اللهم آمين

دعـــــاء ((سبحان الذي تعطف العزّ وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام)). دعـــــاء ((سبحان الله عددَ ما خلق في السماء، وسبحان الله عددَ ما خلق في الأرض، وسبحان الله عددَ ما بين ذلك، وسبحان الله عددَ ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك)) دعـــــاء ((سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً...)) دعـــــاء ((سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)) دعـــــاء ((سبحان الله ذي الملكوت والجبروت، والكبرياء والعظمة)) دعـــــاء ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، بديعُ السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام...)) دعـــــاء ((الحمد لله عدد ما خلق الله، والحمد لله ملء ما خلق الله، والحمد لله عدد ما في السموات والأرض، والحمد لله ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، وسبحان الله مثلهن)) دعـــــاء ((ربَّنا لك الحمد، مِلْءَ السموات والأرض ومِلْءَ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناءِ والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ)) دعـــــاء ((الحمد لله الذي يطعم ولا يُطعم، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلِّ بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مُوَدّع ولا مكافئ ولا مكفور ولا مستغنىً عنه. الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العُرْي، وهدى من الضلالة، وبَصّر من العماية، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلاً، الحمد لله رب العالمين)) دعـــــاء ((الحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله مِلْءَ ما في خلقه، والحمد لله مَلْءَ سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء)) دعـــــاء ((اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى. أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهَك. لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتُعصى فتغفر. أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حلت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال. القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، والخلق خلقك، والعبد عبدك، وأنت الله الرؤوف الرحيم...)) دعـــــاء ((تمَّ نورك فهديت فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت فلك الحمد، بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد. ربَّنا: وجهك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها. تطاع ربَّنا فتشكر، وتُعصى ربَّنا فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضر، وتَشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد، ولا يبلغ مدحتَك قولُ قائل) دعـــــاء ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم) دعـــــاء ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدّ) دعـــــاء ((لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين) دعـــــاء ((اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، و النبيون حق، ومحمد حق. ) دعـــــاء اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت...) .(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم...) (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) دعـــــاء ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) دعـــــاء ((لا إله إلا الله قبل كل شيء، ولا إله إلا الله بعد كل شيء، ولا إله إلا الله، يبقى ويفنى كل شيء) دعـــــاء ((اللهم ربَّ السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كل شيء، فالقَ الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء اقض عنا الدين و أغننا من الفقر) دعـــــاء ((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون) دعـــــاء ((يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تَشوي خلقي بالنار) دعـــــاء ((اللهم لك الحمد كله، اللهم لا مانع لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت...) دعـــــاء ((اللهم بك أصاول، وبك أحاول، وبك أقاتل)) دعـــــاء ((اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي...) دعـــــاء ((اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، ونَحْفِد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك؛ إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق) دعـــــاء ((اللهم رب السموات ورب الأرضين، وربَّنا وربَّ كل شيء، فالق الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن... أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، والظاهر فليس فوقك شيء، والباطن فليس دونك شيء...) دعـــــاء ((اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المباركِ الأحب إليك الذي إذا دُعيت به أجبتَ، وإذا سُئلت به أعطيتَ، وإذا استُرحمت به رحمت، وإذا استُفرجت به فَرّجت...) دعـــــاء ((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطَر السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون...) دعـــــاء ((اللهـم أنت المـلك لا إلـه إلا أنــت، أنـت ربـي وأنـا عبـدك... لبيـك وسعديـك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت... اللهم ربنا لك الحمد مِلْءَ السماء ومِلْءَ الأرض ومِلْءَ مابينهما ومِلْءَ ما شئت من شي بعد... أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله ألا أنت) دعـــــاء ((اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم لك أنفه...) دعـــــاء ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 يناير 2024

ج6. تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني يحتوي على تفريغ الأشرطة: 1 - 308}

ج6. تفريغ «أشرطة متفرقة» للشيخ الألباني

يحتوي على تفريغ الأشرطة: 1 - 308 .

مصدر التفريغ: موقع تفريغات أشرطة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

 

«ما هو الأفضل لمن كان مسافرا أو مريضا الإفطار في نهار رمضان أم الصيام؟»

الشيخ: ... هذا خلاصة ما عندي في الإجابة على ذلك السؤال الأول وخلاصته تنتهي إلى الحديث الأول (إن شئت فصم وإن شئت فأفطر) وهذا الجواب جمع فأوعى لأن الواقع أن الناس يختلفون فمنهم من يؤثر الصيام في رمضان ولو مع شيء من الجهد لماذا؟ لأنه أجهد عليه وأتعب له أن يصوم والناس مفطرون, في هناك عوامل نفسية وهي أن الإنسان قوي بأخيه

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام, فإذا أفطر في رمضان وجب عليه أن يصوم في غير رمضان فيجد في ذلك وحشة الناس مفطرون وهو صائم فيؤثر إذًا أن يصوم مع الناس أي يصوم شهر رمضان ويخلص من هذا الواجب ويرتاح وناس آخرون لا يبالون أن يقضوا ما عليهم من صيام رمضان ويؤثرون أن يُفطروا في رمضان مادام أنهم مسافرون لذلك لم يسد الباب عليه الصلاة والسلام على طائفة دون أخرى فخيّر المكلفين إن شئت فصم وإن شئت فأفطر فأنت اختر من الأمرين ما يحلو لك , هذا هو الجواب عن السؤال السابق ونسمع الآن السؤال الثاني.

السائل: ... .

الشيخ: أنا ولا مؤاخذة أقول هذا السؤال خطأ.

السائل: ... .

الشيخ: لأن الواقع أنا أقول للناس أن واجب العالم ليس هو تعليم الناس الفقه فقط بل واجب العالم أيضا أن يعلم الناس حسن السؤال لأن أهل العلم يقولون " حسن السؤال نصف العلم ".

 

(256/1)

 

 

«لماذا دفع المار بين يدي المصلي وهو قد قام بواجب وضع السترة بين يديه فلا يضره هذا المار؟»

الشيخ: فالسائل يقول لماذا دفع المار بين يدي المصلي وهو قد قام بواجب وضع السترة بين يديه فلا يضره هذا المار, نقول هذا السؤال خطأ لأن المسلم لا ينبغي له أن يقول لماذا قال الله كذا لماذا قال رسول الله كذا لأن هذا ينافي الموقف الذي يجب على كل مسلم أن يقفه أمام كتاب الله وحديث رسول الله فكلنا يعلم وبخاصة السّائل قال الله عز وجل ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)) فالسّؤال لماذا وأنا سأقل لك بكل بساطة لأن الرسول قال هذا, فما معنى السؤال؟ لعل معنى السؤال وهنا تصحيح السؤال لعل معنى السؤال ما الحكمة؟ ما الحكمة شيء ولماذا يدفع المار بين يدي المصلي شيء آخر لأن جواب هذا السؤال لماذا يُدفع؟ لأن الرسول قال إذا مرّ بين يدي أحدكم مار فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنه شيطان, هذا هو الجواب وأعتقد أن السائل يعرف هذا إذًا هو يسأل عن الحكمة, أظن يعني, فإن كان يعني السؤال عن الحكمة فأنا أقول بكل بساطة وبكل صراحة الأمور التعبدية لا نتكلف السؤال عن حكمة تشريعها إن بدا لنا حكمة هكذا بكل بساطة وبدون أي تكلف قلناها وإلا فلا نتعمق لأن التعمق في اعتقادي وفي تجربتي الطويلة في دعوة الناس إلى العمل بالكتاب والسّنة لأن فتح باب تطلب حكم التشريع يؤدي بالمعتادين في مثل هذا السّؤال إلى أن يضعف فيهم الوازع الإيماني ((ويسلموا تسليما)) لأنه يتعود على أن يعرف حكمة كل أمر فإذا ما عرف الحكمة يظل متسائلا إذا لم نقل يظل متشككا إيش هذا وإيش السّر وإيش الغاية, يا أخي ((ويسلموا تسليما)) وبس, عندك علم فهو يستطيع أحد أن يقدّم لك حكمة فلا مانع من ذلك لكن الأصل هو الاستسلام.

