلوة محرمة فهل يُبيحها الإسلام للحصول على فرض غير واجب وجوبا عينيا, الجواب لا، هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا كان لا بد من تحقيق أو من أن يكون هناك ناس يقومون ويسّدون هذا الفراغ من الفرض الكفائي فأنا أنظر إلى الناس أنهم ثلاثة أقسام من المسلمين دون الكافرين فهناك مسلم صادق في إسلامه متقي لربه فهذا ليس به ضرورة أن يأتي ويحضر مكان باعترافه فيه مخالفة للشريعة بحجة أنه هو يريد أن يحقق فرضا كفائيا, هذا العمل سيقوم به القسم الثاني من المسلمين, هذا القسم الثاني إما أن يكون لا يهتم كثيرا بالابتعاد عن المخالفات الشرعية أو يهتم لكن له تأويلات لا نراها نحن من الصواب مطلقا بمكان, فهؤلاء سيقومون بهذا الواجب بطبيعة الحال ويلي هؤلاء وهم أكثر القسم الثالث الذي لا يحرم ولا يحلل وغايته فقط الوصول إلى الوظيفة كما قلنا وإذا كان الكلام الآن بالنسبة للبنات فالقسم الأول فالقسم الأول من الفتيات المؤمنات سوف يستعففن عن القيام بهذا الواجب الكفائي لأن الله ما كلفهن بأعيانهن أن يقمن بهذا الواجب وفي الطريق إليه مزالق ومخالفات شرعية, القسم الثاني سيقوم بهذا الواجب إما معذورا بأن يكون له وجه تأويل هو مقتنع به كما نسمع من بعض الكتّاب المسلمين اليوم أو الدّعاة الإسلاميين أو القسم الثالث الذي لا يبالي بأنه هذا حرام أو حلال , فستتحقق إذًا الفريضة الكفائية بطريق غير طريقنا نحن الذين نحرص على المحافظة على شرفنا وعلى ديننا وأعراضنا. (225/10) «من يخاف على نفسه الرياء إذا هو بلغ العلم للناس فأيهما يقدم تبليغ العلم أوتحقيق الإخلاص؟» السائل: إذا تعلم المسلم علما وأراد تبليغه وعند التبليغ يشعر بالرياء أو الزهو والإعجاب بالنفس فأيهما أبدا أو أولى بتبليغ العلم أم حفظ النفس من الرّياء؟ الشيخ: الأولى الجمع بين الأمرين تبليغ العلم وحفظ النفس من الرياء, هذا هو الواجب فلا يجوز أن نقول لا تبلغ العلم لأنك ترائي ولا نقول لك بلغ العلم ورائي وإنما بلّغ وابتعد عن الرياء واتق الله تبارك وتعالى. (225/11) «ما حكم النذر في أمر مباح و ما حكم الوفاء به؟» السائل: هناك أسئلة عن النذور, هل يجوز صيغة الاشتراط في النذر, أن يقول مثلا إن رجع فلان من سفره سأرسل إلى منزله شاة دون أن يكون في هذا النذر أي طاعة, ماذا يعني ما هي العبادة لله في إرسال شاة إلى فلان ليأكلها؟ الشيخ: هنا بحث لا بد من تفصيل الكلام فيه ولو بشيء من الإيجاز, النذر نذران نذر طاعة ونذر معصية فنذر الطاعة يجب الوفاء به ونذر المعصية لا يجوز الوفاء به, نذر الطاعة قسمان الأول نذر التبرر والتقرب إلى الله تبارك وتعالى والآخر نذر ممكن نسميه اليوم بمقايضة وكان قديما يسمونه بنذر البدل, القسم الأول نذر التبرر يعني التقرب إلى الله عز وجل وهو الذي يقول ليحمل نفسه على التقرب إلى الله عز وجل بطاعة لأنه يشعر بأنها كسولة وبأنها إن لم تقيّد بالنذر فربما لا تستطيع أن تقوم بتلك العبادة فيقول مثلا " لله علي أن أصلي في كل يوم بين الظهر والعصر ركعتين " هذا نذر تبرر وطاعة ويجب الوفاء به أما نذر المقايضة أو نذر البدل فهو الذي جاء حوله السؤال أن يقول القائل " إن جاء فلان فلله علي كذا " " إن رزقني الله غلاما فلله علي كذا " هذا نذر هو نذر البدل أو المقايضة كأنه يقول بلسان الحال " يا رب إن كنت عند رغبتي عافيت لي ولدي ذبحت لك كبشا وإن كنت لست عند رغبتي ما ذبحت لك شيئا " هذا بلا شك لا يشرع إسلاميا بل جاء النص الصريح ينهى عنه في قوله عليه الصلاة والسلام (لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئا وإنما يستخرج به من البخيل) فهذا الذي قايض الله وبادله المصلحة "إن عافيت ولدي لك علي كذا" فإن ما عافاه ليس عليه كذا فهذا هو الشحيح البخيل, أما لو كان كريم النفس فهو يقدم بين يدي مريضه صدقة كما جاء في الحديث الحسن من مجموع الطرق (داووا مرضاكم بالصدقة) فإذا كان النذر نذر مقايضة فلا يشرع أن ينذره فإذا نذره وجب عليه الوفاء به لأنه نذر طاعة ونحن نتكلم الآن في القسم الأول, إن النذر نذران طاعة ومعصية, نذر المعصية لا يجوز الوفاء به, النذر الطاعة فهو قسمان قسم نذر تبرر وطاعة وزيادة تقرب من الله وهذا يجب الوفاء به كما يشرع يعني عقده ونذره أما النذر الثاني وهو نذر البدل أو المقايضة فلا يشرع عقده فإن عقده أحد وجب الوفاء به لأنه نذر طاعة أما إذا كان هذا يسري على كل حال في أي أمر لا يوصف بأنه معصية, فالسؤال الذي ورد هو بلا شك يدخل إما في نذر الطاعة وإما في نذر المعصية لكن هو يذكر في نذر الطاعة من القسم الثاني والذي هو نذر بدل أو مقايضة فيجب الوفاء به ولا يحسن نذره (225/12) «إذا كان مال الأب من الحرام فما هو الحكم بالنسبة للأبناء؟» السائل: هناك استدراك بالنسبة لموضوع الأب إذا كانت أمواله من حرام فما هو حكم الأبناء وما هو مصيرهم وهم دون البلوغ؟ الشيخ: إذا كانوا دون البلوغ فوزرهم على أبيهم ولكنهم إذا بلغوا سن التكليف فحينئذ يجب على كل منهم أن يتعاطى الأسباب التي تُخلصه من البقاء تحت نفقة هذا الوالد الذي يكتسب ماله بالحرام. (225/13) «كيف يكون التعامل مع المخالفين لنا في العقيدة؟» السائل: هناك أسئلة كثيرة وردت بالنسبة لموضوع معاملة من يتخذ عقيدة كفرية كأن يعتقد بنفي صفات الله سبحانه وتعالى أو يعتقد بأن إمامه أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم أو غيرها وهذا ملاحظة موجود في مجتمعاتنا, فكيف يجب أن نعاملهم؟ هل يجوز لنا أن نصادقهم ونتخذهم من الأصدقاء ونبدأهم بالسلام أم لا يجوز بدأهم بالسلام ولا مخالطتهم؟ الشيخ: يختلف الأمر بين مجرد معاملة وبين مصاحبة ومصادقة, أما الأمر الأول فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عامل بعض اليهود بل مات ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل صيعان من الشعير اقترضه الرسول عليه السلام من ذاك اليهودي وثبت أيضا بأن عليا رضي الله عنه آجر نفسه ليهودي على أن ينضح له من بئره مقابل كل دلو تمرة فتعامل المسلم مع غيره هذا أمر جائز لا إشكال فيه, أما المصادقة والمواددة فهذه هي التي لا تجوز لأن ذلك يؤدي بالمسلم إلى التحلّل من الأخلاق الإسلامية والخروج عن الآداب المسلمة إلى تقليد ذلك الرجل الذي ليس بمسلم والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه فإذًا يجب أن نفرق بين التعامل وبين التوادد والموالاة فالتعامل كرجل نعامله كما لو كان مسلما فاسقا مثلا, نشتري بضاعة منه ولكن لا نوادده ولا نصاحبه, كذلك كل من ليس بمسلم ولا سيما والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي) فهذه المصاحبة وتلك المواددة التي تستوجب عامة أن يأكل بعضهم طعام بعض وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى شيء من الموالاة الممنوعة بكتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إذًا باختصار المعاملة في حدود الشريعة جائزة لكن الموالاة والمصادقة فهي غير جائزة. السائل: شيخ ... أيهم أفضل أن تكمل الأسئلة ... نصلي العشاء؟ الشيخ: ما فيه مانع. السائل: سوف يكمل الشيخ بعض الأسئلة بينما نذهب نحن لصلاة العشاء, ستكون الأسئلة القادمة هي آخر الأسئلة تقريبا عندنا يعني إلى إن شاء الله بعد العشاء بنصف ساعة فقط, نرجو أن نحاول نزيد أكثر قدر ممكن من الأسئلة في هذه الفترة. الآن سوف يقوم الشيخ إن شاء الله بتلاوة وإجابة هذه الأسئلة سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, وعليكم السلام ... . السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هنا سؤال. (225/14) «ما حكم مشاهدة التلفزيون؟» الشيخ: يقول ما هو حكم مشاهدة التلفزيون؟ الجواب على هذا يختلف باختلاف المعروض في شاشة التلفزيون فإذا كان المعروض فيه ما يُفيد المشاهد من العلم والتعلم لأمور لا يمكنه أن يتعرف عليها تعرفا صحيحا إلا من طريق المشاهدة أو يحصل في قلبه من تلك المشاهدة تعظيم لله عز وجل أكثر مما لم يشاهدها كما لو كانت المناظر المعروضة تتعلق بعجائب مخلوقات الله عز وجل في البر والبحر والجو, في مثل هذا يُقال يجوز مشاهدة التلفزيون أما فيما سوى ذلك فالمشاهدة تدور بين التحريم وبين الكراهة حسب ما يُعرض هناك من الأمور, لو كان مثلا هناك يُعرض حفلة فيها رقص فيها دنس فيها نحو ذلك من التقاليد الأوروبية التي لا تحلل ولا تحرم فلا يجوز النظر إلى ذلك أبدا, مع إني ألفت النظر بأن وجود التلفزيون في بيت, في بيت من بيوت عباد الله قد يصرفهم على الأغلب عن القيام ببعض الواجبات الدينية من ذلك أن التلفزيون وجوده في البيت يُعرض أهل البيت للسهر بعد صلاة العشاء والسهر هذا نهى الرسول عليه السلام في أحاديث في صحيح البخاري ومسلم ويتأكد النهي فيما إذا قضى الرجل أو المرأة السهرة وأطالها في النظر في التلفزيون الذي لا يجب على الأقل النظر إليه فيكون من عاقبة تلك السهرة الطويلة أنه لا يستطيع أن يقوم لصلاة الفجر في وقت الفجر بل إنما يستيقظ لها بعد خروج وقتها فيكون قد تعاطى أمرا محرما لأن من الثابت أن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب وأن ما يقوم المحرم به فحرام هو نفسه ومن ذلك هذا السهر الذي يُؤدي إلى إخراج الصلاة عن وقتها, صلاة الفجر, لا شك أنه إخراج معصية وحرام ويكون السهر حول التلفزيون حتى لو كان بالصورة الجائزة التي شرحناها مادام أنه يؤدي إلى ذاك المحرم فلا يجوز. هنا سؤال. (225/15) «خطبة الحاجةالسائل: ... ((ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. يسرنا أن نلتقي بفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ونحييه بتحية الإسلام, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. السائل: ونسأل فضيلة الشيخ بالإجابة على الأسئلة الذي كلفوني بعض الإخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت فنرجوا من الشيخ تفضل بإجابة على ذلك. (226/1) «هل يجوز للحائض و الجنب أن يمسا القرآن و يقرءاه؟» السائل: السؤال هل يحق للمرأة الحائض والرجل الجنب أن يمسّ القرآن أو يقرأه للعبادة أو للحفظ؟ الشيخ: لا لا نجد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على منع الحائض والجنب من مسّ القرآن أو تلاوته بل لعلنا نجد من القواعد والأصول ما يدل على خلاف ذلك ألا وهو الجواز ذلك لأن من الأصول التي تُبنى عليها فروع كثيرة قولهم الأصل في الأشياء الإباحة, فهنا لمس للقرآن وهنا قراءة من القرآن فكل من الأمرين الأصل في ذلك الإباحة فلا ينبغي الخروج على هذا الأصل إلا بدليل ... من الكتاب أو السنة الصحيحة ولا يوجد مطلقا في الكتاب ولا في السنة ما يمنع الجنب من مس القرآن أو تلاوته وكذلك المرأة الحائض بل قد نجد في تضاعيف السنة ما يشهد للأصل في ذلك, مثلا روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله في كل أحيانه فهذه الكلية التي أطلقتها السيدة عائشة في حديثها تشمل أحيان الرسول عليه السلام كلها أي سواء كان طاهرا أو غير طاهر سواء كان على حدث أصغر أو حدث أكبر والذي يؤكد هذا المعنى العام في هذا الحديث من حديث عائشة أنها هي أيضا حدثتنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد يُصبح أحيانا جنبا من احتلام وفي رمضان فيدخل عليه الفجر وهو جنب من الاحتلام فيصوم ثم يغتسل. ووجه الإستدلال بهذا أننا نعلم من أحاديث أخرى أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا ينام حتى يقرأ سورة تبارك وكان لا ينام في كثير من الليالي حتى يقرأ سورة المزمل, كذلك في بعض الأحاديث الحض على قراءة آية الكرسي وما تحفظ الدار ومن فيها من شر الشيطان ونحو ذلك من الأذكار المعروفة في كتب الأذكار, فالذي يأتي ما يدل على أن الرسول عليه السلام في تلك الليلة التي كان ينام فيها جنبا كان لا يقرأ هذا الذي شرعه إن صح التعبير للناس أن يقرؤوه بين يدي اضطجاعهم في نومهم. فحديثنا السابق مع هذه الملاحظات مما يشعر المسلم بأنه لا حجْر على الجنب أن يقرأ شيئا من القرأن ولا شك أن بحثنا هو كما جاء في السؤال هل هناك منع مس قراءة للقرآن السائل: مس للقرآن. الشيخ: مس على, والقراءة. السائل: والقراءة. الشيخ: هذا هو, فأنا تكلمت على المسألتين والآن فرّعت الكلام على مسألة مسألة منهما ألا وهي القراءة فأقول إن ما سبق يدل على أن الأصل في هذه المسألة هو الجواز ولكن حينما نقول لا نجد ما يمنع نقصد أنه لا نجد ما يحرّم أما أنه يوجد ما يدل على كراهة تلاوة القرآن بغير طهارة فهذا موجود, ذلك أن الإمام أبا داود روى في سننه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قضى يوما حاجته وسرعان ما لقيه رجل فسلّم عليه فبادر الرسول عليه السلام إلى الجدار وتيمم ثم رد السلام وقال (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر) فنجد في هذا الحديث وهو بالطبع حديث صحيح الإسناد أن النبي صلوات الله وسلامه عليه كره أن يذكر اسم الله على غير طهارة, ذلك لأن السلام كما قال عليه السلام في الحديث الصحيح (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم) فلما أراد أن يرد السلام على من ألقى عليه السلام كره أن يرده إلا على طهارة ولما كانت الطهارة بالماء لا تتيسر له إلا بعد فوات المسلّم لذلك بادر إلى التيمم بالجدار ورد السلام. فإذا كان هذا شأنه عليه السلام أن يقول (إني كرهت أن أذكر ... )، أي أن أقول "وعليكم السلام" إلا على طهر فأولى أن يكون قراءة القرآن مكروها من إلقاء السلام, ولذلك فنحن نخرج بنتيجة وهي أن قراءة القرآن من المحدث ولو الحدث الأصغر فضلا عن المحدث حدثا أكبر وإن كانت هذه القراءة جائزة ولكنها مكروهة ولا نستطيع أن نقول بأن هذه الكراهة كراهة تحريم لما سبق من حديث السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل أحيانه ولا حاجة للتساؤل إلى أن الذكر هنا لم يذكر فيه القرآن لأننا نقول أول ما يتبادر إلى ذهن المسلم الفاهم للغة العربية أن الذكر أول ما يدخل في هذا اللفظ هو القرآن الكريم لأن الله عز وجل أطلق عليه اسم الذكر في غير ما آية حيث آية في الآية المشهورة ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) وفي الآية الأخرى ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) فقول السيدة عائشة كان يذكر الله من معناه أنه كان يقرأ كلام الله في كل أحيانه سواء كان جنبا أو كان طاهرا ولكن في قوله السابق (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر) ما يُشعر بأن الأولى بالمسلم أن لا يذكر الله إلا على طهارة كاملة. لكن هذا إنما يقال في الجنب سواء كان رجلا أو امرأة حيث بإمكان كل منهما أن يتطهر حتى بالتيمم حينما لا يتمكن من استعمال الماء , إذا عرفنا هذا فالحائض لها حكم آخر, لها حكم أيسر من ذلك الحكم السّابق بالنسبة للجنب, ذلك لأن الجنب يمكن أن يُقال له تطهر أما المرأة الحائض فلا يقال لها شرعا تطهر ولو أنها تنطعت ثم اغتسلت مريدة التطهر لما استطاعت أن تطهر ولو اغتسلت بمياه الأبحر السبعة فهي إذًا لا تستطيع أن تطهر شرعا ولذلك فالمفروض أن يكون الشارع الحكيم يتسامح معها أكثر مما يتسامح مع الرجل الجنب الذي أباح له أن يقرأ القرآن عن جنابة مع الكراهة كما شرحنا آنفا أما المرأة الحائض فلو قيل لها هذا لكان معنى ذلك التحريج عليها وصرفها عن تلاوة القرآن مدة حيضها وقد تبلغ أحيانا الأسبوع الكامل وقد تزيد أحيانا. لذلك نجد في بعض الأحاديث الصحيحة ما فيه مأخذ واضح أن الحائض يجوز لها أن تتلو القرآن فأول ذلك حديث السيدة عائشة رضي الله عنها في حجة النبي عليه الصلاة والسلام حينما في مكان قريب من مكة يدعى بسرف فدخل الرسول صلوات الله وسلامه عليه على عائشة فوجدها تبكي فقال لها ما لك؟ (أنفست؟) قالت نعم يا رسول الله, قال عليه الصلاة والسلام (هذا أمر كتبه الله على بنات أدم فاصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي ولا تصلي) ففي هذا الحديث إشارة إلى أن المرأة الحائض لا تُمنع من دخول المسجد الحرام لأنه قال لها (غير ألا تطوفي) ما قال لها لا تدخلي المسجد بل أباح لها بالنص العام (اصنعي ما يصنع الحاج) , فماذا يصنع الحاج, كل حاج سواء كان رجلا أو امرأة لا بد من دخول المسجد الحرام ولا بد من إتيان الطواف والسعي بين الصفا والمروة ولا بد من ذكر الله, تلاوة القرآن ونحو ذلك من الأذكار المشروعة ثم الجلوس في المسجد لعبادة الله عز وجل وذكره فحينما وجدنا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لها (اصنعي ما يصنع الحاج) اصنعي كل ما يصنع الحاج ومما يصنعه الحاج ابتداء دخول المسجد إذًا فقد أذن لها ان تدخل المسجد الحرام, إذًا فقد أذن لها أن تدخل مساجد الدنيا لأن المسجد الحرام كما تعلمون جميعا هو أفضل مسجد وُجد على الأرض فإذا أذن الرسول صلوات الله وسلامه عليه لها بأن تدخل المسجد الحرام لكن لا تصلي فأولى وأولى أن تدخل لأي مسجد من مساجد الدنيا ثم بعد هذا التعليل الذي ... المسجد وبالتالي ... القراءة أيضا استثنى الصلاة والطواف, فبقي كل شيء على الأصل وعلى ما يشمله هذا النص العام (اصنعي ما يصنع الحاج) فإذًا الحائض تستطيع أن تقرأ القرآن لي في سورة محددة معينة بل في كل الصور وتستطيع أن تقرأ القرآن كله, و ... هذا الحكم وأن المرأة لا يتغيّر شيء من الأحكام المترتبة عليها في حالة طهرها فيما إذا خرجت من الحالة الأخرى وهي الحيض, مما يدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن السيدة عائشة أيضا رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عائشة ما ناوليني الخمرة من المسجد) والخُمرة هو سجاد الصلاة, بساط الصلاة (ناوليني الخمرة من المسجد) قالت يا رسول الله إني حائض قال عليه السلام (إن حيضتك ليست في يدك) فهي كانت تتوهم أن لمس الحائض لثوب ما كأنه يلوثه إن كان لا ينجسه ولذلك استغربت حينما سمعت النبي عليه السلام يقول لها (ناوليني الخمرة من المسجد) قالت إني حائض قال (إن حيضتك ليست في يدك) نحن على وِزان هذا نقول إن حيضتها ليست في قدميها ليست في بدنها فإذا دخلت المسجد وجلست فيه فما عليها من بأس لأن حيضتها ليست على ظاهر بدنها ويؤكد هذا المعنى أخيرا حديث أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليهم, إلى جمع من الصحابة وفيهم أبو هريرة فانخنس وانسل ثم رجع ورأسه يقطر ماء فسأله عليه السلام عن غيبته فقال له إنه كان جُنبا وكأنه كره أن يصافحه عليه السلام. يعني كأنه تصور ما تصورت السيدة عائشة فهي قالت إني حائض كأن حيضتها في يدها وهي جنب كأنه الجنابة في يده فهو يعني ... بالرسول عليه السلام أن يصافح رجلا جنبا فرأه يبتسم فقال له عليه الصلاة والسلام (سبحان الله إن المؤمن لا ينجس) فإذًا المؤمن كما جاء في حديث آخر لا ينجس حيا ولا ميتا سواء كان حائضا أو جنبا ففيم إذًا نحرم عليهما تلاوة القرأن أو مس القرأن؟ ليس هناك ما يمنع من ذلك إطلاقا بل في هذه النصوص التي يُستفاد منها مع شيء من أن ... والتفكر فيها والتدبر إباحة القراءة وكذلك إباجة المس على الأصل أن المؤمن طاهر لا ينجس. (226/2) «رد الشيخ على بعض الإشكالات التي توهم تحريم مس المصحفالشيخ: أما ما يورد في هذه المناسبة من بعض الشبهات والإشكالات فليست بأشياء قوية منها مثلا الإحتجاج ببعض الآية الكريمة ((لا يمسه إلا المطهرون)) في المنع للجنب والحائض من مس القرآن فهذه غفلة عن أن الآية لا تريد التحدث عن مثل هذا الحكم وبالنسبة للبشر وإنما سيقت لتتحدث عن أم القرآن, أصله الذي هو اللوح المحفوظ الذي منه نزل هذا القرآن الذي بين أيدينا فقوله تبارك وتعالى ((لا يمسه)) راجع إلى الكتاب المكنون حيث قال عز وجل ((وإنه لقرآن كريم في كتاب مكنون تنزيل من رب العالمين لا يمسه إلا المطهرون)) فهذا الكتاب المكنون هو الذي لا يمسه إلا المطهرون, وقرأننا لا يوصف بأنه مكنون بل هو ظاهر مبين وإنما أمه الذي هو في اللوح المحفوظ فهذا هو الذي لا يمسّه إلا المطهرون ولذلك كان المقصود بالمطهرون هم الملائكة المقربون وليسوا البشر لأسباب كثيرة منها سياق الآية ((كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون)) هذا الكتاب المكنون لا تناله أيدي الشياطين ((وما تنزلت به الشياطين)) وكذلك جاء في سورة عبس كتفسير لهذه الآية الكريمة لا يمسه إلا المطهرون حتى قال الإمام مالك رحمه الله في كتابه الموطأ " أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية ((لا يمسه إلا المطهرون)) أنها كالتي في سورة عبس ((كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة)) " هؤلاء السفرة الكرام البررة هم المطهرون في الآية السابقة وأشياء أخرى كنا استفدناها من ابن القيم من كتابه أقسام القرآن مما يدل على أن المطهرون هم الملائكة وليسوا البشر لأن البشر الصالح منهم فضلا عن الطالح ليس مطهرا وإنما هو متطهر وفرق في اللغة العربية بين المطهر وبين المتطهر فالمطهر هو المطهر خلقة والمتطهر هو الذي تلوّث ثم تطهر ولذلك قال تعالى ((فيه رجال يحبون أن يتطهروا)) أي مسجد قباء الذي الذي كان للأنصار وأثنى الله عليهم فمدحهم بقوله عز وجل ((فيه رجال يحبون أن يتطهروا)) كذلك قوله تعالى ((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) ما قال يحب المطّهرين لأنه هذا ليس فيه فضل, شيء خلقه الله عز وجل مطهرا هذا لا يمدح لكن الشيء الذي خلقه قابلا للتلوّث وللتطهر فيتطهّر فهؤلاء الذين يثنى عليهم فالآية إذًا ((لا يمسه إلا المطهرون)) ليس لها علاقة بهذا الموضوع إطلاقا إنما هي تتحدث عن أم هذا القرآن الذي هو في اللوح المحفوظ وأن الملائكة هي الذي تنزلت به على الرسول عليه الصلاة والسلام ولم تتنزل به الشياطين. السائل: السؤال الثالث. (226/3) «ما حكم استعمال حبوب منع الحمل للمرأة إذا كانت المرأة تخشى الضرر؟ وما حكم استعمال المانع المطاطي للرجل؟» السائل: ما حكم استعمال حبوب منع الحمل للنساء إذا كانت المرأة تخشى الضرر؟ وما حكم استعمال المانع المطاطي للرجل؟ الشيخ: الذي أعتقده في هذه المسألة أن الأصل الجواز لما جاء من أحاديث في السيرة في أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتعاطون العزل عن نسائهم دون أن ينهوا عن ذلك بل جاء في الصحيح من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال كنا نعزل والقرآن ينزل فهذا هو الأصل في العزل ألا وهو الجواز إلا أن هذا الجواز ليس بالذي ينافي ما هو الأفضل وهذا الأفضل هو ترك العزل لأن العزل ينافي غاية عظيمة ومقصدا جليلا من غايات ومقاصد الزواج في الإسلام ألا وهو تكثير سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو ما جاء به مصرحا في الحديث الصحيح بقوله صلى الله عليه وآله وسلم (تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) فلما كان العزل ينافي هذه الغاية التي من أجلها حض الرسول عليه الصلاة والسّلام الرجل أن يتزوج المرأة الولود, كان العزل ليس يخلو من شيء من الكراهة لمنافاته لهذا المقصد الجليل العظيم ثم إن هذه الكراهة لتقوى وتشتد حتى لتصل إلى مرتبة التحريم فيما إذا اقترن بها قصد مباين لنص في الكتاب أو السنة فمثل ما يلجأ إليه بعض الناس في العصر الحاضر من الذين تربوا تربية أوروبية أجنبية ممن لا يهمهم إلا شهوات بطونهم وفروجهم حيث أنهم يُقللون أولادهم ويُنظمونهم بباعث أن الرزق الذي يأتيهم ... فهذا الباعث على هذا التنظيم الذي سببه العزل وهو اتخاذ موانع في العصر الحاضر, هذا الباعث يلتقي مع الباعث الذي كان يدفع أهل الجاهلية إلى أن يقتلوا أولادهم فنهاهم ربنا تبارك وتعالى عن ذلك صراحة في القرآن الكريم فقال ((ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم)) نعم ليس في العزل أو في اتخاذ المانع سواء من المرأة أو الرجل حدا مباشرا وإنما العزل يلتقي في الغاية مع القتل الذي كان يلجأ إليه أهل الجاهلية, هذه الغاية هي خشية إملاق فإذا اقترن مع العزل أو اتخاذ المانع أو شيء يحول بين المرأة وبين الحمل إذا اقترن مثل هذا الدافع الجاهلي فحينئذ يصبح العزل حراما ... مقرونا بالنسبة للمرأة أنها تتخذ مانع خشية الضرر على نفسها فحينئذ ... الواضح أن الجواب بالجواز إلا أنه ينبغي أن تدفع عن نفسها ذلك الدافع الجاهلي الذي أشرنا إليه آنفا وإذا عُرف ما ذكرنا عُرف أيضا حُكم الرجل الذي يتخذ تلك الوسيلة الحديثة لكي لا يتصل ماؤه بماء المرأة فتحمل كذلك يُقال إن كان ثمة ضرورة فالضرورات تُبيح المحضورات وإلا فالأمر حينذاك يدور بين الكراهة وبين التحريم, هذا ما عندي حول هذا السؤال. السائل: السؤال الرابع. (226/4) «معلوم أن الصحابة كلهم ثقات والثقة هو العدل الضابط أما العدالة فهي متحققة فيهم بلا شك فكيف يمكن معرفة ضبطهم؟» السائل: معروف أن الصحابة رضوان الله تعالى عنهم ثقات والثقة هو العدل الضابط ونحن نضمن العدالة في الصحابة لكن من يضمن لنا الضبط؟ الشيخ: الذي يضمن لنا ضبط الصحابة هو الذي ضمن لنا ضبط من دون الصحابة, هذا جوابه موجز لكن يبدو لي أنه لا بد له من شيء من التفصيل, فنحن نعرف ما هي السبيل التي بها يتوصل العلماء إلى معرفة ضبط الرواة بصورة عامة وضبط رواة الصحابة بصورة خاصة ... أقول السبيل هي واحد لكن من الغريب بقى أن يتوجه السؤال إلى كيف نعرف ضبط الصحابة, الجواب طريقان لمعرفة ضبط الصحابة ولمعرفة ضبط التابعين فمن بعدهم, هذه الطريق هي تنحصر في ناحيتين, الناحية الأولى إذا كان العارف تمكن من الاتصال شخصيا بالراوي فهو بسبب معاشرته للراوي يتبين له عن كثب وعن قُرب إذا كان ضابطا حافظا أو لا, فالتابعي مثلا إذا لقي أبا هريرة وسمع كثرة أحاديثه لا سيّما وأن أحاديثه لا تختلف ولا تضطرب مهما تعددت المجالس وبعدت المسافات كما جاء في ترجمته أن أحد خلفاء بني أمية طلب منه أن يروي له أحاديث في مجلسه وهو عزا إلى أحد كتّابه أن يكتب ما يحدث به خلسة وخفية عن أبي هريرة ثم بعد سنة من الزمان طلب منه أن يحدّثه بما كان قد حدثه قبل سنة وأوعز للكاتب بأن يأخذ الأحاديث ... ويُقابلها بما يسمعه مجددا من أبي هريرة فتعجبوا جدا أنهم لم يجدوه أخل أبو هريرة ولو بحرف واحد فهذه الناحية الأولى التي فيها يتمكن العلماء من معرفة ضبط الراوي وهو الاتصال الشخصي ثم هذه المعلومات التي تصل إلى هؤلاء الأشخاص الذين تمكنوا من الاتصال مباشرة بالرواة سواء كانوا من الصحابة أو التابعين فمعلوماتهم تصبح رواية تنقل إلى من بعدهم حتى تسجل في كتب الرواة والطريق الأخرى هي مما يتمكن بها أن يعرف صاحبها ضبط الراوي ولو كان بينه وبينه سنين أولا ... مطلقا فهذه الطريق هي سبر أحاديثه وتتبعها ومقابلتها بأحاديث الجماهير من الرواة فإذا تبيّن له أن هذه الأحاديث لا تعارض ولا تضارب في الرواية بينها وبين الأحاديث الأخرى ظهر أن هذا الراوي هو ضابط ... فهذه الطريق وتلك هما الطريقان اللتان بهما يتوصل علماء الحديث إلى معرفة ضبط الراوي ولا فرق في ذلك أن يكون هذا الراوي صحابيا أو تابعيا أو تابع التابعين. السائل: السؤال الخامس. (226/5) «هل يجوز إجابة دعوة الجار المشرك مع العلم أنه قد توجد فيها أمور منكرة؟» السائل: هل يحق لنا إجابة دعوة جيراننا المشركين مع العلم أنه يكون أحيانا هناك أمورا على الموائد؟ الشيخ: إذا غلب على الظن وجود أمور محرمة على المائدة فلا يجوز للمسلم أن يحضرها مطلقا سواء كانت الدعوة دعوة مشرك أو مسلم لأن الله عز وجل يقول فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ما هو أصرح وأشد علاقة بالسؤال ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام في ... الحديث الصحيح (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يُدار فيها الخمر) فلهذا وهذا لا يجوز لمسلم أن يستجيب لدعوة يعلم أن فيها منكرا سواء كانت هذه الدعوة كما قلنا دعوة مشرك أو مسلم اللّهم إلا في حالة واحدة وهي شبه معدومة في زمننا هذا وهي أنه يتمكن من تغيير المنكر. فإذا كان الداعية مشركا فأبعد ما يكون هذا المشرك ... المنكر لذلك لا يجوز استجابة أو إجابة دعوة المشرك إذا غلب على ظن المدعو أن فيها منكرا, ولأنني لأقول إنه لا يجوز للمسلم أن يستجيب لدعوة الكافر بالله ورسوله ولو غلب على ظنه أنه لا يجد في تلك الدعوة منكرا مخالفا لشريعته مع هذا لا يجوز له الحضور إلا بقصد أن يوجد بينه وبين هذا المشرك علاقة حسنة ليتخذها فيما بعد وليمة ووسيلة له لكي يدعوه إلى الإسلام رويدا رويدا, فإذا كان بهذا القصد فلا مانع من استجابة دعوته بالشرط السابق. (226/6) «هل يجوز أكل طعام الكفار؟» السائل: ما حكم الإسلام في أكل المشركين؟ الشيخ: إيش ... المشركين؟ السائل: أي هل يجوز لنا ... أن نأكل طعامهم؟ الشيخ: هذا يعود إلى ما هو معروف في الإسلام إن كان طعامهم حلا لنا فهو حل لنا وإن كان حراما علينا فهو حرام علينا بمعنى إذا كان المشرك قد صنع طعاما فيه لحم خنزير مثلا فواضح أن هذا لا يجوز, وإذا كان ذمي قدّم لحم ضأن أو بقر أو نحو ذلك من الحيوانات الحلال أكلها ولكن المدعو المسلم يعلم أن هذه الحيوانات تقتل قتلا عندهم ولا تذبح ذبحا كما هو شأن كثير من اللّحوم التي تستورد من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام في هذا الزمان فإنه قد يستغرب الناس أن هناك معامل تقتل هذه الحيوانات قتلا ولا تذبحها ذبحا شرعيا فإذا علم المسلم أن طعام الذمي هو من هذا النوع من اللحوم فلا يلزم أن يأكل, المهم الضابط في ذلك أن ينظر إلى الطعام فإذا كان حلالا في ... وإلا فلا. (226/7) «هل يجوز أكل الحلويات التي تحتوي على شحوم الخنزير أو حيوانات قتيلة؟» السائل: في أكثر الحلويات الموجودة في الأسواق مصنوعة خارج بلاد الإسلام يُكتب عليها أنها صنعت بزيت حيوانا أو ... حيوان وأكثر إخواننا إلي هناك ... في أمريكا يذكرون أن غالبية اللحوم هي لحوم خنزير ولكن يعني لا يكتبون ... كهذا الزيت زيت خنزير إنما هو زيت حيوان. فيقولون أن غالبية اللحوم هناك والرخيصة هي لحوم خنزير فما هو الحكم على هذه الحلويات؟ الشيخ: الحكم لا يتعدى وجها من ثلاثة وجوه, من تيقن أن هذه الحلويات وكل ما يأتينا من تلك البلاد كالمعلبات مثلا من اللحوم, من تيّقن أن هذه الحلويات فيها شحوم خنزير أو شحوم حيوانات قتيلة وليس ذبيحة ومن تيقّن أن هذه اللحوم معلبة أيضا من هذه الحيوانات القتيلة وليست ذبيحة حرُم عليه أكلها سواء حلويات أو هذه اللحوم ومن تيقن العكس تماما أي أن هذه الحلويات ليس فيها شحوم لحم خنزير ولا فيها شحوم حيوانات قتيلة وإنما فيها شحوم حيوانات ذبيحة أو في زيت مثلا زيتون أو ما شابه ذلك من المباحات كذلك من تيقّن بأن هذه العلب التي فيها لحوم محفوظة هي أيضا من حيوانات ذبيحة وليست قتيلة حل له أكل هذه وهذه. ومن لم يتيّقن لا ذاك ولا هذا هو الحكم الثالث والأخير فحين ذاك يأتي قوله عليه الصلاة والسلام (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) وقوله (إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه). السائل: السؤال السادس. (226/8) «هل يجوز تأجير عقار للمشرك؟» السائل: هل يحق لنا تأجير عقارنا لرجل مشرك؟ الشيخ: الجواب إذا كنت تعلم ولو بغلبة الظن أن هذا العقار سيستعمل في معصية الله فلا يجوز وإلا جاز. السائل: السؤال السابع. (226/9) «هل كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي شامل لمعاجم الطبراني كلها؟ و هل معاجم الطبراني مطبوعة كلها؟» السائل: هل كتاب " مجمع الزوائد ومنبع الفوائد " للهيثمي شامل لمعاجم الطبراني كلها؟ وهل معاجم الطبراني مطبوعة كلها؟ الشيخ: أقول إن الشق الأول من السؤال إن معاجم الطبراني إن " مجمع الزوائد " جامع لكل ما في المعاجم الثلاثة للطبراني بالشرط الذي ذكره المؤلف الحافظ الهيثمي في أول كتابه ومن أجل ذلك رأى بتسمية الكتاب ذلك الشرط حينما قال " مجمع الزوائد " فهو يعني بالزوائد أي زوائد على الكتب الستة فهو ألف هذا الكتاب ليجمع فيه الزوائد على الكتب الستة للمعاجم الثلاثة وبقية الكتب الستة التي اعتمد عليها وهي أيضا ثلاثة مسند الإمام أحمد ومسند البزار ومسند أبي يعلى فالحافظ الهيثمي رحمه الله جمع في كتابه هذا " مجمع الزوائد " من هذه الكتب السنة الأحاديث التي لم ترد في الكتب الستة المعروفة بالأمهات الست, فهو لا يورد مثلا في هذا الكتاب حديث (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) و كان مروي الطبراني أو في غيره مادام أنه مروي في صحيح البخاري وغيره وعلى ذلك فقس, اللّهم إلا في حالة واحدة إذا كان في شيء من هذه الكتب الستة التي اعتمد هو عليها, إذا كان فيها حديث ... هو غير صحابي الحديث في كتب الأمهات الستة فهو في هذه الحالة يخرجها أيضا ويورده في كتابه " مجمع الزوائد " أما إن اتحد الصحابي واتحد الحديث فهو لا يورده اكتفاء بوجوده في كتاب من الكتب الستة الأمهات أما فيما يتعلق بطباعة المعاجم الثلاثة للإمام الطبراني فلم يشرع منها شيء مع الأسف إلا المعجم الصغير منها فقد طُبع منذ القديم في الهند طبعة سيئة وغير مرتبة ولا منظمة وليس لها فهرس ثم أعيد طبعها في مصر طباعة قد تكون خيرا من سابقتها ولكنها أيضا ليست محققة ولا مخدومة ولا وُضع لها فهارس وبهذا ينتهي السؤال. السائل: السؤال السابع. (226/10) «هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضي الله عنهم رفع اليدين بعد الصلاة المكتوبة؟» السائل: هل ثبت رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة؟ الشيخ: لم يثبت في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرفع يديه بعد الصلاة وإنما هناك بعض الأحاديث الضعيفة مما رواه الطبراني وغيره أنه رُئي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحيان يدعو بعد الصلاة رافعا يديه لكن ليس لشيء منها إسناد تقوم به الحجة بل إن الأحاديث التي تذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بعد الصلاة بدون رفع هي أحاديث قليلة وقليلة جدا إلى درجة أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إما أنه لم يتنبه لها أو أنه لم يرها دالة على أن الدّعاء بعد الصلاة سنة راتبة من النبي عليه الصلاة والسلام ولذلك فهو يختار أن يدعو الدّاعي قبل خروجه من صلاته بالسّلام وأنه لا يُشرع له أن يدعو بعد الصّلاة ونحن نوافقه على هذا الرأي بقيد سهل ألا وهو أنه يجوز له أن يدعوَ أحيانا وببعض الأدعية القصيرة التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكلنا يعلم أن في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا سلّم من صلاته (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) وأنه عليه الصلاة والسلام كان يقول لمعاذ بن جبل لا تدعنّ أن تقول دُبُر كل صلاة (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) وفي صحيح مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلّم من الصلاة قال (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) وهذا دعاء ثبت أيضا حينما يستيقظ النائم من نومه فهذا الحديث ونحوه يُثبت أصل مشروعية الدّعاء بعد السلام ولكن كما ترون هي أدعية أدعية موجزة قصيرة فلذلك نحن نوافق ابن تيمية على اختياره ما هو الأفضل من الدعاء قبل السلام لكن لا نرى مانعا من الدعاء أيضا بعد السلام بأدعية موجزة قصيرة ومن هنا نعلم أن ما عليه كثير من أئمة المساجد في بعض البلاد الإسلامية من استقبال الإمام للمقتدين ورفع يديه ودعائه أولا دعاء طويلا عريضا وهم يؤمنون على دعائه ثم قد يرفع صوته فيُشوش على من كان مسبوقا بشيء من صلاته فلا نشك والحالة هذه بأن مثل هذا الدعاء غير مشروع أما الدعاء أحيانا وبدون رفع اليدين فلا بأس بشرط أن يكون الدعاء قصيرا موجزا, وأستحسن ذلك المثل الذي ضربه شيخ الإسلام ابن تيمية لبيان الفرق بين من يدعو قبل خروجه من الصلاة ومن يدعو بعد خروجه من الصلاة يقول ما مثل هذا وذاك إلا كمثل رجل يقوم بين يدي ملك جدير وله عنده حاجة فهو قائم بين يديه لا يعرض حاجته ولا يطلبها منه وهو قائم بين يديه فإذا ما انصرف عنه طلب حاجته منه, فالله عز وجل أولى أن يتوجه المصلي بما له حاجة إليه وهو قائم بين يديه يصلي ولا يزال في صلاته والله عز وجل ... عليه. خلاصة القول لم يصح عن الرسول عليه السلام أنه رفع يديه بالدعاء بعد الصلاة أما رفع اليدين في الدعاء بصورة عامة فهذا أمر مشروع معروف لديكم فلا حاجة للخوض فيه. السائل: السؤال الثامن. (226/11) «هل يصح حديث الأعمى في التوسل من حيث الإسناد؟» السائل: هل يصح حديث الأعمى بالتوسل من حيث الإسناد؟ الشيخ: نعم, حديث الأعمى عندي صحيح خلافا لبعض المتأخرين وتبعا لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " هذا الحديث رجال إسناده كلهم ثقات معروفون بالضبط والحفظ والعدالة وإنما اختلفت الأنظار في أحد رُواته وهو الذي جاء مكنيا في الإسناد بأبي جعفر فاضطربت الآراء في تحديد شخصية هذا الراوي فمنهم من قال إنه أبو جعفر المدني وهو مجهول ومنهم من قال إنه أبو جعفر الرازي والذي اسمه عيسى بن ماهان وهو سيء الحفظ ومنهم من قال إنه أبو جعفر الخطمبي واسمه يزيد ما أدري يزيد بن من؟ والمهم أنه قال هذا القائل هو أبو جعفر الخطيب والمسمى بيزيد وهذا القول هو الراجح لأسباب كثيرة ذكرتها في بعض كتبي قديما وفي كتابي الجديد حديثا ألا وهو " التوسل أنواعه وأحكامه " فقد ذكرت هناك الأسباب التي ترجح هذا القول ومنها أنه جاء في بعض الروايات منسوبا خطميا فزال احتمال كونه رازيا واحتمال كونه أبا جعفر المدني بل وصرح الحافظ الطبراني في معجمه الصغير بأنه هو الخطمي المسمى بيزيد بن فلان فلهذه الأسباب وغيره مما ذكرته في ذلك الكتاب, فلما تعيّن أنه أبو جعفر الخطمي وهو ثقة باتفاق العلماء فصح الحديث وثبت عندنا إسناده. السائل: السؤال التاسع. (226/12) «من المعلوم أن المبطون شهيد فهل يغسل أو لا؟» السائل: نعلم أن المبطون شهيد والشهيد لا يُغسّل فهل يُعسّل المبطون أم لا؟ الشيخ: نعم لا بد من غسله لأن الشهيد الذي لا يغسل مع التسامح في التعبير الآن, أي نعم, هو شهيد المعركة أما الذين هم شهداء حُكما أي هم في حكم شهيد المعركة من حيث الفضيلة فهم لا يُلحقون بشهيد المعركة في الأحكام التي تتعلق به وقُلت أن شهيد المعركة لا يُغسل مع التسامح في التعبير لأن مثل هذا التعبير يعني أنه لا يُشرع غسله ولكن, عفوا أنا أخطأت لقد اشتبه علي الأمر في الغسل والصلاة, فالشهيد لا يُصلى عليه, لا يُغسل ولا يُصلّى لكنه يصلى عليه أحيانا وليس لا يُصلى إطلاقا كما هو الشائع أما الغسل فهو لا يُغسل, الشهيد أما المبطون وكل من أطلق عليه أنه شهيد في الأحاديث الصحيحة التي ذكرتها في كتابي " أحكام الجنائز " فهؤلاء الشهداء ليسوا في حكم شهيد المعركة بأي حكم من الأحكام التي جاءت في هذا الشهيد فكل هؤلاء الشهداء يُغسلون ويُصلون فشهيد المعركة خاص بأنه لا يُغسل لكن تارة يُصلى عليه وتارة لا يُصلى عليه ومن الواضح جدا أن المعركة حينما تكون قائمة ليس من السّهل إقامة الصلاة على هؤلاء الشهداء ولذلك يسّر الله عز وجل على عباده المجاهدين فأمر بدفنهم في دمائهم وثيابهم وبدون أن يُصلى عليه لكن إن وجد الفرصة وصلى الجيش أو قائد الجيش على الشهيد فهذا أمر جائز ومشروع. السائل: السؤال العاشر (226/13) «إذا صلى المقيم المغرب والعشاء جمعا فهل يصلي السنة؟» السائل: إذا صلى المُقيم في بلده المغرب والعشاء جمعا هل يُصلي السنة أم لا؟ الشيخ: ليس لدينا في السّنة جواب عن هذه المسألة خاصة ولكن من الثابت في السّنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا جمع في السفر لا يُصلي السنن هذا من جهة, من جهة أخرى لمّا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر من جهة وبين المغرب والعشاء من جهة أخرى وسُئل ابن عباس. (226/14) «خطبة الحاجة للشيخ» الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (227/1) «ذكر الشيخ لحديث عائشة والعرباض بن سارية رضي الله عنهما في التحذير من البدع» الشيخ: لعل الإخوان الحاضرين جميعا يعلمون من دلالة هذا الحديث وأمثاله مما هو ثابت في كتب السنة وصحيح الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كحديث عائشة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وكحديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلة منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله أوصنا قال (أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) هذه الأحاديث تؤكد ما أظنه أنكم تفهمونه وتعتقدونه أن الابتداع في الدين كله ضلال وأعني في الدين لأن الابتداع المذموم هو خاص في الدين وأما في أمور الدنيا فمنه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم حسب هذا المُحدث إذا كان عرض شرعا فهو مذموم وإذا لم يُعارض فهو على الأقل جائز. (227/2) «ذكر الشيخ لقاعدة وضعها شيخ الإسلام في المحدثات» الشيخ: ومن أحسن ما ينقل في هذه المناسبة كلمة شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله حيث أنه وضع قاعدة هامة جدا استنبطها من تلك الأحاديث زايد من نصوص أخرى تدل على أن الأصل في الأشياء الإباحة وهذه قاعدة أصولية فقال رحمه الله, الأصل في الدين هو الامتناع إلا لنص والأصل في الدنيا الجواز إلا لنص فهو يعني كل محدث في الدين ممنوع أما المحدث في الدنيا فهو مباح إلا إن عرف نصا كما ذكرنا ثم مما ينبغي التنبيه عليه هو أن قوله عليه السلام (وإياكم ومحدثات الأمور) إنما يعني كل عبادة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتكون ضلالة وإن كان في ظن كثير من الناس يحسبونها أنها حسنة. (227/3) «ذكر الشيخ لأثر ابن عمر رضي الله عنهما"كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة"ولقول الشافعي رحمه الله"من استحسن فقد شرعالشيخ: وبحق قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " ذلك لأن الاستحسان في الدين معناه أن هذا المستحسن قرن نفسه مع رب العالمين الذي ليس لأحد سواه أن يُشرع إلا ما شاء الله عز وجل ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله " من استحسن فقد شرع " " من استحسن فقد شرع " لأنه ما يدري هذا المستحسن أنه هذا الذي استحسنه بعقله وفكره فقط ولم يستمد ذلك من كتاب ربه أو من سنة نبيه من أين له أن يعرف أن هذا أمر حسن. لهذا يجب أن يكون موقفنا جميعا من كل محدثة في الدين الامتناع عنها لما سبق ذكره من أحاديث صحيحة. السائل: ... . (227/4) «ما هي مخالفات جماعة التبليغ وماهوالعلاج لها؟» الشيخ: نعم. السائل: يسأل السائل ما هي مخالفات جماعة التبليغ وما هو العلاج لها؟ الشيخ: العلاج هو العلم وهو كما ننصحهم دائما وأبدا بدل أن يخروجوا هذا الخروج الذي لا أصل له في السنة وهم قد جعلوه سنة متبعة فعليهم أن يجلسوا في المساجد ويتعلموا الحديث والفقه وتلاوة القرأن كما أنزل فإن كثيرا ممن يتكلمون منهم وهذه في الواقع سنة سيئة سنوها للناس يجرؤونهم على أن يتكلموا فلا يحسن أن يقرأ الآية فضلا عن أن يحسن أن يقرأ الحديث النبوي أو يفسر في الآية وفي الحديث تفسيرا الأمر الذي يصدق عليهم ما جاء في علم مصطلح الحديث أن على طالب العلم أن يتعلم اللغة العربية حتى إذا قرأ حديثا نبويا لا يلحن فيه ولا يُكسّر فيه فيقرؤه كما نطق به الرسول عليه السلام وإلا دخل في عموم قوله عليه السلام (من قال عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار) ونحن, حتى الكتاب بين أيديهم وهو يقرأ من الكتاب لا يُحسن أن يقرأ ما في الكتاب, والكتاب مشكّل أيضا مضبوط بالفتحة والكسرة والضمة مع ذلك فهؤلاء الذين نسمعهم في كثير من المساجد لا يُحسنون تلاوة حديث الرسول عليه السلام فضلا عن أنهم لا يُحسنون تفسيره فضلا عن أنهم لا يستطيعون بيان ما فيه من الأحكام ومن الفقه الذي يكون المستمعون الجالسون لديه في حاجة كبرى إلى هذا الفقه المستنبط من السنة لذلك فعلاج هؤلاء هو أن يعودوا إلى الحلقات العلمية التي أشرنا إليها آنفا في المساجد وأن يختاروا عالما بالقراءات عالما بالتجويد عالما بالفقه عالما بالحديث عالما بالتفسير فيتعلمون بعد ذلك إذا شعر أحدهم أنه صار في مكنته وفي قدرته أن يدعوَ الناس فواجب عليه أن يدعوَ الناس. أما هم يسمون أنفسهم بجماعة الدعوة, الدعوة للإسلام, جماعة التبليغ تبليغ الإسلام لكن هذا الإسلام يجب أن يُفهم من هذا المبلّغ حتى يحسن التبليغ وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه. هذه حقيقة معروفة ولذلك نحن ننصحهم لأننا نجد في الكثيرين منهم إخلاصا ونشاطا في الدعوة ولكن يصدق فيهم كما قيل قديما " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " ما هكذا يا جماعة تكون الدعوة للإسلام فالدعوة للإسلام تحتاج إلى علماء, علماء قديرين خاصة إذا خرجوا من هذه البلاد إلى بلاد الكفر والضلال في أوروبا أمريكا فهناك تأتيه الشهوات والشبهات ما خطرت في بالهم في البلاد الإسلامية فمن أين يأتون بالجواب عليها؟ فاقد الشيء لا يعطيه. أنا أعتقد أن هؤلاء جماعة التبليغ إذا كانوا يردون أن يكونوا حقيقة مبلغين للإسلام لا يكفيهم أن يكونوا طلاب علم بل يجب عليهم أن يكونوا علماء وأن يكونوا مجتهدين, مجتهدين يعني يستنبطون الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة, لماذا؟ لأنهم يذهبون إلى بلاد عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم مشاكلها غير ما عندنا منها فمن أين يأتون بالجواب؟ لا جواب عندهم. بل قد يتورط أحدهم ويظن أن عنده شيئا من العلم فيفتي كما أفتى أولئك الصحابة ذلك الجريح فقتلوه, أفتوه بغير علم فضلوا وأضلوا كما قال عليه السلام في الحديث المتفق عليه (إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) هذه حقيقة واقعة اليوم. السائل: السلام عليكم. الشيخ: أن كثيرا من الناس, وعليكم السلام, يُفتون بغير علم فيضلون ويُضلون غيرهم لذلك الذين يريدون أن ينطلقوا للدعوة أقول أكرر ما قلت آنفا. السائل: تفضل. الشيخ: لا يكفي أن يكونوا طلاب علم يجب أن يكونوا علماء يستنبطون الأحكام من الكتاب والسنة وإلا فلا يستطيعون أن يُبلغوا الإسلام خاصة في تلك البلاد وأنا أنهي هذه الأجوبة باعتبار الآن حيشتغل الضرس وإذا اشتغل الدرس بطل الدرس, فبقول. (227/5) «سياق الشيخ لمثل ضربه ابن رشد رحمه الله في العالم المجتهد والعالم الغير مجتهد» الشيخ: أختم هذه الكلمة لأنه الحقيقة صارت الساعة التاسعة والصوت بدأ يتغير معنا فيه مسألة لفت النظر إليها عالم من علماء الأندلس وهو ابن رشد الأندلسي المالكي المذهب ضرب مثلا للعالم المجتهد والعالم المقلد مثل رائع جدا وفيه عبرة لمن يعتبر قال مثل المجتهد ومثل المقلد كمثل بائع الخفاف وصانع الخفاف, بائع الخفاف الأحذية وصانع الأحذية قال يأتي الرجل إلى بائع الخفاف فيطلب منه قياسا معيّنا فنصبح نحن نقول قيام يعني نادر جدا رجل ضخمة عريضة وقصيرة بيفتح بقى الخفاف في ها النماذج الموجودة عنده ما بيلاقي ها المقياس الغريب بيقله مع السّلامة ما عندي, يذهب إلى بائع الخفاف إلى صانع الخفاف بيقل له أريد خف من هذا القياس بيقل له حاضر لأنه هو يصنع, هذا مثل المجتهد. السائل: والمقلد. الشيخ: وذاك مثل المقلد, فمن أين يأتي هؤلاء بالأجوبة عن الأسئلة إذا ما طُرحت عليهم خاصة في تلك البلاد. السائل: نعم. الشيخ: لذلك ننصحهم ونؤكد النصيحة لهم مادام أن عندهم إخلاص وغيرة على الإسلام وتبليغهم الناس أن يعكفوا على طلب العلم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا بعد ذلك عسى الله عز وجل أن يمكنهم من هذا العلم ويفسح لهم مجال الدعوة إلى الله بحق وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه. (227/6) «حديث الشيخ عن اتفاق الفرق في أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم واختلافهم في التطبيق» السائل: ... الخلاف عن بعض الإخوة قرؤوا كتاب الجماعات الإسلامية في الكتاب والسنة خصوصا فيما يتعلق بجماعة التبليغ, يا ريت أنه توضح لنا ماذا يرى ... من مساوئ أو محاسن جماعة التبليغ؟ الشيخ: نعم, نحن على خطتنا في أن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا بلا شك والحمد لله نص متفق عليه بين كل الجماعات الإسلامية, ما أحد يقول خير الهدى هدى أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد وكلهم يعتقدون أنه هؤلاء من أهل العلم والفضل وهدفهم اتباع الرسول عليه السلام والسير على هداه فهل الأصل في المتفق عليه بين المسلمين جميعا خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم مع هذا الإتفاق فهناك اختلاف في تطبيقه وفي جعل هذه القاعدة النبوية يعني حقيقة تمشي على وجه الأرض, هنا يصبح الأمر مختلف فيه فتحدثنا آنفا بالنسبة لموضوع العلم ما هو فقلنا إنه قال قال الله قال رسول الله, هذا أيضا لا خلاف فيه لكن واقع الأمر اليوم أنك نادرا ما تسمع جواب عالم يُجيب عن سواء سائل فيقول لك قال الله قال رسول الله وإنما كما قلنا آنفا بيقل لك قال فلان فقوله قال فلان ليس من العلم كما ذكرنا آنفا فإذًا المهم اليوم أن يلتقي المسلمون على القواعد الشرعية المتفق عليها بينهم ويمشو عليها وما يجعلوها جانبا فنحن نقول خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك ترى هذا يُصلي بصلاة, صورة صلاة وهذا صورة ثانية وهذا وهذا إلخ, كذلك الوضوء والصيام والحج و و إلخ لماذا؟ ما هو السبب؟ السبب أنهم ما طبقوا قاعدة خير الهدى أو خير الهدي محمد صلى الله عليه وسلم لماذا؟ لأن جعل هذه القاعدة حقيقة واقعية في حياتنا الدينية, يتطلب العلم بقال الله قال رسول الله وبخاصة لما قال رسول الله مما صح عنه والابتعاد عما لم يصح عنه فأين هذا النهج؟ وأين تطبيقه في واقعنا اليوم؟ (227/7) «كلام الشيخ عن جماعة التبليغ وأنهم فيما بينهم مختلفون في العقيدة والعبادة» الشيخ: نرجع إلى السؤال فنقول ليس جماعة التبليغ كل الجماعات الإسلامية يقولون معنا خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لكن جماعة التبليغ وغيره لا نخصهم بالذكر لأن المشكلة عامة هل توحّدت عقيدة هذه الجماعة وهي وُجدت على وجه اليوم من سنين طويلة أفراد جماعة التبليغ هل عقيدتهم توحدت هل عبادتهم توحدت هل هل إلخ, في اعتقادي أقول لا لأنه ستجد فيهم الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي كما هو موجود في غير جماعة التبليغ فما في فرق بين ها الجماعة وبين هذيك الجماعة من هذه الحيثية كذلك ستجد في جماعة التبليغ يميلون فعلا إلى التمسك بالكتاب والسنة كما شرحنا آنفا لكن لا يوجدون فيهم علماء يدلونهم على الكتاب والسنة وإنما هم يلتقطون من أي عالم يظنون فيه العلم بالكتاب والسنة فمادام عم يدلهم على الكتاب والسنة فهم يتبعون ذلك لماذا؟ لأنه عقيدتهم استقامت أنه لازم نحن نتبع الكتاب والسنة لكن جماهيرهم ليسوا كذلك, ما هو السبب؟ لأنه مش موحد فكرتهم ولا هم متلقين هذه الفكرة الموحدة من نفس الدعوة التي يسمونها بدعوة التبليغ. (227/8) «حديث الشيخ عن خروج جماعة التبليغ للدعوة» الشيخ: لهذا تصدر منهم كثير من الأمور المخالفة للسنة من ذلك ما تفردوا وتميزوا به على سائر الجماعات الإسلامية وهو ما يُسمونه بالخروج في سبيل الله ويعنون بذلك خروج جماعات إلى بعض القرى, إلى بعض المدن, إلى بعض الدول وقد تكون دول غير إسلامية فنحن نلفت نظرهم دائما وأبدا الخروج في سبيل الله أمر جيد لأنه الرسول عليه السلام يقول (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة) أي نعم لكن إذا كانوا يؤمنون معنا كما نعتقد خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم هل هكذا الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام يخرجون بالعشرات للدعوة للإسلام. (227/9) «تدخل أحد من جماعة التبليغ ومقاطعته الشيخ» السائل: طيب ما الخطأ في ها الخروج؟ الشيخ: الخطأ ما سمعت! السائل: ... . الشيخ: الخطأ ما سمعت, شو سمعت مني الآن؟ السائل: سمعت أنه المراد كانوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجون. الشيخ: طيب. السائل: ... ولكن كانت عندهم بيئة تختلف عن بيئتنا الآن, أنا مثلا أنا ... أنا طبيب أنا مهندس أنا نجار أنا حداد, أنت تعلم جميعا يذهبون إلى المسجد, ما ... ولكن نحن إذا خرجنا إلى ... ثلاثة أيام أو أسبوع أو ... أيام نحن نتفرغ نتفرغ معروف كل واحد عنده ... فأنا لما أتفرغ عن بيتي لأنه أنا ... المسجد بيجوز يكون عقلي في ... مثلا ... وكلنا هكذا فأنا لما أتفرغ أسبوع ... أنا أول شيء أستفيد, أستفيد أتعلم, من الي ... مني؟ بعدين نحن عندما نخرج نجد أناس لا يُصلون يعني مثلا نحن نتكلم في مسجد, من عنده زيارة يقل أنا أهلي ما بيصلون, أنا ... واحد عمره ستين سبعين سنة مريض ليش ليش ما تصليش قال لأنه بس ... احنا إذا زرناه في الله وذكرناه بالله على الأقل ... وعلمناه شو واجبه فنذكره بالأخوة تكون استفدت ... . الشيخ: عفوا عفوا البحث العلمي بدو شوية أناة, أنت هلا دخلت أنه بتزوره وكذا مو هذا البحث, الزيارة في الله مطلوبة والتناصح مطلوب والأمر بالمعروف مطلوب والنهي عن المنكر مطلوب بس نحن قلت لك أنه نتكلم عن قضية يعني يتفرد جماعة التبليغ عن كل الجماعات الي أنت بتقول عنه ما تفرد جماعة التبليغ, كل من عنده غيرة للإسلام وعنده شيء من العلم وشيء من الغيرة على المسلمين يفعل هذا الذي تقوله. (227/10) «بيان الشيخ المخالفات التي وقعت فيها جماعة التبليغ وتقديم النصيحة لهم في ذلك» الشيخ: أنا بتكلم اليوم عن هذا الخروج وباستدل بالسنة وبتكلم بقاعدة قلت وكررت قولي هذا بأنه لا يختلف فيها المسلمون إطلاقا, خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الناس في زمانه كانوا أحوج إلى العلم من المسلمين اليوم في زمننا ليه؟ لأنه هو كان محاط بالكفار فكان يُرسل الرجل العالم منهم وما يُرسل معه خمسة عشرة رديف لهم لا يعلمون شيئا إنما هم يتعلمون من أهل العلم الموجودين كلٌ في بلده فهو كما تعلمون فيما أظن جميعا أرسل معاذا وحده أرسل أبا موسى الأشعري وحده أرسل عليا أرسل أبا عبيدة بن الجراح أرسل دحية إلخ ما وجدناه عليه الصلاة والسلام طيلة حياته المباركة أرسل مع العالم من الصحابة ناس غير علماء إلى أين؟ , إيش فيها اليمن؟ ما فيها إلا الشرك والكفر فتصورك أنه بحاجة, الحاجة موجودة في زمن الرسول عليه السلام. (227/11) «بيان الشيخ أن أساس الدعوة هو العلم وهذا الذي لا تدعواإليه جماعة التبليغ» الشيخ: ولذلك نقول نحن الدعوة أساسها العلم أساسها العلم بالكتاب والسنة وأنا لفتت نظرك إلى شيء كنت أمل وأرجو أنه بدل ما تدندن حول قضية لا خلاف فيها أنه زيارة فلان وتقل ليش ما بتصلي في المسجد وليش, هذه ما فيها خلاف لكن لفتت نظركم هاي جماعة التبليغ مضى عليها كذا سنين أنتم أدرى بها عقيدتهم ما هي موحدة صلواتهم ما هي موحدة عباداتهم ما هي موحدة إذًا شو هذا التبليغ الي عم تبلغوا الناس وأنتم ما بلغتم أنفسكم بعد, " ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها ... "، فإذا انتهت إيش فإذا انتهت نسيت بقية الشعر المهم ابدأ بنفسك كما قلنا آنفا لصاحبنا هذا وين أبو ليلى. السائل: ... . الشيخ: ابدأ بنفسك ثم بمن تعول فجماعة التبليغ ماذا يُبلغون إذا كانوا هم بعد ما اتفقوا في العقيدة! السائل: شيخ عفوا. الشيخ: اسمح شوية بعد ذلك أنت تكلم حول هذه النقاط ما تجيب لنا نقاط ما فيها خلاف والحمد لله كزيارة المريض وتارك الصلاة وأمر بمعروف إلخ. عقيدتهم ما هي موحدة صلواتهم ما هي موحدة صيامهم حجهم إلخ الإسلام يعني كله ككل إن شئت أن تأخذه ككل فأنا معك وإن شئت أن تأخذ منه القواعد والأصول والأركان المهمة من الإيمان والإسلام فأنا أيضا معك, في حد علمي أنا جماعة التبليغ لا يُعنون بهذه النواحي إطلاقا بل كثير منهم يُصرح نحن لا نبحث في الأمور العقائدية لأنه نحن ما بنثير خلافات بين المسلمين ولذلك أيضا هم لا يبحثون في تصحيح الصلوات والعبادات على السنة إلخ. فإذًا فاقد الشيء لا يُعطيه يا أخي يدعون إلى الإسلام, ما هو الإسلام؟ صلوا كويس صوموا زكوا إلخ لكن لو جاء سائل يسأل الداعية مش العامة الي ماشين مع الدّاعية من جماعة التبليغ قال له من فضلك علمني كيف كان رسول الله يصلي, ما فيه جواب لماذا؟ لأنهم من الأصل من المنبع الذي يستقون منه ما هو متوجه بكليته إلى أن يُلقن نفسه قبل كل شيء الإسلام على البحث السّابق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, قد يكون متقيدا بمذهب واحد قد يكون له طريقة واحدة من الطرق الكثيرة والتي يتحدث عنها بعض الصوفية ويقولون دون أي تردد الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق فيمكن هذا الشيخ له طريق من هذه الطرق الكثيرة التي يشهد أهل العلم جميعا أنه لم يكن شيء من ذلك في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية, كيف والله عز وجل يقول ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل)) أي الطرق (فتفرق بكم عن سبيله) فإذا كان الرأس الدّاعية والذي هو خطط لجماعة التبليغ هو نفسه متمذهب بمذهب حنفي أو شافعي أو غيره هو نفسه متطرق بطريق من هذه الطرق فما هو هذا الإسلام الذي هم يدعون الناس إليه؟ بس صلاة نحن نسمع كثيرا ونعرف هذه الحقيقة, كثير ناس ما كانوا يصلون صاروا يصلون ما ننكر هذا, نعرف نحن صوفية غلاة في كل بلاد الإسلام وبخاصة في سوريا التي عشت فيها أنا سنين طويلة مشايخ صوفية يأكلون أموال الناس ويعيشون على جيوب أتباعهم مع ذلك كثير ناس سكارى خمّيرين للخمر اهتدوا على أيديهم هذا لا يُنكر كانوا ما يُصلون, بيصلوا لكن هل هذا هو المقصود أنه الإنسان يكون مثله كما قال عليه الصلاة والسلام (مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل المصباح يضيء للناس ويحرق نفسه) مو هذا هو المقصود المقصود إذًا هو أنه المسلم يدعو على بصيرة من دينه كما قلنا ومن أين نتلقّى هذا؟ قلنا إما بنفسه أن يكون عالما فيدرس الكتاب والسنة وإما أن يتلقى الكتاب والسنة ممن هو عالم بهما, نحن ما نرى هذا في جماعة التبليغ وأكرر وأقول كل هذه السنين مثل الإخوان المسلمين تماما من هذه الحيثية وهي أنه ما توحدت أفكارهم كما أنه يوجد في الإخوان سلفي يوجد صوفي يوجد مذهبي وقد يوجد في بعض البلاد شيعي أيضا نعرف هذا من تاريخهم الطويل, أي إسلام هذا الذي يدعون إليه؟ فالآن بعد أن وضّحت لك ما الذي يؤخذ عليهم وأنا أنصحهم بأنه يا جماعة بدل ما تخرجوا هذا الخروج الذي أولا لم يكن في عهد الرسول عليه السلام وثانيا تنظمونه تنظيما لا أصل له في الإسلام ثلاثة أيام أربعين يوم ما أدري أشياء تفصيلية ما أحفظها الآن وما لنا فيها فبدل هذا الخروج الذي لم يكن في العهد الأنور الأول اجلسوا يا أخي في المساجد وادرسوا كتاب الله إما من عند أنفسكم إن كنتم من القسم الأول وإما كما قلنا ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) نسمعهم كثيرا يفتتحون الدرس بكلمة جميلة جدا أنا ما حفظتها بالطبع أنتم بتعرفوها, شو الكلمة إلي بيلقيها الواحد ما بيخلوا الفريضة أنه راح نصلي السنة بيقولوا مثلا كلمة تشبه. السائل: ... . الشيخ: أيوه أحسنت تماما, " ... نجاحنا واتباع سنة رسولنا " لكن لو سألته ما هو السّنة في هذه الصلاة الي أنت صليتها الآن؟ ما يدري, المهم يجلس بعد الصلاة بيفتح رياض الصالحين ونعم الكتاب هو بيقرأ له حديثين ثلاثة لا بيشرح ولا بيبين ولا بيوضح, بيقرأ مثل ما وجده في الكتاب ثم بينصرفوا الناس وبيقولوا عندنا بالشام " تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي " شو فهمت يا أخي من الحديث والله الشيخ ما ما شرح لنا ليه ما شرح؟ لأنه فاقد الشيء لا يعطيه يا أخي. ولذلك بدل ما يضيعوا أوقاتهم بقراءة أحاديث ما فهموها خلي واحد اثنين من الألوف المؤلفة منهم يتخصص في العلم تفسير حديث لغة إلخ ثم يجمع الناس حوله ويدعوهم إلى الإسلام ويدعوهم إلى بصيرة أما على هذه الطريقة, جماعة التبليغ يبلغون ماذا؟ الإسلام طيب, ما هي العقيدة التي يجب على المسلم أن يعتقدها أهي الأشعرية مثلا أم الماتوريدية أم عقيدة أهل الحديث؟ مثل ما قلت لك آنفا, كل من على حسب ما تلقى إما من أبوه أمه جده وإما من الأزهر الشريف أو الجامعة الإسلامية أو أو إلخ وإما فهو فارغ الذهن تماما ما فيه عنده لا هيك ولا هيك, شو السبب؟ أولا ليس من نظامهم أنه يفهموا جماعتهم العقيدة, ليس من نظامهم ليس من منهاجهم. ثانيا ليس من دعوتهم أنه يفهموا الناس السنة والبدعة والشاعر العربي المسلم القديم بيقول " عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه " وهذه الحكمة الشعرية مأخوذة من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي قال عن نفسه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني أو. لا ينكر ولكن كما قال الشاعر أيضا " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " بدكم تدعو إلى الإسلام بدكم تعرفوا ما هو الإسلام بدءا من الإيمان وهذا الحديث يمكن بعض الإخوان بينكروه أنه جاء رجل بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يعرفه أحد حتى إيش؟ السائل: ولا يرى عليه أثر السفر الشيخ: ولا يرى عليه أثر السفر حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه فقال يا محمد أخبرني عن الإيمان قال الإيمان كذا قال أخبرني عن الإسلام الإسلام كذا إلخ. الإيمان بالله ما سمعت مرة أحد الإخوان هذول جاء شرح كلمة الإيمان بالله هلي يمكن تأليف مجلدات عليها ويكفي كواقع أنه شيخ الإسلام ابن تيمية له مجلد اسمه كتاب الإيمان وهنا كتب قديمة لمحدثين كابن أبي شيبة وأبي عبيدة القاسم بن سلاّم وغيره كلها تحت كتاب الإيمان, ما هو الإيمان؟ الإيمان بالله. المسلمون يؤمنون بالله, النصارى يؤمنون بالله, اليهود يؤمنون بالله كل غير زنديق غير دهري يؤمن بالله لكن كل واحد من هؤلاء إيمانه بالله يختلف عن إيمان الآخرين فإذًا ما هو هذا الإيمان الذي هو الشرط الأول في الإيمان, ما يدرس هذا الموضوع أبدا, هذا الإيمان مثلا يدخل فيه مثلا الإيمان بوحدانية ذات الله عز وجل, يدخل فيه الإيمان بوحدانية ألوهية الله حيث لا يُعبد سواه, يدخل فيه وحدانية الله في صفاته كل هذه الأشياء جماعة التبليغ ما يدندنون حولها إطلاقا. إذًا يا أخي ما هو الإسلام الذي تدعونه إليه؟ بس يا أخي يالي ما بتصلي تعالى صل, كلمة حق ما فيها إشكال لكن أين أنتم وقوله (صلوا كما رأيتموني أصلي) (خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) إذًا نحن نصيحتنا أن يتفقه مش كلهم ألوف مؤلفة وقد يكونوا ملايين لا, عشرات مئات منهم وهؤلاء هم الذين يوجهونهم إلى اتباع كتاب الله وسنة رسول الله, أما الخروج فلا يخرج إلا أهل العلم هكذا هدي الرسول عليه السلام أما التبليغ ككل إنسان يُبلغ ما يعلم لكن هذا التبليغ لا يُنظم هذا التنظيم. شو بدو يسوي جماعة من الشغيلة, العمال بيتركوا أهليهم وأولادهم ويروحوا لأوروبا وأمريكا, يقعدوا يا أخي في عقر دارهم ويتفقهوا في دين الله ويتعلموا كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نحن نكرر نقول خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم من هم الذين فهموا هذه القاعدة الجوهرية أكثر منّا بلا شك هم أصحاب الرسول عليه السلام ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. يا إخواني ... كلهم مضى على الإسلام أربعة عشر قرنا مهما قلنا في فساد هذا الزمان واختلاف الأساليب وإلخ فنحن اليوم في القرن الرابع عشر, كل ها القرون هاي ما في جماعة من أهل العلم يطلعوا هيك بالعشرات والمئات يطوفون البلاد في سبيل الدعوة, لماذا لا يفعلون هذا لذلك يقول أهل العلم وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف. لا أحد يناقش في سبيل الدعوة لأن الله يقول ولتكن منكم أمة لكن البحث بيصير في أسلوب الدعوة في طريقة الدعوة في ما أدخل فيها من أمور لم تكن في عهد الرسول أوضحها أنه يخرج من لا علم عنده, يخرج لماذا؟ ليتعلم يا أخي أقعد في بيتك والمسجد بجانبك واجلس هناك وتعلم من أهل العلم. (227/12) «مناقشة الشيخ لأحد من جماعة التبليغ» السائل: ... . الشيخ: كيف؟ السائل: ... إذا خرجنا ... الثانية وجلست في المسجد, أتعلم و ... المسجد إيش ... . الشيخ: لك يا حبيبي مو هذا البحث, الله يرضى عليك, لا تخلينا ندخل في نقاط ما هي موضع خلاف, أنا لعلك ما تعرفني, أنا لما كنت في سوريا كنت أروح لحمص وحلب وإدلب واللاذقية وإلخ إيش المانع؟ أنا بتقل لي إيش المانع؟ ما في مانع لكن بقل لك الأقربون أولى بالمعروف أهل بيتك جيرانك إلخ ثم إلى ماذا تدعو؟ أهل بيتك أنت علمتهم؟ هلا أنا ولا مؤاخذة البحث بيني وبينك خاص أنت أهل بيتك فهمتهم العقيدة فهمتهم كيفية صلاة الرسول عليه السلام, أنا بقل لك لا, ليه؟ على اعتبار أنك أنت من جماعة التبليغ, أنا ما أدري بس أفترض أنك أنت من جماعة, جماعة التبليغ لا يتعلمون كيفية صلاة الرسول ولا يُعلمون كيفية الحج إلى بيت الله الحرام, لا يتعلمون ولا يعلمون إلخ, فأنت إذًا على اعتبارك فرد من أفراد جماعة التبليغ أهل بيتك هلي أنت عايش معهم وهالي تحتضنها وتحضنك إلخ, فهي أقرب الناس إليك أنت قمت بهذا الواجب لحتى تترك وتروح لقرية أخرى, وتقل لي إيش المانع بقل لك ما في مانع لكن ابدأ بنفسك ثم بمن يليك, ليه تترك بلدك يعني قلة الجهل إلي في بلدك حتى تروح إلى بلد أخرى حتى تروح إلى أوروبا, لا يا أخي ما فينا كافينا. نحن بدنا مئات العلماء الدعاة مئات لحتى نكفي يكفينا القيام بالواجب, بعدين ... ننتقل مثلا إلى الزرقاء إلى كذا إلى كذا, مش نروحوا لأوروبا, فهون ... الدّعاة, نحن هذا بحثنا يا أخي, فاقد الشيء لا يعطيه, فيه عندنا نكتة في الشام بيذكروها, يقولوا أنه رجل من الأكراد متحمس للإسلام لكن كردي لا يعرف من الإسلام إلا الشيء القليل, لقي رجلا من اليهود في الطريق وخنجر الي حضنه صاحب الخنجر قال له ... بتسلم وإلا بقتلك قال دخلك ماذا أقول؟ قال له والله ما أدري! طيب شو أفادوا هذا الحماس؟ ما أفادوا, هو لا يدري أن يلقن هذا اليهودي الإسلام ما هو فنحن بنقل له قبل هذا الحماس اجلس يا أخي تعلم ما هو الإسلام ثم بلّغه للناس بالتي هي أحسن وهذا يكفي يعني في بيان ما يؤخذ على جماعة التبليغ وإلا الدخول في التفاصيل ما لنا ولها لأن الأمر يحتاج حينئذ إلى بحث تاريخي والسّند صحيح وإلا السّند مو صحيح وما لنا في هذا الصدد, لكن الشيء الواضح تماما هو هذا الخروج مع جماعات لا يعرفوا من الإسلام إلا شيئا قليلا. السائل: ... دقيقة منه ... لأنه ... . الشيخ: عفوا, هذا الاتهام حدد لي إياه من فضلك حتى أفهم عليك؟ السائل: ... أول شيء ... جماعة الدعوة في هذه الأزمنة ما خرج معهم حتى يفهم ما أهدافهم؟ الشيخ: عفوا سألتك يا أخي الله يرضى عليك, دعنا من الكلمات هلي ما بتفهم المُخاطب, أنا سألتك هذا الاتهام حددلي إياه, ما هو هذا الإتهام؟ السائل: ... كما يصلي الرسول عليه الصلاة والسلام ... . الشيخ: كيف اتهام ما عم أشوفه. السائل: كيف. الشيخ: شلون اتهام يا أخي الله يهديك, يعني هلا بلا مؤاخذة نحط تحت الواقع الآن أنت أو غيرك من جماعة التبليغ! السائل: لا تحطني لا تحت الواقع ولا .. الشيخ: إذًا ليش عم تقول هذا اتهام الله يرضى عليك, نحن شايفينه! السائل: أول شيء إذا وجدت واحد, أنا بدي أحكي معاك, أنت شلون تعرف أنه أنا صار لي سنتين أصلي, كنت خارج السعودية. الشيخ: صار لك سنتين شو؟ السائل: صار لي سنتين بأصلي أنا ... معاك صار لي سنتين أنا بأصلي, وأنا تعرفت على جماعة التبليغ من حيّنا فمهما يعني تأسّي ... باقدر أجاوبك لأنه ما عندي مانع ... ستين الشيخ: كويس. السائل: ... طيب خليني ... ولكن أنا يعني خرجت مع الجماعة وجلست عندهم وجدتهم كيف يصلون وأنا عندي الكتاب يقولون أنت كاتبه أنه هو (صلوا كما رأيتموني أصلي) ولذلك في عندنا إلي ... والعمال و ... ولكن يعني هم ... بهذا السبب والحمد لله و ... واحد صلوا الصلاة ... صار لي سنتين ... ما اجتهد على نفسه بالعلم إنما بتيجي تحكم عليّ. الشيخ: تسمح لي؟ السائل: تفضل. الشيخ: أنت عم بتقول أولا هذا اتهام, نحن ما نتهم الناس ونحن أحرص الناس على أن لا نتهم مسلما, الجماعة عايشين في المريخ وإلا عايشين في أرضنا؟ السائل: عايشين بأرضنا. الشيخ: عايشين عم يصلوا في مساجدهم وإلا في مساجدنا؟ شو اتهام عم نشوفهم, بعدين بعدين هذا كلامك أنت بيأيد كلامي السابق لكن الإنسان ربما لأول ما بيرسخ الكلام لأول مرة ولذلك كان من سنة الرسول عليه السلام أنه إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه, أنا قلت لك آنفا إذا وجدنا في جماعة التبليغ من يصلي على السنة, هذه السنة ما جاءتهم من دعوته, هذه السنة جاءتهم من غيرهم فنحن بدنا هذه السنة تنبع من عندهم فأنت الآن كما جاء في القرآن ((وشهد شاهد من أهلها)) أنت عم تقول صار لك سنتين بتصلي, الحمد لله وعم تصلي على كتاب " صفة صلاة الرسول " ليش ما بتصلي على كتاب صدر من جماعة التبليغ؟ لأنه لا وجود لمثل هذا الكتاب, بعدين نرجع نحن لأهم شيء نرجع للعقيدة كمان ترى أننا نتهمهم في أنهم لا ... مادام يريدون أن يبلغوا الإسلام مادام عندهم هذا الحماس, فأنت الآن بتقول أنا داخل يعني في الإسلام ولا مؤاخذة جديد وعم أصلي من سنتين, طيب هات أي إنسان تعتقد بأنه على علم من جماعة التبليغ لترى حينئذ صدق كلامي وتكون بعيد عن اتهامي بما ليس فيّ أنه أنا بتتهمني أني أتهمهم, أنا عارفهم من الشام ولي جلسات معهم وأعرفهم هنا وبيجوا بيزوروني وبيبحثوا معي وإلخ, فأنا ماني غبي عنهم ولا جاهل بهم حتى تقول ما بيجوز اتهامهم لكن أنت بتتهم أننا نتهم, نحن نتكلم عن علم وبخاصة أنت بتقول حديث عهد بالاتصال بالصلاة فعندك هلا أنت مشان تتجلى لك الحقائق حقيقة أي شخص من الإخوان هذول جماعة التبليغ تثق بأنه هو رأس في الدعوة يعني عنده علم بالكتاب والسنة وإلخ خلينا نقعد بحث أخوي بحث أخوي وبساط أحمدي كما يقولون ونبحث الموضوع والدين النصيحة كما تعلم من قوله عليه السلام. السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ناس ... بدك ... . الشيخ: دكتور مين؟ السائل: دكتور حماد أبو ... مدرس في جامعة المدينة. الشيخ: أي نعم. السائل: ... . الشيخ: طيب. السائل: وصار ... . الشيخ: صحيح, صحيح. السائل: ... . الشيخ: لكن شو تمام البحث؟ أنه لفت بعض الإخوان الي كانوا معه أنه كلام الشيخ صحيح, طيب شو استفدنا نحن كلام الشيخ صحيح وجماعة التبليغ بالملايين ما عندهم خبر بهذا الصحيح, هذه مشكلة, طيب جماعة التبليغ أخي باختصار نحن يعني نشكر تحمسهم ولا نشكر انطلاقهم هذا خير الكلام ما قل ودل, هذا الحماس يجب أن يقترن بالعلم والعلم كما سمعت في كلامي الأول قال الله قال رسول الله يعني هلا إذا قلنا لك ها الجماعة التبليغ هم عندهم من ينبههم وهذا التنبيه صادر من عنده, مو مثل صلاة الرسول أخذها من غيره, تنبيه أنه هذا حديث صحيح وهذا حديث ضعيف حتى العالم من جماعة التبليغ يكون على بصيرة من دينه, ما فيهم واحد من الهند إلى السند ما فيهم واحد له هذه العناية فلماذا؟ لأن الخط انحرف عن الخط المستقيم ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه)) ما في أنه لغة العواطف يا أستاذ لا تُفيد البحث العلمي أبدا لما أنت بتقل لي أنا ما كنت أصلي, صرت أصلي بفضلهم, أنا أشهد وأوقع على بياض مثلك عشرات ومئات لكن هذولي إلي عم يصلوا شو هي الصلاة, هل هي الصلاة إلي صلاها الرسول عليه السلام؟ لا المهم أنه يصلي الصلاة من هذه الصلوات وانتهى الأمر, لا ليست هذه دعوة الإسلام, أيّ صلاة (ربّ مصلي لا صلاة له) كم من قائم لا صلاة له كم من صائم لا صيام له إلخ. (227/13) «استدلال الشيخ بحديث المسيئ صلاته في وجوب العلم قبل العمل والتبليغ لا يعتنون بالعلم» الشيخ: وحديث المسيء صلاته, لعلك تذكره وهو الذي يقول وهو في صحيح البخاري, جاء رجل إلى المسجد ورسول الله جالس في ناحية منه فصلى ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال (وعليكم السلام ارجع فصلي فإنك لم تصل) فرجع الرجل. السائل: ... ثلاثة مرات. الشيخ: أحسنت, في الأخير يتبين الرجل أنه لا يُحسن الصلاة فيعترف, يقول والله يا رسول الله لا أحسن غيرها فعلّمني فقال عليه السلام (إذا أنت قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم استقبل القبلة ثم كبّر ثم اقرأ ما تيسّر من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تطمئن قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها فإن أنت أتممت ذلك فقد تمت صلاتك وإن أنت أنقصت من ذلك فقد أنقصت من صلاتك) فكم من مصلي لا صلاة له؟ فما بيهمنا نحن أنه واحد لا يُصلي نقلناه من ترك الصلاة إلى صلاة لا صلاة له, لا بدنا ننقله إلى صلاة تكون مقبولة عند الله تبارك وتعالى, كيف نعرف هذه الصلاة مقبولة أم لا؟ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, إذا ما درسنا سنة رسول الله ما اهتدينا لذلك قال عليه السلام (تركت فيكم أمرين) أمرين فقط (لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي) هلي بدوا يصلي كما كان الرسول يصلي يجب أن يعرف سنة الرسول في صلاته, هالي بدو يحج كما حج الرسول يجب أن يعرف صفة حجة الرسول إلخ. أما هات يدك امشي مع الناس, هذا مو تبليغ هذا مو إسلام, هذا عادة الناس كما يقول عامة الناس أيها الناس اتبعوا الناس, لا مو هيك نحن أمرنا ((اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتخذوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون)) ((أحسن ما أنزل إليكم من ربكم)) والله نحن يكفينا أنه نتبع الحسن أما الأحسن هذا بدو ناس يعني من فوق كثير كثير لكن أول الغيث قطر ثم ينهمر فنعلم الناس الصلاة التي تصح بعد ذلك نأمرهم بالأشياء الذي إذا أخلّ بها المسلم ما بيكون أخلّ بالصلاة مثلا ها الإطمئنان في الركوع والسجود وما بينهما ركن من أركان الصلاة لكن الخشوع في الصلاة ما هو ركن لكن ربنا أثنى على الخاشعين ((قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)) إلخ فنحن بدنا هلا إنسان يصلي ولا يقال له كما قال عليه السلام للمسيء صلاته (ارجع فصلي فإنك لم تصل) بعد ذلك بنقل له يا أخي لازم تخشع في الصلاة لازم تتأمل فيما تقرأ من كتاب الله إلخ. خلاصة القول يا أخي نحن نتكلم عن علم ولا مؤاخذة وما نتهم مسلما مش مسلمين مش ملايين منهم وإنما نتكلم عن بصيرة والدين النصيحة لذلك نقول لهم علّموا ثم بلغوا أما العكس هذا لا يجوز. (227/14) «تدخل أحد التبليغيين ودفاعه عن جماعته» السائل: ثم احنا ... حتى على هذه الأشياء, نحن بنحث على هذه الأشياء لكن مش مهم أنه مثلا أن يبدأ أولا أنه واحد ألّف كتابا, كيف صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الكتب موجودة وكثيرة, الكتب موجودة ... وأفضل ... أخذت كفاية ولكن أه طبعا أنا بيجوز ما أعرف الحديث الصحيح من الضعيف ممكن أعرضه على علماء حتى لو مش ... بالك, أنا أشير أنه هل هذا صحيح؟ هل هذا ضعيف؟ فالسؤال مش هيك أنا باسأل و ... وبدون أنه مش أنا ... حالي ... التأليف, أنا مش مؤلف وأنا لما ... على أمير الدعوة أنه لازم أصلي كما يؤلف أمير الدعوة هذا ... ولكن يعني الدعوة هي بمثابة الأذان للناس وأنا عبد الله بن ... وإلا أقنعك بالدعوة؟ ولكن الإنسان بما أنه ما جرّب الدعوة لا يعرف حقيقة الدعوة إلا ... أبا حسن الندوي قبل ما يُسأل عن الدعوة خرج في سبيل الله المسجد النبوي وأبدى رأيه في الزامل وأبو بكر الجزائري سُئل عن الدعوة أيضا قال هذه مدرسة متنقلة والسيد صادق أيضا سُئل عن الدعوة فأجاب بما ... ولكن يعني أنا مهما شرحت عن الدعوة لا يُمكن أعبر عن, عفوا مهما شرحت أقول ... كان تقصير وحنا ما في عندنا علماء فطاحل ولكن جماعة زي ما تفضلت بيجوز أمير الدعوة ... مثل يعني ولكن الحمد لله والفضل لله قام يعني جماعات قاموا ... أفضل واحد من الدعوة جائز أن يكون عنده أكثر منه, هذا إيش عبرة ولكن هو أوّل من بلّش ... واحد كاتب ... ولكن هو ما شاء الله عنده فقه يعني جيد جدا ويعني متكلم وعنده معلومات جيدة و ... ولكن أنا ما أجيت ... الأخ الشيخ الأخ عصام دعاه حتى احنا نستمع لشباب ... ولكن الدعوة لها ... ولكن الحمد لله نحن في خروجنا شفنا العلماء في باكستان والهند وشفنا المؤلفين وشفنا يعني ما مقصد الدعوة, مقصد الدعوة هي مجرد أذان, أذان تدعو الناس إلى إقامة الدين ولكن الإنسان يجتهد أنا ... أنا ما أتعصب أنت .. الشيخ: يا أخي بارك الله فيك أنا نصحتك نصيحة الحماس في الدعوة لا تُفيد! السائل: احنا ... . الشيخ: الحماس دعه جانبا, البحث العلمي بدو أناة وهدوء إلخ أنت لما بتقول الدين وتدعو إلى الدين أما يجب عليك أن تكون فاهما الدين؟ السائل: قطعا ولكن عفوا. الشيخ: طيب كيف تدعون إذًا وتعترفون أنه ما بنعرف الحديث الصحيح من الضعيف إلخ, لما ... تجي تلقي محاضرة أو نعمل وعظ أو تذكير وإلخ بيخطر في بالك حديث مشان نصح الناس وبتقول قال رسول الله وأنت ما لك دارس في الحديث! السائل: صحيح. الشيخ: ولا لك عارف صحيحه من ضعيفه, شو بتساوي في هذه الحالة؟ السائل: أنا بقل لك احنا عندنا هدايات ألا نتكلم بالحديث الضعيف فلا نحفظ الحديث إلا ... . الشيخ: هذا حيدة أنا عم أقل لك شو عرفك بالحديث الضعيف؟ السائل: ما أنا قلت لك أنا لما أجي كتاب أول شيء مكتوب مثلا حديث حسن, حديث صحيح والزايد ... بسأل ... أنه ما راح في هذا الحديث. الشيخ: يا أخي أنا ما عم أحكي عن شخصك عم أحكي عن جماعة الدعوة جماعة الدعوة الممتدين من السند والهند وإلخ, هذولي هل نظامهم تمييز الصحيح من الضعيف؟ أنت تحكي عن نفسك وأنا قلت لك سلفا في جماعة التبليغ ناس سلفيين من إخواننا من أهل الحديث كما أنه في جماعة الإخوان المسلمين في سلفيين إلخ, لكن هذول ما بيمثلوا الدعوة يا أخي أنا بتكلم عن الدعوة وأنت بتقول إلي ما دخل في الدعوة ما يعرفها, كيف ما يعرفها؟ الدعوة مش هيك ... , الدعوة قامت كتاب الله وسنة رسول الله كما يلهجون بين يدي كل درس, طيب وين هذه الدعوة؟ ونحن بنسمع دروسهم بنسمع مواعظهم بنشوف أفكار منحرفة عن الكتاب والسنة عقيدة منحرفة عن الكتاب والسنة. (227/15) «بيان الشيخ جهل جماعة التبليغ بالعقيدة» الشيخ: وهم أنت الآن ... آنفا أنهم عندهم هداية أما ما عندهم تعليم وتبليغ العقيدة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الآن هاي أنتم جماعة ما أدري اثنين ثلاثة أربعة من جماعة التبليغ, لو سألكم سائل سؤال الرسول الجارية أين الله؟ هل جوابكم إن كان صوابا ينبع من دعوة التبليغ أم من دعوة أخرى وإن كان خطأ فكيف لا تعرفون الجواب الصحيح لهذا السؤال؟ فهم عليّ وإلا لا؟ السائل: ... . (227/16) «توجيه الشيخ سؤالا للتبليغي"أين الله"؟» الشيخ: طيب, الآن لو سألناك أنت أين الله؟ شو جوابك؟ السائل: جوابي ما راح أعطيك الجواب الصحيح لأنه ما مرّت علي هذه المسألة, أنت لا تفحص في هذا الشيء. الشيخ: لا الله يهديك أنا بابحث شر الضحك ما يبكي, أنا بضحك هاي أنت ضحكت الآن, أنا بضحك من قهري ومن أسفي على المسلمين أنهم قعدوا بيشتغلوا بغيرهم بينسوا أنفسكم ((يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)) ليش راح حتى ما يكون عندك جواب وهاي مسألة عقيدة؟ عقيدة أين الله؟ ما عندك جواب ليه؟ أنت ما عندك جواب لأنك بتعترف ابن سنتين, طيب وهالي ابن عشرة وعشرين عنده جواب وإلا لا؟ أنا بقل لك ما عنده جواب وإن كان عندهم جواب فبيكون خلاف السنة, بتقل لي أنت لا تتهم الناس, أنا هاي بساط أحمدي تفضلوا احكوا هاي عقيدة شو جوابكم عليها؟ إن كان صح بنقل لكم وين منين أخذتوها؟ من جماعة التبليغ؟ بنقل لكم لا جماعة التبليغ ما تبحث هذه المسائل وإذا كان ما عندكم جواب فالمشكلة أشكل ليه؟ عقيدة ما بتعرفوها عايشين تبلغون الناس, دعوة الإسلام وأنتم هذه العقيدة لسّى ما عرفتوها وما عرفتم جوابها, ما بيصير هذا. السائل: طيب أعطينا الجواب خلينا نستفيد إن شاء الله. الشيخ: أنا بعطيك الجواب, واجب عليّ الجواب لكن أنت ليش ما بتعطيني الجواب؟ السائل: أنا ممكن أعطيك جواب ممكن ما يعجبك! الشيخ: الله أكبر, ليش أنت بدك تعطيني جواب يعجبني وإلا ما يعجبني, نحن من ساعة وعظنا أخانا القديم هنا أنه دخول المسجد وصل لله تعالى ما كتب الله لك ولا تُبالي بالناس, فأنت هلا بتقول بعطيك بس ممكن ما يعجبك, شو بدك فيّ بيعجبني وإلا لا, أنت أقصد وجه الله. السائل: ممكن أقول أنه الله أقرب إلى ... . الشيخ: لا هذا مو جواب هذا مو جواب أين الله؟ أنت تعرف حديث الجارية؟ السائل: لا ما أعرف. الشيخ: طيب هذا هو, طيب غيرك من إخواننا الموجودين بيعرفوا جواب أين الله؟ هاه. السائل: ما أعرف. سائل آخر: محمد محمد رسول الله. الشيخ: كيف؟ السائل: أستاذ أحمد معه ... . الشيخ: أنو أحمد؟ السائل: هو ده معه ... . الشيخ: عن إيش ... . السائل: عن. الشيخ: هو عم يقل لك ما بيعرف! السائل: لا عن ابني بأقول أحمد يعني. الشيخ: أه, طيب تفضل, تفضل يا أخي. السائل: الله ... كما ذُكر في القرآن الكريم الشيخ: تفضل. السائل: السلام عليكم ((على العرش استوى)) الشيخ: كويس, جميل. السائل: ((على العرش استوى)) شو معنى استوى؟ السائل: أي هو أعلى في ... . الشيخ: يعني لأنه تعرف أنت المفسرين هنا بيقولوا بعضهم استوى بمعنى استولى وبعضهم بيقول استوى بمعنى استعلى فأنت جزاك الله خير لما جبت الآية هذا جواب ما في كلام قال الله وانتهى الأمر لكن بعد ما نشوف هل الاستدلال بهذه الآية على أي تفسير من التفسيرين المذكورين في كتب التفاسير, استوى بمعنى استولى واستوى بمعنى استعلى. السائل: استعلى. الشيخ: جميل جدا هذا الجواب يأخذه أخونا هنا جواب صحيح لأنه أولا معتمد على الآية ومعتمد على التفسير الصحيح, أنا باسألك الآن هل هذه العقيدة تلقنتها من جماعة التبليغ؟ السائل: لا ... . الشيخ: أرأيت؟ فنحن هذا موضوعنا يا أخي و (الدين النصيحة) جماعة التبليغ على رأسنا وعيننا متحمسين ويدعون وإلخ لكن يدعون إلى أشياء المدعوون يعرفونها كل ما في الأمر أنهم بحاجة إلى من يحركهم ويُوعظهم, شايف أما إذا أمرت واحدا بالصلاة, في مسلم بينكر مشروعية الصلاة؟ أسوأ واحد بيقل لك الله يتوب عليّ, إذا نهيته عن شرب الخمر ما أحد منهم بيستحل شرب الخمر, إلخ, تذكير نافع أنا قلت لك أمر بمعروف ونهي عن منكر لكن هؤلاء الذين يريدون أن يقوموا بالواجب الكفائي بالفرض الكفائي عليهم أن يقوموا قبل ذلك بالفرض العيني, فرض عين على كل مسلم أنه يصحح عقيدته في الله أولا ثم بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثانيا ثم ثم إلخ. فأنا لما عمّ أتكلم عن جماعة أعرفهم جيدا, إذا كان عندهم عقيدة صحيحة أو عبادة صحيحة ما هي نابعة من دعوتهم, أخذوها من غيرهم وهذا يُشكرون عليه, يُشكرون عليه كأفراد أنت أخذت صفة الصلاة فاهتديت إلى صلاة النبي, هو أخذ هذه العقيدة الصحيحة من غير جماعة التبليغ فاستقامت العقيدة إلخ, هذا شيء كويس لكن هذا نابع من غير الدعوة دعوة التبليغ فنحن نريد هذه الحسنات وهذه الأفكار الصّحيحة أن تنبع من جماعة التبليغ نفسها ويشعوا بها على العالم كله أما وهم لا يعلمون ففاقد الشيء لا يُعطيه. فلعله وضحت, وضح لك إن شاء الله أنني لا أتهم إنسانا بما ليس فيه وأني حريص على الجماعة هذول أنه يكونوا دعاة إلى الإسلام على قاعدة بعثة الرسول عليه السلام لمعاذ وغيره. (227/17) «استلال الشيخ بحديث معاذ رضي الله عنه في طريقة الدعوة» الشيخ: لما الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل معاذا إلى اليمن قال له (ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) أنا بقل لك لا, الرسول يقول ليكن أو ما تدعوا الناس إليه شهادة أن لا إله إلا الله, الناس سواء كانوا كفارا أو كانوا مسلمين ليه؟ هنا العلم الآن يظهر لك كيف يختلف الأمر, الكفّار يُقتصر ويُكتفى منهم حتى يصيروا مسلمين أنه يقولوا " لا إله إلا الله محمد رسول الله " حتى يصيروا مسلمين أما هم لا يصيرون بذلك مؤمنين إذا قال الكافر لا إله إلا الله محمد رسول الله صار مسلما صار له ما لنا وعليه ما علينا لكن لا يصير بذلك مؤمنا يعني ناجيا عند الله تبارك وتعالى وكيف؟ ولم؟ الجواب أن الشهادتين إعلان للإسلام لكن هذا ليس معناه أنه فهم الإسلام الذي أوّله الإيمان, هذا يحتاج إلى زمن, مع الزمن سيتبين للأمة المسلمة للحاكم المسلم أن هذا الكافر الذي قال أشهد أن لا إله إلا الله قالها نفاقا قالها تقية خوفا من الإسلام خوفا من فرض الجزية أم عن صدق؟ مع الزمن راح يتبيّن فإذا كنت تدعو المسلم فتدعوه أول ما تدعوه إلى شهادة أن لا إله إلا الله لكن هنا يختلف الأمر, هذا شاهد لله وبتصلي وبيتشهد في الصلاة وخارج الصلاة لكن هنا وظيفتك الآن تشرح له شهادة لا إله إلا الله, الكافر ما لك بحاجة لشرح لأنك هذه يعني إذا صح لنا التعبير نعتبره مثل الطعم نجره للإسلام المفتاح أنه أن يشهد أن لا إله إلا الله أما إذا كان بدو يكون ناجيا يوم لقاء الله عز وجل ويكون من أهل الجنة لازم يكون هذا المفتاح كما يقول بعض السلف, كل مفتاح لا بد ما يكون له أسنان إذا ما له أسنان ما بيفتح فإذًا هذا المفتاح لا إله إلا الله لا بد من أن يكون له أسنان, ما هو أسنانه؟ تتمة أركان الإيمان والإسلام مثل الصلاة و وإلخ. لكن اليوم المسلمون خاصة الأعاجم حتى العرب. (227/18) «بيان الشيخ أن العرب الأولون كانوا يعرفون معنى"لاإلاه إلا اللهالشيخ: العرب الأولون الذين أرسل إليهم الرسول عليه السلام مباشرة وهم قريش, كانوا يفهمون شو معنى لا إله إلا الله ولذلك كفروا, الآية تقول ((إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)) , ((إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)) وكذلك قال تعالى في القرآن الكريم قالوا ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) الفهم الذي فهمه الكفار من الآية لا إله إلا الله فهموا وكفروا, المسلمون اليوم إلا القليل منهم آمنوا ولم يفهموا, نعم؟ السائل: ما فهم ... القصة. الشيخ: أه بارك الله فيك, شايف الأخ هوني فهمان لكن هذا الفهم مش نابع من الدعوة هذا من بَرَى المسلمون اليوم لا يفهمون فهم الكفار لـ" لا إله إلا الله " لكن في فرق بين هؤلاء وهؤلاء أولئك فهموا وكفروا ولذلك استنكروا ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) أما المسلمين بيقل لك أشهد أن لا إله إلا الله آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله لكن شو معنى لا إله إلا الله أكثرهم الآن لا يعلمون المعنى وإذا وُجد فيهم من عرف المعنى كفر بالمعنى عمليا. (227/19) «نصيحة وجهها الشيخ لجماعة التبليغ أن تعتني بمعرفة العقيدة الصحيحة لأهميتها» الشيخ: هذه البحوث أنا أريد جماعة التبليغ يكونوا مشبعين فيها من كبيرهم لصغيرهم لأنه هذا له علاقة بالعقيدة, كل شيء دون العقيدة سهل كما قال تعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) لو فرضنا إنسان أعبد الناس أتقى الناس لكن عقيدته خراب يباب ما بيفيده شيء وهالي قتل تسعين نفسا ومات وهو يشهد أن لا إله إلا الله خير من ذاك بألوف المرات. هذه العقائد مش جماعة التبليغ وبس جماهير المسلمين ضايعين عنها لكن من يُؤاخذ, يؤاخذ إلي أعلن راية الدعوة وليس هنا في أوروبا وأمريكا ولكن إلى ماذا يدعون؟ والله شو بأقول, والله لا أدري, سبحان الله, عقيدة. الآن لا إله إلا الله معناه باللغة العربية التي فهمها العرب ثم كفر بعضهم بها " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " أكثر الناس حتى بعض الرسائل المطبوعة كُتب " لا معبود إلا الله " هذا كفر. السائل: لا معبود بحق. الشيخ: أيوه " لا معبود بحق إلا الله " لا معبود إلا الله هذا كفر لأنه المعبودات كثيرة جدا, المعبودات التي تعبد من دون كثيرة في الواقع لكن كل هذه باطلة إلا عبادة الله وحده لا شريك له فإذا قلنا أنه بعض المسلمين فهموا هذا المعنى الصحيح, " لا إله إلا الله " أي " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " هذا معنى صحيح وهذا الذي ينجو به المسلم من الشرك بالله عز و جل لكن هل كل من فهم هذا الفهم الصحيح ولى مؤمنا به لا ينقضه بعمل له ما أكثر النواقض فتجد من يقول " لا إلا إلا الله محمد رسول الله " يعبد غير الله, ليه يعبد غير الله؟ لأنه مش فهمان شو هي العبادة, ولذلك أنا بدندن وبتحسر أنه جماعة التبليغ هذه البحوث كلها ضاربين عنها صفحا, ليه؟ مش كأفراد, هيك القيادة فارضة على جماعة أنه يبتعدوا عن هذه القضايا. (227/20) «حديث الشيخ عن الشرك الذي وقعت فيه الأمة بسبب جهلها» الشيخ: كيف كيف مسلم يشهد أن لا إله إلا الله بالمعنى الصحيح نفترض هكذا ثم هو يكفر بهذا المعنى عمليا قلنا بأنه يعبد غير الله, كيف يُتصور مسلم يعبد غير الله, أوه بالملايين المسلمين الذين يعبدون غير الله بالملايين, الآن كل مصل ولا بد ولو في ركعة الوتر الركعة الوحيدة يقرأ الفاتحة حتى تصح صلاته وبيقول في الفاتحة يا رب ((إياك نعبد وإياك نستعين)) أي بك وحدك نستعين لا بغيرك, شو رأيك بقى اليوم في الملايين من المسلمين الذين يأتون بغداد من أجل الشيخ عبد القادر الي بيسموه الباز ويأتون الحسين وزينب في مصر وما أدري, نعم؟ السائل: بيستعينوا به. الشيخ: أه, بيروحوا لهناك مشان إيش؟ مدد يا سيدي أحمد مدد يا بدوي إلى آخره, وين ((إياك نعبد وإياك نستعين)) ما فهموا شو هي العبادة ها الي عم يحصرها في الله لما عم يقول ((إياك نعبد)) ما يدري أنه إذا سجد تعظيما لشخص أنه عبده من دون الله, ما يدري هذا المعنى أبدا, ما يدري أنه إذا نذر للست زينب أو الخضر أو شعيب أو ما أدري إيش عندكم, ما يدري أنه هذا الذبح هو شرك بالله عز وجل وكفر بعبادته ليه؟ لأنه مش معلّم هو أمي لا يقرأ ولا يكتب معليش لكن قلنا التعليم يكون بطريقتين إما إذا كان قادرا على الفهم من الكتاب والسّنة فمن الكتاب والسنة مباشرة وإما ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) وين أهل الذكر؟ أهل الذكر لو سألتهم هذا السؤال اليوم ما راح يجاوبك بهذا التفصيل وما راح يفهمك التوحيد ولا شو هو العبادة, الله يقول في القرآن الكريم ونقرأ هذه الآية لكن أكثرنا لا يفهمها وبالتالي ما بيطبقها ((قل إن صلاتي)) صلاتي مفهومة ((إن صلاتي ونسكي)) شو معنى نسكي؟ ذبيحتي ((ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له)) طيب هاي بتقول أنا نذرت ذبيحة لسيدنا شعيب وهذا لعبد القادر والست زينب والحسين و وإلخ. السائل: ... . الشيخ: هذا كله إشراك بالله عز وجل لأن الله قرن النسيكة مع الصلاة فقال ((إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)) والرسول عليه السلام يقول (ملعون من ذبح لغير الله) فخذ ملايين المسلمين بيشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وبيصلوا وبيصوموا ويمكن بيقوموا الليل والناس نيام لكن عقيدته خراب يباب شو فائدة الصلاة وقد أشرك بالله لأنه في الأصل الشهادة التي دخل بها المسلم إلى الإسلام ما فهمها, رضينا من الكافر أنه يدخل للإسلام بشهادة أن لا إله إلا الله لكن هذا المسلم, مسلم بن مسلم بن مسلم ممكن يرجع جده صحابي من أتباع الرسول عليه السلام, شو الفائدة عاش هذه السنين كلها وهو لا يفقه معنى " لا إله إلا الله " ثم إن فقه ذلك وفهم, كفر به عمليا ليه؟ لأنه ما فهم العبادة التي لا يُعبد بها إلا الله ما هي هذه العبادة وما أكثر ما ترى الآن الحلف بغير الله على غير عباية بأدنى مناسبة بحياته حياة ابنه براس أبي براس جدي إلخ ويمكن ما فيه يكون واحد إلا قرأ قول الرسول عليه السلام (من حلف بغير الله فقد أشرك) فإذًا هذا الإيمان الذي هو الركن الأول لما سأل جبريل الرسول عليه السلام ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله فأول إيمان بالله أن تؤمن بوحدانيته في ذاته وفي عبادته وفي صفحاته. (227/21) «بيان الشيخ للشرك الذي وقعت فيه الصوفية» الشيخ: اليوم ملايين من الصوفية يعتقدون أنه بعض المشايخ يطلعون على الغيب, ونحن عندنا في الشام كانوا التلامذة المساكين يقولوا أن حضرت الشيخ عم كشف شو في بقلبي والله قال ((أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين)) عليم بما في الصدور رب العالمين, شرّكوا الشيخ مع رب العالمين أنه بيطلع على ما في قلبه, أراد قال يسأله سؤال وإذ الشيخ بيجاوبوا بدون ما يسأله هذه بتصير صدفة لكن مو معناها أنه الشيخ كشف ما في قلبه, هذا شرك بالله عز وجل, عندك قصيدة البوصيري التي لا يزال كبار المشايخ في هذا البلد وغيره بيحطوا شربة الماء في الوسط وبيعملوا حلقة ذكر وبيقرؤوا فيها قصيدة البوصيري وفيها فيها الكفر الصريح هالي بيقول " فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " هذا خطاب للرسول عليه الصلاة والسلام " فإن من جود الدنيا وضرتها ومن علومك " إلي بيعرف اللغة العربية بيفهم من أي تبعيضية بيسموها يعني بعض علومك يا رسول الله علم اللوح والقلم, هذا الكفر الصريح مع ذلك طامة " ضغثا على إبالة " كما يقال وزيادة في الطنبور لهما بيتباركوا بهذا الكفر, بيضعوا شربة الماء مشان تحل فيها بركات هذه الجلسة, شو هي الجلسة؟ إشراك بالله عز وجل, شو سببه يا أخي هذا؟ مش سببه أنه المسلمين ليسوا مسلمين لأنهم مسلمين لأنه عم نقول كافر إذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله صار مسلم لكن كثير من هؤلاء المسلمين مظلومين من قبل دعاتهم, مظلومين من قبل علماؤهم لأنهم لا يشرحون لهم معنى هذه الكلمة الطيبة التي هي مفتاح دخول الجنة كما عليه السلام (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) أي يوم القيامة لو كان مرتكب التسع والتسعين معصية من الكبائر بدو يدخل الجنة ويتطهر ويتعذب ما شاء الله ثم تنجيه شهادة " لا إله إلا الله " لكن أنو شهادة هذه؟ المفهومة من معناها أولا ثم غير مكفور بمعناها ثانيا, نعم لازم تكون مفهومة فهما صحيحا ومطبقة أيضا تطبيقا صحيحا, هذه المعاني كلها الأمة الإسلامية مش بس جماعة التبليغ, الأمة الإسلامية بحاجة أن يُفهموها بعد ذلك كل فرد يدعو إليها بحسب ما بلغه من علم ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها أمّا ننسى نحن حالنا ونقعد نشتغل بغيرنا, والله هذا ما بيفعله إلا إنسان مغفل يعني مغفل في أحطّ درجات الغفلة, ليه؟ ابدأ بنفسك, الشرع هيك علمنا, قرآن وسنة ((يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)) تعلّم وعلّم, استجابوا فبها, ما استجابوا ((لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)) وفاقد الشيء لا يعطيه وهذا بحث طويل جدا ولا يمكن صار وقت العصر, نمشي يا أبو عدنان؟ السائل: ... . الشيخ: صار الوقت أظن مو هيك. السائل: ... أربعة وثلث الآن مع ... . سائل آخر: نصلي العصر نصلي هنا. الشيخ: لا بنصلي في المسجد. السائل: المسجد أفضل. الشيخ: أه, بس شوفو لنا الجماعة النساء بيجوا يصلوا معنا في المسجد وإلا نرجع نأخذهم؟ السائل: ... بيصلوا ... هناك ... . الشيخ: بسم الله. السائل: أعطيهم خبر يخرجوا يصلوا معانا ... . (227/22) «تدخل أحد الحاضرين وذكره لأصول جماعة التبليغ ومناقشة الشيخ له» السائل: الشيخ الي حكيت عنه أنه ينقص جماعة الدعوة إلي هو العلم أو العلماء هذا موجود؟ الشيخ: أه. السائل: وخاصة ... هو داخل الأردن ... . الشيخ: نعم. السائل: أما في بلاد خارج هذه البلاد الحمد لله وجدنا العلماء الكثير. الشيخ: نعم. السائل: ولكن داخل هذا البلد ممكن ... الشيخ. الشيخ: نعم السائل: أما في شيء ثاني إلي هو عملية عدم تركيزهم على كلمة التوحيد. الشيخ: أه. السائل: هذا الشيء الأساسي الي ب ... .وخاصة عندما يكون في جدد بيتضرروا يعني بيشغلوا أوقاتهم ... مثلا من فترة الصباح الساعة التاسعة صباح إلى ما قبل صلاة الظهر بنصف ساعة الي هو التدرب على الصفات, من هذه الصفات أول صفة هي اليقين المتمثل في الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله محمد رسول الله ". الشيخ: نعم. السائل: تفسيرها هاي " لا معبود بحق إلا الله " كما ذكرت. الشيخ: نعم. السائل: أه وذكروا " ولا طريق توصلنا إلى مرضاة الله ولا توصلنا إلى جنة الله إلا طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ". الشيخ: عليه الصلاة والسلام. السائل: هذه أول صفة. الشيخ: هذا حق. السائل: من الصفات التي يتدربوا عليها في هذا الخروج, تجي الصفة الثانية إلي هي الصلاة باب الخشوع والخضوع, الصفة الثالثة إلي هي العلم. الشيخ: عفوا بس الصلاة أخي بيدندنو حول الخشوع والخضوع لكن ما بيدندنوا حول صفة الصلاة المقبولة عند الله لأن الرسول عليه السلام كان يقول (إن الرجل ليُصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها) هيك إلى أن قال عليه السلام (نصفها) هذا إذا ما ضمننا إلى حض الناس على الخشوع والخضوع لله في الصلاة إدخال الصلاة على أركانها وواجباتها ما بيكون كمّلنا الواجب الذي أخذ على أهل العلم. السائل: لا شك في ذلك. الشيخ: أه لكن المهم ما يفعلون هذا يا أخي فيجب أنت ... أنه يذكر هؤلاء أنه ما بيكفي أنه نضيع خمس دقائق عشر دقائق عشرين أكثر أقل حول جانب واحد فقط مما يتعلق بالصلاة وهو الخشوع وإنما أن تؤخذ الصلاة ككل! السائل: ... الصلاة كما .. الشيخ: ومش ضروري يؤخذ هذا من كتابي أو من كتابي غيري يأخذون من كتب السّنة وهي ... نعم, طيب أنت بتقول أنه وجدت علماء هناك بس هنا ما في علماء! السائل: في بس أقلاء يعني. الشيخ: نعم نعم طيب هناك هل كنت تسمع البحث في التوحيد وأنواعه, توحيد ربوبية توحيد ألوهية توحيد الصفات, ما أعتقد هذا! السائل: ما هو إحنا كان ... يعني ممكن نجلس في هذا المجلس يوم أو يومين وننتقل يعني ممكن نسمع أو بيان نصف ساعة, ساعة, ساعتين بس ... . الشيخ: أي لكن أنا بأقول كأصول للدعوة أصول, كل دعوة لها أصولها يعني مثلا هلاّ الدعوة السلفية شو أصولها الرجوع إلى الكتاب والسنة ومنهج السّلف الصالح ثلاثة أشياء, الكتاب والسّنة وعلى منهج السلف الصّالح, هذه أصولها كأساس يعني بعدين بيجي التفصيل بدءا من العقيدة إلى كيفية الطعام والشراب ونحو ذلك كل هذا في السنة فأصول دعوة التبليغ ما أظن فيها الاعتناء بالتوحيد بهذا التفصيل الذي شرحت لكم جانبا منه والذي به ينجو المسلم يوم الله تبارك وتعالى, ليس هذا من أصول دعوة التبليغ لا هنا ولا هناك فالمشكلة ليست مشكلة أنه ما فيه عندنا هنا علماء كثيرين كما تقول أنت بينما هناك في علماء كثيرين مو هذه المشكلة, هلا لو فُرض, أضرب لك مثالا, لو فُرض كتاب " صفة صلاة النبي " أو غيره مما هو على منهجه وجُعل لزاما على كل فرد من جماعة التبليغ أنه يتمثل صفة الصلاة من هذا الكتاب ألا ترى معي أنه جماعة التبليغ ما فيه فرق بين الهندي والباكستاني والبرتغالي المسلم إلخ, كلهم راح يكونوا على صلاة واحدة ليش؟ لأنه فُرض عليهم ... المنهج أنه يأخذوا مثلا الصلاة من هذا الكتاب أو كما هو الواقع الآن مثلا " رياض الصالحين " فُرض على جماعة التبليغ أنه يتبنوا كل أحاديث " رياض الصالحين " مع الفهم الصحيح ولو بإيجاز لها راح يصير وحدة فكرية بين كل فرد من أفراد جماعة التبليغ, مش موجود هذا الشيء لذلك هذا من الأشياء الذي يُنصح جماعة التبليغ أن تدخل في برنامجهم وأنا أعلم. السائل: ... شيء طيب نعم. الشيخ: نعم؟ السائل: أي شيء طيب. الشيخ: بارك الله. (227/23) «بيان الشيخ أن جماعة التبليغ لا يدعون إلى العقيدة الصحيحة وليست من أصول دعوتهم» الشيخ: وأنا أعلم أنه هذا ليس فقط يعني مش داخل في المنهج بل هم لا يفعلون أنا عشت ثلاث سنوات في المدينة المنورة وكنت أرى ... تبعهم في المسجد النبوي ما بيدندنوا حول التوحيد مع أنه هم في عقر دار التوحيد هناك, هنا مثلا يمكن الإنسان يتحفّظ شوية من الكلام حول بعض المسائل, مثلا أضرب لك مثلا, التوسل بغير الله, شايف التوسل بغير الله بيؤدي مع كثير من العامة إلى إشراك بالله تبارك وتعالى هنا بسبب أنه الجو ما هو الجو توحيدي مثل ما هو مثلا في السعودية, ربما الإنسان الداعية الواعظ المرشد بيتحاشى أنه يتكلم في هيك موضوع أما هنيك أي من هنيك طلعت دعوة التوحيد تقريبا في الزمن الأخير كما هو في الزمن الأول زمن الرسول عليه السلام, مع ذلك ... يدندنون حول هذه البحوث إطلاقا ليه؟ لأنه مش داخل في منهجهم, فنحن بدنا نضيف إلى منهاج دعوة جماعة التبليغ الاعتناء بما اعتنى به الرسول عليه السلام طيلة حياته المباركة في مكة ((أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)) عبادة الله واجتنبوا الطاغوت لتثبت هذه العقيدة في القلوب تحتاج إلى سنين خاصة مع الأعاجم خاصة مع العرب الذين استعجموا صاروا عجما وابتعدوا عن فهم الإسلام فهما صحيحا فعدم اعتناءهم بهذه الناحية في الواقع هو مما يجب أن يُدندن حول نصفهم وتذكيرهم بذلك إن شاء الله. السائل: بيبيّن إلي هو الكلام. سائل آخر: بالنسبة لل ... أنت بيتبنوها, فذكر لك ... . الشيخ: إيه. السائل: بيبين لك يذكرها ... تعليق عليهم فأكمل ... . سائل آخر: ... طبعا كلمة التوحيد الي هو الآن ... " لا إله إلا الله محمد رسول الله ". الشيخ: وين المية يا أستاذ؟ السائل: ... الثانية الصلاة ... الخشوع والخضوع والصفة الثالثة هي العلم مع الذكر, العلم مع الذكر, والذكر الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصفة الرابعة طبعا إكرام المسلمين حتى تتولد بيئة على غرار بيئة الصحابة رضي الله عنهم التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصفة الخامسة هي الإخلاص هذا أهم شيء ... أن تكون هذه جميع هذه الأعمال أن تكون خالصة لله تعالى الصفة السادسة طبعا هي الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله, هذه الصفات الستة في تقريبي بيركزوا عليها في أثناء الخروج. الشيخ: طيب, شو المقصود بالعلم إيش قلت العلم وإيش؟ السائل: العلم مع الذكر. الشيخ: شو المقصود بالعلم؟ السائل: علم الدين أن نعلم ما لله علينا خلال الأربع وعشرين ساعة. الشيخ: أه. السائل: شو المطلوب منا. الشيخ: طيب, يعني مش داخل في العلم العقيدة؟ السائل: كل شيء, العقيدة ما هي الأساس, الأصل. الشيخ: طيب. السائل: ... الأحكام كل أمور الدين والعقيدة من الدين, شو الفائدة من ... . الشيخ: هذا كلام صحيح بس مش نابع من منهج الدعوة هاي مشكلة, هذا كلام صحيح لكن مش نابع من منهج الدعوة يعني هلّا العلم بيعلمه فهل يعلمون العقيدة, يعلمون التوحيد بأقسامه الثلاثة, لا. السائل: لا ما بيعلموا يعلموا يعني ... إلا في بيان مثلا عام شامل للناس ممكن. الشيخ: ما لي فيه يا أخي البيان العام ما لي فيه. السائل: ... التعليم مثلا في حلقات التعليم أو كذا هذا. الشيخ: يا أخي أنا ... ماي باردة هاي ... بسم الله الحمد لله الجماعة تفضلوا, تفضل. السائل: ... شوي أنا. الشيخ: كيف؟ السائل: من ... . الشيخ: تفضل. السائل: أنه كثير ما ... كل مسلم فيما يعلم إنما الخروج في سبيل الدعوة لا ينبغي إلا للعالم ليتعلم ... جيدا حتى يأهلوا أنه طبعا يخرجوا ... . الشيخ: نعم أحسنت ... . السائل: ... . الشيخ: بدنا بنرجع يالله سلام عليكم. (227/24) «هل تجوز هذه التسميات التي توجد الآن في الساحة للسلفية وغيرها؟» السائل: فيه سؤال يتوجه يا شيخ الآن وهو القول بأنه يعني هل يجوز الآن هذه التسميات الكثيرة كالجماعات السلفية وغيرها؟ وهل هذه التسّميات من باب الفرقة في الدين؟ أم أن مثل هذه التسميات من باب الجائز؟ نرجو أن تفيدونا في هذا؟ الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وبعد, فإن هذه الأسماء الشائعة في هذا الزمان التي تتسمّى بها بعض الجماعات الإسلامية فأنا شخصيا لا أرى في هذه الأسماء حرجا فيما إذا لم تؤدي إلى عصبية جاهلية ثم مما ينبغي أن يُلاحظ أن هناك فرقا بين اسم وآخر فجماعة بشعارها وباسمها تنتمي إلى جمع أو إلى شيخ أو إلى تكتل معين لا يشمل التجمعات والتكتلات الأخرى وهذا فرق كبير بين اسم آخر يجمع الجماعات كلها مادامت كلها تدخل في دائرة الإسلام العام الشامل وليس يهمنا في اعتقادي التحدث بشيء من التفصيل عن الأسماء الكثيرة المطروحة اليوم في العالم الإسلامي لتلك الجماعات العديدة بقدر ما يهمنا نحن أن نُثبت لهؤلاء وغيرهم أن الاسم الذي اصطلحنا نحن على التسمي به أو الانتماء إليه ألا وهو السّلف الصالح فنحن بسبب انتمائنا إليهم فنقول عن أنفسنا إننا سلفيون. (228/1) «بيان الشيخ أن الإنتساب إلى السلف الصالح أمر حتمي على كل مسلم» الشيخ: الذي أريد أن أتحدث به في هذه السّاعة المباركة إن شاء الله إنما هو أن هذه النّسبة النّسبة إلى السلف الصالح في اعتقادي لا يمكن أن يتبرأ منها أي مسلم عارف بحقيقة مدلول هذه الكلمة السّلف الصالح لا يمكن أن يتبرأ من الانتساب لهذه النسبة أي مسلم مهما كانت هويته مهما كانت حزبيته ذلك لأن السّلف الصالح كما تعلمون إنما هم القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية في الأحاديث المشهورة الثابتة عن الني صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال (خير الناس قرني) وبهذه المناسبة أذكّر على الماشي كما يُقال رواية الحديث بلفظ " خير القرون " لا أصل له وإنما اللفظ الثابت في الصحيحين وفي غيرهما (خير الناس) بدل " خير القرون " (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) هذه القرون الثلاثة الذي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخيرية وأولها الذي كان فيه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام فهم خير الناس ثم الذين يلونهم وهم التابعون لهم بإحسان ثم أتباع هؤلاء, أتباع التابعين, هؤلاء القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية هم سلفنا الصالح وينبغي أن نتنبه إلى شيء هام يقترن مع هذا السلف الصالح ألا وهو عصمتهم عن أن يجتمعوا على ضلالة لأن الحديث المشهور وهو قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (لا تجتمع أمتي على ضلالة) أول ما ينصب ويتحقق هذا الحديث الصحيح إنما هو القرن الأول والقرن الثاني والقرن الثالث فهؤلاء القرون هم خير الناس كما صرح بذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. (228/2) «بيان الشيخ أن الانتماء إلى القرون المفضلة إنماهو انتماء إلى العصمة» الشيخ: فحينما ينتمي مسلم إلى هذه القرون إلى هذا السلف الصالح فهو قد انتمى إلى العصمة التي صانها الله عز وجل أن تنحرف عن الإسلام يمينا ويسارا وليس كذلك أي شخص أو أي جماعة مهما كان شأنها علما وصلاحا وتقوى ومهما كان عددها كثيرا فهذه الجماعة التي تنتمي إلى شخص أو إلى جماعة من العلماء لم نُخبر ولم نُعلن أنها معصومة عن الخطأ لأن العصمة إنما هي بالنسبة للأفراد للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ثم للجماعة التي أجمعت وشهد لها الرسول عليه الصلاة والسلام بأنها على العصمة, يجب أن نُفرق بين الأفراد وبين العصر الذي يكون مجموع من فيه يُمثلون ذلك العهد فاجتماع هؤلاء جميعا على شيء فيه العصمة أما إذا تفرد بعضهم بشيء ما فلا يكون في ذلك العصمة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما قال (لا تجتمع أمتي على ضلالة) ولم يقل لا يجتمع بعض أفراد أمتي على ضلالة فهذا الفرق هو الذي سيخبركم وسيجعلكم على يقين أن الانتماء إلى السلف الصالح هو أمر حتمي جدا لكل مسلم يريد أن يكون في عصمة من الانحراف عن كتاب الله وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عكس يكون من انتمى إلى شخص أو إلى جماعة مهما بلغ عددهم لكن هذه الجماعة لا تُمثل السلف الصالح لا في القرن الأول ولا في القرن الثاني ولا في القرن الثالث, أنا أضرب لكم مثلا واضحا جدا ولا حياء في الحق أبدا ولا محاباة, لا أتصور أن مسلما مهما بلغت به العصبية المذهبية أو الحزبية لا أتصور مسلما يقول أنا بريء مما كان عليه السلف الصالح والسبب وهو ما ذكرناه آنفا أن هؤلاء معصومون عن أن يُجمعوا على الخطأ بشهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكن لو قال قائل ما أنا أتبرأ من مذهب فلان ومذهب فلان بلا شك فيه صواب وخطأ وفيه حق وضلال فحينما يتبرأ مسلم ما من مذهب رجل ما فهو لم يتبرّأ من الإسلام وإنما تبرّأ من هذا الشخص لأن فيه انحرافا ولو بدون قصد عن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وسنة فإذًا نحن حريصون كل الحرص على التمسّك بهذا الانتساب راضين من الله عز وجل أن يجعلنا حقيقة وعملا على منهج السلف الصالح كما تكلمنا عن ذلك في الأمس القريب فإذًا الاسم ليس فيه هذا الاسم بخاصة ليس فيه أي انحراف عن الشرع ولا سيّما إذا كان مقرونا بالالتزام بما كان عليه السلف الصالح, هذا قريب جدا مما لو قال قائل لأحد إخواننا هؤلاء السلفيين ما مذهبك؟ يقول ليس لي مذهب, يقول ما بيصير لا بد ما يكون لك مذهب فلما يحصره ويضيق عليه يقول أنا مذهبي محمدي يعني منسوبا إلى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه لا أحد يستطيع أن ينكر عليه هذا الانتساب ولا هذا الاسم وإن كان لم يجرأ ... من الناس أن يقول المسلم أنا محمدي وإنما يقول هذا في بلاد الكفر والضلال حيث لا يعرفون عن الإسلام شيئا فحينما يقول أنا محمدي يعني يفهم هذا الأوروبي أنه مسلم لكن لو جرى مثل هذا التعبير بين مسلمين اثنين بدأ الأول يسأله ما مذهبك؟ يعني هل أنت حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي؟ يقول أنا لا مذهب لي يعني ليس لي إمام واحد أحصر عقيدتي وفكري ومذهبي في اتبّاع كل ما يقوله, ليس لي مذهب في هذا فلما يلح عليه يعتصم بالعصمة الوثقى فيقول أنا مذهبي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... محمدي من يجرؤ من المسلمين أن ينكر أو يُنكر هذه النسبة بحجة أنه هذه النسبة محدثة وجديدة وغير معروفة سابقة, نقول حقّا إن هذه النسبة لم تكن معروفة في الزمن الأول, في زمن السّلف الصالح, القرن الأول والثاني والثالث وقرون متأخرة لم يكن هذا كما هو الشأن في كون هناك مذهب حنفي ومذهب شافعي ومالكي وحنبلي كل هذه الأسماء لم تكن معروفة في الزمن الأول ذلك لأنه لم يكن في ذلك الزمن مذهب يحكم على طائقة من المسلمين إلا مذهب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أي إلا الكتاب والسنة ولكن فيما بعد لما غلب التقليد على جماهير المسلمين بل غلب عليهم التعصب كل منهم لإمام من أئمة المسلمين هذا التعصّب هو الذي حملهم أن ينتموا إلى مذاهب أربعة فهذا يقول أنا حنفي, ما معنى هذه النسبة؟ يعني أنا تابع لأبي حنيفة, أبو حنيفة رحمه الله إمام من أئمة المسلمين لكن هل هو معصوم؟ الجواب من جميع المسلمين ليس معصوما وذاك ينتمي إلى الإمام مالك فيقول أنا مالكي معنى هذه النسبة أنه ينتمي إلى إمام وإلى رجل من علماء المسلمين ولكنه غير معصوم أيضا والثالث يقول أنا شافعي والشافعي مثل الحنفي ومالك أيضا هو غير معصوم وكذلك نقول من يقول أنا مذهبي حنبلي فهو ينتسب إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعا فكل من ينتسب إلى إمام من أئمة المسلمين إنما ينتسب إلى من لم يوصف بالعصمة بل وُصف بأنه لا عصمة حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره مما هو معروف لديكم ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد). (228/3) «ذكر الشيخ لإجماع المسلمين على أنه لا عصمة لأحد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم» الشيخ: ولذلك أجمع علماء المسلمين أن لا عصمة لفرد من أفراد المسلمين بعد الرسول عليه السلام أبدا حتى ولا لأفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهو أبو بكر الصديق فضلا أن يكون لغيره تلك العصمة كما يزعم بعض الناس أن عليّا معصوم وأئمة أهل البيت معصومون, هذه دعوة لا أصل لها في كتاب الله ولا في حديث رسول الله وإنما جاءت هذه الدعوة من العصبية المذهبية الضيقة. هذا يٌقال بالنسبة لأهل السنة الذين ينتمون إلى هذه المذاهب الأربعة لكنهم يختلفون عن أولئك في أنهم لا يدعون العصمة لهؤلاء الأئمة الأربعة قولا, أولئك يجهرون ويقولون أنهم معصومون أما أتباع الأئمة الأربعة فلا يدعون والحمد لله لكل إمام من هؤلاء الأئمة العصمة قولا وحينما أقول " قولا " أعني أن كثيرا منهم يدعون العصمة لهم عملا لأنك إذا جابهت أحدهم بآية من كتاب الله أو بحديث من أحاديث رسول الله الصحيحة على خلاف ما عليه الإمام يضل يصر على أن يتمسك بقول الإمام ويُعرض عن الكتاب والسنة ويضرب بهما مع الأسف عرض الحائط فهؤلاء يقولون لا لأنه غير معصومون, إذا كان الأمر كذلك فلماذا أنتم تتمسكون بأقوالهم كما لو أنها أنزلت في الكتاب أو جاءت في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. خلاصة القول المسلمون مجمعون أن العصمة ليس لفرد من العلماء مهما على وسما في العلم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذًا حينما ينتمي هؤلاء المقلدون للأئمة كل منهم إلى إمام إنما ينتمي إلى إمام لكن غير معصوم. من باب أولى أن تلاحظوا أن الذين ينتمون في العصر إلى شخص اسمه كذا أو إلى جماعة إسمها كذا وهذه الجماعة في الأخير ترجع إلى شخص واحد من باب أولى أن تعلموا أن هذه النسبة بغض النظر عن الاسم, نحن لا يهمنا الاسم بقدر ما يهمنا المسمى فهم في الواقع لا ينتمون إلا إلى شخص أو عديد من الأشخاص لكن هذا العديد من الأشخاص لا يساوي عصمة في كتاب الله أو في حديث رسول الله, قابلوا هذا بالانتساب إلى السلف الصالح يتبين لكم الفرق بين النسبتين النسبة إلى الجماعة المعصومة بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حين قال (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لكن ما قال فلان لا يقع في ضلالة أي في خطأ ولا قال الجماعة التي تنتمي إلى جماعة كذا أو إلى شخص كذا لا تجتمع على ضلالة لذلك ينبغي على كل الجماعات الإسلامية على اختلاف أسمائها أن يشتركوا معنا في هذه النسبة النسبة إلى السلف الصالح لأنها نسبة إلى العصمة ولا يجب علينا أن ننتسب إلى الشخص أو الجماعة التي ينتسبون إليها لأنهم لا ينتسبون إلى عصمة وبهذا يتبين الفرق بين النسبتين وكما قيل قديما " وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بما فيه ينضح ". (228/4) «ماحكم إظهار المرأة وجهها وكفيها؟» السائل: السؤال الثاني شيخ يسأل كثير من الإخوة الآن معي الأسئلة عن حكم إظهار, إن شاء الله كثير من الإخوة يسألون عن حكم إظهار المرأة لوجهها وكفيها؟ الشيخ: نعم. السائل: ولو أنها مثلا قادت سيارة, هل يجوز لها مثل هذا التمكين ... هذا الشيء وإلا لا؟ ... تلتزم بالحجاب الشرعي مثلا؟ الشيخ: أه, مسألة كشف المرأة عن وجهها وكفيها هي بلا شك مسألة فقهية ثم هي مسألة خلافية أي اختلف العلماء بخصوص وجه المرأة خاصة هل هو عورة بحيث لا يجوز لها أن تظهر قرص وجهها أمام الأجانب أم ليس بعورة؟ قولان في المسألة, لكن نحن نتحكم دائما وأبدا في ما اختلف فيه الناس إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه السلف الصالح فنقول وجه المرأة ليس بعورة ولكن الأفضل أن لا تُظهره, فهنا فرق بين أن يُقال هل هو عورة أم ليس بعورة يعني معنى كون الشيء عورة إنه لا يجوز إظهاره فإذا قلنا بأن وجه المرأة ليس بعورة نعني أن المرأة التي تخرج إلى السوق وهي متجلببة ومتسترة الستار الشرعي الكامل ومتجلببة بالجلباب الشرعي لكن لا يظهر منها إلا هذا القرص فهي ليست أثمة وهي لم تكشف عن عورة محرمة هذا شيء والشيء الآخر هل الأفضل لها أن تستر وجهها أم أن تكشف عنه؟ نقول لا شك أن الأفضل أن تستر وجهها وكفيها ليس فقط وجهها بل وجهها وكفيها لكن الكشف ليس حراما لكن الإظهار جائز والستر هو الأفضل هذا في الوجه وكذلك في الكفين لكننا لا نقول بحرمة كشف الوجه لأن التحريم ليس بيدنا التحريم إنما هو بيد الله تبارك وتعالى الذي يشرّعه إمّا في القرآن الكريم وإما في السنة المطهرة, ما أدري إذا كان الجو يساعد على تفصيل الأدلة. السائل: قليل. الشيخ: أه. (228/5) «استدلال الشيخ بحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها"إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها وكفيها"وأحاديث أخر على أن الوجه والكفين ليس بعورة» الشيخ: فنأتي بحديث هو يرفع الخلاف والنزاع في الموضوع, حديث الرسول عليه السلام لما دخل على أسماء بنت أبي بكر فرأى عليها ثيابا شفافة تكشف هذه الثياب عن شيء من الذراع أو غيره فقال عليه الصلاة والسلام (إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفيها) لم يصلح أي يحرم أن يُرى منها شيء إلا وجهها وكفيها وهناك أحاديث واقعية في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تدل دلالة قاطعة على أن الوجه والكفّين ليسا بعورة مثلا كان هناك في المسجد النبوي امرأة سوداء تقم القمامة أي تلتقط الأوساخ من المسجد فتفقدها الرسول عليه السلام يوما فقيل له إنها ماتت فقال لهم لماذا ما أذنتموني بها؟ يعني ما أخبرتموني بوفاتها حتى يقوم الرسول عليه السلام ويصلي عليها إشعارا بصلاحها حيث أنها كانت تعنى بتنظيف المسجد فقيل له يا رسول الله كان الوقت حار وأنت قائل يعني تنام القيلولة فما أحببنا أن نزعجك فقال دلوني على قبرها فذهب إلى قبرها وصلى عليها وهي في قبرها, أين الشاهد في هذا الحديث؟ من أين يعرف الغرباء أن هذه المرأة سوداء أو سمراء أو بيضاء؟ لولا أنه رُئي منها إما اليدين على الأقل أو اليدان والوجه معا فهذا واقع في حياة الرسول عليه السلام كذلك لما خطب في عيد فطر أو عيد أضحى في الرجال ثم انطلق إلى النساء فقال فرئيت امرأة قامت وُصفت في الحديث من أنها سفعاء الخدين, سفعاء الخدين كناية عن حمرة مشوب مخلوط مع سمرة والذي يصف هذا هو رجل من الرجال الذين كانوا مع الرسول عليه السلام فإذًا معنى أنه هذه المرأة كان وجهها ظاهرا حيث رأى الوجه الرسول عليه السلام وبعض من كان معه وهكذا نجد أحاديث كثيرة وكثيرة جدا تبيّن أن بعض النساء أقول بعض النساء في عهد الرسول عليه السلام كن يتمتعن برخصة الكشف عن الوجه وكذلك عن الكفين فقد جاء في حديث آخر أيضا أن ابن عباس رأى أيدي النساء لما أمرهن الرسول عليه السلام بأن يتصدقن يمددن أيديهن إلى حليهن ويُلقين ذلك في ثوب بلال رضي الله عنه وهو يجمع الصدقات من النساء الموجودات في مصلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآخر ما أريد أن أذكره من الحديث وفيها عبرة لمن يعتبر وقضاء على عصبية من يتعصب حديث المرأة الخثعمية تلك المرأة التي وقفت في طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن رمى الجمرة فقالت يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الرحل وقد أدركته فريضة الله الحج أفأحج عنه قال عليه السلام (حجي عنه) وكان ردف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفضل بن العباس أخو عبد الله بن العباس رضي الله عنهم جميعا وكان وسيما وضيء الوجه جميلا وكذلك كانت المرأة الخثعمية فكانت تنظر إليه وينظر الفضل هو بدوره إليها فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يزيد على أن يصرف وجه الفضل إلى الجهة الأخرى المقابلة للجهة التي فيها المرأة ويقول الرسول عليه السلام للفضل (إن هذا يوم من ملك فيه بصره ولسانه غفر الله له) أو كما قال عليه السلام, الشاهد لو كانت المرأة متسترة السّتر التي توجبها أقوال القائلين بوجوب ستر وجه المرأة واليدين بحيث أنه المرأة لا يُرى منها أي شيء فإلى أي شيء كان ينظر الفضل؟ حتى خشي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الفتنة عليه وحضه على أن يكف بصره وأن يصرفه عن النظر إلى المرأة وبشّره بأنه من حفظ في ذلك اليوم بصره ولسانه غفر الله له. إذًا هذه المرأة كانت كاشفة عن الوجه ولذلك كان ينظر إليها الفضل بن العباس رضي الله عنه فلو كان كشف الوجه محرما لكان هذا الوقت هو أحسن وقت بل أوجب وقت يقتضي أن الرسول عليه السلام يأمر هذه المرأة أن تستر وجهها, ذلك لأن الشيطان كاد أن يدخل بينها وبين الفضل بن العباس ذي الوجه الجميل مع ذلك أقر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المرأة على كشفها لوجهها وانصرف إلى الفضل يأمره بل يصرف هو بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام وجه الفضل إلى الجهة الأخرى. إذا قيل للنساء اغضضن من أبصاركن عن ماذا؟ عن عورة الكبيرة الموجودة في الرجل طبعا لا وإنما عن النظر إلى الوجه ولو في وجهه ... بصره فالوجه ليس بعورة لكن مع ذلك المرأة تؤمر بأن تغض النظر عن وجه الرجل فذلك بالمقابل أمر الرجال بأن يغضوا أبصارهم عن وجوه النساء ذلك أن وجوه النساء تبقى مكشوفة لمن شاءت وليست بعورة فهذه الآية في الحقيقة وحدها كافية لبيان أن وجه المرأة ليس بعورة وإلا لم يكن هناك باعث أو داعي لأن يؤمر الرجال بغض الأبصار عن النساء مادامت النساء يخرجن كما لو كن في بيوتهن لا يرى منهن أي شيء لا الوجه ولا الكفين, هذا ما يمكن أن يُذكر الآن في هذه الصورة العاجلة جوابا عن المسألة السابقة. السائل: ... . الشيخ: نحن ما أردنا أخي نحن ما أردنا أن نخوض في الموضوع بتفصيل كان السؤال هل وجه المرأة عورة أو لا؟ ويترتب عليه هل يجوز لها أن تركب الدابة وأن تركب السيارة وإلا لا؟ فقلنا نحن ما يدل عليه الشرع أما بحث هذه المسألة بالتفصيل. السائل: لا ما فيه تفصيل بس .. الشيخ: اصبر يا أخي التفصيل هذا أمر نسبي أنا بأقول تفصيل أنت بتقول ما هو تفصيل فما هو الحد؟ أنا بأقول الآن أنه ذكرت بعض الأدلة الصريحة في أن وجه المرأة ليس بعورة ونحن نعلم أن هناك ناسا يحتجون بأشياء أخرى ولو أننا أردنا أن نذكرها معنى ذلك نؤلف كتاب المبين وأنا مؤلف كتاب من أكثر من عشر سنوات عنوانه " حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة " فأي شيء يخطر في بال أحدكم يسأل عنه تجد الجواب هناك لو في فرصة ويسمح منظم الحلقة بأن أجيب أنا مستعد لذلك. السائل: بس أنا ما سألت إلى الآن أنا ما سألت الشيخ: اسمع ... كل واحد ... . السائل: أنا مثلا أول شيء ... . سائل آخر: على كل حال أخي أخي ... أكلمك الآن ... مكان آخر: يعني في مكان آخر إن شاء الله. السائل: الشق الثاني ما جاوب عليه أبو عبد الله. سائل آخر: شيخ الإسلام إلي هو شيخ ... . (228/6) «هل للمرأة المتحجبة أن تسوق السيارة؟» الشيخ: أنا قلت يترتب على هذا أن نصل إلى المسألة الثانية أو الشق الثاني من السؤال وهو هل للمرأة المسلمة المتحجبة الحجاب الشرعي أن تقود السيارة, أنا أقول لا فرق بين الدابة وبين السيارة ولا أظن أن عالما من علماء المسلمين يجهل أن نساء الصحابة كانوا في عهد الرسول عليه السلام يركبن الدواب الإبل والحمر ... يتمتعون بما خلق الله للناس جميعا نساء ورجالا من ... فما الفرق بين أن تركب المرأة الدابة وبين أن تركب السيارة؟ نعم هناك فرق كبير جدا لكن لصالح المرأة المسلمة, المرأة إذا ركتب الدابة فهي بارزة أمام الرجال وهم يمرون من عن يمينها وعن يسارها أما المرأة حينما تقود السيارة فلا يظهر منها إلا الكتفين والرأس ف ... السيارة بالنسبة للمرأة أستر أما إذا كان بعض النساء اللاتي لا يخشين الله ولا يخافن الله يستعملون السيارة وسيلة لقضاء بعض المآرب المحرمة هذا ليس بالأمر الذي يحرم على النساء التقيّات الصالحات أن يتمتعن بما أباح الله لهن وكما يمكن للمرأة أن تستعمل السّيارة لقضاء وطرها المحرم يمكن كمان أن تستعمل الدابة لنفس هذا الوطر المحرم, يمكن أن تقول أنا ذاهب مثلا إلى الحقل أو إلى المزرعة أو ما شابه ذلك بحجة بحث بحث بحث إلخ وهي تريد أن تلتقي مثلا بحبيبها بعشيقها فهل نقول إن وُجد مثل هذه النساء فنُحرم على النساء أن يركبن الدّواب وقد كن يفعلن ذلك في العهد الأطهر, الزمن الأول وهو عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لا ... هذا يمكن أن يقال وإنما كل ما يمكن أن يُقال ركوب السّيارة نعمة للرجال وللنساء ولكن كثيرا ما تستعمل نعمة الله من بعض الناس في ما حرم الله. (228/7) «كلام الشيخ عن نعم الله الكثيرة وسياقه حديث"في الإنسان ثلاث مئة وستون سلامى وعلى كل سلامى في كل يوم صدقة ... "في ذلك وبيانه أن هذه النعم قد تستعمل في الخير وفي الشر» الشيخ: نحن نعلم مثلا أن الله عز وجل أنعم على الإنسان بنعم كإنسان في ذاته فضلا عما متعه من نعيم الدنيا كإنسان أنعم الله عليه بنعم كثيرة وكثيرة جدا حتى قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (في الإنسان ثلاثمائة وستون سُلامة) سُلامة المفصل (في الإنسان ثلاثمائة وستون سلامة وعلى كل سلامة في كل يوم صدقة) أي على كل إنسان في كل يوم ثلاثمائة وستين صدقة لماذا؟ شكرا لله عز وجل على أنه لم يخلقه خشبة لو كان كذلك لما استطاع أن يأكل ولا يشرب ولا يمشي ولا أي شيء لو يبست يد الإنسان أو أصابها فالج فيضطر إلى أن يطعمه ولد صغير فربنا عز وجل حينما خلق هذا الإنسان وأحاطه بهذه النعم في شخصه يقول الرسول عليه السلام فشكرا لله على كل إنسان في كل يوم ثلاثمائة وستين صدقة قالوا يا رسول الله ومن منا يستطيع أن يتصدق في كل يوم بثلاثمائة وستين صدقة فهوّن عليهم الأمر عليه الصلاة والسلام وبيّن لهم أن الصدقات الشرعية ليست محصورة في الدراهم المعدنية وإنما كما قال عليه السلام في تمام الحديث (أمرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وإصلاحك بين اثنين صدقة وحملك المتاع على ظهر دابة أخيك صدقة وفي كل تسبيحة صدقة وفي كل تحميدة صدقة وفي كل تكبيرة صدقة) وقال في الأخير وعدد كثيرا من خصال الخير ثم قال عليه الصلاة والسلام (ويجمع لك ذلك كله ركعتا الضحى) , يجمع الصدقات كلها ها الي تساوي ثلاثمائة وستين صدقة أن يصلي المسلم لله عز وجل في ضحوة النهار ركعتين هما صلاتا الضحى على أقل الركعات, أريد أن أقول إن الرسول عليه السلام حدثنا هنا بشيء لا يعرفه الإنسان عادة بل هذا الطب الذي بلغ منزلة من العلم إلى اليوم لا يعلم هذه الحقيقة التي حدثنا بها الرسول عليه السلام وهي أنه كل إنسان فيه ثلاثمائة وستين مفصل, الطبّ إلى اليوم يجهل هذه الحقيقة فتحدث الرسول عليه السلام عن بعض النّعم التي أودعها الله في بدن الإنسان أما النّعم الظاهرة البصر والسمع ونحو ذلك من النّعم فهذه لا يتحدث بها الرسول عليه السلام لأنها ظاهرة لكن نحن نعلم أن هذه النعم يمكن استعمالها في الخير ويمكن استعمالها في الشر فأنت تنظر وتتبسم في وجه أخيك فيكتب لك صدقة لكن تنظر إلى المرأة المحرمة وتتبسم في وجهها فيُكتب عليك إثم وكما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (كُتب على بن أدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السّمع واليد تزني وزناها البطش) وفي رواية فيها ضعف سندا (اللّمس) أي المصافحة, البطش هنا المقصود به المصافحة التي ابتلي بها الكثير من الشباب اليوم (واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفم يزني وزناه القُبَل) جمع قبلة قال عليه السلام في ختام الحديث (والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه) إذًا هذه نعم خلقها الله في الإنسان ممكن أن يستعملها في طاعة الله وممكن أن يستعملها في معصية الله, هل نقول مادام بعض الناس يستعملون هذه النعم في معصية الله نحرمهم منها نقضي عليها فيهم لأنهم يستعملونها في طاعة الله, ليس الأمر وقف عند هذا الأمر وهو منكر ولكن نقول على كل الناس نضع حواجز أمام عيونهم حتى ما إيش يستعملوها في معصية الله, طيب ربنا متعنا بذلك ووعظنا وذكرنا أنه هذه النّعم لا تستعملوها في معصية الله عز وجل كذلك ذكر في القرآن الكريم ((وخلقنا لهم من مثله ما يركبون)) خلق لنا وسائل ما عرفها آباؤنا وأجدادنا من قبل ولا شك أن الله عز وجل يمتن علينا بمثل هذا الوعد الكريم ((وخلقنا لهم من مثله ما يركبون)) فإذا كان بعض الناس أساؤوا استعمال هذا الذي خلقه الله عز وجل من بعد أن لم يكن معروفا سابقا فأساء بعض الناس استعماله, أنا أقول هذا حرام لا يجوز استعماله لعامة النساء لأنه بعض النساء يُسئن اسنعماله لا فرق في هذا حينئذ بين من يقول لا يجوز استعمال السّيارة أو ركوب السّيارة من النساء لأنهن يستعملنها أو بعضهن يستعملنها في معصية الله وبين أن يُقال لا يجوز ركوب أي دابة كانت معروفة سابقا لأنه بعض النساء يستعملن ذلك في معصية الله. لا أظن أنه هذا يكون له يعني وجاهة من الرأي والصواب أن يُقال إذا ركبت المرأة المحتجبة الحجاب الشرعي فهي والرجل في ركوب السيارة سواء لا سيّما وقد قال عليه الصلاة والسلام (إنما النساء شقائق الرجال) نعم. (228/8) «هل يجوز للمرأة أن تؤم النساء؟» السائل: هل يجوز للمرأة أن تؤم غيرها من النساء يا شيخ؟ الشيخ: إمامة المرأة للنساء سنة معروفة عن نساء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد صح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تؤم النساء وتقف في وسطهن أي إن الإمامة أي المرأة الإمام تختلف عن موقف الرجل, فموقف الرجل كما تعلمون أن يصف لوحده والصف خلفه أما المرأة فتصف مع النساء بحيث تصبح هي مع من عن يمينها ومن عن يسارها صفا واحدا هكذا كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تصلي إمامة للنساء فتقف في وسطهن ولأمر ما نقول نحن دائما وأبدا لا بد أن نقتدي بالسلف الصالح لا سيّما من كان أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهما وصلة ومعرفة لأحواله عليه الصلاة والسلام كالسّيدة عائشة لا سيّما ما كان من الأحكام متعلقا بالنساء فنساء الرسول عليه السلام أعلم بأحكام النساء من أصحاب الرسول عليه السلام من الرجال. (228/9) «هل يشرع لمن دخل المسجد والناس يصلون أن يسلم عليهم؟» الشيخ: نعم. السائل: يسأل سائل فيقول إذا دخل المسلم المسجد وهم يصلون فهل يسلّم عليهم؟ إذا كان من في في المسجد يصلون الشيخ: نعم. السائل: هل يسن له أو يستحب له السلام؟ الشيخ: لقد جاء في غير ما حديث أن الصحابة كانوا إذا دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم سلّموا عليه وأكتفي الآن بذكر حديث واحد اختصارا ألا وهو حديث عبد الله بن عمر الخطاب رضي الله عنه قال زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسجد قباء فبلغ خبره الأنصار فجاؤوا إليه وهو يصلي فكانوا كلما دخل طائفة منهم قالوا السلام عليك يا رسول الله وهو يصلي فكان عليه الصلاة والسلام يرد السلام عليهم إشارة بيده وقال أحد رواة الحديث وهو واسمه جعفر بن عون قال ورفع يده, جعل بطنها إلى الأرض وظهرها إلى السماء كلما سلم عليه بعض الأنصار, السلام عليك يا رسول الله يفعل الرسول عليه السلام هكذا السلام عليك يا رسول الله يفعل الرسول عليه السلام هكذا فإذا دخل الرجل المسجد والناس في الصلاة فالسنة إفشاء السلام خلاف ما يظن كثير من الناس إفشاء السلام معناه ليس مجرد إلقاء السلام وإنما معنى إفشاء السلام تكثير إلقاء السلام, فشي الأمر إيش معناه؟ يعني انتشر بكثرة فلما قال الرسول عليه السلام (والذي نفس محمد بيده لا تدخل الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) وكذلك قال في الحديث الآخر (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم) فإفشاء السّلام معنى أوسع من إلقاء السلام, إفشاء السلام معناه أن تستعمله بأدنى مناسبة مثلا, أنا أضطر أننا أطيل الكلام شوية هنا لأني عامة الناس في غفلة من هذه الأحاديث النبوية, مثلا يكون الرجل جالسا ضيفا في غرفة أحدهم فيستأذن لحاجة ما فيخرج ثم يرجع وكأنه لا خرج ولا دخل ليه؟ لأنه كما خرج بدون سلام دخل بدون سلام هذا خلاف لهذا الأمر النبوي (أفشوا السلام بينكم) بل هو خلاف حديث صريح في هذا الصدد ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا دخل أحدكم المجلس فليسلم وإذا خرج فليسلم فليست الأولى بأحق من الأخرى) إذًا أنت دخولا وخروجا بتسلم يعني كما يقولون عندنا في الشام " كالمنشار عالطالع وعالنازل " يُكتب لك الثواب لأنه قول المسلم " السلام عليكم " عشر حسنات كما جاء في الحديث الصحيح وإذا قال " السلام عليكم ورحمة الله " عشرون حسنة وإذا قال " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثلاثون حسنة فثلاثون وثلاثون ستون بخمس دقائق, يسجل لك بسبب إيش؟ استعمالك لهذه الكلمة, هذا من جملة تفصيل الرسول عليه السلام تفصل الرسول بكلامه لكلمته السابقة (أفشو السلام بينكم) وأخيرا أذكر لكم ما هو أدهش من ذلك يكون الرجلان يمشيان في الطريق فيفصل بينهما حجر أو شجر فكان السلف الصحابة إذا فصل بينهم حجر أو شجر يبادر أحدهم الآخر السلام عليكم, نحن نفعل هذا اليوم فيستغرب الناس على من تُسلم؟ كنا ماشين مع بعض على من تسلم؟ أقول له أسلم عليك إيش صار؟ أقول تفرق بيننا حجر أو شجر هذا من جملة تحقيق لقوله عليه السلام (أفشوا السلام بينكم) أخيرا من جملة إفشاء السلام تدخل على رجل في بيته في مسجده وهو يصلي تقول السلام عليكم هذا إفشاء السلام لكن المصلي باعتباره مشغول بصلاته ذكرا وتلاوة فهو لا يسعه أن يرد عليك السلام لفظا وإنما إشارة بيده وتارة إشارة برأسه ولكل محله وهذا على كل حال له بحث آخر وفي ما ذكرنا كفاية إن شاء الله. السائل: إذا كان في الركوع. سائل أخر: مجموعة كثيرة من الإخوة يسألون. (228/10) «هل تنطبق آية "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون"على حكامنا اليوم؟» السائل: أقول يسأل مجموعة كثيرة من الإخوة فيقولون قول الله تبارك وتعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) هل ينطبق هذا على حكّام اليوم؟ الشيخ: لا شك أن حكام اليوم يختلفون كل الاختلاف, ففيهم من معروف أصله لم يكن مسلما وإنما صار مسلما حينما فُرض رئيس دولة في بعض البلاد الإسلامية وبعض الآخر معروف أنه مسلم بن مسلم لكنه يقصر في كثير من العبادات والطاعات المفروضة عليه زيادة على ذلك أنه لا يحكم بما أنزل الله ونوع آخر من الحكّام يحافظون على الصلوات وعلى شعائر الإسلام ولكنهم مقصرون بلا شك في تطبيق كثير من الأحكام الإسلامية ولذلك فمن الخطأ الفاحش شرعا وواقعا أن نُسوّي في الحكم بين كل هؤلاء الحكام الذين يُمكن أن نقول إنهم لا يحكمون بما أنزل الله وعلى التفصيل السّابق منهم من لا يحكم مطلقا وإنما جعل القوانين الغربية الكافرة له نظاما ودستورا ومنهاجا ومنهم من يجاهد أن يطبق بعض الأحكام الإسلامية ومنهم من يكثر من ذلك كل بحسبه, والذي يمكن أن نقول فيه كلاما فصْلا ويجب على كل مسلم أن يعتقد ذلك اعتقادا جازما هو أن الكفر ليس أمرا يتعلق بالعمل وإنما الكفر يتعلق بالقلب لأن مادة " كفر " في اللغة معناه الستر وستر الشيء هو معناه يساوي الجحد لأنه لماذا ستره؟ لكي يخفي حقيقة ذلك الأمر ولذلك فقد شرح كثير من العلماء هذه الحقيقة ويحضرني الآن كمثال الإمام الغزّالي في كتاب " الإحياء " وفي كتابه الأول " كتاب العقائد " ذكر أن الإنسان المسلم لا يخرج من الإسلام إلا بجحده لما دخل فيه, متى يكفر المسلم! إذا جحد شيئا كان يعتقده من الإسلام فكفر به وهذه الحقيقة لا بد لكل مسلم أن يؤمن بها أن الكفر أمر اعتقادي وهذا الاعتقاد أحيانا يبقى مكتوما يعرفه ربنا عز وجل ولكن صاحب هذا الاعتقاد الكافر قد يتلفظ بكلمة الإسلام فماذا يحكم الإسلام على هذا المتكلم؟ (228/11) «تفريق الشيخ بين الإسلام والإيمان» الشيخ: ويجب أن تعلموا معي أن هناك إسلام وهناك إيمان, الإسلام يشمل الأحكام العملية, الإيمان يتعلق بالأمور القلبية فالكافر هو الذي يعلن كفره بلسانه ويقاتل الداعي إلى الإسلام لكن المنافق يُظهر الإسلام ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكن هو في قلبه جاحد وكافر وهو كما قال تعالى يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار. فحينما نجد حاكما مقصرا في تطبيق الأحكام الشرعية كثيرا أو قليلا لكن نجده يحافظ على الصلاة مثلا , فهذا لا يجوز تكفيره لماذا؟ لأننا ما سمعنا منه جحده للإسلام أو لبعض أحكام الإسلام التي عاشها زمانا طويلا, من أجل ذلك قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية السابقة الذكر ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) قال في تفسيرها كفر دون كفر, كفر دون كفر الآية كما يشرح ذلك إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري في تفسيره المشهور به إنما نزلت في حق اليهود والنصارى الذين يحكمون بما أنزل الله يعني بشريعة الإسلام. (228/12) «بيان الشيخ أن الكفر ينقسم إلى قسمين: عملي اعتقادي» الشيخ: فمن كان من حكام المسلمين بمنزلة اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بأحكام الإسلام فكفره كفر ردة ليس من الإسلام في شيء لكن من كان كفره كفرا عمليا بمعنى هو يؤمن بأن هذه الأحكام هي حق وهي شرع وينبغي أن يحققها ولكن يجد لنفسه عذرا وليس هو بعذر شرعا لكن المهم أنه يعترف بهذه الأحكام الشرعية لكنه لا يطبقها فكفر هذا النوع من الحكام يسميه ابن عباس كفر عملي, لم؟ وهذه حقيقة هامة جدا لأنه يختلف عن الذين يُنكرون الحكم بما أنزل الله بقلوبهم وبألسنتهم فإذا وجدنا إنسانا من هذا النوع يجحد شرع الله وأحكام الله بلسانه وقلبه فهذا ليس مسلما قطعا وجدنا إنسانا آخر يشهد ويعترف بأنه هذا إسلام وينبغي أن يطبق ولكن عمليا لا يطبقه ففيه شبه بينه وبين القسم الأول من الناحية العملية, هؤلاء كفروا بها بقلوبهم وأنكروها أيضا بأعمالهم أما هذا المسلم أقرّ بحكم الله عز وجل في قلبه ولكنه لم يطبقه بعمله فهو في عمله يعمل عمل الكافر ولذلك تتبين لكم هذه الحقيقة حينما تسمعون في خطبة الرسول عليه السلام في حجة الوداع كان من جملة ما خطب به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم وذكرهم قال لهم (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعضكم) إيش معنى كفارا يعني ملاحدة؟ يعني تنكرون شريعة الله بعد أن آمنتم بها وعملتم بها؟ لا ليس هذا هو المقصود وإنما يعني لا ترجعوا بعدي كفارا بأعمالكم تعملون عمل الكفار يضرب بعضكم رقاب بعض, هذا معنى كفار هنا في هذا الحديث كذلك مثلا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) (قتاله كفر) كقوله في الحديث الذي قبله (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) قتاله كفر أي عمل الكفار الذين لا يمنعهم أنهم في دين واحد أن يقتل بعضهم بعضا فلا تفعلوا فعل الكفار (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) لذلك يقول أهل العلم " الكفر كفران كفر اعتقادي وكفر عملي " فمن كفر كفرا اعتقاديا فليس من المسلمين ومن كفر كفرا عمليا أي عمل بعمل الكفار لكنه لا يستحله بقلبه ولا يقول هذا حلال وإنما يعترف بأنه حرام لكن " الله يلعن الشيطان " كما يقول العصاة لذلك يجب أن تعلموا أنما إذا لم نفرق بين من يستحل المعصية بقلبه وبين من يستحل المعصية بعمله دون قلبه لا يبقى هناك مسلم إلا وينبغي أن تحكم عليه بالكفر ليه؟ يوم يسرق السارق هل نكفّره؟ السرقة والزنى ونحو ذلك هو مثل القتل كلاهما محرم فإذا قال الرسول عليه السلام قتال المسلم لأخيه المسلم كفر ولا يفسّر بالكفر الإعتقادي وإنما يُفسّر بالكفر العملي فهل إذا زنى المسلم هو كافر كفر ردة؟ الجواب لا بد من التفصيل, هذا الزاني وذاك السارق وذاك الكاذب وكل إنسان يرتكب معصية, لا بد من التفريق بين ما إذا كان يستحل ذلك بقلبه وهو كافر مرتد عن دينه وبين أن لا يستحل ذلك بقلبه ولكنه يستحله بعمله فهو يعمل عمل الكفار الذين لا يُحللون ولا يحرمون فهذا الذي يستحلّ المعصية بعمله ليس بقلبه فهذا مسلم فاسق وليس كافرا لأنه ما كفر بالله ورسوله في قلبه وفي اعتقاده, هذا مما يجب التفريق به حتى ما يصيبنا ما أصاب الخوارج من قبل الذين قاتلهم علي بن أبي طالب لأنهم كفّروا المسلمين بمجرد توهمهم ليتهم كانوا مصيبين أنهم حكموا بغير ما أنزل الله فقال عليه السلام في حق هؤلاء (يحقر أحدكم صلاته مع صلاته). (228/13) «بيان الشيخ اختلاف العلماء في حكم تارك الصلاة تهاونا وأن جمهور العلماء على عدم تكفيره» الشيخ: أنتم تعلمون مثلا الأحاديث المتعلقة بالصلاة (من ترك الصلاة فقد كفر) اتفق جماهير العلماء على أن تارك الصلاة له حالتان الحالة الأولى يتركها جحدا فأجمعوا على أن هذا كافر مثل ما يقول بعض الشباب المنحرف اليوم, يوم بتقل له يا أخي ماتصلي صلي فبيقل لك " بلا صلى بلا كذا " هذا كفر لأنه جحد, كفر بإجماع المسلمين, الحالة الثانية من تاركي الصلاة يتركها وهو مؤمن بها معتقد لفرضيتها لكن كسلان لكن ملتهي الدنيا طبعا هذا ليس مما يمدح عليه بل يذم أشد الذم ولكن هل عمله هذا يجعله في منزلة الأول الذي يجحد شرعية الصلاة, الجواب جماهير العلماء يقولون من ترك الصلاة كسلا لا يكفر إنما يكفر من جحدها حتى رواية عن الإمام أحمد الذي اشتهر عنه بأنه يقول بتكفير تارك الصلاة ولو كسلا في رواية أخرى يوافق فيها جماهير العلماء أن تارك الصلاة كسلا ليس بكافر وإنما هو فاسق, بعضهم يقول يُقتل وهذا هو الصواب يُقتل حدا وبعضهم يقول يحبس ويسجن والقول الأول هو الأصح المهم أنه لا بد من التفريق في ما يتعلق بالإيمان بالشرائع والأحكام بين من ينكر شيئا منها بقلبه فهو كافر وبين من لا ينكر بل يُقر لكنه يقصّر في العمل فهذا كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن أداها وأحسن أداءها وأتم ركوعها وخشوعها وسجودها كان له عند الله عهدا أن يدخله الجنة ومن لم يؤدها ولم يتم ركوعها وسجودها وخشوعها لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) فإذا تارك الصلاة في أي صورة كان الترك لا يُقال إنه كافر معذب مخلد في النار إلا أن المخلد في النار إنما هو المشرك كما قال تبارك وتعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) فلما ذكر الرسول عليه السلام في حديث خمس صلوات ذكر الذي يُحافظ فهو له عهد عند الله أن يُدخله الجنة وذكر الذي لا يُحافظ على الصلاة وكل أمره إلى الله قال (إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) فإذًا هو لا يُحكم عليه بالكفر لأنه لو كان كافرا لدخل في قوله تعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) هذا ما يُمكن أن يقال بالمناسبة. (228/14) «ما حكم وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع؟» السائل: ما حكم وضع اليدين على الصدر بعد الركوع؟ الشيخ: وضع اليدين بعد الركوع في القيام القصير هذا لم يرد حديث صحيح صريح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه وضع اليمنى على اليسرى بعد أن رفع رأسه من الركوع ولذلك فهذا القول لا يُعرف أو بالأحرى لا يثبت عن أحد من السّلف الصالح ولا التابعين ولا أتباعهم وفيهم الأئمة الأربعة المجتهدون, لا يعرف عنهم رواية ثابتة ومتداولة في كتب أتباعهم الذين يروون عنهم أقوالهم وفتاويهم أن أحدا منهم قال بأن وضع اليدين بعد الركوع سُنة كما هو شأن في وضعهما قبل الركوع , ليس هناك أي حديث ولو جاء الحديث صحيحا وصريحا لسارعنا إليه لأن الأئمة كلهم أجمعوا على قوله " إذا صح الحديث فهو مذهبي ". (228/15) «مناقشة الشيخ أدلة من يقول بوضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع» الشيخ: ولكن بعض العلماء المتأخرين يتمسكون بحديث في سنن النسائي من حديث وائل بن حجر قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى) فأخذوا من قول الراوي في هذا الحديث (إذا قام في الصلاة) (قام في الصلاة) بلا شك من الناحية العربية يشمل القيام الأول والقيام الثاني لأنه حينما يرفع رأسه من الركوع يظل قائما ففهم من هذا الحديث أن هذا القيام الثاني فيه وضع أيضا لليدين كما هو الشأن في القيام الأول, ولكن هناك من علماء الأصول, أصول الفقه قواعد وضوابط وضعوها لكي لا يلتبس الأمر على طالب العلم, إذا جاء حديث بتعبير بدنا نتكلم الآن يعني ببعض المصطلحات الفقهية ولا بد أنه فيكم إن شاء الله طلاب علم أقوياء فسيفهمون علينا بإذن الله ما نقوله من هذه الحيثية, إذا جاء حديث مطلق في بعض الروايات ثم جاء مقيدا في رواية أخرى فلا يجوز أن نأخذ من الحديث الأول المطلق على إطلاقه وإنما نأخذه مقيدا بالحديث الثاني الذي فيه تقييد للحديث الأول, هذا بلا شك من قرأ علم أصول الفقه يفهمه مني ولكن سأوضحه ببعض الأمثلة وبما يتعلق بنفس الصلاة بل ما يتعلق بنفس وضع اليدين, لاحظوا أنه هنا حديث وائل كان إذا قام في الصلاة فذكر القيام في الصلاة, انظروا الآن في حديث آخر في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي قال " كانوا يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ", ما ذكروا القيام فهنا الصلاة مطلقة فيدخل فيها غير القيام أيضا, مثلا أنت جالس بين السجدتين فأنت في صلاة وحديث البخاري يقول, " كانوا يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة " فأنت جالس بين السجدتين في الصلاة فهل تضع اليدين هكذا بين السجدتين, الجواب لا, لم؟ لأن الحديث مطلق يشمل القيام ويشمل القعود الذي ليس فيه سنة, أنا ما قلت التشهد لأنه بالتشهد في عندنا أحاديث أن الرسول كان إذا جلس للتشهد وضع اليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى لكن أقول بين السجدتين ليس هناك سنة نصت على هيئة خاصة لليدين فلماذا لا يضعون اليمنى على اليسرى بين السجدتين إعمالا لمطلق قوله في حديث سهل في الصلاة, ما ذكروا القيام كذلك في حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح ابن حبان (إنا معشر الأنبياء أمرنا بثلاث بأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة) هنا ما ذكروا القيام قال في الصلاة (وبتعجيل الفطور وتأخير السحور) هذه ثلاثة أشياء أمرنا بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة, ما أحد يقول أنه يُشرع أن نضع اليدين في الصلاة ونحن في غير القيام كذلك مثلا في هناك سجدة عفوا جلسة هي التي يسميها فقهاء الشافعية وغيرهم بجلسة الاستراحة يعني إذا انتهيت من السجدة الثانية في الركعة الأولى وأردت أن تنهض إلى الركعة الثانية لا تنهض فورا وإنما تجلس جلسة خفيفة فلا تفعل هكذا ثم تقوم مع أنه ها الحديثين هذول بيقولوا في الصلاة ما قالوا في القيام, ما هو جوابهم عن هذين الحديثين قالوا نقول في الصلاة يعني في قيام الصلاة ليه؟ لأنه قيّدت الصلاة في أحاديث الرواية الأخرى بالقيام, وهذا هو الجواب العلمي الصحيح. إذًا لنقول, فلنقل في حديث وائل بن حجر كان إذا قام في الصلاة نقول القيام الأول مش هذا قيام مطلق لم؟ لأنه جاء بيانه في حديث وائل بن حجر في صحيح مسلم, روى مسلم في صحيحه عن وائل بن حجر أنه لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاءه والوقت بارد في الشتاء فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه ثوب ويرفع يديه, حينما دخل في الصلاة قال الله أكبر ورفع يديه تحت الثوب ووضع اليمنى على اليسرى ثم ذكر ثم ركع ثم رفع رأسه من الركوع وقال سمع الله لمن حمده ثم سجد فنجد في هذا الحديث وهو يتابع وصف صلاة الرسول عليه السلام فنجد في هذا الحديث أمرين اثنين أولا قيّد القيام الذي ذكر في الحديث الأول بأنه القيام الأول ثانيا لما جاء بذكر القيام الثاني بعد الركوع, ما ذكر هذاك الوضع الذي فهموه من الحديث المطلق في لفظة القيام, إذًا قوله عليه الصلاة والسلام, قول الراوي عن الرسول عليه السلام أنه كان إذا قام في الصلاة قام هنا يعني القيام الأول ليه؟ لأنه الأحاديث يفسر بعضها بعضا فكما فسّرنا حديث سهل بن سعد أنهم كانوا يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى وحديث الأنبياء أمروا بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة فسّرنا الصلاة هنا في القيام أي في الصلاة قياما كذلك نفسّر القيام المذكور في هذه الفوائد كان إذا قام في الصلاة بالقيام الأول يُفسر بعضها بعضا وهذا له أمثلة كثيرة جدا في الأحاديث النبوية, ننهي الكلام بمثال أخير, هناك حديث في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد وغيره عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشير في الصلاة إذًا ممكن أنا أجمع فأقول هذه سنة ثم أعمل هكذا أشير, ما أحد يقول بهذا لم؟ لأن هذا الحديث جاء بيان الإشارة وين, وهذا ما سأتابعه, جاء حديث عبد الله بن عمر في صحيح مسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة أشار بإصبعه, جلسنا في الصلاة مثلا بين السجدتين يشير لا؟ جلسة الاستراحة يشير؟ لا مع أنه يقول إذا جلس في الصلاة فالجلوس هنا مطلق ما أحد يقول بهذا لم؟ لأنه جاء بيان ها الإشارة في روايات أخرى في صحيح مسلم وغيره قال كان إذا جلس في التشهد في الصلاة فقيّد الجلسة بالتشهد. إذًا الإشارة وين تكون؟ في التشهد, ماذا فعلنا بالأحاديث التي لم تذكر جلسة التشهد وإنما أطلقت الجلوس, حملنا المطلق على المقيّد كذلك نحمل مطلق القيام في حديث وائل كان إذا قام على القيام المقيّد في حديث مسلم وبذلك يتبيّن أن الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو الوضع في القيام الأول وهذا هو السبب أنه لا نجد في بطون علماء المسلمين قاطبة من الأئمة الأربعة وغيرهم رواية ثابتة عن أحدهم أن من السنة وضع اليمنى على اليسرى في القيام الثاني. (228/16) «هل لفظة"متعمدا"من حديث"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" هي صحيحة؟» السائل: في سلسلة من بعض الأحاديث منها حديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)؟ الشيخ: نعم. السائل: هل هذه اللفظة " متعمدا " هذه واردة؟ والبعض يقول أنه مو واردة يعني ... العموم؟ الشيخ: ... . السائل: مرة يا شيخ أيضا ... حديث أسماء يكون ضعيف؟ الشيخ: نعم. السائل: نعم. الشيخ: أما حديث (من كذب علي متعمدا) بلفظ بزيادة لفظ "متعمد" فهي رواية صحيحة. (228/17) «رد الشيخ على أبي غية في إنكاره زيادة"متعمداالشيخ: وقد كنت بيّنت صحتها ورددت على من أنكرها بجهله العميق وهو المعروف بأبو ريّة الذي له كتاب في الطعن في أبي هريرة رضي الله عنه كان زعم هناك أنه المحدثين بيرووا هذا الحديث بزيادة " متعمدا " وهذه الزيادة غير صحيحة والرجل من أجهل الناس في علم الحديث وطرق الحديث, فرددت عليه من ناحيتين الناحية الأولى أنه هذه الزيادة ثابتة في كثير من طرق الحديث وهذا الحديث من أشهر الأحاديث المتواترة وقد جاءت هذه اللفظة في عديد من الطرق وللحافظ الإمام الطبراني رسالة خاصة محفوظة عندنا في دمشق في المكتبة الظاهرية مخطوطة عنوانها طرق حديث (من كذب عليّ متعمدا ... ) فهذه الزيادة صحيحة رواية ثم الروايات الأخرى التي لم ترد فيها هذه الزيادة هي من حيث المعنى بمعنى هذه الزيادة وهذا كله بيّنته هناك وبيان هذا الآن الحديث (من كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النار) بلاش كلمة إيه؟ متعمدا, تُرى هل يعني الرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما قال (من كذب عليّ فليتبوّأ) غير متعمد؟ هل يمكن أن يعني الشارع الحكيم مؤاخذة الناسي أو المخطئ بمثل ما يؤاخذ المتعمد؟ هذا لا وجود له في الإسلام وفي القرآن ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) فلو أن رجلا روى حكمة فنسي وأخطأ وقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الرجل من حيث الواقع كذب على الرسول عليه السلام لكن من ناحية شرعية يُقال له (فليتبوّأ مقعده من النار) , الجواب لا بل هذا لا تمسّه النار بنصب ولا بعذاب ليه؟ مرفوع عنه المؤاخذة كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (رُفع القلم على أو وُضع القلم عن الثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ وعن) إيش الثالث؟ السائل: المجنون. الشيخ: نعم؟ السائل: المجنون. سائل آخر: (رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان ... ). الشيخ: لا لا هذاك غير. السائل: المجنون. الشيخ: (عن المجنون حتى يُفيق) نعم فإذًا لاحظ أن المؤاخذة إنما تكون بوجود القصد من الإنسان فإذا لم يتأكد لم يصدر منه شيء بالقصد فلا مؤاخذة عليه ولذلك كان هذا من يُسر الشريعة ونزل في ذلك الآية المعروفة حين قال الصحابة ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) فنزلت الموافقة من السماء من رب العالمين سبحانه وتعالى يقول نعم على لسان جبريل ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) إذًا معنى حديث (من كذب عليّ فليتبوّأ) أي قاصدا متعمدا ليس مخطئا لأن المخطئ مهما فعل فليس عليه إثم لما أحد الصحابة قتل ذلك الكافر حينما صار تحت ضربة سيف المسلم وقال " لا إلا إلا الله " غلب على ظنه أنه قال هذا خوفا من القتل فما بال به وقتله الرسول عليه السلام ما أخذه مؤاخذة المعروفة بحيث أنه يُكلفه أنه يفيديه وإنما قال معلما له (هلّا شققت عن قلبه) علّمه عليه السلام لكن لم يؤاخذه المؤاخذة التي تقع من مسلم يقتل مسلما عامدا متعمدا كان يقتله, فإذًا قول هذا القائل أنه هذه زيادة غير ثابتة هذا أولا من جهله بطرق الحديث وبل من غفلته عن معنى الحديث بدون هذه الزيادة فهذه الزيادة معناها موجود في الحديث سواء ثبتت أو لم تثبت, من كذب عليّ قاصدا قطعا أما من كذب علي خطأ غير قاصد فلا مؤاخذة عليه أبدا. (228/18) «بيان الشيخ أن حديث"إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها وكفيها"له شاهد معتبر في سنن البيهقي الكبرى من طريق ابن لهيعة» الشيخ: أما حديث أسماء بنت أبي بكر لما قال لها الرسول عليه السلام (إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يُرى منها وجهها وكفها) هذا الحديث يقف عنده بعض الناس ممن لا اختصاص عندهم في علم الحديث ولا توسّع لديهم في تتبع طرق الحديث وبخاصة حينما يكون الحديث في بعض طرقه في كتب ليست متداولة على أيدي العلماء الذين ليسوا من ذوي الاختصاص كما ذكرنا, هذا الحديث موجود في كتاب من كتب السنن الأربعة المشهورة ومن رواية السيدة عائشة هذا الحديث بهذا السّند لا شك ولا ريب عندنا أن إسناده ضعيف لأن فيه انقطاعا وفيه ضعف في بعض رواته هذا مما ذكرناه في الكتاب السابق الذكر " حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة " ولكن لهذا الحديث شاهد معتبر عند أهل العلم بالحديث وليس من طريق عائشة المنقطع والذي فيه راو ضعيف وإنما من طريق أخرى, من طريق أسماء نفسها صاحبة القصة عفوا من طريق أسماء بنت عميس. (228/19) «بيان الشيخ أن كلام العلماء في ابن لهيعة إنما كان في ضبطه وليس في صدقه» الشيخ: هذا الطريق موجود في سنن البيهقي الكبرى وبإسناد كل رجاله ثُقات لا مطعن ولا غمز فيه سوى رجل واحد وهو عبد الله بن لهيعة قاضي مصر في زمانه وليس يخفى علينا أن هذا الرجل قد تكلم فيه غير ما واحد من علماء الحديث لكن كلامهم فيه لم يكن في صدقه وإنما كان في ضبطه وسوء حفظه وهم يعترفون له بعلمه وبفضله وحسبكم أن تعلموا أنه كان من القضاة الذين يحكمون بالشرع فهو رجل فاضل ولكنه أصيب بمصيبة ألا وهو أن مكتبته العامرة بالكتب الحديثية وأجزاءها أصابها الحريق فاحترقت ومن عادة علماء الحديث أنهم حينما كانوا يحدثون الناس في مجالس الحديث كانوا يراجعون أصولهم لكي يُلقوا الحديث وهم حديثو عهد بمصادر الحديث بألفاظها وأسانيدها فيدرس الأحاديث التي يريد أن يلقيها على الناس بالمتون والأسانيد ثم يخرج عليهم فيُلقيها, هكذا كان يفعل عبد الله بن لهيعة القاضي كما هو شأن كل عالم بالحديث لمّا احترقت كتبه لم يبق لديه مرجع إلا ذاكرته فأخذ يحدّث بالأحاديث فظهر فيها الخطأ تارة في السند وتارة في المتن, يكون الحديث مثلا عن صحابي موقوفا فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم متوهّما وليس عنده بقى المرجع الكتب التي سمعها من شيوخه من المحدثين بيرجع إليها ويحضر الدرس قبل إلقائه فظهر منه بعض الأوهام والأخطاء فقيل في ترجمته عبارة فيها منتهى الدقة عبد الله بن لهيعة هو صدوق ساء حفظه لما احترقت كتبه (228/20) «بيان الشيخ أن ابن لهيعة إنما يصح حديثه إذا روى عنه العبادلة لأنهم رووا عنه قبل احتراق كتبه» الشيخ: " وهو صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة " وهو صحيح الحديث إذا روى عنه العبادلة يعنون عبد الله بن يزيد المصري وعبد الله بن وهب المصري وعبد الله بن المبارك المروزي وهؤلاء كلهم من شيوخ الإمام أحمد, هؤلاء العبادلة إذا رووا عن عبد الله بن لهيعة حديثا يكون حديث صحيحا, ما السّر قالوا هؤلاء حدثوا عن أبي لهيعة قبل احتراق كتبه, إلى هنا وصل دقة علماء الحديث في تفلية الرجال وفي الفحص والبحث عن أحوالهم, عبد الله بن لهيعة صدوق سيّء الحفظ لأنه ساء حفظه بعد أن احترقت كتبه لكن العبادلة هذول الثقات إنما رووا عنه قبل احتراق كتبه أي حينما كانوا يتلقون عنه الأحاديث ويسمعون منه كان هو يحضّرها من كتبه التي لمّا تحترق بعد فكان يلقي الحديث كما حفظه حديثا من كتبه بعد أن احترقت كتبه ظهر في أحاديثه كما قلنا يعني شيء من الأخطاء فقال أهل العلم المحققون منهم, حديث ابن لهيعة إذا لم يكن من طريق أحد العبادلة الذين ذكرنا أسماءهم آنفا يُصنف حديثه في مرتبة الحديث الضعيف ليس الشديد الضعف. وإنما هو ضعف وسط بحيث يمكن أن يتقوّى بمجيئه من طريق أخرى بل بعض العلماء يحسّنون حديثه مجرد ما يكون فيه بن لهيعة بيقولوا حديث حسن وهذا في الوقت الذي نحن نشهد بأنه هذا تساهل لأنه أكثر العلماء حكموا على حديثه بالضعف ولكن ألا يكون حديثه حسنا على الأقل حينما يأتي له شاهد في سنن أبي داود من حديث عائشة وليس في هذا الحديث متهم وإنما فيه انقطاع من فوق وفيه ضعف قليل أيضا من جهة الحفظ من راوي اسمه سعيد بن بشير فإذا كان حديث ابن لهيعة لا يستحق حديثه التحسين لذاته فهو على الأقل يستحق التحسين لغيره حينما يوجد له شاهد فنحن حينما نحتج بهذا الحديث لا نحتج بالنظر فقط للحديث الذي رواه أبو داود عن عائشة بالسّند الضعيف وإنما نحتج بهذا الحديث بهذا زايد طريق عبد الله بن لهيعة الذي هو في سنن الإمام البيهقي وأخيرا ألا يزداد هذا الحديث قوّة وصحة بتذكرنا للأحاديث الصحيحة التي ذكرناها آنفا وأخرها حديث الخثعمية حينما كان ينظر إليها الفضل ولا يقول الرسول عليه السلام لها (استري وجهك) لأن ستر الوجه عورة لا بل أقرها على ذلك فهذا يؤكد حديث عائشة وحديث أسماء بنت عميس الذي يقول (إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفيها). (228/21) «هل في الحلي زكاة وكيف تكون زكاتها؟» السائل: بالنسبة للحلي هل فيها زكاة؟ وكيف تؤدى وتُخرج الزكاة عليها؟ الشيخ: زكاة الحلي فيها أيضا قولان معروفان للعلماء منهم من يوجب الزكاة على حلي النساء ومنهم من لا يوجب والصواب قول من أوجب, الصواب قول من أوجب لورود أحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول أنه رأى امرأة وعلى يدها خاتم لا أذكر الآن إذا كان من فضة أو من ذهب فقال عليه الصلاة والسلام (أتخرجين زكاته؟) قالت لا قال عليه الصلاة والسلام (جمرة من نار) فهذا تصريح بوجوب إخراج الزكاة عن حلي النساء أما طريقة الإخراج فقد يكون الحلي الذي في يد المرأة لا يبلغ النصاب وقد يبلغ النصاب فإذا بلغ النصاب يقوّم هذا الخاتم كم ثمنه؟ نصاب ونصف فيُخرج بالمائة اثنين ونصف وواحد ربع بالنسبة للنصف الثاني أما إذا لم يبلغ النصاب ففي هذه الحالة تنظر هذه المرأة. (228/22) «المحاضرة بعنوان (الحديث حجة بنفسه في الأحكام والعقائد).» الشيخ: ... هذه الليلة الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام. (229/1) «استفتاح الشيخ بخطبة الحاجة» الشيخ: فأقول مستفتحا بإن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (229/2) «بيان أن السنة هي المرجع الثاني بعد القرآن الكريم وبيان أنه لا يجوز مخالفتها بأي نوع من المخالفة ولا لسبب من الأسباب وسرد الشيخ لأدلة ذلك من القرآنالشيخ: أيها الإخوان الكرام فإن من المتفق عليه بين المسلمين الأولين كافة أن السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسّلام هي المرجع الثاني والأخير في الشرع الإسلامي في كل نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية أو أحكام عملية أو إسلامية أو تربوية وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك برأي أو اجتهاد أو قياس كما قال الإمام الشافعي رحمه الله في آخر الرسالة " لا يحل القياس والخبر موجود " ومثله ما اشتهر عند المتأخرين من علماء الأصول " إذا ورد الأثر بطل النظر " و " لا اجتهاد في مورد النص " ومستندهم في ذلك الكتاب الكريم والسنة المطهرة أما الكتاب ففيه آيات كثيرة نجتزئ بذكر بعضها في هذه المقدمة على سبيل الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين. قال تعالى ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)) وقال عز وجل ((يا أيها الذين أمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)) وقال ((قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين)) وقال عز من قائل ((وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا)) وقال ((يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) وقال ((وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبوا إن الله مع الصابرين)) وقال ((وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتهم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين)) وقال ((لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)) وقال ((يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)) وقال ((ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) وقال ((ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم أمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا)) وقال سبحانه ((إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون)) ((وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)) ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)) ((والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) وقال تبارك وتعالى ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكروا)) إلى غير ذلك من الآيات المباركات. (229/3) «الأدلة من السنة على وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتحريم مخالفتهالشيخ: وأما السنة ففيها الكثير الطيب مما يوجب علينا اتباعه عليه الصلاة والسلام, اتباعا عاما في كل شيء من أمور ديننا وإليكم بعض النصوص الثابتة منها أولا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا ومن يأبى؟ قال (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الاعتصام, الثاني: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال (جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو نائم فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقضان فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا مثلا فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا أوّلوها يفقهها فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا الدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فمن أطاع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فقد أطاع الله ومن عصى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فقد عصى الله ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فَرْق بين الناس) أخرجه البخاري. الثالث: عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قومي إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاة النجاة فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحق) أخرجه البخاري ومسلم. الرابع: عن أبي رابع قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه وإلا فلا) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وبن ماجه والطحاوي وغيرهم بسند صحيح. الخامس: عن المقداد بن معدي كرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك أن رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإنما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما حرم الله, ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السّباع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يُعقبهم بمثل قراء) رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه أحمد بسند صحيح. السادس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض) أخرجه مالك مرسلا والحاكم مسندا وصححه. (229/4) «ذكر الشيخ إجمالا لما في هذه النصوص من الآيات والأحاديث من القواعد والفوائد الشرعية المهمةالشيخ: وفي هذه النصوص من الآيات والأحاديث أمور هامة جدا يمكن إجمالها فيما يلي: أولا: أنه لا فرق بين قضاء الله وقضاء رسوله وأن كل منهما ليس للمؤمن الخيرة في أن يُخالفهما وأن عصيان الرسول كعصيان الله تعالى وأنه ضلال مبين. ثانيا: أنه لا يجوز التقدم بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما لا يجوز التقدم بين يدي الله تعالى وهو كناية على عدم جواز مخالفة سنته صلى الله عليه وآله وسلم قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين " أي لا تقولوا حتى يقول ولا تأمروا حتى يأمر ولا تفتوا حتى يفتي ولا تقطعوا أمرا حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويُمضي ". ثالثا: أن التولي عن طاعة الرسول إنما هو من شأن الكافرين. رابعا: أن المطيع للرسول مطيع لله تعالى. خامسا: وجوب الرد و الرجوع عند التنازل والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله وإلى الرسول, قال ابن القيم " فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله وأعاد الفصل يعني قوله ((وأطيعوا الرسول)) إعلاما بأن طاعته تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على الكتاب, بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه فإنه أوتي الكتاب ومثله معه ولم يأمر بطاعة ولي الأمر استقلالا بل حذف الفعل وجعل طاعته في ضمن طاعة الرسول " انتهى. ومن المتفق عليه عند العلماء أن الرّد إلى الله إنما هو الرّد إلى كتابه والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته وإلى سنته بعد وفاته وأن ذلك من شروط الإيمان. سادسا: أن الرضا بالتنازع بترك الرجوع إلى السّنة للخلاص منه سبب شرعي لفشل المسلمين في جميع جهودهم وذهاب قوتهم وشوكتهم, أعيد فأقول سادسا: أن الرضا بالتنازع بترك الرجوع إلى السنة للخلاص منه سبب شرعي لفشل المسلمون في جميع جهودهم و إذهاب قوتهم وشوكتهم. سابعا: التحذير من مخالفة الرسول لما لها من العاقبة السيئة في الدنيا والآخرة. ثامنا: استحقاق المخالفين لأمره صلى الله عليه وآله وسلم الفتنة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة. تاسعا: وجوب الاستجابة لدعوة الرسول وأمره وأنها سبب الحياة الطيبة والسعادة في الدنيا والآخرة. عاشرا: أن طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبب لدخول الجنة والفوز العظيم وأن معصيته وتجاوز حدوده سبب لدخول النار والعذاب المهين. حادي عشر: أن من صفات المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر أنه إذا دُعُوا إلى أن يتحاكموا إلى الرسول وإلى سنته لا يستجيبون لذلك بل يصدون عنه صدودا ثاني عشر: وأن المؤمنين على خلاف المنافقين فإنهم إذا دُعُوا إلى التحاكم إلى الرسول بادروا إلى الاستجابة لذلك وقالوا بلسان حالهم وقالهم سمعنا وأطعنا وأنهم بذلك يصيرون مفلحين ويكونون من الفائزين بجنات النعيم. ثالث عشر: كل ما أمرنا به الرسول يجب علينا اتباعنا فيه كما يجب علينا أن ننتهي عن كل ما نهانا عنه. رابع عشر: أنه إسوتنا وقدوتنا في كل أمور ديننا إذا كنا ممن يرجوا الله واليوم الآخر. خامس عشر: وأن كل ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إما له صلة بالدين والأمور الغيبية التي لا تُعرف بالعقل ولا بالتجربة فوحي من الله إليه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. سادس عشر: وأن سنته صلى الله عليه وآله وسلم هي بيان لما أنزل إليه من القرآن. سابع عشر: أن القرآن لا يُغني عن السنة بل هي مثله في وجوب الطاعة والاتباع وأن المستغني به عنها مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام غير مطيع له فمُخالف لما سبق من الآيات الآمرة بطاعته واتباعه عليه الصلاة والسلام. ثامن عشر: أن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما حرم الله وكذلك كل شيء جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما ليس في القرآن فهو مثل ما لو جاء في القرآن لعموم قوله عليه الصلاة والسلام (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) تاسع عشر: أن العصمة من الانحراف والضلال إنما هو التمسك بالكتاب والسنة وأن ذلك حكم مستمر إلى يوم القيامة فلا يجوز التفريق بين كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تسليما كثير. (229/5) «بيان الشيخ أن النصوص المتقدمة تدل أيضا على أمرين هامين الأول شمولها لكل من بلغته إلى يوم القيامةالشيخ: أيها الإخوة الكرام هذه النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كما أنها دلت دلالة قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعا مطلقا في كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن من لم ينظر التحاكم إليها والخضوع لها فليس مؤمنا فإني أريد أن ألفت نظركم على أنها تدل بعموماتها وإطلاقاتها على أمرين آخرين هامين أيضا. الأول: أنها تشمل كل من بلغته الدعوة إلى يوم القيامة وذلك صريح في قوله تعالى ((لأنذركم به ومن بلغ)) وقوله ((وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا)) وفسّره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله في حديث (وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس كافة) متفق عليه, وقوله (والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم لا يُؤمن بي إلا كان من أهل النار) رواه الإمام مسلم في صحيح وابن منده وغيرهما كما خرجته في الأحاديث. الصحيحة رقم سبع وخمسين ومائة. (229/6) «الأمر الثاني شمولها لكل أمور الدين لا فرق بين ما كان فقها أو عقيدة أو سلوكاالشيخ: والأمر الثاني: أنها تشمل كل أمر من أمور الدين لا فرق بين ما كان منها عقيدة علمية أو حُكما عمليا أو غير ذلك فكما كان يجب على كل صحابي أن يؤمن بذلك كله حين يبلغه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو من صحابي آخر وكان يجب كذلك على التابعي حين يبلغه من الصحابي فكذلك كان لا يجوز له مثلا أن يرد حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان في العقيدة بحجة أنه خبر آحاد فكذلك لا يجوز لمن بعده أن يرده بنفس الحجة مادام أن المُخبر به ثقة عنده وهكذا ينبغي أن يستمر الأمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وقد كان الأمر كذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين كما سيأتي النص بذلك عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. (229/7) «بيان إهمال بعض الخلف لكثير من السنة بسبب أصول تبنوها من علم الكلام وكيف أدى بهم ذلك إلى البعد الكبير عن السنةالشيخ: ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا السّنة النبوية وأهملوها بسبب أصول تبناها بعض علماء الكلام وقواعد زعمها بعض علماء الأصول والفقهاء المقلدين كان من نتائجها الإجمال المذكور الذي أدى بدوره إلى الشك في قسم كبير منها ورد قسم آخر منها لمخالفتها لتلك الأصول والقواعد فتبدلت الآية عند هؤلاء فبدل أن يرجعوا بها إلى السنة ويتحاكموا إليها فقد قلبوا الأمر ورجعوا بالسنة إلى قواعدهم وأصولهم فما كان منها موافقا لها قبلوها وإلا رفضوها وبذلك انقطعت الصلة التامة بين المسلم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاصة عند المتأخرين منها فعادوا جاهلين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته وعبادته وصيامه وقيامه وحجه وأحكامه وفتاواه فإذا سُئلوا عن شيء من ذلك أجابوك إما بحديث ضعيف لا أصل أو بما في المذهب الفلاني فإذا اتفق أنه مُخالف للحديث الصريح وذُكّروا به لا يذكرون ولا يقبلون الرجوع إليه لشبهات لا مجال لذكرها الآن وكل ذلك سببه تلك الأصول والقواعد المُشار إليها وسيأتي قريبا ذكر بعضها إن شاء الله تعالى ولقد عمّ هذا الوباء وطمّ كل البلاد الإسلامية والمجلات العلمية والكتب الدينية إلا نادرا فلا تجد من يفتي فيها على الكتاب والسنة إلا أفرادا قليلين غرباء بل جماهيرهم يعتمدون فيها على مذهب من المذاهب الأربعة وقد يتعدونها إلى غيرها إذا وجدوا في ذلك مصلحة زعموا وأما السّنة فقد أصبحت عندهم نسيا منسيا إلا إذا اقتضت المصلحة أيضا كما فعل بعضهم بالنسبة لحديث ابن عباس في الطلاق بلفظ الثلاث وأنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُعتبر طلقة واحدة فقد أنزلوها منزلة بعض المذاهب المرجوحة وكانوا من قبل أن يتبنوه, من قبل, وكانوا قبل أن يتبنوه يحاربونه ويحاربون الداعون إليه. (229/8) «ضرب الشيخ لمثال على غربة السنة في هذا الزمانالشيخ: وإنما, وإن مما يدل على غربة السنة في هذا الزمان وجهل أهل العلم والفتوى بها جواب إحدى المجلات الإسلامية ... على سؤال هل تُبعث الحيوانات إلى آخره ونصه " قال الإمام الألوسي في تفسيره ليس في هذا الباب يعني بعض الحيوانات نص من كتاب أو سنة يُعول عليه يدل على حشر غير الثقلين من الوحوش والطيور " , هذا كل ما اعتمده المُجيب المُشار إليه وهو شيء عجيب يدلكم على ... إهمال أهل العلم فضلا عن غيرهم بعلم السنة فقد ثبت في بعض الحيوانات أكثر من حديث واحد يصرح بأن الحيوانات تحشر ويقتص بعضها من بعض, من ذلك حديث مسلم في صحيحه (لتُؤدنّ الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجنحاء من الشاة القرناء) وثبت عن بن عمر وغيره أن الكافر حين يرى هذا القصاص فيقول ((يا ليتني كنت ترابا)). (229/9) «بيان الشيخ للأصول والقواعد التي صرفت الكثير عن سنة المصطفى عليه الصلاة والسلامالشيخ: فما هي تلك الأصول والقواعد التي أقامها الخلف حتى صرفتهم عن السنة دراسة واتباعا وجوابا على ذلك أقول يمكن حصرها في الأمور الآتية. الأول: قول بعض علماء الكلام إن حديث الأحاد لا تثبت به عقيدة وصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم بأنه لا يجوز أخذ العقيدة منه بل يحرم. الثاني: بعض القواعد التي تبنتها بعض المذاهب المتبعة في أصولها يحضرني الآن ما يلي. أ- تقديم القياس على خبر الآحاد. ب - رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول. ج - رد الحديث المتضمن حكما زائدا على نص القرآن بدعوى أن ذلك نسخ له والسنة لا تنسخ القرآن. د - تقديم العام على الخاص عند التعارض أو عدم جواز تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد. هـ - تقديم عمل أهل المدينة على الحديث الصحيح الثالث التقليد واتخاذه مذهبا ودينا. فلندرس الآن هذه الأصول الثلاثة على ضوء الكتاب والسنة والنصوص المتقدمة لنتبين منها حقيقتها في فصول ثلاث مبتدئين بالأول فالأول منها. (229/10) «كلام الشيخ عن قولهم حديث الآحاد لا يؤخذ به في العقيدة ورده عليهمالشيخ: الفصل الأول حديث الآحاد. إن القائلين بأن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة يقولون في الوقت نفسه بأن الأحكام الشرعية تثبت بحديث الآحاد فقد فرقوا بين العقائد والأحكام في الحديث فلا تجد هذا التفريق في النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كلا, بل هي بعمومها وإطلاقاتها تشمل العقائد أيضا وتوجب اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم فيها لأنها بلا شك هي مما يشمله قوله تعالى أمرا في آية ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) وهكذا أمره تعالى بطاعته صلى الله عليه وآله وسلم والنهي عن عصيانه والتحذير من مخالفته وثنائه على المؤمنين الذين يقولون عندما يُدعون إلى التحاكم إلى الله ورسوله سمعنا وأطعنا كل ذلك يدل على وجوب طاعته واتباعه عقيدة كما يجب اتباعه حكما. وقوله تعالى ((وما آتاكم الرسول فخذوه)) فإن " ما " من ألفاظ العموم والشمول كما هو معلوم وأنت لو سألت هؤلاء القائلين بوجوب الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام دون العقائد الدليل عليه لاحتجوا بهذه الآيات السابقة وغيرها مما لم نذكره اختصارا فما الذي حملهم على استثناء العقيدة من وجوب الأخذ بها وهي داخلة في عموم الآيات؟ (229/11) «بيان الشيخ للشبهة التي سببت هذا التفريق بين الآحاد والمتواترالشيخ: لقد عرضت لهم شبهة ثم صارت مع الزمن لديهم عقيدة وهي أن حديث الآحاد لا يُفيد إلا الظن ويعنون به الظن الراجح طبعا و ... الآحاد لا يُفيد إلا الظن لو سلمنا لهم بهذا على إطلاقه فإنا نسألهم من أين لكم هذا التفريق؟ وما الدليل عليه من الكتاب والسنة؟ وأنهم وأنه يجب الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام ولا يجوز الأخذ به في العقيدة, لقد رأينا بعض المعاصرين يستدلون على ذلك بقوله تعالى في ... وتعالى المشركين على تبنيهم الظن واتباعهم إيّاه وقال هؤلاء مستدلين أن الظن المرجوح في هذه الآيات ليس المراد به الظن الغالب الذي يُفيده خبر الآحاد ويجب الأخذ به اتفاقا وإنما هو الشك الذي هو ال ... فقد جاء في " النهاية في غريب الحديث " و " اللسان " وغيرهما من كتب اللغة ما نصه " الظن الشك يعرض لك في الشيء فتحققه وتحكم به " انتهى. فهذا هو الظن الذي نعاه الله تعالى على المشركين ومما يؤيد ذلك قوله تعالى فيهم ((إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون)) فجعل الظن هو الخلط الذي هو مجرد الحزر والتخمين. (229/12) «بيان الشيخ أن الظن لا يجوز مطلقا لا في الأحكام ولا في العقائدالشيخ: ولو كان الظن المنعي على المشركين في هذه الآيات هو الظن الغالب كما يزعم أولئك المستدلون لم يجز حينئذ الأخذ به في الأحكام أيضا وذلك بسببين اثنين. الأول أن الله أنكره عليهم إنكارا مطلقا لم يخصه بالعقيدة دون الأحكام والآخر أنه تعالى صرح في بعض الآيات أن الظن الذي أنكره على المشركين يشمل القول به في الأحكام أيضا التي كانوا يظنون فيها ظنا فاسمع إلى قوله تعالى الصريح في ذلك ((سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا)) فهذا عقيدة ((ولا حرّمنا من شيء)) وهذا حكم ((كذلك كذّب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون)) ويفسّرها قوله تبارك وتعالى ((قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون))، فثبت مما تقدم أنّ الظن الذي لا يجوز الأخذ به إنما هو الظن اللغوي المرادف للخرص والتخمين والقول بغير علم وأنه يحرم الحكم به في الأحكام أيضا كالعقائد و ... وإذا كان الأمر كذلك فقد سلم لنا القول المتقدم أن كل الآيات والأحاديث المتقدمة الدالة على وجوب الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام تدل أيضا بعمومها وشمولها على وجوب الأخذ به في العقائد أيضا ... والحق أن التفريق بين العقيدة والأحكام في وجوب الأخذ فيها بحديث الآحاد فلسفة دخيلة في الإسلام لا يعرفها السّلف الصالح ولا الأئمة الأربعة الذين يقدرهم جماهير المسلمين اليوم في العصر الحاضر. وإن من أعجب ما يسمعه المسلم العاقل اليوم هو هذه الكلمة ... كلما ضعف إيمانهم عن التطبيق بحديث حتى ولو كان متواترا عند أهل العلم بالحديث كحديث نزول عيسى عليه السّلام في آخر الزمان فإنهم يتسترون بقولهم حديث الآحاد لا يثبت به عقيدة و ... العجب أن قولهم هذا هو في نفسه عقيدة كما قلت مرة لبعض من ناظرتهم في هذه المسألة وبناء على ذلك فعليهم أن يأتوا بالدليل القاطع على صحة هذا القول وإلا فهم متناقضون فيه وهيهات هيهات فإنه لا دليل لهم إلا مجرد الدعوى والظن والخرص ومثل ذلك مردود في الأحكام ... العقيدة وبعبارة أخرى لقد فروا من القول بالظن الراجح في العقيدة فوقعوا فيما هو أسوأ منهم وهو قولهم بالظن المرجوح فيها ((فاعتبروا يا أولي الأبصار)) وما ذلك إلا بسبب البعد عن التفقه في الكتاب والسنة والاهتداء بنورها مباشرة والانشغال عنه بآراء الرجال فإن هناك أدلة أخرى أخص في الدلالة مما سبق, ترى أنه لا بد. (229/13) «ذكر الشيخ لبعض الأدلة من القرآن على وجوب الأخذ بخبر الواحد خاصة في العقائدالشيخ: وبيان وجه دلالتها على وجوب الأخذ بخبر الواحد في العقيدة الأول: قوله تعالى ((وما كان المؤمنون لينفروا كافة ولولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)) فقد حذر الله تبارك وتعالى المؤمنين على أن ينفر طائفة منهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتعلموا منه دينهم ويتفقهوا فيه ولا شك أن ذلك ليس خاصا بما يُسمّى بالفروع والأحكام بل هو عن بل المقطوع به أن يبدأ المعلم والمتعلم بما هو الأهم فالأهم تعليما وتعلما. ومما لا ريب فيه أن العقائد أهم من الأحكام ومن أجل ذلك زعم الزاعمون أن العقائد لا تثبت بحديث الآحاد فيبطل ذلك عليهم ... الآية الكريمة فإن الله كما حض فيها الطائفة على التعلم والتفقه عقيدة وأحكاما حضهم على أن ينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم بما تعلموه من العقائد والأحكام, والطائفة في لغة العرب تقع على الواحد فما فوقه فلولا أن الحجة تقوم بحديث الآحاد عقيدة وحكما لما حض الله الطائفة على التحذير معللا ذلك بقوله تعالى ((لعلهم يحذرون)) الصريح في أن العلم يحصل بإنذار الطائفة فإنه كقوله تعالى في آياته الشرعية والكونية ((لعلهم يتفكرون)) ((لعلهم يعقلون)) ((لعلهم يهتدون)) فالآية نص في أن خبر الآحاد حجة في ... عقيدة وأحكاما. الثاني: قوله تعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم)) أي لا تتبعه ولا تعمل به ومن المعلوم أن المسلمين لم يزالوا من عهد الصحابة يقفون أخبار الآحاد ويعملون بها ويُثبتون بها الأمور الغيبية والحقائق الاعتقادية مثل بدء الخلق وأشراط الساعة ويُثبتون بها لله تعالى الصفات فإذا كانت لا تُفيد علما ولا تُثبت عقيدة لكان الصحابة والتابعون وتابعوهم وأئمة الإسلام كلهم قد قفوا ما ليس لهم به علم كما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه " مختصر الصواعق ". الثالث: قوله تعالى ((يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا)) وفي القراءة الأخرى ((فتثبتوا)) فإنها تدل على أن العدل إذا جاء بخبر ما فالحجة قائمة وأنه لا يجب التثبت ولذلك قال ابن القيم وهذا يدل على الجزم بقبول خبر الواحد أنه لا يحتاج إلى التثبت ولو كان خبره لا يُفيد العلم لأمر بالتثبت حتى يحصل ذلك ومما يدل عليه أيضا أن السلف الصالح وأئمة الإسلام لم يزالوا يقولون قال رسول الله كذا وفعل كذا وأمر بكذا ونهى عن كذا وهذا معلوم من كلامهم بالضرورة وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عدّة مواضع وكثير من أحاديث الصحابة يقول فيها أحدهم " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وإنما سمعه من صحابي غيره وهذه شهادة من القائل و ... على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما نسب إليه من قول أو فعل فلو كان خبر الواحد لا يُفيد العلم لكان شاهدا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغير علم انتهى. والسّنة العملية التي جرى عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وبعد وفاته تدل أيضا دلالة قاطعة على عدم التفريق بين حديث الآحاد في العقيدة والأحكام وأنه حجة قائمة في كل ذلك وأنا ذاكر الآن بإذن الله بعض ما وقفت عليه من الأحاديث الصحيحة في ذلك, قال الإمام البخاري في صحيحه باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصّلاة والصوم والفرائض والأحكام وقول الله تعالى ((ولولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)) ويسمّى الرجل طائفة في قوله تعالى ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا)) فلو اقتتل رجلان دخلا في معنى الآية وقوله تعالى ((إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا)) وكيف بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراءه واحد بعد واحد فإن انتهى أحد منهم ردّ إلى السنّة. (229/14) «ذكر الشيخ لبعض الأدلة التي أوردها البخاري في وجوب الأخذ بخبر الواحد وكذا الاستدلال بكلام الإمام الشافعي في الرسالة وكذا ابن القيم في الصواعق المرسلةالشيخ: ثم ساق الإمام البخاري أحاديث مستدلا بها على ما ذكر من إجازة خبر الواحد والمراد بها جواز العمل به والقول بأنه حجة فنسوق بعضا منها. الأول: عن مالك بن حويرث قال أتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده نحو من عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحيما رفيقا فلما ظن أننا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه فقال (ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي) فقد أمر صلى الله عليه وآله وسلم كل واحد من هؤلاء الشببة أن يعلم كل واحد منهم أهله والتعليم يعمّ العقيدة بل هي أول ما يدخل في العموم كما سبق فلو لم يكن خبر الآحاد تقوم به حجة لم يكن لهذا الخبر معنى. الثاني: عن أنس بن مالك أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والكتاب قال فأخذ بيدي أبي عبيدة فقال (هذا أمين هذه الأمة) أخرجه مسلم ورواه البخاري مختصرا, قلت فلو لم تقم الحجة بخبر الواحد لم يبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليهم أبا عبيدة وحده وكذلك يُقال في بعثه صلى الله عليه وآله وسلم إليهم في نوبات مختلفة أو إلى بلاد منها متفرقة غيره من الصّحابة رضي الله عنهم كعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري وأحاديثهم في الصحيحين وغيرهما, ومما لا ضير فيه أن هؤلاء ال ... الذين أرسلوا إليهم العقائد من جملة ما يُعلمونهم فلو لم تكن الحجة قائمة بهم عليهم لم يبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرادا لأنه عبث يتنزه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا معنى قول الإمام الشافعي في "الرسالة " وهو صلى الله عليه وسلم لا يبعث بأمره إلا والحجة للمبعوث إليهم وعليهم قائمة بقبول خبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان قادرا على أن يبعث إليهم فيشابههم أو يبعث إليهم عددا فبعث واحدا يعرفونه بال ... الثالث: عن عبد الله بن عمر قال بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة رواه البخاري ومسلم فأنا ... على أن الصحابة رضي الله عنهم قبلوا خبر الواحد في نفس ما كان مقطوعا عندهم من وجوب استقبال بيت المقدس فتركوا ذلك واستقبلوا الكعبة بخبر فلولا أنه حجة عندهم ما خالفوا المقطوع عندهم من القبلة الأولى, قال ابن القيم ولم ينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل شُكروا على ذلك. الرابع: عن سعيد بن جرير قال قلت لابن عباس إن نوفلا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس موسى بني إسرائيل فقال ابن عباس كذب عدو الله أخبرني أبيّ بن كعب قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم ذكر حديث موسى والخضر بشيء يدل على أن موسى عليه السلام صاحب الخضر أخرجه، الشيخان مطولا والشافعي ... مختصرا وقال فابن عباس مع فقهه وورعه يثبت خبر أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يكذّب به امرءا من المسلمين إذ حدّثه أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فيه دلالة على أن موسى بني إسرائيل صاحب الخضر. قلت وهل القول للإمام الشافعي رحمه الله دليل على أنه لا يرى التفريق بين العقيدة والعمل في الاحتجاج بخبر الآحاد لأن كون موسى عليه السلام هو صاحب الخضر عليه السلام هي مسألة علمية وليست حُكما عمليا كما هو بيّن و يؤيد ذلك أن الإمام رحمه الله تعالى عقد فصلا هاما في الرسالة تحت عنوان الحجة في تثبيت خبر الواحد وساق تحته أدلة كثيرة من الكتاب والسّنة من الصفحة الواحدة والأربعمائة إلى الصفحة السادسة والخمسين بعد الأربعمائة وهي أدلة مطلقة أو عامة تشمل بإطلاقها وعمومها أن خبر الواحد حجة في العقيدة أيضا وكذلك كلامه عليها عام أيضا وختم هذا البحث بقوله " وفي تثبيت خبر الواحد أحاديث يكفي بعض هذا منها ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذه السبيل وكذلك حُكِي لنا عمن حُكِي لنا عنهم من أهل العلم في البلدان " وهذا عام أيضا وكذلك قوله في الصفحة السابعة والخمسين بعد الأربعمائة " ولو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة أجمع المسلمون قديما وحديثا على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه بأنه لم يُعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبّته جاز لي ولكني أقول لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد " وهذا من ورعه وتدقيقه رحمه الله في التعبير عن مقصده تعبيرا علميا دقيقا. وبالجملة فأدلة الكتاب والسنة وعمل الصحابة وأقوال العلماء تدل دلالة قاطعة على ما شرحنا ألا وهو وجوب الأخذ بأحاديث الأحاد في كل أبواب الشريعة سواء ما كان في الاعتقاديات أو العمليات وأن التفريق بينهما بدعة لا يعرفها السّلف ولذلك قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى "وهذا التفريق باطل بإجماع الأمة فإنها لم ترد تحتج بهذه الأحاديث الخبريات العلميات يعني العقيدة كما تحتج بها في الطلبيات العمليات ولا سيما والأحكام العملية تتضمن الخبر عن الله بأنه شرع كذا وأوجبه ورضيه دينا فشرعه ودينه راجع إلى أسمائه وصفاته ولم تزل الصحابة والتابعون وتابعوهم وأهل الحديث والسنة يحتجون بهذه الأخبار في مسائل الصفات و القدر والأسماء والأحكام ولم يُنقل عن أحد منهم البتة أنه جوّز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الأخبار دون الإخبار عن الله ... فالعمليات أمران العلم والعمل والمطلوب من العلميات أيضا العلم والعمل وهو حب القلب وبغضه وحبه للحق الذي دلت عليه وتضمنته وبغضه الباطل الذي يُخالفها فليس العمل مقصورا على عمل الجوارح بل أعمال القلوب أصل لعمل الجوارح وأعمال الجوارح تبع فكل مسألة علمية فإنه يتبعها إيمان القلب وتصديقه وحبه وذلك عمل ... أصل العمل ". (229/15) «بيان الشيخ لضلال كثير من المتكلمين في تفريقهم بين العلم والعملالشيخ: " وهذا مما غفل عنه كثير من المتكلمين في مسائل الإيمان حتى ظنوا أنه مجرد التصديق دون الأعمال وهذا من أقبح الغلط وأعظمه فإن كثيرا من الكفار كانوا جازمين بصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير شاكين فيه غير أنه لم يقترن بذلك التصديق عمل القلب من حب ما جاء به والرضا وإرادته والموالاة والمعاداة عليه فلا تُهمِل هذا الموضع فإنه مهم جدا به تعرف حقيقة الإيمان، فالمسائل العلمية عملية والمسائل العملية علمية فإن الشارع لم يتخذ المكلفين في العمليات بمجرد العمل دون العلم ولكن العلميات بمجرد العلم دون العمل ". فتحرر من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى أن التفريق المذكور مع كونه باطلا بالإجماع لمخالفته لما جرى عليه السلف مع ظواهر الأدلة المتقدمة على مخالفته وهو باطل أيضا من جهة تصور المفرقين عدم وجوب اقتران العلم بالعمل والعمل بالعلم وهذه نقطة هامة جدا تساعد المؤمن على تفهّم الموضوع فهما صحيحا وعلى الإيمان ببطلان التفريق المذكور يقينا ثم إن ما تقدم من البحث وتحقيق القول ببطلان التفريق المذكور إنما هو قائم كله على افتراض صحة القول بأن خبر الواحد لا يُفيد إلا الظن الراجح ولا يُفيد اليقين والعلم القاطع. (229/16) «بيان أن خبر الواحد يفيد العلم واليقين في كثير من الأحيان وبيان أمثلته ونقل كلام ابن القيم عن شيخ الاسلام الدال على ذلكالشيخ: فينبغي أن يُعلم أن ذلك ليس مسلما على إطلاقه بل فيه تفصيل مذكور في موضعه والذي يهمنا ذكره الآن هو أن خبر الآحاد يُفيد العلم واليقين في كثير من الأحيان من ذلك الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول ومنها ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما مما لا يُنتقد عليهما فإنه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري حاصل به كما جزم به الإمام ابن الصلاح في كتابه " علوم الحديث " ورتبه الحافظ ابن كثير في مختصره ومن قبله شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه العلامة ابن قيم الجوزية في مختصر الصواعق ومثّل له بعدة أحاديث منها حديث عمر (إنما الأعمال بالنيات) وحديث (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل) وحديث ابن عمر فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة الفطر في رمضان على الصغير والكبير والذكر والأنثى و ... قال شيخ الإسلام ابن تيمية " فهذا يُفيد العلم اليقيني لجماهير أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الأولين والآخرين أما السلف فلم يكن بينهم في ذلك نزاع وأما الخلف فمذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة والمسألة منقولة في كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية مثل السّرخسي وأبي بكر الرازي من الحنفية والشيخ أبي حامد وأبي الطيب والشيخ أبي إسحاق من الشافعية وابن خُواز منداد وغيره من المالكية ومثل القاضي أبي يعلى وابن موسى وأبي الخطاب وغيرهم من الحنبلية, ومثل أبي إسحاق الإسفراييني وابن فورك وأبي إسحاق النظام من المتكلمين. وذكره ابن الصلاح وصححه واختاره ولكنه لم يعلم كثرة القائلين به ليتقوى بهم وإنما قال بموجب الحجة الصحيحة وظن من اعترض عليه من المشايخ الذين لهم علم ودين وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة أن هذا الذي قاله الشيخ أبو عمرو بن الصلاح انفرد به عن الجمهور, وعذرهم أنهم يرجعون في هذه المسائل إلى ما يجدونه من كلام ابن الحاجب, وإن ارتفعوا درجة صعدوا إلى سيف الآمدي وإلى الخطيب فإن على سندهم صعدوا إلى الغزالي والجويني والباقلاني ". قال " وجميع أهل الحديث على ما ذكره الشيخ أبو عمرو، والحجة على قول الجمهور، أن تلقي الأمة للخبر تصديقا وعملا إجماع منهم، والأمة لا تجتمع على ضلالة كما لو اجتمعت على موجب عموم أو مطلق أو اسم حقيقة أو على موجب قياس فإنها لا تجتمع على خطأ، وإن كان الواحد منهم لو جرد النظر إليه لم يؤمن عليه الخطأ فإن العصمة تثبت بالنسبة الإجماعية، كما أن خبر التواتر يجوز الخطأ والكذب على واحد من المخبرين بمفرده، ولا يجوز على المجموع، والأمة معصومة من الخطأ في روايتها ورأيها ". قال " والآحاد في هذا الباب قد تكون ظنونا بشروطها، فإذا قويت صارت علوما، وإذا ضعفت صارت أوهاما وخيالات فاسدة ". قال: " واعلم أن جمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب كما ذكره الشيخ أبو عمرو ومن قبله من العلماء كالحافظ أبي طاهر السّلفي وغيره، فإن ما تلقاه أهل الحديث وعلماؤه بالقبول والتصديق فهو محصّل للعلم مفيد لليقين، ولا عبرة بمن عداهم من المتكلمين والأصوليين، فإن الاعتبار في الإجماع على كل أمر من الأمور الدينية بأهل العلم به دون غيرهم، كما لم يعتبر في الإجماع على الأحكام الشرعية إلا العلماء بها دون المتكلمين والنحاة والأطباء، وكذلك لا يعتبر في الإجماع على صدق الحديث وعدم صدقه إلا أهل العلم بالحديث وطرقه وعلله، وهم علماء أهل الحديث العالمون بأحوال نبيهم، الضابطون لأقواله وأفعاله المعتنون بها أشد من عناية المقلدين بأقوالهم متبوعيهم. فكما أن العلم بالتواتر ينقسم إلى عام وخاص، فيتواتر عند الخاصة ما لا يكون معلوما لغيرهم فضلا أن يتواتر عندهم، فأهل الحديث لشدة عنايتهم بسنة نبيهم وضبطهم لأقواله وأفعاله وأحواله يعلمون من ذلك علما لا يشكون فيه مما لا شعور لغيرهم به ألبتة ". قال ابن القيم " وإنما أتي منكر إفادة خبر الواحد العلم من جهة القياس الفاسد، فإنه قاس المخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرع عام للأمة أو بصفة من صفات الرّب تعالى على خبر الشاهد على قضية معينة، ويا بعد ما بينهما فإن المخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قُدّر أنه كذب عمدا أو خطأ ولم يظهر ما يدل على كذبه لزم على ذلك إضلال الخلق، إذْ الكلام في الخبر الذي تلقته الأمة بالقبول وعملت بموجبه وأثبتت به صفات الرب وأفعاله، فإن ما يجب قبوله شرعا من الأخبار لا يكون باطلا في نفس الأمر، ولا سيما إذا قبلته الأمة كلهم، وهكذا يجب أن يقال في كل دليل يجب اتباعه شرعا لا يكون إلا حقا، فيكون مدلوله ثابتا في نفس الأمر. هذا فيما يخبر به عن شرع الرب تعالى وأسمائه وصفاته بخلاف الشهادة المعينة على مشهود عليه معيّن فهذه قد لا يكون مقتضاها ثابتا في نفس الأمر. وسر مسألة أنه لا يجوز أن يكون الخبر الذي تعبد الله به الأمة وتعرف به إليهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في إثبات أسمائه وصفاته كذبا وباطلا في نفس الأمر فإنه من حجج الله على عباده، وحجج الله لا تكون كذبا وباطلا، بل لا تكون إلا حقا في نفس الأمر، ولا يجوز أن تتكافأ أدلة الحق والباطل، ولا يجوز أن يكون الكذب على الله وشرعه ودينه مشتبها للوحي الذي أنزله على رسوله وتعبد به خلقه، بحيث لا يتميز هذا عن هذا فإن الفرق بين الحق والباطل، والصدق والكذب ووحي الشيطان ووحي الملك عن الله أظهر من أن يشتبه أحدهما بالآخر، ألا وقد جعل الله على الحق نورا كنور الشمس يظهر للبصائر المستنيرة، وألبس الباطل ظلمة الليل، وليس بمستنكر أن يشتبه الباطل بالنهار على أعمى البصر، كما يشتبه الحق والباطل على أعمى البصيرة. قال معاذ بن جبل تلق الحق ممن قاله *** فإن على الحق نورا، ولكن لما أظلمت القلوب وعميت البصائر بالإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وازدادت الظلمة باكتفائها بآراء الرجال، التبس عليها الحق بالباطل، فجوزت على أحاديثه الصحيحة التي رواها أعدل الأمة وأصدقها أن تكون كذبا، وجوزت على الأحاديث الباطلة المكذوبة المختلفة التي توافق أهواءها أن تكون صدقا فاحتجب بها ". قال " وإنما المتكلمون أهل ظلم وجهل يقيسون خبر الصديق والفاروق وأبيّ بن كعب بأخبار آحاد الناس، مع ظهور الفرق المبين بين المخبرين، فمن أظلم ممن سوى بين خبر الواحد من الصحابة وخبر الواحد من أفراد الناس في عدم إفادة العلم، وهذا بمنزلة من سوى بينهم في العلم والدين والفضل. فإذا قالوا: أخباره وأحاديثه الصحيحة لا تفيد العلم فهم مخبرون عن أنفسهم أنهم لم يستفيدوا منها العلم، فهم صادقون فيما يخبرون به عن أنفسهم، كاذبون في إخبارهم أنها لا تفيد العلم لأهل الحديث والسنة ". قال " إذْ لا يحصل لهم من الطرق التي استفاد بها العلم أهل السنة ما حصل لهم، فقولهم لم نستفد بها العلم، لم يلزم منها النفي العام على ذلك بمنزلة الاستدلال على أن الواجد للشيء العالم به غير واجد له ولا عالم به، فهو كمن يجد من نفسه وجعا أو لذة أو حبا أو بغضا فينتصب له من يستدل على أنه غير وجع ولا متألم ولا محب ولا مبغض، ويكثر له من الشبه التي غايتها إني لم أجد ما وجدته، ولو كان حقا لاشتركت أنا وأنت فيه، وهذا عين الباطل، وما أحسن ما قيل: أقول للائم المهدي ملامته *** ذق الهوى وإن اسطعت الملام لُمِ فيقال له: اصرف عنايتك إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والحرص عليه وتتبعه وجمعه ومعرفة أحوال نقلته وسيرتهم، وأعرض عما سواه واجعله غاية طلبك ونهاية قصدك، بل احرص عليه حرص أتباع أرباب المذاهب على معرفة مذاهب أئمتهم بحيث حصل لهم العلم الضروري بأنها مذاهب أئمتهم بحيث حصل لهم العلم الضروري بأنها مذاهبهم وأقوالهم، ولو أنكر ذلك عليهم منكر لسخروا منه وحينئذ تعلم هل تفيد أخبار رسول صلى الله عليه وسلم العلم أو لا تفيده فأما مع إعراضك عنها وعن طلبها فهي لا تفيدك علما، ولو قلت: لا تفيدك أيضا ظنا لكنت مخبرا بحصتك ونصيبك منها " ... أقول. (229/17) «ضرب الشيخ لمثلين في رد بعض الفقهاء بعض الأحاديث بسبب هذه الشبهة وهي رد خبر الآحادالشيخ: وهذه حقيقة يلمسها كل مشتغل بعلم الحديث متتبعا لطرقه وألفاظه مطلعا على موقف الفقهاء من بعض رواياته وأضرب على ذلك مثلين اثنين أحدهما قديم والآخر حديث, أما الأول فقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فهو مع كونه حديثا صحيحا مخرجا في الصحيحين فقد رده الحنفية بدعوى أنه مخالف لظاهر القرآن ألا وهو قوله تعالى ((فاقرءوا ما تيسر منه)) ف ... لكونه حديث آحاد بزعمهم مع أن أمير المؤمنين في الحديث وهو الإمام البخاري صرح في مطلع كتابه " جزء القراءة " بأنه حديث متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآخر حديث نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وهو مرو في الصحيحين أيضا فقد سُئلت عنه منذ سنين فقد ... عنه منذ سنين مشيخة الأزهر فأجاب عنهم في مجلة " الرسالة " بأنه حديث أحاد وأن مدار طرقه على وهب بن منبه وكعب الأحبار والحقيقة التي يشهد بها أهل الاختصاص والمعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه حديث متواتر وقد كنت تتبعت أنا شخصيا طرقه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأيته قد رواه عنه عليه الصلاة والسلام نحو أربعين صحابيا أسانيد عشرين منهم على الأقل صحيحة وبعضهم له عنه أكثر من طريق واحد صحيح في الصحيحين والسنن والمسانيد والمعاجم وغيرها من كتب السنة ومن الغريب أن كل هذه الطرق ليس فيها ذكر مطلقا لوهب أو كعب وقد كنت قد كتبت خلاصة للتتبع المشار إليه في صفحتين أرسلتهما إلى " الرسالة " يومئذ راجيا أن تنشرها أن تنشرهما خدمة للعلم ولكن لم يُكتب لهما النشر لأمر ما. فهذان مثالان من مئات الأمثلة تبيّن لنا أن الحديث النبوي لم ينل من أهل العلم العناية الواجبة عليهم على اعتبار أنه الأصل الثاني للشريعة الإسلامية الذي بدونه لا يمكن أبدا أن يُفهم الأصل الأول فهما صحيحا كما أراده الله تبارك وتعالى فوقعوا بسبب ذلك في هذا الجهل الفاضح بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الانحراف المكشوف عن التطبيق بها وهي قطعا مما جاء به عليه الصلاة والسلام والله تبارك وتعالى يقول ((وما آتاكم الرسول فخذوه)) الآية فأخذوا بعضه وتركوا بعضه ((فما جزاء من يفعل ذلك)) إلخ. والخلاصة أنه يجب على المسلم أن يؤمن بكل حديث ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان في العقائد أو في الأحكام وسواء أكان متواترا أم أحادا وسواء كان الآحاد عنده يفيد القطع واليقين أو الظن الغالب على ما سبق بيانه فالواجب في كل ذلك الإيمان به و ... له وبذلك يكون قد حقّق في نفسه الاستجابة المأمور في قول الله تبارك وتعالى ((يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)) وغيرها من الآيات التي سبق ذكرها في مطلع هذه الكلمة التي أرجو الله تعالى أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهها ناصرة لكتابه خادمة لسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم تسليما. (229/18) «الكلام في الفصل الثاني على تقديم القياس على االحديثالشيخ: الفصل الثاني تقديم القياس وغيره على الحديث: أيها السادة إن ردّ الحديث الصحيح بالقياس أو غيره من القواعد التي سبق ذكرها ... و ... لعمل أهل المدينة خلافه لهو مخالفة صريحة لتلك الآيات والأحاديث المتقدمة القاضية بوجوب الرجوع إلى الكتاب والسّنة عند الاختلاف والتنازع, ثم لا شك فيه عند أهل العلم أن رد الحديث في مثل ما ذكرنا من القواعد ليس والحمد لله مما اتفق عليه أهل العلم كلهم بل إن جماهير العلماء المخالفون تلك القواعد ويقدمون عليها الحديث الصحيح اتباعا للكتاب والسنة كيف لا وهو الواجب أهل العمل بالحديث ولو مع ... الاتفاق على خلافه أو عدم العلم بمن عاد به. (229/19) «نقل بعض النقول عن الأئمة العلماء في تقديم الحديث على القياس ونحوه .. » الشيخ: قال الإمام الشافعي في " الرسالة " يجب أن يقبل الخبر في الوقت الذي يثبت فيه وإن لم يمض عمل من الأئمة بالخبر " وقال العلامة ابن القيم في " إعلام الموقعين " " لم يكن الإمام أحمد رحمه الله تعالى يقدّم على الحديث الصحيح عملا ولا رأيا ولا قياسا ولا قول صاحب ولا عدم علم بالمخالف الذي يسميه كثير من الناس " إجماعا " ويُقدمونه على الحديث الصحيح وقد كذّب أحمد من ادّعى هذا الإجماع ولم يؤثر تقديمه على الحديث الثابت " وكذلك الشافعي أيضا نص في رسالته الجديدة على أن ما يُعلم فيه بخلافه لا يقال " إجماع " ونصوص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدل عند الإمام أحمد وسائر أئمة الحديث من أن يقدموا عليه توهم إجماع ... وعدم العلم بالمخالف ولو ... تعطلت النصوص. و ... لك من لم يعلم ... في حكم ... أن يقدم جهله بالمخالف على النصوص. (229/20) «ذكر كلام ابن القيم في اشتداد نكير السلف على من يقدم القياس على الحديث أو يضرب له الأمثالالشيخ: وقال ابن القيم أيضا " وقد كان السلف الطيب يشتد نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأي أو قياس أو استحسان أو قول أحد من الناس كائنا من كان، ويهجرون فاعل ذلك، ويُنكرون على من يضرب له الأمثال، ولا يُسوّغون غير الانقياد له صلى الله عليه وسلم والتسليم والتلقي بالسمع والطاعة، ولا يخطر بقلوبهم التوقف في قبوله حتى يشهد له عمل أو قياس أو يوافق قول فلان وفلان، بل كانوا عاملين بقوله تبارك وتعالى ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) و أمثاله مما تقدم فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم " ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال كذا وكذا يقول: من قال بهذا؟ ويجعل هذا دفعا في صدر الحديث، أو يجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل، وأنه لا يحل له دفع سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا الجهل، وأقبح من ذلك عذره في جهله؛ إذْ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة، وهذا سوء ظن بجماعة المسلمين، إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع، وهو جهله وعدم علمه بمن قال بالحديث، فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السّنة، والله المستعان " انتهى. قلت وإذا كان هذا ... مخالف السنة وهو يظن أن العلماء اتفقوا على خلافها فكيف يكون حال من يُخالفها إذا كان يعلم أن كثيرا من العلماء قد قالوا بها, وإنّ من خالفها لا حجة له إن لم ... تلك القواعد المشار إليها أو التقليد على ما سيأتي في الفصل التالي. (229/21) «بيان سبب وقوعهم في هذا المنحدر وهو تقديم القياس على الحديثالشيخ: ومنشأ الخطأ في تقديمهم إياها والسنة إليهم إنما هو نظرتهم إلى السّنة أنها بمرتبة دون المرتبة التي أنزلها الله تبارك وتعالى فيها من جهة وفي شكّهم في ثبوتها من جهة أخرى وإلا كيف جاز لهم تقديم القياس عليها علما بأن القياس رأي على الرأي والاجتهاد وهو معرض للخطأ كما هو معلوم ولذلك لا يُضطر إليه عند الضرورة كما تقدم في كلمة الشافعي " لا يحل القياس والخبر موجود " وكيف جاز لهم تقديم أهل بعض البلاد عليها وهم يعلمون أنهم مأمورون بالتحاكم إليها عند التنازع كما سلف وما أحسن قول الإمام السبكي في ... المتمذهب بمذهب يجد حديثا لا يأخذ به مذهبه ولا علم قائلا به من غير مذهبه قال " فالأولى عندي اتباع الحديث و ... الإنسان نفسه بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد سمع ذلك منه فيسعه التأخر عن العمل به لا والله وكل أحد مكلف بحد فهمه ". قلت وهذا يعيد ما ذكرنا من أن الشك في ثبوت السنة هو مما رماهم في ذاك الخطأ وإلا فلو كانوا على علم بها وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قالها لم يتفوهوا بتلك القواعد فضلا عن أن يطبقوها وأن يخالفوا بها مئات الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا مستند لهم في ذلك إلا الرأي والقياس أو اتباع عمل طائفة من الناس كما ذكرنا وإنما العمل الصحيح ما وافق السّنة والزيادة على ذلك زيادة في الدين والنقص منه نقص في الدين قال ابن القيم فالأول القياس والثاني التخصيص الباطل، وكلاهما ليس من الدّين، ومن لم يقف مع النصوص فإنه تارة يزيد في النص ما ليس منه ويقول: هذا قياس، ومرة ينقص منه بعض ما يقتضيه ويخرجه عن حكمه ويقول: هذا تخصيص، ومرة يترك النص جملة ويقول: ليس العمل عليه، أو يقول: هذا خلاف القياس، أو خلاف الأصول. قال ونحن نرى أن كلّما اشتد توغل الرجل في القياس اشتدت مخالفته للسنن، ولا نرى خلاف السنن والآثار إلا عند أصحاب الرأي والقياس، فلله كم من سنة صحيحة صريحة قد عطلت به؟، وكم من أثر درس حكمه بسببه؟ فالسنن والآثار عند والآرائيين والقياسيين خاوية على عروشها، معطلة أحكامها، معزولة عن سلطانها وولايتها، لها الاسم ولغيرها الحكم، لها السّكة والخطبة ولغيرها الأمر والنهي، وإلا. (229/22) «ذكر كثير من الأحاديث التي تركت بسبب هذه الفلسفات الداخلة على الإسلامالشيخ: فلماذا ترك حديث قسم الابتداء وأن للزوجة حقا العقد سبع ليال إن كانت بكرا أوثلاثا إن كانت ثيبا ثم يقسم بالسّوية، وحديث تغريب الزاني غير المحصن, وحديث الاشتراط في الحج وجواز التحلل بالشرط، وحديث المسح على الجوربين، وحديث معاذ بن الحكم السّلمي في أنّ كلام الناسي والجاهل لا يبطل الصلاة، وحديث إتمام صلاة الصبح لمن طلعت عليه الشمس وقد صلى منها ركعة، وحديث إتمام الصوم لمن أكل ناسيا، وحديث الصوم عن الميت، وحديث الحج عن المريض الميؤوس من برئه، وحديث الحكم بالقافة. وحديث القضاء بالشاهد مع اليمين، وحديث قطع السارق في ربع دينار، وحديث (من تزوج امرأة أبيه أمر بضرب عنقه وأخذ ماله)، وحديث (لا يقتل مؤمن بكافر)، وحديث (لعن الله المحلل والمحلل له)، وحديث (لا نكاح إلا بولي). وحديث المطلقة ثلاثا (لا سكنى لها ولا نفقة)، وحديث (أصدقها ولو خاتما من حديد)، وحديث إباحة لحوم الخيل، وحديث (كل مسكر حرام)، وحديث (ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة)، وحديث المزارعة والمساقاة، وحديث (ذكاة الجنين ذكاة أمه)، وحديث الرهن مركوب ومحلوب، وحديث النهي عن تخليل الخمر، وحديث (لا تحرم المصة والمصتان)، وحديث (أنت ومالك لأبيك)، وحديث الوضوء من لحوم الإبل، وأحاديث المسح على العمامة. وحديث الأمر بإعادة الصلاة لمن صلى خلف الصف وحده، وحديث (من دخل والإمام يخطب يصلي تحية المسجد)، وحديث الصلاة على الغائب، وحديث الجهر بآمين في الصلاة، وحديث جواز رجوع الأب فيما وهبه لولده ولا يرجع غيره، وحديث الخروج إلى العيد من الغد إذا علم بالعيد بعد الزوال، وحديث نضح بول الرضيع الذي لم يأكل الطعام، وحديث الصلاة على القبر، وحديث بيع جابر بعيره واشتراط ظهره، وحديث النهي عن جلود السباع، وحديث (لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره)، وحديث (إذا أسلم وتحته أختان اختار أيتهما شاء)، وحديث الوتر على الراحلة، وحديث (كل ذي ناب من السباع حرام) وحديث من السنة وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وحديث (لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في ركوعه وسجوده)، وأحاديث رفع اليدين في الصلاة عند الركوع والرفع منه، وأحاديث الاستفتاح في الصلاة. وحديث تحريمها التكبير وتحليلها التسليم، وحديث حمل الصبية في الصلاة، وأحاديث العقيقة، وحديث (لو أن رجلا اطلع عليك بغير إذنك)، وحديث (إن بلالا يؤذن بليل)، وحديث النهي عن صوم يوم الجمعة، وحديث صلاة الكسوف والاستسقاء، وحديث عسب الفحل، وحديث (المحرم إذا مات لم يخمر رأسه ولم يقرب طيبا). قلت هذه الأحاديث كلها وجلها إلى أضعافها تركت من أجل القياس أو القواعد التي سبق ذكرها وبعضها ... للسّنة من غير عمل أهل المدينة وإليكم أمثلة أخرى عن هؤلاء حديث قراءته صلى الله عليه وآله وسلم بالطور في المغرب وبالمرسلات صلى الله عليه وآله وسلم حديث تأمينه صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفاتحة سجوده صلى الله عليه وآله وسلم فيه ((إذا السماء انشقت)) صلاته صلى الله عليه وسلم بالناس جالسا وهم جلوس وراءه فقالوا صلاة من صلى كذلك باطلة, حديث أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ابتدأ بالناس الصلاة فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجلس إلى جنبه أبو بكر رضي الله عنه فأتم عليه السلام الصلاة بالناس فقالوا ليس عليه العمل ومن صلى هكذا بطلت صلاته , حديث جمعه بين الظهر والعصر يعني في المدينة في غير خوف ولا سفر, حديث أنه أتي بصبي فبال على ثوبه فدعى بماء فأتبعه ... ونضح. حديث أنه عليه السلام أنه كان يقرأ في صلاة العيد بسورة ق و واقتربت الساعة , حديث أن عليه السلام صلى علي سهيل بن بيضاء في المسجد, حديث أنه عليه السلام ... يهوديين ... فقالوا لا يجوز ... حديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم احتجم وهو محرم, حديث تطيبه صلى الله عليه وسلم لحِلّه قبل أن يطوف بالبيت, أحاديث التسليمتين في الصلاة إلى غير ذلك من الأحاديث التي خالفوا فيها أوامره صلى الله عليه وآله وسلم التي لو تتبعها متتبع لربما بلغت الألوف كما قال الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى. (229/23) «كلام الشيخ على الفصل الثالث وهو التقليد وجعله ديناالشيخ: الفصل الثالث التقليد واتخاذه مذهبا ودينا. لا يخفى على الإخوة الحاضرين أن التقييد في اللغة مأخوذ من القلادة التي يُقلد غيره بها ومنه تقليد الهدي فكأن المقلد جعل ذلك الحكم الذي قلّد فيه المجتهد كالقلادة في عنق من قلده و ... والعمل بقول غيره من غير حجة ف ... العمل بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعمل بالإجماع ورجوع العامي إلى المفتي ورجوع القاضي إلى شهادة العدول فإنها قد قامت الحجة في ذلك. وقد أفادها هذا النص الأصولي أمرين هامين, الأول أن التقليد ليس بعلم نافع والآخر أنه وظيفة العامي الجاهل ولا بد من بيان حقيقة هذين الأمرين الوقوف عندهما قليلا والنظر إلى كل منهما على ضوء الكتاب والسنة مستشهدين على ذلك بأقوال الأئمة ثم يتبع ذلك بالنظر في أقوال المتبعين لهم بزعمهم ومدى صحة اتباعهم لأقوالهم. (229/24) «بيان أن التقليد ليس علما والدليل عليهالشيخ: أولا أما أن التقليد ليس بعلم فلأن الله تبارك وتعالى قد ذمه في غير ما آية في القرآن الكريم ولذلك تتابعت كلمات الأئمة المتمذهبين على النهي عنه وقد عقد الإمام الأندلس ابن عبد البر في كتابه الجليل " جامع بيان العلم وفضله " بابا خاصا في تحقيق ذلك فقال ما ملخصه باب فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع قد ذم الله تبارك وتعالى التقليد في غير موضع من كتابه فقال: ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله))، وروي عن حذيفة وغيره، قال " لم يعبدوهم من دون الله ولكن أحلّوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم ". وقال عدي بن حاتم: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب فقال لي: (يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك)، وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) قال: قلت: يا رسول الله إنا لا نتخذهم أربابا، قال: (بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه، ويحرّمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه؟) فقلت: بلى، قال: (تلك عبادتهم). وقال عز وجل ((وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم)) فمنعهم الاقتداء بآبائهم من الاتباع فقالوا ((إنا بما أرسلتم به كافرون)). وقال الله عز وجل عائبا لأهل الكفر وذاما لهم: ((ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين)) ومثل هذا في القرآن كثير من ذم تقليد الآباء والرؤساء، وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أؤلئك من الاحتجاج بها؛ لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلَّد كما لو قلد رجل فكفر وقلّد آخر فأذنب وقلّد آخر في مسألة فأخطأ فيها، كان كل واحد ملوما على التقليد بغير حجة؛ لأن كل ذلك تقليد يشبه بعضه بعضا وإن اختلفت الآثام فيه، ثم رورى عن ابن مسعود أنه كان يقول: " اغد عالما أو متعلما ولا تغدون إمعة فيما بين ذلك " ومن طريق أخرى أنه قال: " كنا ندعو الإمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه بآخر وهو فيكم اليوم المحقب دينه الرجال " يعني المقلد. وعن ابن عباس قال: " ويل للأتباع من عثرات العالم، قيل: كيف ذلك؟ قال: يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه فيترك قوله ذلك ثم تمضي الأتباع " ثم قال ابن عبد البر وثبت عن النبي أنه قال (تذهب العلماء ثم تتخذ الناس رؤوسا جهالا يُسألون فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون)، وهذا كله نفي للتقليد وإبطال له لمن فهمه وهُدي لرشده ولا خلاف بين أئمة الأمصار في فساد التقليد فأغنى ذلك عن الإكثار ونقله ابن القيم رحمه الله تعالى في ... وقال لا يجوز الفتوى بالتقليد, لأنه ليس بعلم، والفتوى بغير علم حرام، ولا خلاف بين الناس أن التقليد ليس بعلم، وأن المقلد لا يطلق عليه اسم عالم، وكذلك قال العلامة السّيوطي أن المقلد لا يُسمّى عالما كما نقله أبو الحسن السندي الحنفي في أول حاشيته على ابن ماجه و ... الشوكاني في " إرشاد الفحول " وقال إن التقليد جهل وليس بعلم، وهذا يتفق مع ما جاء في كتب الحنفية أنه لا يجوز تولية الجاهل على القضاء وفسّر العلامة ابن الهمام الجاهل هنا بالمقلد ومن هنا جاءت أقوال الأئمة المجتهدين تتابعوا على النهي الأكيد عن التقليد لهم أو لغيرهم فقال أبو حنيفة " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " وفي رواية " حرام على من لم يعرف دليله أن يُفتي بـ ... فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا " وقال مالك " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه " وقال الشافعي " أجمع المسلمون على أن من استبان له السّنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد " وقال " كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند نقله خلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي " وقال " كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني " وقال الإمام أحمد " لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا " واشتهر عنهم أنهم قالوا " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي " إلى غير ذلك من الأقوال المأثورة عنهم وقد ذكرت نبذة منها قليلة في مقدمة كتابي " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم" و فيما ذكرناه كفاية. (229/25) «بيان الواجب على العلماء في تحري اتباع الكتاب والسنة وذكر كلام العلماء المحققين في ذلكالشيخ: ولما كان هذا هو شأن التقليد عند العلماء فمعنى ذلك أنه لا يجوز لأهل العلم المتمكنين من معرفة الحق بدليله أن يتكلموا في الفقه إلا ما جاء في الكتاب والسنة لأن العلم حق العلم إنما هو في ... لا في آراء الرجال ولذلك قال الإمام الشافعي في " الرسالة " " فالواجب على العامي أن لا يقولوا إلا من حيث علموا وقد تكلّم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله " , وقال في مكان آخر " ليس لأحد أبدا أن يقول في شيء حلّ ولا حرم إلا من جهة العلم وجهة العلم خبر الكتاب أو السّنة أو الإجماع أو القياس وكان, وقال في مكان آخر " ولو قال إذا قضى ... لازم ولا قياس كان أقرب من الإثم من الذي قال وهو غير عالم ولن يجعل الله لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول إلا من جهة علم مضى قبله وجهة العلم بعد الكتاب والسّنة والإجماع والآثار و ... الضبط من القياس عليها وإن من أكبر المصائب التي حلت بخاصة في المسلمين فضلا عن عامتهم أن أكثرهم اليوم وقبل اليوم من القرون على الجهل المطبق بما احتوته هذه النصوص من الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة وأقوال الأئمة من ذم التقليد وأنه ليس بعلم وأن العلم إنما هو قال الله قال رسول الله فلذلك فإنه لا يكاد يخطر في بال أحدهم أن العلم الممدوح في الكتاب والسنة إنما هو العلم بما جاء فيهما من العقائد والأحكام وأن العلماء الذين مُدِحوا فيهما إنما هم أهل العلم بما فيهما وليس العارفين بأقوالهم واجتهادهم وآراءهم ولذلك تراهم حيارى بينها لا يعرفون الموافق للكتاب والسنة منها من المخالف وكذلك لا يكاد يجول في خلد أحدهم مطلقا حين يقرأ في أحاديث أشراط الساعة مثلا يُرفع فيها العلم ويظهر فيها الجهل أنه يدخل فيه جهل المقلد لأنه لا علم عنده كما تقدم عن الأئمة وكذلك لا ينتهي مطلقا إذا سمع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء) أنهم العلماء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقط بل كان مما سمعنا الكثيرين منهم يريدون هذا الحديث بمناسبة موت أحد شيوخ التقليد وكذلك يُسيؤون فهم بقية الحديث (حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم) ولفظ البخاري (برأيهم فضلوا وأضلوا) ويظنون أن المراد بهم العوام الذين لا علم عندهم بالفقه التقليدي ولا معرفة لهم بالمذاهب والحقيقة أنه يدخل في هذا الوصف المقلدة الذين قنعوا من العلم بمعرفة اجتهادات الأئمة وتقليدهم فيها على غير بصيرة كما سبقت الإشارة إلى هذا المعنى في كلام ابن عبد البر الأندلسي ويؤيدها استدلال العلماء بهذا الحديث على جواز خلوّ الزمان عن المجتهد على تفصيل مذكور في " فتح الباري " فقد أشاروا بذلك أن المقصود بالعلماء في أول الحديث إنما هم العلماء المجتهدون وبرؤوس في آخر الحديث الجهال المقلدون والسّر في هذا الجهل ... الذي أشرنا إليه إنما هو جهلهم أيضا بحقيقة العلم ومن هو العالم الذي, أو ... الآيات والأحاديث كلما ذكر فيها كقوله تعالى ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)) وقوله ((يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم منكم درجات)) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) رواه الترمذي وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا مات بن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له) رواه مسلم, وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (ليس منا من لم يجلّ كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) رواه الحاكم. إذا غير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة في فضل العلم والعلماء وقد عقد الحافظ ابن عبد البر في كتابه السابق "فضل العلم" بابا خاصا لبيان هذه الحقيقة فقال باب معرفة أصول العلم حقيقته ومن لم يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقا وتبعه عليه العلامة الفُلاّني في كتابه " إيقاظ همم أولي الأبصار" ثم ذكر تحته بعض الأحاديث والآثار التي تترجم عنه وختم الفُلاني ذلك بقوله قلت فهذه معاني الأحاديث والأثار مصرحة بأن اسم العلم إنما يطلق على ما في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإجماع أو ما قيس على هذه الأصول عند فقد نص على ذلك عند من يرى ذلك لا على ما لهج به أهل التقليد والعصبية من حصرهم العلم على ما دُوِّن من كتب الرأي المذهبية مع مصادمة بعض ذلك لنصوص الأحاديث النبوية. وجملة القول أن التقليد مذموم لأنه جهل وليس بعلم وإنما العلم الحقيقي العلم بالكتاب والسّنة والتفقه بهما وقد يقول قائل ليس كل أحد يستطيع أن يكون عالما بهذا المعنى فنقول نعم هو كذلك ولكن من الذي يُنازع في ذلك والله عزّ وجلّ يقول ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) ويقول ((فاسأل به خبيرا)) وقال صلى الله عليه وآله وسلم لمن أفتوا بجهل (ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال) على أن البحث لم يكن في تحديد من يستطيع ذلك ومن لا يستطيع بل سياق كلامنا يدل على أنه منصب على الخاصة الذين يظن أنهم من أهل العلم وفي إمكانهم معرفة المسائل أو بعضها على الأقل بالدليل وهم في الحقيقة علماء بأقوال المذاهب جهلاء الكتاب والسنة فالسؤال غير وارد أصلا لاسيما وقد ذكرت في مطلع هذا الفصل أن النص الأصولي المذكور أفادنا أمرين هامين الأول أن التقليد ليس بعلم نافع وقد بيّنت ذلك بما فيه مقنع إن شاء الله والأمر الآخر أنه وظيفة العامي الجاهل فخرج به العالم المتمكن من معرفة الأدلة وأنه هو الذي ليس وظيفته التقليد وإنما الاجتهاد أو الإتباع على الأقل. وهذه مما يوضحه شرط الأمر الآخر ولذلك فإني أقول قال ابن عبد البر عقب ما سبق نقله عنه ملخصا وهذا كله لغير العامّة فإن العامة لا بد لها من تقليد علمائها عند النازلة تنزل بها لأنها لا تتبيّن بها الحجة ولا تصل لعدم الفهم إلى علم ذلك لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم. ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها وأنّ المرادين بقول الله عز وجل ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) وأجمعوا على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بمعرفته بالقبلة إذا أشكلت عليه وكذلك من لا علم له ولا ... بما بمعنى ما يدري. وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. السائل: بارك الله فيك. (229/26) «استفتاح الشيخ بخطبة الحاجةالشيخ: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (230/1) «ابتهال الشيخ فرصة كون هذا اللقاء الأخير لنصيحة الإخوة بلزوم العلم وسؤال أهله والاستدلال بقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).» الشيخ: وبعد: فبالنظر إلى أن هذه الليلة هي الليلة التي أظن أنّ الله عز وجل قدّر أن تكون آخر ليلة نلتقي بكم في هذا المسجد المبارك إن شاء الله, بناء على ذلك فقد رأيت أن لا أطيل عليكم بكلمة ألقيها بين يدي أسئلتكم حتى يتسنى للكثيرين منكم أن يوجّه ولو سؤالا واحدا مما يهمه من أمر دينه ولكن لا بد من التذكير بين يدي الأسئلة بكلمة موجزة كنت ذكّرت بها في جلسة ماضية ألا وهي أنّ من طُرق تلقي العلم التي بيّنها لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنته كالشرح لمثل قوله تبارك وتعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) ففي هذه الآية يُبين لنا ربنا تبارك وتعالى أن المجتمع الإسلامي مؤلف من حيث تعلقه بالعلم على قسمين أو نوعين, النوع الأول وهو الأكثر هم الذين لا يعلمون كما قال وصرّح في غير ما آية ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) والقسم الآخر هم العلماء وقد أوجب الله تبارك وتعالى على كل من القسمين أمرا فأوجب على القسم الأكثر وهم الذين لا يعلمون أن يسألوا القسم الأقل وهم الذين يعلمون وأوجب على هؤلاء الذين يعلمون أن يُجيبوا على أسئلة الذين لا يعلمون, قال تعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) وهذا أمر يقتضي وجوب سؤال من لا يعلم من كان يعلم. (230/2) «استدلال الشيخ على وجوب سؤال أهل العلم عند الجهل بالحكم بحديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي أخرجه أحمد وأبو داود في الرجل الذي أصبح محتلما وهو مجروحالشيخ: ولقد أكّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الأحاديث الثابتة عنه هذا الأمر الإلاهي وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل سرية طبعا للجهاد في سبيل الله فالتقى المسلمون مع المشركين ولما وضعت الحرب أوزارها كانت النتيجة أن أحد الصحابة أصيب بجراحات في بدنه كثيرة ولما أصبح به الصباح تبيّن أنه احتلم فوجب عليه الغسل وفيه تلك الجراحات فسأل من كان حوله أيجدون له رخصة في أن لا يغتسل لما به من تلك الجراحات فأجابوه بالنفي وأمروه بالغسل ولما كان هذا السائل الجريح مؤمنا بالله ورسوله ومتجاوبا مع النص القرآني السابق ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) فلم يسعه إلا أن يستجيب لفتوى من أفتاه ظنا منه أن الذين أفتوه هم من العلماء الذين ينبغي أن يُسألوا وعليهم أن يُجيبوا ولكن الأمر تبيّن فيما وراء ذلك أو بعد ذلك أن الذين أفتوه لم يكونوا من أهل العلم, تبين ذلك بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما وصله خبر هذا الجريح وأنه لما استجاب لفتوى المفتين الذين أمروه بالاغتسال كان عاقبة أمره أنه مات بسبب هذه الفتوى الجائرة الظالمة, لما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (قتلوه قاتلهم الله) قتلوه أي بفتواهم الجاهلة الجائرة الجاهلة (قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهِلوا فإنما شفاء العيّ السؤال) الشاهد من هذا الحديث الجملة الأخير (فإنما شفاء العيّ) أي الجهل (السّؤال) فهذا الحديث يلتقي مع الآية التقاء تاما ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) فطريقة التعلم بطريقة السؤال والإجابة عليه هي طريقة إسلامية صريحة بل وفي كثير من الأحيان تكون هذه الطريقة أفيد بالنسبة للجماهير من الدروس والحلقات العلمية التي تعقد في كثير من الأحيان في بعض المساجد أو في غيرها من الأماكن العلمية ذلك لأن الدروس الخاصة إنما يهتم بها من كان عنده رغبة في طلب العلم وأما جماهير الناس الذي ليس عندهم مثل هذه الرغبة فهم على الغالب لا يحضرون مثل تلك الجلسة فهؤلاء الأفيد والأنفع لهم والأوجب أن يسأل كل منهم عما يهمه من أمر دينه لهذا نقول كل منكم يتوجه الآن بما عنده من سؤال تحريرا حتى تنظم الأسئلة وتُؤلف أو يُؤلف بينها حتى ما يذهب الوقت كثيرا في الإجابة على أسئلة قد تكون متكررة فليتفضل القارئ. (230/3) «ما حكم الاشتراك في شركات التأمين الموجودة بكل أنواعها وإن لم تكن جائزة فما هو التأمين الجائز؟» السائل: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وأصحابه ومن والاه أما بعد: يوجد شيخنا سؤال عن التأمين يعني شركات التأمين الموجود سواء التأمين على الحياة أو على البيوت أو على السيارات وما إلى ذلك, يعني هل هذه الشركات الاشتراك فيها أو التأمين من خلالها جائزة وإن لم تكن جائزة فما هو التأمين الإسلامي الجائز؟ الشيخ: أما التأمين المعروف اليوم على البضائع أو على السّيارات أو على العقارات وبخاصة التأمين على الحياة فأنا اعتقادي اعتقاد الجازم أنه من باب الميسر المنهي عنه في القرآن الكريم وفي أحاديث الرسول عليه السلام, أما القرآن فلا أحد يجهل قول ربنا عز وجل ((إنّما الخمر والميسر)) أي القمار ((إنما الخمر والميسر والأنصاب)). السائل: والأزلام. الشيخ: نعم؟ السائل: والأزلام. الشيخ: ((والأزلام من عمل الشيطان)) نعم, كذلك جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله حرّم على أمتي الخمر والميسر والكوبة) والكوبة الطبل فالتأمين اليوم بكل أشكاله وأنواعه هو من باب الميسر كاليانصيب تماما الذي ابتليت به بعض البلاد الإسلامية وسمّي هذا النوع من القمار بأسماء يقصد بها تغطية أمرها وتسليك شأنها على الناس بأسماء هي كما قال تعالى ((إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأباءكم ما أنزل الله بها من سلطان)) وكما قال عليه الصلاة والسلام بخصوص الخمر خاصة قال (ليكونن في أمتي أقوام يشربون الخمر يُسمونها بغير اسمها) فالتأمين هو نوع من القمار كاليانصيب سمّي بالتأمين على الحياة, سبحان الله من الذي يستطيع أن يؤمّن على حياة إنسان ما والأمر كله بيد الله تبارك وتعالى وعلى ذلك فقس من أنواع التأمينات الأخرى. أمّا ما جاء في بقية السؤال ما هو التأمين المشروع أو الإسلامي ففي الواقع أنا حتى الآن لا أجد تأمينا بالمعنى المعروف اليوم يقرّه الإسلام إلا إن وُجد هناك تبادل الفائدة ولا أعني بالفائدة ما يُسمّى اليوم الفائدة الربا وإنما أقصد الفائدة اللغوية إذا كان هناك تبادل الفوائد بين المؤمِّن والمؤمَّن عنده مثلا رجل يؤمن على عقاره على داره تأمينا يكلّف المؤمّن عنده أن يقوم بحراسة الدار مثلا فمقابل هذه الحراسة ممكن أن يُدفع أجر متفق عليه هذا أمر جائز لأنه من باب الإيجار والاستئجار أما تأمين يقوم على فكرة الحظ واليانصيب فهو القمار بعينه نعم. السائل: ... . الشيخ: كيف؟ السائل: ... . الشيخ: ما فهمت, مافهمت ما يقول؟ سائل آخر: يقول في بعض البلدان يعني لا تجدد الملكية إلا .. الشيخ: هذه مسألة أخرى أن بعض البلاد لا يُمكن أن يُسمح لصاحب السّيارة أن ينطلق بها وأن يستفيد منها إلا مُقابل تأمين إما تأمين خاص أو عام فهذه القضية قضية أخرى لأنها تدخل في باب الضرائب الكثيرة التي تُفرض في بعض البلاد بدون مقابل يستفيد منه المضروب عليه تلك الضريبة ولذلك الكلام السّابق في التأمين إنما موضعه فيما يُؤمن عليه الإنسان بمحض اختياره أما فيما يُفرض عليه فرضا من قبل الدولة فحكمه حكم كل الضرائب التي تُفرض من الدولة ويدفعها الإنسان مُكرها مُرغما فهذا شيء والتأمين مندفعا من نفسه لفائدة يرجوها من وراء ذلك وهو في الحقيقة في أغلب الأحيان يكون كما قال تعالى في القرآن ((كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء)) الشاهد أن تأمين المجبور فهو كالضرائب يكفي أن يعرف الإنسان أنه لا يدفع باختياره وإنما باضطراره أما التأمين الذي هو يختاره ويسعى إليه فهذا هو الذي لا يجوز في الإسلام لأنه من باب الميسر والقمار. السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ... . الشيخ: هذا نرى فيه التفصيل, إن كان ما دفعه يُساوي ما سيدفع له فلسان حال هذا الدافع ((هذه بضاعتنا ردت إلينا)) أما إن كان ما سيُدفع له أكثر فهذا لا يجوز له أن يأخذ إلا ما دفع, نعم. (230/4) «عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لطم موسى ملك الموت) هل الحديث صحيح لأنا سمعنا بعضهم يقول إن فيه رائحة الإسرائيليات؟ وهل يصح أن ملك الموت اسمه عزرائيل؟» السائل: يقول السائل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن موسى عليه السلام لطم عين ملك الموت فأعوره) سمعت أحد العلماء يضعّف هذا الحديث ويقول إن رائحة الإسرائيلية لتفوح من هذا الحديث فكيف نردّ عليهم وهل يجوز أن نسّمي ملك الموت عزرائيل وهل هناك رواية صحيحة على أن اسمه عزرائيل وكيف يجوز لنبي أن يضرب ملكا مع العلم بأن ملك الموت شديد وهل أذن الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السّلام بذلك؟ الشيخ: هذا السؤال له شعبتان, الشعبة الأولى تتعلق بحديث لطم موسى عليه السلام للملك حتى فقأ عينه, والشعبة الأخرى هي هل صح أن ملك الموت يسمى بعزرائيل كما هو شائع عند كثير من الناس, نجيب عن هذا الشق الثاني لأن الجواب فيه مختصر لنعود إلى الجواب عن الشق الأول, لم يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إطلاقا تسمية ملك الموت بعزرائيل فقد جاء في كثير من الأحاديث إسم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل هذا ثابت لكن تسمية ملك الموت بعزرائيل فليس له أصل في السنة فضلا عن القرآن الكريم. نعود إلى الجواب عن الشق الأول من السؤال وهو حديث ملك الموت وتضعيف من ضعّفه من العلماء, بين يدي الجواب أريد أن أذكركم بقاعدة علمية معترف بها حتى عند من ليس مسلما, هذه القاعدة العلمية هي أنه لا يجوز لمن كان جاهلا بعلم أن يتكلم فيه لأنه يخالف نصوصا من الكتاب والسنة من ذلك قول ربنا تبارك وتعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السّمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)) فالذي يُريد أن يتكلم في الطب مثلا لا يجوز أن يتكلم إذا كان مفسّرا لأن الطب ليس من علمه كما أن هذا الطبيب المختص في مهنته لا يجوز أن يتكلم في التفسير أو في الفقه أو في غير ذلك لأن هذا وذاك إذا تكلّم في غير اختصاصهما فقد قفى ما لا علم له به ويكون قد خالف النص القرآني السّابق, هذا أظن من الأمور التي يصح أن يُذكر معه المثل العربي القديم " هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان " أي أنه لا يجوز أن يتكلم في علم ما إلا أهل الاختصاص, إذا كان هذا أمرا مسلما وهو كذلك عدنا إلى هذا الحديث أو غيره من الذي يتكلم فيه آلطبيب مثلا الجواب طبعا لا, آلكيمياوي مثلا الجواب لا, أسئل كثيرة كثيرة نقترب من الحقيقة, آلمفسر الجواب لا, آلفقيه الجواب لا إذًا من الذي يتكلم؟ إنما هو العالم بالحديث, وعلماء الحديث كانوا كما قيل كانوا إذا عدّوا قليلا فصاروا اليوم أقل من القليل ولذلك فلا يجوز لطلاب العلم أن يتورطوا بكلمة تنقل عن عالم لا نعرف هوية واختصاص هذا العالم إذا ما قال الحديث الفلاني ضعيف, هذه قاعدة يجب أن نلتزمها دائما وأبدا ومن عجائب المصائب التي حلت في الأمّة من الغفلة عن القواعد العلمية المبثوثة في الكتاب والسنة أنهم يبتعدون عنها كل البعد وإذا جاء دور ما يتعلق بما يخص أنفسهم تجدهم يحققون مثل ذلك النص القرآني الذي يُلزم المسلمين أن يرجعوا إلى أهل الاختصاص. مثلا إذا أصاب أحدنا أو أحد من يخصنا مرض ما فهو لا يذهب إلى أيّ طبيب وإنما قبل كل شيء يسأل عن المختص في ذلك المرض ثم يتابع السؤال والبحث والتحقيق عن الطبيب الماهر المختص في ذلك المرض حينذاك يذهب إليه ويعرض نفسه أو حبيبه عليه أما فيما يتعلق بالدين فأصبح الأمر فوضى لا نظام لها ذلك أن الناس اليوم كلما رأوا إنسانا يدندن حول بعض المسائل الفقهية أو حول بعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية ظنوا أنه عالم زمانه فيتوجهون بالأسئلة فيقعون في المحذور الذي جاء ذكره في الحديث الأول ألا وهو قوله عليه السّلام (قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا) أي أهل العلم (فإن شفاء العي السّؤال). بعد هذا أعود لأقول أي إنسان تكلم في غير اختصاصه لا يجوز له ذلك وبخاصة إذا تبيّن أن كلامه مخالف لأهل الاختصاص في العلم الذي تكلم هو فيه بغير علم فحديث لطم موسى عليه السلام لملك الموت حديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له أجب ربك) يعني سلمني نفسك وروحك فما كان من موسى عليه السلام إلا أن لطمه تلك اللطمة ففقأ عينه فرجع الملك ملك الموت إلى ربه قال يا رب أرسلتني إلى عبد يكره الموت, فقال الله له عد إليه وقل له إن ربك يقول لك ضع يدك على جلد ثور فلك من العمر من السنين بعدد كل الشعرات التي تكون تحت أصابعك, فرجع ملك الموت إلى موسى عليه السلام وقال له ما أمره به ربه قال موسى وماذا بعد ذلك؟ قال الموت قال فالآن فقبض ملك الموت روح موسى عليه السلام في تلك اللحظة قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه (ولو كنت ثمة) أي حيث قبض ملك الموت روح موسى (لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر) هذا نص الحديث في الصحيحين, الجواب الآن يحتاج إلى أن نتكلم في أكثر من مسألة, المسألة الأولى يتبيّن بعد ورود هذا الحديث في الصحيحين أن ذلك الذي ضعّفه هو الضعيف, ذلك لأنه تكلم بغير علم وفي ظني أن هذا المضعّف هو من أولئك الناس الكثيرين الذين يسلطون ويحكمون عقولهم إن لم أقل أهواءهم في الحكم على الأحاديث الصحيحة بأنها ضعيفة وربما قالوا إنها موضوعة , ما الدليل على ما زعموه من الضعف والوضع؟ هو تحكيمهم عقولهم واتباعهم لأهوائهم ((ولو اتّبع الحق أهواءهم لفسدت السّماوات والأرض)) ذلك لأن الإيمان ضعُف في صدور كثير من الناس ولو ممن قد ينتمون إلى العلم, هذا من جهة ومن جهة أخرى لم يدرسوا السنة دراسة واعية مستوعبة لطرق الحديث التي من عادتها أنها تزيل ما قد يقع في نفوس البعض من إشكال. نحن الآن بعد أن بيّنا أن الذي ضعّف الحديث هو الضعيف لأنه خالف أولا الإمامين الذين وضعا كتابين يسميان بالصحيحين هما باتفاق علماء السنة أصح كتاب بعد كتاب الله تبارك وتعالى صحيح البخاري وصحيح مسلم وليس هذا فقط بل تلقت الأمة ذلك بالقبول ولذلك كان كل حديث جاء في الصحيحين لم يتكلم أحد من علماء الحديث الذين كانوا في مرتبة البخاري ومسلم بشيء من النقد فهذه الأحاديث كلها ثابتة يقينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. إذًا فلا نقيم وزنا لمن يضعّف مثل هذا الحديث مهما كان شأنه ومهما ظن الناس فيه علما, أما الإشكال الذي يصوّره السؤال أن ملك الموت كيف يضربه موسى عليه السلام الجواب وهذا فيه إشارة لما قلت أن هؤلاء الناس لا يدرسون السّنة الجواب في رواية في مسند الإمام أحمد بسند صحيح قال (كان ملك الموت يأتي الناس على صورة البشر) فإذًا ملك الموت لما جاء إلى موسى فقال له أجب ربك ما جاء له بالعلامة التي تجعل موسى عليه السلام ينتبه إلى أن هذا الذي يقول له أسلم روحك هو ملك مرسل من الله فهو جاءه بصورة بشر وأي إنسان منا لو جاءه شخص ويقول سلّم لي روحك فماذا سيكون موقفه منه سيكون موقف موسى عليه السلام بالذات لأنه يتعدى على وظيفة لملك كريم لا يُشاركه فيه الملائكة الآخرون فكيف إنسان يتقدم إلى بشر مثله ويقول أسلم روحك, فما كان منه إلا أن فقأ ضربه صفعه ففقأ عينه, هذا أمر طبيعي والشبهة تطيح وتزول من أصلها وفصلها حينما نتذكر هذه الرواية الأخرى أن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا بصورة البشر لذلك ترون في تتمة الحديث أن ملك الموت لما شكى أمره إلى الله وقال له أرسلتني إلى عبد يكره الموت, أعطاه علامة وقال له ارجع إلى موسى وقل له إن ربك يأمرك أن تضع يدك إلى آخر الحديث على جلد ثور فلك من العمر بكل شعرة تحت يدك, لما رجع الملك بهذا البرهان إلى موسى عليه الصلاة والسلام قال له وماذا بعد ذلك؟ قال الموت قال إذًا فالآن فقبض روحه في تلك الساعة, لماذا استسلم ... إنه من أهل السنة أو أنه سلفي المنهج والعقيدة هل من الضروري أن يكون صادقا كل فرد من هؤلاء المدعين أن يكون صادقا فيما يقول مطابقا واقعه لما يقول, قد وقد فإذًا القضية ليست بدعوى انتساب صحيح أو بدعوى انتساب إلى فرقة باسم جديد بقدر ما المسألة تتعلق بمحاولة كل مسلم أن يُلاحظ العلامة التي جعلها الرسول عليه السلام للفرقة الناجية أن يكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, هذا هو الحُكم القاطع في الجواب عن هذا السؤال وبطبيعة الحال هناك مجال للتفصيل كثير وكثير جدا لكن الوقت الآن ليس مجالا له, نعم. السائل: ... . (230/5) «هل يجوز التسمية لجماعة من الجماعات؟» الشيخ: التسمية إذا كانت لا تحمل في طواياها فرقة فلا بأس فيها لأن كما يُقال " لكل قوم أن يصطلحوا على ما شاؤوا " أما إذا ترتب من وراء التسمية واقع يخالف الشريعة من جهة ومن ذلك أن يتعصب كل جماعة تنتمي إلى حزب معيّن لهذا الحزب, فهنا تكون هذه الأسماء بسبب انحراف عن التزام الأحكام الشرعية تكون سبب للفرقة ويكون مثل ذلك داخلا في مثل عموم قوله تبارك وتعالى ((ولا تنازعوا)) عفوا السائل: ((ولا تنازعوا فتفشلوا)). الشيخ: ((فتفشلوا وتذهب ريحكم)) نعم فهذا هو الجواب السؤال الأخير, نعم. السائل: ... . (230/6) «هل يصح أنكم تجوزون بعض الأحزاب؟» الشيخ: نعم؟ السائل: ... . الشيخ: " ربي وما أفة الأخبار إلا رُواتها " نعم. نحن أولا نقولها صراحة, نحن نحارب الحزبيات لأن التحزبات هذه ينطبق عليها قول الله تبارك وتعالى ((كل حزب بما لديهم فرحون)) ولأن فعلا التحزب قد فرّق شمل المسلمين وضعّف قوتهم على ما بهم من ضعف فازدادوا ضعفا على ضعف, لا حزبية في الإسلام هناك حزب واحد بنص القرآن ((ألا إن حزب الله هم الغالبون)) من هم حزب الله؟ هو جماعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقدر ما يقترب المسلم في هذا الزمان إلى منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقدر ما يكون في أمان والعكسُ بالعكسِ وليكون المسلم على منهج الصحابة كما جاء في حديث الفرقة الناجية ذلك يتطلب العلم, والعلم بالكتاب والسنة وهذا ميزان ممكن لكل مسلم عاقل متجرد عن الحزبية العمياء وعن الأهواء يمكن أن يعلم أنه لا سبيل لمعرفة المتابعة لمنهج الصحابة إلا بالعلم فمن كان من الجماعات الإسلامية أو الأحزاب الإسلامية أو أو إلخ أقرب ما يكون علما بالكتاب والسنة فهو أقوم قيلا وأهدى سبيلا والعكس بالعكس ولذلك علينا بالعلم الصحيح فهو الذي سيسر لنا الطريق أن نكون من الفرقة الناجية وبغير ذلك لا سبيل إلى ذلك أبدا, نعم. (230/7) «شاب له ابن واحد وعدة بنات توفي الابن قبل وفاة أبيه ثم توفي أبوه فهل لأبناء الابن حق في تركة جدهم وكم مقدارهم؟» السائل: أب له ابن واحد وعدة بنات توفّي الابن قبل وفاة أبيه ثم توفي الأب, فهل لأبناء الابن المتوفى حق في ما تركه جدهم؟ وكم مقداره؟ الشيخ: هذه مسألة بحث فيها المعاصرين اليوم وأعطوه حقا ولا نجد له حقا فيما نعلم من علم الفرائض, نعم. (230/8) «ما رأيكم في مشاهدة الأفلام الاسلامية مثل الرسالة لأنها تزيد الحماسة وإن كان الجواب بالمنع فنرجوا بيان أسباب المنع؟» السائل: ما رأي فضيلتكم عن مشاهدة الأفلام الإسلامية وخصوصا التي تبعث الحماس في الدين لدى بعض المسلمين وخصوصا منها فلْم " الرسالة " وأن هذا الفلْم به أحداث بداية انتصار الإسلام والدعوة وإن كان جوابكم بعدم الجواز أرجو بيان السبب وردود الفعل؟ الشيخ: لقد أصاب السائل الهدف حينما قال إذا قال جوابكم إيش قال؟ السائل: إذا كان جوابكم بعدم, إذا كان جوابكم بعدم الجواز. الشيخ: نعم, نقول لا يجوز, لا يشرع في الإسلام التمثيليات لأسباب كثيرة منها أولا أن هذا طريقة الكفار وطريقة الكفار تليق بهم ولا تليق بالمسلمين ذلك لأن الكفار يشعرون بأنهم بحاجة إلى حوافز ودوافع تدفعهم إلى الخير, لا يجدون عندهم شريعة فيها ما عندنا والحمد لله من الخير كما سمعتم آنفا قوله عليه السلام (ما تركت شيئا يقربكم إلى الله) آية واحدة فضلا عن سورة تُغني عن تمثيليات عديدة وكثيرة وكثيرة جدا إذا عممت, عمّمت على المسلمين وفسّرت لهم فالمسلمون ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الوسائل الحديثة لا سيّما وقد نبعت من بلاد الكفر الذين قال الله عز وجل في حقّهم ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) فأمة لا تُحرّم ولا تحلّل كيف نأخذ عنها مناهجها وثقافاتها وطرقها ثم نأتي ونطبقها على أنفسنا؟ لقد أعجبني مرة أنني سمعت محاضرا يقول مثل المسلمين وتقليدهم للغربيين كمثل شخص بدين يأخذ ثوبا فصّل على إنسان آخر نحيف فيريد أن يكتسي بهذا الثوب فستكون النتيجة أنه لا يستطيع أن يعيش فيه والعاقبة أن يتفتق هذا الثوب لأنه ما فصّل على بدنه والعكس بالعكس فتلك الوسائل تصلح لهم ولا تصلح لنا لأنه عندنا خير من ذلك كما جاء في الحديث, حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رأى النبي صلى الله عليه وأله وسلم يوما صحيفة في يد عمر بن الخطاب فقال له ما هذه؟ قال هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود, سلام وقال (أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي) (لو كان موسى) وهو كليم الله (حيا لما وسعه إلا) اتباع الرسول عليه السلام, فما بالكم اليوم نحن نكون أتباعا بل نكون أذنابا لكل شيء يأتينا من زخرف أولئك الناس الذين لا يُرحمون ما حرم الله ورسوله, هذا سبب أنني لا أرى جواز التمثيليات هذه. الأمر الثاني هو أنه لا بد أن يقع في هذه التمثيليات أمور مكذوبة لا حقيقة لها في التاريخ الإسلامي أو في السيرة الأولى وحينئذ فهذه أو هذا سبب آخر يمنع من أن نقلب الأوروبيين فيما هم عليه من التمثيليات لأنهم يعيشون على قاعدة معروفة ومع الأسف بعض المسلمين ينطلقون وراءها أيضا, قاعدتهم هي " الغاية تبرر الوسيلة " الوسيلة هو مثلا أن يكسبوا المال أما الطريق مش مهم هو حلال أو حرام, هذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريق الحلال والحرام وقال خذوا ما حلّ ودعوا ما حرم فأولئك في تمثيلياتهم يدخلون ما لا حقيقة له إطلاقا فجرينا نحن أيضا على خطاهم مصداقا لقول عليه السلام (لتتبعن سنن الذين من كان قبكم شبرا بشبر) إلى آخر الحديث. ثالثا وأخيرا قد يدخل في التمثيليات مخالفة أخرى وهي تشبه النساء بالرجال أو تشبه النساء بالرجال أو اختلاط الرجال بالنساء وكما يُقال أحلاهما مر, فكيف نستجيز نحن مثل هذه التمثيليات مثلا صورة واضحة جيدة بيّنة تماما, يكون الرجل سبحان الله, يكون الرجل ملتحيا كما خلقه الله لكن هو اتباعا لعادات الكفار يحلق لحيته فإذا وُضع في دور يمثله, يُمثل فيه مثلا رجل من الصحابة وضع لحية مستعارة على طريقة اللوردات الإنجليز فهو يُخادع الناس أولا هو خلقة ذو لحية فيعصي الله ويحلقها فإذا جاء دور التمثيل يتظاهر أما الناس بأنه موفّر لحيته, هذا أليس كذبا؟ ومنه أن يكون هناك شاب لا لحية له فتوضع له لحية مستعارة وهكذا ولذلك إذا دُرست هذه التمثيليات يعني نخرج بنتيجة أنها لا تُشرع في دين الإسلام وبخاصة إذا كانت متعلقة برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام فهناك سيكون الكذب هذا يمثّل عمر بن الخطاب وهذه تمثل أخت عمر بن الخطاب وإلخ, كل هذا زور في زور وما بُني على فاسد فهو فاسد ... طيب كما تريد. (230/9) «إذا لم توجد مخالفات شرعية في التمثيل وإنما كان الغرض منها إيصال معاني الدين عن طريقها فهل تجوز حينئذ إذا كانت تحقق مصالح؟» السائل: ... خوفا من الوقوف ب ... . الشيخ: نعم. السائل: ... . الشيخ: هذه أمور دنيوية محضة, تمثيل الرسالة. السائل: ... . الشيخ: إذًا؟. السائل: ... . الشيخ: التمثيل نعم بس التمثيل إيش الغرض منه؟ أليس التوجيه؟ السائل: أي نعم. الشيخ: طيب التوجيه أمور عادي؟ أو أمور عادية؟ السائل: ... . الشيخ: ... ما بُني على فاسد فهو فاسد, بدّك بدك قبل أنك يعني تمضي في الكلام, الكلمة إلي بتقولها تثبتها, أولا أنت قلت هذه أمور عادية بينما هي تعبدية وليست عادية. السائل: ... . الشيخ: طيب, جزاك الله خيرا. السائل: ... . الشيخ: إذًا؟ السائل: يعني التمثيل هذا يكون ولنفترض أنه نريد أن نوصل فكرة معيّنة إلى طائفة معيّنة من الناس. الشيخ: طيب. السائل: فهذه ... مثلا نخترع قصة معيّنا لها أسلوب معيّن ويمثلها طائفة من الشباب الملتزم وعدم مع عدم وجود مخالفات شرعية التي ذكرتها لا في الصحابة ولا في التاريخ الإسلامي وإنما هي كما ذكرت وليس ... وإنما مجرد إيصال لمعنى ومقصود إسلامي بطريق التمثيل ويعني تكون هذه ... الإسلام و ... يعني ضرورية في مجال الدعوة لأنه هناك طائفة كبيرة من المسلمين يرتادون المسارح ولا نقول نحن نشارك في المسارح التي يُعرض فيها الفساد ولكن نقول نحن يمكن أن نعرض بعض التمثيليات الهادفة التي يمكن أن تلقي في قلوب أولئك الذين يرتادون المسرح والتمثيل بعض المعاني التي قد ... الدعوة ف ... تض؟ الشيخ: بارك الله فيك, الكلام النظري والواقع شيء آخر, الآن أين تعرض هذه التمثيليات؟ أين تعرض؟ في أماكن يعني مسارح إسلامية ليس فيها مخالفة للشريعة إطلاقا؟ السائل: ... . الشيخ: فإذًا؟ تتكلم شيء نظري أنت. السائل: ... لو أن فرضا ... مثلا أن العروض ... ويكون ... . الشيخ: طيب. السائل: ... . الشيخ: البحث ليس نظريا البحث عملي وأنا في عندي طريقة في الجواب أنزع الخصام بين الاثنين يسألني سائل أقول أخي هذا السائل نظري مش عملي, فرضي ما هو واقعي قال إيه فرضا فأقول الجواب في هذا السؤال يجوز فرضا, الجواب يجوز فرضا أو يجب فرضا, إيش الفائدة من هذا؟ نحن نريد أن نعالج الواقع, كل هذه الإضافات التي أضفتها أنت من التحفظات في عدم مخالفة الشريعة تتصور تمثيلية ليس فيها كذبة لربط القصة بعضها في بعض وتمثيله بعضه في بعض, تتصور هذا أنت؟ السائل: ... . الشيخ: ... . السائل: لكننا ... . الشيخ: لما بدك أنت, لما بدك تضع للناس قصة بتمثلها لهم السائل: ... . الشيخ: إيه فهذه القصة واقعية وإلا خيالية؟ السائل: لا خيالية. الشيخ: خيالية والناس يفهمون أنها خيال؟ طيب, ما فائدة تشغيل الناس بالخيال وفي عندنا حقائق من الشرع تؤدّب الناس خير ما تؤدّب إن قلنا نحن خيرا مما يؤدب الخيال, هذا هو سبيل المشركين وهذا ما أوضحته أنفا, هم لا يوجد عندهم ما عندنا من المعالجات الروحية الواقعية التي لا تمت للخيال بصلة, فلماذا إذًا فرض قضايا خيالية وعندنا قصص قرآنية وأحاديث نبوية؟ السائل: ... عرضت لك ... عملية؟ الشيخ: نعم. السائل: ما يحدث من شباب مسلم ملتزم يعني ... الحق لأقول إذا أطلق التحريم بالتمثيل معناها أنه ... . الشيخ: وكلامي كان مطلقا؟ وإلا كان في أولا تشبه بالكفار وثانيا أنه في هناك لا بد من أن يقع كذب ولا بد من أن يقع تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وإلخ. السائل: ... . الشيخ: نعم لأنه ما في تمثيلية أنا فيما أعتقد إلا يكون فيها مخالفة شرعية, لما بتجعلني أمام أمر واقع وما تستطيع ولا أنت غيرك أما تمثيلية يعرف الناس أنها خيال في خيال وأن هذه التمثيلية المسلمون في حاجة إليها وأن ما عندهم من هدي القرآن وسنة الرسول عليه السلام لا يكفي, لماذا ذكرت أنا حديث عمر بن الخطاب والصحيفة التي أخذها من اليهود؟ لأن الرسول أفادنا أنه موسى عليه السلام وهو كليم الله لو كان في زمانه لا يسعه إلا أن يكون تابعا للرسول عليه السلام, لم؟ لأن الشرع جمع فأوعى كل الغايات وكل الوسائل المشروعة ففيها الخير والبركة , فأنا ما أطلقت قلت التمثيل لا يجوز, بيّنت لماذا وما هي الأسباب التي تجعلني أن أقول هذا. ولعل هذا يدفعني أن أذكّر أيضا بحديث الصحابي الذي لا أستحضر الآن اسمه المهم أنهم كانوا في سفر فمروا بشجرة كان المشركون يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا أو قال بعضهم يا رسول الله اجعل ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه السلام (الله أكبر هذه السُنن) وفي رواية (هذه السَنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) وكل إنسان عنده شيء من الفهم يُفرق بقوة بين قول اليهود لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وبين قول بعض أصحاب الرسول له اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, أولئك طلبوا من موسى عليه السلام أن يتخذ لهم صنما يعبدونه من دون الله أي طلبوا منهم الشرك وأن يؤيدهم ويساعدهم على ذلك أما أصحاب الرسول عليه السلام لم يفعلوا شيئا من ذلك أبدا, كل ما في الأمر يا رسول الله اجعل لنا شجرة نعلّق عليها الأسلحة كما للمشركين مثل هذه الشجرة فأنكر الرسول عليه السلام المطابقة اللفظية من قولهم " اجعل لنا ذات أنواط " بالمطابقة اللفظية لقول اليهود ((اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)) مع الفارق الكبير جدا جدا بين معنى قولهم " اجعل لنا ذات أنواط " وقول اليهود ((اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)) إذًا ما فقه هذا الحديث؟ فقه هذا الحديث قطع دابر تشبه المسلمين بالكفّار حتى بألفاظ لها معان صحيحة أو على الأقل جائزة لكن اللفظ يُشابه لفظ الكفار فما بالك إذا نحن أخذنا من هؤلاء الكفار وسائل ابتدعوها والسبب عليها, أنت ما وقفت عند هذا السبب الذي ذكرته أبدا, ما الذي يحمل الكفار إلى هذه التمثيليات؟ لا يوجد لديهم يا أخي الغذاء الروحي الموجود عندنا فلذلك لما نحن نأخذ منهم هذه الوسائل فهذا شيء واتخاذنا وسائل السيارات والطيارات وما شابه ذلك شيء آخر مما أنت أشرت في كلامك ووصفتها بأنها أمور عادية فركوب السيارة والطيارة وما شابه ذلك هذه أمور عادية فعلا محضة ولا تدخل في موضوع قوله عليه السلام (من تشبّه بقوم فهو منهم) لكن التمثيليات سبحان الله مثل السيارات والطيارات؟! أم الدافع على التمثيليات فقر في الروح والدافع لنا على عدم التمثيليات الغناء الروحي فشتان بين هذا وما بين هذا, في عندك ... آخر؟ السائل: ... بارك الله فيكم ... . الشيخ: تفضل. السائل: ... الأسئلة كثيرة. الشيخ: عفوا يقول في أسئلة كثيرة. السائل: أسئلة كثيرة بارك الله فيكم. سائل آخر: ... . الشيخ: أنه ... الدينية بارك الله فيك في منها شيء ضروري وفي منها غير ضروري. السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ... . الشيخ: أنت فهمت جوابي؟ أنا بدأت بالجواب بقولي, فيه أشياء ضرورية وفيه أشياء غير ضرورية, أحسن ما يُقال فيها أنها كمالية فإذا عُرضت في التلفزيون الأشياء الضرورية فهي وسيلة جائزة ونلحقها بلعب السيدة عائشة أما إذا أصبح التلفزيون عرضة لكل شيء وليس لما لا يجوز كما هو مشاهد اليوم بل ولما يجوز ولكن لا حاجة للمسلمين إليه لذلك نحن لا يهمنا أن أيضا كهذا المثال تماما أن نفترض فرضيات وواقعنا خلاف ذلك, لماذا لا نقول ما حكم التلفزيون الذي نراه في العالم العربي اليوم؟ وإنما نقول ما حكم الجلسات مثلا العلمية أو الندوات العلمية وإلخ؟ فنسأل عن شيء يمكن أن يكون جائزا ونغض النظر عن الأشياء التي مش يمكن أن تكون غير جائزة بل هي يقينا غير جائزة فكأن الأمر هو محاولة لتسليك هذا الواقع وكما يُقال على عجره وبجره. أنا أضرب لك مثلا حتى اليوم هل قام دولة أو مثلا هيئة تلفزيونية فعرضت على المسلمين صورة واقعية لعالم من العلماء المسلمين يأتي بمناسك الحج لوحده لكي يتعلم المسلمون الذين يحجون إلى بيت الله الحرام لا يعرفون مناسك الحج ولا استطاعوا أن يتعلموها فيعود كثير منهم كما قال ذلك الشاعر العربي القديم لأمثال هؤلاء " وما حججت ولكن حجت الإبل " هل قام تلفزيون ما بعرض مناسك الحج من رجل عالم يتعلم العالم الإسلامي كله مناسك الحج على هدوء وعلى روية؟ أنا ما رأيت هذا ولا سمعت به بل أبسط من هذا, هل قام عالم يُصلي صلاة هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال (صلوا كما رأيتموني أصلي) يعرض صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على شاشة التلفزيون ليتعلم الناس ليتعلم أهل العلم فضلا عن غيرهم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي, ما, حلم لسى بعد هذه الأفكار لا يحلم بها كثير من الناس فلماذا لا نهتم بشيء يُفيد المسلمين قطعا وعلى العكس من ذلك يعني نعرض ما يجوز وما لا يجوز, أنا أقول لا يجوز عرض في التلفزيون إلا ما كان من هذه الأمثلة. (230/10) «كلام الشيخ عن الصور وعما حصل للمسلمين من التساهل فيها لحد كبير وبيان الحكم الشرعي فيهاالشيخ: لأن الصور يجب أن يُقطع دابرها من العالم الإسلامي إلا ما كان هناك ضرورة أو على الأقل حاجة ملحة أصبح اليوم التصوير بلاء عام حتى المجلات الإسلامية ما تنجو من هذه المعصية للشريعة. أنا متتبع منذ شبابي للخلاف بين العلماء في الصور قديما وحديثا, قديما كان يوجد خلاف في نوعية الصور فيقول قائل الصور المحرمة هي المجسَّمة ويقول قائل الصور كلها محرمة سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة, استقر الرأي على هذا القول وهو الصواب وعليه أدلة كثيرة من أحاديث الرسول عليه السلام ولسنا في هذا الصدد. جئنا في العصر الحاضر فوُجدت وسائل للتصويرة لم تكن معروفة في الزمن السابق حينما اختلفوا في الصور المحرمة هل هي المجسمة أو غير المجسمة؟ أصبحنا اليوم تجاه آلة التصوير والتي أصبحت ملهاة حتى للأطفال الصغار, فهنا ورد سؤال هل هذه الصور جائزة أم هي كالصور السابقة ولو اختلفت الوسيلة, في المسألة قولان كما هو شأن أكثر المسائل بين المسلمين, كانوا لا يزالون يتنازعون في هذه المسألة, بعد أن اتفقوا أن التصوير اليدوي هذا محرم لكن اختلفوا في التصوير الفوتوغرافي وغلب على أكثر الناس أن هذا التصوير الفوتوغرافي جائز. مشت القافلة وراء هذا القول, صار بعض الناس ينشرون صور بعض العلماء والمحاضرين على رأس المقال صورة فوتوغرافية, مشى على هذا الأمر سنين وإذا بنا الآن نرجع القهقرى, نرجع إلى نشر صور خيالية, المجلات الدينية تمتلئ بالصور المصورة بالريشة وبالدهان ونحو ذلك فأين ما كنا نقوله من قبل؟ قبل وجود هذه الآلة آلة التصوير لأن التصوير اليدوي حرام أما التصوير الآلي فحلال فاختلط الأمر هذا بهذا وأصبحنا نجيز حتى في المجلات الدينية فضلا عن المجلات التي لا تتمسك بأحكام الشريعة الإسلامية فلا نكتفي بنشر الصور التي نزعم أنها جائزة لأنها صورة الآلة بل نزيد على ذلك أن نصور صورة رجل عالم فاضل بالريشة والقلم بالأحمر والأزرق ونحو ذلك. هذا كله على ماذا يدل؟ يدل على أن المسلمين لن يعودوا إلى عزهم ومجدهم إلا كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث كنت ذكرته في ندوة سابقة يقول فيها إذا فعلتم كذا وكذا وكذا ( ... سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) , إذا كان أهل العلم والدعاة الإسلاميون لا يرجعون إلى دينهم بل هم في تطور في أفكارهم, ما كان محرّما قبل نصف قرن من الزمان أصبح اليوم حلالا أو على الأقل جائزا, ما الذي جعله جائزا؟ هو أنه عمّ وطمّ ويعني صار منتشرا حتى كثير من الناس لا يستطيعون أن يعيشوا إلا بهذه الصور. فإذًا كيف يكون نجاة المسلمين والرسول يصف لهم الدواء (حتى ترجعوا إلى دينكم) ونحن كلما تأخر بنا الزمن رجعنا القهقرى بفتاوى كل يوم فتاوى جديدة, خلاصة الكلام الصور كلها سواء كانت يدوية أو آلية فهي حرام تدخل في عموم أحاديث الرسول عليه السلام الكثيرة التي منها (كل مصوّر في النار) هل هناك فرق يا تُرى بين. (230/11) «استفتاح المقدم للدرس» السائل: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له مرشدا له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيّه من خلقه وخليله اللهم صلّ عليه وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على عهده إلى يوم الدين, إخوة الإسلام اجتمعنا في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى على غير رحم بيننا الذي جمعنا هو الإسلام فنسأل الله تبارك وتعالى أن تأتلف قلوبنا على الإسلام وأن نحيا على الإسلام وأن نموت في سبيل الإسلام وضيفنا في هذه الليلة هو المحدث والفقيه فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني نحسبه من العلماء العاملين والله حسيبه ونظنه كذلك ولا نزكي على الله أحدا, فليتفضل ليحاضرنا في ... الليلة وما ... من أسئلة للبعض فأسأل الله تبارك وتعالى أن يعينه على الإجابة وأن يمنحه الصحة والعافية ... الإسلام ونفعا للمسلمين فليتفضل فضيلته مشكورا. (231/1) «استفتاح الشيخ بخطبةالحاجةالشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحضور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار, وبعد. فقد اقترح عليّ اقتراحان أحدهما في أن أرتجل كلمة فيها ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين ,والإقتراح الآخر أن أتولى الإجابة عما قد يكون عند إخواننا الحاضرين من أسئلة علمية هم بحاجة إلى التعرف عليها وعلى أدلتها من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فرأيت الجمع بين الإقتراحين وذلك بأن أرتجل كلمة أرجو الله تبارك وتعالى أن يوفّقني فيها إلى الصواب من القول والذي ينتفع به السامعون إن شاء الله وبعدها نتولى بإذنه تبارك وتعالى الإجابة عن الأسئلة (231/2) «ارتجال الشيخ لكلمة حول داء المسلمين الذي حل بهم اليومالشيخ: أما الكلمة فإني أبتدؤها بحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي نحن بحاجة بحاجة قصوى إلى أن نتذكر ما فيه من وصف لداء المسلمين الذي حلّ بهم اليوم واستحلوا عقاب الله عز وجل من الذل الذي أصابهم في كثير من ديارهم والله عز وجل لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون. (231/3) «ذكر الشيخ للحديث رواه أبوادود صحيح لغيره وهو (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) وبيان انطباقه على» الشيخ: ذلك الحديث هو ما أخرجه الإمام أبو داود في سننه وغيره بسند يتقوى بغيره في اصطلاح المحدثين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) هذا حديث عظيم جدا لأنه ينطبق علينا معشر المسلمين اليوم مع الأسف الشّديد تمام الإنطباق , وفيه ذكر الداء الذي إذا أصاب المسلمين نالهم الجزاء العادل من الله ألا وهو أن يسلّط عليهم ذلا ومقابل هذا الداء ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدواء وذلك بكلمة موجزة ألا وهي قوله عليه السلام (حتى ترجعوا إلى دينكم) (231/4) «بيان أن مرض المسلمين اليوم هو إعراضهم عن دينهم وهو نوعان كما يشعر به قوله (إذا تبايعتم بالعينة) مع بيان حقيقة هذا البيع المحرمالشيخ: فمرض المسلمين اليوم هو إعراضهم عن دينهم وعدم اتباعهم لشريعة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الإعراض ينقسم إلى قسمين اثنين كما يُشعرنا بذلك الطرف الأول من هذا الحديث, القسم الأول أو النوع الأول من الإعراض هو مخالفة الشرع الواضح البيّن بطرق ملتوية قد يُسميها بعضهم بالحيل الشرعية وذلك ما كنى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (إذا تبايعتم بالعينة) , والقسم الثاني من الإعراض هو ما لا يزالون والحمد لله من جهة نحمد الله على أنهم لا يزالون يعرفون حكم الله دون أيّ تغيير أو تبديل أو تأويل وهو الإنكباب على الدنيا والإنشغال بها عن الدين ومن ذلك الجهاد في سبيل الله, لقد قال عليه الصلاة والسلام (إذا تبايعتم بالعينة) والعينة بيع من البيوع فيه احتيال على أكل الربا وأكل أموال الناس بالباطل باسم البيع , وبيع العينة: العينة مشتقة من العَين, عين الشيء وذات الشيء وصورة هذا البيع أن تُباع السلعة والحاجة في مكانها على وجهين من البيع بيع بالنقد وبيع بالتقسيط والبيع الذي بالنقد أقل ثمنا والذي هو بالتقسيط أكثر ثمنا, هذا بيع العينة ولا أريد أن أتحدث الآن عن بيع التقسيط لأنه ليس لنا فيه مجال الآن, بيع العينة أن يأتي الرجل إلى تاجر ما كتاجر السيارات مثلا يتظاهر أمامه بأنه يُريد أن يشتري سيارة ما وهو يعلم أنه ليس عنده سيولة وليس عنده عملة بل هو يُريد أن يحصل وأن يحضى على العملة بطريق هذا البيع المحتال فيه, يأتي فيقول للتاجر بكم هذه السيارة؟ يقول التاجر نقدا مثلا بعشرة ألاف وتقسيطا بعشرة ألاف وزائد مائة أو مائتين حسب ما يقع فيتظاهر الشاري بأنه اشترى بالثمن الأكثر الذي هو ثمن التقسيط ثم سرعان ما ينقلب هذا الشاري بالتقسيط ليس بالنقد بائعا وبالتالي ينقلب البائع شاريا يقول الشاري الأول الذي اشترى بالتقسيط وسجل عليه عشرة ألاف زايد كذا, يقول الشاري للتاجر تشتري مني هذه السيارة نقدا؟ فيتفقان على ثمانية ألاف, سبعة ألاف إلي هو فيقبض قيمة السيارة هذه من التاجر الذي باعه إياها يقبضها نقدا فينصرف قبض سبعة ألاف أو ثمانية ألفا وسجّل عليه عشرة ألاف أو أكثر كما قلنا آنفا, هذا هو بيع العينة وهذا احتيال على استحلال أكل أموال الناس بالباطل, على استحلال الربا الذي أنزل الله عز وجل من أكل الربا بأن يحاربه لذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مقدمة هذا الحديث من الأسباب التي إذا ارتكبها المسلمون استحقوا أن يذلوا من غيرهم من الكفار فقال (إذا تبايعتم بالعينة) أي إذا أكلتم الربا باسم البيع (231/5) «ضرب الشيخ لأمثلة أخرى من السنة فيها التحذير من تسمية بعض المحرمات بغير اسمها كما ورد في الحديث (يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها .... ).» الشيخ: وهذا له أمثلة أخرى حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة عنها كمثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم (ليكونن في أمتي أقوام يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها) وهذا أمر واضح وهو نبأ عظيم مما يدل على صدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في نبوته بأنه أخبر عما سيكون في أخر الزمان بأشياء كثيرة منها أن أقواما يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها, يسمونها في بعض البلاد الإسلامية مع الأسف بالمشروبات الروحية, بالمشروبات الروحية وبعضهم يسميها ... ونحو ذلك من الألفاظ الناعمة التي تُغري أصحابها بأن يعاقروها وأن يشربوها وليس هذا فقط فقد جرى كثير من المسلمين وابتلوا لشدة غفلتهم وبُعدهم عن أحاديث نبيهم بتسمية أشياء أخرى بغير أسمائها فها أنتم اليوم هل تسمعون في هذه المعاملات الكثيرة التي تقوم بين الجماهير من الناس والبنوك الكثيرة المنبثة في البلاد الإسلامية هل تسمعون كلمة الربا أم تسمعون كلمة الفائدة؟ إن كلمة الربا قد ألغيت من قاموس المسلمين اليوم وهي التي جاءت مرارا وتكرارا في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ذلك فلا تكاد تسمع هذه الكلمة الخطيرة التي ذُكرت في الكتاب وفي السنة لا تسمعها من المسلمين وإنما تسمعون البديل عنها والتي تطغى بلطفها على ذكر الربا فيُسمونها بغير اسمها, يسمونها بالفائدة ففي هذا الحديث إشعار بأن المسلمين إذا جاؤوا في زمن يحتالون على ارتكاب ما حرّم الله بأدنى الحيل فذلك مما يستحقون به الذل أن يذلهم الله عز وجل بغيرهم ممن كانوا أذلاّء للمسلمين, هذا نوع من أنواع الأمراض والأدواء التي ذكرها الرسول عليه السلام في هذا الحديث ... . (231/6) «شرح قوله (وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله).» الشيخ: ثم قال (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر) هذه كناية لطيفة جدا تعني أن المسلمين إذا شُغلوا بالزرع والضرع والأخذ بأذناب البقر عن القيام بما أوجب الله عليهم من دينهم, (وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع) أي ركنتم إلى الدنيا بشتى أشكالها وأنواعها ماذا تكون النتيجة؟ وماذا يكون العقاب عدلا من الله عز وجل؟ (سلط الله عليكم ذلا) عفوا ثم قال عليه السلام (وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلا) إلى آخر الحديث أيضا هذه ظاهرة عامة في البلاد الإسلامية وهو إجماعهم مع الأسف الشديد على ترك الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ومن ... أن المقصود بهذا الحديث ليس هو هذا الجهاد الواجب الفرض العيني في هذا الزمن وإنما هو الجهاد الكفائي الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقين, إذا ترك المسلمون الجهاد في سبيل الله والمرابطة على الحدود لدفع غائلة الأعداء, إذا تركوا هذا الجهاد الذي هو فرض كفائي كانت العاقبة أن يُذلهم الله تبارك وتعالى فماذا نقول اليوم وقد أحاط بالمسلمين الإحتلال لبعض بلادهم واقتطاعها عن سائر بلاد المسلمين والمسلمون لا يزالون متمسكين بالدنيا متكالبين عليها أداهم ذلك إلى أن يتركوا الجهاد الذي هو فرض عين وليس فرض كفاية لأن علماء المسلمين اتفقوا أن بعض البلاد الإسلامية إذا هوجمت من الكفار وجب على المسلمين جميعا أن ينفروا كافة لصد هجوم ذلك العدو فما بالنا نحن اليوم هذه فلسطين قد احتلت ونظل نتظاهر بأننا نجاهد ولا نجاهد وهذه تلتها أفغانستان كذلك تعود القصة نفسها التي تتكرر في فلسطين اليوم تتكرر في أفغانستان والمسلمون ساهون لاهون. (231/7) «شرح قوله (سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) وبيان وصف الدواء الذي يحصل به الشفاء من الداء الذي حل بالمسلمين وبيان حقيقة الدين الذي يحصل به الشفاء وذكر النقول عن الأئمة في وصف هذا الد» الشيخ: فماذا يكون الجزاء؟ (سلّط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) لقد وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الداء إذا أصاب المسلمين لكنه لم يكتف بذلك فقد قابل الداء بالدواء بكلمة طيبة ولكن المسلمين اليوم عنها غافلون قال (حتى ترجعوا إلى دينكم) هنا لي كلمة وأرجوا أن تكون قصيرة حتى نتفرغ للإجابة على الأسئلة, حينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه الدواء هو الرجوع إلى الدين, أوّل شيء ينبغي أن نلفت النظر إليه أن الدين كما جاء في القرآن الإسلام ((إن الدين عند الله الإسلام)) وكما قال تبارك وتعالى في الآية الأخرى ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) هذا الإسلام الذي جعله الرسول عليه الصلاة والسلام هو الدواء إذا رجعنا إليه وتعاطيناه رفع الله عز وجل ما حل بنا من الذل, أصبح اليوم أصبح الإسلام اليوم له مفاهيم كثيرة وكثيرة جدا وماذا نتحدث؟ أصبح الإسلام في بعض أصوله في بعض عقائده أقل ما يقال فيه أنه أمر مختلف فيه فالتوحيد ببعض أقسامه توحيد العبادة أصبح شركا يسمى عند بعضهم عبادة ولا أريد أن أتعمق في هذا لأنه لا مجال الآن وإنما هي الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين كذلك بعض المحرمات أصبحت اليوم أقل ما يُقال موضع بحث وخلاف هل يجوز أو لا يجوز؟ خذوا مثلا هذه الملاهي وآلات الطرب التي لا يكاد ينجو منها بيت مسلم, لا نعلم مع الأسف الشديد أن نجد من يقول في إباحتها على الرغم من مجيء أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في تحريمها أقتصر على حديث واحد تذكيرا ألا وهو قوله عليه السلام كما رواه البخاري في صحيحه تعليقا (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرَ) الحرَ أي الفرج أي الزنا وهذا واضح (يستحلون الحر والحرير) -أي الحرير الحيواني- والخمر والمعازف) عطف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعازف على المحرمات الثلاث وهي الزنا والحرير والخمر, عطف عليها فقال (والمعازف) ماهي المعازف لغة؟ إذا رجعتم إلى كتب اللغة وقواميسها لوجدتموهم يقولون المعازف هي آلات الطرب. مع هذا النص الصريح من جهة إلى أحاديث أخرى ومن جهة أخرى اتفق الأئمة الأربعة على تحريم المعازف مع ذلك لا نزال نسمع إلى اليوم بأنه لا مانع من آلات المعازف والطرب من باب التسلية والترويح عن النفس. إذًا حينما قال الرسول عليه السلام إن العلاج أن ترجعوا إلى دينكم بأي مفهوم يجب أن نفهم هذا الإسلام الذي هو العلاج بمفهوم قوله تبارك وتعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) هل اتفق المسلمون اليوم أن يرجعوا إلى هذا الدواء, إلى هذا العلاج الذي هو الإسلام على هذا الأساس من الآية السابقة ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) أقل العلماء اليوم الذين يتخذون منهجهم في رجوعهم إلى دينهم أن ينطلقوا من تلك الآية أما الجمهور فهو يأخذ من كل مذهب زعموا ما يُوافق المصلحة الزمنية ولا يُحكمون فيما يزعمون من المصلحة, قال الله , قال رسول الله , وصدق بن قيم الجوزية رحمه الله حين قال: " العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك الخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه كلا ولا جهد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه" العلاج إذًا هو الرجوع للإسلام والإسلام الذي كان في العهد الأول, من أجل ذلك قال الإمام مالك إمام دار الهجرة قال " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة, اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) -قال مالك- فما لم يكن, انتبهوا, فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " لذلك إذا أردت أن نعود إلى هذا الدواء العظيم الذي وصفه الرسول الكريم في ذاك الحديث الصحيح ألا وهو الإسلام فيجب أن نفهمه بالمفهوم السلفي الأول لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل ذلك هو العصمة للنجاة من الفرقة والإختلاف في الدين المنهي عنه في الكتاب والسنة والخلاص من الفرق الضالة الكثيرة التي تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح المشهور حين قال (تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا يا رسول الله من هي؟ أجاب عليه السلام تارة بجواب وتارة بجواب آخر فقال (الجماعة) لما قيل له من هي الفرقة الناجية؟ قال (هي الجماعة) وهو يعني جماعة الصحابة بدليل الجواب الآخر (هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي). إذًا إذا أراد المسلم اليوم أن ينجو من الإختلاف سواء كان هذا الإختلاف في الأصول أو الفروع فلا سبيل له إلى ذلك أو إلى النجاة التي ذكرها الرسول عليه السلام في هذا الحديث إلا بأن يعود إلى الجماعة الذين هم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبخاصة منهم الخلفاء الراشدون الذين حض النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على أن يتمسكوا بسنتهم كما جاء في حديث العرباض بن سارية وأختم هذه الكلمة قال العرباض رضي الله عنه " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله إنا لنراك توصينا وصية مودع فأوصنا وصية لا نحتاج بعدها إلى أحد أبدا " فقال عليه الصلاة والسلام (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولّي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وفي حديث جابر (وكل ضلالة في النار). أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بما ألقينا وبما سمعنا إنه سميع مجيب. الآن نتوجه إن شاء الله إلى ما يحضرنا من الأجوبة عن الأسئلة التي سنسمعها إن شاء الله. (231/8) «ما هي الوسائل السليمة والكفيلة بإعادة مجد الأمة المسلمة في وقتنا الحاضر؟» السائل: نشكر لفضيلة الشيخ تلك الكلمة الرائعة ونبدأ بالأسئلة, السؤال الأول ما هي الوسائل السلمية والكفيلة لإعادة مجد الأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر؟ سائل آخر: السليمة. السائل: ما هي الوسائل السليمة والكفيلة لإعادة مجد الأمة المسلمة في وقتنا الحاضر؟ الشيخ: في اعتقادي, الذي أذكره وأنصح المسلمين به دائما وأبدا لا آتي بشيء أكثر مما سمعتموه في الكلمة التي رويتها لكم عن إمام دار الهجرة وإن كانت تحتاج إلى شيء من التفصيل بناء على هذا السؤال, تلك الكلمة هي التي عقّب بها بعد الآية الكريمة فقال (ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا) هذا هو الجواب لكنه يحتاج إلى شيء من التفصيل. (231/9) «كلام الشيخ عن التصفية والتربية وضرورتها وضرب الأمثلة على ذلكالشيخ: هذا التفصيل عنوانه عندي الجواب عن هذا السؤال وأمثاله هو التصفية والتربية, تصفية الإسلام مما دخل فيه, مما لم يكن فيه في العهد الأنور الأطهر كما قال مالك " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما كان عليه أولها " السلف الأول وهو يشمل القرون الثلاثة التي أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها خيرا في الحديث الصحيح بل المتواتر حين قال (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) والناس يروون هذا الحديث بلفظ خير القرون وهذا ليس له أصل في هذه الأحاديث الصحيحة وإن كان المعنى قريب لكن الرواية بلفظ (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) أقول لابد من التصفية والتربية على أساس هذه التصفية, تعلمون جميعا أمرا يشترك في معرفته العالم والجاهل وهو أن هناك أحاديث كثيرة وكثيرة جدا منبثة في بطون الكتب ونسمعها على ألسنة الخطباء والوعاظ والمدرسين وهي لا أصل لها عند المحدثين وهي تدخل في نهي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة عن أن نتحدث بشيء لا نعلم ثبوته عنه صلى الله عليه وآله وسلم كمثل قوله (من حدّث بحديث وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكذابين) الكذاب الأول هو الذي اختلقه ووضع ... والكذاب الثاني هو هذا الذي ينشره إما تحديثا وإما خطابة وإما وعظا وإرشادا فهذا هو الكذاب الثاني, هذا أمر منتشر اليوم بين المسلمين فكيف يكون المسلمون وهذا حال من أحوالهم التي انفرقوا فيه عما كان عليه السلف الصالح, دخلت الأحاديث الباطلة بين الأحاديث الصحيحة فاختلط الحق بالباطل واختلط الحابل بالنابل فإذًا المسلمون اليوم لا يعيشون على الإسلام المصفّى فلا بد من تصفية الإسلام أولا من مثل هذه الأحاديث الضعيفة الموضوعة ثم من منكم يخفى عليه كثرة الإسرائليات المنتشرة في بطون كتب التفسير, قبيل ساعات قليلة جاءني سؤال عما يُذكر في بعض كتب التفسير مما يتعلق بقوله تبارك وتعالى في يوسف وامرأة العزيز ((ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه)) يُذكر هنا أشياء قبيحة جدا جدا وتُنسب إلى النبي المعصوم يوسف عليه الصلاة والسلام الذي عصمه الله عز وجل وأثنى عليه خيرا في نفس القصة تعزى وينسب إليه ما لا يجوز أن يُنسب إلى مسلم عادي أنه هم أن ... كفة اللباس فتخيل أن أباه يعقوب عليه السلام يعض على إصبعه فترك وأعرض عن امرأة العزيز, أشياء وأشياء منها أيضا أنه رأى امرأة العزيز لما همت به بادرت إلى صنم كانت تعبده من دون الله فألقت عليه ستارا, سألها لم فعلت هذا؟ قالت لكي لا يرانا فتذكر حينئذ يوسف عليه السلام, زعموا, تذكر الله فرجع عما كان هم, كل هذا مبثوث في كتب التفسير ويقرؤه الكثير من الجماهير على أنها جاءت حقائق في كتب التفسير أضف إلى ذلك قصة الشيطان الذي سرق خاتم سليمان وهذا مذكور في تفسير الرازي مثلا وأمثاله, هذه الكتب يجب أيضا أن تُصفّى من مثل هذه الإسرائليات بالإضافة إلى ذلك أن تُصفّى من التأويلات التي جاءت من المتأخرين من بعض المفسرين على خلاف تفسير السلف الصالح التي رُويت بالأسانيد في الكتب المعتمدة من كتب التفسير كتفسير محمد بن جرير الطبري الحافظ المؤرخ المحدّث وهو من أئمة السلف في هذه العلوم كلها وكذلك الإمام بن كثير الدمشقي في التفسير المشهور به حيث ينقل في تفسير الآيات الروايات التي وردت عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين, يجب أيضا تصفية كتب التفسير من الإسرائليات والتأويلات الركيكة المخالفة لما كان عليه سلفنا الصالح, هذا كله داخل في باب التصفية ثم ماذا نقول مما أشرت إليه آنفا أن نوعا من أنواع التوحيد انقلب بسبب الجهل إلى نوع من الشرك وعبادة غير الله, من منكم لا يعلم أن هناك قبورا في بلاد المسلمين يُطاف حولها كما يطوف عباد الله حول البيت الحرام أو الكعبة المشرفة, من منكم لا يعلم بأن هناك قبورا تقصد بالنذر لها من دون الله تبارك وتعالى وتُقصد بالذبح لها من دون الله تبارك وتعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ملعون من ذبح لغير الله) تحقيقا منه عليه السلام, بهذا الكلام لقوله تعالى في القرآن مخاطبا له ((قل إن صلاتي ونسكي)) ((ونسكي)) يعني ذبيحتي لله لا شريك له ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له)) ماذا نعد, ليس هذا مجال للعد المهم الإشارة تُغني عن كثير من العبارة, لا بد من تصفية الإسلام والرجوع به إلى ما كان عليه السلف الأول وبالعبارة المأثورة في الحديث السابق إلى ما كانت عليه الجماعة حيث جعل الرسول عليه السلام التمسك بما كان عليه الجماعة هي العصمة في أن لا نكون من الفرق اثنين وسبعين التي ... الفرقة الناجية, هذا شيء مما يتعلق بالتصفية ثم يجب أن يقترن مع هذه التصفية التربية منذ نعومة أظفارنا يجب أن نوجه أطفالنا إلى هذا الإسلام المصفّى نربّيهم عليه ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله, أنا أقطع جازما لا يمكن يستحيل على المسلمين أن يعزهم الله عز وجل إلا إذا رجعوا إلى دينهم كما سمعتم في الحديث الصحيح وكما سمعتم أيضا من قول الإمام مالك " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " (231/10) «بيان أن التصفية والتربية لا بد أن تبدأ بالأفرادالشيخ: وجملة هذا الكلام من التصفية والتربية أن الإصلاح يبدأ بإصلاح الأفراد وهذا ما يُسمى اليوم بإصلاح القاعدة وهذا ما أشارت إليه الكلمة ثم ... عن بعض الدعاة الإسلامية وهي في اعتقادي أنها من الحكم التي يُلهم الله تبارك وتعالى بها أحيانا بعض عباده, هذه الكلمة هي التي تقول " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم في أرضكم " فنحن ننشد اليوم ونُدندن دائما ودائما أن الحاكمية لله وحده وهذا الكلام هو من تمام التوحيد لقول الله عز وجل بحق النصارى ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم)) ... إنما أعني الطائفة التي تريد حقا أن تُقيم حكم الله في الأرض يجب عليهم قبل أن يطلبوا من الحكّام أن يُقيموا حكم الله في دولتهم يجب على هؤلاء الأفراد أن يُقيموا حكم الله في دويلتهم, في قلوبهم هذا جواب حول هذا السؤال. (231/11) «ما حكم التوسل بأولياء الله الصالحين وهل يوقع في الشرك أم هو مسألة خلافية بين العلماء؟» السائل: إذا أذن لي بعض الإخوة, الأسئلة كثيرة جدا, كثيرة جدا فسنركز على الأسئلة التي تمس العقيدة لأن العقيدة هي الأساس وإذا صلُحت العقيدة صلُح البناء وإذا كان الأساس فاسد أي العقيدة فاسدة فلا يستطيع الإنسان أن يقيم بناء بغير عقيدة أو بغير قاعدة وبغير أساس, السؤال التالي ما حكم التوسّل بأولياء الله الصالحين؟ وهل هو يوقع المرء في الشرك أم هو مسألة خلافية بين العلماء؟ الشيخ: الحقيقة هذه المسألة فيها دقّة لأن التوسّل إلى الله تبارك وتعالى بعبد من عباده الصالحين أو بنبي من أنبيائه المصطفين الأخيار شيء ومناداة هؤلاء الأنبياء والصالحين والإستغاثة بهم في الشدائد شيء آخر. الإستغاثة هو بلا شك ينافي التوحيد توحيد العبادة التي نحن دائما نذكرها بألسنتنا تباعا لكتاب ربنا حينما نقول في كل ركعة من صلواتنا ((إياك نعبد وإياك نستعين)) كما أن معنى ((إياك نعبد)) أي وحدك نعبد كذلك ((وإياك نستعين)) أي وحدك نستعين مع ذلك تجد أن الملايين المملينة في العالم الإسلامي يستعينون بالموتى بزعم أنهم وسطاء بينهم وبين الله تبارك وتعالى, لا أريد الخوض في هذا فإنه الحمد لله أصبح اليوم كثير من المسلمين على بيّنة من أن الإستعانة والإستغاثة بالأولياء والصالحين هو شرك في العبادة أما التوسل ففيه دقة, التوسل هي في الحقيقة من حيث دلالتها اللفظية هي مسألة خلافية لكن من حيث واقعها في العالم الإسلامي فهي لها صلة بالعقيدة وأنها تنافي التوحيد الخالص وهذا يحتاج إلى شيء من البيان فلا تُؤاخذوني إذا أطلت بعض الشيء. التوسل بالمعنى الأول الخلافي هو أن يقول القائل " اللهم إني أسألك بمحمد أن تغفر لي " هذا فيه خلاف ولكن ليس كل خلاف له حظ من النظر, من أجل ذلك قال الله عز وجل في الآية السابقة ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) إلى آخر الآية, فأريد أن أقول المسألة فيها خلاف صحيح ولكن الحق أن التوسل إلى الله بعبد من عباد الله ليس من الشرع في شيء أما هل نرى ... بالعقيدة أم لا هذا ما سأبيّنه, أقول فيها خلاف لأن إماما من أئمة المسلمين الذين هداهم الله تبارك وتعالى إلى الإسلام الصحيح بفضل رجوعهم إلى الكتاب والسنة خلافا للمذهب الذي عاش فيه وهو المذهب الزيدي الذي عاش فيه بعض العلماء ممن نقدرهم لأنهم لم يتعصبوا لمذهبهم وإنما رجعوا إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله كما هو واجب كل مسلم أعني بذلك الإمام محمدا بن علي الشوكاني صاحب كتاب " نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار " هذا الرجل الفاضل يذهب صراحة إلى جواز التوسّل إلى الله بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه فهم حديث الأعمى على ظاهره فهو مأجور على كل حال لأنه إمام مجتهد واجتهاده برجوعه إلى الكتاب والسنة هو الذي أنقذه من الزيدية والإنحراف عن مذهب أهل السنة والجماعة. فهل نقول بأن الإمام هذا الشوكاني هو مشرك؟ حاشى لله لكن غاية ما نستطيع أن نقول إنه مُخطئ لم؟ لأنه فهم حديث الأعمى فهما خطأ خلاف ما كان عليه سلفنا الصالح ولعلكم تلاحظون أنني أدندن حول كلمة السلف الصالح لأنني أعتقد أن الدعوة ... من الدعوة إلى الكتاب والسنة دعوة واجبة وهي الخلاص مما فيه المسلمون اليوم من الذل والهوان والفرقة ونحو ذلك لا يكفي الإقتصار في الدعوة إلى الكتاب والسنة فقط بل لا بد بالنسبة إلينا نحن المتأخرين في هذا القرن أن نضيف وأن نضم إلى الدعوة إلى كتاب الله وحديث رسول الله كلمة عظيمة جدا وهي " على منهج السلف الصالح " لأن الجماعة هم سلفنا الصالح لذلك فتفسير الإمام الشوكاني لحديث الأعمى كان خطأ لأنه خالف ما جرى عليه سلفنا الصالح. (231/12) «ذكر حديث الأعمى و دلالته ومعناه الصحيح وبيان الاختلاف الواقع فيه من حيث التوجيه والفهمالشيخ: لعل بعضكم يتساءل عن شيئين اثنين يتعلقان بقولي حديث الأعمى, الأول ما هو حديث الأعمى؟ والآخر ما دلالته؟ حديث الأعمى كما جاء في سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم بالسند الصحيح أن رجلا جاء, رجلا أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له يا رسول الله ادع الله أن يعافيني فقال له عليه الصلاة والسلام (إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك) قال فادع يا رسول الله, ما عنده صبر فاختار ما خيّره الرسول عليه السلام بين اثنين اختار أحدهما قال فادع ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خيره بين أحد شيئين أنه سيفي بما وعده ولكنه أراد أن يُشغله بالتوسل المشروع إلى الله بالطاعة والعبادة ولذلك قال له إيتي بالميضأة وتوضأ وصلّ لله ركعتين ثم قل -هنا الشاهد- (ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وأله وسلم يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني, اللهم فشفّعه فيّ وشفّعني فيه) فتوضأ الرجل وصلى ركعتين كما أمره الرسول عليه السلا ودعى بهذا الدعاء الذي علمه الرسول عليه السلام إياه فرجع بصيرا كأن لم يكن به ... هذا هو نص الحديث تمسّك الشوكاني وجماهير المتأخرين الذين يذهبون إلى جواز التوسّل بقول الرسول للأعمى أن يقول (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك) أخذ هذا التوسل بظاهره (بنبيك) علما أن هذه الجملة من حيث الأسلوب العربي فيها كما يقول النحويون مضاف محذوف كمثل قوله تعالى ((واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها)) القرية؟ لا, أهل القرية, العير؟ لا, أهل العير كذلك هنا ((بنبيك)) لا بد من تقدير مضاف محذوف وهنا الخلاف, فما هو هذا المضاف المحذوف؟ في مفهوم الشوكاني وأمثاله ((بنبيك)) يعني بذات نبيك بحرمة نبيك, بمفهوم الآخرين من أتباع السلف الصالح (بنبيك) أي بدعاء نبيك, لا بد هنا من تقدير مضاف محذوف فإما هو الدعاء وإما هو شخص الرسول عليه السلام وذاته فما هو الصواب؟ لو أننا تأملنا في سباق القصة وسياقها لوجدنا الفكر ينسجم مع التأويل الثاني أو بالمعنى الصحيح التقدير الثاني وهو بدعاء نبيك, لم؟ لأننا نتساءل لماذا جاء الأعمى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ جاء صراحة ليطلب منه الدعاء, أن يدعوَ الله له أن يعود بصيرا ثم لمّا سأله وعده الرسول عليه السلام مخيّرا بين اثنين منها الدعاء له فاختار الرجل أن يدعوّ له الرسول عليه السلام. إذًا نحن من أوّل القصة إلى هذه اللحظة لا نزال عند الدعاء ليس هناك ذكر لغير الدعاء كشخص الرسول عليه السلام أو ذاته المباركة, هذا لم يأت بعد له ذكر إطلاقا, ... نجد في الدعاء الذي علّمه الرسول عليه السلام إياه أنه قال (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد إني أتوجّه بك) أيضا هنا يعود نفس التقدير السابق بك إما بشخصك وإما بدعائك فمال الذي دل حتى الآن؟ هل هناك للشخص ذكر؟ الجواب لا وإنما الدعاء ويتأكد هذا بتمام الدعاء, (إني أتوجّه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد إني توجّهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفّعه فيّ) ما معنى (فشفّعه فيّ)؟ اقبل شفاعته فيّ, ما هي شفاعته عليه السلام هو دعاءه, إذًا هذا دليل ثالث أن القصة كلها تدور حول التوسّل بدعاء الرسول عليه السلام وليس بشخصه (يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني, اللهم فشفّعه فيّ) أي اقبل دعاءه فيّ, والأعجب من هذا كله تمام الحديث (وشفّعني فيه) كل منا يفقه ويفهم أن يشفع الرسول لهذا الضرير لأننا كلنا بحاجة إلى شفاعة الرسول عليه السلام يوم المحشر وليس هو بحاجة إلى أن يشفع له أحد, فكيف يقول الأعمى بتعليم من الرسول وليس بعبارة من عنده (وشفّعني فيه) ذلك لأن الشفاعة إذا عرفنا مما سبق أن المقصود بها الدعاء فواضح جدا من قوله (وشفّعني فيه) أي اقبل دعائي بأن تقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيّ, انتهت القصة وكما ترون كلها تدندن من أولها إلى آخرها أن الرجل إنما توسّل بتعليم من النبي صلى الله عليه وسلم له بدعائه صلى الله عليه وسلم. (231/13) «بيان الشيخ لثمرة الخلاف وبيان أثره وضرب الشيخ لأمثلة من واقع الصحابة في بيان معنى التوسل الحقيقيالشيخ: إذا كان الأمر هكذا وهو كذلك يقينا ما ثمرة الخلاف بين هذا التفسير الصحيح الراجح وبين ذاك التفسير الضعيف المرجوح؟ ثمرة الخلاف أنه على القول الضعيف إذا كان الأعمى توسّل بذات الرسول وشخصه فذات الرسول وشخصه باقية إلى يوم يبعثون كما هي بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم (أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلُغني) قالوا كيف ذاك وقد أرمت؟ قال (إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) فذات الرسول وشخصه لا يزال كما هو فإذا كان الأعمى توسّل بذاته فهي موجودة ولذلك يعممون الحكم إلى يوم يبعثون أما على التفسير الآخر وهو التفسير الراجح الصحيح فإذا كان التوسّل بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فلا مجال الآن إلى أن يتوسل المسلم بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بأسماء كثيرة منها أننا لا نستطيع أن نصل إليه كما استطاع الأعمى أن يصل إليه وهذا هو من فوارق الحياة الدنيوية عن الحياة البرزخية, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم الناس في مسجده, وكان لا يجرؤ أحد من أصحابه أن يتقدم بين يديه ... كيف يصلي ورسول الله بجانبه حيّ في قبره لأن حياته عليه الصلاة والسلام في قبره حياة برزخية لا يعرف حقيقتها إلا الله تبارك وتعالى لهذا مادام ليس من الإمكان أن يأتي الإنسان إلى الرسول عليه السلام وأن يسأله الدعاء كما فعل الأعمى ثم يستمع هل وافق الرسول على طلبته ووعده خيرا أن يدعوَ له فيرجع هذا الطالب الجديد فيتوسل بدعائه عليه السلام, هذا غير ممكن, من هنا جاء التفريق الذي يذهب إليه علماء السلف ثم يتأوّله الخلف تأويلا باطلا ويتهمونهم بما هم براء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب, السلف يقولون ما دام أن التوسّل هذا كان ب ... عليه السلام و هذا لا يمكن الآن بسبب أنه انتقل إلى الرفيق الأعلى, يتأول قولهم هذا المخالفون لهم بعناد وبغي واعتداء ها يقولون إن الرسول مات, ومن الذي يقول أنه لم يمت؟ والله يقول ((إنك ميّت وإنهم ميّتون)) لكن مع ذلك يثبتون له عليه الصلاة والسلام من الحياة البرزخية الروحية ما لا مثل لها عند غيره عليه السلام فمن خصوصياته كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (إن لله ملائكة سيّاحين يبلغوني عني أمتي السلام) فللرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قبره أسمى حياة برزخية لغيره من إخوانه الرسل والأنبياء ولكن هذه الحياة منفصلة تماما بين حياتنا فلا نستطيع أن نعامل نبينا بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى كما عامله أصحابه الكرام, من ذلك ذلك الضرير. إذًا حديث الأعمى يدور حول التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا جرى السلف الصالح كما جاء في صحيح البخاري لما أصيب الناس بالقحط في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج بالناس ليستسقي وفيهم العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال عمر " اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا وإنا نتوسل إليك الآن بعم نبيك فاسقنا, يا عباس ادع الله لنا " فيدعوا فيسقون, هذا عمر وصحبه الكرام كلهم يقرون عمر بن الخطاب على قوله " اللهم إنا كنا إذا أجدبنا -في عهد النبي صلى الله عليه وسلم- توسلنا إليك بنبينا فتسقنا " والآن كأنه يقول لا مجال للتوسل بنبينا لأن التوسل بالنبي وضح لكم أن المقصود توسل بدعائه فهم حينما كانوا يتوسلون بالنبي في الإستسقاء هل كانوا يضعون الشخص, شخص الرسول أمامهم وانتهى الأمر أم فعلوا به كما فعل عمر بن الخطاب وصحبه مع عمه العباس حيث قال له " ادع الله لنا " وهذا ما كان الرسول يفعله كما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخطب يوما, يوم الجمعة لما دخل رجل أعرابي من باب من أبواب المسجد فقال " يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادع الله لنا " فقول هذا الرجل " فادع الله لنا " هو توسله بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه حتى بانت إبطاه وقال (اللهم اسقنا اللهم اسقنا) وفي رواية (اللهم أغثنا اللهم أغثنا) فسقوا سبتا وكانت السماء تمطر كأفواه القرب إلى آخر الحديث. والخلاصة إذا كان الإمام الشوكاني يقول بجواز التوسل توهما منه وفهما خطأ لحديث الأعمى فهذا هو مأجور عليه ولا يُضلل لا هو ولا من يرى رأيه فضلا عن أنه لا يُكفّر ولكن وهذه النقطة الحساسة والتي تتعلق بمنافاتها للشرك أو بمنافاة التوسل هذا للتوحيد ووقوع صاحبه في الشرك حين يقترن به ما يأتي , حينما نناقش الناس ونحاول أن ندلهم على التوسل المشروع الذي كان عليه سلفنا الصالح ومنهم الأئمة وعلى رأسهم الإمام الأول من الأربعة أبو حنيفة النعمان بن ثابت الذي قال أكره أن يُسأل الله إلا بالله, أكره أن يُسأل الله إلا بالله والتوسل المشروع هو التوسل بمثل قوله تعالى ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) هذا التوسل هو توسل الإنسان باسم من أسماء الله أو بصفة من صفات الله أو بعمله الصالح أو بدعاء رجل صالح وهذا له أدلته ولسنا الآن في صددها. (231/14) «ذكر الشيخ لشبهة هؤلاء المتوسلين بذوات الأنبياء وجاههم وجاه الصالحينالشيخ: إذا أردنا أن نرشد الناس إلى هذا التوسل المشروع وأن يدعوا هذا التوسل غير المشروع بادرونا بقولهم وهنا العجب العجاب, قالوا يا أخي أنت إذا كان لك حاجة عند ملك أو أمير أو وزير هل تستطيع أن تُخاطبه وجها لوجه أم لابد لك من أن تدخل واسطة بينك وبينه فأقول أنا ... متغافلا لا بد من هذه الواسطة فيظن المسكين بغباوته وغفلته وجهالته أن الحجة قد أقيمت علينا نحن فإذا رجعنا لنقول له يا أخي أنا أسألك الآن إذا كان عندك أميران أو وزيران أو أو من هؤلاء الرؤوس الكبار الذي ... بينهم وبين الشعب, إذا كان ... أمير لا يمكن لعامة الشعب أو فرد من أفراد الشعب أن يكلمه وجها لوجه كما كان أصحاب النبي يفعلون مع الرسول عليه السلام وكما كان الناس في زمن عمر بن الخطاب يخاطبونه أيضا وجها لوجه حتى قال بعض المعاصرين خطأ إنه أول ديموقراطي في الإسلام, تعبير أجنبي وغير صحيح تطبيقه على المسلم المهم, ترى فهذا الأمير الذي تخاطبه مباشرة بدون واسطة خير عندك أم أميرك ذاك؟ لا يستطيع المسكين إلا أن يقول الحق الواقع, يقول هذا هو الأمير الذي نكلمه ... بدون واسطة بدون حجاب هو خير لنا. إذًا نعود فنقول لهذا المسكين أنت لا ترضى أن تشبه الله بالأمير العادل الذي تكلمه الرعية وكل فرد من أفرادها بدون واسطة, تأبى أن تشبه الله بهذا الأمير العادل ولو أنك شبّهته كفرت مع ذلك تأبي أن تشبهه بالأمير العادل فتلجأ إلى أن تشبهه بالأمير الظالم. إذا اقترن بالتوسل مثل هذا التشبيه فلا شك أنه شرك والآن في العالم الإسلامي ... مكتوبة في كتب تسمى بعضها ب" دلائل الخيرات " وبعضها ب" أدل الدلائل " وما شابه ذلك من الأسماء الكثيرة فيها توسل إلى الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم, ما هو نوع التوسل الذي يعنونه آالتوسل الذي وقف عنده الإمام الشوكاني وأمثاله, جاء النص يا أخي هكذا فنحن نتقرب إلى الله ب ... أم يعنون هذا التوسل الذي نسمعه منهم دائما وأبدا ... يتكلم مع الأمير إلا بواسطة فرب العالمين لا سيما أنهم يُدرجون أحيانا إلى ذلك التعبير الباطل نحن أهل ذنوب ومعاصي ونحن ما نستطيع أن نكلم الله إلا بواسطة رجل صالح نقول لهم حين ذاك أين أنتم من قول الله تبارك وتعالى ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)) ذكر علماء التفسير في سبب نزول هذه الآية أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ " فجاء الجواب ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)) إلى آخر الآية. وهذا القرب قد جاء ذكره أيضا في حديث أبي موسى الأشعري الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما أن الصحابة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكانوا إذا علوا شرفا كبروا الله وإذا هبطوا واديا سبحوا الله ورفعوا بذلك أصواتهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم) (اربعوا) اشفقوا على أنفسكم (إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب إنما تدعون سميعا بصيرا إنما تدعون من هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) فمن كان من عباده بهذا القرب هل هو بحاجة إلى وساطة المتوسط, حاشى لله, ث إذًا باختصار نقول التوسل نوعان نوع مختلف فيه والصواب أنه غير مشروع لأنه خلاف السنة ونوع هو الشرك بعينه وهو الذي يقترن تعليل تجويزه بقياس الخالق على المخلوق ال ... وليته كان قياسا على المخلوق الصالح وكله كفر لأن الله يقول ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ... والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة (231/15) «ما حكم وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع؟» السائل: ما حكم وضع اليدين على الصدر بعد القيام من الركوع؟ الشيخ: هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها علماء العصر الحاضر, والذي نراه أنه ليس هناك حديث صريح في شرعية هذا الوضع بعد رفع الرأس من الركوع بل نجد في حديث وائل بن حُجر الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده وغيرهما أنه لما وصف صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قيام وركوع وسجود ذكر الوضع في القيام الأول ولم يعد إلى ذكره في القيام الثاني بعد الركوع وإنما ذكر التحميد " سمع الله لمن حمد ربنا ولك الحمد " ثم قال سجد عليه السلام مكبرا وهكذا تابع سياق صلاته عليه السلام فنأخذ من هذا أنه لو كان في علم وائل الوضع في القيام الثاني بعد الركوع فذكره كما ذكره في القيام الأول بالإضافة إلى هذا جاءت رواية مختصرة عن وائل بن حجر في سنن النسائي ظاهرها الوضع في المكان الثاني أيضا وهو يقول أو قيل عنه وهذا هو الصواب أن نقول أنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى" , كان إذا قام مطلق يشمل القيام الثاني كما يشمل القيام الأول لكن هذه الجملة مختصرة من حديثه المطوّل, حديثه المطوّل ذكر القيام, القيام ذكر الوضع في القيام الأول وكما ذكرنا آنفا لم يتعرض للوضع مرة ثانية في القيام الثاني, ومثل هذا يوجد في الأحاديث أي يأتي بعض الرواة فيقتطع قطعة من حديث كامل وبسبب هذا القطع والفصل للجملة من مكانها تعطي الجملة حين ذاك معنى أوسع مما كانت في موضعها, حين كانت في موضعها وطريقة أهل العلم بالحديث في هذه الحالة أن يضم الفرع إلى الأصل أن تضم هذه الرواية المختصرة إذًا للرواية الكاملة, حين ذاك نجد محلها بسبب الرواية الكاملة وإذا محلها في القيام الأول وأنا أضرب لكم مثلا واضحا, يأتي حديث " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُشير في الصلاة " كان يُشير في الصلاة, يأتي حديث ثانٍ " كان إذا جلس في الصلاة أشار بأصبعه " , تأتي الرواية الثالثة " كان إذا جلس في التشهد في الصلاة أشار " ترى على أي رواية تكون الإشارة؟ لا شك أنها تكون على الرواية التي فيها التحديد الأكمل, رأيته كان يشير في الصلاة, مش واضح وين كانت الإشارة, مثلا هل أفعل هكذا؟ أي إشارة؟ وضع وإشارة, إذا أردت أن أعمل نص الحديث الأول كان يُشير في الصلاة فأنا أشير في الصلاة وفي أي مكان أشير في الصلاة لكن هذا لم يأت في حديث مطلقا أن الرسول عليه السلام كان يفعل هكذا, ننتقل إلى الرواية الثانية, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة أشار بأصبعه, جلس في الصلاة جلوس بين السجدتين, هل صحت الرواية بالإشارة بالأصبع بين السجدتين في غير هذا النص العام؟ الجواب لا, نأتي إلى الرواية الثالثة والأخيرة, كل هذه الروايات صحيحة من حيث الرواية والسند وثقة الرجال فهي ثابتة, الرواية الأخير ةكان إذا جلس في التشهد أشار, إذًا الرواية الثالثة تقضي على الروايتين وتحدد الإشارة التي أطلقت إطلاقا عاما في الحديث الأول وتقيد الإشارة التي قيّدت بالجلوس في الحديث الثاني لتصبح القضية أن الجلوس الذي فيه الإشارة إنما هو الجلوس للتشهد. هكذا يجب أن يؤخذ من الحديث ما كان أوضح وأبين وكان مفسرا لما هو مطلق غير مبيّن, هذا رأيي في هذه المسألة وعلى كل حال فيجب على كل مسلم أن يكون دائما متبعا للدليل ولا يكون خلاف قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال " لا تكونوا امعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن أساؤوا ضللنا ولكن وطنوا أنفسكم على أن إذا أحسن الناس أن تُحسنوا وإذا أساؤوا فلا تظلموا " السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ... حديث هذا؟ الشيخ: أحسنت أنا قلت وأعني ما قلت قال بن مسعود لأن الصواب أن هذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هو موقوف على بن مسعود الذي رفعه بعض الرواة عنه خطأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من كلام بن مسعود, غيره؟ (231/16) «شاب يعمل في مؤسسة حكومية وهو ملتزم في ظاهره لكنه يجد مضايقات من قبل بعضهم بحجة أنه ينبغي عليه أن يكون بمظهر لائق بحيث يحلق لحيته فهل يستقيل أم يخفف من لحيته؟» السائل: شاب يعمل في مؤسسة حكومية كالجيش أو الشرطة مثلا, هذا الشاب ملتزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعفي لحيته ولكنه يجد مضايقات تكاد تكون يومية في هذه الناحية بحجة أن الضابط يجب أن يظهر بمظهر لائق وحسن أي أنه بإعفائه للحيته لا يكون مظهره حسن فهل لهذا الشاب أن يستقيل من هذا العمل أو يخفف من لحيته؟ الشيخ: أنا أقول له يجب أن تثبت حيث أنت وتظل أنت ولحيتك المباركة ولا تأخذ منها لتثبت للناس أن المسلمين اليوم هم متمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت المضايقات, ما قيمة هذه المضايقات؟ لا نُجلد ولا نُحبس ولا يُصيبنا أذى في سبيل الله إلا كلمات نحن مع الأسف في عمّان تحلق لحية الرجل رغم أنفه وفي سوريا وقعت حوادث ومنهم صهر لنا ما استطاعوا أن يحلقوا لحيته إلا بعد أن كبلوه بالأغلال وربطوه بالسارية وحلقوا لحيته رغم أنفه, مع ذلك بعد يومين ثلاثة بارك الله له فيها وعادت سيرتها الأولى فما الذي يمنعكم أنتم في هذه البلاد وأشعر أنكم تعيشون في نعمة كبيرة جدا بالنسبة للبلاد الأخرى, أنا خشيت أن يكون تمام السؤال أنهم يحلقون لحيته رغم أنفه أما إذا وقف الأمر أنهم يُنازعونه في لحيته و ... بعض كلمات ويقولون كلمات أنا أقولها صريحة لأن الأمر كما قال تعالى ((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) أنا أذكر أولئك الرؤساء أو القواد في الجيش الذين يقولون للملتحين المتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم حينما يقولون له يجب على المسلم الجندي خاصة أن يظهر بالمظهر اللائق أقول لهؤلاء الآمرين بخلاف أمر نبيهم لو أنكم تدرون ما تقولون لكفرتم, لأنكم تستهجنون وتستقبحون هيئة الرسول عليه السلام حيث كانت لحيته لحية جليلة وحيث أنه عليه السلام لم يقتصر أنه أمر الناس بأن يقتدوا به بل قال لهم (حفوا الشارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى) فهذا النظام في الجيوش الإسلامية اليوم مع الأسف على اختلافهم من إقليم إلى آخر كما أشرت آنفا ليس, ليس نظاما مسلما أبدا لكن كما قلت لكم أنتم لا تزالون في خير كثير مادمتم ترون جنودا متمسكين بلحاهم فأنتم في خير أما في مثل الأردن لا يمكن أن ترى جنديا ملتحيا, في سوريا وهذا من عجب الوضع هناك من حيث أن الحكم كافر مع ذلك يوجد هناك بعض الحريات لبعض الجنود لأنهم يعفون عن لحيتهم لذلك نحن نوصي كلًّا من الآمر والمأمور المذكورين في السؤال نوصيهم بأن لا يخالفوا شرع الله تبارك وتعالى, الملتحي لا يطيع الآمر بأن يطيح بلحيته وأن يرمي بها أرضا لأن الرسول عليه السلام يقول (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ونذكر الأمر بأنه لا ينبغي له إذا كان مسلما وأنا أظن أنكم أيضا في نعمة أخرى حيث لا يحكمكم كافر كما هو الشأن في بعض البلاد الإسلامية الأخرى حيث يكون الضابط غير مسلم فيتحكم بالمسلم ويوجهه الوجهة التي تناسب كفره وضلاله, لا يوجد عندكم والحمد لله شيء من هذا ولكنها ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين. (231/17) «هل يجوز لطالب العلم أن يقصر في الصلاة إن كان مسافرا لطلب العلم لمدة أربع سنوات؟» السائل: هل يجوز لطالب العلم أن يُقصر إذا سافر لمدة أربع سنوات أو خمس سنوات للدراسة؟ الشيخ: القصر إنما يُشرع للمسافر وإذا كان هذا الطالب يذهب ليدرس أربع سنوات فهو مقيم ومستقر ربما يكون استقراره في بلاد الغربة خيرا من استقراره في بلد الإقامة فكيف يجوز لهذا أن يظل يقصر في الصلاة, القصر في الصلاة إنما هو للمسافر وهذا مقيم وليس بمسافر, نعم. لعل في هذا القدر كفاية؟ السائل: نعم سائل آخر: على بعد الصلاة الشيخ: نعم؟ السائل: هل نواصل بعد الصلاة؟ نصلي ونواصل الشيخ: لا سامحونا بهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين ... الصلاة السائل: بارك الله لك. (231/18) «شرح باب جديد من أبواب الأدب المفرد وهو باب (إذا لم يتكلم الكبير فهل للأصغر أن يتكلم).» الشيخ: فجاء أصحابه وبعض إخوته يطلبون بدمه عند الرسول صلى الله عليه وسلم فبدأ أحدهم يتكلم فأمر الرسول عليه السلام أكبرهم أن يبدأ الكلام, الآن يبوب المصنف رحمه الله بابا جديدا فيقول " باب إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم؟ " ذكرنا في الدرس الماضي أن الباب السابق والحديث الذي تحته يدلنا على أدب من آداب المجالس وهو أنه لا ينبغي للصغير علما وسنّا أن يتقدم بين يدي الكبير سنا وعلما, الآن من دقة الإمام البخاري رحمه الله أنه يأتي بسطر جديد تحت هذا الباب فيقول إذالم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم؟ الجواب يُفهم من الحديث الآتي وهو بالإيجاب كما سيتبين لنا. (232/1) «شرح حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .......... ).» الشيخ: والحديث الذي ذكره تحت هذا الباب إسناده صحيح يرويه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها لا تحتّ ورقها فوقعت في نفسي النخلة, فكرهت أن أتكلم وثمّ أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما لم يتكلما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هي النخلة) " فلما خرجت مع أبي قلت يا أبي وقع في نفسي النخلة قال ما منعك أن تقولها, لو كنتَ قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا, قال ما منعني إلا لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت " انتهى الحديث. نعود إلى شيء من التعليق على الحديث, في مجلس أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه أن يختبر أصحابه وأن يمتحن أفهامهم فوجّه إليهم السؤال الآتي (أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم) شو معناها مثل المسلم؟ يعني أنها دائما تنفع الناس, ذلك طبيعة الرجل المسلم أنه نافع للناس دائما وأبدا وقد ... الرسول عليه السلام الشجرة التي مثّلها بالمسلم بقوله عليه السلام تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها وهذه القطعة من القرآن الكريم ((ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)) والحين في لغة العرب هذه اللفظة تطلق ويُراد بها أوقات متفاوتة ما بين اللحظة وما بين السنين الطويلة فهنا في هذه الجملة التي اقتبسها الرسول عليه السلام في هذا الحديث من الآية السابقة الذكر ((تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)) فالحين هنا المقصود بها السنة على عكس مثلا ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)) فهناك المقصود بالزمن الطويل يقال أنه أربعون سنة, الشاهد إن من صفة هذه الشجرة التي ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل لها بالمسلم فوصفها أنها (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) أي كل سنة وهو من صفاتها لا تحتّ ورقها أي لا يتساقط فيظل ثابتا على أغصانها وعلى أعضائها لا يتساقط كأكثر الأشجار وإنما يظل كما هو أخضر, هذا هو السؤال كان يطلب الرسول عليه السلام من الصحابة أن يُخبروه عن شجرة مثلها مثل المسلم فهي تنفع الناس دائما وأبدا لأن شجرة النخل صحيح أنها تحمل في السنة مرة ولكن يظل هذا الثمر طعاما مدخرا لأصحابه إلى العام القابل الذي تكون الشجرة قد أثمرت من جديد وهكذا فهي تنفع الناس وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها, هذه الصفة بارزة في شجرة النخل فأضاف الرسول عليه السلام إلى هذه الصفة صفة أخرى مثلها في البروز ألا وهي ... وبقاء الشجر على الأم وعلى الأصل ... قال عليه السلام (لا تحتّ طرفها) لما سأل الرسول عليه السلام هذا السؤال لأصحابه الكرام ألقي في نفس عبد الله بن عمر بن الخطاب أنها النخلة, عبد الله بن عمر بن الخطاب فعمر الخطاب من كبار الصحابة الذين أسلموا قديما وابنه صغير السن بطبيعة الحال كان حاضرا في المجلس حينما توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا السؤال فهو كان عنده حكمة عبد الله بن عمر كان عنده حكمة وعنده كياسة وعنده علم وعنده أخيرا أدب العلم وأدب العلماء, مجالس العلماء, ألقي في نفسه أنها الشجرة التي من صفتها أنها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها والتي من صفتها أنها لا يسقط ورقها, من تكون هذه؟ إلا النخلة لكن ضبط أعصابه وكما أشرت في الدرس السابق خلاف الشباب المسلم اليوم الذي لا يكاد يسمع سؤالا يوجّه إلى رجل من أهل العلم فيتطفل هو ويُبادر إلى الجواب دون أن يحال السؤال إليه, ابن عمر لم يكن كذلك لأنه نشأ وربّي فتخرّج من مدرسة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , هذه المدرسة التي تعلّم مع العلم الأدب فألقي في نفس عبد الله بن عمر أنها النخلة ولكنه أسرها في نفسه ولم يبدها لهم أدبا, قال فوقع في نفسي أنها النخلة فكرهت أن أتكلم, ليه؟ يقول "وثم أبو بكر وعمر بن الخطاب" هناك في المجلس أبو بكر أفضل صحابة الرسول عليه السلام من جهة وهناك أبوه وهو أكبر منه علما وسنا فكيف يتكلم, قال بن عمر فلما لم يتكلما أجاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السؤال الذي طرحه على الصحابة بقوله (هي النخلة) قال بن عمر " فلما خرجت مع أبي قلت يا أبت وقع في نفسي النخلة " بعد ما انفض المجلس أفضى عبد الله بن عمر بما كان ألقي في نفسه أنها النخلة, هنا أصاب أباه شيء من الحزن والأسى وال ... ذلك ما يُعبر عنه قول عمر " ما منعك أن تقولها, لو كنت قلتها كان أحبّ إليّ من كذا وكذا " يعني مما الناس يحبّونه من المال والجاه و وإلخ لأنه يظهر والحالة هذه أن بن عمر الصغير السن يظهر أمام الصحابة بأنه كبير العقل, لو أنه صرّح بأنها النخلة ولكن قد أكّد بن عمر السبب الذي منعه من أن يتحدّث بهذه النعمة التي أنعم الله بها عليه حيث فهم كلام الرسول عليه السلام الذي لم يفهمه الصحابة بعد فقال متأدبا ومعتذرا في آن واحد لأبيه " ما منعني إلا لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت " لما شفتك أنت وأبو بكر الصديق سكت وما حكيته لأنه بيسكت ما بدي أحكي من باب أولى. هذا الحديث كله ترجم به المصنف لهذا الباب, " باب إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم؟ " هكذا فقه البخاري بيترجم عن الحديث بباب يتساءل فيه هل له أن يتكلم؟ ما بيعطيك الجواب لأنه يريد من طالب العلم أن يأخذ الجواب هو بنفسه من دراسته وتفقهه في الحديث الذي أورده تحت الباب فالآن ماذا نفهم من هذا التساؤل هل للصغير أن يتكلم إذا لم يتكلم الكبير وقد أورد المصنّف تحت هذا الباب هذا الحديث الصحيح؟ قد يتبادر لأذهان بعض الناس القارئين لهذا الحديث أن الجواب لا , لأنه بن عمر ما تكلم لكن الصحيح أن الجواب له أن يتكلم ذلك لأن الرسول عليه السلام لما وجه الخطاب بقوله أخبروني عن شجرة مثلها كذا وكذا ما خص أبا بكر ولا عمر ولا غيرهما من كبار الصحابة ... وإنما وجه خطابا عاما فلما لم يبادر إلى الإجابة عن هذا السؤال كبار الصحابة حينئذ يأتي دور صغارهم أمثال عبد الله بن عمر فلا مانع هنا بعد ذاك أن يُبادر إلى الجواب عن هذا السؤال فهذا مثله تماما كمثل معلم الدرس أو أستاذ الدرس أو شيخ الدرس أو ما شابه ذلك يوجه سؤالا إلى الحاضرين جميعا ماذا تقولون في كذا وكذا يجوز أو لا يجوز؟ فالسؤال موجه للجميع, لو كان موجّها إلى كبار القوم فهناك يأتي الأدب الذي التزم به عبد الله بن عمر, لا بأس عبد الله بن عمر التزم لكن إلى متى ما دام وجد أبا بكر وعمر سكتا فكان عليه أن يُفضي بما أنعم الله عليه من الفقه بكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأن يقول هي النخلة يا رسول الله فنحن نأخذ أن تساؤل البخاري في هذا الباب هل له أن يتكلم الصغير إذا سكت الكبير, نأخذ الجواب من هذا الحديث بالإيجاب وليس بالسلب من ناحيتين, الناحية الأولى ما شرحناه آنفا أن السؤال كان موجها للجميع فلما لم يتكلم الكبير فعلى الصغير أن يتكلم, والناحية الأخرى أن أحد الكبراء وهو عمر بن الخطاب والد عبد الله هو نفسه قال لو تكلمت لكان أحب إلي من كذا وكذا فلو كان من أدب المجلس أن يتكلم الصغير حينما يصمت الكبير ما تمنى عمر بن الخطاب لابنه خلاف الأدب. إذًا نستلخص من هذا الدرس ومن الدرس السابق أدبين اثنين الأدب الأول أنه إذا كان هناك مجلس لا سيما إذا كان له خطورته وهناك كبار في العلم وفي السن فمن أدب الصغار أن لا يتقدموا بالكلام بين يدي الكبار والأدب الآخر أنه إذا عجز الكبير أن يتكلم بما يناسب الموضوع فهناك ينبغي على الصغير أن يثبت نفسه وشخصيته وعلمه لأن القضية ليست قضية السن فقط فكثيرا ما يكون الأمر على العكس من ذلك لكن القاعدة هو مراعاة الأكبر فالأكبر فإذا لم يتكلم الكبير فعلى الصغير أن يتكلم كما أوحى بذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنه " لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا " (232/2) «بيان الشيخ لوجه مطابقة الحديث للترجمةالشيخ: الباب الذي يليه " باب تسويد الأكابر " يروي تحته بإسناده الحسن عن حكيم بن قيس بن عاصم أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال " اتقوا الله وسوّدوا أكبركم فإن القوم إذا سوّدوا أكبرهم خلفوا أباهم وإذا سوّدوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم, وعليكم بالمال واصطناعه، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم. وإياكم ومسألة الناس، فإنها من آخر كسب الرجل وإذا مت فلا تنوحوا، فإنه لم ينح على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإذا مت فادفنوني بأرض لا يشعر بدفني بكر بن وائل، فإني كنت أغافلهم في الجاهلية " هذه وصية من أحد الصحابة لأولاده فيها العديد من الوصايا التي يحتاج إليها الأولاد عادة, أن يتشبثوا بها وأن يضلوا ذاكرين لها وعاملين بها؟ (232/3) «شرح باب تسويد الأكابر وتحته حديث حكيم بن قيس بن عاصم أن أباه أوصى بنيه عند موته افقال: اتقوا وسودوا أكبركم ......... ).» الشيخ: الباب الذي يليه " باب تسويد الأكابر " يروي تحته بإسناده الحسن عن حكيم بن قيس بن عاصم أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال " اتقوا الله وسوّدوا أكبركم فإن القوم إذا سوّدوا أكبرهم خلفوا أباهم وإذا سوّدوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم, وعليكم بالمال واصطناعه، فإنه منبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم. وإياكم ومسألة الناس، فإنها من آخر كسب الرجل وإذا مت فلا تنوحوا، فإنه لم ينح على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإذا مت فادفنوني بأرض لا يشعر بدفني بكر بن وائل، فإني كنت أغافلهم في الجاهلية " هذه وصية من أحد الصحابة لأولاده فيها العديد من الوصايا التي يحتاج إليها الأولاد عادة, أن يتشبثوا بها وأن يضلوا ذاكرين لها وعاملين بها؟ (232/4) «شرح وصية الصحابي وأول ذلك شرح قوله (اتقوا الله).» الشيخ: أول ذلك أن قال لهم " اتقوا الله " فهذه وصية جامعة مانعة لأن تقوى الله عز وجل معناها أن يخشى العبد ربه فيُطيعه في كل ما أمره به وينتهي عن كل ما نهاه عنه, هذه تقوى الله , وهذه وصية من وصايا الرسول عليه السلام لأصحابه في مناسبات كثيرة منها أنه أوصى معاذا فقال له (اتق الله حيث ما كنت) هذه وصية مشهورة من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جرى على هدي الرسول عليه السلام وعلى سننه من بعده الصحابة الكرام ومنهم قيس هذا بن عاصم حيث أوصى بنيه بقوله " اتقوا الله " (232/5) «شرح قوله: (وسودوا أكبركم).» الشيخ: وأتبع هذه الوصية بقوله " وسودوا أكبركم " شو معنى " سودوا أكبركم " يمكن لبعدنا عن اللغة العربية وأدابها نفهم " سوّدوا " يعني شحروا تشحير أي تسويد يعني لكن التسويد هنا من السيادة من السؤدد, سوّدوا أكبركم يعني اجعلوه رئيسا عليكم لا تجعلوا الصغير الحقير المنبوذ لأنه مثلا في عنده طلاقة لسان أو في عنده شوية شجاعة يضعها في غير محلّها فأنتم بترهبوا جانبه وتريّسوه عليكم, لا, سوّدوا أكبركم سنّا وحلما وعلما وأدبا " وسوّدوا أكبركم " (232/6) «شرح قوله: (فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم).» الشيخ: ... " فإن القوم إذا سوّدوا أكبرهم خلفوا أباهم " فإن الأولاد إذا تأدبوا بهذا الأدب وأمّروا وسوّدوا وريّسوا عليهم أكبرهم خلفوا أباهم بمعنى أنهم عاشوا كما لو كان أبوهم بينهم لأنهم ريّسوا عليهم أكبرهم فهذا الأكبر المفروض فيه أن يكون أكبر علما وأكبر عقلا وأكبر تجربة فهو سيسير بإخوته مسيرة أبيهم من قبل هذا الأخ الذي سوّد عليهم أي كأنهم سوف لا يشعرون بفقد أبيهم مادام أنه حل محله أخوهم الأكبر من بعده ولذلك شاع بين الناس أن الأخ الأكبر بمنزلة الأب هذا فيه حكمة بلا شك ولكن لا يخفى أن هذا ليس على الإطلاق فكم من كبير سنا هو صغير في المنزلة وفي العلم والعكس بالعكس ولكن ينبغي مراعاة هذا الأدب وهو تسويد الأكبر ما وُجد إلى ذلك سبيلا للمحافظة على نظام الأسرة ووحدتها وحياتها من بعد وفاة رئيسها ألا وهو والدها, فإن القوم إذا سوّدوا أكبرهم خلفوا أباهم (232/7) «شرح قوله: (وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم).» الشيخ: " وإذا سوّدوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم " وإذا عكسوا هذه الوصية وريّسوا عليهم أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم أي كان ذلك سببا في أن تصيب الزراية والحقارة من هو كفؤ من بينهم أن يكون هو الرئيس عليهم. (232/8) «شرح قوله: (وعليكم بالمال واصطناعه لأنه منبهة الكريم ويستغنى به عن اللئيم).» الشيخ: من وصايا هذا الرجل العاقل لأولاده أن قال لهم " وعليكم بالمال واصطناعه " المقصود هنا بالمال كل ما له قيمة وليس المقصود به النقدان فقط فهو يعظ أولاده بأن لا يكونوا عالة على الناس يعظهم وينصحهم بأن يكون عندهم مال مكسب يعتاشون منه ولا يحتاجون إلى غيرهم, لماذا؟ قال " لأنه منبهة الكريم " لأن الإنسان حينما يكون عنده مال هذا المال يكون سببا ليكون وجيها وبارزا ونبيها عند الناس حيث أنه يُساعدهم بماله فإن اصطناع المال واكتسابه يكون منبهة للكريم من جهة ويُستغنى به عن اللئيم, الإنسان حينما يكون غنيا بما عنده فذلك يُغنيه أن يطرق أبواب الناس لا سيما وفي العادة أن الناس الذين يملكون المال وبإمكانهم أن يساعدوا الناس يكونون لئاما لا يكونون كراما إذا ما أعطوا منّوا, هذا إذا ما ردوا وسبوا وشتموا فإذًا اكتساب الإنسان المال وتعاطيه من جهة يرفع من مرتبته عند الناس ومنزلته ويجعله من بينهم نبيها كريما ومن جهة أخرى يستغني بهذا المال في هذه الحال عن أن يسأل المال بعض الناس اللئام لا سيّما وقد مضى معنا في بعض دروسنا السابقة قول الرسول عليه الصلاة والسلام (اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الآخذة) فكأنه هنا حينما قال " عليكم بالمال واصطناعه فإنه منبهة للكريم ويُستغنى به عن اللئيم " استنبط هذا المعنى من هذا الحديث الشريف (اليد العليا) وهي المعطية (خير من اليد السفلى) (232/9) «شرح قوله: (وإياكم ومسألة الناس).» الشيخ: قال " وإياكم ومسألة الناس ", يحذر أولاده أن يسألوا الناس أيّ شيء وفي الحقيقة أن هذه الوصية وحدها هي أيضا من الوصايا التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بها أصحابه فقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أنه عليه الصلاة والسلام بايع بعض أصحابه على ألا يسأل الناس شيئا ولو ناولني السوط, السوط ... كانت المبايعة بهذه الدقة أنه أنت حتبايعني على الإسلام ولكن أنا أشترط عليك أن لا تسأل الناس شيئا مطلقا ولو كنت راكبا دابتك فرسك ناقتك فسقط منك السوط واحد مار بجنب السوط لا تقل له من فضلك ناولني السوط وإنما برّك الناقة وانزل وخذ السوط بيدك, أوقف الفرس وانزل منها وتناول السوط بيدك, لماذا؟ لأن هذا في الواقع من تمام العبودية لله عز وجل حينما المسلم يسعى أن لا يسأل الناس شيئا هو بيحقق منزلة ((إياك نعبد وإياك نستعين)) في أوسع مدى فهذا طبعا لا يعني أنه حرام الإنسان يقل لصاحبه من فضلك ناولني السوط ناولني القلم ناولني الورقة لا , هذا لا يعني أنه حرام ولكن يعني أن المسلم ينبغي أن يعتمد بعد الله على نفسه, خذ السوط بيدك ولا تسأل الناس شيئا (232/10) «شرح قوله: (فإنها من آخر كسب الرجل).» الشيخ: لذلك هذا الصحابي الجليل يوصي أيضا بنيه وأولاده بهذه الوصية فيقول " وإياكم ومسألة الناس فإنها من آخر كسب الرجل " مسألة الناس يقول من آخر كسب الرجل, يُشير إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد حرّم " الشحاذة " سُؤال الناس المال, اعطني قرش اعطني ليرة إلى أخره, وهناك تفاصيل طبعا في كتب الحديث والفقه خلاصتها أن السؤال بدون ضرورة يجعل وجه صاحبه يوم القيامة مشوّها أشوه تشويه حيث يأتي وعلى وجهه خموش أوخدوش أو كدوح تعابير عربية تعني أنه يأتي وعلى وجهه أنواع من صدمات من لكمات من خرمشات ليه؟ لأنه كان يسأل الناس لا يستحيي وهو ليس بحاجة إلى السؤال, ولذلك فلا يجوز للإنسان أن يسأل الناس شيئا إلا إذا لم يكن عنده قوت يوم وليلة ومن هنا نعرف أن الشحاذة المعروفة اليوم هي محرّمة في دين الإسلام لا يجوز لأصحابها أن يتعاطوا هذه المهنة من جهة ولا يجوز للناس أن يعطوهم من جهة أخرى لأنهم يُساعدونهم على هذه المهنة القذرة شرعا لذلك هو يوصي أولاده بأن لا يسألوا الناس إطلاقا لأنه سؤالهم المال آخر كسب الرجل يعني رجل راح يموت جوعا ما عنده قوت يوم وليلة وعنده أولاد حينئذ يسأل الناس, هذا آخر طريق فهو يريد لأولاده أن يكونوا أعزاء أن يكونوا شرفاء أن يكونوا أصحاب همة عالية ونحو ذلك ولا يُريد لهم أن يتدنوا فيسألوا الناس من أموالهم. (232/11) «شرح قوله: (فإذا مت فلا تنوحوا فإنه لم ينح على النبي صلى الله عليه وسلم ........ ).» الشيخ: كما من وصية الرجل " فإذا مت فلا تنوحوا فإنه لم يُنح على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا مت فادفنوني بأرض لا تشعر بدفني بكر بن وائل فإني كنت أغافلهم في الجاهلية " هنا كلمة كان ينبغي الوقوف عندها لكن الوقت ضيّق فنقول وصية الرجل بقوله " وإذا مت فلا تنوحوا " يعني إذا جاءني اليقين الموت فلا تبكوا علي بكاء الصياح فبكاء الصياح هو النوح وهذا محرّم في الإسلام لا سيّما إذا كان النوح من النساء , أما بكاء الدمع بكاء حزن فهذا جائز وهذا أمر فطري وطبيعي فقد بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بعض أولاده منهم إبراهيم ومنهم زينب بنته عليه الصلاة والسلام لكن هذا البكاء كان بكاء رحمة وحزن للمفارقة ولم يكن بكاء نوح وصياح كصياح الجاهلية هذه أخر وصية أوصى بها هذا الرجل أولاده وكل وصية منها تصح أن تكون وصيلة لكل فرد من أفراد المسلمين. (232/12) «شرح قوله: (وإذا مت فادفنوني بأرض لا تشعر بي بكر بن وائل فإني كنت في الجاهلية أغافلهم).» الشيخ: أما وصيته الأخيرة فهي وصية خاصة لا تتعدى غيره وهي قوله "وإذا مت فادفنوني بأرض لا تشعر بي بكر بن وائل فإني كنت أغافلهم في الجاهلية " في الجاهلية كانوا كما نعلم جميعا قبائل كما قال بعض الشعراء " يقتل بعضهم بعضا ظلما *** ولا يخاف حرجا وإثما " ثم هذا الرجل أسلم وبطبيعة الحال حسُن إسلامه لكن خشي أن تثور النعرة الجاهلية في بعض من كان غافلهم في الجاهلية وقتل منهم والإسلام يجبّ ما قبله فخشي أنه إذا دُفن في مكان فيتنبه بكر بن وائل أي بعض أفرادهم فيأتون وينبشون قبره فأوصى بهم أن يدفنوه في أرض لا يعرفها بنو بكر بن وائل لأنه لهم ثأر عندهم في الجاهلية فقد يكون ثأرهم منه بأن ينبشوا قبره وهذا لا يجوز في إسلاميا هذه آخر وصية أوصى بها قيس بن عاصم أولاده رحمه الله وجعلنا نتمثل وصاياه هذه كلها ونعمل بها وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (232/13) «استفتاح الشيخ لدرس جديد بخطبة الحاجةالشيخ: أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (232/14) «شروع الشيخ في الباب الثامن والستين بعد المائة وهو باب يعطي الثمر أصغر من حضر من الولدانالشيخ: درسنا الآن في الباب الثامن والستين بعد المائة وهو باب " يعطي الثمرة أصغر من حظر من الولدان " بنلاحظ كتفقه في أبواب الحافظ الإمام البخاري دقة الإمام البخاري في التبويب وفي العناوين, كان سبق معنا باب ثلاثة وستين بعد المائة " فضل الكبير " بعد منه " إجلال الكبير " بعد منه " يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " بعد منه " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " والباب الأخير من الدرس الماضي " باب تسويد الأكابر " فسلسل العديد من الأبواب بيبين الأدب العملي مع الأجلاء ومع الأكابر الأن على العكس من ذلك يسرد أبوابا يوضح كيف ينبغي معاملة الصغار والتأدب والتلطف معهم فأول باب يعقده الآن في صدد ذلك يقول باب يُعطي الثمرة يعني الفاكهة الجديدة حينما تحضر أصغر من حضر من الأولاد من الولدان. (232/15) «شرح حديث أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالزهو قال اللهم بارك لنا في مدينتنا ........ )» الشيخ: ويسوق في ذلك حديثا بإسناده الصحيح عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتي بالزهو نوع من التمر في أوائل النضج قال الرسول عليه السلام (اللهم بارك لنا في مدينتنا ومدنا وصاعنا بركة مع بركة) ثم ناوله أصغر من يليه من الولدان, فهذا أدب من الآداب النبوية التي قل من يعرفها وأقل من ذلك من يعملها, أول ما تحضر الفاكهة الجديدة تقدم للطفل الصغير هكذا السنة هكذا كان الرسول عليه السلام يفعل حينما تأتيه هذه الفاكهة يدعوا للمدينة بالخير أولا يقول (اللهم بارك لنا في مدينتنا) المدينة التي من أسمائها طيْبة وبهذه المناسبة أذكّر بأن كثيرا من الكتاب الإسلاميين يسمونها بيثرب وهذه تسمية جاهلية لا ينبغي للمسلم أن يتابع بل يشايع الجاهليين فيها فهو إما أن يسميها باسمها المشهور " المدينة " والأفضل أن يسميها " طيْبة " لأن الله سماها كذلك على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإذًا إما أن نقول طيْبة وإما أن نقول المدينة أما يثرب فهذا من أسماء الجاهلية ومن المؤسف أن الشيخ محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة يُكثر من استعمال هذا الإسم للمدينة يثرب, ولما كنت خرّجت أحاديثه نبهته على هذه القضية فهاهنا جاء الحديث على الإسم المشهور, كان عليه الصلاة والسلام إذا أتي بالزهو, الزهو هو البسر من التمر والبسر هو أول بدء نضج التمر يكون عادة التمر حينما يكون مثل ... الأخضر ثم يبدأ يصفر يصفر أو يحمر على حسب لونه أجناس هو فبدء اصفراره واحمراره معناها بدء تسرب الحلاوة إليه ولكن لا تزال فيه المادة العطفية شديدة العطف فلا يؤكل إلا حينما يبدأ يشتد احمراره من ذنبه من أسفل فبنشوف نحن في المدينة في كثير من ال ... البُسر كل بدن التمرة قاصي وبادي إما يصفر أو يحمر أما من أسفل محمر ب ... و ... هذا هو البُسر وهذا كله كناية عن أن هذا التمر أول بدء نضجه فكان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه هذا الزهو, اسمه البسر واسمه الزهو, دعى لأهل المدينة فقال (اللهم بارك لنا في مدينتنا ومدنا وصاعنا) حيث كانوا ولا يزالون يستعملون المد والصاع في الكيل وقلما يستعملون الميزان في الحب , القمح والشعير ويقول في هذا الحديث (بركة مع بركة) في بعض الأحاديث (بركتين) وقد دعى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بمكة وذكر الرسول عليه السلام فقال (اللهم إن إبراهيم دعى لمكة فقال اللهم بارك لها وأنا أقول اللهم بارك لنا في مدينتنا في مدنا وصاعنا البركة بركتين) ثم يناول هذا الفاكهة الجديدة إلى أصغر من كان أقرب إليه من الصبيان جلوسا. هذا الحديث التفصيل أو كثير من التفصيل لحديث مضى وبوّب له بابا جديدا فقال في الباب الذي يلي الباب السابق باب رحمة الصغير وذكر الحديث المتقدم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا) تذكرون أظن أن هذا الحديث كان تقدم معنا فالآن كترجمة عملية لجملة ليس منا من لم يرحم صغيرنا من جملة الرحمة للصغير أنه ها الفاكهة الجديدة تقدم إلى الطفل الصغير قبل الكبير لأن الطفل الصغير يبقى تائق إلى الشيء الجديد أكثر ممن هو أكبر منه فهذا من جملة رحمة الصغير, نعم. السائل: ... ؟ الشيخ: لا, هذا خلاف السنة السكر شيء موفور وكثير, السنة الشيء ... والجديد هالي ما هو معروف إلا بالسنة شهر شهرين ستة أشهر بالكثير أما التوزيع المعتاد فهذا لعله مضى أو يأتي ما أدري في أحاديث صريحة (الأيمن فالأيمن) ما فيه هنا تنظيم ولا في ترتيب إنما هذا الأدب السابق في الفاكهة الجديدة والشاهد أن هذا الباب الثاني هو كأنه يُلمح ويُشير إلى أن ذاك الأدب بالبدء بإعطاء الفاكهة الجديدة للصغير هو من جملة ما يدخل في رحمة الصغير الذي حض عليها الرسول عليه السلام في هذا الحديث (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا) (232/16) «شرح باب معانقة الصبي وتحته حديث يعلى بن أمية أنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الحسين يلعب في الطريق ........... ) والتعليق عليهالشيخ: أيضا من هذا المنطلق في رحمة الصغير عقد بابا جديدا فقال " باب معانقة الصبي " طبعا هذا من ... الخاصة بالأطفال ومن هنا لا بد من أن نتسرب إلى بحث معانقة الكبير للكبير لكن هذا يكون بعد أن نسمعكم نص الحديث, روى المصنف بإسناد حسن عن يعلى بن مرة أنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودُعينا إلى طعام فإذا الحُسين يلعب في الطريق أحد أولاد السيدة فاطمة فأسرع النبي صلى الله عليه وأله وسلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ههنا وههنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم اعتنقه ثم قال النبي صلى الله عليه وأله وسلم (حُسين مني وأنا من حُسين, أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط) أريد لفت النظر فكثيرا ما أرى أنه بعضكن يلتهي بولده أو ولد غيره والله عز وجل يقول ((ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)) وإلا بتقولوا النساء غير الرجال لأنه الآية في الرجال, الحكم الذي يُقيد في الشرع على الرجال يشمل النساء لذلك نحن لا ننكر إحضار الأطفال لمجالس الذكر والعلم بل لا ننكر إحضار الأطفال للمساجد لكن بشرط أنه ما تذهب الغاية من حضور الكبير مع الصغير في المجلس ولذلك فأرجو الإنتباه لما يُلقى عليكن من الذكر, نحن الآن في ذكر. نعود إلى التعليق على بعض الكلمات في هذا الحديث خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودُعينا إلى طعام, خرجوا بعض الصحابة منهم يعلى بن مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحضور دعوة دعي إليها الرسول عليه السلام فإذا الحُسين في الطريق يلعب بطبيعة الحال طفل صغير فلما رآه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع أمام القوم, ترك الجماعة اهتماما به وعناية به ثم بسط يديه بدو بقى يلتقي ويلتقط ولده أو حفيده ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا وهذا شيء معروف عادة ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه يعني عانقه وهكذا ثم اعتنقه ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضيلة الحسين والحض على حبه قال (حُسين مني وأنا من حُسين, أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط) الحديث جله مفهوم بطبيعة الحال فكون الحسين من الرسول عليه السلام فهو واضح لأنه ابن فاطمة من علي رضي الله عنهم جميعا وفاطمة كما قال عليه السلام (بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما يؤذيها) فحسين من فاطمة فهو إذًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا من حُسين يعني من طائفته ومن حاشيته بل هو جده عليه الصلاة والسلام (أحب الله من أحب حسينا) هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لأن يحب الله عز وجل من أحب الحسين لأن أهل البيت يجب محبتهم لصلتهم بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الحسين سبط من الأسباط) سبط أي أمة, جماعة كبيرة في الخير وهذا طبعا تعظيم ورفع من شأن الحسين رضي الله عنه لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة بأن ذاك الرجل الذي كان في الجاهلية كان موحدا ولم يذبح للأصنام أسامة بن زيد بن الحارثة ما يحضرني الآن اسمه كان موحّدا فقال عليه الصلاة والسلام في حقه يُبعث أمة وحده كذلك إبراهيم عليه السلام الخليل لأنه كان أمة وحده لأنه دعى إلى عبادة الله وحده من بين جميع المشركين عباد الأصنام فالرسول عليه السلام جعل أيضا من قدر الحسين ورفع من شأنه أن قال إنه سبط من الأسباط أي أمة من الأمم في الخير وكان ذلك باعتبار ما سيتناسل منه من ذرية طيبة مباركة, أما الأسباط المذكورين في بعض الآيات الكريمة فهم أولاد إبراهيم من طريق إسحاق, فالأسباط إنما هم أولاد إسحاق بن إبراهيم أما أولاد إسماعيل بن إبراهيم فهم قبائل فالسبط في بني إسرائيل يطلق على ما يشبه القبيلة في العرب أبناء إسماعيل وهذا كله إنما المقصود تعظيم من شأن هذا الفرد إذا قيل فيه أمة وحده فذلك تعظيم لشأنه أو قيل فيه سبط أو قيل فيه أنه قبيلة لأنه قبيلة معناها جماعة بينما هو واحد ومن هنا جاءت بعض الآثار الصحيحة أن الحق ليس بالكثرة وإنما من كان الحق معه فهو أمة وحده فيجب اتباعه, من هذا القبيل باب جديد وهو قال " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة " (232/17) «كلام الشيخ عن موضوع معانقة الكبير للكبير ومدى شرعيتهاالشيخ: لكن قبل الدخول في هذا الباب الجديد وعدت أننا لا بد من أن نتكلم عن معانقة الكبير للكبير هاهنا باب كما سمعتن فيه شرعية معانقة الكبير للصغير فهل تشرع معانقة الكبير للكبير وطبعا الكلام الآن معانقة الجنس للجنس ال ... أما معانقة الرجل للمرأة فهذا غير وارد إذا كانت غريبة عنه وليست زوجته, هل يجوز للرجل حينما يصافح الرجل أن يُعانقه كذلك هل يجوز للمرأة حينما تلقى المرأة الأخرى وتصافحها وتسلم عليها أن تعانقها الجواب لا في كل من الصورتين, ليس من أداب الإسلام معانقة الرجل للرجل ولا معانقة المرأة للمرأة وإنما جاءت المعانقة عن بعض الصحابة في حالة خاصة وهي حالة التلاقي بعد سفر, إذا واحد كان مسافرا وجاء بعد لأي وزمن متأخر ولقيه رجل حبيب لديه فيعانقه أما في غير حالة السفر فليس هناك من أدب يتعلق بأداب اللقاء بين الرجل مع الرجل أو المرأة مع المرأة سوى المصافحة فقد جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يا رسول الله أحدنا يلقى أخاه أفيعانقه؟ " قال (لا) قال " أفيلتزمه؟ " قال (لا) قال " أفيقبله؟ " قال (لا) قال " أفينحني له؟ " قال (لا) قال " أفيصافحه؟ " قال (نعم) , هذا هو الأدب عند اللقاء الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة فليس هناك معانقة بين الفريقين إطلاقا, ثبتت المعانقة كما قلنا بين الصحابة في السفر وأنا لست أدري إذا كان هذا الحكم يتعدى من الرجال إلى النساء لأننا نجد الحديث الذي ذكرته آنفا حديث أنس أيعانق بعضنا بعضا؟ قال (لا) هذا نص عام فلما وجدنا الصحابة عانق بعضهم بعضا قلنا لا بد أن الصحابة أخذوا في ذلك رخصة من النبي عليه السلام لكن ما وجدت فيما علمت النساء يعانق بعضهن بعضا ولو بعد السفر, لذلك أنا أستحب الإكتفاء بالمصافحة فقط بالنسبة للنساء سواء في سفر أو في غير سفر أما الرجال فجاءت تلك الرخصة عن الصحابة أنهم كانوا يعانق بعضهم بعضا عند التلاقي بعد السفر. إذا كان هذا حكم المعانقة فيُفهم من باب أولى حكم التقبيل الذي نحن الآن سنقرأ بابه وما جاء تحته من أثر. (232/18) «شرح باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة وتحته حديث بكير والد مخرمة أنه رأى عبد الله بن جعفر يقبل زينب بنت عمر بن أبي سلمة .......... ).» الشيخ: قال " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة " فهنا بطبيعة الحال خرج من قيد الجارية الصغيرة الجارية الكبيرة فلا يجوز للرجل الأجنبي أنه يقبّل الفتاة الكبيرة وما هو الحد الفاصل بين الجارية الصغيرة والكبيرة, بلا شك هذا يُعرف بالنظر, إذا كانت الفتاة صغيرة السن مثلا ولكنها من جهة جميلة الصورة ومن جهة أخرى ممتلئة الجسم عبلة فتميل بعض النفوس إليها فهنا لا يجوز للغريب أن يتقدم إلى تقبيلها لأنه تقبيل الجارية الصغيرة هو من الباب السابق ذكره بصورة عامة (ليس منا من لم يرحم صغيرنا) ومن باب التقبيل في قصة الحسين نحن الآن في قصة أخرى لبعض الصحابة بأنه قبّل جارية صغيرة فهذا التقبيل تقبيل رحمة فإذا ما خُشي أن يُصبح هذا التقبيل ينقلب إلى شهوة فهناك لا يصح أن يكون جائزا فهنا يروي المصنف تحت باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة عن بكير والد مخرمة أنه رأى عبد الله بن جعفر يقبّل زينت بنت عمر بن أبي سلمة وهي ابنة سنتين أو نحوه فإذًا هي فتاة صغيرة وهي غريبة عن عبد الله بن جعفر لأنها بنت عمر بن أبي سلمة. عبد الله بن جعفر هذا صحابي صغير وهو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب, عبد الله بن جعفر الطيار الذي استشهد في غزوة مؤتة وكان مات جنبا فرآه الرسول عليه الصلاة والسلام قد حملته الملائكة تغسله ورآه في الجنة يطير بجناحين لذلك سُمي والد هذا جعفر بن أبي طالب بالطيّار, ابنه هذا عبد الله بن جعفر هو الذي رُئي يقبل تلك الفتاة الصغيرة بنت السنتين وعبد الله بن جعفر كان من أكارم وأجاويد العرب من الصحابة, يُضرب به المثل في الجود والكرم وله قصص كثيرة جدا في ذلك, فإذًا هذا الأثر من هذا الصحابي بن الصحابي في تقبيله للفتاة الغريبة عنه الصغيرة فيه أيضا بيان أن هذا التقبيل هو من رحمة الصغير فإذًا هذا التقبيل تقبيل رحمة وتقبيل شفقة فهل يجوز للرجل أن يُقبل الرجل؟ الجواب لا للحديث السابق حديث أنس فيه " أيقبل بعضنا بعضا؟ " قال (لا) " أيعانق بعضنا بعضا؟ " قال (لا) كذلك لا يصح للرجل أن يقبل الرجل على الإطلاق لا فرق في ذلك بين سفر وحضر وإذا كان هذا غير جائز فكذلك بل ومن باب أولى لا يجوز للنساء أن يقبل بعضهن بعضا وهذه فتنة ابتليت بها النساء جميعا, وإلا أنا غلطان, لذلك يجب أن تجاهدن أنفسكن وأن تقلعن جميعا عن هذه العادة لا تقبل امرأة امرأة أبدا لأنه لا يقبل الرجل الرجل " أيقبل بعضنا بعضا؟ " قال (لا) فالمرأة لا تقبل إحداها الأخرى لأن القبلة التي جاءت هي قبلة الرحمة , قبلة الشفقة على الصغير أما قبلة التحية لا , ففي حديث أنس السابق " أحدنا يلقى أخاه أفيقبله؟ (لا) " أفيعانقه؟ " (لا) " أفيلتزمه؟ " (لا) " أفينحني له؟ " لا أفيصافحه؟ " قال (نعم). إذًا المصافحة هي الأدب في التحية في الإسلام مع طبعا كلمة السلام عليكم, أما تقبيل الرجل للرجل أما تقبيل المرأة للمرأة هذا ليس من الأداب الإسلامية في شيء وعلى النساء خاصة اللاّتي يزعمن بأنهن يردن أن يتمسكن بالكتاب وبالسنة أن يحاربوا هذه العادة بطريقتين اثنتين, الأولى وهي أحق وأولى بعضهن مع بعض والأخرى الإشاعة والإذاعة أنه كلما رأت الواحدة أخرى تقبل إمرأة يا أختي هذا غير وارد في الكتاب لذلك أذكركن ولازم تحفظن هذا الحديث حديث أنس " أيقبّل بعضنا بعضا؟ " قال (لا). (232/19) «كلام الشيخ عن مسألة تقبيل يد العالمالشيخ: وهذا يوصلنا إلى التساؤل عن تقبيل يد العالم, هذا تقبيل فهذا جوابه أشبه ما يكون من حيث التخصيص بالمعانقة في السفر فكما أنه المعانقة في السفر ثبتت عن الصحابة كذلك تقبيل بعض الصحابة للرجل العالم منهم أحيانا وبصورة نادرة فهذا أيضا ثابت وهذا تقبيل إجلال مثل ما كان من الأدب أن لا يتكلم الصغير بين يدي الكبير إلا إذا سكت الكبير, كذلك من إجلال العالم تقبيل يده ولكن نادرا وليس دائما, لماذا؟ لأن أجل البشر جميعا إنما هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجل أصحابه جميعا أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم سائر العشرة المبشرين بالجنة وهكذا أهل بدر وغيرهم ما نقل أبدا عن أحد من هؤلاء الأجلة أنه قبّل يد النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة وإنما جاء التقبيل من بعض الأصحاب الذين لم تكن صحبتهم كثيرة للرسول عليه السلام, هذه الصحبة التي تمكن المصاحب له عليه السلام من التعرّف على أطباعه وعلى أخلاقه وهو يكون محبا للرسول عليه السلام فيظهر هذا الحب بأن يهجم ويقبل يد الرسول عليه السلام والرسول من أدبه أيضا ولرفقه بأمته لا يصدهم وما يزجرهم ويردعهم إلا عن شيء منكر أما إذا كان أمرا جائزا ولو جوازا مرجوحا يعني هو يريد أن لا يقع هذا ولذلك الصحابة الكبار كما قلنا ما فعلوا شيئا من ذلك ولكنه أقر التقبيل ليده من أولئك الصحابة القليلي الصحبة عليه السلام فدل إقراره على جواز ذلك لكن ليس مستحبا فلو أن مسلما طالبا للعلم لم يقبّل يد العالم في حياته كلها ولو مرة واحدة ما نقص ذلك في دينه شيئا لكن من باب تفشيش الخلق مثل ما بيقولوا اليوم ومراعاة عواطف الناس لا سيّما إذا كانت جامحة المهم ... أن يقبل الرجل يد العالم أحيانا كما قلنا أما اتخاذ هذا التقبيل تقبيل اليد سنة مستمرة بحيث أن التلميذ لا يلقى شيخه إلا و ... سلامه عليه مقرونا بتقبيل يده فهذه بدعة أعجمية دخيلة لا أصل لها في السنة المحمدية, فهذا التقبيل ليد العالم وعلى الصورة السابقة من الندرة أمر مستثنى من التقبيل المنهي عنه فلا سبيل للنساء أن يتخذ بعضهن عذرا لبعض في هذا التقبيل الساري بينهن لأنه لم يكن أولا من بين الصحابة كلهم يعني النساء منهن إطلاقا ثم هو مخالف لعمومه لحديث " أيقبل بعضنا بعضا؟ " قال (لا) وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (232/20) «هل يجوز تقبيل الأم لأولادها وإن كانوا كبارا؟» السائلة: ... . الشيخ: هذا السائلة: ... . الشيخ: الصبية يعني كانت صغيرة سائلة أخرى: ... . الشيخ: كبيرة؟ أه كبيرة السائلة: ... . الشيخ: طيب بدنا نلاحظ نحن هذا المعنى, تقبيل الرحمة والشفقة هو المشروع فإذا قبّلت الأم ولدها سواء كان ذكرا أو أنثى من هذا الباب ما فيه مانع, أما يكون أدب اجتماعي ما له طعم سوى إيش؟ إنه هيك العادة, لا , هوبلا شك الرحمة والشفقة بتكون في سن تقبل ها الملاحظة هاي, إذا قبّلت الأم مثلا ابنها والفارق بينهما في السن مثلا خمسة عشر سنة عشرين سنة وهناك قصص نادرة كان الفارق في السن بين عبد الله بن عمرو بن العاص وبين أمه عشر سنوات لأنه زوجه أبوه مبكرا فالشاهد إذا كان الفارق في السن, الفارق كبير كأن تكون الأم مثلا عمرها ستين وولدها لو فرضنا أربعين مو وارد هذا التقبيل, تقبيل رحمة, أي نعم, لكن السن الذي هو أقل من ذلك لسى يعني التقبيل له طعمة فيه شفقة وفيه رحمة فلا أرى في ذلك مانعا لهذا الأثر لكن من مساوئ إشاعة تقبيل الكبير للصغير هي راح تكون واقفة بين الأم وبنتها حتجي الست مثلا حتجي العمة حتجي الخالة حتجي الأبعد فالأبعد وراح تصير بقى عادة لا فرق في ذلك قبّلتها أمها وإلا ستها وإلا جارتها لذلك ينبغي سد هذا الباب, والسلام عليكم. (232/21) «ما حكم قول: بالحرام عليك تطعم عندي أو بالحرام تذهب زوجتي عند أهلك، وما هي كفارته؟السائل: شيخنا بارك الله فيكم يسأل حول كلمة بيتكلم فيها الناس هي كقسم يعني يقول بالحرام لا تتغدى عندي, بالحرام لا تذهب مشوارك, بالحرام لزوجته لا تروح عند أهلك وها الكلمة هاي يستخدموها مانع لبعض الأشياء فهل هذا الشيء معروف من الألفاظ أنه قسم يمين عليه كفارة إذا كان وقع أو غير ما وقع هل يحمل على اليمين وإلا غيره, جزاكم الله خير؟ الشيخ: هو كذلك فهو يمين وكفّارته كفارة يمين وهذا نص معروف وصريح عن ابن عباس أنه الحلف بالحرام هو يمين وكفّارته كفارة يمين والآية التي تقول ((يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك)) في مناسبتها نزلت أآة كفّارة اليمين. السائل: أه الشيخ: أي نعم, فلذلك اللفظة التي أنت تنقلها الآن هي تعني أنه يحرّم شيئا هو حلال فإذا ما حنث يكون عليه الكفارة. السائل: جزاكم الله خيرا الشيخ: شيخنا حفظكم الله, تمسحوا بوجوهكم الشيخ: بس أنا شايف أنه الوضع غير طبيعي سائل آخر: ... . الشيخ: يعني ... تبع مين يعني؟ السائل: نحبوا ... مستدعين نحبوا الإجتماع الشيخ: ... لكن نحن (233/1) «هل يجوز للراقي أن يتكلم مع الجني و يسأله عن موضع السحر ونحو ذلك؟» السائل: بالنسبة للتعامل مع الجني, إخراجه من جسم الإنسان الملموس, بعض الناس يعني بيتعاملوا مثلا بعد ما يستحضر الجني ويحلفوا له ما يؤذيك هل يجوز له أن مثلا أن يدله على مكان السحر على من عمل السحر أين مكان السحر, مع نفاق الجني في حال الإنسي, في المحل الفلاني ثم يكذب, في المحل الفلاني ثم يكذب أو سأخرج بعد ثلاثة أيام أو مثلا كأن يقول أنا ملك في قومي وإذا أسلمت فسيدخل معي خلق كثير, ف .. الشيخ: أنت بتسميه هذا تعاملا وأنا عندي الآن جوابين أحدهما مختصر جدا والآخر قريب منه, هذا البحث طرح في الأمس القريب في دار أخونا الخطيب بشيء من التفصيل وقلنا أن التعامل مع الجن هذه بدعة عصرية وضلالة جاهلية جديدة والشيء الثاني الذي ربما يكون أطول قليلا هل يجوز تطليق الجني؟ أنا أسألك الآن هل يجوز تطليق الجن؟ السائل: ... . الشيخ: لا تحد لا تحد, قل يجوز أو لا يجوز؟ السائل: لا يجوز. الشيخ: طيب فما بني على ما لا يجوز يجوز أم لا يجوز؟ السائل: لا يجوز الشيخ: ... . السائل: طيب يا شيخ ... يهودي الشيخ: سامحك الله السائل: ... يعني في النفس منها شيء, قال في مكان كذا ودله على البئر الشيخ: سامحك الله السائل: ... . الشيخ: أنا سامحتك سلفا (ضحك الشيخ رحمه الله) السائل: ... . سائل آخر: ... . (233/2) «ما هي كفارة من جامع زوجته مرتين في نهار رمضان في يومين متفرقين وهل يشترط التتابع في الكفارة؟» السائل: وقع على زوجته في رمضان وهو كان يعني مصلي عادي وبعدها التزم وكان الوقوع مرتين فالكفارة, شو, ما كفارة ذلك؟ ما كفارة إذا كان عليه أم عدم ... . الشيخ: تقصد مرتين يعني في يومين مختلفين وإلا في يوم واحد؟ السائل: في يومين مختلفين الشيخ: عليه كفارتان السائل: نعم الشيخ: صيام شهرين متتابعين وشهرين متتابعين السائل: ... . الشيخ: أي نعم سائل آخر: هذا شيخنا السائل: هذا أربع شهور يعني ... فات عليها ومستحيل يعني صيام أربعة أشهر الشيخ: ... أما أنه مستحيل فقولك مستحيل هو المستحيل. السائل: صعب. الشيخ: أما مستحيل شو جعل المستحيل؟ لو قيل له صم شهرين متتابعين يتبعهما شهران متتابعان كمان ما بقل لك مستحيل لكن بقل لك أصعب فهو بيستطيع أنه يصوم شهرين متتابعين ثم يرتاح شوي إذا كان ... مثل حكايتي ... راح يعمل مثل حكايتي. فبيعمل فاصل بين الشهرين فحينئذ الصعب يسهل ولو بعض الشيء ثم هو شو المقصود من تكليف الله عز وجل لعباده بأمور يسميها كفارة هو تأديبهم, هو تأديبهم وتهذيبهم أن لا يعودوا مرة أخرى إلى ما فعلوا في المرة الأولى, إذًا هذه لا بد من صعوبة, لا بد من جهاد النفس وهو لو جاهد نفسه في المرة الأولى ما وقع في هذا الجهاد الآخر الذي قد يكون أصعب من جهاده الأول, فلذلك على المسلمين أن يتقوا الله عز وجل في أول ساعة فما يندموا فيما بعد فيما إذا ترتب على مخالفتهم وعصيانهم كفارة أو عقوبة, هذا جواب ما سألت. (233/3) «ما الحكم في رجل جامع زوجته في نهار رمضان كثيرا وسبب ذلك أنه كان مستهترا غير ملتزم بالشرع ثم التزم واستقام وأراد أن يبرأ ذمته، وهل التوبة تجب ما قبلها؟» السائل: شيخنا ... أكثر من هذا يعني عشرين مرة عياذا بالله ثلاثين أو كان يعني ... مسلم مستهتر غير ملتزم, فالتزم وأراد أن يبرأ نفسه يبرأ ذمته فهل ترون يعني ما يتذكره يقوم بهذا وإلا التوبة تجبّ ما قبله الشيخ: صاحبك ... يهديك صار في سؤالك ... يعني بدأت بشيء وانتهيت بشيء, هل أنت تعني أنه هناك أخونا السائل الأول أنه ... فسقه وفجورة ومواقعته لزوجته في رمضان صار يعني دخل في باب الإستحالة, تعني هذا؟ السائل: لا لا الشيخ: إذًا ماذا تعني؟ السائل: أنا أسأل عن ... كثيرة يا شيخ الشيخ: نعم السائل: أسأل عن يعني الآن قد تقول أني كررت كلام, عشرين مرة ... عشرين ... الشيخ: عشرين مرة عشرين في رمضان يعني شو, إذا كان في كل رمضان فيه ثلاثين يوم وفي عدة أيام وقداش مضى رمضانات هاد, ... هذه التفصيل, بدنا نفهم السؤال السائل: كيف ... عمليا شيخنا الشيخ: طيب أنا السائل: ... . الشيخ: فإذًا؟ السؤال إلي هو شو هو بالضبط إذًا؟ السائل: أنه التوبة تجبّ ما قبلها هنا؟ الشيخ: تجب مع قبلها مع التزام الكفّارة السائل: ... . الشيخ: يعني أنت الآن وهذا الذي أنا كنت أريد منك, كأنك بتقول أنه هو من كثرة ما فسق أي يستحيل أنه يتمكن من الكفّارة, كأنه أنت رجعت إلى هذا؟ السائل: نعم الشيخ: حينئذ تأتي القاعدة العامة كما قلت ((فاتقوا الله ما استطعتم)) لكن ما بيتركها بالمرة لازم يتابع الكفارة يعني كأي إنسان مثلا نذر نذرا ثم تبيّن له من الناحية العملية أنه لا يستطيع المثابرة على هذا النذر الذي فرضه على نفسه حينئذ يكفّر فبتنزل الفريضة التي هو فرضها على نفسه تنزل إلى فريضة فرضها الله عليه وهي بنصوم ثلاثة أيام يعني لو فرضنا واحد نذر أن يصوم كل شهر كل شهر, هاي إلي ممكن يقال أنها مستحيلة, إذًا يصوم ما يستطيع فإذا كلّ وملّ حينئذ يعود إلى الكفارة وهي صيام ثلاثة أيام, فالجواب قاعدة ((فاتقوا الله ما استطعتم)) (233/4) «وفي الحالة الأخيرة هل يكون بعد الكفارة ملزما بالانقطاع للصيام أماذا؟» السائل: فبعد الكفّارة هنا في الحالة الأخيرة بعد الكفارة يظل ملزما ما استطاع أن الصيام وإلا؟ الشيخ: نحن عم نفرض الأن صورة أنه لا يستطيع التزام ما نذره, التزام ما نذره فحينئذ يلجأ إلى الكفارة السائل: بعدها الشيخ: أما هذيك هذيك تأخذ حكم إيه؟ ما استطاع, عرفت كيف؟ السائل: نعم الشيخ: يعني في شيء ربنا فرضه فيتقي الله ما استطاع فيه, شيء هو فرضه على نفسه وهو ... ثم تبيّن له العجز عنه فهنا ليس له بديل إلا الكفارة. (233/5) «يقول سيد سابق في فقه السنة حول الجمع في المطر: وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة ولكن قلتم في الإرواء بأنه ضعيف؟» السائل: كتاب فقه السنة الشيخ: فقه السنة السائل: نعم الجمع في المطر الشيخ: أه السائل: يقول السيد سابق " وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة " الشيخ: نعم السائل: في البخاري فأنا قرأته في كتاب " إرواء الغليل " تقول عنه ضعيف الشيخ: ... ما أنا ما أذكر شو قائل لكن عم أفكر لما بتقول في البخاري, ما في شيء في البخاري السائل: ما فيه الشيخ: من هال ... لكن هالي موجود أنه جمع بين الظهر والعصر, في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء دون سفر ولا مطر, قالوا " ماذا أراد بذلك يا أبا العباس؟ قال أراد أن لا يُحرج أمته " أما الجمع من أجل المطر وفي البخاري, لا. السائل: لا يوجد الشيخ: لا , لكن هذا لا يعني أنه لا يجوز الجمع من أجل المطر, لا هذا شيء آخر. (233/6) «هل يوجد حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع بين صلاتين في المطر؟ والكلام على التمسك بمذهب السلف الصالح» السائل: هل يوجد حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام مرفوع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أنه جمع في, جمع بين صلاتين في المطر؟ الشيخ: نفس الحديث إلي رويت لك إياه يدل على الجواب على هذا السؤال لأنه قال " بغير سفر ولامطر " لماذا ذكر هذا؟ لأنه من المعلوم شرعا أن الجمع في السفر جائز ولذلك أراد أن ينبه السامع لحديثه أنه عليه السلام لما كان جمع كان أولا في المدينة وثانيا لم يكن في حالة سفر وثالثا لم يكن في حالة مطر, فذكر المطر فيه تنبيه قوي جدا بأن الجمع في المطر أمر جائز, هذا من جهة ومن جهة أخرى جريان عمل السلف على هذا الجمع يؤكّد هذا المعنى ولذلك نحن نقول دائما وأبدا منبهين ومذكرين بأن بأنه يجب حينما نريد أن نستنبط الأحكام الشرعية بما كان عليه السلف الصالح لأنهم كانوا قريبي عهد بالنبوة فقد تلقّوا الإسلام من ربهم غضّا طريا فمادام أنه ثبت عنهم أنهم كانوا يجمعون لو ما عندنا ولا حديث ففعلهم دون أن يكون معارضا لحديث يكفينا أن يكون قدوة. (233/7) «إذا رفض الإمام الجمع بين الصلاتين في حالة المطر فهل يجوز للمأمومين مخالفته والجمع بين الصلاتين في المسجد؟» السائل: فضيلة شيخ لو وُجد إمام وبيّنا له الحديث وبيّنا له حكم الجمع في المطر وما أراد أن يجمع, في الحالة هذه نحن إذا كان المصلي يجمع ... فيهم أو ماذا؟ الشيخ: في المسجد لا يجوز إذا كان هو صلى فتصلون معه ولا يجوز إقامة جماعة ثانية ولا سيّما مع مخالفة الإمام, الإمام في الإسلام له منزلة مهمة جدا (إنما جُعل الإمام ليؤتم به) وخارج الصلاة لا يجوز أن يفتات عليه ويُعتدى عليه فإن صار فيه تفاهم فبها ونعمة وإلا فلا يجوز والحال هذه شق عصا الطاعة والجماعة. (233/8) «هل عدم الجمع بين الصلاتين في المطر تعتبر مخالفة للسنة أم يقال إنه لم يأخذ بالرخصة؟» السائل: حتى لو خالف السنة يعني في هذا الموضوع الشيخ: نعم السائل: ... ما نصلي جماعة .. الشيخ: لأنه هو, هنا مخالفة السنة, ما تُسمّى مخالفة سنة , هي مخالفة رخصة سائل آخر: شو حك ... . الشيخ: اصبر شوي, هنا لا يقال مخالفة السنة يقال لم يأخذ رخصة, ما أخذ يعني لو فرضنا إماما يرى الجمع لكنه ما بدا له الجمع ما بنقول خالف السنة لكن ما أخذ بالرخصة, أه, تفضل. (233/9) «إمام رفض الجمع بين الصلاتين في المطر فتقدم أحد المأمومين وصلى بالناس فهل صلاة المأمومين باطلة؟ وهل يجوز للإمام أن يرفض الجمع بين الصلاتين في حالة المطر؟» السائل: صليت بالناس المغرب وما قبلت الجمع بعد ما أنهيت الصلاة تقدم رجل آخر وأقام الصلاة وتقدم وصلى بالناس العشاء الشيخ: بإذن الإمام وإلا السائل: لا بدون إذني, بدون إذني الشيخ: هذا سبق الجواب بارك الله فيك السائل: ... إلى أن نبهت المصلين أنه صلاتهم غير جائزة, فخفنا من الفتنة أنه ... أنه الصلاة جائزة ويعني الشيخ: نحن نقول هذا الكلام خوفا من مثل هذا سائل آخر: شيخ بتكون الصلاة باطلة في هذه الحالة الشيخ: لا, ما بتكون باطلة, تكون صحيحة ولكن ما بتكون يعني مشروعة أو مسنونة. جماعة؟ السائل: لا ما كانت الشيخ: ... الجماعة السائل: ... إعداده ... المسجد يجمع الكثير فاعتادوا على جمع الناس سائل آخر: تقول اعتادوا على ... . السائل: اعتادوا على ... . الشيخ: اعتادوا على الجمع في كل مناسبة سائل آخر: في المطر بدك تقول السائل: ... بنحكي ... بتحكي في أي شيء يعني لو ... جماعة سائل آخر: لا ... شيخ عم بيقول يعني لما كان إمامكم بيجمع بيجمع عادة لما يكون فيه مطر أو بيكون في ريح, أنا ... لي ما في مطر وفيه ريح أو توقّع كذا, الإمام الي ... أما أنت يعني الشيخ بدو يقل لك أنه يعني الإمام إلي كان جمع, جمع ... بدون عذر؟ السائل: الإمام ... فيومها كان غائب الإمام أنا ... بنفسي وما كان فيه عذر في الجمع لأنه ما كانش في مطر وما كان في هواء ... البرد فقالوا الجماعة قلت لهم ما فيه جمع الشيخ: ... الجمع السائل: هم بدهم الجمع الشيخ: يا أخي ... . سائل آخر: ... في عندهم برد السائل: ... برد نعم بس ما كان في ... . الشيخ: إذًا فيه دعوى, فيه دعوى عذر مش أنه ما فيه سبب لكن هذا السبب يناقش صحيح وإلا مو صحيح يعني هلا مثلا الجمع في المطر يجوز, قد يكون هناك إمام يرى هذا الرأي أنه يجوز الجمع بعذر المطر لكن المطر عم تنزل لأولها بخبخة فيمكن أحد الحاضرين بيقول يا إمام اجمع, هو بيقول لا , ليه؟ لأنه ما رأى المطر هذا بيحرج أنه يكون عذر, أي هذا ما بيجوز أنه ... نحن خلاف بين بعضنا البعض, بنقول معليش بنكون مع الإمام, وقد يكون كما قلنا آنفا, قد يكون مطر غزير لكن هو لا يرى أنه هذا المطر الغزير سبب شرعي للجمع, قد يكون عنده فكرة مثلا يقول يا أخي المطر اليوم في طرقنا وأزقتنا غير المطر في تلك الطرق في عهد الرسول عليه السلام لأنه كلنا يعلم أنه هذيك الطرق لم تكن معبدة ومن أجل ذلك جاء الحديث لما الرسول عليه السلام قال (من جر إزاره خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة) فقامت امرأة قالت يا رسول الله إذًا تنكشف سوقنا قال (يرخين شبرا) قالت السائلة تأتي ريح يزدن شبرا آخر ولا يزدن, جاءت سائلة أخرى يا رسول الله ولما نجر الذيل يمر بالنجاسات القاذورات قال (يطهره ما بعده) لأنه الأرض ترابية هنا الشاهد, الآن مو هيك, تنزل المطر بتغسل الأرض غسل وما في ها الطين وما في ها الوحل فقد يرى رائ ما أنه نحن وضعنا اليوم غير هذاك الوضع, طبعا أنا لا أقول بهذا لكن التمس لأخيك عذرا فحينئذ ما بنوجد معه يعني مشاقة ومخالفة إلخ ندعه وشأنه ونصلي معه, لما بتكون أنت الإمام وترى أنه فيه هناك عذر شرعي للجمع تجمع ثم من شاء وافق ومن شاء خالف يعني المسلم لازم ما يكون يعني متشدّد لأن الرسول عليه السلام حينما أرسل معاذا وأبا موسى إلى اليمن أول ما وصّاهم به قال لهما (يسّرا ولا تعسّرا وتطاوعا ولا تختلفا) يصير مشكلة رئيسين افترقوا منطقة جديدة كل واحد بقى بيعمل رأس, ... فتنة أما ونحن واقعين في ها المشكلة السائل: صحيح الشيخ: العامة مساكين بيسمعوا من الشيخ شيء بيسمعوا من الشيخ ... إيه ضيعتونا, والله أنا أقول صادقين, والسبب مش في ها المسألة يعني ضاعوا ضيعوهم ما عرفوهم ما هو الحكم الشرعي لو يعرفوهم سلفا كقاعدة ويكون عندهم ثقافة راسخة في أذهانهم أن العلم مش قال الشيخ, العلم كما قال ابن القيم " العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه " إلخ. العامي الآن بل طلبة العلم , بل معلموا الطلبة , بل دكاترة الطلبة لسى عندهم مش ... ها العقيدة أنه العلم قال الله قال رسول الله فما بالك بالعوام, فلو أنه العامي ترسخت ها العقيدة ما بيتبلبل أفكارهم ولا بيقولوا إيه ضيّعتونا لأنه العالم حقا بيقل له يا أخي لا نحن عم نبين لك شو حجتنا, شوف الثاني شو حجته في الغالب في الغالب راح يشوف حجة عند واحد ما راح يشوف حجة عند الثاني حينئذ راح تروح البلبلة. (233/10) «الكلام على الجمع بين الصلاتين في المطر والسفر هل هو جمع صوري أم جمع حقيقيالشيخ: يعني مسألة المطر, الجمع في المطر يجوز وإلا لا يجوز؟ ذكرنا احنا الحجة فمن اقتنع بها فبها طيب شو الحجة المعاكسة؟ ما فيه عندنا, حجة معاكسة ما فيه, الجمع دائما أنتم تتلفظوا به بتقولوا الجمع صوَري وهو الجمع الصوري لأنه جاية في أحاديث كثيرة من الرسول عليه السلام كان يجمع في السفر وكان يجمع أيضا في حالة الإقامة, هذا سمّوه بعض العلماء جمع صوري, طيب, يا ترى بقى جمع صوري وإلا جمع حقيقي فنظرنا وجدنا في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر جمع الظهر إلى العصر " أخر الأولى إلى أول صلاة العصر, إلى أول وقت صلاة العصر, إذًا هذا صوري وإلا حقيقي؟ حقيقي. ما بقى في قلاب بقى هنا في خلاف حتى يقال والله حيّرتونا لكن الحيرة تجيهم من إطلاق الأحكام غير مقرونة بالدليل, هذا بيقول ما بيجوز هذاك بيقول يجوز, بيحتار. السائل: جزاك الله خير. (233/11) «في قوله تعالى: ((فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه)) استدل بعض أهل العلم من قوله تعالى ((منه)) أن ما يتيمم به ينبغي أن يكون له غبار يعلق بالوجه واليدين فما رأيكم في ذلك؟» السائل: قوله تعالى ((فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه)) فضل فزل بعض أهل العلم أن من يتيمم به ينبغي أن يكون له غبار يعلق بالوجه واليدين منه شيء كلمة يعني "منه" ((وأيديكم منه)) ... يعلق فيه شيء بقى ما رأيك جزاك الله خير؟ الشيخ: رأيي أنه أولا أن هذا التفسير غير واضح إطلاقا لأن الغبار ليس من شروط الصعيد فقوله تعالى ((فتيمموا صعيدا طيبا)) ولغة كما هو مخطوط في كتب التفاسير واللغة هو وجه الأرض, وجه الأرض يشمل الصخرة ويشمل الرمل ويشمل التراب, كل ظاهر الأرض فهو صعيد فمن أين نأخذ أنه يشترط أن يتعلق بالكفين الغبار والصخرة التي هطلت من قريب عليها الأمطار سوف لا يبقى عليها أثر من غبار فلو أن المسلم تيمم بهذه الصخرة ترى وافق الآية أم خالفها؟ ((صعيدا طيبا)) وافق, هذا من جهة, ننزل شوية من الصخرة الملساء, الأرض الرملية سواء كانت قد مطرت أو لم تمطر, أما أنت بتضرب على الرمل هالي ما أحلى لونه كالذهب الأحمر ما بتشوف في يدك غبار, هذا تكليف بما لا يُطاق, ثالثا كما يقول بن القيم رحمه الله في زاد المعاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم سافر من المدينة إلى تبوك وشفتم أنتم هذيك الأراضي أكثرها رملية, طيب, هالي بيشترطوا التراب بيوجبوا على المسافرين الذي يجتازون تلك المناطق الرملية أنه يستصحبوا معهم التراب, سبحان الله, رسول لله لما سافر من المدينة إلى تبوك ما استصحب شيئا لماذا؟ لأنه يريد أن يبين لأمته أن قوله تعالى ((فتيمموا صعيدا طيبا)) هو المقصود بوجه الأرض كما قلنا آنفا, سواء كان صخرا أو رملا أو ترابا هذا ثالثا ورابعا وأخيرا هذا الذي يتناسب مع قاعدة " يسروا ولا تعسروا " بل هو المطابق للمزية أو لمزية من المزايا وفضيلة من الفضائل التي خص الله بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (فضلت على الأنبياء قبلي بخمس) وذكر منها (فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره) طيب أدركته الصلاة في الرمال يروح يدور بقى على غبار؟ لا فعنده مسجده أي المكان الذي يصلح أن يصلي فيه, يصلح أن يتيمم منه فإذًا اشتراط الغبار واستنباطه منه لا لأنه هم يتصورون لازم يطلع شيء من الممسوح به, هذا غير وارد أبدا. الآية بالذات في الحقيقة يجب أن تُصف مصاف تلك الآيات التي نقول أننا إن فصلنا السنة عنها ضللنا ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم)) ((حرمت عليكم الميتة)) إذا أخذت الحكم من الآية حرمت كل الميتات, والدم إذا أخذت حكم الدم من الآية حرمت كل دم بينما هناك الحديث بل وأحاديث (أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال) إذًا لا بد من ضم السنة إلى القرآن حتى تخرج بنتيجة أولا صحيحة وثانيا كاملة, هذه الآية هاي تشبه تماما هاي الآية, كيف إذا فصلنا ها الأحاديث إلي ذكرناها أنفا نضطر نفهم ... لا بد من أن يكون غبار. (233/12) «ما معنى قول عبد الله بن عمرو للرجل الذي بات معه ثلاثا فقال له في آخره (هذه التي لا نطيقه)؟» السائل: أيه معروف (يطلع عليكم الآن رجل من الجنة) قوله هذه لك هي التي بلغت بك وهي التي لا أطيق يدل على أفضلية هذا العمل في القلب كونه يعني ما يحمل غشا أو كذا على العبادات الأخرى وإلا من باب فقط يعني الإخلاص في ها العبادة ولفت الإنتباه إلى أهميتها أم أنها يعني قول " التي لا نطيق " تدل على الأفضلية الشيخ: لا , يا أخي تدل على الوجوب لأنه المقصد " لا نطيق " يعني عمليا لأنه, ماذا نقول؟ النوايا الحسنة والنوايا السيئة في الغالب لا بد ما يكون لها آثار عملية تتعلق بعمل الإنسان وانطلاقه, مثلا الحسد, الحسد واحد مثلا بينظر لها الغني جاره نظرة حسد لكن لا يتمنى له زوال هذه النعمة ولا يتعاطى عملا يُؤدي به إلى تحقيق هذا الحسد الكامن في نفسه, هذا لا يضره ولذلك جاء في حديث في الجامع الصغير ما أذكر الآن إذا كنت نشرته في الصحيح أو في الضعيف (وإذا حسدت فلا تمضي -أو- فلا تحقق) في حديث, أه؟ السائل: إذا شككت ... . الشيخ: إذا إيش؟ السائل: شككت الشيخ: لا, فيه مذكور الطيرة والحسد هذوني مثل ما حكينا عن الطيرة قريبا أنه (لا يصدنكم) السائل: لا يصدنكم الشيخ: وعليكم السلام السائل: ... . الشيخ: ابدأ باليمين, لا تجرك صنمية الشيخ ... أقول أن الأخلاق الذميمة والأخلاق الحسنة لا بد ما يظهر أثارها على عمل الإنسان وبدنه وإلا لم يكن لهذه الأخلاق الحسنة والسيئة لا مدح ولا قدح إلا يكون في ظهور, فهذا الذي سألت عنه في الحديث وقال بن عمرو أنه هذا الذي لا نطيقه, الطاقة في اللغة العربية هي منتهى الإستطاعة, منتهى الإستطاعة ((ربنا)) والآية السائل: ((لا تحملنا ما لا طاقة لنا به)) الشيخ: ((لا تحملنا ما لا طاقة لنا به)) إيش معناها؟ كما في الآية الأخرى ((وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)) لعدم ملاحظة المعنى أنه الطاقة هي آخر حدود الإستطاعة بيجوا بعض الناس ليفهموا الطاقة هي الإستطاعة ولذلك بيجوا بيقدروا في آية الصيام ((وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)) بيقولوا " وعلى الذين لا يطيقونه " لا, هذا إفساد للمعنى, إفساد للمعنى ظاهر مع أنه هذا التقدير منافي للبلاغة القرآنية لكن هم شو عذرهم؟ فهموا ((لا يطيقونه)) يعني لا يستطيعونه بينما المقصود الي بيستطيعوه مع مشقة وهذا كان طبعا كما تعلمون في أول الإسلام بالنسبة لعامة المكلفين بعدين تخصص بالشيوخ وبالعجزة وبالنساء الحوامل والمراضع وهكذا. فإذًا هذا الذي لا نطيقه نص صريح بأنه لا نستطيع العمل به, فهمت كيف؟ أي هذا الخلق بقى إلي سمعه من الصحابي موش بيعني أنه والله أنا بقدر أطوي في نفسي النية الحسنة للمسلمين ما أحقد عليهم, ما, لا المقصود معنى إضافي إلى هذا وهو التجاوب مع الخلق الحسن عمليا ولذلك صعب على بن عمرو أنه يكون مثل هذا الرجل لأنها قضية عملية وحينئذ يظهر أن القضية مو قضية المستحب قضية واجب يعني واجب أن يكون الإنسان هكذا عمليا السائل: شيخ في نفس الشيء صار في نفس المناسبة لما قال إني ... أبي بيقول هذه يعني معروف أنه خلاف ... فهل يقال هنا أنه يعني لم يرى المجال للبحث عن أسباب دخوله الجنة إلا هذا الباب وإلا هذه الطريقة واجتهد فيها فهو يعني مأجور على ذلك؟ وإلا الشيخ: ما فهمت؟ (233/13) «قول عبد الله بن عمرو للرجل الذي بات معه ثلاثا: إني قد لاحيت أبي هل يعتبر هذا القول كذبا؟» السائل: بالنسبة لقوله لابن عمرو, عبد الله بن عمرو لما جاء حتى يضيف عنده قال إني قد لاحيت أبي فذكر له حتى يعني يبقى عنده ثلاثة أيام حتى تمضي يمينه فهنا يعني هل يُقال بأنه هذا القول طبعا هو كان منافيا للصحيح, أنه ما حصل ... . الشيخ: يعني قضية تمثيلية السائل: نعم الشيخ: طيب شو السؤال؟ السائل: يعني هذا القول لأنه بعض الناس قد يقول أنه هذا كذب يعني ... فهل يُقال أنه هذا من باب الكذب الجائز أو أنه ما فيه سبيل هذا السبيل الشيخ: ... تغيّر تماما كلامك هلا عن الكلام الأول إلي ما فهمته, وهذا إلي تقصده؟ السائل: هذا نعم الشيخ: طيب هذا واضح لأنه هو بها التخيّل إلى خيّل بها ما أضر أحدا لكنه وصل إلى غاية شريفة جدا ... واضح السائل: ... الحديث الشيخ: أه السائل: ... . الشيخ: كشف له القناع نعم السائل: ... . الشيخ: أي نعم السائل: ... . الشيخ: صح أي نعم (233/14) «هل يمكن أن يقال إن أي كذب لا يضر أحدا فهو مباح؟» السائل: فهل يُفهم من هذا أنه كل كذب لا يضر لا يضر فيه أحدا فهو مباح؟ الشيخ: لا يُفهم هذا لأنه لكل امرئ من دهره ما تعود, إذا كان هو بدو يكذب بحجة أنه ما بيضر رايح يفلت الزمام وراح يقع في الكذب الحرام وإنما لا بد ما يكون هناك ما يشفع له مثل هذا الكذب. السائل: ... . (233/15) «الكلام على السبحةالشيخ: لذلك لما رحنا لإربد شفنا مثل هذا السائل: ... كثير الشيخ: أنا ظننت حتقول أخوف بتخوّف أكثر السائل: أنا ... لقيتها تسعة الشيخ: إيه السائل: حيّرتني قلت ... تسعة الشيخ: لا السائل: فيه ثلاثة وثلاثين, فيه كذا فيه مائة تسعة وتسعين, هذه إيش معنى يا أبو خالد تسعة ف ... . الشيخ: فأنا أريد أقول أنه هذه من مخلفات الماضي يعني آباءنا وأجدادنا كانوا الظاهر طرقيين صوفيين فبدأت المسبحة يعني تتحرك تتحرك وتتخفف تتخفف لأنه هاي أصلها عددها مائة حبة, الصوفي الدرويش يقوم في نصف الليل بزعمه يسبح الله يحمده يكبره ومعلق مثل ... حبات في ... فبتلاقي كل حبة ... على الثانية لها صوت, صوت " طأ " هذا الذكر الذي كانوا عليه فهذا هلا بقي أنا بافهم رمز, رمز لذلك ما بنحب الرمز لإخواننا هذول إلي ماشين معنا على السنة. السائل: الله يجزيكم خير (233/16) «هل السبحة لها أصل في الديانات الأخرى؟» السائل: هل شيخنا هاي لها أصل عند ناس أخرى النصارى ... . الشيخ: إيه أولا دخلت للمسلمين من النصارى وهذا مشاهد حتى اليوم, النصارى القسيسين منهم يعلقون صلبانهم على مسابح وهذه المسابح معلقة في زنارهم الكنسي ثم هذول النصارى تلقوها من البوذيين القدامى, أي نعم, فلهذا ما ينبغي للمسلم أن يعني يذكر الله وأن يعبده بالعقد على السبحة, لأسباب كثيرة هذه منها أنه هذه عادة النصارى وعادة أخذتها النصارى من البوذيين وفي ما جاءنا به الرسول عليه السلام غُنية عن تقليد غير المسلم فيمايتعلق بالعبادة. (233/17) «هل هناك طريقة مثلى ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة التسبيح؟ وبيان خطأ من يسبح باليدين معاالسائل: هل هناك طريقة مثلى ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التسبيح؟ الشيخ: طبعا هو يعقد بالأصابع, أي نعم, أولا في عندنا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعقد التسبيح بيمينه " وهذا الحديث كمان بينبهنا إلى عادة غير حسنة في البلاد في بعض البلاد العربية وبخاصة بلاد نجد فهم يسبحون باليدين من هون لهون وبعدين بيرجعوا لهون, لا هذا خلاف هذا الحديث, رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعقد التسبيح بيمينه, أنا ذكرت البلاد النجدية لأنه غالبة وإلا هنا أيضا نرى كثير من المصلين بيعقدوا السائل: ... . الشيخ: أي نعم, فإذًا هذا مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية وثانيا هو مخالف لقاعدة شرعية إسلامية وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في كل شيء, في ترجله وفي تنعله وفي تطهره وفي شأنه كله, جاء في بعض الروايات عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ما يفسر قوله وفي شأنه كله ما له شأن, ما له شأن, ما له قدر, ما له قيمة, فلا شك أن أجل شيء هو ذكر الله وعظمته, يأتي أخيرا كما يقول بعض الفقهاء النيرين استعمال النظر السليم حيث يتفق مع النقل الصحيح فأنا أقول لكثير من الناس إن يدا تمتخط بها وتسنجي بها وتستبرأ بها فالله عز وجل أجل من أن تذكره بها, إذًا هذا عمل غير عمل تعظيم الله عز وجل بالتسبيح والتحميد والتكبير, فإذا شاء الله سهرتان إن شاء الله بنشوف الرمد هذا ارتفع (233/18) «هل يؤجر من سبح الله بالسبحة أم لا؟» السائل: طيب شيخنا صار ... من فترة بنتكلم حول السبحة ونسأل الله تبارك وتعالى ... بيقول يعني طيب أنا إذا كان سبّحت على هذه السُبحة ما لي أجر التسبيح؟ الطريقة يعني خطأ ولكن الذكر صحيح, لفظه سبحان الله الحمد لله الشيخ: إيه بس شو بيستفيد من هذا السؤال؟ السائل: بس الشيخ: وعليكم السلام السائل: يعني هو خايف من ها الكلام هذا أنه يعني ما له أجر التسبيح ... الطريق الخطأ الشيخ: خذ كرسي هون على عم يستناك سائل آخر: بارك الله فيك شيخنا, كيف حالك يا شيخنا الشيخ: ... الجميع, والله ... من عندك لا بارك الله ... على كل حال السائل: حياك الله الشيخ: أنا خايف إذا هو سأل هذا السؤال وأجبناه نحن لك أجر التسبيح لكن نحن بنقل له ألا تحب أن يُكتب أجر اتباع السنة السائل: أيوه الشيخ: فإذًا اعقد بالأنامل. (233/19) «هل ورد التسبيح بالحصى وما صحة ذلك؟» السائل: ورد يا شيخ التسبيح بالحصى؟ الشيخ: نستطيع أن نقول جوابا عن هذا السؤال ورد ولم يرد لأنه كلمة ورد في العرف العام قد تعني أنه ورد من طريق صحيح وحينئذ إذا كان المقصود من السؤال ورد من طريق صحيح بنقول لا أما ورد من طريق ضعيف بنقول نعم لكن كما لو لم يرد فلا قيمة له يعني فيه حديث في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة بعد صلاة الفجر وهي تُسبح وتعد بالحصى ثم رجع إليها ضحوة فوجدها كما رآها من قبل فقال لها (لقد قلتُ قولا ... ) السائل: ... سبحان الله ... . الشيخ: نعم السائل: سبحان الله عدد كلماته ... . الشيخ: أيه هذا الحديث بزيادة أنه رأها وهي تعد الحصى في الترمذي بسند ضعيف, جاء في صحيح مسلم من حديث جويرية أم المؤمنين بدون ذكر الحصى يعني جلست بعد الفجر إلى الضحوة فدلها عليه السلام إلى هذا الذكر المفضّل يعني كلام قليل وأجر كثير فالقصة الأولى وردت كما قلت في سنن الترمذي لكن لم يصح ذكر عد الحصى من تلك المرأة لأنه لو صح ذلك لصار يعني حجة في جواز العد بالحصى لكن ما بيصير سنة لأن السنة العقد بالأنامل لكن الحديث هذا ما دام الرسول رأى وسكت فهذا يدل على الجواز لكن هذا يُقال فيما لو صح أما ولم يصح فنحن ... . (233/20) «ما رأيكم في الكلام الذي ذكره الحاوي في الفتاوي حول التسبيح بالحصى؟ وزيادة توضيح حول عدم مشروعية التسبيح بالسبحة» السائل: ... كتاب الحاوي للفتاوي حول الكثير من الأعمال ... . الشيخ: المنحة في السنة كلها مبني على روايات غير صحيحة ومن أشدها ضعفا أنه نسب إلى الرسول عليه السلام " نعم المذكر السبحة " مع أنه يقول علماء اللغة إطلاق لفظة السبحة على هذه الوسيلة ... هذا لغة بدعة يعني ما يعرف ... العرب قبل إذا قيل السُبحة يعني المسبحة كما نقول اليوم ما يعرف هذا المعنى, هذا عرف طارئ أشبه ما يكون اليوم بلفظة عربية لكن مش معروف معناها العرفي اليوم مثلا السيارة, السيارة هذا إسمها بالإفرنجي بعض اللغات الإفرنجية لعل الإفنرنسيين " أتوموبيل " إيه الأوتوموبيل باللغة العربية اليوم سيارة لكن لما كانوا يطلقون لفظة سيارة راحت منهم ... أنه هاي الي تمشي على أربعة عجلات وبالبنزين أو المازوت أو ما شابه ذلك, إيه هذا عرف طارئ كذلك السبحة لفظة السبحة حينما كان العرب يستعملونها ما كان في بالهم أنه المقصود بها المسبحة لكن لما انتشرت المسبحة في القرن في أواخر القرن الأول أو الذي بعده اشتق لها اسم إيش " السبحة " لأنه يسبح بها أو المسبحة فلغة غير طريق ... بدعية السبحة لغة أيضا استدللنا نحن وردينا على الشيخ عبد الله الحبشي أن هذه السُبحة ما كانت موجودة بدليل افتح القواميس إلي تشرح لنا الألفاظ العربية ما تجد السُبحة هذه, هذه الآلة التي يسبح الله بها, هذا لا هذا معنى حدث فيما بعد السائل: ... . الشيخ: إيه بس فيه عندي رسالة في الرد على عبد الله الحبشي في السلسلة الضعيفة في شيء يعني مُختصر بالنسبة لما هو موجود في رسالة الرد على الحبشي. (233/21) «إذا قال بائع المسبحة أن أبيعها للزينة فكيف يرد عليهم؟» السائل: ... كأن مثلا ... للزينة أو للعب فيها وهكذا فما الرد على ... . الشيخ: لا, إذا كانت هي في الغالب تُستعمل في التسبيح ما يجوز أيضا ... للقاعدة ((ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) أما إذا كانت من المسابح الي أحق بإسم ملوحة بدل مسبحة فيجوز. سائل آخر: سؤال الشيخ: تفضل (233/22) «في بعض المساجد يوجد كراسي عليها مصاحف فهل يجوز للإنسان أن يصلي إليها ويجعلها كسترة؟» السائل: في بعض المساجد يوجد كراسي عليها مصاحف هل يجوز أن يصلي وهي أمامه, هل يعني فيها كراهة أو ... . الشيخ: يعني يصلي إلى الكرسي؟ السائل: هاي الكراسي تنفتح الشيخ: سؤالك شو هو؟ يعني يصلي إلى هذا الكرسي؟ السائل: نعم, ... يعني يجعل الكرسي في سترة أو في ... لكن عليها مصحف الشيخ: ... ولذلك أنا حبيت أفهم من السؤال ... يصلي إلى الكرسي ... فلو كان هناك خزانة فيها مصحف بيختلف السؤال وإلا هو هو؟ السائل: لا, الصورة راح تختلف, يعني في الخزانة مثلا ممكن الشيخ: أنت أجب عن السؤال, ريّح بالك السائل: ... الخزانة, لا يختلف ... . الشيخ: شايفين نحن في المساجد في خزن مليانة مصاحف السائل: نعم الشيخ: يختلف السؤال وإلا ... في أرضه السائل: لا ما بيختلف الشيخ: أه إذًا المقصود ... الصلاة إلى المصحف مش المقصود للكرسي المقصود إلى المصحف فسواء كان ... المصحف على كرسي أو كان في الدرج, في رف مثلا, إيه أنا بدي أستوضح حتى أعرف الجواب, شو الوازع على هذا السؤال لأن المسلمين يعلمون أن القرآن كلام الله عز وجل وأن ما في دفتي المصحف هو كلام الله فيا تُرى السؤال السابق سواء كان المصحف على الكرسي أو على الخزانة الرف إلي أمامنا, يختلف فيما لو قيل أنه هل يجوز الصلاة إلى كلام الله عز وجل وإلا ما يختلف السائل: هو المقصود يا شيخ أنه هل يجوز أنه الصلاة والسجود أمام كلام الله أم لا يجوز, هذا هو مختصر ... . الشيخ: هو هذا الي نحن ماشين, هذا إلي ماشين فيه سائل آخر: هذا إلي ... على ... . الشيخ: مادام أنه الكلام المسطور في المصحف هو كلام الله صفة من صفاته فلا شك أنه يجوز, يا ترى يا ترى الصلاة إلى المصحف الذي فيه كلام الله ... وإلا الصلاة إلى الكعبة التي هي بيت الله, الكعبة حجر مع ذلك بنصلي إليها فأولى أن تكون الصلاة إلى المصحف الذي فيه كلام الله. هذا السؤال بيجرنا إلى سؤال, هل يجوز الحلف بالقرآن؟ طبعا الجواب أنه يجوز الحلف بالقرآن لكن إذا طوّرنا السؤال ... . (233/23) «هل يجوز الحلف بالقرآن، وهل يجوز الحلف بالمصحف؟» الشيخ: هل يجوز الحلف بالمصحف؟ هون بقى فيه فرق دقيق الصلاة إلى المصحف الي فيه توجه إلى شيء مخلوق هو الورق و ... كلام الله عز وجل, قلنا بأنه لا مانع من ذلك لأنه سواء توجهت إلى الكرسي أو إلى ها الرف ... خشب أو إلى هذا الورق ... غير مطبوع ليس فيه كلام الله ولذلك قلنا بأنه يجوز لكن لما بتحلف بالمصحف يكون حلفك بالمصحف غير حلفك بكلام الله لأن حلفك بكلام الله حلف بصفة من صفات الله أما إذا حلفت بالمصحف فقد حلفت بصفة من صفات الله وبخلق من خلق الله ألا وهو الغلاف الورق أي ... هذا الكتاب هذا مخلوق فما بيجوز الحلف بهذا الكتاب لأنه مخلوق لكن لما تحلف بالمصحف حلفت بكلام الله من جهة وبهذا الظرف المحيط بكلام الله هذا ما يجوز فلذلك من الأخطاء الفاحشة لبعض, شو بنسميها, المحاكم الشرعية إلي يسموها بيحطوا المصحف وبيقل للمتحاكم أو المقضي عليه من ... حط إيدك على المصحف واحلف, هذا خطأ السائل: ... . الشيخ: هاه الله يحفظك (ضحك الشيخ رحمه الله) السائل: يعني حط إيدك واحلف الشيخ: ... هذا معروف جدا, هذا خطأ يجب أن يحلف المسلم فقط بكلام الله عز وجل لو أنه مثلا القاضي قال احلف بكلام الله الموجود في هذا المصحف ما في شيء لكن حط إيدك واحلف على المصحف هذا جهل وغفلة فظيعة جدا من حيث أنهم لا يُفرقون بين الخالق والمخلوق أي بين صفة الخالق وهذا المخلوق, هذه دقائق يجب أن نتنبه لها السائل: شيخ بلفظ القرآن شيخي ... . الشيخ: ماشي السائل: ... . الشيخ: لا هذا هو السائل: جزاك الله خير. (233/24) «لو فتح المصحف أمام المحلف وقيل له: أحلف على المصحف فهل يجوز الحلف بالمصحف حينئذ؟ والكلام على الحلف بالأباء والفرق بين التحريم والكفرالسائل: طيب شيخنا لو فتح المصحف أمام المحلف؟ الشيخ: نفس الشيخ يا أخي المصحف ورق السائل: اقسم يعني " أنا أقسم بالله العظيم " و كان المصحف مفتوح هل فيه كراهة؟ الشيخ: نحن بيّنا أخي السائل: وقسم بالله إنما المصحف للتنفير أو للتخويف الشيخ: أنت بدك تعالج الواقع اليوم, الواقع اليوم في المحاكم شو هو؟ أنت لما بدك تفرض فرضية لا أنا فرضيتي أحسن, احلف بكلام الله الموجود في هذا المصحف, فتحته وإلا ما فتحته. السائل: بالصورة هاي الشيخ: خاصة أنه عند العامة أنه ما بيجوز ترك المصحف مفتوح قال بيقرأ الشيطان منه, إن شاء الله يقرأ منه يهتدي (ضحك الشيخ رحمه الله تعالى) السائل: ... . سائل آخر: ... شيخنا يكون ... أقسم بكلام الله الشيخ: أه؟ السائل: أيوه الشيخ: لا ما يحط إيده على المصحف ... أقسم بكلام الله الموجود في هذا المصحف أما يحط إيده ويحلف على المصحف, إيه خطأ طبعا هنا لا بد لنا من التذكير بما ندندن حوله في مثل هذه المناسبة وهو أن كفر الفعل غير كفر القلب والكفر الإعتقادي غير الكفر العملي فهذا الحلف على هذا المصحف هذا كفر عملي مش كفر اعتقادي وهذا كثيرا ما يكون سببه الغفلة ناتج عن الغفلة كثير ما نسمع اليوم الحلف بغير الله يحلف بأبيه يحلف بشرفه بيحلف بجده (من حلف بغير الله فقد أشرك) لكنه ما يخرج من دينه بهذا الحلف لكن يحرم عليه هذا ... لقوله عليه السلام (لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) السائل: شيخ ... . الشيخ: هاي أسئلة ثانية السائل: ... . الشيخ: يجعله شرك بال ... المصحف (233/25) «إذا أجبر القاضي المحلف بالحلف على المصحف، أو أجبره على وضع يده على المصحف والحلف به فما الحكم؟ ذكر بعض القصص فيها التوريةالسائل: لو القاضي أجبر المحلف ... يعني ... أن ... . الشيخ: لا هو بيحلف بها الطريقة هاي بيحلف بهذه الطريقة الي قلناها احلف ... . السائل: على وضع يده ... . الشيخ: يا أخي عارف, هو ما يتجاوب مع القاضي فورا بيقل له أنا أحلف بكلام الله الموجود في هذا المصحف سائل آخر: أبلغ هاي الشيخ: يعني مش ضروري يقل له أيه, الموجود في هذا المصحف السائل: ... . الشيخ: أه؟ السائل: ... . سائل آخر: ... أبلغ سائل آخر: لو أمره بوضع اليد في هذه الحالة, ما يحلف؟ ... . الشيخ: إذا كان مش مضطر ليحلف ما يحلف طبعا, ما يحلف يعني كما قيل في بعض الأحاديث (إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب) هوني أهون بكثير من أنه تعرّض تعريض يعني وهذا التعريض له بعض الحوادث اللطيفة منها مثلا لما وقعت فتنة خلق القرآن, عُذّب في سبيل ها الفتنة كثير من كبار العلماء وقُتل منهم كثيرون وامتحن بعضهم وما نجحوا وساير فكان من المشهورين بالثبات على السجن والعذاب في السجن إمام السنة أحمد بن حنبل, في ناس ضعاف ... كبار علماء الحديث وشيوخ الإمام البخاري وهو علي بن المديني طاوعهم, طاوعهم باللسان, هل ... من كل مختلف البلاد يلا شو بتقول في القرآن كلام الله وإلا مخلوق؟ ... بقى وإيمانه, الشاهد جاء واحد كيّس عاقل قال له للممتحن التوراة الزبور والتوراة والإنجليل والقرآن هذه الأربعة مخلوقات وانطلت انطلت على ... وخلّص ... هذه الأربعة يعني الأصابع, عرفت كيف؟ ومن الأمور هذه إلي هي ما يُشبه هذه الكياسة وهذه ... جاؤوا اثنين أحدهما سني والآخر شيعي, عن بن الجوزي المشهور, اختلفوا أيهما أفضل أبو بكر وإلا علي فأعطاه الجواب كل واحد رضي فيه, قال من كانت بنته تحته فهو أفضل, من كانت بنته تحته فهو أفضل, بنت أبو بكر عائشة السائل: تحت الشيخ: وبنت الرسول تحت علي, كل واحد ... الجملة حسب ما عنده وراح, خلّص حاله من ها المأزق ففيه مجال يعني (إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب) (233/26) «يخشى من وضع المصحف على الكرسي أمام المصلين أن يكون سنة عند الناس فإذا حاول أن يزيل المصحف من الكرسي يظن الناس أنه قد أحدث؟» السائل: القرآن اليوم عن ... ما كان ... قال يعني هو يخشى من وضع المصحف أمام المصلين بهذا الشكل يقول إنه الآن معظم المساجد فيها المسند ... المصحف ... فيه أمام ... يخشى أن يكون هذا يُصبح سنة عند الناس فإذا حاولت أن تزيحه بأي سبب تظن الناس أنك أحدثت حدثا في المساجد, فهو يخشى ... . الشيخ: لا هذا بعيد جدا يعني ما ... خطر في باله ... هاي هذه وسوسة لأنه هذه الكراسي تستعمل لتيسير القراءة في المصحف وهذا بلا شك أحسن من كثير من القارئين الذين يضعون أحيانا المصحف مفتوحا بين أرجلهم, هذا ينافي قول الله عز وجل ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) وأحيانا تشوف منظر مقرف جدا عند قدمه مش عند ساقه أو عند ركبته ... القعدة أو الجلسة غريبة شوي. فما فيها شيء أبدا الفكرة أو الخوف هذا أشبه بالوسوسة ... أعطونا شوية ميّة إذا ممكن. (233/27) «إذا كان الماء قليلا فهل يجمع بين التيمم وبعض أعضاء الوضوء؟» السائل: ... بالنسبة لحديث عمرو بن العاص أنا كنت سألتك عن بعض الجوانب بس الأن في جوانب أخرى في هذا الحديث عندما صلى جُنبا بقومه ... في بعض الروايات فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم صلى بهم هنا شيخنا هل في هذا يُقال بالجمع بين التيمم وما استطاع من الوضوء؟ إذا كان الماء قليلا, إذا الماء كان قليلا يعني يجمع بين التيمم وغسل بعض الأعضاء؟ الشيخ: ما أرى هذا الجمع لأن الحديث يوقف عند مورده بس السائل: طيب شيخ بالنسبة للماء إذا كان قليلا فهل ترون رؤية بعض أهل العلم من الجمع بينهما وإلا ما ترى؟ الشيخ: الجمع بين التيمم والماء؟ السائل: يعني الماء ... يتوضأ. نعم نعم يعني بعض يغسل بعض الأعضاء ويتيمم الشيخ: شو الفرق بين هذا السؤال وذاك؟ السائل: لا أنا ضربت يعني قضية الربط الحادثة هذه, استدلال يعني, ما في ما في الشيخ: الجواب لا السائل: ما ما خرج (233/28) «ما رأيكم في بعثة بعض الإخوة لدراسة الحديث في جامعة بريطانيا لمدة معينة وكذا تعلم اللغة العربية؟ قصة وقعت بين الشيخ الألباني ومحمد أمين المصري» السائل: ... بعض الإخوة ... إخواننا معروف لديكم مشهور له بعثة دراسة حديث إلى جامعة أكسفورد ببريطانيا مدة ثلاثة سنين الشيخ: ... ؟ السائل: ... ثلاثة سنين الشيخ: المدة السائل: أه ثلاثة سنين فما هو رأيكم؟ الشيخ: يعني منتهى العام يطلب الحديث من بلاد الكفار السائل: اللغة العربية شيخنا كمان بنفس الطريقة, تعلم اللغة العربية هناك الشيخ: نعم أعرف هذا, يأخذون شهادات في اللغة العربية من الذين لا يحسنون اللغة العربية, الله يرحم محمد أمين المصري ذهب إلى بريطانيا للتخصص في الفلسفة أو مو في الفلسفة في, إيش يسموها؟ التربية فهو يسعى لأنه الدخول إلى جامعة هناك لمثل الدراسة وغيرها بيأخذ يعني زمان فهو يسعى في هذا الصدد شعر أنه ها المستشرقين هناك حاطين دأبهم ودأب محاربة السنة فتحمس للسنة وللحديث فطلب يدرس الحديث هناك, فعلا أخذ الشهادة من هناك ووظّف في تدريس الحديث في الجامعة السورية في دمشق, سبحان الله, فيه لنا صديق في دمشق من إخواننا السلفيين إسمه خالد الجزائري كان صديقه الحميم لأمين المصري, كتب إليه مكتوب بيحكي له القصة هاي أنه أنا تغير اتجاهي الآن أنا جئت إلى هنا للتخصص في التربية فلما وجدت الأمر في ... مهاجمة السنة وجدت حالي لا بد من أن أدرس الحديث حتى أتمكن من الرد على هؤلاء المستشرقين وعندكم الألباني وأنا يومئذ كنت في الدكان السائل: أيوه الشيخ: فقال له أنه ... الشيخ ما يستطيع أنه يتفرغ لكتابة الأجوبة عن أسئلتي ولذلك فأنا أرجوك أن تكون أنت الوسيط بيني وبينه, المراسل فأنا بابعث الأسئلة وأنت بتروح عنده في الدكان تسأله بيجاوبك تكتب عندك رؤوس أقلام تروح بعدين تبيض لي إياها تبعث لي إياها وسبحان الله يعني أذكر مرة بعث نحو أربعة وعشرين سؤال كله حول شبهات المستشرقين على الرسول عليه السلام, دارسين بس مو دارسين للهداية دارسين للغمز واللمز وثبت الرجل ونبت وأخذ الشهادة من هناك وجاء توظف في الجامعة السورية, طبعا في قسم كلية الشريعة, كانت تجيني قضية مُشكلة من بعض الشباب ... عندهم انحراف عن الإسلام, أحيانا طبعا ... وأحيانا يقول والله بدها دراسة, فيجي لعندي بنتشاور في الموضوع وربنا عز وجل يعيننا, من كرمه وحسن خلقه كان يقول من مصائب الدنيا أنه أنا الي متخرج من بريطانيا في الحديث أكون مدرس مادة الحديث في الجامعة هنا وهالي نحن تخرجنا على يده بواسطة المراسلة جالس في الدكان بيعمل في ساعات, هاي نادرة السائل: ... . الشيخ: كيف؟ السائل: ... . الشيخ: إيه الله يرحمه وبعدين الله كتب لنا أجر سبحان الله غسله بعد ما مات والصلاة عليه, وين؟ في سويسرا. السائل: لا إله إلا الله الشيخ: سبحان المقدر الحكيم العليم. مات في مستشفى هناك في سويسرا, طبعا نصراني فكان لي ابن عم هناك أخو زوجتي القادرية, أخبرت يعني في عنده شيء من المرونة, جهزوا لنا كل شيء يعني, ماء ساخن وكفن وصلينا في غرفة, صلينا عليه, حاولنا نلاقي مكان قريب يُدفن فيه في مقبرة من مقابر المسلمين اتصلنا مع أخونا عصام العطار لأنه هو كان في ألمانيا ونزلت بألمانيا وأنا لما أخبرنا بوفاة أمين المصري كنت في ألمانيا السائل: وجئت على سويسرا الشيخ: وجئنا على سويسرا, وبالأول احنا كنا في سويسرا لكن زيارة لأخونا عصام رحنا لعنده, جلس ... أسبوع, تركنا محمد أمين لإجراء عملية إلي بيسموها بروستاتا, أي نعم, ... بعد إجراء العملية ما عاش طويلا فجاءنا خبر وفاته فركبنا الطائرة من ألمانيا إلى سويسرا بسرعة طبعا وتولينا بقى تجهيزه وتكفينه والصلاة عليه, اتصلنا مع عصام هاتفيا مشان لعله يعرف مقبرة إسلامية في ها البلاد الكافرة القريبة, ما في, وحينئذ كانت زوجته طبعا معه أخذوه بالطائرة إلى جدة ومن جدة إلى مكة ودفنوه هناك في مقبرة الحجون السائل: ... . الشيخ: أي نعم السائل: ... المسجد الشيخ: أي سبحان الله السائل: ... . الشيخ: كيف؟ السائل: ... . الشيخ: أيوه, صرّح بماذا؟ سائل آخر: أوصى بأن لا يُشرّح السائل: ... . السائل: هو أوصى بأن لا يشرّح هناك الشيخ: لا يشرّح, أي نعم صحيح السائل: ذكرت قصة كامل الشيخ: أه أيضا شبيهة السائل: فعلى ... لما ذكرلي أخ مشهور هيك قال لي شف لي رأي الشيخ, قال لي مع أني باسعى ... أقصى جهدي على أنه تكون البعثة يعني للسعودية لجامعة المدينة الجامعة الإسلامية فقال يمكن الأمور مش حتمشي لأنه السياسة ... . الشيخ: السياسة خربانة السائل: أه فأما ... البعثة معناك, بريطانيا فيها مرونة فالبعثة هناك الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله السائل: فقال لي شوف لي شو رأي الشيخ (233/29) «هل يجوز لمس أو النظر إلى عورة الميت عند التغسيل؟» السائل: ... بيجوز لمس ذكر الميت عند التغسيل؟ الشيخ: لا لا بد ما يوضع خرقة السائل: ... . الشيخ: أي نعم, فإذا كان في فاصل خرقة أو كف صناعي هذا يكون أحسن السائل: أما النظر ما فيه شيء؟ الشيخ: كل شيء كيف ... . السائل: إلي بدو يغسّل ما ... إلا ما ينظر إلى عورة ال الشيخ: لا مش شرط, يسترها, معلوم (233/30) «ما هي عورة المرأة سواء في الحياة أو عند غسلها؟» السائل: طيب شيخ ... حول السؤال هذا, سأل سائل قبل أيام بيقول نحن بنعرف من خلال كلام الشيخ أنه السنة المرأة كلها عورة يعني وخاصة أمام النساء كمان لها مقدار معيّن لتكن شرح بعض الأشرطة أنه الصدر بدون بداية النحر والعضد ومكان الخلخال, هذا كل الآن في التغسيل, هل نفس الشيء وإلا ممكن يعني الشيخ: غض النظر عن بعض الشيء؟ السائل: أه يعني المرأة التي تغسل المرأة الشيخ: نفس الشيء مثل الرجل السائل: مثل الرجل, بعد يعني الشيخ: بين الصرة وال ... . السائل: أه مش كل الجسم الشيخ: لا ,بقول مثل الرجل عورته حيا وميتا بين الصرة والركبة فما يتسامح في شيء أكثر من هذا السائل: ما يتسامح الشيخ: ما يُقال مثلا فخذه مادام ميت معليش كمان المرأة عورتها حية كعورتها ميتة السائل: في الغالب الأخت إلي بتغسلها بدها يعني على نفس النظام وهي حية الشيخ: هو هذا السائل: بدها تغطيها كلها ... وهي مغطاء الشيخ: أي نعم السائل: شيخنا هذا الكلام شرحه وتوضيحاته في لكم ... في هال الشيخ: ما هو (233/31) «استفسار حول كتاب حجاب المرأة للشيخ نفسهالسائل: بالنسبة للباس المرأة في الطريقة عورتها على المرأة شيخي ... منه الكلام هذا؟ بدون موضوع الميت يعني, من ناحية الشيخ: ... . السائل: نحن المسألة انتهينا منها الشيخ: بالحجاب السائل: بالحجاب الشيخ: أي نعم السائل: ذكرت شيء جديد في الحجاب الجديد ... المرأة حول هذا الموضوع نفسه الشيخ: أي نعم, أي نعم, نعم إيش عندك؟ (233/32) «هل يجوز بيع وصناعة والتجارة في الملابس النسائية القصيرة بحجة إمكانية شرائها المرأة المتحجبة وتلبسها في بيتها لا في الخارج؟» السائل: هل يجوز يا شيخ صناعة والاتجار بالملابس النسائية القصيرة بحجة أنه والله هذه ممكن تشتريها امرأة متحجبة لكن بتلبسها في بيتها مثلا الشيخ: المسألة هذه لا بد من التفصيل, أولا ينظر إلى ما هو الغالب في هذا النوع من اللباس هل تلبسه المرأة لباسا ... داخل البيت أو خارج البيت, بأقول ما هو أعم, هل هو لباس المرأة شرعي وإلا غير شرعي السائل: اللباس نفسه غير شرعي الشيخ: لا لا حينما يلبس كلباس, حينما يلبس هل يُلبس بطريقة توافق الشرع أم تخالفه, يعني مثلا اضرب لك مثال, فيه أقمشة مزخرفة هذه أن تتخذ جلباب تخرج به إلى الشارع لا يجوز, صح؟ السائل: نعم الشيخ: لأنه زينة, طيب لكن فيه أقمشة أخرى مزركشة أيضا لكن في الغالب تلبسها المرأة في داخل البيت ما بتحولها إلى جلباب حجاب, ظهر لك الصورة هاي السائل: نعم الشيخ: أه فأنا الآن بأقول ما كان من النوع الثاني يجوز لبسه أو بيعه لأنه بيجوز لبسه أما ما كان من النوع الأول ما بيجوز بيعه لأنه ما بيجوز لبسه وعلى ذلك فقس. الآن أنت ضرب مثال باللباس القصير وقلت أنه بتلبسه المرأة, نفس القاعدة ينبغي أن تطبق فالآن أنا بأقول إيه هذا اللباس القصير تلبسه المرأة المسلمة في بيتها, طيب, ترى يجوز هذا اللباس في البيت لأكثر من الزوجين بعضهم مع بعض وإلا لا يجوز؟ هلا أنت بتعطيني الجواب السائل: تلبسه الزوجة لزوجها. الشيخ: فقط, طيب شو الغالب, اللباس القصير تلبسه المرأة فقط لزوجها, هون ... فإن كان الغالب تلبسه لزوجها نقول ... أم إن كان لا السائل: الغالب لا ... . الشيخ: هذا هو فإذًا ما بيجوز, عرفت بقى التفصيل السائل: نعم نعم هذا هو بارك الله فيك سائل آخر: سؤال آخر يا شيخ على نفس الموضوع الشيخ: أه (233/33) «ما حكم ارتداء الألبسة التي فيها صور أو كلمات أجنبية؟» السائل: في ملابس لترويجها بيطرزوا عليها مثلا رسومات كاريكاتير وكلام أجنبي أو شغلات فهل هذا شيء جائز؟ الشيخ: طبعا الرسوم ما هي جائزة, أنك تعرف أنت (من صوّر صورة كلّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وما هو بنافخ) (كل مصوّر في النار) أي نعم ثم قوله عليه السلام (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب) أما إذا كانت الكتابة بالأحرف الإفرنجية فهنا لا بد من تفصيل, هذه الأحرف إن كانت تتضمن معنى وهذا المعنى قبيح شرعا, فواضح أنه لا يجوز السائل: نعم الشيخ: نحن نسمع أنه في أوروبا وصل بهم الخلاعة والقباحة أنه الفتاة تلبس قميص مكتوب عليه بالأحرف طبعا الإفرنجية هذه كلمة معناها مثلا ما اتحفظ لكن المعنى هو المقصود أنه أنا جاهز أنا حاضر, مفهوم الكلام السائل: نعم, أه طبعا الكلام يعني بس في يعني يُكتب عليها عبارات مثلا متاع الشيخ: ... أنا ما خلصت كلامي أنا بأقول إن كان الأحرف هذه مكتوب فيها معنى غير جائز شرعا فلا شك أنه حرام لكن إن كانت الأحرف هذه عبارة عن دعاية لشركة أجنبية مثلا من أجل ترويج البضاعة هذه أو ما يُشبه هذا المعنى بحيث أنه المعنى في حد ذاته لا يخالف الشرع حينئذ نقول نحن مو حرام لكن نكره هذه البضاعة لأن فيها الأحرف الأوروبية لأنها تمثّل الذوق الأوروبي والمسلم ينبغي أن يكون بعيدا عن هذا, ثم أنت تعرف اليوم البلاء يعني في هذه الألبسة الأجنبية لا يقف عند هذه الصورة النظرية إلي عم نحكي إحنا, عم تجينا قمصان مطبوعة صلبان ولا ينتبه لها كثير من الناس لأنه يعني يحيكونها بطريقة تنطلي على كثير من الناس خاصة الناس المغفلين ولذلك فينبغي من باب سد الذريعة أنه الإنسان ما يشتري إلا قمصان ساذجة, لأنهم بيدسوا السم في العسل , أنا بأشوف السجاجيد في المساجد نادر جدا جدا إلا ما يكون فيها صلبان لكنهم حاكوها بطريقة مش هي واضحة لأنه لو اتضح ما عاد الناس بيشترونها ... ولذلك يضعوها في جوانب في زوايا تكون خافية, كثير من الناس مسلمين فرّطوا ولأمر ما قال عليه السلام (خير ثيابكم البياض) ... (خير ثيابكم البياض فألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم) أي نعم (233/34) «ما حكم ارتداء الملابس التي فيها صور غريبة عجيبة كالكليكاتورية ونحوها؟ والكلام على التصوير والكاميراالسائل: شيخ الصور الي ترسم, ما هي الصور مثلا يعني بروح فيها صور كاريكاتير يمكن يكون يعني تعبيرات شغلات يعني ... مثلا سائل آخر: ... . الشيخ: في النهاية الي بتشوفها في التلفاز السائل: مش زيها الشيخ: أه طيب هذه أشد تحريم, هؤلاء يقال لهم أحيوا ما خلقتم يعني وصلت القباحة ما بقول ها الكفار, الكفار لا دين لهم لا خلاق لهم لكن المسلمين من كم يوم وقع نظري لأول مرة البشر بيلبسوهم ألبسة ألبسة دبب حيوانات ما شابه ذلك يا أخ ما عجبكم خلق الله ((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر)) إيش ... . السائل: ... . الشيخ: ((ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)) مو عاجبهم خلق الله لحتى يلبسوه له فم هيك كبير قبيح مثل فم الضفدع له ذنب طويل مثل ذنب القرد, شيء غريب ما بقى غير بلا مؤاخذة ... القرد هذا, شيء غريب جدا, إيه هذا أشد تحريما من الصور هذه الفوتوغرافية وغيرها, شو رأيك بقى أنت؟ السائل: ... الرأي رأيك يا شيخ سائل آخر: ... . سائل آخر: ... . الشيخ: " وافق شنّ طبقا " سائل آخر: ... سمعنا من أحد إخواننا صورة أنه مثلا صورة بني آدم لو كبرنا رأسه الجمجمة على ... بشكل كبير أو طلعنا عينيه لبرى أو كبرنا منخاره هذا هل ... فيها حرمة لأنه مثلا تشبيه ... المخلوق ... هل يعني هاي طريقة يعني السائل: يعني تحايل على الصورة بني آدم إلي الله خلقه عليها إلى صورة كاريكاتورية يعني وبيقول أنه بهذه الطريقة بيبعد عن الحرمة يعني الشيخ: طيب هذا ... هيك حتما بيقول بقى أنه تصوير الإنسان كما خلقه الله, تصوير الإنسان كما خلقه الله بالكاميرا بيجوز طبعا, هذا إلي بيقول هيك, هالي بيقول ها الصورة جائزة لو صور الإنسان بالكاميرا فهي أجود عنده أليس كذلك؟ السائل: ... ما قال ... بس قال أنه الصورة يعني لو أعطاها الشكل غير الشكل الطبيعي ... ما فيها ... . الشيخ: طيب لو صورة من مخيلته كيف الإنسان هذا؟ صورة من مخيلته مثل ما كنا عم نحكي شو يقول عنها؟ السائل: ... ما تطرق لهذا الموضوع بس ... احنا ... واردة عشان الشيخ: الصور يا أخي السائل: ... جواب الشيخ: كل, كل الصور محرمة, كل الصور محرمة بس هذه أشد تحريما لأنه هون فيه تغيير لخلق الله مع التصوير فيه تغيير لخلق الله والرسول بيقول (من صوّر صورة) , أنا أذكر لإخواننال بمثل هذه المناسبة لما كنت في المدرسة الإبتدائية كان أستاذ الحساب والهندسة كان ماهرا في التصوير, لما يخرجوا الطلاب للفسحة, يحط الكرسي يتفرج هذا بينط وهذا ... إلخ هو رسم في جنبه اللوح الأسود, يشوف ولد بيعجبوا صورته تعال يا ولد وقّف هون ... لحظات تطلع صورة الولد على اللوحة سائل آخر: لا إله إلا الله الشيخ: أه أيه هذا جائز؟ مو جائز هذا, هذا هو الذي قصده الرسول (من صوّر صورة كلّف أن ينفخ الروح فيها وليس بنافخ) الآن الكاميرا أدق من الصورة اليدوية هذه بيقولوا بعض الجماعات, الله يهدينا وإياهم, إيه الكاميرا ما كانت موجودة, إيه ولكان ما موجودة, الصورة هاي مو صورة وهذا المصور إلي يصور بالكاميرا مو مصور؟ أي نعم, فالرسول قال (كل مصور في النار) مرة تناقشت مع بعضهم في ها النقطة بالذات إلي عم يقول أنه ها الآلة ما كانت موجودة, قلنا له طيب شو رأيك بتعرف أنت في معامل في أوروبا ضخمة جدا تصنع الأصنام والتماثيل ال, الي شو بتسميها من الرخام من معدن من برونز من شو بيسموه كمان؟ إيه هذا عبارة عن معدن يذوّب تذويب يصب في مكان كبسة زر تطلع الأصنام في آخر الخط أصنام كاملة بكبسة زر مثل كبسة زر تبع الكاميرا, قلنا له هذا بيجوز؟ قال لا, قلنا له ليه؟ قال هذه تماثيل قلنا له نعم تماثيل لكن الآلة ما كانت الآلة في زمن الرسول عليه السلام, نحن مو خلافنا أنه هاي صورة وإلا تمثال, خلافنا أنه ها الصورة هاي صوّرت بآلةلم تكن في عهد الرسول فلأنهالم تكن في عهد الرسول جوّزتم الصورة الناتجة من ها الآلة هاي فهاي أنا جبت لك آلة بتطلع صورة مجسمة, هاي ... ما جوزتها ما عندهم آلة. (233/35) «الكلام على حديث في الخطبة (اذنها صماتها) ومذهب الظاهرية في ذلكالشيخ: ... الشاكوش أو كانت بالآلة الكاميرا إلي بطلع الصورة أو بال, شو بنسميها هاي المعمل الضخم الي كمان مركب عليه كهرباء وكبسة تطلع هذه الأصنام إذًا ما ننظر إلى الوسيلة ننظر إلى الغاية والخاتمة, هذه صورة؟ صورة, حرام, هذا صنم؟ صنم حرام, أما صنم كان ذاك النحاة الي ... شو إسمه هالي نحت بقي ينحت في الصنم السائل: ... . الشيخ: أه, مدة طويلة جدا من كثر ما أعجبه ركبته الحماقة في عقله قال له تكلم طبعا ما تكلم, راح حطمه شر تحطيم ضيّع كل جهده, إيه هذا حرام أما ها المصنع هالي بقي ... يمكن شهور أو سنين حتى استطاع أنه يطالع صنم بأدق من صنم هذاك الرجل, هذا معليشي لأنه بالوسيلة التي تكن في عهد الرسول, هذا ما بيقوله إلا رجل أحمق ولذلك ذمّ عند جماهير العلماء مذهب الظاهرية , مذهب الظاهرية لأنه هذول الظاهريون يجمدون على ظواهر النصوص ولا يتعمقون في معرفة الغاية من النص مثاله قال عليه الصلاة والسلام (استأمروا النساء لأبضاعهن) (استأمروا) يعني اطلبوا الأمر منهم بالموافقة على الزواج إذا خُطبت الواحدة وذكر أن البكر اذنها صُماتها واضح من قوله عليه السلام (اذنها صُماتها) أن الشارع الحكيم ((ألا يعلم من خلق)) يعرف النساء أو الأبكار حييّات طبعا هذا في الزمن الأول اليوم ما بقي فيه حياء, اليوم الفتاة بتقول بدي وما بدي وبدي كذا وكذا وإلخ فأولا بيدك الشمال أنا ما باخذ من ايدك الشمال, أيوه, بدك تغير السائل: ... . الشيخ: بعدين أنا عندي أكثر مما عندك وشكرا, ... فالعلماء قاطبة قالوا (اذنها صماتها) يعني يُقبل منها الصمت, يا بنتي فلان بن فلان خطبك شو رأيك؟ (اذنها صُماتها) على هذا العلماء إلا الظاهرية بيقول هيك ما بيصح العقد لابد ما تقول رضيت إذا سكتت ما صح, ليه لأن الرسول قال (اذنها صُماتها) , قال الرسول هكذا مش من باب التحديد والتضييق, من باب التيسير, إذا قالت رضيت جاز وهو أوضح لكن إذا صمتت كمان نعتبره إقرار , أما لا إلا ما تحكي بلكي فعلا حيية, لا إذا قالت رضيت صح وإن صمتت ما صح, هذا اسمه الجمود, وعدم تعمق في معرفة مقصد الشارع من هذا اللفظ (اذنها صُماتها) السائل: ... البكر إذا قالت موافق قال لا تصح هذه ... . الشيخ: إيه سائل آخر: معليش الشيخ: لسى بدي أجيب لكم مثال ثاني, أنا ما بدي, ... . (234/1) «شرح حديث: (لا يبولن أحدكم في الماء الراكد) وبيان مذهب الظاهرية في ذلكالشيخ: فالمثال الثاني نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد, شو قال الظاهري؟ إذا بال في إناء ثم أراق البول من هذا الإناء في الماء الراكد جاز, بال في الماء في إناء فارغ ثم أراق هذا البول من هذا الإناء في الماء الراكد هذا جاز, هالي ما بيجوز هو أن يبول في الماء الراكد مباشرة, أيضا الغاية واحدة سواء مباشرة أو بالواسطة, هيك الرسول نهى عن البول في الماء الراكد, هالي بال في الإناء الفارغ لغة لا يقال أنه بال في الماء الراكد لغة صحيح لكن شو الحكمة شو الغاية من نهي الرسول عن البول في الماء الراكد؟ واضح جدا إما خشية أن يتنجس أو على الأقل خشية أن يتلوث لابد من إحداهما, طيب هذه الخشية وتلك حاصلة سواء بطريقة البول في الماء الراكد مباشرة أو في الماء, الإناء الفارغ ثم تفريغه في الماء الراكد وهاي شو يطلع منها النتيجة؟ نتيجة مكربة جدا أنه ها المجاري هالي بتتصلت على الماء الجاري الطاهر معليشي ليه لأنه ما انصب البول مباشرة وإنما بالواسطة, هاي ما بيقولها إنسان هذه. (234/2) «قصة وقعت للشيخ الألباني مع رجل دمشقي حول التصوير الفوتوغرافي، والتحذير من تقليد الغرب الكافرالشيخ: لكن الآن في أناس كثيرين وقعوا في مثل هذه الظاهرية, أنا أقول فيما يتعلق بالصور في العصر الحاضر ظاهرية عصرية وإليكم المثال, مرة صاحبني شاب دمشقي مثلي كنت في حلب وكانت معي سيارة عجوز هناك أرتفق بها وأسافر من دمشق إلى حلب إلى اللاذقية فلما عرف أنه أنا راجع من حلب إلى دمشق عرض أن يركب معي قلت له ما فيه مانع وأنا أعرفه من قبل, شو بدنا تساوي بها الطريق أربعمائة كيلومتر بدنا نقطعه طبعا بها الأحاديث الدينية, جاءت مناسبة الصور, الصورة الفوتوغرافية السائل: ... . الشيخ: كان صاحبنا الظاهر سمعان رأي لبعض المعاصرين أنه هاي صور فوتوغرافية يا أخي ما فيها شيء هي عبارة عن حبس الظل فأنا ساعتها الله ألهمني المثال التالي وسقتها كصورة واقعية على طريقة حديث بن عمرو لكنني قلت زعموا أن شيخا فاضلا زار تلميذا له في داره فلما جلس الشيخ وقع بصره على صورته في صدر المكان فنصح تلميذه قال له يا فلان أنا بعرفك أنت رجل ... صالح متدين أنت تعرف أنه الصورة محرمة ولا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب, قال له يا سيدي هذا حبا فيك يعني قال له لا لا هذا ما بيصير هلا مبدأ الوثنية من هنا فما كان من التلميذ إلا رأسا نزّل الصورة وراحت أيام وجات أيام وصارت القصة هاي نسيا منسيا, زار الشيخ التلميذ مرة أخرى طالع هيك لقى الصورة في محلها قال له ... تذكروا يوم أنا جئت وأنكرت عليك وأنت بارك الله فيك تجاوبت معي وسرعان ما أنزلت الصورة, قال نعم يا سيدي لكن أنا فهمت منك أنه الصورة اليدوية هي المحرمة وهذيك كانت صورة يدوية أما هذه فصورة فوتوغرافية, نحن عرفنا منك أنه الصورة الفوتوغرافية جائزة قال له بارك الله فيك أنت فقيه, هي الصورة هي هي بس الفرق هذيك يدوية وهذه فوتوغرافية هي الظاهرية عصرية تمام لذلك لا تغرّنكم الأقوال المعسولة مادامت أن النصوص الشرعية صريحة تشمل هذه الصور (كل مصور في النار) فالذي يصور بهذه الآلة أو بتلك ومنها الفيديو وهذا من باب أولى (كل مصور في النار) كل صورة في الدار تمنع دخول الملائكة إلا ما استثني وما الذي استثني صور الأطفال, لعب البنات لكن مش لعب اليوم التي تأتينا من أوروبا وهي تحمل في طواياها خلاعة أوروبا وندخّلها في بيوتنا بحجة أن الرسول شاف لعب عائشة وأقرها عليها بل كان يسرّب إليها جيرانها من البنات, هذيك كانت صور بيتية فيها فائدة ما يتعلق ما يسمّى اليوم بتدبير المنزل أما هذه الصور التي تأتينا من الغرب هي أولا لا فائدة منها إلا الإلهاء ثم قد تجد مثل هذه الخزانة, أنا أذكر والله مرة زرت الإمارات وبخاصة أبو ظبي وبعض إخواننا هناك سلفيين لكن لما دخلت بيته اندهشت, يمكن قديش ها الحجرة هاي صنم بنت ما بتسعها ها الحجرة يعني ... قامت بنت جارية تجري صنم بلاستيك, شو هذا؟ قال هذا لعب بنات فسبحان الله الآن المسلمون في خطر من هذا الغزو الأوروبي فيما يسمونه بالحضارة الغربية ولذلك فالعصمة كما قال عليه الصلاة والسلام (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي) (تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك) فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وأن يلهمنا العمل بها لأنه كثير من الناس يعرفون ولا يعملون فيصدق عليهم قول رب العالمين ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) (234/3) «قوله صلى الله عليه وسلم في المخطوبة (اذنها صماتها) قلتم في حديثكم أنه لابد لها أن تتكلم وهذا هو الأصل كما هو الظاهر عند الظاهرية ولكن سار سبق لسان فقلتم لابد أن تقول وافقت أو رضيت فما توجيهكم؟» مشهور: عفوا يا شيخي بارك الله فيك حول شيخي كلامكم حول الظاهرية أنه ... سبق في الذهن عندكم الشيخ: ... . مشهور: أي تكلمتم وقلتم أن حول حديث (اذنها صُماتها) أنها لا بد أن تقول وتقر الشيخ: أن تصمت مشهور: إيه لا لابد قلتم في خلال حديثكم هو الأصل أن تصمت كما هو الظاهر عند الظاهرية ولكن سبق لسان فقلتم لا بد أن تقول وافقت السائل: رضيت مشهور: أو رضيت الشيخ: إيه سبق لسان لكن أظن أنه المقصود مفهوم مشهور: مفهوم طبعا شيخي, التسجيل حتى يعني يكون الشيخ: نعم (اذنها صُماتها) لا بد أن تصمت وأن تسكت (234/4) «ما حكم الرسومات في الثياب؟ وما معنى حديث (إلا رقما في ثوب)؟» الشيخ: نعم السائل: الرسومات على الملابس يا شيخ في جماعة إلي نناقشهم بيحتجوا أنه السنة (إلا رقما في ثوب) فهل هذا ينطبق ... . الشيخ: رقم كلمة الرقم في اللغة لا تعني الصورة هذا كله رقم, شايف الصور هاي كلها هذه كلها هاي اسمها رقم فهالي بدو يفسر (إلا رقما في ثوب) لا بد ما يكون عنده حديث وهذا مفقود لا بد ما يكون عنده حديث صحيح بلفظ " إلا صورة في ثوب " وهذا لا وجود له, واضح؟ السائل: نعم. الشيخ: فهو ما أدري لعله بعض إخواننا يعرفون الإستثناء في اللغة العربية ينقسم إلى قسمين استثناء متصل واستثناء منقطع , يعني مثلا لما بيقول العربي جاء القوم إلا الوزير, هذا اسمه استثناء متصل لأن المستثنى من جنس المستثنى منه " جاء القوم " يعني البشر " إلا الوزير" وهو من البشر هذا اسمه استثناء لكن إذا قال العربي مثال, ما تستغربوه لأنه راح أجيب لكم مثال من القرآن "جاء القوم إلا الحمار" هذا تعبير عربي صحيح لكن هذا بيسموه استثناء منقطع ما له علاقة بالمستثنى فالحمار ليس من القوم شو بيطلع المعنى جاء القوم غير الحمار, غير الحمار ما يرد الإشكال إلي بيرد على " إلا الحمار " لكن الي بيعرف اللغة العربية ما يستشكل هذا التعبير, في القرآن كثير من هذا النوع الثاني ((فسجد الملائكة)) الأجمعون وإلا الأجمعين الأية؟ الشاهد ((إلا إبليس)) السائل: ((فسجد الملائكة كلهم أجمعون)) الشيخ: ((أجمعون إلا إبليس)) ((إلا إبليس)) متصل وإلا منقطع؟ منقطع لأنه إبليس ليس من الملائكة خلافا لما يتوهم بعض العوام ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خلقت الملائكة من نور وخُلقت الجان من نار) وإبليس نفسه كان من حجته الباطلة خلقتني من نار وخلقته من طين إذًا هو مخلوق من نار أما الملائكة فهم مخلوقون من نور فلما قال ((إلا إبليس)) إذًا غير إبليس, هذا شو إسمه؟ استثناء منقطع, هون بيفيدنا بقى هلا (إلا رقما في ثوب) يعني غير رقم في ثوب مش ضروري تفسرها بمعنى الصورة المذكورة في أول الحديث (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب) بعدين ذكروا صاحبه قال له لكن ما سمعته قال إلا رقما في ثوب؟ أي نعم, أي إلا رقما في ثوب مش معناها إلا صورة في ثوب إلا إذا فسّر بمعنى إيش؟ الإستثناء المتصل, لا هذا ليس استثناء متصلا قد يقول القائل ماهو الدليل؟ الدليل أن النبي صلّى الله عليه وسلم لما كان على ذاك الموعد مع جبريل عليه السلام وتأخّر قليلا عن الموعد فرُئي كأنه مكروب عليه السلام, سألوه نساؤه, قال جبريل وعدني أن يأتيني كأنه بيقول ما جاء وإذا جبريل يظهر خارج الحجرة فسارع إليه الرسول عليه السلام فقال له جبريل " إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه صورة أو كلب فانظر فإن في البيت جرو كلب فمر بالكلب فليُخرج ولينضح مكانه بالماء وفي البيت قرام فيه صور الرجال فمر بالصور فتُغير حتى تصير كهيئة الشجرة " فغُيرت هذه الصور حتى صارت كهيئة الشجرة كذلك حديث آخر كان الرسول عليه السلام والسيدة عائشة اشترت مرفقة يعني يتكئ الرسول عليها, فالرسول صلى الله عليه وسلم أنكر ذلك عليها فأخذت المرفقة وقطعتها حتى تغيرت الصورة منها ففي هذه الأحاديث كلها نستنبط أنه سواء كانت الصورة معلقة أو كانت مداسة بالأقدام فإذا كانت كاملة فلا يجوز (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب) أما إذا كانت غيّرت معالمها سواء بالقطع أو بتحميلها إلى صورة منظر شجرة أو نحو ذلك فهذا جائز وهذه المسألة أنا كنت شرحتها بعض الشيء في كتابي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " السائل: تفضل (234/5) «كيف تكون إقامة شرع الله في الأرض، وهل يكون ذلك بدخول البرلمانات أو تغيير مفاهيم الشباب وإقامات بنوك إسلامية وجمعيات إسلامية أو الجهاد في سبيل الله أو إصلاح الشباب والأفراد فأي الآراء أصوب؟ الكلام على» السائل: حضرت نقاش لبعض الإخوة في كيفية إقامة حكم الله في الأرض فبعضهم يقول أن وضع المسلمين حاليا يختلف على وضعها على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فيما كان ... فبعضهم قال يعني نقيم حكم الله في الأرض عن طريق مثلا ندخل في البرلمان كما يحدث حاليا ونصير وزراء ونواب وفي نفس الوقت نقوي دين الشباب وعقيدتهم و ... يتغير الحكم تدريجيا إلى تطبيق شرع الله , واحد ثاني يقول لا, نغيّر مفاهيم الشباب لمبادئ إسلامية ونقيم مؤسسات إسلامية مثل بنوك إسلامية مثل الشركات الإسلامية وبال ... مع مر السنين يقوم حكم الله ,ناس ثانين يقل لك لا نأخذ الأفراد كأفراد ... خلقهم ودينهم وبالتالي الأمة كلها تغير و ... ناس ثانين يقل لك لا ,نروح نأخذ مبدأ الجهاد ونجاهد مثلا في فلسطين وتلتم الأمة حول مبدأ الجهاد وبالتالي يقوم شرع الله وتقوم بتطبيق دين الله على هذه الأرض , هذا ملخص فأي الآراء أصوب أو هل طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم تختلف عن هذه الآراء جميعها؟ الشيخ: ... وعليها يجب على المسلمين جميعا أن يقتدوا بها, لأن طريقة الدخول في البرلمانات هذول يصيروا وزراء يصيروا مدراء أو أو إلخ هذه مع كونها تخالف طريقة الرسول عليه السلام وبدئه بالدعوة فهي غير مثمرة أبدا , والطريقة الثانية والثالثة أنا ما شفت بيناتهم فرق كبير جدا لكن أرى أنه ما فيه فائدة من الدخول في التفاصيل لأنه الأمر كما قيل " وبضدها تتبين الأشياء " فأنت ذكرت أربعة صور قيلت أمامك, يمكن بعض الصور تتداخل مع بعض ولذلك ما نتناقش في هذا المجال لكن مادام أن الحقائق تتبين بأضدادها وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنحن إذا عرفنا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم عرفنا ما يناقضه أنه على غير هدى من ربه فمما لا شك ولا إشكال فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما بدأ بالدعوة دعوة المشركين إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأنه استمر يدعو هؤلاء المشركين في مكة عشر سنين ((أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)) مع بعض الأحكام القليلة لكن الصلاة والزكاة والحج هذه فُرضت فيما بعد, فالآن المسلمون كما تعلمون بيعدوا الملايين وهالي بيقودهم ما هم من الأنبياء ولا من المرسلين, يعني خيرهم من كان عالما بالكتاب والسنة ولكن هو غير معصوم, هل الملايين هذول هل ينبغي أن ندعوهم إلى أن يتثقفوا الثقافة الإسلامية الشرعية الصحيحة أم الثقافة الغربية التي تعلمهم القوانين وطريقة إدارة الحكم والبرلمانات وما شابه ذلك, لا شك أنا في اعتقادي أن جواب كل مسلم صحيح العقيدة سيكون معنا (خير الهدى هدى محمد) فكما بدأ الرسول بالدعوة لأنه ... بدأ بالدعوة لكن نحن قلنا أن الرسول كان معصوما وكان نبيا رسولا, اليوم ما فيه نبي (أنا خاتم الأنبياء ولا نبي بعدي) لكن له عليه السلام خلفاء وقد قال في الحديث الصحيح (العلماء ورثة الأنبياء) فإذًا هالي بدهم يقوموا بدور الرسول عليه السلام في الدعوة إلى الله عز وجل لازم يكونوا يستحقوا أن يكونوا خلفاء من بعده في العلم لأن الأنبياء لم يورثوا مالا ولا درهما ولا دينارا وإنما ورّثوا العلم كما جاء في الحديث المعروف, نرجع هلا للمشكلة الأساسية التي فيها واقع ... عامة المسلمين واقع العلماء اليوم, الذي نعتقده جازمين أن علماء المسلمين اليوم مختلفين أشد الإختلاف وفي ظني لا أحد يُناقش في هذه الدعوة التي أدّعيها, لا أحد يناقش في أن علماء المسلمين مختلفين أشد الإختلاف في البلد الواحد فضلا عن الإقليم الواحد فضلا عن أقاليم فضلا عن العرب والعجم وإلخ يعني تصور الخلاف في أوسع دائرة ممكنة وأنا الآن ... هذه الدائرة المختلفة جدا جدا فأنت تجد في العالم الإسلامي فيه ناس ينتسبون إلى السنة والجماعة, فيه ناس بينتسبوا إلى الشيعة ,فيه ناس بينتسبوا إلى الزيدية فيه ناس بينتسبوا إلى الخوارج أو الإباضية وهذول بيتفرع منهم كما فروع ثانية ما لنا فيها ,لكن نحن نرجع إلى أهل السنة والجماعة, أهل السنة والجماعة بينقسموا إلى أقسام فيما يتعلق بالعقيدة ثلاثة أقسام ماتوريدية أشاعرة أهل الحديث, فيما يتعلق بالفقه والأحكام الشرعية الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة, في ما يتعلق بالطرق الصوفية حدّث ولا حرج, هم يقولون الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق, الله أكبر, وهذول كلهم من أهل السنة والجماعة تركنا نحن هذيك الجماعات, من أهل السنة والجماعة, نرجع أنا بنقول الآن آية في القرآن تقول ((ولا تنازعوا فتفشلوا)) فتذهب وإلا وتذهب؟ أه؟ السائل: وتذهب الشيخ: ((وتذهب ريحكم)) إذًا النزاع بنص القرآن الكريم سبب للفشل, سبب لإذهاب القوة وفي الآية الأخرى ((ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)) هذه الآية كأنها تنطبق اليوم على ها الجماعات المسلمة وإذا كنت ما بتصدق لأنك ما لك عارف التاريخ مثلا يكفيك تاريخ الجهاد الأفغاني وبعد اثنا عشر سنة بسبب الأحزاب السبعة ما استفادوا شيء إلا إراقة الملايين من الدماء فصدق الله ((ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)) وها الأحزاب السبعة في الأفغان ما فيهم شيعة كلهم أهل السنة وما فيهم شوافع كلهم حنفية إلا ما ندر يمكن يكون فيهم شوافع إلى آخره. إذًا العمل اليوم السياسي لا يُفيد إطلاقا لأن الرسول أول ما بُعث ما اشتغل بالسياسة لكن لما هاجر إلى المدينة, هناك بدأ العمل السياسي والتنظيم السياسي وبدأ القتال بينهم المنظم وبين المشركين كما هو معروف في السيرة النبوية, إذًا الرسول بدأ بماذا؟ بدأ بإصلاح العقيدة وبالتربية الإسلامية الصحيحة على الكتاب والسنة, اليوم هؤلاء العلماء الي بدأت أنا الكلام بهم وهم مختلفين أشد الإختلاف وقدمت لك صورة واضحة جدا هذول لا يمكن أن يصيروا كلمة واحدة إلا إذا اتفقوا على أن يكون المرجع لهم مرجعا واحدا وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح فالذين يقولون ندخل في البرلمانات هؤلاء قسمان ولابد قسم منهم شبّه لهم الأمر توهموا أنه يمكن أن يقيموا دولة الإسلام بطريقة المشاركة في دولة غير إسلامية, قسم منهم هكذا, قسم يظهرون خلاف ما يُبطنون, يُبطنون الوصول إلى الكرسي لأنه يدر عليهم بالخيرات والبركات والرئاسات و وادعاءات ونحو ذلك, هذول ما لنا كلام معهم أما القسم الأول فالكلام كله بينصب عليهم فنقول هل أنتم على طريق محمد عليه السلام؟ أولا تركوا أنفسهم فما ربوها على الإسلام لأنهم ما فهموا الإسلام فضلا أنهم ما ربوا أهلهم و ذويهم الي عايشين في البيت, نساء بنات رجال إلخ ما فيه هناك ظاهرة إسلامية إطلاقا وأنا أجزم وأقطع أنه لو في ليلة لا قمر فيها كما يُقال رُفعت راية الإسلام على البرلمان الذي كان يحكم بالإسلام حيتمكن هذا الذي رفع هذه الراية أنه يطبق الإسلام في أرض غير مسلمة فعلا؟ لا هي مسلمة علما ولا هي مسلمة عملا, إذًا بدو يقعد يشتغل هذا الي رافع راية الإسلام من جديد في شعبه وأمته ليعلمهم الإسلام حتى يستطيع هذا الشعب أنه يمشي معهم فإذًا يا أخي ابعد عن الخيال, خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) هل الملايين المملينة من المسلمين قداش بيعدوا يقولوا اليوم؟ السائل: مليار الشيخ: مليار؟ نعم؟ السائل: مليار الشيخ: مليار, أه, مليار مين بدو يربيهم ما بتقدر أنت لو عندك مثلا قرابة ما بتقدر تستصفي منهم أربعة خمسة وهذول إي بدك تستقصيهم بدك تقضي حياتك كلها لحتى إيش تربيهم التربية الصالحة علما وخلقا وسلوكا فهذا المليار غض النظر عنه خاصة بعد ما قسمنا إلى أهل السنة والجماعة وغير أهل السنة والجماعة ورجعنا لأهل السنة والجماعة وجدناهم في العقيدة ثلاثة مذاهب في الأحكام الشرعية أربعة مذاهب في الطرق والسلوك وإلخ بعدد أنفاس الخلائق إلخ, وين بقى بدك تصلح البقية الباقية, هذا أمر مستحيل لكن استصفي من جوك هناك تعاون معهم على فهم الكتاب والسنة وتطبيق الكتاب والسنة في حدود ما يمكنك ثم هذه الحلقة الصغيرة تتسع عندك في الحارة كم واحد في الحارة الثانية كذلك واحد غيرك بيقوم بنفس العمل لأنكم واضعين منهج واحد ستكون الآثار ما كانت واحدة فستكون متقاربة وسيأتي يوم قريب ها الحلقات الصغيرة هذه تنضم بعضها إلى بعض وتصير حلقة كبيرة جدا وبهذه الحلقة الكبيرة بيتحقق المجتمع الإسلامي وعلى هذه الأرض المسلمة يمكن إقامة الدولة, أما تقيم الدولة المسلمة رأسا تطلع لرأس الإهرام, هذا أمر خيالي محض تماما ولذلك بهذه المناسبة أنا أكرر كلمة لبعض الدعاة الي كانوا في العصر الحاضر ومات, هي من الحكمة بمكان " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " فهالي بدو يدخل البرلمان بدو يقيم دولة الإسلام في قلبه, نحن بنشوف بنشوف أخ من إخواننا طيب وعاش معنا سنين صار له وظيفة كان له لحية مثل لحيتي أو أكبر دخل الوظيفة وإذا تشعر بدأت اللحية ... وتنقص وتنقص ويخشى أنه إما أن تكون مثل ما بيقولوا عندنا في الشام " خير الذقون إشارة تكون " هون يطيح بها بيرميها أرضا وهو عبارة عن وظيفة بسيطة بيدخل البرلمان يكون لابس عربي من قبل بيصير يلبس إفرنجي بيلبس إفرنجي جاكيت وبنطال, ما بيحط برأسه ... ما بيمشي الحال, بعد مدة بينطبع تماما لأنه ما بدو يقدر يعيش شاذ في البرلمان بيحط كرافيت يا تكون طويلة يا تكون مصلبة, نعم, هذا بدو يقيم دولة الإسلام " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم في أرضكم " أظن أنني أجبت عن الصواب الذي نراه نحن وأقربها ما ذكرت ثانيا وثالثا, لا بد من إيجاد الأرض المسلمة لإقامة الحكومة المسلمة أما إقامة حكومة مسلمة على أرض غير صالحة لزرع هذه الحكومة, هذا أمر مستحيل السائل: كيف نرد عليهم يعني ... غالبية الأمة يعني غير مؤمنة أو غير يعني ... كافرة .. الشيخ: أنا ريّحتك شو بدك بمليار من المسلمين استصفي يا أخي نخبة وتفاهم أنت وإياهم على الكتاب والسنة وامشي معهم, أنا بيعجبني بهذه المناسبة امرئ القيس هذا الجاهلي لما بيقول " بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه *** وأيقن بأنا " إيش؟ السائل: لاحقين بقيصرا الشيخ: نعم؟ السائل: لاحقين .. الشيخ: " بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه *** وأيقن بأنا لاحقين بقيصرا فقلت له لا تبك عينك إنما *** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا " فنحن بنحاول نقيم دولة الإسلام لكن دولة الإسلام من أين نبدأ؟ نبدأ بقال الله قال رسول الله ثم نطبق هذا الذي قال الله قال رسول الله وهكذا. يعني اليوم مدرسة متواضعة بدك تقيمها لأطفال صغار رأسا تقدر تقيمها وإلا بتخطط تهيء الأرض بتهيء الحجارة بتهيء الخشب بتهيء الفلوس قبل كل شيء إلي بدك تجيب ها البضاعة كلها إلخ وبعدين تضع مخطط خارطة كم غرفة كم مثلا طاولة كم كم إلخ. هاي دولة هاي تشوف المسألة هينة فلابد ما نوجد الرجال الذين هم يُقيمون ويضعون أساس هذه الدولة فأنت بارك الله فيك لا تتعب حالك كيف نحاول أن نقنع المليار من المسلمين صفي صفي صفي صفي نجّر نجّر يعني صفّح ارمي إلخ حتى تبقى في دائرة صغيرة تقدر أنت تقوم بواجبك تجاهها, هذول الي بينتسبوا اليوم في البرلمانات من المسلمين هذول لن ينجحوا أبدا وهذا يقينا يكفينا أنهم خالفوا قوله تعالى ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) نحن بنقول يا أخي إلي بيدخلوا اليوم برلمانات يقينا عقيدتهم ما هي إسلامية, أنا بأقول يقينا بدليل, نجتمع مع دكاترة نجتمع مع مشايخ وبعض المشايخ الموجودين في البرلمان فنسمعهم ينطقون بكلمة الكفر وهي عندهم كلمة توحيد, يمكن أنت ما أدري ما تؤاخذني ما أدري شو مبلغ اتصالك بها المشايخ ومعرفتك بأفكارهم وعقائدهم بقى يمكن تستغرب لما بقل لك أنا هذا الكلام لكن أنا سأضرب لك مثل واقعي تسمعه أنت دائما كما نسمعه نحن وهو ربنا عز وجل في عشرات من النصوص من الكتاب والسنة ذكر أن الله تبارك وتعالى له الأسماء الحسنى ((قل هو الله أحد *الله الصمد *لم يلد ولم يولد *ولم يكن له كفوا أحد)) وقال ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)) وقال ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) خلاصة له كل صفات الكمال, من صفات الله عز وجل ((سبح اسم ربك الأعلى)) الأعلى هنا أكثر المشايخ اليوم لا يؤمنون بهذه الصفة أن الله عز وجل هو الأعلى السائل: ... . الشيخ: نعم السائل: ((سبح اسم ربك الأعلى)) الشيخ: ((سبح اسم ربك الأعلى)) نعم, فالله عز وجل نحن نقول في السجود سبحان ربي الأعلى وهذا كتفسير وتطبيق للآية, أي نعم, شو بيقولوا أكثر المشايخ اليوم؟ الله موجود في كل مكان, أنا الآن باسألك أنت, سمعت هذا الكلام وإلا ما سمعته؟ السائل: سمعته. الشيخ: الله موجود في كل مكان هذه عقيدة صوفية هالي بيقولوا بوحدة الوجود وبيصرّحوا فيها بيقول كل ما تراه بعينك فهو الله, وبيقول أحدهم " لما عبد المجوس النار ما عبدوا الواحد القهار " النار النار المشتعلة التي يعبدها الوثنيون هي ما خرجت عن كونها الله!! البقر الذي يعبده طائفة من الهندوس هو يعبد الإله, لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار فلما عالم فاضل دكتور وأخذ شهادات دكتوراه في الشريعة وإلخ بيقول الله موجود في كل مكان, إيه هذا بيدخل البرلمان هذا بدو يقيم دولة إسلام؟ هذا قلبه خراب يباب ما أقام دولة الإسلام في قلبه لأنه كفر بصفات ربه العليا وهذا مثال من أمثلة كثيرة وكثيرة جدا ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) آية في القرآن , هل عرفها جماهير المسلمين المثقفين منهم بنترك بقى العوام, هل فهموا معنى لا إله إلا الله؟ أنا أقول آسفا ما فهموا بدليل أن المعنى الشرعي المتفق عليه عند علماء المسلمين قاطبة الأولين منهم ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله, لا معبود بحق هذا احتراز أنه هناك شيء معبودات في الأرض لكنها تُعبد بغير حق وهو الشرك بالله عز وجل, لذلك المشركين في القرآن الكريم ((إذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون)) مع أنهم إذا سُئلوا من خلق السماوات والأرض ليقولون الله إذًا هم يؤمنون بخالق لكنهم يجعلون له أندادا في العبادة ولذلك قال تعالى ((فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)) كثير من الجهلة خاصة اليوم في هذه الأرض عمّان يُفسرون ((فلا تجعلوا لله أندادا)) يعني ذات مع الله يخلق يحيي ويميت ويرزق, مو هذا المقصود, المقصود ((فلا تجعلوا لله أندادا)) في العبادة ولذلك أكّد الله عز وجل هذا المعنى حينما حكى في القرآن الكريم فقال ((والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) فيه اختصار هنا, في طي من الكلام, هذا من بلاغة القرآن ((والذين اتخذوا من دونه أولياء)) يعبدونهم من دون الله تعالى فإذا قيل لهم لماذا تعبدونهم من دون الله؟ قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إذًا هؤلاء يعتقدون بوجود الخالق الرازق المحيي المميت لكن اتخذوا معه أولياء يعبدونهم من دون الله, لماذا؟ مشان هم يقربوهم إلى الله زلفى. واحد منهم في الطواف كان يقول " لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك " تملكه وما ملك, هذا السّخّاف هذا يُنكر كل هذه الحقائق, يقول في الآية السابقة ((والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) قال هذا بيقولوه عن نفاق مو عن حقيقة السائل: الله أكبر الشيخ: إيه, سبحان الله فيه تحريفات قديمة وحديثة جدا, المجتمع الإسلامي لا يتحقق, لن يتحقق إلا بالتوحيد الصحيح والتربية الإسلامية الصحيحة وهذا يتطلب جهدا جبارا من علماء المسلمين أولا الرجوع في فهم الدين كما قلنا إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وبعدين تربية الأفراد في بعض المجتمعات حتى توجد النواة الأولى كما فعل الرسول عليه السلام, أول معركة تعرفونها وقعت بين المسلمين والكفار المشركين, وقعة بدر قديش كان عددهم ثلاثمائة وقديش؟ السائل: أربعة عشر الشيخ: وأربعة عشر, وكانوا جماعة ألف وزيادة وكان عندهم خيل وأفراس وسلاح أكثر من هؤلاء فالله نصرهم لكن الرسول بقي اثني عشر سنة تقريبا وهو يؤسس لإيجاد هذه النواة فقبل إيجاد هذه النواة لن تقوم قائمة الدولة المسلمة أبدا فلعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (234/6) «بعض من دخل البرلمانات سلفيين أو محسوب على السلفية؟ والكلام على عبد الرحمن عبد الخالقالسائل: ... بعض الي دخلوا البرلمانات يعني سلفيين محسوبين على السلفيين. الشيخ: إيه وشفنا بعدين أثار السلفيين تبعكم هناك سائل آخر: ... الشيخ من أكبر ... النجاح في الجزائر شو صار معهم في مصر الشيخ: هذا هو, الله المستعان يا أخي, كل ما دخلنا في تجربة نرجع وراء شو السبب؟ الخط أعوج, ما هو الخط السلفي, أنت بتقول فيه ناس سلفيين محسوبين, صحيح مع الأسف هلا أخونا عبد الرحمشن عبد الخالق أقولها بكل صراحة هو كان تلميذي في الجامعة الإسلامية واشتغل عندكم في الكويت شغل طيب لكن فيما بعد انحرف إلى السياسة, ... انحرفت سياسة بدأ القضاء على الدعوة وهذا النموذج هذا, شو إسمه عوني وإلا إيش إسمه هذا إلي صار وزيرا عندكم السائل: ... العون الشيخ: أه ... العون, هذا كان من رؤوس الجماعة هناك, هلا بيقول إلي ما بيأيد إيش الحلفاء هذول, له كلمة بيقولها يعني لازم نؤيد الأمريكان ولازم نؤيد الحلفاء الي يقاتلوا السائل: ... . سائل آخر: شيخ بارك الله فيك (234/7) «ما صحة حديث (أن لغة أهل الجنة العربية)؟» السائل: ... أنه لغة أهل الجنة هي اللغة العربية الشيخ: لا , حديث صحيح ما في شك أما حديث ضعيف فما شئت أو لا ما شئت. السائل: نفس الآيات والأحاديث ... يعني في ... . الشيخ: إيه لكن هذا ما بيعني ما بيعني أنه لغة أهل الجنة اللغة العربية قد يكون فيه هناك لغات عديدة وشو بدنا نحن هلا في هالتعمق في الغيب ... حكم شرعي. (234/8) «سؤال حول الاعتكاف؟» الشيخ: إيه خلاف السنة يعني المعروفة عمليا من هلا السائل: ... خلاف السنة الشيخ: إيه السنة العملية يعني السائل: السنة العملية, أما لو اعتكفت المرأة ... . الشيخ: ... زعمناها هذه قوله عليه السلام قال (آالبر تردن؟) السائل: أيوه الشيخ: ونقضت الخيام تبع أمهات المؤمنين. السائل: ... لو كان النساء في ... في كذا وهو وزوجته بلا ما تكون هذا ... المسجد كعبادة يعني الشيخ: خلي الشرع ... . السائل: بيقول يعني ماشي الشيخ: حكم ما أستطيع أن أقول السائل: ... . (234/9) «قراءة الشيخ لسورة الفاتحةالشيخ: قراءة الشيخ لسورة الفاتحة. (235/1) «الكلام على حديث توسل الأعمى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة سندهالشيخ: الذي توسل بدعاء النبي, كان هذا الأمر ... ونفعه الله منه جعله ... وسيعود إليهم يعني يوما مما من التقلبات التي, أي نعم السائل: قريش الشيخ: نعم؟ السائل: إلى قريش, يعود إليهم الشيخ: لا لعله في قريش وسيعود إلى قريش ... في قضية الأعمى الذي توسّل بدعاء النبي, له بشفائه أبو جعفر فهل هو عيسى ... عيسى ماهان أبو جعفر الرازي التميمي كما ظنه الحافظ بن حجر في التقريب فإن كان كذلك فقد قال عنه أحمد والنسائي ليس بالقوي وقال بن المديني ثقة كان يخلط وقال بن حبان ينفرد بالمناكير أما إذا كان أبو جعفر المديني فهو عند ابن ماجه مجهول ليس هو لا هذا ولا هذا وإنما هو رجل آخر سماه الحافظ الطبراني في معجمه الصغير باسم لا يحضرني الأن وحديث توسّل الأعمى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم صحيح لأن هذا الرجل الذي هو أبو جعفر ليس هو ذاك الضعيف ولا هذا المجهول السائل: هو أبو جعفر الخطمي الشيخ: أي نعم هو نفسه السائل: الخطمي الشيخ: الخطمي بس ما يحضرني اسمه الآن, تعرف اسمه؟ يزيد هو السائل: أي نعم (235/2) «بيان صحة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل متى وجبت لك النبوة قال: (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) وبيان خطأ من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول مخلوقالشيخ: هل صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما سُئل متى وجبت لك النبوة قال (بين ... هذا ونفخ الروح فيه) هذا حديث صحيح وطبعا ليس له علاقة بالخرافة الشائعة, نعم, ليس للحديث علاقة بالخرافة الشائعة التي تقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام هو أول مخلوق, ليس في الكتاب بل ولا في السنة أن الرسول عليه السلام هو أول مخلوق بل إن القول بأن الرسول عليه السلام هو أول مخلوق مصادمة للبديهة العقلية لأنه كيف يكون أول مخلوق من كان جده آدم عليه الصلاة والسلام وبين هذا الذي يُقال فيه إنه أول مخلوق وبين آدم مئات الأجداد ثم يكون أول جده من الأعلى آدم ويكون الحفيد الحفيد إلخ هو مخلوق قبل جده الأكبر, هذا معناه كما يُقال أن ندع العقول ونتكلم بما يُخالفها. ولذلك يضطر بعض الناس إلى تأويل هذه الأولية حينما يقولون أنه الرسول عليه السلام ... خلق الله فتأتيهم هذه البديهة العقلية وترد هذه الخرافة فيتأولون الجملة لأن ليس المقصود أنه مخلوق ببدنه وإنما مخلوق بروحه فيأتي هذا الحديث ويُبطل هذه الدعوة أيضا لأنه يقول (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) أما حديث كنت نبيا وآدم بين الماء والطين فهذا حديث موضوع لا أصل له والصحيح هذا الذي أورده الحافظ بن كثير (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) فالرسول صلى الله عليه وسلم كُتب نبيا (كنت نبيا) معناه كُتب نبيا وآدم بين الروح والجسد أما خلقه فهو كخلق البشر كلهم ومعنى ذلك إلا تحقيق بمثل قوله تبارك وتعالى ((قل إنما أنا بشر مثلكم)) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أن الله اصطفاه لنبوته ورسالته أولا ثم خصّه بمعجزات وآيات كثيرة ثانيا فهو مع ذلك كله لا يخرج عن كونه بشرا كما نص في الآية وأمره بذلك بيانا لهذه الحقيقة ((قل إنما أنا بشر مثلكم)) ثم جاءت السنة لتزيد الآية وضوحا فقال عليه الصلاة والسلام في قصة سهوه في صلاة الظهر حينما صلاها خمسا (إنما أنا بشر مثلكم) جاء هنا بالندية (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني) فإذًا هذا الحديث (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) ليس له علاقة بقولهم إنه عليه الصلاة والسلام أول خلق الله. (235/3) «بيان بطلان حديث (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك) وبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج بأن يمدح بالأحاديث الموضوعةالشيخ: أما الحديث الذي يُقال أيضا بهذه المناسبة " لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك " فهو أيضا حديث موضوع والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن نتذكر أنه ليس بحاجة إلى أن يمدح وأن يطرى بالباطل من القول فإننا نعلم بالتجربة إن الذين يُمدحون بالأقوال ... المزورة فهم الذين تعرّوا عن كل فضيلة, هذا نشاهده في الناس حينما نرى رجلا صعلوكا لا قيمة له في المجتمع وحوله بعض الناس من أمثاله يصفونه بأوصاف ليس لها أصل إطلاقا في هذا الموصوف ذلك لأنه فقير فهو بحاجة إلى أن يتغنى أن يظهر بأنه غني بشيء من الفضائل والمكارم ولكنه لما كان قفرا ليس فيه شيء من تلك الأوصاف يضطر أصحابه المنافقون له أن يمدحوه بماذا؟ بما ليس فيه بالباطل أما رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم الذي هو سيد الأنبياء كما صرح بذلك في غير ما حديث صحيح فهو ليس بحاجة أبدا أن نمدحه عليه الصلاة والسلام بما ليس فيه بل أنا أعتقد أن مدحه بالباطل هو غمز له عليه السلام من هؤلاء المادحون له بالباطل لو كانوا يعلمون فإذًا حسبنا أن نمدح نبينا عليه الصلاة والسلام بما ثبت في كتاب ربنا وأحاديث نبينا عليه صلوات الله وسلامه. السائل: ... . الشيخ: حديث صحيح. (235/4) «شرح حديث: (إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) فما ذنب الميت؟» الشيخ: إن الميت يُعذب ببكاء أهله فما ذنب الميت؟ هذا حديث صحيح متفق عليه, للحديث عند العلماء تفسيران, التفسير الأول يُعذب ببكاء أهله عليه بسبب أنه لم يحذرهم ولم ينصحهم ولم يعلمهم آداب الأقارب مع ميّتهم إذا مات, هذا هو القول الأول فإذًا على هذا التفسير يؤاخذ الميت بكسبه لأنه لم يقم بواجبه تجاه أقاربه, فإذًا الحديث يتمشّى على هذا التفسير مع قوله تعالى ((ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) فبكاء الأولاد وبكاء الزوجة والأقارب على الميت إذا كان بسبب تقصير الميت في عدم نهيه إياهم عن البكاء فهو يعذّب أما إذا قام بواجبه تجاههم ثم مع ذلك خالفوا تعليمه إياهم فهو ليس مؤاخذ, هذا التفسير الأول, هو عندي مرجوح عفوا راجح. التفسير الثاني وهو التفسير المرجوح (إن الميت ليعذب) ليس المقصود هنا بالعذاب هو الذي يعلمه الإنسان يعذب بالنار يعذب بالجلد بالضرب إلخ وإنما العذاب هنا هذا التأويل الثاني معناه التألم, إن الميت ليعذب أي ليتألم ببكاء أهله عليه, على هذا التأويل لا إشكال في الحديث فيما يتعلق بآية ((ألا تزر وازرة وزر أخرى)) والحقيقة أنني عشت سنين وأنا مطمئن لهذا التأويل ثم بدا لي بطلانه من حيث الرواية ومن حيث الدراية, أما الرواية فقد وجدت في صحيح مسلم في هذا الحديث في رواية له بزيادة يوم القيامة (إن الميت ليُعذب ببكاء أهله عليه يوم القيامة) التأويل الثاني مهضوم بعض الشيء لولا الأمر الثاني الذي سأذكره فيما لو تصورنا أن التألم في القبر, أما وقد جاءت الزيادة تقول يعذب يوم القيامة فقد بطل التأويل الثاني وتأكدنا من أن التأويل الأول هو الصحيح, يعذّب يعني يضرب يجلد في النار إلى آخر ما هنالك من أنواع من العذاب فليس هو بمعنى التألّم, هذا هو من حيث الرواية بزيادة يوم القيامة ... يوم القيامة يعذب, يعذب بالنار يعذب بجهنم كلمة جملة زيادة يوم القيامة تؤيد أن العذاب على ... الميت الذي لم يوص أهله ولم ينههم عن البكاء عليه يُعذّب يوم القيامة وليس فقط هو يتألم, يعذّب عذاب العذاب المعروف أما الذين ذهبوا إلى تأويل العذاب هنا بمعنى التألم فقد نزعوا إلى قوله عليه السلام (السفر قطعة من العذاب) هل معنى العذاب هنا العذاب على التأويل الأول أي العقوبة؟ لا التألم يعني المشقة والتعب و ... إلخ لكن ليس هو بمعنى العقوبة, هذا هو منزع من ذهب إلى التفسير الثاني في الحديث (إن الميت ليعذب) أي لا يتألم قياسا على حديث (السفر قطعة من العذاب) لكن زيادة (يوم القيامة) تؤكد المعنى الأول الي هو بمعنى العقوبة, الشيء الثاني الذي يمنعنا من أن نتأول العذاب في الحديث يمعنى التألم أن هذا التأويل يأتينا بشيء لا عهد لنا به في الكتاب ولا في السنة ألا وهو أن الميت له اتصال بعالم الميت بعالم الدنيا وهو في البرزخ فهو يحس إن لم نقل كما يقول الجمهور اليوم يسمع, من أين نثبت هذه الحقيقة للميت؟ (إن الميت ليُعذب) أي ليتألم ببكاء أهله عليه, هذا يتضمن أنه ذو إحساس بما يفعل أهله من بعده مما يؤلمه وهذا معنى جديد لا يمكن أن نسلم به بمثل هذا التأويل لا سيّما وهو مرجوح. (235/5) «هل يجوز للمرأة النفساء أن تدخل المقابر أو تزور المرضى؟» الشيخ: هل يجوز للمرأة النفساء أن تدخل المقابر أو تزور الموتى؟ يجوز لها أن تزور الأحياء في المساجد فضلا عن الأموات في المقابر. (235/6) «هل يجوز بناء مسجد بالقرب من مسجد آخر وليس هناك ضرورة لبناء هذا المسجد إذ المسجد القديم يتسع للمصلين مع الدليل؟» الشيخ: هل يجوز بناء مسجد بالقرب من مسجد آخر يتسع للمصلين وليس هنالك ضرورة لبناء هذا المسجد إذ أن المسجد القديم يتسع للمصلين, أمثال ذلك أنه يراد مسجد يبعد عن مسجد الخير مسافة ثلاثمائة متر ومسجد الخير يتسع بالراحة للمصلين, يرجى التفصيل في الكلام ودعمه بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقول السلف في هذا الموضوع؟ لا يجوز قطعا إذا كان الأمر كذلك وهذا الذي نظنه فمسجد الخير مسجد واسع وكبير وذو طبقات فما نعتقد أنه يجوز بناء مسجد بهذا القرب من هذا المسجد الكبير وهذا المسجد يسمى بلغة علماء الفقه والحديث بمسجد الضرار وقد شرح هذا البحث الحافظ السيوطي في رسالة له في بدعة المحاريب في المساجد فقد تعرض لبناء المسجد مجاورا لمسجد آخر بدون ضرورة حتى ولو كان المسجد القديم لم يتسع لأهله فالواجب توسيعه, اللهم إلا في حالة كثرة البنيان وتزاحم السكان وابتعادهم عن المسجد بحيث يشق عليهم فلا بأس حين ذاك من بناء مسجد آخر للحاجة حين يكون المسجد القديم ضيقا أو صغيرا ولذلك فنحن نجد مع الأسف مساجد كثيرة مبنية بعضها قريبة من بعض, هنا السائل يقول بين المسجد القديم القائم وبين المسجد الذي يُراد إحداثه ثلاثمائة متر, نحن نعلم مساجد في بعض المناطق من دمشق كمسجد كمساجد عمارة ... عندك مسجدين وأنت خارج من الأموي إلى العمارة تجد أولا, أول مسجد أول ... يسموها على يدك اليسرى ثم تمشي يمكن نحو مائة متر تجد مسجدا ثانيا على يدك اليمنى وهو الست رقية ثم تمشي نحو أربعين متر فتجد مسجدا آخر على يدك اليسرى لا السائل: العمري. الشيخ: العمري ثم تمشي نحو أربعين متر فتجد مسجد ... على يدك اليسرى ثم تمشي نحو ثلاثين مترا فتجد مسجدا آخر ما أدري ما اسمه فهذه مساجد بلا شك مسجد ضرار, هذا في تسمية لغة الشرع أو لغة الفقهاء وأنا أسمي هذه المساجد مساجد ... أي الكسالى كل ما وُجد رجل عنده بسطة في المال فيتثاقل عن الذهاب إلى مسجد بعيد عنه نحو مائة متر أو مائتين متر فبيأخذ قطعة من أرضه الواسعة وبيبني له مسجد ولا بيحس ولا بيشعر بثقل التكليف لأن الأموال كثيرة, هذا لا يجوز لأن المساجد إنما بُنيت لتجميع المسلمين لا لتفريقهم وهذه المساجد ... مسجد ضرار هي في الواقع تُفرق المسلمين ولذلك فتجد في كل مسجد صفا أو صفين لا يكاد ... الناس فلو اجتمعوا في مسجد واحد لامتلأ المسجد بهم فذلك أفضل وأشرع للمسلمين لذلك فبناء مثل هذا المسجد لا يجوز قولا واحدا عند من يعلم الحكم الإسلامي الصحيح, نعم. السائل: ربما المسافة التي ذكرها ... الأخيرة عفوا (235/7) «إذا كان بناء مسجد بالقرب من مسجد آخر فيه مصلحة كالترغيب في صلاة الجماعة؟» السائل: ربما المسافة ... تكون أكثر تكون في ... يعني تكون في مشقة ... ثم من ناحية أخرى الآن الإعراض عن الدين ربما في المستقبل يصير تهافت على الدين. الشيخ: ولكل حادث حديث السائل: فقد يكون فيه مكان ف ... . الشيخ: المهم الآن يا أستاذ , في ما يكون في المستقبل ... الأماكن تتسع على عكس ما تتصور سائل آخر: ... . الشيخ: ... . السائل: ... . الشيخ: هذا السؤال سابق لأوانه لما بيجي نجي نطبق الشرع باستطاعتنا حينئذ ... . سائل آخر: ... الصلاة ... . الشيخ: الصلاة ... المساجد كثيرة مثلا عندك مسجد جامع الجوزي ما بتصلي فيه؟ ما بتصلي في هذه المساجد الصغيرة السائل: ... . الشيخ: أي نعم السائل: ... . الشيخ: إذا كانت كلما كثرت الخطى كلما كثر الأجر وهناك حديث في الصحيح, قبيلة هي قبيلة جابر بن عبد الله الأنصاري بنو سلمة, أرادوا أن ينتقلوا ببيوتهم إلى قرب مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام فلما بلغ ذلك الرسول عليه السلام قال (يا بني سلمة دياركم تُكتب آثاركم) يعني الزموا دياركم البعيدة عن المسجد فآثاركم أقدامكم التي ... إلى المسجد النبوي البعيد عنكم, هذا البعد البعد سبب لتكثير أجوركم, وجاء في أحاديث أخرى كل خطوة تسجل لكم بها حسنة وتمحى عنكم سيئة وتُرفع لكم بها درجة لذلك لا ... الإنسان الذهاب إلى المسجد إذا كان بعيدا فلكل من القرب, لكل من القرب والبعد فضائله ومحاسنه. (235/8) «هل تسقط صلاة الجمعة وصلاة الجماعة على المسافر؟» الشيخ: إذا كانت صلاة الجمعة تسقط عن المسافر فهل صلاة الجماعة تسقط وهل يصح للمسلم إذا سمع الأذان وهو مسافر أن يُصلي هو جماعة غير جماعة المسجد؟ الجواب نعم لأن صلاة الجمعة هي أبلغ في الفرضية من صلاة الجماعة وإذا كان معلوما أن صلاة الجمعة تسقط عن المسافر بعذر السفر فصلاة الجماعة في المسجد تسقط من باب أولى ولكن هناك جماعة لا تسقط عن المسافر هي الجماعة الخاصة هي كما قال السائل, هل يصح للمسلم إذا سمع الأذان وهو مسافر أن يصلي هو وجماعة غير جماعة المسجد فأقول جوابا على هذا ... من السؤال, يجب على المسافرين إذا لم يحضروا جماعة المسجد أن يعقدوا هم جماعة, السؤال هنا يحتمل أنه يعقد جماعة مع جماعة قد يكونوا مقيمين, هذا يكون مساعدا لهم على ترك الواجب عليهم وهو أن يصلوا في المسجد, المقيمون عليهم أن يصلوا جماعة في المسجد أما المسافرون فإن ترخصوا بترك الجماعة كما يترخصون بترك الجمعة في المسجد فلا يجوز لهم كمسافرين أن يتركوا الجماعة هم بعضهم مع بعض وذلك لحديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لمالك بن الحويرث ورجل كان معه أو غيرهما, (إذا سافرتما فأذنا وليؤمكما أكبركما سنا) (أذّنا وليؤمكما أكبركما سنا) فأمرهم بالأذان وأمرهم بالجماعة أيضا, هذه الجماعة خاصة بالمسافرين فلا يتوهمن أحد أن المسافر إذا كان معه جماعة تسقط عنه صلاة الجماعة مطلقا ويُصلون فرادى هكذا, لا, يجب عليهم أن يصلوا جماعة ولكن لا يجب عليهم أن يصلوا في المسجد. السائل: ... أسبوع أو أسبوعين الشيخ: احفظ سؤالك لأنه ما نريد أن نخرج عن الأسئلة المسجلة إلا بعد أن ننتهي منها. (235/9) «إذا احتلم المسلم أو رأى أو أتى زوجته ثم اغتسل فورا ثم رأى منيا فهل يجب عليه غسلا آخر أم يجب عليه الوضوء فقط؟» الشيخ: إذا احتلم المسلم أو رأى أو أتى شهوة ثم اغتسل فورا ثم شاهد منيا فهل يجب عليه الغسل أم يجب عليه الوضوء مرة أخرى إذا كان متوضئا أي ينقض وضوءه أم لا يجب الغسل أي عند خروج المني بشهوة؟ هنا مسألتان يعني هل يجب عليه الغسل إذا خرج بقية المني منه أم يجب عليه الوضوء فقط, الجواب المسألة فيها خلاف بالطبع بين الفقهاء فمنهم من يقول مجرد أن يرى المني ولو بعد أن اغتسل فعليه أن يُعيد غسلا آخر ولكن هناك من يقول بأن المني الموجب للغسل إنما هو الماء الدافق كما صرح بذلك الرسول عليه السلام بقوله (إذا فضخت الماء فاغتسل) فالمسلم إذا خرج المني منه بشهوة فعليه الغسل بعد ما اغتسل خرج منه بقية المني يعني كماء سائل فهذا لا يوجب الغسل لأنه لم يخرج منه بشهوة وهذا القيد أي خروج المني من الرجل بدفق وبقوة وبشهوة يعطينا حكما أيضا هو من الأحكام المختلف فيها بين الفقهاء, إذا حمل حمّال ما حملا ثقيلا فخرج منه هذا الماء فهل يوجب عليه الغسل, من قال مجرد خروج المني يوجب الغسل قال وجب عليه الغسل ومن قال إن الماء الذي يوجب الغسل إنما هو الماء الدافق الذي يخرج بقوة وبشهوة قال هذا لا يجب عليه الغسل وهذا هو الصواب فيما ذكرنا من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. أما هل يجب عليه الوضوء فقط بعد أن خرج منه المني فالجواب هنا كالغسل لا يجب عليه أيضا لأن المني طاهر وخروج هذا منه كالبصاق يخرج منه أو المخاط فذلك لا يوجب عليه وضوءا ولا سيّما أنه لا يوجد حديث مطلقا يُلزم المسلم بالوضوء بعد خروج بقية المني هكذا متراخيا بدون قوة أو شهوة. السائل: ... . الشيخ: الذي يلتحم في الليل فيُصبح وقد رأى الماء وجب عليه الغسل لأن المحتلم لا يشعر بشهوة وبغير شهوة , نحن بحثنا في اليقظان حين أتى أهله فاغتسل ثم خرج منه بقية من المني, هذا لا يجب عليه ... نعم السائل: ارفع صوتك صاحب السؤال سائل آخر: خروج المذيء لا يوجب الوضوء الشيخ: ... مذيء السائل: إذًا بقية المني ألا يأخذ حكم المذيء أو الشيخ: المذيء نجس والمني طاهر وقياس الطاهر على النجس قياس مع الفارق. (235/10) «كيف يكون بر الوالدين إذا كان الولد مستقيما والوالدان غير مستقيمين؟» الشيخ: نريد أن تشرح لنا كيف تكون يقول السائل عقوق الوالدين, كاتب إعاقة الوالدين, وهي تنطبق آيات الله برضاء الوالدين على هؤلاء الأمهات والآباء في وقتنا لأن تربية الأم والأب تكون في ... كبيرة فهي التي تفرض على المسلم أن يكون عاقا لوالديه؟ هو المسلم إذا يقدر أن يطيع والديه هل من الأفضل له أن يخرج عنهم أم يبقى على ما هو في ذلك حتى يدركها الموت ولا يدخل الجنة كما ورد في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام, شو معنى قوله "حتى يدركها الموت ولا يدخل الجنة "؟ السائل: ... هو الشيخ: حتى يدركه الموت ولا يدخل الجنة كما في ورد في حديث الرسول السائل: ... إن كان الحديث يعني الشيخ: نعم؟ السائل: ... . سائل آخر: ... . الشيخ: ... لأنه ما يدخل الجنة السائل: إذا عقوقه بوالديه الشيخ: من السائل؟ شو تقصد بالحديث ليخرجن؟ نعم؟ السائل: ... . الشيخ: أنت عم تقول إن المسلم إذا لم يقدر أن يطيع والديه هل من الأفضل له أن يخرج عنهم أم يبقى على ما هو في ذلك حتى يدركه الموت ويدخل الجنة لا مش ولا يدخل الجنة لأنه عم تقول أن يبقى على ما هو في ذلك, المهم بعد أن ... إن حياة الأولاد الأذكياء الأبرار مع الآباء الأشرار على ضوء الإسلام لا أجد في ذلك صعوبة مادام الولد نفسه يتقيد بأحكام الإسلام والله عز وجل يقول في القرآن الكريم ((وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما)) هذا واجبك أنت من حيث تتمسكك بالإسلام مع الله, واجبك مع الوالدين في تمام الآية ((وصاحبهما في الدنيا معروفا)) إذًا شطر السؤال الأول في آخر السؤال هل يخرج عليهما؟ الجواب لا يخرج عنهما لأن الله يقول صراحة ((وصاحبهما في الدنيا معروفا)) وإنما أنت عليك أن لا تطعهما في معصية ربك تبارك وتعالى فإذا ثبتّ على ذلك ثم تابعت أنت القيام ببقية الواجب عليك تجاههما وهو أن تنصحهما وتذكرهما فيكون إبراهيم عليه السلام أسوة لك ولا يكون أبوك أسوته آزر أبو إبراهيم إن شاء الله فأنت تقوم بواجب النصيحة ثم بعد ذلك لا شك أحد شيئين إما أن يخضعا لتمسكك بدينك رغما عن ... وهذا ما نجده في كثير من البيوتات يصبر الأولاد الأتقياء الأبرار على معاكسة الآباء الأشرار كما قلنا فالصبر هذا يجعل الأبوين أخيرا يخضعان للأمر الواقع وإن كنا نعلم أيضا أن هذا ليس أمرا مطّردا ولكن يقع هذا أحيانا, فإن لم يقع مثل هذا فسيكون مصير الولد الطرد من البيت وحينئذ قد كُفيت المؤنة وجاءك إيش؟ الفرج بدون أن تسعى أنت إليه, يقولون لك إما أن ترجع إلى ضلالنا وإما أن تخرج عن ديارنا كما قال إبراهيم عليه السلام لأبيه ((يا أبت لا تعبد الشيطان)) إلى آخر الوصية ((إن الشيطان كان للرحمن عصيا)) ((يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا * قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا * قال سلام عليك)) يعني هذا فراق بيني وبينك, إذًا لا يجوز للولد البار أن يخرج عن دار أبيه إلا مجبورا مرغما ويجب عليه أن يثبت على الطاعة وعلى مصاحبتهما كما قال تعالى في القرآن الكريم بالمعروف. حينئذ حديث (لا يدخل الجنة عاق) غير وارد على هذا الشرح فيجب أن تسعى أنت أن لا تكون باسم تمسكك بالدين عاقا فأي شيء يأمرك به بما لا معصية فيه يجب أن تطيعهما ولو كما ذكرنا. (235/11) «ما هي عقيدة الأشاعرة والماتردية وهل الأئمة الأربعة منهم في العقيدة نريد شرحا وافيا في هذا الموضوع؟ والكلام على صفة العلو الله والكلام على كتاب العلو للذهبيالشيخ: ما هي عقيدة الأشاعرة والماتوريدية؟ بالعقيدة والتوحيد وهل الأئمة الأربعة منهم في العقيدة؟ نريد شرحا وافيا في هذا الموضوع؟ يجب أن نعلم أن الماتوريدية والأشعرية مذهبان من مذاهب علماء الكلام محدثان بعد الأئمة الأربعة ولذلك فالقول هل الأئمة منهم؟ هذا مثل إلي يقول أنه الصحابة هالي كانوا يؤذنوا بدون زيادة بعد الأذان كانوا وهابية, محمد بن عبد الوهاب جاء بعد منهم بنحو ألف سنة فالأئمة الأربعة كانوا على الكتاب والسنة أصولا وفروعا وإن كان بينهم خلاف لكن هم ما خرجوا على القواعد الشرعية إطلاقا بل هم الذين سنوا لنا السنة الحسنة في وجوب التمسك بالكتاب والسنة في العقيدة وفي الأحكام, أما المذاهب الكلامية التي تُعرف اليوم عند أهل السنة بالماتوريدية والأشعرية وعند غيرهم بالمعتزلة والجبرية والقدرية فهذه المذاهب الأئمة الأربعة أولا لا يعترفون عليها كفكرة وهم لم يدركوها كمذهب أو كمذهب ... لذلك فالأئمة هم قبل هذين المذهبين الماتوريدية والأشعرية ثم هم يختلفون في بعض المسائل عن هؤلاء والآن لسنا في أو لا نستطيع أن ندخل في تفاصيل الخلاف الموجود بين الماتوريدية والأشاعرة من جهة وبين هذين المذهبين ومذاهب الأئمة الأربعة وخاصة أئمة الحديث من جهة أخرى, ولكن من أوضح المسائل الخلافية بين مذاهب أهل السنة الأئمة الأربعة وخاصة منهم الإمام أحمد وبين هذين المذهبين هو أنه يغلب عليهما تأويل آيات الصفات, وهذا منهم تأثرا بمذهب المعتزلة لا سيّما وأن أبا الحسن الأشعري الذي ينتسب إليه الأشاعرة قد كان في أول طلبه لعلم الكلام معتزليا ثم هداه الله عز وجل إلى التمسك بمذهب أهل السنة في التوحيد وفي علم الكلام وصرح بذلك تصريحا بالغا في كتابه المطبوع المعروف باسم "الإبانة لأصول الديانة " وقال إن مذهبه في التوحيد مذهب إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله ثم شرح ذلك بشيء من التفصيل الجيد, أما الأشاعرة اليوم مع الأسف فمثلهم كمثل قوم من الجن كان طائفة من العرب في الجاهلية يعبدونهم من دون الله ((وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)) فلما بعث الله تبارك وتعالى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم رسولا إلى الإنس والجن آمن الجن به عليه السلام وبقي المشركون يعبدون هؤلاء المؤمنين من الجن من دون الله عز وجل فأنزل الله تبارك وتعالى قوله ((أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه)) , فظل المشركون يعبدون الجن الذين اهتدوا وبقي العابدون ضالين, تقريبا أقول إن أبا الحسن الاشعري هداه الله إلى أهل السنة وتمسك صراحة بعقيدة أحمد بن حنبل أما الأشاعرة اليوم فيتمسكون بمذهب أبي الحسن الأول حينما كان معتزليا وهذا من عجائب ما يجده الإنسان في المسلمين اليوم حتى في العقيدة فضلا عن الفروع, هذا من المسائل الخلافية, مسائل الصفات, فالماتوريدية والأشاعرة كقاعدة أغلبية وإلا فنجد أفرادا قد اهتدوا أيضا كأبي الحسن إلى مذهب أهل السنة لكن كقاعدة الأشاعرة يتأولون آيات الصفات ونحن نسمع هذا على المنابر اليوم, في الخطب أن الله عز وجل في كل مكان, الله موجود في كل الوجود وأنا سمعت من بعض من قرأنا عليهم الفقه على المنبر يقول مرارا وتكرارا الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه, لو قيل لأفصح العرب صف لنا المعدوم الذي هو لا شيء لم يستطع أن يصف هذا المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم, الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه, هذا هو المعدوم فهل هكذا وصف الله نفسه لعباده في القرآن الكريم؟ حاشى لله, أوضح آية حينما يتكلم عن المؤمنين يقول ((يخافون ربهم من فوقهم)) فإذا أردنا أن نعرف نحن أنفسنا حينما نخاف الله ونخشع له هل نستحضر في ذهننا وفي عقيدتنا أن ربنا تبارك وتعالى كما قال ((سبح اسم ربك الأعلى)) فهل نتصور أن ربنا من فوقنا, هذا هو وصف ربنا لعباده المؤمنين ((يخافون ربهم من فوقهم)) وهذا بحث طويل وله آيات كثيرة وأحاديث نبوية وللحافظ حافظ الشام في عهده وفي زمانه شمس الدين الذهبي المحدّث والمؤرخ المشهور كتاب خاص في هذه المسألة اسمه " العلو للعلي العظيم " ... " العلو للعلي العظيم " هكذا اسمه الصحيح في بعض المخطوطات الموثوقة وإنما طبع بإسم " الغفار " " العلو للعلي الغفار " وأنا ... بالإختصار هذا الكتاب منذ سنة تقريبا حذفت منه الأشياء الغير صحيحة وغير الثابتة من أحاديث والآثار عن السلف ولعله يتيسر لنا طبعه قريبا إن شاء الله. هذا الكتاب يثبت هذه الصفة لله عز وجل بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والآثار النبوية عن الأئمة إلى عهد المؤلف في القرن الثامن على التسلسل منهم قلت لكم إن الأشاعرة والماتوريدية مذهبهم تأويل آيات الصفات ومن ذلك إنكار العلو للعلي العظيم, الأشاعرة والماتوريدية قلت هذا على الغالب لكن يوجد هناك أفراد من هؤلاء وهؤلاء قد قالوا كما قال السلف إن الإيمان بصفات الله عز وجل دون تشبيه ودون تعطيل أي تأويل, من هؤلاء مثلا الجويني من كبار أئمة الأشاعرة فقد نقل الذهبي في كتابه هذا نصا صريحا عنه بأنه يؤمن الله عز وجل فوق خلقه دون تشبيه ودون تجسيم بل له رسالة مطبوعة في المجموعة المنيرية وهي رسالة مفيدة جدا نحى فيها منحى السلف في هذه الصفة, هو أشعري لكن الأشاعرة اليوم على غير هذا, وبذلك ... بصورةة عامة الأشاعرة والماتوريدية هم منذ أن يتأولون آيات الصفات وليسوا على مذهب السلف الصالح. في عقيدته المعروفة بالطحاوية وقد طُبعت بشرح جيد وعلى طريقة أهل السلف أيضا وهذا فيما نعتقد من خير ما ألّف على نهج السلف الصالح, هذا ما يُمكن أن يُقال باختصار إجابة على هذا السؤال, نعم. السائل: ... . (235/12) «حديث معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبؤ مقعده من النار) وحديث أنس ما كان شخص أحب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من ك» الشيخ: في سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث نصه دخل معاوية بيتا فيه عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر فقام بن عامر وثبت بن الزبير وكان أدربهما فقال معاوية اجلس يا ابن عامر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (من أحب أن يتمثل الناس له قياما فليتبوّأ مقعده من النار) اللفظ للطحاوي وذكرت حادثة أخرى حينما دخل الرسول على الصحابة فلم يقوموا له رغم حبهم له لما يعلمون من كراهيته لذلك, والسؤال هل يُستدل من هاتين الحادثتين على أنه يجوز القيام للمصافحة ورد السلام لكن يجب على الذي يدخل لمصافحة الآخرين الذين قاموا له أن يكره منهم ذلك ولا يحبه ولا ... كأن ينهاهم عن القيام له أي أنه يقعد للحديث السائل: يقصد الشيخ: أي أنه يُقصد بالحديث أن يكره الذي يقوم له الناس قيامهم ذلك لكن لا ينهى الناس عن القيام له وهل المقصود بالناس ... على الجميع مسلمين وكفار لكن لا ينهى الناس عن القيام له. يقول السائل هل نستدل من هاتين الحادثتين على أنه يجوز القيام للمصافحة, من أين يستدل بالحادثتين جواز القيام للمصافحة ولم يذكر لمثل هذا القيام الجائز لم يرد لهذا القيام أي ذكر في كل من الحديثين أما حديث البخاري هذا في الأدب المفرد (من أحب أن يتمثل الناس له قياما فليتبوأ مقعده من النار) فهو بلا شك يتعلق بالذي يُحب القيام من الناس له فليس له علاقة بالقيام للداخل من القائل وإنما علاقة الحديث بالذي يحب القيام يعني هناك داخل وجالس فالحديث يتعلق بالداخل الذي يحب القيام من الجالس ولا يتعلق بالداخل الذي لا يحب القيام فضلا عن أن يتعلق بالجالس أو الجالسين ... الحديث الثاني أشار إليه السائل وهو يعني حديث أنس بن مالك قال " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " فهذا حديث له علاقة بالداخل والجالس والعلاقة هنا من حيث سلبية القيام أي الداخل يكره القيام والجالس لا يقوم لهذا الداخل فمن أين نأخذ من الحديث جواز القيام للسلام؟ ليس له ذكر, الحديث الأول واضح لأن علاقته بالداخل المحب للقيام, الحديث الثاني علاقته بالداخل والجالس, الداخل يكره القيام مطلقا والجالس ينصاع لهذه الكراهة فلا يقوم. إذًا لا محل لهذا القيام ههنا إطلاقا فيُقال أو يمكن أن يُقال هل يجوز القيام للمصافحة؟ هذا سُؤال يرد فنحن نقول القيام للمصافحة لم يرد وكراهة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للقيام من الجالسين كراهة مطلقة ولذلك فلا داعي للقيام من أجل المصافحة لا سيما أن المصافحة ميسرة من الداخل للجالس خاصة إذا كان جالسا على كرسي فما ليس هناك ما يبرر مثل هذا القيام للمصافحة فقط, فعلى هذا فخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم, نعم؟ السائل: ... . الشيخ: أنا قلت يا أخي أجبت عن هذا وهذا, قلت لا سيما إذا كنا جالسين على الكراسي فسواء كنا جالسين على الأرض أو كنا جالسين على الكراسي, المصافحة ميسّرة لكني قلت من باب أولى ميسّرة إذا كنا جالسين على الكراسي, نعم. السائل: ... . (235/13) «حديث (قوموا إلى سيدكم) هل يستدل به على جواز القيام للداخل؟» السائل: ... . الشيخ: يسأل الأخ عن حديث " قوموا لسيدكم " حديث قوموا لسيدكم يُخطئ فيه جماهير الناس من حيث روايته وبالتالي من حيث دلالته فالحديث هو بلفظ (قوموا إلى سيدكم) وليس بلفظ " قوموا لسيدكم " ولذلك لما انحرف الحديث على الجماهير انحرف بهم الفقه ف" قوموا لسيدكم " يمكن يُفسر قوموا من أجل إكرامه لاحترامه أما (قوموا إلى سيدكم) فلا يمكن تفسيره بهذا لأن معنى (قوموا إلى سيدكم) أي قوموا فاذهبوا إليه وهذا الحديث يحتمل جلسة خاصة للتعليق عليه وبيان أنه لا صلة له بالقيام المكروه شرعا ولكن باختصار وهناك فنقول أنه هناك رواية كما يُقال اليوم تضع النقاط على الحروف وتزيل الإشكال (قوموا إلى سيدكم فأنزلوه) فإذًا الأمر هنا ليس من أجل هذا القيام وإنما من أجل مساعدة هذا الرجل الفاضل وهو سعد بن معاذ لأنه كان جريحا فأمر أتباعه وأصحابه أن ينهضوا إليه ويساعدوه على النزول من دابته فانظروا كم يخطئ الناس حينما أولا يحرفون نص البخاري الذي هو فيه (قوموا إلى سيدكم) يحرفون إلى " قوموا لسيدكم " ثم انظروا كم يفعل من الجهل بطرق الأحاديث وألفاظها التي تساعد على فهم الحديث فهما صحيحا فالزيادة التي ذكرناها (فأنزلوه) هي في مسند الإمام أحمد بسند قوي كما يقول الحافظ بن حجر في فتح الباري. (235/14) «هل يدخل في النهي عن القيام للداخل قيام صاحب البيت للضيوف؟» السائل: المستثنى قيامه يقال أنه ... . الشيخ: غير صاحب البيت ... الضيوف ما بيقوموا. (235/15) «قال تعالى: ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) ما رأي السلف في الانشقاق وكيف يمكن للمرء أن يجيب المتفرجين الذين يدعون بوصول الإنسان إلى القمر؟» الشيخ: ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) ما رأي السلف في الإنشقاق وكيف يمكن للمرء أن ... المتفرجين الذين يدعون بوصول الإنسان إلى القمر, شو ها المشكلة هاي؟ رأي السلف أن القمر انشق بلا شك أولا لهذه الآية لأنها صريحة بالإخبار ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) ثانيا بمجيء أحاديث في الصحيحين وغيرهما من حديث بن مسعود وأنس بن مالك وغيرهما أيضا ممن لا يحضرني اسمه كلهم قالوا إن المشركين طلبوا آية من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأشار إلى القمر فانفلق فلقتين حتى سقطت فلقة خلف الجبل, هذا حديث صحيح وتلقته الأمة بالقبول وهو مفسِّر لهذه الآية ((وانشق القمر)) فلا إشكال عندنا في هذه المعجزة من عشرات بل معجزات بل مئات المعجزات الثابتة للرسول عليه الصلاة والسلام. أما قول السائل كيف يمكن للمرء أن يجيب المتفرجين الذين يدعون الوصول للقمر؟ هل نحن بصفتنا مسلمين مكلفون أولا أن نقنع كل كافر بكل حقيقة شرعية عندنا؟ الجواب لا, وثانيا هل أصول البحث السليم أن نبدأ في البحث مع الكافر في جزئية من جزئيات الدين أم نبدأ معه في أصل الأصول فنبدأ أولا بإيمانه بالله, هل هو مؤمن أم ملحد؟ فإذا كان مؤمنا خطونا خطوة ثانية هل هو مؤمن بالأنبياء والرسل أم هو كافر؟ فإذا كان مؤمنا انتقلنا إلى إيمانه بالإسلام بالقرآن والسنة حين ذاك تنتهي المشكلة بطبيعة الحال لكن إن لم يكن مؤمنا بشيء من هذه الحقائق فلا يجوز أن نبدأ معه بمشكلة انشقاق القمر وإنما نبدأ بالأهم ثم الذي دونه وهكذا, لذلك فأنا أنصح السائل بأنه لا يعتبر مشكلة أنه لا يستطيع أن يُقنع الكافر بانشقاق القمر لأن انشقاق القمر لا شيء بالنسبة لإنكارهم وجود خالق القمر, وجود هذا الخالق العظيم الذين علم الإنسان ما لم يعلم, مكنه من الصعود إلى القمر فهذه نعمة امتن الله بها على عباده فجحدوها وكفروا بها فنسوا الله فنسيهم لذلك لا يستغرب السائل أنه لا يمكن المسلم أن يقنع الكافر بوقوع هذه المعجزة لأنه هذه ثانوية بالنسبة للحقائق الشرعية الأخرى التي هي أهم من هذه ثم ... السؤال للسائل بأنه يظن ويتوهم أن القمر لما انشق صار شو بقلك مثل الشجرة إذا شقيتها فبتلتحم هي لكن يبقى فيها إيش يبقى فيها أثر الإلتحام فكأن السائل يتصور أنه الله عز وجل الذي جعل القمر بقدرته فلقتين هو عاجز عن أن يعيد الفلقة إلى أختها فيصبح القمر كما كان من قبل بحيث أنه يتمكن الإنسان في تلك اللحظة, لحظة التحام كل من الفلقتين بالأخرى لا يرى أثر إيش الإنفلاق, كأنه السائل يظن أنه لا بد أن يكون هناك فجوة عميقة جدا يظهر لهؤلاء الذين ركبوا القمر اليوم أنه فعلا ... انشقاق, مش ضروري ... يتصور هذا التصور. أنا لا أقول هذا مستحيل ممكن أن يكون هناك في الحقيقة أثرا للشق ولعله يظهر وممكن أن لا يكون له أثر, إذًا ما هي الخطورة التي تصورها أخونا السائل على أنه يا إخواننا الحقيقة نحن بسبب ضعفنا نحن المسلمين بسبب عدم ثقتنا بأنفسنا أولا وثقتنا العمياء بهؤلاء الكفار نعطيهم من الثقة ومن العلم أكثر مما هم يعترفون به لأنفسهم, كون الإنسان هذا الكافر صعد على القمر, هل اكتشف القمر كله هل ترى أحاط بوجهي القمر كما يقال اليوم أحاط بها مسحا وسياحة وكشفا, أنا على قلة ما أقرأ وأطلع ما علمت هذا وظني أنهم ما اكتشفوا من القمر حتى اليوم إلا كما يقول العامة " إلا من الجمل أذنه " فإذًا ضروري أن يظهر لهم هذا الشق لو كان له أثر, ما هو ضروري, الخلاصة هذه مسألة أرى أنه إخواننا ما يشغلوا بالهم فيها لأنها ثانوية جدا والمشكلة الكبرى أن نحاول إقناع هؤلاء عن الإسلام والإيمان به. (235/16) «مذهب أهل السنة والجماعة في التوسل بالأنبياء أو الملائكة أو الأولياء والصالحين وأنه لا يجوز وهذا مذهب الأئمة الأربعة. ومعنى قوله تعالى: ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)).» الشيخ: هنا ... عن التوسل والوسيلة, ... عن التوسل والوسيلة, الحقيقة أنه هذا بحث يعني تكرر ... منا كثيرا ولكن يبدو أن إخوانا لنا كثر يحضرون من جديد وما سبق لهم أن سمعوا رأينا عن التوسل والوسيلة بالتفصيل لا سيما وهم يسمعون ممن لم يفهموا رأينا في هذه المسألة هذا إذا كانوا ينقلون عنا بكل تجرد وبكل إخلاص ولا يتهموننا بما ليس فينا فيُشكل عليهم الأمر وحينئذ يكون من الواجب علينا أن نشرح لهم هذه الفكرة أولا ليعلموا ما نعتقد فلا ينسبوا إلينا ما لا ندين الله به وثانيا ليحاسبوا هم أنفسهم فيروا موقفهم من هذه المسألة المستندة إلى الكتاب والسنة فيكونوا معنا في الكتاب والسنة إذا وضحت لهم هذه المسألة وأن الحق فيها معنا. أولا يجب أن يعلم هؤلاء الناس اليوم أنه لا يوجد في الأئمة الأربعة الذين ندعي نحن جميعا الإنتماء إليهم في علم الفروع فروع الفقه لا يوجد فيهم من يقول بجواز التوسل بالأنبياء والرسل والأولياء والصالحين توسلا عاما هكذا مطلقا شاملا لا يوجد في إمام من هؤلاء الأئمة إطلاقا من يقول بذلك, كل ما جاء رواية عن الإمام أحمد أنه قال يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا منه وقوفا مع حديث الأعمى الذي سبقت الإشارة إليه وبهذا قال الإمام العز بن عبد السلام من أئمة الشافعية أي حصر التوسل بالرسول عليه السلام فقط في حديث الأعمى وحديث الأعمى له جواب عندنا كما قد تسمعونه اليوم أو غير اليوم حسب الوقت المتسع لدينا, أما ما سوى ذلك أي القول بالتوسل بأي رجل بأي نبي بأي ولي بأي رجل صالح بعد موته هذا لا يوجد في أئمة المسلمين من يقول به إطلاقا, بل أول إمام من الأئمة الأربعة أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله ينكر كل توسل بالأشخاص إنكارا صريحا مدونا في كل كتب المذهب الحنفي حيث يقول " أكره أن يُسأل الله إلا بالله ", أكره أن يُسأل الله إلا بالله والكراهة عند الحنفية إذا أطلقت تحمل على التحريم كأنه يقول يحرم أن يسأل الله بواسطة ما من الوسائط إلا بالله عز وجل وتمام كلامه قال " والدعاء المشروع هو المستفاد من مثل قوله تبارك وتعالى ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) -أي توسلوا إلى الله بها- " هذا هو المقصود من الآية وليس المقصود ما يفعله كثير من الناس اليوم بإسم ذكر الله عز وجل وهو أبعد ما يكون عن ذكر الله تبارك وتعالى أن يقول الله الله الله يا لطيف يا لطيف يا لطيف هذا ليس هو المقصود ((فادعوه بها)) إنما المقصود ((فادعوه بها)) أي توسلوا إلى الله بأسمائه الحسنى وإذا شئتم تعابير أخرى من لغة الحديث لغة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فاسمعوا مثلا حديث الغار أوائله ما لنا بطوله " بينما ثلاثة نفر ممن قبلكم يمشون إذ أصابهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض يا هؤلاء انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها -فادعوا الله بها على وزان ((فادعوه بها)) فادعوا الله بها أي توسلوا كل واحد منكم يتوسل بعمل له صالح إلى الله تبارك وتعالى- " كذلك هناك أحاديث أخرى جاء هذا التوسل بإسم من أسماء الله الحسنى أكثر من حديث واحد كما قال حينما سمع الرسول عليه السلام رجلا يقول " اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحدا " فقال عليه الصلاة والسلام (لقد دعى هذا الله باسمه الأعظم) ((فادعوه بها)) (لقد دعى هذا الله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دعي به استجاب) فالإمام أبو حنيفة رحمه الله يفهم الآية على ضوء الأسلوب العربي والأحاديث الصحيحة التي نطق بها الرسول عليه السلام فيفهم أن قوله تعالى ((فادعوه بها)) معناه توسلوا بها إلى الله ولا تتوسلوا إلى الله بشخص من الأشخاص مهما كانت منزلته عند الله تبارك وتعالى والسر في ذلك, أن الله عز وجل ليس كمثله شيء فلا يجوز للمسلم أن يُعامله وأن يجعل العلاقة بينه وبين ربه كعلاقته بينه وبين سيد من أسياده أو رئيس من رؤسائه فالناس جرى عرفهم وجرت عادتهم أنه إذا كان له حاجة عند شخص كبير لا يستطيع الوصول إليه لا يتمكن من أن يكالمه ويُواجهه هكذا سفاحا عيانا وذلك من طغيان البشر على البشر بلا شك فيضطر إلى أن يدخل بينه وبين ذلك الرئيس الذي له إليه حاجة أن يُدخل إليه واسطة فإذا المسلم أدخل واسطة من البشر بينه وبين ربه تبارك وتعالى فقد شابه ربه بذاك الرئيس المتكبر الجبار وقد كنت مرة في معرّة النعمان وقفنا على دكان فجرى حديث حول التوسل, وقف لنا شاب مثقف وإذا به يقول يا أخي ممكن أن الإنسان أنه يطلب حاجته رأسا هيك بدون واسطة هلا إذا كان لك حاجة عند مثلا المحافظ أو عند الرئيس فأنت ... تطلبوا منه مباشرة قلت له بكل بساطة لا والله قال لكان قلت له بقى أنت بتريد تشبه ربك بمحافظ, يا ترى المحافظ هذا الذي أنت تضرب به مثلا لو كان مثل عمر بن الخطاب خير له أم مثل الحجاج الظالم, عمر بن الخطاب كان يأتيه الأعرابي من البادية يقول أين عمر؟ يقال له هذا, يقول يا عمر ما يقول يا أمير المؤمنين يا عمر حاجتي كذا وكذا فيصغي إليه فإن كانت حاجته حق قضاها له وإلا دله على ما خير له قلت له أعمر خير أم هذا المحافظ؟ قال لا والله عمر قلت فرب عمر خير وإلا عمر؟ شو بدو يقول بقى؟ فإذًا لما المسلم بيتنزل هذا التنزل فيقيس رب العالمين على إنسان مخلوق أولا وليت أن قياسه لربه كان على مخلوق كاملا مثل عمر, لو أن قائسا قاس رب العالمين على عمر العادل لكان كافرا فكيف به يقيس رب العالمين أحكم الحاكمين وأعدل العادلين على أظلم الظالمين؟! هذا منطق الإنسان اليوم المسلم أودى جهله بالكتاب والسنة إلى هذا القياس الذي حق فيه كلام بن حزم فعلا في شطره الثاني من كلامه قال هو " القياس كله باطل ولو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل " هذا كليشة ... بن حزم يجادل بها خصومه في عشرات المسائل, هو ينكر القياس جملة وتفصيلا وهو في هذا مخطئ لكن من باب الجدل العلمي يقول أحيانا في بعض المسائل " لو كان في القياس حق لكان هذا القياس منه عين الباطل " ونحن نقول قياس رب العالمين على المخلوقين لا سيما الظالمين منهم هذا من أفسد بل أفجر قياس يقاس على وجه الأرض, لذلك كانت حكمة التشريع وتعبد الإنسان لربه أن لا يدخل واسطة بينه وبين ربه تبارك وتعالى, إذا عرفنا هذه الحقيقة حين ذاك تعلمون جهل وافتراء المفترين علينا الذين يقولون عنا لما بنقول لا تدخلوا واسطة بينكم وبين ربكم لا الرسول عليه السلام ولا من دونه هاه أنكروا الرسول أنكروا جاه الرسول علمتم جهل هؤلاء أو افتراؤهم ذلك لأننا حينما نقول لا تدخل الرسول في الدعاء بينك وبين ربك فهذا غيرة منا على مقام الربوبية والألوهية وليس حطّا منّا لمقام النبوة والرسالة, هذا تماما كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل حينما جاء من الشام إلى المدينة فهمّ أن يسجد له فقال له (مه يا معاذ) قال له يا رسول الله ذهبت إلى الشام و وجدت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم قال عليه السلام (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها لكن لا يصلح السجود إلا لله تبارك وتعالى) حتى في قصة أخرى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاءه ذات يوم جمل حيوان أعجم وأرخى عنقه الطويل فكأن الرسول عليه السلام أصغى إليه فنادى قال (من رب هذا الجمل؟) قام رجل من المجلس قال (إنه يشكو -هذا الجمل- يشكو أنكم تحملونه ما لا يطيق) فإذا بالرسول يُبين لهم أو هم يفهمون بأنه هذا الجمل حينما أدنى بعنقه فهموا منه أنه يسجد للرسول عليه السلام فلما فهموا من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أن الجمل كلمه وشكى صاحبه إلى النبي أن يرفع الظلم عنه قالوا يا رسول الله أفلا نسجد لك كما سجد لك هذا الجمل؟ قال أيضا هذا الحديث (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها) ترى إذا كان الرسول عليه السلام ينهانا نهيا عاما أن نسجد له حيا أفلا ينهانا أن نسجد له ميتا؟ من باب أولى لذلك قال (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها) إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ينهانا نهيا عاما أن نسجد له من دون الله عز وجل أهذا تحقيرا له؟ هل هو يحقّر نفسه؟ حاشى إذًا ماذا يفعل الرسول عليه السلام في هذا النهي, يُعطي جق الله لله ويخص به دون سواه تبارك وتعالى فنحن لنا أسوة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا نهينا الناس أن يُدخلوا في دعائهم واسطة ما بينهم وبين ربهم ليس معنى كلامنا أنه هذه الواسطة حقيرة لا قيمة لها لا جاه لها عند ربها, لا وإنما الغرض إخلاص العبادة لله عز وجل حسبما شرع لنا نبيه صلوات الله وسلامه عليه, إذًا الرسول عليه السلام إذا قلنا لا نتوسل به الآن لا, لسنا نعني لا جاه له بل الله وصف بعض أنبيائه من قبل ((وكان عند الله وجيها)) ((وجيها في الدنيا والأخرة)) عن عيسى وموسى فإذا كان كل من عيسى وموسى وجيهين عند الله فرسول الله بلا شك أوجه عند الله لكن هل هذه الوجاهة وهل هذه السيادة تسوّغ لنا أن نشرع في دين ربنا ما لم يأت به نبينا نفسه عليه الصلاة والسلام؟ لا, لذلك إذا كنا فعلا نحن نريد أن نعظم الرسول صلى الله عليه وسلم فذلك في حدود ما جاء به هو عليه الصلاة والسلام لا نزيد عليه, ألستم تسمعون قوله عليه السلام (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) هذا الذي يحبه رسول الله لنا فهذا الذي نتقرب إلى الله أن نقوله في حق نبينا عليه الصلاة والسلام لا نزيد على ذلك حرفا واحدا إذًا فحينما قال ربنا تبارك وتعالى ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) وشرح لنا الإمام أبو حنيفة أن معنى ((فادعوه بها)) أي توسلوا إلى الله بها ذلك لقطع دابر الوسائط البشرية بين العبد وبين الرب تبارك وتعالى لأن ذلك مدعاة ووسيلة وذريعة للإشراك بالله عز وجل. (235/17) «شرح قاعدة: كل وسيلة تؤدي إلى الشرك أو محرم فهي محرمةالشيخ: والشرك بالله لا يأتي في الأمم طفرة فأي شر لا يبدأ من أعلاه ومن أخطره وإنما يبدأ من أهونه ومن أدناه كما يقال " و معظم النار من مستصغر الشرر " لذلك نجد الشريعة الإسلامية عنيت بالنهي عن كل وسيلة قد تؤدي إلى أمر محرم من هذا الباب الذي الإنسان إذا توجه إلى الله عز وجل بالدعاء لا يذكر الوسائط بينه وبين الله عز وجل ... وتأكيدا لهذا التوجيه وهذا المعنى قال ربنا تبارك وتعالى حينما جاء ذاك الأعرابي يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام " يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ " قال تعالى ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)) ولهذا البحث تتمة ولعل ذلك يكون في جلسة مقبلة إن شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين. (235/18) «نعلم أن الأمم قد تكالبت على المسلمين والقاعدة الشرعية تقول: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وهل البحث في البدعة هو الأمر المطلوب من هذه القاعدة أم هناك طريق آخر مطلوب من المسلمين و ما هو؟» السائل: نعلم أن الأمم تكالبت على المسلمين والقاعدة الشرعية تقول ما لا يتم الواجب به الشيخ: إلا به السائل: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وعن البحث في البدعة هو الأمر المطلوب من هذه القاعدة أم أن هناك طريق آخر مطلوب من المسلمين وما هو؟ الشيخ: إن السائل مع الأسف لم يفهم خطورة البدعة فقد قلنا إن الإبتداع في الدين هو مشاركة من المبتدع لرب العالمين في أخص صفات ربوبيته ألا هو الأمر الذي أنكره الله عز وجل على المشركين السابقين حين قال ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) هذا من جهة, من جهة أخرى نقول لهذا السائل وأمثاله إن مجابهة هؤلاء الذين تكالبوا على المسلمين لا يكون بإبقاء القديم على قدمه سواء كان خطأ أم صوابا كان توحيدا أم شركا فلا بد ولعل السائل ما حضر كلمتنا السابقة في كيف يستطيع المسلمون أن يُقيموا دولة الإسلام في أرضهم وأنهم لا يستطيعون ذلك قبل أن يقيموها في قلوبهم فمن هذه الإقامة التي يجب على كل فرد أن يحققها في نفسه تأتي خطورة هذا البحث الذي سمعه وحين ذاك فسيشعر بأن تكالب الكفار والدول الكثيرة في ضلالها وفي قوتها المادية ليس هو لأن المسلمين مسلمون حقا وإنما لأنهم انصرفوا عن شرعهم لعاملين اثنين ذكرتهما آنفا وهو سوء فهمهم لدينهم وسوء تطبيقهم لما فهموه. (236/1) «ما معنى قول الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله ثقات، رجاله موثقون، وهل بهذا يصح الحديث؟» الشيخ: ... رجاله ثقال لذلك لا يجوز علميا أن يستدل الكاتب في مسألة ما على صحة حديث ما بقول الهيثمي أو غيره من العلماء رجاله ثقات لا يصح الإستدلال بها على التصحيح لأنه لا يعني ... توفر شرط الصحة فهذا هو المراد بكلمة رجاله ثقات وأولى رجاله موثقون لا يُعطي الصحة بل حتى لو سلم إسناد الحديث الذي قال فيه الهيثمي أو غيره رجاله موثقون من كل علة إلا قول هذا رجاله موثقون فمعنى ذلك خذ حذرك , خذ انتباهك ففي هؤلاء الرجال رجل فيه وفيه فابحث وحقق وأنا أعرف بتجربتي الخاصة أنه يقول رجاله موثقون حينما يكون في إسناده رجل تفرد بتوثيقه بن حبان وفي توثيقه كلام. هذا جوابي. (236/2) «هل يعني قول المحدث في حديث ما: إسناده صالح، أنه صحيح؟» السائل: هل يعني قول المحدث عن حديث ما إسناده صالح أنه صحيح؟ الشيخ: كم من صالح وقوي وجيد من الألفاظ التي تُعطي الحسن فصاعدا فهو يفيد هذا فما فوقه دون تحديد أو تعليل والذي أعرفه أيضا بتجربتي أن المحدث حينما يقول إسناده صالح أو إسناده جيد أو قوي لا يقول حسن ولا يقول صحيح لأنه يحتمل أن يكون إذا قال حسن يحتمل أن يكون صحيحا وإذا قال صحيح يحتمل أن يكون حسنا , فما ... دقيقة ولذلك فهو يتخوف من الحكم بدقة أن يقول إسناده صالح أو قوي أو جيد فيحتمل أن يكون حسنا ويحتمل أن يكون صحيحا. (236/3) «ما حكم لبس الطربوش مع العلم أنه من شعار عباد النار، لأن لون الأحمر للطربوش دلالة على النار ولون عذبته سوداء دلالة على دخان النار؟» السائل: ما هو حكم الإسلام في لبس الطربوش؟ مع العلم أنه من شعار عباد النار أو بأن لون الطربوش أحمر دلالة إلى النار ولون ... سوداء دلالة على دخان النار. الشيخ: هذه فلسفة عجيبة لا سيما بعد انقضاء عصر الطربوش أو كاد, لو كان هذا في إبانه والله فيه داعي للبحث في هذا سائل آخر: كأن الرجل يقول الشيخ: أما باختصار باختصار فالطربوش لباس المسلمين خاصة في عهد الأتراك المتأخرين حتى كان شعار عندهم مثل العمامة الصفراء التي لا تزال في دمشق على رؤوس ... القدامى وكذلك هنا لكن مع الزمن وهذا الطربوش الذي كانوا يسمونه مع كل يحسرون به رؤوسه يسمونه بِالشرف فما الزمن طاح هذا الشرف وراح لم يبق على الرؤوس لا طربوش ولا غير طربوش ... . السائل: ... . الشيخ: تأكيدا من هذا الجمهور للمستعمرين الذين استعمرونا في بلادنا وطبعونا بعاداتهم فلذلك فنحن أيضا مما ننصح به العاملين لإقامة الدولة المسلمة أن يقيموها في نفوسهم ومن ذلك يحققوا شخصيتهم المسلمة شخصية المسلم ما بتكون بمجرد الدعوى وإنما في المظهر لو أخذت المسلم وضعته في عقر دار الكفر في باريس فسيشير الناس إليه أن هذا مسلم هكذا يجب أن يكون المسلم كما قال عليه السلام (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي يخالطهم ولا يصبر على أذاهم) غيره؟ (236/4) «ما حكم إخراج زكاة العروض بدلا من زكاة المال ولو كان المخرج أكثر من النقد؟» السائل: لم يثبت حديث في زكاة العدس فهل يجوز دفع زكاة العدس عدسا والتي تبلغ أكثر من زكاة المال بدلا من أن يدفع زكاة المال؟ الشيخ: ... سؤال السائل: يعني زكاة العدس غير ثابتة في السنة فهل يجوز أن يدفع زكاة العدس من العدس نفسه أو يدفع ... . الشيخ: شلون بيطلع الزكاة من شيء ما هو مفروض زكاته؟ إذا كان السائل بيريد يكشف عن قصده فليتفضل سائل آخر: مثلا في بعض الأموال ... عليه المدة الي يكون ... فخوفا من أن يكون حال عليها الحول واستحقت الزكاة وما دُفعت هذه الزكاة فنستطيع أن ندفع مثلا قسط من العدس على شكل الزكاة عوضا عن تنمية المال الي ما راح تنتدع زكاته ... . الشيخ: ... البيع عليه زكاة على النقدين مثلا سائل آخر: فرضا الزكاة على المال الشيخ: الزكاة على المال سائل آخر: ... فما استطعت مثلا أعرفه أو مقداره أو يحول عليه الحول فخوفا من أن تكون استحقت عليه أدفع زكاة من العدس والتي هي تبلغ أكثر بكثير من زكاة المال إذا اتسع ... ماليا فهل تعوّض الزكاة بالعدس مثلا عن زكاة المال. الشيخ: لا, هو يجب عليك أن تُخرج عين, الزكاة من نفس العين يعني يجب عليك زكاة البذهب ذهب, الفضة فضة, الغنم غنم, البقر بقر, إلا إذا كان الفقير بقى هو يختار أن يبيع صدقته فيبيعها لغيرك أما أنت لازم تطلع من عين الزكاة فهذه الطريقة ما هي مخرج يعني أنت تريد أن تُخرج العروض بدلا للنقد السائل: أه الشيخ: هذا الإختصار لسؤالك السائل: ولو بأكثر يعني الشيخ: ولو بأكثر (236/5) «رجاء إعطائنا فكرة حول مشروعية التبرك بآثار الأنبياء وهل ثبت أنه نسخ وما الناسخ وأين هو ومن ذهب إلى صحته؟» السائل: الرجاء إعطاؤنا فكرة عن مشروعية التبرك بآثار الأنبياء وهل ثبت أنه نُسخ؟ وما الناسخ؟ وأين هو؟ ومن صححه أو ذهب إلى صحّته؟ الشيخ: الذي نراه في هذه المسألة ما كتبناه في كتاب "التوسل أنواعه وأحكامه " الذي صدر حديثا وهو أن التبرك بآثار الرسول عليه السلام كان أمرا معروفا لدى الصحابة في حياته عليه الصلاة والسلام وبعد وفاته عند بعضهم فهذه حقيقة لا يمكن إنكارها لكن نحن وجدنا هناك حديثا ثبت عندنا بمجموع طرقه حيث جاء مرسلا وجاء موصولا بطريق وأكثر من طريق أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رأى الصحابة يوما يتبادرون إلى التبرك بوضوئه كما كانت عادتهم لم يتركهم كما كانت عادته هو عليه الصلاة والسلام وإنما أخذ ينقلهم إلى وضع جديد غير وضعهم السابق الذي كان عليه الصلاة والسلام قد أقرهم عليه فقال لهم (ما الذي يحملكم على هذا؟) قالوا " حب الله ورسوله " فقال عليه الصلاة والسلام (إن كنتم تحبون الله ورسوله فاصدقوا في الحديث وأدوا الأمانة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام فنأخذ من هذا الحديث بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد لفت نظر الصحابة إلى أن موضوع التبرك بآثاره عليه الصلاة والسلام هو موضوع له علاقة بالعواطف عواطف الصحابة وحب الرسول عليه السلام منهم له ولذلك من باب السياسة الشرعية أقرهم ما شاء الله على ذلك ثم أخيرا في هذه الحادثة لفت نظرهم أن الذي يدل دلالة صادقة على حب المحب لمحبوبه إنما هو اتباعه لأمره وهذا هو صريحة كلام الله عز وجل في كتابه حين قال ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) فلفت الرسول عليه السلام نظرهم إلى أن اتباعه عليه السلام ومما جاء به ما قاله عليه السلام في الحديث الصحيح (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فمن محبة الرسول عليه السلام التمسك بأخلاقه كالصدق في الحديث وأداء الأمانة ونحو ذلك من مكارم الأخلاق فلفت الرسول عليه السلام نظرهم إلى أن هذه هي الدليل القاطع على صدقهم في حبهم للرسول عليه السلام, ولكني أعتقد أن الرسول عليه السلام استعمل منتهى الحكمة في صرفهم عما كان أقرهم عليه سابقا لأن المسألة لها علاقة بالعواطف الباطنة في نفوس الناس فلم يرد ولم يحب عليه الصلاة والسلام أن يصدهم صدا صريحا عن تلك العادة وإنما بأسلوب ناعم ولطيف جدا جدا حيث قال لهم (ما يحملكم على هذا؟) قالوا حب الله ورسوله فقال عليه السلام (إن كنتم تحبون الله ورسوله فاصدقوا في الحديث وأدوا الأمانة) هذا الذي نراه نحن ومن أجل ذلك نجد أن المسلمين الأولين لم يتتابعوا على التبرك بآثار الرسول عليه الصلاة والسلام بخلاف المتأخرين منهم حيث جعلوا الأمر معكوسا فجعلوا التبرك بآثاره إنما هو دليل على محبته ولقد كان في مقدمة السلف الذين لم يعتبروا التبرك بآثار الرسول عليه السلام دليل الحب الصادق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد صح عنه أنه خرج مرة إلى الحج فنزل منزلا فرأى الناس ينتحون ناحية ويطرقون طريقا بعيدا عن الجادة فسأل عن هؤلاء إلى أين يذهبون قالوا هناك مصلّى صلّى فيه الرسول عليه السلام فقال رضي الله عنه " يا أيها الناس من أدركته منكم الصلاة في موطن من هذه المواطن فليصلّ ومن لا فلا تتبعوا هذه المواطن فإنما أهلك الذين من قبلهم اتباعهم آثار أنبيائهم " فاعتبر عمر بن الخطاب ليس فقط أن اتباع آثار الرسول عليه السلام والتبرك بها هو ليس سببا مشروعا ويقرب صاحبه إلى الله زلفى بل اعتبر ذلك سببا يحمل المتبركين بآثاره عليه السلام على الإنحراف عن الجادة وعن الصراط المستقيم مبينا أن من أسباب انحراف الأولين عن شريعة رب العالمين هو اتباعهم آثار أنبيائهم وظني أن عمر رضي الله عنه لا يقول هذا إلا وقد أوقفه الرسول عليه السلام على هذا المعنى لأنه أمر غيبي حيث قال " فإنما أهلك الذين من قبلكم اتباعهم آثار أنبيائهم " فهذا على وزان قول الرسول عليه الصلاة والسلام حينما جاء إلى منى لرمي الجمرة الكبرى وأمر عبد الله بن عباس أو أخاه الفضل بأن يلتقط له حصيات مثل حصى الخذف قال له مثل هذه (وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم) فقول عمر على وزان قول الرسول هذا فالظاهر أنه تلقاه من الرسول عليه السلام " من أدركته الصلاة في موطن من هذه المواطن فليصل -صدفة يعني- ومن لا فلا يتتبعها فإنما أهلك الذين من قبلكم اتباعهم آثار أنبيائهم " هذا ما عندي جوابا عن السؤال. (236/6) «أين يوجد قول عمر بن الخطاب " من أدركته الصلاة في موطن من هذه المواطن فليصل ومن لا فلا يتتبعها فإنما أهلك الذين من قبلكم .. "؟» السائل: كلام عمر ... قول عمر الشيخ: أه؟ السائل: قول عمر الشيخ: قول عمر شبو سائل آخر: ... . الشيخ: ... موجود في مصنف بن أبي شيبة المطبوع وفي سنن سعيد بن منصور الغائب عن الوجود حتى الآن إلا جزء واحد. (236/7) «ما صحة حديث (ما تركت شيئا يقربكم من الله إلا و أمرتكم به ... ) وأين يوجد؟» السائل: حديث (ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به) هل الحديث صحيح وأين نجده؟ الشيخ: هذا حديث صحيح لغيره بشواهده لمعناه ورواه الإمام الشافعي في مقدمة كتابه السنن مرسلا ورواه الطبراني موصولا وهو من أحاديث مجمع الزوائد فيمكن الرجوع إليه. (236/8) «هل للنووي رحمه الله شرح لأربعنيته منسوبة إليه؟» السائل: هل للنووي رحمه الله شرح لأربعينيته منسوبة إليه؟ الشيخ: ما عندي علم هو مذكور هذا بس ما عندي علم أنه شرحه أو لا. السائل: ... . سائل آخر: ... . الشيخ: على كل حال ما عندي علم (236/9) «رجل يملك مالا دفع وصيته في حياته وزوجته لا تملك مالا هل له أن يهبها من ماله لتدفع وصيتها وهل تسقط هذه الوصية عنها إذا ملكت مالا فيما بعد؟» السائل: رجل يملك مالا دفع وصيته في حياته وزوجته لا تملك مالا هل له أن يهبها من ماله لتدفع وصيتها وهل تسقط هذه الوصية عنها إذا ملكت فيما بعد مالا؟ الشيخ: ... شو دفع وصيته السائل: دفع وصيته في حياته من ماله نفذها وزوجته لا تملك مالا فهل له أن يعطيها هبة من عنده لتدفع وصيتها ولتنفذها أيضا في حياتها فإذا ملكت فيما بعد مالا هل تسقط هذه الوصية التي دفعتها في حال حياتها, تسقط عنها في المرة الأخرى؟ الشيخ: يعني مثلا هي شو أوصت؟ تبني مسجد السائل: تبني مسجد, بنت مسجد الشيخ: هي ما عندها مصاري السائل: نعم الشيخ: فأوهبها زوجها السائل: مالا الشيخ: ما بنت به مسجدا السائل: نعم الشيخ: طيب, ثم ملكت مالا جديدا فهل يجب عليها أن تبني مسجدا آخر؟ السائل: أو وصية أن توصي بوصية أخرى الشيخ: هي كانت أوصت أن تبني مسجدا السائل: تبني مسجدا أو أن تنفق مثلا خمسة آلاف ليرة الشيخ: مثلا يعني نضرب مثال مش مقصود بالذات السائل: نعم الشيخ: فأوهبها زوجها الخمسة آلاف السائل: نعم الشيخ: إذا كانت الهبة, هبة شرعية لا يُقصد بها الإحتيال على الورثة السائل: نعم الشيخ: أو تحريمهم فله أن يتصرف في ماله كما يشاء فهي إذا أوهبها زوجها ونفذت وصيتها فقد سقط الواجب عليها ... . سائل آخر: كأنه نفهم أن الوصية ... بالمال؟ الشيخ: أوصت أوصت طبعا لا ... معالجة أمر واقع السائل: لا فهمت أن في كثير من الناس يفهم أن الوصية واجبة في المال ولذلك ... . الشيخ: هل ... من عندك؟ عندك تعليق على ... ؟ السائل: لا هو بيظهر أنه الشائع بين الناس وكأنه السائل هكذا يسأل أنه الواجب الوصية ولذلك يقول أنه في عبارة ... . الشيخ: لا لا هذا ما يُفهم سائل آخر: يفهم أن الوصية واجبة ويظن أنها واجب لذلك يقول هل تسقط عليه الوصية فيما بعد؟ الشيخ: هذا سؤال غير ذاك, نحن فهمنا أنه هي أوصت لا بينما الآن تفهمنا أنها تريد ... . السائل: تريد أن تتصدق الشيخ: غير هذا, السؤال غير السابق, الآن بقى بنعتمد على ماذا؟ بنذكر الصورتين, الصورة السابقة التي فهمناها أجبنا الجواب عليها, إما أوصت بوصية أنه مثلا عليها أن تنفق خمسة آلاف ليرة سوري في سحب مثلا عين ماء أو بناء مسجد أو مشاركة في بناء مسجد أو مدرسة وهي لا تملك هذا المال ثم أوهبها زوجها هذا المال فنفذت الوصية, سقط عنها ما أوصت به, هذا حسب ما فهمنا أولا. السائل: نعم الشيخ: الآن بملاحظة هون أبو أحمد وافقت عليه من قبل تبين أن السؤال مقصود به شيء آخر وهو المرأة لم توصي لكن زوجها أعطاها مالا تتمكن به من التوصية بهذا المال ومعنى هذا الكلام بقى من جديد أنه في بعد وفاتها يعني ... . السائل: لا ينفذ خلال حياتها كما ينفذ ... . سائل آخر: لا هو المقصود هل الوصية واجبة في المال على الإنسان؟ الشيخ: لا مو واجبة سائل آخر: هذا هو ... . (236/10) «ما هي الوصية واجبة في المال؟» السائل: يعني فيه كثير من الناس يفهمون أن الوصية واجبة في المال. الشيخ: الوصية الواجبة في المال هو أحد شيئين, إما له حقوق عليه من الناس فيجب أن يوصي بها وهي على ذمّته وإما له حقوق على الناس فعليه بها مشان حق الولد إلي تبعه, ما سوى ذلك فهو من باب التطوع والتنفل السائل: يعني هو الشائع بين الناس الآن أنه الإنسان يجب عليه أن يوصي من ماله في شيء معلوم للفقراء فهذا ال ... غير واجب. الشيخ: لا , ليس واجبا لأنه له حق الثلث هو, هو قال له عليه السلام (الثلث والثلث كثير) فلو ترك المال كله للورثة لا سيما إذا كانوا فقراء فهو أفضل من أن يوصي بشيء من ماله. (236/11) «ما صحة ما اشتهر عن عمر بن الخطاب أنه قال لمن جاءه بشاهد لا تعرفه: اذهب فأتني بمن يعرفه، أين نجد ذلك؟» السائل: ما درجة ما اشتهر عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال لمن جاءه بشاهد لا تعرفه اذهب فأتني بمن يعرفه أين نجد هذا؟ الشيخ: لا أدري, هذا شيء مشهور في كتب الأدب لا نعرف له مصدرا حديثيا. (236/12) «هل صح من قوله صلى الله عليه وسلم: (ألبسوا ما شئتم) وأين نجد ذلك؟» السائل: هل صح من قوله صلى الله عليه وسلم (البسوا ما شئتم) وأين نجد ذلك؟ الشيخ: هذا ثابت في سنن بن ماجه ومسند الإمام أحمد من رواية عمر بن شعيب عن أبيه عن جده فهو حديث حسن. (236/13) «هل نستطيع الاستقراض من البنك الربوي بشأن السكن للضرورة بعد عدم توفر الإيجار وما هي حالات الضرورة في هذه الحالة بالتحديد؟» السائل: هل نستطيع الإستخراج من المصرف العقار الربوي بشأن السكن للضرورة بعد عدم توفر الإيجار, وما هي حالة الضرورة في هذه الحالة بالتحديد؟ الشيخ: لا يجوز حتى لو سكن في العراء فكيف وقد سكن في بيت ... والضرورات وإن كانت تبيح المحضورات, فالضرورات تقدر بقدرها فكما عاش ويعيش الألوف المؤلفة بالأجرة فيسعه أن يعيش كذلك ولا يجوز بعذر أنه يريد أن يسكن في بيت ملكه أن يستحل ما حرم الله من الربا. السائل: يعني إذا كان ما ... . الشيخ: ما ... هنا إيش؟ السائل: يعني بيأخذ بيت شعر الشيخ: قلت لك ولو في العراء, ولو في العراء السائل: يعني ... . الشيخ: يدبر رأسه, أنا ماني شايف مدنيين صاروا بدو لأنه ما وجدوا وين يسكنوا. السائل: لا, أستاذ يحتاج القضية أنه بيكون واحد ساكن وعنده عشرة ألاف بيأخذ بيت بيسوى خمسة عشر ألف فبيوصف حاله بأنه مضطر بيروح بيأخذ خمسة ألاف ليكمل العشرة ألاف وقال هذا مضطر, عشرة ألاف معه وساكن في الأجرة إيه هذا مضطر, بقى من هو الغير مضطر؟ الشيخ: نعم (236/14) «هل إقامة المجتمع المسلم فرض على الأمة المسلمة وما هي شروط إقامة هذا المجتمع؟» السائل: هل إقامة المجتمع المسلم فرض على الأمة المسلمة وما هي شروط إقامة هذا المجتمع؟ الشيخ: سبق الكلام في هذا مفصلا آنفا. (236/15) «ما درجة حديث (لن يغلب اثني عشر ألف من قلة)؟» السائل: ما هي درجة الحديث (لن يُغلب اثنا عشر ألفا من قلة)؟ الشيخ: حديث صحيح بطرقه. (236/16) «ما هو سبب تباعد المسلمين عن دينهم وما هي الوسيلة لرجوعهم إليه؟» السائل: ما هو سبب تباعد المسلمين عن دينهم وما هي الوسيلة في رجوعهم إلى دينهم؟ الشيخ: السبب هو عدم تحكيمهم لنص القرآن يا طالما ما ذكرناه ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) فهم مختلفون في الأصول وليس كما يزعم الجمهور أن الإختلاف فقط في الفروع بدليل أن أكثر المشائخ يأبون علينا التحاكم إلى هذه الآية أو إلى مقتضى هذه الآية ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) فإذا كان أهل العلم يأبون هذا فكيف يحصل الوفاق؟! هذا أمر مستحيل ولذلك فلا ينشد المسلم الحريص على دينه, لا ينشد الإتفاق لأن الإتفاق خلاف سنة الله في كونه فقد قال ربنا تبارك وتعالى ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)) فلا تنشد أيها المسلم أن يعود ثمانمئة مليون مسلم على فهم واحد وعلى خلق واحد وعلى دين واحد, هذا أمر مستحيل والواقع يؤيد هذا الذي نقوله فضلا عن النص السابق ذكره من القرآن وحديث الرسول المصرح بأن الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة, كلها واحدة كلها في النار إلا واحدة فلذلك الذي يطلب اتفاق الأمة على ملة واحدة فيطلب مُحالا ولذلك فانج بنفسك أيها المسلم واطلب الأمة والفرقة الناجية وهي التي تحرص دائما وأبدا أن تعيش في عقيدتها, في عبادتها, في خلقها, على ما ترك عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه. (236/17) «ما صحة حديث (اللهم إنا نستعينك ونستهديك) وأين يوجد؟» السائل: حديث (اللهم إنا نستعينك ونستهديك) هل هو صحيح؟ وأين يوجد؟ الشيخ: هذا لم يصح مرفوعا وإنما صح من كلام عمر وهو يوجد في كتاب قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي. (236/18) «ما معنى هذا الحديث (ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان قط) وهل يشملنا هذا النفي؟» السائل: ما معنى الحديث (ما أكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خوان قط) وهل يمثل هذا ... وهل يشملنا هذا النفي مما انتقده حديث حبيب الرحمن الأعظمي؟ الشيخ: السؤال مفهوم لكن التعبير خطأ أما مفهوميته فهو أنه ما دام الرسول عليه السلام ما كان يأكل على يعني مائدة عالية مرتفعة عن الأرض كما هو عادة كثير من المسلمين اليوم فهذا نفي من حيث الإخبار عن واقع الرسول عليه السلام أنه ما أكل لكن قوله هل يشملنا هذا النفي, هذا سؤال خطأ لأن النفي قد يمكن أن يقال يشمل أو لا فيما لو نفى الرسول عليه السلام أن يكون من السنة الأكل على خوان لكن الغرض مفهوم وهو هل يستحب للمسلمين أن يقتدوا بالرسول عليه السلام بأن يأكلوا على الأرض كما كان عليه السلام يأكل ولا يأكل على الطاولات والأشياء المرتفعة؟ الجواب نعم إن الإرتفاع في الطعام هو أولا من ... المتكبرين وثانيا هو من صنيع الكافرين وثالثا هو مخالف لسيد المتواضعين وهو رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فالإقتداء, نعم؟ السائل: ... . الشيخ: كنت راح أكملها لكن ... حالي بقى ... فالإقتداء به عليه الصلاة والسلام بلا شك السائل: الأولى الشيخ: هو يعني من المرغوب فيه لا سيما وقد قال عليه السلام (إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) فهو كان يجلس يأكل على الأرض فلا أشك أبدا بأن هذا الكلام يعني مما فيه إخبار عن هدي الرسول في الطعام هو أدب للمسلمين ينبغي أن يلتزموه لكن يجب أن نقف عند حدود الشرع فليس كل إنسان مكلف بيتمسك بالواجبات والسنن والمستحبات والمندوبات لكن الفرق بين أن يُقال هذا بدعة فلا يجوز وبين أن يقال هذا مستحب فمن شاء فليتقدم إلى الإقتداء بالرسول عليه السلام في كل ما فعله مما عليه دليل مشروعية الإقتداء به عليه الصلاة والسلام, من أجل هذا وغيره نحن نقول إن باب الإبتداع في الدين مغلق لأنه ما المقصود بالإبتداع في الدين؟ هو زيادة التقرب إلى الله, من الذي يستطيع أن يأتي على كل فعل فعله الرسول عليه السلام مما يقربنا إلى الله زلفى حتى يقول أنا أتيت على كل السنن والمستحبات التي فعلها الرسول عليه السلام وبقي عندي فراغ من الوقت فراغ من الفكر فتعالى بقى نبتدع ونخترع! لا, إنما جاء به الرسول عليه السلام لا يستطيع أن ينهض به أعبد الناس ولو كان هو الذي قال عنه الرسول عليه السلام (كان داود أعبد البشر) فداود نفسه لا يستطيع أن يقوم بمثل ما شرع الرسول عليه السلام من المستحبات والمندوبات لكن كما قلت لا يجوز المغالاة في مثل هذه القضايا فتبقى على أنه الأحسن أن يفعل كما فعل الرسول عليه السلام لكن لو الإنسان صلى على مذهب الأعرابي الذي قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص, ما صلى السنة مطلقا لا مؤكدة ولا مستحبة ولا مندوبة ولا فعل أي شيء من أفعال الرسول عليه السلام التي ليست بواجبة واقتصر فقط على الإتيان بالفرائض والإبتعاد عن المحرمات لا يُنكر عليه لا سيما وقد سئل الرسول عليه السلام من أعرابي قال " يا رسول الله أرأيت إن أنا صليت الصلوات الخمس وحللت الحلال وحرمت الحرام أأدخل الجنة؟ " فقال له عليه الصلاة والسلام (إن أنت صليت الصلوات الخمس وحللت الحلال وحرمت الحرام فأنت في الجنة) أي يُعرض للناس هذا الذي يقنع به عامة الناس وذاك الذي يليق بأهل الهمم من خواص الناس فيُعرض هذا وهذا يأخذ كل إنسان ما يُناسب نفسه, مقامه, وقته, ونحو ذلك, غيره؟ (236/19) «هل الأكل من الطاولات يعتبر من التشبه للكفار؟» السائل: ذكرت ... صنيع الكافرين الشيخ: أي نعم من حيث عادتهم الأكل على الطاولات. السائل: طيب ... ولا شيء ... . الشيخ: وطلعت الموضة, أي بنشعر لكن وزن هذا التشبه سائل آخر: محله الآن يعني أقطع مثل البنطلون وال ... . السائل: يعني خلاص ... ما عاد ... . الشيخ: أقول أقول هذا من باب المخالفة بقى لا من باب التشبه. السائل: أيوه سائل آخر: تقرب ... . الشيخ: من باب المخالفة أي نعم لا من باب التشبه. (236/20) «هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الأكل والأحذية في الأقدام وما هو نص الحديث الذي ينهى عن ذلك وما مصدره؟» السائل: هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم النهي عن الأكل والأحذية في الأقدام وما هو نص الحديث الذي ينهى عن ذلك وما مصدره؟ الشيخ: حديث موضوع من جملة الموضوعات ولا قيمة له إطلاقا. (236/21) «ورد عن الحافظ ابن حجر أنه قال: يجوز اللجوء للجان لفك السحر فهل هذا صحيح وهل يجوز؟» السائل: ورد عن الحافظ بن حجر رحمه الله قال يجوز اللجوء للجان لفك السحر فهل هذا صحيح وهل يجوز؟ الشيخ: ورد عن من؟ السائل: عن الحافظ بن حجر رحمه الله. الشيخ: لا أعلم هذا وإن قاله فهو خطأ. سائل آخر: أظن أن بن حجر الهيتمي فهو ... . السائل: السائل يقول بن حجر فقط وعزو بن حجر فقط معناه الحافظ. سائل آخر: ... . الشيخ: منين هذا النقل؟ السائل: ما أذكر من أربعة سنوات سألت الأستاذ أبو عمار عن الموضوع وما استطعت أقتنع ... . سائل آخر: شيخنا هذا ... . الشيخ: طيب شيء من هذا غير هذا الشيء السائل: ما هو؟ (236/22) «امرأة أصيبت بمس وقد ذهب أهلها إلى شيخ فكتب لها حجابا وإذا وضع أهلها عليها ذلك الحجاب يذهب المس وتعود إلى حالتها الطبيعية، فإذا حاولوا أن يقرءوا عليها القرآن أو تقوم لتؤدي الصلاة عاد هذا المس فماذا ي» السائل: هناك امرأة قد أصيبت بمس وقد ذهب أهلوها إلى شيخ فكتب لها حجاب وهم حين يضعون الحجاب يذهب هذا المس فتعود إلى حالتها الطبيعية فإذا حاولوا أن يقرؤوا لها القرآن أوأن تقوم لتؤدي الصلاة عاد هذا المس فماذا يفعلون؟ الشيخ: الخلاص من هذا المس, هذا ينبغي أن يرفعوا الحجاب لأنه هذا من عمل الشيطان بلا شك. السائل: وإن بقي؟ الشيخ: وإن بقي. السائل: هل هذا ابتلاء من الله عز وجل. سائل آخر: يا أستاذ سائل آخر: نعم سائل آخر: عندنا والدتي رحمها الله قصت لنا قصة عجيبة ... . (236/23) «ذكر قصص حول التمائم والحجابالسائل: والدتي قصت لنا قصة في حياتها قالت كانت تعمل شيء وأصابها رهقة أصبحت يعني في الليل تحس أنه شيء بده يخنقها أو ما أشبه بذلك وتصحى في الليل فراحت لعند الشيخ وكتب لها كتاب حجاب فعندما تضع الحجاب ما يبقى فيها شيء عندما تقيم الحجاب يرجع عليها الشيء فلما بلغناها أنه هذا الأمر غير صحيح ويجب على الإنسان ان يعتمد على الله ويتوكل على الله سبحانه وتعالى عمدت إلى الحجاب وشقته مزقته وإذ به ما عاد يصيبها شيء أبدا هي هكذا تقول. سائل آخر: يعني ننصح الأخ ... لصحاب الحجاب يمزق الحجاب؟ الشيخ: أي نعم السائل: ويتكل على الله سائل آخر: بالنسبة لها السؤال هذا ... . السائل: نعم سائل آخر: عندي بنتي ... ما بتصلي ... عجزت الأطباء ما ... كلمنا شيخ بدو يجينا ... كتب لي ... ورقة بسم الله الرحمن الرحيم ... قرتها الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم شو؟ السائل: تحتها آية قرآنية مخطوطة, ما ... شيء بس ... رفعته عنا في بيتك سائل آخر: ناس ثانية السائل: رجعت ... هي ... قرأت آية الكرسي نفخت عليها إياها بتقول لتصلي بيجيها تؤمن لا إله إلا الله ... هي ... . الشيخ: أي هذا من عمل الشيطان. السائل: من عمل الشيطان طيب ... بدها ... يرفع ... عنا الشيخ: ... إذا واحد مرض السائل: إيه الشيخ: ضروري يشفى؟ السائل: نعم؟ الشيخ: إذا مرض مرض عادي ضروري يشفى؟ السائل: لا مو ضروري ... . الشيخ: طيب, إذن اصبر وما صبرك إلا بالله. السائل: ... . الشيخ: تتعاطى الأسباب الممكنة. السائل: ... . الشيخ: أنا أعطيتك الجواب, وأعطيتك الجواب مشان ما تتحمس كثير, مشان ما تتحمس كثير أعطيتك الجواب وهو أن الله عز وجل يمتحن عباده بما يشاء ... . السائل: ... نصلي الشيخ: تفضل سيدي, فيه تعقيب يا أستاذ أنت هناك السائل: ... بالنسبة بالنسبة للمريض أنه ضروري يشفى سائل آخر: ... . سائل آخر: إمام ... يقول أنه ما من داء إلا وأنزل له دواء الشيخ: أكيد السائل: فتداووا ... . الشيخ: إيه السائل: ما أحد بيقول ... أما كل إنسان بيقطع أمله من الله ... عشرة سائل آخر: لا خفض ذلك الأستاذ الشيخ: طبعا أنت عم بترد على مين؟ السائل: عم أقول أنه ضروري يشفى المريض؟ الشيخ: على مين عم ترد؟ السائل: عم يقال أنه بضروري يشفى المريض؟ الشيخ: أي مو ضروري (236/24) «المراد بالنسخ عند المتقدمين والمتأخرين، والكلام على التخصيصالشيخ: من النسخ في اصطلاح المتأخرين ذلك لأن المتأخرين يحصرون النسخ بمعنى إلغاء الحكم من أصله بنص متأخر عن النص السابق أما النسخ عند المتقدمين وعلى غير الصحابة والتابعين فهو يشمل حتى النص المخصص فهو منسوخ بالنص المخصّص فهو ناسخ, غرضي من هذا أن ألفت النظر إلى أن موضوع النسخ موضوع اصطلاحي والأمور التي اصطلح عليها لا يجوز أن تكون دافعة بالمسلم إلى أن يرد ما قد يثبت من نص أو دليل بحجة أن هذا يلزم منه نسخ والنسخ لا يجوز في حديث آحاد, لأن هذه قضية اصطلاحية, هذا هو الغرض من هذه التوطئة. السائل: طيب قبل الغرض ... يعني ... لأن النسخ عند المتقدمين يشمل النص ... يعني توضيح أكثر الشيخ: ... صورت يا أخي يجوز أنه يتضح الأمر مع إتمام الكلام. السائل: إن شاء الله. الشيخ: فالنص المخصِّص والنص المخصَّص في الحقيقة يجري فيه شيء من النسخ فالنص المخصَّص هو الذي يتضمن جزئيات جهات كثيرة ثم يأتي نص آخر يستثني من هذه الجزئيات جزءا معينا فيخرجه من النص فيسخه ويرفعه منه ولذلك فالتخصيص هو نسخ جزئي وهذا أمر متفق بين العلماء على خلاف بينهم وبين الحنفية, فجماهير العلماء يقولون يجوز تخصيص النص العام المتواتر بالنص الآحاد الغير المتواتر, الأحناف يقولون لا, لا يجوز التخصيص إلا بمتواتر أيضا. السائل: ... . الشيخ: نعم السائل: تذكر ... أيضا ... . الشيخ: هذا قول من أقوالهم أما الآحاد فلا يجوز به التخصيص السائل: ... . الشيخ: إيش هو؟ السائل: ... . الشيخ: طيب بس أخص أخي السائل: إيه أخص نعم الشيخ: إيه هذا هو أخص, الشاهد فإذا جاز نسخ جزء من النص العام بنص لم يبلغ مبلغ التواتر وإنما هو آحاد ولنقل حتى ما يعني ينتقل النظر إلى الحديث المستفيض فلنقل بنص فرد غريب إذا كان الجمهور يجيزون تخصيص النص العام المتواتر بنص فرد غريب, مادام أنه صح حين ذاك أي فرق بين تخصيص النص العام وإلغاء جزء منه بحديث فرد غريب وبين إلغاء نص متواتر تضمن جزءا واحدا فقط بنص آخر فرد غريب ليس هناك فرق بين الأمرين إطلاقا ولذلك فاستشكال كثير من العلماء القول بجواز نسخ القرآن بالسنة هذا استغراب أو استشكال لا مبرر له بعد أن أجازوا تخصيص النص العام المتواتر بالفرد الغريب من الحديث (237/1) «جواز نسخ القرآن بالسنة أو جواز تخصيص القرآن بالسنة وذكر مثالين على ذلكالشيخ: ولذلك فنحن لا نستبعد وقوع نسخ في القرآن بحديث الآحاد وإن كان قد يعز علينا أحيانا استحضار الشاهد والمثال لمثل هذا الذي يقال وفي كثير من الأحيان تأتي مناسبة فأقول هذا نص متواتر ونسخته السنة ولو أردنا أن نذكر ما يذكره بعض العلماء لذكرنا قوله عليه السلام (لا وصية لوارث) لكن هذا في الواقع لا يدل لأصل الموضوع وهو جواز نسخ القرآن بالسنة وإنما تخصيص القرآن بالسنة, ذلك لأن قوله عليه الصلاة والسلام (لا وصية لوارث) لم ينسخ آية برمتها من القرآن وإنما خصّصتها, ((فالوصية للوالدين والأقريبن)) فالحديث قال (لا وصية لوارث) أما الأقربون المذكورون في الآية فهي أعم من الذين يرثون فإذًا هذا الحديث يخصص ولا ينسخ فلا يصلح مثالا للحديث الذي لم يبلغ مبلغ التواتر كمثال لناسخ للقرآن الكريم وإنما هذا في الحقيقة مخصّص والأحاديث التي تخصّص الآيات هي كثيرة وكثيرة جدا. السائل: (لا وصية لوارث) هو متواتر الشيخ: لا مو متواتر لكن ... أي نعم قد يقول الإمام الشافعي تواترَ ولكن حينما تتبّع الأحاديث ... ما يبلغ مبلغ التواتر لكن بلا شك حديث مستفيض ومشهور. عندنا مثلا من هذا القبيل ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة وحديث بن عباس أيضا أنه لما نزل قوله تبارك وتعالى ((لله ما في السماوات والأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير)) جاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب وقالوا " يا رسول الله ها نحن قد أمرنا بالصلاة فصلينا وبالصوم فصمنا وبالحج فحججنا أما أن يحاسبنا الله على ما في نفوسنا فهذا مما لا طاقة لنا به " فقال لهم عليه الصلاة والسلام (أتريدون أن تقولوا كما قال قوم موسى لموسى سمعنا -وأطعنا-) السائل: وعصينا الشيخ: (وعصينا, قولوا سمعنا وأطعنا) قال فلم يزالوا يقولونها حتى ذلت بها ألسنتهم وخضعت لها قلوبهم فأنزل الله تبارك وتعالى ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) السائل: ... . الشيخ: أي لكن الشاهد هنا ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) فهذا نسخ لقوله ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)) إيه هذا الذي يخفيه بعض الناس, التكليف به مما لا طاقة للناس به فقال الله عز وجل بعد أن علم سبحانه وتعالى خضوع هؤلاء المسلمين الأوّلين لحكم رب العالمين ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) إلى آخر الآيات وكان ينزل الوحي على الرسول عليه السلام كلما دعوا دعاء ينزل الوحي من السماء بقوله نعم ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) قال الله نعم ((ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا)) نعم نعم إلى آخر الآيات فهنا وقع نسخ في هذه الآية بالحديث هذا الصحيح الذي لم نجد له راويا أكثر مما ذكرنا أبي هريرة وعبد الله بن عباس. السائل: ... . الشيخ: نعم السائل: الحديث ... . الشيخ: نعم السائل: ما رأيكم الآية ... الآية الشيخ: أيوه أيوه السائل: أية ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) هي التي نسخت سابقتها الشيخ: لا هذه لا تغير ... وبذلك حتى اليوم تجد محمد عبده وغيره يفسرون الآيات هذه بعضها مع بعض دون اللجأ إلى الحديث لأنه فيه نسخ ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) لا يدل على أن الله عز وجل لا يحاسب بما أخفيت النفوس. (237/2) «ما معنى القاعدة: تكليف بما لا يطاق؟» السائل: ما ... أنه هو من تكليف ما لا يطاق, موافقة الإمام هذا الشيخ: إيه تكليف ما لا يطاق له تفسيران وهو ما لا قدرة للإنسان مطلقا أو ما له قدرة ولكن فيه حرج فيه مشقة, أي نعم. (237/3) «معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم) وعلاقته بقوله تعالى: ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء))» الشيخ: في حديث في الصحيحين كأنه كأن له ارتباط بحديث أبي هريرة السابق ولو أوضح, ولعله أوضح منه وهو قوله عليه الصلاةو السلام (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به) هذا الحديث يرد على الذين أرادوا أن يفسروا الآيات هذه دون الإستعانة بالحديث فقالوا مثلا ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه)) هذا الذي يخفيه الإنسان في نفسه له حالة من حالتين إما أن يمكن ذلك في نفسك وفي قلبك السائل: ... . الشيخ: أي نعم, فهذا يؤاخذ عليه وإما أن يكون خاطرا ورد ثم ذهب فهذا الذي لا يؤاخذ عليه, حاولوا هذا توفيقا بين ما تقدم من الآيات وما تأخر بينما يأتي الحديث الأخير بصورة خاصة (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به) فهذا يبين أن الخاطر الذي خطر في بال الإنسان المكلف ثم تمكن من قلبه وعزم على تنفيذه ولكنه لم يخرج إلى حيّز التكليف الذي هو أحد شيئين إما أن يتكلم أو يعمل به, فهذا عفو ومغفرة من الله عز وجل لا يؤاخذ به عباده المؤمنين بينما كان قد قال في أول الآية ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) هكذا الآية, ماشي. السائل: أي نعم الشيخ: ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) ارتفع قوله تبارك وتعالى ويعذب من يشاء, لم يبقَ عذاب على ما استقر في نفوس الناس ما لم يتكلموا به أو يعملوا به إذًا نحن بحاجة إلى حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكي نفهم عفو الله وفضله وسعة رحمته في خصوص قوله في الآية السابقة ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) فسوف لن يعذب الله عز وجل على ما وقر في النفوس بشرط عدم التكلم وعدم العمل به فهذا أمر عظيم وعظيم جدا حيث أثبت أن الله عز وجل بعد أن أنزل أنه يعذب أو قد يعذب فأصبح بعد ذلك ربنا عز وجل تفضل على عباده فلا يعذبهم على ما وقر في قلوبهم, إنما يقال هنا ترى هذا نسخ أم تخصيص؟ ممكن أن يقال هذا نسخ على اعتبار أن قوله عز وجل ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) نسخ برمته وليس كلفظة الأقربين التي تشمل العديد من الأجزاء, فخصص هذا النص بقوله عليه السلام (لا وصية لوارث) أما هنا فبقوله ((يعذب من يشاء)) ارتفع فهو بهذا الإعتبار مثال صالح لآية في القرآن نسخت بحديث من كلام الرسول عليه السلام ولم يبلغ مبلغ التواتر لكن لم تنسخ الآية بتمامها, من أولها لآخرها ولكن نسخ منها فقرة من فقراتها وهو قوله عز وجل ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) إذًا هذه الكلمة ((ويعذب من يشاء)) نسخت وحينئذ يقول النظر السليم أي فرق بين أن ينسخ جزء من آية فيه معنى موثق بحديث آحاد وبين أن تنسخ آية كاملة تكون طويلة أو قصيرة بحديث آحاد. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلا مرحبا. (237/4) «بيان أن القرآن والسنة مصدرهما واحد والفرق بينهماالشيخ: إذًا هذا كله يسهّل على الباحث أن لا يستغرب ولا يستشكل نسخ القرآن بالسنة بل يسهل عليه أن يتبنى هذه الفكرة وهذه العقيدة لا سيما إذا تذكر أن كلاّ من القرآن والسنة الصحيحة يصدران من مصدر واحد كل مافي الأمر أن نسبة الثبوت تختلف فالقرآن متواتر والحديث غير متواتر لكن هذا ... هذا باختلاف في النسبة لا يكفي أن يكون مبررا لعدم قبول قول من قال بأنه لا يجوز نسخ القرآن بالسنة لأننا نجد من العلماء الكثيرين ينسخون كما ذكرنا جزءا من الآية قطعية الثبوت بحديث آحاد فإذًا هذا التفاوت في نسبة الثبوت لا ينبغي أن يكون حجر عثرة في طريق قبول كون ... يجوز نسخ القرآن بالسنة, هذا ما عندي بالنسبة للسؤال السابق. (237/5) «معنى الكسب في قوله تعالى: ((لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت))؟ والمناقشة حول نسخ القرآن بالسنة» السائل: بالنسبة للآية ((لا يكلف الناس نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)) يعني إذا أعملنا الذهن في قوله ((لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)) الشيخ: نعم السائل: فليس دليل النسخ هنا يعني المؤاخذة فيما يكتسب الإنسان؟ الشيخ: لا, لأنه الكسب كسب قلبي, الكسب كسبان, كسب قلبي وكسب بالجوارح والعمل السائل: يأتي الحديث مخصصا فيخصص ... يعني يأتي الحديث فيخصّص يعني الكسب يعني الكسب القلبي غير مؤاخذ فيه والكسب الذي يصل إلى التكلم والعمل هو الذي يؤاخذ به. الشيخ: ... بحثنا دقيق لما بيقول الرسول عليه السلام (إن الله تجاوز لي عن أمتي) إيش معنى هذا الكلام؟ السائل: كان في الأساس مؤاخذا الشيخ: هذا هو, فرفع هذا وهذا هو النسخ السائل: يعني هذا ... . سائل آخر: النسخ ما ... يعني الشيخ: ... . السائل: أنه ... . الشيخ: الدليل على هذا ... . (237/6) «هل يجوز نسخ القرآن بالسنة؟» السائل: إذًا يُنسخ القرآن بالسنة؟ الشيخ: يجوز نسخ القرآن بالسنة السائل: آية ... . الشيخ: الآن بتمم ... . السائل: الآن ... . الشيخ: إذا ... . السائل: لماذا؟ (237/7) «هل الآية: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما)) نسخت حكما؟» السائل: آية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما. الشيخ: لا. السائل: مش الحكم هذاك يعني الشيخ: ما ... . السائل: الحكم هذاك ... . سائل آخر: هنا الآية لم ... الشيخ والشيخة قد يكون ... . سائل آخر: لا ... . الشيخ: ما فهمت عليك هلا أنت ... تعتقد أنه هذه الآية منسوخة التلاوة فقط وثابتة الحكم؟ السائل: هي من حيث نسخ التلاوة معروف بس حنقول من جهة الحكم هل فيها إشارة إلى ... . الشيخ: ... . سائل آخر: يعني بس ... . السائل: ما محصنة, ما محصنة, ومنسوخة حكما أيضا الشيخ: هو ... لفظة الشيخ والشيخة إشارة إلى أنهما محصنان سائل آخر: أي نعم, أبو عبد الرحمن إذا ... . الشيخ: كما تريد, تفضل. (237/8) «تتمة الكلام حول جواز نسخ القرآن بالسنة سواء متواترها أو آحادها. ومتى عرفت الأحاديث المتواترة والأحاديث الآحاد ومن عرفهاالشيخ: تنحصر ... منسوخا أو غير منسوخ هو يتعلق بالبيان الذي أمر به الرسول عليه الصلاة و السلام في القرآن في مثل قوله تبارك وتعالى ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فمن جملة البيان بيان أن هذا الحكم ... لزمن معين ثم رفع كان محكما فصار ناسخا السائل: صار منسوخا. الشيخ: كان مقررا ثم صار منسوخا, نعم, فمادام أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مكلف بالبيان كل البيان ومن ذلك بيان أنه هذا النص منسوخ وهذا هو الناسخ فما الذي يمنع أن يكون الرسول عليه السلام قد بين نسخ حكم ما ثابت هذا الحكم في القرآن, بيّنه بكلامه عليه الصلاة والسلام وهو مأمور بمثل هذا البيان فإذًا التفريق بين وجوب بيان أنواع من الأحكام للسنة ولا يجوز بيان حكم معين بالسنة وهو ما كان ثابتا في القرآن فلا يجوز بيانه في السنة, هذا كلام أولا غير معقول نظريا ثم منافي للأمر العام الموجه إلى قلب الرسول عليه الصلاة والسلام في الآية السابقة ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) وإذا, فكون الحديث آحاد أو متواترا هذا أمر طارئ بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, نعم؟ السائل: ... في نفس ... . الشيخ: هذا أمر طارئ بعد الرسول عليه الصلاة والسلام فلا ينبغي أن يختلف الحكم لما طرأ فيما بعد من اصطلاحات علمية أو فكرية أو نظرية بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلو قلنا هذا ممكن أن يختلف الحكم عما كان عليه في زمن الرسول يختلف الحكم فيما بعد عما كان عليه زمن الرسول عليه السلام هذا معناه الإقرار بتغيير الشريعة بسبب اصطلاحات أو ملابسات أحاطت ببعض نصوص الشريعة ولنضرب على هذا مثلا, متى جُمعت السنة, كلنا يعلم أن بدء جمعها كان في منتصف القرن الثاني, بدء الجمع لكن استقصاء الجمع بحيث أن الطرق تتجاوب وتتكاثر في الحديث الواحد, هذا ما ... للعلماء إلا بعد أن توسعوا بالنظر في السنة من مختلف الأقطار الإسلامية التي انتشر فيها الصحابة والتابعون بسبب الفتوحات الإسلامية إذ الأمر كذلك فلم يكن من الممكن مثلا في عهد الصحابة وعهد التابعين أن يقال عن حديث هو اليوم من أشهر أمثلة الحديث المتواتر ألا وهو قوله عليه السلام (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) لم يمكن يومذاك أن يقال عن مثل هذا الحديث أنه حديث متواتر لأنه شرط التواتر أن يرويه جمع عن جمع إلى منتهاه يستحيل تواطؤهم على الكذب, كيف يمكن تصور هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب عهد بالوفاة والصحابة قد تفرقوا في البلاد فالصحابي الذي سمع حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نسخ آية هذا الحديث بالنسبة لهذا الصحابي صالح لنسخ الآية لأنه هو سمعه من الرسول عليه السلام يقينا مباشرة وإذا بالطبقة الثانية يختلف الأمر لأن الصحابي الذي يحدث التابعي بهذا الحديث يصبح هذا الحديث للتابعي آحاد فهو لا يفيد عنده القطع بينما كان مقطوعا به عند الصحابي, فجاز عند الصحابي نسخ الآية بهذا الحديث ولم يجز عند التابعي وأولى وأولى بالنسبة لمن يأتي بعده لكن يعود الأمر كما كان بالنسبة للصحابة, حينما يأتي صحابي آخر يروي هذا الحديث إلى تابعي آخر وصحابي ثالث ورابع و وإلخ فتتجمع الطرق عند أئمة الحديث فيصبح هذا الحديث عند أئمة الحديث متواترا كما كان عند الصحابي يفيد اليقين فهو عنده يفيد اليقين. إذًا عند الصحابي جاز نسخ الآية بالحديث لأن الحديث عنده يقين تلقاه من رسول الله مباشرة, عند التابعي الذي سمعه منه لا يفيد اليقين فلا يجوز على فلسفة عدم جواز نسخ الآية بالحديث, حديث آحاد لا يجوز عند التابعي أن ينسخ تلك الأية بهذا الحديث وهكذا إلى ثلاثة قرون أو أربعة قرون حينما تتجاوب طرق الحديث وتتميز الأحاديث المتواترة أو على الأقل المستفيضة والمشهورة عن أحاديث الآحاد الفرد الغريبة, فهل يعقل في الإسلام أن يتلون الإسلام فتارة يجوز أن يقال هذه الآية منسوخة بالحديث وتارة لا يجوز ثم يعاد فيقال يجوز, لماذا؟ لأن الحديث أصبح متواترا. ثم هل من الميسر المذلل لعامة علماء المسلمين فضلا عن عوامهم, هل من الميسر المذلل أن يعرف علماء المسلمين الأحاديث المتواترة من غير الأحاديث المتواترة؟ هذا أفراد من علماء الحديث الفحول كالبخاري ومسلم وأمثالهم هم الذين يستطيعون أن يقولوا هذا حديث متواتر أما جماهير علماء الحديث فضلا عن الفقهاء والمفسرين وغيرهم فهذا ليس من الممكن بالنسبة إليهم أن يميزوا المتواتر من الآحاد أو من الفرد الغريب, فمثل هذا الحديث الذي يتعدد صورة قوته أو نسبة قوته لا يعقل أن الله عز وجل يكلف العباد بما لا يطيقون أيضا فهذا الحديث ورد إليك آحادا لا تنسخ الآية به فإذا ورد إلى شخص آخر بطريق التواتر نسخ الآية به لكن هذا الذي ورد الحديث إليه بالتواتر فأخبرني أنا أنه هذا حديث متواتر فجاز لي أن أقول بأن الآية منسوخة, هل يجوز لي أن أقبل حكمه؟ المفروض أنه يجوز لي لأن الله يقول ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) لكن كثير من الناس ممن لا يتنبه أن هذا الحديث المتواتر عند الشيخ حينما نقل ذلك إلى تلميذه انقطع التواتر بالنسبة إليه لأن الشيخ هو عنده متواتر لكن الشيخ المُخبر للتلميذ هو واحد, إذًا صار آحاد فمعناها التلميذ الذي ينتظر بقى عشرات أئمة الحديث كل واحد أي نعم يقول هذا متواتر حتى يجوز, هذا يا جماعة مش معقول يكون في ... مثل هذا. (237/9) «هل يجوز إثبات العقيدة بحديث الآحاد؟» الشيخ: ومن هنا ندخل إلى مسألة هامة وهي هل يجوز إثبات العقيدة بحديث الآحاد؟ مثلا هل يجوز أن نؤمن بأن هناك في القبر عذاب معروف بعذاب القبر أو هل يجوز أن نثبت بأن هناك سؤال منكر ونكير؟ من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ الذين يقولون لا يجوز إثبات العقيدة إلا بحديث متواتر يقولون لا يجوز إعتقاد هذه العقائد لأنها لم تأت في أحاديث متواترة والذين يقولون لا فرق بين العقيدة وبين الحكم الشرعي فيجب فيجوز بل يجب الأخذ بحديث الآحاد بكل شيء تضمنه هذا الحديث سواء كان في عقيدة أو كان في حكم شرعي, هؤلاء يقولون نعم نعتقد أنه في عذاب قبر, سؤال منكر ونكير وإلخ ليه؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أشار إلى ذلك, إيه لكن هذا الحديث ما جاءنا بطريق التواتر, ماذا يضرنا وأين في الكتاب أو في السنة اشتراط عدد معين حتى يجوز لنا أن نأخذ بهذا الحديث إذا رواه هذا العدد المعين؟ السائل: لكن ذاك أقوى. الشيخ: أقوى ما فيه شك والقرآن أقوى من الحديث التواتر, بالنسبة لميزان القوة تختلف لكن السائل: ... . الشيخ: لكن هل هل تفاوت نسبة قوة الحديث يسوّغ لنا أن ندع حديثا ما بقوة ما في الصحة, هنا موضع البحث. السائل: نعم ... . الشيخ: هنا موضع البحث السائل: نعم الشيخ: أما أنه حديث متواتر أقوى هذا لا ... فيه, نعم السائل: كما تفضلتم. (237/10) «هل يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال؟» السائل: معنى ذلك لما يقول عالم من العلماء هذا الحديث سنده ضعيف فإذا كان هذا الحديث سنده ضعيف والحديث بذاته لا فرق بين المتواتر وبين المشهور وبين كل ... لا فرق بين حديث و ... . سائل آخر: والحكم ... . الشيخ: لا فرق من حيث وجوب العمل السائل: نعم الشيخ: من هنا السائل: نعم الشيخ: طيب السائل: إذًا رأينا بعض أنه الأحاديث التي في سندها ضعف ... منها فعل بعض الخيرات التي فيها ظاهر الخير, هو ... إثبات عقيدة ولا ... إنما على الخير والحديث موجود الشيخ: والحديث موجود وسنده ضعيف ... تقول السائل: وفيه وفي سنده ضعف نعم الشيخ: أيوه فيه إثبات عمل خيري السائل: نعم كيف نفعل ... . الشيخ: آية, الجواب أن أي حديث وردنا بإسناد ضعيف يقال فيه الحض على عمل الخير فإما أن يكون حقيقة الأمر في هذا الحديث أن الخير الذي فيه إنما ثبت بهذا الحديث أو ثبت بغيره فإن كان ثبت بغيره فالعمل حينذاك لا يكون بهذا الحديث السائل: يكون ... . الشيخ: بغيره وإن كانت الأخرى أي إن كان دعوى من يدعي أن هذا الحديث أنه هذا الحديث إسناده ضعيف لكن فيه حض على عمل في الخير أو بخير من الأعمال يقال له وما أدراك بأن هذا العمل المذكور في هذا الحديث هو خير, أهذا الحديث أم حديث آخر؟ فإن كان حديث أخر فلا إشكال في جواز العمل حينئذ لكن لا يكون العمل مباشرة بنفس هذا الحديث وإنما بذاك وإن كنت تفترض أن هذا الحديث لا نعرف أن هذا العمل الخيري الذي تضمنه هذا الحديث إلا من طريقه فقولك إنه عمل خير ليس من الخير في شيء. السائل: ... . سائل آخر: ... . الشيخ: نعم؟ (237/11) «هل يطلق على الحديث الضعيف أو الموضوع لفظ حديث؟» السائل: هو مشكل عليه ... فهم سائل آخر: الحديث هو حديث الشيخ: لا ... . السائل: ولكن ... . الشيخ: قولك الحديث هو الحديث خطأ لأنه هذا في ما أدري من ناحية اللغة ماذا يقال له, يقال مثلا في قسم من الحديث ضعفه شديد يقال حديث موضوع حديث مكذوب فهل هو يقال له حديث؟ السائل: لا الشيخ: لا سائل آخر: ... . الشيخ: إذا سمحت, يقال حديث موصوف بصفة فيقال هذا حديث موضوع فلا يقال على كل حال هو حديث, عرفت شلون, يقال هذا حديث ضعيف جدا, إسناده يعني, لا يقال على كل حال هو حديث. السائل: في المصطلح الشيخ: أي نعم, اصطلاح النسبة, كذلك نجي ... على موضوعك بالذات, هذا حديث إسناده ضعيف, أي ضعيف لكن على كل حال هو حديث, لا هذا يسمى حديثا مجازا أي رُوي هكذا على أنه منسوب إلى الرسول حديثا هذا لكن ما هي درجته؟ إما ضعيف وإما ضعيف جدا وإما موضوع السائل: لم يثبت الشيخ: فإذًا لا يقال في هذا ما قيل بالنسبة للحديث الصحيح بكل مراتبه, تبدأ من حديث الفرد إلى الحديث المستفيض إلى المشهور إلى المتواتر لأنه كل هذه الدرجات المتفاوتة تجمعها مرتبة واحدة هي الصحة أما الحديث الضعيف فليس كذلك, لذلك فأنت تقول هذا حديث آحاد صحيح إيه على كل حال هو حديث, هذا الكلام صحيح لكن ليس كذلك الحديث الضعيف لذلك الإشكال الذي تورده على الحديث الضعيف قياسا على ما سبق بيانه غير واحد. (237/12) «لا يجوز إثبات حكم شرعي بحديث ضعيف، وبيان أن الحديث الضعيف يفيد الظن المرجوح. وذكر أقسام الظنالشيخ: أضف إلى ذلك إذا تذكرت اتفاق علماء المسلمين على أنه لا يجوز الأخذ بحديث ضعيف في الأحكام أو لا يجوز إثبات حكم شرعي ولو في أقل مراتبه ألا وهو الإستحباب بحديث ضعيف, لماذا يقولون هذا؟ لأنهم اتفقوا أيضا على أن الحديث الضعيف لا يفيد إلا الظن المرجوح والظن المرجوح قد نهى الله تبارك وتعالى المشركين أخذهم به فقال ((إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)) وقال ربنا تبارك وتعالى في تقويم هذا الظن ((إن الظن لا يغني عن الحق شيئا)) وأكد ذلك الرسول عليه السلام بقوله (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) فإذًا هذا الحديث الذي جاء بإسناد ضعيف هذا يفيد الظن وقد نهينا في هذه النصوص القاطعة عن اللجأ والأخذ به مطلقا السائل: نفس العلماء قالوا في حديث الآحاد يفيد الظن ... يفيد الظن ... . الشيخ: عفوا, أنا لأمر ما قلت إن الحديث الضعيف يفيد الظن المرجوح الذي أنت تنسبه للعلماء ليس هو الظن وإنما هو على العكس من ذلك, ذلك هو الظن الراجح, علماء الأصول قالوا إن حديث الآحاد يفيد الظن ولكنهم هم إذا أطلقوا الظن فلا يعنون الظن الذي ظنه الله ... وإنما يعنون الظن الذي وجب علينا شرعا أن نأخذ به ووصفه الظن الراجح فإذًا نستطيع أن نقول الآن أن الظن ينقسم إلى ثلاثة أقسام مو ظنين, ظن يقين وظن راجح وظن مرجوح, فالظن المرجوح لا يدخل في شرع الإسلام والحمد لله مطلقا أما الظن الراجح فيجب الأخذ به سواء في الأحكام أو في العقيدة مادام أنه جاء في حديث صحيح والظن الآخر وهو اليقين فلا شك أنه هذا هو أحسن ما يمكن أن يرتاح إليه عقل الإنسان أو قلبه, وعلى هذا المعنى جاء قوله تبارك وتعالى حكاية عن المؤمن ((إني ظننت أني ملاق حسابيه)) فظننت هنا إيش معناها؟ السائل: اليقين. الشيخ: اليقين. السائل: اعتقدتم. الشيخ: نعم. السائل: اعتقدتم. الشيخ: فإذًا الظن يا أستاذ لا يأتي دائما بمعنى الظن المرجوح بل لا يأتي دائما بمعنى الظن الراجح فتارة هو بمعنى اليقين كما سمعتم في الآية الكريمة وتارة بمعنى الظن الراجح فذلك عليه أحكام الشريعة كلّها يعني القاضي هلا وهو يحكم لفلان على فلان كذا أو يحكم بقطع رأس فلان. السائل: شاهدين. الشيخ: هو عنده يقين في هذه القضية؟ ... عنده ظن راجح السائل: ... . الشيخ: فالظن الراجح تقوم عليه أحكام الشريعة أما الظن المرجوح فلا يجوز إطلاقا الأخذ به, ففرق إذن بين الظن المرجوح وبين الظن الراجح والظن الراجح ينقسم إلى يقين وإلى ظن راجح. السائل: اليقين ... الذين يظنون أنهم يلاقوا ربهم الشيخ: ... فالشاهد يا إخواننا أن هذا التقسيم وربط أحكام تختلف باختلاف نسبة ثبوت الحديث عند الإنسان, هذا لا يمكن أن يقبله إنسان يعرف تطور هذه الأمور مع تطور العصور. (237/13) «الرد على حزب التحرير الذين لا يجوزون الأخذ بحديث الآحاد في العقائدالشيخ: أنا أقول مثلا لجماعة حزب التحرير الإسلامي الذين رفعوا راية قولهم بعدم جواز الأخذ بالحديث الصحيح في العقائد فهم يقولون مثلا لا نؤمن بعذاب القبر لأن الحديث في ذلك ظني, يعني آحاد و فرّع ما جئت من العقائد المعروفة وأنا لي رسالة قريبا تصدر ما ... . السائل: ... إن شاء الله الأسبوع القادم تكون الشيخ: الرسالة عنوانها من جملة هذه الرسائل " وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على المخالفين " ذكرت نحن عشرين وجها في الرد على هؤلاء وختمت هذه الرسالة بنماذج من العقائد التي ثبتت بالأحاديث الصحيحة التي لم تبلغ مبلغ التواتر, مع ذلك فهي عند جماهير المسلمين عقائد إسلامية, الذين تمسكوا بذيل هذا الإعتقاد الخاطئ وهو أنه حديث الآحاد لا يجوز الأخذ به في العقيدة, يلزمهم أن ينكروا عقائد إسلامية. في أوائل هذه العقائد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء, في نص في القرآن بهذه الدعوى؟ تعلمون آية صريحة أنه محمد بن عبد الله هو سيد الأنبياء؟ السائل: لا الشيخ: ... كل ما في الأمر في عدة أحاديث في ذلك لكن هذه الأحاديث لم تبلغ درجة التواتر, عشرين طريق ثلاثين طريق مع ثلاثين صحابي, لا مع ذلك فالمسلمون والحمد لله يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء, من أين جاءت هذه العقيدة؟ جاءت من أحاديث أحاد ومثلا العشرة المبشرين بالجنة, فيه أحد من عامة المسلمين ما يعرفهم؟ طبعا لا أحد كلهم يعرفونهم, فيه آية بأنه العشرة المبشرين بالجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي و و إلخ, ما فيه آية, طيب, فيه حديث متواتر؟ ما فيه حديث متواتر, لكان؟ في حديثين ثلاثة بيكفي فاعتقد المسلمون أنه هذول العشرة مبشرين بالجنة وهكذا ذكرنا عشرين ... . السائل: ثلاثين ... . الشيخ: ثلاثين عقيدة كلها عقائد إسلامية وليس عليها أحاديث متواترة فلو نحن تشبثنا بهذا العقيدة المنحرفة وهو أنه لا يجوز الأخذ بحديث الأحاد في العقيدة ... عشرات إن لم نقل مئات العقائد الإسلامية الصحيحة (237/14) «قصة حاطب بن بلتعة وما وقع فيه من معصية التجسس على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فوائدهاالشيخ: فأقول بمناسبة الرد على هؤلاء, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الرسل المبشرين بالإسلام كمعاذ كعلي وغيرهم إلى البلاد ... هذا الحكم تعرض له بن قيم الجوزية في كتابه زاد المعاد فهو كعادته حينما يذكر القصة يعقد فصولا في استنباط الأحكام الشرعية مما في القصة, هذا من جملتها عقد فصلا لبيان هل يجوز قتل الجاسوس الذي يتجسس على الدولة المسلمة أم لا؟ فحكى قولين ورجح قول من يقول بقتل الجاسوس, في هذا الحديث قال لأنه الرسول عليه السلام إما منع عمر السائل: من قتله الشيخ: من قتله ليس بعلة الإسلام وإنما بعلة كونه من أهل بدر. السائل: بدريا الشيخ: ففي هذا إشارة إلى أنه الإسلام وحده غير كاف لعصمة دم هذا الجاسوس وإنما لأنه كان من أهل بدر عصمه ذلك من أن ... . السائل: خاص ... . الشيخ: خاصة نعم السائل: ... . الشيخ: أي نعم سائل آخر: وليس هناك حديثا آخر؟ الشيخ: لا السائل: إيه هذا حد أو؟ سائل آخر: حد ... . الشيخ: حتى هذا الحديث بالذات كان من جملة مشاكل الطائفة ... التي ذكرناها في الأردن وكانت الحركة ... . السائل: ... كفّروها الشيخ: كفروا المسلمين في تضاعيف كلامي وإقامتي الحجة عليهم, ذكرت هذه القصة, ذكرت هذه القصة للرجل لأني شعرت بأن هؤلاء وقعوا في الخروج مع الخوارج هاي بمجرد ما يرتكب الإنسان خطأ يكفر يعني كفر فقلت له إيش رأيك في قصة حاطب بن أبي بلتعة؟ قال اذكر لنا إياها هذا من تؤدتي تؤدتي ... أيضا في البحث فذكرت له ما يحضرني منها خاصة فيما نحن في صدده يومئذ قال طيب قال عمر دعني أقتل هذا المنافق والرسول أقره, هنا فصلت له ما فصلت أمس في حلب, النفاق قسمان أيضا مثل الكفر والظلم والفسق, كفر عملي كفر اعتقادي, نفاق عملي نفاق اعتقادي, فسق عملي فسق اعتقادي, ظلم عملي ظلم اعتقادي, فقلت له قول عمر دعني أقتل هذا المنافق لا يعني أنه مرتد عن دينه وإلا لو كان يعني هذا لكان أصبح كافرا مرتدا عن دينه بينما الرسول عليه السلام لم يعامله هذه المعاملة بل قال (وما يدريك) إلى آخر الحديث. السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ... . الشيخ: شو بيعرفك أنه هذا إنسان يستحق أن يعامل غير معاملة الجاسوس الذي يتجسّس, هذا فعلا تجسّس لكن هذا له وضع عند الله سبق إليها بفضل كونه كان من أهل بدر (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال لهم افعلوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم) فقلت له هذا الرجل لو كان قول عمر منافق بمعنى كافر السائل: ... . الشيخ: كان الرسول عليه السلام ما عامله بذاك الجواب ... في السؤال الفاصل في الموضوع فاسمعوا الجواب وتعجبوا قلت يعني كيف بقى أنت تتصور الموضوع أنه رجع كفر بهذا التجسس فمعنى ذلك, لا سألته هل ... أنه صحابي ... رضي الله عنه, تعرفوه هذه كمان قضية كفر ... الشيخ رضي الله عنه السائل: نعم الشيخ: ... في الشام أحد المشايخ يدرس الفتوحات المكية السائل: نعم الشيخ: ... بتعرفوا أكثركم ما في الفتوحات ... . السائل: المكية الشيخ: المكية مما يسمونه بالشطحات, نسميه نحن بالكفريات وهذا الشيخ بيظهر عنده باب التأويل واسع وشاطر في اللغة والمجاز والحقيقة وما أدري أش فكان كل ما يجي قدام ... يؤول له إياها يقل له هاي معناه مو هيك لا هيك لا هيك لا هيك ليوصل عند واحدة أعجز الشيخ تأويلها فكر فكر قال له هذه ألقى لها تأويل ما كان قام كتب على الهامش كفر الشيخ رضي الله عنه, هاي مثلها. السائل: ... . الشيخ: إيه سائل آخر: والله هيك ... . الشيخ: الشاهد بقى هذا الرجل مسكين هذا قالوا في ضلال قال هذا حاطب بن بلتعة كفر لولا أنه صحابي, قلنا له سبحان الله يا رجل أين ... بقوله تبارك وتعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) فإن ربنا عز وجل ما بيغفر الشرك وربنا ما عنده محاباة, هذا صحابي يغفر له الشرك, هذاك مو صحابي ما بيغفر له إياها السائل: لأنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم ((لئن أشركت ليحبطن)) الشيخ: هذا ذكرت له الآية وغيرها, قام سكت قلت له طيب بأسألك سؤال, لو أنه هذا الصحابي ... بأن محمدا عليه الصلاة والسلام هو جزء من رب العالمين سبحانه وتعالى, مثل ما هو مضمون قول من يقولون أنه قبض قبضة من نوره السائل: هذا موجود هذا الشيخ: فقال لها كوني محمدا فكان السائل: سيدي ... عليها الشيخ: يعني محمد جزء من رب العالمين السائل: ... . الشيخ: طيب شو رأيك يا أستاذ إذا صحابي مثل هذا حاطب قال أنه محمد عليه الصلاة والسلام جزء من رب العالمين هذا كفر وإلا ليس كفر؟ قال كفر قلت يُغفر له؟ قال لا , قلت إيش الفرق بين هذا وبين ذاك فكان هذا من جملة الأشياء الي كشفت له السائل: ... طريق الهدى سائل آخر: ... شو معناها الشيخ: والله هذا شيء السائل: هذا هو الحكي ل ... . الشيخ: هذا شيء عريق أي نعم عريق في الضلال (237/15) «الكلام على خطورة الغلو في الدين، والرد على بردة البوصيريالشيخ: هذا ... من عدم خضوع المسلمين لأحكام رب العالمين وأحاديث رسوله الكريم واستسلامهم لأهوائهم. السائل: ... . الشيخ: ربنا عز وجل يقول ((يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)) والرسول عليه الصلاة والسلام كما جاء في صحيح الحديث في حجة الوداع طلب من عبد الله بن عباس أن يلتقط له حصيات وقال له مثل حصى الخذف وقال بهذه المناسبة (وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم) تصور الرسول عليه السلام كم احتاط في عدم الغلو أو في محاربة الغلو حتى في رمي الحصيات يعني كأنه يقول لا تُغالوا وتقولوا لا بد آخذ حجرة كبيرة لحتى أكسر الشيطان بينما نرى اليوم ... الجاهل ... هناك عند الجمرات كأنه قال لهم غالوا وهو يقول (وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم) فبتلاقي المسلمين إلا ما شاء الله في هذا الزمان يتقربون إلى الله بالغلو في الدين, يا ريت يفعلونه يعني ... لكن لا هم يتقربون إلى الله بهذا الهوى وبهذا الغلو في الدين سيرفعون الرسول عليه السلام إلى مقام ... حبا فيه لكن مو هيك الحب يكون هذا أشبه ما يكون بقول العامة عندنا من كثر ما بيحبه بيعضه من كثر ما بيحب الرسول عليه السلام بيسيء له, هو نهاك عن ... فما بالك هو يقول لك (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) هم لا يرضون بهذا إلا أن يخاطبوه بقوله " فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري مر بجارية من جواري الأنصار وهي تغني وتقول في جملة ما تقول في غنائها " وفينا نبي يعلم ما في غد " ما قالت " ومن علمك علم اللوح والقلم " بس " وفينا نبي يعلم ما في غد " فقال (لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا وقولي ما كنت تقولين) ... فماذا يقول المسلم إذا سمع الناس اليوم يتقربون إلى الله ويتبركون بالماء الذي صبت تلك ... الملوثة بالشرك يتداوون به, بقى فيها شيء عندكم؟ موجودة عندنا, فكيف يقول المسلم أو يظن المسلم لو كان الرسول سمع هذا الكلام " ومن علومك علم اللوح والقلم " ترى ما يخاطب هذا الإنسان بمثل ما خاطب الجارية الصغيرة على الأقل أكثر وأكثر ولكن الناس لا يعلمون. السائل: طيب توقيت ... . الشيخ: تفضل السائل: ... . سائل آخر: حديث غريب لأقوله ... قال ... . الشيخ: ... بالذي هو خير السائل: فمعنى أدنى هوني ما ... . الشيخ: يعني أقل قيمة وأنفع وأقل ... وما شابه ذلك يعني شو منزلة الثوم والبصل بالنسبة للمن والسلوى أيهما أطيب؟ وأيهما ألذ؟ نعم؟ السائل: ... . الشيخ: بلا شك السائل: ... الحديث الشيخ: طبعا, أي نعم السائل: ... . الشيخ: فيه (من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنّ مصلانا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) وهنا بمناسبة ذكر البوصيري بالملاحظة فيها دقة, كل من لم ينحرف عن العقيدة يعرف بطلان الشطر الثاني من البيت " ومن علومك علم اللوح والقلم " لكن قليل من يتنبه ببطلان قوله في الشطر الأول " فإن من جودك الدنيا وضرتها " السائل: الآخرة يعني الشيخ: أي نعم, كيف من جود الرسول الآخرة؟! هذا الكلام أقل ما يقال أنه كلام شعري لا معنى له, جاد الرسول بالدنيا يُفسر بما ثبت عنه أنه عرض عُرضت عليه الجبال أن تكون ذهبا وفضة فأبى وقال ... عبدا رسولا ولا ملكا رسولا السائل: لكن لسى بمعنى الجود الشيخ: نعم؟ السائل: معنى الجود أن يملكها ويعطيها غيره الشيخ: لا هو يقول يقصد أنه جاد بمعنى عرض عليه ثم أباها, يُمكن يُفسر هذا لكن بما يُفسر الآخرة أيضا؟ السائل: نعم الشيخ: " فإن من جودك الدنيا وضرتها " كيف يجود بالآخرة ثم لو كان يستطيع أن يجود بالآخرة فهذا مدح أم قدح؟ إذا جاد بالجبال الشم التي عرضت عليه من ذهب فأباها ... منه بفضل الله عز وجل و ... . السائل: ... الآخرة الشيخ: نعم؟ السائل: ... الآخرة الشيخ: فكيف يرغب عن الآخرة وهو يجود بها علما بأنه في الآخرة ما نعمة حينما يحضى بها أهل الجنة ينسون نعيم الجنة كله, هذا ثابت في الحديث الصحيح فذلك هو النظر إلى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى لذلك قال تعالى ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) فإذا قيل أنه الرسول جاد بالآخرة معناها مو سائل بقى بيشوف الله ما بيشوفه السائل: معناته هو الله الشيخ: ما أدري إذا كان هذا يمكن أن ... . السائل: هذا قوله, معناته الله سائل آخر: لا معناته ... . الشيخ: نعم, تفضل السائل: يعني هوني ... . سائل آخر: صلى الله عليه وسلم السائل: ... في علم الحديث وجود ... . الشيخ: من هو ... ؟ ... هذا وحدة وجود, هذا موجود في الصلاة على الرسول عليه السلام أي سموها شو يسموها ... الصلاة يسموها السائل: مباركة الشيخ: قديش سيرة مباركة منين جات البركة فيها الضلالة هاي وما بعدها ضلال, الله المستعان. سائل آخر: ... شو بدهم ... التوحيد السائل: ... . الشيخ: ... الولد ... . السائل: ... . الشيخ: شيخه بن تيمية (237/16) «الكلام على مسألة فناء النار ومذاهب أهل العلم في ذلك ومذهب ابن تيمية وابن القيم في ذلكالشيخ: ... أن للعلماء في هذه المسألة قولين قولهما أن النار لا تفنى والآخر أنها تفنى هنا يبقى ... يحكي هذا بن القيم عن شيخه ولا يذكر عنه أنه رجح أحد القولين على الآخر وأما بن القيم نفسه فهو قد بسط بعد هذه الحكاية القول بسطا شافيا لهذين القولين وذكر أدلة كل منهما وناقشها ثم أنهى الكلام بأنه يوجه نظر القارئ إلى أن يمعن النظر في أدلة الفريقين وأن يختار من ذلك ما يبدو له أنه صواب, فأولا فيما يتعلق بابن تيمية هو لم يحكي عنه أنه تبنى قولا من القولين, ثانيا يذكر بعض العلماء المتأخرين عن بن تيمية أنه تبنى القول بفناء النار وأنا شخصيا ما رأيت له تصريحا بذلك في شيء من كتبه بل وجدت في كتاب مخطوط في المكتبة الظاهرية بخط يوسف بن عبد الهادي الحنبلي, هذا الرجل يبدو أنه كان كاتبا إن لم أقل كان نساخا ... الرسائل الموجودة في المكتبة الظاهرية بخطه ولا أعني نساخا بمعنى مجرد نساخ وإنما أعني أنه عالم نساخ لأنه له رسائل كثيرة هي بخطه, في هذه الرسائل ... كان هناك قبل وجود المكتبة الظاهرية عندنا في دمشق كان هناك مكاتب وقفية عديدة العدد مختلفة الأماكن في دمشق منها مكتبة تسمى بالمكتبة العمرية فلما جُمعت هذه المخطوطات في هذه المكاتب الخاصة جُمعت ووضعت في المكتبة الظاهرية والمخطوطات الموجودة الآن في المكتبة الظاهرية هي في الواقع مجموعة من مكاتب كانت مبعثرة منذ القديم ... إسلامية, من هذه المكاتب الموقوفة المكتبة العمرية, ليوسف بن عبد الهادي رسالة خاصة في تعداد المخطوطات الموقوفة في المكتبة العمرية وهذه رسالة مفيدة جدا السائل: فهرسة الشيخ: إيه فهرسة, من جملة ما ... رسالة لشيخ الإسلام بن تيمية في عدم فناء النار أو قال ببقاء النار, بن تيمية يعني, هذا فيما يخص بن تيمية السائل: ما ما وُجدت هذه؟ الشيخ: أنا ما رأيتها مع الأسف , أما فيما يتعلق بابن القيم الجوزية فهو قد عالج المسألة كما ذكرنا وعلى النحو الذي أشرنا في الكتاب السابق الذكر كتاب " شفاء العليل " عالج أيضا المسألة هذه على النحو المذكور في كتابه الآخر " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " كذلك هناك لا تأخذ منه رأيا صريحا في ميله إلى هذا أو ذاك من ... ولكنه يأمر القارئ بأن يأخذ ما يدل عليه الدليل ولكني وجدت له قولا صريحا يمكن أن يُجعل وأن يعتمد عليه فقد وجدت لابن القيم الجوزية قولا آخر له في هذه المسألة يمكن أن يُجعل القول الفصل فيها وذلك أنه ذكر في كتابه " الوابل الصيب في شرح الكلم الطيب " أن النار ناران نار تفنى ونار تبقى ولا تفنى, النار التي تفنى هي نار الموحدين والنار التي تبقى ولا تفنى هي نار الكافرين وكفى الله المؤمنين القتال والسلام عليكم. السائل: في حديث أمتي هذه ... عذاب في الآخرة الشيخ: كيف؟ (237/17) «ما معنى حديث (أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة)؟» السائل: أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة الشيخ: ... . السائل: معنى الشيخ: إن كنت ذكيا اشرحه على ضوء الكلام السابق السائل: النار الي ... . (237/18) «كيف يرد على من يستدل على عدم فناء النار بحديث (أرأيتم هذه ملقي ولدها في النار فالله أرحم بعباده من هذه بولدها)؟» السائل: بعضهم يعترض بالحديث الشيخ: أعلى السائل: مسألة بقاء النار بحديث ثم رأى ... معها طفل ... قياسا أنه ... جماعة ... كيف يرد عليهم؟ الشيخ: فيه آية في القرآن فيها لفظة من ألفاظ الحديث الذي تذكره ... وأول اللفظة فيها عبرة يعني ... . السائل: أنا ما انتبهت شو ال؟ سائل آخر: أنه الحديث ... عن هذا الموضوع الشيخ: نعم؟ السائل: عن موضوع ... . الشيخ: أنت شو ... هلا خلي كمان نخلص الجواب السائل: أنا ما انتبهت سائل آخر: أنه بعضهم يعترض بهذا الحديث ويستدل على فناء النار ... حديث رأيت هذه ... . الشيخ: عرفت ... ؟ عرفت شو كان الجواب؟ عرفت ... . السائل: في رقم ... . الشيخ: أحسنت ... جماعة اليوم ... . سائل آخر: فساد كل شيء ... الذين الشيخ: أخذت الحديث والآية السائل: إيه لكن شاف الطلاب المدارس ... المسجد الشيخ: ... . السائل: ثلاثة ((إن بطش ربك لشديد)) الشيخ: أنه ما قال لله أرحم السائل: أي نعم الشيخ: بعباده السائل: من هذه الشيخ: من هذه بولدها طيب بعباده كلهم حتى إبليس السائل: أي هذا هاي المرأة وولدها صار ... . الشيخ: بس هي رحيمة بولدها صح لكن الله أرحم بعباده وهنا ... الجواب من نفس الحديث بعباده, ... مين عباده؟ سائل آخر: الذين اتصفوا بالعبادة الشيخ: لكان سائل آخر: ... بعضهم ... كل هذا الفكر يقول كلمة عباده في القرآن والسنة للمرضي عنهم وعبيد تجي بقى عامة فهذا الشيخ: لا مو ماهو مطردة السائل: مو مطردة سائل آخر: أحيانا هيك الشيخ: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) إلى آخر الحديث السائل: ((وعباد الرحمن)) الشيخ: هذه ... الخاصة سائل آخر: ((ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين)) الشيخ: في في القرآن أيات أيضا ... عباد ... لا كلها عم تجيبها خاصة السائل: ... . الشيخ: ما لك ... تخسرنا إياها سائل آخر: القراءة بالمثل ... . الشيخ: شلون السائل: طلاب مدارس هذول بيدرسوا ... هل يجوز؟ أحيانا الشيخ: ... الكفر السائل: أحيانا بيتعلم ... . الشيخ: هو من أجل ذلك ... . السائل: التوفيق بين حديث سائل آخر: ... . السائل: أي من الأخ. (237/19) «نرجو التوفيق بين حديثين (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاغتسال من فضل المرأة وقوله صلى الله عليه وسلم (إن الماء لا يجنب)؟» السائل: التوفيق بين حديث حديثين عن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن يغتسل الرجل من فضل المرأة ممكن ... هو الوحيد الي ما ... يعني الشيخ: ... التوفيق له وجهان أحدهما أن يحمل النهي على التنزيه, و الآخر كما يقول الحنابلة ... أما إذا كان معها كما السائل: طيب أولا التوفيق الآخر ... يعارض نص الحديث أنه اغتسل مع ميمونة. الشيخ: ... التوفيق الأول بعد التوفيق الأول السائل: توفيق ... العلماء غير ... لأنه في ... يعني شخصيا أدري ... . الشيخ: ... هو لأنه في نهى عن ... . السائل: ما يجي الشيخ: لأنه ... . سائل آخر: ... يعني ... طيب نفرض أنه الماء ... . السائل: هو نهى عن ... . الشيخ: بفضل السائل: يعني أنا أخشى أن نقول أنه إذا كان بدو ... أنه الإبتعاد عن الماء بأنه قد يؤدي إلى ... فهذا يمكن أن يغتسل به الإنسان أما الأفضل تركه ... ممكن ... يعني أقول أنه يظن بعض الصحابة أو بعض ... عادة جاهلية أو حتى الآن نحن عندنا في حمامات أنه في واحد اغتسل وهو جنب ما يعودوا ... على الماء لحتى يحفظوا كل الماء لذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ... الماء لا يُجنب ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك إذا الإنسان ما بيعتقد أنه الماء بيُجنب لكن استقذار ... الآخر ممكن ها الكلام سائل آخر: إيه تنبيه ... . الشيخ: يعني الشيخ: إيه السائل: مقبول؟ الشيخ: أخي شو ... نعم السائل: أنه لا يسع ... . الشيخ: شو استعملت السائل: لا بيكون الماء لا يستعمل سائل آخر: لا بيقصد أنه الموضوع عم بيقصد ... الماء المستعمل الشيخ: فشو حكمه هذا الآن الي علمته بهذه ... . السائل: طيب ممكن نعلقه بالعقيدة بالشخص يعني إذا كان بدو يعتقد أنه الماء يجنب يجب عليه ... . الشيخ: لا لا الشرع ما بيساعد الإنسان إلي يجيب أفكار من خياله السائل: يعني أفضل ... للتنزيه المرأة أحيانا الشيخ: لبس البنطال السائل: بالسيارة الشيخ: السيارة ... . السائل: المرأة أحيانا الشيخ: الي قدامك هوني الظاهر ... بعد ... . (237/20) «المرأة إذا خرج منها ماء هل ينقض الوضوء بعد الولادة؟» السائل: المرأة أحيانا بينزل منها ماء مو دم ماء بيجوز يكون بعد الولادة بعد كذا, هذا ينقض الوضوء؟ الشيخ: لا السائل: ما ينقض الوضوء سائل آخر: ما ينقض الوضوء؟ السائل: طيب الشيخ: ما ينقض الوضوء إلا البول أو الغائط السائل: المرأة الحائض الشيخ: المذيء (237/21) «المرأة الحامل عادة لا تحيض فأحيانا تحيض فهل هو حيض أم استحاضة؟» السائل: المرأة الحائض أو عفوا الحامل هي عادة لا تحيض بينزل منها أحيانا دم؟ الشيخ: ... . السائل: الحامل عادة لا تحيض الشيخ: أه الحامل مش المرأة عادة ما تحيض السائل: أنا أخطأت ... . الشيخ: ... إيه السائل: الحامل عادة ... . الشيخ: الحامل لا تحيض فعلا السائل: فأحيانا تحيض بدون ... ولا شيء ينزل منها ... . الشيخ: إيه هذا استحاضة (237/22) «هل الودي ينقض الوضوء مع الدليل؟» السائل: فبالنسبة للودي ينقض الوضوء؟ الشيخ: طبعا. السائل: الدليل الشيخ: الدليل السائل: ... يقول يقول أنه بن عباس الشيخ: لا ... . السائل: فيه قول بن عباس الشيخ: مو حديث هذا السائل: يقول بن عباس منصوص عليه ما وجدت ... وإلا عائشة الشيخ: ... ماني استحضر الدليل الآن ... . السائل: أحيانا أستحضرها من قريب لا يوجد أبدا نص لا حديث ضعيف ولا ... بن عباس ولعائشة أو لعائشة ... . سائل آخر: ... . السائل: لا يقول الودي هو الذي ... . سائل آخر: ... أنه عدم مخالفة الكفار له, ممكن عدم مخالفة الكفار يعني له الشيخ: ... . (237/23) «هل قول الصحابي حجة إذا لم يخالف؟» السائل: ... موضوع أصولي أنه الصحابة إذا ... حجة؟ الشيخ: حجة السائل: سؤر الخنزير طاهر الشيخ: هو الخنزير ... نص القرآن السائل: ... الدليل يقدر يسألوا أنه يكون نجس الشيخ: ... . السائل: ... . (237/24) «ما رأيكم في قول في ابن حزم: " أن الجلالة تنحصر في الدجاج و الأوز فقط "؟» السائل: بالنسبة للجلالة يقول بن حزم بيدخل فيها الدجاج و الإوز بقية العلماء بيقولوا ما بيدخل فيها؟ الشيخ: بالعكس, اعكس تصب. السائل: أي بن حزم يقول ال ... يقول ... أنه الدجاج خارج عن ... . الشيخ: أي نعم السائل: وهذا ... يعني الي أكل الهاي ما له علاقة لأنه نقدر نقول أنه لفظة الجلالة لا تنطبق على ... . الشيخ: ... . سائل آخر: الفضلات ... . الشيخ: أي نعم السائل: فضلت ال ... كثرت الطباع الشيخ: ... ما سبق ذكره سائل آخر: أي ممكن نقول الدليل أنه ... . الشيخ: إسناد ضعيف (237/25) «هل ينجس الماء إذا كان أكثر من القلتين؟» السائل: حديث طيب القلتين ... معناته اكتشف من السؤال أنه ريب الأمر, ممكن نقول بقى إذا كان أكثر من قلتين معليش لا يحمل الخبث؟ الشيخ: إذا كان كثيرا يعني ... إذا لم يظهر فيه تغير الأوصاف الثلاثة السائل: يعني الشيخ: هذا هو الميزان السائل: يمكن هذا نلخصها أنه كل النجس العين نجسة ... . الشيخ: هذا لمين هذا؟ هاي إلي السائل: هذا السبت الشيخ: بقل لك التقدم السائل: هذا جماعة ... . الشيخ: أه هاي جماعة ... . السائل: هذا هو أي السائل: ممكن نقل ... له مزاج سائل آخر: نفس الشيء الشيخ: نفس الشيء, نعم. السائل: ... . (237/26) «هل سؤر نجس العين نجس؟» السائل: نجس العين سؤره نجس؟ يعني ممكن ... الحكم الشيخ: ... . السائل: هاي اثنين وتسعين ليرة لبنانية عشرين وخمسين ليرة سوري سائل آخر: بالنسبة للسائل الشيخ: هاي مائة وخمسين هاي مائة وثلاثين السائل: مائتين وأربعين الشيخ: هاي نحن زدناها مائة وثلاثين السائل: ... سورية ... . سائل آخر: لا هاي تبعنا, هاي تبعنا, تبعنا الشيخ: شلون السائل: مائة وخمسين شغلة الشيخ: هذا مشان البيت السائل: وأرخص شيء هذا باقي لك مائة وخمسين ثانين سائل آخر: هذه سوق الفراش هذه. (237/27) «إذا لم يجلس الإمام جلسة الاستراحة فهل يجلس لها المأموم؟» السائل: ... . الشيخ: فيها تفصيل يا أستاذ السائل: أي ما بدي إياها ... . الشيخ: إذا كان الإمام من مذهبه الذي يدين الله ويتعبد الله به أن لا يجلس جلسة استراحة فلا تجلس وإن كان من مذهبه الجلوس الجلسة هذه وأنت تعلم أن هذه سنة. السائل: وإذا كان من عادته إذا صلى مع الأخ الحاضر سيرى ... وإذا ما هو حنفي وصلى بأهل السوق لم يجلس فهذا شو؟ سائل آخر: يطبق السنة الشيخ: طبق الجواب السابق (237/28) «ما هو دليل نجاسة الميتة؟» السائل: بالنسبة للدليل على نجاسة الميتة ... شو الدليل على أنه نجسة؟ ما في دليل سائل آخر: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إيه شو ... أنت من ها ... واحد كبيرة ... . السائل: فعلا الشيخ: أي السائل: بقى إلا إذا تغيرت الطعم ... ممكن بقى نلحقها الشيخ: كمان ... . (237/29) «إذا لعق الكلب أو ولغ في اللبن الجامد هل ينجس اللبن كله أم ينجس الجزئ الذي لعق منه فقط؟ وإعادة الكلام حول نجاسة الميتةالسائل: الكلب إذا لعق أولا في لبن ... كل اللبن وإلا ما حوله الشيخ: القط؟ السائل: لا الكلب الشيخ: الكلب, كله السائل: إن كان جامد وإن كان مايع الشيخ: لبن جامد السائل: جامد الشيخ: إذا كان ما هو مايع ... . السائل: أي شيء طيب جامد يعني الشيخ: ... . السائل: ... . الشيخ: خاصة ... . السائل: الجبنة الشيخ: المصفى السائل: قديمة ... إذا كان ... . سائل آخر: يعني وما ... . الشيخ: ... . (237/30) «هل صحيح أن الخنزير نجس بعينه؟» السائل: أنا بسأل أنه ... نجاسات الخنزير تكون ... نجس بعينه الشيخ: هذا ... بنص القرآن فإنه رجس السائل: راح ... . سائل آخر: ((إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس)) سائل آخر: شيء إنما السائل: ((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير)) سائل آخر: حرمت عليكم, فيها حرمت فقط الشيخ: ... . السائل: ((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به)) سائل آخر: ((والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق)) السائل: لا فيه آية فإنه رجس يقول بن حزم سائل آخر: هذا ... . السائل: لا أيه الشيخ: ... . السائل: لا الزيت الشيخ: ... . السائل: إذًا ما حكمه سائل آخر: إذا أمامه مثلا لعق منه ... . الشيخ: ... . السائل: هذيك سائل آخر: لا مش ... نجاسة ... . السائل: على تحريم يعني نجاسة ... . الشيخ: الآية ... . السائل: ليش ... حرمت عليكم الميتة سائل آخر: غيرها غيرها في أآة الشيخ: ... . السائل: لا هذيك غير سائل آخر: ((أو لحم الخنزير فإنه رجس)) السائل: ... . السائل: رجس ((فإنه رجس)) حتى بن حزم يقول سائل آخر: محمول على المادية هذه؟ السائل: لا ... . سائل آخر: لكان سائل آخر: لحم الخنزير بيدل بن حزم على أنه الخنزير مو بس لحمه نجس كله نجس يعني شايف تهرب من ظاهريته ليقول فإنه ضمير عائد مو للحم الخنزير للخنزير بالذات يعني حتى هو يعتقد أنه السائل: هذا ... . الشيخ: أنت تقول هيك؟ السائل: نجس كله الشيخ: إيه لا مو هذا السائل: لعابه الشيخ: ... . السائل: فهذا أشد ... . الشيخ: طبعا ... . السائل: أنا ذكرت الشيخ: والسبب أنه قال تعالى ((فإنه رجس)) (237/31) «حديث (من لعب بالنرد فكأنما أدخل يده في لحم خنزير و دمه) هل يدل على نجاسة الخنزير؟» السائل: أنا ذكرت حديث يعني إذا كنت بدي أسألكم عنه لما قال عليه السلام (من لعب بالنردشير فكأنما غمس يديه في لحم الخنزير ودمه) يفيد ذلك أيضا؟ الشيخ: ... ؟ السائل: (من لعب) .. الشيخ: فهمت الحديث السائل: يفيد النجاسة العينية؟ الشيخ: ... طبعا (237/32) «ما صحة حديث (المني بمنزلة المخاط)؟» السائل: في حديث ... " المني إنما هو بمنزلة المخاط " ضعيف مو هيك؟ حديث الأمر بال ... . الشيخ: ... . السائل: بدنا نواصل وإلا ... . الشيخ: ... . (237/33) «رواية حت المني من الثوب صحيحة؟ وهل الحت واجب أم لا؟ وهل يدل الحت على نجاسة المني؟» السائل: الأمر بالحت بالنسبة للمني أنا مع ... الحديث يصحح الحافظ لكن وجدت أنه شاذ هو الحديث لأنه واصل من عدة روايات بدون الأمر بالحت إلا هذه الرواية هاي و ... بالحت فظهر لي أثناء يعني عم بادرس أنه وجدت أنه شاذ فما أدري الشيخ: من روى الأمر السائل: نعم؟ الشيخ: من روى الأمر؟ السائل: ما أدري سائل آخر: فهمت شلون؟ الشيخ: عائشة هي روت حديث المني لكن بألفاظ عديدة فمن روت لفظ الأمر؟ السائل: والله ... الحت ما ما أخطأ مشان ... . الشيخ: ... . السائل: بن حزم يضعفه لكن أنا وجدت أثناء تتبع الروايات كلها يعني جامعها ... أنا كل الروايات لحصلنا ها الرواية الي راويها مختلفين فينا ف ... . سائل آخر: بس ما ممكن السائل: يعني هو ... الأمر بالحت حتى إذا أمرنا بالحت فما ممكن يعني يتأتى منه نجاسة وإلا ممكن؟ فرضا صح حديث الأمر بالحت, ممكن نبقى على الأمر بالحت وإلا ب ... النجاسة؟ الشيخ: لا هو إذا ثبت لفظ الأمر وثبت أن الأمر للوجوب ثبت أنه نجس السائل: هذا بدو تحقيق خاص الشيخ: نعم, مرحبا أبو عدنان ... كيف حالك؟ (237/34) «هل يشرع للخطيب إذا صعد المنبر أن يسلم على الحظور أم لا؟» السائل: السلام شو هو السلام يعني شيء ... . الشيخ: أسماء الله سائل آخر: لا ... الشيخ بيدرس سائل آخر: إيه فليش ... بتقوم على المنبر ... قال ما رد على النبي الشيخ: ... . السائل: لأنه بيدرس الآن, النبي ... على المنبر ترمي السلام الشيخ: إيه السائل: قال ما إنما يدرس الإمام مثلا بس ... . سائل آخر: ما في ... . الشيخ: ... لما بيدرس؟ السائل: إيه الشيخ: بنشوف شلون هو وين كان قبل ما يدرس؟ كان بالجامع؟ قبل ما يقعد للتدريس جاء من برى وإلا من الجامع؟ السائل: بعض الأيام يجي من برى ... . الشيخ: إيه ... السلام ... . السائل: إذا كان بين العالم الشيخ: نعم السائل: ... إذا جاء؟ الشيخ: بيسلم سائل آخر: ... . (237/35) «هل إلقاء السلام واجب أم لا؟» السائل: بالنسبة للسلام واحد ... مو فرض عليه يسلم الشيخ: دخل السائل: دخل علينا الشيخ: إيه السائل: ما في عليه فرض فرض يسلم الشيخ: هو لما درس شو ساوى السائل: قعد ما سلم الشيخ: إيه أثم السائل: ... في أمر من الرسول بالحديث لأنه في إشاعة أنه السلام سنة والرد ... الإثنين فيهم الشيخ: أي نعم السائل: لكن ممكن تكرارها لما بيبقى فرض الشيخ: تكرارها السائل: يعني طلع ورجع يمكن تكرارها في هذه الصورة الشيخ: لا ... . السائل: يعني باب .. الشيخ: (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم وإذا خرج فليسلم فليست الأولى بأحق من الأخرى) السائل: مش تكرارها في الخروج أنه تكرارها في العودة, أنا طلعت لبرى جبت المسجلة وجيت لهون سائل آخر: مجلس ما ... ما السائل: هون تبقى سنة الشيخ: ... . (237/36) «ورد عن علي بن أبي طالب أنه قال: " زكاة الأرض جفافها " هل مفهومه صحيح؟» السائل: ورد عن عائشة قالت ... . سائل آخر: شو ... . السائل: زكاة الأرض ... . الشيخ: أي نعم ... . السائل: رواه بن أبي شيبة, طيب مفهومهما صحيح؟ الشيخ: ما بصحيح لأنه ... هذا حسن, فإذا كان ... الأرض مسجد وعندك ماء فما بيجوز تترك النجاسة بأفاعيل الطبيعة الرياح والأمطار و ... وإنما تفعل كما قال عليه السلام (لا تضربوه ولا تزرموه صبوا عليه سجلا من ماء) (237/37) «إذا كانت نجاسة على السجادة هل يجوز الصلاة عليها؟ وإذا صلى عليها هل تعاد الصلاة؟» السائل: في النجاسة في السجادة ... يجوز الصلاة عليها؟ الشيخ: لا سائل آخر: إذا صلى عليها صلاته تعاد؟ تعاد الصلاة؟ الشيخ: وهو يعلم؟ السائل: ... . سائل آخر: التفصيل يعلم ولا يعلم, لا يعلم معروفة لا إعادة أما يعلم أنه هاي نجسة الشيخ: هو ... . السائل: ... . الشيخ: لما يكون الفرض ما في إشكال أما هل هو شرط ... معنى ما في شرط السائل: وفرض ... النجاسة يعني كأنه ... من الأرض (237/38) «إذا كانت الأرض نجسة فيضع فوقها سجادة ويصلي هل الصلاة صحيحة؟» السائل: يعني طيب إذا الأرض نجسة حط فوقه سجادة وصلى ... . الشيخ: يجوز. السائل: ... إذا السجادة ما بتكون ... . الشيخ: لأنك تقول صليت على السجادة فوق بساط نجسة ولا كذلك حينما تختلط سجادة نجسة فرشت عليها بساطا طاهرا فلا يقال صليت على بساط نجسة السائل: بساط الفوق ولو كان رقيقا ... لا يضر الشيخ: طبعا كان ... . السائل: يعني الإسم الإعتبار لها الشيخ: لا ... إسم وحقيقة ... . سائل آخر: ... . السائل: يعني هذا فوق هاي أنه البساط ... العباية الرقيقة فوق البساط النجس هي طاهرة الشيخ: ... . (237/39) «هل تصح الصلاة في مكان حوله نجاسة و لكن محل السجود طاهر؟» السائل: هون النجاسة صلي هون مكان آخر ... صلاته صحيحة؟ الشيخ: أي نعم صحيحة السائل: ... مكان سجوده ... . سائل آخر: إذًا ... إذا ... نجاسة ... الجسم أو الشيخ: نعم السائل: نجاسة .. الشيخ: نعم؟ ما ذكرت الآن سائل آخر: أنا أذكر بن حزم ويوافقه عليها الشافعي أنه غير ... . السائل: شو بينبني عليها ... سبق سائل آخر: ... أنه هاي السائل: بنى عليها بطلان صلاة سائل آخر: بطلان وعدم بطلانه السائل: ليش إذا فرض الصلاة صحيحة مع ... الصلاة سائل آخر: مع أنه آثم الشيخ: أي نعم (237/40) «حديث (ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيت أمهاتها) إذا خلعت في بيت جيرانها هل يجوز ذلك؟ وما معنى الخلع في الحديث؟» السائل: (ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيت أمهاتها) هذا إذا ... عن جيران دار, ممكن تخلع بس مشان مثل ما بيقولوا الجلباب تبعها ... وإلا وإلا الخلع المقصود به كل الثياب لأنه الحديث ورد في قصة الحمام؟ الشيخ: ... . السائل: ... كان نعم الشيخ: هذا المقصود السائل: أنه خلع كل الثياب أما إذا تخلع عن رأسها ويبان شعرها معليش سائل آخر: ... . (237/41) «ما هو اسم الله الأعظم الوارد في الحديث؟» السائل: اسم الله الأعظم الشيخ: الذي في آية الكرسي السائل: أي ورد في الحديث يعني مو محدد, إذا قال الإمام سائل آخر: مجموع عدة أسماء, كان صيغة مؤلفة من عدة أسماء الشيخ: الله هو الإسم الأعظم السائل: لكن ... . سائل آخر: ... . السائل: دعى رجل أني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصّمد إلا كذا فقال ... لقد دعى الله بالإسم الأعظم فما قال مجرد دعائه يا الله وإنما ذكر أنه أنت الله الأحد كذا أي كأنه شعرت أنه الإسم الأعظم هو مركب من عدة أسماء الله بصيغة معينة الشيخ: منين جاك هالشعور؟ السائل: من هذا الحديث الشيخ: شو هو؟ السائل: جاء رجل فدعى قال اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الشيخ: ... . السائل: الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد قال (لقد دعى الله بإسمه الأعظم) تعليق الرسول عليه السلام على دعاء الرجل هو الذي يفسر الشيخ: طيب كيف هذا ... . سائل آخر: ... . السائل: شيء عملي دعى بهذه الصيغة الشيخ: هذا ... عن الواقع مو سأله عن الإسم الأعظم وقال كذا وكذا فيه فرق بين يكون جواب سؤال فحينئذ يكون المعنى صحيح وبين يكون إخبار عن واقع فلو قرأ سورة البقرة وقال فيها اسم الله الأعظم, بنقول كلها البقرة لا لكن إذا قال له أين إسم الله الأعظم؟ قال سورة البقرة من أولها إلى آخرها وقرأت أنت كل ... ما ... كيف ... أنك أصبت الإسم الأعظم السائل: إلي أفهم من الحديث هاي أنه ... . سائل آخر: ... عشرين ألف ليرة واحد يجي يشتريها كذلك ... لأنه هاي ... تسوى ... . سائل آخر: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته السائل: فإذا سمحتم قبلها أن نتكلم بكلمة الأصل ... أن بلدكم معروفة ... انحرفوا عن العقل ... أسماء ... والواقع الجديد الذي ... فالعقل أطراف ... فجعلوا (237/42) «أيهما أفضل كفالة يتيم أم كفالة داعية؟ والكلام على مسألة: أيهما أفضل الغني الشاكر أم الفقير الصابر؟» السائل: بالنسبة عن الفضيلة وأعظم أجرا أيهم أفضل كفالة يتيم أم كفالة داعية؟ الشيخ: الله أعلم, هذا يختلف من شخص إلى آخر, أنت تقصد بكفالة داعية يعني رجل مسلم يدعو إلى الإسلام فيُنفق عليه غني؟ السائل: نعم الشيخ: أو أن يتكفل يتيما؟ السائل: نعم. الشيخ: هذا أمر من الصعب أن نجيب عليه لأنه أمر يختلف من يتيم ومن داعية قد يمكن هذه الداعية أن يُنفق بنفسه على نفسه وقد يكون الإنفاق عليه كما هو الواقع مع الأسف اليوم ككثير من الموظفين بل من أئمة المساجد والخطباء والدعاة الذين يسمون فأكثرهم يأخذون هذه الرواتب ثم لا يقومون بحقها, قد يكون الأمر هكذا وقد يكون الأمر بالعكس فعلا الرجل عنده علم عنده نشاط في الدعوة ويعمل لله ولا يعمل من أجل المال فيكون الإنفاق عليه عونا له على استمراريته في نشاطه في الدعوة وفي توسيع دائرة عمله فيها يكون خيرا من إنفاق على يتيم قد يمكن أن ينفق عليه جمعية خيرية أو رجل إنسان آخر لا يهتم بالدعوة وبالدعاة أنفسهم المهم هذه المسألة تختلف من شخص إلى آخر ويحضرني الآن مثال كان اختلف فيه العلماء قديما متسائلين هل الفقير الصابر خير أم الغني الشاكر أقوال منهم من يقول هذا , منهم من يقول هذا ثم ما رأيت جوابا قاطعا للخلاف نازعا إياه إلا كلمة بن تيمية رحمه الله أفضلهم عند الله عز وجل أكثرهم عملا صالحا فالقضية ما لها علاقة بالمال وبالفقر فقد يكون غنيا ويكون المال وبالا عليه وقد يكون فقيرا فيكون فقره أيضا وبالا عليه وقد يكون فقير صابر قانع بقضاء الله وقدره فيكون هذا خير من ذلك الغني الذي تكلمنا عنه آنفا وبالعكس قد يكون هناك رجل غني أمواله اكتسبت بطريق حلال ثم هو أيضا يصرفها في الطرق الحلال إلخ ثم لا يُفسد إنفاقه بالمن والأذى كما هو المأمور به في القرآن الكريم فيكون هذا خير من كثير من الفقراء الصابرين لأنه منفعة هذا أكثر من منفعة ذاك الصابر على فقره, إذًا الجواب هنا في مسألة الفقير والغني كما قال بن تيمية. هنا تشبه المسألة هكذا, إذا كان الإنفاق على الداعية يغلب على ظن المنفق أنه أكثر فائدة بالنسبة للمجتمع من الإنفاق على يتيم فهذا هو الأفضل أو يكون العكس والله أعلم. (238/1) «امرأة تريد الحج ولكن زوجها رافض ويترتب على رفضه الطلاق فهل يجوز لها الحج بدون إذن زوجها سواء بمحرم أو بغير محرم؟» السائل: امرأة ترغب في الحج ولكن زوجها رافض ويترتب على رفضه الطلاق الشيخ: طيب والسؤال يعني تحج بدون محرم؟ وإلا تحج بمحرم مخالفة لزوجها ما هو السؤال؟ السائل: الأمرين الأمرين كلاهما الشيخ: طيب, نقول لا يجوز لها أن تحج بدون محرم لكن يجب عليها أن تحج بمحرم ولو لم يسمح زوجها لها بالحج لقوله عليه السلام (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فحجها بدون محرم يخالف الحديث المعروف (لا تسافر امرأة سفرا مع غير محرم -أو- إلا مع ذي محرم) وإذا تيسر لها هذا المحرم ثم أطاعت زوجها في ترك الحج إلى بيت ربها فتكون أيضا قد خالفت الحديث (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) هذا هو الجواب عن الوجهين. (238/2) «امرأة تريد الإنجاب وزوجها يرفض ماذا تصنع المرأة؟ و الكلام على تحديد النسل وتنظيمهالسائل: امرأة تود الإنجاب ولكن زوجها أيضا رافض أن يكثر الذرية ويستكفي ببعض ذريته, هل لها أن تأمر أو تفعل شيء أنه يوافق على الإنجاب أو مثلا ... . الشيخ: مثلا ماذا ماذا تستطيع أن تفعل أولا الموافقة على منهج هذا الزوج هذا غير شرعي لكن ما الذي تستطيع أن تفعل هذه الزوجة؟ المسألة يجب أن نعرف الأسباب. السائل: كبير في السن الشيخ: نعم؟ السائل: هو كبير في السن ولكن يستطيع الإنجاب لكن لا يريد فقط الشيخ: هذا إعادة لسؤالك بارك الله فيك وأرجو الجواب عن سؤالي الصريح وهو هذه المرأة ماذا تستطيع أن تفعل بالنسبة لهذا الزوج الذي يريد تحديد النسل أو يريد تنظيم النسل, هل مثلا تريد أن تمتنع منه فنقول حينئذ لا لا يجوز لأنه هذا حقه إذًا ماذا تريد أن تفعل في سؤالك هذا؟ ما أظن أنه عندك, ما في السائل: ... الذرية سائل آخر: يمكن يا شيخ يأمرها بالمانع مثلا الشيخ: كيف سائل آخر: يمكن ... على المانع مثلا العزل أو غيره فهي تلمح ... يمكن هذا مخرج الشيخ: إذا تمتنع من شيء هو يفرضه عليها وهو غير جائز شرعا, هذا امتناع وارد لكن هذا ليس فعلا إيجابيا منها هذا فعل سلبي فأنا أخشى أن يكون وراء السؤال شيء يخالف الشرع كما ضربت أنا مثلا آنفا أنها تمتنع من أن تطاوعه فيما يريد, المهم تحديد النسل وتنظيم النسل هذا ليس من الإسلام هناك طبعا أحكام خاصة في ظروف معينة تتعلق بالزوجة وليس بالزوج إذا كانت مريضة مثلا وفقيرة الدم ويخشى عليها الهلاك بسبب كثرة الولادة فهنا يمكن أن يُقال أنها تتخذ بعض الموانع التي لا تضطر فيها إلى أن تعرض نفسها للكشف عن عورتها, في حدود معينة يمكن أما اتخاذ نظام كما هو الشائع في هذا الزمان, هذا لا يجوز. سائل آخر: شيخنا لو تعتمد على الحبوب منع الحمل ... . الشيخ: ... إذا كانت في الحدود التي ذكرناها يعني مثلا هي ليست مريضة سائل آخر: أي نعم الشيخ: آه (238/3) «المرأة التي تريد الحج مع محرم ولكن زوجها قد يطلقها فهل تحج حينئذ؟» السائل: ... بالنسبة للحج المرأة التي تريد الحج ولها يعني الحق أن تحج فلو ترتب على هذا طلاقها يعني الشيخ: لو إيش؟ السائل: ترتب على يعني ذهابها مع محرم غير زوجها ترتب على هذا الطلاق تحج أيضا؟ الشيخ: يعني إذا هي حجت مع المحرم السائل: نعم الشيخ: بدون سماح الزوج السائل: نعم الشيخ: تتعرض لأن يطلقها الزوج السائل: نعم نعم الشيخ: نعم إيش المانع السائل: جزاك الله خير الشيخ: لكن لكن هل هناك امرأة ترضى بهذا الطلاق, هنا الجهاد السائل: الله ... . الشيخ: أي هنا الجهاد نحن تأتينا أسئلة من بعض النساء زوجها سكير خمير ما بيجي إلا نصف الليل لا بيصلي ولا بيصوم حينما نقول لها لا يجوز أن تبقي معه ساعة من ليل أو نهار بتقول شو بساوي بالأولاد؟ السائل: ما بيتوكل على الله الشيخ: كل هذه المصائب وين هذه المرأة هالي ترضى أن يطلقها زوجها ولا أقول كما يقول البعض ترضى أن تطلقه هي تطلق الزوج, الطلاق بيد الرجل كما هو معلوم, هذا نادر جدا فإن وجد هذا هو الواجب يعني طاعة المخلوق بعد طاعة الخالق, غيره. (238/4) «ما حكم تغطية المرأة لرجلها في الصلاة؟» السائل: بالنسبة عن تغطية رجل المرأة في الصلاة الشيخ: نعم السائل: ما الحكم فيه؟ الشيخ: إذا قامت فعليها أن تلبس قميصا سابغا ساترا للقدمين فإذا انكشف باطن قدمها في أثناء السجود مثلا فلا بأس من ذلك أما أن يكون ثوبها كاشفا عن ظاهر قدميها فهذا لا يجوز لأن الصحيح من أقوال العلماء أن قدمي المرأة عورة ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة أن تطيل ثوبها شبرا من فوق الكعبين ولما جاء ذلك السؤال أنه قد تأتي ريح فتكشف قال تزيد شبرا آخر والمجموع يكون ذراعا ولا تزيد عليه, هذا كله دليل واضح جدا يبين الآية الكريمة التي تقول ((ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)) لأن هذه الزينة كانت عبارة عن خلاخيل التي تنزل إلى ما يساوي الكعبين أو إلى ما تحتهما إذا كانا واسعين فيستر ذلك بالثوب. (238/5) «هل يجوز للمرأة زيارة القبور إذا كان للاتعاظ فقط؟» السائل: هل يجوز للنساء زيارة القبور إذا كانت للإتعاظ فقط؟ الشيخ: نعم هذا شرط والشرط الآخر وهو شرط عام أن يكن متحجبات متجلببات بالجلباب الشرعي السائل: نعم الشيخ: يلقين السلام ويذكرن العبرة بالأموات ثم يعدن أدراجهن فلا فرق والحالة هذه بين النساء وبين الرجال ذلك لأن النهي عن زيارة القبور في أول الإسلام كان نهيا عاما يشمل الرجال والنساء ثم لما تمكن التوحيد من هؤلاء المسلمين رجالا ونساءا جاءهم الإذن عامة رجالا ونساء وقد جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإشارة إلى هذين الأمرين في حديث واحد أي أشار إلى أن النهي كان موجها توجيها عاما للنساء والرجال وأشار أيضا إلى أن الإذن كان موجها للنساء والرجال ذلك قوله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم (كنت نهيتكم عن زيارة القبور) (كنت نهيتكم) الخطاب لمن؟ للمسلمين بعامة نساء ورجالا (ألا فزوروها) الخطاب لمن؟ لأولئك الذين نهوا من قبل أي نساءا ورجالا ويؤكد ذلك العلة التي علل بها الرسول عليه السلام الإذن بالزيارة بعد النهي عنها (فزوروها فإنها تذكركم الآخرة) , إذًا كما أن الرجال بحاجة إلى أن يتعاطوا سببا شرعيا لتذكر الآخرة فالنساء كالرجال في ذلك إن لم يكنّ أولى بأن يتّخذن مثل هذا السبب الذي يذكرهن بالآخرة أما الحديث المعروف (لعن الله زائرات القبور) فالحديث مروي بلفظين اثنين, اللفظ الأول هو هذا (زائرات) وهو ضعيف أما اللفظ الآخر فهو بلفظ (زوّارات) أي اللاتي يكثرن الزيارة وهذا الإكثار عادة لا يكون لتحقيق الغاية التي من أجلها أذِن النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة للجنسين تذكر الآخرة هذا الإكثار كما نراه نحن مشاهدا في كثير من المناسبات كالأعياد ونصف شعبان ونحو ذلك يجلسن حول القبر ويتخذن ذلك المكان مقهى يتحدثون في جلوسهم هذا شتى الأحاديث فإذًا الحديث يصح بلفظ (زوّارات القبور) والمعنى هذا لا ينافي الإذن العام وإنما يخصصه ويبين أن الزيارة التي يراد بها تذكر الآخرة فهي مشروعة لكن الإكثار والمبالغة فهذا منهي عنه, هذا جواب على ما سألت. السائل: ... . الشيخ: نعم (238/6) «هل فيه حد للإكثار المنهي عنه بالنسبة لزيارة النساء للقبور؟» السائل: فيه حد للإكثار وإلا يعني ... . الشيخ: لا ما فيه, نعم (238/7) «قلتم لزيارة النساء للقبور شرطان الستر مع الاتعاظ فهل يجوز لامرأة أن تشد الرحل إلى زيارة قبر والدها أو زوجها مع وجود مقبرة قرب بيتها؟ والكلام على شد الرحل لقبور الأولياء والصالحينالسائل: شيخ مثلا أنت قلت لزيارة النساء شرطان هما أن تكون متجلببة والثانية للعظة والعبرة لكن زوج امرأة تذهب لزيارة قبل والدها أو زوجها مع وجود مقبرة قرب بيتهم وهي تشد الرحل لهذا فهل هذا يجوز مع وجود المقبرة عند بيتهم؟ الشيخ: لا هو يجوز يجوز لكن ... . السائل: تخصيص قبر زوجها الشيخ: الله يهديك اصبر, هو قضية يجوز, يجوز لكن تخصيصها زيارة أبيها أو قريبها دون زيارة المقابر حينئذ هذا التخصيص مع أنه دون مخصّص فهو يشعر أنه الزيارة هذه ليست لتذكر الآخرة وإنما أحسن ما يقال فيها هي بباعث العاطفة فقط وليس بباعث العلم والدين ولذلك نحن نقول لهؤلاء الذين يشدّون الرحال إلى زيارة بعض القبور التي يقال إنها قبور أولياء وصالحين سواء كان هذا القول صحيحا أو غير صحيح لماذا هذه الزيارة؟ إذا كان المقصود هو تحقيق الغاية والحكمة التي سبق أن أشرنا إليها من حديث الرسول عليه السلام بنقل لهم هاي المقبرة أمامكم والعبرة بهذه القبور التي يكفي أن يتخيل الإنسان ويراها في المنام ليقوم فزعا العظة من هذه القبور أكثر بكثير من زيارة قبر ولي أو نبي خاصة إذا كان مزخرفا ومزينا وعليه أبهة وحينئذ يخضعون خضوعا لا ينبغي أن يكون إلا لله عز وجل ولهذا نحن نقول أنه شد الرحال إلى هذه القبور أكبر دليل أنهم لا يقصدون بها تحقيق الغاية المذكورة في الحديث الصحيح, لعلكم اكتفيتم الآن؟ (238/8) «بعض الناس يزرعون شجرة على قبر ويترددون على القبر بحجة سقيها فما رأيكم في هذا وهل تقطع هذه الشجرة ويمكن أن يكون الزارع امرأة؟» السائل: بعض الناس شيخنا يزرعون شجرة على القبر ويترددون على هذا القبر بحجة أنه يسقوا هذه الشجرة فإيش رأيكم في هذا, يعني هل تقطع هذه الشجرة ويمكن يكون نساء أيضا. الشيخ: نعم السائل: فعلن هذا الشيء حتى كثرت أشجار الزيتون والتين والفواكه على المقابر الشيخ: نعم, هذا أسلوب لا شك ليس إسلاميا من جهات عديدة أهمها أنه أسلوب الكفار الذين ينزعجون من زيارة القبور ولذلك فمن سافر إلى بلاد الكفر يجد المقابر أشبه ما تكون بالحدائق الغناء مزروعة بالأشجار الكثيرة والورود والزهور ونحو ذلك حتى إذا مر المار من تلك المنطقة لا ينزعج بذكر الموت فالمسلمون الآن يسلكون سنن من قبلهم كما تنبأ بذلك النبي عليه السلام في الحديث الصحيح (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) إلى آخر الحديث, فهذه الظاهرة هو تقليد للكفار هو من تمام التقليد ما ابتلي به بعض البلاد الإسلامية وبلدنا هذا مع الأسف منها وهو إخراج المقابر خارج البلد وبذلك يقطعون الصّلة بين الأحياء والأموات أي يعطلون زيارة القبور لأنه ليس من الممكن عادة أن المسلم الذي مات أبوه أنه يشد الرحل ويخرج خارج البلد مشان يزور إيش أبوه, لا والله ما هو سائل لا عن أبوه ولا عن أمه ولا عن أخته هذا هدف لقطع الصلة بين الأحياء والأموات بطريق تحقيق الغاية الشرعية التي سبق ذكرها آنفا ولذلك فلو أن هناك دولة إسلامية حقا هذه المسألة مع أنها كما يقول بعضهم ثانوية ولا نقول يعني من باب القشور لكنها ثانوية لكن مع ذلك سوف تضع المخطط البلد أو المدينة أو العاصمة لا تكون القبور فيها إلا في داخلها لكي لا يقطعوا الصلة بين المسلمين وبين قوله عليه السلام (ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة) السائل: ... الموضوع بيستدل (238/9) «يستدل بعض المسلمين بحديث غرز النبي صلى الله عليه وسلم لغصن رطب فوضعه على قبر على جواز زرع شجر أو نحوه على القبور فهل الاستدلال صحيح؟» السائل: يستدل بعض المسلمين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مر على قبر فأخذ غصنا رطبا أو كذا ما أذكر النص فوضعها على القبر فاستدلوا بهذا الحديث أنهم يجوز لهم أن يضعوا يعني شجر وغيره الشيخ: نعم السائل: فما أدري إذا كان هذا الحديث يعني يكون يعني ... . الشيخ: هذا الحديث بلا شك هو حديث صحيح ولكن لا يدل الحديث على الغاية التي من أجلها, هذا الحديث لا يدل على الغاية التي يستند إليها هؤلاء الذين يضعون الورود والزهور ويزرعون الأشجار على مقابرهم أو قبورهم بزعم أنها تخفف العذاب عن أولئك الأموات بسبب أن هذا الشجر الأخضر يسبح الله عز وجل وبهذا التسبيح يُخفف العذاب عن أهل القبور, هذا الحديث الصحيح لا يدل على هذا التعليل الذي لا أصل له في الشرع أولا بل الحديث الذي سألت عنه يدل على أن هذا الغصن الرطب الذي وضعه الرسول عليه السلام لم يكن سببا لتخفيف العذاب حتى يصح أن يتخذ هذا السبب نظاما ويطبق في مقابر المسلمين وإنما يدل على أن رطابة هذا الغصن إنما كان علامة وتحديدا لزمن تخفيف العذاب عن أولئك المقبورين, ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل عما فعل من وضع الغصنين على القبرين قال (لعل الله أن يخفف عنهما ماداما رطبين) , هذا حديث البخاري ومسلم, في رواية من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل أجاب بأن الله عز وجل قبل شفاعته عليه السلام أن يخفف العذاب مادام الغصن رطبا, إذًا ما هو سبب تخفيف شفاعة الرسول أي دعاء الرسول إذًا الرطابة هذه ليست هي السبب إنما هي علامة, مادام رطبين فالعذاب مخفف, هذا صريح في الحديث لكن هناك أشياء استنباطية نظرية سليمة تؤكد هذا المنصوص في الحديث, أول ذلك لو كان مجرد وضع الغصن الأخضر على القبر سببا لتخفيف العذاب لجرى السلف الأول على اتخاذ هذه الوسيلة تخفيفا للعذاب وإذ لم يفعلوا فهذا دليل أنهم لم يفهموا ذلك الفهم الخلفي أن سبب التخفيف هو رطابة الغصن, هذا شيء وشيء ثان لو أن ذلك يكون سببا شرعيا لتخفيف العذاب فهنيئا للكفار الذين أصبحت مقابرهم حدائق غناء فإذًا يخفف عنهم العذاب بسبب هذه العلة المبتدعة المختلقة التي لا أصل لها في السنة وثالثا وأخيرا ربنا عز وجل يقول ((وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)) كل شيء حول الميت بل الميت نفسه سواء كان لا يزال لحما على عظم أو ذاب اللحم وبقي العظم أو صار العظم رميما كل هذا وهذا وهذا داخل في عموم قوله تعالى ((وإن من شيء إلا يسبح بحمده)) إذًا ما فيه فرق بين الأخضر وبين اليابس , ما فيه فرق بين الشجر وبين الحجر , بين الحجر وبين المدر كله داخل في عموم الآية الكريم لذلك إن هذا الذي يقولونه إلا اختلاق السائل: ... . الشيخ: نعم السائل: ... تحت القبر ... الميت الشيخ: أي هو؟ (238/10) «هل يجوز الموعظة بعد دفن الميت بالاستمرار؟» السائل: الموعظة ... . الشيخ: موعظة السائل: ... عبرة الشيخ: أيوه السائل: فعند الدفن فهذا جائز باستمرار؟ الشيخ: لا الإستمرارية لا لكن أحيانا بلى, نعم (238/11) «ما حكم قتل الحيوانات الضارة والمؤذية كالأفعى والطيور الجارحة ونحوها؟» السائل: فضيلة قتل الحيوانات نقول هي المؤذية يعني مثل الأفعى أو الطيور الجارحة وغيرها ومثلها من الحيوانات الشيخ: نعم السائل: إيش الحكم في قتلها ... ؟ الشيخ: طبعا إذا إذا صح في حيوان ما أنه يؤذي المسلم فكل مؤذٍ في النار ويجوز قتله ولكن فيما يتعلق بالحيات لها حكم خاص, الحيات أو الحية إذا ظهرت في الدار, دار المسلم لا ينبغي له أن يبادر إلى قتلها لاحتمال أن تكون من الجان الذين يسكنون بيوت المسلمين ويتصورون بصور الحيات لأنه مثل هذا قد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وترتب من وراء عدم المعرفة بهذا التفريق الذي نحن الآن في صدد بيانه أن مات شاب من الأنصار وهو قد بنى قد كان بنى بأهله عما قريب, ذلك أن هذا الشاب خرج من داره يوما لحاجة ثم لما عاد وجد العروس على باب الدار وهذا عار كبير يومئذ بخلاف اليوم طبعا (238/12) «ما حكم حلق اللحية إذا أجبر على حلقها في الخدمة العسكرية مع أن الخدمة إجبارية؟» السائل: حلق اللحية؟ الشيخ: آه السائل: فهاي بدنا نستفسر من شخصك الكريم؟ الشيخ: هو عندك؟ السائل: لا والله هو بعث لي رسالة من مصر هو في مصر نفسها. الشيخ: أه يا أخي الخدمة هناك إجبارية وإلا اختيارية؟ السائل: والله إجبارية يا شيخ الشيخ: طيب يا شيخ إذا كان إجباري شو بيطلع بيده يساوي إذا كان بدهم يحلقوا له لحيته؟ السائل: نعم. الشيخ: شو بيطلع بيده؟ السائل: ولا شيء يعني. الشيخ: إذًا شو عم يسأل؟ السائل: لا ... بدو يستفسر من شخصك الكريم يعني؟ الشيخ: فهمت بدو يستفسر حلق اللحية حرام. السائل: نعم. الشيخ: لكن هو شو بيطلع بيده لحتى ما يحلق السائل: يعني عليه هو مثلا يعني في الحالة هذه عليه مثلا ذنب أو أي شيء؟ الشيخ: ليه سألتك إجباري؟ السائل: آه الشيخ: إذا كان إجباري شو بيطلع بيده يسوي عم أقل لك؟ السائل: نعم الشيخ: ما بيطلع في يده شيء ما في عليه شيء. السائل: ماشي الشيخ: أما إذا كان بيطلع ما يدخل على عسكرية لا يدخل السائل: لا والله ما يطلعش غير, يعني ممكن ... موضوع رشوة وكذا وهذا برده من مبدأ حرام أصلا, يعني في نفس العقبة إدارية الشيخ: في بعض البلاد السائل: نعم الشيخ: في عندهم بدل العسكرية. السائل: أه الشيخ: يعني بيدفع كمية معينة. السائل: نعم. الشيخ: لكن ما أدري هذا موجود في مصر وإلا لا. السائل: لا والله عندنا صعب جدا. الشيخ: ما فيه قانون يعني هيك. السائل: لا ما في قانون والله. الشيخ: إذًا قل له اتق الله فيما تستطيع أن تتقي الله عز وجل. السائل: نعم. (239/1) «ما حكم ما تفعله بعض الجماعات في مصر من التخريب و ما تحدث من الخسائر؟» الشيخ: طيب بالنسبة شيخ معليش بدك أسألك سؤال بالنسبة للأحوال الإخوان الي في مصر هاي يعني الحالات الي ... عنها وهاي يعني في جماعات في مصر عندنا ف, يعني ماشي ... تطبق وهاي فيعني في كسر خسائر وحاجات زي هاي فهل شو رأيك؟ الشيخ: لا هذا ما بيجوز. السائل: طيب ما بيجوز. الشيخ: لا. السائل: نعم, طيب يجوز إطلاقا يعني؟ الشيخ: أبدا. السائل: بارك الله فيك يا شيخ. الشيخ: وفيك بارك والسلام عليكم السائل: عليكم السلام جزاك الله خير الشيخ: وإياك. الشيخ: كفارتها أما في أثناء الدورة فلا يجوز إلا القضاء السائلة: جزاك الله خير ... . الشيخ: وإياك السائلة: جزاك الله خير الشيخ: أهلا السائلة: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته (239/2) «رد الألباني على السقاف وبيان زيفه وكذبه على الشيخ الألباني وذكر الأمثلة على ذلكالشيخ: ضعيف ال ... ضعيف ... هذا حطينه من عنده السائل: ... . الشيخ: آه؟ السائل: ... . الشيخ: هذا من المسائل السائل: أيوة. الشيخ: مو جاءك سؤال عن التناقض الموجود, هاي صحيح المسائل. السائل: أهاه الشيخ: هذا أصل هذا. السائل: فينفع ... شيء وإلا ... . الشيخ: الأصل ضعيف الإسناد ضعيف ... لأنه ... في أبو داود جاي هنا في الأصل, هنا ما ندري خطأ مطبعي هو تزوير من بعض ... الله أعلم الله المستعان ... انتبهت لها وإلا لا؟ السائل: ... قليل من العلماء ... الكتاب والسنة الشيخ: أه لا أقصد السنن كلها من سنن بن ماجه وسنن الترمذي, سنن النسائي وسنن أبي داود كلها فيها أشياء فضيعة جدا جدا والله المستعان ... استفيدوا منها وإنما يعني يرووا غي قلوبهم السائل: ... . الشيخ: هذاك اليوم سألني عنهم لا أستبعد أنه يكون هذا نفسه لأن طريقة السؤال تشبه هذه الطريقة تماما يعني يتتبّع العثرات حسب ما يتصور, قال لي أنت ... . (239/3) «حديث (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) صححه الألباني في صفة الصلاة وضعفه في الإرواء على أيهما نعتمد؟! ورد الألباني عليهالشيخ: حديث (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) صحّحته في صفة الصلاة ضعّفته في الإرواء, السؤال حلو فعلى أيهما ما نعتمد؟ نفس السؤال, ما لاحظت كان هذا السؤال هو؟ السائل: ... نفس النتيجة الشيخ: نفس النتيجة, قلت له هل أنت قرأت البحث في الإرواء ووجدت أنه أنا مضعف الحديث هناك؟ فوجئ هو بهذا السؤال فاضطر أنه يذكر السقاف فانفضح, صرت أنا بقى أقل له يا أخي الله يهديك اقرأ البحث كله في الإرواء فسوف لا تجد هناك تناقضا, يرجع وبدو مثل ما لاحظت تماما يأخذ مني اعتراف بأنه فيه مني تناقض لأنه هاي فهم السقاف تناقضات الألباني, الخلاصة قلت له أخيرا الحديث في الإرواء غير مضعف لكن في الإرواء في بحث طويل جدا تتبعت فيه الطرق وقويت الحديث بمجموع الطرق, قال أنت قلت بأن البوصيري صحح الحديث فأنت انتقدته وبس, هون صار بقى شوية جدال بيني وبينه قدمت لك الخلاصة آنفا, المهم انتهت المكالمة وفهمت أن الرجل مغرض في سؤاله وليس طالب علم, بعد ما انتهى رجعت للإرواء فيا هول ما رأيت صحيح أنا متعقب البوصيري لأنه البوصيري صحح إسناد هذا الحديث في سنن بن ماجه السائل: ... . الشيخ: آه السائل: لذات السند الشيخ: لذات السند, فأنا انتقدته ولو كان هذا الإنتقاد بالنسبة لانتهائي في حكمي على هذا الحديث بالصحة يعني بدنا نشوف ... ما بيناسبني أنا لكن العلم ما يعرف هذا المنطق, العلم لازم تبين ما لك وما عليك, أنا فعلا انتقدت البوصيري في تصحيحه لهذا الإسناد في سنن ابن ماجه, تصور اثنتي عشرة صفحة فقط لتقوية هذا الحديث السائل: هذا الي ... لنا الشيخ: مستحضره السائل: ... . الشيخ: الله أكبر, فتعجبت من هذا الأفاك كيف عم يضلل الناس شوفوا الألباني, إيه ... هكذا صفة الصلاة صحح الحديث هو بينتقد البوصيري مع أنه كنت أنا بالنهاية ... يمكن صفحة أو صفحتين " وبمجموع هذه الطرق يتبين أن الحديث إما قلت صحيح أو حسن أو قوي بمجموع الطرق التي لم يشتد بعضها " لأن في بعض طرق فيها ضعف شديد فشوف شو ساوى ترك البيت كله وثمرة هذا الجهد وأخذ مناقشتي للبوصيري في تصحيحه لإسناد من تلك الأسانيد ف ... هذا الإسناد بحق ولو كان يجوز لي اتباع هواي لوافقته على التصحيح لأنه أنا أنتهي إليه السائل: ... . الشيخ: ... ما إلي, وهكذا في متناقضاته كلها, سبحان الله, يعني رجل الله أعلم ما ندري بيننا وبينه ربنا مو مسلم أبدا لأنه ما هي هذه صفات المسلمين, بدي المرة والمرتين وثلاثة أما يجعل ديدنه كلمة افتراء على المسلمين, الله أعلم السائل: ... . الشيخ: الله أعلم السائل: ... شيخنا هنا يعني ... لهم من قديم ... والكذب الشيخ: ... . السائل: هذا الرجل يعني مع ابتدائه كذب كذب متواصل ... ما ... . الشيخ: عم أقلك, أنه هذا طريقة أهل البدع لكن مو بها النسبة هاي وبعدين هلا أنا باكتب مقدمة المجلد الأول من الصحيحة السائل: ... . الشيخ: يتعرض لأنه نحن بنطبع على طبعة جديدة, بيتعرض للسقاف ولحسان لواحد سوداني أيضا السائل: سوداني الشيخ: سوداني السائل: لكن ... صغيرة ... . الشيخ: أي أي نعم, الأحاديث الضعيفة في سلسلة الأحاديث الصحيحة, المهم هذا ... لي لا ... عبارة بالسنة السائل: ... . الشيخ: الله أكبر. (239/4) «الكلام على كتاب التناقضات للسقاف وبيان كذبه فيه وشدة حقده على الألبانيالشيخ: الشاهد هذا السقاف هذا كتابه " المتناقضات " يخرب بيته لكن ... الأمة, أنت عم بتقول تناقض الألباني في حديث واحد اثنين ثلاثة خمسة عشرة عشرين ما باعرف قداش الرقم الي وصل إليه؟ طيب قال هون صحيح قال هون ضعيف, طيب شو الصحيح؟ ما قدم للناس الصحيح أنه صحيح وإلا ضعيف, تقول مثلا أصاب في التصحيح وأخطأ في التضعيف أو العكس, ما في شيء من هذا أبدا. السائل: وما ... . الشيخ: إذًا هذا همه همه إيه؟ تتبع العثرات وجرح الألباني أمام جماهير المسلمين وأكثر الناس لا يعلمون مثل هذا وذاك أنه أخي هاي يكون عندهم رأي ثقافة بيزنوا كلامه صحيحه وإلا لا, يرجعوا للمشكاة يرجعوا إلى الإرواء, من ... يعلم أنه المشكاة من تقارير قديمة جدا أولا ثم يعلم أنه أنا خرجته باختصار وبظرف أنا على سفر لأني ذكرت هذا السائل: في المقدمة الشيخ: في المقدمة, آه. بينما الإرواء كتاب علمي خالص مثل ما ذكرنا آنفا بالنسبة لحديث (من كان له إمام) اثنتي عشرة صفحة مشان نبرأ ذمتنا من الحديث, يا ترى ضعيف مثل ما بيقول الكثيرون وإلا هو قوي مثل ما بيقولوا الأحناف إلخ. فهذا كتاب علمي, شو بيعمل؟ إذا كان الحكم في الإرواء مخالف للمشكاة بيقدم الحكم في الإرواء وبيقول ثم ضعفه في المشكاة, قلب للحقائق ... الله يتولاه وما شافوا هال ... بالكتابات هاي الأن عم يدس الجماعات أنه أنت قلت كذا وقلت كذا و ... يا أخي السائل: بلغني في ... الآن الي ... كتبه مثال التناقضات وغيرها مع أنه ... في الرد على ... لكن ... الطلبة ما حتى القراءة لا يحسنونها. الشيخ: آه السائل: يقولون رجل صادق في نقله الشيخ: أه السائل: ... موجودة لكن تمام الكلام ... . الشيخ: نعم السائل: بعدين الناس ... شيخنا كانت ... أكثر وهذا في ... الجنوب يعني نسبة الشيعة زيدية والشيعة العلوية كثير هناك الشيخ: أي نعم السائل: ثم الصوفية ثم ... فكشف هذه مثل ... شيء الشيخ: الله أكبر السائل: ... سبحان الله الشيخ: أي والله السائل: كلها ... فرد يعني ... . الشيخ: هو هذا بلا شك يعني أمر ... ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) هذا لا شك يعني سيتحطم شر تحطيم وهي عاقبة الكفار والمنافقين يعني سنة الله في خلقه ((ولن تجد لسنة الله تبديلا)) لكن على المسلمين بأن يصبروا ... . السائل: شيخنا يعني طريقة السقاف هذا الرجل يعني ... طريقة الألباني لكن يعني هم على نفس المنهج حيث أنه أن لا يذهب أحد بكتابات الألباني الشيخ: أي هذا المقصود السائل: طيب أنت بقى تخصوا في العبارات ... الأحاديث في نقله وفي كذا الشيخ: أي نعم السائل: يعني سبحان الله حتى الناس في نفوسهم حقد عجيب الشيخ: أي والله السائل: أنا كنت أقول مثل هذا زمان أول ما بدأت أقرأ لكتب ... بين الأقران الشيخ: لا ... . السائل: لا أعرف الألباني زمان كان هذا شيخنا الشيخ: أيه السائل: يعني لما كنت في عمان الشيخ: نعم نعم السائل: ... وما كنت أعرف هؤلاء أش هم حتى تبين أنه كتابات هؤلاء وما كان ... . الشيخ: لا, المهم هذا السقاف ليست بعض التآليف مثل التناقضات ليست منه السائل: ... . الشيخ: أي نعم السائل: يعني بقرائن قامت عندك؟ الشيخ: أي نعم السائل: تظن أحد يعني؟ الشيخ: أيه مش أحد آحاد السائل: ... يعني الشيخ: أحاد لا ما ما بأسميهم السائل: إيه الشيخ: لكن بلا شك في وراءه ناس يمدونه في الغي, هذا ما فيه شك ... وهذا يظهر لي من ناحيتين الناحية الأولى أسلوب الكتابة تختلف والعلم يختلف, هذا الذي ألف التناقضات روحه علمية لكن ما هو خالص مو خالص لوجه الله يعني بحّاث السائل: ... . الشيخ: السقّاف ما هو بحّاث السائل: هذا واقعه ... السابق الشيخ: لا أرأيت كيف؟ السائل: ... . الشيخ: إيه السائل: كيف يعني؟ الشيخ: فهذا مثلا كتابه تبع دفع شبه التشبيه هذا له بالتالي كتابته هزيلة جدا وعلمه هزيل جدا بينما التناقضات فيها بحث رهيب جدا لو كان مخلصا لانتفع انتفاعا كبيرا على الرغم من شعوره أنه هنا تناقض لكن لما بيأخذ ... أنه هذا يا أخي مؤلف من أربعين سنة وهذا مؤلف. الشيخ: الله يهديك السائل: الأمور قاعد ... معاك الشيخ: الله يهديك, ليس لنا مع من أمثالك إلا أن ندعو لكم بالهداية السائل: طيب عم شو ... . الشيخ: أنت بيكفي أنك رحت سمعت من زهير وحطيتني تحت مسؤولية والرسول بيقول لا تحكم بين اثنين حتى تسمع منهما سائل آخر: أي نعم الشيخ: أنت بدك تحل المشكلة بقى سائل آخر: وأنا سمعت الشيخ زهير, بدي ... معك أنت مش قابل الشيخ: أنا مش قابل لأنك استعجلت في إصدار الحكم فعرفت أنك رجل ظالم سائل آخر: لا سامحك الله يا شيخ الشيخ: والسلام عليكم السائل: وعليكم السلام سائل آخر: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام , نعم (239/5) «حديث حسنتموه في النسائي وضعمتوه في ضعيف أبي داود فماذا تبين لكم؟» السائل: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام السائل: فضيلة الشيخ ناصر؟ الشيخ: نعم السائل: أنا الطالب السعودي الي اتصلت بك البارحة الشيخ: نعم السائل: وأخبرتك عن حديث حسّنتموه في صحيح النسائي, ضعفتموه في ضعيف أبي داود. الشيخ: نعم السائل: وأخبرتني بأنك اليوم ستجيب عن الحديث الشيخ: أي نعم السائل: فماذا تبين لكم؟ الشيخ: فيه خطأ مطبعي. السائل: في ماذا؟ الشيخ: في هالي قال أنه حسن السائل: أيوه الشيخ: فاعتمد ما في المشكاة وما في ضعيف أبي داود السائل: يعني في صحيح النسائي مكتوب حسن الإسناد إن شاء الله الشيخ: خطأ السائل: خطأ مطبعي الشيخ: أيوه السائل: طيب المعلق زهير الشاويش يقول هذا الحديث الشيخ: ... . السائل: حسّنه أستاذنا الشيخ: الله يهديك هلا أنت السائل: نعم الشيخ: أنت مجادل وإلا مستفهم؟ السائل: مستفهم. الشيخ: أي فهمت؟ السائل: باستفسر بس مكتوب ... . الشيخ: فهمت؟ السائل: نعم فهمت كلامك الشيخ: أيه خلاص انتهى الأمر, اعتمد على ما في المشكاة السائل: ما في المشكاة الشيخ: وبس السائل: في المشكاة حسن وإلا ضعيف؟ الشيخ: الله يهديك, ارجع للمشكاة. السائل: أنا غير موجود عندي المشكاة, هل هو ضعيف أو حسن؟ الشيخ: الله يهديك مكتوب ضعيف. السائل: أي في المشكاة ضعيف الشيخ: نعم السائل: طيب فضيلة الشيخ الشيخ: بس خلاص. الشيخ: ألا تعلم قول الله عز وجل ((وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا)) السائل: شيخ المتكبر لا يدخل الجنة الشيخ: ألا تعلم قول ربك ((إذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا)) السائل: طيب يا شيخ ما ينبغي. الشيخ: الله يهديكم. (239/6) «في كتابكم صفة الصلاة ذكرت حديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى الأرض وذكرت في الحاشية رواه البيهقي والحاكم وصححه وهو كما قال، وللحديث الأول شاهد من حديث عشرة من الصح» السائل: أي الحمد لله على السلامة يا شيخ ناصر! الشيخ: الله يسلمك السائل: سلمكم الله ... . الشيخ: ... . السائل: يا شيخ ناصر الشيخ: مين بيحكي؟ السائل: طالب من كلية الدعوة وأصول الدين. الشيخ: منين؟ السائل: محمد عبد الله. الشيخ: من أين من أين؟ السائل: من عمان من الأردن طالب أردني. الشيخ: أيه السائل: حبيت أسأل عن قضية حديثية في فصل النظر إلى موضع السجود للخشوع في صفة الصلاة, ذكرت حديث وقلت وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض وذكرت في الحاشية رواه البيهقي والحاكم وصححه وهو كما قال. الشيخ: نعم السائل: وللحديث الأول شاهد من حديث عشرة من أصحابه صلى الله عليه وسلم. الشيخ: نعم السائل: وذكرت انظر الإرواء ثلاثمائة وأربعة وخمسين فلما ذهبت إلى الإرواء يا شيخ ناصر ثلاثمائة وأربع وخمسين وجدتك في صفحة اثنين وسبعين وجدتك قلت " فتعقبه الذهبي بقوله الصحيح مرسل " أيه فالحديث مش متصل يا شيخ ناصر فكيف وهو كما قال؟ الشيخ: أيه راجع بتعرف كيف؟ راجع بتعرف كيف؟ السائل: ... شيخ (239/7) «قال تعالى: ((الرحمن علم القرآن خلق الإنسان)) كيف يعلمه القرآن ثم يخلقه؟» السائلة: بدي أسألك الشيخ: نعم السائلة: سورة الرحمن ((الرحمان علم القرأن خلق الإنسان)) طيب كيف بيعلم الإنسان وبعدين بدو يخلقه؟ الشيخ: ... . السائلة: ... . الشيخ: إيش السؤال؟ السائلة: هلا الرحمن سورة الرحمن ((الرحمن علم القرآن خلق الإنسان)) مشو هيك؟ الشيخ: أيه السائلة: طيب كيف بدو يعلم القرآن وبعدين بيخلق الإنسان الشيخ: هو بيقل لك بعدين؟ السائلة: لا هو بيعلم القرآن بعدين بيخلق الإنسان الشيخ: هو قال لك بعدين؟ السائلة: ... . الشيخ: مين قال لك أنه الله بيقول بعدين؟ السائلة: لا ((الرحمان علم القرأن خلق الإنسان)) الشيخ: لك يا حبيبي الواحد ممكن بيسأل شيخ فوق طاقته ليفهم, علّم الإنسان خلق الإنسان وعلم الإنسان, إيش الفرق؟ السائلة: آه الشيخ: الله يهديك. (239/8) «إذا أعطي المريض الصائم البنج (المخدر) بسبب عملية بسيطة فيغمى عليه نصف ساعة ثم يفيق هل صيامه صحيح؟» السائلة: كان صايم الشيخ: أيه السائلة: وبخلال الصيام بيترك الصيام أصابته غيبوبة الشيخ: أه السائلة: ... هذه الغيبوبة مثلا لأي لعملية بسيطة بيتحمل ال ... أبو ربع ساعة ونصف ساعة الشيخ: أه السائلة: هل في هذا إفطار؟ في هذه العملية؟ الشيخ: شو نوع العملية؟ السائلة: إيه شيء بسيط ما وضّح قال يعني ممكن تكون جرح ويمكن تكون شيء بسيط يعني الشيخ: يا أم العبد بدنا نعرف نوع العملية بلكي العملية تتطلب إدخال شيء لجوفه السائلة: أيوه الشيخ: فإذا كان العملية خارج البدن السائلة: أيوه الشيخ: فما بيأثر السائلة: يعني أنت شيخنا ... بأبو عبد الله الشيخ: طيب السائلة: ... . (239/9) «رجل يقيم دعوة على أمه في خصومة بينهما فما نصيحتكم؟» الشيخ: ... . السائل: إن شاء الله طيب الشيخ: طيبك الله السائل: الله يعطيكم العافية الشيخ: الله يعافيك السائل: حكى معاك ... عبد الحي اليوم شيخي؟ الشيخ: لا السائل: هاه صار تقريبا يعني مبدئيا اتفاق معه زي ما تحدت معكم في الصباح لو سمحتم نصلي الظهر هنا يوم الجمعة ونمشي عليك الشيخ: أيوه السائل: هو طلب من الصباح قلنا له الشيخ يعني هيك برأيه الشيخ: نعم السائل: فرصة ثانية إن شاء الله تعالى بنعوضكم بس الآن مبدئيا هيك, فيعني انبسط كثير وخاص كان سألك سؤال وجواب طويل على بر الوالدين مشان طلب الإخوة الي سأل هذا ... . الشيخ: أي نعم السائل: من الكويت وأخذ جواب مبسوط كثير الشيخ: أي نعم السائل: بس بيقل لي كلام هذا الرفاعي الشيخ: أه السائل: لأنه باعث له الجواب على الفاكس الشيخ: إيه السائل: وإلا بيكون طيب بدو يرفع الدعوى عشان أمي ما تظلم, رفع الظلم عن أمي, قلت له والله الشيخ ما أظن يوافق له لأنه يعني لازم يقوم بواجبه وأمه مسؤولة عن واجبها. الشيخ: كيف يعني يقيم دعوى على أمه؟ السائل: لأنه هو لما مشارك على أساس يقيم دعوى على أمه امتنع ... . الشيخ: طيب وهلا؟ السائل: هلا بيقول أنه أمه لما هي يعني بدو يتركها على ما هي عليه, دعوى أمه على إخوانه يعني على أخي يعني أخي ... بالإخوة إلى الإخوة الشيخ: إيه السائل: هلا بتكون هي ظلمت نفسها الشيخ: إيه السائل: هو بدو يقيم الدعوى عشان هي ما تظلمش إخوانه الباقين بش بس هو يعني الشيخ: بدو يقيم الدعوى عليها السائل: أه الشيخ: الله يهديه شو الفرق أقام الدعوى عليها من أجله السائل: أو من أجل غيره الشيخ: وإلا من أجل غيره السائل: أي نعم ... قال ما هي بتكون ظالمة بدو يخليها ما تظلم الشيخ: بينصحها وبس السائل: آه قلت له الشيخ ما حيوافق له على هيك لأنه الشيخ يعني في ما أعلم منه, رأيه يعني هذا الشيء خاص فيها هي تظلم هي مسؤولة عن نفسها أما إبنها ما بتعامل الأم بالمثل. الشيخ: أي نعم السائل: فهم ما أظنش يوافقه الشيخ على هذا الشيخ: لا , الجواب كان مصفى جدا السائل: الله يجازيك خير والله قرألي إياه هو الشيخ: أي نعم السائل: كاتبه على ورقة وكان يسمع منك على الهاتف الشيخ: أي نعم السائل: جزاكم الله خير الشيخ: وإياك السائل: فنحن إن شاء الله تعالى قلت لها تتصل فينا يوم الخميس آخر النهار أو صباح الجمعة الشيخ: طيب السائل: ... مع الشيخ يعني الشيخ: جميل السائل: قال لي ماشي وقال لي يعني في إربد وبيتصل التلفون فيه في الموقع إلي بدو نلتقي فيه الشيخ: طيب السائل: قلنا له ماشي إن شاء الله الشيخ: إن شاء الله (239/10) «إذا أعطي المريض الصائم البنج (المخدر) بسبب عملية بسيطة فيغمى عليه نصف ساعة ثم يفيق هل صيامه صحيح؟» السائل: الآن شيخي بالنسبة لسؤال هنا أخونا جلال من إخواننا الشباب الي مسجد عمر السائل: أي السائل: ... الآن, تعرف هو شغلته ممرض الشيخ: نعم السائل: يحب يقول أنه في أحيانا بيكون ناس صائمين بيعطوهم بنج بيغيب نصف ساعة تقريبا ثلث ساعة وبعدين بيعاود يصحى الشيخ: نعم السائل: وربع ساعة, في عمليات بسيطة, حبّة دمّلي أي شيء كذلك فبيقول هل هذا الشيء بيفطر؟ الشيخ: ما بيفطر إذا ما أدخلوا من فمه شيء من شراب أو ما شابه ذلك السائل: آه الشيخ: إذا كانت العملية خارجية ما بتفطر السائل: أيوه يعني الإبرة بتكون خارجية تبعت البنج الشيخ: أي نعم السائل: وكل شيء خارجي ما له علاقة بشي بالفم الشيخ: أي نعم السائل: علاج أو الشيخ: أي نعم السائل: أما ... قطعا أنا استفدت منك مرة على الكول وغيره ... ما بيفطر؟ الشيخ: أي نعم, إلا إذا كان للتغذية السائل: آه للتغذية آه الشيخ: أي نعم السائل: طيب ... شيخنا, طيب هم مضطرين يحطوا له التغذية هذا ال ... إذا ... بالبنج ... مش ... أه ... مالا يحتاج ... تغذية ولا من الفم , بس فقدان الوعي آه. السائل: بس شيخي فقدان الوعي. الشيخ: ما بيضر. السائل: ما بيضر؟ الشيخ: ما بيضر. السائل: يضل على صيامه؟ الشيخ: أي نعم. السائل: طيب شيخي جزاكم الله خير! الشيخ: وإياكم إن شاء الله! السائل: دمتم يعطيكم العافية! الشيخ: الله يعافيك! السائل: ... يطبخ في البيت ... محمود الخضري الشيخ: أهلا السائل: أهلا بيك, والله في طلع من الإخوان في أبو ظبي يعني وصوني أسلم عليك وأسأل سؤال بسيط يعني الشيخ: تفضل (239/11) «هل تفك المرأة ضفائرها في الغسل من الجنابة؟» السائل: لأنه كانوا يتناقشوا في موضوع الجنابة للمرأة هل من الواجب أنها تفك ظفائرها لما تتغسل؟ الشيخ: في الجنابة لا, في الحيض بلى السائل: أه في الجنابة لا في الحيض لا الشيخ: في الحيض بلى السائل: أيواه الشيخ: في الجنابة لا. السائل: في الجنابة لا في الحيض بلى. الشيخ: أيوه. السائل: أيوه, طيب أي ... من أبو ظبي أي! الشيخ: سلام للجميع للإخوان. السائل: بارك الله فيكم! الشيخ: وفيكم بارك! السائل: أهلا السلام عليكم! الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته! (239/12) «الكلام على علم نقد الأحاديث والأسانيد، والكلام على عدالة الرواة وضبطهمالشيخ: أصلها الغربيين أو المتغربين أنه هذولي ما بينقدوا الأحاديث إلا من أسانيدها أما نقد المتن ما بيشتغلوا فيه, أنا كنت أقول ولا أزال أقول, توثيق الرجال الأصل فيه نقد المتون لأن توثيق الرجال قائم على ركيزتين, الأولى عدالة الراوي وهذا هو الشرط الوحيد في الشهود إذا أرادوا أن يشهدوا على شيء لا بد ما يكونوا عدول والعدول هو كل مسلم ظاهر الصلاح فهو عدل, هذا شرط في كل راوٍ لكن لا يكفي فيه, لا بد ما يكون يزيد على الشاهد أنه حافظ ضابط فالعدالة تُعرف من انطلاق هذا المعدّل في حياته لكن ضبطه وحفظه لا يظهر إلا من سبر محفوظاته ولذلك فعلماء الحديث لما بيحكموا على الراوي بأنه ثقة ما يعنون أنه عدل فقط ولذلك قالوا في تعريف الحديث الصحيح, ما رواه عدل ضابط عن مثله إلى آخره. طيب, كيف يعرف ضبط هذا الإنسان؟ بدراسة متونه, فإذًا علم نقد الأحاديث والأسانيد قائم على نقد الأحاديث والروايات من حيث متونها وليس كما يقول الجهلة هالي فتح لي باب التذكير في هذه وطالما ذكرنا أنه هنا في ثقاة بن حبان في قصة أنا دائما باذكرها في بعض المناسبات مثل مناسبة أمس وسفر أم الفضل, هنا في ترجمة هشام بن كامل شو بيقول؟ شيخ يروي عن يزيد بن هارون لم أرَ في حديثه, هنا الشاهد, لم أرَ في حديث ما في القلب منه إلا شيئا حدثني به حبيب بنسا, بلد هذا السائل: أيوه الشيخ: حدثنا هشام بن كامل إلى آخره, كل من فوق هشام بن كامل أولهم يزيد بن هارون ثقة يعني من رجال الشيخين كذلك من فوقه, هذا المؤلف بن حبان صار في نفسه شيء في هذا الراوي لأنه روى القصة التالية ... وإن ... واحدا بعد واحد دليل على أن ... قليل, شو بيقول؟ فلما حملت الجنازة قام في المقبرة فقال السلام عليكم يا أهل البلاء أموالكم قسمت, دوركم سكنت, ونساؤكم نكحت, هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ فهتف هاتف من القبر وعليك السلام ما أكلنا ربحنا وما قدمنا وجدنا وما خلفنا خسرنا, كلام رائع وجميل لكن يظهر عليه الصنع السائل: أيوه الشيخ: يظهر عليه أنه كلام مركب ولذلك قال هذا الحافظ لم أر في حديثي ما في القلب منه إلا شيئا حدثني به فلان إلخ, أي هذا عم ينقد المتن ما عم ينقد السند. (239/13) «الكلام على عبد الله السعد السعودي وبيان خطأ منهجه في دراسة الأحاديث ونقد المتنالشيخ: هذه ناحية الحقيقة يتميز بها العلم الإسلامي فقط وهي علم الحديث أما الأمم الأخرى ما في عندها شيء من هذا إطلاقا لكن هنا شو بيصير بقى إفراط وتفريط السائل: أي نعم الشيخ: إفراط و تفريط السائل: ... في نقد المتن الشيخ: أه وعلى نمطه الأن هذا السعودي عبد الله إيش بن ... يدرس سعيد السائل: ... . الشيخ: أه؟ السائل: عبد الله السعد الشيخ: السعد, هذا خطر جدا, الآن عم يعطي في ما يبدو دروس عامة السائل: إيه الشيخ: بيوجههم رأسا لنقد المتن السائل: الله أكبر الشيخ: أعوذ بالله. السائل: وبعده ... . الشيخ: طي, شيء خطر هذا جدا والحقيقة بن قيم الجوزية له كلمة سُئل هل يمكن معرفة الحديث الموضوع دون الرجوع إلى السند؟ قال نعم, من جرت السنة في عروقه مجرى الدم فهذا بإمكانه أن يعرف, هذا عبد الله السعد بيدندن حول الكلمة هاي وبيقول مثلا كلام بن تيمية يُعرف كلام ... بن عثيمين كلامه أسلوبه يُعرف كذلك الذي يعرف فكذلك الذي جرت السنة في عروقه مجرى الدم كما هذا بيعرف أنه هذا كلام كلام الرسول وإلا لا, لكن متى الإنسان بدو يصل لها المرتبة؟ السائل: آه. الشيخ: من الخطر الخطير جدا أنه يجي يلقن ها القاتمة هاي الخلاصة هاي للمبتدئين! السائل: ... . الشيخ: مثل هالي بيجي بدو يعلم الي ما بيعرف ألف باء بدو يقل له فسر القرآن بما عندك من معلمة, من معرفة بالكتاب والسنة واللغة وإلخ! السائل: الله أكبر الشيخ: الله أكبر السائل: الكلام الذي قُطع أثناء قلب الشريط هو عبارة عن شعر من كتاب " الثقاة " لابن حبان الجزء التاسع على مائتين أربعة وثلاثين الشيخ: ... . السائل: معني هذا لا يجوز آه؟ الشيخ: لا. أهلا. (239/14) «كلمة لبعض طلبة الشيخ الألباني حول تقسيم السلف للتوحيد إلى ألوهية وربوبية وأسماء وصفاتأبو مالك: ... لتعلموا كيف يكون المسلمون في هذا الزمان ... فرطوا فيه والتي ... أن نتحدث فيه عن العقائد الصحيحة وأنا أشرت بأن هذا التقسيم الذي ذكره هذا الأخ , ذكرت بأن هذا التقسيم ليس معروفا في السنة النبوية وإنما هو تقسيم اصطلاحي جاء به السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن أبرز أولئك الذين ذكروا هذا التقسيم شيخ الإسلام الذي هو شوكة في حلوق مثل هذا الذي سمعتم وشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله هو من أولئك الذين ملؤوا الأرض علما وفاقوا بعلمهم لا أقول شيوخ هؤلاء الجهلاء وإنما فاقوا بعلمهم الدنيا كلها, على كل حال أنا أدعو لهذا الأخ فأقول غفر الله له وهداه سواء السبيل وأحسن إليه بما أعلن من عقيدته التي لا زالت تعيش في المسلمين فهذا دليل مؤكد على صدق ما قلت لكم على المنبر بأن هذه العقائد الخبيثة لازال هناك من يعتقد بها وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي المسلمين إلى ما فيه الخير وإلى طريق الهدى وأن يبرّأ الأمر أمر الإسلام من هؤلاء الذين أبوا إلا أن يكونوا مفسدين في الأرض والسلام عليكم. السائل: أبو مالك أبو مالك: يا إخوان, يا إخوان بارك الله فيكم أرجو الصمت أرجو عدم الكلام ولنا مع هذا الأخ الله يجزيه خير الأخ اليمني هذا ولعله يعني يأتينا ونلتقيه في هذا اليوم أو اليوم الذي يليه كما يريد, نحن على استعداد لأن نلتقي معه في أي وقت يريده وجزاه الله خيرا, والآن يا إخوان بارك الله فيكم لا تكثروا الحديث. سائل آخر: بدي أعمل مشروع أنا وواحد من الأصدقاء أبو مالك: ... . الشيخ: أنا فورا جئت من السفر السائل: ... . الشيخ: الحمد لله على السلامة السائل: الله يكرمك الشيخ: وثانيا الله يخلصك من أمريكا. السائل: الله يخليك شيخ الشيخ: بارك الله فيك خذها قاعدة السائل: نعم الشيخ: هالي بيحتجوا علماء وإلا جهلاء؟ السائل: جهلاء الشيخ: ما لك ولهم؟ السائل: لا لكن .. الشيخ: الجهلاء ما لنا مخلص منهم دائما السائل: نعم ولكن ... صليت في الصف الثالث هذا ... علي الشيخ: هذا هو السؤال السائل: نعم الشيخ: السؤال أن تعرف الحكم الشرعي أما بيعترضوا عليك والمعترضين جهلة ما لك ولهم, تعرف الحكم الشرعي وأنا أجيبك الآن ... يا الله سائل آخر: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام سائل آخر: السلام عليكم كيف حالك شيخنا؟ الشيخ: أهلا وين السائل سائل آخر: نعم الشيخ: أيه أعد السؤال (239/15) «ما حكم الصلاة بين السواري وإذا تأخر عن السواري تكون مسافة طويلة بين الصفوف؟» السائل: هو في الأصل عندنا مسجد تكثر فيه السواري. الشيخ: طيب. السائل: نعم وإذا صلينا في الصف إلي ما فيه سواري يعني فوّتنا الصف كان في كم شخص ناقص, احتجوا علينا بتفريق المسلمين. الشيخ: لا تقل, تناسي جواب احتجوا علينا الذين احتجوا هم الجهلة السائل: نعم الشيخ: ما لك ولهم السائل: ولكن إذا صلينا بالصف الشيخ: اقتصر اقتصر الله يهديك على السؤال الشرعي ولا تبالي بالمعترضين ماداموا جهلة, اعرف الحكم الشرعي وامضي, الآن هالي أفهمه منك السائل: في دور إذا صلينا ... . الشيخ: اسمع الله يهديك السائل: تفضل الشيخ: الذي فهمتك منك أنك إذا ابتعدت عن الصلاة بين السواري صار بينك, بين الصف هذا والصف هالي أمامك صار في مسافة طويلة السائل: آه, فأنا أصلي بالثالث, بالثالث ما في ... . الشيخ: يا أخي أنا ما بحكي عنك باحكي عن أي مسلم السائل: نعم نعم الشيخ: يريد أن يصلي السائل: نعم الشيخ: فهل يصلي بين السواري مشان يكون قريب من الصف الي بين يديه السائل: نعم الشيخ: وإلا بيتأخر عن الصف بين السواري السائل: يعني ... . الشيخ: طيب شو سؤالك إذًا؟ مو هذا سؤالك؟ السائل: نعم الشيخ: طيب أنت عم تجاوب عن سؤالك وإلا أنا بدي أجاوبك عن السؤال؟ السائل: بس يعني نعتمد إذا تركنا الصف بين السواري وصلينا في الثالث مع أنه في نقص بالصف الثاني إذا كان فيه سواري الشيخ: يا أخي الصف بين السواري لا يعتبر صفا السائل: نعم الشيخ: طيب, فإذًا الغيه من ذهنك و ... الصف على الشرع وهو الذي لا يكون بين السواري ولو كان صار في مسافة طويلة بين هذا الصف الذي ليس بين السواري والصف الذي بين السواري, صُف صف مستقل لا تصف بين السواري إلا إذا كان انحشر المسجد, في ضرورة قاهرة ربما الآن حصل شيء من هذا السائل: نعم الشيخ: فهذه الضرورات تبيح المحضورات أما المسجد واسع فأولا يجب التحاشي عن الصلاة بين السواري والإمام إذا كان على السنة ينبغي أن يختار الصفوف التي لا نتقطع بسبب السواري قد يكون مثلا بين, في مؤخرة المسجد فراغ أكثر من مقدمة المسجد السائل: نعم الشيخ: فيتأخروا حتى يتحاشى قطع الصف الثاني أو الثالث المهم الصف بين السواري لا يجوز إلا للضرورة, غيره؟ سائل آخر: السلام عليكم, سؤال ... . الشيخ: نعم (239/16) «هناك بعض النصارى يقولون إن الله ثالث ثلاثة والله يقول في القرآن: ((لا تقولوا ثالث ثلاثة انتهوا خير لكم إنما الله إله واحد)) فإن لم يقتنعوا بهذه الآية فهل هناك دليل آخر نعطيهم إياه أو نتركهم وشأنهم» السائل: هناك من النصاري من يقول ثالث ثلاثة وربنا سبحانه وتعالى يقول يعني الكتاب ((ولا تقولوا ثالث ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد)) أعطيناهم هذه الآية إلى, اقتنعوا, ما اقتنعوا هل هناك دليل نعطيهم وإلا نتركهم وشأنهم؟ الشيخ: إذا ما اقتنعوا بقول رب العالمين بقول من يقتنعوا؟ السائل: لا يقتنعوا. الشيخ: بقول من يقتنعوا؟ السائل: لا يقتنعوا. الشيخ: إذًا هم كفار. السائل: نعم. الشيخ: ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)) السائل: نعم الشيخ: (وما من إله إلا إله واحد)) السائل: نعم الشيخ: فإذا ما اقتنعوا بكلام الله عز وجل فسوف لا يقتنعون بكلام عباد الله عز وجل السائل: أي نعم الشيخ: ومشكلة هؤلاء أنهم كفروا برسول الله. السائل: صلى الله عليه وسلم. الشيخ: الذي بنص القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة أرسل رحمة للعالمين فكان عليهم أن يدرسوا حياة الرسول عليه السلام وكيف أنقذ الله به العرب في الجاهلية من الظلام إلى النور ومن الضلال إلى الهدى لكنهم أعرضوا عن دراسة الرسول عليه السلام وحياته وما أثر من إصلاح بين قومه وقعدوا يتمسكوا بالتوراة والإنجيل الذي أكل الدهر عليها وشرب. السائل: نعم. الشيخ: فلا تجادل هؤلاء الناس مادام أنهم مثل هذه الآية الصريحة لم يؤمنوا بها, غيره في شيء؟ السائل: ... . الشيخ: هاه؟ السائل: هاي ... . سائل آخر: الرسل أكملهم توحيدا الشيخ: طيب السائل: وأكمل الرسل توحيدا أولوا العزم وأكمل الشيخ: ما لنا بها التفاصيل, ادخل في السؤال (239/17) «هل يتفاوت الأنبياء والرسل في التوحيد؟» السائل: لماذا يتفاوت الرسل والأنبياء في التوحيد؟ الشيخ: يعني في التوحيد لا يتفاوتون لكنهم يتفواتون في التبليغ. السائل: نعم, لكن ورد في العبارة ... . الشيخ: اسمع اسمع. السائل: كما ذكرت .. الشيخ: إسمع. السائل: تفضل الشيخ: الأنبياء والرسول لا يتفاوتون في التوحيد لكنهم يتفاوتون في التبليغ, الرسل يبلغون الناس ما أوحى الله به إليهم في كتبهم في صحفهم, الأنبياء يبلغون الناس ما في هذه الصحف, فالأنبياء لم يُرسل إليهم كتاب ولم تنزل عليهم صحف فهم يبلغون المسلمين في زمانهم أو العالمين في زمانهم ما أوحى الله إلى الرسل الذين كانوا من قبلهم. السائل: نعم الشيخ: هذا هو الفرق, أما التوحيد ما في فرق سائل آخر: شيخنا سؤال لو سمحت (239/18) «كيف نبطل حجة من يقول: لا نأخذ بحديث الآحاد في العقائد؟» الشيخ: نعم السائل: كيف نبطل حجة من يقولون لا نأخذ أحاديث الآحاد في العقائد؟ الشيخ: أيضا هؤلاء يا أخي جهلة لا يعلمون حياة الرسول عليه السلام وعلاقته مع الأمم حينما كان الرسول عليه السلام يُرسل أحد أصحابه كمعاذ بن جبل, أبي موسى الأشعري, علي بن أبي طالب, دحية الكلبي وغير هؤلاء الرسل كانوا هؤلاء أفرادا فيذهبون ويدعون العرب والنصارى الخارجين عن الدين أفراد يدعونهم إلى الدين فهل يدعونهم إلى الوضوء والطهارة والنجاسة وإلا يبدؤون بالتوحيد؟ السائل: التوحيد. الشيخ: التوحيد, التوحيد أس العقائد كلها إذًا قامت الحجة بالفرد الواحد. السائل: نعم. الشيخ: المهم أن يكون هذا الفرد الواحد أولا أن يكون مسلما ثانيا أن يكون ثقة عدلا ثالثا وأخيرا أن يكون عالما بالكتاب والسنة. السائل: نعم. الشيخ: وهكذا كان أصحاب الرسول عليه السلام هؤلاء الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاة إلى تلك الشعوب أن يدخلوا في دين الله أفواجا, ما أرسل ناس كما يفعل جماعة التبليغ بيطلعوا عشرة عشرين ثلاثين كل واحد أجهل من الآخر, وين رايحين؟ قال يدعون الناس, " فاقد الشيء لا يعطيه " فالواجب على هؤلاء وأمثالهم أن يتعلموا الإسلام ثم أن يبلغوه الآخرين سواء كانوا من المسلمين الضالين أو من القوم الكافرين والسلام عليكم. السائل: ... . سائل آخر: أحبك في الله الشيخ: أحبك الله الذي أحببتني له وجزاك الله خير, تفضلوا يا إخوان! السائل: ... . الشيخ: ... ما سمعت الآن من الكلام السائل: مبتدع أو لا؟ الشيخ: لا لا مبتدعين, لا يعلمون السنة سائل آخر: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام (239/19) «سؤال بالألبانيةالسائل: ... شتكون زيارة الشيخ: أيه السائل: ... . الشيخ: ... يلا السلام عليكم, سكروا الباب. السائل: ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الشيخ: كيف حالك؟ شو رأيك في ... . السائل: والله شيخنا الشيخ: شو رأيك؟ السائل: طيب الشيخ: بس ما تكون مشغول السائل: لا ما في مشغول الشيخ: يلا تفضل السائل: طيب بس أروح الشيخ: يلا نحن هناك السائل: أحد من الصحابة الشيخ: بدعة السائل: بدعة, ما هو دليل هذا ال الشيخ: (من أحدث في أمرنا هذاا ما ليس منه فهو رد) السائل: جزاكم الله خير الشيخ: وإياك السائل: ... يتكلم الشيخ: قلت لك أنا ما فهمت عليك سائل آخر: كيف حالك شيخ السائل: ... سلف ... ضروري الشيخ: أهلا كيف حالك؟ سائل آخر: الحمد لله. (239/20) «قلتم لا يسمي الرجل بعلاء الدين وعاصم الدين فكيف اسمكم ناصر الدين؟» السائل: هل أنت قلت يا شيخ أن الأسماء لا تطلق في إسم علاء الدين وعصام الدين؟ الشيخ: ... كويس السائل: أسماء نعم هو الشيخ: وناصر الدين السائل: والدك ناصر الدين الشيخ: كيف والدي؟ السائل: محمد ناصر الدين, مو والدك الشيخ: والدي سماني أنا السائل: أه الشيخ: لكن أنا " غيري جنى وأنا المعذب فيكم *** فكأنني سبابة المتندم " لكن هذا ما يمنعني أن أبلغ الناس السائل: فشيخ هل هناك دليل على .. الشيخ: فهمت علي؟ السائل: نعم فاهم أنه هذا .. الشيخ: ... وأنفسكم السائل: ... . الشيخ: ((هو أعلم بمن اتقى)) هذا هو السائل: يعني هذا الدليل ... . الشيخ: ... يكفي؟ السائل: لا يكفي ... . الشيخ: قولك ... هذا هو الدليل؟ السائل: الدليل الشرعي, سائل آخر: شيخ ليش ما في السائل: بارك الله فيك (239/21) «لماذا لا تأتون إلى الكويت؟» الشيخ: كيف؟ السائل: الكويت ... . الشيخ: ما ... . السائل: ليش ما تجي على الكويت؟ الشيخ: لأنه ... ضعيف ما عندكم استطاعة تجروني عندكم السائل: الله أكبر السائل: لك ... . الشيخ: كنت أنا في الكويت أنت وين كنت؟ السائل: والله كنت مو ... ذاك الوقت الشيخ: (ضحك الشيخ رحمه الله) هذه مشكلة على أنا ندمت على السؤال السائل: لا لا شيخ الله يبارك فيك سائل آخر: الله يبارك فيك الله يسعدكم, السلام عليكم سائل آخر: ... أخبار الشيخ: كيف؟ السائل: عند الشيخ محمود شيخ الشيخ: يجيكم؟ السائل: أي نعم الشيخ: إن شاء الله السائل: زيارة الشيخ: لما صدام ينصدم وإلا ... كيف أغير ... . السائل: ... . الشيخ: لا ... . سائل آخر: جزاك الله خير السائل: الله أكبر (239/22) «المسافر المتردد في الإقامة في البلد هل يقصر الصلاة وإذا نوى الإقامة في بلد شهر أو شهرين هل يتم الصلاة أم يقصر؟» السائل: ... متردد يعني يُقصر في الصلاة الشيخ: أي نعم السائل: وإذا ... كان نيته البقاء هنا شهرا أو شهرين؟ الشيخ: خلاص السائل: يتم الشيخ: مقيم نعم السائل: يتم في السنن ويستطيع الصيام الشيخ: مقيم مقيم ماذا يفعل المقيم؟ السائل: كل ... . الشيخ: كل السائل: صلاة الشيخ: هذا هو السائل: الله يجازيك خير سائل آخر: السلام عليكم شيخ الشيخ: وعليكم السلام السائل: خلاص هو معكم الشيخ: ... . السائل: شيخ مؤلف (239/23) «ما رأيكم في كلام الشيخ محمد بن عبد العزيز المسند: الموظف في الدوائر الحكومية ليس له حق في الإجازة إلا يوم في الأسبوع أو شهر في السنة والعكس يستحق البعد والطرد مثل تارك الصلاة يستحق البعد من رحمة الله» السائل: الشيخ محمد عبد العزيز المسند, إيه موظف يعمل في الدوائر الرسمية لا يحضر ... للعمل إلا يوما في الأسبوع أو شهرا في السنة ... هنا ألا يستحق الطرد عن العمل مثل المصلي يعني ألا يستحق الطرد من, ... من روح الله خطأ صح خطأ هذا كلامه؟ الشيخ: ... ولكن الفرق بين العبد والرب, الرب قد يغفر الذنب مهما كان كبيرا. السائل: يعني كلامه صح وإلا؟ الشيخ: بأقل لك, ما فيه فرق هذا مقصر وهذا مقصر, هذا مقصر في وظيفته مع العبد, هذا مقصر في وظيفته مع الرب, لكن الرب ليس كمثله شيء فهو كما قال عز وجل ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) فتارك هذه الصلاة لا نستطيع أن نقول إنه كفر ولكنه يستحق العذاب من الله فإن شاء عذبه وإن شاء غفر له السائل: الله يجزيك الخير الشيخ: وإياك, ... يا إخواننا (239/24) «ما رأيكم في توزيع كتابة التوحيد وأنواعه والبر والصلة والسيرة في مطويات ومنشورات وتوزيعها على الإخوة رجاء ثواب الله؟» السائل: أنوي أن أبدأ يعني ... مذكرات بأنواع التوحيد وأنواع الشرك وعقوق الوالدين الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله السائل: يعني اتباع سنة النبي وإنهاء يعني وأعطيها لإخواني فليعني لا بأس بها ولكن لو محضورة؟ الشيخ: ما فهمت, لا بأس بها إيش يعني؟ السائل: يعني هل هذه الخطة جيدة يعني استخرت الله سبحانه وتعالى فهل يعني اكشفها وأوجها يعني لوجه الله هل أنتفع يعني خطة جيدة وإلا لا؟ الشيخ: إيش هي؟ السائل: يعني أكتب مثلا التوحيد وأنواعه ... . الشيخ: لا في رسائل مؤلفة السائل: أه الشيخ: فيه رسائل مؤلفة من قبل وزعها على الناس السائل: نعم الشيخ: وزعها ممن ألفها أهل العلم السائل: نعم الشيخ: وأنت ما تكلف حالك السائل: بارك الله فيك الشيخ: وعليك السلام ... . السائل: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته سائل آخر: شيخنا السيارة ما هي واسعة ... . (239/25) «قال تعالى: ((يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) لما خص الله النفس ولم يخص الروح؟» السائل: ... ((راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) فهل يعني هذا الروح لم خص الله بالنفس ولم يخص الروح؟ الشيخ: هذا سؤال غير وارد قد تكون النفس هي الروح وقد تكون الروح هي النفس وإن كانت شيئا آخر فهذا ليس له علاقة بالحياة الدنيوية حتى يعرف الإنسان وإنما هي في الحياة الأخروية. السائل: نعم. الشيخ: مش ضروري هذا السؤال. السائل: جزاك الله خيرا! الشيخ: وإياك إن شاء الله! السائل: آمين الشيخ: شو عم يستنى أبو (239/26) «هل يجوز أخذ اللقطة وهل هناك حد للقلة في مقدار اللقطة التي يجوز أخذها؟» السائل: بيجد الرجل مبلغ من المال نصف دينار أو دينار أو كذا مبلغ بسيط كيف يتصرف فيه هذا؟ الشيخ: يجده لقطة يعني؟ السائل: نعم نعم الشيخ: إذا كان قليلا وكان هو فقيرا فليأكله هنيئا مريئا وإلا يتصدق على فقير. السائل: الحد ... القليلة شيخ ناصر قدر إيه؟ الشيخ: ما في, هذا يعود إلى العرف السائل: بارك الله فيك سائل آخر: شيخي السلام عليكم أنا أروح مع أبو عبد الرحمن اليماني سائل آخر: ... . (239/27) «ما هي كتب العقيدة التي تنصحون طالب العلم بقراءتها؟» الشيخ: ابن تيمية وبن القيم بصورة عامة السائل: نعم الشيخ: وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز السائل: نعم الشيخ: أي نعم وعندك كتاب التوحيد وشروحه لا سيما محمد بن عبد الوهاب السائل: نعم فيه عندنا والحمد لله الشيخ: إيه الحمد لله السائل: نعم سائل آخر: ... السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام أهلين كيف حالك؟ السائل: بدنا تكون مبسوط الشيخ: الله يبارك السائل: الخطباء والكاساتات أي كاسيت أفضل يعني أسمعها؟ الشيخ: شوف أهل التوحيد و ... التوحيد في كل بلاد الإسلام السائل: نعم الشيخ: لا على التحديد ... شو ما لك شايفني أنا ... حاطط نظارة (239/28) «الكلام على السقاف وبيان دجله في مسألة إنكاره لتقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وأنه لا فرق بينهما» أبو مالك: هذول تعلموا عند السقاف الشيخ: أنا ما فهمت عليه هذا لإيش تعرض؟ المسألة لما شفت عم يتسرع ويقطع الصفوف استبشرت شرا أبو مالك: هذه ... . الشيخ: لكن ما فهمت عليه لإيش تعرض؟ أبو مالك: يا سيدي تعرض أنه بيقول أنه هذا الشخص هو رد رد سيء أنه قال هذا التقسيم الذي ذكره, هذا التقسيم لا يقول به إلا ضال الشيخ: أي تقسيم؟ أبو مالك: توحيد الربوبية والألوهية والأسماء الشيخ: هو قال هيك؟ أبو مالك: أه الشيخ: أعوذ بالله أبو مالك: أي نعم, هناك هناك شيخنا أو هذه أيوه الشيخ: ... . سائل آخر: وقل ... عن السلف الصالح وأن ال ... والألوهية بمعنى واحد ما ... منها الربوبية والألوهية الشيخ: الله أكبر السائل: قال ما في فرق أبو مالك: ... أظن الخامسة أظن قال ... لا يقول به إلا جاهل الشيخ: هذا الظاهر أنه شيعي ... والله أعلم , يمني هذا أبو مالك: يماني نعم, هذا من عند, الشافعي هو الشيخ: ... . أبو مالك: شافعي المذهب الشيخ: تعرفه من قبل أبو مالك: ... شافعي المذهب الشيخ: سهل وربما على ضربيتهم أبو مالك: أي نعم هي الضربية هي الأولى الشيخ: الله أكبر أبو مالك: أي نعم سائل آخر: ... . (239/29) «فائدة حول اسم سهيلة والفرق بين سهلة وسهيلةأبو مالك: رميت إليه أو ألمحت إليه وهو التيسير الذي كان, هذا الذي تريد؟ السائل: نعم أبو مالك: أه الأمر الثاني أن سهيلا مصغر سهلة وهذا للتحبب والأمر الثالث, الأمر الثالث أن نطق سهيلة يعني أخف من سهلة, سهيلة فمن أجل هذا بنقول أنه جمع ثلاث مزايا ما كانت تجتمع في سهلة السائل: أي نعم الشيخ: في السنة بتوسع دائرة القدوة فتقول واقتدي بأضعافهم السائل: نعم الشيخ: هذا إذا كنت كما تقول السائل: لا بس هي في آخر القياس الشيخ: أي فإذًا؟ أنا قلت لك السائل: حتى إمامي الشيخ: أنا بأقل لك السائل: ... أنت أيضا الشيخ: أنا أقتدي بأضعافه إذا كنت كما تقول (239/30) «هل تضعيف الإمام أحمد لبعض الرواة ممن قال بخلق القرآن ليس من باب الضبط وإنما من باب التحذير؟ والرد على السقاف ومنهجه» أبو مالك: ... فهذا بس كلامه يراد به التحذير فقط؟ لما يضعف واحد ممن يقولون بخلق القرآن؟ الشيخ: عفوا, فأنت تريد أن تقول ماذا؟ لأنه أنا ذهب ... في شيء آخر أبو مالك: أقول بأنه الإمام أحمد يذكر بأن الإمام أحمد الشيخ: نعم نعم بس أنت شو بتريد تضيف عليه يعني أبو مالك: أنا أريد أن أقول يعني هل هذا هو حقيقة رأي الإمام أحمد في هذه المسألة بالذات؟ في التضعيف والتوثيق؟ الشيخ: أيه أنا ما بيظهر لي شو مرادك لتذكر شو ما الذي يُستدرك عليه؟ أبو مالك: يعني هو يقول بأن الإمام أحمد تضعيفه لبعض الرواة الذين قالوا بخلق القرآن ليس من باب رد الحديث, من باب رد الرواية وإنما يكون من باب التحذير فقط. الشيخ: الآن ظهر المقصود من كلامك أبو مالك: أي نعم الشيخ: طبعا لا, هو يضعف فهو يوقّع كلام الإمام أحمد ... يلتقي مع وجهة نظره هو أبو مالك: وجهة نظره هو, هذا غريب وعجيب هذا, يعني هذا زيغ في الدين هذا يا شيخ الشيخ: أيه هنا المشكلة أبو مالك: حقيقة ... . الشيخ: هو باستطاعته يقول أنه رأي أحمد كذا لكن رأي غيره كذا وأنا مع هذا الغير أبو مالك: هذا هو الشيخ: أما أنه يتأول كلام الأ, هذا له يعني كثير من المواطن هكذا يفعل. أبو مالك: أعوذ بالله الشيخ: مثلا مثلا مما سمعتم يذكر عن بن عدي أو العقيلي أنه بيقول, عن بن عدي الآن تذكرت يقول في عبد الرزاق صاحب المصنف أنه صدوق, يقول مش معقول عبد الرزاق إمام مصنف إلخ مش معقول يقول بن عدي فيه فقط أنه صدوق فهو بيتصور بن عدي كأنه عايش في زمانه وجمع الأقوال كلها من هنا وهناك من الأئمة والحفاظ ثم كوّن رأيا من مجموع الأقوال بينما بينما بن عدي إمام يعني بيعطي رأيه الخاص غير معتمد على جهود الآخرين كما نفعل نحن فهو وصل للشيء, هذون يقول في عبد الرزاق بأنه صدوق أبو مالك: هذه صفة يمدح بها و الشيخ: ولذلك بقى بيجي يتأول كلامه بتأويل بيشكك بقى الإنسان في أن يقبل كلمات الأئمة أبو مالك: فضيع الشيخ: أي نعم أبو مالك: شيء عجيب الشيخ: هذا نظري الرجل كان السائل: ... هذا الشخص متهم ب ... ف ... قد يتكلم في أهل السنة و الحديث أو يتكلم في ال ... بأشخاص حينما يقول فيمن لا ... كما في ... . الشيخ: بأنه صدوق مع أنهم ثقات, لك صفات عندك أنت أما عنده صدوق. السائل: أو ... في الكلام على الرواة الموصوفين بال ... . الشيخ: ما بيسمع السؤال السائل: أنا موجود في ... . الشيخ: هاه هلا بتسمع الجواب بس ما تستفيد منه لأنك ما سمعت السؤال. سائل آخر: ... . سائل آخر: ... كتاب الصحيح يعني هذا الشيخ: أكثر من الفقه السائل: أي نعم سائل آخر: وعلى القسم الأول من ... . السائل: بس سببا في الرد التضعيف أبو مالك: غير الصحابة الشيخ: كلامه إنما يصح فيما لو كان عن علي بن المديني أنه هذا الرجل هالي فيه حديث صلاة العيد هو نص على جهالته ومع ذلك قال هذا حديث صحيح بيكون كلامه سليم لكن هو شو بيساوي؟ بيلفق فلان قال فيه هذا مجهول وفلان قال فيه مجهول لكن علي بن المديني صحح الحديث إذًا علي بن المديني يصحح حديث المجاهيل, هذا هذا تلفيق هذا أبو مالك: أي نعم الشيخ: هذه مشكلة, سبحان الله أبو مالك: ... مصيبة هذا, حرام هذا الرجل هذا يتصدر للتدريس هذا العلم حرام, هذا كارثة والله الشيخ: بعدين بيجي بيقول للحاضرين وما فيهم واحد إلا في الجهل بالحديث مثله أو أكثر منه بيقول قبل كل شيء النظر في المتن, ليس في السند أبو مالك: هو تصحيحه وتضعيفه مبني على السند, لا حول ولا قوة إلا بالله ... السند كيف يستقيم " وهل يستقيم الظل والعود أعوج " الحقيقة السند هو العود عود سائل آخر: ... . أبو مالك: أي نعم الشيخ: " لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء " أبو مالك: الإسناد هو الدين سائل آخر: من الدين نعم أبو مالك: والله حرام هذا حرام السائل: ... الترمذي ... صحح أبو مالك: أعوذ بالله السائل: ... قبل البخاري ... الصحيح ... . سائل آخر: حتى وفي البخاري كمان السائل: ... . الشيخ: مشكل التلفيق هنا مثل التلفيق في الفقه, بيجيب ضلالات السائل: فيه امتهان ومع ذلك الشيخ: لا تلفيق تلفيق السائل: ... راوي راوي الحديث راوي عن جابر الشيخ: ليش قال هيك؟ قال لأنه نظر في السند واستنكره مع أنه من دأب بن خزيمة في الصحيح بيقول أنا بريء من عهدة هذا الراوي لأني لا أعرفه فيه عدالة فهو يرد الحديث بالجهالة, شو بيجيبها هو هذا عبد الله ليش رد الحديث؟ لأنه نظر في المتن أبو مالك: أعوذ بالله. الشيخ: طيب لو قلنا له أرأيت لو كان مثلا موثقا لكن في حفظه ضعف ويكون حديثه حسن, هل يرده من ناحية المتن, قد يقول نعم, هل انتقل الثقة الحافظ الضابط, هل يرد حديثه من حيث المتن, يعني رجل فوضوي ... . أبو مالك: أي والله الشيخ: والمصيبة أنه عم يلقي دروس, بيلقي دروس. أبو مالك: أي نعم وإعجاب من الناس وأنا ظني شيخنا أنه هذا أيضا ... يروج له عن طريق بعض المشايخ حتى يقال أنه يعني لقد ظهر الشيخ: فيه عندنا يعني علماء في الحديث. أبو مالك: أي نعم الشيخ: علماء ... . أبو مالك: أي نعم, هذا يعني يشار له ولعله يوجه الشباب توجيه. (239/31) «كلمة أبو مالك حول فضل علم الحديث وأهله والكلام على ظاهرة حب التصدر من الناشئة والطعن في الألباني وكتبهأبو مالك: العلماء الذين اشتهروا في هذا الفن أو في علم السنة, في علوم السنة وحذقوها يعني حذقا جيدا وصار لهم شأن يذكر فيها وبعضهم حتى لم يُعرف بالتأليف وإنما عُرف بالرواية عنه والنقل الشيخ: أي نعم أبو مالك: أقول تجدهم قلة يعني, قلة قليلة في تاريخ الإسلام, نعم حتى نجد مثلا الذين دونوا الحديث الرواة الي رووا وهذو طبعا هؤلاء ما يعني روايتهم لأنها بيعزوها إلى غيرهم يعني التضعيف والتصحيح فهذا الصنف ... كثير صح ولذلك رأينا بالمؤلفات الكثيرة والكثيرة جدا في السنة لكن الذين يحكمون على الصحة والضعف قلة ف ... نتعجب في هذا الزمان يعني صرت أنا أشوف كثر حقيقة الشيخ: كثرة كاثرة هذه أبو مالك: أي والله شيء غريب وعجيب, شيء عجيب يعني الواحد بيخاف لأنه هذا يعني قولك هذا حديث ضعيف وهذا حديث حسن وربما أيضا طبعا الشهرة وحب الذات أو حب الشهرة وحب السمعة يدفعه إلى أن يبحث عن سبب لتضعيف حديث صحيح حتى يُقال بأنه وصل إلى ما لم يصل إليه غيره الشيخ: هذه بلية كبرى والله فإنا لله وإنا إليه راجعون أبو مالك: كلام منه هذا الرجل يعني في الشريط هذا أو في غيره أو نقلا بأنه كأنه يعني يلمز ويرمي ببعض كلماته اللازمة إليكم. الشيخ: هو كذلك يقول بعض المعاصرين يصحح ما اتفق علماء الحديث على تضعيفه ويضعف ما اتفق علماء الحديث على تصحيحه. أبو مالك: ... مثلا يعني على الشيخ: أبدا ... . أبو مالك: حسد يعني إذا كان لو كان مثلا الآن يضعف أو يوثق من الناس الذين يشتغلون في هذا العلم فأنا أعتقد هذه وحدها كافية في تضعيفه. الشيخ: أي صحيح, هذو ... وسيلة خير أبو مالك: أي نعم الشيخ: أقل ما يقال يعني أبو مالك: ... شيخنا التسور على حرم أمن هذا حرم عظيم جدا وحرم يعني لا يدخله من كان قادرا على أن يصبر على الحياة والعيش فيه لأنه هذا كثير من الناس ما يُطيقون العيش في هذا الحرم ... وميسرة في كل زمان ما فيه يعني القدرة على المصابرة والأخذ بهذه الأسباب لأنه في طرائق خفية جدا يعني رُغم تيسرها وقد تبدو لأول وهلة بأنها سهلة ومن الممكن يعني اتخاذها سبب أو أسباب في الوصول إلى إتقان هذا العلم لكن بعد النظر والتأمل تجد فيها صعوبة بالغة مثلا ما يسمى بإيش هذه اسمها العلة العلل الخفية شيخنا الشيخ: ... . أبو مالك: نعم؟ الشيخ: أصعب علم هذا سائل آخر: ... . أبو مالك: العلل العلل الخفية الشيخ: ... . أبو مالك: أي نعم العلل الخفية هذا ما ما يستطيع كل واحد يقول والله أنه أنا أستطيع أنه أصحح وإلا أضعف بهذه العلة بوجودها أو أصحح بفقدانها لأنه كم من هذه العلل قد تجتمع أمام الإنسان وتختلط عليه فيصعب عليه أيضا تمييز الحديث الضعيف من الصحيح فيها ... الأول السائل: أي نعم الشيخ: أليس كذلك؟ الشيخ: أي هذا هو السائل: أه الشيخ: الذي ... . السائل: آه! أبو مالك: لكن يا ترى يعني هل كان شيخ مقبل هو الذي يشيع في تلاميذه هذه القالة؟ السائل: ما نتهم الشيخ يعني معاذ الله ولكن أبو مالك: أقول السائل: ... كلامي هنالك من الناس ربما ما يفقهون شيئا في الحديث ينقلون عن ناس طلاب مثلا فيكون هنالك تحريف ... هنالك يعني مغرضون يريدون النيل من الشيخ أبو مالك: ... أقول من تجربتنا يا أبا عبد الرحمن, تجربتنا الي عشناها في الدعوة وجدنا أن كثير ممن ينتسبون إلى مدرسة فلان أو فلان من الناس, المدارس العلمية أقصد التي اشتهرت أحيانا يحملون شيوخهم ما لا يُحتمل وينسبون إليهم كلاما لم يقولوه ويكون غرضهم من هذا أحد أمرين إما الإيقاع بين فلان وفلان من الناس وكلاهما لا يعرف عن الآخر ماذا يقول الشيخ: صح. أبو مالك: نعم؟ الشيخ: صح. أبو مالك: وإما أن يكون يُراد أنه هذا متقحم ويريد أن يشهر نفسه ولكن لا يستطيع أن يثبت هذا القول أو ينسبه إلى شيخه وربما لو علم شيخه ما قال لعزله على قوله ولامه عليه ولكنه يقوله في بعد ولأي عنه السائل: صحيح ... . أبو مالك: لأننا بنعرف يعني من الشيخ أخونا الشيخ مقبل أنه ما في عنده هذا الأسلوب يعني ... على شيخنا لأنه يجل شيخنا ويحترمه السائل: ... ما في شيخ على أبو مالك: لما تسمع الإمام الشافعي ومن هو الإمام الشافعي في علمه في اللغة وهو بحر فيها في علمه في السنة وهو بحر فيها في الفقه وفي الشعر وفي الأدب وفي الأصول طبعا هذا واضعه الأول ثم بعد ذلك يكتب للإمام أحمد أنه يبعث أو يرسل إليه بما عنده من الحديث لأنه أعلم منه به , لكن ما بعرف هذا العلم هذا نحن الشيخ: دير بالك شيخنا شيخنا انتبه أبو مالك: هذه المأثورات من الأقوال ومن سير الرجال يقرؤها هؤلاء الناس ثم بعد ذلك يتسورون الشيخ: ما يتأدبون بها. أبو مالك: ما يتأدبون بها وأنا أعجب والله أعجب جدا, وبعدين يا سبحان الله في شيء مهم أنه إذا كان الله عز وجل أدبنا ونهانا لما قال ((اجتنبوا كثيرا من الظن)) ((ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم)) هذا إذا كان الأحياء فما بالك في الأموات يعني إذا كان في الأموات أشد لأن الحي قد يغلب وأنت ميت والحي قد يدفع عن نفسه ما يُرمى به لكن إذا كان ميتا من الذي يدفع عن هذا الميت إلا أن يكون هناك حي ينصف هذا الميت وهيهات هيهات. وهذه من علامات الساعة شيوع القلم وظهور العلم, هذه من علامات الساعة والرسول عليه الصلاة والسلام مثل ما ذكرت ... في خطبة اليوم لما الرسول قال (تفترق أمتي) أراد تحذير الأمة فلما الرسول عليه الصلاة والسلام تحدث عن أمارات الساعة وعلاماتها أراد أن يبين للناس أنه هذه ... في هذه العلامات وفي هذه الإمارات عندما يدركها الناس بالمخالفة بأنه هي مخالفة عن الأمر والنهي للوقوع في هذه العلامات لأنه الرسول عليه الصلاة والسلام لما يجعل أن ظهور العلم وفشو القلم وانتشاره من أمارات الساعة معناها أنه هذا الشيء غير ممدوح ما هو ممدوح ... لأنه فعلا انتشار العلم وظهور القلم وفشوه هذا مما يجعل فيه هناك يعني إختلاط العلم بعضه مع بعض وما يستطيع الإنسان التمييز الآن يعني كم كتاب في اليوم يظهر؟ كم كتاب في اليوم يظهر؟ هاه, هل يستطيع إنسان أن يقرأ مثلا ذُكر الشيخ ناصر الدين الألباني وطُعن عليه في كتاب مين الي بيعرف أنه الشيخ ناصر الدين الألباني طُعن عليه في هذا الكتاب إلا من يسمع بأنه يمكن أن يقرأ وربما تكون قراءته لهذا الكتاب على طريق الصدفة فيعلم لكن جل الناس سيعلمون ويمضي الزمن وتنقضي الأيام والأعمار ثم يموت الشيخ ناصر بعد عمر طويل وعمل صالح ويموت أيضا الجيل الذي معه ويأتي الجيل الآخر ويقع هذا الكتاب في أيدي الجيل الآتي أو القرن الذي بعده فماذا يقال؟ أي عجيب هذا الشيخ: ... بن تيمية متى عُرف؟ أبو مالك: بعد موته الشيخ: لا , بعد موته بزمان بقرون, الآن عُرف بن تيمية أما الي كانوا بيعرفوه من قبل أفراد في كل بلد سائل آخر: أي نعم ... . أبو مالك: وهذه نعمة يعني نعمة من الله سبحانه وتعالى من بها على هذه الأمة أنه بن تيمية يعرفه الناس بعد موته بقرون هذه نعمة ... نعمة عظيمة علينا نحن في هذا القرن في الزمان, من أعظم النعم. (240/1) «ما رأيكم في إطلاق لفظ الجهة والحد بالنسبة لله عز وجل وما صحة نسبته لشيخ الإسلام ابن تيمية؟» أبو مالك: والله شيخنا مسألة الحد التي يقول التي تنسب إلى ابن تيمية الشيخ: أي نعم أبو مالك: يعني طبعا بن تيمية رحمة الله عليه أنا أعتقد بأنه رمي بهذه التّهمة رميا لعدم معرفة الذين طرؤوا ماذا يعني ما عرفوا مُراد بن تيمية فيها ثم نسبوا إليه هذا الأمر أليس كذلك شيخنا؟ الشيخ: هو كذلك الأمر في الحد كالأمر في الجهة وبن تيمية له كلام جيد في الجهة, هو قبل كل شيء يقول, شو هذا الأشغال باذنجان؟ أبو مالك: بادنجان هذا الشيخ: باذنجان. يقول أولا لفظة الجهة ما وردت في السنة لا سلبا ولا إيجابا ولذلك فنحن لا نقولها, هذا منطق سلفي ممتاز لكن يضيف إلى ذلك فيقول لكن كل من ادعى الجهة أو أثبتها ننظر ماذا يقصد بإثباته إياها أو بنفيه إياها فإن كان المثبت يعني ما جاء في الكتاب والسنة إثبات العلو لله عز وجل على العرش كصفة لا يعرف حقيقتها إلا الله لكن له هذه الصفة صفة العلو فنحن ننكر عليه اللفظ دون المعنى, أما الذي يريد بإنكار الجهة إنكار هذه الصفة نفسها فنحن ننكر عليه اللفظة والمعنى الذي يُريده, هذا هو الموقف الذي عندي صحيح, كذلك الحد, الحد مروي عن بعض الأئمة, ما يهمّنا أن يكون هو بن تيمية أو غيره لكن الحقيقة المهم أن نفهم معنى الحد, معنى الحد الذي يعنيه هذا الإنسان. أبو مالك: نعم نعم. الشيخ: بالرغم أنه هذا لم يرد أيضا كالجهة, ما جاء في الكتاب والسنة لذلك أيضا كلمة "باين" من خلقه "بائن" أبو مالك: بائن الشيخ: أه " بائن " أيضا هذه لم ترد لكن كلمة "بائن" هي من لوازم الذات الإلاهية أنه كما فصلت اليوم جزاك الله خير أنه هو ليس حالا في مخلوقاته فالذي يتفق معنا أنه ليس حالا في مخلوقاته إذًا هو بائن, فما الذي تنكر؟ ينكر اللفظ ما جاء وافقنا له لكن هل أنت تقول بالمعنى الذي يُراد بهذه اللفظة؟ أبو مالك: لا هو يمكن. سبحان الله سألني ذاك اليوم ... (240/2) «زيادة توضيح من أبي مالك حول لفظ الحدأبو مالك: طبعا بالنسبة للعرش والكرسي طبعا العرش والكرسي مخلوقان لله عز وجل وكل مخلوق له حد ينتهي إليه فقول طبعا نحن نعلم بأنه الله سبحانه وتعالى كما هو صريح القرآن مستوٍ على عرشه الشيخ: أي نعم أبو مالك: فهذا الإستواء طبعا هم من هنا عاد يمكن دخلهم الزلل في يعني عندما نقول بأنه العرش والكرسي محدودان وبأن الله عز وجل فوق عرشه وبأنه هنا طبعا ... هذا الإستواء كما أننا نجهل الإستواء نجهل أيضا حقيقة العرش والكرسي كيف هما. السائل: ... . أبو مالك: أي والله الحمد لله والله الحمد لله الشيخ: ... رسول الله أبو مالك: أي والله سبحان الله الشيخ: ... في ضلال ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. إمام الحرمين عاش الدهر كله وبعدين بينصح بأنه ندمان وعليكم بمذهب السلف, هذه أكبر عبرة. أبو مالك: أي نعم (240/3) «كلمة أبو مالك حول فضل علم الصحابة ومن بعدهم في العقائد والفقهأبو مالك: أو في يعني من الأمة الي وقعت في, ما وقعت, بأقول أنا سبحان الله كيف الصحابة رضوان الله عليهم وهم أعلم هذه الأمة. الشيخ: ما شاء الله أبو مالك: في كل جيل أنه علمهم كان هو يعني كانوا يأخذونه غضا الشيخ: " ومن قصد البحر استقل السواقيا ". أبو مالك: " استقل السواقيا "لكن الله عز وجل قدّر أن يختفي علم الصحابة رضوان الله عليهم ولا يظهر منه إلا القليل ولعل هذا من حكمة الله تبارك وتعالى أنه حتى لا تُعول الأمة على فقه الصحابة الموروث إلا على هذه القلة القليلة التي جُمعت إلينا وعلى غير قصد من جامعيها ليجعلوا من علم كل واحد من الصحابة شيئا مستقلا عن الآخر لذلك أقول أنه الأجيال أو العلماء الذين جاؤوا في القرون في القرون التي جاءت بعد القرن الأول أو القرون الأولى حتى نتخذ من هذه القلة القليلة مما وردنا أو ورثنا عن الصحابة أن نتخذ منه منهجا لفهمنا الكتاب والسنة وإلا لو بقيت أقوال الصحابة رضوان الله عليهم في هذه المسائل الكثيرة والمحدثات التي وقعت في حياة الأمة فنحن ما تعبنا كأن يعني العلماء الذين جاؤوا في الأجيال في القرون اللاحقة كان ما أتعبوا أنفسهم بالنظر في المسائل لأنه استوفوا كل المسائل التي كانت موجودة وخاصة في العقائد وفي العبادات لأنهم احصوها عددا يعني الشيخ: ... . (240/4) «كلمة أبو مالك حول مسألة الحاكمية، وبيان أن كلمة الحاكمية لله كلمة محدثةأبو مالك: في واحد, الأخ البريطاني الي جاء الي تسجيل لما جاء من بريطانيا الأخ شهر الدين الشيخ: أيوه أبو مالك: أي نعم, فتكلمنا هو كان سألني, ركز على مفهوم الإمارة الشيخ: أيوه أبو مالك: وما يسميه بعض الدعاة الإسلاميين بمسألة الحاكمية. الشيخ: أي نعم أبو مالك: الحاكمية لله وما .. الشيخ: طيب وين هؤلاء بدنا نوقف ... وين ... الي بيخفى عنها السائل: لا لا مو هون يا شيخي أبو مالك: صريح هذه سائل آخر: هذا ... . الشيخ: هذا الحصن نعم السائل: ... . سائل آخر: هذا ... . السائل: هذا حصن الشيخ: طيب هذا مو مشهد صدام هذا؟ السائل: أي نعم الشيخ: طيب شو عم يبدو؟ سائل آخر: التوسعة أبو مالك: كنت أتكلم عن مفهوم, عن الإمارة ومن وشروط الإمارة ومما قلت قلت بإحنا طبعا من شروطها أن يكون قرشي النسب الشيخ: أي نعم أبو مالك: في نفس الحديث, قلت عاد أنا العبارة نسيت يعني بالضبط أشو قلت, قلت لو كان لغير القرشي أن يكون إماما لحق لنا أن نقول بأن الإمام في هذا الزمان هو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني, أي نعم فقلنا هو إمام وليس بالإمام هو إمام وهو أعظم من ذلك الإمام. السائل: ... يعني ... أكثر من مرة وجهة نظرك صار غريب ... الأن تصنيفها لماذا هذه الكلمة لا تراها من الناحية اللغوية أو من الناحية الشرعية أو كذا لعلك الأن ألمحت ... . أبو مالك: ملاحظة أولا كما يعني هذه أيضا فائدة استفدناها من شيخنا الأن جزاه الله خير في هذه الرحلة أنه هذه الكلمة, هذه كلمة حادثة ولا تُعرف عند علماء السلف كلمة " الحاكمية لله " هذه كلمة محدثة وهي من الكلمات التي يطنطن بها في هذه الفترة من الزمن وأعتقد يعني لم تكن ظاهرة إلا في الخمسين نصف القرن الأخير فأما قبل ذلك فما عُرفت إطلاقا كلمة الحاكمية وإذا قرأت أنت كتب الفقه والسنة والتاريخ لا تجد كلمة الحاكمية على الإطلاق بالرغم بأنه جاء وقت حكم فيه الفاطميون وحكم فيهم يعني خليفة من خلفائهم يعرف بالحاكم بأمر الله فلم يقل قال الحاكم بأمر حتى هؤلاء ما سموا أنفسهم إلا بهذا الإسم الإسم المنسوب بهذه النسبة الطويلة " الحاكم بأمر الله " وما سمى نفسه " الحاكم بالله " أو " الحاكم لله " أو كذا, " الحاكم بأمر الله " ولعل هذا أيضا مما يلفت النظر إلى أن حتى على أنهم كانوا منحرفين في عقائدهم لكن ما أرادوا للتسمية أن تؤخذ عليهم التسمية ربما لُصقت بهم في التاريخ فأساءت إليهم من بعدهم فأقول هذه واحدة الأولى يعني أنه لم تكن معروفة عند السلف الصالح هذه الكلمة ثم لما نقول " الحاكمية " الحاكمية نسبة لماذا؟ نسبة للحاكم أليس كذلك؟ طيب لما يكون نسبة للحاكم من هو الحاكم؟ طبعا هم قالوا الحاكمية لله, يا ترى لما نقول الحاكمية لله هل هي نسبة صحيحة تدلنا على المُراد الذي يعني أراده ذلك الواضع أو المؤسس أو القائل لهذه الكلمة أول من قال؟ أنا لا أقول بأن المعنى يتحقق بهذه اللفظة لأنه كلمة الحاكم الشيخ: هذه شو أبو عبد الله؟ سائل آخر: هذه شيخي ملعب ... اربد المدينة, مدينة الحسن الشيخ: ... مدخل اربد أبو مالك: ... . الشيخ: هذا كله لم يكن في عهدي أنا, هذا كله جديد أبو مالك: سنوات شيخنا الشيخ: أه؟ أبو مالك: هذه سنوات هذه من ثلاثة أو أربعة سنوات الشيخ: طيب تفضل أبو مالك: أي نعم, فنقول بأنه كلمة الحاكمية لا تُفيد هذا المعنى لأنه النسبة إليها نسبة خطأ لما تقول الحاكم الحاكم طبعا من هو الحاكم؟ إذا يعني المراد هنا هو الله عز وجل الشيخ: ... على اليمين سائل آخر: عن يمين الشيخ: ... . أبو مالك: إسم من أسماء الله؟ ليس من أسماء الله إلا اشتققنا الحاكم من الحكم, مصدر من الحكم مصدر وطبعا نحن نعرف بأنه أسماء الله وصفاته ليست مشتقة, ليس فيها من المشتقات شيء إنما هي توقيفية فلا يجوز لنا أن نزيد عليها أو ننقص منها ومادام أنها توقيفية فكيف يجوز لنا أن ننسب إلى إسم نحدثه لله تبارك وتعالى وهو الحاكم؟ فهذا ما بيجوز ثم ثانيا عندما تقول الحاكمية مادام انتفت النسبة لله من الناحية الشرعية والعقدية بأن هذا الإطلاق لا إطلاق هذا الإسم على الله لا يجوز فما يبقى إلا أن نعدل الشيخ: ... لو سمحت ... . (240/5) «هل يجوز حلق الشارب كليا؟» أبو مالك: ... يستأصل شاربيه ويكاد يقصف ما تحتهما من الجلد, هذا من كيف فهموا من أين جاءهم هذا الفهم العجيب؟ الشيخ: هذا يا سيدي يأتي من ناحيتين, الناحية الأولى عدم الجمع بين ألفاظ الحديث الآمرة بقص الشارب وحف الشارب وإنهاك الشارب والجهة الأخرى عدم النظر إلى سنة الرسول العملية التي تفسر الأقوال أو النصوص القولية. أبو مالك: سبحان الله حتى يعني, وعليكم السلام ورحمة الله, منظر غير حسن الشيخ: رضي الله عن الإمام مالك أبو مالك: أه الشيخ: وقل ما أترضى عن غير صحابي قال " حلق الشارب مُثلة " أبو مالك: ... أي والله الشيخ: ... . سائل آخر: الشباب بيدور بيدور الشيخ: ... . أبو مالك: ويعتقدون أولئك بأنه هذا ليس من حق أحد سواهم, هم وحدهم مسلمون وغيرهم نعم من باب يعني التنزل أو من باب إيش يسموه من باب خلينا نقول الإيش هناك يا شيخنا لما في المذهب الحنفي يقول قياس قياسا القياس, قياسا يجوز التزوج بالشافعية قياسا على الكتابية, أي نعم, فهم من هذا الباب يقولوا قياسا آه على غيرهم نعتبر أنه هذولا يعني ممكن لكن لا يكون بالدرجة مهما بلغ الواحد من الصلاح والتقوى والعلم لا ينافس أدناهم منزلة في علمه وتقواه فإذًا على ذلك نعدهم من الطبقة الثالثة الرابعة الخامسة من المسلمين ونعاملهم معاملة أهل الذمة لهم ما لنا على رأيهم وعليهم ما علينا قياسا على أهل الذمة. (240/6) «ما حكم وضع المجلات التي فيها الصور في المسجد؟» السائل: طيب هذه الجريدة المجلة الي بيحطوها داخل داخل المسجد مليئة بالصور إيه أبو مالك: فمؤسف الشيخ: الله أكبر السائل: هذا من نوع التشبه بردو؟ أبو مالك: هذا لا هم بيعتبرون أنه هذا أول الصور عندهم لا شيء حكمها الإباحة عندهم بل بيعتبروا الصورة أنت ما شفت مجلتهم الي كانت تصدر أو ... إذا كان لازالت تصدر الي بيسموها " المجاهد " أو " البنيان المرصوص " المجلات الي كانت تصدر في أفغانستان بيجيبوا صور الشهداء أي نعم ليش بيجيبوا صورة الشهيد؟ هذا من باب الترغيب الشيخ: " الغاية تبرر الوسيلة " أبو مالك: " أيوه الغاية تبرر الوسيلة " يقل لك هذا لازم يخلد ذكره في الناس وتنشر صورته حتى يعرف فتبقى صورته عالقة بعد موته في أذهان الناس وهذا ما ... شيخنا هذه هي الشيخ: ... ود وسواع ويغوث ونسر السائل: صور الي ... إما صورة كافرة عارية حاملة حجر إما صورة حليق الشيخ: ... ينتصروا وبدهم يرجعوا فلسطين أبو مالك: ... . (240/7) «ما حكم التصفير؟» السائل: التصفير الشيخ: بتقول إيش؟ السائل: تحريم التصفير سائل آخر: تصفير الشيخ: لا ما في أحاديث الصفير لكن الآية الكريمة تصرح بأنها من صنع عباد الأصنام ((وما كان)) السائل: ((صلاتهم عند البيت)) الشيخ: ((إلا مكاء وتصدية)) السائل: ... تصفيق (240/8) «ما رأيكم في بعض المحجبات يطبلن؟» السائل: إيه محجبات وحاملين طبل وعم بيطبلوا سائل آخر: غطاء وجه ... . سائل آخر: ... . الشيخ: أحد فريقين إما إخوانيات أو موجهين منهم السائل: ... . سائل آخر: جماعة ... . السائل: ... بيتحجبوا يعني أبو مالك: محجبة شيخي ... . السائل: حاطة الطبلة سائل آخر: حاطة الطبلة ومرتكية عليها وبتطبل أبو مالك: أه خلاص ... . السائل: شيخنا ... موصوف بالنصب ... أنه هذا هو الحق سائل آخر: ... . السائل: ما في شك ... هذا هو الحق الشيخ: منين هلا؟ أبو مالك: على اليمين الشيخ: بسم الله أبو مالك: على اليمين سائل آخر: على اليمين أيوه السائل: ... على ... . (240/9) «ذكر بعض المسائل في الجرح والتعديل وأسباب نقد السند والمتنالشيخ: أنه ... طعن في الأعمش وفي أبو إسحاق السبيعي فبيخطأ الطعن بيقولوا بيقولوا أنه هؤلاء من كبار الحفاظ. السائل: دور الدورة شيخ الشيخ: يلا بسم الله, أنا عم أشوف الدورات يا أبو عبد الله ولا مؤاخذة كثيرة فهل لأنه بالليل ضايعين سائل آخر: لا لا السائل: لا لا لا الشيخ: وله السائل: لا لا لا أبو مالك: دار النشر هذه السائل: أي هاي هذا ... أول إيشي الشيخ: المقصود أنه بيدفع جرحة جارح لها الإثنين هذول الأعمش وأبي إسحاق السبيعي بقوله أنه لا شك أنه هذا خطأ لأنه هؤلاء من كبار الحفاظ فهو لا يتصور في ذهنه قد يجتمع في الرجل بأن يكون حافظا كبيرا ويكون كذابا مش يكون سيء الحفظ, أي هذا دليل أنه مش ناضج الرجل ولا فاهم كلام العلماء و ... . السائل: ... . الشيخ: عباراتهم يعني الدقيقة أبو مالك: هذا رجل رجلا .. الشيخ: أبو يحيى بن عبد الحميد الحماني أبو مالك: نعم الشيخ: بيقول عنه الحافظ في التقريب, حافظ ما أدري يقول الحافظ كبير وإلا لا المهم حافظ, ندور؟ السائل: على طول الشيخ: بيقول عنه حافظ وكان يسرق الحديث (ضحك الشيخ رحمه الله) هذا مين الحافظ بن حجر شايف؟ إذًا حافظ أبو مالك: أي نعم الشيخ: لكن يسرق الحديث إذًا ليس بحجة أبو مالك: أي نعم الشيخ: سبحان الله أبو مالك: الحقيقة من باب الأمانة والدقة في الوصف, أي نعم الشيخ: مسكين بدو يجي بيخطئ بن حجر يا ليت يكون مصيب لأنه ليس معصوما لكن بجهل بالغ سائل آخر: ... الدوّار على طول شيخي أبو مالك: يكون مفيدا فكيف إذا لم إذا لم يكن يصيب؟ الشيخ: الي حاط سيارة هاي (240/10) «الذي يطلق عبارة " هذا حديث مستقيم " على الحديث من أين له ذلك أو ماهو مستنده؟» أبو مالك: موضوع ال, يعني هذا تكراره لوقف الحديث بالإستقامة أو بالمستقيم أو نحو ذلك من الألفاظ, هذا الإطلاق مبني على إيش؟ الشيخ: هو ينقل من الأول هنا, ينقل عن بعض الأئمة كالعقيلي أنه وصف علي بن المديني بأنه قال بخلق القرآن فهو يطعن فيه من هذه الناحية, هذا الشيخ عبد الله بيقول هذا لا يستلزم الطعن في حديثه بدليل أنه قال أي العقيلي في المديني أنه مستقيم الحديث. أبو مالك: نقلٌ لكن هو عنده حكمٌ على هذا الحديث على هذا الرجل أو ذاك يعني مبني مش مبني على النقل ليس نقلا عن غيره, وإنما يقول بأنه إستقامة المتن دائما يدندن حول هذه الكلمة. الشيخ: لكن هنا هو ناقل بخصوص علي بن المديني أبو مالك: ... فهمها هذه أنه ناقل, لكن يعني طرده هذا الوصف الشيخ: هذا حكينا ... الكلام مش قائم على علم إنما هذا رأي له ... . أبو مالك: أو بعض الأحاديث كأنه يوقع الموصوف بهذا أو بالمتكلم عنه بالتناقض أليس كذلك؟ الشيخ: وهذا واضح في كلامه لأنه بيقول ينظر في متن الحديث فإن كان متن الحديث يعني مقبول فالحديث صحيح وحسن وإن كان حديثه مرفوض بالنسبة لعقله أو علمه على الأقل فبيكون حديثه ضعيف السائل: لكن لا يرد الحديث بسبب, الحديث بسبب الجهالة إلا. السائل: مرة يقبل ومرة لا يقبل الشيخ: مثل من يقول أنه فلان الراوي ضعفه بن المديني ومع ذلك صحّحه الإمام مسلم, طيب إيش فيها هاي؟ هل يعني هذا أن الإمام مسلم ضعّف هذا مع ذلك فهو صحح حديثه؟ أقول مثل هذا الكلام الي بيقوله. أبو مالك: أي نعم الشيخ: مثل رجل أخر يشبه هذا في الجهل بيقول, هذا الطريق صار واحد السائل: ... . الشيخ: بيقول أنه من قيل فيه ضعيف فحديثه يصحح بدليل أنه فلان قال فيه بن معين ضعيف وروى له مسلم في صحيحه فصصح له إذًا ما يلزم من تضعيف الرجل أن يكون ضعيفا السائل: هذا الشيخ: هذا بيقوله إنسان, هذا مثله, هذا مثله تماما السائل: في اشتقاق مثلا في التعديل أو في اتفاقه, معظم أن هذا على الطريقة هذه, أه؟ كلام ... . الشيخ: ... الثقات ... يوثقه برواية سند عنده فيه متّهم بالكذب وفيه وضّاع فبيقول في الحديث منكر جدا كما في الثقات هو بيقول ما بيروي في الثقات إلا إذا كان رجل حديثه غير منكر. أبو مالك: كيف ... . الشيخ: مش دارس دارس قواعد نظرية مش هاضمها السائل: وبن جبرين ... هذا الي اش يقولوا, من نجد هو بن جبرين هذا الشيخ: ما أعرف عنه أبو مالك: بالنسبة ل, سمعنا عنه أنه من العلماء الشيخ: من هيئة كبار العلماء السائل: ... هو؟ الشيخ: أه سائل آخر: ... أنشرها كتابيا قريبة ... والفتاوى ... . أبو مالك: ... بن جبرين ... إمام الدعوة يعني محمد بن عبد الوهاب الشيخ: قال شوف الفوضى بقى في الكلام قال كثير منهم من يذهب إلى تضعيف حديث المجهول, كيف تحكم عليه بأنه ضعيف وهو مجهول؟ لك يا أخي هو بيقول أنه راوي الحديث الضعيف مجهول فإذا كان مجهولا فيكون حديثه ضعيفا, مش الراوي ضعيف, الراوي مجهول هو بيقول آه لكن هذا الراوي المجهول إذا روى حديثا ماذا يكون حديثه؟ يكون ضعيفا هو بيقول كيف يجمع بين قوله مجهول وبين ضعيف, يا أخي هو ما بيقول عن الراوي مجهول ضعيف لا. أبو مالك: هو قد لا يكون ضعيف لذاته الشيخ: أه إيه سبحان الله سائل آخر: ... شيخنا ... تصحح وهو ضعيف يعني كيف نصحح الحديث أو نحسن منه أبو مالك: وهو مجهول سائل آخر: وهو ... عفوا وهو مجهول الشيخ: إيه هو هذا كلامه السائل: قاعدة من نفس الطريق الشيخ: أي نعم أبو مالك: طريقه, قلتم يا شيخنا الذهبي ثم سكتتم قبل هذا الشيخ: أي نعم, الذهبي في كتابه " الكاشف " (240/11) «الكلام على طريقة تدريس الشيخ الألباني في الجامعة الإسلامية لمادة الحديث و ذكر منهج ابن حبان في توثيق المجاهيل ومخالفة ابن حجر له في التقريبالشيخ: أنا عملت درس للطلاب في الجامعة في زماني كنت ابتدعت الحقيقة درسا ليس معروفا أظن حتى اليوم إلا يكون بعض الجامعات مشوا على هذه البدعة الحسنة إن صح التعبير, سميت درس " الأسانيد ", كنت سأحضر كتاب " خلاصة تهذيب الكمال " وأحضر كتاب " سنن أبي داود " وآمر الطالب بأن يكتب حديثا بإسناده وأذكر أنني من الدروس التي أعطيتهم إياها الدروس العملية كنت أقول لهم ثبت عندي بالإستقراء كل حديث يوثقه بن حبان فقط فهو عند بن حجر في الغالب يقول عنه مقبول أحيانا بيقول عنه مستور وأحيانا بيقول عنه مجهول, أما أنه يوثقه اتباعا لابن حبان لا, لأنه هو ذكر في مقدمة اللسان أنه هو يوثق الروات على قاعدة يخالف فيها علماء الجرح والتعديل أن " الأصل في المسلم العدالة " فإذًا أي راوٍ لا يُعرف فيه جرح فهو عند بن حبان ثقة ما تبنى بن حجر هذا, هذه القاعدة لا نظريا ولا عمليا نظريا رد عليه في مقدمة " لسان الميزان " عمليا كما قلت لكم في " التقريب " إذا رأيت رجلا وثقه بن حبان فقط احذر على الغميضة ارجع للتقريب راح تشوف يقول عنه إما مقبول أو مستور أو مجهول أما أنه يقول ثقة لا, إلا هذا أخيرا ثبت عندي نادر جدا لما بيكون الراوي عند بن حبان يوجد عنده ثقات رووا عنه مش كما يقول بن حبان يعني راوي واحد أبو مالك: يوثقه الشيخ: أه يوثقه أو يقول في الغالب عنه صدوق, الذهبي في " الميزان " شوف أي راوي تفرد بتوثيقه بن حبان ارجع للميزان على الغميضة راح يقل لك مجهول أبو مالك: هذا الذهبي الشيخ: مجهول وثقه بن حبان أبو مالك: وهو هنا يقول عنه الشيخ: شو بلعكس يعني أبو مالك: أي نعم الشيخ: بعدين عملت لهم دروس من ها الناحية هاي وجبت معي كتاب " الخلاصة " كتاب " الخلاصة " بينقل كثيرا عن بن حبان بيقول فلان مثلا بن فلان روى عنه فلان وعن فلان وثقه بن حبان, ارجع للميزان بتلاقي يقول عنه مجهول ويذكر بن حبان وثقه, كتاب آخر اسمه " الكاشف " كل راوي إلا ما ندر رواه بن حبان هذا وثقه بن حبان شو بيقول بالكاشف وُثّق أبو مالك: ... . الشيخ: وُثّق أبو مالك: وُثّق الشيخ: بناء على المجهول أبو مالك: أي نعم الشيخ: يعني يشير إلى التضعيف والتوثيق أبو مالك: بيكون هذا هو الي وقع فيه هذا ال الشيخ: يمكن الله أعلم أبو مالك: ... . الشيخ: ... . سائل آخر: يمكن ما فهم وُثّقه الشيخ: يمكن مو بعيد السائل: أه الشيخ: مو بعيد سائل آخر: يمكن بيكون هذا الشيخ: هذا هو ضعيف في اللغة كما ترون يعني أبو مالك: ... لغته الشيخ: لغته ركيكة جدا أبو مالك: لا يعرف الفاعل من المفعول ولا المنصوب من المجزوم , يعني أستغفر الله ما يلزم أقول كلمة لا ... هو يعني لا يسمع بيقل لك هو يرفض أن يسمع كلام الآخرين. الشيخ: فيه أبو مالك: نعم الشيخ: فيه أبو مالك: أي نعم, حتى قيل له أنه ما أدري من الذي ذهب إلى الرياض أظن فطلب إليه أن يلتقيه وقال رفض, نعم؟ الشيخ: أبى أبو مالك: أبى نعم الشيخ: مسجد ... الوليد يا أستاذ المجالس بالأمانة حتى نتأكد, أنا سبحان الله في الفترة الأخيرة جاء لعندي. السائل: والتأمين بيعوضوا عنها سائل آخر: جائز هذا التعويض؟ الشيخ: إذا كان هم بدهم يعوضوه وهو دافعهم جائز وإلا فلا, إذا كان هالي بدهم يعطوه إياه تأمين هو دافعهم للشركة يجوز وإلا فلا. سائل آخر: شغله ضد الغير هاي يعني هو يعني رجال ثاني ضربه تسبب له في الخسارة هاي فبيجي التأمين بيعوض, التعويض هذا جائز؟ (240/12) «ما رأيكم في هذه العبارة وهي أنه إذا كان اثنان يتناقشان في مسألة فأحدهما يقول والله كذا فيقول له الثاني: لا تحلف بالله خلي الله على شقة وما حكم هذا القائل؟» السائل: فيه اثنين مثلا بيكونوا يتناقشوا بمسألة واحد بيقل له والله يا أخي كذا بيقل له يا أخي لا تحلف بالله خلي الله أستغفر الله العظيم على شقة فشو حكمه هذا الرجل بيتكلم؟ الشيخ: أولا ما بيجوز يتكلموا بجهل, وثانيا هالكلمة هاي كفر عملي لا يليق بالمسلم أن يقول هذا الكلام بالنسبة لرب الأنام. لا حول ولا قوة إلا بالله. (240/13) «متى يطلق على الشخص أنه ملتزم؟» السائل: المسلم على فضيلة شاب نشأ في عبادة الله في الإلتزام يعني هل الإلتزام يعني مثل إلتزامنا هيك بالمعروف لدينا وإلا شيء أكثر من هيك وإلا إلا هو صلاة وصيام ويعني ما بيضر أحد ما بيسوي معاصي الشيخ: ... أقل الفرائض السائل: أقلها الفرائض الشيخ: أي الفرائض والمحرمات السائل: يجتنب المحرمات الشيخ: يأتي بالفرائض ويجتنب المحرمات السائل: بيجتنب المحرمات ويأتي بالفرائض الشيخ: أي نعم (240/14) «بالنسبة للأذان الموحد والملحن هل يردد خلفه؟» السائل: لو سمحت يا شيخ بالنسبة للأذان الذي يُرفع الآن عم طريق الإرسال هل يُردد خلفه من جهة الأداء أولا ومن جهة التوحيد ثانيا أو؟ الشيخ: من جهة الأداء أولا مفهوم والثاني شو؟ السائل: ال ... أذان موحد يعني الشيخ: آه في الإجابة عنه إذا كان غير ملحّن السائل: الوضع الأن ... ملحّن؟ الشيخ: في الغالب ملحّن السائل: ... يردد خلفه؟ الشيخ: أي نعم السائل: طيب إذا أراد أن يحفظ ... المؤذن كيف؟ الشيخ: بينه وبين نفسه ما يُعلن السائل: ما سمعنا لو سمحتم الشيخ: بينه وبين نفسه لا يُعلن السائل: يعني هو يُؤذن بينه وبين نفسه؟ الشيخ: لا يُعلن لمن حوله سائل آخر: ما فهم ثاني ما فهم الشيخ: طيب تفضل أنت أبو مالك: لا لا يعني عفوك أنا هو كأن السؤال في ناحية والجواب في ناحية سائل آخر: عاود سؤالك يا سامي الشيخ: لا ما أعتقد, سؤاله بارك الله فيك أنه هذا الأذان الموحد هل يُجاب عنه من ناحيتين من ناحية كونه موحدا السائل: ... دور على اليمين الشيخ: ومن ناحية, من هون؟ السائل: أه على اليمين الشيخ: إيه ومن ناحية أنه كونه ملحن فأنا أجبته بالنسبة للناحية الأولى أي يكون موحد يجاب عنه وبالنسبة لكونه ملحن لا يجاب عنه إلا في نفسه سرا لا يُسمع الآخرين. مو هذا سؤالك وهذا جوابه؟ السائل: نعم أبو مالك: ... بينه وبين نفسه يعني الشيخ: كيف؟ أبو مالك: يقول يعني ما السبب أنه يجعله بينه وبين نفسه ? الشيخ: هذا الأذان ما له قيمة فلا يُسمع الآخرين لحتى لا يكون قدوة ليجيبونه كما لو كان غير ملحنا سائل آخر: من باب إنكار المنكر يعني شيخ الشيخ: نعم؟ أبو مالك: من باب إنكار المنكر؟ الشيخ: أي نعم (240/15) «كلمة لبعض طلبة العلم حول استقراء أهل العلم للنحو والقواعد الإملائية أو أحكام التجويد فكذلك يقال في استقراء أهل العلم لأقسام التوحيدالسائل: كان فيه شيء إسمه مفعول مطلق مفعول لأجله إسم فاعل إسم مفعول لكان؟ هذا ما كان موجود, الآن موجود بكثرة, هل موجود مثلا في زمانه هذه أحكام إخفاء, هذه إدغام هذه كذا كذلك القواعد الإملائية الآن مثلا هل كانوا بالفعل يقولون أنه تكتب على ... إذا كانت مكسورة أو ما قبلها مكسور إلخ من هذه الأمور؟ ما كانت لكن نظر أهل العلم إلى عجمة الألسنة فوجدوا أنه أفضل حل هو يعني عملية استقراء لشيء موجود لا ابتداع لا ابتداع, إنما عملية استقرائية فوضعوا هذه القواعد النحوية, الإملاء بنفس الطريقة فقالوا متى تكتب مضمومة متى تكتب على ... متى تكتب على كذا, عملية استقراء لأشياء موجودة فخرجوا بهذه القواعد بنفس الطريقة قضية المصطلح مثلا أي نعم وهكذا, قد يكون شيخي على رأسها إيه الشيخ: أصول الفقه السائل: وأصول الفقه نعم, فهم مثلا يعني بالنسبة لترتيلهم وتجويد شو نقول ... نقارنه بتجويد وترتيل ... نقارنه لغتهم بلغتنا يعني مع وضع هذه القواعد يدوب ... كيف بدون هذه القواعد؟ سائل آخر: نعم سائل آخر: أي نعم السائل: فهل يقال بنفس الطريقة عن توحيد الألوهية والأسماء والصفات و, أيوه (240/16) «كلمة للشيخ الألباني حول بعض المسائل الدعوية والرد على المخالفالشيخ: شو رأيك يا شيخ ناصر بكلام أبو مالك بعد الخطبة هل هو يعني متخلق بالأخلاق الإسلامية؟ قلت له تعني رده على اليماني؟ قال نعم, قلت له أنت شو رأيك في اليماني؟ كان على أخلاق إسلامية؟ السائل: جميل جدا الشيخ: قال نعم قلت له أنت وإياه مبتلين. السائل: ... قوية بسرعة الشيخ: أتعجب من هؤلاء فيه عندهم جرأة في غير محلها السائل: (كلها في النار إلا واحدة) الشيخ: آه السائل: لأنه في مبلغ علمي ما في تحديد ... الفرق وليس هنالك من فائدة يعني وإنما المراد فيما أفهمه أنه قضية الحذر من الشر والمنهج في الشر الشيخ: أنه الخروج عن ... . السائل: أي بالضبط ونعرف يعني الحق والصواب وبضدّها تتميز الأشياء فهذا رد على بعض الأحزاب والجماعات إلي بيفصلوا في قضايا الشر يعني تفصيلا رهيبا ... حتى بعضهم مثلا هذا عميل أمريكي هذا عميل بريطاني هذا مش عارف وهن شراع وها التحليلات الرهيبة إلي يعني أضاعوا فيها أعمارهم وهي باعتبار كلها وصف لأدواء فيعني هذا فرغ أنه ... في الأمر و ... يعني, يعني مفيد هذا ال؟ الشيخ: التفصيل؟ السائل: يعني هذا الكلام إلي أنا قلته, يعني بالفعل في يعني وارد وإلا غير وارد؟ يعني لو كان هنالك خير في التفصيل لبين النبي صلى الله عليه وسلم أسماء هذه الفرق مثلا وتفصيلات معينة وهذا طبعا غير لازم فيعني ألا يكون في هذا رد على هذه الدعوات أنه ليس هنالك من داع للتفصيل في هذه الأدواء والإسترسال فيها بما يُجب بما يُشغل عن كتاب الله تبارك وتعالى وعن سنة صلى الله عليه وسلم وعن الدواء والعلاج؟ الشيخ: أيه بارك الله فيك أنت عم بتجيب أمثلة بما لا ينبغي التفصيل فيه في وجهة نظرك أنه هذا عميل لدولة كذا وهذا إلخ هذا فعلا كما تقول لكن هذا كلام في الأفراد. السائل: نعم الشيخ: مش في الفرق, هل مثلا تعني أنت أنه الكلام أن يذكر مثلا من هذه الفرق المعتزلة والجبرية وإلخ وإلا ما تقصد هذا؟ السائل: شيخنا قبل هذا أنت ذكرت أنه هذا من أفراد الآن كما هو معلوم يعني بعض الأحزاب الموجودة في الأردن أنه هذا منهجها, كله عبارة عن ... و ... وهذا ... هذا بريطاني وهذا أمريكي هذا ... هذه سائل آخر: ... . السائل: أسمع يعني هذا اختصاص مختصين في هذا الأمر الشيخ: أيه هذا أجبتك عنه الله يهديك السائل: آمين الشيخ: ليه عم تعيد الكلام السائل: نعم الشيخ: بينما إلي سألتك عنه ما جاوبتني عنه السائل: أول شيخنا الله يحفظك أنا الشيخ: قلت لك الذي ذكرته كمثال هو كلامك صحيح لكن هذا فيه كلام على أفراد ولذلك لم يكن كلامهم صحيحا بعدين لو كانوا يتكلموا عن جماعة يقولوا مثلا جماعة هذول بريطانيين, هذا ما له علاقة بالفرق الضالة, هذا له علاقة بال ... الذين بيخالفوا الشريعة وأحكام الشريعة مثلا ((ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) هؤلاء يتولون مثلا بريطانيا أو هذون أمريكا وإلخ هذول ما ... الكلام هذا لو كان على الجماعات مش على الأفراد كما قلت أنت ما له علاقة بالحديث لكن كان سؤالي لك هالي قلت لك ما جاوبتني عنه وهو أنه ها ... بكلامك السابق أنه كمان لا يُفيد التحدث عن المعتزلة والخوارج والمرجئة. السائل: لا لا الشيخ: و السائل: لا لا الشيخ: طيب لماذا لم تقل لي ذاك؟ السائل: ... سؤال ما كنت الشيخ: ... . (240/17) «رأي الألباني حول كلمة أبي مالك في لفظ الحاكميةالسائل: يعني كان هدفي في الحقيقة أن أستفيد من رأيك الآن ... تعرف الشيخ أقول مش عايز نعطلك حتى لأني وعدته أني الشيخ: لا كلام أبو مالك يعني فيه وفيه, ونهاية المطاف فيه أنه لم يذكر دليلا يعني قويا يمنع من إطلاق الحاكمية لأنه هو دندن حول أنه هذا ليس من أسماء الله, طيب ونحن نقول ليس من أسماء الله لكن هذه مصدر الحاكمية مصدر فما لها علاقة بإسم الله وبعدين أنه هذا ما كان في عهد السلف بس أنا الحقيقة أخشى على أبو مالك لأنه أنا ما ماشي عندي السياسة والمداراة و وإلخ فأراعي بعض الناس شعورهم بينما غيري قد مثلا يحسن المداراة والكلام والطيب إلخ لكن هذا لا يُفيد شيئا ولذلك فأنا ما أريد يعني خاصة بحضور ناس معينين أنه يشعر هو أنه صار هو تحت الإيش تحت ال ... برأيه فأنا براعي شعوره في هذه القضايا وبحب المسائل هذه تكون بيني وبينه فالمهم ما نرى نحن في استعمال هذه الكلمة لأنه هذا اصطلاح أولا السائل: ما ترى بأسا يعني؟ الشيخ: نعم؟ السائل: ما ترى بأسا؟ الشيخ: ما أرى بأسا لأنه هذا اصطلاح ولكل قوم على أن يصطلحوا على ما شاؤوا السائل: جيد الشيخ: أه, ثم هذا مصدر كما قلنا وليس له علاقة بأسماء الله التي هي توقيفية. السائل: أهم نقطة شيخنا أن يقال لم تكن في عهد السلف, الشيخ: إيه السائل: لذاك أراد ... . الشيخ: الإصطلاحات كما ... . السائل: الربوبية والألوهية والأسماء والصفات لم تكن موجودة الشيخ: أي نعم السائل: يورد عليه نفس الهاذا الشيخ: كل الإصطلاحات ما كانت هو ... . السائل: حزاك الله خير شيخنا الشيخ: وإياك (240/18) «ذكر قصة وقعت للألباني مع محمد العبدا حول مقال في مجلة البيانالشيخ: أنه أنا ومحمد العبدة كنا قرأنا مجلة البيان بعدين اختلفنا, قلت له نعم, قال هذا الخبر لا أصل له قلت له ذلك ما نبغيه, بعدين انطلق شوية في الحديث من كلامه أنه أيضا أنت بتقول أنه الطاسة ضايعة وسكت قلت له شو يعني؟ قال أنه سرور مش معروف هل هو سلفي وإلا إخواني قلت له صحيح هذا قائم في نفسي, قال إيه أنا لست من الإخوان كنت قديما من عشرين سنة وبعدين لما تبين لي, حكى كلام جميل يعني, فانفصل عنهم, قلت له طيب هذا الذي أنا أعرفه عنك أنك من الإخوان وما عرفنا خلاف ذلك فالأصل أن نبقى على هذا الأصل حتى يجينا خبر جديد فأنت الآن جزاك الله خير جئتنا بالخبر الجديد وهذا يبشر بخير فكان في أثناء كلامه أنه يشير إلى أنه الأخبار الي تردك عني لا تقبلها, قلت له أنا ليس من عادتي أن أقبل أخبار بل أنا أحذر الناس من مثل هذا وأقول لهم في كثير من المناسبات " وما آفة الأخبار إلا رواتها " أما القضية الأولى فأنا نمى إلي ذلك وفي الواقع أيده أنه أنت اشتركت مع محمد العبدة في إصدار المجلة بعدين استقللت في مجلة السنة فأنت الآن تقول أنه ما اختلفت فذلك ما نرجو أما أنا بأقول الطاسة ضايعة وما أعرف أنه إذا كان سرور هو من الإخوان وإلا سلفي فهذا ... واضح جدا وكان عليك أنت ولعلك فعلت وما بلغنا ما علمنا أن تذكر وتوضح بأنك كنت وصرت وهذا ما لم نعلمه, إيه وبعدين تسلسلنا في الموضوع قلنا له المجلة مجلة " السنة " قال ما بتجيك؟ قلت له تجيني متقطعة ومن أيام قريبة يعني من يوم صدرت ما جاءتني السائل: ... . الشيخ: الخلاصة بدأ يحكي لي شيء من تاريخ حياته ويظهر يعني من كلامه شيء طيب فأنا اغتنمتها فرصة لأنه هو قال أنه أنا باسمع أخبار السروريين ما السروريين هذا الكلام الشائع اليوم قلت أنا أسمع لكنني لا أصدق لأني لا أمشي إلا على بينة لكن أنا آخذ عليك شيئا وهذا الشيء هو يجعلني أتردد في أنه منهجك سلفي أنت هل تذكر السلفية في مجلتك؟ فقال نعم قلت طيب أنا لا أذكر هذا لكن هذا يتنافى مع إكثارك من ذكرك أهل السنة والجماعة, فأنا أرى أنه استعمالك لهذه الكلمة ما هو جيد لأنك تعلم أن أهل السنة والجماعة إنما يراد بهم ليس هم السلفيون إنما المراد به الماتوريدية والأشاعرة, هنا صار شوية نقاش بيني وبينه وكان عندي عاصم مبارح جبته هو وزوجته لأنه عندي هلا فقلت لزوجته أعطيه إشارة خليه يجي يسمع المناقشة هذه فسمع المناقشناة فندم أنها لم تسجل السائل: ... لأنه المعنى ... تحرك أنه الشيخ: هذا هو, المقصود فسألته سؤال ألست تعلم منذ قرون أن هذه الكلمة تستعمل تطلق ويراد بها الماتوريدية والأشاعرة؟ حاد عن الجواب وهذا أزعجني وغيّر بعض الرأي مني عليه قال أنا هو يعني لا يعني بهذه الكلمة الماتوريدية والأشاعرة وإنما يعني السلفيين قلت يا أستاذ هذه حيدة, أنا ما أسألك عما تعني إنما أسألك عما يعني الناس وما يفهمونه من هذه الكلمة (240/19) «تتمة شرح بعض طلبة الشيخ الألباني لأحاديث في فضائل أم سليم وذكر فوائدهالعيد عباسي: إذا حدث ذلك أو إذا استشرنا في مثل ذلك فلا نوافق عليها أنه كما قلت يخشى .. السائل: ... هو دليل خير. العيد عباسي: هو دليل خير لكن بحسب هذه النفقة وبحسب دراستك لهذا الرجل فإذا كان رجل مثلا رجل كما يقال عقائدي وهو ذو عقيدة كافرة وداعي إليها وهي أضعف منه عقيدة وقوة فمثل ذلك يعني لا يُنصح في أن تتوظف, يعني لا بد أن تدرس كل حالة بذاتها, فهنا في مجتمع مسلم عندما يكون بهذا الوضع, كله سيساعده على الخير وعلى أن يتمكن منه الإيمان فهذا هو خير لا شك. السائل: ... ذمية تتزوج هي مسلم؟ العيد عباسي: على كل نحن الحكم نورده ونُبيّن درجته لكن بشرك. تدرس الأمر وتكون على بيّنة, إذا كانت واثقة أو تُرجّح أنها ستكْسبه وأنه سينقل الإيمان إلى قلبه فهذا لا بأس به أما إذا كان هي أضعف منه أو تخشى على نفسها أن يجرّها هو على الكفر ولا من معين ولا من مساعد لا من البيئة ولا من الأهل, فهذا يقال فيه القاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. السائل: ... . العيد عباسي: نعم فأبو طلحة لم يلبث أن تعرف على الإسلام واطّلع على شريعته فحَسُن إسلامه وتمسك به ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى, فمن هذا الباب أيضا من السياسة الشرعية كما قلنا إعطاء المؤلّفة قلوبهم من أموال الزكاة طمعا في إسلامهم, وهذا من حكمة هذا الدين وسياسته الرشيدة. الفائدة السادسة عشرة. السائل: ... . العيد عباسي: بس مزحوا ... طيب. السائل: ... . العيد عباسي: نعم. السائل: ... . العيد عباسي: أعوذ بالله, هاي قريبته المسلمة, إنا لله وإنا إليه راجعون. (241/1) «ذكر الفائدة السادسة عشر: دليل من دلائل النبوةالعيد عباسي: الفائدة السادسة عشر فيه دليل من دلائل النبوة فقد قال /ص (إذا ولدت أم سليم فائتوني بالصبي) ففي ذلك تحديد لنوعية المولود (فأتوني بالصبي) قال ماائتوني مثلا بالمولود, مع أنه كان ما يزال جنينا في بطنها, فواضح أن ذلكم من وحي الله تعالى وقريب منه قوله صلى الله عليه وسلم حينما جاء أبو طلحة راغبا في الإسلام, لقد جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بين عينيه, نعم. يمكن أن يكون القول الأخير, قوله (جاءنكم أبو طلحة) يمكن أن يكون من فراسة النبي صلى الله عليه وسلم وليس وحيا, هذا ممكن, ليس عندنا نص فيه, أما الأول فبعيد أن يكون فراسة لأنه ليس من الفراسة أن يعرف ما في بطن المرأة. (241/2) «الفائدة السابعة عشر: مشروعية مشاركة النساء للرجال في الجهادالعيد عباسي: الفائدة السابعة عشرة فيه مشروعية مشاركة النساء للرجال في الجهاد فقد كانت أم سليم ترافق المسلمين في السفر ومعروف أن غالب سفرهم كان للجهاد في سبيل الله وقد ثبت فعل ذلك عن غيرها أيضا ولا شك أن هذا مشروط بمراعاتها أحكام الإسلام وآدابه في التستر والتصيّن والإحتشام وعدم مخالطة الرجال إلا للحاجة وفي حدود الشرع. وعلى كلّ القتال الذي نقول عن جواز مشاركة المرأة للرجال فيه إنما لم يكون قتالا إلا حين الضرورة أما في الشيء الطبيعي كان خدمة المسلمين في طعامهم, في شرابهم, في حوائجهم, في مداواة الجرحى, أما القتال فلم يُباشره النساء إلا حين الضرورة, مثلا في غزوة أحد حينما حدثت الهزيمة وأصِيب من أصيب وشاع أن النبي صلى الله لعيه وسلم مثلا قُتِل وقُتِل من الصحابة عدد شاركت مثلا أم عُمارة وغيرها في القتال ودافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يجوز, لكن الأصل ما دام ليس هناك ضرورة أن يقوم الرجال بذلك, لكن الذي أقرّره أنه لا بأس من مرافقة النساء يَقُمن بالأمور التي هي من طبيعتهن ومما يسمح لهن عوضا أن ينشغل الرجال بها, مثلا جيش ممكن النساء يطبخن له فلماذا يُشغل رجالا يمكن أن يُقاتلوا بذلك, ومثل ذلك مداواة الجرحى وسقاية .. السائل: يعني متحجبات؟ العيد عباسي: طبعا لا شك. السائل: متحجبات. العيد عباسي: يعني الحجاب الشرعي لابد منه, أما قضية إذا كان سؤالك عن حجاب الوجه فهذا بقدر. السائل: ... . العيد عباسي: أنه المرأة إذا كانت مُبدية وجهها وليس عليها زينة فنقول متحجبة ولا نقول سافرة لكن حجابا مشروعا فمنهن هكذا ومنهن هكذا طبعا هذا نحن نعرف من أحوال الصحابيات أن من كن من كانت تغطي وجهها ومنهن من كانت تبديه ولم يُحرّج الإسلام عليهن في ذلك. (241/3) «الفائدة الثامنة عشر: بيان عدد من فضائل أم سليمالعيد عباسي: الفائدة الثامنة عشر في حديث بيان عدد من فضائل أم سليم رضي الله عنها فقد كان لها الفضل المباشر في إسلام أبي طلحة كما فيه حسن تأتّيها له وحرصها على سروره وسعادته على حساب نفسها وراحتها وفيه كذلك مشاركتها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في السفر والجهاد وهي في أقصى الظروف وقد كانت في أيام الحمل الأخير حينما سافرت مع الجيش الغادي ولا شك أنها كانت تتحمل الآلام في ذلك في سبيل الله وقد جاءه الطلق في الطريق فالتجأت هي وزوجها إلى الله فاستجاب الله لهما ورفعه ولم تلد حتى وصلوا المدينة. (241/4) «الفائدة التاسعة عشر: مشروعية التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثارهالعيد عباسي: الفائدة التاسعة عشر فيه مشروعية التبرّك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثاره كأم سليم تلتمس الخير من أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يُحنِّك ولدها وأن يكون ريقه أول شيء يدخله جوفه, وهذا جائز لكنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم. فليس لأحد من الناس أو شيخ من الشيوخ أو شيخ طريقة أو عالم مهما كان أن يأتي فيقول والله تبرّكوا بآثاري, بعض مشايخ طرق الصوفية لما يُعطوا المريد طريقة يتفل في فيه, يبصق في فمه أنه هذا سقى الطريقة ... فيه. هذا كله من الأشياء المنكرة التي لا يجوزها الإسلام فالتبرك ببعض الآثار إنما هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فإننا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي سمح لأصحابه بذلك حين من الزمان عاد فزهّدهم في ذلك ورغّبهم عنه, فقد جاء في الحديث أنه توضأ مرة فأخذ بعض أصحابه يتمسّحُ بوَضوءه فقال (ما يحملكم على ذلك) قالوا حب الله ورسوله فقال (من كان يحب الله ورسوله فليصدق إذا حبّ وليؤد أمانته إذا اؤتمن - أظن - وليفي إذا وعد) أو كما قال عليه الصلاة والسلام, فهذا يُبيّن حتى التبرك بأثار, ببعض آثار النبي صلى الله عليه وسلم هي يعني مكروهة ... على ذلك أمر الشريعة, لا نقول حراما لكن كما ترون (ما يحملكم على ذلك) حب الله ورسوله, إيه إن كنتم تحبون الله ورسوله الجؤوا للأشياء الحقيقة التي هي من جوهر الإسلام. فليصدق أحدكم حديثه إذا حدّث وليؤدي أمانته إذا اؤتمن ونحو ذلك. فأين من ذلك هؤلاء الذي يشيعون التبرك بآثار المشايخ والصالحين فيهم المزعومين وأن منهم الذي يتمسحون بآثارهم واحد قال للأخر اينكب على يد الشيخ وقبّلها ... وكذا, ماذا ... ويتسابقون إلى ذلك تسابقا كأنهم لو كان ... وهكذل, والشيوخ يقرون ذلك ومسرورون ولا شك أن الشيطان ينفخ فيهم ويستدرجهم من حيث لا يعلمون, وإنا لله وإنا إليه راجعون. السائل: ... الرسول العيد عباسي: نعم. السائل: صلى الله عليه وسلّم. العيد عباسي: نعم؟ السائل: ... العيد عباسي: لا هو الذي حدث أنه لم يؤخذ ولم يشرب برأيه, قد فعل ذلك الزبير, عبد الله بن الزبير هو لما احتجم عليه الصلاة والسلام كان الدم في إناء, في وعاء فقال له (اذهب فغيِّبْه) يعني روح ضعه في مكان يعني أو تدفنه ... فهو ولد كان شاب قال غيبه ... فشربه فلما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام أذكر قال لكن الأن ما أذكر ... الجملة قال (ويل لك من الناس و ويل للناس منك) عن عبد الله بن الزبير, وقد كان مصداق هذا القول يعني كان قام ب .. السائل: ... الدم يعني. العيد عباسي: هو ... من ناحية يعني صحيح أصاب من دم الرسول عليه السلام لكن حدثت في زمنه فتن, وهو يعني دعا لنفسه بالخلافة وبويع وكاد أن يكون خليفة على المسلمين جميعا لو لا حوادث جرت لسنا الأن في صددها, فحدثت معارك بينه وبين الأمويين وأخيرا قتل وصُلِب, نعم رضي الله عنه. السائل: ... . العيد عباسي: طيب باقي عندنا فائدتان نقرأهما على الماشي ونقوم إلى الصلاة. السائل: ... . (241/5) «الفائدة العشرون: جواز وسم الدابةالعيد عباسي: العشرون فيه جواز وَسْم الدابة لا بقصد تعذيبها ولكن لمصلحة شرعية لتمييزها عن الإختلاف بغيرها كما قلنا لأنها كانت من إبل الصدقة ومثله إشعارها, إشعار الهدي هو أن الإنسان إذا أراد الحج يجوز له أن يعيّن مثلا دابة خاصة ليأخذها لتكون هديه في الحج, يعني يأخذ معه بعيره ... من المدينة سافر كما فعل عليه الصلاة والسلام وبعض الصحابة في حجة الوداع, فأخذوا, بعضهم ساقوا هديهم من المدينة, فمن السنة إشعار هذا الهدي, إشعاره يعني تعليمها بشيء بضربة بالسكين أو كي حتى تكون يعني ظاهرها ويسقط منها شيء من الدم يعني على جسمها, وهذا وإن كان فيه بعض الألم والتعذيب للدابة لكن ورد النص به, خلافا للأحناف الذي يكرهون ذلك ويحرمون, وفعل الرسول عليه الصلاة والسلام حجة عليهم في هذا الحديث وفي حجة الوداع نفسه حينما أشعر عليه الصلاة والسلام هو وأصحابه هديهم, يقولون هم تمثيل فيكيف يوصف عمل الرسول عليه السلام بالتمثيل المحرم نعم. السائل: ... . العيد عباسي: نحن. السائل: ... . العيد عباسي: نحن لا نقول الكي واجب وإنما هو جائز, في ذاك الزمان ربما كانت هذه الوسيلة الأقرب والأشجع والأسهل والأحسن ... . السائل: إلى وقتنا الحالي. العيد عباسي: على كل نحن نقول جائزة, إذا وجد أو رأى إنسان والله وسيلة أخرى فليجأ إليهاهي ما فريضة, هذا الوَسْم طريقة للتمييز مثلا إبل الصدقة أو ماشيتها عن غيرها فليست واجبة لكنها تجوز فإذا رغب إنسان في وسيلة أخرى فلا حرج عليه ما دامت مباحة. السائل: الوَسْم ما بيكون إلا بالنار ... . العيد عباسي: والله الوَسْم بالكي نعم. السائل: لو كان ... . سائل آخر: ... . العيد عباسي: ما هي طريقة يعني. السائل: ... في أشياء يعني ... . العيد عباسي: المهم ومثله إذًا إشعار الهدي بإظهار أنها هدي مختار ليقدم لله عز وجل كما في الهدي الذي يسوقه الحاج أو المعتمر من بلده إلى مكة. (241/6) «الفائدة الحادية والعشرون: بيان أن من أدب الإسلام أن لا يأتي المسافر أهله ليلا إلا لضرورةالعيد عباسي: الفائدة الأخيرة الحادية والعشرون فيه بيان أن من أدب الإسلام أن لا يأتي المسافر أهله ليلا إلا لضرورة أو بعد إعلامه إياهم أو إذا كان غيابه لفترة بسيطة, وعليه أن يختار وقت النهار لرجوعه وفي هذا ... ومصالح كثيرة ليس هذا مجال بيانها, هذه بعض الفوائد المستقاة .. السائل: إذا دخل بالنهار ... يجوز هيك بدون ما يعطيهم خبر؟ العيد عباسي: طبعا بالنهار, ما في, ما فيه مانع. السائل: ... . العيد عباسي: إذا كان زوجته ما فيه مانع, أما إذا كان أمه أو غيره طبعا يستأذن والحمد لله رب العالمين. السائل: في المدينة المنورة سنلتقوا على موعد ... بنية ... . العيد عباسي: ... هذا ب ... هذا؟ سائل آخر: لا هذا حرام هذا ما يجوز. (241/7) «بداية الشيخ الألباني درسه بخطبة الحاجةالشيخ: ((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)). ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)). ((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثانها وكل محدثة بدعة كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (241/8) «اجتماع الشيخ الألباني مع الشيخ عبد الرحيم صديق في سفره إلى العمرة في أواخر شهر رجب. وتنبيهه على خطأ وقع في السلسلة الصحيحة في حديث برقم 302 وهو حديث (اللهم أحيني مسكينا ... ). والكلام على ترتيب مسند ا» الشيخ: ... إن السفر يُفيد صاحبه فوائد كثيرة, ومنها إذا ما كُتِب للمسافر أن يلقى طائفة أو بعضًا من أهل العلم, وقد كتب الله تبارك وتعالى لي أن أعتمر في أواخر شهر رجب الماضي وأن ألتقِيَ مع بعض العلماء في مكة المكرمة من الذين لهم نظر قويّ من المشاركة في علم السنّة والحديث, ولا شك أن الإجتماع مع أمثال هؤلاء مما يُفيد طالب العلم أمثالي فوائد كثيرة ومن ذلك أن يُنبَّه من مثل أولئك المشتغلين بعلم الحديث والسنّة إلى بعض ما قد يكون وَهِم فيه أو أخطأ فيه, وفعلا استفدت في هذه الرحلة فوائد رأيت من واجبي عليّ أن أنبِّهكم علي هذه الفائدة لأنها تتعلق بالتنبيه على خطأ لي وقع لي في الحديث الثامن بعد الثلاثمائة من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ولذلك فأنا أرجوا كل من كان عنده هذا الكتاب "سلسلة الأحاديث الصحيحة" أن يأخذ هذا التنبيه حول الحديث الثامن بعد الثلاثمائة نص هذا الحديث هو المشهور (اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين) أول ما ذكرته في تخريج هو قولي الأتي " أخرجه عبد بن حميد المنتخب من المسند " وذكرت الورقة وهي العاشرة بعد المائة والوجه الثاني وقلت " فقال عبد بن حميد حدثني ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن همّام عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يقول في دعائه فذكره ". قلت " وهذا إسناد حسن عندي، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين " إلى أخره فنبّهني ذلك الرجل الفاضل ويسمّى بعبد الرحيم صدّيق ويجب أن نذكر الفضل لأهله, أن نعزوه لأهله وهذا الرجل من فضله أن الله عز وجل قد أنعم عليه بمال الكثير فصرفه في التطواف في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها للحصول على مخطوطات في علم الحديث والسنّة وتصويرها ولذلك فقد تيسّر له من الكتب النفيسة الشيء الكثير ممن لم نقف نحن حتى الأن عليه, ولست الأن في صدد بيان هذه الفوائد التي كسبناها في الإطلاع على فهرس هذا الفاضل الذي جمع فيه أسماء تلك الكتب المصوّرة لديه ولكني في صدد ذكر هذا الخطأ الذي نبّهني عليه, لقد قال وصدق فيما قال إنني حينما عزوت هذا الحديث لعبد بن حميد في مسنده انتقل بصرك من متن هذا السند إلى هذا المتن, هذا السند سند عبد بن حميد الذي تلوته عليكم متنه غير حديث (اللهم احيني مسكينا) وهذا الحديث (اللهم احينني مسكينا) إسناده غير هذا الإسناد وهما وراء بعض, فحينما نقلت هذا المتن بدل ما يقع بصري على السند الثاني الذي هو في هذا المتن انتقل بصري إلى سند قبله لمتن أخر لحديث أخر وهذا الحديث الأخر هو (عودىوا المرض واتبعوا الجنائز) وهو أيضا من حديث أبي سعيد الخدري, وهذا مسند عبد بن حميد او المنتخب منه أسلوبه في ذكر الأحاديث على طريقة المسانيد لأنه أصله مسند والمسانيد تسوق الأحاديث عن الصحابي الواحد سردا دون مراعاة أبواب ولا أي نظام إنما حدثني فلان عن فلان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله كذا إسناد ثاني بحديث ثاني وثالث وهكذا, فالخطأ الذي نبّهني عليه هو هذا، هذا المتن ليس له هذا السند إنما له إسناد أخر, وأنا بطبيعة الحال قلت له لا بد من البحث والتحقيق مشان التحقيق العلمي لأنه أراني نسخة عنده مما حصّل عليها بخط جميل جدا ويشبه خطها خط المصاحف المعروف اليوم, قلت لا أستطيع الأن الموافقة على صحّة هذه التخطئة أو على خطئها حتى نرجع النسخ القديمة التي عندنا خشية أن تكون هذه النسخة خطأ, وفعلا أول ما رجعت إلى المكتبة راجعت نسختين عندي من مسند عبد بن حميد أو منتخب من مسند عبد بن حميد فتبيّن لي خطئي وصواب ذلك الرجل الفاضل, لذلك فرأيت من الخير الإستعجال لتقديم هذه الملاحظة خشية أن لا نتمكّن من إعادة طبع الكتاب من قريب ولا ريثما يُعاد طبع وقد لا يعاد, الله أعلم بذلك, فأرى أن تحفظوا هذا عني أولا وأن يُبلّغ الشاهد الغائب تبرئة للذمة, إلى هنا ينتهي تنبيهي على خطئي في نقل هذا الإسناد لهذا الحديث. السائل: ... . الشيخ: اسمع يا أخي, اسمع نصف الكلام مع الجواب, أنا ما قلت هنا إلى هنا ينتهي بيان خطئي إلا لأن للكلام تتمة, فيرد هنا سؤال بطبيعة الحال فبعد أن عرفنا أن هذا السند الذي حسنته ليس لهذا المتن, فما حال إسناد هذا الحديث الذي كان ينبغي أن يكون هنا ولم يقع لحكمة يريدها الله ومن أبرز هذه الحكم أن تعلموا أن الشيخ يخطئ مثل ما كنت ... لسى أنه الشيخ والمشايخ مثلي طبعا لا هم أحسن مني ولا أنا أحسن منهم، هذا من الحكمة أن تعرفوا أن العصمة لله عز وجل وحده, تعرفوا لكن لتتأكدوا من ذلك. فما قيمة هذا الإسناد الذي كان ينبغي أن يوضع هنا بدل هذا؟ الجواب هذا الإسناد هو ضعيف بينما هذا حسن وبناءً على وهمي السابق أنه هذا الإسناد الحسن هو إسناد هذا الحديث أجملت الكلام عن بقية الأحاديث أو الأسانيد التي بهذا الحديث في قولي هنا " وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد، وشواهد عن أنس بن مالك وعبادة ابن الصامت وابن عباس خرجّتها كلها في " إرواء الغليل " رقم كذا, وإنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة " إلى أخره. فإذًا هذا الصلاح ذهب طاح, فالسند الحقيقي لهذا المتن ضعيف. إذّا ما حكم هذا الحديث؟ الجواب سيكون في الجلسة الآتية لأنه الأن الواقع بعدما خسرنا هذا الإسناد لدى التحقيق يجب إعاد النظر في مفردات تلك الطرق والشاهد المذكور, فقد تكون أسانيدها أو مفرداتها ضعيفة ضعفا يسيرا ينجبر ضعفها بمجموع طرقها, وقد يكون الأمر غير ذلك لأننا ننبّه دائما وأبدا تبعا لعلماء الحديث أن الحديث الذي يتقوّى بكثرة الطرق يُشترط في هذه الطرق أن لا يشتدّ ضعفها, أنا في هذا التخريج ما تفرّغت لهذه الناحية أي لبيان أن هذه الطرق شديدة الضعف أو متوسطة الضعف, أما الأن بعد تكشّفنا لهذا الحكم لا بد من دراسة مفردات هذه الطرق, فإما أن يكون ضعفها يسيرا ينجبر بمجموعها وإما أن يكون خلاف ذلك فإن كان الأول فيبقى الحديث مُحتجّا به لكن ليس في مرتبة الصحّة لأن العمدة في التصحيح كان بناء على هذا السند وهذا كما قلنا راح وطاح, ولكن يكون في مرتبة الحسن لغيره وقد لا تصل هذه الطرق إلى تقوية الحديث لهذه المرتبة فإذًا الجواب من هذه الحيثيّة أي باختصار هل يظل هذا الحديث في حصة كتاب "سلسلة الأحاديث الصحيحة" بعد بيان هذا الخطأ أم يُُنقل من هنا إلى الكتاب الأخر أرجوا أن يكون الجواب عن هذا في الإجتماع القادم إن شاء الله, هذا ما أردت تنبيهكم عليه في الوقت القصير الضيق. شو بقى ... ؟ ربع ساعة؟ (241/9) «شرح حديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد باب الترغيب في البكاء من خشية الله - قال المصنف رحمه الله: " عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (عي» الشيخ: الأن نعود إلى نظامنا بعد هذا التنبيه إلى الدرس من كتابنا "الترغيب والترهيب" مشترطين على أنفسنا اختيار الأحاديث الثابتة في كل باب. نحن الأن في فصل الترغيب في البكاء من خشية الله تبارك وتعالى ويقول في الحديث الرابع وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يقول (عينان لا تمسُّهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب. هذا الحديث واضح الدلالة على فضل بكاء الإنسان ليس حزنا ولا شفقة ولا حرصا على مال أو فقْد شيء عزيز لديه وإنما كان بكاؤه من خشية الله تبارك وتعالى, ذلك لأن مثل هذه الخشية تدل على على قوة إيمان صاحبها وإلا فكثير من الناس لا يعرفون البكاء إلا بين الناس, فهذا بكاء المنافقين الذين يتصنّعون ويتكلّفون البكاء فهم ليسوا من الذين يشملهم هذا الحديث (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله). (عين بكت من خشية الله) كالحديث السابق في الدرس الأسبق الذي فيه (سبعة يظلهم الله تبارك وتعالى تحت ظله ويوم لا ظل إلا ظله -وذكر منهم- ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) خاليا ليس لديه أحد حتى يُظن أو حتى هو يبكي بإيحاء الشيطان له وهو لا يحس ولا يشعر ليُقال فلان من البكّائين من خشية الله تبارك وتعالى, فهذا الوهم أو إيهام من الشيطان للإنسان بالبكاء لا يُتصوّر مطلقا حينما يبكي الباكي خاليا ليس لديه أحد لذلك كان من هؤلاء السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله كان منهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه, هذا البكاء يصدر من المؤمن الخائف من الله تبارك وتعالى وإلا فلا يُتصوّر البكاء إلا في حالة نادرة يكون هذا البكاء فرحا لكن بالنسبة لمن يذكر الله خاليا فالغالب أنه يكون بكاءه من خشية الله تبارك وتعالى, من خوفه من عذاب ربه فإذا لاحظنا هذه الفضيلة لهذا الباكي من خشية الله عز وجل خاليا. (241/10) «بيان خطأ قول ربيعة العدوية: " ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن عبدتك لأنك تستحق العبادة " وبيان أن كل مؤمن فهو عارف بالله ولا عكسالشيخ: فذكرنا أن, أنه ليس من الإسلام في شيء ما يُنقل عن رابعة العدوية أنها كانت تناجي ربها فتقول في مناجاتها إياه عز وجل "ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة"، فهذا الكلام كلام شعري خيالي ظاهره الرحمة وباطنه العذاب, ذلك لأن المؤمن الصادق كلما كان إيمانه المتضمّن معرفته لله عز وجل قويّا كلما ازداد خوفا من الله تبارك وتعالى من جهة وكلما ازداد طمعا ورغبة فيما عند الله عز وجل من النعيم المقيم من جهة أخرى. فإنسان نتصور فيه هذا الإيمان القوي لا يمكن أن يصدر منه "لا أعبدك طمعا في جنتك ولا خوفا من عذابك" لأنه معنى هذا أن المتكلّم لم يعرف ربه والإيمان يستلزم المعرفة أما المعرفة فلا تستلزم الإيمان كل مؤمن عارف وهذه نقطة يجب عليكم جميعا أن تتنبّهوا لها حتى لا تتأكثروا كثيرا من الآراء الفلسفية التي قد تقرؤونها في الكتب أو تسمعونها منقولة عنها, كل مؤمن فهو عارف بالله عز وجل لكن العكس ليس كذلك, ليس كل عارف هو مؤمن ولذلك فمن الأخطاء الشائعة إذا أرادوا مدح رجلا عالما فاضلا مؤمنا بالله عز وجل حق الإيمان وصفوه بأنه العارف بالله, ربنا عز وجل وصف الكفار في كثير من المواضع بالمعرفة ولكن ... الإيمان, الله عز وجل يقول في حق أهل الكتاب ومعرفتهم بصدق نبينا محمد صلى الله عليه وأله وسلم قال فيهم ((يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) ما قال عنهم يؤمنون به لأن المعرفة شيء والإيمان شيء أخر, كل مؤمن لا بد أنه عرف ما أمن به لكن ليس كل من عرف شيئا أمن به, فهؤلاء هم اليهود والنصارى عرفوا النبي عليه السلام وأنه هو الذي بُشِّرَ به في كتبهم ومع ذلك كذّبوه وما صدّقوه ولا أمنوا به, نعم. كذلك ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)) هذا الإستيقان هو عين المعرفة ولكن لم يقترن معه إيمان فلم يفدهم شيئا. إذًا إذا عرف المؤمن ربه بأنه غفور رحيم وأنه شديد العقاب وكانت هذه المعرفة معرفة جازمة أمن بها صاحبها إيمانا جازما, لا يمكن هذا الإنسان أن يعبد الله دون أن يطمع فيما عنده من نعيم ودون أن يخشى ما عنده من جحيم, لأن إنسانا عاديًّا عاش تحت حكم ملك من البشر وكان هذا الملك جبارا بطّاشا يظلم الناس لا بد أن يخشاه وأن يخاف منه لأنه يرى دائما وأبدا ينتقم من الناس بغير حق فهو بعلمه بهذا الواقع يأخذ حذره ويخشاه, وبالعكس لو كان هناك ملكا كريما سخيا يجود على الناس بعطاءه بدون حساب وبدون سؤال لا يمكن أن يعيش الإنسان تحت راية هذا الملك ولا يرغب فيما عنده مجانا, طبيعة الإنسان هكذا فماذا نقول بالنسبة لرب العالمين ملك الملوك, قلوب الملوك كلها بيده تبارك وتعالى إذا عرفناه أنه غفور رحيم وأنه ذو الفضل العظيم, كيف نتصوّر أننا نؤمن به حق الإيمان ثم لا نطمع فيها عنده تبارك وتعالى من خير ومن فضل ومن ثواب ومن جنة عرضها السماوات والأرض, هذا لا يمكن أن يُتصوّر إلا من إنسان إما أنه غير مؤمن أو غافل, كذلك إذا عرفناه أنه عزيز ذو انتقام وأنه جبار كيف نعيش نتعبّد لله عز وجل ولا نخافه ولا نخشاه, من هنا تفهمون السر في كون الرسول صلى الله عليه وأله وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله) ومن هنا تعرفون السرّ في وصف الله عز وجل بعض عباده المصطفين الأخيار بقوله ((يدعوننا رغبا ورهبا)) يُطمع فيما عند الله ويخشون ما عند الل, ه كيف نتصوّر إنسانا يقوم بحق هذه العبودية التي أثنى بها الله عز وجل على هؤلاء العباد المصطفين الأخيار, كيف نتصوّر أن فردا منهم يقول "ما عبدت طمعا في جنتك ولا خوفا من عذابك" هذا كلام هراء أو كلام إنسان جاهل أو غير مؤمن بالله عز وجل. البحث في هذا طويل لكن هناك نكتة, في الأحاديث الصحيحة تفسيرا لمثل قول ربنا تبارك وتعالى ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)) جاء في الحديث الصحيح في تفسير ((وزيادة)) قال عليه الصلاة والسلام (هي رؤية الله في الأخرة) ((للذين أحسنوا الحسنى)) الجنة ((وزيادة)) أي رؤية الله عز وجل في الأخرة, وجاء في أحاديث أخرى أن المؤمنين في الجنة حينما ينظرون إلى ربهم تبارك وتعالى ينسون كل نعيم رأوه وأحسوا به في جنة ربهم تبارك وتعالى, حينذاك كيف نتصوّر إنسانا مؤمنا وعالما بمثل هذه النصوص وغيرها يعرف أن في الجنة رؤية الله عز وجل, كيف يقول " ما عبدتك طمعا في جنتك " وهو يعلم أنه لا سبيل إلى رؤية الله عز وجل إلا في الجنة, لهذا وهذا وكثيرا مما لم نذكر لا بد للمؤمن حقا أن يخشى الله عز وجل كما جاء في هذا الحديث (عينان لا تمسّهما النار عين بكت من خشية الله) فهذا البكاء إنما هو أثر لهذا الإيمان المتسلّط على هذا الباكي وهذا لا يكون إلا بمعرفته لربه عز وجل وفهمه لصفاته التي اتصف بها ربنا تبارك وتعالى. (241/11) «تتمة شرح حديث ابن عباس وهو قوله: (وعين باتت تحرص في سبيل الله) وبيان إطلاقات لفظة: في سبيل اللهالشيخ: بقِيَ بيان بسيط للجملة الثانية وهي قوله عليه السلام (وعين حرست في سبيل الله) يجب أن نتذكّر أن هذه الجملة مضاف ومضاف إليه (في سبيل الله) إذا أطلقت في القرأن الكريم وفي الأحاديث الصحيحة يجب أن تُفسّر في الجهاد في سبيل الله, يعني في القتال في سبيل الله, أقول هذا لأسباب منها أن هذه الجملة أحيانا تأتي بمعنى أعمّ من ذلك, في سبيل الله تأتي أحيانا بمعنى أكثر من القتال في سبيل الله قتال الكفار, أن يعمل الإنسان عملا لله عز وجل أيّ عمل كان حتى ولو كان في سبيل الضرب في الأرض والسفر من أجل الحصول على رزقه وعلى رزق عياله وأطفاله من طريق حلال, هذا أيضا يُطلق أحيانا في الشرع في سبيل الله لكن يكون هناك قرينة كمثل الحديث الذي رواه الطبراني وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان جالسا يوما وحوله أصحابه حينما مرّ بهم رجل شاب جلد صاحب قوة وفتوّة أعجب الصحابة به حينما رأوه فتمنّوا أن يكون ذلك في سبيل الله, إيش معنى قولهم في سبيل الله؟ الأصل الجهاد في سبيل الله فقال لهم عليه الصلاة والسلام فقال (إن كان هذا خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين له وعلى أطفال صغار له فهو في سبيل الله) هذه الجملة بيّنت لنا أن الرسول عليه السلام عنى هنا " في سبيل الله " المعنى العام لكن لأنه وُجدت هذه القرينة, جواب الرسول على الصحابة لو كان هذا في سبيل الله توضّح لنا أنه عنى أنه هذا الإنطلاق في السعي وراء الرزق على أبويه وعلى أولاده وعلى نفسه أيضا فهو سبيل الله فإن بهذه المناسبة أن هنا " في سبيل الله " يعني في مرضات الله عز وجل فهو بمعنى أعمّ مما يأتي عادة في مثل هذا النص وفي غيره ومن ذلك قول الصحابة " لو كان هذا في سبيل الله " إذًا حينما ترِدْنا أو ترِد أمامنا مثل هذه الجملة ما هو المعنى الذي ينبغي أن نستفيده منها أهو المعنى الأعم أم المعنى الخاص؟ المعنى الخاص, في سبيل الله يعني في الجهاد, يعني في قتال الكفار في سبيل الله عز وجل. والواقع أني أهدف من وراء هذا البيان إلى لفت النظر إلى تفسير حديث والأحسن أن أقول إلى تفسير محدث أي مبتدع في تفسير أية مصاريف الزكاة ((إنما الصدقات للفقراء)) إلى أخر الأية وفي أخرها. (241/12) «شرح حديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء المريض قال المصنف رحمه الله: " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال» الشيخ: فالقصد من غاية, القصد والغاية من زيارة المريض يختلف تارة ويتفق تارة أما الإتفاق فهو أن يكون القصد دائما وأبدا من زيارة المريض أو عيادة المريض هو التذكّر حالة الإنسان وأنه يتقلّب من صحّة إلى مرض ومن مرض إلى موت ولذلك ستسمعون الليلة أو فيما بعد لا أدري بعض الأحاديث التي جاء فيها الأمر بعيادة المريض وتشييع الجنائز جاء التعليل فيها بأنها تُذكّر الأخرة, فعيادة المريض مُطلقا فيها هذه الفائدة وفيها هذه الغاية الشرعية وهي تذكّر الأخرة, أقول هذا في كل عيادة لأن هناك تفصيلا في العيادة, هل هي دائما وأبدا واجبة وجوبا كفائيا أم أحيانا يجب وجوبا عينيا؟ هذا يختلف باختلاف حالة المريض أو حال مرضه وباختلاف ما إذا كان عنده من يقوم ب ـ ... وشؤونه أو لا يكون شيء من ذلك إطلاقا, ففي الحالة الأولى أي حين يكون للمريض من يساعده ويقوم على خدمته بكل ما يحتاجه فحينئذ عيادة الأخرين له هو من باب الإستحباب والفضيلة, أما إذا لم يكن هناك من يساعده كبعض الناس من الفقراء والذين يُعبّر عنهم باللغة العربية ولا ذمّ في ذلك من الصعاليك ممن لا يؤبه لهم فأمثال هؤلاء يجب على بعض الأفراد وجوبا عينيّا أن يلازموه ولو على التداول وعلى التناوب ليقوموا بخدمته. فإذًا عيادة المريض تارة تكون واحبة و تارة تكون مستحبة, الواجبة حينما لا يوجد من يُساعده في مرضه وهناك فرض عين على أشخاص يجب أن يقوموا بخدمته كما ذكرنا, أما إذا كان قد وُجِد من يقوم بهذا الفرض فما سوى ذلك يكون عيادته من باب مكارم الأخلاق وفضائل الأمور المستحبة وليس من الواجب وجوبا عينيا, وهذا من حِكم الشريعة لأنكم تعلمون أن المريض أو على الأقل بعض المرضى يتضجّرون من كثرة الزائرين له والمتردّدين عليه ولذلك فمن المتوارَث عن السلف أن العيادة سُواط ناقة أي زمن قصير جدا بمقدار حَلْبة الناقة ذلك لكي لا يتضجّر المريض من ملازمة الزائر له لمكانه, فهذا إذًا تفصيل القول في عيادة المريض هي بصورة عامة مشروعة لتذكُّر الأخرة وفي بعض الأحيان مأمور بها لمساعدة المريض على مرضه وذلك طبعا يستلزم ربما مساعدة مادية إذا كان فقيرا ففي هذه الصورة يجب وجوبا عينيا على بعض الأشخاص, هذا ما يمكن من التفصيل لحكم عيادة المريض. (241/13) «الحكمة من عيادة المرضى هو تذكر الآخرة، والتحذير من التشبه بالكفار في القصد من زيارتهم للمرضىالشيخ: ولكن لا بد من التذكير بتلك الحقيقة التي أشرت إليها أنفا من أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم حينما أمر بعيادة المرضى في بعض الأحاديث علّل ذلك (بأنها تذكّركم الأخرة) , فأنا أريد أن أذكّركم بأن لا تنسَوْا دينكم وأن لا تنطبعوا بطبائع أعداءكم في العقيدة وفي الدين لأن عيادة المرضى هي في الواقع كأنها سنّة كونية طبيعية ذلك لأن كل إنسان يمرض وكل إنسان يشعر بأنه يوما ما سيمرض كما يمرض جاره وهو يأمل أن يعاد وأن يُزار وأن يُعان كما فعل هو مع جاره ومع غيره, ولكن يجب أن يكون الفرق بين المسلم العائد للمريض وبين غير المسلم في تحقيق تلك الغاية التي رمى إليها الشارع في تشريع عيادة المريض ألا وهو تذكّر الأخرة. أنتم تعلمون أن بعض المِلل اتخذت مهنة عيادة المرضى ومساعدتهم وسيلة للتبشير بدينهم ذلك لأن دينهم ليس له ركائز وليس له دعائم يمكن أن يدعو الناس إليها بالمنطق وبالعقل السليم فهم يستغلّون خدمة الناس البعيدين عن دينهم ومن ذلك بمساعدتهم في مرضهم, يتخذون ذلك وسيلة لإدخالهم في دينهم ونحن تلوْنا على مسامعكم أكثر من مرة, ويجب أن تعرفوا هذه الحقيقة لتتميّزوا بإسلامكم عملا وعقيدة عن غيركم, إن كل من ليس مسلما إذا تصوّرنا أنه يؤمن بالله عز وجل أو تصوّرنا أكثر من ذلك أنه يعبُد الله عز وجل فيجب أن نتذكّر أنه لا يؤمن بالله عز وجل ولا يعبد الله عز وجل وإنما يؤمن بغيره ويعبد غيره, تلوْنا عليكم أكثر من مرة تلك الأية الكريمة التي تُفصح بهذه الحقيقة فتقول ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) فالسائد اليوم بين الناس وبخاصة بين بعض الكتّاب الإسلاميين أن هذا الجنس أو ذاك من الكفار غير المؤمنين هم إخواننا في الدين, هم إخواننا في الإيمان بالله عز وجل زعموا وهم يجهلون وما أظنهم يتجاهلون تلك الحقيقة التي صدعت بها الأية السابقة ((لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر)) لذلك من هذا الباقي التذكير يجب أن يكون هناك فرق في انطلاقكم, في قيامكم بما شرع الله لكم إيجابا أو استحبابا, من ذلك ما نحن في صدده الأن من عيادة المرضى أن لا تكون عيادتنا لمرضانا من هذا الباب, باب النفاق الإجتماعي, كما أنه ينبغي أن لا تكون تشييعنا لجنائزنا من هذا الباب نفسه وإنما يكون ذلك لوجه الله عز وجل وللغاية التي رمى إليها الشارع الحكيم, فنحن نُشيّع الجنائز ونعود المرضى لأن في ذلك مرضاة لله تبارك وتعالى وفي ذلك تذكيرًا لنا بمصيرنا وعاقبة أمرنا ألا وهو الموت, لا نقول نعود المرضى لأنه شيء جميل وحسن وهذا أمر متعارف بين الناس, فكل الناس في نظر الإسلام ليسوا ناسا وإنما الناس هم الذين أمنوا بالله ورسوله. إذًا ينبغي إذا عدنا المرضى أن نتذكّر لماذا نعود, أما الإعانة التي تأتي فهذا أمر من باب تحصيل الحاصل لكن الغاية التي ينبغي أن يحْصل عليها المسلم ليتميّز عن غيره هو أن يتذكّر بعيادته للمريض الأخرة, وهنا يمتاز المسلم عن غير المسلم, وإلا فنحن نعلم أن النصارى يعود بعضهم بعضا بل من لا دين له يعود مثله وغيره أيضا, كل ذلك من باب هذا النفاق الاجتماعي ولا يفيدهم ذلك شيئا عند الله عز وجل, فنحن ينبغي إذًا أن نتميّز في أعمالنا بمقاصدنا الشرعية وأن العمل إذا لم يقترن به قصد شرعي فلا قيمة له في الإسلام, هذا الذي أريد أن أذكّر به بمناسبة أن من حق المسلم على المسلم أن المسلم إذا مرض أن يعوده. (241/14) «تتمة شرح حديث أبي هريرة (وإذا استنصحك فانصح له) والكلام على حديث (الدين النصيحة).» الشيخ: أما الفقرة الأخيرة في حديث مسلم (وإذا استنصحك فانصحه) هذا في الواقع أيضا من الأمور التي تميّز الإسلام بها من حيث تأكيده عليها (إذا استنصحك فانصحه) هذا الحديث إذا تمسكنا بظاهره وقعنا في مشكلة وقع فيها بعض العلماء مع الأسف, ظاهره إذا استنصحك - طلب منك النصيحة - فانصحه مفهومه إذا لم يستنصحك فلا تنصحه, هل هذا المفهوم مقبول؟ الجواب لا, أو عفوا أخطأت في التعبير, هل هذا المفهوم مقصود من الحديث؟ الجواب لا, لما سيأتي بيانه ... النصيحة نصيحة المسلم للمسلم بُشرع بصورة عامة سواء طلبها منك أو لم يطلبها, ونحن يجب أن نتذكّر أن الناس ليسوا سواءً في معرفتهم لصالحهم سواء كان هذا الصالح دينيّا أو دنيويا, فهناك بعض الناس ممّن يُعرفون باللغة العامية بالبسطاء يعني سطحيّين, ليس عندهم نباهة, ليس عندهم كياسة, لا يعرفون مصلحتهم, فإذا ما لاحظ المسلم من بعض المسلمين شيئا من الغفلة عن شيء ينفعه في دينه أو دنياه فلا ينتظرنّ أن يستنصحه, لا ينتظرنّ أن يطلب منه أن ينصحه وإنما عليه أن يُبادر إلى نصحه, لذلك جاء ذاك الحديث مبدأ عاما ألا وهو حديث تميم الداري في صحيح مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة) قالوا لمن يا رسول الله؟ قال (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) فالدين النصيحة, الدين النصيحة هذا مبالغة في الأسلوب العربي في الحضّ على الشيء أن يُحصر الدين فيه وكأن لا شيء سواه, على وِزان قوله عليه السلام في عرفة حيث قال (الحج عرفة) مثل هذا التعبير يَفْهم أهل اللغة بأنه لا يعني أن الإنسان إذا خرج حاجا إلى بيت الله الحرام وأنه إذا لم يأت شيئا من مناسك الحج مطلقا إلا أنه وقف على عرفة يوم عرفة فقد انتهى حجّه, هذا لا أحد يفهمه لكن العكس هو الذي يفهمه أهل اللغة هو أنه لو فعل كل شيء من مناسك الحج ثم لم يقف في عرفة فلا حجّ له, كذلك يعني عليه الصلاة و السلام حين قال (الدين النصيحة) لا يعني أن ليس هناك من الدين شيء أخر سواه, وإنما كأنه الدين كله النصيحة, كأنه الحج كله الوقوف في عرفة. من أجل هذا الحديث الثاني فالنصيحة ينبغي أن يُقدّمها المسلم لأخيه المسلم, لا ينتظر أن يطلب منه ولكن النبي عليه السلام إنما ذكر هنا في هذا الحديث الذي هو موضع, موضوع درسنا الأن (وإذا استنصحك فانصحه) للدلالة على أنه النصيحة ها هنا تتأكّد على المطلوب منه النصيحة, لأنه إذا كان واجبا عليك أن تنصح أخاك لمجرد أنه بدا لك أنه بحاجة إلى نُصحك إياه فآكد وأوجب عليك أن تنصحه إذا ما طلب منك النصح, لذلك يقول أهل العلم ذِكْر الشيء لا ينفي ما عداه فذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث (وإذا استنصحك فانصحه) لا يعني أن النصيحة بدون طلب النصيحة منك لا تجب عليك, هذا شيء يتعلق بهذا الحديث (وإذا استنصحك فانصحه). (241/15) «ذكر الأساليب في النصيحة، وشرح حديث معاوية بن الحكم قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم؟ تنظرون إل» الشيخ: وشيء أخر, النصيحة كما ذكرنا في الدرس الماضي غير بعيد, يجب أن تكون بالأسلوب الحسن كما ذكرنا لكم قصة ابن عمر مع ذاك الذي عطس وحمِد الله ولكنه زاد في حمده مالم يشرعه الله على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام حين قال الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, قال ابن عمر وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علّمنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم, ففي هذا الأسلوب الذي جاء به ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه عمر هو أسلوب منتهى اللطف ومنتهى التأثير في المُنْصح, لذلك هذه النصيحة التي أمر بها الرسول عليه السلام في هذا الحديث بصورة خاصة عند الإستنصاح, وفي ذاك الحديث بصورة عامة فينبغي دائما وأبدا أن تقترن بالأسلوب الحسن كما قال الله عز وجل ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) ولكن يجب أن نضمّ إلى هذه القاعدة شيئا, كثيرا من الناس تغلب عليهم هذه القاعدة فيُحاولون طردها, طردها واستمرار بها دائما أبدا ولو أنه وُجِد هناك ما يقتضي أن يتغيّر الأسلوب, أقول هذا بيانا للحقيقة وتفقّها في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديثه التي جمعت الأسلوبين, ليس أسلوبا واحد. الأسلوب الأول هو الذي ذكرناه في أول هذا الكلام وفي الدرس الماضي وهو التلطّف مع الناس الذين يُراد نصحهم, أما الأسلوب الأخر فأحيانا يقتضي الأمر التشديد وربما يتطلّب النهر, ليس دائما بكلام هيّن ليّن, هذا هو الأصل, وهذا هو القاعدة, ولكن كما قال علماء الأصول " ما من عامّ إلا وقد خصّ " هذا المبدأ العام هو الحكمة واللين ولكن لا تكون الحكمة دائما وأبدا مقرونة باللين, نحن نذكر مثلا مما يؤيد الأسلوب الأول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وأله وسلم الشيء الكثير والكثير, ولا نريد أن نُفيض في هذا مادام أن كل الناس يعرفون هذه الحقيقة ويحبّذونها بل ولا يستثنون شيئا منها, لكن أذكر قصة من باب التذكير والتعليم لمن قد لا يعلم ذلك, لقد روى الإمام مسلم في صحيحه تلك القصة البديعة الطريفة والتي فيها توضيح للمسلمين كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعامل الناس باللين, هذه القصة يَرويها معاوية بن الحكم السلمي ولا أريد أن أسوق الحديث كما جاء وإنما آخذ منه الشاهد, أنه صلّى يوما وراء النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل بجانبه فقال له يرحمك الله, رجل وقف بجانبه معاوية بن الحكم السلمي كلاهما في الصلاة, ذاك الرجل عطس فقال معاوية له يرحمك الله وهو يصلي مثله, فنظر إليه من حوله تسكيتا له, فازداد ضيقا وتضجّرا لأنه لم يكن على علم وفقْه فنادى بأعلى صوته وا ثكل أمّياه مالكم تنظرون إليّ فلم يجدوا وسيلة لإسكاته لأنهم في الصلاة ((وقوموا لله قانتين)) ساكتين تالين للقرأن ذاكرين لله, لم يجدوا وسيلة سوى الضرب على أفخاذهم, يقولون له اسكت ليس هذا مجال التشميت لأنه هذا كلام, الشاهد يقول هو يُحدّث عن نفسه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما قضى الصلاة أقبل إليّ, تتصوّروا حالة الإنسان الذي عرف بعد لَأْيٍ أنه كان مخطئا, ماذا يتصوّر أنه الرسول عليه السلام وهو قادم عليه سيفعل به؟ نحن في زماننا لو وقع مثل هذا شوفنا الشيخ جاء نحونا طبعا بدو يبهدلنا وبدو يشتمنا وينسبنا للجهل و و إلى أخره, أما الرسول صلوات الله وسلامه عليه فبطبيعة الحال لم يكن منه شيء من ذلك إطلاقا, وهذا ما يصفه به صاحب القصة فيقول فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إليّ فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد) حينما فوجئ بهذا اللطف وبهذا التعليم طمِع الرجل في أن يتعلّم منه في تلك الجلسة, فأخذه يسأل, أخذ يسأل الرسول السؤال تلو السؤال ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يجيبه عن كل سؤال دون أي تململ أو تضجّر, ولا أطيل عليكم كما قلت لا سيما وقد ذكرت الحديث أكثر من مرة. (241/16) «الجمع بين اللين والشدة في النصيحة أو استعمال الشدة في موطن واستعمال اللين في موطن كل بحسبه، وذكر الأمثلة على ذلكالشيخ: وإنما الشاهد, هذا هو أسلوب الرسول عليه السلام العام التلطّف مع الناس إذا ما أخطؤوا, ولكن هذا الذي أدندن حوله دائما وأبدا في مثل هذه المناسبة, لا ينبغي أن نفهم أن اللين دائما وأبدا يجب يكون مقرونا بالنصيحة أو بالتعليم, أحيانا ولو في أحوال نادرة لازم يكون فيه هناك شيء من الحماس وشيء من الشدّة, أما الحماس فحينما لا يضرّ الناس وإنما يُذكّرهم بما هم مقصّرون من واجبات, فهذا هو طبيعة الرسول عليه السلام العامة, فنحن نذكر حديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا خطب احمرّت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبّحكم ومسّاكم, هذه كانت طبيعة الرسول عليه السلام في خُطبِه, لأنه ليس هناك كلام خاص لإنسان قد ينجرح به ولكن مع ذلك في بعض الصور أيضا كان الرسول عليه السلام شديدا, لم يكن في ذلك اللين لأنه لكل مقام مقال, فاللين له مكان والشدة لها مكان, جاء في مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقام رجل فقال ما شاء الله وشئت يا رسول الله قال (أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده) هذا أسلوب فيه شدة بلا شك ولو أن إنسانا منا اليوم سمع مثل هذا الخطأ بل مثل هذا الشرك من إنسان من عامة الناس وخاطبه بنفس لغة الرسول عليه السلام لقالوا له شو هذه الشدة يا أخي؟ هذه ليست شدة, هذا هو عين الحكمة في مثل هذه المسألة, هذا الرسول عليه السلام الموصوف في القرأن بأنه على خلق عظيم فيجب أن نفهم جيدا أن مِن خلقه العظيم أنه لا يسوق الأمور كلها مَساقا واحدا وإنما يضع اللين في محلِّه والشدة في محلها, ماذا يقول الشاعر في اللين والشدة؟ عيد عباسي: " ووضع ... في موضع السيف في العلا مضر كوضع السيف موضع الندى ". الشيخ: هذا شعر عربي قديم والحكمة حينما يعالج الإنسان مشاكل الناس توجب عليه أن يستعمل الشدة أحيانا وحسبنا قدوة نبينا عليه الصلاة والسلام فهو يستعمل هذه الشدة لكن على خلاف القاعدة التي ذكرناها أنفا, انظروا إليه مثلا وهو يَسمع رجلا يُثني على صاحبه في وجهه فيقول له (ويحك قطعت عنق أخيك ويحك قطعت عنق أخيك ويحك قطعت عنق أخيك بحسب أحدكم أن يقول) (إذا كان أحدكم لا بد مادحا أخاه فليقل أحسبه كذا وكذا ولا أزكي على الله أحدا) (إذا كان أحدكم لا بد مادحا أخاه فليقل أني أحسبه كذا وكذا ولا أزكي على الله أحدا) فالرسول عليه السلام لما سمع هذا الرجل يمدح أخاه في وجهه نهره بكلمة ويح, ويحك كأنه يدعو عليه بالهلاك وإن كان كلمة ويح أحيانا توضع في مكان لا تُعطي هذا النهر وهذا الزجر الشديد, فلكل معنى أيضا مكانا مناسبا له. خلاصة القول, هذه النصيحة يجب أن تكون دائما وأبدا باللّين وبصورة خاصة حينما يستنصحك, حينما هو يطلب منك النصيحة, وللنصيحة بحث أخر ومهمّ جدا لعلّي أتذكّر وإن نسيت فذكّروني في الدرس الماضي إن شاء الله يكون ذلك البحث, نعم؟ عيد عباسي: فات. الشيخ: كيف؟ عيد عباسي: في الدرس الماضي. الشيخ: ... هذه من غفلة الإنسان فنسأل الله عز وجل أن لا يجعلنا من الغافلين. الحضور: آمين. الشيخ: فموعدنا إن شاء الله في الدرس الأتي بحث موضوع يتعلق بالنصيحة وأنها قد تستلزم أحيانا بعض الأشياء التي يظنّها كثير من الناس أنها لا تُشرع, وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (241/17) «ما هي النصيحة لله وللرسول الواردة في حديث تميم الداري وكيف يحتاج الله والرسول إلى نصيحة؟» عيد عباسي: من الأسئلة المتعلّقة من الموضوع نفسه, يقول النصيحة في حق المسلمين وعامتهم معروفة ولكن ما هي النصيحة لله وللرسول في الحديث السابق؟ وكيف يحتاج الله والرسول إلى النصيحة؟ ... . الشيخ: هذا كقوله تعالى ((إن تنصروا الله)) فهل بحاجة ربنا إلى نصرتنا إياه؟ طبعا هو ليس بحاجة إلى نصرتنا إياه ليتغلّب على أعداءه, فهو كما قال ((والله غالب على أمره)) لكن المقصود هنا بنصرة الله عز وجل حتى نستحق نحن نصر الله, إنما نصرة دينه, هكذا المعنى نفسه هنا بالنسبة الدين النصيحة لله، الدين النصيحة يعني في أحكام الله وأوامر الله فيتبعها بكل نُصْح, فبقدر أنت متّبع لما شرع الله بقدر ما أنت ناصح لله, فنصح الله ونصح الرسول يختلف عن نصح المسلم للمسلم وهذا في الحقيقة يفتح أمامنا بحثا هاما جدا ولعل هذا يأتينا في الدرس الأتي إن شاء الله في حديث (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة لعبد من عباده عبدي مرِضْت فلم تعدني قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين) إلى أخر الحديث, فالله هنا يقول مرضت فلم تعددني أي هنا المرض المضاف إلى الله عز وجل غير المرض المضاف للإنسان الذي هو فعلا يمرض, أما الله عز وجل الذي هو يُعطي الصحة لمن يشاء ويُسلّط المرض على من يشاء هو لا يمرض لأنه لو كان يمرض فليس إلها وليس رب العالمين. كذلك هنا, فبعض الصفات إذا تختلف مغازيها ومراميها بالنسبة للمضافات إليها, فإذا أضيفت النصيحة في هذا الحديث إلى الله وإلى رسوله فمعناها غير معنى النصيحة المضافة للمسلمين, فإذًا فإن أن النصح لله عز وجل هنا المقصود به هو اتباع أحكامه وشريعته, وكذلك النصح لرسوله عليه السلام اتباع سنّته وعدم مخالفته وتعظيمه وتبجيله في الحدود التي جاء بها الشرع الشريف. إذًا نصح الله ونصح كتاب الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك يعود إلى نصيحة غير نصيحة بعضنا لبعض, توجيه نصيحة منا لبعضنا البعض, هذا خاص بيننا, أما نصح الله عز وجل ونصح كتابه ونصح رسوله فإنما ذلك بالعمل بما شرعه الله وما سنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. (241/18) «هل صحيح أن عبد الله بن مسعود كان لا يعتبر المعوذتين من القرآن ولم يضمهما في مصحفه، وأن أبي بن كعب أثبت في مصحفه دعاء القنوت وجعله سورتين؟» عيد عباسي: سؤال أخر, هل صحيح أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان لا يعتبر المعوّذتين من القرأن ولم يضمّهما في مصحفه؟ وأن أبيّ بن كعب أثبت في مصحفه دعاء القنوت وجعله سورتين وجزاكم الله خيرا؟ الشيخ: الذي أذكره بالنسبة لهذا السؤال فهو ذو شطرين كما سمعتم, فيما يتعلق بابن مسعود فقد صحّ عنه ولا غرابة في ذلك, وهذا دليل أن الأمر كما قال الله عز وجل مخاطبا كل إنسان منا في عموم قوله ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) إن ابن مسعود رضي الله عنه الذي كان من السابقين في الدخول في الإسلام مع ذلك فاتته بعض الأشياء, بعضها هام جدا جدا من ذلك ما تضمّنه هذا السؤال, لم يكن قد فَهِم فيما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أن المعوّذتين ((قل أعوذ برب القلق)) ((قل أعوذ برب الناس)) هما سورتان من القرأن الكريم, وإنما فهم أنهما معوّذتان, دعاء هكذا, ولذلك فحِرْصا منه أن لا يُدخل في القرأن, في المصحف الذي فيه القرأن شيء غريب عنه كان يحُكّ بيكشط كل صفحة فيها هاتان السورتان, ذلك لأنه لم يعلم ذلك ولكن هذه مزيّة القرأن, إن القرأن لم يُجْمع من شخص واحد, وإنما جُمِع من عشرات بل مئات الأشخاص بعد أن كانت كُتِبَت في صُحف من نوعيّة غريبة في ذلك الأزمان, عبارة عن أكتاف الحيوانات عظم أو أوراق الشجر ونحو ذلك, فهذا مما سخّر الله عز وجل مئات الصحابة ليحفظوا القرأن كله في صدورهم أولا وليُسطّروه في الوسائل التي كانت معروفة عندهم ثانيا. من أجل هذه الحقيقة اعترف بعض الكتّاب الغربيّين بأن الإسلام لا يماثله دين أخر في أن دستوره الأول ألا وهو القرأن مرويّ بالتواتر محفوظ يشهد بهذا كثير منهم, ونحن لا نفخر ولكننا نقول " والفضل ما شهدت به الأعداء " فلا يضرنا أبدا أن تكون هذه الرواية صحيحة وثابتة عن ابن مسعود بل نحن نأخذ من ثبوت هذه الرواية عبرة نعارض بها الغلاة من المسلمين قديما وحديثا ممن يعتبرون بيان خطأ الشيخ الفلاني غمزا فيه, طعنا له, شيْن له, لا, كفى المرء نبلا أن تعد معايبه فابن مسعود صحابي جليل له فضل على الإسلام والمسلمين في أنه نقل إلينا مئات الأحكام الشرعية وكان من حفّاظ القرأن ويحسنون تلاوته وكان الرسول يثني عليه ويقول (من أحب أن يقرأ القرأن غضا طريا فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) يعني أم عبد الله بن مسعود, هذا أسلوب لطيف جدا في التعبير, الشاهد فهذا الرجل الفاضل إذا وجدت له بعض الأخطاء فهي أولا لا يؤاخذ عليها إطلاقا لأنها لم تكن مقصودة منه, بل على العكس كما سمعتم أنفا كان يكشط ويحك هاتين السورتين حِرْصا للقرأن الكريم من الزيادة فهذا لا يؤاخذ عليه إطلاقا ولذلك فلا عيب في أن نُصرّح بهذه الحقيقة بل نستفيد من ذلك كما قلنا أن الإنسان مهما سما وعلا فلا بد أن يكون له شيء من الأخطاء كما جاء في بعض الأحاديث الموقوفة, بعضهم يروى عن ابن عباس وبعضهم عن بعض التابعين ثم أخيرا اشتهر عن مالك " ما منا من أحد إلا رَدّ ورُدّ عليه إلا صاحب هذا القبر " وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وأله وسلم. ولذلك لم يعبأ المسلمون إطلاقا بهذه الرواية وبهذا الخطأ الذي صدر من ابن مسعود فسُجّلت السورتان في المصحف وهما متواتران مع المصحف كله, ومن رأي ابن مسعود أيضا أنه كان إذا صلّى, أنا أذكر هذا لا عيبا وإنما عبرة فقط, كان إذا صلّى يُطبّق والتطبيق عند الفقهاء والمحدّثين هو أن يُشبّك بين كفيه هكذا ثم يُدْخِلُهما وهو راكع بين فخذيه ولا يقبض بكفيه على ركبتيه كما هو السنّة فهذا ثابت وصحيح عن ابن مسعود أيضا, ولا مجال لإنكار ذلك فلم يأخذ المسلمون بهذا, لماذا؟ لأن الله عز وجل قد ألهم غيره من الصحابة أن يحفظوا لنا السنّة بل وأن يبيّنوا لنا أن ابن مسعود في تطبيقه هذا إنما حفظ ما كان مشروعا في الإسلام الأوّل, فقد ثبت أن ابنًا لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان في الكوفة حيث كان عبد الله بن مسعود فصلّى بجانب ابن مسعود يوما وقبض كما نفعل نحن اليوم بكفيه على ركبتيه فما كان من حِرْص ابن مسعود على المحافظة على ما علِمه من الرسول عليه السلام إلا وأن أخذ يدي الرجل ابن سعد في الصلاة فطبّقهما ودكّهم بين فخذيه, وبعد الصلاة الظاهر أنه فهّمه أنه هكذا السنّة وهكذا رأيت الرسول عليه السلام, رجع ابن سعد إلى أبيه في المدينة, سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشّرين بالجنة فقصّ له قصة ابن مسعود معه, قال صدق -انظروا هذا أيضا الأدب واللطف- قال صدق أخي عبد الله بن مسعود كنا نفعل ذلك ثم أمِرْنا بالأخذ بالركب, لا عيب في هذا فاته شيء لكن حفظ أشياء وأشياء وأشياء كثيرة, فهذا ما يحضرنا أما بالنسبة لأبيّ بن كعب وأنه كان يكتب في مصحفه "اللهم إنا نستعينك" فهذا قد مرّ بي قديما شيء من ذلك لكن لا أحفظ إذا كانت الرواية عنه صحيحة أو لا ولعله يتيسّر لي المراجعة لذلك وآتيك بالجواب إن شاء الله في الدرس الآتي بإن شاء الله وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. في شيء؟ اسمعوا قليلا يا إخواننا من الأستاذ خير الدين. (241/19) «ذكر بعض طلبة الشيخ الألباني لقصيدةالأستاذ خير الدين: " كنا في الدنيا أسياد *** نبني بال ... كان الإسلام يُسدّدنا *** ويد الرحمن تؤيّدنا الأرض زهت بصنائعنا *** وفم الأيام يمجّدنا كان الفاروق هو الحاكم *** والخالد ذا السيف الصارم وابن الجراح محاسبنا *** أكرم بصحاب أبي القاسم. يرموك الجسر وحطين *** عمورية في النسرين. الأرض تميد بجعفرنا *** الأطلس يشهد والصين. العلم لعاملنا خضعا *** والفن بمتحفنا ركع. والعدل سما في دولتنا *** والفجر بأيدنا سطعا. الحق شعار عدالتنا *** والحب أساس أخوتنا. ذهبت مثلا في كل الأرض *** مدى الأجيال رسالتنا. كم نحت الناس الأحجار *** صنما أو عبدوا الأبقار كم ضلوا عن دين التوحيد *** فجئنا نجلو الأستار. ما عرف الحق كدعوتنا *** ". (241/20) «كلمة حول العام والخاص والجمع بين حديث (لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) وحديث (إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين).» الشيخ: وقت معيّن دون وقت أخر وكذلك نأتي إلى تطبيق القاعدة السابقة إذا جاء حديثان عامان أحدهما عام مُخصَّص كمثل حديث (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) فهذا مُخصّص بالأدلة السابقة أما حديث التحيّة (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) ... بيصلي ركعتين ثم ليجلس فهذا عام مطلق لم يدخله التخصيص, حينذاك نُسلّط هذا على ذاك فنقول لا صلاة بعد الصبح أو الفجر حتى تطلع الشمس بينما تحيّة المسجد فتصلّى في كل وقت ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس إلا تحية المسجد فتُصلّى بعد العصر حتى تغرب الشمس في أي وقت من الأوقات. فهكذا يُوفّق بين الحديثين المتعارضين إذا كان أحدهما عاما فالأخر خاصة, عام مُخصّص فيُسلّط العام المطلق على العام المُخصّص ونخرج بالنتيجة التي ذكرناها, لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا تحيّة المسجد ولا صلاة بعد العصر إلا تحيّة المسجد. قد يقول قائل لماذا لا نعكس وهذا ما فعله الذين ذهبوا إلى ترجيح عدم مشروعية تحيّة المسجد في أوقات الكراهة, يقول هؤلاء نحن نعكس فنستثي صلاة التحيّة من الأوقات, من الأمر, في الأوقات المكروهة فيقولون هم (إذا دخل أحدكم المسجد فليصلي ركعتين) إلا في وقت الكراهة, إلا بعد الفجر, وإلا بعد العصر فهم يُخصّصون حديث الأمر بالتحيّة بحديث النهي عن الصلوات المكروهة. نقول هذا كان يمكن أن يعكس الأمر الذي ذهبنا إليه بمثل هذا الطريق لولا أن أحاديث النهي قد ضعُف عمومها فلم تصلح لبعض عمومها أن تُسلّط لضعفها على تخصيص العموم المطلق للأمر بالتحيّة والصلاة في أي وقت فيقول هذا غير واضح وغير قوي لأننا نقابل طريقتهم هذه بأن نقول مثلا, لماذا تُجيزون قضاء الصلاة المنسيّة في الأوقات المنهيّة عنها ولا تعاملون هذه الصلاة نفس المعاملة التي عاملتهم بها التحيّة؟ أي لماذا لا تكون لا صلاة (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها) لماذا لا تقولون إلا في أوقات الكراهة؟ ليس لهم جواب مطلقا إلا أن يعودوا إلى طريقتنا السابقة وهي أننا نُخصّص العام المُخصّص بالعام المطلق وينتج من ذلك أن تحيّة المسجد مستثناة من الكراهة وعندنا الحديث, حديث جابر حيث فيه التصريح بأمر الرسول عليه السلام ... بالتحية ولغيره بصلاتها والخطيب يخطب وهو في أوقات الكراهة كما ذكرنا, وبذلك يترجح القول الأول الذي نختاره وهو جواز صلاة تحيّة المسجد في كل وقت من الأوقات المكروهة, هذا بحث فقهي علمي أصولي فمن كان قد غَلُض عليه شيء من ذلك وأراد الإستمرار ... وإلا فهذا ما عندي حول جواب عن تلك المسألة. السائل: جزاكم الله خير إذا كانت ... حتى على الداخل؟ الشيخ: لا. (242/1) «هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يجلس جلسة الاستراحة؟ ومناقشة ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد حول ذلكالسائل: سؤال أخر حديث ... . الشيخ: ... لم يأت في حديث ما أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يجلس جلسة الإستراحة بل وعلى العكس من ذلك فقد جاء حديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يجلس جلسة الإستراحة في حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري وبحديث أبي حميد الساعدي في ... أبي داود هو أصله في البخاري أيضا وحديث أبي دواد هو من رواية أبي حميد في محضر عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وفيه أن أبا حميد السّاعدي وهو منهم قال لمن حوله من هؤلاء الصحابة ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له ولم؟ ولست بأعلمنا بصلاته فقال لهم نعم أنا أعلم, فقالوا له إذًا فاعرض, فبدأ يصلي من أول الصلاة إلى أخرها فلمّا جاء للنهوض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس ثم نهض, فهذا الجلوس جاء في حديث أبي حميد الذي عرض صفة الصلاة على الصحابة ليدُلّهم كيف كان الرسول عليه السلام يصلي مع أنهم أصحاب مثله شاهدوا الرسول عليه السلام كما شاهدهم ... فيما يظهر كان له عناية خاصة بمراقبة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ولذلك قال لهم أنا أصلّي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم, وكأنهم يعني أنِفوا من أن يعرض عليهم رجل مثلهم لا يمتاز عليهم بقدم صحبة ولذلك قالوا له لست بأعلمنا بصلاته فقال لهم ليس كما تقولون بل أنا أعلمكم بصلاته فلما رأوه مصرا على ذلك قالوا له فاعرض فلما انتهى من عرضه لصلاة النبي وفيها جلسة الاستراحة قالوا له صدقت هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم. فيثبت بهذا النص ومن النص الذي قبله وهو حديث مالك بن الحويرث أن الصحابة كان لا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا صلّى صلاة جلس جلسة الإستراحة ومن هنا نقول إن الصواب ما قاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" شرح المهذب حيث نبّه القرّاء بضرورة المحافظة على جلسة الإستراحة لأنها ثبتت في راوية هؤلاء الجمع من الصحابة دون أي مخالف لهم من الصحابة الأخرين, وبهذه المناسبة فلا بد من التنبيه أنه لا ينبغي الإغترار بما جاء في كتاب "زاد المعاد" في بحثه لهذه السنّة ألا وهي جلسة الإستراحة حيث ذكر هناك ما يستفيد منه القارئ أن ابن القيم يذهب تبعا لبعض الأئمة إلى أن جلسة الإستراحة هذه ليست سنّة تعبّدية وإنما هي كان من فعله عليه السلام لعادته لسنّه أي لمّا بدن وأسنّ فهو كان يجلس جلسة استراحة لا جلسة عبادة, هكذا يذكر ابن القيم رحمه الله ... على بعض الأقوال عن بعض الأئمة بدون أي حجّة تضطر الواقف على كلامه أن يعتزّ به, ونحن نقول إن تأويل هذه الجلسة بأن الرسول عليه السلام إنما فعلها للحاجة ولم يفعلها في عبادة فيه ... كبير عن ملاحظة ما ذكرنا من اجتماع الصحابة على ذكر هذه الجلسة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم. ومن البعيد جدا أن يرى الغائب ما لا يرى الشاهد لأنه عكس الخبر النبوي أولا وعكس ما يَشعر به كل ذي لب ثانيا, الحديث النبوي (الشاهد يرى ما لا يرى الغائب) وهذا هو الذي يقتضيه العقل السليم فالقول بأن جلسة الإستراحة إنما فعلها النبي صلى الله عليه وأله وسلم للحاجة وعكس للحديث السابق (الشاهد يرى ما لا يرى الغائب) كيف هذا؟ إن ابن القيم هو الغائب ومن كان سبقه من ... مثل قوله ألا وهو أن جلسة الإستراحة فعلها الرسول لحاجة في بدنه من سنّ أو من ضعف هذا قول صدر من الغائب عن مشاهدة فعل الرسول عليه السلام وصلاته, بينما أبو حميد الساعدي ومعه عشرة من الصحابة وقد يكون منهم مالك بن الحوريث الذي روى الحديث, حديث الجلسة مستقلا عن الجماعة, هؤلاء كلهم متفقون على شيئين اثنين, أولا أن الرسول عليه السلام جلس جلسة الإستراحة في صلاته, وثانيا على أنها من تمام صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم, فلو كان حقا ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله أن هذه الجلسة فعلها الرسول للحاجة لما خفِيَ ذلك على أولئك الصحابة و ... كذلك أي لو كان هؤلاء الصحابة يرون أن جلسة النبي صلى الله عليه وسلم هذه إنما فعلها للحاجة لما جاز لهم أن يحشروها في سلسلة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما فيه من إدخال ما ليس من العبادة في العبادة, ما ليس من الصلاة في الصلاة, وما كان لنا أن نتصوّر أن مثل هذا الإدخال يمكن أن يقع من فرد واحد من الصحابة فضلا عن أن يقع من جماعة لا سيّما إذا كان هؤلاء الجماعة قد تحدّاهم أحدهم بأنه يعرف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم أحسن منهم لذلك هو عرض عليهم أن يصلّي لهم صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له اعرض فلما عرض ما عنده وجاء في هذا العرض أن الرسول عليه السلام جلسة جلسة التحيّة صدّقوه وقالوا له صراحة هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم إذًا لا يجوز نسبة الوهْم على هؤلاء الصحابة بمعنى أنهم أدخلوا في الصلاة ما ليس منها فهذا أبعد ما يكون عن الصواب, وبذلك يثبت أن جلسة الإستراحة سنّة مؤكدة فعلها الرسول عليه السلام دون أن يأتي خبر أخر يُبيّن أنه تركها ولو أحيانا ولذلك فنحن مع الشافعية وبصورة خاصة مع الإمام النووي الذي ألحّ على المصلّي أن يُحافظ على هذه السنّة في الوقت الذي ضيّعها جماهير الشافعية الذين يجدون هذه السنّة في كتبهم ثم هم لا يفعلونها فضلا عن غيرهم من الحنفيّة والمالكية الذين يجدون التنصيص على كراهة هذه الجلسة, وهذا خلاف السنّة الصحيحة وهذا ما لدينا حول هذه المسألة. (242/2) «ما حكم وضع الحيوانات الميتة في المتاحف وما حكم العمل في تلك المتاحف؟» السائل: في سؤال أخر, ما هو حكم الحيوانات التي توضع في المتاحف؟ الشيخ: كأن السؤال ما هو حكم وضعها؟ السائل: نعم. الشيخ: أي نعم. السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: ... . الشيخ: الجواب إن وضع هذه الحيوانات وهي حيوانات من خلق الله تبارك وتعالى, فمن حيث وضعها في المتاحف في طبيعتها التي خلقها الله عز وجل عليها لا نراه ذلك بأسا إلا أن هناك شيئا وهو أن هذه الحيوانات يجب أن ... إلى طريقة -ماذا نقول تصبيغها- إلى طريقة تصبيغها, فقد كنت سمعت في الشام وأنا في صدد بحث هذا البحث من بعضهم بأنه يقول إن أي حيوان من هذه الحيوانات التي تُصبّر وتُجمّد لتوضع هكذا منظرا أمام الناس إنما يتمكّنون من تجميد هذا الحيوانات بحقنها بمادة معيّنة فتسري هذه المادة في بدن الحيوان فيتسرّب إليه الموت رويدا رويدا فيموت وهو مُتجمّد الأعصاب يبقى هكذا كما لو كان حيا, فإن كانت الوسيلة هي هذه ففي ذلك في اعتقادي تعذيب للحيوان وتمثيل به وذلك مما نهى الشارع عنه, فمن هذه الحيثيّة لا يجوز تعاطي هذا العمل لما فيه من التعذيب, وبالتالي لا يجوز نصبها لأن في ذلك مساعدة على تصبيرها الذي هو منهي لما فيه من التعذيب, وإن كان هناك طريقة أخرى لهذه العلميّة فينبغي أن يُنظر إليها وأنا ما سمعت طريقة أخرى, فعلى ذلك فلا نرى هذا التجميد لما فيه من التعذيب, هذا ما عندي. (242/3) «ما حكم تنصيب هذه الحيوانات الميتة في البيت وهل تلحق بالصور وأن الملائكة لا تدخل تلك البيوت؟» السائل: ويجعلونها في بيت ... . الشيخ: ليس له علاقة بالملائكة وغير ذلك. السائل: ... الصور ... . الشيخ: لا. (242/4) «ما حكم بيع السلعة قبل قبضها؟» السائل: هل بيع السلعة قبل قبضها؟ الشيخ: بيع السلعة قبل قبضها؟ السائل: أي نعم ... . السائل: يعني رجل شرى سلعة ثم لم يستلمها فهو يبيعها, لا يجوز هذا فيه أحاديث صحيحة نهى عن بيع السلعة قبل قبضها وقبل نقلها من مكانها. (242/5) «ما حكم قراءة القرآن للجنب والحائض؟» السائل: هل الجنب يقرأ القرأن ... ؟ الشيخ: للجنب كالحافظ أن يقرأ القرأن إلا أن الجنب يختلف عن الحائض في مسألة واحدة من هذا الحكم ألا وهي أن الجنب يُكره في حقه أن يقرأ القرأن جنبا وعليه أن يغتسل, أما الحائض فباعتبار أنها لا تستطيع أن تتطهّر إلا بعد أن يمضيَ عليها عدّتها من الحيض فلا ... من تلاوة القرأن والثواب الذي للمسلم من هذه التلاوة, فالجنب إذًا وإن كان يُشارك الحائض في حكم جواز التلاوة لكنه يختلف عنها في أنه باستطاعته أن يتطهّر وأن يغتسل ولذلك فإن لم يفعل وقرأ جنبا فتكون قراءته مكروهة, لكننا لا نقول إن قراءة الجنب هذه مُحرّمة كما يذهب إلى ذلك جمهور العلماء لعدم صحّة حديث فيه تحريم قراءة الجنب عليه. وإنما قلنا بالكراهة فقط لسببين اثنين, الأول لأن القراءة في حالة الطهارة بلا شك أفضل منها في حالة الجنابة والأمر الثاني وهو الأقوى ما ثبت في سنن أبي دواد أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم توضّأ, تبوّل يوما فليقيَه رجل فسلم عليه فبادر الرسول صلى الله عليه وأله وسلم إلى الجدار فتيمّم ثم التفت إلى الرجل قائلا (وعليكم السلام إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر) أي كره الرسول صلى الله عليه وأله وسلم أن يرُدّ السلام على من سلّم عليه إلا وهو على طهارة مع أنه ليس هناك إلا السلام, فلَأَن يكون مكروها عند الرسول عليه الصلاة والسلام قراءة القرأن جزءا أو كلا على جنابة مكروها من باب أولى لأنه إذا قال وعليكم السلام مكروها بدون طهارة فلأن يقول ((هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى)) إلى أخره, وفي الأية ذكر السلام المؤمن المهيمن أولى وأولى أن يكون ذلك مكروها, لذلك نقول بجواز قراءة الجنب للقرأن على جنابته لأنه لم يأتي التحريم مع قولنا بكراهة ذلك لما ذكرنا من قوله عليه السلام (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر) , غيره. (242/6) «كلمة حول أنواع جهاد المشركين، والتحذير من التشبه بالكفارالشيخ: في هذه الحياة الدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام (جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم) فمجاهدة المشركين لا تنحصر بقتالهم لاسيما والقتال هذا غير ممكن اليوم مع الأسف الشديد للأوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي من الإستعمار المادي أو الفكري أو كليهما معًا, فإذًا لا بد من أن نلاحظ أن هذا الجهاد الثالث المذكور في الحديث السابق (جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم) فمجاهدة المشركين بأنفسنا أعمّ من مجاهدتهم بأسلحتنا, هذه المجاهدة التي هي غير ممكنة مع الأسف في العصر الحاضر فتبقى الأجزاء الأخرى الداخلة في عموم (وأنفسكم) قائمة وممكنة ومن ذلك أن لا نتشبّه بهؤلاء الكفار فحينذاك نكون قد حقّقنا جزءا من هذا الجهاد للمشركين في أنفسنا, فقد جاءت أحاديث كثيرة كانت قد بلغت أكثر من أربعين حديثا في كتابي " حجاب المرأة في الكتاب والسنّة " كلها تدور حول مسألة واحدة هامة في الإسلام وهي أن لا يتقصّد المسلم مشابهة المشركين في شيء من أزيائهم وعاداتهم بل كل, بعضها يدور على تقصّد المسلم مخالفة المشركين حتى فيما لا ... فيه ومن أبرز ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام (خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصبغون شعورهم) أو قال (إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم) لا يصبغون شَيْبهم فخالفوهم فهذا الشيْب لا يملكه المسلم حينما يبلغ سنّا معيّنة فيشيب كما يشيب أيّ كافر في الدنيا فأمر الرسول صلى الله عليه وأله وسلم بأن يتعمّد المسلم الشائب أن يُخالف غيره ممن هو مخالف لدينه بصَبْغ لحيته أي بالحناء ونحو ذلك من الأصبغة بشرط اجتناب الصَبْغ بالسواد لحديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما جاء إليه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق بعد فتح مكة جاء ولحيته كالثغامة وهو نبت أبيض كالقطن فقال لهم عليه الصلاة والسلام (غيّروه بشيء وجنّبوه السواد) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث أخر (سيكون في أمّتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة) فقد أمر عليه الصلاة والسلام المسلم في هذا الحديث أن يتقصد مخالفة أهل الكتاب فضلا عن غيرهم من المشركين الوثنيّين بأن يتعمّد صبغ لحيته فيتميّز بذلك في شخصيّته عن الشخصية الكافرة. فإذًا الطريق هو أن يجاهد المسلم المشركين بكل ما يستطيع خاصة مما يتعلق بشخصه, الأمر الذي لا يضطر إلى أن يتعاون فيه مع غيره فضلا عن أنه لا يضطر أن يستعين بدولته وحكومته فهو جهاد منحصر في ذاته وشخصه, وبهذا فأنا أعتقد أن الطريقة التي يمكن التمسّك بها للوصول إلى الهدف الذي ينشده كل الدعاة الإسلاميين من مختلف الأحزاب والجمعيات لإقامة الدولة المسلمة لا طريق إلى ذلك أبدا إلا طريق البدأ بإصلاح النفوس وإصلاح الأفراد وتكون هذه هي اللبنة الأولى التي توضع ... الدولة المنشودة وإلا فإذا ظل هؤلاء الجماعات أو الأحزاب يدندنون حول طلب إقامة الدولة المسلمة من الذين لا يغارون على الإسلام ولا يتبنّوْن الإسلام لا عقيدة ولا عملا فإنما هم يطلبون من الفاقد للشيء وقديما قالوا " فاقد الشيء لا يعطيه " , فعليهم هم أنفسهم أن يبدؤوا بتحقيق ما يمكنهم من الأوامر الشرعية و منها ما نحن فيه من جهاد المشركين بمخالفتنا لهم في أزياءهم وفي عاداتهم وفي ... وبذلك نتمكّن. (242/7) «ما حكم تعاطي الدواء الذي فيه نسبة من التخدير؟» السائل: ... نسبة من الأفيون ... ؟ الشيخ: ... مثل الخمر ... الشراب أو الحب مثلا ... لا يجعل متعاطي هذه المادة يتخدّر. السائل: ... يعطونها للتخذير. الشيخ: ... بقل لك لا ... أنت بتقول لا أنا بقاطعك لا, هل فهمت ما قلت؟ السائل: نعم نعم. الشيخ: لا ما فهمت, لو كنت فهمت ما تقول لا. السائل: ... . الشيخ: الله يهديك. السائل: أمين. الشيخ: أنا بأقول إذا كانت نطفة المادة المخدّرة في هذ الدواء الذي يُعطى للمريض لا يؤثّر في عقل صاحبه, لا يُسكره على حد قوله عليه السلام (ما أسكر كثيره فقليله حرام) فلا بأس من ذلك, لأن التخذير هو غير السكر, فالمادة المخدّرة إذا كانت نسبتها قليلة لا تؤثّر في متعاطيها ولا تجعله يتأثر فيها جسميّا بحيث إنه يصبح كشارب الدخان, يصبح لسان حاله يقول هل من مزيد, ... . السائل: شيخ. سائل آخر: شو بأقل لك. (242/8) «ما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم - وذكر منهم - ورجل متضمخ بالطيب)؟» السائل: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكر فيه ثلاثة لا ينظر الله إليهم - وذكر منهم - رجل متضمخ بالطيب؟ الشيخ: فيهم حديث؟ السائل: أي نعم ... . الشيخ: متضمخ أنت مستكبر لفظة تضمخ؟ السائل: نعم. الشيخ: تضمّخ بالطيب؟ السائل: نعم. الشيخ: ورجل متضمخ بالطيب, هكذا لفظ الحديث بالطيب وإلا بالخلوق؟ السائل: لا بالطيب. الشيخ: المقصود به نوع من الطيب وهو الخلوق, وهو طيب يُركّب بالمواد فيها زعفران, فيها غير ذلك وهو طيب النساء, ونهى الرسول عليه السلام على استعمال هذا الطيب, هذا ... الطيب على اعتبار أنه من طيب النساء, هذا هو الجواب. (242/9) «ما حكم تحديد النسل؟» السائل: ما حكم الشرع في تحديد النسل؟ الشيخ: تحديد النسل شعبيا لا وجود له في الإسلام لأنه ينافي مقصدا من مقاصد التشريع الإسلامي للنكاح وهو المقصد الذي أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله (تزوّجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) فحضّ الرسول عليه السلام الرجال إذا تزوّجوا أن يتطلبوا المرأة المعروفة الأصل وأنها ولودة, وبيّن, وعلّل ذلك بقوله بأنه يباهي الأمم يوم القيامة بكثرة أمّته فالذي أو الحاكم أو النظام الذي يضرب على المسلمين تحديد ذرّيّتهم فهو يعُدّ في النقض على قوله عليه الصلاة والسلام (تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) ولا شك ... يعارض ما رمى إليه الشارع من الحكمة في مسألة الزواج فلا يجوز تبنّي مثل هذا ... أما الفرد من الأشخاص له وضعه الخاص بالنسبة لزوجه وأهله, كأن تكون مثلا مريضة ويكون الأطباء المسلمون ينصحون بأن هذه المرأة لا تتحمّل الولادة في كل سنّة فإن ذلك قد يُعرّضها للموت أو للمرض الذي يلازمها حتى الموت فمثل هذا يجوز حينئذ ... تحديد النسل بشرط أنها إذا رجعت إلى صحتها الطبيعية عادت إلى ما كانت عليه من قبل من عدم تحديد النسل, هذا جوابي في هذه المسألة. (242/10) «ما حكم وسائل في تحديد النسل وتنظيمه؟» السائل: بالنسبة ... وهي الشيخ: الوسيلة ... . السائل: في عزل ... . الشيخ: ... الوسيلة ... كما تكلمنا أمس بأن الوسائل لها حكم الغايات, فإن كانت الوسيلة مهما اختلفت تؤدي إلى ما حرّم الله فهي حرام وإن كانت تؤدي إلى ما أباح الله فهي مباح فهذا الوسائل اليوم من العزل المبتكرة سواء كان حبوب أو كانت شراب أو كان تنظيما للاتصال الجنسي كما يقال, فكل هذه الوسائل لها حكم الغاية فإذا كانت هذه الوسائل تُتخذ لتحديد النسل الجماعي, فقد علمنا أنه هذا ينافي الإسلام وإن كانت تتخذ وسيلة من هذه الوسائل لتحديد النسل لمرض خاص بالزوجين الإثنين فهي مباحة إلا إذا ثبت طبيا أن وسيلة من هذه الوسائل مضرّ بالمرأة, كما يقال عن بعض الحبوب فحينذاك يُجتنب هذا النوع بذاته لضرره. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. السائل: ... . سائل آخر: وجود بعض الأحاديث لفضل الأهم ... كثير من الشريعة ... ثم ... نجتمع خوفا من ... إلى أخر الحديث يستدلون ب ... على شرعية الذكر الجماعي. الشيخ: أي نعم. السائل: ... . الشيخ: لا يجوز للإمام بعمومات النصوص التي لم يجْرِ عليها العمل. سائل آخر: وعليكم السلام. الشيخ: السلام ورحمة الله. (242/11) «هل يجوز الاستدلال بعموم الأدلة التي فيها الحث على الذكر على جواز الذكر الجماعي؟ و شرح قاعدة: لا يجوز الاستدلال بعمومات النصوص التي لم يجر العمل عليها وذكر الأمثلة على ذلكالشيخ: لا يجوز الإستدلال بعمومات النصوص التي لم يجر العمل عليها أي على عمومها ... لأن النص العام الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعلم بدلالته ممن يأتي من بعده فإما يستدل البعض بعموم ما, ينبغي أن ننظر هل جرى على هذا العموم العمل أم لم يجر, فإن جرى فيكون العمل السنّة وإن لم يجْر فيكون على البدعة ولا يفيد الإستدلال بمثل هذا العموم. ونضرب على هذا مثلا واضحا, ربنا عز وجل يقول ((اذكروا الله ذكرا كثيرا)) ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) ((الذاكرين الله كثيرا والذاكرات)) هذه نصوص عامة في وصف المسلمين بأنهم من طبيعتهم أنهم يذكرون الله كثيرا، استدلالا بهذه العمومات يأتي رجل مبتدع فيؤذّن بصلاة العيدين, يقال له هذه بدعة, قال لا اتقوا الله أنا أذكر الله أوحّده فأنتم تنكرون عليّ ماذا؟ هل أنا عندما أقول أشهد أن لا إله إلا الله أنا أشركت أم وحّدت؟ طبعا وحّدت إلى أخر الكلام, فسنقول له هذا التوقيت وهذا الذكر الذي أنت بصدده بمناسبة صلاة العيد, هل فعله الرسول عليه الصلاة والسلام؟ سيكون, سيكون جوابه لا ما فعل, طيب لماذا نفعله؟ أاستهتارا وعدم اهتمام بذكر الله عز وجل؟ قال من بد طبعا لا, إذًا لمَ لم يؤذّن الرسول عليه السلام لصلاة العيدين لو كان الأذان مشروعا؟ فلا بد من أن يقول هذا المبتدع أحد شيئين, ما أذّن الرسول لأنه ما هو مشروع, وإلا هو مشروع ... بيسب الصحابة والتابعون إلى أخره حتى ... المبتدع ويُستدل بنصوص عامة على هذا الذكر الخاص ... في مثال خاص لم يضعه الرسول عليه الصلاة والسلام فيه, هذا تشريع من عنده لكن يستند لعمومات لم يجر العمل عليها. السائل: شيخ ... . الشيخ: لسّى ما ... . السائل: أي نعم. الشيخ: ما ... . السائل: نعم ... . الشيخ: ... . (242/12) «كيف الجمع بين حديث (لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) وحديث (إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين)؟» السائل: ... . الشيخ: الجواب بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء على قولين اثنين, القول الأول الجواز وهو الذي نختاره, والقول الثاني المنع وهو عندنا مرجوح غير مختار, والسبب في ذلك الترجيح هو أننا نظرنا إلى أدلة هو أننا نظرنا إلى أدلة المخالفين فوجدناهم ليس عندهم إلا الأدلة العامة التي يعتزّ بها كل فقيه وهي الأصل في النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) وقد نظرنا في هذا الحديث فوجدناه قد دخله مُخصّصات كثيرة كالأحاديث الأخرى التي في معناه, فأول مُخصّص طرأ على هذا الحديث في شطره الثاني هو حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية, فقد خصص هذا الحديث الحديث الثاني في شطره الحديث الأول في شطره الثاني وهو قوله (لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) فخصّص هذا العموم الحديث الثاني, نهى عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية, فصار حديث (لا صلاة بعد العصر حى تغرب الشمس) من المُخصّص للحديث الثاني ومعناه حين ذاك "لا صلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية" والنتيجة الفقهية منه أن الصلاة بعد العصر مباشرة جائزة مطلقا حتى تُصبح الشمس صفراء فحينذاك يأتي النهي الوارد في الحديث الأول, ثم دخل الحديث في شطره الأول مُخصّصات أيضا أخرى كالشطر الثاني, فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلّها حين يذكرها لا كفّارة لها إلا ذلك) فيدل هذا الحديث على أن الناسي لصلاته أو النائم عنها وقت هذه الصلاة حين يستيقظ لها أو يتذكّرها, وهذا الحديث يعتبر مخصّصا للحديث الأول ويكون النتيجة من الناحية الفقهية " لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا الصلاة المنسية أو التي نام عنها فيصليها ولو بعد الفجر أو ولو بعد العصر ". فهذا أيضا من المخصصات للحديث الأول ومن تلك المخصصات أيضا حديث (يا بني عبد مناف لا يمنعن أحدكم رجلا طاف في أي ساعة من ليل أو نهار في مكة) فهذا الحديث أيضا يُخصّص النهي العام المذكور في الحديث الأول فتكون النتيجة. كما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أنه قال لبلال ذات يوم (يا بلال إني دخلت الجنة فسمعت دفّ نعليك بين يدي فبم ذلك؟) قال يا رسول الله لا أدري إلا أنني كلما توضّأت رأيت أن لله عليّ ركعتين, قال عليه الصلاة والسلام (فهو ذاك) فكل هذه الأحاديث تُخصّص النهي المذكور في الحديث الأول كما ذكرنا فيما سبق من المخصّصات ... بحديث بلال هذا يضاف مخصّص أخر فيصبح الحديث (لا صلاة بعد الفجر إلا أن تطلع الشمس وبعد العصر إلا ان تغرب الشمس) إلا سنّة الوضوء. كذلك من المخصّصات التي طرأت على الحديث الأول في قسمه الأول ما رواه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم صلّى الصبح ذات يوم في المسجد كما هي عادته فلما سلّم رأى رجلا قام يصلي فقال له عليه الصلاة والسلام (آلصبح أربعا آلصبح أربعا) يُبطل عليه هذه الزيادة التي ألحقها في فريضة الفجر, فلما انتهى, فلما انتهى ذاك الرجل من صلاته وكانت ركعتين قال يا رسول الله إني دخلت المسجد فوجدتك تصلي الفرض فصليت وهاتان سنّة الفجر فأقرّه عليه الصلاة والسلام ولم ينكر ذلك عليه, فصار من المستثنى من قوله عليه الصلاة والسلام (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس) ركعتا الفجر فتستثنى فيقال "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا ركعتي الفجر" والغرض من هذه, من ذكرها لهذه المخصّصات للحديث النهي عن الصلاة بعد الفجر والعصر هو لنبيّن ما يأتي وهو, أن هناك علما في مصطلح الحديث يسمّى بعلم مختلف الحديث ويذكرون فيه أنه إذا جاء حديثان اثنان من قسم المقبول وكانا متعارضين وجب التوفيق بينهما بوجه من وجوه التوفيق إذا أمكن فإن لم يُمكن صير إلى اعتبار الناسخ من المنسوخ, يعني إذا أمكن إثبات أن أحدهما ناسخ والأخر منسوخ, كان التوفيق بهذا الاعتبار. السائل: ... . الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله. فإن لم يُمكن اعتبار الناسخ من المنسوخ من بينهما صير إلى الترجيح من حيث السند فيؤخذ بالأقوى إسنادا ويترك ما دونه قوّة فإن لم يُمكن الترجيح وهو المرتبة الثالثة حينذاك يتوقّف ويترك العلم إلى عالمه. نعود إلى الوجه الأول من وجوه التوفيق بين الحديثين المختلفين الذين هما من قسم المقبول, فنقول قد ذكر علماء الحديث وعلماء الأصول وجوها كثيرة جدا في سبيل التوفيق بين النصّين المختلفين دون أن يُصار إلى اعتبار الناسخ والمنسوخ إلا إذا لم يُمكن التوفيق بين الحديثين على وجه من الوجوه هذه الكثيرة التي أبلغها الحافظ العراقي في حاشيته على مقدّمة علوم ابن الصلاح أكثر من مائة وجه, كل وجه من هذه المائة وجه يُوفّق بين الحديثين المتعارضين, بمعنى أنه إذا لم يتيسّر للباحث التوفيق بالوجه الأول انتقل إلى الثاني فإن لم يمكن فالثالث وهكذا فالرابع إلى مائة وزيادة, ولذلك فمن النادر جدا ألا يمكن التوفيق بين الحديثين المتعارضين حتى يضطر الإنسان إلى أن يرجع إلى المرتبة الثانية من مراتب التوفيق ألا وهي مرتبة اعتبار الناسخ والمنسوخ. والشاهد أنهم ذكروا في تلك الوجوه المائة فزيادة وهي التوفيق بين حديثين متعارضين هو أنه إذا تعارض نصّان كل منهما عام نَظِر إلى هذين النصّين فإذا كان أحدهما عام مخصوص والأخر عام غير مخصوص سُلّط العام هذا غير المخصوص على العام المخصوص فخصّصه. هذا الكلام مغلق على كثير من الناس لأنه اصطلاح محض من علوم الحديث وأصول الفقه, إلا أن ... المثل الذي نحن في صدده سيوضّح لكم هذا الاصطلاح وضوحا تاما لا سيما بعد أن قدّمنا الأحاديث المُخصِّصة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس). (242/13) «الكلام على ركعتي تحية المسجد وشرح حديث أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) وذكر حديث جابر في الرجل الذي دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله» الشيخ: فنجد في حديث التحية حديثين اثنين أحدهما عام يشمل كل الأوقات بعمومه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام من حديث أبي قتادة الأنصاري أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم جالس فيه فجلس إلى جانبه, فقال له عليه الصلاة والسلام (أصليّت؟) قال لا قال (قم فصلّ) وأنبّهكم أن هذا حديث غير الحديث الثاني الأتي وهو حديث سليك الغطفان ثم قال عليه الصلاة والسلام لأبي قتادة هذا (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين) وفي رواية أخرى (فليصل ركعتين ثم ليجلس) هذا حديث أبي قتادة الأنصاري في الصحيحين. وهذا كما ترون بعمومه يشمل كل وقت لأنه قال (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) أو (فليصل ركعتين ثم ليجلس) لم يخصَّ وقتا دون وقت وإنما عمّم وأطلق، يؤكد لنا العموم وأنه عام إلى أبعد حدود العموم بحيث أنه يشمل أيضا وقتا من الأوقات المكروهة يؤيّد هذا الحديث الثاني وهو حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يخطب على المنبر فجلس فقال له عليه الصلاة والسلام (يا فلان) وكان اسمه سليك قال (يا فلان أصليّت؟) قال لا, قال (قم فصل ركعتين) ثم التفت إلى الحاضرين جميعا فقال لهم (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين وليتجوّز فيهما) متفق عليه كما ذكرنا من حديث جابر. نجد في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أمر بصلاة التحيّة أمرا عاما لكل من دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب ... فإذا تذكّرنا اتفاق أهل العلم على النهي عن الصلاة, الصلاة النافلة المطلقة يوم الجمعة والخطيب يخطب لعلمنا أن وقت كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة هو من الأوقات التي لا تُشرع فيها صلاة النوافل بل لا يُشرع فيه ما هو آكد من صلاة النافلة ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, كما ثبت أيضا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ... (من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغا) إذًا قول القائل لمن يتكلم والخطيب يخطب يوم الجمعة أنصت يعتبره الشارع الحكيم لغوا من القول, ومعنى هذا أنه لا يجوز لمن سمّع رجلا يتكلّم والخطيب يخطب يوم الجمعة أن يقول له أنصت, ولازمه أن الأمر بالمعروف الذي هو واجب معروف يسقط ... كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة, فإذا كان هذا كذلك وتذكّرنا حديث سُليْك الغطفاني أنفا وفيه أمر الرسول إياه بأن يصلي التحية وأمر الرسول جميع الحاضرين بأن أحدهم إذا دخل المسجد يوم الجمعة والخطيب يخطب فعليه أيضا أن يصلي ركعتين نتج معنا أن ما يُكْرَه من الأمر بالمعروف في وقت خطبة الخطيب يوم الجمعة يجوز من التحية في ذلك الوقت ما لا يجوز من الواجبات الأخرى, فهل هناك دليل أوضح من هذا الحديث أن, من أن صلاة التحية تصلّى في وقت الكراهة فقد عرفنا وتبيّن لنا بوضوح أن وقت الخطيب يخطب يوم الجمعة هو وقت كراهة, مع ذلك فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم أمر بالتحيّة في وقت هذه, في هذا الوقت المكروه, ونعلم حين ذاك أنه لا فرق بين وقت مكروه ووقت أخر. (242/14) «الكلام حول رؤية هلال رمضان وكيف يتم ثبوتهالشيخ: سواء كان في بلده أو في بلد أخرى و ... للمسلمين ثبوت ال, فيصوم المسلمون جميعا في سائر أقطار الأرض في يوم واحد, أما اليوم، اليوم الشأن كما كانوا في السابق لا يُمكنهم أن يُثبِتوا رؤية هلال رمضان في جميع أقطار الأرض, فلأنه لم تكن الوسائل مقرِّبة ... يومئذ, فماذا كانوا يفعلون؟ تصوم ... بصيام البلدة التي هي من الممكن أن يصلهم خبر رؤيتها للهلال, ... اليوم لا يمكن تنفيذ هذا الحكم الشرعي لأنه ليس هناك حاكم مسلم يُلزمهم جميعا بأن يصوموا, فلا ... تماما فيصوم كل أقليم على حدة ... لأنه ليس من المعقول أن تسمع أنت ... مكة ... تقوم ثبت رمضان في ثلاثين مثلا خمسة عشر كانون الأول مثلا, وهنا ما ثبت فتصوم أنت لوحدك لأنه ثبّتوا هناك الهلال, بينما جميع من حولك لا يصومون, لا قلت لك تنسجم مع هذول الجماعة وتصوم صيامهم وتفطر لفطرهم, إيه هذا غلط هذا مخالف ل (صوموا لرؤيته) أي نعم لكن هذا الغلط لا يمكن تدراكه إلا حينما يكون الحاكم مسلم هو يحكم هذه البلاد كلها. (242/15) «ما صحة حديث (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون)؟» السائل: فيه حديث صحيح (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون) صحيح؟ الشيخ: لا غير صحيح, لكن الصحيح, لا إله إلا الله, (صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس). السائل: هذا صحيح؟ الشيخ: أي نعم. السائل: من رواه؟ الشيخ: لا أذكر الأن من رواه بس هذا حديث صحيح ... . السائل: والأخر موضوع ... ؟ الشيخ: ما له أصل. السائل: ما له أصل؟ الشيخ: أي نعم, حتى مجلّة الوعي الإسلامي ... فهذه أصبحت في الأشهر الأخيرة ... فصلا خاصا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ... -ليس بحديث - تحت عنوان - ليس بعنوان - هذا العنوان ... إلا في جانبه (يوم صومكم يوم نحركم) ومضروبة عليه, اصطلاح يعني أن هذا ليس بصحيح تحته العنوان يوردون كثيرا من الأحاديث الشائعة ما بين ضعيف ولا أصل له, ويعتمدون في هذا على كتاب - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - وينقلون خلاصة كلامنا وإن كانوا - ما ندري ما السبب - لا ... إطلاقا أنهم ... من كتاب السلسلة, فالشاهد هذا الحديث بالذات أوردوه في الزاوية وفي كل عدد يذكرونه وعليه الضربة ... إشارة إلى أنه هذا الحديث المشهور ليس بحديث. السائل: ... عندنا هناك جماعة ... عندنا ... وها الجماعة ... يصومون مع مكة والبعض الأخر يصوم مع البلاد؟ (242/16) «بعض الناس في البلد الواحد يصومون مع مكة وبعضهم يصومون مع بلادهم فما الحكم؟» السائل: فحسب رأيكم ... جماعتهم مخطؤون؟ الشيخ: على كل حال, مو هذا اجتهاد. السائل: اجتهاد. الشيخ: ... هذا يصير فيه تفرّق بين المسلمين. السائل: أي نعم. الشيخ: في البلد الواحد وتفرّقهم في البلاد أقلّ خطرا من تفرّقهم في البلدة الواحدة, أي نعم ثم ليس هناك في الشريعة ما يلزم المسلمين بأن يصوموا لرؤية بلد مسمّاه مكة مثلا أو المدينة, فيا تُرى لو سبق مكة بلد أخر فأثبت الهلال ولم يثبته مكة إلا متأخرا فمع من نصوم؟ فهل نضل نتمسّك بمكة فهذا لا دليل عليه, وإن صام مع البلدة الأخرى ولو لم ... مكة فيعود الإشكال السابق حيث يقع خلاف في البلدة الواحدة فبعضهم يصومون وبعضهم لا يصومون, أما حينما يكون الحاكم المسلم فهو الذي يفرض فرضا على جميع المسلمين أن يصوموا في يوم واحد دون انتظار كل أقليم وكل منطقة لترى هلالها, فالأمر يعود بقى للحاكم. (242/17) «في البلد الواحد مثلا يكون فيه توانسة يصومون بصيام بلدهم والمغاربة يصومون برؤية بلدهم ويفطرون بتوقيت بلدهم فما رأيكم؟» السائل: ... كنا هناك ندرس فيه بعض المغاربة, بعض من تونس, بعض كذا فالذي وقع هو أن التوانسة ومدير المركز هنا كان تونسي صام وحسب توقيت تونس, المغاربة حسب توقيت المغرب ترك على حسب توقيت تركيا. الشيخ: هاي المشكلة. السائل: الأب خلنا مع الترك هذولا ... ؟ الشيخ: أقرب بلدة أقرب ... إلى تلك البلاد يصومون بصيامهم, يجب محْو ها الطائفية هذه أو التحزّب هذا. السائل: ... الخطبة. الشيخ: غيره. السائل: ... . الشيخ: أنت أش عندك؟ (242/18) «كيف يجمع بين حديث (صوموا لرؤيته) وبين حديث ابن عباس أن لكل بلد رؤية؟» السائل: ... كيف التوفيق بين حديث ابن عباس (صوموا لرؤيته) قال هو ... حديث رؤية كل بلد حينما أتاه الأتي من الشام؟ الشيخ: ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح لأن الرسول أمر أن يصوم الناس كل منهم برؤية بلده, ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح فهل أنت ذاكر للفظه؟ السائل: لا. الشيخ: طيب, أنا أذكر أن الحديث فيه أن كُرَيْبا جاء من الشام فأخبره بأن معاوية صام أي ابتدأ صيام رمضان أظن قال له يوم السبت, فقال أما نحن فنصوم برؤية أهل المدينة, قال له ألم تصوم برؤية معاوية قال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم. هذا هو تقريبًا إذا ما كان بالتحديد فهذا على التقريب لفظة حديث ابن عباس, وحينئذ فكما ترى ليس فيه التصريح بما يُخالف عموم قوله عليه السلام (صوموا لرؤيته) وإنما جواب ابن عباس خرج مخرج معالجة قضية معيّنة صورتها, أن هناك أقليمين, إقليم المدينة في الحجاز وإقليم الشام, فأقليم المدينة صاموا بيوم غير يوم صيام الشام, واتفق كل من الاتفاق كل من الأقليمين لا يمكن يومئذ أن يعرف متى يصوم هذا الإقليم دون ذلك لبعد المساكين, ولكن لما رجع كُريْب جاء بعد ما ... هو المدينة الصيام من قبل أن يأتي بأيام فاستطاع هو أن يُخبر ابن عباس بأن الشاميين طبعا لأمر معاوية صاموا يوم السبت مثلا, فأجاب ابن عباس بأننا نصوم على رؤية بلادنا, قال لا هات نصوم على رؤية هلال الشام قال له لا, هكذا أمرنا رسول الله، فهكذا أمرنا رسول الله يعود إلى هذا التفاوت الذي وقع بين ابتداء الصيام بين المدينة وبين دمشق, فلو اعتزم المدنيون أن يصوموا برؤية معاوية لربّما ظهر في صيامه نقص لو فرضنا أهل المدينة صاموا الأحد وأهل دمشق صاموا السبت ثم أفطروا على أساس صيام تسع وعشرين يوما ثم عيّدوا فإذا عيّد أهل المدينة مع أهل الشام فات يوم واحد وكان قدامه كمان ... يوم. فإذًا حديث ابن عباس بيعالج قضية عينيّة وهو إذا ابتدأ إقليم الصوم على خلاف إقليم أخر فلكل حينئذ أن يتمّم بناء على رؤيته فإما أن يرى هلال الإفطار والخروج من رمضان وإما إذا غمّ عليه فيمسكون له ثلاثين يوما، وبغير هذا تضطرب الأمور بين البلدين فلا يتمّ الصيام في الشهر, هذا الذي قال فيه ابن عباس "هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم" وحينئذ فهذا لا ينافي قوله العام (صوموا لرؤيته) بدليل أن الذي يقول (صوموا لرؤيته) ... يقول في مثل ... لكلّ رؤيته, لكل رؤيته ... نعم. السائل: ... . الشيخ: لا, لأن لأن ... جاء بعد أن دخل كل من البلدين بصيام برؤيته الخاصة, فيخرج أيضا من الصيام برؤيته خاصة لأنهم إذا اختلفوا في الدخول واتفقوا في الخروج فقد يحصل اضطراب إما زيادة يوم أو نقص يوم. السائل: مع توفر الأسباب في يوم مثل لو الحاكم تتوفر الأسباب ... مشكلتنا نحن. الشيخ: ... هذا يقع صحيح لذلك وقال لك أنه هو حديث ابن عباس عالج حزئية معيّنة صحيح أنه لا يقع, نعم. (242/19) «من هو المجتهد وبيان حقيقة العالم؟» السائل: فضيلة الشيخ هل هناك ... بين المجتهد العالم والمجتهد ... . الشيخ: لا, لا خلاف في ذلك، بل المجتهد عالم والعالم لا يكون إلا مجتهدا وإذا استفتِيَ فهو مفتي وإذا لم يُستفت فليس بمفت, لكن لكل مفت يجب أن يكون عالما أي يجب أن يكون مجتهدا, واضح؟ لذلك جاء في كتب الحنفية "ولا يجوز تولية الجاهل على القضاء" فهذا في المتن, فشرح الشارح كابن الهُمَام ... الجاهل قالوا يعني المقلد, فالمقلد لا يُولّى القضاء لأنه الذي ينبغي الذي يقضي بين الناس, ينبغي أن يكون عالما والمقلّد جاهل ولذلك فالعالم هو المجتهد وإطلاق لفظة العالم على العلماء المقلّدين هذا من باب التجاوز والتسامح واتخاذ المجاز, وإلا العالم هو الذي يقول قال الله قال رسول الله وقد أشار إلى هذه الحقيقة قوله عليه الصلاة والسلام. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله. (إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جُهّالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا) (اتخذوا رؤوسا جهالا) أي مقلّدين لأن العلم لا يكون إلا بمعرفة الكتاب والسنّة, وهذا الحديث ينطبق على المسلمين منذ سنين طويلة لأنه لا يُفتيهم إلا المقلّد الجاهل, لا معرفة عنده بالكتاب والسنّة, فلذلك تأتي الفتاوى فيها استحلال ما حرّم الله. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فتأتي الفتاوى اليوم في المقامات الرسمية فيها استحلال ما حرّم الله لجهله بالكتاب وبالسنّة. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله. (242/20) «ما معنى القليد؟» السائل: ... لو سمحتم ... . الشيخ: ... . السائل: المقلد ... . سائل آخر: يقول معنى التقليد؟ الشيخ: معنى التقليد؟ السائل: ... . الشيخ: هو اتباع العالم على جهل لا على بصيرة, إن هذا العالم يقول هذا حرام بيقول المقلّد آمين, تعرف ليش حرام؟ ما أعرف, هذا لا يجوز في الإسلام إلا للضرورة لكن يَعرف العالم لمّا حرم الشيء هذا أخذه من القرأن أو من حديث أو من الإجتهاد الذي هو إجماع الأمة عليه أو قياس اجتهاد منه فإذا كان من الأية والحديث لم يجز لهذا المقلد مخالفته, حكمه لأنه هذا الحكم قائم على الكتاب والسنّة وإن كان من إجتهاد العالم فبيجوز بيخالفه لأنه بيسأل عالم ثاني وبيعطيه رأي ثاني, فبيصير ها اللي ... بالرأي ها اللي بيترجّح عنده ولهذا قال عليه السلام (استفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون) التقليد الذي هو الإنطلاق في العلم على غير بصيرة هذا لا يجوز في الإسلام, ولذلك قال بعض العلماء لا فرق بين رجل يُقلّد وبين بهيمة تُقاد, بهيمة تقاد ما بتعرف هذه البهيمة تُقاد إلى المرعى الخصب أم إلى الذبح, هكذا المقلّد يُقال له هذا حرام فيقول حرام, هذا فرض يقول فرض لكن ما الدليل؟ لا يعرف الدليل, فهذا كالبهيمة التي تقاد, نعم. (242/21) «ما رأيكم في عالم يدعو الناس إلى الطرق الصوفية؟» السائل: الأن يا شيخ بالنسبة ... . الشيخ: هذا ما عنده علم، هذا لا علم عنده لأنه العلم يقول أن الرسول عليه السلام كان جالسا بين أصحابه فخطّ خطا مستقيما وخطّ خطوط قصيرة حول هذا الخط المستقيم ثم تلا قوله تعالى ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) وقال عليه السلام مبيّنا (هذا صراط الله وهذه الطرق وعلى كل صراط منها شيطان يدعو الناس إليه) هذا عالم بيقول الطريقة الفلانية والطريقة الفلانية والرسول بيقول طريق واحد فليس بعالم لكن الناس بيتوهموه عالم بيقولوا عنه عالم. (242/22) «ما رأيكم فيمن يستدل بشفاء المريض الذي يزور الولي الصالح على صحة هذا الفعل ومشروعيته؟» السائل: ... الذهاب إلى ولي ... كل ... ؟ الشيخ: ... جواب ثاني وهو كثيرا ما يحصل شفاء مريض مسلم وعلى يد طبيب كافر, فهل هذا الشفاء الذي حصل على يد الطبيب الكافر يدلّ على أن الكافر صالح؟ الأمر ... . السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ... مطلوب ... . الشيخ: نحن ما بنحكي أنه مطلوب أو غير مطلوب عم نحكي أنه حصول الشفاء لا يدل على أن الذي كان سبب الشفاء هو أمر مشروع وصالح فهلا فقال أنه التداوي ... مشروع ... الدعاء إلى الله عز وجل مشروع فهذا دعا لكن دعا وأشرك. (242/23) «معنى قوله تعالى: ((ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... )) وبيان حد عورة المرأة بالنسبة للمرأة وبالنسبة للمحارم وبالنسبة للخاطبالشيخ: ... واليد إلى ما فوق ال ... بما يسمّى الدملج ... هذه المواطن بما فيها القدم وما فوق نصف الساق اللي هو موضع الخلخال الزينة, زينة القدم الخلخال هذه المواطن هي التي يجوز للمرأة أن تُظهر مواضعها أمام أبيها وسائر محارِمها, فلا يجوز لها أن تُظهر ما سوى ذلك, فما شاع في بعض البلاد كالبلاد السورية مثلا من أن تجلس الأخت أمام أخيها كاشفة عن ذراعها كله بما فيه تحت الإبط لأنها تلبس القميص الذي ليس له أكمام, وكذلك قد تجلس فيرى منها فخذها أو يرى شيئا من ظهرها أو يرى شيئا من صدرها مفتوحا حتى الثديين, فهذا كله حرام لا يجوز حتى الأم أن ترى شيئا من ذلك من ابنتها, ومن العادات أن البنت تدخل الحمّام والأم تغتسل فيه, لماذا؟ قال لتفرك لها ظهرها, فتكشف الأم عن ظهرها لابنتها دون إيما حرج تتحرّج منه, وهذا حرام لا يجوز لأن ظهر المرأة ليس من الزينة التي أباح الله عز وجل في الأية أن تُظهر المرأة أن تُظهرها أمام محارمها. فإذًا تجلس المرأة في البيت بين أبيها وأخيها وسائر محارمها لا تُبدي إلا الذراع إذا شاءت في بعض الأحيان للوضوء ونحو ذلك وإلا الوجه وشيء من النحر هذه. السائل: وعليكم السلام. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وإلا فالقدم وشيء من الساق فوقه, ما سوى ذلك فلا يجوز للمرأة أن تُظهرها من الزينة أمام أبيها فضلا عن سائر محارِمها, فإذا تحدّدت مواطن الزينة بقي ما سوى ذلك على الحُرمة فلا يجوز للخاطب أن ينظر إلى ما سوى ذلك. السائل: ما هو الدليل على هذا التحديد؟ الشيخ: كلمة ((ولا يبدين زينتهن)) ما هو مواطن الزنية؟ هل من مواطن الزينة تحت الإبط؟ السائل: لا، الثديين مثلا. الشيخ: أنا مثلا بابحث تحت الإبط, هل هو من مواطن الزينة؟ السائل: لا. الشيخ: أنت تعرف إيش معنى مواطن الزينة؟ يعني المواطن التي تُعلّق بها الزينة. السائل: آه. الشيخ: فقولك الثديين, فهل هناك مواطن زينة؟ ... ((فلا يبدين زينتهن)) أي المواضع التي تُعلّق عليها الزينة لذلك قلنا مواطن الزينة هو الرأس فقد تُزيّن شعرها بأمشاط من عاج من ذهب من فضة إلى أخره, والأقراط التي تُعلّق على الأذنين والطوق الذي يُعلّق على الرقبة والخاتم والسّوار ونحو ذلك, هذه مواطن الزينة فهذه التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تُظهرها أمام محارمها. السائل: ... . الشيخ: أكثر من ذلك ما يصحّ لأبيها, فضلا عن أن ... . السائل: ما هو ... . الشيخ: ما هو إيش؟ السائل: ... عشية عرفة ثم ... ثم ... في كل بلد فالسؤال هو توضيح هذا ... حين هذا ... ؟ الشيخ: ما فهمت شو بتقصد بالجمع؟ السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: ... . الشيخ: إيه شو بتقصد بالجمع؟ يعني هل تظن أنه هناك تعارض بين العلو وبين النزول؟ فتطلب مني الجمع وإلا ماذا تعني؟ لأني ما فهمت سؤالك. السائل: العلو ... في عرفة ... . الشيخ: نعم. السائل: ... نزول ... عرفة ثم نزول ... ثم ... . الشيخ: أنت فهمان سؤاله؟ السائل: ... . سائل آخر: ... . الشيخ: أنا ما أشكل عليّ لفظة الجمع. السائل: الجمع. سائل آخر: المقصود .. الشيخ: كيف نجمع بين هذه الصفات ... . السائل: ... السؤال ... كيف ينزل الله في ليلة القدر في المشرق في يوم الجمعة مثلا ... في يوم أخر ... يوم السبت ... ((تنزل فيه الملائكة والروح) تنزل الملائكة يوم الجمعة أو يوم السبت والله الذي ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الأخر من الليل في مكان يكون الليل وفي مكان أخر يكون النهار. الشيخ: ... من سؤاله, أما هو يريد الجمع بين كل هذه الأشياء. (242/24) «كيف الجمع بين نزول الله تعالى إلى سماء الدنيا مع علوه على خلقه؟» الشيخ: يعني كأنك تريد تقول كيف ينزل وكيف يكون عاليا؟! السائل: نعم. الشيخ: هكذا تقول؟ السائل: نعم. الشيخ: طيب, هذا نجيب عليه, النزول لا يستلزم منافاة العلوّ لأنه قد ينزل الشيء ولا يزال عاليا فمثلا الشمس تنزل بأشعّتها ونقول دخلت الشمس فهي تقل تقريبا طبعا, دخلت الشمس في الغرفة ولا تزال الشمس في سمائها العالية, ومع ذلك فأنا أريد أن أذكّر الحقيقة, بينما نحن نردّ على المعطلة في قول ربنا عز وجل ((ليس كمثله شيء)) فلسنا نعني إسكاتهم بل نعني أنه هذه هي عقيدتنا, فهي ((ليس كمثله شيء)) فلما يسأل السائل منكم كيف ينزل وهو على عرشه؟ هذا السؤال نابع من تشبيه الخالق بمخلوقاته, لأننا نحن حينما نتساءل كيف ينزل وهو على عرشه؟ إنما نتصوّر مادة في سمائها العالية وبالوقت نفسه هي تنزل عن سمائها إلى مكان منخفض فينطبع الأمر في ذهننا ولا نكاد نعقله, هو عال أو هذه المادة عالية وهي نازلة, وهذه ضدان لا يجتمعان فعلا ولكن ربنا ((ليس كمثله شيء)) فليس هو مادة حتى نسلّط عليه كل شيء يرد على ما يرد على المادة, ويكفي هذا مثال هذا السؤال, ما لو سأل بعض الناس السؤال الأتي فيقول القائل, فيقول هو كيف أن الله عز وجل في لحظة واحدة, في لحظة واحدة يسمع طلبات الملايين الملايين التي لا تعد ولا تحصى من الإنس والجن والملائكة والمخلوقات كلها ويستجيب, يسمع قبل كل شيء ويميّز هذه الطلبات بعضها من بعض ثم هو في اللحظة الواحدة بيعمل عملية حسابية دقيقة جدا, فهذا يقبل وهذا يطرح؟ كيف هذا؟ إيه هذا سؤال خطأ في أصله, لأنه قائم على تشبيه الخالق بالمخلوقات, وإذا كنا صحيح نستحضر دائما وأبدا ((ليس كمثله شيء)) فيجب أن نستحضر فورا أن هذا السؤال خطأ ومع ذلك فكما قلت في مطلع كلامي من باب التقريب كما نظر الرسول عليه السلام أنه كيف يراه المؤمنون يوم القيامة كلهم وهي في صعيد واحد يعني بدل ... الإنسان شيء فوق عقله, لأنه ها البشر ... الله خلق أدم إلى اليوم كم مليون من البلايين من البشر؟ شيء لا يحصيه إلا الله عز وجل, فجاء السؤال كيف يراه المؤمنون جميعا؟ (242/25) «خطبة الحاجةالشيخ: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)). ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (243/1) «شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد: قال المصنف رحمه الله: " عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) رواه الطبراني ورواته» الشيخ: قال المصنف رحمه الله والحديث هو الخامس والعشرون وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال: (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) رواه الطبراني ورواته محتجّ بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا). هذا الحديث حديث حسن وله لفظان كما رأيتم واللفظ الثاني هو أتم من اللفظ الأول لفظا ومعنى يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم (اقتربت الساعة) وهذه جملة كما تعلمون جميعا مأخوذة من نص القرأن الكريم ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) وسيأتي في حديث لاحق إن شاء الله هذه الأية بتمامها ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) لكن الرسول عليه السلام ذكر ها هنا الجملة الأولى من الأية فقال (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا). إذا كان أحدكم عنده نسخة من الترغيب فقد تكون نسخته كنسختي هنا (ولا تزدادون) وهي وهْم والصواب كما يدل عليه السياق والرجوع إلى الأصول (ولا يزالون) أي الناس الذين ذكروا صراحة في سباق الحديث حيث قال عليه السلام (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) والقصد من الحديث واضح وهو أن مع كون الساعة قد اقتربت كما أخبر به ربنا عز وجل في الأية, الناس على خلاف هذا الإنذار الذي أنذرهم الله عز وجل به حين قال ((اقتربت الساعة)) فهم بدل أن يهتموا بوقوع وقيام الساعة وهذا الاهتمام يستلزم الاستعداد للموت قبل نزوله فبدل هذا الاستعداد ماذا يفعل الناس؟ (لا يزدادون على الدنيا إلا حرصا) أي كأنما الساعة ابتعدت عنهم ولم تقترب منهم ولذلك في الرواية الأولى لما قال (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) يعني في تصرّفهم في عدم استعدادهم لقيام الساعة وكأنما الساعة عندهم لا تزداد إلا بعدا لذلك هم لا يهتمون وإنما يهتمون على عكس ما يسلتزمهم هذا الإنذار الرباني من قوله ((اقتربت الساعة)) من الاستعداد للموت في العمل الصالح فهم على خلاف ذلك لا يزدادون إلا حرصا على الدنيا وجمعا لها وتكالبا عليها وبذلك فهم لا يزدادون من الله إلا بعدا. ويجب أن يعلم كل مسلم أن الله عز وجل حينما يخبرنا باقتراب الساعة ودنوّ أشراطها الصغرى فضلا عن الكبرى فإنما يعني بذلك إنذار الأحياء أن تدركهم الساعة قبل أن يتوب التائب منهم وقبل أن يرجع الشقي عن عمله الطالح إلى العمل الصالح, فقوله عز وجل ((اقتربت الساعة)) في معنى استعدوا لها فالساعة قريبة لكن الناس أي أكثر الناس كما جاء في هذا الحديث (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) هذا حديث حسن كما قلنا. (243/2) «قال المصنف رحمه الله: " عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) رواه البخاري وغيره "، وبيان المقصود بعبد الله إذا أطلق. والحث على العمل» الشيخ: أما الذي بعده فحديث حسن وهو قوله وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) رواه البخاري وغيره. عبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود وهي في الغالب قاعدة إذا أطْلِق عبد الله في كتب الحديث المتأخّرة فالمقصود به هو ابن مسعود من بين العبادلة الأربعة المشهورين من الصحابة على رأسهم هذا عبد الله بن مسعود ثم عبد الله بن عمر بن الخطاب ثم عبد الله بن عمرو بن العاص ثم عبد الله بن عباس، فأكبرهم سنّا وقدْرا وفقها وعلما هو عبد الله بن مسعود, من أجل ذلك اصطلحوا على أنهم إذا أطلقوا عبد الله فالمقصود به ابن مسعود لكن هذه القاعدة لا ينبغي التزامها في كتب الحديث التي هي أصول السنّة والتي هي تروي الأحاديث بأسانيدها إلى الصحابة, فالقاعدة هنا تختل ولا تضطرد بل لا نظام لها وإنما يتميّز عبد الله من هؤلاء الأربعة بالنظر إلى الراوي عن أحدهم, فإذا كان الراوي مثلا عن عبد الله المطلق في الرواية مثل علقمة أو يزيد بن الأسود أو غيرهما من الكوفيّين فهو عبد الله بن مسعود وإن كان الرواي مثلا عن عبد الله المطلق في إسناد أخر أو حديث أخر مثل نافع مثل سالم و ... فكذلك عبد الله بن عمر لأنه نافع يكون مولاه وسالم يكون ابنه. وإذا كان الراوي عن عبد الله غير هؤلاء مثل عطاء بن أبي رباح مثلا المكي وغيره فهو عبد الله بن عباس وهكذا يعرف عبد الله في الأسانيد بالنظر إلى الرواي عنه أما حينما يأتي علماء الحديث فيختصرون الأسانيد ويجمعون الأحاديث في الكتب المختصرة فإذا قالوا عن عبد الله فإنما يعنون به ابن مسعود، ابن مسعود هذا رضي الله عنه روى لنا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) هذا كناية أن الإنسان قريب من الجنة وقريب من النار, قريب من الجنة بعمله الصالح وقريب من النار بعلمه الطالح وقد فسّر بعض العلماء هذا القرب باعتبار أن العمل صالحا كان أو طالحا فإنما هو صفة قائمة في ذات الإنسان فصحيح حين ذاك أن هذا السبب الذي هو العمل الصالح أو ضده هو أقرب منه من شراك نعله وشراك النعل لعله لا يخفى عليكم جميعا المقصود به سير النعل هكذا فسّره بعض الشرّاح لكن يبدو لي أن لا حاجة بنا إلى مثل هذا الشرح لأنه في ظني أن الأحاديث يُفسّر بعضها بعضا. هناك الحديث الصحيح في البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال (إن الرجل ليعمل بعلم أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) هذا القرب هو الذي أشار إليه الرسول عليه السلام في هذا الحديث الذي نحن الأن في صدد التعليق عليه. وقريب منه حديث قد يفيد كثيرا أو قليلا من الحاضرين هنا الذين يكون حالهم عادة بعد انصرافهم أو بعد سلام إمامهم من صلاة الفرض أن ينصرفوا فورا مسرعين خارجين من المسجد على طريقة كثير من الناس ممن يمثّلهم ذلك الأعرابي الذي جاء الرسولَ صلى الله عليه وأله وسلم ليسأله عمّا فرض الله عليه فلما أخبره بالصلوات الخمس المفروضة وصوم رمضان قال هل عليّ غير ذلك قال (إلا أن تطّوع) قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص قال (أفلح الرجل إن صدق دخل الجنة إن صدق) فكثير من الناس يقنعون بمثل هذا الاقتصاد وهذا الاقتصار في العبادة لله عز وجل على الفرائض فقط دون السنن ودون النوافل المستحبّات فيجب أن نعلم أن هذا وإن كان جائزا شرعا فهو طريق القانعين المقتصدين بأقل عمل من جهة ثم ينبغي أن يكون حريصا على أداء هذه الأعمال الفريضة المحصورة القليلة على وجه التمام والكمال بحيث أنه لا يكون قد قصّر في شيء منها فيُحكم في نهاية المطاف عليه بأنه ما أدى الفرائض التي أوجبها الله عليه إذا ما كان قد قصّر في بعضها في بعض أركانها وفروضها. لذلك كان من السنّة حضّ الناس جميعا على الاعتناء بالسنن أيضا ليس فقط الفرائض على مذهب ذلك الأعرابي لأنه ليس كل الناس ممكن أن يُحكم عليهم أنهم إذا قالوا قولا وفّوا به وإذا عاهدوا عهدا أيضا وفّوا به فقد يُخلّون فلا بد يكون عندهم شيء من الاحتياطي ليسدّ مسدّ ذلك الفائت من الفرائض, وقد أشار الرسول صلى الله عليه وأله وسلم إلى هذه الحقيقة التي يجب على شبابنا اليوم بصورة خاصة أن يتنبّهوا لها وأن يعدّو عدّتها حين قال (أوّل ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإذا تمّت فقد أفلح وأنجح وإذا نقصت فقد خاب وخسر) وفي حديث أبي هريرة (فإذا نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوّع فتتمّوا له به فريضته) (هل له من تطوع فتتموا له به فريضته) الفريضة قد تكون ناقصة كما أو كيفا فيُسدّد النقص على حساب هذا ... التطوّع الذي هو من العبادات الاحتياطية. لذلك لا يَحسن بنا أن نكون متسرّعين في الخروج أو في الانصراف بعد سلام إمامنا من الصلاة وإنما علينا أن نأتيَ بكثير أو قليل من الأذكار والأوراد التي جاءت فيها فضائل خاصة, من ذلك ما كنت في صدد أن أورِد لكم كتفسير من بعض الأحاديث الأخرى بحديث الكتاب قال عليه الصلاة والسلام (من قرأ دُبُرَ كل صلاة مكتوبة أية الكرسي لم يمنعه أن يدخل الجنة إلا أن يموت) ما معنى الحديث؟ أي سيدخل الجنة, ما فيه شيء يمنعه من دخول الجنة إلا بقاؤه حيا فإذا مات دخل الجنة, هذا الحديث كالتفسير لحديثنا هنا (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك). إذًا بيت القصيد من هذا الحديث في فقرتيه إنما هو الحضّ على العمل الصالح فبه يدخل الإنسان الجنة والنهي عن العمل الصالح فبه يدخل صاحبه النار والعياذ بالله تعالى. الحديث الذي بعده وهو حديث حسن عن سعد بن أبي وقاص, نعم. السائل: ... . الشيخ: لا, حسن اللي قبله والحسن اللي بعده. (243/3) «قال المصنف رحمه الله: " وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أوصني قال: عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل» الشيخ: وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم فقال يا رسول الله أوصني قال (عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصلّ صلاتك وأنت مودّع وإياك وما يُعتذَر منه) هذا حديث فيه حِكم عديدة يقول في تخريجه رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد. رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم يستوصيه, يطلب منه وصية تبقى في ذهنه أبد حياته وفي بعض الروايات قال له وأوجز لي في الوصية, وهذا رجل عاقل حكيم, فأوجز له عليه السلام في الوصية وقال له (عليك بالإياس مما في أيدي الناس) يعني يجب على المسلم أن يكون تعلّقه دائما بالله تبارك وتعالى وأن يكون راغبا فيما عنده من خير وأن يقطع أمله من الناس أن يُفيدوه أو أن يُغنوه فإن الله عز وجل هو وحده الغني الحميد, هذا بطبيعة الحال لا يعني ألا يتّخذ الإنسان الأسباب ولكن يعني شيئا طالما غفل الناس اليوم لغلبة المادية الأوروبية الغازيَة للمسلمين في عقر دارهم وهو أنهم يهتمون بالأسباب أكثر من اهتمامهم بتوكّلهم على رب الأرباب سبحانه وتعالى, فيظلّ الإنسان اليوم إلا من شاء الله وقليل ما هم يهتمّ بالأسباب كأنه هو الكل في الكل, لا يُخَطِّر في باله أبدا أن هذه الأسباب قد لا تفيده شيئا وبالأولى وأحرى أنه لا يخطِّر في باله أنه هو حينما يتّخذ الأسباب يتّخذها لأن الله عز وجل أمر بها وليست لأنها سببا فقط ويجب أن نفرّق بين الأمرين. هناك فرق واضح بين من يتخذ السبب الذي هو موصل إلى المسبّب عادة لأنه سبب وبين من يتخذ السبب سببا لأن الله عز وجل أمره بالأخذ بذلك السبب, فرق كبير جدا، الأمر الأول عادة المادّيين الكفار أو أشباههم من الضالين والمنحرفين من المسلمين, الأمر الأخر هو طبيعة المسلم يأخذ السبب إذا كان الله عز وجل أمر به أو على الأقل أذِن له به ليس لأنه سبب فقط, وما حصيلة هذا التفريق؟ ذلك لأن الأسباب من حيث كونها أسبابا لمسببات تنقسم شرعا إلى قسمين, أسباب مشروعة وأسباب غير مشروعة فالمسلم حينما يجد هناك سببا لرزق ما لكونه يعلم أن الله عز وجل نهى عنه فهو لا يتخذه سببا ولو كان هو في واقع الأمر سببا كونيا ولكنه ليس سببا شرعيا. هذا التفريق مع أنه أمر واضح من الناحية العلمية الشرعية ولكنه مع الأسف الشديد أمر يكاد أن يكون مهجورا في العالم الإسلامي فضلا عن عالم الكفر ذلك لما يدلّ عليه انكباب المسلمين على جلب الأموال وجمعها وتكنيزيها من أيّ طريق كان سواء كانت هذه الطرق طرقا شرعية أو غير شرعية لذلك فحينما الإنسان يتذكّر بمثل هذه المناسبة وهو يسمع قول الرسول عليه السلام أن يقطع المسلم الإياس مما في أيدي الناس هل معنى هذا أن لا يفتش مثلا عن عمل؟ ألا يسأل عن سبب رزق؟ الجواب لا لكن لا تضع أملك في الإنسان وإنما ضع أملك في خالق الإنسان أولا ثم حينما تُفتش عن السبب الذي أولا لا تجعله عمدتك, ثانيا فكّر هل هذا السبب شرعه الله لك أم لا؟ فإن علمت أنه غير مشروع اجتنبته وإلا فإذا واقعته فلم تعلّق أملك بالله عز وجل ولم تقطع الإياس مما في أيدي الناس وكل الناس إلا القليل مع الأسف الشديد لا يعملون بهذا الحديث إطلاقا. كثيرا ما نلتقي مع ناس متعبدين صالحين لكننا سرعان ما نكتشف منهم ارتكابهم لمخالفات شرعية في بيوعهم وفي شرائهم, هذا مثلا يرابي ولا أعني مرابات اليهود المكشوفة وإنما يكفي أنه يتعامل مع البنوك ويضع ماله في البنك ومنهم من يأخذ الربا الذي يسمّونه بغير اسمه بالفائدة ومنهم من يتورّع زعم فيترك لهم الفائدة أو الربا بالأصحّ, يقول إنه أنا ما أكل الربا, يتوهّم أنه رجل متقي, حينما نُصدم بمثل هذا الواقع المؤلم ونُذكّر بأن هذا يا أخي حرام وإن كنت لا تأكل الربا فأنت تُطْعِمُه ونبيّك صلى الله عليه وأله وسلم قال في الحديث الصحيح (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه) فأنت لا يكفي أن تتورّع وأن تأكل الربا بل يجب أيضا أن تتورّع عن أن تطعم الربا غيرك, فنُفجأ بما يُنافي هذا التوجيه النبوي الكريم بيقل لك يا أخي إيه شو بدنا نساوي؟ إيه هيك إذا بدنا نتعامل فقط برؤوس الأموال التي عندنا ما بيمشي الحال, إذا بدنا نحطّ مالنا في البيت بيجوز أنه الحراميّة يتسلّطوا علينا بيجوز يقتلوننا في الليل بتلاقي بقى بيصدر في خيال من أفضع الخيالات التي تسيطر هي فعلا على عقول الكفار, أما المسلم فهو مطمئن, عنده هذا الحديث وقبل ذلك عنده أية هي تعالج هذه المشكلات النفسية التي رانت على قلوب كثير من المسلمين اليوم في الصميم فالله عز وجل يقول ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)) كأن المسلمين كفروا بهذه الأية حينما تنصحه بأن لا يتعامل بالربا أن لا يأكل الحرام أن لا يبيع الخمر أن لا يبيع الدخان ما في شيء ... لا يبيع الخمر ولا يبيع الدخان رأسا بيتعلق بالأسباب, ما بيقطع الإياس مما في أيدي الناس ويتوكّل على رب الأرباب, بيتعلق بالأسباب وهي غير مشروعة فأين أنت وهذه الأية الكريمة ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)) إلى أخر الأية؟ إذًا أنت أحد شيئين, إما أنك لا تؤمن بهذه الأية مطلقا وهذا الكفر بعينه وإما أنك تؤمن بها قلبيا ولكنك لا تؤمن بها عمليا, فأنت لم تجعلها منهجا لحياتك وفي منطلقك في معاملتك للناس ولذلك فأنت من هذه الناحية العملية كالكفار, هم يتعلقون بالأسباب لذلك نظّموا حياتهم على هذا التعلّق وتنظيم من أدق التنظيمات التي عرفها ربما التاريخ على وجه الأرض ولكن كل ذلك لا يساوي عند الله جناح بعوضة, لماذا؟ لأنه قائم على خلاف شرع الله عز وجل ولذلك قال تعالى حينما أمر الكفار الذين هم أعداء الإسلام ويحاربون الإسلام في كل زمان ومكان ولو كانوا ينتمون إلى شيء من التديّن لأنهم من أهل الكتاب وصفهم بصفات كدنا نحن أن ننساها لماذا؟ لسببين اثنين, الأول ابتعادنا عن دراسة الكتاب والسنّة والسبب الأخر وهو خطير جدا مُخالطتنا لهؤلاء الناس ومن اتصل بهم واتصف بصفاتهم ولو كان هو ينتمي إلى إسلامنا وديننا, قال الله في أولئك ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق)) من هم؟ ((من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) الشاهد في قوله تعالى ((ولا يحرّمون ما حرم الله وسوله)) هاي صفة الكفار ليست صفة المسلمين لكن المسلم حينما ما بيسأل حرام حلال بيقل لك يا أخي بدنا نعيش وليوم "ليوم الله فرج" ونحو هذه العبارات التي بتدل على منتهى اللامبالاة والاهتمام بما حرّم الله عز وجل ومع ذلك فنحن نشكوا ضنك العيش وارتفاع الأسعار والظلم من كل الجوانب ثم لا نلتفت إلى أنفسنا " ودود الخل منه وفيه ". إذًا يجب أن نأخذ من هذه الفقرة الأولى من هذه الوصية البليغة من نبينا صلى الله عليه وأله وسلم عبرةً أن لا نتعلّق بالأسباب مطلقا وإنما نتعلّق بخالقها ولكن نأخذ الأسباب ما كان مشروعا منها طاعة لله عز وجل فقط لأن الله عز وجل قد أخبرنا نبيه عليه الصلاة والسلام في قوله (إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فأجْملوا في الطلب فإنما عند الله لا يُنال بالحرام) (أجملوا في الطلب) اقتصدوا اسلكوا الطريق الجميل المشروع في طلب الرزق فإن الله عز وجل لم يَشرع لعباده المسلمين أن ينالوا رزقه بالحرام لاسيما وهو القائل ((وما خلقت الجن وإلانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)) الواقع لولا الشرع لكنت صوفيا بمعنى اتكاليّا, لا. عيد عباسي: ... . الشيخ: لأنه هذه الأسباب ... والأمر بيد الله عز وجل لكن الله لما أمرنا باتخاذ الأسباب ففي إطاعتنا لأمر ربنا بالأخذ بهذه الأسباب هو من جملة العبودية لله عز وجل فأنا حينما آخذ بالسبب المشروع أعبد الله وحينما أعرِض عن السبب غير المشروع أعبد الله, أما الأخذ بالأسباب بدون أي تفريق بين حلالها وحرامها وجائزها وغير جائزها فهذا خروج عن تحقيق العبودية الخالصة لله عز وجل. أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده الصالحين المخلصين المتمسّكين بكتابه والمهتدين بهدي نبيه صلى الله عليه وأله وسلم. العيد عباسي: هناك طائفة من الأسئلة من السابق فنذكر بعضها, بعض هذه الأسئلة الأن, كان قرأنا سؤال وبقي الجواب عليه. (243/4) «ما القول في حديث الذي رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول: إنه حديث عهد بربه) مع العلم بأن السحاب مصدر المطر قريب» العيد عباسي: يقول ما القول في الحديث الذي رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يُصيبه المطر ويقول (إنه حديث عهد بربه) مع العلم أن السّحاب مصدر المطر قريب من الأرض وهو في السماء الدنيا؟ الشيخ: هذا كأنه السائل بيفرّق بين كون العلوّ القريب والعلوّ البعيد هو هناك فرق بين فيما يتعلق بصفة العليّ الأعلى. المطر صحيح بينزل من السّحاب لكن السّحاب من السماء معناه علا فهو ... السماء فهو ينزل من مكان يوصف بالعلوّ فحينما رُئيَ الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وقد نزل المطر وخرج يتلاقاه بصدره فاستغرب ذلك منه بعض أصحابه فسألوه عن السبب قال (إنه حديث عهد بربه) في ذلك إشارة إلى أن الله عز وجل له صفة العلوّ لكن نحن كما نقول دائما وأبدا علوّ الله عز وجل صفة من صفاته كأي صفة أخرى ومجموع صفاته كذاته كما أن ذاته لا تشبه شيئا من الذوات فكذلك صفاته لا تشبه شيئا من الصفات, فإذا كان الكتاب والسنّة متواردين في أيات وأحاديث كثيرة وكثيرة جدا على إثبات صفة العلوّ للعليّ الغفار فهذا الحديث من تلك الأحاديث التي تشير إلى صفة العلوّ لكن الحديث لا يعني أن الله في السّحاب وإنما يعني أنه هذا المطر نزل من جهة العلوّ الذي هو صفة من صفات الله عز وجل لكن العلوّ باعتباره صفة من صفات الله فهو عال على جميع المخلوقات تبارك وتعالى ونحن مجرد أن نتصور هذه الصفة بدون أي تكييف لأن الأمر كما يقول العلماء " كلما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك " لكن مجرد أن نتصور أنه عال على جميع مخلوقاته, يكفي أن نُقْنع أنفسنا بأن هذه الصفة لا تشبه صفات المخلوقات أي مخلوق يكون فوق المخلوقات كلها. الله عز وجل هو الذي له هذه صفة المطلقة أن يكون عاليا على جميع مخلوقاته فنزول المطر من السماء وتلقي نبينا إياه بصدره وقوله (إنه حديث عهد بربه) يعني حديث عهد بانفصاله من الجهة التي تشترك في صفة العلوّ فنحن دائما وأبدا نقول أن المخلوقات تشترك مع الله في صفات إسما لا حقيقة فنحن نقرأ أية الكرسي ((الله لا إله إلا هو الحي القيوم)) نحن أحياء لسنا أمواتا لكن سنقول حياة الله ليست كحياتنا خلاص انتهت المشكلة ... القاعدة واستريحوا من فلسفة علم الكلام كل صفة ثبتت في الكتاب والسنّة فاحملوها على أية التنزيه والإثبات ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) الرسول في هذا الحديث قال (إنه حديث عهد بربه) يعني انفصاله من الجهة العليا والجهة العليا هي صفة من صفات ربنا تبارك تعالى لكن هل هذه الصفة كهذه الصفة؟ ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) نعم. (243/5) «ما رأيكم فيما ورد في رسالة التعاليم لحسن البنا من البنود العشرين في فهم الإسلام؟» العيد عباسي: سؤال أخر أن يسأل الأخ عن الرأي فيما ورد في رسالة "التعاليم" للأستاذ حسن البنا رحمه الله من البنود العشرين لفهم الإسلام؟ الشيخ: ... . العيد عباسي: في رسالة باسم "التعاليم". الشيخ: فهمت شو بيقول؟ العيد عباسي: ما الرأي فيها يعني؟ الشيخ: فماني مستحضرين ... " التعاليم ". العيد عباسي: أنا جبتها معي. الشيخ: مالنا حافظين القرأن حتى نحفظ تعاليم ... الإسلام مثلنا فكان ينبغي أن يكون السؤال العيد عباسي: عن الفتنة الأن. الشيخ: كان ينبغي أن يكون السؤال عن مادة رقم كذا وإلا نحن هلا بدنا نحط "التعاليم" أمامنا وبدنا نعمل دروس لإبداء ملاحظات, هذا صحيح وهذا غير صحيح والسبب في ذلك ... وهذه الأسئلة ليست لهذا القصد وهذا الغرض فيحسن بالسائل أن يصحّح سؤاله في الجلسة الأتية يسأل أهم شيء بيهمه, على حسب بقى هو تصوّره للموضوع, قد يهمه مثلا أن يُبرز نقطة التقاء بين " التعاليم " وبين الدعوة السلفية وغيره يمكن بيهمه أنه يبرز نقطة افتراق بين هذه " التعاليم " أو تعاليم هذه " التعاليم " والدعوة السلفية الله أعلم, وكل إنسان هو وقصده ونيته. فإذًا أقول السائل أي كان يحدّد السؤال الأهم في جلسة واللي بعده كمان إذا ما قنع بذلك, فهات سؤال غيره. (243/6) «في أحد المساجد يقوم بعض الشباب ببيع أشرطة قرآن وأناشيد إسلامية وخطب لإمام المسجد فلما قيل لهم بعدم جواز البيع في المسجد أجابوا أن ذلك إلا لغرض إسلامي بحت وليس للتجارة فما الرأي في ذلك؟» السائل: في أحد مساجد دمشق يقوم بعض الشباب ببيع شرائط تسجيل قرأن أو أناشيد إسلامية وخطب لخطيب المسجد فلما قيل لهم عن عدم جواز البيع في المسجد لاسيما أن يروّجون عن هذه الشرائط على الجدران أجابوا أن ذلك ليس إلا بغرض إسلامي بحت وليس للتجارة؟ فما الرأي في ذلك؟ الشيخ: هذا ليس من الإسلام في شيء وهذا جار على قاعدة الأوروبين الغاية تبرّر الوسيلة, الرسول عليه السلام نهى عن البيع في المساجد وهذه فلسفة دخيلة في الإسلام أنه إذا كان للإسلام فيجوز البيع في مسجد الإسلام, وهذه في الواقع يعني يحملنا أن لولا ضيق الوقت ولعلي أُذكَّر في الجلسة الآتية وأجعل كلمتي مكان الترغيب والترهيب التذكير والتحذير من الشباب الناشيء الأن في الدعوة السفلية زعم والذي يحرص على الكتاب والسنّة ثم هو يعمل مجتهد أكبر ولا يستطيع أن يفسِّر أية أو حديث فبيحلل وبيحرم على قاعدة غير إسلامية " الغاية تبرر الوسيلة " فهؤلاء يجب أن نذكّرهم في جلسة إن شاء الله بمقدار نصف ساعة لعل فيها ذكرى. (243/7) «أقسم زوج على زوجته إذا اشترت له قلنسوة بأنه سيقصها إربا إربا ولكنها اشترتها وحالته المادية ضعيفة فإذا أراد التكفير عن يمينه بإطعام مساكين يصيبه مشقة كبيرة ولا يستطيع الصيام وفي قصها إضاعة للمال فما رأ» السائل: يقول سؤال مستعجل لحل مشكلة بين زوجين, سؤال طريف غريب أقسم زوج على زوجته إذا اشترت له قلنسوة أنه سيقصها إربا إربا واشترتها وحالته المادية ضعيفة فإذا أراد التكفير عن يمينه بإطعام مساكين يصيبه مشقة شديدة ولا يستطيع الصيام وفي قصها إضاعة للمال. (ضحك الحضور) الشيخ: ... مادام ضيّقها نحن بنضيّق عليه. العيد عباسي: نعم, في حال صحته شرح مقاصده وهل يدخل الجنة شارب الخمر الذي لم يتُب؟ وبما أن الخمر قد حُرّمت في الدنيا فما حكمة وجودها في الأخرة وهل يدخل الإنسان الجنة ويُحرم من بعض مآكلها ومشاربها؟ نرجو توضيح ذلك مع بيان الأدلة؟ الشيخ: هذا سؤال أو خمسة أسئلة؟ العيد عباسي: ما شاء الله, هذا مجموعة. الشيخ: خبي لي ... شلون؟ (243/8) «ما صحة حديث (من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة)؟» السائل: لا كلمة كلمة على الماشي, أولا صحة حديث (من شرب الخمر في الدنيا ولم لم يشربها)؟ الشيخ: أما الحديث فصحيح, وشارب الخمر إذا لم يتب من شرب الخمر ومات مسلما فهو بلا شك يدخل الجنة ولكن بعد لَأي, بعد عذاب يستحقه حسب فجوره وفسقه في شربه للخمور. (243/9) «كلمة من الشيخ الألباني حول السترةالشيخ: وكان موافقا لسنّة نبيه أو مخالفا لها وإنما الذكر الأكبر أن يذكر المسلم ربه في أوامره وفي نواهيه كما قلنا, ومن أوامره كما سمعتم (إذا صلى أحدكم فليُدن إلى سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته) هذه ذكرى بين يدي الدرس والذكرى تنفع المؤمنين. (243/10) «بداية الشيخ الألباني شرحه بخطبة الحاجةالشيخ: إن الحمد لله نحمد ونستغفره أي نحمده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)). ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)). ((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)). أما بعد. (243/11) «شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد قال المصنف رحمه الله: " عن معاذ قال قلت: يا رسول الله أوصني قال: (اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند ك» الشيخ: فيقول المصنف رحمه الله في الحديث الثامن عشر وعن معاذ قال قلت يا رسول الله أوصني قال: (اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة, السر بالسر والعلانية بالعلانية) رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا بين أبي سلمة ومعاذ. هذا الحديث لا ينافي رمزُنا له بالحسن ما ذكره المصنف رحمه الله من الانقطاع في إسناده لأننا نعني أنه حسن لغيره كالحديث السابق في الدرس الماضي من حديث ابن عمر, هنا يطلب معاذ رضي الله عنه من نبيه صلى الله عليه وأله وسلم أن يوصيه فكان من وصيته إياه قوله عليه السلام (اعبد الله كأنك تراه) وهذا غاية المنزلة التي يستطيع العبد أن يذكر الله عز وجل وأن يراقبه, أن يذكر الله ويراقبه بحيث أنه دائما يلاحظ أنه يراه لأن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهذا الحديث أو هذه القطعة من هذا الحديث هو مشهور بإسناد أصحّ من هذا في الحديث الثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وفي صحيح مسلم وحده من حديث ابن عمر ذاك الحديث المعروف بحديث جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم بصورة رجل لا يعرفه أحد من الصحابة مع أنه ليس عليه آثار السفر فأنه عليه ثياب بيض وليس بأشعث ولا أغبر ولكنهم قالوا لا يعرفه أيضا منا أحد فقد جمع أوصافا غريبة متناقضة لأنه لو كان غريبا لظهرت عليه آثار السفر من القتار والغبار والشعثة ونحو ذلك ولو كان مقيما لعرفه الصحابة فهو رجل غريب, الشاهد أن في الحديث وهو حديث طويل ذكرناه أكثر من مرة لما سأله عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك, هذه المرتبة العليا من مراتب عبادة المسلم لربه عز وجل, ففي ذاك الحديث السؤال الأول من ذاك الرجل الغريب وهو جبريل كما ذكرنا بناءً على أخر الحديث. سأل النبي صلى الله عليه وأله وسلم عن الإسلام والإسلام هو العمل بالإسلام ظاهرا ولكن هذا الإسلام لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن معه الإيمان وحين أقول أنا وغيري لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن بالإيمان فنعني الإفادة في الأخرة أي أن ينجوَ بإسلامه الذي اقترن به الإيمان, فهو لا يستفيد من الإسلام إلا مقرونا بالإيمان لكن لو لم يقترن بالإيمان فهل يُفيد صاحبه إسلامه شيئا؟ الجواب في الدنيا قد يفيده, وهذا النوع يُعتبر في لغة الشرع منافقا لأنه يظهر الإسلام ولكنه يُبطن الكفر لأنه لم يقترن مع إسلامه إيمانه, فماذا يستفيد؟ أن ينجو بنفسه وماله كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المتواتر (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم) إذًا هذا الذي استفادوه, إذا لم يقترن مع إسلامهم الإيمان (فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله) يا تُرى قالوها بألسنتهم ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم أم قالوها مؤمنين بها في قلوبهم؟ حسابهم في ذلك عند الله لكنهم ماداموا أنهم قد نطقوا بكلمة التوحيد فرَتّب عليهم الحكم المذكور في الحديث بقوله (فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله) فالمرتبة الأولى في الدين هو الإسلام وقد تُفيد صاحبه في الدنيا ولا تفيده في الأخرة, أما الذي يستفيد من إسلامه في الأخره فهو إذا اقترن معه المرتبة الثانية المذكورة في حديث جبريل حين قال له ما الإيمان؟ قال (الإيمان أن تؤمن بالله) إلى أخره. (243/12) «الكلام على مرتبة الإحسان وبيان أن الإنسان لا يرى ربه في الدنيا ويدخل في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم ير ربه عز وجلالشيخ: ثم جاءت المرتبة الثالثة وليس بعدها مرتبة وهي مرتبة الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكم تراه فإنه يراك) لا يمكن فيما يبدو من نصوص السنّة, لا يمكن للإنسان أن يرى ربه في هذه الدنيا الفانية فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم في حديث الدجّال الطويل أنه لما وصفه لأمته وذلك من نصحه عليه السلام لأمته, كان من وصفه إياه أن قال (إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور) ثم قال عليه السلام (وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) فقد ذكر أوصافا للدجّال لكي يتيقّن المسلم إذا ما ابتلي بخروجه في زمنه أن هذا هو الدجال وليس هو الإله المعبود بحق, فإن الله كامل الأوصاف كلها وهذا أعور فهذه علامة وعلامة أخرى أنتم ترونه (وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) لذلك قال عليه السلام في بيان مرتبة الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه) لأنك لن تراه في الدنيا وكلنا يعلم أن موسى عليه الصلاة والسلام وهو كليم الرحمان لما طلب من ربه عز وجل أن يراه قال ((لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)) ولم يثبت حتى للنبي صلى الله عليه وأله وسلم رؤيته لربه بعينه وهذه مسألة وإن كانت خلافيّة بين علماء التوحيد وعلماء الكلام فقد ذكروا جمهورهم أن العقيدة لا تثبت إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة, ونحن لا نجد النص الظني سواء كان ثبوتا أو دلالة يُثبت أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم رأى ربه ليلة أسرِيَ به أو في غير تلك الليلة ولذلك فلا يمكن لإنسان إذًا أن يرى ربه حتى يموت كما قال عليه الصلاة والسلام, وفي هذا الحديث (وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) تكلّم العلماء في قاعدة أصوليّة وهي " هل يدخل المتكلم بالخطاب الذي يوجّهه إلى أمته أو إلى غيره " فهو عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يقول (إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) تُرى هو داخل في هذا الخطاب أم لا؟ في المسألة خلاف بين علماء الأصول ونحن نقطع بأنه عليه الصلاة والسلام على الأقل داخل في هذا الخطاب بالذات لأنه قد سُئِل كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر هل رأيت ربك؟ قال (نور أنى أراه) أي هناك حجاب وكما جاء في حديث أبي موسى في صحيح مسلم (حجابه النور) فهو عليه الصلاة والسلام يُشير في حديث أبي ذر السابق جوابا عن سؤال السائل (هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه) هناك نور يحجب ربنا عن أن يراه أحد منا إذًا (إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) يشمل أيضا الرسول صلى الله عليه وأله وسلم لا بدلالة هذا الحديث نفسه من خلال السابق ذكره وإنما بدلالة حديث أبي ذر وغيره. إذا كان الأمر كذلك وهو أن أحدنا لا يرى ربه في هذه الدنيا فهو يجب أن يعبُده مراقبا ومتيقّنا أن ربه يراه فإذا كنت أنت لا تراه فهذا لا يحملك مادمت مؤمنا بأن الله يرى كل شيء ويعلم كل شيء فلا يحملك أنك لا تراه على أن تعصيَه وأن تخالفَه في أوامره ونواهيه فإنه (إن لم تكن تراه فإنه) تبارك وتعالى (يراك) يقينا. هذه المرتبة هي مرتبة الإحسان وهي كما سمعتم أعلى مراتب الإسلام والإيمان. (243/13) «بيان معنى الرابطة التي عند الصوفية وبيان مخالفتها لشرع الله وخطأ من ينقل معنى الرابطة إلى معنى مرتبة الإحسان الواردة في حديث جبريل المشهورالشيخ: ولذلك فمن الخطأ الفاحش أن تُنقل هذه المرتبة العالية الخاصة بين العبد وربه أن يعبد الله كأنه يراه أن تُجعل لعبد من البشر بأي تأويل وبأي تبرير يحاول بعض الناس أن يبرّروا أن يراقب العبد في أثناء ذكره لربه عبدا من عباده, زعموا أن هذا العبد الذي ينبغي أن يراقبه العبد نفسه هو من الواصلين إلى الله فهو بدوره يوصل هذا العبد الذي يراقبه بذكره. وهذا ما يسمى في بعض الطرق المشهورة "الرابطة " أن يربط المريد قلبه بقلب شيخه الذي لا يراه ولا يعلم به إطلاقا هل هو ذاكر أم غافل ثم هذا الذاكر نفسه لا يدري عن حال شيخه شيئا أيضا هو ذاكر أم غافل وهكذا تُصْبح القضية مع مخالفتها للشريعة الإسلامية مخالفة جذرية, تُصبح قضية غير منطقية إطلاقا لأن الذي ينبغي أن يراقبه الإنسان إنما يكون المراقَب معتقدا فيه أنه يعلم هذا الذي يراقبه, يعلم حاجته ودعاءه وطلبه و و نحو ذلك من المقاصد المشروعة. فكيف يعقل أن يراقب العاجز العاجز والجاهل الجاهل والغافل الغافل؟ ما هذا إلا كما قال بعض الصوفية أنفسهم ولكن القدامى هو لم يكن من المحْدَثين استغاثة المخلوق للمخلوق كاستغاثة السجين بالسجين هو بدو من يخلصه وهو في السجن, فهذا العبد الذي يُراقَب هو مثل هذا المراقِب كلاهما بحاجة إلى أن يتوجّه إلى الله تبارك وتعالى وأن يراقباه مراقبة حقيقية. فمن المؤسف أن تُصرف هذه المنزلة العليا من منازل الإسلام والإيمان ألا وهي مرتبة الإحسان من العبد أن يواجه ويراقب ربه إلى هذا العبد أن يراقب شيخا له, فهذا من الانحراف المؤسف الذي أصاب بعض المسلمين اليوم, ففي هذا الحديث وفي حديث جبريل ونحو ذلك من الأحاديث نقضٌ لهذه المراقبة المبتدعة, وتأسيسٌ للمراقبة الشرعيّة وهي أن يُراقب العبد ربه فقط لا غير وأن يراقبه في هذه الحالة كأن هذا العبد المراقِب يرى الله بعينه (فإن لم تكن تراه فإنه يراك). (243/14) «تتمة شرح حديث معاذ وقوله (واعدد نفسك في الموتى) وقوله (واذكر الله عند كل حجر وشجر).» الشيخ: هذه موعظة من مواعظ النبي صلى الله عليه وأله وسلم لصاحبه معاذ بن جبل ومن ذلك قال (واعدد نفسك في الموتى) سبق نحو هذه العبارة في حديث ابن عمر (وعدّ نفسك في أصحاب القبور) أو كما قال ثم زاد في حديث معاذ (واذكر الله عند كل حَجَر وعند كل شَجَر) هذا معناه استمرار العبد في ذكر الله عز وجل وهذا واضح عند كل حجر وعند كل شجر وهذا يعني أن لا يَغفُل الإنسان عن ذكر ربه أولا, هذا يعني أولا أن لا يغفل الإنسان عن ذكر ربه عز وجل في كل أحواله سواء كان جالسا أو منطلقا يمشي, والشيء الأخر أنّ ذكر الله عز وجل المأمور في السنّة هو منها هذا الحديث, أن تذكر الله عند كل حجر وكل شجر, معنى هذا أن ذكر العبد لربه لا يحتاج إلى مراسيم وإلى طقوس وإلى مجالس وحلقات ذكر تسمّى ونحو ذلك أيضا مما أحدث في الإسلام لأنه يقول لك اذكر الله عند كل حجر وشجر يعني اذكر الله يعني اعمل مجلس ذكر وصلاة على الرسول عند كل حجر وشجر؟ لا هو يعني لا تتقيّد بجلوس معيّن حتى ولو أن تستقبل القبلة, قد يبدو لبعض الناس أن ذكر الله كالصلاة لازم أن نتّخذ له الآداب بل الواجبات التي يقوم بها الذي يريد الصلاة, الجواب لا لم يأت في السنّة فضلا عن القرأن أي شرط للذكر, شرط أي شرط للذكر, كيف وربنا عز وجل يقول في وصف نوعا من عباده المصطفيْن الأخيار يصفهم بقوله ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) فإذا جلست أنت جِلْسة تأخذ بها راحة الجسم فذكرْت الله في هذه الحالة فلا ضيْر عليك شرعا إطلاقا وإن كان لا يروق مثل هذا في بعض الذين يستحسنون أحكاما في الدين بدون إذن من رب العالمين ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) فالله عز وجل يصف كما قلت نخبة من عباده المصطفين الأخيار, مش عامة الناس ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) أي يذكرون الله حين يكونون قائمين ويذكرون الله حين يكونون قاعدين ويذكرون الله حين يكونون مضطجعين فلا يُلزِمنا ربنا عز وجل أن نتمسّك بصفة من هذه الصفات الثلاث وإنما كما يتيسّر لك وكأنه هذا الحديث أو هذه الفقرة من هذا الحديث مختلَسَة من هذه الأية. (243/15) «التحذير من البدع في الأذكار، وبيان أنه ليس في الإسلام بدعة حسنة وذكر قصة ابن مسعود ورده على القوم الذين كانوا يذكرون الله في المسجد جماعات ومعهم حصى يعدون التسبيح والتحميد والتهليلالشيخ: (اذكر الله عند كل حجر وعند شجر) لست مُكلّفا أن تتّخذ هيئات وصفات واستعدادات ومن ذلك إعلان خاص كأنما يجتمع المسلمون لصلاة الاستسقاء أو لصلاة الكسوف, هذه العبادات التي شرعها الإسلام على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام ثم مع الأسف الشديد أصبحت نسيا منسيا ومن أسباب ذلك أن الناس أحلّوا محلّها وأقاموا مقامها عبادات اخترعوها هم بأنفسهم, فهلا سمعتم أحدا منهم أعلن في بضع سنين صلاة الاستسقاء, صلاة خسوف أو كسوف؟ أبدا أما الصلاة التي يستطيعها المسلم بينه وبين ربه في أي وقت بدا أو تيسّر له هذه تُعقد لها مجالس خاصة وذلك ليس من السنّة في شيء, وأنا حين أقول هذا أعرف أن ناسا سينقمون ويستنكرون فنجابههم سلفا بسنّة أصحاب الرسول عليه السلام وخُطتهم لإنكارهم لمحدثات الأمور ولو كانت هذه المحدثات حسنة في زعم الجمهور كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " كل بدعة ضلالة وإن رآه الناس حسنة " نجابههم بقصة ابن مسعود مع أصحاب مجالس الذكر, المجالس الخاصة فقد جاء في سنن الدارمي بإسناد صحيح أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أتى صباح يوم دار عبد الله ابن مسعود فوجد طائفة من الناس بانتظاره, فقال لهم أخرج أبو عبد الرحمن يعني ابن مسعود؟ قالوا لا فجلس ينتظره فلما خرج قال يا أبا عبد الرحمن لقد دخلت المسجد أنفا فرأيت فيه ناسا حلقا حلقا وأمام كل رجل منهم حصى يعدّ به التسبيح والتكبير والتحميد وفي وسط كل حلقة رجل يقول لمن حوله سبّحوا كذا, احمدوا كذا كبّروا كذا, قال ابن مسعود أفلا أنكرت عليهم؟ قال لا انتظار أمرك أو انتظار رأيك قال أفلا أمرتهم أن يعدّوا سيئاتهم وضمِنت لهم ألا يضيع من حسناتهم شيء؟ ثم عاد إلى داره وخرج متلثّما لا يُعرف حتى دخل المسجد ورأى ما وُصِف له من التحلّق والذكر المعدود بعدد لم يُشرع, لمّا تبيّن الأمر كشف عن وجهه اللثام وقال ويحكم ما هذا الذي تصنعون؟ أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا والله يا أبا عبد الرحمان حصى نعدّ به التسبيح والتكبير والحميد قال عدّوا سيّئاتكم وأنا الضامن لكم ألا يضيع من حسناتكم شيء, ويحكم ما أسرع هلكتكم, هذه ثيابه صلى الله عليه وأله وسلم لم تبلى وهذه أنيته لم تكسر والذي نفس محمد بيده ءإنكم لأهدى من أمة محمد صلى الله عليه وأله وسلم أو إنكم متمسّكون بذنب ضلالة, ما قال متمسّكون بضلالة فحسب وإنما بذنب ضلالة, قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير, وهذا جواب جماهير المبتدعة خاصة التابعين منهم أما المتبوعون فالغالب عليهم أنهم يعرفون وينحرفون لمآرب كثيرة الله أعلم بما في نفوسهم, أما التابعون فجمهورهم يتّبعون رؤساءهم في نوايا حسنة يصوّرون لهم أنه هذا ذكر وأنه ذكر مشروع فيتّبعونهم على ذلك تماما كما قال القوم لابن مسعود, والله ما أردنا إلا الخير لكن الجواب القاطع للظهور قول ابن مسعود " وكم من مريد للخير لا يصيبه" أي لا يكفي أن يكون قصد أحدكم الخير وإنما يجب أن يقترن مع هذا القصد الخيّر أن يكون الطريق أيضا الذي يسلكه في طلب الخير خيرا في نفس ولا يكون كذلك أبدا إلا إذا كان هو طريق الرسول عليه الصلاة والسلام, كما قال الله عز وجل في القرأن ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) فهذا الطريق إذا سلكه القاصد للخير فهو في خير يقينا أما إذا سلك طريقا أخر وهو يقصد للخير فلن يصيب هذا الخير إطلاقا وهذا من معاني قول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ومن مقاصد قوله الأخر (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) لذلك قال ابن مسعود " وكم من مريد للخير لم يصيبه " لأنكم تقصدون الخير بخلاف طريق محمد عليه السلام, إذًا لن تصيبوا هذ الخير ثم ضرب لهم على ذلك مثلا حديثا سمعه من النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إن أقواما يقرؤون القرأن لا يُجاوز حناجرهم) أي لا يصل إلى قلوبهم إنما لقلقة لسان وتجارة بتلاوة القرأن كما هو الواقع في أخر الزمان (لا يُجاوز حناجرهم يمْرقون من الدين كما يمْرق السهم من الرميّة). إلى هنا تنتهي قصة ابن مسعود مع أصحاب المجالس المبتدعة لكن العبرة في تمام القصة التي يرويها مُشاهدها قال فلقد رأينا أولئك الأقوام أي أصحاب حلقات الذكر غير المشروع, رأيناهم يقاتلوننا يوم النهروان أي إن أصحاب حلقات الذكر صاروا من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقاتلهم علي رضي الله عنه واستأصل شأفتهم إلا أفرادا قليلين منهم, فلم تُفِدْهم مجالسهم شيئا وذلك لأنهم خالفوا في ذلك السنّة وهذا شاهد لقول العلماء " الصغائر بريد الكبائر " وأنا أقتبس من قولهم هذا فأقول " البدعة الصغيرة بريد للبدعة الكبيرة " هذا هو الشاهد لضابط ما أقول تماما, حلقات مبتدعة يذكرون الله بصورة غير مشروعة أوصلتهم إلى البدعة الكبرى وهي الخروج على أمير المؤمنين وقتالهم إياه, لذلك فيجب أن نقف عند حدود الله وألا نتألّى على الله فنُشرِّع بآرائنا وعقولنا وأهوائنا وعاداتنا شيئا لم يسُنّه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو على العكس من ذلك يفسح لنا المجال أن نذكر الله كيف ما اتفق لنا دون أن نتّخذ كيفية وصورة معيّنة وإنما حسب ما تيّسر كما قال في هذا الحديث (واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر). (243/16) «تتمة شرح حديث معاذ وقوله (وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية) وكيفية معالجة الخطأ إذا وقع من الناسالشيخ: (وإذا عملت سيّئة فاعمل بجانبها حسنة, السر بالسر والعلانية بالعلانية) هذا الحديث هو أيضا كتفسير لحديث أخر لمعاذ, يقول الرسول عليه السلام فيه (وأتبِع السيّئة الحسنة تمْحُها) هذا يفصّل هذا الإتباع فيقول إذا أخطأت, إذا عصيت ربك علنا فيجب أن تُتبع ذلك بتوبة وبعمل حسن علنًا أمّا إذا ابتليت أن تعمل سرا فلا تفضح نفسك ولا تُعلن خطيئتك وإنما تب إلى الله عز وجل وهي بلا شك حسنة واعمل أيضا أعمالا حسنة سرا, فذلك أبعد من أن تكون قد قارفت الرياء في القيام هذا العمل, أما إذا عملت سيئة علنا فهنا الجهر بالتوبة عنها, فيه هضم للنفس وفيه قهر لها وإخضاع ولذلك تجد كثيرا من الناس حينما ... علنا فيأتي إنسان وينصحهم بأنه أخطأ وبأن يعلن خطأه على الناس قلّ من يفعل ذلك, ومن هنا نعرف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس له نظام محدّد معيّن كما يبدو لبعض الناس الذين تغلب عليهم السياسة في الدعوة في زعمهم فيظنّون أن الخطيب مثلا إذا أخطأ على المنبر فتلا حديثا أو قرأ حديثا موضوعا لا أصل له فقام أحد وهذا مع الأسف في هذه البلاد غير موجود بينما في مصر يقع منه الشيء الكثير والسبب أن البلاد المصريّة فيها يعني روح علميّة أكثر من هذه البلاد, فنحن نعلم حوادث كثيرة تقع في إنكار بعض الحاضرين على الخطيب حديثا أو رأيا أخطأ فيه, والخطباء هنا بقى ما بين ناس مخلصين وناس غير مخلصين إلى أخره والغرض أن الخطأ إذا وقع علنًا وجب إنكاره علنًا وإذا وقع سرّا وجب إنكار سرّا لأنه في الحالة الأولى كما يروق لبعض الناس كما قلنا أنفا أن يُؤخذ هذا الخطيب بعد خطبته وبعد صلاته جانبا ويقال له بلغة ناعمة أنه أنت بارك الله فيك خطبة ما أحلاها وما أنفعها إلى أخره محاضرة جديدة لحتى يتمكّن المسلم يقدّم نصيحة مختصرة لأخيه المسلم لكن جاء في خطبتك الحديث الفلاني وهذا حديث موضوع, هكذا يقترح البعض, هذا ... يمكن أن يفيد الأسلوب هذا من باب المحافظة على قلب هذا المنصوح لأنه مع الأسف صارت نفوس أكثر المسلمين فرعونيّة متكبّرة لا تقبل النصيحة إلا من شاء الله, كان يمكن اتخاذ هذا الأسلوب بشرطين اثنين وأحدهما لا يمكن تحقيقه إطلاقا والأخر قد يمكن, الأول أن يجمع الناس الذين أخطأ عليهم في خطبته جميعا في خطبة ثانية أو في اجتماع ثاني ويقول أنا أوردت عليكم في الخطبة السابقة حديث كذا وكذا وهذا حديث تبيّن أنه موضوع لا يمكن جمع هؤلاء الناس جميعا إذا كان في المسجد ألف شخص مثلا أو أقل أو أكثر ففي الخطبة الثانية يعني الجمعة الثانية مش معقول أنه كلهم هذول ... بأعيانهم قد لا يحضر البعض ويحضر ناس أخرون وهكذا, هذا غير ... إذًا لو قيل لهذا الإنسان سرا وأعلن وهذا نادر جدا فسيفوت هذا الإعلان الذين لم يحضروا الخطبة الثانية. لذلك الخطأ يجب أن ينكر حسب واقعه إن كان علنا يُنكر علنا وإن كان سرا ينكر سرا لأنه ما فيه فائدة هنا من الإعلان إلا فضيحة هذا الذي أساء, فهنا الرسول عليه السلام يعض الفرد منا أنه إن أخطأ أمام الناس أن يعلن هذا الخطأ أمام الناس أنه أنا أخطأت (السر بالسر والعلانية بالعلانية) بهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. العيد عباسي: هناك بعض الأسئلة السابقة منها السؤال التالي, يسأل السائل. (243/17) «لماذا تفرقون بين الأحاديث الحسنة فتأخذون بعضها وتتركون بعضها الأخرى ومثال ذلك حديث الترمذي عن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه لا يحطهما حتى يسمح بهما وجهه) قال الحافظ ابن حجر له شو» السائل: لماذا تفرّقون بين الأحاديث الحسنة فتأخذون بعضها وتتركون بعضها الأخر, مثال حديث الترمذي عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطّهما حتى يمسح بهما وجهه, قال الحافظ ابن حجر إن له شواهد تؤيّده منها عند أبي دود من حديث ابن عباس وحديث السائب بن يزيد وشواهد أخرى ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن. هذا لا تأخذون به وتأخذون بحديث (من تقوّل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار) وهو حديث حسن رواه أحمد وحديث (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) رواه الترمذي؟ الشيخ: هذا السؤال علمي دقيق لا يكفي إقناع السائل مثل الجواب السريع العاجل لكن لا بد من جواب مُجمل ألا وهو الحديث الأول الذي لا نأخذ به ويقول السائل إنه حديث حسن هو يقول ذلك تقليدا منه وهذا واجبه بطبيعة الحال للحافظ ابن حجر والحافظ ابن حجر نفسه يعترف بأن الحديث وصل عنده إلى مرتبة الحسن بمجموع طرقه ونحن كنا زمنا منذ من بضع سنين نظن هذا الكلام صحيحا أي أن هذا الحديث حسن لغيره ثم لمّا شاء الله عز وجل أن أتفرّغ لتخريج كتاب من كتب الفقه وهو المعروف ب - منار السبيل - فخرّجته فمرّ بي هذا الحديث, فهنا أنا لم أجري في كل تعليقاتي وتحقيقاتي أن أصحّح حديثا أو أحسّنه أو أضعّفه تقليدا لغيري لأن في هذا ليس فيه كبير عمل وهذا يستطيعه المبتدئ في طلب أي علم, يقول قال فلان كذا وقال فلان كذا لكني جريت على البحث والتحقيق والتنقيب فلما جئت إلى هذا الحديث ودرست الطرق التي قوّى الحافظ ابن حجر الحديث بها وجدتها شديدة الضعف, كل الطريق فيه ضعف شديد وهُم قد قرروا في مصطلح علم الحديث أن الحديث الضعيف الذي يتقوّى بكَثرة الطرق إنما هو الذي لم يشتدّ الضعف في طرقه فلما وجدت القاعدة هذه لا يصحّ أو لم تتحقق في مفردات طرق مسح الوجه باليدين بعد الدعاء أبقيت الحديث على ضعفه وأبقيت المفردات على شدّة ضعفها, فهذا هو الجواب المجمل, أما الجواب التفصيلي فهذا يتطلّب أن نكلّف السائل وهو يبدو أنه يريد البحث العلمي أخرج لنا هذه الطرق, كل طريق على حدى وادرس أنت إن استطعت ... بواسطة غيرك ضعّف الراوي الذي به ضُعّف الحديث فإن وجدته أنت ضعفا يسيرا إنما هو صدوق في نفسه وإنما في حفظه ضعف فحينئذ يَرِد سؤالك عليّ وردّي أني أنا لا أرى هذا الذي تراه وإنما جاز لك أن تتبنّى حينذاك رأي الحافظ ابن حجر ببصيرة بحسب رأيك و اجتهادك وهذا طبعا لريثما يأتي أو ريثما يقوم السائل بهذا فأظن أن هناك فجوات وهناك مساعي ... ولكننا نحن الأن بفضل الله عز وجل بصدد طبع هذا الكتاب الذي خرّجت فيه هذا الحديث وهو - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - فعسى أن يصدر هذا الكتاب على الأقل المجلد الأول وفيه هذا الحديث فيطّلع عليه السائل وبالتالي يطّلع على معالجتي وكشفي للضعف الشديد الذي أشرت إليه في ... بعد ذلك يحاسب نفسه فإن اقتنع بما قلت لم يرد السؤال وإن لم يقنع إلا بما قال الحافظ ابن حجر فنحن لا نفرض رأينا على غيرنا وبالتالي لا يجوز لغيرنا أن يفرض رأيه علينا ((ولكل وجهة هو مولّيها فاستبقوا الخيرات)) غيره, نعم. السائل: ... . الشيخ: لا. السائل: ... . الشيخ: لا يختلف أخي هذا الطرق يُعبّر عنها بالمتابعات وبالشواهد, هذا تعبير اصطلاحي ليس له ما يُفرّق عما كنا نحن بصدده يعني إذا قرأت كلام الحافظ ابن كثير في "الباعث الحثيث" ستجد هناك أنهم يعنون بهذا عن هذا تارة وبالعكس, فالشواهد هي أحاديث غير الحديث الأول لكن أحيانا يُقصد نفس الحديث يأتي بطرق أخرى فيُقال عنها شواهد, هذا اصطلاح وليس اصطلاحا جامدا أيضا وإنما فيه ... غيره, نعم. السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ... . الشيخ: ما بالها؟ (243/18) «سؤال حول الشواهد والمتابعات و الفرق بينهماالسائل: ... . الشيخ: إذا جاء حديث مثلا عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة بحديث ما ثم جاء الحديث من طريق غير الزهري عن سعيد بن المسيب فهذا الغير يقال تابَع الزهري لكن هذا الطريق طريق الزهري ماشي لحاله بيجي حديث وإن شئت قلت طريق ثاني عن أبي هريرة من غير طريق إيش؟ ابن المسيب، بل هو من غير طريق أبي هريرة, حديث صحابي عن صاحبي أخر وبإسناد أخر, هذا يُقال الشاهد الأول لكن الحقيقة لذلكم قالوا يُعبّر هذا عن هذا, ما فيه مانع أنك تقول هذا متابع لهذا ليش؟ إذا بدأت بالصحابي فحديث أبي هريرة في المثال جاء له شاهد من حديث ابن عمر، ابن عمر متابع لأبي هريرة، التابعي الراوي عن أبي هريرة تابع للتابع الذي رواه عن ابن عمر وهكذا بكل الطبقات, فالشاهد متابع والمتابع شاهد فهو اصطلاح يعني مثل ما قلت لك ما هو ضيّق وإنما فيه سعة, نعم. (243/19) «ما مدى العلاقة بين مصطلح السيرة النبوية ومصطلح السنة النبوية وبالتالي ما مدى اعتماد السيرة على العلوم الحديثية وبماذا تنصحون من مراجع في السيرة؟» العيد عباسي: ما مدى العلاقة بين مصطلح السيرة النبوية ومصطلح السنّة النبوية وبين الشرع والحكم وبالتالي ما مدى اعتماد السيرة على العلوم الحديثية وبماذا تنصحون من مراجع في السيرة؟ الشيخ: شو السؤال الأول؟ العيد عباسي: السيرة ومصطلح السنّة؟ الشيخ: أيوه, ما نجد خلافا بين السيرة و بين السنّة, إذا ما تذكّرنا أن السنّة تشمل أقواله عليه السلام وأفعاله وتقريراته وسيرة الرسول صلى الله عليه وأله وسلم لا تتعدّى هذه الأنواع الثلاثة فهي قول وفعل وقد يكون فيها تقرير لكن يمكن أن يقال أن السيرة أخصّ من السنّة. (243/20) «امرأة امتعنت عن زوجها وحلفت بأن لا يقربها طاعة لأمها وتقول لزوجها: إن كنت تحب الله ورسوله فلا تأت إلى البيت، وإذا ذكرها زوجها بحديث ترفض، فهل يأثم الرجل إذا أتى أهله وجاء بيته، وهل للزوجة أن تبر أمها» الشيخ: ... وتقول إذا كنت تحب الله ورسوله لا تأتي للبيت, وإذا ذكّرها بحديث تقول لو كان لمصلحة النساء ما ذكّرتني به فترفض, السؤال هل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته، طبعا السؤال شقّين وهذا هو الأول, السؤال الشق الثاني وهل لها أن تبرّ أمها بهذه الأفاعيل لأن حمَاته لا تحبه كعادة الحمايات في هذا العصر؟ الجواب بالنسبة للشطر الأول هل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته؟ نحن نقول بكل صراحة يأثم على خلاف ذلك, يأثم إذا برّ يمينها فلم يتمتّع بها ولم يأت البيت من أجلها هذا هو الإثم, فإن قيل حلَفَت عليه بالله عز وجل, نقول نعم هي آثمة في هذا الحلف لأنها تريد أن تُحرِّم ما أحلّ الله عز وجل بل ما أوجب الله على الرجل للمرأة ولنفس الرجل من حيث التمتّع وقضاء الوطر وصيانة النفس, نفسه ونفسها لكن النساء بسبب كفْرهن وجهلن لا يبالين بعاقبة أمرهنّ إلا بعد أن تقع الواقعة وتنزل عليهن الصاعقة حينذاك وكما يقال " بعد خراب البصرة " ينتبهن ل ... السابق. الخلاصة يجب على هذا الزوج أن لا يبرّ زوجته في يمينها وله أولا بل عليه أولا أن يأتيَ البيت ولا يدع البيت وله بل عليه ثانيا أن يجبرها على الفراش ليقضيَ وطره منها حتى يصون نفسه ولا تقع نفسه فيما حرّم ولاتشتهي نفسه أيضا ما حرّم الله, أما الزوجة هذه إذا كانت تفعل هذه الأفاعيل إطاعة لأمها و ... من هذه الأم لصهرها فهي آثمة أيضا اثنين اثنين, لأنها من ناحية تطيع الأم في معصية الله ومن ناحية أخرى تعصي زوجها بسبب ذلك. لكني أريد بعد هذا الجواب الواضح البيّن أن أذكّر الرجال بأنه يجب عليهم أن لا ينسوا أنفسهم وما عليهم من حقوق وواجبات تجاه النساء في حدود الشرع, فإننا نعلم بالتجربة وبما يأتينا من أخبار أن كثيرا ما يكون نشوز النساء وخروجهن عن طاعة الزوج إنما السبب هو الزوج نفسه, إما أن يكون شديدا, يكون غليظ الطبع لا يقوم بواجب الإنفاق في حدود استطاعته أو يقصّر معها فيما يجب لها عليه من حقوق, فهي بالتالي تقابله بالمثل, لذلك فينبغي أن لا ننسى نحن الرجال أنفسنا ولا نلقي اللائمة دائما وأبدا على زوجاتنا لأنه في كثير من الأحيان يكون السبب نابع من أنفسنا نحن, هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين. عيد عباسي: من الأسئلة السؤال التالي. (244/1) «ما حكم تقبيل يدي الوالدين؟ وشرح قاعدة: الأصل في العبادات الوقف والأصل في المعاملات الإباحةعيد عباسي: ما حكم تقبيل يدي الوالدين؟ وما الجواب على الشبهة القائلة إنه لم يرد شيء في الشرع بالأمر بذلك أو النهي عنه وإنما ورد الأمر بالتذلل لهما وخفض الجناح لهما, كما ورد غير واحد يدي النبي صلى الله عليه وسلم وغيره, والأساليب التي تحقّق ذلك تخضع للعرف وقد تعارف الناس في مجتمعنا على أن ذلك من البر فما الجواب على هذه الشبهة؟ وما حكم المسألة؟ الشيخ: أقول والله المستعان هذه الشبهة قائمة على جهل بالإسلام مع الأسف, هذا الإسلام الذي من قواعده ما يقرّره شيخ الإسلام ابن تيمية بأوجز عبارة حين يقول " الأصل في العبادات المنع إلا لدليل والأصل في العادات الجواز إلا لدليل " وهذا طبعا لم تكن هذه الجملة قاعدة إلا لأن الأدلة الشرعية تواردت عليها, ولهذا فكل من يريد أن يستحسن أمرا بزعم أن الناس تعارفوا عليه أو اصطلحوا عليه ولم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وأله وسلم فعليه أن يستحضر هذه القاعدة وبناء عليها ينبغي أن ينظر أن هذا الأمر المستحدث المتعارف بين الناس هل المقصود فقط القول بجوازه لأنه لم يأت نهي صريح عنه أم المقصود أكثر من ذلك وهو القول باستحبابه؟ فإن كان الأمر الأول أعود الأن إلى السؤال إن كان السائل يقصد القول بجواز تقبيل يد الوالدين جوازا لا يقترن معه ترجيح وتفضيل له على العكس وهو الترك, إن كان يعني هذا فكلامه الذي يشبه كلام الفقهاء وارد ها هنا, إن كان يعني بهذا الكلام أن هذا أمر جائز والأمر الجائز في الفقه هو مستوي الطرفين فعلا وتركا, أي من فعل لا يُلام ومن ترك لا يُلام, فهل أولا هل السائل يقصد هذا؟ الجواب عندي لا, ثانيا هل التقبيل شرعا هو أمر عادي أم هو أمر تعبّدي يُفعل حيث جاء ويُترك حيث لم يجئ ولم يأت؟ أما أن السائل لا يقصد فقط القول بأن هذا التقبيل ليد الوالدين هو أمر جائز مستوي الطرفين فذلك واضح لأنه استدل بالأية والأية أقل ما تفيد استحباب الخضوع للوالدين ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)) ((واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)) هذا أمر هذا أمر وأقل ما يفيد هذا الأمر بخفض الجناح للوالدين هو الاستحباب لا شك ولا ريب, فإذ هو استدل بالأية فإنما يعني بذلك أن يُثبِت أن تقبيل يد الوالد أو الوالدة إنما هو أمر مستحب وليس أمرا جائزا فقط, وحينذاك نقول له إن العُرْف الذي يستدلّ به على تجويزه بل استحبابه لهذه العادة لا يصلح أن يكون مُشرّعا لا سيما إذا كان هذا العرف أمرا طارئا حادثا مبتدعا كما هو الشأن في حياتنا اليوم. ذلك لأن العرف الذي يخالف الآداب الإسلامية المتوارثة في كتب الحديث وكتب أهل العلم المحقّقين منهم لا قيمة له ولا وزن له مطلقا, وقلت إن التقبيل ليس مجرّد عادة وإنما هو إما عبادة مشروعة أو أنها عبادة غير مشروعة, فحينما تكون عبادة مشروعة فهي مستحبة أو فوق ذلك, وحينما تكون عبادة غير مشروعة دخلت في عموم قوله عليه الصلاة والسلام (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وهذه الكلّية وهذه القاعدة الشرعية الإسلامية مع الأسف الشديد يغفل عنها كثير من العلماء فضلا عن طلاب العلم فضلا عمن ليس لهم من العلم إلا الاسم مع أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يكرّر هذه القاعدة في كل يوم جمعة, بين يدي خطبة الجمعة كما تسمعون بين يدي كل درس اتباعا للرسول عليه السلام يقول (أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) كان عليه الصلاة والسلام يُكرّر هذه القاعدة في كل يوم جمعة, لماذا؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " قال لترسخ هذه القاعدة في أذهان السامعين فلا يضلّوا عنها, مع الأسف الشديد ضلّ عنها عامة المسلمين بل وكثير من خاصتهم, فها أنتم تسمعون يقول لا يوجد هناك نهي عن تقبيل الولد ليد والده أو والدته, وما وزن هذا الحديث حينذاك عنده وأمثاله من مثل قوله عليه السلام (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). الجهل بهذه القاعدة وأمثالها يؤدي بعض الناس من المتعالمين إلى أن يقولوا في كل أمر حادث يا أخي ما فيه نهي عنه, يا حبيبي الرسول وضع لك قاعدة قال (كل بدعة ضلالة) هذا يغنيك عن عشرات المئات بل الألوف من نصوص يقول لك الأمر الفلاني منهي عنه, الأمر الفلاني منهي عنه, يعني هذه البدع التي تحدث في كل يوم بدع لا يمكن حصرها, فجاءك بقاعدة ليريحك من هذه النصوص التي لا يمكن الإحاطة بها (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). الغفلة عن هذه القاعدة يؤدي بهؤلاء الناس إلى أن يستسيغوا كثيرا من البدع بدعوى أن النبي عليه السلام لم ينهى عنها, ونحن نحاججهم بكثير من البدع التي لا نعدَم عشرات من أمثالهم يعترفون معنا بأنها من البدع فنقول لكل منهم أين النهي؟ لا يوجد هناك نهي, ولكن النهي المفهوم عند العلماء هو في هذه القاعدة وأمثالها كما ذكرنا. السلف الصالح كانوا قد تفقّهوا في الدين حقيقة وفهموا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يرمي إليه بمثل هذه القاعدة (كل بدعة ضلالة) لذلك نجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما حج في خلافته ووقف أمام الحجر الأسود يريد أن يقبّله قال "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولو أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك". ماذا يعطينا هذ الكلام من عمر بن الخطاب وهو يصدع به على ملإ من الناس حجّاج و ... يعني أن التقبيل داخل في موضوع الإتباع حيث جاء, وداخل في موضوع الابتداع حيث لم يجئ ولم يأت, هذا معنى كلام الخليفة الراشد, وسبحان الله ما أسرع أمثال هؤلاء الناس إلى الإحتجاج ببعض الأقوال عن الخلفاء الراشدين أو بعضهم إذا كانت لهم في ذاك مصلحة, وما أشد نسيانهم لمثل هذا الإستدلال فيما إذا كان عليهم, فهذا عمر بن الخطاب يقول يُخاطب الحجر الأسود طبعا الحجر الأسود لا يسمع ولكن هذا من باب " الكلام إليك يا كنّة واسمعي يا جارة " يعني اسمعوا أيها الناس, قال أقول للحجر الأسود "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع لكن اعلموا أني ما أقبّله إلا لأني رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّله". إذًا هذا الحديث وحده يعطينا أن التقبيل لا يمكن حشره في زمرة الأمور العادية التي إذا جرى العرف عليها فالأمر في ذلك واسع, لا, التقبيل عبادة حيث شرعت وبدعة حيث لم تشرع, من هنا نحن نقول إن هذا الإستدلال فيه أولا انصراف عن القاعدة الشرعية السابقة الذكر, نقلتها لكم عن ابن تيمية وذكرت لكم بعض أدلتها (كل بدعة ضلالة) (من أحدث في أمرنا هذا) ثم فيه غفلة أخرى عن تفقّه بمثل تفقّه الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب حيث قال "لا أريد أن أقبل الحجر لأنه لا يضر ولا ينفع" لكنه رأى الرسول يقبّله فيستسلم هذا هو شأن المؤمن. إذًا نحن لو أردنا أن نقتديَ بعمر بن الخطاب فندخل على أبينا وأمّنا فقلنا للأب المحترم والأم المحترمة لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لنا تقبيل يد الوالد أو الوالدة لقبّلت, يعني على عكس إيه؟ موقف عمر, لأنه الموقف هنا يختلف هناك، هناك يعلم أن الرسول قبّل فهو يُقبّل لكن لو علم أنه ما قبّل ما قبّل, فهل نحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع للصحابة أن يُقبِّلوا أيدي أباءهم وأمهاتهم؟ الجواب لا, هل جاء خبر ولو في حديث ضعيف بل نتنزّل فنقول ولو في حديث موضوع أن أحدا من الصحابة كان إذا دخل على أبيه أو أمه قبّل يده أو يدها؟ كل ذلك لم يكن, فيكف يجوز من كان عنده علم صحيح بعد ذلك أن يستدل في مثل هذا الموضوع بالعرْف الطارئ, بالعرف الحادث؟ ناس تعارفوا هذا, تُرى لو أن الناس تعارفوا بينهم أن يقبّلوا شيئا أخر, وأنا أضرب لكم مثلا حسّاسا مبتلى به هؤلاء الناس, تعارفوا تقبيل القرأن الكريم فماذا يقولون, لا شك سيقولون بمثل ما قالوا بالنسبة لتقبيل يد الوالد لأن يد الوالد أو يد الوالدة ليست مقدّسة أكثر بالنسبة للقرأن الكريم الذي فيه كلام الله القديم. (244/2) «هل يسن تقبيل القرآن الكريمالشيخ: تُرى هل يُسنّ, هل يُستحب تقبيل القرأن الكريم؟ طبعا ستجد الناس يقولون نعم يا أخي هذا تعظيم لكلام الله وإلى أخره, نحن نقول لا, تعظيم كلام الله باتباعه وليس تعظيم كلام الله بتقبيل أوراقه وبزخرفة صفحاته, وهذا في الواقع مما يُزيّن الشيطان لبني الإنسان, يصرفه عما هو مهم إلى ما ليس بمهم مطلقا, يُقْنعه حسبُك من احترامك وتعظيمك للقرأن أن تُقبّله. هذا له أمثله كثيرة جدا في حياتنا اليوم, أنا أشاهد وأنا أمشي في الطريق نبتلى أن نمر مثلا بقهوة فيها لعب الشطرنج, وفيها الطاولة وفيها النرد المُحرّم وما شابه ذلك إلى أخره, فأول ما يسمع بعضهم مش كلهم, يسمع بعضهم الأذان قاموا, ما هذا القيام تعظيم يا أخي لجلال الله عز وجل والأذان الذي فيه توحيد في الشهادتان إلى أخره, أقنعهم الشيطان أن هذا القيام يُغنيهم عن الذهاب إلى المسجد, هذا تعظيم وانتهى الأمر, بينما القيام الحقيقي هو تسمعه يقول الله أكبر لست على وضوء تنطلق تسمعه وبعد ذلك وأنت على وضوء يقول حي على الصلاة فعلا تذهب وتصلي مع جماعة المسلمين, هذا هو التعظيم الحقيقي لهذ الأذان, فصرف الشيطان هؤلاء المسلمين عن هذا التعظيم الذي جاء به سيد المرسلين إلى تعظيم صوري شكلي, وهذا يمكن أن نجعله مضطردا في جلّ, إن لم أقل كل ما أحدثه الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. (244/3) «تتمة الجواب عن حكم تقبيل يد الوالدينالشيخ: ولْنعد إلى التقبيل هذا, تقبيل يد الوالد, هذا البحث يذكرني بأخ لنا توفي منذ شهور -رحمه الله- كان رجلا عاميا وكان يحضر دروسنا القديمة مع بعض إخواننا القدامى وكان صاحب نكتة ودعابة مع أمّيّته وكنت يومئذ لا أزال أتعاطى مهنة تصليح الساعات في دكّاني فكان, وكان داره قريب من دكاني, في أكثر الأيام يتردّد عليّ, ما بين الآوانة وأخرى يأتيني بشخص, ويدخل بكل هدوء وبكل يعني تواضع متكلَّف بعض الشيء يظهر المسكنة, هو جيّد يعني, يقول بأعرّفك بفلان, فلان ابن فلان مرضي الوالدين, كل يوم الصبح ... بيقبّل يد أمه وأبوه لكن ما بيصلي لله صلاة, فهو مرضي الوالدين مظلوم رب العالمين (ضحك الحضور) نحن نشاهد في الواقع هذه الظاهرة, يقنع الوالد والوالدة بصورة أخصّ, بأن يُظهر الولد هذه المسكنة وهذا الخضوع وهذا الخشوع للوالدين, أما أن يأمراه بالمحافظة على الصلاة, على طهارة النفس, على كذا إلى أخره, قنعانين هم مع بعضهم بعضا, بها النفاق ها اللي أنا بأسميه بالنفاق الاجتماعي, هن الإثنين الزوجين الوالدين قنعانين من الولد بهذه الطاعة, التي ما بيتكلّفه غير إيش ... ها اليد هذه, وهو قنعان بهذه الطاعة أيضا لاسيما وقد يجد من إيش؟ يفتيه بأنه هذا من التذلل ومن الخضوع للوالدين الذي جاء الأمر به في القرأن الكريم. من هنا من مثل هذا المثال والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا نحن نزداد كل يوم إيمانا بأن الحق كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (خير الهدى هدى محمد) يا جماعة إذا ما دخل بعقلكم هذا الكلام على طريقة العملية الحسابية مثلا التي يشترك في معرفتها جميع الناس فأمنوا خير لكم, أمنوا بأن خير الهدى هدى محمد, أمنوا بأن هذا القيام الذي يعتاده الناس للمشايخ ولغير المشايخ هذا ليس من الإسلام في شيء, وليس من الدين في شيء, وليس من الأمور المستحبة في شيء, ليس من التعظيم والإجلال للمسلم أبدا, أمنوا بأن هذا التقويم الذي يفعله اليوم الناس مع المشايخ فضلا عن آباءهم وأمهاتهم ليس من الإسلام في شيء, فلازم نطوّر حياتنا ونجعلها تختلف كل يوم ولو خطوة خطوة إلى ما كانت عليه الحياة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد خير القرون التي لن تجد الأرض بعد ذلك العهد أطهر وخيرا وأبعد ما يكون عن الشر من ذلك العهد الطاهر. هذه كلمة حول جواب عن السؤال السابق, تقبيل يد الوالدين ليس عبادة مطلقا, وليس مما تشمله الأية التي ذكرها لأن الأمر لو كان كذلك لكان أسرع الناس مبادرة إلى تنفيذ ذلك هم الصحابة مع أباءهم وأمهاتهم, لاسيما وكما ذكر هو عرضا هذا التقبيل ليس بالأمر الحادث لحتى نقول والله هن ما انتهبوا له, لا التقبيل معروف عادة قديمة وقديمة جدا حتى وصل التقبيل إلى الأحجار, لكن منه ما هو شرع كما سمعتم بالنسبة للحجر الأسود ومنه ما ليس بشرع, وذلك التقبيل كل الأحجار تقبيل ... الأولياء والصالحين قبورهم ونحو ذلك كل ذلك مما يُصرّح بعض العلماء حتى من المتأخرين حتى ممن لا يُعرفون بأنهم مُدققون في علم السنّة والبدعة كالشيخ محمد الغزّالي حيث يذكر أن تقبيل القبور ولمسها من صنيع اليهود والنصارى. فإذًا التقبيل ليس شيئا جديدا ... لكنه شيء جديد كجعله دين يُثنى على من فعل ثم يذم من ترك, وهنا لا بد أن نذكّر بشيء وننتهي بعد ذلك من هذا الإجتماع إلى اجتماع أخر إن شاء الله, نشاهد أبًا يثور أو أمًّا تثور لأن هناك ولدا صالحا نشأ إلى حد ما على طاعة الله, أقول إلى حد ما لأنه الزمن لا يساعد الشباب -مع الأسف- اليوم أن يكونوا كشباب الصحابة, ثم نشأ أيضا على السنّة أيضا إلى حدما فهو يسمع ويتعلّم فيُقبِّل, لا يُقبِّل يد أبيه أو أمه فيثوران عليه, نعلم من كثير من الأباء يثورون بترك بعض الأبناء شيئا أقلّ ما يقال إنه لم يعص الله ورسوله, مع ذلك يثورون, بينما هناك أبناء أخرون لا يصلون ربما لا يصومون مع ذلك الآباء هم عنهم راضون, لماذا؟ لأنهم لهم ينافقون, يقبّلوا اليد لأنه مثل هذا الذي لا يصلّي ولا يصوم ما بيهموا بقى تقبيل اليد حتى لو كان حرام, ما دام أبوه راضيان عنه, أمه راضيانة عنه فهو سيفعل هذ التقبيل, هذه الفارقة ظاهرة جدا, فهذا الذي لا يصلي ولا يصوم ويُقصِّر في طاعة الله عز وجل في كثير من الأمور لا يقومون عليه شيئا, وهذا الشاب الناشئ في طاعة الله الذي ينبغي أن يُشجّع بأن يستمر على هذه الطاعة وأن يزداد منها, يثور عليه الآباء والأمهات, لماذا؟ لأنه خرج عن العرف السائد وهو تقبيل اليد صباحا مساء, هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين. (244/4) «نصيحة للأبناء حول بر الوالدينالشيخ: وذكرى أخرى للشباب أنفسهم لأني أعلم أيضا بتجربتي الخاصة أن بعض هؤلاء الشباب أيضا يسيئون معامَلتَهم لآباءهم أي يخالفون الشرع, نحن لا نحابي الشباب على حساب إيش؟ آباءهم وأمهاتهم كما أننا لا نفعل العكس وإنما نقول الحق, بعض الأبناء من إخواننا الناشئين السلفيّين على الكتاب والسنّة يسيئون معاملتهم لآباءهم, مثلا كأن يصيحوا في وجوههم وهم يقرؤون القرأن معنا الأية التي سبق ذكرها ((ولا تقل لهما أف)) فأنت أيها الشاب لمّا تدّعي أنك تريد العمل بالكتاب والسنّة, فلا تجعلن حرصك هذا محصورا في المسائل التي تُخالف فيها المجتمع لأنه في بعض الناس يقتلهم إيش؟ حب الظهور, وحب الظهور يقطع الظهور كما يقول الصوفية, وقلت لكم مرارا مش كل كلام يقوله الصوفية كلاما باطلا هم يقولون معنا لا إله إلا الله محمد رسول الله, نبطّل نقول نحن؟ لا, كذلك هم يقولون " حب الظهور يقطع الظهور " هذا كلام صحيح, لذلك بعض إخواننا من الناشئين قد يغلب عليهم, قد يغلب عليهم وأنا لا أسمّي شخصا منهم, كل واحد بيعرف حاله, قد يغلب عليهم الظهور في هذا المجتمع بأنه أنا سلفي أنا متبع الكتاب والسنّة, أنا أخالف المجتمع كله في كل عادته إلى أخره, يغلب عليه هذا ثم ينسى أن يشارك هذا المجتمع في أعماله الصحيحة المطابقة للكتاب والسنّة, من ذلك ((ولا تقل لهم أف ولا تنهرهما)). فإذًا إذا كنا أردنا أن نكون صادقين في تمسّكنا بالكتاب والسنّة مع آباءنا وأمهاتنا وأقاربنا فيجب أن لا يكون هذا محصورا في أمور سلبية, أنا ما أقبله, أنا ما أقبّل يده لكن أنت عم تجيء تسيئ له و تنهر في وجهه وتقل له أف شو هذا ... هذا لا ينبغي أبدا, إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حق النساء مع الرجال يخاطب الرجال فيقول (إنهن عوان عندكم) النساء كالأسيرات عند إيش؟ الأزواج لأن الله عز وجل جعل لهم السلطة عليهن, فالولد يجب أن يعرف نفسه أنه كالأسير عند أبيه وأمه ماذا يفعل الأسير مع سيده؟ هل يصيح في وجهه؟ هل يتعالى عليه؟ كل ذلك لا يُفعل, يخاف يجب أن تخاف ربك في معاملتك لأبيك وأمك فلا تسيء إليهما ولو أساؤوا إليك, عليك أن تتحمّل ولكن هذا لا يحملك على مخالفة الكتاب والسنّة. فإذًا هناك أمران يجب أن ... بينهما لا تطع والدك فيما تخالف فيه الكتاب والسنّة ولكن قدّم إليهم شيئا تُظهر لهم أنك أنت تطبق الكتاب والسنّة في الأمور الأخرى التي جاءت في الكتاب والسنّة من ذلك ((ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)). وبهذا القدر كفاية, والحمد لله رب العالمين. (244/5) «بداية الشيخ شرحه بخطبة الحاجةالشيخ: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)). ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله سلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (244/6) «شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الصبر على البلاء: قال المصنف رحمه الله: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله» الشيخ: لا نزال في الأحاديث الواردة في الترغيب في الصبر على البلاء وبيان فضل ذلك, وقد وصل بنا الدرس الماضي إلى الحديث الثامن والثلاثين من نسختي ألا وهو المبتدأ بقول المصنف رحمه الله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة بها لمَم إلى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال (إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك) قالت بل أصبر ولا حساب عليّ, رواه البزار وابن حبان في صحيحه. هذه القصة فيها شبه كبير بالقصة التي قرأناه في أخر الدرس الماضي وإنما الخلاف في نوعيّة المرض التي كانت في هذه وفي تلك, فهذه يقول الراوي أنه كان بها لمم, اللمم هو نوع من الجنون الذي ينتاب الإنسان ويصيبه على نوبات وليس جنونا ملازما مطبقا, بينما تلك المرأة كانت تُصاب بالصرع, فهذا خلاف فالظاهر أن قصة هذه المرأة هي غير تلك القصة, وبعض العلماء يتوسّعون فيفترضون أن القصة واحدة وأن التي كانت تصرع هي التي عُبِّر عنها هنا بأنها كان بها لمم, لكن الظاهر هو ليس هناك ما يمنع من القول بأن هناك امرأتين ولكل منهما قصة, فتلك المرأة كانت تصرع والرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وعدها إن شاءت أن يدعو لها وإن شاءت أن تصبر ولها الجنة, هنا قال لها إن شئت دعوت فشفاك الله وإن شئت صبرت ولا حساب عليك, فالظاهر من طريق الرواية أنهما قصتان, قصة لمن كانت تصرع وأخرى لمن كان بها نوع من الجنون وهو اللمم, ولكن الثواب واحد لأن قول الرسول عليه السلام (وإن شئت صبرت ولا حساب عليك) يساوي قوله عليه الصلاة والسلام لتلك المرأة التي كانت تُصرع قال لها (وإن صبرت فلك الجنة) فكل من لا حساب عليه فلا شك أن عاقبة أمره أن يدخل الجنة, وعلى كل حال فهذا الحديث وذاك كل منهما يدل دلالة صريحة واضحة بيّنة على أن عاقبة الصبر إنما هو دخول الجنة. (244/7) «قال المصنف رحمه الله: " وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا) رواه البخاري وأبو داود ".» الشيخ: الحديث الذي بعده على ما اصطلحنا عليه في كل دروسنا الماضية بياض أما الذي يليه فضعيف, الأن حديث أخر صحيح كالسابق وهو قوله وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا) رواه البخاري وأبو داود. هذا الحديث من الأحاديث التي يتجلى فيها فضل الله عز وجل على عباده حيث أنه يصرّح أن المسلم إذا كان له عادة من طاعة الله عز وجل في حالة إقامته وفي حالة صحّته ثم اقتضى له سفر أو حلّ به مرض فصرفه عن تلك العادة من العبادة والطاعة, أما السفر فهو بلا شك مشْغلة, يصرف الإنسان عن كثير من الأمور الهامة ولا جرم أن الله عز وجل بحكمته خفّف عن عباده كثيرا من العبادات بل الواجبات حينما يكونوا مسافرين, فهنا مع هذا التخفيف من الطاعات والعبادات الوجبات على المسافر فإذا كان لهذا المسافر عادة في حالة إقامته من عبادة من طاعة من مواظبة على النوافل مثلا من السنن وغيرها ثم لا يتمكّن إما شرعا وإما قدرا لأنه مسافر, لا يتمكّن من الإتيان بتلك العبادات والطاعات التي كان معتادا عليها, والله عز وجل يكتبها له كما لو أنه فعلها وهو مقيم هذه واحدة, كذلك إذا ابتلِيَ الإنسان بمرض فصرفه مرضه عن ما كان ينشَطُ له من الطاعة والعبادة فالله عز وجل أيضا يتفضّل على هذا المريض فيأمر الملائكة بأن يكتبوا له ما كان يفعله في حالة صحّته ونشاطه ((ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون)). فإذًا في هذا الحديث مما يناسب الموضوع الذي نحن في صدده حضّ بليغ جدا على أن يصبر المسلم فيما إذا أصيب بمرض, ومما يحمله على الصبر أن يتذكّر بأن الله عز وجل يُثيبه على كل العبادات والطاعات التي كان يفعلها في حال صحته. وفي الحديث أيضا حضّ غير مباشر للمسلم الصحيح السليم على أن يغتنم صِحّته وشبابه وأن يُكثِر من طاعة الله عز وجل وعبادته لأن للصحة حقّا وللسنّ حقّا فالصحيح لا يظل صحيحا والسليم لا يظل سليما فقد يمرض, كذلك الشاب والكهل لا يظل كذلك, فلا بد من أن يخضع شاء أم أبى لسنّة الله في خلقه عز وجل, من ذلك أن يكون طفلا فيصير صبيا فيصير شابا فيصير كهلا فيصير شيخا, فلا يستطيع في حالة شيخوخته أن يستمر على تلك العبادات والطاعات التي كان ينهض بها في حال شبابه, فينبغي على المسلم الحريص على أخرته أن يتذكّر هذه الحقيقة وأن يهتبلها فرصة فيكثر من العبادة والطاعة حتى ما إذا أسنّ وشاخ أو مرض ولم يستطع أن يقوم بتلك العبادات والطاعات فالله عز وجل يكتبها له لأنه معذور عذرا الله عز وجل بتقديره فرضَه عليه, ليس له إرادة وليس له في ذلك كسب, هذا الحديث يعطينا هذا الحضّ غير المباشر أي أيها القوي السليم احرص على طاعة الله عز وجل في حالة قوّتك وشبابك حتى إذا ما عجزت أو مرضت كتبها الله لك ولو لم تفعل شيئا من ذلك. (244/8) «شرح حديث عبد الله بن عمرو ونصيحة النبي صلى الله عليه وسلم له في الصيام والقيام وقراءة القرآنالشيخ: وهذا الحديث في الواقع وما في معناه مما سيأتي بعده يذكّرنا بحادثة ذلك الصحابي العابد ألا وهو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه, لقد كان من أكثر الصحابة عبادة وزهدا في الدنيا إلى درجة أنه لما زوّجه والده بفتاة من قريش ودخل عليها لم يبْن بها ولم يقربْها أصلا, ذلك لأنه كان مشغولا عنها بما كان فيه من طاعة وعبادة من صيام في النهار وتلاوة للقرأن في الليل, يصوم الدهر كله فهو لا يفطر إلا ما شاء الله, ويقوم الليل كله فلا ينام إلا قليلا, وبذلك فمثل هذا الإنسان لا حاجة له بالنساء وكذلك كان الأمر بالنسبة إليه, فلما بلغ ذلك والده عمرو بن العاص شكاه إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم, فيقول ابن عمرو هذا فإما لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرسل إليّ فاستجوبه عليه السلام في قصة طويلة ذكرتها لكم مرارا وتكرارا ولا أعيدها الأن وإنما العبرة في ذلك أنه بينما كان يقوم الليل كله ويصوم الدهر كله وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة معتدلة يستطيع الصبر عليها والعمل بها إلى أخر رمق من حياته, لم يقنع بذلك وقال إني شاب إن بي قوة, إني أستطيع أكثر من ذلك, فأعطاه الرسول عليه السلام أخر ما سمح الشارع به, قال له (صم يوما وأفطر يوما) وقال اقرأ القرأن في ثلاث ليالي فمن قرأ القرأن في أقل من ثلاث لم يفقه وعلى هذا انفصل ابن عمرو من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك القضية, وإنما الشاهد أخذت الأيام تمضي والرجل يشيخ ويأتي عليه الدهر إلى أن تعب, سنّة الله في خلقه ((ولن تجد لسنة الله تبديلا)) يومئذ تنبّه لحكمة الشارع الحكيم حينما ألهم نبيه الكريم أن يقول له (صم من كل شهر ثلاثة أيام) فقط فلم يرض منه إلا أن يصوم يوما ويفطر يوما وقال له أيضا (اقرأ القرأن في كل شهر مرة) فلم يرض بذلك إلا أن يقرأ القرأن في ثلاث ليال, بعد لأي وبعد زمن قال وهنا الشاهد يا ليتني كنت قبِلْت رخصة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم. إذًا، إذا كان المسلم يعرف هذه الحقيقة التي أعلمنا بها رسولنا. (244/9) «شرح قول المصنف: " وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز و جل الملائكة الذين يحفظونه قال اكتبوا لعبدي في كل يوم» الشيخ: والحديث الذي بعده وهو صحيح أيضا يُوضّح ما يتعلق بالمريض الذي يعجز عن القيام بالعبادة هو حديث عبد الله بن عمرو وفي النسخة عبد الله بن عمر وهو خطأ والصواب عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال (ما من أحد من الناس يُصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه وقال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وِثَاقي) أو (وَثاقي) (ما كان في أسري وفي مرضي الذي ابتليته به) هذا يؤكد المعنى الذي جاء في الحديث السابق بشيء من التفصيل وهو واضح بيّن لا يحتاج إلى أي تعليق. يقول في تخريجه رواه أحمد واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما وفي رواية لأحمد قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك المُوكّل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطْلِقه أو أكفته إليّ) قيل للملك الموكّل به اكتب له مثل عمله الصالح الذي كان يعتاده وعجز عن القيام به (مثل عمله إذا طليقا) أي إذا كان سليما غير مريض, اكتب له أجر ذلك العمل الذي عجَز عنه حتى أطلقه يعني إلى أن أصحّحه وأعافيَه فإذا عاد صحيحا سليما وتابع العمل السابق كُتِب له أيضا أما إن تركه فلم يُكتب, إنما يُكتب له عمله السابق مادام في وِثاق الله عز وجل وفي أسره ومرضه الذي ابتلاه به, هكذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكّل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه - أي أعافيه - أو أكفته إليّ) أي أضمه وأرجعه أي أقبضه وأميته, وإسناد هذه الرواية حسن, فسّر قوله (أكفته إليّ) بكاف ثم فاء ثم تاء مثنّاة فوق معناه أضمّه إليّ وأقبضه. (244/10) «قال المصنف رحمه الله: " وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ابتلى الله عز و جل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز و جل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعم» الشيخ: ومثل الحديثين السابقين الحديث التالي وبه ننهي هذا الدرس وهو قوله وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز و جل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسّله وطهّره) - أي كان مرضه كفّارة له كما تقدم في أحاديث سابقة (وإن شفاه غسّله وطهّره وإن قبضه غفر له ورحمه) رواه أحمد ورواته ثقات. وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين, الأن ننظر ما عندنا من أسئلة لنجيب عن بعضها بما يتيسّر. (244/11) «ما المراد بالجعل في قوله تعالى: ((وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا)) و هل يدل على الجبر؟ والكلام على الإرادة وبيان قسميها الكونية والشرعية والفرق بينهماعيد عباسي: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى ((وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا)) يشمّ البعض منها رائحة الجبر, فما رأيكم؟ الشيخ: هذا الجعل هو جعل كوني ولفهم هذا لا بد من شرح الإرادة الإلهية, الإرادة الإلهية تنقسم إلى قسمين إرادة شرعية وإرادة كونيّة, الإرادة الشرعية هي كل ما شرع الله عز وجل لعباده وحضهم على القيام به من طاعات وعبادات على اختلاف أحكامها من فرائض إلى مندوبات وهذه الطاعات والعبادات يريدها الله تبارك وتعالى و يُحبّها, أما الإرادة الكونيّة فهي قد تكون تارة مما شرع الله وأحبّها لعباده, وقد تكون تارة مما لم يشرعها ولكنه قدّرها وهذه الإرادة إنما سُمّيَت بالإرادة الكونيّة اشتقاقا من قوله تبارك وتعالى ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) فشيئا اسم نكرة يشمل كل شيء, سواء كان طاعة أو عبادة, إنما يكون ذلك بقوله تبارك وتعالى ((كن)) أي بمشيئته وبقضاءه وقدره, فإذا عرفنا هذه الإرادة الكونية وهي أنها تشمل كل شيء سواء كان طاعة أو كان معصية, حين ذلك لا بد من الرجوع بنا إلى موضوع القضاء والقدر لأن قوله عز وحل ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) معنى ذلك أن هذا الذي قال له ((كن)) جعله أمرا مقدّرا كائنا لا بد منه, حينئذ بحث القضاء والقدر طرقناه مرارا وتكرارا, وقلنا إن كل شيء عند الله عز وجل بقدر, أيضا هذا يشمل الخير ويشمل الشر ولكن ما يتعلّق منه بما نحن الثقلين الإنس والجن المكلّفين المأمورين من الله عز وجل فما يتعلق بنا نحن يجب أن ننظر ما نقوم به نحن به إما أن يكون بمحض إرادتنا واختيارنا وإما أن يكون رغما عنا, هذا القسم الثاني لا يتعلّق به طاعة ولا معصية ولا يكون عاقبة ذلك جنة ولا ونار, وإنما القسم الأول عليه تدور الأحكام الشرعية وعلى ذلك يكون حساب الإنسان للجنة أو النار أي ما يفعله الإنسان بإرادته ويسعى إليه بكسبه واختياره فهو الذي يُحاسب عليه الإنسان إن خيرا فخير وإن شرا فشر, فهذه حقيقة أي كون الإنسان مختارا في قسم كبير من أعماله هذه حقيقة لا يمكن المجادلة فيها لا شرعا ولا عقلا, أما الشرع فنصوص الكتاب والسنّة متواترة في أمر الإنسان بأن يفعل ما أُمر به وفي أن يترك ما نُهي عنه, هذه أكثر من أن تذكر, أما عقلا فواضح لكل إنسان متجرّد عن الهوى والغرض بأنه حينما يتكلّم, حينما يمشي, حينما يأكل, حينما يشرب, حينما يفعل أي شيء مما يدخل في اختياره فهو مختار في ذلك غير مضطر إطلاقا. ها أنا ذا أتكلم معكم الأن ما أحد يجبرني بطبيعة الحال ولكنه مقدّر فمعنى كلامي هذا مع كونه مقدرا أي إنه مقدّر مع اختياري لهذا الذي أقوله وأتكلّم به, أنا الأن أتابع الحديث ولا أسكت لكن باستطاعتي أن أصمت لأبيّن لمن كان في شك مما أقول إني مختار في هذا الكلام ها أنا أصمت الأن, ولو بضع لحظات لأني مختار. إذًا فاختيار الإنسان من حيث الواقع أمر لا يقبل المناقشة والمجادلة وإلا بيكون الذي يجادل في مثل هذا إنما هو هو يعني يُسفسط و يشكّك في البدهيات وإذا وصل الإنسان إلى هذه المرحلة انقطع معه الكلام. إذًا فأعمال الإنسان قسمان اختيارية واضطرارية, الاضطرارية ليس لنا كلام لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية الواقعية, إنما الشرع يتعلّق بالأمور الاختيارية, هذه الحقيقة إذا ما ركّزناها في ذهننا استطعنا أن نفهم مثل الأية السابقة ((جعلنا على قلوبهم أكنّة)) هكذا الأية. عيد عباسي: أي نعم. سائل آخر: ((على قلوبهم)). الشيخ: ((على قلوبهم أكنّة)) هذا الجعل كوني يجب أن تتذكّروا الأية السابقة ((إنما أمره إذا أراد شيئا)) كوني ولكن ليس رغما عن هذا الذي جعل الله على قلبه أكنة ليس رغما له, هذا مثاله من الناحية المادية, الإنسان حينما يُخلق يُخلق ولحمه غضّ طري ثم إذا ما كبر وكبر وكبر يقسى لحمه ويشتد عظمه ولكن الناس ليسوا كلهم في ذلك سواء, ففرق كبير جدا بين إنسان منكب على نوع من الدراسة والعلم, فهذا ماذا يقوى فيه, يقوى عقله, يقوى دماغة في الناحية التي هو ينشغل بها وينصبّ بكل جهوده عليها, لكن من الناحية البدنية جسده لا يقوى, عضلاته لا تنمو, والعكس بالعكس تماما, شخص منصب على الناحية المادية فهو في كل يوم يتعاطى تمارين رياضية كما يقولون اليوم فهذا تشتدّ عضلاته ويقوى جسده ويصبح له صورة كما نرى ذلك أحيانا في الواقع وأحيانا في الصور, فهؤلاء الأبطال تصبح أجسادهم كلها عضلات, هل هو خُلِق هكذا أم هو اكتسب هذه البنية القوية ذات العضلات الكثيرة؟ هذا شيء وصل إليه هو بكسبه وباختياره, ذلك هو مثل الإنسان الذي يظل في ضلاله وفي عناده وفي كفره وجحوده فيصل إلى الران, إلى هذه الأكنّة التي يجعلها الله عز وجل على قلوبهم لا بفرض من الله واضطرار من الله لهم وإنما بسبب كسبهم واختيارهم. فهذا هو الجعْل هو الجعْل الكوني الذي يكتسبه هؤلاء الناس الكفار فيصلون إلى هذه النقطة التي يتوهّم الجهال إنها فُرِضت عليهم والحقيقة أن ذلك لم يُفرض عليهم وإنما ذلك بما كسبت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد. (244/12) «على ما استقر رأيكم في مسألة الأضحية أواجبة هي أم سنة؟ فإن كانت سنة فكيف نصنع بحديث أم سلمة في مسلم ولفظه (إذا دخل العشر من ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي .. )؟» السائل: سؤال على ما استقر رأيكم في مسألة الأضحية أواجبة هي أم سنّة؟ فإن كانت سنّة فكيف نصنع بحديث أم سلمة في مسلم ولفظه (إذا دخل عشر ذو الحجة وأراد أحدكم أن يضحي)؟ علما بأن الصنعاني نقل عن الشافعي قوله وتفويض الأمر إلى الإرادة مُشْعر بعدم الوجوب؟ الشيخ: الواقع أنه هذه شبهة ليس لها قيمة من ناحية النصوص الشرعية (و أراد أحدكم أن يضحي) نحن نقول نسبة الأمر إلى إرادة الإنسان له علاقة كبيرة جدا بموضوعنا ال ... أي أن الإنسان مكلّف بعبادة وبطاعة فهو عليه أن يريدها وأن يعملها وأن ينهض بها, فإذا لم يردها فليس الله عز وجل بالذي يفرض ذلك عليه فرضا ويقْصِره على ذلك قصرا, لا فالنكتة في أنه نسب حكم من أراد أن يضحّي إلى إرادة الإنسان هو هذه الناحية, وهذا واضح جدا في نفس القرأن الكريم ((لمن شاء منكم أن يستقيم)) إذًا الاستقامة على هذا الفهم مع الأسف يعني أنه نُسب هذا الفهم إلى بعض الأئمة، ينتج قياسا على هذا الفهم أنه الاستقامة غير واجبة, ليه؟ لأن الله عز وجل نسبها إلى مشيئتنا, كل شيء أمرنا به فلا بد للقيام به من مشيئتنا وإرادتنا في ذلك وهنا, لذلك قلنا قبل أن نعرف ما ادّخر لنا وما خُفِي لنا من مثل هذا السؤال قلنا أنه الإرادة قسمان إرادة كونية وإرادة شرعية فالبحث ليس في الإرادة الكونية وإنما في الإرادة الشرعية, يجب أن تفعل فإذا لم تفعل انتقل الأمر من الإرادة الشرعية إلى الإرادة الكونية لأنه لا يقع شيء في هذا الكون ... عن الله عز وجل, فهنا لما قال الله عز وجل ((لمن شاء منكم أن يسقيم)) لماذا نسب الاستقامة إلى المشيئة لأن بها رُبطت التكاليف الشرعية كلها, ومثال على هذا الذي نقوله وإن كانت الأية كافية في ذلك وشافية لكن على سبيل التفريع قال عليه الصلاة والسلام (من أراد الحج فليعجِّل) أيضا نسب الإرادة هنا للإنسان في ماذا؟ في الحج الذي هو من أركان الإسلام الخمسة, فهل معنى ذلك أن الحج ... واجب, الجواب لا لكن كل واجب لا بد له من إرادة تصدر من هذا الإنسان ليصبح مكلّفا وإلا إذا كان لا إرادة له فلا تكليف عليه, لذلك رفع القلم عن ثلاث كما تعلمون في الحديث الصحيح (عن النائم حتى يستقيظ وعن المجنون حتى يفيق وعن الصبيّ حتى يبلغ) , غيره. عيد عباسي: بالإضافة إلى ما سبق أن الحديث هذا (وأراد أحدكم أن يضحى)) ليس مُساقا أو مَسوقا ل. الشيخ: نعم. عيد عباسي: بيان حكم الأضحية وإنما لبيان شيء أخر وهو أن لا يأخذ من رأسه ولا من أظافره شيئا, أما ما هو مسوق من أجله خاصة فهو حديث مثلا (من وجد سعة ولم يضحّ فلا يقربنّ مصلانا) هنا بيان للحكم بينما ذلك بيان لحرمة أن يأخذ من أظفاره أو شعره شيئا. الشيخ: صح. عيد عباسي: ما هي السن المجزئة في الأضحية مع تفسير الجذعة؟ (244/13) «ما هي السن المجزية في الأضحية مع تفسير الجزعة أي ما سنه؟» عيد عباسي: ما هي السن المجزئة في الأضحية مع تفسير الجذعة؟ أي ما سنه؟ الشيخ: الجذعة في الغنم هي ما بلغت ستة أشهر فزيادة, على خلاف أيضا منهم من يقول سنة ودخلت في السنة الثانية, وبعض الناس يقولون يختلف الأمر باختلاف سِمَن الدابة, فإذا كانت فارهة و ... وملحمة فيكفي في ذلك أن تكون دخلت في, تجاوزت نصف السنة وإلا فلا بد من سنة, المسألة فيها خلاف والمهم أنه الإنسان يحتاط لدينه, فلا يذبح إلا من دخلت في السنة الثانية, هذه هي الجذعة. (244/14) «هل يسن التكبير لسجدة التلاوة مع الإشارة إلى حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر لها؟» عيد عباسي: هل يسنّ التكبير لسجدة التلاوة مع الإشارة إلى حديث ابن عمر الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبّر لها؟ الشيخ: الحديث هذا في إسناده رجل مُضعّف عند علماء الحديث وهو عبد الله بن عمر العمري وهما رجلان بل أخوان, أحدهما هذا عبد الله بن عمر والأخر أخوه مُصغّر عبيد الله بن عمر, عبيد الله ثقة عبد الله ضعيف بسبب سوء حفظه وهذا الحديث رواه الأخوان أما الثقة فلم يذكر التكبير, تكبير الرسول عليه السلام لسجود التلاوة أما عبد الله المُكبّر هكذا يعبّرون عنه السيء الحفظ فجاء بهذه الزيادة فلذلك كانت زيادته ضعيفة بل منكرة, ولذلك فكل الأحاديث التي جاءت تتحدّث عن سجدة الرسول صلى الله عليه وأله وسلم سجدة التلاوة لا يذكر فيها شيء من التكبير أو التسليم وإنما ذُكِر التكبير في هذا الحديث فقط, فمع ضعف عبد الله بن عمر هذا العمري المُكبّر فقد خالف كل تلك الأحاديث الصحيحة وما كان من الحديث كذلك يكون حديثا منكرا. (244/15) «هل يجزئ في صبح يوم الجمعة أن يقرأ بعض آيات من سورة السجدة وسورة الإنسان؟» عيد عباسي: هل يجزئ أن يقرأ صبح الجمعة بعض أيات من سورتي السجدة والدهر؟ الشيخ: أما الإجزاء فيجزئ أن يقرأ الفاتحة فقط, أما السنّة فلا تحصل إلا بقراءة سورة السجدة بتمامها في الركعة الأولى وسورة الدهر بتمامها في الركعة الأخرى. بل أقول شيئا, إن تقَصُّد قراءة شيء من سورة السجدة بزعم أن سورة السجدة إنما شُرعت تلاوتها في صبح الجمعة لأن فيها سجدة فهذا يكون من مُحدثات الأمور أي لا يجوز الإنسان أن يتقصَّد قراءة القسم الذي فيه السجدة ولو مثلا قسم السورة ركعتين ويكون أتى ولا بد بالسجدة, لا يجوز هذا القصد لأننا لا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما قرأ سورة السجدة لأن فيها سجدة بل الأقرب كما يقول ابن القيم الجوزية وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قرأ هذه السورة وتلك لما فيها من تذكير بالأخرة والبعث والنشور ونحو ذلك. ولذلك فالإمام إما أن يأتي بالسنّة بتمامها أي يقرأ كل سورة في ركعتها وإما أن يقرأ ما تيسّر من القرأن بعد الفاتحة والأمر كما قلنا واسع, لو قرأ الفاتحة فقط فقد أجزأته صلاته, أما إذا كان المقصود السنّة فالسنّة أن يقرأ السورتين المعروفتين. (244/16) «هل يشرع القيام جماعة في الليلة التي يكون عقبها نهار أول رمضان أو في ليلة العيد؟» عيد عباسي: هل يُشرع القيام جماعة في الليلة التي سيكون عقِبِها نهار أول رمضان أو ليلة العيد أو في ليلة العيد؟ الشيخ: الاجتماع في صلاة الليل لا يجوز إلا في صلاة التراويح في رمضان, والليلة الأولى إذا ثبت رمضان بعد صلاة المغرب مباشرة مثلا, بحيث أنه صرنا مكلّفين أن نصوم غدا, فهذه الليلة يُشرع قيامها تبعا للتراويح, وليس كذلك أخر ليلة من رمضان حيث ثبت لدينا أن غدًا العيد, فليلة العيد هذه لا يُشرع إحياؤها فرادى فضلا عن أنه لا يشرع إحياؤها جماعة, غيره. (244/17) «ما حكم زواج المسلم الذي يدرس في بلاد الغرب من الكتابيات؟» السائل: ما حكم زواج المسلم الذي يدرس في بلاد الغرب من الكتابيّات؟ الشيخ: لا شك أن الحكم في هذا معروف بنص القرأن ((والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)) فيحلّ ذلك وهذا رأي علماء المسلمين قديما وأجمعوا أخيرا على ذلك, إلا أن الحكم المباح شرعا قد يعتوِره ويحيط به ما يجعله ممنوعا في بعض الأحيان, وأرى أن هذا النوع من الزواج هو من هذا القبيل, والسبب في ذلك يعود إلى جنس المسلمين الذين يتزوّجون بالكتابيّات من جهة, ويعود أيضا إلى جنس الكتابيّات من جهة أخرى, أعني أن هؤلاء المسلمين الذين يذهبون إلى تلك الديار ديار الكفر والضلال هم في الغالب, في الغالب ونحن لا نخصّ شخصا أو أشخاصا, هم في الغالب لا يكونون محصّنين بالأخلاق الإسلامية بل ولا بالعقيدة الإسلامية التي إذا تجرّد الإنسان عن أي شيء فممكن نغض النظر إلا عن العقيدة, لأنه العقيدة بها النجاة من الخلود في النار أما ما دون ذلك فهو كمال الإنسان, فكثير من هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى تلك البلاد لم يتثقّفوا الثقافة الإسلامية الصحيحة بل حتى ربما يجوز لنا أن نقول الثقافة الإسلامية حتى غير الصحيحة لأنهم لا يدرسون الإسلام مطلقا سواء ما نسمّيه بالإسلام التقليدي أو بالإسلام القائم على الكتاب والسنّة, فهُم يدرسون نوع من الدراسات العلمية العلمانية اليوم ثم ينطلقون إلى تلك البلاد لإتمام دراستهم, فهُم غالبا لا يكونون مسلّحين بهذا السلاح من الثقافة الإسلامية الصحيحة, ونادر منهم من يكون متخلّقا بالأخلاق الإسلامية الصحيحة أي يعيش في جوّ عائلي لا يزال يحتفظ بالعادات الإسلامية كلها, هذا نادر جدا في بلادنا ولذلك فهؤلاء الشباب حينما يذهبون إلى تلك البلاد ويريدون أن يضُمّوا إلى أنفسهم زوجة من تلك البلاد النصرانية مثلا, أما اليهودية الأن فضُرِب عليها صفحا لأن الناس يتأثّرون بالواقع كثيرا وكثيرا جدا, مع أنه في الواقع من الناحية الإسلامية لا فرق بين النصرانية وبين اليهودية, وإذا كان اليوم الذهن المسلم العام قد نبا وانصرف ونآ عن التفكير بأن يتزوّج يهودية لأن اليهود احتلوا قسما عزيزا من بلادنا الإسلامية, هذا التفريق لم يراعى فيه العلم وإنما الواقع الطارئ, ما الفرق بين اليهودية والنصرانية من الناحية الإسلامية؟ لا فرق أبدا, ما الفرق بين اليهود والنصارى من حيث أنهم كلهم أعداء للمسلمين كما قال رب العالمين ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))؟ وعُرِف ما اتخذ من قرار من كثرة اليهود من إثم قتل وصلب عيسى عليه السلام زعموا, فكل هؤلاء هم أعداء الإسلام لا فرق بين يهودية ونصرانية إطلاقا لكن مع الأسف لا يزال الناس ينظرون إلى النصارى نظرة غير نظرتهم إلى اليهود, فهؤلاء الذين يذهبون إلى تلك البلاد يريدون أن يتزوّجوا بنصرانية أولا هذه النصرانية ليست بالوصف الذي وصفها الله حين قال ((والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبكلم)) أين المحصنات اليوم في بلاد الكفر؟ فقد انتشر فيها الفساد والفحش والزنا وإلى أخره ولا أنسى وأنا بعد شاب يمكن من أربعين سنة كان يتردّد على دكاني ضابط تركي ممن حاربوا في رومانيا في زمن الأتراك دخلوها تلك البلاد في قتال قام به المسلمون والروم والرومان قال ودخلنا بعض البلاد وأقمنا فيها شهورا فعلِم من بعض النصارى هناك أن من عادة الدايات في تلك البلاد أن الجنين أول ما يسقط من بطن الأم فإذا رأتها الداية بنتا فضّت بكارتها في تلك اللحظة, لماذا؟ لأن المجتمع هو كله قائم على فحش فإذا ما بلغت البنت سن الزواج وتزوجها الشاب كان قد لُقِّن سلفا أن هذه بالتعبير الشامي " مبعوصة " من ساعة إيش؟ وقعت من بطن أمها فيستسهلون ذلك ولا شيء في ذلك إطلاقا, فأمة بلغ بها الأمر إلى هذا الحضيض, من أين يجد هذا المسلم هذه الفتاة النصرانية المحصنة لا يجدها ثم إن وُجدت وهذا نادر جدا والنادر لا حكم له, هل هو عنده هذه الشخصية المسلمة القوية التي تساعده على أن يجلبها إليه وأن تُربِّيَ أولاده حسب دينه وحسب أصول تربية إسلامه أم سيكل الأمر إليها وتربّي أطفالها واولادها على التربية الأوروبية؟ نحن ... نربي أطفالنا في بلاد الإسلام تربية غير إسلامية فكيف إذا قام على هذه التربية امرأة غير مسلمة؟ لهذه الأسباب ولأسباب أخرى لا نرى أن يتمتّع المسلم بهذا الحكم الذي أباحه الله عز وجل في نص كتابه لأنه أقل ما يقال إنه شرط أن تكون محصنة أي عفيفة محفوظة وهذا نادر و النادر لا حكم له. السائل: ... . الشيخ: ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (244/18) «رد الشيخ الألباني على جمل وردت في أحد كتب المعاصرين حول التقليد والاتباع. والتعليق على قوله: " الواقع يؤكد أن قليلا منهم قد أخذ نفسه بهذا المنهج أما الأكثرون فعلى الضد من ذلك لا يرون في المذاهب إلا ع» الشيخ: ولعل الذين حضروا الدرس السابق يذكرون جيدا قول الكاتب المشار إليه في تساؤله واستدراكه بقوله " ولكن هل استطعتم أن تركّزوا هذا المفهوم الصحيح في نفوس المنتسبين إلى طريقتكم " تكلمت عن هذه الجملة بالذات بما يكفي ويكفي في اعتقادي في الدرس الماضي. وأتكلم عن بقيّتها فقد قال " الواقع يؤكّد أن قليلا منهم قد أخذ نفسه بهذا المنهج أما الأكثرون فعلى الضد من ذلك لا يرون في المذاهب إلا عدوّا يجب القضاء عليه وقد رأينا وسمعنا من كبارهم بين هلالين من يُجاهر بهذا الرأي ومن أوسطهم من يقول لابد أولا من إحراق كتب المذاهب جميعا ". هذا الكلام يعزوه الكاتب إلى بعض المنتسبين إلى الدعوة السلفية وهو يجعلهم قسمين كبارا وصغارا ولعل هذا التقسيم يُشير إلى محاولة الرجل إلى إنصاف الذين يتكلّم فيهم نقدا. والذي يهمّني إلى التعليق على هذه الأسطر إنما هو أمران اثنان, أحدهما أهم من الأخر, فلنبدأ بالأهم ثم بما دونه, الأول هو ما موقف الدعوة السلفية بالنسبة للمذاهب وأئمتها؟ هذا هو الأمر الأول والأهم كما ذكرت, الأمر الأخر. (245/1) «بيان موقف الدعوة السلفية من المذاهب وأئمتهاالشيخ: هل فيمن ينتسب إلى الدعوة من يتكلّم بمثل هذا الكلام الذي ذكره الكاتب وعزا طرفا منه إلى كبارِهم وطرفا أخر منه إلى أوسطهم, أما الأمر الأول فنحن ندندن دائما وأبدا وتكلّمنا عن شيء من ذلك في الدرس السابق فلا أريد الإطالة, نقول دائما وأبدا أن هذه الدعوة, الدعوة السلفية إنما تقوم على فهم الكتاب والسنّة وعلى منهج السلف الصالح الذين هم الذين كانوا في القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريّة في الحديث الصحيح المتواتر (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). والأئمة الأربعة و غيرهم ممن عاصرهم أو تقدّم عنهم, عليهم أو تأخّر عنهم شيئا قليلا, كل هؤلاء من أئمة السلف الصالح فنحن بهم نقتدي وإياهم نتّبع في دعوتنا هذه, ولذلك فما يتصوّر إطلاقا أن يذم رجل سلفي المشرب والمذهب, لا يتصوّر أن يطعن مثل هذا في إمام من أئمة المسلمين أو أن يذمّهم أو أن يتمنّى حرق كتب هؤلاء الأئمة وعدم الإستفادة بها. لقد كنت تحدّثت عن جانب من هذه الحقيقة في مقدّمة "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم" وذكرت أن الأئمة وبخاصة الأئمة الأربعة لهم الفضل الأول في توجيهنا هذا المنهج الصحيح في اتباع الكتاب والسنّة, وقد جمعت في مقدمة "صفة الصلاة" أقوال الأئمة الأربعة التي فيها توضيح هذا المنهج باتباع الكتاب والسنّة وعدم الجمود على التقليد والجمود على اتباع المذاهب, ذكرت أقوالهم هناك ولا أريد الإطالة بذكرها وحسبي مثال واحد منها حيث اتفقوا جميعا على التلفّظ بهذا المثال ألا وهو قولهم " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي ". لذلك فنحن نعتقد أن الدعوة السلفية قائمة على تقدير الأئمة حق قدرهم, فإن وُجِد هناك أناس ينتمون إلى الدعوة السلفية ولكن يصدُر منهم بعض الكلمات التي تعتبر ظلما للأئمة ولجهودهم ولعلومهم بل وذمّا لهم بمثل هذه الكلمات التي ذكرها الكاتب فنحن نقول بصراحة إن من المبادئ التي قامت عليها الدعوة السلفية بناءً على أنها قائمة على الكتاب والسنّة وفي الكتاب والسنّة ما يؤيد أنه لا يَحمل أحد وزر أحد كما قال تعالى ((أم لم ينبأ بما صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى)) وجاء في السنّة الصحيحة أن رجلا من الصحابة أتى النبي صلى الله عليه وأله وسلم ومعه غلام له, فقال (هذا ابنك؟) قال نعم قال (أما إنك لا تجني عليه ولا يجني عليك) (لا تجني عليه ولا يجني عليك) هذا كتفسير للأية السابقة ((ألا تزر وازرة وزر أخرى)) فإذا صدرت مثل هذه الكلمات من بعض من ينتمون إلى الدعوة السلفية، الدعوة ليست مسؤولة عنهم ولا عن قائليها لهذا الذي سمعتم من الأية والحديث الصحيح, ونحن نعترف أسفين أنه تصدُر مثل هذه الكلمات عن بعض المتحمّسين من السلفيّين من الذين لهم خُلُق أو طبع خاص, من ذلك الحدّة ومن ذلك أن يكون عقله وراء لسانه ولسانه قبل عقله فهو يقول قبل أن يُفكّر, هذا لا نستطيع أن نبرّأ من مثله بل ومن أمثاله ... من الدعوات, فهؤلاء أصحاب الرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يخلُ فيهم من نزلت فيه بعض الأيات ومَنْ غضب منه الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وأحيانا ربّما سبّه وشتمه ولعنه, ذلك لأن لكل طائفة وفي كل جماعة من لم يتأدّبوا بأدب الدعوة ولم يتخلّقوا بأخلاقها, فنحن نأخذ من هذه السطور في نقد هذا الكاتب لبعض الدعاة المنتمين إلى السلفية, نأخذ ناحيتين اثنتين, قلت إحداهما أهم من الأخرى, الأولى أن يعرف الجميع أن الدعوة السلفية لا تكون على هضم حقوق العلماء, كيف والقرأن الكريم يقول ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)) فإذا كان القرأن الكريم يأمر المسلمين جميعا بأن يعدلوا في إصدار أحكامهم حتى فيمن يبغضونهم فكيف يكون شأنهم فيمن يُحبّونهم, لذلك فنحن على ما كنا ذكرنا منذ قرابة عشرين سنة من احترامنا لأئمتنا واقتدائنا واتباعنا إياهم ولكن وهذا من بيت القصيد كما يقال إنما نختلف عن جماهير المسلمين الذين لا ينتمون إلى الدعوة السلفية, نختلف عنهم في اتباعنا وفي تعظيمنا وتوقيرنا لأئمتنا اختلافا جذريا. ولعل هذا الاختلاف يكون سببا ومثارا لحفيظة بعض من لم يهضم الدعوة السلفية جيدا سواء ممن ينتمي إليها أو ممن لا ينتمي إليها ولكنه يتبنى بعض أفكارها وأراءها. (245/2) «الدعوة السلفية من منهجها توقير الأئمة والعلماء وإجلالهم وأن أقوال العلماء وسيلة لمعرفة الحق لا غاية، والكلام على الإلهام عند الصوفيةالشيخ: نحن حينما نوقّر الأئمة ونعظّمهم لعلمنا بأنهم هداة ودعاة إلى هذا الذي نحن ندعو إليه من الكتاب والسنّة وبالنظر إلى أنهم وسائط بيننا وبين نبينا محمد صلى الله عليه وأله وسلم فإننا لا نعتقد أن هناك طريقا لطلب العلم سوى الطريق الذي يعرفه كل الناس وهو أن يتلقى الجاهل العلم عن العالم, فليس لدينا طريق يدّعيه بعض المنتسبين إلى بعض الطرق الصوفية أنه يمكن إنسان لو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب أن يتلقى العلم بغير هذا الطريق المُتّبع في تلقي العلم وهو ما يسمونه بالإلهام. الإلهام عند كثير من الصوفية يكاد يشبه الوحي ومن المؤسف أن نذكر هذه الحقيقة المرة وهي أن الإمام الغزّالي يذكر شيئا من هذا الطريق الإلهامي في أول كتابه "إحياء علوم الدين" فيذكر "أن الإنسان مع مجاهدته لنفسه ومراقبته لربه ومناجاته إياه في صلواته يمكن أن يتلقّى من الإلهام علم ما لم يعلم" ويذكر هو وغيره طريقة خاصة أن يجلس في غرفة مظلمة وأن يضع رأسه على ركبتيه وأن يُغمض عينيه ويجلس هكذا في ظلمات ثلاث, ظلمة الغرفة وظلمة غمض العين وظلمة ... نفسه والإتجاه الذي يتجه فيه على خلاف تلقّي العلم فيترقّب أن ينزل عليه شيء من الوحي الذي يسمّونه بالإلهام, من هنا جاءت عبارة يردّدها كثير من الصوفية المتقدّمين منهم والمتأخّرين وهي قولهم "حدثني قلبي عن ربّي" لا يقول أحدهم كما يقول أئمة الحديث حدثني فلان عن فلان ولا يقول أحدهم كما يقول علماء الفقه قال فلان في كتابه عن فلان وإنما فورا يقول حدّثني قلبي عن ربي, أيضا هذا مجال البحث طويل لا أريد أن أخوض فيه لأني في صدد بيان نقطة الاختلاف بيننا نحن السلفيين الذين نشترك مع جماهير المسلمين في تفضيل الأئمة واحترامهم, نختلف في هذه النقطة, نحن نعتبر الأئمة وسائل ووسطاء ليبلغون العلم عن الله ورسوله فنحن لا نتّبعهم لذواتهم ولا نجعل من اتباعنا إياهم غاية من غايتنا لأن الغاية الوحيدة هي أن نعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم مما أيّده ربه عليه في كتابه أو بيّنه هو عليه الصلاة والسلام في سنّته, فهؤلاء العلماء الأجلّاء نحن نتخذهم وسائط يبلّغون دعوة الكتاب والسنّة, أما الجماهير من الذين يشتركون معنا في تقدير العلماء هؤلاء واحترامهم فهم قلبوا هذه الحقيقة وجعلوا اتباع العلماء إن صحّ إطلاقنا هذه اللفظة فيهم, جعلوا اتباعهم إنما هم جعلوا تقليدهم لهؤلاء الأئمة هي الغاية, والدليل قال " وبضدها تتبين الأشياء " الدليل أن كلا منهم رضي بإمام وتمسّك بكل الأقوال ولا يتمسّك بشيء من أقوال الأئمة الأخرين وهي أكثر وأكثر لأن قول أئمة ثلاثة أو لأن أقوال أئمة ثلاثة هي بلا شك أكثر وأكثر من أقوال إمام واحد, فلذلك فكل مقلّد لإمام من هؤلاء الأئمة فهو خاسر أكثر مما ربح من تقليده وفي القسم الذي أصاب الإمام الحق في ذاك الذي يقلّده هذا المقلد. أما نحن فقد عرفنا منزلة الأئمة في علمهم من جهة وعرفنا أنهم وسائل ووسائط ليسوا مقصودين بالذات في الاتباع كما هم بيّنوا ذلك بوضوع في تلك الأقوال التي أشرنا إليها من مقدمة كتابنا "صفة الصلاة" فهم يقولون مثلا لأتباعهم وأصحابهم " خذوا من حيث أخذنا " ف"خذوا من حيث أخذنا" تأكيد لهذا الذي نقول أنهم ليسوا مقصدين بالاتباع, وإنما المقصود بالاتباع هو الله ثم رسول الله وهو عليه الصلاة والسلام الوحيد الذي يجب اتباعه دون سائر الناس, وهو النبي الوحيد الذي جعل الله عز وجل اتباعه دليلا أو الدليل في محبة الله عز وجل كما في الأية المشهورة ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)). (245/3) «من منهج الدعوة السلفية إفراد النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع وحدهالشيخ: فإذًا الفرق هام ويمكن إيجازه بكلمة قصيرة دعوتنا تنحصر في إفراد النبي صلى الله عليه وأله وسلم في الاتباع فهو عندنا لا مثيل له ولا شريك له في الاتباع, لا نتبع أحدا من البشر إطلاقا إلا الرسول عليه الصلاة والسلام, أما غيرنا فالمتبوعون عندهم كُثُر كما هو معروف, وليت أن الأمر في الاتباع عندهم انحصر في اتباع الأئمة الأربعة وليت أن الأمر انحصر عندهم في اتباع تلامذة هؤلاء الأئمة وليت ليت ولا فائدة من ليت مطلقا ولكن هذا التفصيل لبيان أن الأمر خطير جدا, إن الأمر بتوالي الأيام ومُضيّ السنين صار المتبوعون هم ال, عند المدعين الاتباع للأئمة الأربعة لا يمكن حصرهم بالألوف المؤلفة, إنك إذا جئت لرجل متفقّه في مذهب ما واحتججت عليه بكتاب إمام من هؤلاء الأئمة وكان هذا الإمام هو إمام هذا الإنسان الذي ينتمي إليه كالحنفي والشافعي مثلا, فجئته بالنص من كتاب الإمام قال لا نحن لا نتبع هذه النصوص, طيب أنت رجل حنفي أو شافعي يقول نحن ما نستطيع أن نأخذ من نفس الإمام, إذًا هو ... ممن أخذ ممن أخذ ممن أخذ حتى يصل إلى الإمام. إذًا هم يأخذون من المتأخّرين ولا يأخذون من الأئمة المتقدّمين, كانت المشكلة الحقيقة نتوهمها محصورة بين دعوتنا اتباع الكتاب والسنّة وتوحيد الرسول عليه السلام بالاتباع دون الأئمة الأربعة الأقطاب الأربعة بحق في العلم, وهذه المشكلة أضخم من ذلك فإنهم يأبَوْن علينا أيضا أن يضلوا متّبعين للأئمة, فليس عندهم من العلم ومن الثقافة والوعي أصولا وفروعا أن يجدوا في أنفسهم القدرة والاستطاعة لاتباع الأئمة أنفسهم, وإنما يتبعون من من من إلى أن يأتي إلى الفقيه في العصر الحاضر. (245/4) «قصة وقعت للألباني مع أحد العلماء حول مسألة عدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتبالشيخ: ونحن عندنا أدلة وشواهد كثيرة جدا في مناقشاتنا القديمة قبل انتشار الدعوة السلفية, أنا أذكر جيدا مرة نُقل إلى بعض المشايخ تُوفّي إلى رحمة الله, أني أقول بعدم مشروعية تعدّد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب ومؤذّن راتب, هذه المسألة يعرفها إخواننا ومن لم يعلم فليسأل الذي يعلم فلقيته أمام المسجد, قال أنت تقول كذا وكذا قلت نعم قال كيف هذا؟ قلت بهذا قال الأئمة وأتيته بكتاب "الأم" للإمام الشافعي وهو شافعي المذهب فعلا, فلما قرأت عليه ... كلام الإمام, لا يأخذ بكلام الإمام, قلت له لماذا؟ قال لأنه جاء بعد الإمام الشافعي أئمة ودرسوا أقواله فوجدوا فيها الراجح والمرجوح فنحن نأخذ بما رجّحوه, فأنا أحببت أن ألفت نظره إلى ما يتهموننا به, قلت إذًا في كلام الشافعي راجح ومرجوح؟ يعني فيه صواب وفيه خطأ؟ فجاء من بعده فبيّن صوابه من خطئه فبُهِت الرجل بهذه المفاجئة ثم لفّ الموضوع وقال نحن باجوريون, لسنا شافعيون نحن باجوريون, فهذا واقع كل المقلدين فلا الحنفيون يقلد أبا حنيفة ولا الشافعي يقلد الشافعي وهكذا وسائر المقلّدين. إذًا مادام لا بد من الرجوع إلى متبوع فنحن متبوعنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ولا يعني هذا أن لا نُقدّر كلمات الأئمة لكن يعني هذا أننا لا نتّبع الأئمة لذواتهم وأشخاصهم أما الرسول فنتّبعه لذاته فهو إذا قال كلمة لا نراجعه فيها إطلاقا, أما إذا قال إمام من أئمة المسلمين فضلا عن شيخ من المشايخ المتأخرين إذا قال قولا فنحن لسنا على مذهب من يقول من المشايخ " من قال لشيخه لمَ لا يفلح أبدا " نحن نقول له لمَ؟ أيّ عالم قال قولا نحن نقول له لمَ؟ ما الدليل؟ ما الحجّة من الكتاب والسنة؟ ذلك لأننا مأمورون باتباع الكتاب والسنّة. فهذه فارقة وفاصل هام بيننا نحن السلفيين الذين نقدر الأئمة وبين مقلّديهم الذين أيضا يشاركوننا في تقدير الأئمة ولكن في اعتقادنا يعطون لهم مزية ما أعطاها الله عز وجل لأحد من البشر إلا لمحمد صلى الله عليه وأله وسلم. (245/5) «بيان خطأ ما يصدر من بعض الناس ممن ينتسب إلى الدعوة السلفية تقدح في المذاهب المعتمدةالشيخ: الشيء الثاني يجب أن نعترف به وهو أن هناك بعض الأفراد من المنتمين إلى الدعوة السلفية تصدر منهم كلمات تارة تكون صريحة في الطعن في المذاهب وتارة تكون تلميحا, فنقول هذا لا يجوز في ديننا وفي اعتقادنا لأن العلماء المجتهدين كما نقرّر دائما وأبدا هم مأجورون, أصابوا أم أخطأوا, بدليل قوله عليه الصلاة والسلام (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد)، لذلك فالذي نعتقد أنه مأجور عند الله عز وجل على كل حال مهما عرفنا من هؤلاء الأئمة من زهدهم وخشيتهم من ربهم وإعراضهم عن الدنيا وصدعهم بالحق الذي كانوا يؤمنون به, كل ذلك لا يسمح لنا بوجه من الوجوه أن ننال منهم ولست بهذا الكلام آتيكم بشيء جديد فمن شاء منكم أن يتأكّد فليراجع مقدمة " صفة الصلاة " وقد جئت بها الأن فإني قد أحتاج إلى بعض النصوص لتأكيد ما قد أقول. إذًا هذه الكلمات التي أشار إليها الكاتب, هذه كلمات مردودة على قائلها ولا يجوز نسبتها إلى الدعوة. (245/6) «تتمة رد الشيخ على جمل وردت في أحد كتب المعاصرين وهي مفاهيم خاطئة حول الدعوة السلفيةالشيخ: قلنا يقول " هذا ولا خلاف بيننا على أن سواد المسلمين ممن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق غير مكلّفين بمثل مسؤولية أولئك المُميّزين " كان ذكر في الدرس السابق وصفا للدعوة السلفية وأنها يدعون لاتباع الكتاب والسنّة وأنهم يدرسون المذاهب الأربعة ويناقشون أدلتهم ووصف هذه الدعوة بأنها دعوة حق لكن الأن نريد أن نبيّن أن هذا العمل الذي يقتضيه التحقيق العلمي لا يستطيعه عامة الناس وهو كلام صحيح لكن ما بناه عليه فهو غير صحيح كما ستسمعون. لذلك يقول "ولا خلاف بيننا على أن سواد المسلمين ممن لا ينطبق عليهم الوصف بطلب العلم أو التحقيق فهم غير مكلّفين بمثل مسؤولية أولئك المميّزين - هنا الشاهد في خطورة كلامه قال - فدعوتهم إلى التحلّل من المذاهب إنما هو استجرار لهم إلى الشك في الدين نفسه، وكفى في هذا تضليلا لهم ودفعا لمجموعهم إلى هاوية الضياع على هذا نُفسِّر موقف البوطي والحامد رحمه الله من اللامذهبية على اعتبارها في هذا المنظور خطرا يهدّد الشريعة الإسلامية ". هذا الكتاب مع الأسف الشديد في أول الكلام يلتقي مع السلفيّين على طول الخط, في أخر الكلام يخرج عنهم على طول الخط, والسبب في هذا يعود إلى شيء واحد ... وهو أن الدعوة السلفية لمّا كانت بطبيعة الحال المفهوم الصحيح للإسلام وكان الإسلام بواقعه دينا شاملا لكل بني الإنسان وفي كل زمان ومكان كان بطبيعة الحال الدعوة السلفية أيضا لا تختصّ بطائفة من المسلمين دون الأخرين إنما هي تدعو الناس جميعا كما يدعو الإسلام, لأن الدعوة السلفية هي الإسلام بالمفهوم الصحيح فهي تدعو المسلمين جميعا أن يتمسّكوا بإسلامهم, لا تخصّ الدعوة الإسلامية طائفة دون أخرى, لا تفرق من حيث الدعوة إلى اتباع الكتاب والسنّة بين مثقّف وغير مثقّف, بين متعلّم وغير متعلّم, هي تدعو كل الفئات وكل الأفراد إلى أن يُخلِصوا لله عز وجل في عبادتهم ولنبيهم في اتباعه. كل المسلمين يجب أن يشتركوا في هذا, فالأن نسمع نغمة جديدة وهذا الكاتب أيضا من المشاكل التي تحيط بالدعوة السلفية أنه ينتمي إلى الدعوة السلفية وإذا به الأن يكتب من لا للتفريق. السبب في هذا التفريق يعود إلى أن هناك أناسا سبقوا الدعوة السلفية بالانتماء إلى حزب أو جماعة أخرى لا تتبنّى الدعوة السلفية لهم مذهبا ومنهجا, سبقوا أو سبقوا الدعوة السلفية فانتموا إلى حزب وتثقّفوا بثقافته وأكثر هذه الأحزاب كما تكلمنا بشيء من التفصيل بتعليقنا على الكلمة السابقة في الدرس الماضي قائمة على التجميع والتكتيل وتكثير السواد وليس على التثقيف والتفقه في الدين, الذي يسير ويتفق تأتي الدعوة السلفية إلى فرد من هؤلاء فيُعجب بنصاعتها ووضوحها وقوّة ... فيتبنّاها في الجملة ولكن ما كان سبق إليه من التبنّي لدعوة أخرى قائمة على التكتّل والتحزّب لا يُفسح هذا التكتل وهذا التحزب من حيث الواقع مجالا للدعوة السلفية أن تدخل إلى شغاف قلبه وأن تسيطر على كل حواسه وعلى كل تصرّفاته فتجده هو من ناحية سلفي ومن ناحية ليس سلفيا, بل هو ضد السلفية, وهذا مثال نحن كنا نتحدث عنه قبل أن نقرأه مسطورا كما هو الشأن الأن, كنا نقرأه في تصرّفات بعض هؤلاء الناس, نجدهم يعيش أحدهم وهو يدّعي السلفية لكن لا أحد يستفيد من دعوته أو, نعم لا أحد يستفيد من تبنّيه للدعوة السلفية ممن حوله شيئا إلا شيئا لا يكاد يذكر, لماذا؟ وهو لا يدعو للدعوة السلفية, فهو حملها لنفسه ولشخصه فقط أما الشيء الذي يدعو إليه فهو حريص ومجتهد في الدعوة إليه وهو هذا التكتّل وهذا التحزّب على مفاهيم إسلامية عامة لا تُوضّح لمتبنّيه الإسلام على وجهه الصحيح كما جاء في الكتاب والسنّة, هذا التكتّل وهذا التحزّب لا يُفسح المجال لانتشار الدعوة السلفية بين جميع طبقات الأمة وأفرادها لأنه هذا ينافي التكتّل والتحزّب كما شرحنا هذا في الدرس الماضي لأننا حين نقول هذا هو الحق ما به تفاوت فدعني عن بُنيّات الطريق سوف ينفصل واحد عن الثاني والأخ عن أخيه وهذا ينافي التكتّل. لذلك -وعليكم السلام- لذلك وُجِد ناس هو نصفه سلفي ونصفه حزبي, هو النصف الأول فيما يتعلّق بشخصه ونفسه والنصف الأخر فيما يتعلّق بمجتمعه الذي يعيش فيه, فهو في مجتمعه ليس سلفيا, لذلك هو يريد أن يدع عامة الناس كما سمعتم وعامة الناس مسلمون الأكثرية الساحقة من المسلمين بطبيعة الحال, يريد أن يدعهم متمسّكين بمذاهبهم ولا ندعوهم لاتباع الكتاب والسنّة لأنه هذا بزعمه دعوة لهم إلى متاهة وإلى ضلال وإلى التدرج والخروح من الدين والعياذ بالله تعالى. هاهنا نريد أن نبيّن الفرق بين الدعوة السلفية في حقيقتها وبين الدعوة السلفية في حدود ما يتحمّله بعض المنتمين إليها من الأحزاب الإسلامية, نحن نلتقي مع كل في حقيقة واحد ونختلف في طريقة الدعوة التفصيلية إليها لتحقيقها, نلتقي جميعا أنه يجب على المسلمين أن يستأنفوا الحياة الإسلامية, هذه كلمة سواء بيننا وبينهم, كلنا نقول يجب أن نستأنف الحياة الإسلامية لكن أنا الأن أتساءل في حدود ما كنا نقرأ في مجتمعاتهم وما نقرأه الأن مُجسّدا في هذه السطور بين أيدينا, مَنِ الذي يمثّل المجتمع الإسلامي؟ أهُم فقط أفراد معدودون في كل قطر وفي كل مصر أم هم هؤلاء المسلمون ما بين عالم ومتعلّم وأمّي لا يقرأ ولا يكتب, لا شك أنه هذا الجواب الأخير هو الذي يُمثّل المجتمع الإسلامي, فإذا أردنا حقيقة أن نتعاون على استئناف الحياة الإسلامية فهل هذا يقتضي أن نقْسِم الناس قسمين, قسم نثقّفهم بالثقافة الصحيحة وليست هي إلا الدعوة السلفية باعتراف هذا الكاتب والقسم الأخر وهو الأكثر ندّعُه كما هو, ومعنى هذا أن ندَعُهم أولا على الجهل لأنه مادام ندعوا الطائفة الأولى وهي الطائفة النخبة الممتازة من المسلمين ندعوهم إلى اتباع الحق أي الكتاب والسنّة ولا ندعو الجمهور فمعنى ذلك أن ندع هؤلاء على جهلهم وعلى خطئهم بل وعلى ضلالهم ثم ليس هذا فقط بل ندعهم على اختلافهم وعلى تنازعهم الشديد الذي من آثاره تحرّج كثيرين منهم أن يصلّي المسلم وراء أخيه المسلم بحجّة أنه هذا مذهبه مخالف لمذهبي, وحتى اليوم تجدون الأمر ظاهرا في امتناع صلاة كثير من متّبعي بل مقلّدي المذاهب ممن يدعو لاتباع الكتاب والسنّة, هذه ظاهرة نراها في مناسبات كثيرة وكثيرة جدا, إذا قيل لهؤلاء هل السلفيون كُفّار؟ قالوا لا هؤلاء مبتدعة, طيب فالصلاة وراء المبتدعة جائزة في المذهب وإلا لا؟ جائزة وهم يحتجون بحديث نحن نضعّفه من حيث الرواية ونصحّحه من حيث الدراية وهو (صلوا وراء كل بر وفاجر) ... الحديث ثم يخالفونه ولا يعملون به والمذاهب كلها قائمة عليه, الشاهد فهذا الكاتب هنا يريدنا أن ندَع جماهير المسلمين على جهلهم وعلى خطئهم وعلى تفرّقهم, فهل هذا هو الإسلام الذي يقول ((ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)) هل الإسلام الذي يدعو جميع الفرق إلى التكاتف وإلى التعاضد وعدم التفرّق يفرّق بين القليل من المسلمين فهؤلاء يُدعوْن فقط والجمهور من المسلمين يُترَكون كما هم, هذا لا يقوله مسلم فَهِم شيئا من دعوة الكتاب والسنّة فهما صحيحا. (245/7) «حقيقة الدعوة السلفية هو وجوب اتباع الكتاب والسنة وفهمهما. ومعنى قوله تعالى: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)).» الشيخ: ثم هنا نوضِّح الأمر بعض الشيء, نقول نحن لماذا نقول سلفيون والدعوة السلفية؟ كنا ذكرنا لكم مرارا وتكرار كل المسلمين يدعون لاتباع الكتاب والسنّة ولكن هذا الاتباع غير مقيّد بموضوع وبمنهج محدود بيّن واضح, فرأينا نحن أنه لا بد من تقييد الدعوة بالكتاب والسنّة بما كان عليه السلف الصالح، فالسلف الصالح كيف كان؟ هل كانوا جميعا علماء؟ هل كانوا جميعا مثقّفين وحكماء أم كان القليل منهم العالم وجماهيرهم ليس بعالم؟ فهل كان هناك هذا التقسيم الذي يدندن حوله الكاتب؟ العلماء يؤمرون باتباع الكتاب والسنّة أم الجمهور فيجب أن يتّبعوا مذهبا معيّنا؟ كل مسلم يعلم بالضرورة أنه في القرون المشهود لهم بالخيريّة لم يكن هناك تمذهب بمذهب ما, كلنا يعلم لا فرق بين عالم ومتعلّم وجاهل, أنه لم يكن في زمن السلف مذهب اسمه مذهب أبو بكر الصديق فينتمي إليه بعض الناس فيقول أنا بكريّ وليس هناك أيضا مذهب عمريّ ولا عثمانيّ ولا علويّ. إذًا هذه القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريّة, عامة الناس الذين يريد الكاتب أن يفرض عليهم الجمود على المذهبيّة, عامة الناس في تلك القرون الذهبيّة كيف كانوا؟ أقول بإجمالا والتفصيل معروف, كيف كانوا كيفما كانوا؟ يجب اليوم أن يكونوا كذلك, كيفما كان عامة المسلمين في القرون المشهود لهم بالخيريّة, يجب أيضا عامّة المسلمين اليوم وبعد اليوم فنحن نسعى لاستئناف الحياة الإسلامية الحقة, يجب أن يعيد التاريخ نفسه أن يعود المسلمون علماؤهم كما كان علماؤهم, أن يعود المسلمون أتباع العلماء وعامة المسلمين كما كان هناك أتباع العلماء وعامة المسلمين, فإذا قلنا لا ندعو المثقّفين والعلماء إلى اتباع الكتاب والسنّة. كأنما فهموا الدعوة السلفية من ... وأعدائهم, وهؤلاء هم الذين ... هذا البلاء من سوء الفهم لهذه الدعوة, كثير من الناس ينقلون عنا بعضهم ... وبعضهم يحاربنا ويطعننا في الخفاء يقول بأننا نحن ندعو المسلمين جميعا حتى عامتهم إلى الفهم من الكتاب والسنّة مباشرة, وأنا أقول صراحة لو كان هناك فعلا ناس يدعون الجهال الأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون إلى أن يأخذوا الفقه والعقيدة والدين كله من الكتاب و السنّة مباشرة وهم لا يُحسنون قراءة أية ولا رواية حديث صحّ كلام هذا وصحّ كلام أولئك الأعداء ولكن هل هي الدعوة هكذا نحن ندعو من لا يفقه شيئا من العلم أن يتسلّط على الكتاب والسنّة وأن يفرض جهله وعامّيته وأمّيته على الكتاب والسنّة ثم يقول أنا أفهم هكذا, وأنا مأمور باتباع الكتاب والسنّة, هذا لا يوجد مسلم ... ما شئت سلفي أو خلفي, لا يوجد مسلم أبدا يقول بمثل هذا الكلام, ونحن قلنا دائما وأبدا وفي الأمس القريب يعني ... جاءني أشخاص من حمص فيهم شاب مثقّف بعض الشيء بلغه من ... المعروفة ومثلها ما ... الكافر أنه نحن ندعو الناس جميعا لاتباع الكتاب والسنّة ... أن الجهال يفهموا الكتاب والسنة بجهلهم فشرحت له المسألة بشيء من التفصيل, إيجازه. قلت له نص القرأن الكريم جعل الناس من حيث العلم والجهل قسمين, جعلهم علماء وهم الذين يفهمون الكتاب والسنة ويقابلهم غير العلماء نسمّيهم يعني الجهال الذين لا يفهمون الكتاب والسنة, قسمان فلكل من القسمين واجبه بنص القرأن الكريم قال تعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)). إذًا هو يخاطب الأمّة في مجموعها في علمائها وجهالها في مثقّفيها وأميّيها نقول أنتم طائفتان علماء وغير علماء, غير العلماء عليهم أن يسألوا العلماء ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) نحن هذا الذي ندعوا الناس إليه لكن قد نختلف مع المخالفين في مفهوم العلم والعالم, ما هو العلم؟ ومن هو العالم؟ فإذا كان ... عن علمائنا أما العالم هو العالم بالكتاب والسنّة وليس عالما ولو أحاط بكل كتب الفروع ... علما, هذا ليس عالما وإنما هو ... وإنما هو ... جمع كل ما قاله العلماء في كتبهم على ما في هذه الأقوال من اختلافات كثيرة ... رأيته ما هو ... وما هو ... قال لك بكل صراحة أنا ما أعرف. إذًا هو يعترف بأنه لا يعلم لأن العلم كما قال بن القيم " قال الله قال رسوله " إلخ الشعر المعروف ... قال الله ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) معناه اسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون, من هم أهل الذكر؟ أهل ... في الكتب ... , أهل الذكر هو كما قال تعالى ((إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون)) أهل الذكر هم أهل القرأن أي اسألوا أهل العلم بالقرأن ... يقول العالم بغير القرأن ... إذا كان عالما بالسنّة لأن ... القرأن ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم)) العالم هو العالم بالقرأن المنزّل والسنة المبيّنة, العالم بالقرأن ... والحديث المبيّن هو كلام الرسول عليه السلام ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم)) فنحن إذًا العالم هو الذي فيما يذهب إليه في كل أمور الدين, في كل ... الإسلام نقول قال الله قال رسول الله و ... ليس بالعالم ... العالم ... والجاهل ... ليس بعالم ... يسأل ما فهمه العلماء ... من هنا ... في عقل بعض من سمع بدعوة الرسول ... تبناها ولكنه ... الحقيقة وهو أنه الدعوة السلفية ... الدعوة السلفية ... لكن أنا أقول ... . (245/8) «أنا أضع أموالي في البنك و لا آخذ الفائدة وإنما أتبرع بها في جهات الخير فهل يجوز ذلك؟ وكلمة حول الربا وخطورتهاالشيخ: سؤال يقول أنا أضع المال في البنك مع فائدة لكن أنا لا أستفيد من هذه الفائدة وإنما أقوم بالتبرّع بها إلى جهات خير فهل يجوز ذلك وماذا ... ؟ أقول الذي ننصح دائما وأبدا في بلاد الإسلام وفي بلاد الكفر أنه لا يجوز للمسلم أن يودع ماله في البنك وهذه مسألة أعرف أنها قد تُشكل على بعض المسلمين ولكن الحق أحق أن يقال وأحق أن يُتبع لأن المسلم ليس مجرّد دعوى لا يظهر أثرها في شخص المسلم, المسلم مبتلى أي مكلّف بأحكام ليختبر الله عز وجل بها عباده ((ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم وليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين)) فهذا الإختبار يجب أن يضعه كل مسلم بين عينيه, من هذا الإختبار أن المسلم قد يكون عنده شيء من المال فيخشى عليه الضياع أو السرقة أو غير ذلك من العوارض, فيجد لنفسه عذرا في أن يودعه في البنك محافظة عليه, هذا من الناحية الاقتصادية, أمر جائز بل واجب ولكن الإقتصاد يجب أن يقوم في الإسلام على قواعد الإسلام وعلى أسسه, لو كان هناك إسلام حاكم أو مسلم يحكم بالكتاب في بلاد الإسلام لم يكن هناك بنوك ولكن لما تساهل المسلمون في التمسك بدينهم جاءتهم البنوك لأنها وجدت ... وجدت ناسا من المسلمين ... بإيداع أموالهم في البنوك ولذلك عمّرت البنوك بأموال المسلمين أنفسهم وهم لا يعلمون أو يعلمون ويتجاهلون مبدأ عظيما من مبادئ الإسلام نص عليه القرأن فقال ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) وفصّل النبي صلى الله عليه وأله وسلم وبيّن أن هذه الأية كما شأنه في كثير من الأي فقال مثلا (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه) (لعن الله أكل الربا) واضح لأنه يأكل أموال الناس بالباطل فماذا المؤكل (لعن الله آكل الربا وموكله) ذلك لأنه لولاه لم يكن الآتي ((ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) لولا النقطة هذه لما كان ... لذلك كان الأمر منوط بكليهما معا لذلك قال عليه السلام (لعن الله آكل الربا وموكله) وكذلك قال (وكاتبه وشاهديه) (رلعن) هنا أربعة أجناس الآكل ابتداء ثم الأنواع الثلاثة من المؤكل والكاتبه والشاهدين لأنهم تعاونوا مع ... على ما حرّم الله عز وجل أشدّ التحريم واعتبره من الكبائر قال عليه السلام (أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور) وجاء في حديث أخر (والربا والسحر) فهذا الربا من أكبر الكبار لذلك لعن آكله والمعين له على أكله بدء من المطعم والكاتب والشاهدين. إذًا المسلم حينما يكون على علم بمثل تلك الأية ومثل هذا الحديث الذي يفيد أن أكل الربا من الكبائر لأن اللعن هو ... صاحبه من الكبائر, كذلك المطعم حينما يكون المسلم على علم بمثل هذه النصوص وليس يكفي العلم بل لا بد من أن يقترن مع العلم الإيمان. فحينما يكون المؤمن المسلم على علم بمثل هذا الحديث وإيمان صادق به أنا لا أتصوّر مسلما يودع ماله في البنك إطلاقا ولو أنه لا يستفيد من فائدة هذا المال كما جاء في السؤال لأنه عاون البنك القائم على معصية الله ورسوله فمن هذه النقطة يكفي أن تكون رادعة له عن إيداع الناس في البنك فإننا نجد كثيرا من المسلمين وبعض الكتّاب الإسلاميين لا يعرّجون على النقطة هذه وإنما يأتون رأسا إلى معالجة الفائدة, وتختلف أنظارهم فيها فمن قائل أنه لا يجوز أن يأخذها لأنها ربا, ومن قائل أنه يأخذها ولا يستفيد فائدة تختص به وإنما ينفقها على المصالح العامة. أما أصل المسألة وهو إيداع المال في البنك أنه معصية كبيرة فهذا قليل من الناس من يدندن حوله, والطائفة التي أشرت إليها التي تقول بأن هذه الفائدة أن يأخذها المودع للمال في البنك أولى من أن يدعها للبنك فيستفيدون منها لأن تركها لهم إعانة لهم, فأقول أنا سبحان الله الإعانة بدأت من ساعة أوْدع هذا المودع ماله في البنك, فلماذا لا ينظرون إلى هذه العلة من أول الأمر فيقال للمسلم ويُنصح لا تودع مالك في البنك لأن هذا الإيداع ... لهذا البنك القائم على معصية الله وإنما يقولون هذه القولة ثم يأتي الإستفادة من الفائدة فيعلّلون, أنا ذكرت هذه الفائدة من البنك فيه إعانة لهم لكن الإعانة بدأت من ساعة أودع هذا المال في البنك, لذلك أنا أقول بعدما سمعتم من النصوص كتابا وسنة لا يجوز إيداع المال في البنك إطلاقا, وما يقال بمثل هذه المناسبة يا أخي وين نضعوا المال؟ يعني تركناه في الدار ... وإن حملناه معنا أيضا ربما ... عليه وعلى صاحبه وإلى غير ذلك من التعلات, أقول من المؤسف أسفا شديد أن المسلمين اليوم يعيشون حياة مادية مطلقة كأنه فلا فرق بينهم وبين أمثال هؤلاء الكفار الذين يعيشون هذا الوهم و ... المسلم يختلف عن الكافر في النواحي الإيمانية وإن كان بعض الكفار عندهم نواحي إيمانية ولكنها في الحقيقة هي كسراب بقعية يحسبه الظمآن ماء, أما المسلم فليس كذلك المسلم, فالمسلم مثلا عنده نص قي القرأن الكريم ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)) الكافر, المؤمن فضلا عن الملحد منهم ليس عندهم مثل هذا النص إطلاقا ولئن كان فهو لا يؤمن به كما يدل عليه حياتهم المادية المطلقة, أما المسلم فالمفروض أن يكون مستحضرا دائما وأبدا لمثل هذا النص ولو بمعناه على الأقل لكنه ليس من ال, مكلف أن يحفظ كل مسلم أيات القرأن الكريم. لذلك فأول ما ... بهذه العلة الأنية أنه إذا ما وضعنا المال في البنك ... كذا وكذا, أين إيمانك بالأية السابقة ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)) الغرض أن هذه التعليلات التي ابتلى بها الشباب المسلم لا تتفق مع إيمانه في شيء أبدا, فيجب عليه أن يتذكّر إيمانه وأن يحيى معه وألا يفصل بين إيمانه وبين حياته كما هو شأن الكفّار الذين يعيشون حياتين متناقضتين. وبهذه المناسبة ... أن أضرب لكم مثلا كيف يعيش هؤلاء الكفّار, اجتمعت مرة مع رجل مبشّر نصراني هناك في دمشق فجرى حديث في عقيدته وفي عقيدة المسلمين, فبدأت أنا أذكّر بما في الكتاب المقدّس زعموا عندهم من متناقضات, فقلت إنه قد جاء في التوراة بأن الله عز وجل لمّا أخرج أدم من الجنة وأخرج أيضا الحيّة التي تلبّس إبليس بها فوسوس إلى أدم فكانت سبب خروج أدم من الجنّة. قال الله زعموا في التوراة ... الحية عقوبة لها على ... فقلت لهذا المبشّر هل تعتقد أن الحيّة تعيش على أكل التراب من الناحية العلميّة؟ قال لا, قلت كيف توفّق بين الناحية العلمية التي تنفي هذا النص وبين إيمانك بهذا النص؟ قال كل شيء لحاله, من الناحية الإيمانية نؤمن بأن الحيّة تعيش على التراب, ومن الناحية العلمية نعتقد أن التراب ليس طعاما لها, فلا يشعر هو من أي غضاضة وبأي تحرّج وبأي تناقض بين الإيمان بنص التوراة وبين إيمانه بالعلم ... أهكذا يعيش المسلم؟ المسلم يؤمن بأن الربا من أكبر الكبائر فكيف يودع ماله في البنك؟ هل يجوز أن يقول أنا لا آكل الربا لأنه يوكل فيجب أن لا نفرق بين الآكل وبين المُطْعِم, هذا ما أريد أن أذكّر الأن هذا السائل وأمثاله, لا يجوز إيداع المال في البنك إطلاقا وإن سبق أن اغتر ببعض الفتاوى المرخصة لإيداع المال في البنك ثم أراد أن يتوب فليتمثّل قوله تعالى ((فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون)) لا نعود إلى القول إيش؟ ... صاحب البنك راح يستفيد من هذا المال ... أنت لست مسؤولا عنه, أنت انج بنفسك ((بل الإنسان على نفسه بصيرة)) ((أم لم ينبأ بما صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)). السائل: ... . (246/1) «كلمة حول اختلاف المسلمين وبيان خطورة ذلك و التمثيل بالإختلاف في تحريم بعض أنواع الخمرالشيخ: حدث في الأونة الأخيرة ما يسمّى بالبنوك الإسلامية, وأنا أرجو مُخلصا أن يكون هذا الاسم اسما على مسمّى ولا يكون من باب إطلاق هذا الاسم الجذاب على بنك غير إسلامي, هذا أخشى ما أخشاه والسبب في ذلك سبب جوهري جدا أن ... في العالم الإسلامي و ... هو نحن أمثالنا من الذين يضطرّون إلى الإفتاء وإلى الإجابة عن الأسئلة, فالأمر كما قال ربنا عز وجل في القرأن الكريم ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم الله)) فالمسلمون مختلفون أشد الإختلاف ليس فقط في المذاهب الأربعة, هذا يُحرّم ما أحلّ ذاك وهذا يوجب ما أجاز ذاك, وإلى غير ذلك من الخلافات التي لسنا الأن في صدد سرد التفصيل وأرجو مخلصا أن لا يذهب ... بعضكم من الحاضرين إلى أن في هذا شيئا من الغمز للأئمة المجتهدين إنما نحكي الواقع الذي ما له من دافع, الواقع هناك اختلافا كثيرا جدا, هذا الاختلاف قد يتبنّى بعض القائمين على بنك إسلامي رأيا من هذه الأراء المختلفة فيُقيم البنك على هذا الرأي وهو رأي رجل عالم مسلم ولا يُمكن كل الناس أن يجلس في مجالس ... هذا العلم لمَ يختارون القول الذي هو أقرب إلى الدليل الشرعي, لا سيما وقد حدث في العصر الحاضر حزب تبنّى أفكارا إسلامية, أفكارا إسلامية سمّاها هكذا, وهي أفكار بلا شك لعُلماء مسلمين ولكن هذا الحزب صرّح بأن كل رأي صدر من عالم مسلم جاز تسمية هذا الرأي بأنه رأي إسلامي وبالتالي جاز أخذه وتبنّيه, ولو كان هذا الرأي صدر من ... لعذر ومن ذلك أنه لم يقف على النص المخالف لرأيه ولو أنه ... لما أفتى هذه ... كما هو مقتضى حسن الظن بأئمة المسلمين. وما أدري إذا ذهبت بعيدا لأشرح لكم خطورة هذا الرأي الجديد, هذا الرأي الجديد الذي يقول كل رأي صدر من عالم مسلم صحّ أوّلا تسميته برأي إسلامي وبالتالي جاز تبنّيه ولو كان مخالفا للسنّة, مثلا هناك رأي لا أقول بطبيعة الحال رأي إسلامي لكني رأي لأحد علماء المسلمين القدامى أن الخمر تنقسم إلى قسمين, خمر مُستخرج من العنب فهذا حرام كثيره وقليله, وخمر مُستنبط من غير العنب ففيه تفصيل, يحرُم كثيره المسكر ويَحِلّ قليله غير المسكر, هذا التفصيل قد قاله أحد الأئمة المحترمين مع أن الرسول صلى الله عليه وأله وسلم قد قال في الحديث الصحيح (ما أسكر كثيره فقليله حرام) لذلك ... هذا الرجل العالم الفاضل في رأيه وتُبُنّيَ أو تبنّى جمهور علماء المسلمين ما دلّ عليه الحديث التالي (ما أسكر كثيره فقليله حرام) وهذا هو الذي يلتقي مع قواعد الإسلام, كيف يعقل أن يكون هناك كأس من عرق من خمر مستنبط من الخمر وكأس أخر مستنبط من الذرة أو التمر أو نحو ذلك, إذا شَرِب الشارب منهم هذه الكأس لم يسكر, وإذا شرب هذه سكرَ فهذه حلال وهي مستبطة من العنب وهذه حرام لأنها تُسْكِر كمّيتها, نسبة الكحول النسبة التي فيها كثيرة وإذا قلنا أن هذه لا تُسْكِر وهذه لا تسكر قالوا هذه بالرغم أنها لا تُسْكِر حرام لأنها استخرجت من العنب أما هذه فحلال, يشرب منها الكأس والكأسين وأكثر من ذلك إلى أخر مصّة سكِر بها, هذه المصّة هي الحرام (ضحك الحضور) وما سبقها من كؤوس كله حلال, هذا ... ومن عالم من علماء المسلمين, مع ذلك يُسمّى هذا رأي عند من أشرنا إليهم لأنه رأي إسلامي, هذا يعني أوّل الشر أما خاتمته فذلك شر, وهو أن هذا الرأي إذا تبنّاه حاكم مسلم صار شريعة وإذا كان تمسّك بها ولو كنت على علم بقوله عليه السلام (ما أسكر كثيره فقليله حرام) يجب أن تدع هذا الذي عرفته وعمَلت به لأنه الخليفة المسلم تبنّى ذلك الرأي وذلك الرأي غير إسلامي يجوز له أن يتبنّاه ولو كان هو على علم بهذ الحديث, الأمر خطير جدا, فيه استنان بسنّة القسّيسين والرهبان الذين أنزل الله عز وجل في حقهم في القرأن فقال ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) ... جدا أو معروف, كيف هذا يا رسول الله وما اتخذناهم أربابا من دون الله؟ قال (ألستم كنتم إذا حلّلوا لكم حراما حلّلتموه؟ وإذا حرموا لكم حلالا حرمتموه؟) قال أما هذا فقد كان قال (فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله). هذا التشريع برأي القسّيسين والرهبان أصبح في هذا الزمن شريعة الإسلام لتبنّي بعض الناس وقد قلت لبعضهم أرأيت لو وُجِدَت الدولة المسلمة والحاكم المسلم فأصدر قرارا بجواز عصر الخمور من غير العنب وجواز شرب هذا العصير بالمقدار الذي لا يُسكر وأنت تعلم الحديث السابق (ما أسكر كثيره فقليله حرام) أتستحله؟ قال ... . (246/2) «شرح حديث (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).» الشيخ: كيف والحديث تعرفه صريح التحريم وهناك الحديث الذي يُحقّق للمسلمين إلى أي حد يجوز لهم إطاعة ولاة الأمر ألا وهو قوله عليه السلام (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فكيف تطيعه؟ قال هذا الحديث ليس معناه كما تظن, معليش ما معناه؟ قال لا طاعة لمخلوق الذي هو أمير في معصية الخالق إذا كان الأمير الذي أمر بالمعصية هو يرى أنه معصية أما أنت فرأيك لا قوّة له, إذا أمرك الأمير وعلمت منه بأنه أمرك بمعصية هي عنده معصية فهنا لا طاعة له, أما إذا أمرك بمعصية هو يراها ليست معصية بناء أنه اعتمد على رأي إسلامي فهناك يجب أن تطيعه ولو قرأت في ذلك نصّا, خذ مثلا أتستبيح شرب الخمر إذا كانت مستنبطة من غير العنب ويتبنّي ذلك الحاكم ذلك الرأي قال نعم. هذه توطئة لأصل الإعتراض والجواب عليه, ما رأيي في البنك الإسلامي اليوم؟ أقول ليس عندي تفاصيل لأحكم الإجابة القاطعة في هذه المسألة ولكني في الصيف الماضي كنت بلندن ونزلت في جمعية ... . عيد عباسي: ... . الشيخ: ... فالتقينا هناك أيضا مع الشباب المسلم وفيهم بعض الإخوان الفلسطينيين المقيمين هناك في أبو ظبي ونحو تلك الجهات التي فيها اليوم من هذا ... فعرفت منهم أن الجماعة لم يتخلّصوا من الربا ولو بجانب منه. (246/3) «الكلام عن التحايل على الشرع في قضية التعامل مع البنك في البيع و الشراء التي هي عين الربا و غيرها من أمثلة ذلكالشيخ: ذلك أنه أخبرني أن هذا البنك الإسلامي هناك يدخل وسيطا بين من يريد أن يشتري حاجة ودراهم عنده وبين التاجر, مثلا يريد سيارة, السيارة ثمنها نقدا بعشرين ألفا مثلا وتقسيطا بعشرين زايد ألفين أو ثلاثة على حسب ... فالبنك يدخل وسيطا بين الشاري وبين التاجر فهو يشتري السيارة من التاجر بعشرين ألف نقدا لأنه عنده ... ثم يُحاسب المُشترى له سيارة بعشرين ألفا زايد ألفين, ألف ... أن يأخذ الألفين التاجر مقابل التقسيط يأخذها هذا الوسيط ... مقابل أنه دفع المال عن هذا الشاري, هذه قضية اسمها عندنا ... وهو مما حرّمه الإسلام لأن الإسلام لا ينظر إلى الشكليات وإنما ينظر إلى الحقائق التي تؤدي إليها ... هذا يُشبه ما أخبر عنه الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن اليهود حين قال (لعن الله اليهود حُرمت عليهم الشحوم فجَمَلوها ثم باعوها فأكلوا أثمانها فإن الله عز وجل إذا حرّم أكل شيء حرّم ثمنه) معنى الحديث يُشير في طرف منه إلى مثل قوله تعالى ((فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم))، من هذه الطيبات شحوم ... الحلال, كان اليهود كُلّفوا بسبب تعنّتهم وتنطّعهم وتشدّدهم كلفوا أن يذبحوا ذبيحة و أن ينتفعوا بلحمها الأحمر وأن يرموا بشحمها الأرض ((فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم)) منها الشحوم, فماذا فعل اليهود؟ ولعنوا بسببه في جملة ما لعنوا ولكن ... كلهم لا ... تحت ذلك ... مما يسمّى مع الأسف بين المسلمين اليوم بالحيل الشرعية, الحيل الشرعية أصلها ومنبعها اليهود, ذلك أنهم استحلوا الصيد لكن بطريقة الاحتيال يوما السبت كما هو مذكور في القرأن لكن التحايل أيضا شيء أخر لا يعلمه كثير من الناس وهو بيع وبالتالي أكل الشحوم المحرمة عليهم, فيبدو أن الله عز وجل لمّا حرّم عليهم الشحوم صبروا مدة من الزمن ثم تغلّب عليهم الجشع المادي الذي أصبح اليهود مضرب مثل في ذلك فنفذ ... صبرهم فأخذوا هذه الشحوم ووضعوها في قدور ضخمة وأوقدوا النار من تحتها فسالت وأخذت شكلا جديدا, قالوا حلّ, ما الذي جرى؟ قال ... حراما والأن حلّ, ما الذي جرى؟ ... سوى أنه تغيّر, كان الشحم مجعّد, كان مقطعا تقطيع غير ... إلخ, وإذا به سبب ... مستويا, هذا كل شيء حصل فحلّ الشحم بزعمهم فباعوه وأكلوا ثمنه قال عليه السلام (إن الله عز وجل إذا حرّم أكل شيء حرّم ثمنه) هذه الطريقة من الاحتيال قد وقع فيه كثير من بيوع المسلمين لا أقول حديثا بل وقديما, وباب الحيل مع الأسف باب من أبواب كتب الفقه اليوم, فمن كان منكم مبتلى بقراءة ... هذه الكتب فسيذكر باب عنوانه باب الحيل, وتجد هناك فتاوى غريبة وعجيبة جدا, أخذ منها وتأثّر بها كثير من مشايخ المسلمين ... وأذكر أحدهم ألّف رسالة ذكر فيها ونحن في موضوع الربا والتحذير مما يؤدّي إليه قال الحيلة الحيلة في استباحة الربا إطعاما ... فيقول لله عليّ أنني كلما استقرضت من إنسان قرضا, فلله عليّ أنه أعطيه إياها فلو كانت, فهو الأن يتحرج أن يستقرض مائة درهم ويدفع لهم مائة وخمسة, هذا ليس ربا, هذا وفاء بالنذر وقد قال عليه الصلاة والسلام (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) فهذا يطيع الله لأنه يوفي بالنذر وهو يظن أن قوله تبارك وتعالى ((يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)) هو من هؤلاء, السبب باب الحيلة, هذا كما قال عليه السلام (لتتّبعنّ سنن من قلبكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا يا رسول الله أاليهود والنصارى؟ قال (فمن ... ) أي هؤلاء الذين ستستنّون بسنّتهم وبطريقتهم, وفي رواية أخرى ثابتة ... في الصحيحين, زيادة لطيفة جدا, قال عليه السلام (حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك) تزوّج الأم من أكبر الكبائر, فكيف وهو يزني بها وعلى قارعة الطريق, لو كان فيهم من اليهود والنصارى من يفعل ذلك, لكان فيكم من يفعل, هذا من باب الإقتداء بهم ... واقعنا أكبر دليل على أن هذا الحديث هو من وحي السماء لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. (246/4) «مسألة البيع بالتقسيط و بيان أنه من الحيل المذمومة في الشرع، وعلاقة هذا البيع بالرباالشيخ: الأن من هذه الحيل التي أصبحت أمرا طبيعيا حتى لو أنكره منكر, لا يُنكر عليه وهو يُسمّى اليوم ببيع التقسيط وهو إعانة قوية جدا لاللف والدوران السابق الذكر, إذا ذهبت أنا الأن إلى التاجر وأريد أن أشتريَ أغراضا أو سيارة فأنا أسوم هذه البضاعة على ... سعر النقد وسعر التقسيط وهو كذلك يبيعه فقد أشتري بسعر التقسيط زيادة عن سعر النقد لأنه ما عندي مال, هذا يجيزه كثير من علماء المسلمين اليوم ... على هذه الفتوى ما ذكرته لكم عن البنك الإسلامي فبدل ما يأكل التاجر هذه الزيادة مقابل بيع التقسيط ... البنك الإسلامي زعموا ما له بهذه الطريقة, فها الألفين بدل ما يأخذهم التاجر راح يأخذهم البنك, إذًا هو راح يتوسع ماله بطريق التجارة زعموا ((وأحل الله البيع وحرم الربا)) وهذا البيع بزعمهم هو ليس بالربا. قام هذا على استحلال بيع التقسيط فما حقيقة هذا البيع؟ أجائزة له؟ أقول جائزة وغير جائزة ولا غرابة لأنه من قال بأنه جائز فهو رأي إسلامي ومن قال بأنه غير جائز فهو رأي إسلامي على قول من أشرنا إليه فأنت خذ ما يحلو لك, إن ناسبك التحريم قلت بالتحريم وإو قلت, وإن ناسبك التحليل قلت بالتحليل وكله رأي إسلامي, أما الإسلام فقد سمعتم اليوم في ... قول الله عز وجل ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)) أي اختلاف أشدّ من وصف شيء واحد بوصفين متناقضين, كأن تصف الأن الوقت نهار ... أحدهما يقول نهار لأنه يرى ضوء النهار ... , أخر يقول لا الأن ليل لأنه لا ... هذا صواب وهذا صواب ضدان لا يجتمعان, هذا اللاصق أبيض وأخر يقول أسود, كلاهما صواب, هذا معناه خروج عن العقل وشر من هذا خروج عن الشرع حينما تصف قضية معيّنة بوصفين متناقضين, حلال حرام ثم أنت ... , فما حقيقة بيع التقسيط بمثل, بالنص الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, أذكر لكم الأن حديثين اثنين ولكم بعد ذلك أن تختاروا ما ... من الرأيين المسمّيين برأي إسلامي زعموا, روى الإمام أحمد بإسناده, إسناد قوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم عن صفقتين في صفقة " وفي رواية " عن بيعتين في بيعة " قيل لراوي الحديث وهو في سماك بن حرب ما بيعتين في بيعة؟ قال أن تقول "أبيعك هذا بكذا نقدا وبكذا وكذا نسيئة" فهذا هو بيع التقسيط, " أبيعك هذا بكذا نقدا " بدرهم نقدا " وكذا وكذا نسيئة " بدرهم وفلس مثلا, هذا هو بيع التقسيط ... الحديث الأخر يرويه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه وعنه الإمام أبو داود في سننه بإسناد جيد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا) الوكس هو النقص وزنًا ومعنى (من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما) أي من باع بيعتين في بيعة بثمنين مختلفين فيستحق الثمن الأقل أو إذا أخذ الأكثر فهو ربا, (من باع بيعتين فلهما أوكسهما) أي أقل الثمنين ... وإلا فالربا. هذا الربا سمّاه الرسول عليه السلام, كثير من الناس لا يُسمّونه كذلك وإنما يقولون هذا بيع وكل من الشاري بالتقسيط والبائع راض فجعلوا ذلك مبرّرا لاستباحة هذا الرأي, لهم اجتهادهم لكن قد قالوا قديما " إذا ورد الأثر بطل النظر " " وإذا جاء نهر الله بطل نهر معْقِل " فإذا جاء الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام فكما يقول علماء الأصول " لا اجتهاد في مورد النص ". بيع التقسيط اتخذ وسيلة لتغذية قضية البنك الإسلامي هناك في أبو ظبي كما حدثني من أشرت إليه هناك في لندن, وكان معي أحد إخواننا المصريين السعوديين وهو على معرفة برئيس البنك هناك ... فكتبنا ... تحذيرا من هذه المعاملة ولفتنا نظره أنكم مادمتم تريدون أن تُقيموا بنك إسلاميا حقا, هذه المعاملة ... لقول الرسول كذا وقوله كذا وكذا إلخ. فهذه صورة مما يُحتال ... الربا, كيف ... بيع التقسيط وأنه جائز فأقول لولا أنه. هذه الصورة مما يُحتال ... الربا, كيف ... بيع التقسيط وأنه جائز فأقول لولا أن القائم على هذا البنك سَمِع فتوى بجواز بيع التقسيط لما استباح تلك العمليّة, أنه هو ... وسيط بين الشاري والتاجر فبدل أن يأخذ التاجر تلك الزيادة بيأخذها البنك, أخذ بذلك فتوى من ... لكن هذه الفتوى قامت على عدم الإلتفات إطلاقا إلى حديث ابن مسعود الأول وإلى حديث أبي هريرة الأخر, فهذه مسألة تحتمل ... لأنه قد يخطر في بال من قد يكون متفقّها ببعض المذاهب, بعض الإشكالات أيضا يُجاب عليها ولكن نحن بصددها إلا أني أهتبلها فرصة فأقول إن بيع التقسيط قد كان سببا ولا يزال حتى اليوم لإيقاع المسلمين في صورة من المبايعات الأخرى محرّمة, وليس قوله عليه الصلاة والسلام (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) الله أكبر هذا الحديث وكأنما هو وحي الساعة (سلط الله عليكم ذلا) أذلّ الناس استعبدونا واحتلوا بعض بلادنا المقدّسة, أي ذل أكبر من هذا؟ ... من الله ((إن الله لا يظلم الناس شيئا)) ... ((ذلك بما كسبت إيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)) (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لاينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) ما هو بيع العينة؟ العينة مشتقة من لفظة العين والعين له معان كثيرة كما هو معروف لديكم, من معانيها الذات, عين الشيء ذات الشيء نفس الشيء فيقول صلى الله عليه وأله وسلم أطلق هذا الاسم على معاملة معيّنة وسمّاها بيع العينة, ذلك هو بيع التقسيط الذي ذكرناه أنفا ... بعد أن يشتري الشاري الحاجة بثمن ... تقسيط ... زائد هذا الثمن على بيع النقد يعود هذا الشاري وقد سُدّد عليه مثلا عشرين ألف زايد ألفين, اثنين وعشرين ألف عليه إن صحّ ببيع السّلم مثلا, يعود الشاري ... بائعا والبائع لها شاريا فيقول للشاري للسيارة وهي بعد لم ... من ... هل تشتري مني يا فلان هذه السيارة نقدا؟ فيتفاوضان عليها فيشتريها التاجر منه بمثلا ثمانية عشر ألفا لأنه ... لما وضع ثمن النقد فيها لا بد من أن يكون رأس مال أقل من ذلك فهو راح يشتري منه بأقل من رأس المال يعني بدل ما يشتريها منه راح يشتريها من المعمل مثلا, الخلاصة فيتفقان مثلا على سعر هو ثمانية عشر ألف فينقد التاجر ثمانية عشر ألف بيد هذا الرجل التاجر زعم وينطلق وقد سُجِّل عليه عشرين ألفا وزايد ... ألفين لذلك الربا هو أربعة آلاف يمكن أكثر مرابي من اليهود في الدنيا ما يحصل على مثل هذا الذي يُسمّونه بالفائدة من مثل هذه ... هذا زعموا أنه حلال ليه؟ لأن (أحل الله البيع وحرم الربا) لكن (أحل الله البيع) البيع المشروع, هناك بيوع ... عليه السلام مثلا نهى عن بيع الغرر فهو ... لا يعلم بأن الناس يتبايعون له لكن المهم أن نعرف حكم الإسلام فيه أهو حلال أم حرام؟ نهى عن بيع الغرر إذًا لا يجوز بيع الغرر كذلك نهى عن بيع التقسيط كما علمتم كذلك نهى عن بيع العينة وجعله سببا من أسباب تسليط الله عز وجل الذل على هؤلاء الذين يستحلون العينة, بيع العينة ويستحلّون التكالب على الدنيا الذي نهى عليه بقوله عليه السلام (وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع) وركنتم إلى الدنيا وكان من أثار ذلك أن تركتم الجهاد في سبيل الله، وما عاقبة ذلك (سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) إذًا البنك الإسلامي إذا قام على الفقه الإسلامي الصحيح القائم على الكتاب والسنّة فهو واجب تحقيقه لأنه وسيلة ل ... المسلمين من التعامل بالبنوك التي لا تحلل ولا تحرم. (246/5) «هل يجوز للطبيب إقاف الأدوية على المريض في حالة النزع الأخير؟» السائل: ... سؤال واحد وهو هل يمكن للطبيب ... الأدوية على المريض في نزعه الأخير ومن نقل الأعضاء من مريض إلى مريض أخر يحتاج إلى هذا العضو ثالثا إسقاط الجنين ... الأولى اللي هي السبيل هذا أو إعطاء مانع حدوث الحمل في؟ سائل آخر: ... . الشيخ: ... بالنسبة للمريض في حالة النزع الأخير بالنسبة ... إيقاف الأجهزة قبل النزع الأخير إلى وفاة بعد فشل, فشل كل المعالجات, إذا غلب على ظن الطبيب أنه لا فائدة من استعمال الأدوية فلا شك في جواز ذلك لأن الأصل عفوا يعني ... (ضحك الحضور) الأصل في الأدوية أنها ليس كلها في مثابتة واحدة من حيث وجوب التمسّك والأخذ بها فالأدوية قسم منها ... في العلاج فهذا واجب أخذه وقسم منها ليس ... في ذلك وإنما فيه هذا ... فهذا يحسن استعماله وقسم منها أكثر ... فهذا يوجب تركه فإذا كان الطبيب وصل إلى هذه المرتبة كما ورد في السؤال فلا أذكر بأنه يجوز فقط بل يجب. (246/6) «ما حكم نقل الأعضاء؟ و شرح حديث (كسر عظم المؤمن ميت ككسره حي) وذكر فوائدهالشيخ: أما نقل الأعضاء فهذا يذهب إليه كثير من المفتين اليوم ولا أراه جائز مطلقا لأنه الإسلام هنا أيضا يظهر مزيته على سائر الأديان وعلى المناهج الأرضيّة فإنهم يلاحظوا قضايا لا يتنبهوا لها الأخرون أو يتنبّهون لها ولا يقيمون لها وزنا, الإسلام مثلا يقول (كسر عظم الميت المؤمن ككسره حيا) فإذا كان هناك طبيب مسلم يقول بأنه إذا كان هناك إنسان طبيب ... وأخر مبتور أحد إحدى الأطراف الأعضاء فأجاز للطبيب أن يقطع عضوا منه ويركّبه لذاك الإنسان المبتور له العضو, هذا قد يتبنّاه ... وزنا للبشر الذي ميّزه الله عز وجل كما قال ((ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم في البر والبحر)) إلى أخر الأية فالله كرم الله الإنسان في حدود هذا التكريم حرّم عليه أشياء فإن الأخرون يستبيحونها, حرّم تغيير خلق الله لأوسع المعاني إلا ما أباح الله وحرّم التمثيل حتى بالنسبة للقتلى من الكفار, لا يجوز للمسلم أن يمثّل بالكافر إذا وقع قتيلا في معركة, فقلت إن كان أحد من أطباء المسلمين يُجيز هذه المعاملة نقل عضو من إنسان حيّ إلى إنسان أخر لأنه سمح بذلك وما أظن ... يقول بذلك حينئذ يسهل علينا أن نفهم الحديث السابق (كسر عظم الميّت المؤمن ككسره حيا) لذلك لا أرى جواز نقل الأعضاء الذي اشتهر اليوم بين ... . (246/7) «ما حكم الإجهاض؟» الشيخ: أما الإسقاط في جملة الشروط الثلاثة فنحن يجب أن ندرس الباعث على هذا الإسقاط فإن كان الباعث أمر طبي فهو جائز مادام أنه الروح لم تنفخ فيه ونعني الروح التي جاء الخبر في الشرع عنه والذي ليس عند الأطباء خبر عنه ولا نعني الروح التي هي طبيعة كل مخلوق تقريبا فإذا كان الإسقاط هناك عذر شرعي وقبل نفخ الروح فذلك جائز وأتحقّق حينما أقول عليه السلام لأنني أعلم باختلاطي بالناس أنهم يستجيزون الإسقاط مراعاة للنواحي الإقتصادية أو النظر إلى الجانب إلى هذين الزوجين, ... أن ذلك لا يكفيهم فلذلك فمن باب تنظيم التصرّف بالمال يلجؤون إلى الإجهاض حينئذ نقول إن هذا الدافع على هذا الإجهاض يجعل الإجهاض محرّما ثم استدرك على ما قلت أنفا أنه إذا كان الباعث مشروعا فلا بد من التذكير بأن الإجهاض يجب أن يتولّاه امرأة مسلمة وأن لا يُفسح المجال للطبيب الرجل ولا سيما إذا كان كافرا أن يطّلع على عورة المرأة سواء كانت الكبرى أو الصغرى ... لأن الضرورات صحيح أنها تبيح المحضورات ولكن الضرورات تُقدّر بقدرها كما صنّفت مثل هذا الجواب في هناك ... فقلت يجب البدأ قبل كل شيء إذا اقتضت المرأة أن تُعالج سواء الإجهاض أو غير ذلك أن تعرض نفسها على طبيبة مسلمة, فإذا لم تجد فعلى طبيبة كافرة فإن لم تجد فعلى طبيب مسلم فإن لم تجد فلا حول ولا قوة إلا بالله على طبيب كافر لكن هذه للضرورة مش لأبسط مرض تشكو منه المرأة ف ... وعرضها على طبيب كافر لأن هذا العرض حرام, والحرام لا يستحل بأدنى ... كذلك قضية حبوب منع الحمل يجب أن ندرس الدافع إلى ذلك, فإن كان هناك ضرورة جاز وإلا فلا يجوز للمسلم أن يقف في طريق رغبة الرسول عليه الصلاة والسلام التي عبّر عنها بقوله (تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) تزوّجوا الولود الودود ثم نجد ناسا من الرجال قد منحهم الله عز وجل من الأزواج يصدق فيهن أنها ودود ولود فينكر نعمة الله عز وجل فيتعاطى حبوب منع الحمل بينما الرسول عليه السلام يريد تكثير سواد أمته كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة لذلك فلا يجوز لمسلم أن يكون بين رغبة الرسول عليه الصلاة والسلام دون رغبة الرسول عليه السلام بسبب هذه الحبوب, يجب أن نستحضر هذا مع شيء أخر أيضا تواتر عند جماهير المسلمين فقد قال عليه الصلاة والسلام (ما من مسلميْن يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث إلا لم تمسهما النار إلا تحلّة القسم) وهذا أيضا مجال البحث طويل فحسبنا هذا لنظرا لكثرة الأسئلة. السائل: نص السؤال تقريبا حول ... كلية الطب ... التعلم؟ الشيخ: ستسمعون الأن رأيا تستغربونه ولكنه عدة الإسلام, لا نرى جواز ما ابتليَ به الشباب المسلم اليوم المتحضّر. السائل: سؤال حول تجربة تشريح الجثث في كلية الطب بقتل التعمّد. الشيخ: أقول هذا يعود إلى ما ذكرناه أنفا من التمثيل وقد نهى عنه الرسول عليه السلام, كما نهى عن كسر عظام الميّت المؤمن كما ذكرنا أنفا, لذلك أقول في توجيه هذه العملية التي لا بد منها, ينبغي إذا كان ولا بد من إجراء مثل هذه العلميات أن تُجرى على من لا يؤمن بالله واليوم الأخر وهذا واضح من كلمة مؤمن (كسر عظم المؤمن الميت ككسره حيا). المسلم له حرمة, ليست هذه الحرمة لغيره من الكفار. (246/8) «الكلام على عقيدة الولاء والبراء، وبيان خطأ فهم بعض الكتاب حول حديث (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) وذكر حقوق المسلمين بعضهم على بعضالشيخ: نحن لا نزال نُؤخذ بالدعايات الفارغة اليوم الإخوة في الإنسانية, هذا في الواقع من الألفاظ التي تقتل عزّة المسلم في قلبه فلا يرفع رلأسه ولا يعرف عظمة نعمة الله عليه حينما جعله مسلما, فكلهم من بشر وكلهم إخوان فعلى ذلك فهناك بعض المكائد وبعض الفسّاد من يُسوّي بنفسه مع الكافر فيقول الأخ فلان, إخواننا النصارى وربما يصل العهد وأرجوا أن لا يصل وإلا إن وصل يكون بعيدا, فاللهم حوالينا ولا علينا, أخشى أن يأتيَ زمن أن يقول القائل منهم إخواننا اليهود, ليس هذا بعيدا أبدا لا سيما والسياسة العربية زعموا تأتي إلى تسوية القضية وهذولي إخواننا, واتهامنا ... فلهم ... علينا وأيضا أهتبلها فرصة إذًا سيأتي من يقول " لهم ما لنا وعليهم ما علينا ". وأقول الأن هذه الجملة من الأخطاء الفاحشة المنتشرة على ألسنة الكتّاب الإسلاميين وعلى محاضريهم ووعّاظهم حينما يتحدّث المتحدّث منهم عن حقوق أهل الذمة وقد أتيحت لي هذه الكلمة بالذات المسلمين اليوم أهل الذمة وأقاموا مقامها لفظة "المواطنين" من جملة هذه الألفاظ الناعمة كما يُسمّونها أم الخبائث, سمّاها الشارع أم الخبائث هم يسمونها " مشروبات روحيّة " كذلك لفظة أهل الذمة رُفعت من تاريخ الحضارة الإسلامية اليوم وأقاموا مقامها لفظة " المواطنين " ما في فرق هذا مواطن وهو مواطن, يقولون حينما يتحدثون عن حقوق أهل الذمة أن الرسول صلى الله عليه وأله وسلم قال ( ... لهم ما لنا وعليهم ما علينا) أقولها صراحة هذا كذِب على رسول الله, ... عن قصد هذا أمره إلى الله لكن الواقع أن نسبة هذه الجملة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وأنه قالها في حق أهل الذمة وهم لا يزالون كفّارا هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإنما قالها في الكفّار جميعا سواء كانوا يهودا أو نصارى أو مشركين إذا أسلموا فلهم ما لنا وعليهم ما علينا, الخطأ نشأ من خطأ وبتر هذه الجملة من الحديث فأطلقوها على أهل الذمة ولم يقلها الرسول عليه السلام في حق أهل الذمة ويستحيل أن يقولها لأن الله يقول ((أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون)) ((مالكم كيف تحكمون)) كيف تقولون في الكفار أهل الذمة لهم ما لنا وعليهم ما علينا؟ كيف هذا ونحن نعلم أن للمسلم من الحقوق ما ليس للذمي, (للمسلم على المسلم خمس) وفي رواية (ست) (إذا لقيته فسلِّم عليه) هل تُسلِّم على أهل الذمة إذا لقيته؟ لا ونعم على حسب بقى ثقافتك وعلى حسب اعتزازك بدينك, فالرسول يقول (حق المسلم على المسلم إذا لقيته فسلّم عليه) ومفهوم هذا أنك إذا لقيت الكافر ف ... تسلم عليه, هل تفعلون ذلك؟ عسى, كيف ذلك والرسول عليه السلام يقول (إذا لقيتم اليهود والنصارى فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطرق). أعترف أن هذه الأحاديث أصبحت نسيا منسيا نظرا للسياسة, السياسية التي تريد التقريب بين المسلمين وبين غيرهم لاسيما إذا كانوا من المسلمين مستوطنين في بلاد الكافرين, أنا لا أعتبر هذا من السياسة الشرعية في شيء إطلاقا لأننا حينما نريد أن نسوس الكفار بسياسة ... فنحن نُضيّع المسلمين بهذه السياسة, فمن استطاع أن يُوفِّق بين السياستين فنِمّى هو أما إذا كان ولا بد من القساوة فلتكُن الخسارة على حساب الكفار وليس على حساب المسلمين, هذه الكلمة ... إليها بمناسبة لعلمي بأنها مهمة ... . (246/9) «ما هي الكتب التي ألفت في فقه السنة وما هي أشهرها؟» السائل: ما هي الكتب والمواضيع التي يمكن القراءة في السنة النبوية الشريفة ... ؟ الشيخ: الكتب المؤلفة في السنّة لها اختصاصات مختلفة, فمنها ما هو مؤلف في الأحكام ومن أوجزها وأقربها تناولا كتاب "بلوغ المرام من أحاديث الأحكام" للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني وعليه شروح, وعليه شروح أسهلها وأقربها تناولا " سبل السلام شرح بلوغ المرام " " سبل السلام " للحافظ العالم المحقّق محمد بن إسماعيل بن مرعي وعليه شرح أخر للشيخ محمد صديق حسن خان كان ملك مقاطعة من مقاطعات الهند تعرف ب ... فهو محمد صديق حسن حسن خان ملك ... وكان على النهج السلفي وكتابه هذا أجود من سابقه لأنه متأخّر عنه واختلف عليه بعض الأشياء والسابق على الرغم من فضله فقد كان قبل ذلك متمذهبا بالمذهب الزيدية ولاتزال بعض الأثار واضحة بيّنة في شرحه ... ذلك أما صديق خان فنشأ ببيئة سُنّية من جهة ثم سلك طريق الكتاب والسنّة أي طريقة السلف الصالح ثم توجد كتب أوسع من ذلك، من ذلك مثلا كتاب " المنتقى من أخبار المصطفى " لجد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وهو عليه شروح لكن لم يُطبع منها إلا شرح الإمام الشوكاني محمد بن علي الشوكاني وهو المسمّى ب " نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار ", هذا فيما يتعلق بفقه الحديث وأحاديث الأحكام. (246/10) «ذكر الكتب التي ألفت في الآداب والأخلاق، والكلام على كتاب رياض الصالحين للنووي، والجامع الصغير للسيوطي وتخريج الألباني لأحاديثهالشيخ: وهناك كتب أخرى مؤلّفة فيما يتعلّق بالأداب والأخلاق الإسلامية ومن أصحّها انتقاء كتاب " رياض الصالحين " للإمام النووي رحمه الله وعليه شرح لبعض المتأخّرين المسمّى ب " دليل الفالحين " لابن علاّم فهو يفيد من الناحية الشرحيّة لكن من الناحية الفقهيّة ليس هو هناك ثم يأتي بعد هذا الكتاب في نفس الموضوع وأكثر ما مادة ولكن فيه كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ألا وهو كتاب "الترغيب والترهيب " للحافظ عبد العظيم المنذري وهناك كتب مُرتّبة على حروف ألف باء على ترتيب القواميس, وهذا أقرب تناولا من جهة من الكتب السابقة لكن تحتاج إلى أن يحفظ الإنسان للمراجعة أطراف الأحاديث الأولى, من ذلك مثلا الكتاب المذكور ب " الجامع الصغير من كلام السيد البشير النذير " للحافظ جلال الدين السيوطي, لكن ... هذا الكتاب مشحون مع الأسف الشديد بالأحاديث الضعيفة والموضوع وقد كان ألّف المصنّف نفسه ذيْلا لهذا الكتاب سماه ب " ذيل الجامع الصغير " ثم جاء من بعده الشيخ يوسف النبهاني اللبناني فضمّ هذه الزيادة إلى الجامع الصغير وسمّاه " بالفتح الكبير بضمّ الزيادة إلى الجامع الصغير " وكان طُبِع في مصر في ثلاثة مجلدات, وصفحات هذه النسخة ممتلئة ليس فيها بياض على الطريقة العصرية اليوم، فالحديث في عقب الحديث والحديث في عقب الحديث وهو مع ذلك في ثلاثة مجلدات ويبلغ عدد الأحاديث الموجودة فيه أكبر من خمسة عشر ألف حديث, فالمادة غزيرة وغزيرة جدا مع أنه عُنِيَ بتخريجها ولكن على طريقة الرمز وهي مع تضخّم الكتاب كثيرة وكثيرة فهو يذكر الحديث فيقول " د " " ه " " خن " " خب " " خد " إلى أخره, عن ... عن أبي هريرة عن ... إلخ. ففي هذه الطريقة من التخريج لأحرف الرمز ضَؤل حجم الكتاب أما مادته الحديثية فيكاد لا يوجد كتاب على وجه الأرض يُضاهيه في غزارة المادة, خمسة عشر ألف حديث والإجتهاد الأصل وهو " الجامع الصغير " عند العلماء وطلاب العلماء والحفّاظ والأدباء لأنه فيه مادة يعني غزيرة جدا يجد كل واحد فيه ضالته كنت ... بخدمة هذا الكتاب " الفتح الكبير " اللي معه الزيادة, فجعلت منه كتابين نسخة ... الأول " صحيح الجامع الصغير وزيادته " والأخر " ضعيف الجامع الصغير وزيادته " والأول أي الصحيح مطبوع في ستة مجلدات في مكتبة ... وفيه أكثر من سبعة ألاف حديث صحيح والأخر طُبِع منه أربعة مجلّدات وبقي المجلد الخامس والسادس وهو " ضعيف الجامع الصغير " هذا النوع أيضا مما ألّف في علم الحديث ومتون الحديث ليس فيه مراعاة علم معيّن كالأحكام أو الأداب وإنما هو جَمَع من كل العلوم التي تضمّنها علم الحديث وعلم السنّة. (246/11) «ذكر شروح كتاب الجامع الصغير للسيوطيالشيخ: ولهذا الكتاب الأصل وهو " الجامع الصغير " شروح عديدة فأنفعها وأوسعها كتاب عبد الرؤوف المناوي المسمّى ب " فيض القدير في شرح الجامع الصغير " وقد اختصره هو نفسه في مجلدين مطبوعين أيضا وسمّاه " التيسير بشرح الجامع الصغير " وهناك شرح أخر للشيخ العلقمي ولكن إنما طُبِع منه ... الأول فقط مع ... , هذا فيما يتيسّر الأن من الكلام على بعض الكتب الحديثية. (246/12) «كيف نعرف وقت المغرب والعشاء لأن بعض المناطق تتفاوت في الوقت وقد يطول في بعض المناطق كالقطب الشمالي والجنوبي؟» السائل: سؤال ... في بعض البلاد ... أنصار السنّة فما رأيكم في ذلك وخاصة في رمضان؟ الشيخ: نعم, الذي جاء في السؤال ... وهو قوله مضطر للتقدير ولكن قبل هذا التقدير يجب إفراغ الجهد لنعرف الوقت, وقت المغرب ووقت العشاء في أيام الصحو إذا أمكن, وهذا له ضابطة وله قاعدة في السنّة, لأنكم تعلمون المغرب حينما تغرب الشمس, ووقت العشاء حينما يغيب الشفق الأحمر, فما أدري كيف تسير الأوضاع هنا خاصة أما في القطب الشمالي وفي القطب الجنوبي فكلكم يعلم أن هناك بيكون ... أيام بل وشهور وكذلك النهار في بعض الفصول فهناك لا يمكن الفصل فلا بد من التقدير لكن ... الغروب والطلوع قد لا ... غروب الشفق الأحمر فينبغي أن نلاحظ هذا, إذا أمكن فإذا لم يمكن فحينذاك يصار إلى التقدير كما جاء في السؤال. (246/13) «هل يجوز دفع الزكاة لبناء المساجد خاصة في هذه البلاد؟ و تفسير سبيل الله في قوله تعالى: ((إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل» الشيخ: هنا سؤال يقول هل يمكن دفع الزكاة لبناء المساجد وخاصة في هذه البلاد؟ نقول لا, لأن الله عز وجل صرّح في القرأن الكريم بقوله ((إنما الصدقات للفقراء والمساكين)) ثم قال ((وفي سبيل الله)) قوله تعالى ((وفي سبيل الله)) لا يعني بالمعنى الأوسع الذي يذهب إليه بعض الكتّاب الإسلاميين, ذلك لأن التوسّع في فهم هذه الجملة من الأية يقضي على البلاغة التي تضمّنتها هذه الأية بأداة الحصر من حيث قوله ((إنما)) إن من حيث الأصل بالتنصيص على مفاريد مصارف الزكاة فإذا كان سبيل الله يشمل هذه الأنواع التي صرّح بها في الأية وغيرها مما لم يُصرّح وهو أكثر وأكثر بكثير تذهب حينئذ دلالة القرأن وفصاحته المعروفة, هذا شيء وشيء أخر لا يوجد في السنّة التي عرفتم أنها تتولّى بيان القرأن الكريم ما يساعدنا على توسيع دائرة الفهم لهذه الجملة ((وفي سبيل الله)) اللهم إلا في مسألة واحدة, زيادة على المعنى المتبادر عند الإطلاق بهذه الجملة " سبيل الله " ... فدلت السنة ... أن ندخل في هذا " سبيل الله " شيئا أخر غير الجهاد ألا وهو ... ((سبيل الله)) فهو الجهاد طبعا فوُجِد في السنّة ما يُمكن أن يُدخِل في هذا الإسم " سبيل الله " شيئا أخر غير الجهاد ألا وهو صَرْف المال لبعض الفقراء للحج إلى بيت الله الحرام, هذا جاء النص على ذلك وهو ما ... الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما حجّ حجّة الوداع جاءت امرأة تُعرف بأم طَلْق شاكية زوجها أبا طلق إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم بعد رجوعه من الحج, قالت يا رسول الله حجّ أبو طلق على جمله سنام وطلبت منه أن يحجّيني معه على ... أخر ... فأبى عليّ فأرسل الرسول عليه السلام وراء أبي طلق وقال له زوجك تقول كذا وكذا, قال يا رسول الله جملي فلان يعني الذي أشارت إليه المرأة وكانت طلبت من زوجها أن تحج عليه. هو في سبيل الله كأنه يقول موقوف للغزو عليه في سبيل الله فقال عليه الصلاة والسلام - وهنا الشاهد - (ألا إنك لو أحججتها عليه لكان في سبيل الله) فأخذ من هذا الحديث الإمام أحمد أن دفع الزكاة لإحجاج من لا يستطيع الحج هو في سبيل الله فليس عندنا ما يساعدنا على توسيع معنى هذه الجملة إلى أكثر من أنها تشمل بالإضافة إلى الحج, إلى الجهاد, الحج إلى بيت الله الحرام. (246/14) «هل كل مسلم مكلف بمعرفة الأدلة؟» الشيخ: يقول السائل من يتّبع الطريقة السلفية يجب أن يكون ... التحقق من الأدلة طبيعي يسأل عن الدليل ألا يكون أيضا قد تمذهب وكيف يمكن لعامة المسلمين جميعهم أن يأخذوا الأحكام من أدلتها؟ يبدو أن السائل لم يحضر الأجوبة السابقة على ذاك السؤال فنضطر ... الجواب ... الجواب فنقول ليس كل مسلم مكلّف أن يعرف الأدلة الشرعية لأنه هذا ليس مستطاع وإنما يتقي الله ما استطاع ... , من جهة أخرى نحن حينما نقول أو ندعو إلى التمسّك بما كان عليه السلف نعني أن السلف لم يكن عندهم مذهب بكري ومذهب بكْري ومذهب عمري وعثماني وعلوي, مذهب علي, لم يكن هذه المذاهب عند السلف, فهذه القاعدة أو من يظن أنه تابع لجميع العلماء طبعا الجواب لا, بل ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) إذا ... الناس هم العلماء ف ... ناس ماذا كانوا يفعلون؟ كيف كانوا يتعبّدون الله؟ ... فيما مضى قال تعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) فليس معنى دعوى التمذهب بمذهب السلف الصالح أننا نفرض على إنسان من الذين لم تتح لهم فرص التعلم أن يتمسّك بالرأي الفلاني وإنما ((فاسألوا أهل الذكر)) فقد يسأل مرة زيد ومرة بكر و و إلى أخره. فإنما التمذهب حنفي خلاص لازم يولد حنفي لأنه أبوه وأمه حنفيون كانوا, في خلاف بينهما فهو تبع لنبيه في مذهبه, إن كان أبوه حنفي فهو حنفي ولازم يعيش كذلك هذا الذي ننكره وهذا الذي لا يعرفه السلف إطلاقا. خلاصة القول كل مسلم يعمل ما يستطيع وليس معنى ذلك التزام مذهب معيّن, لا يرضى به الجميع, لا, إنما ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)). (246/15) «ما حكم الأكل من اللحوم المستوردة من الدول الكافرة؟» الشيخ: يقول السائل قد فَصَلت من الأمر مسألة أكل اللحوم غير المذبوحة ولكن قد يقع التباس بالنسبة لمن يتعامل مع أهل الكتاب حيث لا ... وطعام أهل الكتاب من ... ؟ فهذا ... الأمر بال ... حينئذ ... أخر له فيسجل له طعاما في هذه البلاد فيه لحوم, فهل له أن يسأل عن طبيعة اللحوم المقدمة إن وقعت شبهة عدم الذبح في البلد أم ... أن لا يسأل ... أيضا في بيت المسلم. الجواب نعتذر عن التقسيط لضيق الوقت والجواب بإيجاز ... أيضا فيما سبق إما أن تعلم أن ذبائح أهل الكتاب ذُبِحت ذبحا شرعيا فكله هنيئا مريئا وإن كنت تعلم أنها قُتِلت قتلا ولم. (246/16) «ما هو العدد الذي تنعقد به صلاة الجمعة؟» الشيخ: ... يجب أن ننظر في الدليل الذي ألزم هذا المجتهد أن يشترط هذا العدد وحينما فعل أهل التحقيق وجدوا نوعين من الأحاديث في عدد الأربعين, النوع الأول وهو صحيح أن أول جمعة جُمِعت كان عدد الصحابة أربعين, هذا صحيح ولكن هذا لا يدل على أنه هذا الأمر الذي اتفق أنه وقع, لا يدل على أنه شرط من شروط صحة الصلاة, فكل صلاة جمعة ستتكرّر ضروري أن يكون العدد أربعين فصاعدا, لأنه هذا كما يقول علماء الأحناف في قضية أخرى واقعة عين, هكذا اتفق فكان عدد أربعين ... أحد وأربعين, لا بد ما يكون تسع وثلاثين أو ما شابه ذلك, فهذا لا يدل على الشرطية وإنما القسم الثاني من الأحاديث هي تدلّ على الشرطية ولكنها غير صحيحة باتفاق علماء الحديث وفي مقدّمتهم الإمام أبو الحسن الدارقطني فقد ساق كل الأحاديث الورادة في تحديد عدد من ثلاثين أو أربعين أو خمسين, الروايات كلها مختلفة وهي كلها واهية الأسانيد لا تقوم بها حجة. إذًا لم يثبت اشتراط عدد الأربعين بصورة خاصة حديث تقوم به حجّة, على أننا نكتفي بإطلاق قول الله عز وجل عن اشتراط أي عدد ((إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله)) الذي يُنادي شخص والإمام شخص و رجل ثالث شخص فهم ثلاثة و هذا جمْع على أن بعض العلماء يقولون اثنان فما فوقهما جماعة وإن كان رُوِي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ولكنه إسناده ضعيف, تفضل. السائل: ... . الشيخ: أه عفوا أنا ما فهمت ... سؤال السائل, تفضل. (247/1) «متى يبدأ وقت صلاة الضحى؟» السائل: ... بعد صلاة الفجر ساعة ثمانية وساعة تسعة يجوز صلاة الضحى؟ الشيخ: صلاة الضحى قال عليه الصلاة والسلام (صلاة الأوابين حين ترمد الفصال) وقت صلاة الضحى يبدأ من بعد ذهاب وقت كراهة الصلاة بعد طلوع الشمس يعني بنحو ثلث ساعة نصف ساعة يدخل وقت صلاة الضحى لكن الأفضل أن تُصلّى صلاة الضحى حينما تشتدّ حرارة الأرض كما أشار الرسول عليه السلام في هذا الحديث ولكن .. السائل: الساعة التسعة. الشيخ: نعم الساعة تاسعة يكفي في هذا (صلاة الأوبين حين ترمض الفصال) , غيره. (247/2) «ما حكم الجهر بالإستغفار دبر كل صلاة؟ و فيه الكلام على بدعية الاجتماع على الذكر وتقسيم البدع إلى إضافية وحقيقية وذكر الأمثلة لهماالسائل: بالنسبة لمثلا في بعض المساجد, بعد كل فرض .. الشيخ: عفوا السائل: بعد كل فرض الجماعة تستغفر ثلاثة مرات, في بعض ناس ... فهل هذا في ... تشويش على المصلين؟ الشيخ: أي نعم، الاستغفار بعد الصلاة سنّة من سنن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وقد جاء في صحيح مسلم من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا سلّم من الصلاة قال (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) وفيه أيضا في صحيح مسلم الحديث لعله من حديث أبي ذر أو غيره من الصحابة أن الرسول عليه السلام كان إذا سلّم من الصلاة استغفر الله ثلاثا ثم قال (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) قيل لأحد رواة الحديث وهو سفيان الثوري كيف الاستغفار؟ قال أستغفر الله, أستغفر الله, أستغفر الله, يعني استغفار الرسول عليه السلام لم يكن مطوّلا وإنما كان مختصرا كما سمعتم, فالاستغفار المسؤول عنه هو أوّلا سنّة وسنّة على وجه الاختصار ثم لا يشرع في هذا الاستغفار الجماعة يعني ... ورفع الصوت لأن ذلك لم يكن من عمل السلف الصالح, وكما أهل العلم " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف "، والاجتماع على الذكر بعد الصلاة بصورة خاصة أو في أي وقت بصورة عامة هو من البدع الإضافية بتعبير الإمام الشاطبي في كتابه العظيم "الاعتصام" البدع تنقسم إلى قسمين وهذا التقسيم يجب أن يعيه طلاب العلم لأن به تزول من أذهانهم مشكلات كثيرة حول ما يجري خلاف بين أفراد أو جماعات المسلمين. البدع يقسّمها الإمام الشاطبي إلى قسمين, بدعة حقيقة وبدعة إضافية, يقول في تعريف البدعة الحقيقة " هي التي لا أصل لها مطلقا في الكتاب أو في السنّة " ويضرب على ذلك بدعة القول بالجبر والاعتزال إنكار القدر وتكفير مرتكب الكبيرة و نحو ذلك, هذه بدعة حقيقة. القسم الثاني وهو الأهم من القسمين الأمر لأن الأمر الأول واضح لدى جميع الناس أما القسم الثاني فهو الذي يخفى على كثير من أهل العلم فضلا عن غيرهم, البدعة الإضافية يقول " هي التي إذا نظر إليها من جانب وجدتها مشروعة وإذا نظرت إليها من جانب أخر وجدتها مخالفة للسنّة " ويضرب على ذلك أمثلة منها السؤال الوارد, الذكر بعد الصلاة برفع الصوت جماعة والدعاء بعد الصلاة جماعة, الإمام يدعو والناس يؤمّنون على دعاءه يقول هذا وهذا من البدع الإضافية, لماذا؟ لأن الذكر بعد الصلاة ثابت في السنّة وقد ذكرنا لكم أنفا استغفار الرسول ثلاثا وقوله (اللهم أنت السلام ومنك السلام) إلخ, ولكن طرأ على هذا الذكر ما لم يكن. فبهذا الاعتبار دخلت في البدعة الإضافية و هذا لا يشكلنّ على أحد منكم لأننا لو رأينا إنسانا يجهر مثلا بالقراءة في الركعة الثالثة من صلاة المغرب لبادرنا إلى الإنكار عليه, لماذا؟ لأنه خالف سنّة الرسول صلى الله عليه وأله وسلم, طيب خالف سنّة الرسول مخالفة جذرية؟ لا مخالفة شكلية, الرسول قرأ بلا شك في الركعة الثالثة ولكن كيف قرأها؟ سرا, فهو إذا جهر بها فقد خالف السنّة في الجهر بها, فهذه تسمّى بدعة إضافية لأنه من حيث القراءة, فالقراءة سنّة من حيث الجهر, فالجهر بدعة لأنه السنّة فيها الإسرار. كذلك الاستغفار بعد الصلاة سنّة ولكن السنّة فيها الإسرار فالجهر بها بدعة لكنها بدعة إضافية, كذلك كان يدعو الرسول عليه السلام بعد الصلاة دعاء مختصرا (اللهم أنت السلام) مثلا, كان أيضا يقول (اللهم قني عذابك يوم تبعث عذابك) كان يقول لمعاذ (يا معاذ إني أحبك فلا تدعنّ أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسنك وعبادتك) ولكن الأصل في هذ الذكر هو السر فالجهر يكون بدعة إضافية. إذًا إذا أردت أن نحقق فينا قول الله عز وجل ((إن كنتم تحبون الله)) فعلينا أن نحقّق تمام الأية ((فاتعبوني يحببكم الله)) واتباع الرسول صلى الله عليه وأله وسلم يجب أن يكون اتباعا مطلقا كاملا ليس فيه شيء من الفلسفة, من المنطق الخاص فيقال كما يقول كثير من الناس "يا أخي شو فيها" "شو عليّ إذا علمنا كذا وكذا" "شو عليّ إذا جهرنا بالذكر", يكفي أن تعلم أيها المسلم جواب سؤالك "شو فيه شو عليها؟ " عليها أنك خالفت الرسول عليه السلام الذي كل عمله هو من وحي السماء, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن الأمثلة الواضحة والمقرِّبة لهذا الذي نقول, لا يزال المسلمون حتى اليوم, لا يزالون لا يؤذّنون لغير الصلوات الخمس ولعلي أضطر إلى تخصيص كلامي السابق حين أقول لا يزال المسلمون فأقول أعني علماءهم وإلا فستسمعون استثناء لهذا, لا يزال المسلمون حتى اليوم لا يؤذنون إلا للصلوات الخمس, فهم لا يؤذنون مثلا لصلاة الاستسقاء, ولا لصلاة الكسوف, ولا لصلاة العيدين ولا لصلاة الجنازة, لماذا؟ لو أن مخترعا أو بالأحرى مبتدعا في قرية ليس فيها أهل العلم قال يؤذن لصلاة العيد فأنكر عليه أحد طلبة العلم قال يا أخي هذا ما سمعنا به لا عن الرسول لا عن الصحابة لا عن الأئمة وهذه كتبهم كلها مطْبقة أنه صلاة العيد ليس لها أذان فأجاب بمثل جواب المحكي سابقا "شو فيها يا أخي ذكر الله الله أكبر الله أكبر" فيها كما قال الإمام مالك رحمه الله ورضي عنه لما جاءه رجل وهو في المسجد النبوي يستفتيه, يقول له أريد أن أحرم بالعمرة من مسجد الرسول عليه السلام, أي لا من الميقات من ذي الحليفة أو المكان الذي يسمّيه العامة اليوم أبيار علي وهذه التسمية لا أصل لها. (رفع الأذان وردد الشيخ رواءه الله أكبر الله أكبر) قال وأنهي الكلام بهذا, قال أريد أن أحرم من مسجد الرسول عليه السلام, قال إني أخشى عليك الفتنة, قال وأيّ فتنة؟ هذه إنما هي خطوات, أزيدها قال ... فتنة أكبر من أن تظنّ أنك أهدى من الرسول صلى الله عليه وأله وسلم بهذه الخطوات التي تزيدها على الرسول, فإما الرسول نقص وأنت استدركت عليه, وإما هو كان غافلا ضالا وأنت اهتديت إليه, فأي فتنة أكبر من هذا؟ هذه الكلمة في الواقع يجب أن تسجل في أذهان كل المسلمين حتى يعرفوا خطورة الابتداع في الدين ولو في أبسط الأشياء وأتفه الصور كما كنا نحن نتكلّم أنفا بالجهر بالاستغفار بعد الصلاة وفي الأذكار بصورة عامة التي لم يشرع الرسول عليه الصلاة والسلام الجهر فيها وبهذا القدر كفاية وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. (247/3) «شرح قوله تعالى: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) وذكر فوائدهاالسائل: ... نحو تفسير هذه الأية الكريمة ... كما وعدت ... ؟ الشيخ: ما أدري إذا كان إخواننا مخصّصين شيء من التنظيم ... قد نكون مربوطين بمواعيدهم ... . السائل: ... أنا ... في تفسير الأية يعني ... . الشيخ: الأن أو بعد الصلاة؟ السائل: ... . الشيخ: جاء في صحيح البخاري قول ... قصة مهمة تُبيّن عظمة هذه الأية من حيث ما تضمنّته من هذا الفرض الإلهي الذي تفضّل الله به على المسلمين حيث أتمّ لهم الدين كما صرّح في هذه الأية الكريمة, ذلك أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب في خلافته فقال يا أمير المؤمنين أية في كتاب الله لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا, أية في كتاب الله يعني القرأن لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا, قال ما هي قال ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) فقال عمر رضي الله عنه لقد نزلت في يوم عيد, لقد نزلت على رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم في يوم جمعة وهو على عرفات, عيد في عيد وليس عيد واحد فقط, يوم جمعة ويوم عرفة, فالعبرة من هذه القصة هو أن أعداء الإسلام مع الأسف الشديد عرفوا أهمية بعض النصوص التي عندنا حيث غفل كثير منا عن ذلك, فهذه الأية يقول هذا اليهودي "لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا" أما المسلمون فهذه الأية يتلونها ولا يشعرون أبدا بخطورتها وما تضمّنت من عظمة هذه المنّة التي يمتنّ بها ربنا على عباده في قوله ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))، ذلك لأننا لا سيما في هذا الزمن نشعر تخبّط الدول والأمم التي تزعم لنفسها الوعي والثقافة و والعلم إلى أخره, ففي كل يوم يأتون بدساتير جديدة فضلا عن قوانين, في كل يوم تتبدل وتتغيّر لماذا؟ لأنها تنبع من الأرض, بل تنبع من الأهواء والشهوات المتباينة المتناقضة, أما كتاب الله فقد نزل من ربنا تبارك وتعالى بوحي السماء الذي يعلم ما تحتاجه كل الأمم في كل عصر في كل زمان ومكان, وبذلك كفى الله عز وجل عباده المؤمنين أن يأتوا في كل يوم بقوانين وتشاريع جديدة يتخبّطون فيها سنين طويلة حتى يتبيّن لهم بعد هذه التجارب أنما كانوا فيه إنما كانوا في ضلال مبين, فحينما يؤمن المسلم أن الله عز وجل أكمل الدين وأتم النعمة على عباده يستريح من الابتداع والاختراع في الدين ثم يوجّه قدرته وملكاته إلى الابتداع في الدنيا بما ينفعه في الدنيا, فقدرة الإنسان وطاقته كما نعلم جميعا هي محدودة وإذا صرَففَها الإنسان في جهة بقدر ما اتجه إليها نقص من الاهتمام بالجهة الأخرى, فالمسلمون اليوم لو أحصِيَت البدع التي ابتدعوها على مر القرون والعصور لبلغت الألوف المؤلفة. وفي الواقع كنت شرعت منذ عشرين سنة في مشروع واسع جدا ثم حالت بيني وبينه المشاريع العلمية الكثيرة, مشروع سمّيته بقاموس البدع لأنها كثيرة و كثيرة جدا وزوّرت في نفسي التصنيف على الأبواب الفقهية بدع الطهارة بدع الصلاة الزكاة إلى أخره, ففي كل عبادة تجد فيها مئات البدع, عندنا مثلا كتاب "أحكام الجنائز وبدعها" كتاب مطبوع, ذكرت بدع الجنائز تجاوزت أو بلغت تقريبا نحو مائتين بدعة وهذا طبعا ليس على طريقة الإحصاء والاستقصاء, فالشاهد هذه الجهود التي صُرِفت إلى الابتداع في الدين وقد كفانا ربنا المؤنة بأنه أتم علينا النعمة بإكمال الدين, فلو وجّهنا هذه الهمم إلى ما قال الرسول عليه السلام لنا صراحة (أنتم أعلم بأمور دنياكم) لكنا حينئذ سادةً ليس في الدين فقط بل وفي الدنيا أيضا ولم نكن عالة على أعداءنا في السلاح الذي نريد أن نقاتل به أعداءنا, لكُنا نحن الذين نُصدر إلى أولئك الناس السلاح بدل من أن نشحنه منهم ونسأله أيضا. فهذا من أهمية هذه الأية أن نعرف أن الله عز وجل أكمل الدين فنقف عند حدود الله تبارك وتعالى ولا نتعداها ونصرف همة الابتكار والاختراع والابتداع في الدينا وليس في الدين, لأن الدين كامل أما الدنيا فلا تتناهى وفي كل يوم كما ترون جديد وجديد. والبحث حول هذه الأية له طبعا مجال أوسع وأوسع ولعلنا نتوسّع في مناسبة أخرى وقد تكون قريبة إن شاء الله بعد صلاة العشاء ولعل بهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. (247/4) «بيان خطورة التفرق في مجلس العلم و عدم التقارب فيه و بيان أن صلاح الظاهر من صلاح الباطن و بيان أنه ينبغي على المسلمين ألا يستيهنوا بهذه الآداب العظيمة التي يسميها بعض المخالفين قشورالشيخ: كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وأله وسلم فنزلنا منزلا تفرقنا في الوديان والشعاب فقال عليه الصلاة والسلام (إنما تفرقكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان) قال فكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلا اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا, وهذه حقيقة شرعية ونفسية في آن واحد, ذلك لأن الشرع قد أكّد في غير ما نص واحد أن الظاهر صلاحه بصلاح الباطن وفساده بفساد الباطن وصلاح الباطن صلاح الظاهر وفساد الباطن ... فساد الظاهر يعني أن هناك تفاعلا بين الظاهر والباطن كلاهما يُقوّي الأخر في الصلاح وفي الفساد, وحينما يقول العلماء " الظاهر هو عنوان الباطن " يعنون هذه الحقيقة. ذلك مما جاء في أحاديث كثيرة منها الحديث المشهور والمخرّج في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس). لا تنس تصلي التحية يا سيد, صليت التحية؟ أحسنت. (وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) فإذن إذا كان القلب صالحا نضح صالحا والعكس بالعكس, من هنا قال العلماء " الظاهر عنوان الباطن " كذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم من هديه وسنته إذا قام إلى الصلاة أمر بتسوية الصفوف وكان في كثير من الأحيان يقول (لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم) (لتسوون صفوفكم) فإن لم تفعلوا ضرب الله قلوب بعضكم ببعض, أي كان هذا الاختلاف في الظاهر في تسوية الصف سببا لاختلاف في الباطن, من هذا الباب تماما حديث أبي ثعلبة الخشني أن الرسول عليه السلام قال لهم (إنما تفرقكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان) وهذا وين ... هم؟ في البرّية في ال ... , فكيف بنا إذا جلسنا لذكْر ولعلم فلا يليق بنا أن نجلس هكذا كما. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كما جاء في صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام دخل يوما على الصحابة في المسجد رآهم متفرقين فقال لهم (ما لي أراكم عزين) فهذا التفرّق ولو بالأبدان هذا يُنبئ على التفرق في القلوب والأذهان, فإذا ما نحن ابتعدنا عن التفرّق الذي نهى عنه الشارع الحكيم ولو في الظاهر. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. إذا ابتعدنا عن التفرق في الظاهر الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام كان ذلك من أقوى الأسباب في إيجاد الاتفاق في الباطن, لذلك لا ينبغي للمسلمين أن يستهينوا بالآداب الإسلامية الشرعية التي يعبر عنها بعض الناس اليوم بأنها أمور شكلية تافهة لا قيمة لها, فإن هذه الأمور الظاهرة التي يُعبّرون عنها بأنها تافهة وشكليّة هي لها منزلة في الشريعة الإسلامية وبعضهم يُعبّر عنها بأنها قشور والواجب على المسلم أن يهتم باللباب من الأمور ويغفل هؤلاء أو يتغافلون أن اللب الذي يخلقه الله مباشرة دون سعي من الإنسان وتكليفه يخلقه وحوله قِشر ذلك ليحفظه ويَسْلم من الآفات التي قد تعترض سبيل حياته, هذا في الأمور المادية ففي الأمور الدينية والمعنوية كذلك, أي هذه الأمور التي تسمّى بالأمور الشكلية والقشرية هي أيضا من الأمور التي يجب التمسك بها لأنها بها نستطيع أن نحافظ على ما يسمّونه باللب, القشر لا ينبغي الاستهتار به دون اللب فالله عز وجل قد شرع هذا وشرع هذا, شرع اللب لأنه هو الأصل وشرع القشر على حد تعبيرهم للمحافظة على هذا اللب. الاجتماع في المجلس هو من هذه الأمور التي حضّ عليها الرسول عليه السلام في قوله السابق (إنما تفرقكم في الشعاب والوديان من عمل الشيطان) فالتفرّق في الدرس والابتعاد عن المدرس هذا ليس من الإسلام, ليس من الآداب التي شرعها الرسول عليه الصلاة والسلام وبذلك كان هديه عليه الصلاة والسلام إذا جلس بين أصحابه لا يكاد يُميّز ولا يكاد يُعرف أنه هو الرسول المصطفى من بيننا جميعا وكلكم يعلم أن الأعرابي كان يدخل المجلس أو المسجد فيقول أيّكم محمد؟ عليه الصلاة والسلام ذلك لاقتراب بعضهم إلى بعض ولعدم تميّز الرسول عليه الصلاة والسلام بشيء على سائر إخوانه من الصحابة الكرام. هذه كلمة بين يدي ذلك التفرّق وابتعاد بعضنا عن بعض. (247/5) «ذكر الشيخ ما الذي ينبغي على الداعية إذا أراد أن ينصح قوماالشيخ: وبعد ذلك أقول, إن عادة الوعّاظ والمرشدين في غالب الأحيان إن لم نقل دائما وأبدا أنهم يرتجلون موعظة أو درسا يسنفيده الناس الحاضرون منهم ونحن قد نسلك هذا السبيل في كثير من الأحيان ولكننا نرى لاسيما حينما نأتي بلدة لم يسبق لنا أن أتيناها من قبل, نرى أن يكون البحث حول مسائل يختارها أهل البلدة على أساس أن المثل السائد يقول " أهل مكة أدرى بشعابها " " وصاحب الدار أدرى بما فيها " لذلك نرى من الحكمة أن يكون البحث يجري حول ما يخطر في بال أهل البلد من أسئلة أو مشاكل تجول في أذهانهم أو تكون في حياتهم ليسألون عنها حتى يستوضحوا حكم الله تبارك وتعالى فيها, ولقد سنّ الرسول صلى الله عليه وأله وسلم تبعا وتوضيحا لقوله تبارك وتعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) لقد سنّ للمسلمين أن يسألوا عن أمور دينهم, في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم بعث سريّة فجُرح أحد أفرادها ثم أصبح محتلما فسأل هل يجدون له رخصة في أن لا يغتسل وأن يتيمّم فقالوا لا, لا بد لك من الاغتسال, فاغتسل الرجل فمات لأنه جريح ونعلم جميعا ماذا تكون نتيجة الجراحات التي يصيبها الماء, فمات ذلك الصحابي بسبب تلك الفتوى الجائرة, فلما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال (قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العيّ السؤال) (قتلوه قاتلهم الله) لأنهم تسرّعوا فأفتوه بأنه لا رخصة له في التيمّم وإنما كان الواجب عليهم أن يُرخِّصوا له في التيمّم ولذلك قال عليه السلام في تمام الحديث في بعض الروايات (إنما يكفيه أن يتمّم ضربة بكفيه على الأرض). إذًا فنستنّ بالأية والحديث ونقول سلوا عما يهمّكم مما أنتم أحسّ به من غيركم, خير فيما يبدو لي من أن نفتتح كلمة حول أي بحث من البحوث الهامة, تفضل. (247/6) «ما معنى قوله تعالى: ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة))؟» السائل: يقول الله سبحانه في هذه الأية ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)). الشيخ: هذه الأية نزلت في ترك الجهاد وليس كما يظن الناس في حمل هذه الأية على المخاطرة المشروعة وإنما هذه الأية نزلت حينما ركن الأنصار إلى أرضهم وإلى حرثهم وزرعهم والتهى بعضهم بذلك عن الجهاد في سبيل الله عز وجل فأنزل الله عز وجل هذه الأية أي لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فتشتغلوا بالتجارة والزراعة عن الجهاد في سبيل الله عز وجل فيسيطر عليكم حب الدنيا وبالتالي يتسلط العدو عليكم. (247/7) «شرح حديث (إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وأخذتم بأذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) وبيان فوائده و بيان أن بيع العينة تحايل لأكل الرباالشيخ: كما شرح الرسول عليه السلام ذلك في الحديث المعروف في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد وغيرهما قال بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) فإلقاء التهلكة بأيدينا هو هذا الانكباب على الدنيا وترك الجهاد في سبيل الله عز وجل وارتكاب ما حرم الله عز وجل بأدنى الحيل إذا المسلمون فعلوا ذلك سلّط الله عليهم ذلا وها هو الذل بجانبكم, لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم. ففي هذا الحديث إشارة إلى أمرين هامين جدا في فهم, الأمر الأول أن من أسباب انحراف المسلمين, هو من أسباب ضعف المسلمين وذلهم هو انحرافهم في فهمهم لبعض أحكام شريعتهم كالعينة مثلا, العينة بيع من البيوع المحرّمة وهي صورتها أن يذهب ذاهب إلى تاجر سيارات مثلا يشتري من التاجر سيارة بألف دينار نسيئة إلى سنة مثلا, وهو في الحقيقة لا يريد الشراء وليس له حاجة في السيارة وإنما حاجته في الدنانير فبعد أن يُجري هذه المعالمة الصورية ويشتري منه السيارة بمائة دينار إلى سنة يعود هذا الشاري إلى البائع فيبيعه السيارة بأقل من السعر السابق نقدا فيبيعها إياه مثلا بثمانمائة نقدا فيستلم الثمانمائة دينار والسيارة لا تتحرّك من أرضها إطلاقا فيُسَجّل عليه ألف دينار على أن يُسلّمها بعد سنة, هكذا كان الاتفاق بالنسبة للسيارة فلما عاد فباع السيارة بالنقد واستلم الثمن كما فيها, معنى ذلك صورة في سبيل استحلال ما حرّم الله من الربا, فبدل ما يقول له أعطني ألف دينار, أعطني ثمانمائة دينار حتى أوفيك إياه ألف دينار بعد سنة, لا هذه معاملة ربوية مكشوفة والجماعة هؤلاء متديّنين ومسلمين ما بيرتكبوا هذا الحرام المكشوف لكن الشيطان زيّن لهم هذا الحرام بواسطة, كما يقول البعض حيلة شرعية, فبيدخّل السيارة وسيطا في استحلال ما حرم الله عز وجل من الربا, هذا صورة بيع العينة، والعينة مشتقّ من العين يعني عين الشيء يباع ويشرى في مكان واحد بثمنين مختلفين, ثمن النقد أقل من ثمن النسيئة. يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم (إذا تبايعتم بالعينة) أي استحللتم هذا البيع وهو محرّم لأن فيه استحلال ما حرّم الله بأدنى الحيل وقد جاء في بعض الأحاديث التي يُجوِّد إسنادها الحافظ ابن كثير (لا ترتكبوا المحرمات بأدنى الحيل كاليهود) فهذا من حيل اليهود الذين ذكر الله عز وجل لنا قصتهم في السبت وما هي بخافية على أحد, ومن ذلك ما قد لا يعلمه الكثير وهو قول الرسول عليه الصلاة والسلام (لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم الشحوم فجملوها ثم باعوها وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه)، معنى الحديث أن الله عز وجل يخبر الرسول عليه السلام أو يدعو عليهم (لعن الله اليهود) لماذا؟ (حرمت عليهم الشحوم) شحوم الذبائح التي يذبحونها وهي لهم حلال ولكن الأمر كما قال ربنا تبارك وتعالى في حقهم ((فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم)) من هذه الطيبات التي كانت حلالا ثم حُرِّمت عليهم شحوم الدّابة يذبحونها فهي لهم حلال إلا ما فيها من شحم, بظلمهم حُرِّم هذا عليهم, فلم يصبر اليهود على هذا التحريم فاحتالوا عليه ففعلوا ماذا؟ أخذوا هذه الشحوم ووضعوها في القدور وأوقدوا النار من تحتها فسالت وذابت وأخذت شكلا أخر ... مستوي بعد ذوبان, فبظنهم وزعمهم أن هذه الصورة غيّرت من حكم الشرع في هذا الشحم فكان حراما من قبل وصار بزعمهم حلالا من بعد, فلُعِنوا بسبب هذا واحتيالهم في السبت وغير ذلك من الصور التي كانوا يرتكبونها في استحلال ما حرّم الله عليهم. وقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن هذه الأمة ستحذوا حذو اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة كما قال (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) وفي حديث أخر في سنن الترمذي وغيره (حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك) (حتى لو كان فيهم من يأتي أمه) يجامع أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك, ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فها هؤلاء المسلمون هم يرتكبون الحِيل كما فعل اليهود تماما, يستحلون الربا بأسماء يسمونها ما أنزل الله بها من سلطان كما قال عليه الصلاة والسلام في مسألة أخرى (سيكون في أمتي أقوام يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها). فأولئك غيّروا شكل الشحم فاستحلوه وهؤلاء أيضا يغيّرون صورة المعاملة الربوية إلى معاملة ظاهرة بيع وشراء يريدون من وراء ذلك إحلال ما حرّم الله, من ذلك بيع العينة فيقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم (إذا تبايعتم بالعينة) أي إذا انحرفتم في فهمكم لبعض الأحكام الشرعية بارتكابكم الحيل التي ارتكبتها اليهود فاستحللم ما حرم الله بأدنى الحيل كاستحلال العينة (وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع) أي تكالبتم على الدنيا وانشغلتم بها عن القيام بما تعلمونه واجبا ألا وهو الجهاد في سبيل الله, فإنما جزاؤكم حين ذاك أن يُسلِّط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم. فكل المسلمين اليوم يشْكون ولا شك هذا الذل والهوان الذي أصابهم في عقر دارهم باحتلاله من أذل الناس سابقا, كل المسلمين يشكون هذا ولكن هؤلاء المسلمون مع الأسف الشديد لا يزالون يختلفون ويضطربون أشد الاضطراب في الطريق الذي يجب عليهم أن يسلكوه ليرفعوا هذا الذل الذي نزل في عقر دارهم ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)). فرسول الله صلى الله عليه وأله وسلم في هذا الحديث كما أعتقد يضع لنا الخطة لمعالجة هذا الأمر النازل بنا من الذل فهو يقول لنا (لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) وإذا عرفنا أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم ضرب في الطرف الأول من الحديث مثلا لبعض الأنواع من المعاملات. كل منهما سبب في أن يُذَلّ المسلمون ثم كل من المثالين ليس قد ذُكِر في الحديث على سبيل التحديد وإنما ذكر الرسول عليه السلام كُلا منهما على سبيل التمثيل فبيع العينة ضرب به مثلا لأنواع من الحيل التي يرتكبها المسلمون وينطبق عليهم مثل قوله تبارك وتعالى ((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) فهذا الذي يستحل بيع العينة يتعامل بالربا وهو يظن أن لا شيء عليه, يقبض ثمانمائة ويدفع ألفا وهذا حلال بطريق السيارة, وسيط السيارة. هذا ذكره الرسول عليه السلام على سبيل التمثيل لأنواع الحيل لا على سبيل التحديد, كذلك ذكر الأخذ بأذناب البقر والضرب في الأرض واللالتهاء بذلك عن الجهاد في سبيل الله لأمثلة أخرى من الأحكام التي لا يزال المسلمون الحمد لله على علم بها ولم ينحرفوا في فهمها كما وقع في بيع العينة ونحو ذلك ولكن هذا الذي لم ينحرفوا فيه فهما كما هو الشأن في بيع العينة انحرفوا فيه عملا فهم يعلمون أن الجهاد الواجب ويعلمون أن الانكباب على الدنيا بحيث أنه يضيّع الواجبات الأخرى التي فرضها الله على الأمة, يعلمون أنه هذا لا يجوز ومع ذلك فهم يُعرضون عما يعلمون, فالرسول عليه السلام ذكر بيع العينة مثالا لأمثلة عديدة من الانحراف عن فهم الشريعة بطريق الحيلة وذكر الانشغال بالزرع والضرع كمثال للأمثلة الأخرى التي يعرفها المسلمون ثم يخالفونها. (247/8) «حكم نكاح التحليل و بيان التحايل فيهالشيخ: نوع أخر مثلا للحيل الشرعية التي يسمونها ونوع أخر لما يعلمون أنه لا يجوز ومع ذلك فهُم يخالطونه ويواقعونه, مثلا النكاح المعروف في كتب الفقه بنكاح التحليل والمعروف عند العامة عندنا بالشام بـ"التتحيشة", هذا النكاح على الرغم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام (لعن الله المحلل والمحلل له) فيوجد إلى اليوم من يُفتي بجواز هذا النكاح, وأنّ الذي يتزوّج امرأة وفي نيّته يطلقها صباح بناءه عليها ليُحلّها لزوجها الأول هذا أمر جائز, مع أن الرسول عليه السلام قد لعنه ولعن الذي حُلّلت هذه المرأة من أجله, وأكثر من هذا فقد سمّى الرسول عليه الصلاة والسلام المحلّل (بالتيس المستعار) ونعمة التسمية مع هذا كله لا نزال نرى حتى اليوم في كتب الفقه أن نكاح التحليل جائز, نحن لا ننكر أن يُخطئ عالم من علماء المسلمين ويكون في ذلك مأجورا و لكننا نُنكر كل الإنكار أن يُصرّ من تبيّن له هذا الخطأ أن يُصر عليه وقد علم أن الرسول عليه السلام لعن فاعله, فهذا النكاح, نكاح التحليل يراد به الاحتيال على قوله تبارك وتعالى ((فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره)) فيأتي هذا التيس المستعار ويزعم أنه هو الزوج غير الزوج الأول فيُحلّ هذه المرأة للزوج الأول, وكلنا يعلم أن الزوج المذكور في الأية هو المعني في مثل أية أخرى ((وخلق منها زوجها ليسكن إليها)) ((وجعل بينكم مودة ورحمة)) هذا الزوج يتزوّج لمقاصد عظيمة ليحْصِن نفسه وليحصن زوجه وليكثر ذريه أو أمة محمد صلى الله عليه وأله وسلم, من أجل ذلك أمر عليه الصلاة والسلام بنكاح الولود فقال صلى الله عليه وأله وسلم (تزوجوا الولود والودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة). التيس المستعار لا يخطر له في بال شيء من هذه المعاني العظيمة المذكورة في الأية أو في الحديث وإنما كل ما في نفسه الاحتيال على حكم الشرعي استحلال ما حرّم الله بأدنى الحيل. هذا مثال والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا قد وُضع له كتب في بعض الكتب الفقهية بباب الحيل على المكشوف, باب الحيل الشرعية فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم في ذكر بيع العينة ضرب به مثلا لمعاملات أخرى يُحتال بها على ما حرّم الله منها عقد نكاح التحريم. (247/9) «بيان تساهل الناس اليوم في أمر خروج النساء متبرجات وذكر الحديث في ذلكالشيخ: مثال أخر شائع من نوع ما يَعرف المسلمون حرمته وليسوا في ذلك كبيع العينة يظنون أنه حلال وهو حرام, تبرّج النساء وخروجهن بهذا الزي المزري الذي أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عنه في الحديث الصحيح (صنفان من الناس أو قال من أهل النار لم أرهما بعد, رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت ألعنوهن فإنهن ملعونات لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا) وفي حديث أخر (وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام) كل المسلمين اليوم يعلمون نساء ورجالا ان الله عز وجل حرّم خروج النساء متبرجات بزينتهن إلى الشوراع والطرق. (247/10) «تتمة شرح الحديث السابق: (سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم). و بيان حقيقة الخلاف بين أهل العلمالشيخ: فيدلنا الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث, في أخره على العلاج وعلى الدواء الذين نحن إذا تعاطيناه رفع الله عنا الذل, فما هو؟ (سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) وهنا نقطة خطيرة جدا عندي (حتى ترجعوا إلى دينكم) بأي مفهوم؟ أبمفهوم فلان أم فلان أم فلان أم فلان؟ بمفهوم الحزب الفلاني والجماعة الفلانية و و إلى أخر ما هناك من طوائف وأحزاب؟ طبعا الإسلام الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام إنما يريد من الناس أن يفهموه على الوجه الذي أراده, والله عز وجل قد قرّر حقيقة تبنّاها جماهير أهل العلم بقوله تبارك وتعالى ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)) لذلك يقول أهل العلم إن الحق لا يتعدّد والصواب واحد فإذا كان هناك قولان متباينان مختلفان اختلاف تضاد وليس اختلاف تنوّع, وهذه نقطة علمية يجب أن نعرفها أيضا. الاختلاف بين العلماء تارة يكون اختلاف تضاد وهنا يرد قوله تعالى السابق ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)) وقول العلماء الحق واحد لا يتعدد، وتارة يكون الاختلاف اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد, أما النوع الأول اختلاف تضاد فهو مع الأسف أكثر الخلاف القائم اليوم بين المسلمين هو اختلاف تضاد سواء في المسائل الفكرية أو الاعتقادية أو المسائل العملية, الأحكام الفرعية التي يسمّونها, وبهذه المناسبة أقول إن كثيرا من الناس يزعمون أن الخلاف بين العلماء إنما هو في الفروع دون الأصول وهذه دعوى يخالفها ما في بطون علم الكلام إن كان عند الأشاعرة أو عند الماتوردية أو عند أهل الحديث فقد اختلفوا في الأصول بل في أصل الأصول ألا وهو الإيمان بالله عز وجل الذي هو أول ركن من أركان الإيمان, ولست الأن في صدد تفصيل هذا إلا إن جاء سؤال بعد أن أفرغ من التعليق على هذا الحديث جوابا على السؤال السابق, فالشاهد أن أكثر الاختلاف هو من النوع الأول اختلاف تضاد وهنا الحق واحد أما اختلاف التنوّع فله أمثلة معروفة عند أهل العلم من ذلك مثلا, دعاء الاستفتاح عند الأحناف (سبحانك اللهم) عند الشوافعة (وجهت وجهيَ) عند أهل الحديث (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) إلى أخر الحديث، وهذا أهل الحديث هم الذين يتبنّوْنه, فهذا اختلاف تنوّع وليس اختلاف تضاد ولذلك فلا يجوز أن يتعصّب الحنفي لدعاء استفتاحه أو الشافعي لدعائه أو الحديثيّ لدعائه وإنما بأي دعاء دعا في دعاء الإستفتاح جاز لأنه ثبت عن الرسول عليه السلام أنه كان تارة يستفتح بهذا وتارة يستفتح بهذا وتارة يستفتح بهذا فكله شرْع سائغ, كذلك أنواع الأذكار في الركوع وفي السجود وأنواع التشهّدات عند الحنفي والشافعي والمالكي, كل هذ جائز وهذا النوع أمره سهل, لكن النوع الخطير هو ما كان من النوع الأول أي اختلاف تضاد, فإذا كان الرسول صلى الله عليه وأله وسلم يقول لنا بما مؤدّاه إذا شئت أن يرفع الله عنكم الذل فارجعوا إلى الدين، الدين كلنا نعلم أنه كتاب وسنّة ولكننا نعلم أيضا أن الناس اختلفوا في فهمه, فإلى فهم يجب أن نرجع حتى نستحق به عز الله لنا ونصره إيانا على إعداءنا؟ الجواب عندنا هو ما يُستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام (افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا من هي يا رسول الله؟ قال (هي ما أنا عليه وأصحابي) لذلك إذا أردنا أن نفهم الدين بالمفهوم الذي لا خلاف فيه فعلينا أن نرجع إلى ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وأله وسلم. ونحن إذا رجعنا سنجدهم قد اجتمعوا على كثير من المسائل التي اختلف الناس فيها من بعدهم وسنجد أنهم اختلفوا في مسائل قليلة وحينذاك لا بد أن نحكّم قول الله عز وجل ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) لذلك قال عليه الصلاة والسلام (تركتكم على شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض). إذًا حينما قال الرسول عليه السلام (حتى ترجعوا إلى دينكم) فيعني الدين الذي كان عليه أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يعني أبدا هذه الاختلافات سواء في المذاهب أو في الطرق التي حدثت من بعد الرسول صلى الله عليه وأله وسلم, فالدين هو ما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام وليس ما حدث بعد الرسول عليه السلام من اختلافات من أي نوع كان, سواء كان في الأصول أو في الفروع فإذا نحن رجعنا إلى الدين بهذا المفهوم الصحيح لا شك أننا استحققنا حين ذاك وعد الله الحق ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)). إذًا ((لا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة)) معناه لا تنصرفوا بتكالبكم على الدنيا عن الجهاد في سبيل الله عز وجل ولكن الجهاد اليوم لا بد من اتخاذ مقدّمات أساسية بين يدي الجهاد أهمها عندنا ما نستلخصه من هذا الحديث الفهم الصحيح الدين والتربية الصحيحة لأفراد المسلمين, فلا بد من التصفية ومن التربية وهذا جواب ما سألت. السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: ... الجهد ... . الشيخ: التربية هو كل ما تعلمنا شيئا كما كان أصحاب الرسول. السائل: ... . الشيخ: كل ما تعلمنا شيئا كما كان أصحاب الرسول عليه السلام طبّقاناه في أنفسنا, في أهلنا, في ذرياتنا, نعم. (247/11) «ما هو الطريق السليم لعودة المسلمين إلى دينهم؟ و فيه بيان أن أعظم سبب هو حديث (حتى ترجعوا إلى دينكم) ومعنى ذلكالسائل: لا يوجد ... كثيرة من العلماء والدعاة والجماعات الإسلامية المتعددة لعودة المسلمين إلى دينهم. الشيخ: نعم. السائل: لكن كل هذه الجهود تذهب بددا ولا يعود المسلمون ولا يزدادون إلا سوء. الشيخ: نعم. السائل: ومشاكلهم تزداد عام بعد عام سواء كان هذه المشاكل سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو وحدوية على أساس من الدين, فما الطريق السليم لعودة المسلمين إلى دينهم؟ الشيخ: هذا الذي كنا ندندن حوله بارك الله فيك, لقد ذكر الرسول عليه السلام في هذا الحديث العلاج صراحة ولكن الناس لا يدقّقون في المقصود من الدين (إذا تبايعتم بالعينة) وقد تبايعنا بالعينة أليس كذلك؟ السائل: بلى. الشيخ: ونكاحنا نكاح التحريم واستحللنا ما حرّم الله فكثيرا من علماء المسلمين اليوم يستحلّون ألات المعازف, علماء المسلمين فضلا عن غيرهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ليكوننّ في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف يمسون في لهو ولعب ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير). السائل: لكن لا شك أنه في علماء .. الشيخ: لكن إذا سمحت, إذا سمحت, إذا سمحت, فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم يقول في هذا الحديث (إذا تبايعتم بالعينة) وقد تبايعنا بالعينة وبغيرها بما استحللنا به ما حرّم الله بأدنى الحيل (وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع) فقد أخذنا أذناب البقر ورضينا بالزرع, وهذا طبعا له مجال وتفصيل أخر فالرسول عليه السلام مثلا يقول (إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال) من يُنكر هذه الحقيقة النبوية؟ فتنة الأمة اليوم المال وبعض البلاد الإسلامية التي أنعم الله عليها بالمال وأغرقها في هذا المال بحيث لا تدري كيف تتصرف في هذا المال وتنسى حق الشعوب الإسلامية الأخرى في هذ المال, قد كان هذا المال فتنة، الشاهد (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم البقر ورضيتم بالزرع) كل هذا وقع (وتركتم الجهاد في سبيل الله) قد وقع هذا قبل هذا الوقت لأنكم تعلمون أن الجهاد على قسمين, فرض عين وفرض كفاية, ففرض الكفاية هو الجهاد في سبيل نقل الدعوة وهذا ترك منذ القديم, وفرض العين هو الأن ها نحن مقصرون في القيام به, كل الأمة الإسلامية أثمة الأن (وتركتم الجهاد في سبيل الله) فماذا يكون عقاب هذه الأمة؟ (سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) الرجوع إلى الدين, كل الخطباء, كل الوعاظ والمرشدين و و وإلى أخره يقولون إنما ذل المسلمون لأنهم تركوا الكتاب والسنّة ولكنك سرعان ما تفهم من هذا الخطيب أنه يخالف الكتاب والسنّة أول من يخالف هو لماذا؟ لشبهة قامت في نفسه, لانحراف استقر في فكره وعقله فكان هو من جملة أسباب إيش؟ هذا الذل الذي أصاب المسلمين. إذًا العلاج يقول الرسول عليه السلام إذا فعلتم هذا وهذا (سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) فقل لي يا فضيلة الشيخ من الذي يدعو المسلمين اليوم كتابة وخُطَبًا ومواعظ وإذاعة إلى وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنّة, وإلى وجوب تحكيم الكتاب والسنّة في كل ما اختلفوا فيه, بين أنفسهم وبين شعوبهم وبين حكوماتهم, هذه الدعوة مثلا التي هي التي تحقّق السبب الذي به يستحقون رفع الذل وهو الرجوع إلى الدين بالمفهوم الذي كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين, هؤلاء صحيح كما قلتم, يعملون العلماء على مختلف اختصاصاتهم ولكنهم لا يلتقون على كلمة سواء وهو أن يرجعوا إلى الكتاب والسنّة حينما يختلفون والاختلاف كما نعلم جميعا هو من أسباب الضعف وانهيار الأمة ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)) ((ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)). فإذًا يجب على أهل العلم خاصة أن يدعو إلى الإسلام الذي كان هو السبب في قلْب حياة العرب الأولين وسيكون هو السبب بلا شك والتاريخ يعيد نفسه إلى قلب حياة العرب وسائر المسلمين من هذا الذل إلى العز الذي هو طبيعة المسلمين ((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)) فهذا الذي نراه نحن سبب عدم ظهور فائدة هذه الحركات و هذه الدعوة لأنهم باختصار لا يلتقون على كلمة سواء. السائل: أهل الغيرة على الإسلام في حيرة, كيف الخلاص؟ الشيخ: هذا هو الطريق. السائل: ... رجال الدين هم من يقومون ... وقتل المسلمين لا ... ولا شيء. الشيخ: هذا شيء أخر نحن يجب أن نعرف الطريق (حتى يرجعوا إلى دينهم) الدين له مفهومان, مفهوم خاطيء في بعض النواحي فيجب أن يصحّح, مفهوم واضح وصحيح فيجب أن يُطبّق فأنت دعك من أهل العلم, انظر نفسك هذا الدين الذي عرفته هل تُطبّقه في نفسك وفي أهلك؟ لا, طبّقه إذًا, النوع الأخر الذي فهمته خطأ كبعض الأسئلة التي ذكرتُها أنفا, وهناك أمثلة أقرب وأمسّ بحياة أفراد المسلمين لكثير وكثير ولعلي أذكّر بهذه الأمثلة قريبا إن شاء الله, فصحّح هذه المفاهيم وطبّقها في نفسك حينئذ يأتيك المدد من السماء ويأتيك النصر من الله تبارك وتعالى, أما مادمت أنت وأنا وفلان وفلان ما نفهمه خطأ نُصر عليه ولا نرجع في فهمه إلى ما كان عليه السلف الصالح وما نفهمه صوابا لا نُطبّقه ولانحمل أنفسنا عليه فمن أين يأتي نصر الله؟ فالأمر كما يقول العامة عندنا " دود الخل منه وفيه " العلة منا وفي أنفسنا ولكن يجب أن نعرف, إذا عرف الطبيب علة المريض فربما استطاع وصف العلاج, أما إذا لم يعرف العلة فسوف لا يعرف العلاج, أكثر علماء المسلمين اليوم, أقول علماء ولا أعني من دونهم, لا يعرفون علة المسلمين, كلهم مطبقون على القول تركوا الإسلام, لا يا سيدي ما تركوا الإسلام ولكن فهموه مقلوبا, خذ مثلا عقيدة القضاء والقدر, عقيدة القضاء والقدر حينما فهمها الصحابة انطلقوا في سبيل الله يجاهدون ويبيعون أعز شيء لديهم من أنفسهم وأموالهم وأولادهم, كل ذلك رخيصا في سبيل الله, لماذا؟ لأنهم فهموا أن القدر ليس معناه ترك العمل وإنما على العكس من ذلك, أن المقدّرات مربوطة بأسبابها, فأنت مثلا إذا عملت صالحا دخلت الجنة وإذا عملت طالحا دخلت النار, فانقلب هذا المفهوم "يا سيدي إن الله غفور رحيم" "وما هو مكتوب على الجبين لا بد ما تشوفوا العين". عيد عباسي: ليس في الإمكان ... . الشيخ: نعم؟ عيد عباسي: ليس في الإمكان. الشيخ: " ليس في الإمكان في كتب علم الكلام " " ليس في الإمكان أحسن مما كان " إلى أخر, ففهمنا, فهمنا فكرة القضاء والقدر وهو إيش؟ من شروط الإيمان من أركان الإيمان مطلوبا تماما وما أبدع المثال الذي مثّل بهذا الموضوع فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما جاء من المدينة إلى الشام فسمِع بالطاعون قد نزل في أرض الشام, فعقد مجلسا استشاريا, ماذا تقولون نقدم على الطاعون أم نرجع؟ فاختلف أصحابه على قولين, منهم من يقول ندخل ونتوكل على الله ومنهم من يقول لا نرجع, ولم يستقر رأي عمر على شيء لأن أصحابه اختلفوا حتى دخل عليهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه, فلما فهِم نقطة الخلاف قال عندي علم من ذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يقول (إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع الطاعون بأرض أنتم فيها فلا تخرجوا منها) فرجع عمر بن الخطاب لما سمع الحديث وكان وقّافا عند كتاب الله وعند حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم. لما رجع اعترض سبيله رجل يمثّل أفكار جماهير المسلمين اليوم, من هؤلاء الاتكاليين لا المتوكّلين, قال له يا عمر أفِرار من قدر الله قال له نعم فرارا من قدر الله إلى قدر الله, وضرب له مثلا على ذلك من أبدع الأمثلة قال أرأيت إن كان لك ماشية بين عُدْوتي الوادي وكانت إحدى العدْوتين مخضرّة والأخرى مجْدبة, أكنت تراعاها في المجدبة أم في المخضرة؟ قال لا قد كنت أرعاها في المخضرة, قلت قال فأنت إن رعيتها في المجدبة فبقدر الله وإن رعيتها في المخضرة المخصبة فبقدر الله, فنحن نفرّ من قدر الله إلى قدر الله, لذلك هذا عمر الذي فهم هذه الحقيقة لما قال الرسول عليه السلام حينما سُئِل سموا هذا الذي يعمل الناس فيه من سعادة وشقاء, هل هو بما سبق أم الأمر أنف, قال (إنما الأمر فيما سبق) قال ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام (اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ومن كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار) فهم عمر أن الله عز وجل بحكمته ربط المسببات بأسبابها, وأنه جعل لكل شيء سببا فمادام أنه الجنة سببها العمل الصالح والإيمان كما قال تعالى ((ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)). إذًا نعمل عملا صالحا إذا بدنا نكون من أهل الجنة نعمل عملا صالحا وإلا فنعمل عملا طالحا, فماذا كان جواب عمر لما قال الرسول عليه السلام (اعملوا فكل ميسر لما خلق له فإن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل هل الجنة) قال إذًا نجتهد, إذًا نجتهد, المسلمون اليوم لا يفهمون هذا, بل لسان حالهم يقول إذًا نتواكل مادام فريق في الجنة وفريق في السعير, إن كنت من السعداء فلا يُضرني العمل السيّء وإن كنت من الأشقياء فلن ينفعني العلم الصالح, هذا مثله مثل من يجوع ويعطش حتى يكاد يموت, يقول إن كان الله عز وجل كتب لي الموت فما فيه فائدة أكلت أو شربت, هذه مكابرة لأنه يعلم أن الله عز وجل جعل ترك الأكل والشرب سبب للهلاك والدمار والموت وبالعكس جعل كما قال تعالى ((وجعلنا من الماء كل شيء حي)) فجعل الماء سبب الحياة, فالذي يترك الأخذ بأسباب الحياة يموت وليس له أن يحتج بالقدر لأنه من تمام القدر كما أشار عمر الأخذ بأسباب الحياة والنجاة. المسلمون اليوم هذه العقيدة عقيدة القضاء والقدر التي كانت حافزة في السلف الأول على العمل كما سمعتم من عمر بجواب للرسول أولا إذًا نجتهد وكما قال للسائل أفرارا من قدر الله قال نفر من قدر الله إلى قدر الله, هكذا فهم السلف الصالح أما الخلف الطالح فعكسوا هذا المفهوم الصالح إلى أنه ما فيه حاجة للعمل وإنما هو القدر. إذًا نحن بحاجة إلى تصحيح المفاهيم التي أساء فهمها جماهير المسلمين. (247/12) «معنى كلمة الإخلاص (لا إله إلا الله) وبيان شروطها و اختلاف الناس في فهمهاالشيخ: فهذا مثلا فيما يتعلق بركن من أركان الإيمان, وهناك شيء خطير وخطير جدا يتعلق بالركن الأول من أركان الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام (بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) إلى أخر الحديث، كيف يفهم جماهير المسلمين اليوم شهادة لا إله إلا الله؟ كلمة يفهمونها مُجملة ولم يهضِموا حقيقتها ولم يحققوا معانيها في أنفسهم, بل إن بعضهم ليفهم هذه الكلمة الطيبة بمفهوم غير المفهوم الصحيح الذي فهمه العرب الأولون في الجاهلية ولكنهم كفروا به ((إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)) لماذا؟ كان العرب الكفار يستكبرون فيأبون أن يقولوا لا إله إلا الله مع أن الله عز وجل حكى عنهم فقال ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)) إذًا هم مؤمنون بالله فلماذا لا يؤمنون بلا إله إلا الله؟ لأنهم كانوا يُفرّقون بين توحيد الربوبية وتوحيد الأولهية, يؤمنون, بتفريقهم هذا يؤمنون بتوحيد الربوبية ويكفرون بتوحيد الألوهية فيقول تعالى ((إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)) لأنهم يفهمون أن معنى لا إله إلا الله " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " وهم اتخذوا معبودات أخرى مع الله كما صرّح ربنا أيضا في القرأن الكريم فقال ((والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) فهم إذًا يعبدون مع الله ألهة أخرى ولكن لا يجعلون هذه الألهة شركاء مع الله في الربوبية, فلا يعتقدون أن هذه الألهة التي عبدوها من دون الله يخلقون مع الله, يرزقون مع الله بل يصرّحون في جواب إذا سئلوا من خلق السماوات والأرض ((ليقولن الله)). إذًا فالمشركون أمنوا من جهة وكفروا من جهة, أمنوا بتوحيد الربوبية لا رب إلا الله وكفروا بتوحيد الألوهية فقال تبارك وتعالى ((إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)) وقالوا ((أجعل الألهة إله واحدا إن هذا لشيء عجاب)). إذًا هم لا يفهمون من معنى لا إله إلا الله لا رب إلا الله بس, لا يفهمون لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله, وهم لا يؤمنون بهذا, ومن هنا نشأت العداوة بين الرسول عليه السلام وبين المشركين, فهم يؤمنون بأنه لا رب إلا الله ولكنهم لا يؤمنون بأنه لا إله إلا الله. فإذًا يفرقون بين الرب وبين الإله, الإله هو المعبود فهم عبدوا مع الله غيره وهذا هو الشرك الذي يسمّى بشرك الألوهية عند العلماء. كثير من المسلمين اليوم حتى بعض الخاصة وقد رأيت رسالة عندنا في الشام طُبعت لبعض المعاصرين فسّر لا إله إلا الله لا رب إلا الله وهذا التفسير إذا قاله المشرك لا يصبح موحّدا لأن المشركين كانوا يقولون لا رب إلا الله ولكنهم كانوا لا يقولون لا إله إلا الله لأنهم يُفرّقون بسليقتهم العربية بأن معنى الإله هو المعبود الذي تخضع له القلوب وحده لا شريك له, وهم كانوا يشركون مع الله معبودات أخرى ولذلك كان من ضلالهم أنهم يصرّحون في طوافهم حول بيت ربهم فكان قائلهم يقول "لبّيك اللهم لبّيك لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك", أعطوا رب العالمين الربوبية بحذافيرها فلا خالق معه ولا رازق معه ولكن يعبدون مع الله ألهة أخرى, هم أمثالهم كما قال تعالى ((إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا)) دعاءكم ((ما استجابوا لكم)) ((إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم)) فهم يعرفون هذا ويذكّرهم الله بما يعرفون ليُثبت عليهم ضلالهم فما موقف المسلمين من شهادة لا إله إلا الله؟ يُفسّرونها لا رب إلا الله فقد انحرفوا في فهم هذه الشهادة ولقد سمعت أحد الخطباء هناك في بلادنا وقد جرى نقاش بيننا وبينه حول توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية, قلت له ماذا تقول فيمن ينادي غير الله عند الشدائد؟ يستغيث بالجيلاني عندنا وبالباز وبينه وبين المستغاث نحو ألفي كليومتر, ولو كان حيا ما سمعه فقال هذا أمر جائز ويسمّيه توسّلا, فقلت له هذا الذي يستغيث بذاك الرجل الصالح لو كان يعتقد أنه لا يسمعه فهل يناديه؟ هل ينادي إنسان عاقل هذا الجدار؟ فيقول يا جدار أغثني أعني, طبعا لا. إذًا هؤلاء المسلمون الذين قد يكونون أشد عبادة لله من أمثالي أنا يقومون الليل ويصومون النهار ولكن الله يقول في صريح القرأن ((لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)). ما فائدة هذه العبادة إذا قامت على أساس الشرك لله عز وجل, فهؤلاء ينادون البعيد, من مسافة بعيدة كما قلنا لو كان حيا ما استطاع أن يستجيب لهم, فلولا أنه يعتقد أنه يسمع ما نداه, لو كان أنه يعتقد أنه لا ينفع ولا يضر ما طلب منهم النفع والضر, قال لا هو لا يعتقد أنه ينفع ويضر واعتقاده أن النافع والضار هو الله تبارك وتعالى, فصنّفت له السؤال الأتي وهنا العبرة يا إخواننا, قلت له إذًا لو قال هذا المستغيث عبّر عن الذي تقول أنت إنه في نفسه, أنت تقول إنه يعتقد أنه لا ينفع ولا يضر فلو ناداه قائلا يا فلان يا من لا ينفع ولا يضر أغثني يجوز؟ قال يجوز, هذا مش جاهل أمّي عامّي. السائل: ... . الشيخ: نعم؟ متناقض أشد التناقض لكن هذا التناقض في ماذا؟ في فرع أم في أصل؟ في أصل الأصول, في شهادة أن لا إله إلا الله وهذا مع الأسف الشديد يسيطر على كثير .. السائل: ... ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)). الشيخ: بارك الله فيك, هذا نص في القرأن الكريم. إذًا كيف نَنْشد الخلاص من هذا الذل ونحن ما حققنا بعد الشهادة الأولى؟ الركن الأول من الإسلام والركن الأول من الإيمان, لا إله إلا الله فهمناها فهما معكوسا فاتخذنا الأنداد من دون الله عز وجل وهذا بحث طويل وطويل جدا. فإذًا يا فضيلة الشيخ يجب أن نتفق على كلمة سواء, يجب أن نُفهم المسلمين دينهم في حدود الكتاب والسنّة فحينما يجتمعون على ذلك فكريا ويتعاونون .. السائل: ... . الشيخ: نعم؟ السائل: ... . الشيخ: كنت في هذا البحث. السائل: ... التعدد في هذا الموضوع, نشرح قول الله عز وجل ((قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون)) في التعليق على حديث (بُنِي الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله) بارك الله فيكم .. الشيخ: إيه الله يحفظكم, أنا أعتقد أنه هذا هو الذي يجب أن يشتغل فيه الدعاة الإسلاميون لأن هذا أسّ الإسلام وما بعده أهون, فإذا صح الإيمان والإسلام صح ما بعده وإلا كما سمعتم قوله تعالى ((لئن أشركت ليحبطن عملك)) , نعم. السائل: أستاذ من يعتقد أنه الربوبية ... لو سمحت شو معنى ... معناها ... يعني ... . الشيخ: ... أن لا يتقرب الإنسان إلى الله إلا بما شرع الله ونحن نُفسّر الشهادتين هذه بيعني تفاسير أخرى لعلها جواب لما تسأله عنه, نحن أشرنا إلى أن كثيرا من المسلمين لا يحقّقون معنى لا إله إلا الله في أنفسهم, فلو فرضنا أن مسلما فهِم معنى هذه الشهادة وهذه الكلمة الطيبة وأنها تعني " لا معبود بحق في الوجود إلا الله عز وجل " وهو حقيقةً لا يعبد إلا الله عز وجل ولكنه يتّبع في دين الله من لم يأت على ما يذهب إليه بدليل من الكتاب والسنّة, فيتخذه متبوعا له والله عز وجل يقول في حق اليهود والنصارى أو بالأحرى النصارى ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) وجاء حديث عدي بن حاتم نعم, قال لما نزلت الأية والله يا رسول الله فيما يظن هو ما اتخذناهم أربابا من دون الله قال عليه الصلاة والسلام (ألستم كنتم إذا حرّموا لكم حلالا حرّمتموه وإذا حلّلوا لكم حراما حلّلتموه؟) قال نعم قال عليه السلام (فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله). السائل: (تلك عبادتهم). الشيخ: نعم؟ عيد عباسي: (تلك عبادتهم). الشيخ: نعم, فاليوم المسلمون إذا قلت لأحدهم ولا أعني العامة لأنه العامة غير مسؤولين, مسؤليتهم على الخاصة إذا قلت له قال الله قال رسوله جابهك بقوله قال الإمام أو قال المذهب أليست هي هذه؟ السائل: أو قال ... هذا ... . الشيخ: هذا ما فيه إشكال. السائل: ... . الشيخ: لا هذا واضح يا أستاذ لكن المشكلة .. السائل: ... الشيخ. الشيخ: المشكلة تنطوي حول تقديس أئمتنا فوق القداسة التي تجب لهم علينا, أما ماركس ولينين وستالين إلى أخره أئمة الطواغيت والكفر, هذا كفر مكشوفا. فإذًا تحقيق معنى لا إله إلا الله هو ألا يتخذ قول أحد من عباد الله شريعة له لأن الله عز وجل يقول ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) لذلك يقول الفخر الرازي في تفسير الأية السابقة إنه هذه الأية تنطبق على المقلّدين الذين اتخذوا المذهب أصلا والقرأن فرعا, فما وافق من الكتاب والسنّة المذهب أخذوا به وما لا تأوّلوه كما نصّ إمام من أئمة الأصول قال إذا كان في الأية أو الحديث مخالفا للمذهب. السائل: هذا منسوخا. الشيخ: أي نعم, في نص كلامه؟ عيد عباسي: كل أية خلاف قول أصحابنا فهي فهي مؤولة أو منسوخة وكل حديث كذلك مؤول أو منسوخ. الشيخ: جعلوا الأصل المذهب وتبع الأصل هذا القرأن. (247/13) «هل يجوز للإبن أن يهجر والديه ويقاطعهما إن كانا عاصيين لله عز وجل؟» الشيخ: سؤاله الأخير هل يجوز ... لا إثم عليه وسؤال يبتلى به كثيرا من الأباء والأبناء في هذا الزمان, يقول السائل هل يجوز للابن أن يقاطع ولا ... ولا يتطلب معهما لأنها يطلباه بعدم الصلاة ... الشريعة. فالسؤال الأخير قد يكون غضبهما عليه يتفرّع على الجواب عن السؤال الأول فإن كان الجواب عن السؤال الأول أن غضبه جائز فغضبه غير جائز يعني غير واقع ... وإن كان الجواب كما ستسمعون أن مصافحة الولد لوالده لا يجوز فإذا غضب الوالد في حالة مقاطعة الولد لوالده, غضبه حين ذاك جائز وواقع لأنه مخالف للشريعة. تفصيل هذا الإجمال, ربنا عز وجل يقول في صريح القرأن الكريم ((فإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحبها في الدنيا معروفا)) فربّنا عز وجل أمر في هذه الأية الكريمة الولد بأن يُحسن صحبة والديه, ولو أنهما جاهدا فيه إياه على أن ... بدينه ... أمه, فربنا عز وجل قد يعلم من الولد في هذه الحالة التي يريد والده أن يحمله على الكفر والضلال, ما أذن له بأن يقاطعه فهو أمره بأن يحسن صحبته وكذلك لا فرق بين الوالد والوالدة ولذلك قال تعالى ((وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)) ... أن الشرك كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود وغيره أن الشرك أكبر الكبائر, فإذا كان الوالدان مشركين وليس هذا فقط بل ويحملان ولدهما على أن يشرك بربهما وشركهما, مع ذلك فربنا عز وجل يأمر الولد بأن يُحسن صحبة والديه ما بقي في قيد الحياة, فإذا كان هذا الواجب شرعا على الولد جاهد أبوين مشركيْن اللذين يحملانه على الشرك, فمهما يكن هذا الرجل المسلم, الوالد المسلم مهما يكن الأمر الذي بل هو واقعه من المحرمات كما يسأل السائل فهو دين الشرك أولا, لأنه الشرك أكبر الكبائر كما تقدم ثم هذا الوالد لا يحمِل ولده على أن يعصيَ ربه كما يعصي هو ربه, إيه هذا كمان أخفّ من ذاك الوالد أو الوالدين المشركين اللذان يريدان أن يحملا ولدهما على الشرك ومع ذلك فالله عز وجل يقول ((وصاحبهما في الدنيا معروفا)) ومعنى هذا أنه لو وُجِد والد يحمل ابنه على أن يعصي. هذا الإجبار كل ما في الأمر أن الوالد هو يرتكب محرما مخالف للشريعة, فهل يجوز للولد أن يقاطعه؟ الجواب لا, بل عليه أن يصاحبهما في الدنيا معروفا, ومن حسن الصحبة التي أمر الله عز وجل بها في هذه الأية الكريمة للولد هو أن يعِظهما ((وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)) ونصيحة إبراهيم عليه السلام لأبيه آزر في عديد من الأيات القرأنية ينصحه أن لا يعبد الشجر والحجر ونحو ذلك, فالمصاحبة في الدنيا بالمعروف للوالدين تستلزم دائما. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أن يذكّرهما بما يجب عليهما من تقوى الله تبارك وتعالى وطاعته, ولذلك فالمقاطعة هنا غير جائزة بل الواجب المواصلة, ويؤكد هذا حديث في صحيح البخاري أن أسماء بنت أبي بكر جاءت أمُّها لتزورها وهي أي والدة أسماء مشركة فاستأذت من الرسول عليه السلام أو سألت الرسول عليه السلام هل تأذن لها بأن تزورها فوافقها الرسول عليه السلام على أن تزورها وحضّها على أن تصلها أيضا وهي أم مشركة. خلاصة القول, لا يجوز للولد الصالح إذا ابتلي بوالدين غير صالحين أن يتخلّص منهما بمقاطعتهما بل يجب عليه أن يظل خادما لهما طيلة حياتهما وأن ينصحهما ما بين آونة وأخرى لعل الله عز وجل أن يهديهما, أما المقاطعة هنا فعقوق وعلى ذلك فيُخشى أن يُستجاب دعاؤهما عليه لأن دعاء الوالد على الولد مستجاب إذا توفّرت الشروط الأخرى المعروفة لديكم. (248/1) «الكلام على صفة العلو والاستواء لله عز وجل، والرد على من يؤول هذه الصفات من أهل البدع والأهواءالشيخ: و ... الأحاديث تؤكّد أيضا هذا المعنى من إثبات العلو المطلق لله عز وجل وأفصح ... إلا ورد على هذا التأويل الباطل هو حديث مسلم في صحيحه وهو ما جاء ... في حديث طويل لست الأن في صدده فقال لها (أين الله؟) قالت في السماء, قال لها (من أنا؟) قالت أنت رسول الله قال (أعتقها فإنها مؤمنة) فهذه الشهادة التي شهدها رسول الله صلى الله عليه وأله سلم للجارية وقد صرّحت بأن الله في السماء أبى هذ التصريح علماء الكلام وتأولوه وحملهم هذا الإباء وهذا الإمتناع إلى أن يتأولوا أيات الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه سلم على غير تأويلها ... إن هؤلاء الذين يؤوّلون هذه الأيات الكريمة وأضطر أخيرا إلى أن يقولوا بأن الله لا فوق ولا تحت و و إلى أخره, إنما يقولون ذلك لأنهم يتوهّمون أننا إذا أثبتنا صفة الفوقية لله عز وجل بأننا حصرناه في مكان وهذا وهْم خالص وهو ... رب العالمين على ... وأن فوقه ... فهم ظنوا أن الله عز وجل إذا ما قلنا إنه في السماء فهو على العرش استوى على ظاهر قوله تبارك وتعالى أننا جعلناه كما جعلنا الشيخ على كرسيه أو الملك على عرشه, فلو سُحِبَ الكرسي من الشيخ أو العرش من تحت الملك فانقلب كل منهما على أم رأسه, توهّموا هذا كله بالنسبة لرب العالمن. غني عن العالمين جميعا ... هو أنهم توهّموا أن ما فوق الخلق مكان والحقيقة أن لا مكان فوق الخلق وكما قلت لأحد مشايخ الأزهر منذ سنتين تقريبا ونحن في منى. السائل: ... . (248/2) «ذكر مناقشة وقعت للألباني مع أحد الأزهريين حول صفة العلو لله واستدلال الأزهري بحديث الكربيينالشيخ: كان نقاش حول هذه المسألة مع ذاك العالم الأزهري كان ... قلت له ال ... أو هذا الكون محدود أم لا أم ليس بمحدود؟ قال لا محدود قلت له المكان وجودي أم عدمي؟ قال لا أمر وجودي ما هو عدمي, نفترض وجودي يعني له ثبوت يعني في هذا الكون. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... ليس مثلا كأي خيال تخيله ... قلت هذا خيال قلت له ... ليس له وجود, فهذا ... المكاني أمر وجودي أم عدمي؟ قال لا المكان أمر وجودي وليس عدمي, قلت أنا ما أستطيع ... ما اتفقنا عليه, الكون محصور والمكان أمر وجودي, اتفقنا على هذا؟ قال نعم. السائل: ... . الشيخ: قلت له هل كوكب السيارة الأولى كون قال نعم والثاني والثالثة والرابعة والسابعة, وماذا فوق السماء السابعة قال العرش قلت وماذا فوق العرش؟ قال الكروبيون, قلت ما هو ها الكروبيون؟ أنا أعرف هذا لكن أحببت ... من جهة وتنبيه الحاضرين ... الرسول يتكلم مع علماء الأزهر, قلت ما هؤلاء الكروبيون قال هؤلاء ملائكة. قلت وهؤلاء الملائكة فوق العرش؟ قال أي نعم, قلت ما الدليل على ذلك؟ فهل عندك أية أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ... قال هكذا مشايخنا هم درّسونا, قلت يا عجبا ... أنه العقيدة لا تثبت حتى من الحديث الصحيح لا بد من أنه يكون الحديث متواتر هكذا يقولون, اطلعنا على رسالة طُبعت حديثا وربما ... قريبا ... فهم لا يثبتون عقيدة بحديث صحيح إلا ... تواتر, فكيف أنت تعتقد بالكروبيون وأنهم فوق العرش؟ ((الرحمن على العرش استوى)) لا, الكروبيون على العرش, وأنت ما عندك أية ولا حديث, قلت هذه بما ذكرنا ... , لا نقف ههنا لأنه هذا ليس بيت القصيد من كلامنا, بيت القصيد ... والحديث, أنا لا أعتقد بأن هناك فوق العرش شيء من المخلوقات إطلاقا لأنه ما جاء من عند الله أية ولا حديث, ولو حديث آحاد ولكن عندنا في الشرع ... يقولون ... أنا الآن لا أستطيع أن أجبرك معي, تعتقد معي هناك الكروبيون فوق العرش لا سيما أنه ... أنا أمشي معك الأن أفترض أنه فوق العرش كروبيون فوق خلق الله عز وجل فهل, هل فوق الكروبيون خلق أخر؟ " وقف حمار الشيخ عند العقبة " ... أنه الكون مخلوق فلا بد ما تقول إذا قلت مثلا أنت كما قلت فوق العرش كروبيون, فإذًا فوق الكروبيون إيش؟ ... في شيء أخر وفي ... أنه الكون محدود ... في الموضوع فتضع حدا أنه هذا العرش هو نهاية الكون أو الكروبيون أو ما فوق الكروبيون انتهى الكون, أليس كذلك؟ ... قلت نأتي بقى إلى المكان وقد اتفقنا أنه وجودي ليس عدميا فبعدما تحدّد الكون ... بالعرش وإذا بشيء أخر فماذا فوق هذا المخلوق أو العرش مثلا, هذا ما ... الأن؟ قال لا, قلت له سبحان الله, فإذًا لماذا ... السلفيون الذين يقولون بأن الله فوق المخلوقات كلها ... وجعلوا له مكان وأنت اعتقدت معي أنه ليس هناك مكان؟ فالحقيقة أنه هؤلاء علماء الكلام يتوهّمون إثبات ... لله أنه حشرناه في مكان والحقيقة أن لا مكان, والذي ... عقيدة متفق عليه بين جميع الطوائف المسلمة " كان الله ولا شيء معه " ... طيب إذًا حينما كان الله ... فهو كذلك الأن ليس في مكان لأن الله غنيّ عن العالمين فالغفلة من نقطة أو من قضية تؤدّي إلى قضية أخرى ... حتى وصل الأمر إلى تأويل الأيات التي نزلت ... تأويل مطلقا ولكن متى وقعوا في مثل تلك الخطيئة وتصوّروا ... أن الله في السماء يعني في العلو المطلق على التفسير الصحيح, وفي ... ونسوا أو تناسوا أنه وراء الخلق ليس ثمّة مكان ... . (248/3) «هل صفة الكلام لله عز وجل هو كلام حقيقي أم كلام نفسي؟ وبيان انتشار مذهب الأشاعرة والماتريدية في أتباع المذاهب الأربعة وذكر ترجمة أبي الحسن الأشعري ورجوعه إلى مذهب أهل السنة والجماعةالشيخ: السؤال الثالث, الفرق بين كلام الله حقيقة والكلام النفسي؟ هذه المسألة طالما اختلف فيها علماء السنة. وعلماء الكلام والتوحيد من جهة أخرى ... اختلف علماء الحديث ... مع الأشاعرة والماتوردية لقد كانوا ... أول ما ذرّ ... قرنه ... بين أهل السنة ومن جهة وبين أهل ... الجهمية من جهة أخرى ... الزمن فصارت الجهمية والمعتزلة ... وأن يجرّوهم إلى ... الكلام الإلاهي كالصفة حقيقية ... وفي الله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته, فاستطاعت الجهمية والمعتزلة أن يجروا طوائف من أهل السنة إلى عقيدتهم في هذه المسألة منهم الأشاعرة والماتوريدية ومع الأسف الشديد أقولها كلمة صريحة, فأكثر أهل السنة اليوم في العقيدة هم أشاعرة أو ماتوريدية, فكل حنفيّ في الفروع هو ماتورديّ في العقيدة وكل شافعي في الفروع هو أشعري في العقيدة وكذلك المالكية وطوائف كثيرة من الحنابلة أو ... هم أشاعرة في العقيدة, الحنابلة أنفسهم كثيرون منهم خاصة كلما تأخّر الزمن فهم أشاعرة في العقيدة فقد أصاب الحنابلة ما أصاب الأشاعرة من حيث الانحراف عن اتباع إمامهم في العقيدة, لا فرق كبير بين ... الحنابلة ... أحمد بن حنبل وبين إمام الأشاعرة ... أبا الحسن الأشعري فالإمام أحمد نشأ ومات على السنّة, هذه ... وروايات ... بمعنى لم يطرأ عليه الضلال و ... في شتى حياته العلمية سواء في الفروع أو في الأصول, سواء في الفقه أو في العقيدة, أما إمام الأشاعرة وهو أبو الحسن الأشعري فقد قضى أربعين سنة وهو في الاعتزال ثم هداه الله عز وجل لمذهب أهل السنّة وألّف كتابه المعروف باسم "الإبانة في أصول الديانة" ألّف كتابه هذا على نهج السلف الصالح وصرّح بإسم الإمام أحمد منهم فقال أنه هو مذهبه على مذهب الإمام أحمد, فأصابت ال ... مصيبة واحدة ... فأكثر الحنابلة خرجوا عن خط الإمام أحمد في العقيدة إلا الذين استمروا يدعون إلى الكتاب والسنّة كالسلفيّين في كل بلاد الدنيا وفيهم بلا شك حنابلة كثيرون خاصة أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب إمام نجد هو أحيى مذهب الإمام أحمد الذي أماته الحنابلة أنفسهم بسبب تأثّرهم بالمعتزلة والجهمية. أما الأشاعرة فهم على مذهب أبي الحسن الأشعري الأول يعني حينما كان معتزليا فكتاب الإمام أبو الحسن الأشعري مطبوع اليوم عدة طبعات وهو ... لكن هذا في جانب وأتباعه الذين ينتمون إليه في جانب أخر, من ذلك هذه المسألة الفرعية فالأشاعرة والماتوريدية يلتقون مع المعتزلة في ناحية, في مسألة الكلام الإلاهي ويختلفون عنهم في ناحية أخرى وهم كذلك يلتقون مع أهل السنّة, أعني السلفيين ... أيضا الأشاعرة والماتوريدية يلتقون مع هؤلاء في جانب ويختلفون عنهم في جانب. توضيح هذا الإجمال, أولا الكلام الإلاهي حقيقةً هو الذي يؤمن به السلف الصالح والصحابة والتابعون ... وعلى ذلك طائفة الحنابلة في العصر الحاضر وما قبل ذلك لكن الجمهور على خلاف ذلك. الكلام الإلاهي الحقيقي هو بلا شك صفة من صفات الله عز وجل كصفة الإرادة وصفة العلم وصفة الخلق فكل هذه الصفات من المعلوم لدينا جميعا أنه لا يمكن تكييفها ولا يمكن ... أن الله عز وجل موصوف بصفة الخالقية, خلق كل شيء لكن كيف يخلق؟ ... من أين نعلم أن الله عز وجل خالق, نعلم ذلك أولا من نصوص الكتاب والسنّة, ثانيا لأننا نذهب نرى أثر الخلق فنحن حينما نرى هذه المخلوقات نعلم أن الله عز وجل هو الذي خلقها فكيف خلقها؟ لا ندري، سواء كيف يعلم كما يتعلّم أحدنا, ينشأ صغيرا ف ... ثم يتشكّل ... وهو السميع البصير, كيف يسمع؟ ... هاه في لغة السلف بل في ... كما قال ذلك إمام من أئمة السنّة وهو مالك إمام دار الهجرة, حينما قيل له يا مالك الرحمان على العرش استوى كيف استوى؟ قال الاستواء معلوم, وهو في الكلام يعني والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة إلى أخر الأثر. فالأن نحن في صدد الكلام على كلام الإلاهي, نقول كلام الله حقيقة وصفة من صفاته الجليلة مع أثارها, ما هي هذه الأثار؟ كالكتب السماوية. (248/4) «ذكر الأدلة من القرآن على أن كلام الله حقيقي وأنه مسموع ومقروءالشيخ: وبخاصة منها القرأن الكريم, فهذا كلام الله, طيب من الأثار ما تفيده الأيات التي تتحدّث عن ... لله عز وجل لعبده موسى عليه السلام ... فقال عز وجل ((وكلّم الله موسى تكليما)) من أثار الكلام الله أنه مسموع والدليل قوله عز وجل في موسى عليه الصلاة والسلام ((فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)) قال ربنا لموسى ((فاستمع لما يوحى)) لا شك أن يقال للشيء لا يُسمع استمع له, أنا إذا كنت صمتت هكذا وأقول لكم استمعوا وصمتت وصمتت, لا شك أنكم ستنسبونني إما إلى بلاهة أو غفلة أو ذهول أو إلى شيء من الصفات التي لا تليق بالإنسان العاقل ... فالله له المثل الأعلى فلا يجوز أن يُنسب إليه ما لا يليق بأقل خلقه, فإذا قال لعبده موسى ((فاستمع لما يوحى)) معناه يقول له استعد لتستمع ما سأخاطبك به. إذًا كلام الله مسموع وكلام الله مقروء أيضا والمخاطبات التي يحكيها ربنا عز وجل في القرأن الكريم من قصص ... كثيرة وكثيرة جدا لو استحصيت لتجمّع ... في كتاب خاص, حينما يقصّ لنا عز وجل المباحثة التي جرت بينه تبارك وتعالى وبين الملائكة في قوله ((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم)) ويحكي أيضا أنه قال ((ما معنك أن تسجد لما خلقت)) مثل هذه المخاطبات يشعر. و ... عليه يعني في بعض المناسبات قال ((أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)) وقال ... ((إني أعلم ما لا تعلمون)) كان فيه محاورة, فيه مقابلة هناك, فهذا الطريق بأنه كلام الرب مسموع. كذلك يوم القيامة, حينما يخاطب المسلمن ... تعلمون تارة ويخاطب الفجار والكفار تارة أو يقول مثلا ((اخسؤوا فيها ولا تكلمون)) أترون أنه يخاطب ناسا لا يسمعون؟ لا, فهذا من الأشياء التي يمكننا أن نفهم ... عز وجل وخلاصة ذلك أن كلام الله إذا تكلّم الله مع عبد سمِعه كما تقول إن كلام الله مفهوم لأن إيش معنى إيش فائدة مكالمة الله عبده ... فكأنما ... بما لا ينفعه, فكما نقول إن الله عز وجل كلّم موسى كلمه بكلام مسموع لا بد أيضا كذلك أن نقول كلّمه بكلام مسموع مفهوم وهذا أيضا يكلمه هو لا يسمعه أو يكلمه ويسمعه ... وهو لا يفهمه. (248/5) «بيان عقيدة الجهمية والمعتزلة في صفة الكلام لله عز وجل، والرد عليهمالشيخ: هذه الصفات التي يجب أن نستحضرها حينما نقول كلام الله كلام حقيقي, هنا دار الخلاف بين المعتزلة والجهمية فيها قديما وبين أهل السنة والسلف من جهة أخرى, فماذا يقول المعتزلة ... الذين يقولون ذلك, يقولون كلام الله مجاز ... بمعنى إنهم يقولون الله لا يتكلم، الله يقول ((وكلم الله موسى تكليما)) لفظ الكلام ثم هو يخاطب كما أخذنا في عشرات إن لم نقل مئات الأيات ((قال الله)) ((وإذا قلنا)) ((وإذ قال الله يا عيسى بن مريم ءأنت قلت)) إلى أخره. فمعنى نفي المعتزلة لكلام الله تعطيل ... هذه الأيات كلها لكن هم لا يقولون الله ما قال ((وكلم الله موسى تكليما)) ولا يقولون أيضا أن ... كفروا بكتاب الله ... , كذلك لا ... يقولون إن الله ... ((وإذ قلنا للملائكة)) ... ولكن يقولون هذا الكلام المنسوب إلى الله هو منسوب ... باعتبار أنه هو خالقه كما يقال بيت الله فبيت الله معناه هو أن الله هو الذي بناه وأمر ببنائه ونُسِب إليه ... كذلك كلام الله أي باعتبار أن الله خلق هذا الكلام في كتاب الله, فمكالمة رب العالمين المذكورة في القرأن لموسى يصرّح المعتزلة بأن هذا الكلام لم يصدر من الله وإنما من الشجرة, وحقيقة كلامهم هذا أن الشجرة هي التي قالت ((إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني)) إلى أخر الأية لأن هذا الكلام جاء من بعد قول ... موسى ((فاستمع لما يوحى)) ما هو؟ ((إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني)) قالت المعتزلة الله لا يتكلّم, إذًا ماذا نقول في هذه الأيات, أه ... هذا؟ ... فاتفقوا ... من الضلال جاء من خلاله عقيدة وحدة الوجود، عقيدة وحدة الوجود هي من أكفر العقائد التي وقعت فيها طوائف ... فيها أنه ... المختلفة لأن لأن ... لوجود خالق ومخلوق, هذا هو قول يعني الدهريّين الزنادقة التي ... على بعض بقولهم " إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع " أما هناك خالق يخلق ومخلوق يتصرّف فيه الخالق كما يشاء هذا لا يؤمن به الدهريون والزنادقة والشيوعيون في العصر الحاضر ومثلهم من يقول بوحدة الوجود من غلاة الصوفية وأصل هذا هو من انحراف المعتزلة عن الإعتقاد في الكلام الإلاهي ككلام حقيقي قائم بالله تبارك وتعالى فجاءت ... لماذا؟ لأنهم لا يستطيعون أن ينكروا كلام الله المصرح في القرأن لكنهم أنكروه بفضل التأويل فقالوا الشجرة تكلّمت, طيب كيف ينسب هذا الكلام إلى الله؟ يقول بقى أنه الله هو الذي خلق هذا الكلام, نسمع الأن هذا الأمر الخطير الذي ... به المعتزلة من أهل السنة, قالوا أنه ... الشجرة هي التي تتكلم قالت ((إنني أنا الله)) وما دام جاز عندكم أن تُنسبوا هذا الكلام إلى الله فتقول إن الله قال ((إنني أنا الله)) باعتباره خلق هذا الكلام في الشجرة ... كل كفر كل كلام يقع على وجه الأرض فهو كلام الله, ومن ذلك قول فرعون ((أنا ربكم الأعلى)) الذي خلق الكلام في الشجرة خلق الكلام في فرعون فلا فرق بين هذا الكلام وهذا الكلام من حيث أنه كله خلق من خلق الله عز وجل. ومن هنا جاء ... إذًا كل كلام مهما كان عريقا في الضلال يقع في هذا الكون فهو خلق الله فهو الذي يقول يعني تصوّروا ... تصدر من الكفار والفساق والفجار, فهذا كله كلامه, وهذا ما صرّح به ابن عربي الذي يُمثّل القول صراحة بوحدة الوجود حينما قال " وكل كلام في الوجود كلامه *** سواء علينا نثره ونظامه "، هو صرّح بما ... به المعتزلة قديما فكان باب هذه الضلالة الكبرى التي أفصح عنها ابن عربي ... " وكل كلام في الوجود كلامه *** سواء علينا نثره ونظامه " جاء هذا الضلال الأكبر من تأويل المعتزلة لقوله تعالى ((فاستمع لما يوحى إنني أنا الله)) و ((وكلّم الله موسى تكليما)) لا, إنما كلم الله موسى بواسطة الشجرة, فالشجرة هي التي تكلّمت، من هنا كان علماء السلف من الأئمة الأربعة يحملون كمذاهب خطيرة جدا على من يُنكرون الكلام الإلاهي لما يعلمون من عواقب هذا الإنفاء الذي أقطع به المعتزلة في بعض صوره وألزِموا أن يقولوا ... ونتج من ذلك الجحد بوجود الله عز وجل مطلقا. هكذا كان الخلاف محتدما بين أهل السنة والسلف من جهة وبين المعتزلة من جهة أخرى, فهؤلاء صرّحوا بضلالهم أن الله لا يتكلم فحينما يجابهون بالأيات ... يقولون هذا مجاز, الله هو الذي ... الكلام فهو الذي خلق ال ... . (248/6) «بيان عقيدة الأشاعرة في صفة الكلام لله وأنه كلام نفسي وذكر أدلتهم، والرد عليهمالشيخ: ... اليوم مع الأسف الشديد الماتوريدية والأشاعرة, هؤلاء لم يستطيعوا أن يصرّحوا تصريح المعتزلة, لم يستطيعوا أن يقولوا الله لا يتكلم لأنه لا, ضرب مكشوف لنصوص القرأن, فهُم يقولون إن الله يتكلم كيف ما يتكلم وهو يقول ((وكلم الله موسى تكليما)) لكن الواقع أن مذهبهم أن الله لا يتكلم. فهذا مثال بأنهم يقولون بالكلام النفسي, يقولون بأن كلام الله هو كلام نفسي ... وبيستدلوا ببعض الأشياء ... فقط يريد أن ... سابقا ... هذا كله تحقيق ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وأوضح من هذا أنه إن كان يريد مثلا أن يقابل ملكا لحاجة له عنده, إن كان ... ممكن ... يتصور هذا أو ذاك أنه ... الملك ... كذا وكذا وكذا ... كذا وكذا لأنه كذا وكذا إلى أخره, لو سمحت ... الفلاني, شو لازم يقل له ... يبدأ هو وإلا أنا ... شو بيتصور ... شو لازم أنا .. جواب, هذا شو اسمه؟ كلام نفسي واستدلوا على إثبات هذا الكلام نفسه كأثبات مطلق بغضّ النظر ... عند الله عز وجل, إذا جاء في صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قد تُوفّي وسمع الصحابة يختاروا له خليفة ... الرسول عليه السلام, فأراد عمر أن يتقدم أبا بكر الصديق ... قال " وقد كنت زوّرت في نفسي كلاما " أنا قلت له ... كلام من هنا, "كنت زوّرت في نفسي" يعني هيّئت في نفسي كلاما، هذا هو الكلام النفسي فاستدلوا بهذه الحجّة إلى أنه يوجد هناك كلام نفسي, والواقع أننا نحن أو أنا شخصيا لا يستطيع الإنسان أن ينكر الكلام النفسي, لازم أي واقع ككل منا ... كما ضربت لكم أنفا بعض الأمثلة, و ... التعبير العربي فهذا هو عمر بن الخطاب من أفصح من نطق بالضاد يقول عن نفسه " زوّرت كلاما في نفسي " وهذا صريح أنه كلام من جهة وصريح أنه لم يتكلم به بعد من جهة أخرى, فهذه حقيقة لا مجال لإنكارها لكننا نقول ... ما الدليل على أن الله عز وجل كلامه من هذا النوع الذي ... عمر بن الخطاب مهما تكلّم من هذا النوع فيمكن للعبد ... اليد الواحد أو اليمين, الكلام النفسي يعني هذا ... وإلا في هذا المرة لكن كلامه الذي يغلب عليه دائما ... هو الكلام اللفظي الحقيقي, فإذا كان هذا الكلام النفسي ثابتا فما الدليل على أنه كلام الله؟ الجواب ما دليل على هذا سوى أوهام تقوم في أذهان المسلمين من كلام ... ف ... بسبب هذه الأوهام إلى أن يلجؤوا إلى الكلام النفسي وأنما ... . السائل: ... . الشيخ: فنحن نرد تبعا لعلماءنا من علماء السلف على هذا الكلام النفسي ... طبيعة الكلام الإلهي الذي ذكرنا أنفا إذا صح التعبير أنه كلام مسموع فهل الكلام النفسي مسموع؟ الجواب لا, الكلام النفسي غير مسموع أما كلام الله عز وجل الذي صرّح به في القرأن فهو كلام مسموع حيث قال عز وجل ((فاستمع لما يوحى)) ف ... كل المخاطبات التي تجري بين الله وبين أنبيائه ورسله, بين الله وبين ملائكته, بين الله وبين عباده الصالحين, بين الله وبين بعض عباده الكافرين، كل هذه المخاطبات معناه حتى الكفار يسمعون. يسمعه المؤمن والكافر كذلك المؤمن إذا تكلّم يسمعه المؤمن والكافر, هذا طبيعة كلام البشر, كذلك نقول صفة الكلام البشري للإله سبحانه وتعالى وأنه مسموع. سواء من الصالح أو من الطالح, نصوص الكتاب والسنّة صريحة في ذلك, لذلك فلا يصحّ تأويل الكلام الإلهي المذكور في القرأن والسنّة بأنه هو الكلام النفسي لأن الكلام النفسي لا يُسمع وإذا كان ولا بد من أن نصِف الله عز وجل بالكلام النفسي فنقول هذا شيء والكلام اللفظي الحقيقي هو الأخر والكتاب والسنّة هما يتكلم عن الكلام الإلاهي فإنما يعني هذا القسم الثاني الكلام اللفظي المسموع ولا يعني الكلام النفسي وحتى بعض العلماء من القدامى ما, ما اعتقدوا أن لله كلاما نفسيّا بل كان هذا لا يضرّ إذا ثبت ذلك نص التذكير للكلام اللفظي الحقيقي. (248/7) «معنى الحديث (وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي) وكلام الذهبي فيهالشيخ: لعلكم تسمعون الحديث القدسي الذي يقول لمن يذكر الله عز وجل سرا (إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإذا ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير من ملإه) فالإمام الذهبي وهو من أئمة السلف في العقائد السلفية بصورة عامة وعقيدة الكلام الحقيقي لله بصورة خاصة يقول في هذا الحديث إثبات الكلامين, الكلام النفسي والكلام اللفظي وهذا في الواقع رد على الفريقين ولم يحابي أحدا, على الفريق الذي يُنكر الكلام الإلاهي الحقيقي اللفظي وعلى الفريق الأخر الذي ينكر الكلام النفسي وإنما يقول (إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإذا ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير من ملإه) هذا معناه أنه هذا العبد الذي يذكر الله عز وجل أمام الناس ما تسمعونه فالله يجازيه بخير من مثله فيذكره هذا العبد بالذات لله عز وجل على ملإ من الناس في ملإ خير من ملإه. إذًا هذا الحديث قسمان ... قسم الكلام اللفظي الحقيقي وقسم الكلام النفسي لكن. (248/8) «تتمة الكلام على عقيدة الأشاعرة في صفة الكلام لله وبيان الموافقة والمفارقة بين مذهب الأشاعرة والمعتزلة في ذلكالشيخ: من حكمة الله عز وجل وإقامته لحجته على المخالفين لشرعيته أنه ... أولا المنحرفون عن شرع الله عز وجل أن يثبتوا ... بدليل من الكتاب والسنّة إلا ... نجد أن دليلهم يعود عليهم. السائل: ... . الشيخ: إذا بدليلهم يرجع عليهم, وما نحن فيه من هذا القبيل تماما, قاسوا الله عز وجل هؤلاء الأشاعرة والماتوريدية قالوا لا نستطيع أن ننكر الكلام الإلاهي لأنه خالف الدليل الكتاب والسنة فهم ههنا يردّون على المعتزلة, يردون على المعتزلة ويوافقون أهل السنّة والسلف في هذا لكن من جهة أخرى يلتقون مع المعتزلة والمخالفون من أهل الكلام لأنهم يُنكرون أيضا الكلام الحقيقي كالمعتزلة وبهذا الإنكار يخالفون السنة, لذلك كما قدمنا أنفا هم من جهة يوافقوا المعتزلة ومن جهة يخالفونهم ومن جهة أخرى بيخالفوا, بيوافقوا أهل السنّة أهل السلف ومن جهة بيخالفوهم من جهة أخرى ودافع ذلك أنهم يلتقون مع المعتزلة في الإنكار للكلام الإلاهي الحقيقي وهذا مخالفة منهم جميعا للكلام السابق. يخالفون المعتزلة في الإيمان بأن الله يتكلّم, المعتزلة يصرحون الله لا يتكلم, وبهذا الذي يتظاهرون به من إثبات الكلام الإلهي يوافقون أهل السنة لكنهم في الواقع هذه موافقة شكلية لفظية لأنهم إذا حصحصنا معهم وإذا بالكلام الذي ءامنوا به هو كلام المعتزلة لكن بتحوير بسيط, المعتزلة يقولون كلام الله حقيقة ... هو لا يتكلم لكن الأشاعرة يقولون الله إذًا حقيقة لا يتكلم لكن له كلام نفسي, هذا الذي لم يؤمن به المعتزلة. نقول الآن ماذا استفاد المؤولة سواء كانوا من الأشاعرة أو الماتوريدية في تأويل الكلام الإلاهي الحقيقي إلى الكلام النفسي؟ ... السبب, إذا عرفتم الدافع للمعتزلة من جهة والماتوريدية والأشاعرة من جهة أخرى, إذا عرفتم الدافع لهؤلاء وهؤلاء إلى إنكار الكلام الإلهي اللفظي الحقيقي عرفتم أنهم ما استفادوا شيئا من تأويلهم للكلام الحقيقي بأنه كلام نفسي وذلك ما هو السبب الذي دفعهم إلى هذه التآويل؟ هو قالوا إذا قلنا إن الله يتكلم حقيقة فقد شبهناه بخلقه. (248/9) «ذكر السبب في إنكار أهل البدع لصفة الكلام للهالشيخ: ما هو السبب الذي دفعهم إلى هذا التآويل قالوا إذا قلنا إن الله يتكلم حقيقة فقد شبهناه بخلقه, ... باطل وما ... منه باطل فهو باطل, إذا قلنا كما قال الله ((وكلّم الله موسى تكليما)) ((فاستمع لما يوحى)) حقيقةً معناه أنه ربنا بيتكلم كما يتكلم العباد هذا تشبيه ... الكفر, إذًا ماذا نفعل؟ يقولون إذًا نتأوّل هذا الكلام بكلام ليس فيه تشبيه للخالق بالمخلوق فوقعوا فيما منه فرّوا, أليس احتجّوا لإثبات الكلام النفسي بقول عمر " زوّرت كلاما " إذًا عمر في عنده كلام نفسي ورب عمر كمان في عنده كلام نفسي, فماذا استفادوا من هذا التأويل؟ ما استفادوا شيئا, فإذا قيل لهم هذا الكلام سيردوه فيقولون فنحن لما نقول إنه الله كلامه نفسي لا يعني إنه كلام النفسي يشبه كلام البشر النفسي, الله أكبر, إيه خليكم على الأصل, قولوا كلام الله حقيقة تتناسب مع ذات الله و ... لا يشبه خلقه في حقيقة ... وانتهت المسألة, مثل هذا تماما وقعوا في تأويل الرحمان على العرش استوى مثله تماما, وهذا من حجج الله للسنّة, للسلف على مخالفيهم. هذه الفائدة أيضا. (248/10) «الكلام على صفة الاستواء لله وعلوه على خلقه، وذكر مذهب أهل البدع في ذلك وأدلتهم والرد عليهمالشيخ: أنكر جماهير المسلمين قديما وحديثا خاصة السلف الصالح أن يكون الله عز وجل له صفة الاستواء على خلقه والعلوّ على مخلوقاته, أنكروا هذه؟ مع أنه هناك أيات كثيرة جدا أيضا تتحدث بهذه الحقيقة ((الرحمن على العرش استوى)) فماذا فعلوا؟ أيضا تأوّلوا فسألوا وأية ((الرحمن على العرش استوى)) بمعنى استولى وأتوا ببيت شعري قال, الله أعلم بثبوته قالوا: " استوى بشْر على العراق من غير سيف ودم مهراق ". إذًا يريدون بهذا الشعر أن يُثبتوا أن استوى تأتي بمعنى استولى كأنه نقول لهم ما استفدتم شيئا لأن السلف لا يُنكرون أن تأتي كلمة "استوى" مع استولى, ف ... استفدتم من هذا البيت من الشعر إذا أردتم أن تثبتوا لنا استوى تأتي أحيانا بمعنى استولى بن ... لهذا المعنى لكن ... معنا أن استوى تأتي بمعنى استعلى فستقولون بلى لا بد من ذلك, أه إذًا ما الفرق بين تفسير استوى بمعنى استعلى التفسير السّلفي الذي فررتم منه إلى تفسيركم استوى بمعنى استولى, ما الفرق بين الناحيتين مادام كل من الصفتين ممكن أن يتصف بها الخلق؟ أي أنتم تقولون استوى على العرش أي استولى, يرد عليكم اعتراض قوي جدا أخطر من اعتراضكم على ... الإعتراف بأنه ربنا عز وجل في بعض أيات العرش والإستواء عليه قال ((ثم استوى على العرش)) فإذا فسّرتم استوى بمعنى استولى وجاء هذا الإستيلاء بعد حرف العاطفة "ثم" التي تُفيد التراخي فمعنى هذا أنكم تصوّرتم خلوّ الكون ولو طرفة, طرفة عين لحظة من ... أن الله يكون الله مستوليا عليه لأنه خلق العرش ثم استوى بعد ذلك استولى عليه, في لحظة من اللحظات في يوم ... إلخ, فهذا معناه أنكم ما أثبتم القاهريّة لله إثباتا مطردا مستمرا فماذا تستفيدون من هذا ال ... قالوا لا, نحن لا نقول استوى بمعنى استولى كاستيلاء البشر على ... , سبحان الله خليكم ... السلفية, كون استوى بمعنى استعلى لا كاستعلاء الملوك على عروشهم وهذا ... السلف, ما استفادوا شيئا سوى أنهم أولا حرّفوا الكلم عن مواضعه بدون فائدة وثانيا ... كانوا مستريحين لو قالوا كما قال السلف ثم استوى بمعنى استعلى لأنه هذا تقرّب إلى الله عز وجل كمجيئه ونزوله إذا قلت لم يكن نازلا قبل نزوله لا ضرر في هذه ... لأنه هذا ليس فيه ... له في ملكه أما إذا قلت ثم استولى, كيف ... خاصة بيت الشعر يُفيد من قبل استيلاء بشر على العراق كان هناك ... مستولي عليه فقام هو بثورة أو جهّز جيش وتغلّب بِشْر على العراق. (248/11) «تتمة الكلام على السبب في إنكار أهل البدع لصفات الله وهو زعمهم أنه يستلزم من إثبات صفات الله تشبهه بالمخلوقينالشيخ: هذا شؤم أو من شؤم تأويل النصوص القرأنية والأحاديث النبوية إنما فتحوا لأنفسهم باب الكلام وباب تصوّر رب العالمين كأنه إنسان مخلوق كذلك مشكلة الكلام الإلاهي بالضبط هم تصوّروا إذا قلنا الله يتكلم يعني له شفتين وله لسان وله أسنان وله ... وله وله إلخ, الله أكبر, ما أجهل هؤلاء الناس الذين يؤدّي بهم لفظة واحدة في القرأن إلى أن يتخيّلوا براثين تُنسب إلى الله ولعلمهم بأنها بواطيل وبظنهم لأن هذه البواطيل ... من النص القرأني حرّفوا بقى النص القرأني ف ... من هذه البواطيل مع أنهم بلسانهم يتخلّصوا منها باستحضار أية واحدة من القرأن الكريم ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ((ليس كمثله شيء)) ... حتى لا يخطر في بالهم السميع يعني تكلم والبصير كبصري, لا ليستم في شيء, إذًا أثبت ونزّه فإذا نزّهت وشبّهت فقد كفرت بالطرف الأول من الأية, إذا نزّهت وعطّلت فقد كفرت بالشطر الثاني من الأية, فلا بد أن تجمع بين التنزيه وبين الإثبات, المعتزلة ينزّهون فعلا لكن غُلوّهم في التنزيه أدّاهم إلى إنكار الأيات, أيات الصفات ... أتدرون ماذا فعلوا ((وهو السميع البصير)) إيش معناها؟ تماما مثل ما قالوا يعني نتيجة تأويلهم مثل ما أوّلوا الكلام الإلهي ومثل ما أوّلوا الاستواء, ما استفادوا شيئا, قالوا السميع البصير يعني العليم أولا أنت ... فالسميع البصير يعني العليم ... وصف نفسه بأنه عليم في أيات كثيرة, إيه هنا ما وصف نفسه بأنه عليم وإنما وصف نفسه بأنه سميع بصير, ... ثم ما استفدتم شيئا من هذ التأويل ليه؟ الله عليم وفلان عليم هاي ... لا نحن نقول الله عليم ليس كعلم هذا العليم ... هذا المذهب ونقولوا بصير وانتهت المشكلة. (248/12) «بين بطلان قول: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكمالشيخ: وفي الحق إن من أخطر ما ... من هذه التآويل ادعاء العلم لهؤلاء المتأوّلة ونسبة الجهل إلى السلف الصالح لكن بعبارة ناعمة غير صريحة فهم يقولون وهذا مقرر فيما يسمّونه بكتب الكلام كل ... كل طالب علم يدرس على طريقة الخلف, لا بد أن ينتهي به في نهاية المطاف إلى أن مذهب السلف في هذه القضايا أسلم لكن مذهب الخلف أحسن وأعلم, وهذا هو الكفر بعينه لأنه مذهب السلف ... محمد بن عبد الله الذي لا ينطق عن الهوى, يكفي القول أنه الرسول عليه السلام ومن سار على منهجه بأنه مذهبه الأسلم لكن مذهب من جاء بعدهم أحسن وأعلم. إذًا ... كما سمعتم, مذهب السلف أسلم وأحسن واعلم فكل تأويل يأتون به هو يعود حجّة عليهم وليس لهم فيه حجّة مطلقا, أظن فهذه الأية ... . السائل: ... . الشيخ: تبيّن الأن بأن كلام الله الحقيقي ... والكلام النفسي ... وأما الحق أن يصِف الله عز وجل بكل ما وصف به نفسه, قد وصف نفسه في القرأن وفي الأحاديث الكثيرة بأن كلام الله حقيقةً كلام مسموع وكما أنه كلام مفهوم وأنه في بعض الأحاديث وصف لله عز وجل بالكلامين, الكلام الحقيقي حيث يسمعه الذين يُذكر, يَذكر الله بينهم من ذكره بين الناس وفيه أيضا إثبات الكلام النفسي. (248/13) «تتمة الرد على عقيدة الأشاعرة في صفة الكلام لله عز وجل وأنه كلام نفسيالشيخ: وأخيرا أذكر الأن ... بعض النصوص الأخرى التي ربما لم يتنبّه سلفهم بتأويلها ولكن حينما ينحرف عن الخط المستقيم فسيظل ... عنه ... وكلما وقف أمامه نص فلا بد من أن يتأوّله بتأويل يَظهر بطلانه بأدنى تأمّل. عفوا كتاب ... معروف في ... كتاب الجوهرة أشهر كتاب لطلبة العلم يُدرّس في المعاهد الدينية قديما ثم لهذا الكتاب شروح قديمة وأخيرا طُبِع هذا الكتاب مع شرحه وعليه حاشية من أحد كبار علماء الأزهر الشريف وهو محمد محي الدين, هذا من العلماء, علماء الأزهر وله خدمة في الواقع لكثير من كتب العلم خاصة ما كان منها في الأداب وفي النحو, وله مثلا "سنن اليهود" من تحقيقه وتعليقه عليه, أي نعم, فهذا الرجل له حاشية على شرح الجوهرة لمّا جاء نصه في هذا الموضوه الخطير في الكلام الإلاهي لم يتعرض لمذهب السّلف إطلاقا, لا بالموافقة ولا بالمخالفة ... إنما تعرّض للرد على المعتزلة علما أنه المعتزلة أصبحوا في خبر كان, هلّا في فرقة اسمها ... ؟ لا لكن الواقع ... موجودة ... هلا وفي الماتوريدية وقد يذكرونه أو لا يذكرون, فأخذ يرد على المعتزلة ... قبلهم وهو يجادلهم إن الله عز وجل ... أن يكلم موسى بكلام نفسي يُفهِمه موسى, هنا الشاهد أليس الله بقادر أن يُفهم موسى الكلام الإلاهي, فالله على كل شيء قدير, هو ظنه بقى أنه المعتزلة ما ... الله عادل وفعلا ما بيقدر يقول الله عادل إذًا هو بيكون رد عليه, أليس الله بقادر على أن يُفهم موسى بالكلام النفسي, إذًا القضية ... وها الأية صريحة ((فاتبع ما يوحى)) لا ... ولا عرّج عليها إطلاقا, ليه؟ لأنه هذه أية واحدة ... الأشاعرة في هذه القضية وما في حاجة أنه ... يوجّه سؤاله ... وهي الصورة التي سمعتموها وإنما سيقول كما هو اعتقاد السلف أليس الله بقادر على أن يُسمع كلامه الحقيقي ... فيكون بهذا ... فقال لماذا أنتم تؤمنون بهذا الكلام الملفوظ المسموع؟ هذا بيلزم منه ... كلام النفسي أو حسّي, لا هذا كلام نفسي لا يمكن ... إذًا هذا الكلام اللفظي أيضا لا يُشبه كلام البشر وكفى الله المؤمنين القتال وهذا القدر ... . السائل: ... تكلمت على قولهم أنه ... الشيخ: إيه هذا من لوازم الكلام النفسي, أه وهذا بيذكّرنا بالأخ ... اللي الشائع ... علماء السلف ... منهم كتاب ... من صفاته وكلامه ... عنده هو الكلام الحقيقي ففي القرأن مثلا ... ولا في سبيل ال ... هذا من ... إلخ, هذا كما قلنا من أدلة اللي الكلام الإلاهي مسموع لأنه سمع الكلام الإلاهي فأجابه قال ... فماذا يقول القائلون بالكلام النفسي؟ يقولون الله منذ الأزل ولا يزال يقول لموسى ((وما تلك بيمينك يا موسى)). السائل: إلى أن تقوم الساعة. الشيخ: ... هذه الكلمة ((وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله)) إلى أخره, منذ الأزل الله قال هذا الكلام ولا يزال ولا يزال إلى حيث لا أخر له لكن مع الأسف هذا من سخافات ... . السائل: ... على النبي يعني مادام قال ... . سائل آخر: ... ((يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه)) ... . الشيخ: الخلاصة, نحمد الله أولا على أن جعلنا مسلمين وثانيا وأخيرا أن جعلنا سلفيين ... في الواقع إسلام جماهير المسلمين اليوم يكاد لا ... . (248/14) «معنى قول عمر بن الخطاب: إذا استدل أهل البدع بالقرآن فحاجوهم بالسنة فإن القرآن ذو وجوه ومثال ذلك قوله تعالى: ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) وبيان أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة، وإنكار أهل ال» الشيخ: لأنه كانوا ... بالأحاديث, يلف بالموضوع لفّا ... حينما القرأن كما قال عمر رحمه الله ورضي عنه في بعض الأثار عنه يقول " إذا حاجّكم أهل البدع بالقرأن فحاجّوهم بالسنة فإن القرأن ذو وجوه "، وفعلا هذا الاعتزال ... لله عز وجل صفة وهي أنه قادر على أن يُمكّن عباده من النظر إليه فقال تعالى ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) نص لأهل السنة, قالوا لا لا يمكن رؤية الله ... هذا مستحيل, إذًا إيش معنى ((إلى ربها ناظرة))؟ قالوا إلى نعيم ربها ناظرة, ... بسيطة, تقدير مضاف محذوف لكن جاءت الأحاديث تؤكّد. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تؤكّد صفة الإله عز وجل في هذه الحيثيّة وأنه يُمكّن عباده من رؤيته كمثل الحديث المذكور في الصحيحين وغيرهما (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر) في بعض الأحاديث (كما ترون الشمس في رابضة النهار لا تضامّون في رؤيته)، ... لا يقبل ... (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر) أو إلى حديث أخر ... في العقيدة, لا تُثبت عقيدة لأنه ... فكانت الانفعال اللي منّ الله عليك أنفا أو فيه أنفا أنه الحمد لله على الإسلام وعلى أن جعلنا سلفيين في فهم الإسلام. السائل: ... الحمد لله الشيخ: علماء الكلام يقولون العقيدة لا تثبت إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، ... عبد طرفين انهارت العقيدة, إيه لا يمكن أن نُثبت لهؤلاء عقيدة لأنه إذا جِئنا إليهم بأية, أية قطعية الثبوت لكن هم يجعلونها غير قطعية الدلالة و ... ((إلى ربها ناظرة)) هذا نص قرأني قطعي الثبوت ولكن ليست قطعية الدلالة ليش؟ ... التأويل, شو التأويل؟ إلى نعمة ربها ناظرة، ... في النص مع وجوده بطلان الحديث, ليه؟ لأنه ما وُجد الطرف الثاني عندهم "قطعي الدلالة" وإذا أجزأ حديث ... حديث (إنكم سترون ربكم) قطعي الدلالة قالوا هذا غير قطعي الثبوت ف ... يعني مثل القنفد ... وهكذا يكون علم الإسلام, فالحمد لله الذي هدانا لنكون مسلمين وعلى منهج السلف الصالح. السائل: ... . الشيخ: بعض المذاهب ورد الحديث السائل: ... . الشيخ: ... ورد أنه الرسول عرّفه ... أما أنه الحديث ... وإلا لا؟ السائل: ... . الشيخ: ... لا الرواية موجودة لكن بقى صحيحة؟ ما أدري, لأنه نحن الروايات غير الواردة عن الرسول عليه السلام لا يزال البحث في أسانيدها إلا ما ندر لأنه هذا بحر لا ساحل له, لو فرضنا ... تحقيق الروايات المروية عن السلف وأقوالهم فرفض هذا عن الإهتمام بدراسة الأقوال المروية عن الرسول عليه السلام وهذا مهم يعني لأنه هذا القاع ... العقيدة فهذا الذي يجب أن تتظافر فيه جهود المسلمين, علماء المسلمين هو تحقيق السنة مما ليس منها أما والله ... صح عن عمر أنه قال ... وإلا ما صحّ؟ مجهود كبير فإذا كان مهما فحينذاك يجب أن يُعامل كما نعامل الحديث في الحج. السائل: ... . (248/15) «شرح حديث (إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) والكلام على متابعة المأموم للإمامالشيخ: وبعد فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إذا أمّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، في هذا الحديث أمر بحكم شرعي وبيان لثواب من يأتمر بهذا الأمر النبوي الكريم ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (إذا أمنّ الإمام فأمّنوا) وقد اختلف شرّاح هذا الحديث في بيان المراد من هذا الأمر النبوي الكريم (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) فمنهم من ذهب إلى أن المعنى إذا شرع الإمام في التأمين فاشرعوا أنتم معه في التأمين, أي فهِموا أن المقصود من الحديث أن يُقارن المقتديُ بتأمينه تأمين إمامه, فيقول مع الإمام آمين في آن واحد، ومنهم من يذهب إلى أن المقصود به أن يأتيَ تأمين المقتدي بعد فراغ الإمام من تأمينه, ومنهم من يُفصِّل تفصيلا لا وجه له فيقول من كان قريبا من الإمام قارنه ومن كان بعيدا عنه تأخّر عنه وعقّب بتأمينه على تأمينه. والذي تبيّن لي بعد التأمّل في هذه الأقوال المختلفة في هذا الحديث الصحيح في برهة سنين طويلة هو ترجيح القول الثاني وهو أن يكون تأمين المقتدي عقب تأمين الإمام. أولا لأن ظاهر الحديث لا يدلّ إلا على هذا حيث قال عليه الصلاة والسلام (إذا أمنّ الإمام فأمّنوا) لأن حقيقة هذا اللفظ إذا أمّن أي قال آمين, فتفسيره على رأي القائلين بالقول الأول إذا شرع فهذا مجاز ومعلوم لغة و شرعا أنه لا يجوز المصير إلى المجاز إلا إذا تعذّرت الحقيقة ولم يمكن تفسيرها وفهمها, حينذاك يُصار إلى الجواز وتترك الحقيقة وهذ الشرط مفقود ها هنا لأنه من الواضح أن هذا أمر ... إذا قال الإمام آمين يقول المقتدي آمين, فلا ينبغي تفسير النص حينذاك بخلاف الحقيقة إلى المجاز لأن الأصل حقيقي, هذا شيء. وشيء ثاني أن قوله عليه الصلاة والسلام (إذا أمنّ الإمام فأمّنوا) هو على وزان قوله (إذا كبّر الإمام فكبّروا) وعلى وزان قوله (إذا رفع فارفعوا) (إذا سجد فاسجدوا) (إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد) كل هذه النصوص تفيد أنما أمر به المقتدي من القول إنما هو بعد فراغ الإمام مما أمر به من القول, فلا ينبغي على هذا الحديث أن يقول المقتدي مع الإمام الله أكبر وإنما ينتظر فراغ تكبير الإمام فيشرع هو على الفور بتكبيره, كذلك لا يركع حتى يكون الإمام قد تلبّس بالركوع بل ولا يسجد المقتدي حتى يرى الإمام قد تلبّس بالسجود على الرغم من المسافة الطويلة بين سجود الإمام وبين متابعة المقتدي للإمام بالسجود كما جاء في صحيح مسلم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كنا إذا صلينا وراء النبي صلى الله عليه وأله وسلم لم يرفع أحد منا رأسه من الركوع حتى يجد الإمام أو يرى الرسول عليه الصلاة والسلام قد وضع رأسه على الأرض ساجدا) فهذا الحديث بصورة خاصة والأوامر السابقة بصورة عامة تؤكّد أن السنّة والخطة التي ينبغي على المقتدي أن يجري مع الإمام في أذكاره وفي أوراده ليست هي مقارنته فيها وإنما متابعته, وقد أكّد هذا عليه الصلاة والسلام بقوله (إنما جعل الإمام ليؤتم به) أي ليقتدى به, فقولك معه الله أكبر ليس اقتداء به, إنما هو اقتران معه وهذا كل الأركان وهكذا أخيرا قولك مع الإمام آمين ليس اقتداء به وإنما مقارنة منك له, فقوله عليه الصلاة والسلام (إذا أمنّ الإمام فأمّنوا) قلنا ظاهره من الناحية العربية أولا ثم ومن ناحية الاعتبار بالأوامر السابقة الذكر إنما يقتضي أن يؤمّن المقتدي بعد فراغ الإمام من تأمينه وليس يؤمّن معه مقترنا بتأمينه, هذا الشيء الثاني. (248/16) «الكلام على مسابقة المأموم للإمام في التأمين في الصلاةالشيخ: الشيء الثالث, أنه إذا كان هناك في تفسير هذا الحديث قولان كما ذكرنا فليس هناك أي قائل يقول بجواز مسابقة المقتدي للإمام بتأمينه, وهذه المسابقة واقعة, لا أقول في سوريا بل ربما في كل العالم الإسلامي إذا صح القياس من الغائب على الشاهد. فقد ذهبت إلى كثير من البلاد, ففي الأردن مثلا, في الحجاز, في السعودية بصورة عامة, في مصر, في المغرب وأخيرا في بريطانيا المسلمين الذين هناك كلهم يسابقون الإمام في قولهم آمين حتى أنصار السنّة في عقر دار السنّة في مصر في القاهرة يقعون في هذه المخالفة وحتى في هذا ... فلا يكاد الإمام ينتهي من قوله ((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) إلا وسابق المقتدون إلى قولهم آمين قبل أن ينتهي هو من المد العارض للسكون وقبل أن يتنفّس حتى يتمكّن من قوله آمين. هذه المسابقة لا أحد يقول بها إطلاقا بعد أتخذ من هذا الشاهد الواقع دليلا ثالثا على ترجيح القول الذي نحن في صدد ترجيحه. لا يمكن تحقيقه إلا بشق الأنفس, وإلا بالنسبة لأفراد قليلين جدا جدا من المصلين وهم الذين يتابعون الإمام أية أية وهذا طبعا مما لا يتصف به جماهير المصلين ولما كان من القواعد الشرعية ما يسمّى بقاعدة "سد الذريعة" فتقتضي حينذاك حكمة التشريع ترجيح القول الثاني على القول الأول لأن الأخذ بالقول الأول أي بالمقارنة بتأمين المقتدي مع الإمام تعريض للمقتدي لمسابقة الإمام, تقدّما من جهة وهذه مسابقة وتقدما في الاقتداء وتقدما في الانتهاء, ذلك لأن الإمام يقول آمين على وزان ما كان يقرأ فإذا كان يقرأ بسرعة فهو لا يمد نفسَه وصوته بآمين, وإذا كان يقرأ كما أمر الله عز وجل في قوله ((ورتّل القرأن ترتيلا)) فهو إذا قال مثلا ((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) مدّها ست حركات فهو سيقول آمين, فبينما يتبع هو وينتهي بيكون المقتدين انتهوا, فسابقوا الإمام مسابقة لا يكاد يقول بها إنسان عالم مسلم. فإذا ما لقِّن المصلّون هذا القول الذي يدل عليه ظاهر قوله عليه السّلام (إذا أمّن) (فأمّنوا) حينئذاك حيل بينهم وبين مسابقة الإمام المسابقة التي جاءت نصوص كثيرة تنهى المقتدي عن مخالفة الإمام وعن مسابقته, فكيف وهو يقول بصراحة (إذا أمّن الإمام فأمّنوا). هذا هو الأمر الأول الذي أردت أن أنبّه عليه من هذا الحديث. (248/17) «بيان فضل التأمين بعد الإمام في الصلاة، وعدم مسابقة المأموم للإمام في التأمينالشيخ: الشيء الأخر أن هذا الحديث تضمّن فضيلة بالغة لا يتنبّه لها جماهير المصلين لذلك فهُم لا نكاد نجد أحدا منهم يحرص في تطبيق هذا الحديث سواء كان بالمعنى الأول أي المقارنة أو بالمعنى الثاني وهو الأرجح لدينا لما ذكرنا, لا يكاد أحدهم يهتم لهذا التطبيق لينال جزاء هذا الأمر النبوي الكريم وهو قوله عليه السلام (فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدّم من ذنبه) ومعنى هذا أن الله عز وجل تفضّل على عباده المصلين فشرع لهم من الوسائل والأسباب الميسّرة القريبة التناول إذا ما قاموا بها استحقّوا مغفرة الله تبارك وتعالى. لا يحتاج الأمر للحصول على هذه المغفرة إلا الانتباه وعدم مسابقة الإمام لقوله آمين فإما المقارنة على القول الأول وإما المتابعة على القول الثاني وهو الأرجح لدينا. لذلك فيجب أن نعلم أن ذكر الرسول صلى الله عليه وأله وسلم للملائكة في هذا الحديث وقوله (فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة) إنما يعني شيئا واضحا ألا وهو أن الملائكة كما الله عز وجل فيهم ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) أي أن الملائكة الذين يحضرون ويشهدون الصلوات مع المصلّين في المسجد ليسوا كالبشر الذين يعصون الله فضلا عن أنهم يغفلون, يغفلون عن أحكام الله فهُم لا يُتصوّر في حقّهم أن يسابقوا الإمام, فهُم إما مقارنين للإمام على رأي الأوّلين وإما متابعين للإمام على الرأي الأخر وهو الأرجح كما قلنا. فنحن ننصح إذًا بأحد شيئين لا بد منهما مرجّحين الشيء الأخر، الشيء الأول هو ألّا يسابق المقتدي الإمام, الذي سابق المقتدي الإمام بآمين, وإنما يقارن والمقارنة إن تمكّن منها, اللي تمكّن فستكون ناقصة لأنه لا يستطيع أن يقارنه على مدى قوله هو آمين, ... لأنه غير مستعد هو أن يقول آمين كما لو كان يقرأ هو نفسه القرأن ثم يؤمّن بعد ذلك على وجه الترتيل, لذلك فنحن ننصح بالشيء الثاني وهو أن تضبطوا أنفسكم, إذا سمعتم تأمين الإمام فلا تبدؤوا بقولكم " آ " من " آمين " إلا إذا سمعتم النون الساكنة من قول الإمام آمين, وحينذاك تحصلون على هذه المغفرة بأقل عمل وأقل جهد. ما هو هذا الجهد؟ أنه ما تكون شارد من وراء الإمام وتتكل للعادة ها اللي ماشين الناس عليها أنه هو بيقول ((ولا الضالين)) يلّا المسجد كله انطلق ليضجّ ضجّته بآمين وبعدين يجي تأمين الإمام, هذا إن لم تلاحظوا فلاحظوا فيما بعد, فستجدون القضية العكس رأسا على عقب, المقتدون يقولون آمين ويأتي تأمين الإمام بعده, لاحظوا هذا, فيكون المصلي أوّلا خالف أمر الرسول الصريح (إذا أمّن) (فأمنوا) وثانيا وهذا أهمّ من اقتداء هذا المسلم العاصي المغمور بالذنوب والمعاصي أن يتطلّب الأسباب التي يستحق بها مغفرة الله فيخسر هذه المغفرة لأنه خالف أمر النبي عليه السلام (إذا أمنّ الإمام فأمّنوا). (248/18) «خطبة الحاجةالشيخ: ... ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)). ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)). ((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)). أما بعد, فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (249/1) «تحذير السائلين من الأنانية وحب الذات، وشرح حديث (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه).» الشيخ: قبل المباشرة للإجابة على هذه الأسئلة أريد أن أذكّر إخواننا السائلين بخُلُق إسلامي كريم, هذا الخلق هو ألا يكون المسلم أنانيا وألا يحب الخير لنفسه فقط وإنما يحبه أيضا لإخوانه المسلمين كما يحبه لنفسه تجاوبا منه مع حديث نبيه عليه الصلاة والسلام القائل (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وهذا الحديث صريح في الحضّ على أن يحب المسلم ما يحب لنفسه من الخير أن يحبه أيضا لأخيه المسلم, ينطبق على مئات إن لم نقل على ألوف المسائل والذي أريد أن أضرب عليه مثلا الآن هو أن سائلا ما يسأل وكأنه يفترض أن لا سائل سواه فهو يحشر السؤال تلو السؤال والسؤال بعد السؤال فمتى يتفرّغ المجيب للإجابة على الأسئلة الأخرى إذا كان السائل سأل فكتب ما يقال اليوم "جورنال" جريدة من الأسئلة, لذلك يجب أن يُفسِح المجال كل سائل منكم للأخر, فيسأل كل منكم سؤالا حتى تتفرّغ الصفحة وإن وجد للإجابة على أسئلة الأخرين فإذا انتهت الأسئلة وانتهت الأجوبة ولا يزال في يدنا فسحة من الوقت فيكون قد جهّز السؤال الأخر, هذا خير من أن أضطر أنا أن آخذ هذه الورقة مثلا فأجيب على سؤال فبيرفع أصبعه السائل وبيفضح حاله بيقول لسى فيه سؤال ثاني, لا فليكن كل منكم قانعا بأن يسأل سؤالا واحدا فإذا تتابعت الأسئلة كل فرد سؤال وانتهت الأجوبة ولسى معنا وقت فتعاد أسئلة جديدة وهكذا دواليك, فالآن اسمعوا هنا. (249/2) «ورد في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ، وورد عن ابن عمر أنه كان يقول: قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة فمن قبل امرأته أو جسها بيده فعليه الوضوء،» الشيخ: يقول السائل بعد الحمد, البسملة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت إن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يُقبِّل بعض أزواجه ثم يصلّي ولا يتوضأ هذا حديث، وورد عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول " قبلة الرجل امرأته وجسُّها بيده من الملامسة فمن قبّل امرأته أو جسّها بيده فعليه الوضوء "، وورد أن رجلين تيمّما وصليا ثم وجدا ماء في الوقت فتوضأ أحدهما وأعاد الصلاة ما كان في الوقت ولم يعد الأخر, فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال للذي لم يعد (أصبت السنّة وأجزأتك صلاتك) وقال للأخر (أما أنت فلك مثل سهم جمع) هنا خطأ طبعا سيأتي إن شاء الله التنبيه عليه يقول السائل وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة) فصلى فريق منهم وأخّر فريق منهم ولم يعنّف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا. أولا ما صحة هذه الأحديث؟ ثانيا إذا كان فيها منسوخ فما الناسخ وما دليله؟ ثالثا إذا ثبتت هذه الأحاديث فهل يتعدّد الحق؟ ورابعا إذا صحّت ولم يكن فيها منسوخ فما الحكمة؟ وكيف العمل بها؟ أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. إذًا لازم يكون بقى درسنا الليلة هو الإجابة عن هذه الأسئلة ومناقشة ما جاء فيها وبيان الصواب منها, هكذا فيما يبدو يريد بعض الإخوة. (249/3) «الجواب على شطر من السؤال وهو قوله: ورد في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأالشيخ: الحديث الأول, حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يُقبّل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ, هذا حديث صحيح, وكذلك كل الأحاديث التي وردت في هذه الأسئلة, فلا نعيد الكلام على الصحة, وهذا الحديث هو من أدلة الإمام أبي حنيفة رحمه الله ومن سبقه وتبعه من السلف والخلف على أن مسّ المرأة مسّا عاديا بمعنى لم تتحرّك فيه الشهوة فهذا لا يوجب الوضوء لأن الحديث يصرّح بأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يقبّل زوجته ثم يقول إلى الصلاة ولا يتوضأ, ولا يخفى على الجميع أن التقبيل مسّ مقرون بشهوة, لأن تقبيل الرجل للمرأة كما هو معروف أيضا بداهة ليس كتقبيل الرجل لابنه أو ابنته أو لأبيه أو نحو ذلك فهذا. وعليكم السلام. فتقبيل الرجل لزوجته تقبيل شهوة, وتقبيل الرجل لابنه أو ابنته تقبيل رحمة, وتقبيل الولد لوالده ووالدته تقبيل إجلال ومودة ونحو ذلك, فتقبيل الرسول عليه الصلاة والسلام لبعض أزواجه وهي عائشة كما في بعض الروايات الأخرى, إنما هو تقبيل الزوج لزوجته ففيه شهوة ومع ذلك فقد كان عليه الصلاة والسلام بعد هذا التقبيل يقوم يصلي ولا يتوضأ, هذا حديث صريح وكما يقول الإمام البيهقي جاء من عشرة طرق, هذا الحديث عن عائشة جاء من عشرة طرق وبعضها قوي وبعضها يُدعِم بعضا كما يقول علماء الحديث. (249/4) «الجواب على شطر من السؤال وهو قوله: وورد عن ابن عمر أنه كان يقول: قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة فمن قبل امرأته أو جسها بيده فعليه الوضوء. وبيان أن العبرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ب» الشيخ: أما الحديث الذي بعده وهو عن عبد الله بن عمر " قبلة الرجل امرأته وجسُّها بيده من الملامسة فمن قبّل امرأته أو جسّها بيده فعليه الوضوء " هذا ليس حديثا ولا يحسن سِرده في جملة الأحاديث لأنه كل مسلم لا سيما إذا كان غير مثقف الثقافة الشرعية التامة وبخاصة إذا كان لا علم عنده بعلم الحديث أو مصطلح الحديث, إذا سمع كلمة حديث كذا تبادر إلى ذهنه أنه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم, فهذا الحديث الثاني لم يُذكر فيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه فهو ليس حديثا مرفوعا للرسول صلى الله عليه وأله وسلم وإنما هو من كلام عبد الله بن عمر انتهبوا لهذا, ابن عمر يقول " قبلة الرجل امرأته وجسُّها بيده من الملامسة فمن قبّل امرأته أو جسّها بيده فعليه الوضوء " هذا كلام ابن عمر وهو كلام صريح في إيجابه هو على من قبّل امرأته الوضوء, ولكن هذا ليس حديثا مرفوعا إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه حتى يُشْكل على السائل الحديث الأول، الحديث الأول حديث عائشة له علاقة بالرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة الذي قال الله عز وجل في حقه تعليما لأمته ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) ولم يقل لقد كان لكم في ابن عمر أسوة حسنة أو في عمر أو نحو ذلك لاسيما في حالة تعارض قول عمر أو ابن عمر أو غيرهما من الصحابة مع سنّة الرسول صلى الله عليه وأله وسلم, ففي هذه الحالة أي في حالة تعارض قول أحد الصحابة مع سنّة الرسول صلى الله عليه وأله وسلم فلا ينبغي أن يؤخذ بقوله ويترك أو تترك سنُة النبي عليه الصلاة والسلام, وهكذا هنا الأمر, عندنا حديث عائشة أن الرسول عليه السلام كان يقبّلها ثم يصلي ولا يتوضأ, وعندنا كلام ابن عمر أن قُبْلة الرجل لامرأته وجسّها بيده يوجب عليه الوضوء, فلا نأخذ بهذا القول مادام أنه مخالف لسنّة الرسول عليه السلام وفعله الذي أمِرنا بالائتساء به. ولا يقال ابن عمر من أين أخذ هذا؟ وهذا القول نعرفه من عامة الناس حتى بعض طلبة العلم حتى بعض أهل العلم إذا ما عورضوا في آراءهم وفي مذاهبهم بأية أو بحديث جابهونا بقول لأحد السلف من الصحابة أو من دونهم, وبيقولوا منين جابو؟ يا أخي نحن ربنا عز وجل ما ضمن لنا العصمة إلا لشيئين الكتاب والسنّة, ولم يضمن لنا عصمة لأحد من الناس مهما سما وعلا مادام أنه لم يبلغ مرتبة النبوة والعصمة. فهنا ابن عمر صحابي جليل ولكن ليس معصوما لاسيما وقد خالف سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام ولاسيما أيضا أن هناك كثيرا من الصحابة قد قالوا بما تضمّنه حديث عائشة, وباختصار فمن ناحية أقوال العلماء المسألة فيها اختلاف سواء بين الصحابة أو بين التابعين أو بين الأئمة المجتهدين, ويجب أن نعلم بهذه المناسبة أن الخلاف الموجود بين المذاهب الأربعة هو في الواقع حصلية وخلاصة الخلاف الذي كان قائما بين الصحابة, ولمثل هذا الخلاف أسباب كثيرة لسنا الآن في صددها وإنما نريد أن نذكّر أن هذا الخلاف الموجود بين المذاهب هو خلاصة الخلافات التي كانت بين الصحابة, فنادر ما نجد قولا لأحد الأئمة الأربعة إلا ومسبوق إليه ولو كان خطأ, نادرا ما نجد قولا لأحد الأئمة الأربعة إلا وهو مسبوق إليه من بعض الصحابة, وهذه المسألة من هذا القبيل فأبو حنيفة يقول مسّ المرأة لا ينقض الوضوء سواء كان بشهوة أو بدون شهوة, الشافعي على المقابل الطرف الثاني ينقض الوضوء سواء كان بشهوة أو بغير شهوة, مالك وأحمد يقولان إن كان بشهوة نقض وإن كان بغير شهوة لا ينقض. إذًا هذا خلاف, فماذا أمرنا الله عز وجل حينما نجد مثل هذا الخلاف, نص القرأن في ذلك صريح ولعلكم جميعا تذكرونه جيدا ألا وهو قول الله تبارك وتعالى في القرأن ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا)). (249/5) «معنى قوله تعالى: ((أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءا فتيمموا)) والجمع بين هذه الآية وحديث عائشة السابق. والكلام على تفسير السنة للقرآن، وذكر الأمثلة على ذلكالشيخ: فهنا لما وجدنا هذا الخلاف وجب علينا الرجوع إلى ما أمرنا الله عز وجل بالرجوع إليه الكتاب والسنّة, الكتاب وجدنا فيه أية ((أو لامستم النساء)) و هي التي تمسّك بها الإمام الشافعي حين قال يجب الوضوء من لمس النساء, والسنّة وجدنا حديث عائشة هذا الصريح في أن الرسول عليه السلام كان لا يتوضأ, ليس فقط إذا مسّ زوجته بل وإذا قبّلها أيضا فالتقبيل مسّ وزيادة لأن المسّ هذا قد لا يكون مقرونا بشهوة أما التقبيل فهو دائما وأبدا بالنسبة للزوجين مقرونا بالشهوة, فاختلف علماء الفقه في التوفيق بين الأية والحديث, الأية تقول ((أو لامستم النساء)) ظاهرها هذا اللمس, الحديث يقول لا, لاينقض الوضوء والأية نفسها علماء التفسير القدامى اختلفوا, منهم من أخذ بظاهرها ((أو لامستم النساء)) مجرد ما تمسّ المرأة انتقض وضوءك, ومنهم من قال لا ليس المقصود من هذ اللمس المذكور في هذه الأية إلا الجماع, فاللمس أو ((لامستم النساء)) كناية عن الجماع وهذا قول ابن عباس ترجمان القرأن وهذا قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن الأية لا تعني المسّ العادي وإنما تعني الجماع وابن عباس بصورة خاصة يقول إن القرأن لطيف في الكناية, بيجيب عبارة ناعمة جدا وهو يعني شيء يُستقبح عادة التصريح به فهو يقول ((أو لامستم النساء)) وهو يعني الجماع هذا قول ابن عباس بالضبط وعلي بن أبي طالب أيضا فسّر الأية بمعنى الجماع. وهذا الذي رجّحه علماء التفسير بالنظر إلى أن الله عز وجل لما ذكر النواقض هنا في الأية ذكر أيضا ما يوجب الغسل ألا وهو الذي كنَى عنه باللمس. ومن قواعد علماء التفسير في تفسير القرأن الكريم أنهم يرجعون في فهم القرأن إلى السنّة لأن الله عز وجل قال مخاطبا نبيه في القرأن ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم)) يا رسول الله أنزلنا إليك الذكر أي القرأن وأمرناك وولّجنا الأمر إليك لتوضّحه وتفسّره وتبيّنه للناس, فبيان القرأن هو شيء أخر غير القرأن, هذه حقيقة يجب أن ترسخ في أذهان المسلمين جميعا حتى يتمكّنوا من فهم الشريعة فهما صحيحا ((وأنزلنا إليك الذكر)) أي القرأن ((لتبيّن للناس)) ما أنزل في القرأن أنت تتولى بيانه حتى ما يجيء كل إنسان يقول معنى الأية كذا معنى الأية كذا فيفسّر القرأن برأيه فيَضلّ ويُضلّ. وهكذا اتفق علماء المسلمين جميعا على أن القرأن لا يجوز تفسيره إلا بالاعتماد على السنّة وهي ثلاثة أقسام, إما قوله وإما فعله وإما تقريره, أما قوله عليه السلام فواضح إذا نطق الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم كان ذلك بيانا لما أجمِل بيانه في القرأن مثلا ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرأن الفجر)) أي وصلاة الفجر فذكر هنا في هذه الأية إقامة ثلاثة أوقات ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)) دلوك الشمس زوالها في منتصف النهار ((إلى غسق الليل)) إلى دخول الظلام ((وقرأن الفجر)) أي صلاة الفجر, هذه ثلاثة أوقات وين خمسة أوقات؟ عندنا نحن خمسة بيّنها الرسول عليه السلام في أحاديث كثيرة لسنا الآن بصددها. فهذه الأية تفسّر على ضوء السنّة ((أقم الصلاة لدلوك الشمس)) دلوك الشمس أي زوالها بعد ميلها إلى جهة الغرب, يدخل فيه وقتا الظهر والعصر وغسق الليل ظلام الليل يدخل فيه وقت المغرب والعشاء, من أين جئنا بهذا التفصيل؟ من السنّة, من حديث صلاة جبريل بالرسول إماما صلى الظهر بين الظهر والعصر في أول الوقت ثم صلى ثاني يوم الظهر قريبا من العصر ثم صلى العصر في أول الوقت ثم صلى العصر قبيل اصفرار الشمس ثم صلى المغرب في أول الوقت ثم صلى المغرب في أخر الوقت ثم العشاء وفي كل ذلك يقول عليه السلام (الوقت بين هاذين) لسنا في هذا الصدد إنما القصد أن القرأن يفسّره الرسول عليه السلام إما بقوله كما قال هنا (الوقت بين هاذين) وإما بفعله والأمثلة على ذلك كثيرة كما هي مبسوطة في كتب التفسير, ومن أشهر هذه الأمثلة ((والسارقة والسارقة فاقطعوا أيديهما)) انظروا كيف أن السنّة تبيّن الآن هذه الأية لأن كلمة السارق لغة تطلق حتى على من سرق فلسا, فلسا لا قيمة له, اسمه سارق سرق بيضة, اسمه سارق سرق دجاجة, اسمه سارق أي شيء, فهل تقطع يده؟ الأية قال ((والسارق والسارقة فاقطعوا)) إذا أخذنا باللغة فقط ولم نستند إلى بيان الرسول عليه الصلاة والسلام ضللنا, وهذا هو المثال ((والسارق والسارقة)) قال صلى الله عليه وسلم في بيان هذا السارق الذي تقطع يده (لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا)، من سرق ما قيمته أقل من ربع دينار لا يجوز قطع يده مع أن الله عز وجل ((والسارق)) لكن الرسول بيّن أن السارق الذي عناه الله هو الذي يسرق ربع دينار فصاعدا ثم أين تقطع يده؟ قال ((فاقطعوا أيديهما)) السارق والسارقة, أتقطع يده هنا؟ أم هنا؟ أم هنا؟ بيّنت السنّة أن اليد تقطع من هنا, ليس من المرفقين ولا من الإبط وإنما من هنا, هذا بيان بالفعل, ذاك بيان بالقول (لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا) بيان بالقول, هذا بيان بالفعل وما نحن فيه الآن من هذا القبيل, كان يقبّل بعض زوجاته ثم يقوم يصلّي ولا يتوضأ إذًا هذا التقبيل بيان أن قوله تبارك وتعالى في القرأن ((أو لامستم النساء)) ليس هو هذا اللمس ولا هذا اللمس وإنما هو كناية كما قال علي ابن عباس عن الجماع. (249/6) «خلاصة القول في الجمع بين الآية وحديث عائشةالشيخ: حينئذ حكّمنا نص القرأن السابق ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) فرجعنا إلى الله وجدنا الأية ((أو لامستم النساء)) رجعنا إلى رسول الله الذي تولّى بيان القرأن وإذا به نجده يقبّل زوجته ولا يتوضأ, يمسّ زوجته في قدمها في ساقها في أحاديث أخرى كثيرة ثم يستمر وهو يصلّي ولا ينتقض وضوءه فعرفنا حينذاك أن اللمس الذي كان يقع من الرسول عليه السلام ولا يتوضأ من أجله هو غير اللمس الذي ذكره ربه عز وجل في كتابه ((أو لامستم النساء)) فاللمس في القرأن هو الجماع واللمس الذي جاء في بعض الأحاديث هو أولى منه التقبيل ثبت في الأحاديث الصحيحة أن لا وضوء على ذلك. وعليكم السلام. (249/7) «بيان خطأ قول ابن عمر في وجوب الوضوء لمن مس امرأته أو قبلهاالشيخ: وحينئذ فنترك أثر ابن عمر وقول ابن عمر ندعه له لأنه هو قال يجب الوضوء من التقبيل وغيره من كبار الصحابة مثل ابن عباس وغيره أيضا قالوا ما فيه وضوء على التقبيل ولا على اللمس وهذا القول دعمه حديث عائشة وقول ابن عمر ليس هناك ما يدعمه فكان الراجح في هذه المسألة ما ذهب إليه أبو حنيفة رحمه الله من أن التقبيل سواء كان بشهوة أو بغير شهوة لا يوجب الوضوء اللهم إلا في حالة واحدة ليس لها علاقة بالحديث وذلك إذا خرج منه شيء, لمس أو قبّل فتحرّكت شهوته وخرجت منه إما مذي أو مني فحينئذ يكون للحكم ليس له علاقة حينذاك باللمس أو التقبيل, فاللمس أو التقبيل لا ينقض الوضوء كلمس أو تقبيل أما إذا خرج منه أي شيء ولو مجرّد ما نظر وما لمس وخرج منه شيء فهذا الشيء هو الذي أوجب الوضوء. هذا خلاصة عما يتعلق بين حديث عائشة وبين قول ابن عمر, فحديث عائشة لا يعارَض بقول ابن عمر لأنه قول ابن عمر ليس تشريعا بخلاف فعل الرسول عليه السلام الوارد في حديث عائشة. (249/8) «الجواب على شطر من السؤال: وهو قوله: حديث أبي سعيد قال: (خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر ثم أتي» الشيخ: أما السؤال عن الرجلين اللذين تيمّما وصليا ثم وجدا الماء فأحدهما أعاد الصلاة بعدما توضأ والأخر لم يعد الصلاة فالرسول صلوات الله وسلامه عليه قال للذي لم يعد الصلاة (أصبت السنّة) وقال للذي أعاد الصلاة (لك أجرك مرتين) أما هذه اللفظة التي حشرت في هذا الحديث " فلك مثل سهم جمع " يعني هذه اللفظة غريبة. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام. أولا لا أعرف ورودها في حديث صحيح وثانيا لا أعرف معنى هذا الكلام أما الحديث في سنن أبي داود وغيره أنه عليه الصلاة والسلام قال للذي أعاد الصلاة بعدما وجد الماء وتوضأ (لك أجرك مرتين). هذا الحديث يتوهّم بعض الناس كما جاء في أخر السؤال أن الحق يتعدّد, نحن نقول ليس في هذا الحديث شيء من ذلك إطلاقا وإنما فيه تأكيد لمبادئ إسلامية قواعد شرعية, من ذلك قوله تبارك وتعالى ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)) وقوله عليه الصلاة والسلام (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد) يعني المجتهد إذا اجتهد في شيء ولو كان على خطأ فهو مأجور, فهنا نجد نحن شخصين كانا رفيقين في السفر فأدركتهم الصلاة فتيمما وصليا لأنهما لم يجدا الماء فلما وجدا الماء أحدهما اقتصر على صلاته تيمما والأخر توضأ وأعاد الصلاة, فنحن لا نشك بأن هذا الأخر جاء بعمل لم يأت به الأول, هذا الذي أعاد الصلاة بالوضوء جاء بعمل لم يأت به الأول, فهل ربنا عز وجل يضيّع على هذا الإنسان عمله, قد ذكرنا الأية السابقة ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)) ماذا فعل هذا الإنسان؟ صلى و توضأ, هذا كله خير لا سيما وهو ليس عنده وحي ينزل عليه ويخبره بما ينبغي أن يكون موقفه, فاجتهد الرجل وقال مادام أنا وجدت الماء الآن فأتوضأ وأصلي فصلى, فالله لا يضيّع عمل المحسنين هذا الرجل أحسن لذلك قال له عليه الصلاة والسلام (لك أجرك مرتين) المرة الأولى لما لم تجد الماء تيمّمت وهذا بنص القرأن ((فلم تجدوا ماء)) فأنت نفّذت النص القرأني, في المرة الأخرى اجتهدت فرأيت أنك تؤدي الصلاة في ظنك أنت على أكمل وجه فتوضأت وصليت, (لك أجرك مرتين) مرة على صلاتك متيمما ومرة أخرى على صلاتك متوضأ لكنه عليه الصلاة والسلام قال للرجل الأول (أصبت السنّة). الآن هنا البحث, أيهما كان الصواب معه آلذي قال له عليه الصلاة والسلام (أصبت السنّة) أم الذي قال له (لك أجرك مرتين)؟ هنا يختلط الأمر على بعض الناس, منهم من يقول والله الحق الصواب كان مع الأول الذي قال له عليه السلام (أصبت السنّة) لأنه من أصاب السنّة فمخالفه قد أصاب البدعة, خالف السنّة, الذي أصاب السنّة فالذي يخالفه صراحة قد خالف السنّة لكن نحن نجد الرسول عليه السلام قال للثاني ما قال له خالفت السنّة والسبب واضح جدا لأن هذا الثاني لم تكن عنده سنّة ساعتئذ, لم تكن سنّة لديه حتى يقال له خالفت السنّة وإنما هو اجتهد كما اجتهد الأول لكننا نحن اليوم يجب أن نطبّق هذه الحادثة على أنفسنا, تُرى لو أننا نحن في سفر فأدركنا وقت الصلاة ولم نجد الماء فتيممنا ثم عما قريب وجدنا الماء هل نعيد الصلاة؟ إذا تذكرنا الرسول قال للذي لم يعد (أصبت السنّة) إذًا نحن نريد أن نصيب السنّة لا نعد الصلاة, طيب الأخر الثاني قد يقول يتوضأ ويعيد الصلاة يقول أنا لي أسوة بالثاني الذي قال له الرسول عليه السلام (لك أجرك مرتين) نقول لا أنت ليس لك أسوة أن تأتسي بذلك المجتهد لأنه لا اجتهاد في مورد النص لما بيجتهد الإنسان ولا نص بين يديه فهو مأجور إن أصاب أجرين وإن أخطأ أجر واحد لكن لما يوجد النص بين يديه فلا اجتهاد في مورد النص ونحن والحمد لله قد وصلتنا السنّة الآن وعرفنا أن من صلى بالتيمم في الوقت فقد أدّى الواجب عليه وليس عليه أن يعيد الصلاة بالوضوء لأن الله عز وجل شرع على لسان النبي عليه الصلاة والسلام حديثين اثنين, الحديث الأول (لا صلاة في يوم مرتين) فأنت لما صليت متيمما هل قمت بما فرض الله عليك؟ الجواب نعم ((فتيمموا صعيدا)) طيب إذا كنت تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة في يوم مرتين) فلماذا تعيد هذه الصلاة بدون إذن من الله أو رسوله؟ هذا الحديث الأول, الحديث الثاني لما الرسول عليه الصلاة والسلام في إحدى غزواته ولعلها غزوة خيبر لما نزلوا في الوادي متعبين وناموا ووكّل بلالا أن يوقظه لصلاة الفجر وبلال رضي الله عنه حرصا منه على القيام بهذه الوظيفة التي وكّلها الرسول عليه السلام عليها استند إلى ظهر ناقته ووجهه إلى المشرق حتى إذا انبلج الفجر ضوء الصبح أحسّ به وقام وأيقظ الناس ولكن اقتضت حكمة الله عز وجل ومشيئته أن أحدا من أهل العسكر لم يستيقظ إلا بعد أن ضربت الشمس ظهورهم, الشاهد الحديث طويل ومعروف وإنما لما استيقظوا جميعا بعد طلوع الشمس أمر الرسول عليه السلام بالأذان والإقامة و صلوا سنّة الفجر وصلوا الفرض لكن رأى على ملامح الناس شيئا من الأسى لعلهم مآخذون عند الله تبارك وتعالى حيث أنهم صلوا الصلاة بغير وقتها فقال لهم عليه الصلاة والسلام (ليس في النوم تفريط إنما التفريط في أن يُخرج الرجل الصلاة عن وقتها عامدا أومتعمدا) أو كما قال عليه السلام هنا جاء السؤال وهنا الشاهد قالوا له يا رسول الله هل نصليها بالغد؟ يعني مرة أخرى قال (نهاكم عن الربا ويأمركم بالربا) (نهاكم عن الربا ويأمركم بالربا) يعني يأمركم الأن مشان تصلوا الصلاة مرتين (لا صلاة في يوم مرتين) هذا الحديث الأول وهذا الحديث الثاني. فإذًا هذا الذي صلى الصلاة متيمما لأنه لم يجد الماء قد أدّى ما فرض الله عليه ولذلك فلا يجوز له أن يُعيد هذه الصلاة لأنه عرف السنّة وأنها تقول (لا صلاة في يوم مرتين). فإذًا هذا الحديث لا يعني أن الرسول أقر اجتهاد هذا وهذا لا, وإنما يعني أن الرسول عليه السلام بيّن الصواب لكل منهما ولكنه بيّن في الوقت نفسه أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا, هذا الرجل الثاني اجتهد فسُجِّل له أجر هذه الصلاة بالإضافة إلى صلاته الأولى فلا يجوز إذن الاستدلال بهذه الحادثة على أن الشارع الحكيم الحق عنده متعدد كما تعددت هذه الحادثة على وجهين مختلفين, أحدهما لم يصل والأخر صلى, قلنا إن الرسول قد حكم حكما صريحا قال للذي لم يعد (أصبت السنّة) وخلاف السنّة هو البدعة فلا يجوز إعادة الصلاة بالنسبة لمن صلّى متيمما, لا كأعاد لأنه كان على غير علم بالسنّة ولذلك قالوا لا اجتهاد في مورد النص. (249/9) «الجواب على شطر من السؤال: وهو قوله: وحديث ابن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا لما رجع من الأحزاب: لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى» الشيخ: مثل هذا تماما يقال في قصة الجماعة الذين أرسلهم الرسول عليه السلام إلى بني قريظة وقال لهم (لا يصليّن أحد منكم العصر إلا في بني قريظة) فصلى فريق منهم وأخّر الصلاة فريق منهم ولم يعنّف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا, يتوهّم بعض الناس مما جاء في أخر هذا الحديث أن الرسول عليه السلام لم ُيعنّف لا الذين صلوا الصلاة في الوقت ولا الذين تأخّروا فيتوهّمون أن في ذلك إقرارا لاجتهاد المجتهد سواء أخطأ أو أصاب. نحن نقول هذا وهْم محض لسببين اثنين, السبب الأول هناك قاعدة كلما جاء فرع أو حكم يبدو أن فيه تعارضا مع أصل من أصول الشريعة فيجب التوفيق بين هذا الفرع مع ذلك الأصل بحيث أنه لا يتعارض معه, نحن عندنا أصل من قوله عليه السلام الذي ذكرناه أنفا (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد) هذا الحديث يُبطل قول من يقول لكل مجتهد نصيب أو كل مجتهد مصيب, هو يقول إما يؤجر أجرين إذا أصاب وإما أن يؤجر أجرا واحد إذا أخطأ. إذًا من أين يجوز لنا أن نقرّر أن كل مجتهد مصيب؟ لو قلنا كل مجتهد مصيب معناه كل مجتهد له أجران, والرسول يقرّر خلاف ذلك فيقول إما مصيب فله أجران وإما مخطئ فله أجر واحد. كذلك جاء في صحيح البخاري أن الرسول عليه السلام قصّ الرؤيا على أبي بكر فقال دعني أفسرها أو أعبّرها ففسّرها للرسول عليه السلام فسأل أبو بكر الرسول عليه السلام هل أصاب أم أخطأ فقال له عليه السلام (أصبت بعضا وأخطأت بعضا) فإذًا الخطأ لازم لكل مجتهد ولكنه مأجور على كل حال, هذه هي القاعدة وهي أن المجتهد ليس مأجورا أجرين وإنما تارة أجرين وتارة أجرا واحد, إذا أصاب فله أجران وأخطأ فله أجر واحد. الآن هنا عندنا هذه الحادثة ناس عجّلوا فصلوا وناس تأخّروا, لا بد أن إحدى الطائفتين لها أجران والأخرى لها أجر واحد, لا بد بناء على القاعدة السابقة لكن كل ما فيه الأمر, كل ما في هذه الحادثة, حادثة بني قريظة هو كما سمعتم من راوي الحديث وهو ابن عمر وإن لم يُذكر هنا, قال إن الرسول لم يعنّف إحدى الطائفتين, لماذا؟ لأن كلا منهما طائفة مجتهدة, لماذا يعنفها؟ التعنيف بيجي ممن تعمّد المعاكسة والمخالفة لكن الحقيقة أن كل طائفة رأت رأيا فعملت برأيها فلم يعنّف إحدى الطائفتين, ليس في الحديث أنه أقرّهما وإنما لم يعنّف, يأتي سؤال عادة نعرفه, هذا السؤال لماذا لم يبيّن الرسول من أصاب ممن أخطأ كما فعل بالنسبة للرجلين الذين تيمّم أحدهما, تيمما ثم أعاد أحدهما ولم يعد الأخر, هناك قال (أصبت السنّة) هنا لم يقل لإحدى الطائفتين (أصبت السنّة) والأخرى أخطأت السنّة؟ الجواب هو أن مثل هذه الحادثة لن تتكرّر بوفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه لا يمكن أن تتكرّر أي لو جاء خليفة ولن تأتي الدنيا بخليفة مثل أبي بكر الصديق فلا يستطيع أبدا أن يأمر جنديا مثلا في أن يأتي مكانا بسرعة متناهية ولو أدركته الصلاة, صلاة العصر في الطريق, لا تصليها إلا صليها في ذلك المكان ولو غربت الشمس, يستحيل هذا أن يصدر من إنسان مسلم وخليفة راشد ليه؟ لأنه فيه معصية لله عز وجل, بخلاف الرسول صلوات الله وسلامه عليه فالرسول كما قال ((إن هو إلا وحي يوحى)) ما يتكلم عن الهوى ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) ويقرّب لنا هذا أي إن الرسول عليه السلام له من الصفات ومن المزايا ما تتجلّى في تفاريع الشريعة وفروعها, منها هذه القصة ومنها ما رواه الإمام أحمد وغيره ومنهم الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة من طريق أبي بَرزة الأسلمي رضي الله عنه قال تكلّم رجل مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فاغتاظ منه, أبو بكر غضب من ذلك الرجل الذي كان يُكلّم أبا بكر الصديق, فقال له أبو برزة يا خليفة رسول الله ألا أقتله؟ قال فأعرض عني وأدار وجهه ناحيةً, مفهوم يعني أنه شو هذا السؤال هذا؟ سؤال ما له ... وبعد أن انصرف الرجل التفت أبو بكر الصديق فقال لأبي بَرزة يا فلان قلت كذا و كذا كان نسي أبو بَرْزة ماذا تكلم, تذكّر قال أكنت تقتله فعلا لو أمرته بأن تقتله؟ قال ولماذا يا خليفة رسول الله؟ لماذا لا أقتله إذا أمرتني بقتله؟ قال لم يكن - هنا الشاهد - لم يكن هذا لأحد من البشر إلا لرسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يعني الرسول إذا أمر صحابيا اقتل فلانا, ما فيه سين جيم, أما إنسان غير الرسول اقتل فلانا بدو يكون معه حجّة وبرهان من الله ورسوله حتى يقتل نفس قد تكون بريئة وهكذا. يرى ما لا نرى, هكذا الرسول يرى ما لا يرى الأخرون ولذلك فلم يكن بالرسول صلى الله عليه وأله وسلم أن يُبيّن من أصاب من الطائفتين ممّن أخطأ لأنه هذه الحادثة لن تتكرّر إطلاقا, بخلاف حادثة التيمم فهذه كل إنسان في البرية مُعرّض لأن يقع فقْد الماء ثم يجد الماء فهل يعيد الصلاة؟ الجواب السنّة عدم الإعادة. السائل: الآن مثلا مصلّي ثم نعود, تفضل, تفضلوا للمسجد. الشيخ: قسمتها إلى قسمين, الأكثر من القسمين أسئلة حديثية والقسم الأخر أحاديث أسئلة علمية أصولية فقهية, فأبدأ بالقسم الأول لأني أعتقد أن الجواب عليها سيكون مختصرا إن شاء الله. (249/10) «سمعت من أحد المحدثين قال: إذا قرأ أحدكم آية الكرسي عقب كل صلاة فلا يبقى بينه وبين الجنة حاجب وأن ملك الموت لا يقبض روحه بل الله تعالى يقبض روحه فهل هذا صحيح؟» الشيخ: يقول سائل إن أحد المحدّثين سمِعت منهم يقول إذا أحدكم قرأ أية الكرسي عقب كل صلاة فلا يبقى بينه وبين الجنة حاجب وأن ملك الموت لا يقبض روحه بل الله تعالى يقبض روحه فهل هذا صحيح؟ أفيدونا. الجواب هذا الحديث نصفه صحيح, نصفه الأول صحيح ونصفه الأخر وهو أن ملك الموت لا يقبض روحه فهذا غير صحيح, النصف الأول هو صح في سنن النسائي الكبرى وعمل اليوم والليلة لابن السنّي وغيرهما من كتب السنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة أية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) هذا الحديث بهذا المقدار هو حديث صحيح, أما باقيه فهو ضعيف لا يصحّ. (249/11) «قال ابن كثير في تفسيره في قوله تعالى: ((وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج ... )) الآية ما ملخصه روى أبو يعلى عن مسروق قال: ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أيها الناس ما إكث» الشيخ: هنا سؤال عن قصة مشهورة, يقول السائل قال ابن كثير في تفسيره ((وإن أردتم استبدال زوج)) الأية ما خلاصته, طريق أخرى عن عمر قال الحافظ أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب ابن إبراهيم حدثنا أبي عن أبن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن عن خالد بن سعيد عن الشَعبي عن مسروق قال ركِب عمر بن الخطاب المنبر ودعا إلى تحديد المهور فاعترضته امرأة من قريش فقالت نهيْت الناس أن يزيدوا في مهر النساء وقرأت الأية, فرجع عمر وقال اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر وركِب المنبر ورجع عن رأيه, قال ابن كثير إسناده جيد قوي؟ جوابي على هذا أن هذا الإسناد فيه رجل وقع اسمه خطأ في النسخة المطبوعة كما سمعتم أنفا عن خالد بن سعيد فهذا محرَّف من مُجَالد بن سعيد, خالد بن سعيد لا وجود له في الرواة وإنما صوابه مُجَالد بن سعيد وهكذا هو في مسند أبي يعلى الذي عزا ابن كثير الحديث إليه, ومجالد بن سعيد هذا فيه كلام كثير عند المحدثين وفيه يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "تقريب التهذيب" ليس بالقوي, هذا نقد الإسناد وهو الذي يسمّى في اصطلاح بعض الكتّاب المعاصرين بالنقد الخارجي وعندي نقد للمتن وهو المسمّى بالنقد الداخلي وذلك من ناحيتين اثنتين, يعود أحدهما إلى ما يُعرف عند المحدثين بالحديث الشاذ أو المنكر, ذلك أن مجالد بن سعيد هذا مع ضعفه في حفظه قد خالف الطريق الصحيحة التي ورد بها حديث نهْي عمر رضي الله عنه الصحابة أن يزيدوا في مهور النساء على مهر الرسول عليه السلام الذي جعله لأزواجه وهو أربعمائة درهم. لقد صحّ في سنن الترمذي ومسند أحمد وغيرهما عن عمر أنه نهى الناس الآباء أولياء النساء أن يأخذوا مهورا لهن أكثر من أربعمائة درهم, فهذا المقدار هو المهر الذي كان الرسول فرضه لنسائه, إلى هنا القصة صحيحة فلما يأتي مجالد بن سعيد مع ضعفه يزيد على الثقات الذين رووْا القصة بدون هذه الزيادة وهي قصة العجوز فحينئذ تصبح زيادته منكرة. هذا من حيث مخالفته للثقات ومن حيث المعنى فأنا الذي أفهمه من قوله تعالى ((وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا)) هذه الأية لم تنزل لوضع مبدأ أو قاعدة في تنظيم المهور وأن لا يُغالى فيها وإنما نزلت هذه الأية تأمر الزوج أن يفيَ لزوجته بما فرض لها من مهر حتى ولو كان قناطير مقنطرة, فالأية سيقت لأجل الحضّ على الوفاء كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث البخاري (أحق الشروط بالوفاء ما استحللتم به الفروج) أي إنسان تزوّج امرأة على مائة ألف فعليه أن يفيَ لها بهذا إذا أراد أن يطلّقها ويجيب بدلها, ما يقول أنا يعني هذه المرأة ما عادت تصلح لي فما يدفع لها ما كتب لها, يجب أن يدفع لها ((وإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا)) فالأية سيقت لمبدأ وجوب الوفاء بما تعاقد الزوج مع زوجته. السائل: تفسحوا تفسحوا. الشيخ: ... تعالج أمرا والأية تعالج أمرا أخر, موعظة عمر تحضّ المسلمين على أن لا يغالوا في مهور نساءهم, الأية تحضّ الزوج أن يفيَ بشرطه لزوجته مهما كان عقَد لها من مهر. فإذًا أمران منفصلان أحدهما عن الأخر تمام الانفصال وبمعنى أخر لو تكلّمت أنا وأنا من أنا بالنسبة لعمر لا شيء, لو تكلّمت في موضوع عدم المغالات في مهور النساء, فقام رجل من أفراد الرجال مش امرأة واعترض عليّ بالأية لقلت له يا أخي الأية لا تتعارض مع هذا الذي أحضّ الناس عليه, أنا أحضّ الناس أن تستنّوا بسنّة الرسول عليه الصلاة والسلام الذي سنّ للمسلمين عدم المغالات في المهور عملا, وذكر في بعض الأحاديث ما يُفيد أن خير النساء أي أقلهن مهورا, فأنا أتكلم في تأكيد هذه السنّة القولية والعملية وأحضّ المسلمين على أن يلتزموها وأن يتمسّكوا بها وأن يعضّوا عليها بالنواجذ لكن لو أن رجلا خطب امرأة على مهر غالي غالي جدا, وبنى بها على هذا الشرط وعاش معها ما عاش ثم أراد أن يطلّقها, فلا يأخذ من ذلك فلسا ولو كان كتب لها قنطارا, فما فيه تعارض بين توجيهي وبين الأية, لو أنا وكما قلت لكم وأنا من أنا بالنسبة لعمر قيل لي واعترض عليّ بالأية لأوضحت أنه الأية لا تتعارض مع مبدأ تقليل المهور وإنما الأية تأمر بالوفاء بالشروط التي تزوّج الرجل المرأة عليها. السائل: مثل عمر نهى وإلا حضّ؟ الشيخ: حضّ, حضّ لكن حضّه كان قويا بحيث أنه هدّد أن من بلغه .. السائل: ... . الشيخ: أنه أنه, ما بيهمنا على كل حال نحن الأن في صدد بيان ما في هذا الحديث من مخالفة. السائل: فرق بين وعظ الناس بعدم غلاء المهور وبين النهي أو المنع. الشيخ: هل لهذا علاقة ببيان ضعف الحديث؟ هذه مسألة أخرى ما نخْلط شعبان برمضان. السائل: اشرح لنا من ناحية أنه ما تعارض بين الأية والحديث. الشيخ: نعم لازال لو نهى عمر ما فيه تعارض لأنه عمر راح أقل لك عمر نهى وحرّم أن وليّ البنت بنبغي أن لا يغالي في المهر, نقول هكذا حرّم ثم بلغه أن رجلا خطب امرأة على قنطار ودخل عليها وبنى بها على هذا, هل يقول له عمر لا تفي بما عقدت عليه العقد؟ لا لا يزال كلامي ماشي, هذا في جانب, أي ما كان عليه عمر سواءً حرّم صراحةً ولم يفعل ذلك, هذا ما يدخل في باب المصالح المرسلة هو يحضّ المسلمين على الاستنان بسنّة سيد المرسلين, هذا من زواية من زواية أخرى يهدّدهم بأنه إن بلغه أن أحدا أخذ مهرا بأكثر من أربعمائة يترك الأربعمائة للبنت والزيادة يضُمّه لبيت مال المسلمين, إيه هذا لا يُناقض أن الأية أمرت بالوفاء ولو كان أعطى لها قنطارا, فلا يأخذ منه شيئا. السائل: يعني ما تراجع عمر يعني عليه؟ الشيخ: لا ما تراجع, ما فيه تراجع. إذًا ثبت من بياني السابق أن الحديث فيه ثلاثة علل, العلة الأولى ضعف مجالد بن سعيد وليس خالد بن سعيد على أرجح الأقوال عند المحدثين. العلة الثانية مخالفة مجالد بن سعيد للرواة الثقات الذين رووْا القصة بدون زيادة المرأة فيها. العلة الثالثة والأخيرة وهي أن اعتراض العجوز على عمر غير منسجم مع قصد عمر على حسب ما بيّناه أنفا. (249/12) «قال ابن المنذر: حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن قيس بن ربيع عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عمر بن الخطاب: لا تغالوا في مهور النساء فقالت امرأة: ليس لك ذلك يا عمر إن الله يقو» الشيخ: ثم قال السائل طريق أخرى, قال ابن المنذر حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن قيس بن ربيع عن أبي حُصين عن أبي عبد الرحمن السّلمي قال قال عمر بن الخطاب لا تغالوا في مهور النساء فقالت امرأة ليس لك ذلك يا عمر فقال عمر إن امرأة خاصمت عمر فخصمته, هل هذه القصة صحيحة؟ الجواب الطريق الأولى عرفنا أن فيها مجالد بن سعيد, هذه الطريق فيها علتان أو ثلاثة, العلة الأولى إسحاق بن إبراهيم الراوي لهذه القصة عن عبد الرزاق هو إسحاق بن إبراهيم الدَبَري وهو قد تُكلّم فيه من حيث حفظه أولا ثم من حيث صحّة سماعه من عبد الرزاق صاحب المصنّف ثانيا لأنه سمع منه وعمره صغير أظن ولا أتيقن أنه كان في سن الخامسة, ففي إسحاق بن إبراهيم الراواي لهذه القصة المختصرة عن عبد الرزاق هذا الكلام لكن العلة الأقوى والأوضح وإذا كانت العلة أقوى فبيكون الحديث ضعيف طبعا ما بيصير أقوى, هو في قيس بن الربيع, قيس بن ربيع معروف بأنه سيء الحفظ وضعيف الحديث حتى إن الإمام أحمد رحمه الله يستجيز لنفسه وهو الإمام الحافظ النقّاد أن يطلق على كل حديث تفرّد به قيس بن الربيع أنه يقول فيه حديث منكر, حديث يرويه قيس بن الربيع يقول فيه حديث منكر, ومن الأمثلة المشهورة على ذلك الحديث المشهور بينكم جميعا ومسطور في كثير من الكتب والآداب والرقائق وهو قولهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بركة الطعام الوضوء قبله وبعده) هذا حديث منكر فيه قيس بن الربيع هذا أي فهو حديث غير صحيح, فقيس بن الربيع هو العلة البارزة في هذا الطريق الأخرى هذه الطريق الأخرى ثم قلت فيه علة ثالثة بس لست متيقنا لها عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال عمر, أبو عبد الرحمن السلمي ثقة من كبار علماء التابعين ورواتهم وثقاتهم لكني أشك الآن هل سمع من عمر؟ أما أنه سمع من علي فهو مشهور بالرواية عن علي وله أحاديث كثيرة صحيحة عنه، أما أنه لقيَ عمر وسمع منه فهذا ما أجهله, فيُراجع ترجمته لتتبيّن الحقيقة على أني ألاحظ هنا قوله قال قال عمر فهذه صيغة تعليق وصيغة إرسال قال قال عمر يعني تُشعر الدارس لهذا العلم بأن هناك انقطاعا بين أبي عبد الرحمن وبين عمر بن الخطاب. خلاصة القول الطريق الثاني أيضا طريق ضعيفة منكرة ويزيد الأمر إنكارا ما شرحناه أنفا من أن الحديث الصحيح ليس فيه هذه القصة. (249/13) «أورد ابن الجوزي في موضوعاته قصة خلاصتها أن امرأة قامت من مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فجلس أحد الصحابة مكانها فقال له رسول الله: (لا تجلس حتى يبرد مكانها) وقد صححها بعض المحدثين بتوثيق أحد رواة ا» الشيخ: يقول السائل هنا سؤالا جديدا, أورد ابن الجوزي في موضوعاته قصة خلاصتها أن امرأة قامت من مجلس الرسول صلى الله عليه وأله سلم فجلس أحد الصحابة مكانها فقال له الرسول (لا تجلس حتى يبرد مكانها) وقد صحّحها بعض المحدثين بتوثيق أحد رواة الحديث المطعون فيه وتعقّب ابنَ الجوزي في ذلك على رأي بعض المشايخ، فما رأيكم؟ الجواب الذي في ذهني أن الحديث هو ضعيف أو أشدّ لكني مع الأسف لا أستحضر الآن علّة هذا الحديث, إن كان السائل يذكر اسم الراوي الذي يقول بعض المحدثين وثّق هذا الراوي فممكن أن نؤكد له الضعف في المذكور. (249/14) «جاء في مجمع الزوائد للذهبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينمو في يوم بقدر ما كان ينمو غيره في شهر، فما رأيكم؟» الشيخ: هنا سؤال غريب خبط فيه السائل خبط عشواء في الليلة الظلماء, قال جاء في "مجمع الزوائد" للذهبي نحن لا نعرف "مجمع الزوائد" للذهبي مجمع للهيثمي هنا يقول للذهبي, أن الرسول كان ينمو في يوم بقدر ما ينمو غيره في شهر, أنا ما سمعت بهذا حتى هذه الساعة, وأنا أريد من السائل أن يريني هذا الحديث في الكتاب حتى نتأمله, وين؟ السائل: ... . الشيخ: بيقول رجاله ثقات ثم قال في الحاشية رجاله ثقات, كاتب هنا حدا ولعله يعني عدا حليمة. السائل: ... . الشيخ: فما معنى ذلك؟ وهل القصة صحيحة؟ قطعا صحيحة باطلة لكن نشوف بقى شو قايل هذا صاحب الكتاب؟ عيد عباسي: ... وكان صلى الله عليه وسلم ... في اليوم ... . الشيخ: ... قصة حليمة هذه؟ السائل: أيوه الشيخ: القصة غير صحيحة وهذه أعتقد أني ذكرتها وأشرت إليها في ردّي على الدكتور البوطي الذي سيخرج في رسالة قريبة إن شاء الله. (249/15) «ما معنى كلام المحدثين القائلين: هذا حديث رواته ثقات أو رجاله رجال الصحيح، وهل معناه أن الحديث صحيح؟» الشيخ: هنا سؤال جديد له علاقة بعلم المصطلح, ما معنى كلام المحدّثين القائلين هذا حديث رواته ثقات أو رجاله رجال الصحيح؟ وهل معناه أن الحديث صحيح؟ الجواب لا, يعني علماء الحديث إذا قالوا في حديث ما رجال إسناده ثقات أو رجاله رجال الصحيح, لا يعنون أن هذا الحديث صحيح الإسناد, وأنما يعنون أنه توفر شرط من شروط الصحة, ذلك لأنه من المعلوم من علم المصطلح أن الحديث الصحيح " هو ما رواه عدل ضابط عن مثله عن مثله إلى منتهاه ولم يشذّ ولم يعلّ ". أول شرط عدل ضابط, فإذا قالوا رجاله ثقات يعنون كل راوي توفر فيه هذا الشرط الأول, كل راو في هذا الإسناد هو عدل ضابط, وإذا قالوا رجاله رجال الصحيح نفس المعنى زائد أن البخاري أو مسلما أو كليهما معا أخرجا لهؤلاء الرواة في صحيح مسلم وصحيح البخاري, أما الشروط الأخرى فلا تعني هذه العبارة رجاله ثقات أو رجال الصحيح لا تعني أن الشروط الأخرى توفّرت في هذا الإسناد بل أنا أعرف بالتجربة أنه في الغالب إذا قال محدّث متمكّن كالحافظ ابن حجر في إسناد حديث رجاله ثقات فافهم يا طالب العلم أن إسناده غير صحيح. هكذا يجب أن تفهموا لكن قلت إذا قال رجل متمكّن في علم الحديث في إسناد ما رجاله ثقات أو رجاله رجال الصحيح فمعنى ذلك أنه ليس صحيح الإسناد, فيه علة, هذه العلة هي التي حالت بين هذا العالم المتمكّن في علم الحديث وبين قوله إسناده صحيح, أو على الأقل إنه ظهر له بسرعة أن الرجال ثقات ولكن لعله في عنعنة لعله في تدليس لعله في انقطاع ولذلك يستقرب جماهير المخرجّين إلا النقاد المحققين منهم الطريقة في التخريج فنجدهم يقولون إسناد رجاله ثقات, رجاله رجال الصحيح وانتهى الأمر. من أجل هذا كتاب "مجمع الزوائد" تحقيقه لا يفيد في التصحيح إطلاقا إلا حيث صرّح فقال إسناده صحيح, إسناده حسن, إسناده ضعيف. أخيرا رجاله ثقات إلا فلان فهو ضعيف, في هذه الأمثلة فيه فائدة أما إذا أطلق وقال رجال إسناده ثقات, رجاله رجال الصحيح فلا يستفاد منه التصحيح إطلاقا. أخيرا ما أدري السائل هنا (مثلي ومثلكم) موجود أو لا؟ نعم؟ السائل: موجود. (249/16) «نرجو شرح حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي)؟» الشيخ: سأل السائل يرجو شرح هذا الحديث, عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال (مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادبُ والفراش يقعن فيها وهو يذبهنّ عنها وأنا آخذ بحَجُزِكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي)؟ هذا تصوير رائع بديع جدا كتفسير لقول الله عز وجل في نبيه ((بالمؤمنين رؤوف رحيم)) انظر كيف مثّل الرسول عليه السلام علاقته مع أمته فقال كرجل أوقد نارا فأخذت الحشرات التي تشوفها تطير وتُحوّم حول النور فيلتهمها النار, فالرسول صلى الله عليه وسلم مثّل البشر عامة البشر بهذا الفراش الذي يهجم على النار فيهلك ويحترق ومثّل نفسه بالذي يذبّ عن هؤلاء الناس ويحول بينهم وبين أن يقعوا في النار وليس فقط ذبّا كلاميا بل هو يأخذ بأحزامهم من وسط الحجز, هنا يعني ويجذبهم إليه لكي لا يقعوا في النار هذا من رأفته عليه الصلاة والسلام ورحمته بالمؤمنين ولكن الناس ماذا يفعلون؟ طبعا هو يشير إلى الذين لا يؤمنون, قال وأنتم تفلتون مني, بالرغم هو يأخذ بأوساطهم ويجذبهم كي لا يقعوا في النار فكثيرا من الناس يفلتون منه فيقعون في النار. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في الحديث الصحيح في البخاري (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى) قلنا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) فهذولي بيفلتوا منه, من هم؟ هم العصاة ها اللي ما عم يطيعوا الرسول عليه السلام ولا يستجيبون لنصيحته صلوات الله وسلامه عليه. أسئلة الآن علمية فيها شيء من الدقّة فأرجو الانتباه لها, نعم؟ السائل: ... . (249/17) «هل يشترط ثبوت اللقاء في الاتصال إذا روى راوي بالعنعنة عن شيخه؟» الشيخ: إيه في هنا سؤال حديثي أيضا, هل يشترط ثبوت اللقاء في الاتصال إذا روى راوي بالعنعنة عن شيخه؟ هذه المسألة فيها خلاف بين المحدثين منذ القديم وبخاصة بين الشيخين الكريمين البخاري ومسلم, فالبخاري رحمه الله كان يرى أن الاتصال بين الراوي وشيخه لا يثبت بمجرّد المعاصرة وإنما لا بد أن يكون ثبت بإسناد صحيح تلاقيهما معا, هكذا كان يرى الإمام البخاري أما مسلم فيكتفي في إثبات الاتصال بين الراوي وشيخه المذكور في الحديث مجرّد المعاصرة ولا يشترط ثبوت اللقاء, إن ثبت اللقاء فنور على نور لكن لو لم يثبت هذا اللقاء لا يثبت الانقطاع الذي يثبته من اشترط الملاقاة وهو البخاري ولكن الإمام مسلما ومن معه وهم جمهور المحدّثين حينما اقتصروا في إثبات الاتصال على مجرد التعاصر شرطوا شرطا جوهريا وهو أن لا يكون الراوي عن شيخه معروفا بالتدليس, فإذا كان معروفا بالتدليس فحينئذ يتفقون مع البخاري في عدم الاحتجاج بروايته وهذا يحق يفهمه من له عناية بعلم الحديث والرواية, فلا نطيل بأكثر من هذا. السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: ممكن يعني تبين لنا مبدأ النقل لدى الجمهور, ... بن الصلاح نقد هذا الشيء وردّه. الشيخ: نعم. السائل: وكذلك النووي ... . الشيخ: كذلك من؟ السائل: النووي رده. الشيخ: ... . السائل: يعني معروف أن مقدمة بن الصلاح هي العمدة في, فبيجي نقل مذهب الأخرين بيوافق ... . الشيخ: قبل أن أجيبك عن السؤال, الثاني رده ماذا رد يعني؟ إيش قال يعني؟ مذهب البخاري هو الصحيح ومذهب مسلم .. السائل: نعم بالنسبة لابن الصلاح. الشيخ: ومذهب مسلم غير صحيح؟ السائل: أي نعم, ... يعني العلماء البخاري وبن المديني هذا ... . الشيخ: شوف أخي أنا أظن أنك فهمت خطأ, وسّع يا أخي. سائل آخر: المقعد ما بيتحمّل أكثر يعني ... . الشيخ: الجمهور لا يخالفون البخاري في هذا الشرط كشرط كمال لكن يخالفونه كشرط صحة. السائل: كشرط يعني في أصل ... . الشيخ: أي نعم, الجمهور يخالفون البخاري في هذا الشرط كشرط صحة بمعنى إذا لم يثبت التلاقي برواية صحيحة وثبتت المعاصرة ضعف السند وثبت الانقطاع, الجمهور لا يوافقون البخاري على هذا لكن يوافقون البخاري على أنه هذا شرط كمال وهو بلا شك كما قلت أنفا نور على نور, أما أن يرويَ رجل, رجل عن أخر متعاصرين وفي بلد واحد وكل يعني المُشْعرات بإمكان التلاقي قائم وموجود لكن ما عندنا رواية أنهما بالفعل تلاقيا فيُردّ الحديث, هذا الذي يردّه الجمهور. وأنا الآن ما استحضر بالضبط مصدر حتى أقل لك من الذي ذكر هذا مذهب الجمهور ممكن هذا بمراجعة بسيطة لكن أنا الذي أعرفه علميا هذا مذهب الجمهور قطعا لأنه الكتب الستة ما عدا صحيح البخاري ماشية على هذا, فضلا عن مسلم. السائل: أنا هذا. الشيخ: أي نعم, ولعلك ما رجعت إلى مقدمة مسلم حيث فيه يردّ على من يقول بهذا المذهب, منهم من يقول يرد على البخاري نفسه لكن هو ما سمّى البخاري ومنهم من يقول هو يرد على شيخ البخاري وهو علي بن المديني لكن هو أيضا لم يسمّي علي بن المديني لكن يرد على المذهب الذي تبناه البخاري بحجج لا قبل لأحد أن يردها, فأنت أقرا هذه المقدمة ثم بعد ذلك لنا, لا لنا بحث أو لقاء ثاني إن شاء الله. الآن نعود إلى الأسئلة العلمية هنا سين واحد. (249/18) «هل وقع بين الصحابة خلاف في أصول الدين؟» الشيخ: هل وقع بين الصحابة رضي الله عنهم خلاف في أصول الدين؟ الجواب لا، مما عصم الله به الجيل الأول, الصحابة الكرام أن عصمهم من الاختلاف في أصول الدين وعقائده بخلاف ما أصيب به من جاء بعدهم في القرن الثالث فمن بعدهم فقد اختلفوا في أصول الدين خلافا لما يتوهّمه جماهير المشايخ اليوم الذين إذا بحثت معهم موضوع الخلاف بين المذاهب يقول أول ما يقولونه يا أخي الخلاف في الفروع وليس في الأصول, هذا كلام خطأ, ما نقول كذب لأننا لا نريد أن نفحش في القول إنما هو كلام خطأ والذي يقول الخلاف في الأصول, في الفروع فقط هذا رجل لا يَحْسن أن يعتبر من طلاب العلم المبتدئين حتى على أصول المتأخّرين فهؤلاء الطلاب المفروض فيهم أنهم قرؤوا التوحيد أو ما يسمّيه هم, أو ما يسمونه هم بالتوحيد أن يكونوا مثلا قرؤوا الجوهرة في توحيد الأشاعرة, أن يكونوا قرؤوا مثلا العقيدة التفتزاني وأمثاله من الحنفية وشرح عقيدة ... الأماني وإلى أخره, في الفقه الأكبر المنسوب للإمام أبي حنيفة, فمن قرأ هذه الكتب تبيّن له خلاف في الأصول وليس محصورا فقط في الفروع, ولسنا نريد أيضا الخوض في تفاصيل ذلك لأن السؤال محصور جدا, هل اختلف الصحابة في أصول الدين؟ الجواب لم يختلفوا في شيء من ذلك إطلاقا, و السبب في ذلك واضح وهو محصور في شيئين اثنين, الشيء الأول هو أنهم تلقوا الدين مباشرة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه الذي لا يُخطيء, أما هؤلاء المتأخرون فقد تلقوه عن العلماء في نسب مختلفة في علمهم وفقههم وتقواهم لله أما الأوّلون فلا شك بأنهم علماء أفاضل وصالحون ولكنهم غير معصومين, فالذين أخذوا العلوم عنهم ليسوا كالصحابة الذين أخذوا العلوم عن الرسول المعصوم ولذلك وقعت بعض الآراء الخاطئة سواء في المسائل الفرعية أو في المسائل الأصولية. هذا السبب الأول أن الصحابة ما اختلفوا في الأصول, والسبب الثاني أنهم بعد لم يكن بدأت أهل الأهواء والبدع يتسرّبون إلى الصحابة وإلى عقولهم وكانوا لا يزالون مستمسكين بالعروة الوثقى لا انفصام لها, أما المتأخّرون فبدأت فيهم البدع تتسرّب إليهم بطريق الخروج يعني الخوارج, طريق المرجئة القائلين بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ومذهب الحنفية على هذا حتى اليوم, مذهب الحنفية حتى اليوم إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص مع صريح القرأن الكريم ((ليزداد الذين أمنوا إيمانا)) وهكذا أيات كثيرة معروفة في القرأن الكريم تصرّح بأن الإيمان يقبل الزيادة. فالصحابة بسبب اتصالهم بالرسول عليه السلام وعدم تأثّرهم بأهل البدعة والأهواء لأنهم كانوا كما قلنا مستمسكين بالعروة الوثقة ويحضرني الآن حديث ابن عمر رضي الله عنه في صحيح مسلم أنه بلغه عن بعض التابعين أنه يُنْكر القدر ولعله رجل اسمه معبد إيش؟ نسيت, الجهني بلغه عنه بأنه يُنْكر القدر فقال للمبلِّغ أخبره أنني بريء منه ثم ذكر حديث عمر هو يرويه عن أبيه عمر حديث جبريل لما جاء في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر إلى أخر الحديث فسأله عن الإيمان قال (الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الأخر) إلى أخره (وبالقدر خيره وشره) , هذا معبد الجهني بدأ في عصر الصحابة يُنْكر القدر الذي هو مبدأ الاعتزال والخروج عن الجماعة, فرأسا لأنه ابن عمر متلقي الحديث عن أبيه عمر عن رسول الله, ما فيه عندهم شك ولذلك ضرب معبدا في الصميم مبلّغا إياه تبرّءه منه لأنه ينكر عقيدة من عقائد المسلمين التي تلقّاه الصحابة عن الرسول عليه السلام عن الرسول مباشرة, نعم. (249/19) «كيف الجواب عن اختلاف الصحابة في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا؟» السائل: بعض الناس ... أنه هناك من بعض الصحابة رضي الله عنهم من كان يعتقد بأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى ربه في ... وقالوا هذه عقيدة غيبية كيف يعتقدها البعض وينفيها الأخرين؟ الشيخ: هذا, هذا لا يقال اختلاف في الأصول أولا, ثانيا من الذي قال ... . السائل: قال صح بالسند عن ابن عباس. الشيخ: غير صحيح هذا الكلام, ابن عباس كما يذكر علماء الحديث ورد عنه ثلاث روايات, رواية يقول إن الرسول رأى ربه وراوية يقول رأى ربه بقلبه ورواية يقول رأى ربه ببصره, ... يا جماعة الضرب, هذا على الرؤوس يضرّكم. . الشيخ: فلم يثبت عن أحد من الصحابة صراحة بإسناد تقوم به الحجّة أن الرسول عليه السلام رأى ربه ببصره. السائل: ... . (249/20) «هل يقرب الرب عز وجل بذاته وصفاته من بعض خلقه، وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنة؟» الشيخ: السؤال الثاني هل يقرب الرب عز وجل بذاته وصفاته من بعض خلقه؟ وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنّة؟ قرْب الله عز وجل نوعان كما شرح ذلك ابن تيمية رحمه الله, قرب بذاته وصفاته بالنسبة للمصطفين الأخيار من عباده, والقرب العام وهو بالنسبة لجميع المخلوقات, فقربه بالنسبة للمصطفين من الأخيار هو قرب ذات طبعا ومع الصفات لأنه الصفات لا تنفصل عن الذات" وما قرْب الله عز وجل من المؤمنين به قرْبا ذاتيا إلا كنزوله تبارك وتعالى في الثلث الأخير من الليل يناجي عباده ليسائلهم هل من داع فأستجيب له, هل من مستغفر فأغفر له, هل من سائل فأعطيَ له. فهذا القرْب هو كهذا النزول كلاهما قرْب حقيقي والله أعلم بحقيقة ذلك لأننا لا نستطيع إلا أن نؤمن بالحقائق الشرعية دون تكييف ودون تشبيه, وبالمقابل ودون تعطيل ودون تأويل كما هو مقضى قوله تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)). السؤال الثالث هل الرب عز وجل بائن من خلقه؟ وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنّة؟ نعم؟ السائل: بالنسبة للسؤال الأول. الشيخ: نعم. السائل: قال أنه ما فيه دليل في الكتاب والسنّة على أنه يقرب بذاته وصفاته من بعض خلقه. الشيخ: أه. السائل: ... أنه شو الدليل يعني من الكتاب والسنّة؟ قال في بعض السلف, طيب من, إلى أي دليل ... ما هو دليلهم؟ الشيخ: الدليل أحاديث كثيرة منها حديث (إذا تقرب مني شبرا اقتربت منه باعا وإذا تقرّب مني باعا تقربت منه ذراعا) أي نعم. السائل: لو جاءني من ... . الشيخ: ... أحاديث كثيرة في هذا الصدد ولعلك تعرفها. السائل: نعم لكن بالنسبة لقوله تعالى ((وإذا سألك عبادي عني)). الشيخ: نعم. السائل: هذا أيضا يُستفاد منه. الشيخ: ((فإني قريب)) هو قال نفسه السائل: نعم. الشيخ: نعم بس يعني .. السائل: يعني هذا قرْب خاص. الشيخ: الأحاديث التي ذكرناها صريحة في الموضوع كما هو الشأن دائما في علاقة الأحاديث مع القرأن من حيث التوضيح ((فإني قريب)) إني يعني الذات الإلهية ليش أنا قرّبت هذا الموضوع بموضوع نزول الإله؟ (ينزل ربكم كل ليلة) (ينزل ربكم) بذاته استوى بذاته لأنه يتحدث عن الذات فلا نستطيع نحن أن نؤوّل وإلا أصبنا بما أصيب به المؤوّلة أنفسهم. (249/21) «هل الرب عز وجل بائن من خلقه، وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنة؟» الشيخ: هل الرب عز وجل بائن من خلقه؟ وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنّة؟ كل أيات إثبات العلو وإثبات النزول والمجيء ونحو ذلك كلها أدلة على أن الرب عز وجل ليس مخالطا لمخلوقاته لأننا نعلم قطعا وبداهة, كان الله ولا شيء معه فلما كان الله لم يكن هناك خلق فلما خلق الخلق لم يقل لنا إنه حلّ في خلقه كما يقول غلاة الصوفية إن الله عز وجل مع خلقه كالماء في الثلج وكالزبدة في الحليب لا يمكن الفصل بينهما تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. شو معنى نزوله؟ شو معنى مجيئه؟ شو معنى استواءه على العرش؟ إذا كان هو ممازجا مخالطا لمخلوقات وفيها المقدّس وفيها المَهين وفيها الأماكن القذرة وفيها أماكن لا يدخلها الإنسان إلا مضطرا حتى الكافر فكيف نحلّ الله عز وجل بهذه الأماكن القذرة بدعوى أنه في المخلوقات كالثلج مع الماء وكالزبدة مع الحليب. كل الأيات التي تثبت لله العلو والاستواء على العرش تُثبت هذه الحقيقة وهي أن الله عز وجل بائن من خلقه, ولذلك نحن نقول دائما وأبدا لا يكفي أن ندّعيَ أننا نأخذ الشريعة من الكتاب والسنّة لأن كل الناس حتى غلاة الصوفية حتى القائلين بوحدة الوجود يقولون نحن على الكتاب والسنّة, لا يكفي أن ندعي أننا نحن نتمسك بالكتاب والسنّة, فكل فرقة مهما كانت عريقة في الضلال هذه هي دعواها ولذلك فنحن نمتاز عليهم فنقول نحن على الكتاب والسنّة وعلى ما كان عليه السلف الصالح في فهمهم للكتاب والسنّة. نحن لا نريد مفاهيم جديدة والمفاهيم الجديدة ليست هي التي تحدث في هذا العصر بل هي والتي حدثت بعد القرون الثلاثة, كلها هذه مفاهيم جديدة نحن لا نقيم لها وزنا فنحن دائما. (249/22) «الكلام على مسألة قراءة الحائض للقرآن وذكر الأدلة على ذلك: منها حديث عائشة في حجة الوداع: (فاصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي حتى تطهري) وفي حديث جابر (غير أن لا تطوفي ولا تصلي حتى تطهري).» الشيخ: بقي علينا أن نأتي بالدليل الذي يدلّ على جواز قراءة الحائض للقرأن لأنه سبق أن ذكرنا أن حديث (لا يقرأ القرأن جنبا ولا حائض) مع ضعف إسناده فقد جاء من الحديث الصحيح ما يخالفه فذكرنا الحديث الذي يخالفه فيما يتعلق بالجُنُب والآن علينا أن نذكر الحديث الذي يتعلق بالحائض وأنه يجوز لها أن تقرأ القرأن في حال حيضتها. روى البخاري في صحيحه من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها لما حجّت مع النبي صلى الله عليه وأله وسلم فلما نزلوا في مكان قبل مكة يُعرف بسَرِف دخل الرسول عليه السلام عليها فوجدها تبكي قال (مالك تبكين؟ لعلك نفِسْك) قالت نعم, أي حضت قالت نعم, قال عليه الصلاة والسلام (ذاك أمر كتبه الله على بنات أدم فاصنعي ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي حتى تطهري) وفي حديث جابر في صحيح البخاري قال لها (اصنعي ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي ولا تصلي) فدل الحديث على أن الذي تُمنع منه المرأة فيما يتعلق بالصلاة وما يتعلق بالقراءة إنما هو أنها لا تطوف, فدل ذلك بمفهوم المخالفة أنها تقرب البيت وأنها تدخل المسجد الحرام ولكن لا تطوف, كذلك نهى الحديث على أن تصلي فدل ذلك بالمفهوم أيضا على أن لها أن تذكر الله وأن تقرأ القرأن لأنها أمرت أن تصنع ما يصنع الحاج, فماذا يصنع الحاج؟ ألا يقرأ القرأن؟ بلى ألا يدخل المسجد الحرام؟ بلى كما أنه يطوف ويصلي فمنعها بالطواف بالبيت والصلاة وأباح لها ما سوى ذلك من الذكر وقراءة القرأن والدخول إلى المسجد الحرام. فكان هذا النص الثابت عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم وهو مما صدر منه في أخر حياته, كان هذا النص دليلا على أنه يجوز للمرأة أن تقرأ القرأن وهي حائض لأنه ما حرّم عليها إلا الصلاة فدل ذلك على أن قراءة القرأن يجوز لها وهي حائض, كذلك دل الحديث على أنه في الوقت الذي لا يجوز لها أن تصلي يجوز لها أن تدخل موضع الصلاة ألا وهو المسجد الحرام, لهذا الذي سبق ذكره لا نجد نحن معشر السلفيّين مانعا أن يقرأ المسلم القرأن وكذلك الحائض وهو جنب وهي حائض كذلك لا نجد مانعا يمنع المسلم من أن يأخذ القرأن وهو جنب, هذا من حيث الجواز. (250/1) «بيان أن الأفضل للجنب والحائض أن لا يقرأ القرآن أو يذكر الله إلا على طهارةالشيخ: ولكن أليس هناك ما يدل على أن الأفضل للمسلم أن لا يمسّ وألا يقرأ القرأن إلا طهارة؟ الجواب نعم, يوجد هناك ما يدل على أنه الأفضل له أن يقرأ القرأن وأن يمسّه على طهارة, فالبحث السابق كان لبيان أنه لا يوجد دليل يُحرّم ذلك والآن نريد أن نثبت أن الأفضل أن يقرأ ويمسّ القرأن وهو على طهارة. أما قراءة القرأن على طهارة وأنه الأفضل فذلك لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قد ثبت عنه أن رجلا ألقى عليه السلام بعد أن قضى حاجته فبادر رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم إلى الجدار فتيمّم به. وعليكم السلام ورحمة الله. ثم قال (وعليكم السلام ورحمة الله) وخاطب المسلم قال. عليكم السلام. قال عليه السلام (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طُهْر) في رواية (على طهارة) وكما تعلمون جميعا، السلام اسم من أسماء الله وهذا حديث صحيح, قال عليه الصلاة والسلام (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم). فإذا كان الرسول صلى الله عليه وأله وسلم كَرِهَ أن يردّ السلام إلا وهو على طهارة تُرى ألا يكره من باب أولى أن يقرأ القرأن وهو على غير طهارة, إذا كان السلام كرهه أن يرُده إلا وهو على طهارة, والسلام هو اسم جاء في القرأن في أسماءه ((السلام المؤمن المهمين)) فكره أن يقول وعليكم السلام إلا على طهارة لذلك تيمّم, فمن باب أولى أن يكره الرسول صلى الله عليه وأله وسلم تلاوة القرأن على غير طهارة. فإذًا هذا يدل على استحباب أن يذكر المسلم الله ذكرا مطلقا ليس فقط تلاوة القرأن, أن يذكر الله ذكرا مطلقا وهو على طهارة لكننا لا نستطيع أن نقول إن هذا واجب وأنه لو تركه المسلم يأثم لعدم وجود الدليل ال ... إلى هنا, هذا فيما يتعلق بالقراءة على طهارة, يُختصر فيقال الأفضل أن يُقرأ القرأن عن طهارة ولكن يجوز بدون طهارة لأنه لا دليل على أنه لا يجوز. (250/2) «بيان حكم مس المصحف للجنب والحائضالشيخ: أما المسّ فبأنه ثبت عن غير ما واحد من الصحابة أنه كرِه ذلك, فنحن تبعا لهؤلاء الصحابة نكره ذلك بدون أن نلزم الناس بذلك ونوجب ذلك عليهم لعدم وجود أيضا الدليل الموجب لذلك. هذا ما يتعلق بالسؤال السابق, نعود الآن. عيد عباسي: ... . الشيخ: تفضل. (250/3) «مَن مِن العلماء الذين قالوا بجواز مس الجنب والحائض للمصحف؟» عيد عباسي: فأوّلا هل سبق أيضا من العلماء من قال بذلك بعدم التأثيم و حل مس القرأن ... للجنب أو الحائض؟ الشيخ: نعم يوجد جماعة نجد أسماءهم في كتاب "المخلى" لابن حزم وأذكر منهم بن العباس الذي أجاز قراءة القرأن للجنب وهو أيضا في صحيح البخاري معلّقا, نعم. (250/4) «(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السفر بالمصحف إلى أرض العدو) هل يقال إن النهي عن ذلك يدل على عدم جواز مس المصحف للكافر والجنب والغير المتطهرالسائل: الشيء الثاني في الموضوعات التي ... حديث هذا أذكر بأنه في يقول أنه هو نص عام أو العبارة مطلقة ويوضحها حديث ... حملتم فيه الطاهر على غير المسلم, نهى أن يسافر بالقرأن إلى أرض العدو. الشيخ: نعم. السائل: إيه, ما يمكن أن يقال إنه الطهارة كما قلتم لفظ مشترك لكن لا تتحصّل إلا بتحصيل جميع فروعها لأنه الاحتياط أو حتى نحصّل. سائل آخر: السلام عليكم الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. السائل: فنقول ممكن يُراد بها الكافر ويمكن أن يراد مثلا الجنب ويمكن أن يراد بها غير المتوضّأ, فحتى نجزم أنه حصل المراد نحقق في ... فإذا ما تحقق ... بيكون أنه على سفر أو. الشيخ: هذا الرد عليه أن إعمال اللفظ المشترك في جميع معانيه ليس من طريق أهل العلم, ولا هو مما جرى الأسلوب اللغوي عليه, فأنت إذا قلت مثلا رأيت عينا, لا تستطيع أن تفهم منه بأنه رأى ... ورأى نقدا ورأى عينا جارية وجاسوسا وإلى أخر ذلك مما يُقال في كل الألفاظ المشتركة, فلا بد من تحديد المعنى ولا يمكن أن يتلفّظ الشارع الحكيم بلفظ مشترك ويدعه هكذا مائعا لا يُحدّد المراد منه ولذلك فنحن ندّعي بأن هذا الحديث المراد واضحا بالأدلة الأخرى التي منها الحديث الذي ذكرته نهى عن السفر بالمصحف إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو فقوله (لا يمس القرأن إلا طاهر) ... مسلم أي لا يمس القرأن غير المسلم كما في ذاك الحديث الثاني وبذلك يُفسّر الحديث بعضه ببعض ولا يبقى فيه دليل على أنه لا يجوز للمسلم الجنب أن يمسّ القرأن لأن المسلم الجنب هو طاهر بنص قوله عليه السلام (إن المؤمن لا ينجس) فذد النجس طاهر, فالمؤمن طاهر سواء كان جنبا أو غير جنب, فهذا الذي يبدو لنا في الحديث المذكور. السائل: ما بدنا يقرأ القرأن ما فيه عندنا حديث لا يقرأ القرأن إلا طاهر إذا يمسّ. سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, نعم. وعليكم السلام. السائل: نهى ... الرسول عليه الصلاة والسلام قال يا أخي ... . الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. (250/5) «ما معنى قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل ... )) وهل فيه دلالة على عدم قرب الجنب للمسجد؟» السائل: ... من ذلك أنها تقرب من البيت وتقرأ القرأن ... الأية ... قوله سبحانه وتعالى ((يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل)). سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله. السائل: وهو عندي ... الأية أنه المسلم الذي لا ... الجنب أو الحائض إلا عابر سبيل؟ قلت ... الرجل من البيت. الشيخ: مش أنا قلت. السائل: نعم يعني افرض ... . سائل آخر: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... تفضل. السائل: نعم. الشيخ: يجب أن نتذكّر دائما وأبدا أن أدلة الشرع الحكيم لا تتعارض فإن بدا لنا التعارض في شيء منها فذلك يكون من سوء فهمنا على النحو الذي ذكرناه أنفا فيما يتعلق في شرح أية ((لا يمسه إلا المطهرون)) فالأية التي سألت عنها وهي قوله تبارك وتعالى ((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)) إلى أخرها, قد ذكر العلماء والمفسّرون لها قولين, فالأول لا تقربوا الصلاة نفسها والقول الثاني لا تقربوا مواضع الصلاة أي المساجد وكما هو الأصل في أنه إذا اختلف في مسألة على قولين فأكثر أن قولا منهما هو القول الثابت الصحيح والأخر خطأ فحينذاك لا بد من معرفة الصواب من الخطأ. فهنا قيل قولان فأيهما الصحيح؟ نحن نقول الأصل في تفسير كل النصوص الشرعية ومنها الأيات القرأنية أن تفسّر على الحقيقة لا على المجاز, والمقصود بالحقيقة والمجاز في خصوص هذه الأية هو قوله تعالى ((لا تقربوا الصلاة)) حقيقة هذا النص أن يفسّر على ظاهره ((لا تقربوا الصلاة))، الصلاة هذا هو الحقيقة, المجاز أن تقدّر مضافا محذوفا فتقول معنى الأية لا تقربوا مواضع الصلاة, هذه كلمة المواضع لم تذكر في الأية. السائل: لكن ب ... . الشيخ: اصبر وما صبرك إلا بالله، هذه اللفظة كما ترون لم ترد في الأية فمن أين جئنا بها؟ جئنا بها على رأي من تبنّى هذا التفسير من تمام الأية ((لا تقربوا الصلاة)) مواضع الصلاة ((حتى تعلموا ما تقولون)) ((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل)) هؤلاء لما وصلوا إلى قوله ((ولا جنبا)) قالوا الإنسان لا يمكن أن يصلي جُنبا لذلك فمعنى الأية لا تقربوا مواضع الصلاة مش الصلاة لأنه بعد أن قال ((ولا جنبا إلا عابري سبيل)) استثنى فأجاز قربان على القول الأول أي على ظاهر الأية, أجازت الأية قربان الصلاة عابر سبيل وهو جنب, لما لم يعقل هذا المعنى أصحاب القول الثاني اضطروا أن يقدّروا مضافا محذوفا فقالوا المقصود بقوله ((لا تقربوا الصلاة)) أي مواضع الصلاة لأنه حين ذاك يمكن الاستثناء. السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أي حين ذاك يمكن أن يقال لا تقربوا مواضع الصلاة جنبا إلا عابري سبيل, مارّين يعني ولكن على القول الأول استشكل هؤلاء قالوا كيف يمكن قربان الصلاة نفسها عابر سبيل وهو جنب؟ استبعدوا هذا المعنى فاستبعادهم هو الذي دفعهم إلى أن يقدّروا المضاف المحذوف فيقولوا معنى الأية لا تقربوا مواضع الصلاة لكن الحقيقة أن هذا الاستبعاد هو المستبعد ذلك لأن معنى الأية منسجم أولها مع أخرها بدون ذاك التقدير فنحن نقول معنى الأية ((لا تقربوا الصلاة)) نفسها, لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا تقربوا الصلاة وأنتم جنبا إلا في حالة واحدة وأنتم عابرو سبيل حتى تغتسلوا أي بأن تتيمموا لأن الله قال في أية أخرى فإن لم تجدوا ماء فتيمّموا صعيدا طيبا, والأية فيها نكتة شرعية دقيقة وهي أن فاقد الماء إذا تيمّم وهو جنب بالطبع فجاز له أن يأتي بهذا التيمم كل ما يأتي به في الطهارة بالماء لكن مع ذلك يظل جنبا, اسم الجنابة لا يرتفع عنه لكن أحكام الجنابة ترتفع عنه لذلك قال ((لا تقربوا الصلاة جنبا إلا عابري سبيل)) يعني إلا جنبا بعد التيمّم فأنتم تظلون جنبا ولكن متى يجوز هذا إلا عابري سبيل أي مسافرين, فإذا فسّرت الأية بهذا المعنى فقام عدم التقدير وقلنا إن هذا هو الأصل يعني يقول أهل العلم إذا دار الأمر بين التقدير وعدمه فالعدم أولى, هذه قاعدة مسلّم بها, ومن هذا قولهم إذا أمكن إعمال الحقيقة فهي أولى من المجاز وقولهم لا يصار إلى المجاز إلا عند تعذّر الحقيقة وهنا الحقيقة غير متعذّرة, يؤكد لكم هذا أن التقدير المشار إليه ليس صحيحا والصواب هو عدم التقدير هو التعليل المُستفاد من قوله تعالى ((حتى تعلموا ما تقولون)) حتى تعلموا ما تقولون في مواضع الصلاة وإلا في الصلاة؟ في الصلاة. إذُا إذا قدّرت موضع الصلاة لم يرتبط التعليل مع الحكم, الحكم ((لا تقربوا الصلاة)) التعليل ((حتى تعلموا ما تقولون)) واضح جدا أنه هذا التعليل يمشي منسجما تماما مع النهي عن قربان الصلاة نفسها, أما إذا قُدِّر المضاف المحذوف حينئذ يظهر أنه التعليل غير منسجم مع هذا التقدير لأنه سيكون الموضوع هكذا, لا تقربوا مواضع الصلاة حتى تعلموا ما تقولون, أي هو ما يقول إذا قرب موضع الصلاة وإنما يقول ما يكون في الصلاة من أولها إلى أخرها, فهذا يؤكد من وجه أخر ثان أن المعنى الأول الذي ذكروه وهو عدم التقدير وأن المقصود الصلاة هي نفسها فهذا أقوى من القول الثاني وثالثا وأخيرا يؤيّد القول الأول أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسّر الأية بهذا التفسير فقال لا تقربوا الصلاة أي نفسها ((وإلا عابري سبيل)) أي مسافرين. (250/6) «بقاء اسم الجنب على المتيمم ودليله حديث عمرو بن العاص أنه صلى بالقوم بالتيمم وكان على جنبالشيخ: فالذي يكون جنبا ولا يجد الماء فهو يتيمّم ويظلّ اسم الجنب عليه مطلقا ولكنه يصلي ويتعاطى كل الأحكام التي تسُوغ له بالتطهّر بالماء, مما يؤكد بقاء اسم الجنب على المتيمّم سواء بعذر عدم وجدان الماء أو مع وجدان الماء مع عدم تمكّنه من استعمال الماء لخوف المرض أو شيء من ذلك, حديث عمرو بن العاص لما أرسله الرسول صلى الله عليه وأله وسلم في سريّة فأجْنَب في ليلة باردة وكان هو رئيس القوم فتيمّم وصلى بهم إماما, فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم شكوه إليه وقالوا له إنه صلى بنا جُنُبا يعني, يعنون لم يغتسل, فأرسل الرسول صلى الله عليه وأله وسلم إليه و سأله أصحيح أنك صلّيت بالناس جنبا قال نعم يا رسول الله إني أجنبت في ليلة باردة وخشيت على نفسي وقد سمعت الله تبارك وتعالى يقول ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) هكذا الأية؟ السائل: أي نعم. الشيخ: أي نعم, فخشيت على نفسي فتيمّمت فضحك رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وأقرّه على ذلك, الشاهد أنهم أطلقوا عليه بالرغم أنه تيمّم أنه صلى بهم جنبا فقوله إذا فهمنا هذه الحقيقة فقوله في الأية ((إلا جنبا)) أي متيمّما ((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل)) أي بعد التيمّم ((حتى تغتسلوا)) أي حينما تجدون الماء أو تستطيعون استعمال الماء, حينذاك ليس في الأية دليل على أنه لا يجوز للجنب أن يقرب المسجد. فنعود الآن إلى سؤالك السابق, ذكّرنا به ما هو؟ السائل: في مسألة ... جنب إلا عابري سبيل هنا ((ولا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى)) ما نسخ هذا بعد تحريم السكر بالمرة؟ الشيخ: طبعا هذا شيء أخر. (250/7) «ذكر الله عز وجل في آية الشورى مراتب الوحي الثلاث ((وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء)) وقال في آية القصص ((وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ... )) فهل» السائل: قلت لك أنه الله سبحانه وتعالى ذكر في نهاية سورة الشورى أنه مراتب الوحي ثلاثة مراتب ((ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء)) وقال في أية القصص ((وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)) راجعنا هاي بالتفاسير وجدنا هذا الإيحاء إلهام, إيه هنا بقى ... الشيخ أنه الله سبحانه وتعالى قال ((إنا إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)) فكيف يجي ها الوعد عن طريق يعني الإلهام قلنا هلك ... ؟ الشيخ: الجواب عن هذا السؤال من وجهين, الأول أن يقال إن هذه الأية نفسها دليل على أن أم موسى كانت نبية الوجه الأول أن يقال إن هذه الأية تدل على أن أم موسى كانت نبية بدليل أن الله تبارك وتعالى أوحى إليها هذا الوحي الصريح المخبر بأن الله عز وجل سيجعل هذا الغلام الرضيع فيما بعد نبيا ورسولا, القول الثاني بناء على أنه لم يثبت في الشرع أن الله عز وجل أرسل نبية فيما سبق فيقال حينذاك على أن هذا إلهام وليس وحيا, وهذا القول هو الذي نميل إليه لأن هناك أية في القرأن هي كالصريحة أو صريحة فعلا أنه لم يُرسل من قبل شخص من النساء نبيا, قال تعالى ((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليه من أهل القرى)) فهذا حصر بعد نفي يفيد إيش؟ الحصر وعدم إرسال نبية, إنما رجلا نبيا. في هذه الأية ولعدم وجود أي خبر في القرأن أو في السنّة يتحدّث هذا الخبر عن نبية إطلاقا لا يوجد مثل هذا, فملنا إلى أن نُنكر أن يكون الله عز وجل بعث نبية من قبل, فعلى ذلك لا بد من تفسير, وعلى ذلك فلا بد من تفسير الأية السابقة بأنه وحي بمعنى الإلهام, ويؤيّد هذا قوله عليه الصلاة والسلام (لقد كان فيمن قبلكم محدّثون فإن يكن في أمتي فعمر) فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم يُصرّح في هذا الحديث بأنه في هذا الحديث, بأنه قد كان يوجد قبل الرسول عليه السلام أناسا محدّثون أي ملهمون, وليسوا بأنبياء بدليل أنه قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه حينما خلفَه بعده على أهله وعلى أهل المدينة حينما ذهب إلى تبوك, فبكى عليّ وقال تدعني مع الأطفال والنساء, فقال له عليه الصلاة والسلام (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي) لذلك لما قال (لقد كان فيمن قبلكم محدّثون فإن يكن في أمتي فعمر) مش معناه هنا محدّثون يعني منبّؤون, لا لأنه لا نبي بعد الرسول عليه السلام بنص ذاك الحديث وغيره بما في معناه فاضطررنا أن نفسّر (محدّثون) بمعنى غير منبّؤون وإنما ملهمون وهكذا فعلا فسّره العلماء جميعا فقالوا معنى الحديث, قد كان في من قبلكم من الأمم ملهمون فإن يكن في هذه الأمّة ملهمون فعمر وفي الحقيقة كلنا يعلم أن هناك حوادث كثيرة ألهم فيها عمر بن الخطاب فأصاب بإلهامه كبِد الحقيقة, إذا كان هذا ثابتا بدلالة هذا الحديث فكذلك نقول إن أم موسى أوحِي إليها ذلك النص الذي تلوته سابقا بمعنى الإلهام لا بمعنى الوحي الذي يختصّ به الأنبياء والرسل الكرام. (250/8) «بيان الفرق بين الوحي والإلهام، والفرق بين النبي والملهمالشيخ: فإن قيل ما هو الفرق بين الوحي وبين الإلهام؟ الجواب الفرق يأتي من معرفتنا بصفة الشخص الذي ينزل عليه الوحي ومعرفة صفة الشخض الذي ينزل عليه الإلهام إذا صحّ هذا التعبير، فالشخص الذي ينزل عليه وحي وهو النبي هو معصوم فإذا نزل عليه وحي كان معصوما في أن يخطئ في شيء من هذا الوحي سواء في فهمه إياه أو تبليغه إلى أمته, أما الشخص المُلهم فليس من الضروري أن يكون معصُوما في ذلك كما أنه ليس معصوما في كل منطلق حياته في كل أفعاله وأقواله, هذا هو الفرق وإذا كان هذا الفرق قائما فهو يكفي للتفريق بين الوحي وبين الإلهام, ولا يُشكلنّ هذا بأنه مادام أن المُلهم يُخطئ فيُقال حينذاك ما قيمة الإلهام؟ نقول قيمة الإلهام بقيمة صاحبه فكلما كان صاحبه أقرب إلى الله تبارك وتعالى كان إلهامه أقرب إلى الحقيقة أو أكثر إصابة للحقيقة والعكس بالعكس, لذلك يُفرّق أهل العلم بين النّبي مطلقا وبين الملهم, فالنبي هو يتّبع ما أوحي إليه وقد يكون الموحى إليه بأن يتبع نبيا معيّنا, أما الملهم فليس له طريق لمعرفة الشرع إلا من طريق النبيّ فإلهامه لا ينهض ولا يستقل بتلقّي الأحكام الشرعية من السماء لإنه لا يوحى إليه وإنما يُلهم في بعض الجزئيات, نعم. السائل: القول أنه (250/9) «هل النبوة قد تكون في النساء أم هو خاص بالرجال فقط؟» السائل: الفرق بين النبي والرسول, يعني الرسول هو الذي ... إليه ذلك والنبي ... فإذا قال سبحانه وتعالى ما بعث رسولا امرأة فيمكن أن تكون نبية يعني مادام ... ؟ عيد عباسي: ... . الشيخ: نعم. الشيخ: ... هذا صحيح ... قضية ال ... لكن المهم الإثبات فنحن ذكرنا شيئين اثنين, فكأنك أنت تريد أن تقول إنه قوله تعالى ((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا)) هذا خاص بالرسل ذوي الرسالات والكتب, أما الأنبياء فلا يدخلون في هذا النص, مع أنه أرسل نبيا هذا أمر جائز في اللغة فممكن أن تكون الأية أعمّ من الرسل يعني فحينئذ نحن بحاجة إلى نص يُدعِم هذا التفصيل الذي تُشير إليه زد على ذلك أنني قلت أننا لا نجد مطلقا في ... ما جاء في الكتاب والسنّة فلانة نبية قالت أو أمرت أو أو إلخ. السائل: يعني مثل مريم. الشيخ: نعم, أقول نبية يعني حتى ... . السائل: لا قصدي إنه مريم إنه أوحي إليها صراحة. الشيخ: إيه ... ذلك. السائل: لا مو من قبيل ... يمكن ... يعني يمكن أن ... عمل القرية. الشيخ: ليه؟ السائل: لأنه في صراحة أنه الله ... . الشيخ: إيه إن كنت أنت لا تدري أنه ... صحيحة أنه الملائكة كانت تأتي الناس هكذا فإذا ... أيضا أو ... . السائل: ... . الشيخ: مجيء جبريل عليه السلام مريم ليس معناه أنها نبية لأنه هناك أحاديث كثيرة أنه كان يأتي الملك إلى شخص ما كالملك الذي جاء إلى موسى ففقأ عينه فليس أي ملك يأتي إلى أي شخص كان بأي خبر كان يمكن أن نثبت بذلك أن هذا الشخص نبي سواء كان ذكرا أو أنثى, أنا قلت لم نجد في الأخبار ... أنه ... نبية أما أخبار يمكن أن يستدل بظواهرها على أنها نبية موجود مثل نص قصة موسى عليهما الصلاة والسلام ممكن الاستدلال بظاهرها على مثل ما يُستدل به في قصة مريم لكن ليس هناك نصّ بأنه فلانة نبية, لو وُجد هذا النص كان رافعا وهذا نازعا للخلاف لكن هذا غير موجود بالإضافة إلى إمكان ال ... هذه الحوادث التي يمكن أن تُفسّر بأنها وحي هو بأنها وحي إلهام, تفضل. السائل: الدليل على كلامك ... الصديقة ... . الشيخ: إيه هذا ممكن وقد أشار الأستاذ أنفا إلى مثل هذا. السائل: ... . الشيخ: ... إيش؟ السائل: ... . الشيخ: إيه ممكن, تفضل. (250/10) «ما صحة حديث: (أنت أخي و وزيري) الذي يستدل به الشيعة في وصية علي بن أبي طالب؟» السائل: ... عليه الصلاة والسلام قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ... . الشيخ: هذا عندي بساقط ومن أحاديث الشيعة المشهورة, فلا يلتفت إليه إطلاقا ولو صحّ هذا الحديث لكان الصحابة كلهم أجمعوا على معصية الرسول عليه السلام ومخالفته وفي مقدّمة هؤلاء علي نفسه الموصى به أو إليه الخلافة, هذا الحديث في الواقع يحمل في طواياه الدليل القاطع على أنها من صنع الشيعة ووضعه وكذبه. السائل: ... . الشيخ: هذا الحديث موجود بلا شك لكن لكن ما أقطع الآن بالمصدر لكن أي شيء بدليل هذا وفي المسند وغيره هو في المسند وغيره أحاديث وضعية, فمسند أحمد ليس هو صحيح البخاري بل ولا صحيح مسلم. السائل: عندك معجم الطبري؟ عيد عباسي: فيه رواية ... . الشيخ: نعم هذا حديث متفق عليه بين الشيخين وهو ... لا شك أنه صحيح بل فوق الصحيح لأنه جاء من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة في الصحيحين وغيرهما, نعم غيره. السائل: يعني يمكن أن يقال ... (لا نبي بعدي) يمكن أن يكون ... الكلام ... فإذا كان ... علي وعمار وأبي بكر ... لكن ... . الشيخ: هاي طبعا. (250/11) «ما صحة حديث (لو كان نبي من بعدي لكان عمر)؟» السائل: حديث (لو كان نبي من بعدي لكان عمر)؟ الشيخ: (لو كان بعدي نبي لكان عمر) هناك حديثان, هذا أحدهما والأخر (لولا لم أبعث لبعث عمر) أحدهما حسن والأخر ضعيف السند، وأظن الأول هو الحسن، الأول هو الحسن (لو كان بعدي نبي لكان عمر) هذا حديث حسن والحديث الأخر إسناده ضعيف والمؤدّى واحد (لو لم أبعث لبعث عمر) نعم. (250/12) «في قوله تعالى: ((وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)) هل كلم الله عز وجل أو جبريل أم موسى، والكلام على الفرق بين الوحي والإلهام» السائل: بالنسبة ... لأنه الأية صريحة أنه الكلام حقيقي يعني ... . عيد عباسي: ... . السائل: ... . عيد عباسي: صنع كلاما. السائل: سمع عنه شيء ... . الشيخ: إي هذا. السائل: ... نبيا لا ندري ... . الشيخ: شو إذا يعني شو الإشكال؟ ... . السائل: قال المفسرين ... ألهمنا الشيخ: طيب. السائل: ولكن هل الإلهام شلون بيجي يقول ((إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين))؟ الشيخ: إلهام إلهام يعني ... نفسها هذا الكلام السائل: ... . الشيخ: ... هلا الرسول عليه السلام لما قيل له ((قل هو الله أحد)) هل هو سمع هذا الكلام من الله مباشرة أم نزل به جبريل؟ صح، كذلك هنا من باب أولى بالنسبة لأم موسى قيل لها هذا الكلام بأي طريق كان. عيد عباسي: (أن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل زرقها) فهنا فيه إلقاء في النفس ليس فيه أن جبريل نزل وكلّمه, هل هذا من هذا النوع؟ الشيخ: هذا هو الوحي وهذا هو الفرق بين الوحي والإلهام, يعني الإلهام والوحي يلتقيان من حيث إنه إلقاء في النفس ولكن ينفصل أحدهما عن الأخر من جهة أنه الوحي معصوم عن الخطأ ومن جهة أن الإلهام ممكن يتعرّض للخطأ تبعا لصحابه فليس هناك أكثر من هذا. السائل: ممكن يكون بالمنام أيضا رؤيا إنسان ... أنه ... من الله أو ملك تكلم معه؟ الشيخ: ممكن, ممكن والمنام جزء من النبوة, نعم. (250/13) «ما صحت حديث: عن ابن عباس، أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله تفلت هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول» السائل: ... في حديث ... في كتاب ال ... . الشيخ: لا. عيد عباسي: حديث علي الذي شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... . الشيخ: أي نعم, هذا حديث منكر ... فيه بعض الأئمة المتقدّمين فالحاكم قال في المستدرك رواه في مستدركه وصحّحه ولمّا وقف عليه النقّاد الذهبي الدمشقي قال إسناد نظيف ومتن مُنكر, فعجبت له كيف يحكم على إسناده بأنه نظيف وفيه عنعنة ابن جريج وهو الذي يقول في ترجمته من كتابه المشهور "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" أنه يحدّث عن أقوام ضعفاء ثم يدلّسهم أي يُسقطهم من السند فيُحدّث عمن فوقهم قال عن الذهبية فما صرّح في حديثه بالتحديث أي ما قال فيه حدثني فلان فهو حجّة أما إذا قال عن فلان فليس بحجّة, وهكذا قال هو عن ابن جريج في حديث حفظ القرأن أن ... . السائل: ... . الشيخ: فابن جريج في هذا الحديث عنعن ولم يصرّح بالتحديث فطابق نقد أو بعض نقد الذهبي حين قال بأنه متن مُنكر فالعلة التي وُجدت في هذا السند ولم يُتنبه لذاتها هناك في تعليقه على المستدرك ولكنه نبّه عليها بصورة عامة في ترجمة ابن جريج, لذلك فالحديث لا يصحّ لا من حيث إسناده ولا من حيث متنه. السائل: ... . الشيخ: لأنه في يعني أنه الإنسان بمجرّد دعاء يصير بيحفظ القرأن الذي بيتعب عليه ليل نهار تفلّت من صدره بيصير بيحفظه لو كان الأمر كذلك صار كل إنسان خاصة مثل ... نحن اللي هو بحاجة إلى أن يحفظ القرأن فبيصلي ها الصلاة هاي وبيدعي بهذا الدعاء ف ... بيحفظ القرأن و بيرتاح. عيد عباسي: ... . الشيخ: كما يوجد في ... حديث طويل أشياء أخرى لا أستحضرها, تفضل. (250/14) «ما حكم تعدد الجماعة في المسجد الذي له إمام راتب؟» السائل: ما حكم تعدد صلاة الجماعة ... بعد ... . الشيخ: نعم, الجماعة الثانية. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الشيخ: قدموا يا إخواننا ... تزاحموا وتراحموا. عيد عباسي: ... . الشيخ: صلاة الجماعة الثانية وما بعدها من جماعات تُقام بعد الجماعة الأولى هذه مسألة خلافية بين المذاهب الأربعة على ما هو مشهور اليوم, فأبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي ثلاثتهم يذهبون إلى عدم مشروعية الجماعة الثانية وما بعدها, أما الإمام أحمد فالمشهور عنه في كتب أصحابه وأتباعه أن الجماعة الثانية مشروعة ويستدلّ على ذلك بعموم قوله عليه الصلاة والسلام (صلاة الجماعة تفْضُل صلاة الفذ بخمس) أو في رواية أخرى (بسبع وعشرين درجة) ووجدت للإمام أحمد رواية أخرى في الكتاب المعروف بمسائل أبي داود عنه, هذه الرواية الأخرى تلتقي مع ما ذكرناه من مذهب الأئمة الثلاثة حيث قال الإمام أحمد فيما سأله الإمام أبو داود قال " تكرار الجماعة في المسجد الحرام والمسجد المدني أشد كراهة " ففهمنا من اسم التفضيل في عبارته أن تكرار الجماعة في المساجد بصورة عامة مكروهة ولكنها في المسجدين الأعظمين مكة والمدينة أشد كراهة. وبذلك يلتقي الإمام أحمد في هذه الرواية الصحيحة عنه مع مذاهب الأئمة الثلاثة وعلى هذا نستطيع أن نقول اتفق الأئمة الأربعة على كراهة تكرار الجماعة في المسجد الواحد ولكن هذا الحكم ليس على إطلاقه بل هو خاص في مسجد موصوف بأن له إماما راتبا ومؤذِّنا راتبا, هذا المسجد الذي له إمام راتب ومؤذّن راتب فهو الذي تُكره فيه الصلاة, وقد فصّل هذا الإمام الشافعي في كتابه العظيم المعروف ب"الأم" فقد قال هناك بكلام عربي مبين " وإذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صلى صلوا فرادى فإن هم صلوا جماعة أجزأتهم ولكني إنما كرهت لهم ذلك لأنه لم يكن من فعل السلف " السائل: السلام عليكم. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هذا كلام الإمام الشافعي يُصرّح لأنه إن دخل جماعة المسجد وجدوا الإمام الرسمي قد انتهى من الصلاة فعليهم أن يصلوا فرادى, ويُبيّن أن السبب في حكمه هذا هو أن إقامة الجماعة الثانية بعد الإمام الراتب بدعة لا يعرفها السلف الصالح لكن يعود فيقول فإن هم صلّوا على الرغم من ذلك فلا تكون صلاتهم باطلة وإنما تكون مكروهة بمخالفتهم طريقة السلف ثم يقول " وهذا في مسجد له إمام راتب ومؤذّن راتب وأما مسجد على قارعة طريق ليس له إمام راتب ولا مؤذّن راتب فكلما جاءت طائفة صلّت فيه جماعة, فهذا لا بأس فيه لأنه ليس فيه المعنى الذي ذكرته ". ومما يؤيّد هذا الحكم أي كراهة تكرار الصلاة في الجماعة الثانية في المسجد الذي له إمام راتب ومؤذّن راتب ما رواه الإمام الطبراني في "المعجع الكبير" بإسناد حسن أنه زاره رجلان من أصحابه في بيته ثم خرج إلى الصلاة إلى المسجد معهما فوَجَد ناس قد انتهوا من الصلاة وأخذوا يخرجون من المسجد فرجَع بهما إلى بيته فصلى معهما جماعة, فلو كان تكرار الجماعة في المسجد أمرا مشروعا لم يرجع ابن مسعود بصلاته الفريضة معهما إلى المسجد لأننا نعلم جميعا أن المسجد بُني للفرائض كما قال عليه الصلاة والسلام (فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل) وفي رواية (خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) فإذ الأمر كذلك فكان يستطيع ابن مسعود بدل أن يرجع إلى بيته يتابع طريقه إلى المسجد فيصلى بهم جماعة فحينما رأيناه لم يفعل ذلك وإنما صلى الجماعة في بيته فهمنا من عمله هذا أنه أصلٌ ودليل لأولئك الأئمة الذين قالوا إن تكرار الجماعة في المسجد ... بدعة ليس من عمل السلف, فهذا يؤكّد قول الإمام الشافعي, هذا مما هو مسطور في بطون الكتب. (250/15) «بيان السبب في عدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد الواحد وذكر أدلة وجوب صلاة الجماعةالشيخ: ثم نحن نجد أن السرّ في هذا الحكم أمر كبير وعظيم جدا ذلك لأن الله عز وجل حينما أمر المسلمين بإقامة الصلاة لم يقف عند هذا الأمر فحسب وإنما ضمّ إلى ذلك الأمر بإقامتها مع الجماعة في المسجد وذلك قول الله تبارك وتعالى ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)) ((اركعوا مع الراكعين)) صلوا مع المصلين أي جماعةً, هذا النص القرأني يُثبت لنا وجوب صلاة الجماعة كما يُثبت لنا وجوب إقامة الصلاة وإحسان أدائها (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين))، ثم تأتي السنّة فتؤكد وجوب صلاة الجماعة هذه في أحاديث كثيرة من أهمها قوله عليه الصلاة والسلام (لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يَدَعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم, والذي نفس بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها) يعني صلاة العشاء, هذا حديث فيه ترهيب شديد للذين يتأخّرون عن صلاة الجماعة في المسجد طبعا بغير عذر شرعي, ويظهر لكم عظمة أو خطورة هذا الترهيب إذا ما ذكرتم حديثا أخر يشبه هذا، هذا في الصحيحين من حديث أبي هريرة في الترهيب عن التخلّف عن صلاة الجماعة وصلاة العشاء بصورة خاصة, وهناك حديث في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد هممت أن أحرّق بيوت المتخلّفين عن صلاة الجمعة) والشاهد من مجموع الحديثين أنه أوْعد المتخلفين عن صلاة الجماعة بمثل ما أوعد المتخلفين عن صلاة الجمعة. (250/16) «بيان أن الجماعة ركن في صلاة الجمعةالشيخ: إذًا نستطيع أن نستلخص من دلالة الحديثين أن صلاة الجماعة فرض وصلاة الجمعة كذلك ولكن فرض صلاة الجمعة, الجماعة فيه أشدّ من فرضيّة صلاة الجماعة وذلك أن الجماعة في الجمعة ركن من أركان الصلاة لا تصحّ الصلاة إلا به لو صلى واحد وحده الجمعة ركعتين فصلاته باطلة, أما إذا صلى صلاة الظهر مثلا وحده بدون عذر شرعي ترك الجماعة, صلاته صحيحة ولكنه آثم بتركه الجماعة في هذه الصلاة. إذا عرفنا هذا أي عرفنا أهمية صلاة الجماعة في الإسلام لا شك أن معنى ذلك أنه يجب على المسلم أن يحرص أشد الحرص على أداء كل صلاة من الصوات الخمس مع الجماعة فرضا لازما لا بد منه إلا لعذر. (250/17) «بيان أن الشارع الحكيم لا يسن تشاريع تكون سببا لترك الناس عن الاهتمام بالجماعة الأولى وشرح حديث النعمان بن بشير (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلبالشيخ: إذ الأمر كذلك فمن البدهي الواضح البيّن أن لا يَسُنّ الشارع الحكيم تشاريع تكون سببا لصرف الناس عن الاهتمام بصلاة الجماعة الأولى ومثل هذه التشاريع أن يقال بأن كل الجماعات التي تُعقد بعد الجماعة الأولى فهي مشروعة ولها فضيلة سبع وعشرين درجة لأن أي شعب يتبنّى مثل هذا الحكم أي مشروعيّة كل الجماعات التي تأتي بعد الجماعة الأولى, فنتيجة مثل هذا التشريع لو كان أن يَنصرف الناس عن الجماعة الأولى كما هو واقع المسلمين اليوم تماما لأنهم يندفع كل إنسان كما هو ثابت في علم النفس, كل إنسان مؤمن أو كافر صالح أو طالح ينطلق في حياته في حدود عقيدته فإن كانت عقيدته صالحة فسيكون انطلاقه صالحا والعكس بالعكس كما يُلمح إلى ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في حديث النعمان بن بشير الذي أوّله (إن الحلال بين والحرام بين) إلى أخره قال في أخره (ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) فالقلب هو بلا شك. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مجمع كل الأفكار كل الآراء كل العقائد صالحة أو طالحة فهذا القلب بما فيه من هذه الأفكار الصالحة أو الطالحة هو الذي يدفع الإنسان إلى العمل في حياته الدنيوية هذه. السائل: أظن ال ... الجماعة ... . الشيخ: طيب لا بأس, لا توصّي حريصا, نحن في هذا الصدد ما سمعت أول البحث. السائل: لا عفوا في خارج البلاد في جرى نقاش طويل حول ها الموضوع هذا نرجوكم ... صور الشريط مشان ... . الشيخ: إن شاء الله, قلنا أنفا إن أي شخص إنما ينطلق في حياته وفي مسعاه في حدود ما استقر في قلبه من أفكار وعقائد وآراء فإن خيرا فخير وإن شرا فشر واستشهدت على ذلك بحديث النعمان بن بشير الذي فيه (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) وهذه حقيقة يشهد لها واقع حياة الناس حتى المسلمين على اختلاف عصورهم ومذاهبهم, فنحن نعلم مثلا أن كثيرا من الناس أعني المسلمين يتعاطون أسبابا لا توَصّلُهم إلى مسبّباتهم التي يرمون إليها, وأوضح مثال على ذلك كالذي هو مريض أو عنده مريض يأتي قبرا قد يكون صالحا في نفسه وقد يكون ممن زُعِم أنه صالح فيستغيث به من دون الله تبارك وتعالى ويطلب منه أن يُعافيه أي يُعافِيَ ولده فهل يحصل على الشفاء؟ الجواب لا, لماذا؟ لأنه لم يسلك سبيل الشفاء. وسبيل الشفاء نوعان إما سبيل مشروع ونستطيع أن نقول بعبارة أخرى سبب شرعي ومن ذلك أن يتوجّه إلى الله تبارك وتعالى بقلبه مخلصا متضرّعا لديه أن يشْفيه الله وأن يعافيَه أو يشفي له مريضه فهذا هو السبب الشرعي فيستجيب الله دعاءه فيعافيه, أما السبب الثاني فهو السبب الكوني ويصحّ أن نُسمّيه بالسبب الطبيعي وذلك أن يأتي الإنسان الطبيب المختص لمعالجة مرضه أو لمعالجة مريضه. فلماذا يذهب هذا الإنسان فيطلب العلاج من الميّت الذي بنصّ القرأن لا يضرّ ولا ينفع لأنه قام في نفسه أنه يضر وينفع فيذهب إلى من لا يضر ولا ينفع ويطلب منه النفع والضر, فهو إذًا يسعى سعيا في حدود ما وقَر في قلبه من عقيدة منحرفة باطلة ويكون من آثار ذلك في المجتمع أن يزداد المريض مرضا لأنه لم يتعاطى لا السبب الشرعي ولا السبب الطبيعي لشفاءه أو شفاء مرضه. كنت مرة في قرية ما بين إدلب واللاذقية فحضرنا صلاة الجمعة ثم دعانا خطيب القرية إلى بيته فاجتمعنا, وبالطبع نحن نجتمع لتبليغ الناس دعوة الله كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وأله وسلم فجرى الحديث طويلا بيننا وبينه وكان من أهم الأحاديث التي جرت هو موضوع الاستغاثة بغير الله وضلال كثير من عامة المسلمين بل خاصتهم في هذا المجال حيث أنهم يستجيزون الاستغاثة بغير الله في الشدائد فكان موقف هذا الخطيب مخيّبا للأمل فيه, كنا نظن أنه سيوافقنا على أن الاستغاثة بغير الله شرك مخالف لصريح القرأن والسنّة, وإذا به يصرّح بأنه أمر جائز ويعلّل ذلك بتعليل هو حجّة عليه, يقول إن هذا الذي يستغيث بغير الله يعتقد أن المستغاث به من دون الله هو لا يضر ولا ينفع, قلنا له فإذا كان يعتقد هذه العقيدة فلماذا يستغيث به؟ إذا كان يعتقد أنه لا ينفع ولا يضر فما معنى الاستغاثة به وهو يعتقد أنه لا ينفع ولا يضر؟ قلت له أرأيت إن قال في دعاءه يا فلان يا باز مثلا, فيه عندكم باز مثل ما عندنا و ما عندكم؟ عندكم, إذا قال يا باز يا من لا يضر ولا ينفع أغثني هل يجوز؟ قال يجوز, يا باز يا من لا ينفع ولا يضر أغثني هل يجوز؟ قال يجوز, قلنا إذًا إيش الفرق بين هؤلاء وبين الذين يُنادون الحجارة هل تضر الحجارة وتنفع؟ قال لا, أي فرق إذًا بين إنسان يدعو ميّتا لا يضر ولا ينفع وبين إنسان أخر ينادي حجرا لا يضر ولا ينفع؟ الشاهد كيف يأتي هؤلاء أعمالا يترفّع عنها الناس غير المسلمين أن يفعلوها وهم في الواقع هل تجدون كافرا لا يؤمن بالله وبرسوله ينادي جدارا .. أن يعافيه؟ أن يرزقه أن أن إلخ؟ لا هل تجدون أحدا منهم ينادي ميّت وهو قد صار في التراب رميما يطلب منه الشفاء والعافية والرزق؟ لا مع أن شيئا من هذا يوجد في المسلمين اليوم. من أين جاء هذا؟ مما وقر في القلب فالقلب ينضح بما فيه إن كان ما فيه عقيدة صالحة كان المنضوح منه صالحا والعكس بالعكس. (250/18) «تتمة الكلام حول سبب عدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتبالشيخ: لعلي شردت كثيرا عن الموضوع, كنت أتكلم في الجماعة الثانية وقلنا إن هذه الجماعة الثانية إذا ما اعتقدها المسلم كانت سببا صارفا له عن الاهتمام بالجماعة الأولى التي هي التي أمِرنا بها في القرأن وفي السنّة كما شرخنا لكم أنفا. إذًا فحكمة التشريع تقتضي سد باب التجميع بعد الجماعة الأولى لأن تشريع جواز التجميع بالجماعة الثانية والثالثة إلى أخره سبب لصرف الناس عن الجماعة الأولى, وأكبر دليل على ذلك من حياتنا الواقعية أننا نجد المساجد على رحبها وسعتها يوم الجمعة تغصّ بالمصلين حتى القسم الخارج من المسجد المسمّى بالصحن وحتى في كثير من المساجد الطرقات تنقطع, لماذا؟ لأنه استقر في نفوس هؤلاء الذين يصلون الجمعة أن لا جمعة ثانية, لأنهم لو اعتقدوا ذلك لتقاعسوا عن الجماعة الأولى وقالوا في أنفسهم إن فاتتنا الجماعة الأولى في الجمعة فسنجد إماما وخطيبا ثانيا وهكذا دواليك, فلما. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. السائل: ... . عيد عباسي: تقدم أنت شوي كمان. الشيخ: أقول فاقتضت حكمة التشريع لِما ذكرنا أنفا سد باب التجميع لصلاة الجماعة التجميع الثاني كما فعل الشرع أيضا كذلك في صلاة الجمعة, ولكن الذي وقع أن وُجدت آراء من بعض العلماء يُجوّزون الجماعة الثانية في صلاة الجماعة دون الجمعة ثمّ تبنّت هذه الفكرة بعض الناس لمّا وجدوها مناسبة لانغماسهم في أمور دنياهم, فأصبحت مع الزمن مذهبا شائعا بين عامة المسلمين تجد صلاة العصر ولا أقول الظهر, تجد صلاة العصر تصلى جماعة في المسجد الأموي عندنا وربما أيضا عندكم فالداء والمرض واحد وأذان المغرب يؤذّن, عندنا صلاة الجماعة هي صلاة العصر تصلّى والمؤذّن يؤذّن أذان المغرب. لماذا؟ لأن الناس تكالبوا على دنياهم فصرفهم ذلك على أن يتبنّوا بعض الآراء التي تُساعدهم في هذا الانغماس في دنياهم. أنا أعرف هذا من نفسي فقد كنت يوما ما أنا طبعا ككل الناس ما أحد وُلِد عالما لاسيما على طريقة الكتاب والسنّة فأنا ككثير من طلاب العلم درست الفقه على المذهب الذي نشأ عليه فأنا درست المذهب الحنفي فوجدت فيه مشروعيّة الجماعة الثانية في الآراء التي تبنّتها اليوم كثير من المتأخّرين خلافا للأئمة المتقدمين على ما شرحنا لكم سابقا, فكنت وأنا في عملي في دكّاني في تصليح الساعات أسمع المؤذّن يقول "حي على الصلاة حي على الفلاح" والساعة أصلّحها في يدي فأقول في نفسي هذا, أقول حتى أخلصها ويمكن ما راح تطوّل معي, فعقلي يحاسب نفسي فيقول طيب بالك تحمّلت معك زمن كان هذا سببا لإضاعة الصلاة, إيه بنلاقي إمام ثاني بيصلّي بنا إمام, طيب ... ما لقيت حدا, طيب بأقول لنفسي, هذا يشهد الله كان يقع في نفسي ولكن ذهب ذلك عن نفسي والحمد لله بعد أن هداني الله تماما, فأقول إن لم أجد إماما في المسجد, مو عاجبك أنت نفسك حالك؟ أنت طالب علم وأنت ختمت القرأن على والدك إلى أخره, فأنت بتصلي بالناس إماما, وكنت أفعل هكذا, تنتهي الساعة وانتهت الصلاة ولما أجد أنه الصلاة انتهت, إيه كمان أخّر شوية في عندي ساعة مستعجلة, في واحد في كذا فأصلي صلاة الظهر قُبيل العصر وصلاة العصر قُبيل المغرب وهكذا وجماعة مو ثانية ولا ثالثة الله أعلم برقمها, فلما استقر في قلبي فكرة أخرى غير تلك الأولى وهي أنه لا جماعة ثانية فأصبحت بفضل الله ورحمته قلّما تفوتني الجماعة الأولى, لماذا؟ لأني أعلم أنه إذا فاتتني هذه الجماعة فلا عَوَض لي بديلها, والعكس من ذلك سابقا أقول إن فاتتني فهناك جماعة ثانية وثالثة, فلما تبدّلت الفكرة القائمة في نفسي تبدّل منطلقي في حياتي, ففي السابق كنت لا أهتم بالجماعة الأولى وأقلّ ما أضيّع بهذه الفكرة السابقة أنه الجماعة الأولى باتفاق الجميع أفضل من الثانية والثالثة باتفاق الجميع. فلما قامت الفكرة الصحيحة في نفسي مكان السابقة ونسختها تطوّر عملي في خصوص هذه المسألة فأصبحت حريصا على صلاة الجماعة لأني علمت أنها إن فاتتني فاتني الخير ولا عِوَض لي. (250/19) «من بين الأدلة على عدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد هو مشروعية صلاة الخوف في الوقت وعدم جواز تأخيرهاالشيخ: مما يؤكّد ما سبق أن حكمة التشريع تقتضي عدم مشروعية الجماعة الثانية لأنها تقضي على الأولى أننا وجدنا الشارع الحكيم لم يَسمح بتكرار الجماعة في وقت لا يمكن أن نتصور وقتا أخر يكون المسلم أحوج ما يكون إلى جواز تكرار الجماعة ألا وهو وقت صلاة الخوف, فقد جاء في السنّة أنواع كثيرة لصلاة الخوف, سبع صفات منها أو سبعُ صفات منها ثابتة ومع الأحاديث الضعيفة تبلغ إلى خمسة عشر نوعا. المهم كل هذه الأنواع المختلفة من صلاة الرسول صلُى الله عليه وأله وسلم لصلاة الخوف لا يوجد فيها إمام ثاني وإنما نجد كل هذه الصور على تعدّدها يُحافظ فيها الشارع الحكيم على وحدة الإمام من ذلك مثلا من الصفات الصحيحة المشروع أن العدو إذا كان في شمال المسلمين أي إن المسلمين إذا استقبلوا القبلة أصبح العدو خلفهم فلا يستطيعون أن يستدبروا العدو لأنه يباغتهم فالإمام يَقسِم المسلمين إلى طائفتين, طائفة تقوم خلفه إلى القبلة يصلون معه فإذا انتهت هذه الطائفة قام الرسول عليه السلام إلى الركعة الثانية وهم جلسوا للتشهّد وسلّموا على رأس ركعة وانصرفوا ثم جاءت الطائفة التي كانت تجاه العدو إلى الشمال هكذا وحلّت محل الطائفة الأولى تبادلوا المواقع ورسول الله ينتظر في مجيء الجماعة الثانية لتصلّي خلفه ومثل ما بيقولوا عنا بالشام ولو في غير هذا المكان وبأسلوب غير لائق "إيه شو ها الشدة يا رسول الله" شو ها ال ... يعني مشأن إيش؟ نحافظ على شخصيّة الإمام وحده ونكلّف الناس ينقسموا إلى جماعتين لكن وراء إمام واحد, جماعتين للضرورة لكن الضرورة ما أوجبت هنا أن يُعدِّد شخصية الإمام, كل الصور هذه التي أشرنا إليها ويطول البحث في سرد بقيّتها لو استحضرتها, كلها نجد أنه الإمام واحد, بلا شك أسهل وأسهل بكثير أنه الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي مع طائفة صف صفين ثلاثة ما تيسّر ثم يُوكّل هو عليه السلام أبا بكر أو غيره من الصحابة, فبينما هو توجّه إلى العدو فأبو بكر يتوجّه إلى القبلة ليصلي بالجماعة الثانية, ما نجد هذا حتى في هذه الحالة الحرجة, ما هو السر؟ ما هي النكتة؟ واضح جدا ارتباط الجماعة بإمام واحد هو مثال الوحدة والترابط والتضامن, وهذا في حالة الحاجة والضرورة فهل يُعقل أن هذا الإسلام الذي لم يَشرع تعدّد الأئمة في حالة الحاجة والضرورة يشرعها في حالة الأمن والطمأنينة والناس في أوطانهم وفي بيوتهم أمنين, الذي يشرع هناك هذا التعدّد للأئمة فلن يشرع ولم يشرع أبدا هذا التعدّد في مساجد في بيوت الله والناس أمنون مطمئنون. (250/20) «من بين الأدلة على عدم مشروعية تعدد الجماعة في المسجد هو هم النبي صلى الله عليه وسلم بإحراق بيوت من يتخلف عن صلاة الجماعةالشيخ: لذلك نعرف سر تهديد الرسول صلى الله عليه وسلم للمتخلفين عن صلاة الجماعة بالنار أي لأنه لم تكن هناك جماعة ثانية، ولو أن الجماعة الثانية كانت مشروعة ومعروفة لاستطاع المتخلّفون المهدّدون من قبل الرسول صلى الله عليه وأله وسلم بالتحريق بالنار لاستطاعوا بكل سهولة أن يقولوا يا رسول الله نحن نصلي جماعة ثانية وثالثة التي أنت شرعتها لنا, فلماذا هذا التهديد والوعيد الشديد بالتحريق بالنار؟ ولكنهم هل يستطيعون أن يفعلوا ذلك؟ لا لأنهم أعني الصحابة ما كانوا يعرفون هناك هذه الجماعة الثانية التي نحن نتحدث عنها اليوم كأن الواقع يجب معالجته وهناك حكمة إنجيلية أقول إن عيسى عليه الصلاة والسلام خطب في الحواريين يوما وأخبرهم بأنه سيأتي أنبياء كذبة من بعده وطبعا حدّثهم بأن هناك أحمد عليه الصلاة والسلام الذي هو خاتم الأنبياء والرسل الكرام فأنبأهم بمجيء نبيّ صادق وأنبياء كذبة. السائل: ... الصوت من الباب تفتح إذا في فسحة ... . الشيخ: بمجئ النبي الصادق محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ومجئ أيضا أنبياء كذبة قالوا يا عيسى كيف نفرّق الصادق من الكاذب؟ فقال كلمته المشهورة " من ثمارهم تعرفونهم " من حصيلة انطلاق هؤلاء الأنبياء الكذبة والنبي الصادق في الحياة معاملته للناس تعرفون الصادق من الكاذب وأنا هذه الحكمة تستفيدها في كثير من المسائل الخلافيّة, بعضهم يقول يجوز وبعضهم يقول لا يجوز, فأنظر إلى ثمرة كل من القولين فحينما أجد ثمرة أحد القولين فسادا للمجتمع اتخذ هذا برهانا على أن هذا القول ليس من الشرع إنما هو رأي رآه بعضهم, كذلك أنظر إلى قول بعض العلماء بأن الجماعة الثانية جائزة, ما ثمرة هذا القول؟ رأيناه في أنفسنا وفي غيرنا, عدم الاكتراث بالجماعة الأولى, ما ثمرة القول الذي يقول هذه الجماعة الثانية لا تُشرع؟ هذا الاهتمام والحرص الشديد كما كان السلف ... يفعلون بالجماعة الأولى, فصدقت الحكمة الإنيجلية من ثمارهم تعرفونهم. (250/21) «الجواب عن حديث المتصدق في الصلاة وأنه لا يدل على جواز تعدد الجماعة في المسجد الواحدالشيخ: هنا يَرِد شبهة طالما سمعناها وهي أن هناك حديثا يرويه الترمذي وأبو داود وأحمد وكثير من أئمة السنّة من حديث أبي سعيد الخدري بعضهم والبعض أخر غيرهم كالطبراني في معجمه الصغير من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم صلى ذات يوم الظهر أو العصر فدخل رجل يريد أن يصلي فقال عليه الصلاة والسلام لمن حوله (ألا رجل يتصدّق على هذا). (250/22) «رجل مسافر لم يصل المغرب حتى وقت العشاء فمر بأهل قرية وهم يصلون العشاء ورجل آخر من أهل القرية صلى معهم بنية المغرب لظنه أنهم يصلون المغرب فما حال كلا الرجلين أفتونا جزاكم الله خيرا؟» السائل: سائل يقول رجل مسافر ... حتى وقت العشاء فمر بأهل قرية وهم يصلون العشاء ورجل آخر من أهل القرية صلى معهم بنية المغرب لظنه أنهم يصلون المغرب فما حال كل من هذين الرجلين أفتونا في ذلك مع ذكر الأدلة وجزاكم الله خيرا؟ الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه, الحقيقة أنه لا يوجد لدينا نص في مثل هذه المسألة التي جاء السؤال عنها وإنما تؤخذ بطريق شيء من الاستنباط والاجتهاد فنحن نقول أنه من الثابت في السّنة أن اختلاف النية, نية المقتدي عن نية الإمام لا تؤثر في صحة الصلاة وصحة القدوة فهناك مثلا صلاة معاذ بن جبل العشاء الآخرة وراء النبي صلى الله عليه وسلم ثم صلاته إياها بقومه وكما جاء في صحيح البخاري أنها تكون له نافلة ولمن وراءه فريضة كما أن هناك بعض الأحاديث الصحيحة التي جاءت في كيفية من كيفيات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف فمن ذلك أنه كان يصلي ركعتين بالطائفة الأولى ثم يسلم بهم فينطلق هؤلاء إلى مصاف الطائفة الأخرى لتأتي وتصلي بالنبي صلى الله عليه وسلم وراء النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين فتكون بطبيعة الحال الركعتان الأوليان بالنسبة للرسول عليه السلام هي الفريضة والركعتان الأخريان بالجماعة الأخرى إنما هي نافلة وهكذا ربما توجد أمثلة أخرى لا أستحضرها الآن كذلك لا بد أن نذكر هنا حادثة ذلك الأعرابي الذي كان يعمل بالنواضح في أثناء النهار ويأتي مساء ليصلي خلف معاذ رضي الله عنه فلما اقتدى به ذات يوم صلاة العشاء الآخرة وسمعه قد ابتدأ سورة البقرة فظنّ أو ألقي في نفسه أن هذه القراءة ستكون طويلة وطويلة جدا بالنسبة إليه ولذلك قطع الصلاة من خلف معاذ وصلى لوحده فإذا نظرنا إلى هذه النصوص حينئذ نستطيع أن نقول بأن صلاة هذا المسافر أو ذاك المقيم الذي اقتدى بالإمام وهو يصلي صلاة العشاء ويتوهم كل منهم أنه إنما يصلي صلاة المغرب فيتبين له أنّه إنما كان يصلي صلاة العشاء فهو في هذه الحالة إذا أدرك الإمام في أول ركعة فحينما ينهض الإمام إلى الركعة الرابعة كل منهما ينوي الانفصال ويقطع القدوة بالإمام ليجلس في التشهد الأخير على رأس الثلاث بالنسبة إليه فيُسلم ثم ينهض ويقتدي بالإمام ما أدرك من صلاة العشاء له, هذا ما يبدو لي في الجواب عن هذا السؤال, نعم. (251/1) «الرجل المسافر يعلم أن الإمام يصلي صلاة العشاء وهو أخر المغرب فهل يدخل معهم بنية المغرب؟» السائل: الرجل المسافر يعلم أن ذلك الإمام يصلي العشاء. الشيخ: طيب. السائل: وهو أخّر المغرب فدخل مع الجماعة, يدخل معهم بنية المغرب؟ الشيخ: طبعا, ما يجوز تأخير صلاة المغرب عن صلاة العشاء وإنما يقتدي به ثم ينوي المفارقة كما قلت آنفا حينما ينهض الإمام إلى الركعة الرابعة. (251/2) «بعض العلماء قال يدخل معهم بنية النافلة ثم يصلي الفريضة فما رأيكم وما صحة هذا القول؟» السائل: بعض العلماء قال يدخل معهم بنية النافلة يصلي معهم العشاء نافلة له ثم يصلي المغرب ثم العشاء؟ الشيخ: لماذا؟ السائل: لا أدري, فما صحة هذا القول أو ... ؟ الشيخ: ما الذي قدمت له, قدمت ما قدمت من الأدلة ولأبين أن اختلاف نية المقتدي عن نية الإمام لا تضر في صحة الصلاة فإذا كان هو يصلي المغرب والإمام يصلي العشاء فأولى أن تكون هذه الصلاة صحيحة من أن تكون صلاة المفترضين وراء المتنفل صحيحة, كل ما في الأمر أنه يحتاج إلى واسطة في الموضوع وهو أن ينوي المفارقة. السائل: نعم, ... جزاك الله خير. الشيخ: وإياك. (251/3) «هل صح حديث (إن في أبوال الإبل شفاء للذربة بطونهم)؟» السائل: سائل يقول هل صح حديث (إن في أبوال الإبل شفاء للذربة بطونهم)؟ الشيخ: أي نعم, هذا الحديث من حيث إسناده لم يصح وهو من حصة كتابي أو كتابيّ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوع والكتاب الآخر ضعيف الجامع الصغير وفي ظني وهذا طبعا رأي شخصي ويشجعني عليه بعد الاستناد إلى علم الحديث ومعرفة ضعف الإسناد في هذا الحديث فأتشجع حينذاك لأقول في ظني أن أحد رواة هذا الحديث وَهِمَ فانقلب عليه الحديث المعروف صحته في البخاري ومسلم ال, في القصة المتعلقة بالعرنيين وهي قصة معروفة عند جميع طلاب العلم حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بأن يخرجوا خارج المدينة وأن يشربوا من أبوال الإبل وأن يتداووا بأن يشربوا من ألبان الإبل ويتداووا بأبوالها وفعلا صحّوا وبعد أن صحّوا اغتروا بقوتهم فقتلوا الراعي وتعرفون تمام القصة فيبدوا أن أحد رواة هذا الحديث الضعيف توهم من هذا الحديث أو استنبط من هذا الحديث أنه فعلا أبوال الإبل شفاء فحصل منه هذا المتن فهو على كل حال ضعيف لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما من كان مستدلا فإنما يستدل بقصة العرنيين, نعم. (251/4) «ما قولكم في مسألة دوران الأرض؟» السائل: سائل يقول ما قولكم في مسألة دوران الأرض؟ الشيخ: نحن الحقيقة لا نشك في أن قضية دوران الأرض حقيقة علمية لا تقبل جدلا في الوقت الذي نعتقد أن ليس من وظيفة الشرع عموما والقرآن خصوصا أن يتحدث عن علم الفلك ودقائق علم الفلك وإنما هذه تدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة تأبير النخل حينما قال لهم (إنما هو ظن ظننته فإذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فأتوا منه ما استطعتم وما أمرتكم من شيء من أمور دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم) فهذه القضايا ليس من المفروض أن يتحدث عنها الرسول عليه السلام وإن تحدث هو في حديثه أو ربنا عز وجل في كتابه فإنما لبالغة أو لآية أو معجزة أو نحو ذلك ولذلك فنستطيع أن نقول أنه لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ما ينافي هذه الحقيقة العلمية المعروفة اليوم , والتي تقول بأن الأرض كروية وأنها تدور بقدرة الله عز وجل في هذا الفضاء الواسع بل يمكن للمسلم أن يجد ما يُشعر إن لم نقل ما ينص على أن الأرض كالشمس وكالقمر من حيث أنهما أنها كلها في هذا الفراغ كما قال عز وجل ((وكل في فلك يسبحون)) لا سيما إذا استحضرنا أن قبل هذا التعميم الإلاهي بلفظة وقل هي تعني الكواكب الثلاثة حيث ابتدأ بالأرض فقال ((وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون)) ثم قال ((والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)) ((والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)) أه ((والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)) لفظة " كل " تشمل الآية الأولى الأرض ثم الشمس ثم القمر ثم قال تعالى ((وكل في فلك يسبحون)) هذا ظاهر من سياق الآيات هذه وهي بلا شك آيات في ملك الله عز وجل باهرة , أقول هذا مع العلم بأن العلماء في التفسير أعادوا اسم " كل " إلى أقرب مذكور وهو الشمس والقمر لكن ليس هناك ما يمنع أبدا من أن نوسع معنى الكل فيشمل الأرض التي ذكرت قبل الشمس وقبل القمر, هذا أقوله فإن صحّ فبها ونعمة وإن لم يصح فأقل ما يُقال أنه لا يوجد في القرآن كما قلت آنفا ولا في السنة ما ينفي هذه الحقيقة العلمية أما ما يُقال أو ما يستدل به من الآيات كجعل الأرض عزّ وجل الجبال رواسي أن تميد بهم وكالأرض بعد ذلك دحاها ونحو ذلك من الآيات فهي في الحقيقة لا تنهض لإبطال هذه الحقيقة العلمية الكونية من جهة بل لعل بعضها تكون حجة على المستدلين بها فجعل الله عز وجل للجبال أوتادا كذلك كالأوتاد تشبيها بالأوتاد فهذا نص صريح بأن ذلك لا يمنع تحركها مطلقا وإنما يمنع تحرك الأرض تحركا اضطرابيا بحيث لا يتمكن السّاكنون عليها من التمتع بما فيها بل من الحياة عليها, ذلك لأننا نعلم أن الرواسي بالنسبة للسفن لا تمنع حركتها مطلقا لكنها تمنع أن تفلت هكذا في خضم البحر فتضربها الأمواج يمينا ويسارا ثم يكون مصيرها الغرق كذلك الأوتاد التي تضرب عادة للخيل مثلا ونحو ذلك من الدواب فهي لا تمنع أبدا أن تتحرك تحركا في مدى محدود أراد أراد ذلك , ذاك الحيوان الواتِد إن صح التعبير وهو الذي ضرب الوتد للحيوان ونحن نرى في سوريا في بعض البساتين التي تزرع فيها بعض الحشائش التي هي طعام للخيل وللبقر ونحو ذلك من الحيوانات يسمى عندنا في بلاد الشام بالفصة وربما يسمى عندكم بالبرسيم. السائل: نعم. الشيخ: هذا الذي يباع يباع في المدينة, حشيش أخضر. السائل: نعم. الشيخ: أليس هو البرسيم؟ السائل: بلى. الشيخ: أه هذا يزرع فيأتي الفلاح حينما ينبت فيضرب وتدا لفرسه أو لبقرته فتجد هذه البقرة تأكل من هذا البرسيم المقدار الذي يريده صاحبها فهي تتحرك لكن ما تتحرك كما تشاء هي, تتحرك فوضى كما لو أطلق لها الزمام وإنما تتحرك حركة نظامية ولذلك تجد قد شكلت دائرة. السائل: نعم الشيخ: الفصة أو البرسيم الذي أكلته أصبحت الأرض إيش؟ جرداء تقريبا من الخضار وما حولها لا يزال الخضار فيه قائما فتشبيه رب العالمين تبارك وتعالى للجبال, للجبال بالنسبة للأرض كالمراسي للسفينة والأوتاد بالنسبة للحيوانات هذه أيضا بالنسبة للأرض كل ذلك لا ينفي عن الأرض حركة منظمة بقدرة الله تبارك وتعالى لذلك قلت أن هذه الآيات أو بعضها على الأقل هي أقرب إلى الدلالة على أن الأرض تتحرك أقل ما يُقال وأنها ليست ثابتة جامدة كما يتوهم كثير من الناس. فخلاصة القول لا يوجد في الشرع أبدا ما ينفي كروية الأرض ثم كروية الأرض أصبحت اليوم يعني حقيقة علمية ملموسة لمس اليد يعني يتهم الإنسان في عقله أو على الأقل في علمه فيما إذا جحد هذه الحقيقة لأنك اليوم تستطيع أن ترفع السماعة وتتصل مع صديق لك صادق تقل له الآن إيش عندكم نهار وإلا ليل؟ حيقل لك عندنا ليل في الوقت الذي يؤذن عندنا مثلا لأذان المغرب يؤذن عندهم لصلاة الفجر أو يكون قد طلعت الشمس وهذا لا يمكن تصوره أبدا إلا كما يقول العلم هذا التجربة التجربة أن هذا ينتج بسبب أن الأرض تدور حول الشمس دائرة كاملة ينتج من وراءها الليل والنهار ثم أدق من ذلك حصول الفصول الأربعة بسبب ابتعاد الأرض عن الشمس واقترابها وهذا له تفصيله في علم الفلك وفي علم الجغرافيا لسنا في صدده لكن الشاهد أنه لا يمكن أن تحصل هذه الأمور الواضحة إلا والأرض أولا كروية وإذا سلّم بكرويتها فلا يمكن أن يُقال بأنها ثابتة لأن البشر يسكنون هذه الأرض في كل جوانبها كما يقال اليوم في القطب الشمالي في القطب الجنوبي فلو كانت هي كروية وثابتة كيف يثبت من كانوا في أسفل القطب الجنوبي مثلا بل ومن كان في طرفيها لكنها لما كانت تدور بقدرة الله العجيبة الدوران الذي لا يجعل حياة المستوطنين والسّاكنين عليها مضطربة فهذا أمر يعني غاية الإعجاز والدالة على عظمة قدرة الله تبارك وتعالى. وأنا أريد أن أذكّر بشيء يقرب هذا الشيء البعيد الذي لا يدخل في أذهان بعض الناس, وأنا في ألبانيا كنت أجيرا في دكانة خال لي كان حلاقا فكان يأتيه زبون مثلا فيطلب له قهوة فنجان قهوة يأتي القهوجي أو أجير القهوجي, يأتي أجيره القهوة أو القهوجي وفي يده صحن أو صينية, تقولون صينية؟ السائل: نعم. الشيخ: مثل هذه الصواني أكبر منها قليلا لكن هذه لها حاملة يعني ممكن أن نصورها هكذا, هنا يضع إصبعه هنا. السائل: نعم. الشيخ: ويمشي أولا يلهو ويتسلى يعمل فيها هكذا! سائل آخر: و ... . الشيخ: والفنجان على الصحن الصغير كما هي العادة لا يتحرك عن مكانه هذا مصغر جدا جدا ليفهم الإنسان كيف تدور الأرض ولا يضطرب البشر عليها والبشر بشر كما قال تعالى ((ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)) فإذا كان هذا الفنجان وهو موضوع في الصينية والذي يحركه هو إنسان إنسان جاهل غشيم قدرته ومداركه محدودة مع ذلك ربنا عز وجل أعطاه شيئا من العقل وشيئا من القدرة بحيث أنه يدير هذه الصينية وعليها الفنجان وهو فوق الصحن الصغير فلا يقطر منه قطرة, هذا كنا نراه ونحن صغار, الله عز وجل ماذا نقول: " وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل " فإن الله عز وجل على كل شيء قدير. إذًا القضية ما تحتاج إلا إلى شيء من العلم والإدراك الصحيح مع وجود الإيمان الكامل طبعا بعظمة قدرة الله التي لا يمكن أن يتصورها الإنسان, هذا رأيي في هذا السؤال. السائل: جزاكم الله خيرا. الشيخ: وإياكم. (251/5) «ما هو أصل الصيغة المختصرة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في كتب الحديث والشائعة على ألسنة الناس و هي صلى الله عليه وسلم مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمهم كيف يصلون عليه في الصلاة» السائل: سائل يقول ما هو أصل الصيغة المختصرة في الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الواردة في كتب الحديث والشائعة على ألسنة الناس وهي قولهم " صلى الله عليه وسلم" مع أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قد علمهم كيف يصلون عليه عموما في الصلاة وغيرها. قد علمهم كيف يصلون عليه عموما في الصلاة وغيرها فقد قالوا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك فقال قولوا " اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى أل إبراهيم إنك حميد مجيد "؟ الشيخ: هذا السؤال في اعتقادي سؤال هام, وفي الجواب عنه تبيين حقيقة طالما غفل عنها كثير من الناس حتى بعض الخاصة منهم, هذه الحقيقة هي التي نقولها دائما وأبدا أن المسلم لا يكتفي أن تكون دعوته قاصرة على التمسك بالكتاب والسنة فقط بل لا بد من أن يضيف إلى ذلك على منهج السلف الصالح, الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح والسبب الذي يحملنا على أن نقول بضرورة التمسك بهذه الإضافة أو هذه الضميمة " على منهج السلف الصالح " أمور من النقل والعقل أما النقل فتعلمون قول الله عز وجل ((ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) فربنا عز وجل بطبيعة الحال لم يقل ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) عبثا وإنما لحكمة بالغة لأنه لو قال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى إلخ لكان هناك مجال أن يقول كل ضال منحرف عن الكتاب والسنة بالمفهوم الصحيح الذي فارق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليه الأمة أن يقول هذا هو الذي أنا فهمته من الآية ومن الحديث لكن لكي لا يكون هذا الفهم فوضى لا قاعدة ولا ضابطة له قال تعالى ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) ليبيّن للناس أنه لا يكفي بل لا يجوز أن يستقل كل مسلم أن يفهم الكتاب والسّنة كما يبدو له بل عليه أن يفهمهما كما فهم ذلك سلفنا الصالح ولذلك فالمراد هنا ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) المراد بالمؤمنين هنا هم سلفنا الصالح الذين شهد لهم الرسول عليهم السلام تلك الشهادة التي امتازوا بها على من بعدهم في الحديث الصحيح بل المتواتر (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) هذا من جهة هذه الآية الكريمة ثم تأتي السّنة كما هي عادتها دائما وأبدا مع القرآن بيانا وتوضيحا فيقول الرسول عليه السلام في حديث الفرق الثلاث والسبعين المعروفة لما سُئل عن قوله عليه السلام (كلها في النار إلا واحدة) من هي؟ (قال هي التي تكون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي) ومثل ذلك حديث العرباض بن سارية الذي أوله وعضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون إلى آخر الحديث قال عليه السلام (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) إلى آخر الحديث، فهذا الحديث وذاك يبيّن لنا بوضوح أننا لا يمكننا أن نستغني عن فهم ما كان عليه سلفنا الصالح وبخاصة منهم الصحابة رضي الله عنهم لأنهم كانوا أقرب منا إليه صلى الله عليه وسلم فهما وعلما ومشاهدة ورؤية وتطبيقا وكل شيء من هذا القبيل لذلك فنحن علينا كما نتلقى ألفاظ الشريعة قرآنا وحديثا من هؤلاء السلف كذلك يجب أن نتلقى معاني هذه النصوص من الكتاب والسنة وليس فقط أن يقول أحدنا اليوم بعد أربعة عشر قرنا " والله هذا فهمي " خاصة في الأحكام التي وبصورة أخص العقائد التي يعني جرى عليها عمل سواء كان عملا قلبيا إيماني أو عملا بدنيا جوارحيا فهذه الأمور لا شك أنهم فهموها على الصواب فكل من جاء من بعدهم برأي يخالف ما كانوا عليه من عقيدة أو ما كانوا عليه من أحكام شرعية فلا شك أنه مخالف لسنة المؤمنين فيكون داخلا في عموم قوله تعالى السابق ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) إذا عُرفت هذه القاعدة الهامة تبينت لنا مطالع الجواب عن هذا السؤال. نحن نعلم يقينا أن الصحابة الذين نقلوا إلينا أحاديثه عليه السلام ثم التابعين ثم أتباعهم وهم كما ذكرنا القرون المشهود لهم بالخيرية أنهم إذا رووا حديثا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وابتدؤوه بقولهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال قائلهم كان رسول الله يفعل كذا أو يقول كذا نعلم يقينا أن أحدهم ما كان يقول قال رسل الله اللهم صلي عليه, اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد أو صلى الله على محمد وعلى أل محمد كما صليت إلى آخر الصلوات الإبراهيمية يقينا ما كانوا يقولون هكذا لذلك نحن لا نقول بأن موضع تطبيق النص القرآني الذي جاء في السؤال وأن عمومه يقتضي أن تكون الصلاة بهذه الصيغة التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه, هذا له بحث سابق أنه النص العام الذي لم يجر به العمل لا يجوز نحن أن نعمل بجزء من أجزائه الذي لم يجر به العمل وإنما ما علمناه أنه طُبّق طبقناه وما علمنا أنه تُرك من أجزائه تركناه وهذا هو الاتباع أن نفعل ما فعلوا وأن نترك ما تركوا. إذًا هنا قد يأتي سؤال فماذا نقول؟ نقول كما هو في كتب الحديث فالذين عُنوا من أئمة الحديث الأولين بالتدقيق في رواية الأحاديث حتى في الحرف الواحد لا نتصور أبدا أحد شيئين, لا نتصور أن صحابي كان يقول قال رسول الله (من قال لصاحبه يوم الجمعة) كان رسول الله يفعل كذا وكذا أي لا يصلي عليه هذا الأمر أول الذي لا نتصوره, الأمر الثاني لا نتصوره أن يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عفوا تغلب العادة كان رسول فيقف هنا ويقول "اللهم صل على محمد ... " هذا أيضا لا نتصوره أنه وقع, لماذا؟ وهذا له صلة بالبحث السابق الأمس القريب لأنه لو وقع لنُقل إلينا لأنّ الدواعي تتوفر لنقل هذا الأمر الهام كلما ذكر الصحابي الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث له من قوله عليه الصلاة والسلام ... وقف وصلى عليه كما علمهم لو هذا وقع حتى لو مرة واحدة لتوفرت الدواعي لنقله فكيف وهم أكثروا من الأحاديث بالمئات بل بالألوف المؤلفة ولم يوجد في حديث واحد أن أحدهم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة التامة الكاملة. من هنا أنا أتوصل لأقول أنه هذا النص العام القرآني لا يراد عمومه وإنما هذا خاص بالصلاة ويؤيد ذلك رواية رواها الحاكم وربما الإمام أحمد في المسند أنه لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه, هذا موجود في الصحيح لكن التتمة موضع الشاهد هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن جلسنا في صلاتنا فقال قولوا (اللهم صلي على محمد) إذًا هذه الصلاة مكانها الصلاة وليس خارج الصلاة وبهذا ينتهي الجواب على السؤال. السائل: بارك الله فيك. الشيخ: وفيكم. (251/6) «قد يرد على قاعدة اشتراط جريان عمل السلف الصالح على جزئيات الحديث العام التي لم يتناولها التخصيص لصحة العمل بها. القاعدة الأصولية تقول عدم النقل لا يدل على نقل العدم فكيف يجاب على هذا الإيراد؟» السائل: هذا السؤال متعلق بما ذكرتم وهو قد يرد على قاعدة اشتراط جريان عمل السلف الصالح على جزئيات الحديث العام التي لم يتناولها التخصيص لصحة العمل بها, القاعدة الأصولية تقول " عدم النقل لا يدل على نقل العدم " فكيف يجاب على هذا الإيراد؟ وجزاكم الله خيرا الشيخ: ألمحنا إلى الجواب في الجواب السّابق الحقيقة لكن لا بد من زيادة إيضاح لهذا السؤال الآن. نحن نقول إن العبارة التي أشار السائل إليها من أقوال أهل العلم وهي التي تقول " عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه " هذا كلام صحيح لكن هذا له علاقة في الجزئيات التي قد تخفى على عامة الناس أي وأنها ليست من الأمور التي توفرت الدواعي لنقلها كالمثال السابق والأمثلة في ذلك كثيرة وكثيرة جدا ولذلك نحن نقول لا بد من التفريق بين شيء ظاهر معلن وبين شيء ليس بظاهر ومعلن يمكن أن يكون الرسول عليه السلام أو بعض أصحابه الكرام فعل ذلك ولكن ما أحد اطلع لأنه لم يكن أمرا معلنا كما نمثل عادة ببعض الأمثلة مثل صلاة العيدين مثلا لا يشرع لها الأذان وإنما يشرع لها " الصلاة جامعة " لكن بقية الصلوات التي تسن أو تجب على خلاف الفقهاء في ذلك وإنما هي في الغالب عند جماهير العلماء تعتبر من السنن التي من السنة تجميع الناس فيها ولكن ليس لها أذان فلو قال قائل أخذا بالعموم ((اذكروا الله ذكرا كثيرا)) قال يا أخي شو المانع نحن نؤذن للصلاة من هذه الصلوات التي نعلم التي نعلم أنه لم يرد فيها أذان, نص في الأذان لكن أيضا كما يقول المبتدعة في بدعهم كلها في عندك نهي في هذه البدعة؟ ما فيه عندنا نهي, كما يقولون مثلا الصلاة على الرسول بعد الأذان فيقولون إنها بدعة حسنة, لما نحن ننكر عليهم يقولون في نهي عنها؟ السائل: ... فضيلة الشيخ. الشيخ: نعم؟ السائل: تقصد الشهر بها؟ بعد الأذان. الشيخ: لا أقصد أنا ما هو أعم من الجهر, الجهر واضح لدى جميع الناس ربما سمعتموني, بعض السائلين سألوني آنفا عن هذه القضية ففرقت بين ال, أن يقول المؤذن " الله رب هذه الدعوة التامة " وبين أن يصلي على الرسول عليه السلام لأن الأمر الأول فيه نص عام (من قال حينما يسمع الأذان) إلخ أما الصلاة على الرسول ليس فيه إلا النص الخاص الموجه للسامعين فلذلك بعض المؤلفين في العصر الحاضر من أنصار السنة يدندنون حول إنكار الجهر وهذا إنكار قاصر لأن إضافة المؤذن ولو سرا إلى الأذان, الصلاة على الرسول عليه السلام أيضا هذا لا نُقل ولا هناك نص عام يشمله بينه وبين ربه تبارك وتعالى فلذلك نحن نقول أنه هؤلاء المبتدعة في كل بدعهم لا يعدمون أبدا أن يجدوا نصا عاما يدخلون تحته بدعتهم ولذلك فكان من دقة الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم " الاعتصام " الذي أنصح أنا طلاب العلم أن يُعنوا بدراسته وتفهمه تفهما جيدا لأنه حُشي علما, مُلئ علما, يفرق بعد أن يُعمّم قول الرسول عليه السلام كما هو واضح (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) هو يقسم البدعة إلى قسمين, بدعة حقيقية وبدعة إضافية ويُفهم من كلامه أن البدعة الإضافية هي التي ابتليت بها الأمة أكثر وأكثر من ابتلائها بالبدعة الحقيقية وهو يعني بالبدعة الحقيقية هي البدعة التي ليس لها أصل مطلقا في الكتاب ولا في السنة وهي في الغالب تكون بدعة اعتقادية أما البدعة الإضافية فهي عنده بالنظر إلى جانب من الأدلة تظهر أنها مشروعة وبالنظر إلى جانب أخرى تظهر أنها غير مشروعة فحينئذ يصح أن يُطلق عليها إنها بدعة ضلالة ويأتي على ذلك بأمثلة طيبة وموضحة جدا للمسألة يقول مثلا الاستغفار بعد الصلاة الاستغفار بعد الصلاة سنة لأنه جاء صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه أنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم من الصلاة استغفر الله ثلاثا يقول لكن الجهر بالاستغفار وبصوت واحد هذا أضيف إلى هذه السنة فبهذا الاعتبار ألصقت بالبدعة وليست من السنة, كذلك مثلا يقول الهيئة الاجتماعة التي تقام بعد الصلوات خاصة بعد العصر وبعد الصبح حيث أن الإمام حين يستقبل المؤتمين به يلقنهم التسبيح والتحميد والتكبير ثم يدعو ويرفع يديه ثم هم يؤمنون على دعائه, يقول هذا له أصل في السنة لأنه التسبيح مأمور به والدعاء بصورة مطلقة أيضا جاءت بعض الأحاديث بذلك لكن هذا الاجتماع بهذه الكيفية حدثت بعد الرسول عليه السلام فهذا الاجتماع إذًا بدعة لكن له أصل في الشرع من حيث أن هذه الأوراد والأذكار واردة فيه فيسمي ذلك بدعة إضافية فأنا أقول إذا لم نلاحظ هذه القاعدة وهي أن كل نص شرعي من كتاب أو سنة تضمن أجزاء كثيرة وبعض هذه الأجزاء لم يجر عمل المسلمين عليه فيكون بدعة إذا لم يلاحظ هذا فبارك الله للمبتدعة في بدعهم لأنهم كما قلنا آنفا لا يعدمون نصا عاما يؤيد بدعتهم, ولهذا فينبغي نحن أن نتسلح بفهم هذه القاعدة على خصومنا ومخالفينا من المبتدعة لكي نقيم الحجة عليهم ولا تكون حجتهم قائمة علينا فهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين إن شاء الله. خلاصة الجواب التفريق بين الأمور الظاهرة التي تتوفر الدواعي لنقلها والأمور التي ليست كذلك. السائل: نعم. الشيخ: نعم. السائل: جزاكم الله خير. الشيخ: وإياك. (251/7) «قال ابن الجزري في مقدمته: والأخذ بالتجويد حتم لازم ..... من لم يجود القرآن آثم .... بأنه به الإله أنزل .... وهكذا منه إلينا وصل .... ما رأي فضيلتكم في هذا القول وما هو الواجب على المسلم في هذا الباب؟» السائل: سائل يقول قال ابن الجزري في مقدمته: " والأخذ بالتجويد حتم لازم *** من لم يجوّد القرآن أثم لأنه به الإله أنزلا *** وهكذا منه وصل ". ما رأي فضيلتكم في هذا القول؟ وما هو الواجب على المسلم في هذا الباب؟ الشيخ: الحقيقة أنني لا أجد في نفسي علما بالجواب على هذا السؤال وإنما أقول أن كل علم ينبغي أن يؤخذ من المتخصصين فيه والإمام الجزري رحمه الله هو بالإضافة إلى إمامته في علوم القرآن والتجويد فهو من علماء الحديث أيضا فهو يشترك مع ابن كثير في هذه الحيثية حيث جمع بين علوم عديدة كالتفسير والحديث والتاريخ فهو إذا قال هذه الكلمة وجب اتباعه عليها باعتبار أن ربنا عز وجل يأمرنا بذلك في عموم قوله عز وجل ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) ونحن كما نقول في كثير من المناسبات صحيح نحن نحارب التقليد ونحرم أن نجعله دينا يتبع لكن نقول التقليد كما قال الإمام الشافعي في القياس القياس مع أنه من الأدلة الشرعية الأربعة فهو كما قال الإمام الشافعي لا يصار إليه إلا عند الضرورة ... إيه كنا في ماذا؟ السائل: في أن التقليد. الشيخ: أيوه. السائل: أه. الشيخ: أيوه فالتقليد في الوقت الذي نحن نحارب التدين به واتخاذه مذهبا كما عليه عامة المسلمين مع الأسف اليوم لكن في الوقت نفسه نقول إنه كالقياس فالقياس قال فيه الإمام الشافعي ضرورة لا يصار إليه إلا للضرورة كذلك التقليد لا يصار إليه إلا للضرورة فمثلا رجل عالم باللغة العربية لكن ليس عنده فقه ليس عنده علم بالحديث صحة وضعفا هذا لا بد من أن يقلد الفقهاء وبيقلد المحدثين لكن من كان عنده شيء من الثقافة يكون تقليده أخف لأنه عنده شيء من الوعي الثقافة العامة يساعده أن يتفهم طريقة الاستدلال مثلا بالحديث لكن عامة الناس ماذا يفعلون؟ عامة الناس يسألون العالم, واجبهم أن يتحرّوا العالم يكون عالما بالكتاب والسنة هذا واجب لكن حينما يقول هذا حرام فعليهم أن يتبعوه فإن استطاعوا أن يفهموا من أين جاء التحريم ما أصله من الكتاب من السّنة من الاجتهاد فهذا جيد لكن ليس كل الناس يستطيعون ذلك فلا بد من التقليد. أنا شخصيا أقول كلمة موجزة بالنسبة لهذا السؤال أنا أفهم أن الأمة تلقت القرآن بهذه الأحكام التي يعني أجمع القراء جميعا عليها, مثلا الإخفاء والإظهار والغنة والمد الطبيعي والمد المتصل والمد المنفصل هذه الأشياء يعني تلقتها الأمة بالقبول وليس هناك أي مخالف فلا يجوز لرجل لا علم عنده يقول " إيش الدليل أنه المد الطبيعي يمد حركتين ولا يمد أكثر؟ " ونحو ذلك, لأننا نقول هذا التلقي كما تلقينا القرآن تلقينا أيضا تلاوته بهذه الطريقة, هذا يشبه تماما الفقه, كما أنه الفقه قسم كبير منه مرجعه إلى الكتاب والسنة والمسائل الفقهية هي أيضا على قسمين, قسم فيه عليه دليل من الكتاب والسنة فهما المرجع بلا شك عند الإختلاف وفيها مسائل استنباطية فما كانت من هذه الأنواع المستنبطة فالشأن أو الأمر فيه سهل إن كان طالب العلم يستطيع أن يرجح قولا على قول بمرجح من المرجحات الي منصوص عليها في كتب أصول الفقه فبها وإلا فبأي قول أخذ فهو إن شاء الله معذور عند الله تبارك وتعالى, كذلك فيما يتعلق بعلم القراءات والتجويد فهناك مسائل متفق عليها فلا بد من اتباعهم فيها بدون أي نقاش أو جدل و هناك المسائل المختلف فيها فمن تمكن من الترجيح كما قلنا آنفا في المسائل الفقهية فعل ومن لا فليتبع أي قول بدا له. فقلت كانوا مسائل من المسائل المختلف فيها بين القرّاء هو الوقوف عند رؤوس الآي ولو اتصلت الآية بما بعدها فمنهم من يقول الوقوف وهذا الذي نتبناه ومنهم من يقول لا ما دام لم يتم المعنى كمثل قوله تعالى ((فويل للمصلين)) فهنا الوقوف يكون ههنا خطأ وإنما ينبغي الوصل, نحن استطعنا, حينما وقفنا على النص ودعمنا في ذلك كثير من علماء القراءة المتقدمين أن الصواب الوقوف على رؤوس الآي ولو كانت الآية متصلة المعنى بالتي بعدها فمثل هذا أمكننا الترجيح أما في غير ذلك فالإنسان بقى كما قلنا آنفا يمشي على قول ويكون معذورا إن شاء الله فقول ابن الجزري هذا في هذه الأرجوزة هو قول عالم مختص في علمه فينبغي اتباعه إلا إذا تبين لنا خطؤه وهيهات هيهات. السائل: جزاكم الله خيرا. الشيخ: وإياك. (251/8) «ما هو الحكم في دمى الأطفال التي تصنع من القماش المحشو بالقطن وهل يجوز رسم العينين والفم على رؤوسها أفتونا في ذلك وجزاكم الله خيرا؟» السائل: سائل يقول ما هو الحكم في دمى الأطفال التي تصنع من القماش المحشو بالقطن وهل يجوز رسم العينين والفم على رؤوسهما على رؤوسها؟ أفتونا في ذلك جزاكم الله خيرا. الشيخ: الذي أراه والله أعلم أن اتخاذ هذه التماثيل أو الدمى بالنسبة للأطفال الصغار هو أمر جائز في السنة لكن التعمق في تصويرها و ... كما جاء في السؤال ما أرى ذلك لأني ألاحظ شيئا وهذا موطن دقيق الذي ينبغي على طلاب العلم أن يلاحظوه إنّ لعب الأطفال هذه ووجودها في الدّار مع أنها تماثيل للعلماء فيه قولان أو فيها قولان أحدهما أنها لا تجوز إعمالا للنصوص العامة التي تنهى عن التصوير وعن الإبقاء على الصور في البيوت ومنهم من يقول أن هذه الصور مستثناة من النصوص العامة صنعا وقُنية وهذا الذي نحن نتبناه ونراه الصواب إن شاء الله لكن لا نشك بأن الشارع الحكيم حينما يستثني حكما بالنص العام فلحكمة قد تظهر لبعض الناس وقد تخفى على آخرين فنحن نلاحظ أن من الحكمة في إباحة هذه اللعب للإطفال الصغار تمرينا لهم على ما يتعلق بشؤون المنزل مما يسمى اليوم بتدبير المنزل, من الخياطة وتركيب زر ونحو ذلك أما التعمق في تصوير الآلات والأعين والأنف والفم بالخط, هذا له علاقة بما يسمونه بالفنّ والشارع الحكيم أباح هذا لمصلحة ظاهرة بالنسبة للفتيات الصغيرات كعائشة مثلا وغيرها وليس من مصلحة الفتاة أن تعنى لهذه الدقة في التصوير ولذلك فما كان يقولون ما كان على خلاف الأصل " ما كان على خلاف القياس فعليه لا يقاس " فنحن لا نستطيع أن نتوسع هنا إلا بما أفاده النص في لُعَب السيدة عائشة ولم ينقل أنها كانت لعبا فيها هذه الدقة في التصوير فيُكتفى بصنع هذه التماثيل من الخِرَق ليس إلا وأمّا أنه القول أنه هذا يعني منسوخ بعموم تلك الأحاديث فهذه في اعتقادي غفلة عن بعض الشروط التي يذكرها علماء الأصول في كتبهم من أنه يشترط في معرفة الناسخ والمنسوخ أن يُعرف أولا المتقدم من المتأخر وثانيا وهذا أهم أن لا يُمكن في الأصل التوفيق بين النصين فإذا تعذر حينذاك التوفيق صير إلى النسخ وأما ادعاء أن هذا الحكم الخاص هو منسوخ بالنص العام فهذا لا يقول به علماء الفقه أي أصول الفقه أبدا وهذا في الواقع يقع فيه بعض أفاضل العلماء الذين ينسخون بعض النصوص الخاصة بمعارضتها لبعض النصوص العامة والصواب في ذلك أن يخصص النص العام بالنص الخاص وإن كان السلف يُطلقون على النص المخصص أنه مناسب وهذا النص عام أنه منسوخ ولكنهم يعنون أن جزءه جزاءا من أجزائه هو المنسوخ وإذا لوحظ الفرق بين اصطلاح السّلف واصطلاح الخلف بين الناسخ والمنسوخ زالت أمام طالب العلم إشكالات كثيرة حينما يجد مثلا السيوطي في كتاب " الإتقان في علوم القرآن " يذكر بأن هناك ثلاثمائة أية تقريبا منسوخة وإنما يعني هو تحت الاصطلاح العام الاصطلاح العام السّلفي يعني وهو في الاصطلاح الخاص الخلفي تخصيص كما قلت, حينئذ يزول الإشكال, ثلاثمائة آية منسوخة, لا لا يوجد في القرآن مثل هذه الآيات المنسوخة أبدا لكنهم يعنون مخصصة على هذا فأحاديث لعب الأطفال التي كانت تصنعها عائشة بنفسها والتي كان بعض الأنصار يصنعونها لأولادهم ليشغلوهم بها عن الإفطار عن الطعام الذي يفطروهم في رمضان فهذه تكون لعبا بدائية سطحية جدا فقط لتحقيق هذه المصلحة التي أشرنا إليها آنفا, والله أعلم. السائل: جزاكم الله خيرا. الشيخ: وإياك. (251/9) «ما حجة من ذهب إلى منع بيعتين في بيعة وهي بيع التقسيط و ما حجة من ذهب إلى جوازها أفتونا مأجورين؟» السائل: سائل يقول ما حجة من ذهب إلى منع البيعتين في بيعة وهي التقسيط وما حجة من ذهب إلى الجواز أفتونا مأجورين؟ الشيخ: أما حجة من ذهب إلى أخذ الزيادة مقابل بيع التقسيط وليس بيع التقسيط بذاته وإنما طبعا المقصود بالسؤال أخذ الزيادة مقابل بيع التقسيط, أما بيع التقسيط إذا كان بثمن النقد فهذا مستحب وأفضل من بيع النقد لأن البائع التاجر يستفيد والحالة هذه مادة وثوابا في الآخرة لأنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن قرض درهمين يساوي صدقة درهم يعني القرض على النصف من الصدقة. السائل: نعم. الشيخ: فإذا تصدق بدرهمين فكما لو تصدق, لو أنه أقرض درهمين فكما لو تصدق بدرهم مع أن الدرهمين سيعودان إليه لذلك فبيع التقسيط هو أمر يعني مفضّل في الشرع لكن بشرط أن يكون بثمن النقد وأن لا يستغل حاجة المحتاج الذي لا يستطيع أن يدفع ثمن الحاجة قل ثمنها أو كثر ففي هذا تعاون بين المسلمين تعاون بين الأغنياء والفقراء أو المتوسطين مادة، ولذلك لما صار مع الأسف عرفا عاما أن بيع التقسيط يقترن به زيادة في الثمن يصح السؤال أن يأتي سؤال هكذا مجملا أنه ما حجة من يمنع أو يحرم بيع التقسيط هو لا يعني بيع التقسيط لذاته. السائل: نعم. الشيخ: وإنما للزيادة التي تقترن معه عادة فأقول ما وقفنا عليه من الحجج تنقسم إلى قسمين قسم نصوص واضحة في القضية وقسم آخر يستنبط منها المنع من أخذ الزيادة أما القسم الأول فيحضرني الآن ثلاثة أحاديث, الحديث الأول هو قوله عليه السلام عفوا نهيه عليه السلام عن بيعتين في بيعة كما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث سماك بن حرب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بيعتين في بيعة قيل لسماك ما بيعتين في بيعة؟ قال أن تقول أبيعك هذا أي الشيء بكذا وكذا نقدا وبكذا وكذا نسيئة والحديث الثاني حديث أبي هريرة في مصنف بن أبي شيبة وسنن أبي داود من طريقه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا) ولهذا الحديث شاهد موقوف على ابن مسعود قال صفقتان في صفقة ربا رواه ابن أبي شيبة والحديث الثالث لعله من حديث أي نعم عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يجوز شرط وبيع) , فسّر هذا الحديث إمام المفسرين للحديث وهو ابن الأثير الجزري في كتابه غريب الحديث والأثر قال هو أن تقول بعتك هذا بكذا نقدا وبكذا وكذا نسيئة قال وهو بيعتان في بيعة, هذا نص ابن أثير في " غريب الحديث " على هذا ربما توجد نصوص أخرى لكن بمعنى النهي عن بيعتين في بيعة حديث بن عمر أيضا بهذا المعنى نهى عن بيعتين في بيعة في مسند أحمد وغيره, الشاهد بعد أن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن بيعتين في بيعة وتبين من راوي الحديث الأول سماك بن حرب إيش هو المقصود ببيعتين في بيعة كما أنه قد فسّره بذلك كثير من علماء السلف منهم سفيان الثوري مثلا بعد هذا التبين نستطيع أن نقول أن من يفسر النهي المذكور في هذه الأحاديث عن بيعتين في بيعة بصورة أن يكون عرض البيعتين في آن واحد أن يقال كما جاء في التفسير أبيعك هذه المسجلة نقدا بمائة دينار أو مائة ريال وبالتقسيط بمائة وعشرة, هذا هو, يقولون هذا هو المنهي عنه أما لو قال للشاري سلفا هذه بالتقسيط مائة وعشرة قالوا جاز وحجتهم بل شبهتهم في ذلك هو أنهم نظروا إلى القضية نظرة ظاهرية محضة لأن الحديث يقول أن تقول أبيعك هذا بكذا نقدا وبكذا وكذا نسيئة فإذا فصل هذا المعنى الأخر جاز, أنا أقول هذه ظاهرية مقيتة أيضا وحجة هؤلاء في هذا الفهم الذي اعتبرناه فهما شكليا ظاهريا أنهم قالوا أن النهي عن بيعتين في بيعة حينما يعرض ثمنان فيه غرر فيه جهالة لم يدرى على أي على أي الثمنين اتفقا, وهذه حجة واهية جدا لأن الواقع يدل أنه يفترقان على ثمن مسمى إما ثمن النقد وإما ثمن التقسيط وذلك واضح جدا وبخاصة على مذهب من يرى جواز بيع المعاطاة, تعرفوا هنا في مسألة البيوع والعقود أنه يجب الإيجاب والقبول وبعضهم يكتفي ببيع المعاطاة يعني أي شيء تريد أن تشتريه لا, يجب أن يجري إيجاب وقبول بين البائع والشاري صراحة أما الآخرون ومنهم الأحناف فيكتفون بما يسمى ببيع المعاطاة والحقيقة أن هذا المذهب هو الصواب لسببين اثنين الأول أنه لا يوجد في الكتاب ولا في السنة هذا الشرط شرط الإيجاب والقبول والشيء الآخر رغم يقول العلماء في غير مناسبة " لسان الحال أنطق من لسان المقال " وفيما نحن الآن في صدده أكبر دليل على ما نقول, حينما يأتي الرجل إلى تاجر السيارات مثلا يُعيّن سيارة فيقول هذه بكم؟ فيقول له نقدا بمثلا عشرين ألف ريال تقسيطا بخمس وعشرين, سيكون الواقع أحد شيئين بعد المساومة طبعا وانتهاء واستقرار الثمن على شيء معين نفترض استقر على ما طلب لأنه بعض التجار سعره محدد جدا قال شيء نقدا ما بيصير عشرين ... خمس وعشرين تقسيطا ما بيصير أقل فافترضنا أنه انتهى سعرا على هذا فالذي سيجري هو ما يأتي إما أن يُنقده العشرين ألف ومقابل ذلك يأخذ السيارة وينطلق ما صار لا إيجاب ولا قبول وإما أن يقول والله أنا ما عندي فلوس فبدي أوفي لك إياها مع الزمن بيتفقوا على إيش؟ السائل: خمس وعشرين. الشيخ: على خمس وعشرين وبيحدده كل شهر كذا كل شهرين على حسب ما يتفقان عليه وبيكتب شو بيسموه هذا الكمبيالات؟ أه؟ وبيوقعها الشاري وانتهى كل شيء وأخذ السيارة, ما صار إيجاب ولا قبول, من يقول أنه في الصورة الأولى وفي الصورة الثانية حصل غرر؟ ما فيه غرر ما في جهالة انفصلوا على بينة تامة تماما وبهذه المناسبة أقول إن من يقول بوجوب الإيجاب والقبول يحجر واسعا من رحمة الله ويبطل عقودا كثيرة جدا اليوم يعني اليوم أبسط الصور التي تقع تأتي إلى الفاكهاني أو الخضري بكم الكيلو بكم ربطة البقدونس بيقل لك مثلا قرش تأخذها تمشي, أولئك لا يصححون إلا ما تقول قبلت رضيت وهكذا, تركب الباص الباص تخرج القرش تلقيه في الصندوق ولا بتتفق مع السّائق على السّعر و ولا إي شيء, في دول أجنبية أوروبا وغيرها مثلا البضائع كلها مسّعرة وموزونة وعالخرشاني تحط الثمن بتأخذ البضاعة, الجرائد معروفة أثمانها, في صندوق تأخذ الجريدة تلقي إيش؟ الثمن وتمشي, وين الإيجاب والقبول هذا, بيعطلوا مصالح الناس ولذلك كان أصح المسائل في هذه المسألة أنه يكفي مجرد المعاطاة لأن هذا كما قلنا آنفا " لسان الحال أنطق من لسان المقال " إذًا الذين قالوا أن النهي الوارد في الحديث يعني الجمع بين الأمرين والعلة كذا نقول هذه العلة يعني أولا هي غير صحيحة من حيث أن الواقع يشهد أنه لا جهالة في الموضوع ولا غرر على أنه هذه العلة علة اقتباسية اجتهادية وكل فكل رأي وكل اجتهاد يخالف النص فهو مردود كما قيل يعني عند العلماء والمعروف في أقوالهم مثلا " إذا جاء الأثر بطل النظر " " إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل " " لا اجتهاد هذا في مورد النص " وهنا النص بالتعليل هو الربا كما جاء في الحديث الثاني (من باع بيعتين فله أوكسهما أو الربا) فإذًا ليست العلة هو الجهالة جهالة الثمن يا ترى هو ثمن النقد أم ثمن إيش؟ التقسيط لأنه الحديث يقول العلة هو الزيادة أخذ الزيادة مقابل الدّين والصبر على أخيك المسلم. السائل: نعم. الشيخ: على أنه كما قلنا الواقع يكذب هذه العلة لأنه ما في نوع جهالة أبدا أي بيع اليوم على طريقة التقسيط لا يقع فيه ... مطلقا وإذا تبيّن أن العلة هي الربا يتبين لنا شيء آخر من الحديث الثاني هذا وأريد أن أنبه بأن هذا الحديث يفيدنا فائدة لا نستفيدها من الحديث الأول والحديث الأول يفيدنا فائدة لا نستفيدها من الحديث الآخر وبجمع النصوص تتجلى الحقيقة وتتضح, الحديث الأول فسر لنا البيعتين في بيعة فقال كما سمعت أن تقول أبيعك هذا بكذا نقدا وبكذا وكذا زيادة نسيئة, الحديث الثاني يفيدنا أن العلة هو الربا وليس جهالة الثمن كما يقول من يبيحون أخذ الزيادة مقابل التقسيط ثم هذا الحديث الثاني يفيدنا فائدة لولاه لفهمنا من الحديث الأول وسواه بطلان بطلان هذا العقد ليه؟ لأنه الأصل في النواهي هو البطلان لكن الحديث الثاني ما أفاد البطلان بالعكس أفاد الجواز لكنه أبطل الزيادة لأنه قال فله (من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا) فإذًا البيع نافذ و ماشي وثابت ولكن إذا أخذ الزيادة أخذ الرّبا وإذا أخذ الأقل هذا حقه والبيع ماشي, الحديث الثاني إذًأ يفيدنا فائدتين وهما هامتان الأولى أن البيع صحيح خلاف ما يقتضيه أصل النهي في الحديث الأول والفائدة الأخرى أن علة النهي ليس هو الجهالة وإنما هو الربا. الحديث الثالث يلتقي مع الحديث الأول في النهي لكن يفيدنا أن إمام من أئمة اللغة فسر النهي فيه وعدم الجواز فيه لا يجوز بيع وشرط أنه هو بيعتين في بيعة فيكون هذا الحديث شاهدا من الحديثين السابقين. السائل: نعم. الشيخ: هذا ما يتعلق بالنوع الأول من الأدلة وهو الأدلة التي تنص على هذه المسألة , في عندنا أدلة استنباطية وهي استقراء لمقاصد الشريعة في أوامرها وفي نواهيها, أنا إذا جئت أنت تاجر هذه المسجلة وأعرف أن ثمنها نقدا مائة دينار وقلت له أقرضني مائة دينار لوجه الله قال لا أنا رجل فلوسي هذه أشتغل فيها أعمل فيها ما عندي استعداد بتريد بعطيك مائة دينار أو مائة ريال على أن تسلفني في الوفاء مائة وخمسة هذا والحمد لله لا يزال المسلمون مجمعين على أنه ربا مكشوف. السائل: نعم. الشيخ: لكن لما تأتي إلى هذا التاجر عنده هذه المسجلة ثمنها نقدا بمائة فيقول لك إذا كنت تريد أن تشتري بالتقسيط بمائة وخمسة, ما الفرق بين الصورتين؟ يجيبوننا بالنص العام ((أحل الله البيع وحرم الربا)) طيب ((أحل الله البيع)) يا ترى مطلق البيع وإلا البيع المشروع الجائز, لا شك أن لا أحدا يستطيع أن يفسر الآية هذه على إطلاقها وشمولها ((أحل الله البيع)) يعني كل بيع, لا بد من تقييد, كل بيع مشروع كل بيع بينها الشارع مثلا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر فباع مثلا الرجل صاحب الأغنام باع الصوف لتاجر الصوف, هذا اسمه بيع غرر فإذا نهينا وقال لنا يا أخي ((أحل الله البيع وحرم الربا)) فنحن بعنا واشترينا, نقول له هذا بيع نهى الشارع عنه بلسان نبيه فلا يدخل تحت عموم قوله تعالى ((وأحل الله)) فإذا قالوا أنه هذا فرق بين الصورة الأولى والصورة الأخرى أنه هذا أخي أولا بيع, نقول له أولا بيع منهي عنه, نهى عن بيعتين في بيعة ثانيا هنا في استغلال حاجة الشاري كما تستغل في الحالة الأولى حاجة المدين ففي الحالة الأولى قلت لا حرام أنا ما بآخذ ربا مثلا إذا كان رجلا صالحا, ما يأكل ربا, لكن الآن أنت إيش تأكل؟ تأكل تجارة, تجارة مائة أما مقابل الصبر على أخيك المسلم مائة وخمسة فهذه مثل هذه سوى أنه هنا في وسيط المبيع هذا فهذه أمور شكلية لا يعتبرها الشارع الحكيم أبدا في المعاملات لأننا ما علمنا من نصوص كثيرة وكثيرة جدا ومن أهمها المبدأ والقاعدة التي قعّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (إنما الأعمال بالنيات) فنحن نعلم مثلا أن نكاح التحليل باطل مع وجود الشروط الظاهرة من موافقة الزوجين من موافقة ولي الزوجة وجود الشهود لكن مع وجود هذه الشكليات التي لا يمكن أن يصح عقد نكاح إلا بها لكن هنا الشارع الحكيم اعتبرها لاغية لا قيمة لها واعتبر هذا النكاح باطلا فإذًا هذه الشكليات ينبغي أن لا نغتر بها مادام الغاية استحلال ما حرم الله فهنا واضح في الصورة الأولى قلنا لا أنا ما أخذ هذه الخمسة لأنه هذه مقابل دين وهذه الخمسة مقابل إيش؟ مقابل البيع؟ لا مقابل البيع مائة ربما يكون ربح خمسة هناك أو عشرة ما بيهمنا هنا , هذا حلال أما الزّيادة على بيع النقد هذا مش مقابل البيع هذا يقينا والتجار يعرفون هذا أكثر منا أنه هذه زيادة هي ليست مقابل البيع وإنما مقابل الصبر في الوفاء على أخيك المسلم فإذا كون وُجدت هذه الوسيلة هذه الوسيلة أبدا لا تغير حكم هذه الزيادة التي سمّاها الرسول عليه السلام بأنها ربا أما الذين يقولون بإباحة هذا فليس لهم حجة إنما ذكرنا أنه بيع وأن النهي الوارد في الأحاديث السّابقة إما أن يحملوه كما ذكرنا أن النهي بعلة الجهالة ولكننا أبطلنا هذه العلة الاقتباسة والاجتهادية بالعلة المنصوص عليها في الحديث النبوي أولا وأنه الواقع يدل أنه ليس هناك جهالة في الثمن ثانيا فيما يجري اليوم من بيوع التقسيط, هذا ما عندي في هذه المسألة. السائل: جزاكم الله خيرا. (251/10) «هل المحسن اسم من أسماء الله؟ والكلام على التسمي بعبد الستارالسائل: سائل يقول هل المحسن اسم من أسماء الله فقد شاع عندنا في بلاد الحجاز ونجد اسم عبد المحسن, أفتونا في هذا مأجورين؟ الشيخ: لا نعلم فيما جاء في الكتاب والسنة أن من أسمائه تبارك وتعالى المحسن حتى ولا في الحديث الذي رواه الترمذي في سننه الذي أوله (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) ثم عدها, فهذه الزيادة في عدد الأسماء اتفق تقريبا علماء الحديث على أنها غير ثابتة, ما بين قائل بأن الراوي أخطأ وما بين قائل أنها مدرجة وليست من أصل الحديث وعلى كل حال فتسمية الأسماء الإلاهية في هذا الحديث في سنن الترمذي ومستدرك الحاكم وغيره لا يصح عن الرسول عليه السلام حتى هذه الأحاديث المسرودة في رواية الترمذي وغيره لم يأت فيها اسم المحسن فهو كاسم "السّتار" الذي يتسمى به بعض الناس عندنا في سوريا فيسمون " عبد الستار " كثير حتى أحد المفتين عندنا اسمه "عبد السّتار" فالشاهد لما كانت أسماء الله عزّ وجل باتفاق العلماء توقيفية وليست اشتقاقية ومادام أنه لم يثبت في الكتاب ولا في السنة أن من أسمائه تبارك وتعالى المحسن فينبغي ألا يتسمى ب ... هذا الاسم بل عليه لمن ابتلي به أن يبادر إلى تغييره إن كان سهلا وباعرف أنه هذا صعب بالنسبة لبعض النظم القائمة اليوم في بعض البلاد الإسلامية فهو يتطلب شيئا من الكذب أنه هذا سجّل خطأ واسمه الحقيقي وينبغي أن يأتي بشاهدين, هيك في سوريا ما أدري كيف الوضع في البلاد الأخرى لكن الشاهد إن تيسر له تغيير ما لم يثبت أنه من أسماء الله عزّ وجل فعليه أن يبادر إلى التغيير وإلا ((لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها)). السائل: جزاكم الله خيرا. (251/11) «استدل العلامة عظيم الحق آبادي صاحب عون المعبود بحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه استدل به على جواز التبرك بآثار الصالحين واستعمال» السائل: استدل العلامة عظيم الحق أبادي في, صاحب " العون " بحديث عائشة كان النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه, استدل به على ثبوت التبرك بأثار الصالحين وال ... بها واستعمال سواك الغير فهل لفضيلتكم تعليق على ذلك وفقكم الله للصواب؟ وجزاكم الله خيرا. الشيخ: قبل الجواب عن هذا السؤال أقول نحن لا نشك أن الصحابة كانوا يتبركون ببعض آثار النبي صلى الله عليه وسلم كعرقه وشعره وسواكه, في هذا أحاديث كثيرة جدا لا يمكن لأشد الناس يعني تعصبا إلا أن يؤمن بها وأن يقر بلوازمها من التبرك, هذه حقيقة نؤمن بها ولكن هذا الحديث بصورة خاصة لا يمكن حشره ولا يمكن الاستدلال به على التبرك بآثار الرسول عليه السلام بسبب أن هذا بين زوجين اثنين, بين الزوج وزوجته ويقع مثل هذا وأكثر من هذا بين الزوجين كما هو معلوم فلا ينقل ذلك إلى طرف آخر بحيث يصح أن يقال أنه يجوز مثلا لامرأة أخرى غريبة عن الرسول عليه السلام أن تتبارك بلعاب باقي من لعاب الرسول عليه السلام في سواكه فهذا معروف مثلا أنه الزوج قد يمص شفة المرأة زوجته وقد يمص لسانها فهذه قضايا يعني لها علاقة بالزوجين فقط فلا يمكن تعديتها إلى الآخرين فهذا النص يبقى خاصا بالرسول عليه السلام وزوجته وفيما أشرنا إليه من نصوص أخرى غنية وكفاية عن الاستدلال بهذا الحديث وحشره في زمرتها والتبرك بالرسول عليه السلام ثابت أظن كنت تحدثت عن هذا في رسالة التوسل أنواعه وأحكامه في الرد على هذا الدكتور البوطي حيث ذهب إلى التبرك ببوله عليه السلام ونحو ذلك والتوسل به ... التوسل, أي نعم فأنا قررت أنه التوسل عفوا التبرك بآثار الرسول التي ذكرنا آنفا بعضها شيء والتوسل بها إلى الله شيء آخر ثم انتقلت إلى مسألة مهمة جدا بالنسبة للمسلمين الذين جاؤوا بعد الصحابة أنه هذا التبرك ينبغي أن نجعله قاصرا على الصحابة فقط لأنهم كانوا يعرفون التوحيد ويعرفون الوقوف عند الحدود التي حددها الشارع لمثل قول نبيه عليه الصلاة والسلام (لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها) ونحو قوله (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) أما الذين جاؤوا من بعدهم فهم وقعوا في الإفراط في هذه القضية حتى وصل الأمر إلى الاستغاثة والوقوع في الشرك الأكبر, لهذا نحن نقول أنا شخصيا لو كنت في زمن الرسول لفعلت ما فعل أصحابه من التبرك به عليه الصلاة والسلام لكن لا أرى فتح هذا الباب بالنسبة للمتأخرين من باب سد الذريعة وهي ... عظيمة في الشريعة, هذا ما عندي. (251/12) «لو وجدنا بعض آثار النبي صلى الله عليه وسلم في عصرنا فهل يجوز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم؟» السائل: إذًا لو وجدنا مثلا الآن بعض آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا قد يكون مستحيلا؟ الشيخ: أي نعم. السائل: أيضا لا يجوز لنا التبرك بها؟ الشيخ: أي نعم, من باب سد الذريعة. السائل: نعم. (251/13) «جاء من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الفطرة خمس فذكر قص الشارب) وجاء من حديث المغيرة بن شعبة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا طويل الشارب فدعا بسواك وشفرة فقص شارب الر» السائل: سائل يقول جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال (الفطرة خمس) فذكر قص الشارب وجاء من حديث المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رأى رجلا طويل الشارب فدعى بسواك وشفرة فقص شارب الرجل على عود السواك وجاء من حديث بن عمر عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال (احفوا الشوارب وأعفوا اللحى) وجاء من حديث أنس مثله وزاد (ولا تشبهوا باليهود) وجاء من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى) فما هو الجمع الصحيح بين هذه الألفاظ المختلفة وكيف ينجلي الإشكال عن معنى حديث أنس إذا كنا نرى اليوم اليهود قد أحفوا شواربهم وأرخوا لحاهم, أفتونا في ذلك وفقكم الله؟ الشيخ: الجواب واضح بالرجوع إلى قاعدة أعتبرها أيضا من القواعد الفقهية العامة وهي تفسير النصوص القولية بالآثار الفعلية, تفسير النصوص القولية بالأحاديث الفعلية ذلك لأن بعض النصوص الشرعية كهذه تحتمل أكثر من معنى فيأتي الشارع ملهما لرسولنا صلوات الله وسلامه عليه أن يبيّن هذه النصوص القولية بفعله ... قال إيش قلنا؟ السائل: عن ال, أن الحديث .. الشيخ: أيوه الأحاديث القولية تفسرها الأحاديث الفعلية وهذا من معاني قوله تعالى ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) وبيانه عليه السلام في غالب الأحيان يكون بالفعل وإن كان أحيانا يكون بالقول لكن القول المحدد الذي لا يحتمل وجوها من التأويل, من هذا القبيل مثلا قوله عليه السلام (لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا) فحدّد ما يجوز أن تقطع اليد بينما الآية مطلقة ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما)) هذا سواء سرق ربع دينار أو ثمن دينار أو قرشا أو فلسا لغة اسمه سارق فلولا هذا الحديث لوجب إعمال الآية على إطلاقها وشمولها لكن أكثر بيان الرسول عليه السلام كما نلاحظ يكون بفعله حتى في هذه الآية ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما)) اليد هذه كلها يد لكن تارة تطلق اليد ويراد الكف, تارة تطلق اليد ويراد الذراع تارة يراد العضد مع الذراع وهكذا فأين تقطع اليد؟ ما في عندنا بيان من قوله عليه السلام لكن عندنا بيان من فعله عند الرسغ وهكذا كثير من الأحكام الشرعية الأحاديث القولية تأتي مجملة أو مطلقة أو عامة فتأتي السنة وتوضح ذلك, هذه الأقوال التي جاءت في الأحاديث ... أو إحفاء الشارب ومن الأمر بجز الشارب ونحو ذلك يجب كمان في حديث آخر ... . (251/14) «تتمة الجواب عن سؤال: جاء من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الفطرة خمس فذكر قص الشارب) وجاء من حديث المغيرة بن شعبة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا طويل الشارب فدعا بس» الشيخ: ... فكل هذه الألفاظ يجب تفسيرها على ضوء حديث المغيرة بن شعبة لأنه فعل من الرسول عليه السلام وبيان وحينئذ فكلها لا تعني جز الشارب كله وإنما جز حافته جز حافة الشارب وليس الشارب وهذا يتأيد بحديث قولي وهو قوله عليه السلام (من لم يأخذ من شاربه فليس منا) ما قال من لم يأخذ شاربه إنما قال (من لم يأخذ من شاربه) أي بعض شاربه, هذا البعض بُيّن أيضا في حديث المغيرة. السائل: نعم. الشيخ: وهو حف الشارب ثم يتأيد بأنه ليس المقصود استئصال شأفة الشارب وإنما الحافة منه ما ثبت في موطأ مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه أي السيبانين فتلهما فهذا معناه أنه ما كان يستأصل شأفة الشاربين بحيث لا يبقى هناك شعر يمكن مسكه فضلا عن فتله, أي نعم, و الصحابة في هذا على مذهبين مذهب كما نقول أخذ من الشفة ومذهب أخذ الجميع كالشاة المحلوقة يعني فلتظهر البشرة بالنسبة لبعضهم فمادام أن الصحابة اختلفوا وبعضهم كان مع هذا الجمع بين الأحاديث القولية والفعلية مع قوله (من لم يأخذ من شاربه فليس منا) فنحن والحالة هذه نختار عمل الذين وافقوا هذا الجمع بين الأحاديث ولا نختار استئصال الشارب كله لأن هذا خلاف ما جرى عليه عمل الرسول عليه السلام مع ذاك الرجل وهو المغيرة نفسه كما في بعض الروايات الصحيحة. السائل: نعم. الشيخ: أي نعم, ثم يأتينا شيء آخر نستأنس به وهو أن مالكا رحمه الله إمام دار الهجرة لا شك أنه عاش في جو ممتلئ بالتابعين الذين شاهدوا الأصحاب فهو كان يعتبر حلق الشارب مُثلْة, مالك يقول " حلق الشارب مُثْلة " وهذا معنى رائع وجميل جدا يتفق مع هذا الجمع بين هذه الأحاديث فهذا هو الجواب عن هذا السؤال. السائل: نعم. (252/1) «ورد عن ابن عمر أنه كان يأخذ من شاربه حتى يرى بياض الجلد وهو راوي حديث (احفوا الشوارب) والقاعدة أن الراوي هو أعلم بما روى ولم يعمل بهذا إلا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك؟» السائل: ولكن ورد عن بن عمر رضي الله عنه كان يأخذ من شاربه حتى يُرى بياض الجلد؟ الشيخ: أنا قلت ... إلى هذا. السائل: نعم, وهو راوي حديث عفوا الشارب؟ الشيخ: معليش. السائل: والقاعدة التي تأخذون بها في مثل هذه الحالة أن الراوي هو أعلم بما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعمل هذا إلا لأنه رأى النبي قد أخذ من شاربه حتى؟ الشيخ: هذا كلام صحيح ماشي مع القاعدة لكن هنا لا تنطبق القاعدة لأنه عندنا فعل ... نحن لو عندنا حديث أن الرسول عليه السلام كان لا يأخذ من لحيته, ما نأخذ بفعل ابن عمر حينذاك لكن لما فقدنا مثل ذاك النص قلنا أن الذي روى الحديث وفعل فعلا فهو أدرى بمرويه فاعتددنا بفعله بخلاف ما هنا لأنه هنا فعل الرسول عليه السلام دلنا على ذاك الجمع ثم شيء آخر وفارق آخر كبير أن ابن عمر هناك لا نجد من يُفارقه بل نجد من يوافقه أما هنا فوجدنا كثيرا ممن خالفه فاختلفت الصورتان أو المسألتان وتخلفت القاعدة تطبيقا هنا خلاف هناك ... . السائل: نعم. (252/2) «ما هي الكتب التي تنصحون بقراءتها لطالب العلم المبتدئ أو بمعنى آخر ما هو المنهج التي ينتهجه طالب العلم في التحقيق؟» السائل: ما هي الكتب التي تنصحون بقراءتها لطالب العلم المبتدئ أو بمعنى أخر ما هو المنهج الذي ينتهجه طالب العلم في التحصيل؟ الشيخ: والله الحقيقة أنه أنا أسأل كثيرا عن هذا السؤال لأنهم يعلمون أنني يعني تعاطيت هذا العلم لكن الحقيقة أنه لا يصح أن أضع منهاجا لأن القضية تختلف من شخص إلى آخر فالذي يصح أو صح بالنسبة لي قد لا يصح بالنسبة لزيد من الناس يعني أنا مثلا كان ولا يزال والحمد لله في عندي دأب على المطالعة وصبر وجلد طويل بينما أكثر الناس يفقدون هذه الخصلة هذا شيء وشيء آخر تختلف القضية من حيث ظروف الإنسان هل هو فارغ هل هو عامل بعمل بمهنة بصنعة إلخ وثالثا وأخيرا وهذا هو أهم شيء عندي أنه وضع المناهج علم مستقل بذاته, وضع المناهج لأي علم سواء التفسير أو الحديث أو الفقه علم مستقل بذاته يعني يحتاج أولا إلى استعداد فطري ثم إلى علم مدروس يعني مخدوم وهذا ما لا أجده في نفسي ولذلك أعتذر لكل من يسألني أنه أضع مثل هذا المنهج لأني لست بقادر على ذلك لكن مثلا من السهي أنه يقول إذا أراد أن يقرأ في علم المصطلح فبدل ما يرجع للنخبة لابن حجر أو شرح النخبة فيبدأ بمختصر علوم الحديث أو اختصار علوم الحديث لابن كثير مع شرح الشيخ أحمد شاكر رضي الله له فهذا يفتح له طريق الإتصال بهذا العلم بأبسط عبارة يعني نراها في كتب المتقدمين ولا أنصح بكتب المتأخرين لأنها تصدر من ناس ما هضموا هذا العلم وما فقهوا ولا فهموه وإنما هي مستقطات من هنا وهناك لم يهضم ما التقطه نفس المؤلف فضلا عن أن يهضمه القارئ لكلامه هذا, كذلك مثلا يمكن أن ننصح في قراءة متون الحديث أن يبدأ بالكتب التي تجمع المتون من الأمهات بخاصة ككتاب "بلوغ المرام من أحاديث الأحكام" لابن حجر العسقلاني وأحسن منه عندي في تقريب أحاديث الأحكام الثابتة إلى طالب العلم هو " الإلمام بأحاديث الأحكام " لابن دقيق العيد لأنه تقصد الأحاديث الثابتة الصحيحة فإذا حفظها طالب العلم فيكون قد حفظ ما صح بينما إذا حفظ بلوغ المرام فيكلف أن يحفظ التمييز بين ما صححه وبين ما ضعفه من جهة وبين ما صححه وضعفه من جهة وما سكت عنه من جهة أخرى وهذا فيه كلفة, فيه صعوبة بالنسبة لبعض الطلاب بينما هذاك عسلا مصفى ما يحتاج إلى تصفية هكذا مثلا بعض كتب الرقائق والمواعظ ... فأنصح أن يعتني بقراءة كتاب " رياض الصالحين " للنووي لأنه تقصد فيه الصحيحة وإن كان يعني تؤخذ عليه أفراد من أحاديث نبهنا عليها في طبعة أخينا زياد الشاويش لرياض الصالحين ولعلكم اطّلعتم عليها, أي نعم فهذا خير من كتاب الترغيب والترهيب الذي فيه خليط من الأحاديث لا سيما في تلك المشكلة التي أوقع الطلاب فيها أو القراء حينما وضع القاعدة في المقدمة أنه إذا كان الحديث صحيحا أو حسنا أو قريبا من الحسن صدره بقوله "عن" وما كان ضعيفا أو دون ذلك صدره بقوله "رُوي" فما كان حسنا خلطه مع ما كان صحيحا بل وما كان قريبا من الحسن خلطه مع الحسن والصحيح, من أين تنويه لعامة القراء لكتابه وهذا مما كان دفعنا وحفزنا إلى أن نجعل كتابه قسمين كما فعلنا في الجامع الصغير, صحيح الترغيب وضعيف الترغيب وقد يسر الله لنا طبع المجلد الأول من الصحيح وعسى أن ييسر لنا إتمام طبعه ثم البدء بطبع ضعيف الترغيب والترهيب, في كتب التفسير مثلا كتاب تفسير ابن كثير وأنصح بقراءة شيء من مختصريه لأن المختصرين ليسوا من أهل العلم وإنما هم يعني طلاب علم من أمثالنا والذي يُريد أن يختصر كتب التفسير يجب أن يكون عالما بالعلمين علم التفسير وعلم الحديث حتى ينهض بالاختصار ويقدم للناس زبدة هذه الكتب المختصرة, هذا ما يعني في البال جوابا عن ذاك السؤال. السائل: بارك الله فيك. (252/3) «ما هي الكتب التي تنصحون بتحقيقها وإخراجها لعالم المطبوعات؟» السائل: ما هي الكتب التي ينصح فضيلة الشيخ بتحقيقها وإخراجها إلى عالم المطبوعات؟ باختصار أو ما يحضر الشيخ الشيخ: والله ما يحضرني الآن شيء لكن المبدأ العام هو طبعا الكتب التي فيها تصفية الأحاديث وبيان صحيحها من ضعيفها وما يخطر في بالي الآن أن هناك شيء من هذا القبيل, على كل حال الخطوة الثانية نشر الكتب الحديث التي تروي الأحاديث بالأسانيد والبدء منها بما كان صاحبه أو مؤلف الكتاب عالي الطبقة لأنه من السّهل الكلام على رجال كتابه. السائل: نعم. الشيخ: بخلاف ما إذا كان متأخر الطبقة فصعب جدا أن يصل الإنسان إلى معرفة كون السّند ثابتا لأنه سيقف أمامه كثير من الرواة ال ... لا يجد لهم ترجمة أو على الأقل لا يجد لهم ... فنشر هذه الكتب التي تروي الأحاديث بالأسانيد بلا شك يعني هي خطوة ضرورية لما يفكر به البعض من إقامة موسوعة حديثية ولعلكم بلغكم أنهم في قطر كأنهم يعني يهيؤون أنفسهم لمثل هذا العمل وقد أصدر الأستاذ يوسف القرضاوي جزءا صغيرا كمدخل للموسوعة الحديثية, رأيتموه؟ السائل: لا. الشيخ: كان الأخ زهير جزاء الله خير أرسل إلى نسخة منها فعسى الله أن يوفقهم للقيام بهذا الواجب الذي ما أظن أنهم سيقومون به لأنه لا يزال العالم الإسلامي عشرات الأشخاص الذين يعني يصلحون و متأهلين للقيام بمثل هذا الواجب وإنما كما هو الشأن في كثير من الأعمال الأخرى الجماعية كالموسوعة الفقهية ... من أطراف البلاد ناس ليس عندهم الفقه بالمعنى العلمي الصحيح المستنبط من الكتاب والسنة وإنما عندهم الفقه التقليدي كذلك ... ما يجمعه الناس يلتقطون أحاديث من هنا وهناك ولا يحسنون تطبيقها ومعرفة مراتبها من الصحة والضعف, فعلى كل حال أسأل الله لهم التوفيق لهذا السائل: آمين. الشيخ: فالقيام بتحقيق مثل هذه الكتب هو شيء أساسي بالنسبة للقيام بهذا المشروع العام وهو الموسوعة الحديثية, نعم. السائل: طيب. (252/4) «لاحظنا أن الشيخ الألباني استعرض الأحاديث القولية من الجامع الكبير للسيوطي وترك الأحاديث الفعلية أليس كذلك؟» السائل: لاحظنا أن فضيلة الشيخ بدأ أو استعرض الأحاديث القولية من الجامع الكبير للسيوطي وترك الفعلية, أليس كذلك؟ الشيخ: لا ليس كذلك, أنا ما اخترته, ما اخترته أحاديث من كتاب, اخترته كتابا! السائل: نعم. الشيخ: أنا اخترته ... . السائل: نعم. الشيخ: لظني زيادة لجامع الصغير وهذا قسمان قسمه الأكبر من أقواله عليه السلام, القسم الآخر هو في شمائله المتعلقة بحرف كان, باسم كان. السائل: نعم. الشيخ: فهذا الذي فعلته أما ... . (252/5) «ماذا زاد صاحب كتاب كنز العمال على كتاب الجامع الكبير للسيوطي؟» السائل: إذًا ماذا زاد صاحب " الكنز " على هذا الكتاب على الفتح الكبير؟ الشيخ: صاحب الكنز؟ السائل: " كنز العمال ". الشيخ: " كنز العمال" رتب الجامع الكبير للسيوطي. السائل: نعم. الشيخ: أي نعم, وربما أضاف إلى ذلك الزيادة الموجودة على الجامع الصغير, هكذا ممكن الخلط قديما في مقدمته. السائل: نعم. الشيخ: أما الفتح الكبير فهو جمع الجامع الصغير والزيادة عليه السائل: نعم. الشيخ: فقط كتابين أما كنز العمال فهو أولا الجامع الكبير والجامع الكبير فيه أشياء مثل ... لا في الجامع الصغير ولا في الزيادة عليه ثم ضم الزيادة إلى كنز فكأنه جمع جامع الكبير جامع الصغير وزيادة, أنا مثلا ... بخدمة إلى الجامع الكبير لأنه هذا يمكن لو أراد الإنسان يخدمه لا يعمل أي شيء بالكاد أنه ينتهي منه لأنه مادة غزيرة جدا! السائل: نعم. الشيخ: ولهذا كنا كُلفنا منذ في نهاية القرن الرابع عشر للهجرة أقاموا مؤتمرا في الإمارات العربية في أبو ظبي ثم انبثق من هذا المؤتمر لجنة فاتخذت اللجنة قرارا كذكرى لإحياء هذا المؤتمر في آخر القرن الرابع العشر وأول القرن الخامس عشر الهجري اتخذوا قرارا بنشر كتاب في الحديث النبوي وكان خيارهم على الجامع الكبير للسيوطي فراسلني المسؤول هناك عن ذاك, عن تلك اللجنة وطلب مني القيام بهذا المشروع فأنا درست الموضوع مع بعض إخواننا هناك فرأينا أنه لا يفي أن أستقل بنفسي في هذا العمل طبعا أنا أقوم بالناحية العلمية لكن لا بد من مساعدين كثرة. السائل: نعم. الشيخ: فاخترت اثنين منهما وأرسلت الجواب إلى المسؤول هناك أنه بعد الدراسة والتداول من الرأي هنا والنظر في الموضوع تبين لنا أنه هذا المشروع يعني هام أولا وطويل الأمل ثانيا والقضية تحتاج إذًا إلى توظيف موظفين قلت له هكذا في الخطاب فجاء الجواب أنه اللجنة ما عندها استعداد لتوظيف على هذا العمل لكن بعد انتهاء العمل يعني نحن نقدم المكافأة اللائقة فحينئذ ما تم المشروع بطبيعة الحال لأنه تقدير المكافأة هذه في ... تسعة وتسعين ونصف فيها ظلم لأنه لا يعرف القضية إلا من عاناها وأنا شخصيا بليت بنحو هذا, شو بقي عندكم؟ (252/6) «ماذا تعرفون عن هؤلاء الشخصيات محمد رشيد رضا ومحمد عبدو وجمال الدين الأفغاني والمودودي وسيد قطب وحسن البنا؟» السائل: سؤال حول بعض الشخصيات؟ الشيخ: حول بعض إيش؟ السائل: الشخصيات المعاصرة. الشيخ: طيب. السائل: نعم, يقول هنالك بعض الشخصيات التي اختلف فيها الرأي فنرجوا من فضيلتكم ذكر البعض ما تعرفونه حول هذه الشخصيات باختصار, جمال الدين الأفغاني, محمد عبده, محمد رشيد رضا, المودودي, سيد حسن البنا؟ الشيخ: ... أخيرا هذه الشخصيات عندي هو محمد رشيد رضا رحمه الله لأن لأني أعتقد أنه كان له اليد الطويلة والباع الواسع في نشر الدعوة السلفية بصورة عامة وإلفات نظر المسلمين كافة وطلاب العلم منهم خاصة إلى الاهتمام بالحديث النبوي من جهة وإلى محاولة تنقيته وتصفيته من جهة أخرى ... مجلته التي كان يصدرها شهريا والتي كان اسمها بمجلة المنار وهذه نجد آثارها اليوم حتى في بعض البلاد البعيدة عنا كالهند وباكستان وجاوا وسومطرة ونحو ذلك و, بالإضافة إلى ذلك كان سلفي المنهج والعقيدة ومع ذلك اشتغل بشيء من السياسة أو لعل الأصح نقول تورط حيث اشتغل وتعامل في السياسة ضد الحكومة الإخوانية حينما عمل القوميون العرب لمحاولة التخلص والاستقلال عن الدولة العثمانية حتى كان من جملة الأشخاص الذين حُكم عليهم بالإعدام لعل هذا كان من أوهامه وأخطائه رحمه الله وإن كان يختلف هو عن الأشخاص الآخرين في عقيدته وفي خدمته للإسلام لكن أعتقد أن كل إنسان يتعاون مع أناس لا يشاركون في أعز ما لديه من عقيدة فيكون خائبا في سعيه وهذا ما أصاب الرجل في هذه الناحية السياسية ولولاها لكان هو في القمة في الدّعاة المصلحين على منهج السّلف الصالح لولا انحراف بسيط فيما يتعلق ببعض الأحاديث الغيبية لعله تأثر فيها بشيخه محمد عبده فإنه كان يشك في صحة أحاديث المهدي بل وفي أحاديث عيسى عليه الصلاة والسلام فكان لا يؤمن بشيء اسمه نزول عيسى عليه السلام أو خروج المهدي في آخر الزمان كذلك كان في أول أمره من الناحية الفقهية عنده تسامح أو تساهل بالأحرى نقول تساهل في التشبه بالكفار فكان لا يرى شيئا في أن يلبس المسلم لباس الكفار وأن يلبس البرنيطة أو القبعة لكني لاحظت في آخر أعداد المجلة أنه رجع عن شيء من ذلك فأصبح يُفتي بضرورة المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وعدم التشبه بأعدائنا وهذا ما يقتضيه فلسفة الملابس كما يعرف عند العلماء الغربيين فلولا هذه يعني الهنيهات هذه لكان رجلا يعني نادر مثله في هذا الزمان أما محمد عبده فهو بلا شك عالم أزهري ليس سلفي العقيدة والمنهج بل هو متأثر بعلم الكلام ورسالته في التوحيد أكبر دليل على ذلك لكنه ... من حيث إذا صح التعبير لحلحة الأزهر عن جموده و ثبوته على التقليد للمذاهب هو أدخل فيه الاجتهاد والتبصر في الدين وعدم الجمود على التقليد فهو له فضل في هذا التجديد بالإضافة إلى أنه كان أيضا له مشاركة كبيرة جدا في النواحي السياسية لصالح العالم الإسلامي وهو التلميذ الأول وهو الأفغاني في هذه الناحية لكني لا أعتقد أن مساعي الأفغاني ةمحمد عبده في سبيل إصلاح أوضاع المسلمين من الناحية السياسية بلا شك أنها فشلت وستفشل كل المساعي التي يقوم بها كل الدّعاة الإسلاميين في أي بلاد الدنيا ما لم يقوموا على أساس ما أسميه بالتصفية والتربية يعني على أساس وضع القاعدة الأساسية لقيام المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية وذلك لا يكون أبدا إلا بالإصلاح العلمي والتربوي معا ولذلك فلا شك أن الأفغاني تلميذه محمد عبده وبالتالي سيد رشيد رضا أحيوا الشعور بالعزلة الإسلامية في المجتمع الإسلامي وحرّكوا من النفوس ما كان راكدا لكن ما وصلوا ولا يمكن أن يصلوا إلى ما كانوا يمهدون له بمجرد الحماس وإثارة النفوس دون محاولة إصلاح هذه النفوس وإصلاح القلوب بالعلم الصحيح والتربية الصحيحة علما بأنه التربية الصحيحة ونشر العلم الصحيح يحتاج إلى زمن مديد وتعاون مئات الأفراد من أهل العلم المخلصين للدعوة الإسلامية حتى تؤتي هذه الحركة ثمارها ال ... أما سيد قطب وحسن البنا رحمه الله فلا أرى كبير فائدة من إطالة الكلام حولهما فلي ثلاثة أشرطة نحو ثلاثة ساعات في الكلام عنهما وبكل عدل وإنصاف لكني اختصارا أقول أنه حسن البنا لا شك له جهوده المشكورة في جمع الشباب على الإسلام وإن كان إسلاما يعني مش واضح في أذهان هؤلاء الشباب ولو وضحت فيما بعد وهذا هو من المواقف التي لم يقم بها الإخوان المسلمين حتى اليوم أي نعم كذلك سيد قطب فله يعني فضله في تحريك هذه النفوس وجلبها إلى الإسلام ولكنه تبين له فيما بعد أن الطريق التي سلكها الإخوان المسلمين ليست هي الطريقة المثلى التي بها تتحقق الغاية المثلى التي يرمي إليها كل مسلم في هذه الأرض ألا وهي تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الحكومة الإسلامية. لقد نشر أخيرا ... العدد الثالث من " المسلمون " التي صدرت حديثا في السعودية نُشِرَ تقرير لسيد قطب رحمه الله وهو في السجن يعني كأنه صار فردا من أفراد السلفيين فهو يدعو إلى ما ندعو نحن إليه من نحو خمسين سنة إلى العلم والعمل به ويصرح بأنه من الخطأ أن تشتغل الجماعات الإسلامية بالأخبار السياسية ومطالبة الحكومات الإسلامية بإقامة حكم الله في الأرض, يعتبر هذا خطأ لأن الحكم هذا لا يكون إلا كما قال أحد دعاتهم " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم في أرضكم " ومما يؤسف إلى اليوم نجد في الإخوان المسلمين أعداد بالغة كثيرة يُعادون الدعوة السلفية أولا لجهلهم لها وثانيا لتعصبهم لجماعتهم وإن كان هناك والحمد لله فيه أفراد كثيرون تبينت لهم حقيقة الدعوة السلفية وهم يمشون بها رويدا رويدا كما ذكر سيد قطب رحمه الله في تقريره المشار إليه آنفا. فحسن البنا له يعني سعي مشكور في تجميع المسلمين على الإسلام الذي ذكرنا وسيد قطب فيما بعد انضم إليهم وساعد في ذلك لكن الذي أراه ولا أزال أطالب به أن واجب الإخوان المسلمين في كل بلاد الدنيا أن يتموا الخط الذي بدأ أن يسلكه الحسن البنا, الحسن البنا دعا إلى أنه دعوتهم قائمة على الكتاب والسنة لكن يجب كما يقولون اليوم وضع النقاط على الحروف, وين الكتاب والسنة؟ في صفوف الإخوان المسلمين لا ترى له أثرا إلا أثرا اقتبسوه من الآخرين وهم السلفيون وأمثالهم! - تسجل الآن -. ولا أريد أن أتوسع في الجواب عن هذا السؤال بأكثر مما سبق لسببين اثنين السبب الأول أنني أحيل في التفصيل إلى تلك الأشرطة التي سبقت الإشارة إليها والسبب الآخر أنني لا أريد أن أتكلم بكلام خشية أن يُستغل مجددا كما استغل ذلك الكلام على وضوحه وتجرده وإنصافه حيث بتروه بترا وأخذوا منه مقتطفات وأقاموا عليها ردودا بالباطل ونشروها في مجلة ... ولم يكف هذا بل قام بعد ذلك أحد كبارهم هنا وهو دكتور عبد الله عزّام مع أنه يُظهر لنا احتراما بالغا وكان يحضر جلساتنا واجتماعاتنا ويهتم بتقييد رؤوس أقلام مما يسمع منا هذا الشخص مع علمه يقينا أنني لا أكفر السيد قطب بل أنا أقدّره وأحترمه وهذا مما جرى به البحث صريح في هذا بيني وبينه مع ذلك دفعه أصحابه كما صرح لي فيما بعد أن يكتب ردا على الألباني في تكفيره السيد قطب في نفس المجلة في ثلاث مقالات في ثلاث أعداد متتابعة وهو يعلم أني لا أكفّره وإنما أقول بأن له كلمات فيها أو ينطوي تحتها القول بوحدة الوجود لا أكثر فقالوا هذا يعني أنه يكفّر سيد قطب وأنا الذي ترضيت عنه أو ترحمت عليه في بعض كتاباتي أذكر منها مقدمة مختصر العلو، مختصر العلو فلذلك أقتصر على الجواب السّابق فيما مضى والحمد لله رب العالمين. السائل: جزاكم الله خيرا. الشيخ: وإياكم. (252/7) «كيف يصلي المسلم جالسا وأين يضع يديه عند الصلاة؟» السائل: سائل يقول كيف يصلي المسلم جالسا وأين يضع يديه أثناء الصلاة؟ الشيخ: أما بالنسبة إلى الجلوس فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما صلى جالسا صلى متربعا لكن يبدو أن التربع ليس من سنن العبادة لأنه لم يظهر في الحديث الذي جاء فيه ذكر التربع أن ذلك كان مقصودا منه تشريعا بل الظاهر أنه إنما جلس تلك الجلسة لأنه كانت تريحه فعلى هذا يجلس المعذور في ترك القيام الجلسة التي تريحه ولا تشغل باله وهو يصلي أما فيما يتعلق باليدين فمادام أن الأصل أنه في حالة القيام يضعهما على صدره كما ثبت ذلك في السنة الصحيحة وإذا كان معذورا في تركه للقيام فأذن له الشارع الحكيم في الجلوس أما في حديث (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ... ) إلخ فهو يجلس لأنه معذور ولكن ليس معذورا فيما كان الأصل فيه أنه أولا مشروع ثم هو بالنسبة إليه مستطاع فإذًا يضع يديه كما لو صلى قائما السائل: نعم. (252/8) «ما الحكم فيما إذا صلى الرجل على كرسي إذا كان في ركبته ألم؟» السائل: ويقول ما رأيكم فيما لو صلى على كرسي إذا كان في ركبته ألما مثلا؟ الشيخ: الحقيقة يجب النظر إذا كان في كرسه ألم هل هذا الألم يمنعه من القيام فيجلس على كرسي أم يمنعه من السجود أيضا السائل: نعم. الشيخ: وجلوس التشهد, لا بد من مراعاة هذه الحالة فإذا كان جلوسه على الكرسي لأنه لا يستطيع الجلوس للتشهد والهوي للسجود فحينئذ يؤمئ إيماءا كما لو لم يستطع القعود حتى على الكرسي فيصلي قائما فيومئ برأسه حينئذ إيماء يجعل سجوده أخفض من ركوعه. السائل: وهو قائم؟ نعم. (252/9) «جرت عادة بعض الناس عندنا في السعودية أن يوصي المرئ بثلث ماله وقفا لأولاده ذكورا وإناثا ينتفعون به من بعد وفاته ثم أولاد الذكور من ذريته من بعده وهكذا دون أولاد بناته أو أولاد بنات أولاده وربما أوصى ب» السائل: سائل يقول جرت عادة بعض الناس عندنا في بلاد السعودية أن يوصي المرء بثلث ماله وقفا لأولاده ذكورا وإناثا ينتفعون به من بعده ثم أولاد الذكور من ذريته من بعدهم وهكذا دون أولاد بناته أو أولاد بنات أولاده وربما أوصى بالثلث وقفا للذكور من ذريته مطلقا دون الإناث وعادة ما يوصي المرء أحد أولاده بالقيام على هذه الأوقاف لصيانتها والحفاظ عليها وفي الغالب أن هذا الولد يتصرف فيه كما يريد وهو مما يسبب الشقاق والنزاع بين الورثة, كما يوجد في بلادنا من يُفتي الناس بجواز هذا العمل فهل هو جائز شرعا أفتونا مأجورين؟ الشيخ: لا يبدو لي وجه في جواز في مثل هذه الوصية لمنافاتها لقوله عليه السلام الصحيح (لا وصية لوارث) مع ما في هذه الوصية من التفريق بين الذكور والإناث حيث فيه إشعار بما كان عليه أهل الجاهلية من ظلمهم للنساء ودفنهم للبنات ونحو ذلك وعلى هذا فمن أوصى مثل هذه الوصية فوصيته باطلة لا تُنفذ لا تنفّذ كما أعتقد والله أعلم. السائل: جزاكم الله خيرا. (252/10) «هل يجوز شرعا للمرأة المسلمة أن تلبس الأزياء الأوربية السافرة وذلك إذا كانت المرأة تحتجب عن الأجانب، وهل يجوز لها لبس الملابس الداخلية التي يصممها الكفار، وما حكم الشرع في تتبع المرأة ما يجد من الموض» السائل: هل يجوز شرعا للمرأة المسلمة أن تلبس الأزياء الأوروبية السّافرة وذلك إذا كانت المرأة تحتجب عن الأجانب وهل يجوز لها لبس الملابس الداخلية التي يُصممها الكفار فما حكم الشرع فما حكم الشرع في تتبع المرأة لما يجد من الموضات الأوروبية إن صح التعبير في اللباس والنعال والزينة؟ وما حكم تأثيث المنازل بالأثاث الأوروبي صناعة أو تصميما؟ الشيخ: أما فيما يتعلق بلباس المسلمة لأزياء الكافرات في بيتها فذلك مما لا يشرع بل لا يجوز لما فيه من التشبه بالكافرات وهذا فيما أعتقد إذا كانت تظهر بتلك الألبسة الأوروبية أمام بنات جنسها من أقاربها أو صديقاتها أو نحو ذلك وبخاصة إذا كان يظهر على تلك المرأة اهتمامها بتتبعها للموضات فكلما جدّت موضة عندهم لقفتها هي من عندهم ولبستها فهذا يدل على اهتمامها البالغ بالتشبه بمن لا يجوز لها التشبه من الكفار وهذا في الواقع يذكرني بنكتة كنت قرأتها تدل على مبلغ ضعف عقول النساء واهتمام بعض الرجال بتحقيق شهوتها تقول تلك النكتة أن صديقا رأى صديقا له في الطريق يسرع الخطى في المشي وهو يحمل شيئا في يده فقال له ما الذي يحملك على هذه السرعة قال لقد كلفتني زوجتي أن أشتري لها ثوبا هو هذا الذي في يدي فأنا أسارع بها أو به إليها قبل أن تبطل بموضة حديثة تحدث فلا تقبله, فهذا الاهتمام كما هو مشاهد في نساء المسلمين مع الأسف الشديد هو نذير بأنهم رجالا ونساء يحققن ما أنذر به الرسول عليه السلام بعض الصحابة الذين طلبوا منه أن يجعل لهم ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط فقال عليه السلام (الله أكبر هذه السُنن - أو السَنن - لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) فإذًا تتبع سنن الكفار هذا شيء أنذر به الرسول قوم, أمته لكي لا يقعوا في مثل ذلك, مع الأحاديث الكثيرة التي كنت ذكرت شيئا طيبا منها في كتابي " حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة " التي تلتقي كلها في النهي عن التشبه بالكفار, هذا النهي يتوجه إلى النساء كما يتوجه إلى الرجال ومن ذلك قوله عليه السلام (جُعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم) فكل ما كان زيّا خاصا للكفار فلا يجوز للمسلم أن يتزيّ به من باب عدم التشبه بالمخالفين, بل هناك أمر أعظم بكثير يعني اهتماما من الشارع الحكيم بالمسلمين أن يحافظوا على شخصيتهم المسلمة وليس فقط بأن لا يتقصدوا التشبه بالكفار بل أن يتقصدوا مخالفتهم في عاداتهم بل وفي أشياء قد لا يمكن بل لا يمكن يقينا أن يقال إنها من عاداتهم لأنها ليست من اختيارهم بل ذلك مما جعله الله تبارك وتعالى سنة ... الكفار حتى فيما ليس من عاداتهم وتقاليدهم فإنهم يشيبون كما يشيب المسلمون ولكنهم لا يصبغون شعورهم فأمرهم فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين أن يخالفوهم وذلك بالصبغ لذلك قال (إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم) فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بمخالفة ما هو من طبيعة من طبيعة البشر عامة وليس من عاداتهم خاصة ألا وهو الشيب فأمر بمخالفتهم في الصبغ فأولى وأولى أن لا يتشبه المسلم بما هو من عاداتهم التي اختاروها منهجا لهم في حياتهم وأما الشّق الثاني من السّؤال وهو تأثيث بأنواع الزينة من السّتائر ومن النمارق ومن الكراسي وما يسمى اليوم بالكنبايات والتباهي فيها والإسراف فكل ذلك مما لا ينبغي للمسلم أن يقع فيه ولو كان ممن أنعم الله عليهم بالمال الكثير ذلك لأن الإسراف هو نوع من التنعم المحظور شرعا كما قال عليه الصلاة والسلام (إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا من المتنعمين) وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل على عائشة فرأها قد سترت الجدر أو الجدار بستائر فكره ذلك عليه الصلاة والسلام وقال (إن الله لم يأمرنا بأن نكسوَ الحجارة والطين) فأقل ما يقال في مثل هذا التأثيث المسؤول عنه أنه مكروه وقد يبلغ درجة الحرمة, نعم. (252/11) «كيف ينجلي الإشكال عن معنى حديث أنس في حلق الشارب (ولا تشبهوا باليهود) إن صحت هذه الزيادة إن كنا نرى اليوم اليهود قد أحفوا شاربهم وأرخوا لحاهم؟» السائل: فيه سؤال يتعلق بهذا السؤال أظن أن الشيخ اليوم لضيق الوقت يعني ما اتسّع الوقت للإجابة عليه وهو كيف ينجلي الإشكال عن معنى حديث أنس في حلق الشارب إذا كنا نرى اليوم اليهود قد أحفوا شواربهم وأرخوا لحاهم وفي حديث أنس الزيادة (ولا تشبهوا باليهود) إن صحت هذه الزيادة؟ الشيخ: التشبه باليهود وبالنصارى هو أن يفعل المسلم ما ليس له أن يفعله, أن يفعل المسلم ما يفعله الكفار من عاداتهم وتقاليدهم وأزياهم كما ذكرنا أما أن يفعل المسلم ما أمره الشارع الحكيم بفعله وحضه عليه بل ربما نهاه عن تركه ثم يفعل بعض الكفار مثل فعله هذا ليس تشبها للمسلم بالكافر وإنما العكس هو الصواب أي إن الكافر هو الذي يتشبه بالمسلم ومن الثابت في علم الاجتماع أن من طبيعة الضعفاء أن يقلدوا الأقوياء وليس من طبيعة الأقوياء أن يقلدوا الضعفاء فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر في الأحاديث السّابقة الإشارة إليها أمر الأمة المسلمة أن تحافظ على عاداتها وعلى هديها وسنة نبيها وألا تتشبه بالكفار محافظة منها على شخصيتها المسلمة فإذا ما كان العكس أي تشبه الكافر بالمسلم فذلك قوة للمسلم وضعف للكافر وليس العكس ولهذا إذا كان الإحفاء مأمورا في الشرع وقد عرفنا أن الأمر إنما ينصب على إحفاء حافة الشارب وليس نفس الشارب فإذا فعل ذلك الكفار فذلك لعزة الإسلام وقوته وتمسك المسلمين به فلا إشكال حينذاك إنما الإشكال يأتي إذا فعل المسلم فعل الكافر والمسلم غير مأمور به شرعا السائل: نعم, جزاكم الله خيرا. (252/12) «رجل لبس جوربا على طهارة ثم أحدث ولبس جوربا ثانيا فهل يجوز المسح عليه، وما حكم المسح على الخف الذي لبس على الجورب في نفس القضية؟» السائل: سائل يقول ما حكم المسح على الجورب الذي لبس بعد الجورب الأول الذي لُبس على طهارة أي أن الجورب الثاني قد لبسه على غير طهارة فما حكم المسح عليه وكذلك ما حكم المسح .. ؟ الشيخ: عفوا, في؟ أعد. السائل: ما حكم المسح على الجورب الثاني؟ الشيخ: طيب. السائل: الذي لُبس على غير طهارة. الشيخ: كيف, كيف لُبس على غير طهارة؟ السائل: أي أنه لبس الجورب الأول طاهرا أدخلها طاهرة. الشيخ: طيب. السائل: ثم لبس جوربا أخر لشدة البرد بعد أن أحدث. الشيخ: ... . السائل: نعم. الشيخ: هذا الذي أشكل عليّ. السائل: نعم. الشيخ: بعد أن أحدث طيب. السائل: بعد أن أحدث لبس الجورب الثاني. الشيخ: أه. السائل: ما حكم المسح عليه وكذلك المسح على الخف الذي لُبس على جورب في, يعني نفس القضية؟ الشيخ: يعني السؤال الثاني هو عين الأول سوى أنه هناك جورب وهنا خف؟ السائل: تقريبا. الشيخ: أه طبعا لا يجوز المسح على هذا أو ذاك لا يجوز المسح على الجورب أو الخف الذين لبسا على جورب قد لُبس على طهارة ولكن سرى الحدث إليه لما لُبس عليه جورب أو الخف الثاني ... يجوز المسح عليه فعليه أن يخلعه وأن يمسح على الملبوس على طهارة. (252/13) «إذا لبس الخف على طهارة ثم أراد الوضوء فتوضأ ومسح على خفه ثم أراد الصلاة فخلع ذلك الخف فما حكم وضوءه وصلاته وما الدليل على ذلك وكيف الجواب عن حديث علي في ذلك؟» السائل: وإذا لبس الخف على طهارة ثم أراد الوضوء فتوضأ ومسح على خفه ثم أراد الصلاة فخلع ذلك الخف فهل له الصلاة هنا ولم يخلع الجورب يعني أخلع الخف خلع الخف .. الشيخ: يعني خلع الممسوح عليه؟ السائل: نعم وهو الخف. الشيخ: نعم طبعا وضوءه صحيح ويصلي ما شاء من الصلوات حتى ينتقض وضوءه لكن إذا عاد إلى لبسه فلا يجوز له أن يعيد المسح عليه لأنه في الحالة الثانية لبسه على غير طهارة. السائل: والدليل على ذلك؟ جزاكم الله خيرا. الشيخ: الدليل هو عدم وجود الدليل الموجب للقول بنقض الوضوء أو بغسل الرجلين كما يقول البعض. السائل: لا, أقصد الدليل على إبقاء أو بقاء الوضوء صحيحا بعد خلع الخف؟ الشيخ: أي هذا الذي أقول بأنه لا يوجد دليل يدل على انتقاض وضوء هذا الإنسان ليؤمر باستئناف الوضوء مرة أخرى. السائل: وحديث علي موضعه الذي؟ الشيخ: حديث علي ماذا؟ السائل: الذي فيه أنه توضأ ومسح على الخف أو على نعله ثم أراد الصلاة خلع النعل فصلى, هذا؟ الشيخ: إيه هذا حديث عليّ حديث موقوف وهو معنا وليس علينا! السائل: نعم. (252/14) «يعرف بعض علماء الأصول الإنسان بأنه حيوان ناطق فما رأيكم في هذا التعريف؟» السائل: سائل يقول يعرّف بعض علماء الأصول الإنسان بأنه حيوان ناطق فما رأيكم في هذا التعبير أو في هذا التعريف؟ الشيخ: إنه هو الحيوان يعني اشتقاق من الحياة فليس فيه شيء يذكر أو يُنكر في زعمي فالفرق بين الإنسان والحيوان هو النطق وإلا فيجمعهما اسم حيوان وهذا التفريق تفريق طبيعي ولكن التفريق الأساسي هو التفريق بما يحمله الإنسان من إيمان بالله عز وجل وإلا كان الكافر حيوانا كالحيوان الأعجم الذي لا ينطق كما وصف الله عز وجل الكفار بذلك حينما قال ((ويأكلون كما تأكل الأنعام)) ويتمتعون كما تتمتع. السائل: يتمتعون ويأكلون. الشيخ: نعم؟ السائل: ((يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام)) الشيخ: ((ويأكلون كما تأكل الأنعام)) أما من حيث التعبير فما أجد فيه شيئا لأنه هناك ارتباط بين الإنسان والحيوان في كونه فيه روح وفيه حيوان لكن يفترق عنه بأنه مكلف وأنه واجب عليه أن يؤمن ... فمن كفر فهو حيوان ولو كان ناطقا. (252/15) «ما رأيكم في كتاب التفسير المسمى روح المعاني للألوسي؟» السائل: ما رأيكم في كتاب التفسير " روح المعاني " للألوسي؟ الشيخ: أعتقد أن هذا الكتاب يعني كتاب في التفسير نافع جدا لولا أن فيه شيئا من الصوفيات في باب يخصه بعد أن يفسر الآيات على الطريقة المتبعة عند علماء التفسير حيث يقول باب في الإشارة فيأتي بتآويل صوفية ما يعني كنا نستحسن منه لا سيما وهو رجل عالم فاضل وفيه اتجاه قوي للسلفية وبعد عن كثير مما تورط فيه بعض المفسرين المتأخرين من الوقوع في تأويل آيات الصفات والإيمان ببعض البدع والخرافات فتفسيره منقى من مثل هذه الأمور على أنه عالم كبير يشهد على ذلك تفسيره هذا لولا ميله إلى شيء من الصوفيات ولعله حمله على ذلك أنه كان يعيش في زمن تغلّبت فيه الصوفية والطرق ونحو ذلك, على كل حال فإذا الطالب للعلم عُني بدراسة هذا التفسير والاستفادة منه وابتعد عن هذا الباب الخاص أو الفصل الذي يعقده في تفسير بالإشارات الصوفية, ففيه خير كثير إن شاء الله, نعم. (252/16) «إذا كان شرط مسلم هو دون شرط البخاري كما هو معلوم في مصطلح الحديث فلماذا لا نكتفي بقولنا صحيح على شرط البخاري بدل قولنا صحيح على شرطهما لأن البخاري يشمل شرط مسلم؟» السائل: سائل يقول إذا كان شرط مسلم هو دون شرط البخاري كما هو معلوم في علم مصلطح الحديث فلماذا لا نكتفي بقولنا صحيح على شرط البخاري بدل قولنا صحيح على شرطهما لأن البخاري يشمل شرط مسلم؟ الشيخ: لا ليس كذلك لأنه شرط كل من الشيخين أول ما ينبغي أن يتوفر فيه أن يكون رجال السند كلهم من رجال الذي قيل إنه على الحق مثلا إذا قيل في إسناد ما هذا إسناده صحيح على شرط مسلم وفيه مثلا حماد بن سلمة فلا يجوز أن نقول هذا إسناده صحيح على شرط البخاري لأن حماد بن سلمة ليس من رجال البخاري كذلك على العكس إذا كان هناك إسناد فيه مثلا أبو بكر ابن عياش وكل رجاله ثقاته رجال الشيخين إلا أبو بكر هذا ففي هذه الحالة لا يجوز أن يقال هذا إسناده صحيح على شرط مسلم لأن أبا بكر ابن عياش لم يخرج له مسلم ولهذا لا يجوز الاستغناء بالقول في الإسناد الأول أي الذي يرويه ... حماد بن سلمة لا يجوز أن يقال فيه إنه صحيح على شرط البخاري لأن شرط البخاري أسلم وأقوى وأحسن, هذا الكلام مُسلَّم في الجملة ولكن تفصيليا لا يجوز أن يقال إن كل إسناد على شرط مسلم يجوز أن يقال إنه على شرط البخاري والعكس أيضا لا يجوز من باب أولى على أن هناك بعض الدقائق من الأمور حيث يروي مثلا مسلم لراو ما متابعة أو مقرونا بغيره والبخاري لا يروي لهذا الراوي مطلقا فكيف يصح أن يقال أن هذا الإسناد صحيح على شرط البخاري في الوقت الذي لا يجوز أن يقال إنه صحيح على شرط مسلم! لأن مسلما لراو ما ولنفرضه هو محمد بن إسحاق صاحب السيرة أو مثلا مطر الوراق إنما يروي مسلم لكل منهما مقرونا بغيره أو متابعة ففي هذه الحالة لا يجوز أن يقال إنه صحيح على شرط مسلم لأن من شرط مسلم أن يروي لمطر الوراق أو لمحمد بن إسحاق مقرونا أو متابعة من غيره ومن هنا يبدو تساهل الحاكم كثيرا وتورط الذهبي معه أحيانا حينما نجده يروي حديثا من طريق شريك بن عبد الله القاضي والسند كله صحيح وثقات فيقول إسناده صحيح على شرط مسلم مع أن مسلما لم يرو لشريك بن عبد الله إلا مقرونا بغيره, نعم. يتم الجواب بهذا المقدار من السؤال وإلا بقي شيء عندكم؟ السائل: لا إن شاء الله واضح. الشيخ: نعم. (252/17) «ما علاج من يشك في كثير من المتواترات كالقراءة السبع ويقول ما دمنا لم نر لها إسنادا متصلا في الكتب المعتمدة فقد تكون من اجتهادات بعض المشايخ واستحساناتهم ولا يسلم بكثير ما يقول عنه العلماء أنه من فروض» السائل: ما علاج من يشك في كثير من المتواترات كالقراءات السبع ويقول؟ الشيخ: شيء تفضل. سائل آخر: عندي سؤالان. السائل: ويقول مادمنا لم نر نحن إسنادا متصلا في الكتب المعتمدة فقد تكون من اجتهادات بعض المشايخ واستحساناتهم ولا يسلم بكثير مما يقول عنه العلماء إنه من فروض الكفاية بل يريد نصا واضحا في كل ذلك؟ الشيخ: عفوا كأنه في السؤال ... واضح فأعده عليّ؟ السائل: ما علاج من يشك في كثير من المتواترات كالقراءات السبع؟ الشيخ: كيف يكون من المتواترات وهو أولا يشك ثم يقول أريد إسنادا؟ السائل: هذا الكلام أنا أقول بأن هذه القراءات متواترة, هو يشك في هذه القراءات التي نقرأ بها وهي في اعتقادي إنها متواترة لكن أشك كأن هذا معنى السؤال؟ الشيخ: يعني هل يعني بأنه أهل العلم في القراءات مثلا يقول بأنها متواترة؟ السائل: نعم. الشيخ: أما السائل يشك في قولهم هذا! السائل: مع السائل يواجه هذه المشكلة لأنه طالب في الكلية؟ الشيخ: معليش بدك عرضت لي المشكلة عرضا متناقضا! السائل: نعم, أنا أقرأ من السؤال. الشيخ: على كل حال نحن نجيب بجواب يعني يشمل السؤال مع بيان أنه في خطأ لأنه إن كان قوله أنه يسأل عن أمور متواترة لكن هو أو غيره يشك فيها فكيف يصح أن يشك المسلم في أمر متواتر؟ لكن أنا أفهم أن سؤاله يعني ما يأتي وهو أنه أهل العلم كأهل القراءات السبع مثلا يقولون أنه هذه القراءات متواترة, هو غير مقتنع إنها متواترة لأنه بيطلب السند, فنحن نقول جوابا في النهاية أنه يا أخي يا أيها السائل يجب أن يُرجع في كل علم إلى المتخصصين فيه ويُسألون عما يتعلق بعلمهم وليس للجاهل أن يحاصص ويدقق فيطالب بالسند وهو لا علم له في هذا الموضوع يعني مثلا, أنا مثلا بأصحح له حديثا بيقل لي طيب شو السند في تصحيحي لهذا الحديث؟ أنا بقل له ... دروس علم المصطلح وعلم الرجال سنين لحتى تفهم عليّ كيف أصحح لهذا الحديث وكذلك العكس مثلا الحديث الضعيف و وإلخ, لا يستطيع عامة الناس أنه يفهموا علوم التي تخصص فيها أهل الاختصاص لمجرد أنه الجواب ما دخل في عقله, أنا نذكره بالآية التي طالما رددناها على مسامعكم في غير هذه المناسبة ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) فالذي يشك في القراءات لا يمكنه أبدا أن يعرف حقيقة هذه القراءات كما يقتضيه البحث العلمي إلا إذا كان من أهل الاختصاص فهو إذن أحد يعني هو أحد رجلين إما أن يكون من أهل الاختصاص فيقال ابحث لتعرف كحديث من الأحاديث يقال أنني ضعفت أنه حديث متواتر فمن الذي يستطيع أن يعرف هذا القول صحيح وإلا ليس بصحيح؟ أهل الإختصاص فلو سألني سائل حديث من الأحاديث أدعي أنا تواترها كحديث مثلا (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) كيف أدعي ... أنه هذا حديث متواتر ... بأعطيك كلاما مجملا لكن هذا ما بيقدم له العلم الي هو يطمئن له وإنما عليه أن يطبق هذه الآية ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) كذلك أنا مثلا متخصص في القراءات فلا أستطيع أن أناقش أو أنتقد بصورة خاصة من يدعي في آية ما أنها متواترة قراءتها على وجه معين. إذن ماذا يجب علينا يجب كما أفعل في مرض ألمّ بي ما باتعب مخي و ... نفسي لأعرف باجتهادي أنا الي مبني على الجهل بالطب شو ... حتى أقدم لنفسي العلاج, هذا أمر مستحيل, باسأل أهل الاختصاص من الأطباء فهم الي يدلوني على العلاج وعلى الدواء وهكذا فهذا السائل يقال له ليس لك أن تطلب السند لأنك لا تستطيع أن تعرف السند المتعلق بذاك العلم إلا بعد ما تدرس دراسة أولئك الناس الي بيقولوا هذا متواتر وهذه قراءة قراءة آحاد لا يحتج بها أو لا يقرأ بها أو إلخ. وهذه قاعدة هي في الحقيقة ليس في علم القراءات, في كل العلوم التي يجهلها السائلون وهذا شرط قبيل الفوضى لا نهاية لها كما قلنا آنفا كل واحد بيجتهد بيقول هذا عندي حلال ولو فلان قال حرام مثلا أو بالعكس أو ما شابه ذلك, وهذه الفوضى الآن ضاربة أطنابها في الكتب التي ترونها واحد بيمكن عبارة ما يحسن يقرأها ويظهر ذلك في التعاليق بيكتب لك تحقيق الكتاب الفلاني تحقيق فلان, شو هذا التحقيق؟ عبارة عن تقميش ليتعاون على هذا التقميش ببعض الفهارس العصرية وإذا به أصبح محققا لنرى العجب العجاب في هذه التعليقات الجديدة! السائل: نعم. الشيخ: وهذا كله بعدم تحكيم الشرع في كل ما يحتاجه الإنسان فإذن الجواب ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) بيطلع بإيدك كثير مثلهم حينئذ عرج تبحث قد تصل إلى أن تعرف الحقيقة التي يقولون بها أو أن تثبت خطأهم فيما يقولون. السائل: نعم. الشيخ: أكهو. (252/18) «أقرأ بالتكبير من الضحى إلى آخر القرآن عملا بقول شيخي في القراءات بأن هذا التكبير متواتر في القراءات العشر من طريقي الشاطبية وطريق ... لا عملا بالحديث الضعيف ولكن بالمشافهة فما رأيكم؟» السائل: بهذه المناسبة فضيلة الشيخ أقول بأني أنا أقرأ للتكبير من الضحى إلى آخر القرآن عملا بقول شيخي في القراءات بأن هذا التكبير متواتر في القراءات العشر من طريقي الشاطيبة و طيبة النشر لا عملا بالحديث الضعيف ولكن بالمشافهة فما رأيكم؟ الشيخ: رأيي أنهم يقولون متواتر؟ السائل: هم يقولون بهذا ولكن .. الشيخ: ما ما أظن يقولون بالتواتر ... ! السائل: هذا قول الشيخ ... . الشيخ: لا يعني قول الشيخ معليش لكن قرأته في كتاب مثل الجزري وغيره؟ السائل: أي هو وارد معروف عند القراء مسلم به التكبير. الشيخ: لا لا ليس. السائل: متواتر. الشيخ: أيوه, ليس البحث كونه مسلم به أو غير مسلم, أنت تنقل عن التواتر. السائل: نعم. الشيخ: لأنه نحن شو نفهم تواتر؟ نفهم أن القراء يقولون تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأ من ((والضحى)) إلى آخره يكبر؟ السائل: نعم. الشيخ: أنا ... الآن ما بأظن أنهم يقولون أن هذا متواتر, يقولون باستحباب ذلك أو بشرعيته. السائل: هنا أنا أذكر كلامي شيخي ... بالنص أنه قال ثابت بالتواتر من طريق الصغرى والكبرى ... . الشيخ: على كل حال أنا بأقول الآن جواب عام أنه كل طالب علم يجب أن يعمل في كلام شيخه حتى يتبين له خطؤه سواء كان في الفقه أو في الحديث أو إلخ ومعنى ذلك أن هذا الطالب ينبغي أن يُصبح أعلم من شيخه في هذه الجزئية على الأقل وإلا كما قلنا يعني تصير القضية فوضى لا نهاية لها. (252/19) «ما رأيكم في التكبير عند قراءة سورة الضحى إلى آخر القرآن مع أنه ورد بالتواتر عند القراء بالمشافهة؟» السائل: طيب وما رأيكم في هذا التكبير؟ الشيخ: أنا لا أعتقد أن له أصلا في السنة أبدا! السائل: إذا قلنا بأنه ثبت عند القراء بالمشافهة رووه بالمشافهة كل يتلقى عن شيخه القراءة من الضحى ... بالتكبير أما الحديث فنقول بضعفه, ما ندري؟ الشيخ: من ... الحديث هذا؟ هذا التلقي غير منقطع في مكان ما؟ السائل: لا. الشيخ: يعني واصل للرسول؟ السائل: نعم, هذه المشافهة معنى المشافهة أنه كل ينقل على شيخه إلى الصحابي؟ الشيخ: أي من يقول هذا من أهل العلم؟ السائل: أهل القراءات. الشيخ: لا ما أقصد من الأحياء من المؤلفين؟ السائل: ابن الجزري ذكر هذا, صنف له بابا في كتابه " النشر في القراءات العشر"؟ الشيخ: نقول ... الآن, كنا بنراجع النشر ... في هذا الكلام إلا بعد المراجعة. السائل: تعرف أنت. الشيخ: ... من السهل. السائل: وآخر باب في التكبير, أخر باب في الكتاب. الشيخ: ... مراجعة. السائل: نعم. الشيخ: لكن أنت حديث عهد وإلا قديمه؟ السائل: أه أنا ما قرأته على أنما أحال شيخي له ... . الشيخ: ... . السائل: نوعية معروفة عند أبي كثير المكي قرأ عليه تلميذه بن البزي بالمشافهة إلى الصحابي ومثلما أظن يعني هي أقوى كما تعلمون طرق النقل. الشيخ: على كل حال بدهامراجعة كتاب النشر. السائل: إن شاء الله. الشيخ: إن شاء الله. السائل: سؤال أخير الحين ... . الشيخ: يأذن لك سواء أذن رضا أو رغما لكن لعله الأفضل له أن يجاب مو هيك؟ السائل: ... . الشيخ: ... . السائل: جزاك الله خير. الشيخ: وإياك. (252/20) «ما رأيكم فيمن جمع بين صلاتين فأذن وأقام لكل صلاة عملا بحديث ابن مسعود في البخاري؟» السائل: ما رأيكم في من جمع بين صلاتين فأذن وأقام لكل صلاة عملا بحديث ابن مسعود في البخاري؟ الشيخ: تعني بحديث بن مسعود في ... . السائل: في مزدلفة. الشيخ: مزدلفة. السائل: نعم. الشيخ: هذا الحديث لا يصح! السائل: هو معزو إلى البخاري. الشيخ: هو في صحيح البخاري. السائل: نعم. الشيخ: هذا الحديث أنا أودعته في السلسلة الضعيفة لسببين اثنين, الأول أن في إسناده أبا إسحاق السبيعي. السائل: نعم. الشيخ: ومعروف أنه كان اختلط بالإضافة إلى أنه مدلس ومن زلات العلماء أن الحافظ ابن حجر ذكر أن البخاري ما روى عنه إلا من طريق من سمع منه قليلا كشعبة أو سفيان الثوري والواقع خلافه أولا وثانيا هذا الحديث هو ليس من رواية أحد الرجلين شعبة أو سفيان الثوري في الكتاب حصلته إن شاء الله؟ السائل: ما ... . سائل آخر: لا بأجيب لك إياه بكرة يعني. الشيخ: إيه لأني أنا واقف عند حديث, واقف عند حديث السائل: ... . الشيخ: عازيه الهيثمي للبزار هو معزي لأحمد ومسند أبي يعلى وأنا راجعت الاثنين فبين بيشوف ... في مثل ... . سائل آخر: لا ... بكرة ... عنك. الشيخ: المهم هذا حديث ليس من رواية شعبة ولا سفيان وإنما هو من رواية زهير بن معاوية وهذا روى عنه بعد الاختلاط. السائل: نعم. الشيخ: فلهذا السبب مع طبعا متابعة المصادر التي تمكنني من أن أعثر أو لعليّ أعثر على رواية لشعبة أو سفيان عنه فنتأكد حينذاك أنه الحديث ... حدث به قبل اختلاطه فما حصّلنا ذلك, هذا من جهة, من جهة أخرى أنه ثابت في حديث جابر وغيره أنه الرسول عليه السلام جمع بين الصلاتين بأذان وإقامتين فلهذا وذاك تجرأت على إيراد هذا الحديث في الضعيفة! السائل: نعم. الشيخ: لا سيما وقد قيل أنه الشيخ الألباني بيضعف أحاديث البخاري فمادام هو قيل استرحنا وانتهى الأمر ... . السائل: ... . (252/21) «مقدمة من الأخ خالد العنبري والتي فيها الثناء على الشيخ الألباني وذكر موضوع أسئلته وهي ما يتعلق بالإيمان والكفرخالد العنبري: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد: أبا عبد الرحمان فضيلة الشيخ الداعية العلامة النقاد المحدّث الشيخ: دعك. خالد العنبري: محمد. الشيخ: دعك من هذه الألفاظ. خالد العنبري: ناصر الدين الألباني لا شك كما يقول أبو قلابة " إن مثل العلماء كمثل النجوم التي يهتدى بها والأعلام التي يقتدى بها فإذا تغيبت تحيروا وإذا تركوها ضلوا " ألا وإن الشباب اليوم في حيرة شديدة تجاه مسائل الإيمان والكفر ولا شك أن هذه المسائل من الخطورة بمكان وأنه يتعين على كل أحد الإعتناء بتحقيقها لأن الله تبارك وتعالى علق بها السعادة والشقاوة والإختلاف في هذه المسائل هو أول اختلاف وقع في هذه الأمة بين الصحابة والخوارج كما لا يخفى على فضيلتكم ولذلك كان لزاما علينا أن نطرح بعض الأسئلة لعل الله ينفع بالجواب عليها من فضيلتكم. (253/1) «ما موقع العمل من الإيمان وهل هو شرط كمال أم شرط صحة نرجو التوضيح؟» خالد العنبري: ونبدأ بالسؤال الأول وهو في مسائل الإيمان فلا شك أن الإيمان عند أهل السنة كما يعبِّر بعض العلماء خمس نونات " اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان يزيد بطاعة الرحمان وينقص بطاعة الشيطان " وبعبارة أخرى " فإن الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح " فلا يكون الرجل مؤمنا حتى يصدق بقلبه ويقر بلسانه ولا يكون بذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب من الحب والخشية والتعظيم والإجلال للرب تبارك وتعالى ونحو ذلك من الأعمال القلبية والسؤال فضيلة الشيخ ما موقع العمل من الإيمان وهل هو شرط كمال أم شرط صحة أرجو توضيح هذه القضية وبارك الله فيكم؟ الشيخ: الذي فهمناه من أدلة الكتاب والسنة ومن أقوال الأئمة من صحابة وتابعين وأئمة مجتهدين أن ما جاوز العمل القلبي وتعداه إلى ما يتعلق بالعمل البدني فهو شرط كمال وليس شرط صحة ولذلك فالزيادة والنقصان الذي هو معروف عند العلماء وجاء ذكره في تضاعيف السؤال إنما يزيد بهذه الأعمال وينقص فهناك ارتباط وثيق جدا بين العمل القلبي والعمل البدني فكلما ازداد الإيمان في القلب كلما ظهرت أثاره على البدن وكلما ازداد العمل بدنيا عاد بزيادة في الإيمان القلبي هذا هو الذي نفهمه من ما أشرت إليه آنفا من أقوال العلماء الذين كانوا أعلم الناس بدلالات الكتاب والسنة وقد فهمت في الأمس القريب أنك توسعت في هذا الموضوع وجلبت كل ما تيسر لك من الأدلة من كتاب الله ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال أئمة السلف ومن جرى على منهجهم ما فيه كفاية وغنية عن الإفاضة بالنسبة لمثل هذا الوقت والذي نرتجل فيه الجواب عن سؤالك ارتجالا فإذا كان هناك شيء يحتاج إلى توضيح أو بيان فنوضحه وإلا ننتقل إلى ما بعد هذا السؤال؟ (253/2) «كيف الجواب عمن قال: إن من قال إن العمل شرط كمال فهو مرجئ؟» خالد العنبري: فضيلة الشيخ ما دام العمل شرط كمال لا شرط صحة كما يقول المعتزلة والخوارج فإن بعض الناس يتّهِم أهل السنة أو يتهم بعض السلفيين بأنهم مرجئة ذلك لأنهم يعتقدون أنهم إن قالوا إن العمل شرط كمال فإن ذلك يؤدي إلى أنّ الإيمان قول بلا عمل ويقولون هذا قول المرجئة فمادمتم أنتم أيها السّلفيون لا تكفرون تارك الأعمال ومن تلك الأعمال الأركان الخمسة وكذلك من ترك الحكم بغير ما أنزل الله من غير ما جحود واستحلال فأنتم مرجئة فما ردكم على هذه الفرية بارك الله فيكم؟ الشيخ: أولا نحن ما يهمنا الاصطلاحات الحادثة بقدر ما يهمنا اتباع الحق حيثما كان فسواء قيل أنه هذا مذهب الخوارج أو المعتزلة فهم يقولون معنا لا إله إلا الله محمد رسول الله فهل معنى كوننا وافقناهم على هذه الكلمة الطيبة أن نحيد عنها لأن غيرنا من أصحاب الانحراف عن الحق هم يقولون بذلك أيضا بداهة سيكون الجواب لا وإنما نحن كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة ندور مع الحق حيث دار فالذين يتهمون أهل السنة الذين يقولون بما ذكرنا مما عليه الأئمة بالإرجاء فما هو هذا الإرجاء عندهم؟ ماهو هذا الإرجاء؟ الذين يقولون بالإرجاء لا يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص بالأعمال الصالحة ولذلك فثمة خلاف واضح جدا بين أهل الحق وبين المرجئة فنحن نعلم أن علماء السلف يذكرون عن بعض الفرق من المرجئة الذين يقولون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص أن أحدهم لا يتورع عن أن يقول إيماني كإيمان جبريل, هذا منقول ذلك لأن حقيقة الإيمان عندهم غير قابلة للزيادة والنقصان, مذهب الإرجاء من قولنا نحن بأن الإيمان يزيد وينقص وكما جاء في السؤال مما لا حاجة إلى التكرار أن زيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية ولقد بلغ من انحراف القائلين بالإرجاء حقيقة مبلغا خالفوا فيه نصوصا وغير النصوص التي تدل صراحة في الكتاب والسنة على أن الإيمان يزيد فقالوا بأنه بناء على قولهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص قالوا تلك الكلمة وبنوا عليها أنه لا يجوز الاستثناء في الإيمان, لا يجوز أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله ورتبوا على هذه القولة حكما خطيرا جدا وهو تكفير من يستثني في إيمانه فمن قال أنا مؤمن إن شاء الله قد جاء في كتب الفروع بأنه لا يجوز لحنفي أن يتزوج بشافعية لأنهم يستثنون في إيمانهم, هكذا كان قد صدر من بعض علمائهم من قبل ثم جاء من يُظن بأنه كان من منصفيهم أو من المعتدلين فيهم فأفتى بالجواز لكن الحقيقة أنني أتساءل أيهما أخطر أهذا الذي أفتى بالجواز بالتعليل الآتي أم أولئك الذين صرحوا بأنه لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية لأنهم يشكون في إيمانهم, فالتي تشك في إيمانها لا تكون مسلمة ولا من أهل الكتاب ليجوز أن يتزوجها لو كانت من أهل الكتاب فجاء هذا الذي قد يُظن أنه من المعتدلين فيهم فأجاب حينما سُئل وهو المعروف بمفتي الثقلين ومؤلف التفسير قال يجوز والتعليل الآن هو موضع العبرة تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب, فهذا هو جواب المرجئة فلا شك أن الذين يتهمون القائلين بكلمة الحق مما سبق بيانه آنفا أن الإيمان يزيد وينقص إلخ أنهم يقولون على أهل الحق ما ليس فيهم وفي اعتقادي أنهم يعلمون ما يقولون ويعلمون أنهم مبطلون فيما يقولون فالفرق في اعتقادي واضح جدا بين عقيدة السلف وبين المرجئة فشتان بين الفريقين والظلم من هؤلاء الناشئين اليوم الذين يتهمون أتباع السلف الصالح بأنهم مرجئة, نعم. (253/3) «زيادة التوضيح من الأخ خالد العنبري حول المرجئة ومذهبهم ونقل كلام أهل العلم حول ذلك مع اتهام بعض الفرق الضالة القديمة لأهل السنة بالإرجاءخالد العنبري: ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية قسّم فرق المرجئة إلى ثلاثة أقسام فمنهم من يقول إن الإيمان مجرد ما في القلب ومنهم من يقول إنه مجرد قول اللسان وهذا لا يُعرف لأحد قبل الكرّامية الفرقة المعروفة. الشيخ: نعم. خالد العنبري: وهناك قول ثالث للمرجئة وهم مرجئة الفقهاء إذ يقولون هو تصديق القول وقول اللسان وعامّة المرجئة كما تعلمنا من فضيلتكم يذهبون إلى أنه لا يزيد ولا ينقص ولا يتبعض ولا يتفاضل أهله فيه بل إيمان الجميع سواء أما السلفيون أهل الحديث والسنة فإنهم يقولون إنه اعتقاد وقول وعمل يزيد وينقص ويتبعض ويتفاضل أهله فيه ويستثنون في الإيمان ويرون أنه أصل وفرع كما أننا كما أني أضيف إلى كلمتكم الطيبة قولة طيبة لابن أبي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية يقول فيما يقول " إن الإرجاء المذموم الذي ذمه ". الشيخ: عفوا كيف يقول؟ خالد العنبري: يقول " إن الإرجاء المذموم يؤدّي إلى ظهور الفسق والمعاصي بأن يقول العبد أنا مؤمن مسلم حقا كامل الإيمان والإسلام ولي من أولياء الله فلا يبالي بما يكون منه من المعاصي وبهذا المعنى قالت المرجئة لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله " وهذا باطل قطعا كما يقول ابن أبي العز, كما أن هناك قولا آخر لحافظ أهل المغرب أبي عمر بن عبد البر يؤيد ما قاله فضيلتكم يقول " هذا قولي - يعني القول بعدم كفر تارك الصلاة يقول - هذا قول قد قال به جماعة من الأئمة ممن يقول الإيمان قول وعمل وقالت به المرجئة أيضا إلا أن المرجئة تقول المؤمن المقرّ مستكمل الإيمان وقد ذكرنا اختلاف أئمة أهل السّنة والجماعة في تارك الصلاة فأما أهل البدع فإن المرجئة قالت تارك الصلاة مؤمن مستكمل الإيمان إذا كان مقرّا غير جاحد ولا مستكبر" انتهى كلام الحافظ رحمه الله, على أن فضيلة الشيخ هذه الفرية ليست بالحديثة وإنما هي فرية قديمة إذ ذكر القاضي الشيخ العلامة أبو الفضل السَّكْسَكِي في كتابه البرهان في عقائد أهل الأديان " أن طائفة من أهل البدع تسمى بالمنصورية يتهمون أهل السنة بأنهم مرجئة لقولها " أي لقول أهل السنة " إن تارك الصلاة إذا لم يكن جاحدا لوجوبها مسلم على الصحيح من المذهب " أي من مذهب الإمام أحمد " ويقولون هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل " ودافع الشيخ السكسكي عن أهل السنة وردّ هذا الإتهام في كتابه المذكور آنفا, فضيلة الشيخ الشيخ: عفوا. (253/4) «تعقب الشيخ الألباني على جملة نقلها الأخ خالد العنبري حول تارك الصلاةالشيخ: ما أدري إذا كان عبارة أن الرجل الفاضل في لفظة مسلم هل هي دقيقة؟ لأن المنافق الذي يظهر الإسلام يقال فيه مسلم لكنه غير مؤمن والبحث الآن أنه هذا تارك الصلاة وهو مؤمن بها هل هو مؤمن أم لا؟ وجوابنا إنه مؤمن لكن إيمانه ناقص خالد العنبري: نعم. الشيخ: فتركه للصلاة دليل نقصان إيمانه أما أن يقال إنه مسلم فيقال حتى الذي ليس في قلبه ذرة من إيمان لكنه يتظاهر بشيء من أركان الإسلام فيقال عنه إنه مسلم, مفهوم ملاحظتي؟ خالد العنبري: نعم. الشيخ: فشو ردكم في هذا؟ خالد العنبري: يبدو لي أنه ربما يقصد بالمسلم المؤمن وإنه ممن لا يفرق بين الإسلام والإيمان. الشيخ: لكن هذا. خالد العنبري: لعل هذا والله أعلم ولا أظن ... الشيخ: هو القصد يعني أنه لو قيل مؤمن ألا يكون أدفع للشبهة وللسؤال؟ خالد العنبري: بلا شك. الشيخ: لأنه لا يخفاكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية هكذا بقي في ذهني من مطالعة قديمة وهي أن الإيمان إذا أطلق والإسلام إذا أطلق فلكل منهما معنى. خالد العنبري: ... . الشيخ: لكن قد يقوم أحدهما مقام الآخر. خالد العنبري: أي نعم. الشيخ: هذا صحيح لكن هنا والموضوع موضوع الإيمان وترك الصلاة ينافي الإيمان سواء مطلقا أو نقصانا فكنت أظن أنه يكون بدل كلمة مسلم أن يقال إنه مؤمن ثم يقرن معه أن لا يتوهم من هذا الإطلاق بأنه كامل الإيمان ردا على المرجئة, هذه ملاحظة أحببت أن أذكرها بالنسبة لهذا النص وهذا النص بلا شك يفيد ردا قويا على الذين يستضلون القول الصحيح ويحاولون إلقاء التهمة على أهل الحق, نعم. (253/5) «كلام الأخ خالد العنبري حول الكفر وذكر قسميه أكبر وأصغر وبيان أنواع الكفر الأكبر وهي ستة والكلام على النوع الأول وهو كفر تكذيبخالد العنبري: ... انتهينا من مبحث الإيمان وإن كان على سبيل الاختصار الشديد لكن نظرا لوقتكم الذي سمحتم به لنا فنتطرق إلى موضوع التكفير فلا شك أن الكفر نوعان كفر أكبر وكفر أصغر والمقصود من بحثنا معكم هو الكفر الأكبر المخرج من الملة ولا شك أن الكفر المخرج من الملة كما هو عند أهل السنة والجماعة ستة أنواع وليس بنوع واحد " تكذيب وجحود وعناد ونفاق وإعراض وشك " وإنما تنوع الكفر هذا التنوع بسبب اختلاف مواقف الناس تجاه الحق الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب فمن الناس من يكفر بلسانه وقلبه وهذا هو كفر التكذيب والغالب على هؤلاء هو عدم إحاطتهم بما أنزل الله لذلك كفروا وكذّبوا ومما يشير إلى ذلك قول ربنا ((ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون)) ومن الناس من يتيقن بقلبه أنه الحق ولكن يكتم ذلك ويكذبه بلسانه. (253/6) «تعقب الشيخ الألباني على كلام الأخ خالد العنبري حول كلمة: " لم يحيطوا بها علما ".» الشيخ: عفوا, ممكن نقف عند النوع الأول لأنه بدى لي في شيء وهو ذكرتم معنى أنهم أحاطوا أعد أعد كلامك؟ خالد العنبري: أقول الغالب على هؤلاء أنهم كذّبوا بالإسلام بأنهم لم يحيطوا بها علما ... الشيخ: طيب هنا نقف, لم يحيطوا بها علما؟ خالد العنبري: نعم. الشيخ: هل هذا شرط؟ خالد العنبري: أقول الغالب بدليل قول ربنا. الشيخ: الإحاطة بالإسلام يا أستاذ يعني بالكاد أن نقول بالعلماء المسلمين أنفسهم فضلا عن الكفار الذين هم لا يعرفون من الإسلام إلا الشيء القليل, أنا أعتقد أنه الإتيان بلفظة الإحاطة هنا يُفسد علينا عقيدتنا! خالد العنبري: نعم. الشيخ: لأن الإحاطة لا حدود لها وإنما يكفي كما لا يخفاكم جميعا يكفي ليقع الشخص في الكفر أن يتحقق فيه معنى قوله تعالى ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)) إذا علم أن آية من كتاب الله أنزلها الله ثم جحد بها, هنا لا يوجد إحاطة لكن يوجد إنكار لما أحاط به علمه في هذه الجزئية فما يبدو لي أن وضع كلمة الإحاطة هنا هي تفيد في ضبط العقيدة. (253/7) «تتمة كلام الأخ خالد العنبري حول أنواع كفر الأكبر الخمسة الباقية وهي: كفر الجحود وكفر العناد وكفر الإعراض وكفر الشك وكفر النفاقخالد العنبري: المقصود بارك الله فيكم أنه إذا كذّب الإنسان بالإسلام فمعنى ذلك إما أن يكون جاهلا بالإسلام ولم يبحثه حق البحث ولذلك كذب به هذا إذا كان مكذبا بقلبه وبلسانه يعني يكون في واقع الأمر مكذبا بقلبه وهو صادق في ذلك التكذيب من حيث الواقع, قلت هذا لكي أفرق بين هذا النوع والنوع الآخر ألا وهو كفر الجحود وكفر الجحود فهو أن يتيقن بقلبه أنه الحق ولكنه يكتم ذلك ويكذبه بلسانه وذلك ككفر فرعون بموسى واليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقول ربنا كما تفضلتم آنفا ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)) ((فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به)) هذا هو كفر الجحود أما كفر العناد فأن يقر بالإسلام باطنا وظاهرا بقلبه ولسانه لكنه لا ينقاد للإسلام بغضا واستكبارا ومعارضة لله ورسله فهو وإن كان مصدقا بهذا الحق فإن تلك المعاندة تنافي هذا التصديق وذلك ككفر إبليس اللعين كما قال ربنا ((إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)) وأما كفر الإعراض فأن يُعرض عنه لا يصدقه ولا يكذبه ولا يصغي له البتة ولا يسمعه عمدا واستهتارا واستكبارا كما قال ربنا ((كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون)) ثم قال ((وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون)) ثم كفر الشك فمن الناس من يظل في شك وتردد لا يجزم بشيء والنوع الأخير هو كفر النفاق ولا يحتاج إلى تبيان. (253/8) «هل يكون الكفر بالقلب فقط أم أنه يكون بالقلب واللسان والعمل؟» خالد العنبري: وبناء على ذلك أتوجه بسؤالي إليكم هل يكون الكفر بالقلب فقط أم أنه يكون بالقلب واللّسان والعمل وبعبارة أخرى هل يكون الكفر بالاعتقاد فقط أم يكون بالإعتقاد والقول والعمل, نبّؤوني بعلم بارك الله فيكم؟ الشيخ: هو الذي أفهمه في هذه المسألة أن الأصل هو الكفر القلبي لكن هناك أقوال وأعمال قد تصدر من الإنسان تُنبي عما وقر في قلبه من الكفر لكننا لا نرى ضرورة الجمع بين أن يكفر بقلبه وبشيء من عمله فقد يجتمعان وقد يفترقان بمعنى المنافق لا يصدق فيه أنه كفر بقلبه وعمله فإنه بعمله مسلم ولذلك جاء صريح القرآن في هذا الصدد بالنسبة للأعراب فما يبدو لي أن هناك ضرورة التوفيق بل والتساؤل هل يكون الكفر بالقلب والعمل؟ قد يكون لكن لا يُشترط أن يقترن العمل مع الكفر القلبي لأن الأصل هو الكفر القلبي, فما أدري إذا كان هناك شيء ما وضح لي حتى أستحسن مثل هذا السؤال. (253/9) «نقل الأخ خالد العنبري كلاما لابن القيم حول الكفر وكيفية وقوعهخالد العنبري: لعلي أوضح هذا. الشيخ: نعم. خالد العنبري: بكلمة لابن القيم رحمه الله تعالى توضح ما أريد أن أصل إليه. الشيخ: نعم. خالد العنبري: وفيها يوضح ابن القيم أن الإيمان قول وعمل فيقول ابن القيم رحمه الله " الإيمان قول وعمل والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنا كما قال عن قوم فرعون ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)) فهؤلاء حصل لهم قول القلب وهو المعرفة والعلم ولم يكونوا بذلك مؤمنين ولذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمنا بل كان من المنافقين وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بذلك لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة فيحب الله ورسوله ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا وإذا فعل ذلك لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما أمر به فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه " والشاهد من كلمة ابن القيم هي ضرورة عمل القلب فقد يصدق الإنسان بالإسلام ثم يستهزئ بآيات الله ورسله وهو مستقر في قلبه التصديق بآيات الله ورسله إلا أنه يستهزئ, هذا فقد العمل القلبي كان يلزمه أن يوقر الله ورسوله مع التصديق فهو بافتقاد هذا الركن قد كفر بالله العظيم لأن أركان الإيمان كما علمنا الأن من بن القيم " القول قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح " فعمل القلب ركن, هذا المستهزئ بآيات الله ورسوله وإن كان في بعضهم من يكون مصدقا فقدْ فقدَ هذا الركن الركين من أعمال الإيمان ولذلك فإن الكفر لا يكون بالتكذيب فقط ولا يكون بعدم التصديق وربما يقع الإنسان في الكفر وهو مصدق كما كان إبليس اللّعين كان مصدقا إلا أنه استكبر عن السجود كما أمر ربه وربنا تبارك وتعالى وكذلك كان فرعون مصدقا ((لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر)) فقد يكون, وهذه خلاصة القول قد يكون الإنسان مصدقا ومع ذلك يقع في الكفر لانتفاء العمل القلبي عنهم فيستهزئ بآيات الله ورسله وهو يصدق بالإسلام , وقد انتفى منه العمل القلبي من التوقير والتعظيم والموالاة لله ورسله وهذا المنحى في حدود علمي أن المرجئة نَحَوْهُم أقصد أن الكفر يكون بالتكذيب فقط ولذلك كان لزاما علينا أن نعرف الكفر عند المرجئة حتى يتضح للسّامعين أن السّلفيين لا ينحون هذا المنحى أعني منحى المرجئة في التكفير وإذا تحررّ لنا الإيمان عند المرجئة على اختلاف فرقهم كما تكلمنا فيه سابقا فمن السّهل الميسور معرفة الكفر عند المرجئة فالمرجئة الشيخ: عفوا. (253/10) «تعقب وزيادة وضوح من الشيخ الألباني لكلام ابن القيم الذي نقله الأخ خالد العنبريالشيخ: كلام ابن القيم في الواقع يجب الوقوف عنده قليلا أنتم تعلمون أن هناك إيمان وتصديق ومعرفة وتعلمون أيضا بأن المعرفة والكفر يجتمعان. خالد العنبري: نعم. الشيخ: لكن هل يجتمعان الكفر والإيمان في آن واحد؟ وأعني هنا بالإيمان هو الأصل الذي جاءت الأحاديث تتحدث عنه بالنسبة لأهل النار الذين يعذبون على حسب استحقاقهم بسبب بعدهم عن الإسلام عمليا حينما تأتي الشفاعة فتخرج من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان, هذا المثقال من الإيمان هل يلتقي معه كفر؟ (253/11) «كلام الأخ خالد العنبري حول الكفر عند المرجئة وأنه خاص عندهم بالتكذيب بالقلب فقطخالد العنبري: الإيمان المقصود في هذا الحديث هو الإيمان الصحيح وإن كان ذرة فإن الإيمان إذا أو أعني التصديق إذا التقى معه البغض لله والاستكبار عن أوامر الله عز وجل فإن هذا الاستكبار بلا شك ينافي هذا الإيمان ويمحوه من القلب ولذلك فإن المرجئة حصروا الكفر في التكذيب بالقلب وظنوا كما يقول شيخ الإسلام أن كل من كفره الشارع فإنما كفره لانتفاء تصديق القلب بالرّب تبارك وتعالى ومعلوم أن التكذيب بالقلب لا سبيل لمعرفته والكشف عنه ومن ثم فلا يتحقق كفر إنسان قط كما يقول ابن الوزير إلا بالنص الخاص في شخص شخص وقد كفّر السلف من يقول بهذا القول فإبليس الرجيم كافر بنص القرآن ولم يكن مكذبا بل كان معاندا لله مستكبرا فإبليس بلا شك في قلبه التصديق ومع ذلك كفر بنص الكتاب العزيز وكذلك فرعون وقومه كما قال ربنا ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)) وقال أيضا ((وإذْ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم)) فإيذاء إيذاء قوم موسى له مع أنهم يعلمون أنه رسول الله بنص الكتاب العزيز هذا الإيذاء وما وهو ينجم عن عدم توقير للرسول وعدم موالاة له بلا شك ينافي هذا التصديق ولذلك كفّرهم ربنا تبارك وتعالى وكما يقول ... . (253/12) «مناقشة الشيخ الألباني مع الأخ خالد العنبري في بعض جمله وحول الفرق بين الإيمان والتصديق، والفرق بين المعرفة والإيمانالشيخ: هنا يا أستاذ ما في تصديق. خالد العنبري: نعم. الشيخ: بالنسبة لفرعون ما فيه تصديق, بالنسبة لفرعون والآية لا يوجد تصديق منهم فمن أين نأخذ التصديق؟ خالد العنبري: ((وجحدوا بها)) هذا على فرعون وقومه. الشيخ: الآية ... موسى شو قال له؟ خالد العنبري: ((وإذا قال موسى لقومه)) الشيخ: أهاه. خالد العنبري: ((لم تؤذونني وقد تعلمون)) الشيخ: طيب. خالد العنبري: ((أني رسول الله إليكم)). الشيخ: ((وقد تعلمون)). خالد العنبري: نعم. الشيخ: هنا ما في تصديق, ما في نسبة موسى عليه السلام لفرعون أنه مصدق لأنه لا يخفاك " تعلم " هو من حيث المعنى كما يقال " تعرف " وكما قال الله عز وجل بالنسبة لليهود ((يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) لكن مع هذه المعرفة كان عندهم إيمان؟ أظن أنه الجواب لا! خالد العنبري: لا, نعم. الشيخ: طيب, هذه المعرفة التي جاء التعبير عنها في خطاب موسى عليه السلام لفرعون ((تعلمون)) فتعلمون على وزن تعرفون لفظا ومعنى. خالد العنبري: نعم. الشيخ: أي هذا لا يعني أنهم كانوا مصدقين أي كانوا مؤمنين, ها يعني في المسألة فيها غموض! خالد العنبري: شيخنا بارك الله فيكم قوله تعالى ((وقد تعلمون)) هذا العلم لا يُفيد أنهم كانوا في قرارة أنفسهم مصدقون بأنه رسول إلا أنهم لم يأتوا ببقية أركان الإيمان من الإذعان والانقياد الشيخ: ما ينبغي أن نكرر الكلام, اليهود كانوا يؤمنون بالرسول؟ خالد العنبري: كانوا يصدقون به. الشيخ: عفوا, قل لي كانوا يؤمنون؟ خالد العنبري: لا. الشيخ: كانوا يعرفون؟ خالد العنبري: نعم. الشيخ: طيب, إذن هناك فرق الآن يعني واضح بيننا أن هناك فرقا بين الإيمان والمعرفة فكل من كان مؤمنا فهو يعرف ولا عكس, ليس كل من كان عارفا يكون مؤمنا, إلى هنا ماشي الكلام؟ خالد العنبري: نعم. الشيخ: جميل جدا, الآن نرفع كلمة من الكلمتين ونضع مكانها كلمة أخرى وهي الإيمان في علمي أنا الإيمان يرادفه التصديق بخلاف المعرفة. خالد العنبري: نعم. الشيخ: فإذن لا نفرق بين فلان مصدق بالرسول ومؤمن بالرسول, هل هناك فرق فيما تعلم؟ خالد العنبري: نعم هناك فرق. الشيخ: هذا الذي أنا بحاجة أن أعرفه, كيف؟ خالد العنبري: قولي مصدق بالرسول معنى بمعنى أنه توفر فيه ركن من أركان الإيمان وهو التصديق بقلبه, ربما يصدق بقلبه ولكن لا يقر بلسانه. الشيخ: من أين نأخذ هذا؟ خالد العنبري: ... يا شيخ ربما يصدق بقلبه ويستهزئ بآيات الله ورسله. الشيخ: ... . خالد العنبري: فهذا الاستهزاء بآيات الله ورسله يعني أن ليس في قلبه التوقير والحب لله ورسله, أفلا نكفره؟ الشيخ: بلى بلى نكفره. خالد العنبري: ... هذا الركن. الشيخ: نحن لا نختلف في هذا بارك الله فيك هناك أعمال تُنبئ عما في القلب, هناك أعمال تصدر من إنسان تُنبئ عما في القلب من الكفر والطغيان من ذلك الاستهزاء لكن نحن الآن بحثنا أن أننا نفهم الآن من كلامك بأن ثمة فرقا بين الإيمان وبين التصديق فكأنه كما يقولون في غير هذه المناسبة هناك عموم وخصوص. خالد العنبري: نعم. الشيخ: فكل من كان مؤمنا فهو مصدق كما قلت أنا آنفا كل من كان مؤمنا فهو عارف, الآن أنت كأنك تنزل كلمة تصديق مقابل المعرفة! خالد العنبري: نعم. الشيخ: فتريد أن تقول وأرجو أن أكون مخطئا فيما فهمته أن ليس كل من كان مؤمنا في لحظة من اللحظات أقول هذا القيد حتى ما نميل إلى القول عرض لهذا شيء فدل على أنه كفر, هذا يأتي فيما بعد لكني اقول أفهم من كلامك أن من كان مؤمنا في لحظة من اللحظات فهو مصدق يقينا وعارف يقينا لكن ليس من كان مصدقا في لحظة من اللحظات هو مؤمن, هكذا أفهم منك أي من كان مصدقا في لحظة من اللحظات فهو ليس مؤمنا كما نقول نحن بالنسبة لمن كان عارفا بصدق الرسول عليه السلام لحظة من اللحظات فهو ليس مؤمنا لأن المعرفة لا تجامع الإيمان أما الإيمان تجامع المعرفة. خالد العنبري: نعم. الشيخ: لكني الآن أنا في شك كبير من التفريق بين الإيمان والتصديق. خالد العنبري: أقول. الشيخ: ثم أريد بالنسبة للأية التي فيها ((ومصدقا)) هل هي تعني معنى غير مؤمن؟ هكذا فهمت منك. خالد العنبري: أعني بقولي التصديق أنه ركن من أركان الإيمان أنا أريد أن أختصر. الشيخ: ما عفوا أنا سألت سؤالا. خالد العنبري: نعم. الشيخ: سألت سؤالا, الآية ((ومصدقا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)) هي بمعنى غير الإيمان؟ خالد العنبري: لا. الشيخ: هذه المشكلة فمن أين نحن نأتي لتعريف للتصديق يباين الإيمان في جانب ما, والآية صريحة, هذه أيضا أنا أرى أنه تحتاج إلى تأمل وإنعام نظر أيضا لأن الذي استقر في نفسي من معلوماتي القديمة هو ليس التفريق بين التصديق والإيمان وإنما التفريق بين المعرفة والإيمان وسواء علينا قلنا التفريق بين المعرفة والإيمان أو التفريق بين المعرفة والتصديق فالتصديق والإيمان فيما أفهم شيء واحد أي لفظان مترادفان يدلان على ما وقر في القلب من الإيمان بالله ورسوله أما المعرفة فليست كذلك خالد العنبري: يعني أرى هذا اختلافا لفظيا لكن أنتم معي بلا شك أن التصديق هو ركن من أركان الإيمان وأن الرجل قد يكون مصدقا ويكفر ويُطلق عليه كلمة الكفر إذا أتى بفعل من الأفعال الكفرية كالاستهزاء بالله ورسوله, أنتم معي في هذا يا شيخ بارك الله فيكم.؟ الشيخ: لا. خالد العنبري: بأن نعم الشيخ: لكن أنا أقول حينما كفر المؤمن بكفر يخرجه عن الملة هل بقي مؤمنا؟ خالد العنبري: لا. الشيخ: طيب, حينما يكفر المصدق بكفر يخرجه عن الملة هل بقي مصدقا؟ حسب ما فهمت ستقول بلى. خالد العنبري: نعم. الشيخ: أي هذا التفريق أنا أريد له إيضاحا. خالد العنبري: قلت يا شيخ سلمك الله إبليس كان مصدقا أم لا؟ الشيخ: كفر, كان مصدقا ومؤمنا. خالد العنبري: لكن هو إلى الآن مصدق أم لا؟ الشيخ: هذا حجة لنا, كفر, الذي كان مصدقا وكان في اعتباره مؤمنا أما أنت فعلى حسب يعني تفريقك بين الأمرين تجمع بين النقيضين ففي الوقت الذي أنت تفرق بين التصديق والإيمان دعك وهذا التفريق الآن قبل كفر إبليس كان مؤمنا أم لا؟ خالد العنبري: كان مؤمنا. الشيخ: طيب وحينما كفر ظل مؤمنا؟ خالد العنبري: كافرا. الشيخ: أجب بارك الله فيك عن السؤال حتى يكون السين وجيم موضحا. خالد العنبري: لم يكن مؤمنا. الشيخ: بارك الله فيك. خالد العنبري: نعم الشيخ: هذا هو طيب قبل أن يكفر كان مصدقا؟ خالد العنبري: وبعد أن كفر كان مصدقا, أجبت وزيادة الشيخ: معليش, ما هو الدليل. خالد العنبري: الدليل أنه رأى الحق بعينه وأمر .. الشيخ: ما هو الدليل من القرآن أو السنة أو أقوال الأئمة أنه التصديق هو يباين الإيمان يلتقي مع الإيمان ويُباينه كما قلنا في المعرفة تماما فالآن مثالنا إبليس الرجيم باتفاق الجميع كان مؤمنا ثم لما كفر في استنكاره حكم الله عز وجل في مثل قوله ((أأسجد لمن خلقت طينا)) كفر أي لم يبق مؤمنا لكني أنا أقول أيضا لم يبقى مصدقا لأنه لو كان مصدقا وبقي مصدقا لسجد, خلاصة حتى ما نضيّع الوقت وسبحان الله الوقت يمضي أرجو أن تعيد النظر في هذه النقطة لأنها فيها دقة من جهة ومن جهة أخرى أنا لا أنا أعلم في حدود ما علمت وفوق كل ذي علم عليم أن العلماء يفرقون بين الإيمان والتصديق والنصوص التي تمر بنا وقد ننساها وذكرنا إحداها آنفا هي ترادف الإيمان تماما ((ومصدقا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)) أي هو مؤمنا فأنت إذا أردت أن تقول لا مصدقا لا تعني مؤمنا أنت بحاجة إلى نصوص من الكتاب والسنة وعلى الأقل بنصوص من أقوال أئمة السلف الذين نحن نقتدي بهم فأرجو أن تعيد النظر في هذه النقطة لأننا كما تعلم الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة يعني إذا أردنا من هذه الجانب أن نرد على المرجئة أيه وكنا مخطئين في التفريق بين التصديق والإيمان ما بيكون يعني إلا أننا خرّبنا خرّبنا بيوتنا بأيدينا فأرجو أن تعيد النظر في هذه النقطة وتستجلب ما يتيسر لك من أدلة من الكتاب أو السنة الصحيحة ثم من أقوال الأئمة في التفريق بين التصديق وبين الإيمان على الأقل لأتعلّم أنا ما كان عليّ خافيا. خالد العنبري: طيب يا شيخ. الشيخ: والآن. خالد العنبري: أرى أن مازال الخلاف لفظيا وأتلو عليكم قول ربنا ((الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) فكفّرهم ربنا تبارك وتعالى مع أنهم كانوا عارفين بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا كلمة لابن القيم قال " ومن تأمّل القرآن والسنة وسير الأنبياء في أممهم ودعوتهم لهم وما جرى لهم معهم يجزم بخطإ أهل الكلام ومنهم المرجئة فيما قالوه وعلم أن عامّة كفر الأمم عن تيّقن وعلم ومعرفة بصدق أنبيائهم " انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى فأنا أريد .. الشيخ: هذا نحن قلناه آنفا وأنت وافقت معي. خالد العنبري: لذلك أنا أقول أن الخلاف لفظي يا شيخ. الشيخ: أن المعرفة قد تجتمع مع الإيمان وقد لا تجتمع. خالد العنبري: طيب أقول يا شيخ بارك الله فيكم إذا انسحبت من كلمة تصديق وقلت إن إبليس بعد أن لم يمتثل لأمر ربنا تبارك وتعالى كفّره الله عز وجل وكان بعد كفره يعرف أن الله حق وما أمر به كان لا بد أن يمتثله وكان يعرف صدق الله عز وجل وصدق ما أمر به فلندع كلمة التصديق ونضع بدل منها كلمة المعرفة ونقول كذلك إن قوم موسى حينما كفروا به كانوا يعلمون ويعرفون أنه رسول الله حقا ومع ذلك كفرهم ربنا تبارك وتعالى فليس الكفر محصور في التكذيب بالقلب فما رأيكم في هذه المقالة؟ الشيخ: ماني شايف ... عم ندور في حلقة مفرغة وأنا قلت المعرفة لا تستلزم الإيمان وأنت الآن ما تزيد على هذا سواء حينما جئت بمثال إبليس أو بفرعون نحن متفقان. خالد العنبري: نعم. الشيخ: أن الإيمان يجامع المعرفة ولا عكس, المعرفة لا تجامع الإيمان. خالد العنبري: نعم. الشيخ: نحن متفقون على هذا. خالد العنبري: ... الخلاف لفظي. الشيخ: اسمح لي. خالد العنبري: أي نعم. الشيخ: لا الخلاف لفظي بالنسبة للنقطة هاي وقد يكون لكن بالنسبة لما تقول التصديق غير الإيمان وتجعل التصديق كأنها مرادفة للمعرفة هنا خلاف حقيقي مو لفظي, المهم بارك الله فيك, لا إله إلا الله لا إله إلا الله. فرعون عفوا إبليس الرجيم متفقون أنه كفر بعد أن كان مؤمنا خالد العنبري: نعم. الشيخ: وأنا وجهت سؤالا فبعد أن كفر هل بقي مؤمنا قلت لا لكن قلت بقي إيش؟ مصدقا! خالد العنبري: انسحبت منها وأقول .. الشيخ: معليش معليش انسحبت منها. خالد العنبري: كان عارفا أو عالما. الشيخ: انسحبت منها. خالد العنبري: نعم. الشيخ: هذا الانسحاب قد يكون الآن لمناقشة لكن أنا أرجو منك أن تعيد النظر وتدرس المسألة من جديد فإمّا أن توصلك الدراسة إلى البقاء على ما كنت عليه من التفريق بين التصديق وبين الإيمان وهذا خلاف الآية الصريحة في القرآن وإما أن تجعل التصديق هو الإيمان نفسه وأن الإيمان والتصديق لفظان مترادفان بخلاف المعرفة فإذا رجعنا إلى كفر إبليس, إبليس كفر وهنا نقطة, لم يكفر إبليس بمجرد أنه خالف أمر الله. خالد العنبري: نعم. الشيخ: وإنما لأنه استكبر بنص القرآن الكريم ((وكان من الكافرين)) أه فمجرد المخالفة والمعصية عند أهل السنة جميعا ما تكون سببا للتكفير. خالد العنبري: نعم الشيخ: لكن إذا اقترن مع هذه المعصية شيء ينبئ عن كفر القلب ولو بعد أن كان عامرا بالإيمان فهذا الإيمان يطيح ويزول بسبب هذا الكفر الذي يعتبر كفرا اعتقاديا. (253/13) «هل أبو عبد الرحمن السلمي هو ثقة وهل هو تابعي؟» الشيخ: نسأل الله له الهداية. أبو ليلى: ... حلف يمين وإلا حتى قبل مدة في نهاية المجلس كان له غرض شيخنا يريد أنه يحلف أمامنا أنت قلت هذا الآن بينا وبينه ... أنا حقيقة يعني مرة الشيخ ... قال ... انتهى الأمر أنا قلت له اتضح ... مقتنع فيه من أي باب لا أناقشك فيك ... أنت ذكرت الحديث عن عيسى عليه السلام لما رآه سرق قال والله ما سرقت وأنا أكون كعيسى عليه السلام يعني ... . سائل آخر: من حلف بالله فصدقوه. أبو ليلى: أي نعم لكن هل فعلا عيسى عليه السلام ما رآه سرق لكن من أحل اليمين سلم ... . الشيخ: الله المستعان. أبو ليلى: أنه حلف بالله أن هذ من تأليفه. الشيخ: يعني نقده للحديث تضعيفه للحديث الذي يطابق في أسلوبه أسلوبي هذا لم يسبق له أن وقف على نقدي بهذا الأسلوب وإنما هذا اتفاق قلت مرة لبعضهم والله بدها إيمان بدها إيمان! إيمان بالغيب لأنه فوق العقل فيه قصص جحة زعموا أنه دخل ذات يوم حديقة أو بستانا فأخذ يحوّش من الثمار ويدك في جيوبه فحبس ... فألقى القبض عليه وسأله كيف أنت تدخل هنا قال له الهوى الريح رماني قال له طيب وهذه الثمار الذي في جيوبه قال أنا عم أفكر فيه كيف يعني؟ يعني الهوى طيّره للبستان لكن الهوى دخل ... . سائل آخر: يفكر ... . الشيخ: عم يفكر نعم. الشيخ: نعم. السائل: شيخ أبو عبد الرحمان السلمي ... . الشيخ: أبو عبد الرحمان السلمي السلفي القديم. السائل: أي نعم. الشيخ: وإلا الصوفي؟ السائل: لا لا ... . الشيخ: ثقة بلا شك, لماذا؟ السائل: هو تابعي؟ الشيخ: تابعي. السائل: لا تصح له صحبة؟ الشيخ: لا. السائل: لكن لأبيه صحبة. الشيخ: لعلك أنت تعني أبو عبد الرحمان أبو ليلى, عبد الرحمان بن أبي ليلى؟ السائل: لا لا. الشيخ: أبو عبد الرحمان السُّلمي تابعي أما أبوه فلا أدري. (254/1) «حديث (من قرأ قل هو الله أحد عشر مرة بُني له قصر في الجنة) في سنده أبو عبد الرحمن السلمي اختلط علي هل هو تابعي، وهل رواية (أحد عشر بعد صلاة الصبح) مقيدة؟» السائل: لأنه في مكارم الأخلاق للخرائطي؟ الشيخ: هاه. السائل: طبعا طبعا ... ففيه بحث وأنا أبحث فيه طبعا صححت حديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (من قرأ قل هو الله أحد عشرة مرات بني له قصر في الجنة) كنت أبحث أنا هل هو مقيد وإلا مطلق؟ هذا مطلق الحديث كان قال عمر نهاني رسول الله أن أستكثر. الشيخ: أي نعم. السائل: ... . الشيخ: الله أكثر. السائل: كنت أبحث عن تقييد وجدت ... في ... . الشيخ: نعم. السائل: قال عن أبي عبد الرحمان السّلمي من قرأ موقوف عليه طبعا ... عليه (من قرأ قل هو الله أحد إحدى عشر مرة في يومه بعد صلاة الصبح بنى الله له قصرا في الجنة) ما أدري هل ينفع هذا؟ الشيخ: هل هل ... . السائل: هذا الحديث هل هذا الأثر له علاقة في الحديث أم لا الشيخ: طيب هو. السائل: ... . الشيخ: طيب هو صح يعني السند إليه؟ السائل: طبعا أنا وقفت على رجاله. الشيخ: أه. السائل: موصول ورجاله مقبولون. الشيخ: أيوه. السائل: لكن العلة المحققة الي اسمها سعاد هذه. الشيخ: ... . السائل: هي التي لخبطت عليّ في أبي عبد الرحمان السلمي الشيخ: أه. السائل: أنا أعرف أنه تابعي. الشيخ: أه. السائل: فقالت له صحبة! الشيخ: أه. السائل: هي أنه صحت له صحبة فلخبطت عليّ في هذا الشيء, كنت أنا طبعا حاطها في بالي. الشيخ: إذا كانت ثقة في النقل ربما يكون هناك قول لبعض العلماء لأنه كثير من الرواة يُختلف في صحبتهم لكن يكون الراجح عند المحققين أنه تابعي لا صحبة له وهذا هو الذي نعرفه عن أبي عبد الرحمان السلمي. السائل: ليس من كبار التابعين حتى. الشيخ: نعم, فالآن سؤالك كان أنه ماذا أنه هذا الأثر يعطي إيش؟ السائل: هل هو هل نستطيع أن نستفيد منه التقييد الحديث صحيح؟ الشيخ: لا لأنه أولا أنك تقول إنه مقطوع بمعنى موقوف. السائل: نعم. الشيخ: هب هو بأنه مرفوع فأيهما يكون أقوى حينئذ؟ نسبيا فيكون هذا المقطوع أقوى أبلغ كان قال قال رسول الله أقوى, لا شك أن الثاني أقوى. السائل: المرسل أقوى. الشيخ: أه فإذا كان مرسلا أقوى هل يجوز تقييد المطلق به؟ الجواب لا! السائل: أنا إلي خلاني ... بهذا الأمر أن الحديث حُسِّن لغيره لأنك قلت فهذا الحديث جاء من مجموع هذه الطرق أقل أحواله الحسن. الشيخ: نعم. السائل: فقلت بما أنه حسن لغيره قد ينفع هذا المرسل بأن يكون مقيدا له مفيدا للتقييد. الشيخ: بارك الله فيك هذا يكون شاهدا قاصرا. السائل: جزاك الله خيرا. الشيخ: يكون شاهدا قاصرا, لو كان مرسلا مرفوعا. السائل: نعم. الشيخ: فما بالك وهو مقطوع! السائل: ثم لفظة أحدى عشر لا تؤثر؟ الشيخ: هو هناك عشرة. السائل: هو هناك عشرة. الشيخ: أيه. السائل: ... . الشيخ: هذا هذا يمنع من الاستشهاد به. السائل: حتى لا يكون قاصرا. الشيخ: أي نعم. السائل: هاه الشيخ: ... . السائل: ... . الشيخ: وهو كذلك, هو هو من زاوية من ناحية يكون قاصرا السائل: نعم. الشيخ: من ناحية يكون زائدة فمن الناحية الأولى يكون قاصرا فلا يُصحّح أو يُقوّى الحديث الذي قويناه من طرق أخرى ومن الناحية الأخرى يكون زائدا فتكون الزيادة منكرة لأنها مخالفة للطرق الأخرى! السائل: للإحدى عشر. الشيخ: التي هي عشرة. السائل: لا أنا أقصد الي هي الإحدى عشر المنكر. الشيخ: أيوه هو هذا تكلم عنه. (254/2) «حديث (من قرأ قل هو الله أحد عشر مرة بُني له قصر في الجنة) هل الاستعاذة تكون في كل قراءة لسورة الإخلاص.؟» السائل: لكن الاستعاذة تكون في بداية العشرة؟ الشيخ: إيش؟ السائل: الاستعاذة عن القراءات العشرة يعني يستعيذ مرة واحدة في بداية العشرة وإلا في الكل؟ الشيخ: هو الحديث في الإاستعاذة حديث في ماذا؟ السائل: ... . سائل آخر: من قرأ قل هو الله أحد عشرة مرات بنى الله له قصرا في الجنة. الشيخ: أه فسؤالك إيه؟ السائل: الاستعاذة في بداية العشرة الي ... في قراءة ... . الشيخ: كل واحدة يعني. السائل: كل واحد ... بواحدة. الشيخ: أه أول واحدة بس. السائل: أي نعم هو التكبير كل واحد. الشيخ: ... كل واحد. السائل: الآن ... في السؤال هذا تبع ... خلص الآن إذا كان ... حول ... هذا. سائل آخر: كلامه كلامه طيب متكامل. السائل: بالنسبة لكلامكم أستاذ هنا في بقى على أنه متكامل أنت موضوع تعدد الزوجات. سائل آخر: أي نعم. السائل: جزاكم الله خير, إذا كان بس ... السؤال يعني حول سائل آخر: ... ما فيه مانع. السائل: أه لأنه أنت بتكلف ... يعني. الشيخ: كل كلها؟ السائل: صفحة هي صغيرة. الشيخ: أه صفحة. السائل: يقول خارج. سائل آخر: ... عشان التعدد معليش. الشيخ: هاه. السائل: ... . الشيخ: ونحن ماشين في التعدد مع الجماعة السائل: إن شاء الله ... . السائل: شيخي عم بأقول الأستاذ لما تذكرها واحنا هو عندي أنه في يعني طالبات حفظة لكتاب الله. الشيخ: ما شاء الله. السائل: عاد بدي أقل لك شيخي شوف لنا ... وانظر لنا فيهم وصي لنا واحدة ... . الشيخ: ما هن صار عندهم العلم. السائل: أه. الشيخ: أ لكان السائل: طيب. الشيخ: بس في شروط بقى بيعرفوها عرفوها. السائل: أه. الشيخ: نعم. (254/3) «نقل طالب من طلبة الشيخ كلام (ناصر العمر) عن تعدد الزوجات، والشيخ يعلق عليهالشيخ: تفضل. السائل: يقول تعدد الزوجات هذا الي يقوله ناصر بن عمر, تعدد الزوجات أمر مشروع ولا مجال للنقاش في مشروعيته إنه ليُخشى على دين من يناقش في ذلك. سائل آخر: أنت تؤيد التعدد وإلا ما تؤيد التعدد. الشيخ: أنا بأيّد التعدد. السائل: ... . الشيخ: وأنا معك. السائل: أنا بأقول يا شيخ ... . سائل آخر: هات ... يدك ال ... . الشيخ: نعم؟ السائل: بيدك البارة هاي. الشيخ: نعم, تفضل. سائل آخر: ويخطئ أولئك الذين يظنون أن التعدد مباح عند الضرورة كعقم الزوجة أو مرضها المزمن , فذلك مما لم يرد به دليل ولم ينزل فيه شرع ولست الآن بصدد البحث في هذا الموضوع لكن أعرض منه ما له مساس بموضوعنا " مقومات السعادة الزوجية " وهو حث الرجال والنساء على الاعتدال في مسألة التعدد والأمر بالتزام المنهج الشرعي فيها فمن الأزواج. الشيخ: عفوا, هذا الرجال فالنساء إيش ... هنا؟ السائل: يقول هو حث الرجال والنساء على الاعتدال في مسألة التعدد. الشيخ: كيف هذا؟ سائل آخر: نعم, الاعتدال ما يقول ... . الشيخ: لا لا أقول اعتدال بالنسبة للرجال أما بالنسبة للنساء السائل: هي عندنا النساء الآن يعني أيوه. سائل آخر: بس توافق شيخ على أن يتزوج غيرها. السائل: الزوجة أيضا نبغاها تعتدل بموضوع إذا زوجها أراد أن يتزوج, ما ترفض هذا الأمر. الشيخ: ما تُفيد العبارة هكذا. السائل: تُعدل ... . الشيخ: يعني بارك الله فيك ذلك هو العدل الذي عودتنا عليه السائل: جزاك الله خير, إذا كان ... . الشيخ: يعني قصدي. السائل: نعم الشيخ: قرن النساء هنا في ... شيء قد لا تُريده! السائل: وهو, أي نعم. الشيخ: وهو أنه المرأة أيضا لها كما للرجل ... . السائل: ... ما بيجوز. الشيخ: طيب المهم ليس هنا بيت القصيد. سائل آخر: والأمر بالتزام المنهج الشرعي فيها فمن الأزواج من يتعجل في التعدد ويقدم على الزواج من غير تبصر وتربص ويقع في أخطاء فادحة تهشّم بنيان السعادة في أسرته ومنهم من يجعل الحديث عن التعدد سبيلا لإغاضة الزوجة واستفزازها و تهديدها ومنهم من لا يراعي في التعدد إلا إشباع الرغبة الجنسية صارفا النظر عن الأغراض الشرعية السامية التي من أجلها شرع التعدد الشيخ: ... قف قليلا الأمر الثالث. السائل: نعم. الشيخ: ومنهم؟ السائل: ومنهم من لا يراعي في التعدد إلا إشباع الرغبة الجنسية صارفا النظر عن الأغراض الشرعية السّامية التي من أجلها شرع التعدد ومعرضا عما ينبغي أن يقوم به من العدالة والقوامة والقدرة على القيام بالحقوق. الشيخ: طيب هل يفسد مقصدك من هذه العبارة إذا حُذف منها الرغبة الجنسية؟ السائل: إن ... تعاد العبارة بدونها وننظر. الشيخ: الآن نجرب. السائل: نجرب حتى نستطيع .. الشيخ: اقرأ نشوف العبارة بدون التعرض. السائل: ومنهم. الشيخ: أه السائل: ومنهم من لا يراعي في التعدد إلا إشباع الرغبة الجنسية, ما نقدر نحذفها. الشيخ: ليه؟ السائل: لأنه يقوم ومنهم من لا يراعي في التعدد, ماذا؟ الشيخ: أنا أظن تأتي. السائل: تفضل. الشيخ: بسم الله. السائل: آخر سطر, قبل الأخير باثنين. الشيخ: ومنهم من لا يراعي في التعدد, إلا في التعدد. ومنهم من لا, ومنهم من يصرف نظره في التعدد عن الأغراض الشرعية, ومنهم من يصرف النظر في التعدد عن الأغراض الشرعية, هل يفسد ما رميت إليه؟ السائل: لماذا لا نحرر المسألة أولا. الشيخ: أه الآن كشفت القناع هاه بهذا القناع, تفضل حرر نقول لك ما المانع أن يتزوج كما قال تعالى وأنت ألمحت إلى الآية في أول الكلام ((مثنى وثلاث ورباع)) لإشباع نهمته الجنسية مع ال السائل: ... . الشيخ: لا تسبق الكلام, أنا قلت ما أنت قلت فقط ما يصير هذا مع مراعاته للأشياء التي أنت ألمحت إليها ذاما لأنه يصرف النظر, هو لا يصرف النظر لكنه يريد أن يشبع نهمته الجنسية ((مثنى وثلاث ورباع)) دون أن يصرف نظره إلى الأمور الأخرى التي أنت ذكرتها. السائل: هذا يجوز ومشروع. الشيخ: طيب وهذا الذي ظننت بك ظن الخير فإذًا. السائل: ... أفتيت منذ أسبوعين واحد في الرياض من الشباب الشيخ: أي حسنا. السائل: نعم. الشيخ: فإذًا احذف هذه الكلمة. السائل: أو نعدل الصياغة. الشيخ: هو هذا الذي قلناه وقد فعلناه. السائل: طيب نكتب نقطة أفضل. سائل آخر: ... علامة يا شيخ أبو بدر الله يهدينا وإياك ... . الشيخ: خرّب عليك. السائل: أيه. الشيخ: لا لا لا. السائل: لأنه يقول يا شيخ. الشيخ: أه. السائل: يقول في آخره ومعرضا عما ينبغي أن يقوم به من العدالة والقوامة والقدرة على القيام بالحقوق فيكون حاله كحال هذا الشاعر الذي يقول مصورا ما هو فيه من تعاسة ونكد وعيش " تزوجت اثنتين لفرط جهلي *** فيما يشقى زوج اثنين فقلت أصير بينهما خروفا *** أنعم بين أكرم نعجتين فصرت كنعجة تضحي وتمسي *** تداول بين أخبث ذئبتين ". الشيخ: لا لا لا هيك يا أستاذ؟ السائل: على ... أنا بصرف النظر على الأهداف الشرعية فوقع في هذا ... . الشيخ: ما ينبغي هذا بارك الله فيك أنت إذا رفعت كلمة الشهوة الجنسية هذه ولفتت النظر إلى أن لا يصرف الذي يتزوج اثنتين فأكثر عن الأمور الأخرى, يكفي يكون عدلت! السائل: نعم لكن هذا القصيدة يا شيخ هذا القصيدة لرجل الشيخ: معليش لكن من يقرأ القصيدة. السائل: نعم. الشيخ: يفهم منك ما لا تريد كما أن العبارة التي هي في أولها أيضا تفيد ما لا تريد! السائل: طيب أولا نسجل العبارة أولا يا شيخ أنا بفضل نسجل ... . سائل آخر: والله يا شيخ بصراحة ... . السائل: بكمّل قراءة الأبيات؟ الشيخ: ... تتمة لا حسبك. السائل: لا لأنه بعضها يعني. سائل آخر: ... خليه يكملها. الشيخ: ... . السائل: ... هذه يهيج ... " فما أنجو من إحدى السفطتين *** وألقى في المعيشة كل ضر كذاك الضر بين الضرتين ". الشيخ: يا شيخ بارك الله فيك, هذا كان بين نساء الرسول هذا كان بين نساء الرسول, يعني أهداها تغار من أختها من ضرتها, هذا لا مناص منه! السائل: لا حل منه. الشيخ: أبدا ولا بد وأنت تعرف قصة كسر الإناء وقال بهذه المناسبة عليه السلام (إناء بإناء وطعام بطعام). السائل: أنا أقول شيخ. الشيخ: فإذا كان هذا. السائل: ... القصيدة كلها. سائل آخر: كلها نعم. السائل: أنا بفكر ... القصيدة يا شيخ ... لكن هي جاءت يمكن سياق فهي فيها من باب الدعابة على أنه واضح المقصود سائل آخر: نكمل يا شيخ؟ الشيخ: تفضل. السائل: " وألقى في المعيشة كل ضر *** كذاك الضر بين الضرتين ". الشيخ: الله أكبر. السائل: " لهذه ليلة ولتلك أخرى *** عتاب دائم في الليلتين فإن أحببت أن تبقى كريما *** من الخيرات ... مملوء اليدين فعُش عزبا فإن لم تستطع ". الشيخ: ... . السائل: " فواحدة تكفيك شر الضرتين ". الشيخ: الله أكبر. سائل آخر: ... هذا الشاعر أنا قلت هذه حاله أنا قلت هذه الحالة يا شيخ لا يؤخذ من كلامه ... بعض هذه حال رجل تزوج وأعرض عن الأهداف الشرعية. السائل: ... . سائل آخر: أنا قررت المسألة وحررتها فبينت المنهج الشرعي فيها وقلت من أعرض عن هذا المنهج فهذه حالته نعم. الشيخ: ما أظن هذا يُفهم هذا على كل حال! السائل: لا، فهموا أنا سألت عدد من الإخوة. الشيخ: خلي ينظر في العبارة. السائل: يغير العبارة. الشيخ: يقدرها. السائل: نص، نص العبارة. سائل آخر: ... من ألّف ... . السائل: لا ما فيه مانع لا ما فيه مانع أبدا, لكن أنا أقول إنها الحمد لله. الشيخ: هو إذا استحدث بالخير فالحمد لله. السائل: والله يا أخي رحم الله جزى الله خير من أهدى إلينا عيوبنا. سائل آخر: طيب هات ... الشيخ ... اكتبها. السائل: اكتب ... . سائل آخر: خلاص جزاك الله خير. الشيخ: طيب ... السائل: أما القصيدة فأنا الحقيقة القصيدة أفكر أني نشيلها من ... . السائل: في النساء وكان الحاجز بيننا تعرف في الحج خفيفا. الشيخ: ستارة. السائل: لا ... هي عبارة عن ... في الألواح خشبية. الشيخ: ألواح خشبية. السائل: نعم, فقررت ما يتعلق بالتعدد, بينت المنهج الشرعي ودعوت إلى ذلك وبينت أيضا أن الحاجة وحاجة الأمة تدعو إليها من عدة جهات, لكثرة النسل كما صلى الله عليه وسلم والفتنة الموجودة من خلال البيوت الآن عندنا جامعة من الجامعات يا شيخ فيها سبعة ألاف طالبة لم يتزوج منهن قرابة الألف مع أنها لا يمكن تدخل الجامعة إلا وهي قد فاتها تعدت سن الزواج الثامن عشرة والتاسع عشرة ثم فإذا أصوات فإذا ضرب سائل آخر: على الخشب! السائل: في الباب الخشب. الشيخ: إيه. السائل: نعم وجاءت رسالة غاضبة جدا فقمت وقرأت الرسالة رسالة غاضبة ... ورددت عليها ردا شديدا عاد قلت ما يمكن ما يصح إلا هكذا ثم طبعا هدأت النساء بعد فترة لما رجعت إلى الرياض فإذا هي ترسل لي عن طريق إحدى قريباتي تعتذر عما حدث, أي نعم, وقالت أنا يعني أخطأت وأنا كنت أثرت الفتن, أنا والله ما أعرف منهجها. الشيخ: ... . السائل: أنا يا شيخ الي وجهت لك السؤال فأردت الشيخ: وخير لك. السائل: أي نعم, فقالت أرجو أن تسامحني .. الشيخ: ... يثني أه. السائل: هذا الذي حدث! الشيخ: طيب بس ما فهمنا ماذا قالت هذه المرأة حتى أنت شددت عليها في الجواب السائل: هي تقول لماذا تدعون إلى التعدد وزوجي يخرج, تقول أن عند زوجي. الشيخ: إيه. السائل: لا يأتي إلا منتصف الليل ويخرج الصباح, كيف لو كان عنده زوجتين؟ وكيف وكيف زوجها طبيب! الشيخ: هذا ذكرني. السائل: ... . الشيخ: بترجمة أحد علماء الحديث اسمه معمر أو معمّر بن راشد البصري ذهب إلى اليمن طبعا طلب العلم والحديث فبقي هناك مدة ثم عزم على أن يعود إلى البصرة فلما علم أحد الأذكياء قال لأهل اليمن قيدوه قيدوه فزوجوه فقيدوه. سائل آخر: ... بقى عندهم. الشيخ: أه. السائل: بس جماعة الأردن قيدوه. الشيخ: قيدوني نعم لكن هذا لو كان أنا ما جئت إلى هنا إلا لأعود إلى هناك لكن لا أنا جئت إلى هنا! سائل آخر: ... . الشيخ: أنا جئت أنا جئت. السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: ... . الشيخ: أي نعم. السائل: ... . الشيخ: أي أحسن يالله قيدوه السائل: ... . الشيخ: نعم تفضل. السائل: ... سؤال؟ الشيخ: ما عندي مانع السائل: ... . سائل آخر: عندنا سؤال إجابته طويلة. السائل: بس رد عليهم واسأل أبو بدر أنت رددت على هذه المرأة لأنه التعدد فيه نواحي خير كذا وكذا أنه واحد يعني. سائل آخر: ذكرت لها أنه قضية التعدد الكلام اعتراضها على أصل التعدد مخطئة بحالة تحدث من ... أو لنفرض أن زوجها لم يعدل فلا تأخذه حكما عاما فهذه حالة خاصة وخطأ وهذا هو الذي خالف المنهج ولا يقدح في الأصل ولا يقدح في القضية فبيّنت لها فقلت إذا كانت لك قضية معينة تعالج فنحن تكلمنا نطرح منهج شرعي في هذا الجانب. السائل: نعم. سائل آخر: بالنسبة على مستوى الزوج عندكم حسب ما سمعت أنه عليكم الآن يعني ضوابط من قبل الزوج عدم الزواج من الخارج وعدم تزويج البنات إلى الخارج فهذا الضابط وما ... . السائل: ... يسمحون يسمحون بالذات إذا كان معه الإنسان زوجة ويريد زوجة ثانية. سائل آخر: أه. السائل: يسمحون به بضوابط. سائل آخر: ... . السائل: أي نعم. سائل آخر: في ... . السائل: غالبا ما نعم نعم نعم نعم لكن الزوجة الأولى هو الذي فيه صعوبة الزوجة الأولى أما لو واحد أنا عندي زوجة أريد زوجة ثانية سهل يعتذر يقول ما وجدت أحد يزوجني ف ... . سائل آخر: يعطونه ... . سائل آخر: أما من عندكم إذا هذا عاد هذا من الناحية الاجتماعية ما هو من الدولة. سائل آخر: ... . الشيخ: لكل فرد أن يسأل ما يشاء. السائل: ما أتنازل أنا عن حقي! الشيخ: تفضل. (254/4) «هل يشرع رفع اليدين في التكبير على الصّفا والمروة؟» السائل: بالنسبة للصفا والمروة معروف يا شيخ من صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم أشرت أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عليها وكبر ثلاثا ثم ذكر الدعاء " لا إله إلا الله " السؤال هل يشرع رفع اليدين مع التكبير هنا؟ الشيخ: أما صراحة فلم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أذكر الآن والعهد بعيد لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع لكن في اعتقادي أيضا أنه إذا فعل ذلك أحيانا إعمالا للنصوص العامة دون التزام فلا أرى من ذلك مانع هذا هو جوابي. السائل: طيب. (254/5) «هل تقرأ آية ((إن الصفا والمروة .... )) مرةً واحدة عند الصعود على الصفا؟ وهل يفهم من الحديث أنه فعل ذلك في كل مرة ( ... ثم صنع على المروة مثل ما صنع على الصفا)؟» السائل: الآية تقرأ ((إن الصفا والمروة من شعائر الله)) تقرأ في البدأة أو في كل مرة؟ الشيخ: لا في البدأة. السائل: فقط. الشيخ: نعم. السائل: طيب بالنسبة للحديث لما قال ثم صنع على المروة مثلما صنع على الصفا ما تدخل هذه في عطف ما يقتضي أنه يدخل فيه كل ما صنع على الصفا لما قال ((إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت))؟ الشيخ: هذا يقتضي أن يقال هناك لكن أن يقال في كل مرة فمن أين نأخذ ... . السائل: لأنه قال صنع على المروة مثلما صنع, لو من لما ذكر الدعاء والتكبير يا ترى .. الشيخ: أقول أن يصنع ذلك في المروة هذا نقوله لكن في كل مرة من أين نأخذ الكلية هذه! السائل: التكبير أليس في كل مرة. الشيخ: نعم. السائل: ومثلها الآية؟ الشيخ: لكن هو قال هو قال مثلا نبدأ بما بدأ الله به. السائل: بدأ الله به. الشيخ: طيب هل يقال هذا في كل مرة؟ السائل: لا. الشيخ: لا يقال طيب فلما قال نبدأ بما بدأ الله به ثم ذكر الآية فمعناها هذا تحقيق لهذا الخبر الذي هو بمعنى الأمر, نبدأ بما بدأ الله به! السائل: ... . الشيخ: نعم. السائل: أقول هذه آية وهذه ذكر والابتداء بالآية والذكر يختلف عن ... يعني ... . الشيخ: نعم نعم مفهوم. السائل: ... . الشيخ: فهذا الذي نحن نراه والله أعلم ونلح بأن من كان عنده شيء من العلم فلا يزال المرء عالما مادام يقول أنا بحاجة إلى علم فإذا قال قد علمت فقد جهل ولذلك فنحن بحاجة إن كنتم اطلعتم على شيء أو استفدتم من مشائخكم أي شيء فهاتوه لنا وجزاكم الله خيرا. السائل: بورك فيك. الشيخ: وفيك بارك. السائل: أنا قصدي يعني إذًا لا يشرع تكرار الآية؟ الشيخ: لا نرى ذلك. السائل: جزاك الله عنا خير. (254/6) «بالنسبة إلى مقام إبراهيم هل الصلاة تكون في مكانه الأول بالقرب من باب الكعبة أو في المكان الذي هو فيه الآن؟» السائل: طيب بالنسبة للمقام, مقام إبراهيم؟ الشيخ: مقام إبراهيم. السائل: نحن نعرف أن أصله بالقرب من باب الكعبة فلما انتقل إلى مكانه هذا, الصلاة الآن هل الي تعتمد على مكانه هذا وإلا على ما كان من قبل يعني التشريع؟ الشيخ: وسامحك الله وهل يمكن لو كان مشروعا, هل يمكنك الآن أن تصلي عند مقامه الأول؟ السائل: لا أنا أقصد يا شيخ يعني في الحج لا يمكنني لكن قبل أمس أنا يمكنني أن أصلي بكل راحة, قبل ليلتين فقط! الشيخ: أه. السائل: كان المطاف لا يوجد فيه أحد سوى سوى يمكن ثلاثين نفس. الشيخ: إيه لكن هذا نادر. السائل: لا أنا أقول في مثل هذا النادر. الشيخ: أه ما قلت الآن تقول هذا السائل: أنا معقب لأنك ما ... . سائل آخر: ... . الشيخ: لا لسى ... مستعجل السائل: ... . الشيخ: أه. السائل: ... . الشيخ: نحن نتساءل هنا من باب المذاكرة متى نقل الحجر الأسود من مكانه الأول؟ السائل: المقام. الشيخ: عفوا نعم المقام الذي كان يقوم عليه إبراهيم, متى نقل من هناك؟ السائل: في حدودي أنا. الشيخ: وهو كذلك. السائل: أنه نُقل في التوسعة بعهد الملك عبد العزيز الشيخ: نعم. السائل: في عهد ... الملك عبد العزيز أو ما شابه, هذا حد علمي! سائل آخر: ... ست وثمانين. الشيخ: نعم؟ السائل: وقيل عام ست وثمانين. الشيخ: ومن قبل أين كان؟ السائل: كان بالقرب من الكعبة في مكانه هذا فيما أسمع يعني ما رأيت! الشيخ: لا أنا والله في بالي أنه هذا نُقل في عهد عمر السائل: لا يا شيخ. الشيخ: كيف؟ السائل: إلي أعرف أنا أنه إن كان أرجع ثم نُقل مرة أخرى أو نُقل في عهد عمر من مكان إلى مكان ثم من مكان عمر إلى مكانه هذا فما نعلم, أما هو في عهد الدولة السعودية في التوسعة الجديدة نُقل إلى مكانه هذا وإلا ما كان هذا عهده, بعدين حتى الشيخ الشنقيطي له فيها بحث ورد عليه الشيخ بن حمدان صاحب شرح التوحيد مخطوط من صاحب الدر النضيد في شرح كتاب التوحيد ورد عليه ويرى عدم جواز نقله وصارت مناقلة بين علماء الدعوة في ... . الشيخ: عفوا السائل: ... . الشيخ: عفوا يرى عدم جوازه نقله من؟ السائل: من مكانه الذي عهدوه هم. الشيخ: نعم ... إلى هذا المكان. السائل: إحنا الي أنا ربطت به الموضوع أن المكان الي فهمته من قراءتي أن مكانه هو الشرعي عند الحجر الأسود في مكان ... عند باب الكعبة, جيد, هذا الي أنا فهمته ... . الشيخ: ... . السائل: الكاتب ما وضح أين كان مكانه! الشيخ: نعم. السائل: وكنت أعلم أنا لكن ما عندي بسند ثابت سمعتها من المشائخ بأنه كان عمر نقله وبس ما عندي أنا سند ما أدري الشيخ: ... إذًا القضية الآن تحتاج إلى تجديد البحث. السائل: نعم. الشيخ: و ... أنا أعرفه ولا أذكر سواه هو الذي قلته لك آنفا ثم نقلته عن بعض المشائخ أن الذي نقله من مكانه الأول هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكن لو سألتني إلى أي نقطة بالذات نقله فأنا الآن أقف وكل وهمي وظني أنه هذا المكان الذي هو اليوم في هذا القفص هو المكان الذي توارثه الخلف عن السلف والآن يعني نفهم أو نسمع شيئا جديدا أنه هذا نُقل في هذا العصر. السائل: نعم. الشيخ: تقريبا يعني إذًا إذًا نعم. السائل: أقول ... الوقت ... . الشيخ: إذًا يعني بتذكرنا بهذه النقطة لنتعاون للكشف عن حقيقة الأمر وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. (254/7) «خطبة الحاجةالشيخ: نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. (255/1) «شرح كتاب الجنائز وما يتقدمها من الترغيب والترهيب, الباب الأول: الترغيب في سؤال العفو والعافيةالشيخ: يقول المصنف رحمه الله كتاب الجنائز وما يتقدمها الباب الأول الترغيب في سؤال العفو والعافية الحديث الأول ضعيف. (255/2) «قال المصنف رحمه الله: وعن أبي بكر رضي الله عنه أنه قام على المنبر ثم بكى فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال: سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد الي» الشيخ: أما الثاني فهو صحيح وهو قوله رحمه الله وعن أبي بكر رضي الله عنه أنه قام على المنبر ثم بكى فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال (سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية) رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وقال حديث حسن غريب ورواه النّسائي من طرق وعن جماعة من الصحابة وأحد أسانيده صحيح, هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة كما قال المؤلف وكما سمعتم وفيه أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خطب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسنتين ولما قام فيهم يخطب بكى متأثرا أولا ببكاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفسه بين يدي خطبته في أمته قال أبو بكر قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال (سلوا الله العفو والعافية) فهذا من خير الأدعية التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلا منه وأمرا لنا به (سلوا الله العفو والعافية) فالعفو هو أن يعفو الله تبارك وتعالى عن ذنوبنا وعن آثامنا وأن لا يؤاخذنا بما اجترحنا واقترفنا من ذنوب وآثام ذلك لأن الإنسان مهما سمى وعلا ومهما حاول أن يتطهّر ويتنزه من الذنوب والآثام فلا بد أنه واقع في شيء منها فإن كان الله عزّ وجل لم يعامله بعفوه ومغفرته هلك هذا الإنسان لأنه آثم ولا بد من ذلك لذلك أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمته أنهم إذا سألوا الله عزّ وجل شيئا أن يسألوه أول ما يسألوه إنما هو العفو أن يتجاوز الله عز وجل عن ذنوبنا وعن آثامنا ثم أتبع ذلك بسؤال أيضا المعافاة أو العافية في بعض الأحاديث الأخرى المعافاة, سلوا الله العفو والعافية, فالعافية هو السلامة, السلامة وهي العافية ضد الصحة وقد فسر, نعم. السائل: مرادف. الشيخ: عفوا, مرادف للصحة وقد فسّر العلماء هذه اللفظة بالعافية المادية, الصّحة المادية البدنية الجسدية ويمكن أن نجعل معناها أوسع من ذلك بأن تكون العافية شاملة للصحة المادية والمعنوية في آن واحد فالرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الخطبة يقول (سلوا الله العفو والعافية) وإذا كانت العافية قد فسرها العلماء بالصحة البدنية المادية ففي ذلك لفتة نظر جيدة إلى أنه لا ينبغي للمسلم أن يطلب وأن يسأل الله عز وجل أن يبتليه بالأمراض والآفات بزعم ماذا؟ تكفير السيئات ولذلك جاء في حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاد رجلا من المسلمين كان مريضا قد خفث فصار مثل الفرخ, صار هزيلا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟) قال نعم كنت أقول ذاك المريض الذي عاده الرسول عليه السلام وصار هزيلا فالفرخ كان يقول فيدعو " اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجلّه لي في الدنيا " فقال صلى الله عليه وآله وسلم (سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) قال فدعا الله له فشفاه, ففي هذا الحديث الذي نقلته إليكم من صحيح مسلم التقاء واضح مع حديث الباب (سلوا الله العفو والعافية) هذا الرجل المريض كان يظن أنه لا خلاص له ولا نجاة له من عذاب الله عز وجل في الأخرة ذاك العذاب الذي يستحقه بسبب ذنوبه إلا أن يُجري مع ربه عز وجل مقايضة أو ما يشبه المقايضة, إنه العذاب الذي تريد أن تعذبه أو تعذبني به في الأخرة اجعله في الدنيا بدل مبادلة فدله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على طريق هو سليم من أي عذاب لا سيما عذاب الآخرة الذي قال له الرسول عليه السلام (إنك لا تطيقه أو لا تستطيعه أن تسأل الله العافية هلا قلت الله ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) الحسنة هنا في هذه الآية وهي أية كما تعلمون ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) تشمل كل حسنة في الدنيا وفي الآخرة ويدخل في ذلك هذه العافية التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نسألها ربنا عز وجل ومن هذا الحديث وذاك وأمثالهما من أحاديث كثيرة وردت في السنة الصحيحة يتبين لنا انحراف طائفة من الصوفية أيضا في هذا الباب كما انحرفوا في باب الدعاء الذي كنت تحدثت إليكم عنه لما جاءت الأحاديث تذكر أن الدعاء هو من عبادة الله عز وجل ذكرنا لكم أن بعض غلاة الصوفية انحرفوا عن هذه القضية فرأوا أن الدعاء لا يصلح إلا لعامة الناس أما خاصتهم فهم يقولون قالا وحالا " علمه بحالي يغني عن سؤال " ويرون ذلك عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك كذب وافتراء عليه كما بيّنا لكم انحراف بعض الصوفية عن مطلق الدعاء فقد انحرف بعضهم عن خصوص هذا الدعاء العافية, (سلوا الله العافية) وكيف كان ذلك؟ فهناك من قال ويصفه بعض الناقلين عنه بأنه من الكبار يعني كبار الصّالحين والصوفية كان يدعو ربّه عزّ وجل أن يجعله جسرا في جهنم تمر الناس عليه ويبقى هو في النار, المعنى معنى شعري جميل لكنه معنى خيالي قبيح, الجمال فيه وهو صوري أنه هو كبش الفداء تمر الناس عليه جسر في جهنم ولتنجو الناس وليهلك هو ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)). السائل: كان. الشيخ: وصل بهم الأمر إلى هذا الحد لكن هذا لو ذاق ماذا نقول إذا كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول (ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) فلو أن هذا الإنسان مد إصبعه في النار بسيطة في الدنيا هل سيصبر من أجل غيره, كلام خيال في خيال فكيف يصبر على نار هي أشد من هذه النار يعني دار الدنيا مش شمعة أو فتيلة أو سراج أو كهرباء أو أي شيء مجموع نار الدنيا عبارة عن جزء من سبعين جزء من نار جهنم, كيف يصبر هذا الإنسان؟ لكن هذا هو الخيال الذي كان يعيش فيه الصوفية في أفكارهم وفي عقائدهم فضلا عن شطحاتهم لذلك لما كانوا ينقلون مثل هذه العبارة عن هذا الإنسان يقولون هذا شطحة من شطحات العاشقين وهؤلاء غير مؤاخذين أي إذًا ليسوا قدوة لما يصدر منهم مثل هذه الأقوال التي تخالف السنة. ومن هذا القبيل أيضا ما يروونه عن شخص منهم كان يقول فليس في في هواك, إيش؟ فليس لي في هواك بعدين إني كيفما " فكيفما شئت فامتحني ", هنا الشاهد, يخاطب ربه أنه هو ليس له هوى في أحد سواه فكيفما شئت يا ربي امتحني هذا من السنة, الرسول يقول (سلوا الله العفو والعافية) وفي حديث أنس لما رأى الرجل مريض صار كالفرخ قال له (هلا قلت اللهم ربنا آتنا في الدنيا) إلخ أما هذا فيقول كأنه يتحدى رب العالمين ويقول فكيفما شئت فامتحني! السائل: ... . الشيخ: فماذا كان عاقبة هذا الإنسان لقد ابتلاه الله عز وجل ببلاء بسيط جدا ألا وهو حسر البول ففعلا صار مجنونا هو بيسمونه بسحنون المجنون صار مجنون مو من الهوى كما يزعمون وإنما من المرض الذي طلبه من الله عز وجل أن يبتله به فكان يمشي في الطرقات وحينما يرى أطفال الكتاتيب يخرجون يقول لهؤلاء الأطفال الصغار ادعو لعمكم الكذّاب يعني ما صبر قال كلام خيالي " فكيفما شئت فامتحني " فامتحنه ببلاء بسيط من بلاء الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى فما صبر على ذلك ولا أطاقه فكان إلى مرت به الأطفال الصغار يقول لهم ادعو لعمكم الكذاب, فعلا ثبت كذبه لأنه لم يصبر على هذا البلاء البسيط فصلى الله على محمد الذي دلنا على خير الهدى ... نقول بقوله دائما أبدا وخير الهدى هدى محمد فهو يأمرنا جميعا أن نتوجه إلى الله عزّ وجل بأن نسأله العفو عن ذنوبنا والعافية في أبداننا وفي ذوات نفوسنا, ذلك خير لنا من أن نسأله أن يبتلينا ثم لا نصبر على بلاه لذلك أحب شيء إلى الرسول عليه السلام هو العفو والعافية. قال صلى الله عليه وآله وسلم في تمام الحديث (سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية) المقصود هنا اليقين بطبيعة الحال إنما هو الإيمان الجازم المقطوع الذي لا شك فيه ولا ريب فبعد اليقين يأتي بالخيرية والعافية السّلامة فالصّحة ظاهرا وباطنا فنسأل الله عز وجل أن يرزقنا اليقين أولا ثم العفو والعافية ثانيا. (سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية). (255/3) «قال المصنف رحمه الله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من اللهم إني أسألك العفو والعافية. وفي رواية اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا وا» الشيخ: الحديث الثاني وهو أيضا صحيح قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من اللهم إني أسألك العفو والعافية) هذا أفضل الدعاء, فاحفظوه كلمتان (اللهم إني أسألك العفو والعافية) وفي رواية (اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة) رواه ابن ماجه بإسناد جيد, في هذه الرواية فيه سؤال بلفظ آخر ألا وهو سؤال المعافاة. هنا المقصود بها أن تسلم من أذى الناس لك وأن يسلم الناس في الوقت نفسه من أذاك لأنه فيه مفاعلة هنا فإذًا ينبغي أن نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة, أن يسأل الإنسان من أذى النّاس وأن يسلم الناس من أذاه هذا أمر هام جدا ويُشعرنا بأهمية بعض هذا المعافاة أو هذه المعافاة الحديث الذي لا بد أنكم سمعتوه مرارا الذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه يوما (أتدرون من المفلس؟) قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال (المفلس فيكم من يأتي يوم القيامة وله حسنات كأمثال الجبال لكنه يأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته حتى إذا لم يبق من حسناته شيء أخذ من سيئاتهم فطرحه عليه فطرح في النار) , هذا ما عوفي من الناس لم يسلم الناس من شره فكان عاقبة أمره أن دخل النار مع كثرة حسناته التي شبهها الرسول عليه السلام بالجبال فلم تفده هذه الحسنات شيئا لأنه لم تسلم الناس من أذاه ومن شره (اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة). (255/4) «قال المصنف رحمه الله: وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإب» الشيخ: في الحديث الثالث أو الرابع وهو صحيح أيضا قال وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي قال (قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني) ويجمع أصابعه إلا الإبهام (فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك) (اللّهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني تجمع لك دنياك وآخرتك) هذه الكلمات الأربع لأن قولك (اغفر لي) تنظيف لك من ذنوبك وآثامك (وارحمني) أن يشملك الله عز وجل برحمته في الدنيا وفي الآخرة (وعافني) في بدني في صحتي (وارزقني) ما يغنيني عن أن أسأل سواك يا ربي فلذلك قال عليه السلام (فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك) رواه مسلم. (255/5) «قال المصنف رحمه الله: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عباس عم النبي أكثر من الدعاء بالعافية, رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري. (255/6) «في الصحيحين: (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام) هل في هذا الحديث مبالغة؟» السائل: ... جماعة ... سؤال ... في صحيح البخاري ومسلم (الحبة السوداء شفاء لكل داء إلا السام) والسّام هو الموت هل ... الإنسان الحبة السوداء أو هل هذا الحديث بيعني في ... لحديثكم ... . الشيخ: الحديث حديث صحيح لا شك فيه ولكن الحديث هذا يجب. السائل: فيه مبالغة يعني؟ الشيخ: يجب, ما في مبالغة كلام الرسول عليه السلام كله حق وصدق ولكن يجب أن يدرس دراسة شرعية طبية في آن واحد لأنه كل الأدوية حتى الأدوية المادية التي أصبحت اليوم أو على الأقل أصبح بعضها مفعوله مقطوع به فكل هذه الأدوية النافعة بالتجربة لا بد من أن تؤخذ بمقادير معينة فالبنسلين مثلا لتخفيض الحرارة إذا أعطي نسبة قليلة ما بيأثر, إذا أعطيت نسبة كثيرة ربما مات من وراءها المريض إذًا كل شيء بقدر وبنسبة معينة فذاك الحديث هو كما قال عليه السلام لكن بيجي الإنسان بيأخذ مثلا كمشة من الحبة السوداء يطحنها ويجي يأكلها بأي طريق كان شراب أو طعام أو إلخ, هذا ربما يعمل معه يعني حرارة تكون قاضية عليه. السائل: حامي. الشيخ: ولو أخذ, أيوه حامي, ولو أخذ منه نسبة ضئيلة جدا حبة أو حبتين ما بيحصل مفعول إذًا بدو يعرف هالي بدو يستعمل هذه الحبة النسبة التي تناسب كل مرض (شفاء من كل داء) فالأدواء هذه كثيرة لذلك هذا الحديث مع أنه من الأحاديث الواردة في الصحيحين ومن عجائب الطبّ النبوي لكن القضية مثل ما يقولون مخفاية الأشي يعني بدها الإنسان بقى يجتهد يكتشف النسبة التي تناسب هذا الداء وذاك الداء وهنا مجال الاجتهاد والبحث. (255/7) «ما معنى الحديث: (اللهم الرفيق الأعلى)؟» السائل: ... شو بدي ... . الشيخ: شو قال؟ السائل: اللهم ... . الشيخ: الرفيق الأعلى يعني الملائكة. (255/8) «تعقيب على حديث من استطلق بطن أخيه فقال له: (اسقه عسلا) فلم يشفى إلا في المرة الثالثة ففيه أن النسبة وافقتهالشيخ: غيره شو عندك؟ السائل: ... اتباع على مسألة النسبة قول الرسول عليه السلام لمن جاء وأخبره بأن أخاه انتفخ بطنه فقال له عليه السلام (اسقيه عسلا) فسقاه ورجع وقال يا رسول زاد انتفاخه قال (اسقه عسلا) أتى في الثالثة قال قال في الثانية صدق الله وكذبت بطن أخيك فسقاه الثالثة فشفي فهذا أيضا شاهد لقول أستاذنا حفظه الله أن المسألة تتعلق بنسبة ففي الثالثة صادق أن النسبة جاءت مواتية فشُفي بإذن الله. السائل: ... . سائل آخر: أو بسام. الشيخ: إذا كان هناك رجل غريب ولا يعرف نظامنا فهو معذور أما الرجل القريب فهو غير معذور! السائل: أي نعم. الشيخ: نعم, تفضل. (255/9) «شخص ليس له بيت ويسكن بالأجرة فهل يجوز له أداء فريضة الحج في هذه الحالة؟» السائل: تتمة ورقة كان أحد الإخوان سألها يقول أسكن بيتا بالأجرة وأصحابه يريد تسليمهم البيت ولكنني لا أستطيع ذلك حتى أستلم بيتي المسجل عليّ لدى الجمعية السكنية فسؤالي هل يجوز لي أداء فريضة الحج هذا العام وأنا في هذه الحالة؟ الشيخ: يعني إذا كان يقصد في هذه الحالة ما هو ظاهر من السؤال في حالة مطالبة صاحب البيت للبيت من هذا المستأجر له وهو مستعصي بذلك عليه فيحج فنقول لا، سلّم البيت أو ... أرضه إذا كان ما بإمكانك كما تقول تسليم البيت على أنه هذا القول فيه مجال واسع للمناقشة لأنه كثير من الناس اليوم يقولون ما باستطاعتي لكن الواقع عند المحاصصة والمناقشة فيه عنده في استطاعته في استطاعته مثلا أنه يستأجر بيتا وهو غني لكن لا هو عم يستنى البيت الي عم ... إياها ويمكن يكون هذا بناء كمان غير شرعي كما يُشعر بذلك نفس السّؤال لأنه الجمعيات السّكنية هذه مش قائمة على أحكام شرعية فيها تعامل بالربا ونحو ذلك المهم يجب على السائل أن يبادر إلى تسليم البيت إلى صاحبه بأي طريق وآخر شيء أن يرضيه ولو بالمال فإذا أرضاه فعليه أن يبادر إلى الحج, غيره. (255/10) «لما رفض إبليس السجود أخرجه الله من الجنة وحرمها عليه وبقي آدم في الجنة فكيف تمكن إبليس من الوسوسة له؟» السائل: أقول لما رفض إبليس السّجود أخرجه الله من الجنة وحرمها عليه وبقي آدم في الجنة فكيف تمكن إبليس من الوسوسة لآدم وحواء وهذه النصوص في بيان ذلك وجزاكم الله خيرا الشيخ: السؤال هذا هذا كيف سؤال خلفي وليس بسلفي لأننا نقول لكن دائما وأبدا أن السؤال عن الأمور المغيبة لا يجوز والسائل بطبيعة الحال يشعر معي أنه ليس هناك آية ولا حديث أن الرسول عليه السلام بيّن لنا كيف تمكّن الشيطان من الوسوسة لآدم عليه الصلاة والسلام ولذلك فنحن نؤمن بأن الشيطان وسوس بنص القرآن أمّا كيف فنخشى أن نقول السؤال عنه بدعة أخرجوا الرجل فإنه مبتدع. (255/11)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب تحفة المودود

  كتاب تحفة المودود   بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله العلي العظيم الحليم الكريم الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن ال...