 

(256/2)

 

 

«كلمة حول اتخاذ السترة في الصلاة، وذكر الأدلة على ذلك

الشيخ: وأخيرا أقول هنا حكمان, كل حكم يتعلق بطرف من المكلفين حكم يتعلق بالمصلي وهون يصلي إلى سترة ويجب أن تتنبهوا لهذا لأن أكثر الناس كما قال تعالى لا يعلمون كل مصلّ يصلي سواء في بيته أو في مسجده أو في مزرعته أو في دكانه أو في أي مكان كان يجب أن يصلي إلى سترة يعني مثلا أنا لا يجوز لي أن أقوم وأصلي هنا والجدار الذي هو سترتي بعيد عني, يجب أن أتقدم حتى يكون بين موضع سجودي وبين سترة ممر شاة كما جاء في الحديث الصحيح, إذا قمت تصلي في المسجد لا تقم في وسط المسجد, تقدم إلى جدار القبلة إن شئت وإلا تقدم إلى السارية إلى الأسطوانة إلى العضاضة صل إليها صلي إلى إنسان جالس بين يديك يذكر أو يقرأ أو يتلو المهم أن كل مصلي واجب عليه أن يصلي إلى سترة بين يديه وهذا خلاف ما اعتاده جماهير المصلين لا فرق في ذلك بين إمام المسجد ومؤذن المسجد والمصلين الذين يصلون في المسجد, كلهم في الجهل سواء فاعرفوا هذا الحكم ودليله قوله عليه الصلاة والسلام (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته) وفي حديث آخر (إذا صلى أحدكم فليدن) فليدن فليقترب (من سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته) هذا واجب أولا لأن الرسول أمر بذلك والله عز وجل يقول ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)) هذا جزاء من يخالف أمر الرسول عليه الصلاة والسلام ومن أمره (إذا صلى أحدكم فليدن من سترته لا يقطع) أي خشية أن لا يتعرض لقطع الشيطان أي إفساد الشيطان لصلاته والبحث في هذا طويل الذيل فحسبنا الآن هذا الحديث, هذا الواجب على المصلي, هناك واجب على غير المصلي الذي يريد أن يجتاز بين يدي المصلي فهذا لا يجوز له أن يجتاز بين يدي المصلي سواء كان اتخذ المصلي السترة أو لم يتخذ السترة, إن اتخذ السترة فمر بين يديه فهناك حكم وإذا لم يتخذ السترة فمر بين يديه فهناك حكم آخر ولكن المرور على كل حال هو يأثم إذا مر بين يدي المصلي, وما معنى المرور بين يدي المصلي؟ أنا إذا صليت هنا فمر إنسان هناك ... جدار الدار الخارجي يقال مر بين يدي, فإذًا لو مر من بعيد هذا هو المقصود في النهي عن المرور بين يدي المصلي الجواب لا, المرور المنهي عنه هو أن يمر المار بين المصلي القائم في الصلاة وبين موضع سجوده فإذا مر من وراء موضع السجود فلا إثم عليه, إذا مر من وراء موضع السجود فلا إثم عليه سواء كان المصلي وضع سترة أو لم يضع لكن يختلف الحكم بالنسبة لهذا المصلي إذا أراد المار أن يمر بين يديه, إذا كان هذا المصلي قد وضع السترة فأراد مار أن يمر فعليه أن يدفعه (فليدفعه) يقول الرسول عليه السلام (فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان) أما إذا كان المصلي يصلي إلى غير سترة فمر هذا المار مع أنه أثم فالمصلي ليس له حق أن يدفعه, لماذا؟ لأنه لم يرفع العلم الذي يشعر المار بأنه يصلي والعلم هنا هو السترة فإذًا المصلي عليه واجب والمار عليه واجب, المصلي عليه واجب الصلاة إلى سترة والمار عليه واجب المرور من وراء السترة أو على الأقل من وراء موضع السجود فإذا مر بين يدي المصلي وهناك سترة فعليه أن يدفعه تنفيذا لأمر الرسول عليه السلام وإذا كان لم يتخذ سترة فليس له أن يدفعه وإن كان هذا المار على كل حال آثما, ما أدري إذا كان يعني استطعت أن أجيب ولو عن شيء مما قصدت من سؤالك؟

السائل: شكرا.

الشيخ: عفوا.

 

(256/3)

 

 

«ما الفرق بين البدعة والسنة مع الأمثلة؟ كلمة أولا على حقيقة التوحيد ومعنى " لا إله إلا الله " وذكر شروطها

الشيخ: هنا سؤال يقول السائل أن يتحدث عن الفرق بين البدعة والسنة والفرق بينهما مع الأمثلة, هذا سؤال واقع يشبه السؤال الذي توجه به الأستاذ شيخ حسيْن من حيث أهميته أولا ومن حيث أنه واسع في الدائرة الثانية.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, فما دام أننا أجبنا عن أسئلة الذين تقدموا على الآخرين في توجيه السؤال فالآن يجوز لي أن أبدأ بالإجابة عن السؤال الثالث في الترتيب والأول في الأهمية ألا وهو التوحيد ثم أثني بل أربع بعد ذلك بالإجابة عن هذا السؤال عن الفرق بين السّنة والبدعة وذكر بعض الأمثلة عليهما, أقول إن التوحيد هو غاية الغايات من إرسال الله عز وجل للرسل وإنزاله للكتب, إن الله عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) الله عز وجل خلق هذا الخلق من الإنس والجن ليعبدوه ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) أي ليعبدوني أي ليعبدوني وحدي لا شريك لي فلهذه الغاية التي ليس وراءها غاية أنزل الله عز وجل الكتب وأرسل الرسل والآيات في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدا وهو أمر مسلّم ومجمع عليه بين المسلمين ولكن مما يؤسف له أن كثيرا من المسلمين اليوم لا يعرفون حقيقة هذا التوحيد فهم موحدون يقولون جميعا على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وكثرة طرقهم كلهم يقولون " لا إله إلا الله " ولكن لو تقدمت قليلا خذوا ها الفراغ مشان وأنت أنتم كذلك ... تزاحموا تراحموا والحمد لله لا يزالون يؤمنون بأن لا إله إلا الله ولكن يجب أن نقول الحقيقة ولو كانت مرة, إن كثيرا من المسلمين لا يعرفون حتى اليوم معنى هذه الكلمة لا إله إلا الله, هذه الكلمة التي هي السبب الأول بل الوحيد لنجاة المسلم يوم الله من الخلود في النار, هذه الكلمة من قالها مخلصا من قلبه موقنا بها حرم الله بدنه على النار ولكن هذا هذه الفائدة العظيمة لا تتحقق بمجرد أن نقول لا إله إلا الله ونحن أولا لا ندري معناها وإن عرفنا معناها لا نحقق هذا المعنى في منطلقنا في حياتنا فلا بد لكي نحظى بأثر هذه الكلمة الطيبة لا إله إلا الله وبأجرها البالغ العظيم الذي جاء ذكره في عديد من النصوص الحديثية الصحيحة لنحظى بهذا الأجر لا بد أولا من أن نقولها مقرونا بالفهم الصحيح لها وهذا وحده لا يجوز لا بد من أن نؤمن بهذا الذي نفهمه من المعنى الصحيح لهذه الكلمة وهذا لا يكفي وإنما يجب أن ينضم إلى ذلك الفهم الصحيح إلى الفهم الصحيح والإيمان الصحيح بها مش مجرد معرفة ... إيمان جازم بأن الأمر كذلك لا إله إلا الله والشيء الآخر والأخير أن لا ننقض هذا المعنى الصحيح المقرون بالإيمان الجازم بمنطلقنا في حياتنا, من فهم هذه الجملة فهما صحيحا وآمن بها إيمانا جازما ثم لم ينقض هذا الإيمان بعمل ما منطلقه في حياته وأعني بذلك شيء من الشركيات والوثنيات التي تنافي هذه الكلمة الطيبة, من شهد هذه الشهادة بهذه الشروط الثلاثة فهو الذي يستحق أجر هذه الكلمة الذي جاء بيانه في أحاديث كثيرة وكثيرة جدا.

 

(256/4)

 

 

«ذكر الأدلة على فضل كلمة التوحيد " لا إله إلا الله ".»

الشيخ: منها مثلا حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال ما معناه أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام (يا معاذ ألا أبشرك) قال بلى يا رسول الله قال (من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله حرم الله بدنه على النار) قال ... قال معاذ يا رسول الله أفلا أبشر الناس قال (لا إذًا يتكلوا) أفلا أبشر الناس؟ أن من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله حرم الله بدنه على النار ألا أبشرهم بفضيلة هذه الشهادة وهذه الكلمة الطيبة؟ قال لا عليه الصلاة والسلام, ليه؟ لأن الناس حينما يعلمون أنه هذا فضل هذه الكلمة أنّ الله يحرم تعذيب القائل لها والمؤمن بها, يحرم بدنه على النار إذًا الناس يتكلون على هذه الكلمة ثم لا يعملون بلوازمها, هذا من فضل هذه الكلمة ومن ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قد قال في ما أخرجه البزار في مسنده قال عليه السلام (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) (نفعته يوما من دهره) أي كانت سببا لتخليصه من العذاب الأبدي يوم القيامة فيما إذا كان مجرما وكان عاصيا فإن المسلم إذا شهد لله عز وجل بالوحدانية ولنبيه بالرسالة فتمام هذه الشهادة أن يعمل بما جاء في الشرع أن يحرم ما حرم الله ويحلل ما أحل الله ويعمل بما فرض الله ولكنّ الإنسان قد يقصر في شيء من هذه الأمور فيستحق العذاب يوم القيامة ولكن هذا العذاب بالنسبة إلى من يشهد هذه الشهادة سينتهي يوما ما لذلك قال عليه الصلاة والسلام (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) أي خلصته هذه الكلمة من الخلود في النار مهما كان قد ارتكب من الذنوب والمعاصي لكن على العكس من ذلك من قال لا إله إلا الله وكان من أعبد عباد الله وأصلحهم وأتقاهم لكنه لم يفهم معنى لا إله إلا الله أو فهم ولم يؤمن بها أو أمن بها لكنه نقضها بما ينافيها من الشركيات والوثنيات وهذا الذي أريد أن أبيّنه وأن أذكر إخواننا الحاضرين به ليطبقوه أولا في أنفسهم ثم يبلغوا ذلك إلى ذويهم وإلى أزواجهم وأولادهم وإلى من يلوذون بهم من أصدقائهم وجيرانهم.

 

(256/5)

 

 

«معنى الحقيقي لكلمة " لا إله إلا الله " وخطأ من يفسرها بلا رب إله الله، وبيان أن شرك كفار قريش كان في توحيد الألوهية ولم يكن في توحيد الربوبية فقد كانوا مقرين بتوحيد الربوبية. وتفسير قوله تعالى: ((وما»

الشيخ: فقبل كل شيء يجب أن نفهم باختصار ما معنى لا إله إلا الله, كثير من الناس كثير جدا يفهمون معنى لا إله إلا الله أي لا رب إلا الله, هذا خطأ فهم هذه الكلمة الطيبة التي خوطب الرسول وأمر بأن يعلم فقيل له في القرآن ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) كثير من الناس يفسرونها بهذا التفسير القاصر, لا إله إلا الله يعني لا رب لا خالق إلا الله, لا رب لا خالق إلا الله هذا كلام صحيح لكن ليس صحيحا تفسير هذه الكلمة الطيبة بهذا التفسير فلا إله إلا الله ليس معناه لا رب إلا الله, لا خالق إلا الله إذًا ما هو المعنى الصحيح؟ أجمع علماء المسلمين أن المعنى الصحيح لهذه الكلمة الطيبة " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " هذا المعنى الصحيح " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " وليس المعنى لا رب إلا الله ومن الأدلة على ذلك.

السائل: ... .

الشيخ: ومن الأدلة على ذلك أن تعلموا الحقيقة الآتية وهي أيضا من الأمور المجهولة عند كثير من المسلمين لا أعني فقط العامّة بل حتى المثقفين, الحقيقة الآتية هي المشركين الذين بُعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليهم مباشرة ودعاهم إلى عبادة الله وإلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله فأبَوا عليه فقاتلهم وقاتلوه لماذا؟ ألأنهم قالوا هناك أرباب مع الله؟ بمعنى آخر لماذا كفر المشركون هل لأنهم جعلوا مع الله أربابا أخرى؟ يعتقدون أنها هذه الأرباب الأخرى تخلق وترزق وتحيي وتميت, هكذا يظن كثير من الناس وآخرون يظنون أن المشركين كانوا ينكرون وجود الله ولذلك كانوا مشركين وكانوا كفار بالله فقاتلهم رسول الله كل هذا وهذا لم يكن الأمر كذلك, المشركون في الجاهلة لم يكونوا دهريين ملاحدة ينكرون وجود الله لم يكونوا كذلك وكذلك لم يكونوا يعتقدون بأن هناك أرباب كثيرة كالمجوس الذين يعتقدون بإلاهين اثنين إله الخير وإله الشر, هذه عقيدة المجوس, المشركون العرب في الجاهلية على ضلالهم المبين لم يكونوا يعتقدون أن مع الله ذات أخرى خلافا للمجوس إذًا ما هو كفرهم؟ من أجل ماذا قاتلهم الرسول وقاتلوه؟ نقول في القرآن الكريم قال عز وجل ((وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون)) إذا دعاهم الرسول عليه السلام إلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله يستكبرون ويأبون عليه ذلك وفي الآية الأخرى ((قالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) ... وعليكم السلام ورحمة الله.

المشركون في الجاهلية كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة ولا يعتقدون بتعدد الأرباب, هذا الفرق يجب على المسلم أن يفهمه إذا كان يريد أن يكون موحدا حقا وعارفا بمعنى لا إله إلا الله, اسمعوا المشركون كانوا لا يعتقدون بتعدد الأرباب ولكنهم يعتقدون بتعدد الآلهة واعتقادي مع الأسف الشديد أن أكثر الناس لا يفرقون بين هذا وهذا لا يظهر لهم الذي أريده من قولي المشركون كانوا لا يعتقدون بتعدد الأرباب ومن جهة أخرى المشركون كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة لأنهم لا يعرفون الفرق بين الرب والإله وهنا بيت القصيد من هذه الكلمة, أولا لكي نثبت أن العرب كانوا في الجاهلية لا يعتقدون بتعدد الأرباب وفي الوقت نفسه كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة, ما الدليل على ذلك؟ ليس عندنا أصح من القرآن مطلقا, في القرآن الكريم آيات عديدة منها قوله عز وجل.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض)).

السائل: ((ولئن سألتهم)).

الشيخ: ((ولئن سألتهم)) ففي القرآن آيات كثيرة فيها التصريح من رب العالمين خطابا للرسول عليه السلام بمثل قوله تعالى ((ولئن سألتهم)) أي المشركين ((من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)) ((ليقولن الله)) هذا جواب المشركين إذًا هم يؤمنون بأن خالق السماوات والأرض هو رب واحد خالق واحد لا شريك له وكانوا يؤكدون هذا فيما كان بقي لديهم من مناسك الحج حينما كانوا يطوفون حول الكعبة كانوا يلبون بمثل تلبية الموحدين اليوم ولكن يزيدون على ذلك ما يفسد عليهم توحيدهم كان يقول طائفهم " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا تملكه وما ملك " عم يستثنوا له شريك لكن هذا الشريط نفسه هو من ملك الله عز وجل وما يملك أيضا هو من ملك الله عز وجل فهم من جهة موحدون ومن جهة مشركون هذه الدقة يجب أن نفهمها حتى لا نقع في مثل ما وقع أولئك المشركون هم من جهة موحدون كما سمعتم ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)) من جهة أخرى كما ذكرنا الآيات السابقة ((وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون)) ((قالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) الإله يا إخواننا معناه في اللغة العربية التي نزل بها القرأن المعبود الإله هو المعبود بغض النظر إذا كان هذا المعبود عُبد بحق أو عُبد بباطل فكل من عُبد وخُضع له فهو إله عند هذا العابد فإذا كان عبد الله فهو عابد لله وإذا عبد اللّات والعزة فهو عابد لهم وإذا عبد عيسى فهو عابد لعيسى إذا عبد الأرباب من دون الله المتجبرين في الأرض فهؤلاء عبيد لهؤلاء وليسوا عبيدا لله عز وجل لأن الله عز وجل لا يرضى أن يُشرك به سواء كان هذا الشرك في ذاته أو في عبادته أو في صفاته فالمشركون الذين كانوا يؤمنون بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض كانوا يعبدون مع الله أشخاصا وآلهة أخرى فمن حيث عبادتهم للأشخاص الآخرين كانوا وقعوا في الشرك ومن أجل ذلك قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام فهم من جهة مؤمنون بأن الرب واحد لا شريك له ومن جهة مشركون لأنهم يعبدون معه اللّات والعزة وغير ذلك من الأشخاص المعظمين لديهم وإلى هذه الحقيقة المتناقضة هم من جهة موحدون ومن جهة مشركون أشار الله عز وجل بقوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) فانظروا كيف الله عز وجل وصف كثيرا من الناس بوصفين متناقضين, وصفهم من جهة أنهم مؤمنون ومن جهة أخرى أنهم مشركون كيف هذا؟ هذا واقع حتى اليوم موجود هذا التناقض حتى في كثير من المسلمين وهذا الذي نحن يدفعنا إلى التحدث في هذا البحث الخطير ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) الذي يؤمن بأن خالق هذا الكون هو الله واحد لا شريك له هو مؤمن ولكن الذي يعبد غير الله ويخضع لغير الله فهو من هذه الجهة مشرك لذلك قال تعالى ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) فمعنى لا إله إلا الله إذًا لا معبود بحق في الوجود إلا الله فمن آمن بأن الله هو وحده خالق السماوات والأرض وزاد على ذلك أنه عبده وخضع له وحده ولم يعبد غيره مطلقا فقد اتخذه إله دون سواه.

السائل: ... .

الشيخ: ((وما يؤمن أكثرهم)) البحث السابق من ثمراته أن يساعدنا على فهم القرآن الكريم ذلك أن كثيرا من المشايخ فضلا عن غيرهم يصعب عليهم جدا أن يفهموا حقيقة معنى هذه الآية الكريمة ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) لأنها تجمع بين أمرين متناقضين تجمع بين الإيمان بالله من جهة وبين الإشراك مع الله من جهة أخرى فكيف ذلك؟ إذا وضح لكم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة فيسر لكم فهم هذه الآية ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) أي إن كثيرا من الناس كالمشركين في الجاهلية الذين كانوا أشد أعداء للرسول عليه السلام وأشد أعداء دعوة التوحيد هؤلاء المشركون كانوا يجمعون بين الإيمان وبين الشرك وهم الذين عناهم أول من عناهم ربنا عز وجل في الآية السابقة ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) فهم من جهة كانوا يؤمنون كما عرفتم لأن الخالق لهذه السماوات والأرض هو واحد لا شريك له, هذه عقيدة المشركين التي صرح رب العالمين في القرأن الكريم كما سمعتم لكن من جهة أخرى كانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى يعبدون اللّات والعزة ولأنهم جروا على ذلك اتباعا منهم لآباءهم وأجدادهم فلما جاءهم الرسول عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى أن يعبدوا خالقهم الذي يوحدونه كخالق ورازق فلما دعاهم الرسول عليه السلام إلى أن يعبدوه وحده إلى أن يخلصوا له في العبادة إلى أن لا يعبدوا معه آلهة أخرى كفروا وقالوا كما في القرأن الكريم ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) إنهم يتعجبون ويستنكرون استنكارا بالغا من دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إيّاهم إلى عبادة من اعتقدوا أنّه واحد لا شريك له في الخلق فأنكروا ذلك أشد الإنكار وقاتلوا الرسول عليه الصلاة والسلام لا لأنه يدعوهم إلى أن يعتقدوا بأن خالق الكون واحد فهذا كانوا يؤمنون به منذ ما قبل بعثة الرسول عليه السلام ولكنهم قاتلوه عليه الصلاة والسلام أشد القتال لأنه قال لهم لا تعبدوا اللّات لا تعبدوا العزّى لا تعبدوا مع الله آلهة أخرى قالوا ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) فكفر المشركين الأولين وكفر كثير من الناس فيما بعد حتى بعض المسلمين اليوم مع الأسف الشديد لا يأتي من جهة كفرهم لرب العالمين كخالق لا كل الناس مفطور في فطرهم أن يعتقدوا أن الخالق واحد ولكنهم مع ذلك يشركون مع الله يعبدون مع الله غيره وسواه فلنفي هذه المعبودات قال الله عزّ وجل لنبيه معلما أمته في شخصه ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) قلنا ما معنى لا إله إلا الله كثير من الناس الغافلين عن هذا الحق المبين لا إله إلا الله يعني لا رب إلا الله, هذا خطأ من قال من المشركين الكفار اليهود والنصارى والملاحدة من قال لا إله إلا الله وهو يعني لا رب إلا الله فهو ... ما آمن لأن الإيمان ليس هو مجرد اعتقاد كما هو في أوروبا الآن يقولون هناك دين سموه بالدين الطبيعي شو هذا الدين الطبيعي يعني الدين الذي دعا إليه العقل الفطري من هذا الكون بما فيه من نظام من كواكب من نجوم مجرات لا بد له من خالق يعني طبيعة غريزة في الإنسان فآمنوا بأن لهذا الكون خالقا, هل هم مؤمنون؟ لا هذا إيمان بشيء من الإيمان الذي أمر الله به لكنه لا ينجي صاحبه من الخلود في النار يوم القيامة هكذا كان المشركون يؤمنون بأن هذا الكون له خالق كما هو الدّين الطبيعي اليوم لكن هذا الإيمان يجب أن يقترن مع إيمان ثان وثالث الإيمان الثاني هو أنّه لا يستحق العبادة إلا هذا الخالق الواحد لا شريك له فمن عبد معه غيره فقد كفر به لأن الله الحق هو الذي يعبد وحده لا شريك له لا في ذاته ولا في عبادته لما عرف المشركون معنى كلمة التوحيد كفروا بهذه الكلمة كفروا بها اعتقادا فقالوا ((أجعل الآلهة إلها واحد إن هذا لشيء عُجاب)) واستكبروا أن يعترفوا بهذه الحقيقة كما قال تعالى في آية سابقة ((إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)) لأنهم عرفوا أن التوحيد الذي دعا إليه الرسول في هذه الكلمة الطيبة يستلزم الكفر بكل المعبودات والطواغيت التي عبدت من دون الله تبارك وتعالى.

هنا لا بد من وقفة ماذا فعل المشركون حينما عبدوا غير الله؟ لأنه من الأمور الغامضة اليوم لدى كثير من المسلمين أنهم لا يعلمون معنى العبادة, بدليل أنه لا يزال ملايين المسلمين متعبدين صالحين يقومون بالفرائض والواجبات بل والمستحبات لا يزال كثير من هؤلاء يذهبون إلى قبور الأولياء والصالحين فيذبحون لهم الذبائح وينذرون لهم النذور وهم يقولون لا إله إلا الله هل هذا يتفق مع قولهم هذا؟ الجواب لا.

 

(256/6)

 

 

«بسبب جهل بعض المسلمين بكلمة " لا إله إلا الله " وقعوا في الشرك من الذبح لغير الله والنذر لغير الله. وذكر حقيقة العبادة وتفسير قوله تعالى: ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين))»

الشيخ: ذلك لأنهم لا يعلمون معنى لا إله إلا الله كما علمه المشركون مع الأسف المشركون عرفوا حقيقة لا إله إلا الله فكفروا وجحدوا كما سمعتم في الآيات السابقة لكن إخواننا المسلمين هذول إلي بيشهدوا بكل إخلاص لا إله إلا الله محمد رسول الله لكن مع الأسف لبعدهم عن اللغة العربية من جهة ولبعدهم عن طلبهم للعلم الشرعي من جهة أخرى ما يعرفون معنى لا إله إلا الله كما عرف أولئك المشركون ليظهروا الفرق بينهم وبين أولئك المشركين, فالمشركون فهموا وكفروا هؤلاء كفروا ولم يعرفوا يعني شيء عجيب جدا, المسلمون هؤلاء الذي نضرب بهم المثل الذين يذبحون لغير الله وينذرون لغير الله هؤلاء يسترقون عن المشركين من جهة ويلتقون معهم من جهة أخرى يختلفون عن المشركين أن المشركين خير منهم في الفهم فهموا أن معنى لا إله إلا الله يستلزم توحيد الله في العبادة لكنهم كفروا بهذا المعنى الذي فهموه أما المسلمون اليوم إلا من شاء الله منهم فهم لم يفهموا هذا الفهم الذي فهمه العرب الأولين المشركين لهذه الكلمة الطيبة ثم شاركوهم بما كفر العرب به من التوحيد توحيد الله في العبادة فأخذوا يفعلون مثل ما فعل العرب الأقدمون ماذا كان العرب يفعلون؟ يذبحون لأصنامهم ينذرون لأصنامهم هذا الذبح لأصنامهم وهذه النذر النذور لأصنامهم هو العبادة التي وجهها العرب إلى غير الله إلى هذه الأصنام فكفر ...

زكريا عندنا في دمشق الشام يحيى هذا ينادى هناك ... من دون الله وهناك ينادى من دون الله, هذا كله عبادة لغير الله عز وجل لكن أكثر الناس كما قال ربنا لا يعلمون, ما هي العبادة هو أن توجه عبادة أية عبادة كانت أمرك الله بها أن تخضع بها لله وأن تعبده وتعبد معه فيها سواه وإذا بك تصرف هذه العبادة إلى هؤلاء الأولياء والصالحين وبذلك تُعبد من دون الله عزّ وجل, ربنا عزّ وجل يقول ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)) ((قل إن صلاتي)) أي عبادتي قيامي و ... وسجودي, دعائي هذا كله اسمه صلاة لمن هذه الصلاة؟ قال ((إن صلاتي)) لله ((ونسكي)) ما هو النسك؟ النسك هي الذبائح التي تُذبح ويتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى وإذا بالجهل يؤدي بكثير من المسلمين أن يوجهوا صلاتهم أن يوجهوا دعاءهم إلى غير الله عز وجل أن يوجهوا ذبائحهم إلى غير الله عز وجل إلى أن يوجهوا دعاءهم أبدا أن يقول يا الله أغثني يقول يا أبا الزهراء أغثني ... وهناك أناشيد كثيرة وكثيرة جدا كلها استغاثات بغير الله عزّ وجل فهذا كفر عملي لمعنى لا إله إلا الله لأن المعنى كما سمعتم لا معبود بحق في الوجود إلا الله وإذا بهم يعبدون غير الله بغير حق.

 

(256/7)

 

 

«الواجب على العلماء القيام بتحذير الأمة من الوقوع في الشرك، وشرح حديث (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه). وذكر صور من الشرك كنداء غير الله والاستغاثة به وغير»

الشيخ: فمناداة غير الله عبادة له, هل الاستغاثة والاستعانة به من دون الله عبادة له الذبح له عبادة له النذر له عبادة له كل هذا واقع اليوم على الأرض الإسلامية مع الأسف الشديد ولا أحد من أهل العلم يقوم بواجب النصح والبيان وتحذير هؤلاء المسلمين من أن يقعوا في مثل ما وقع فيه المشركون الأوّلون وأن يكفروا مثل كفرهم, لا شك أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان كما قال الله ((بالمؤمنين رؤوف رحيم)) ولذلك نجده يحذر أمته أن يسلكوا سنن الذين كانوا من قبلهم يحذرهم أن يقعوا في مثل ذلك وأؤكد أنه لا بد لطائفة من هذه الأمة أن تستنّ بسنن الذين كانوا من قبل فقد قال عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخذري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) وجاء في رواية خارج البخاري وهي ثابتة (حتى) قال عليه السلام (حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك) لقد وقع المسلمون كثيرون منهم في الشرك الأكبر كما وقع الذين من ... من المشركين من اليهود من النصارى.

لقد بلغ من رأفة الرسول عليه السلام في التحذير للمسلمين أن لا يستنوا بسنن الأولين من الكفار والمشركين إلى ما جاء في القصة الآتية لقد مر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره بشجرة ضخمة كانت في عهد الجاهلية للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم وكانت هذه الشجرة تعرف لديهم بذات أنواط, كانوا يربطون يعلقون فيها أسلحتهم فقالوا يا رسول الله قال بعضهم لما مروا بهذه الشجرة قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, اجعل لنا شجرة نعلق عليها الأسلحة كما للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم وقال عليه الصلاة والسلام, تأملوا يا إخواننا, إنهم كانوا ... انظروا كيف كان موقف الرسول تجاهها من ال ... في الاستنكار ثم انظروا ما وقع فيه المسلمون من الشرك الأكبر ثم لا أحد يتحرك لذلك من أهل العلم, لما قالوا اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال عليه الصلاة والسلام (الله أكبر هذه السَنن قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) انظر الفرق بين قول بعض الصحابة ما قالوا يا رسول اجعل لنا إلها كما لهم ألهة لما قالوا اجعل لنا شجرة ذات أنواط نعلق عليها أسلحتنا فاقتبس الرسول عليه السلام الاحتجاج على الإنكار عليهم لهذه الكلمة من قوله تبارك وتعالى حكاها ... ((اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)) (قلتم) قال عليه السلام لهؤلاء (قلتم كما قال قوم موسى لموسى ((اجعل لنا إلها كما لهم آلهة))) مع أن هؤلاء الأصحاب الذين اخطؤوا هذه الخطيئة اللفظية ما طلبوا أن يتخذ لهم إلها يعبدونه من دون الله ولكن لما قالوا كما لهم آلهة صار هنا مشابهة بكون اليهود ..

السائل: ((كما لهم ذات أنواط)).

الشيخ: ... لأن الصحابة قالوا اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط صار في اشتراك في اللفظ, مشابهة في اللفظ مع اليهود الذين قالوا لموسى ((اجعل لنا إلها كما لهم ألهة)) فكيف لو رأى الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين اليوم يشدون الرحل ويسافرون إلى القبر الفلاني, عندنا الست زينب والست رقية وما أدري أش عندكم ... مزارات كثيرة ... عندكم الشيخ عيسى هناك يقولون في شيخ عيسى مو هيك.

السائل: نعم.

سائل آخر: شيخ عيسى و ... .

الشيخ: في كثير من ال ... تقصد تذبح هناك ذبائح لغير الله عز وجل, تذبح للشيخ عيسى وأمثاله, للست زينب ورقيّة وأمثالها كل ذلك كفر بقول الله عز وجل ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له)) إيش معنى لا شريك له, إن كثير من الناس يتوهمون ((لا شريك له)) يعني ليس هناك ذات أخرى تخلق مع الله, مو هذا المقصود وكذلك ما قال تعالى ((فلا تجعلوا لله أنداد وأنت تعلمون)) لا يعني لا تجعلوا خالقا مع الله آخر لا, هذا المعنى كان الجاهليون يفهمونه أنه شرك لذلك قالوا جواب عن ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)) هو الذي خلق السماوات والأرض فإذًا هؤلاء لا يقال لهم ((فلا تجعلوا لله أندادا)) يعني يخالف معه وإنما يعني لا تجعلوا له أندادا في العبادة, لا تذبحوا لغيره لا تنذروا لغيره لا تنادوا غيره لأن هذا النداء عبادة لذلك نحن نقول في كل ... من أي صلاة ((إياك نعبد وإياك نستعين)) على أداة الحصر ((إياك نعبد وإياك نستعين)) فأنت أيها المسلم إذا استعنت بغير الله من الأموات من الأولياء والأنبياء والصالحين فقد كفرت بقولك مخاطبا رب العالمين ((إياك نعبد وإياك نستعين)) كيف تقول ((إياك نعبد وإياك نستعين)) وأنت في الواقع إذا وقعت في شدة تقول " يا عبد القادر أخذني " "يا باز ... " " يا أبا الزهراء أغثني " أيه هذا كفر بقولك في صلاتك ((إياك نعبد وإياك نستعين)) وكثير من المسلمين من تمام جهلهم بالعبادة أنهم لا يعلمون أن مناداة غير الله هو عبادة له مع أن الرسول عليه السلام قد قال في الحديث الصحيح (الدعاء هو العبادة) دعاء الله عبادة ودعاء غير الله من الأولياء والصالحين عبادة لهم فمن دعا هؤلاء الأولياء والصالحين فقد جعلهم أندادا لرب العالمين خلافا لقول الله ((فلا)) ((فلا)) إيش؟

السائل: ((تجعلوا لله أندادا)).

الشيخ: ((فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)) أنتم تعلمون أن هؤلاء بشر مثلكم فكيف تعبدونهم كيف تدعونهم من دون الله كيف تذبحون لهم من دون الله وهم حينما كانوا أحياء مكلفين كانوا يتقربون إلى الله بأن يذبحوا لله وأن ينذروا لله وأن ينادوا الله وحده لا شريك له فإذا بكم تصنعون بهم بعد وفاتهم ما كانوا هم يصنعونه لربهم, هذا كفر بمعنى لا إله إلا الله.

 

(256/8)

 

 

«خلاصة ما ذكر حول حقيقة التوحيد ومعنى كلمة " لا إله إلا الله " وشروطها، والتحذير من الشرك

الشيخ: إذًا يجب أن نعرف هنا شيئين هامّين جدا معنى لا إله إلا الله وهو كما سمعتم " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " الشيء الثاني أن نعرف معنى العبادة حتى ما نوجه العبادة لغير الله فنجعل لله شريكا في العبادة, فإذًا العبادة هو كل شيء يتقرب به المسلم إلى الله فإذا توجه بهذه العبادة إلى غير الله عز وجل فقد جعل هذا الغير شريكا لله وكفر بقوله لا إله إلا الله ولم يفده لفظه بها وتكلمه بها مادام أنه كفر بها عمليا, فمن هذا التفصيل تعرفون الشرط الذي وضعته في أول إجمالي للكلام عن التوحيد قلت لا إله إلا الله يجب أن تتوفر فيه شروط ثلاثة, أولا الفهم الصحيح لهذه الكلمة والفهم الصحيح هو " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " وليس الفهم الصحيح " لا رب إلا الله " لأنه هذا توحيد الربوبية لا يكفي لا بد أن ينضم إلى ذلك توحيد العبادة وتوحيد الإلاهية هذا هو الفهم الصحيح, الشرط الأول.

الشرط الثاني: الإيمان الجازم بهذا المعنى الصحيح وإلا فمعرفة الشيء مع عدم الإيمان به لا يكون إيمانا فالله عز وجل ذكر في القرآن الكريم بحق اليهود وربما بحق النصارى أيضا ((يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) يعني يعرفون أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم الذي بُعث فيهم وأرسل إليهم يعرفونه أنه هو الرسول الصادق المُبشر عندهم في التوراة وفي الإنجيل ((يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) فهل أفادتهم هذه المعرفة شيئا؟ الجواب لا لماذا؟ لأنه لم يقترن مع المعرفة إيمان جازم بما عرفوه فما أمنوا بالرسول مع أنه عرفوه وكذلك شأن الكفار المخلدين في النار أنهم يعرفون الحق ثم ينكرونه, ذلك هنا معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم في أمثالهم ((وجحدوا واستيقنتها أنفسهم)) ... فهم عرفوا هذه الحقيقة ولكنهم لم يؤمنوا بها كذلك كل شيء من الإيمان يجب أن يكون أولا الإيمان على المعرفة الصحيحة فالمعرفة الصحيحة هو الشرط الأول ثم الإيمان الجازم بهذه المعرفة الصحيحة هو الشرط الثاني والشرط الثالث والأخير أن لا يأتي هذا المؤمن بما يناقض إيمانه من الشركيات والوثنيات فهذا الذي لو فرضنا أنه يعرف معنى لا إله إلا الله أي " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " عرف أن الأمر كذلك ثم آمن بذلك إيمانا جازما لكن هو من جهة أخرى يعبد غير الله فعبادته لغير الله من الذبح والنذر والمناداة يُبطل قوله لا إله إلا الله وزعمه أنه فهمها فهما صحيحا وأنه آمن بها إيمانا جازما ... نقيضان لا يجتمعان, أحد شيئين يا أنه كاذب في قوله إنه عرف معنى لا إله إلا الله وأن هذا المعنى هو " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " أو عرف لكنّه كاذّب في قوله أنه آمن بهذا الذي عرفه وإلا كيف يؤمن حقا بأنه لا معبود وبأنه لا أحد يستحق العبادة إلا الله ثم هو يعبد غير الله, نقيضان لا يجتمعان ولذلك فنحن نعتقد جازمين أن أكثر المسلمين الذين يشهدون لا إله إلا الله هم في الحقيقة لا يعرفون المعنى الصحيح وإلا للزموا إيمانهم وابتعدوا عن الإخلال بهذا الإيمان وذلك أن يبتعدوا عن الإشراك مع الله في عبادته غير الله كما أوضحنا لكم كثيرا من الأمثلة ولا أظن فيكم أحدا يجهل هذه الحقائق وأن المسلمين واقعين فيها إلا من شاء الله وقليل ما هم, أي لا أحدكم يجهل أن هناك مسلمين يصلون ويصومون يذهبون إلى القبر الفلاني ويذبحون به, ينذرون نذرا إن الله عز وجل عافى لي ابني سأذبح ذبيحة لفلان أو للست فلانة أو ما شابه ذلك فهذا هو من معاني الأية السابقة ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) فهم إذًا من جهة مؤمنون ومن جهة مشركون لذلك لا تظنوا أنه لا يجتمع مع الإيمان شرك, يجتمع مع الإيمان شرك ولذلك فالإيمان الكامل هو الذي لا يخالطه شيء من الشركيات والوثنيات, أرجو أن ... فالموضوع هذا مهم جدا ولا يكفي أن أفهمه أنا وأنت بل علينا جميعا أن نبلغ هذا إلى الناس لأننا كما قدّمنا في أول هذه الكلمة, الله عز وجل ما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا لعبادته وحده لا شريك له ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ليعبدوني وحدي لا شريك لي, والآن المسلمون فضلا عن غيرهم يعبدون مع الله آلهة أخرى, لماذا؟ لأنهم يجهلون فعلينا نحن إذا تعلمنا أن نبلغ ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) والرسول عليه السلام بدوره يأمرنا نحن فيقول (بلغوا عني ولو آية) أي ولو جملة سواء كانت هذه الجملة حديثا أو آية كريمة ولذلك فليبلغ الشاهد الغائب, لا يكتفي أحدكم بأن يسمع الموعظة ويستفيدها وبعد ذلك خلاص أنا الحمد لله عرفت الإيمان وعرفت التوحيد الصحيح ... بين الجهال, هذول الجهال مرضى يجب أن يعالجوا, يجب أن نرفق وأن نشفق عليهم, مو أن ننقم عليهم لأنه لا يوجد مع الأسف لديهم من ... فليكن كل واحد منكم مبشرا ونذيرا إليهم حتى تحصلوا على فضيلة قوله عليه السلام (لئن يهدي الله على يديك رجلا أحب إلي من حمر النعم).

 

(256/9)

 

 

«ذكر أنواع التوحيد الثلاث وشرح توحيد الأسماء والصفات. وبيان أنه من الشرك في توحيد الأسماء والصفات ادعاء علم الغيب لغير الله سواء نسبته لنبي أو ولي»

الشيخ: قلنا إن التوحيد لا بد أن يجمع توحيد الربوبية وهذا كان ... فلا بد أن يجمع إلى ذلك توحيد العبادة وهذا ما كفر به المشركين وبعض من ضل من المسلمين بسبب جهلهم.

وهناك توحيد ثالث به يتم فهم التوحيد الذي هو المقصود من الشهادة ومن الكلمة الطيبة, هذا التوحيد الثالث هو الذي يسمى بتوحيد الصفات, توحيد الصفات أن تعتقد أن الله عز وجل واحد في صفاته لا يُشبه أحدا من مخلوقاته ولا أحدا من مخلوقاته يشبه ربه في شيء من صفاته كما قال عز وجل ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) هذا توحيد الصفات فكما أن الله عز وجل واحد في صفاته فهو واحد في عبادته فهو واحد في ذاته أما الاقتصار على الإيمان بأن الله واحد في ذاته وبس فهذا توحيد المشركين أما الاقتصار على توحيد الله في ذاته وعبادته فقط دون توحيده في صفاته فهؤلاء فهذا توحيد الغلاة الضالين الذين يؤمنون بتوحيد الربوبية ويؤمنون بتوحيد العبادة يعني لا يعبدون مع الله لكن من جهة أخرى يشركون بعض المخلوقات مع الله في بعض الصفات, يمكن تستغربون هذا الكلام ولكن نحن نقدم إليكم أمثلة من واقع حياة المسلمين اليوم.

كلنا فيما أمل وأرجو يعلم أن من صفات الله عز وجل أنه عالم الغيب ... ((قل ما يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)) هل أحد يعلم الغيب؟ أبدا لا أحد سواه هذا توحيد الصفات, من توحيد الصفات لكن هناك ملايين المسلمين من يعتقدون في معظميهم وفي بعض صالحيهم أنهم يعلمون الغيب وأكبر دليل على هذا إذا درسنا التاريخ القديم وما ورثناه من بعض الأناشيد أنتم تسمعون بعض الناس يتبركون بقصيدة البوصيري وفيها يقول مخاطبا النبي عليه الصلاة والسلام بقوله " فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " فهذا من الناحية العربية من علومك يعني بعض علومك يا رسول الله علم اللوح والقلم ما أدري والله بعد اللوح والقلم إيش في من العلوم؟ مع ذلك أعطى للرسول عليه السلام علم اللوح والقلم وزيادة ومن علومك علم اللوح والقلم إذًا جعل الرسول شريكا مع الله في العلم بالغيب مع أن الله يحكي في كتابه عن النبي عليه السلام أنه كان يقول ((ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) هذا كلام صريح في القرأن الكريم عن نبيه أنه لا يعلم الغيب ويحتجّ بذلك بواقع حياته أنه لو كان يعلم الغيب ما مسه السوء, كلنا يعلم كيف أن بعض المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عرض أحب النساء إليه السيدة عائشة وكلنا يعلم كيف كان موقف الرسول اتجاه هذه التهمة, لا يدري هذه التهمة حق وإلا باطل فهجر السيدة عائشة مدة طويلة حتى نزل وحي السماء يطهرها تطهيرا مما تأمر به أعداء الله فالرسول عليه السلام أذاه المشركون أذاه المنافقون حينما اتّهموه في عرض أحبّ النساء إليه وغير ما ... هو عنده علم اللوح والقلم لماذا لم يعرف أنه السيدة عائشة هي براء مما اتهمه المنافقون بأنه بشر ((قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليه)) هذه ... الرسول عليه السلام فكيف يلتقي الإيمان بالقرآن وبخاصة بهذه الآيات التي فيها أن الرسول لا يعلم الغيب, فكيف يلتقي هذا الإيمان مع قول المسلمين اليوم تبعا لبوصيرهم " ومن علومك علم اللوح والقلم " هذا كفر بأن الله واحد في صفاته هذا قديما أما اليوم فيا ما أكثر ما نسمع عن بعض من يسمونهم بالمريدين لبعض من يسمونهم بالمرشدين والمشايخ الصوفيين تجدهم يحكون بكل بساطة أنه والله كنت حاضر في درس الشيخ و ... ناوي في نفسي أني أسأله سؤال وإذا به يعلم ما في نفسي فيجيبني عن سؤالي قبل أن أسأله فهم يعطون للشيخ صفة عليم بما في الصدور, هذا كفر بتوحيد الصفات فهذا النوع من ... لا يُفيده أن يقول لا إله إلا الله لا يُفيده أن يفهم حقيقة معنى لا إله إلا الله وهو أنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله, لا يُفيده أنه فعلا لا يذبح ولا ينذر ولا يستغيث إلا بالله عز وجل كل هذا وهذا لا يُفيده مادام أنه جعل لله شريكا في بعض صفاته ومن ذلك العلم بالغيب لقد جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بجارية من جواري الأنصار وهي تغني على عادة العرب الشعر المرتجل فقالت في جملة ما قالت " وفينا نبي يعلم ما في غدِ " فقال لها (لا يعلم ما في غد إلا الله, دعي هذا فقولي ما كنت تقولون) ماذا قالت الجارية؟ " وفينا نبي يعلم ما في غد " ما قالت "ومن علومك علم اللوح والقلم " " وفينا نبي يعلم ما في غد " قال لها (لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا وقولي ما كنت تقولين) يعني من وصف الرسول عليه السلام بما فيه دون غلو ودون إشراك له مع الله عز وجل في شيء من صفاته لعلي قد أطلت عليكم كثيرا أو قليلا لكن الواقع أنه مثل هذا البحث ينبغي أن يكرر, فأن يكرر حتى يرسخ في ذهن كل مسلم ويفهم معنى هذه الكلمة الطيبة المنجيّة لصاحبها من الخلود في الآخرة لأن حياته ونجاته هناك ينبني ليس على التكلم والتلفظ بها وإنما على المعرفة بمعناها الصحيح أولا ثم على الإيمان الجازم بهذا الإيمان الصحيح ثانيا ثم على عدم الكفر عمليا وانطلاقا في حياتنا بهذا الإيمان الصحيح كما ضربنا لكم أمثلة والبحث في الشركيات المنافية للتوحيد هذا فصل خاص تحت عنوان الشركيات والوثنيات التي تنافي التوحيد كثير وكثير جدا و ... أذكركم بمثال واحد فقط لتأخذوا قياس منه على أمثلة أخرى وبعد ذلك أتوجه إلى الإجابة على أسئلة أخرى على حسب الترتيب الذي وردنا.

 

(256/10)

 

 

«كلمة حول صورة من صور الشرك وهو الحلف بغير الله كالحلف بالنبي والحلف بالأباء

الشيخ: هذا المثال ألا تسمعون كثيرا من الناس يحلفون بأبائهم يحلفون يشرفهم يحلفون بأسيادهم هذا كله شرك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول (من حلف بغير الله فقد أشرك) أين المسلمون أين الموحدون؟ أصبح المسلمون اليوم في دينهم أشبه باليهود والنصارى الذين غُيّر لهم دينهم وأصبح دين الذي كانوا عليه من قبل حقيقة تنافي حقيقة الدين الذي هم عليه تماما كذلك كثير من المسلمين وأقول كثير ولا أقول كل المسلمين لأن الله عز وجل فضّل هذا الدّين على سائر الأديان السّابقة بأن حافظ على أصوله من كتاب ومن سنة صحيحة وبلّغ إلينا بواسطة أهل العلم بالحديث والفقه نقلوا إلينا المفاهيم الصحيحة خلفا عن سلف فنجونا من أن نضل كما ضلت اليهود والنصارى ولكن كثير من الطوائف الإسلامية ومن المذاهب الإسلامية ومن أفراد المسلمين أصابهم ما أصاب اليهود مع ذلك الفارق الكبير ففي الإسلام تحريم الحلف بغير الله ونحن نحلف بغير الله اليوم خاصة في مصر ومصر الحلف بشرفه في فلسطين وبعض سكان فلسطين وغيرهم الأرض مسكونة الآن فهم يعني مثل التسبيح عندهم بشرفي بشرفي لا يحس أحدهم بأنه يشرك بالله وهو لا يعلم, لا عيب أن يجهل الإنسان لأنه لا أحد يلد يلد متعلما لكن العيب كل العيب أن يضل جاهلا فهذا عمر بن الخطاب.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - فهذا عمر بن الخطاب رضي الله كما في صحيح البخاري يسمعه الرسول عليه السلام يوما وهو يحلف بأبيه فقال عليه الصلاة والسلام (لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) (من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) قال عمر رضي الله عنه وهذا من صفائهم ومن إنابتهم لربهم كما قال تعالى في القرآن الكريم ((يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)) قال عمر بعد أن سمع نهي الرسول عن الحلف بالآباء قال فوالله ما حلفت بعدها بغير الله ذاكرا أو إيش؟

السائل: ولا آثرا.

الشيخ: ولا آثرا, ما حلفت بعدها بغير الله عز وجل ذاكرا ولا أثرا ... ذاكرا وقاصدا الحلف بغير الله عز وجل ... ولا آثرا أي ناقلا عن غيري مع أن العلماء يقولون " ناقل الكفر ليس بكافر " مع ذلك يقول عمر أنا بعد ما سمعت الرسول ينهى عن الحلف بالآباء ما حلفت لا قاصدا ولا ناقلا واليوم إذا جئت تنهى الذي يحلف بغير الله الشيخ فضلا عن غيره بيقل لك يا أخي ... وهو نيته طيبة, شوف عمر وشوف هؤلاء, عمر يقول من بعد ما سمعت الرسول ينهى ما عاد خرج من فمي حلف بغير الله ولو نقلا عن غيري دائما إذا رأينا ناسا يذكرون كفرا حقيقيا مثل الذبح في النحر أو كفرا لفظيا مثل الحلف بغير الله تجد من يدافع عن هؤلاء بأنه نيتهم طيبة, ما هذه النية الطيبة إذا كان الفعل هو الكفر بعينه حين كان يقع فيه المشركون من قبلنا, خلاصة القول أن التوحيد لا يُفيد صاحبه إلا من فهم هذه الحقائق الثلاثة أن يوحد الله في ذاته وأن يوحده في عبادته وأن يوحده في صفاته, هذا التوحيد هو معنى لا إله إلا الله فمن أخل بنوع من هذه الأنواع الثلاثة فما فهم لا إله إلا الله ولا أمن بلا إله إلا الله وهو في الآخرة من الخالدين في النّار فمن شاء أن يكون ناجيا فليوحد الله توحيدا حسب ما جاء في الكتاب والسنة وينبغي أن يعرف ما يناقض التوحيد من الشركيات والوثنيات, اليوم يقوم الخطيب فيقول بسم الله وبسم الوطن, بسم الله وبسم الشعب, هل أحد يُحس من الحاضرين أنه هذا الخطيب أشرك بالله؟ لا أحد ليه؟ لأننا ابتعدنا عن التعرف على إسلامنا وإذا تعرفنا عليه صار أمرا مجرد علم ومعرفة ولما يدخل الإيمان في قلوبهم وبهذا القدر كفاية بالنسبة للإجابة عن ذاك السؤال الذي أخذ من حيث الترتيب الرقم الثالث وعندنا هنا سؤال رابع كنا تلوناه عليكم وهو الفرق, البدعة والسنة والفرق بينهما.

السائل: تتميما للفائدة يعني لو تكلمتم حول توحيد الرسول صلى الله عليه وسلم في الاتباع؟.

الشيخ: طيب بنوّع شوية يعني ... ساعة, ندفع شوية الملل من بعض الناس, في أحد عنده سؤال حول الموضوع السابق؟

السائل: شيخي.

الشيخ: أقول هل لأحد سؤال حول الموضوع السابق؟

 

(256/11)

 

 

«ما صحة رواية (أفلح وأبيه)؟ وكلمة حول تدرج أحكام الإسلام

الشيخ: تفضل.

السائل: في رواية تقول أنه الرسول قال لأحد الصحابة (أفلح وأبيه).

الشيخ: نعم.

سائل آخر: ... .

السائل: فما رأيكم؟

الشيخ: نعم, هذه الرواية في تعبير المحدثين رواية شاذة, شاذة تساوي غير صحيحة, هذا الجواب رقم واحد.

سائل آخر: أيوه.

الشيخ: والجواب رقم اثنين أن الإسلام يأتي كما تعلمون بالتدرج, لم ينزل القرآن كله من أوله إلى آخره طفرة واحدة, كما قال ابن عباس " نزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل أنجما حسب الحوادث " كذلك الرسول الذي تولى بيان القرآن ما بيّنه في يوم ولا في شهر ولا في سنة وإنما في حياته ... رسالته البالغة ثلاث وعشرين سنة وكل هذه المدة الطويلة بيّن هذا القرآن الكريم وبيّن للناس أحكام دينهم فما جاءت كل الأحكام دفعة واحدة فما منكم يجهل أن المسلمين وهم في المدينة كانوا يشربون الخمر, لماذا لأن الخمر لم يكن حرم بعد من أغرب ما وقع مما رواه البخاري في صحيحه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاء ذات يوم مُغضبا جدا يشكو عمه حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أنه قتل جملا لعلي كان برّكه أمام دار كان اجتمع فيها طائفة من الصحابة وفيهم حمزة, خرج وهو سكران فوجد الجمل أمام الدار فبقر بطنه وقتله, الجمل, فلما جاء علي ورأى جمله ميتا عظم عليه الأمر وقيل إن حمزة عمه هو الذي بقر بطن جمله فشكاه الرسول عليه السلام, سرعان ما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ ينصح حمزة على ما فعل لكن هو لا يزال نشوان فقال لنبيه الذي آمن به وكفر بالطواغيت كلها من أجله قال "هل أنتم إلا عبيد لآبائي" من أنت؟ " ما أنتم إلا عبيد لأبائي " هذا كفر لكن لا يدري ما قال وقال وهو شارب للخمر, ما نزل تحريم الخمر حتى في هذه الحادثة, فيما بعد, أريد أن أقول لقد كان من عادة العرب أن يحلفوا بآبائهم وعلى هذه العادة حلف عمر كما سمعتم في الحديث السابق فنهاه الرسول عليه السلام, فإن جاء حديث هو صحيح فيه أن الرسول حلف بأبيه فما ذلك إلا قبل النهي عن الحلف بالآباء فبعد أن نهى انتهى, انتهى عمر فضلا عن أن ينتهي عنه نبي عمر, لعلي أجبتك عن سؤالك؟

السائل: ... .

الشيخ: طيب , لا ما هي صحيحة كلها شاذة, طيب, في أحد عنده سؤال حول ما سبق؟ حول ما سبق؟

السائل: نعم.

الشيخ: تفضل.

 

(256/12)

 

 

«ما حكم الذبح والنذر للأولياء والصالحين بحجة التوسل بهم؟»

السائل: ... سؤال عن ... سيدنا عمر عليه الصلاة والسلام ... بجهل أو ... الموضوع هذا ما ... ؟

الشيخ: أنا عم أسألك.

السائل: ... .

الشيخ: عم أسألك سؤال.

السائل: ... محمد صلى الله عليه وسلم أبي جهل أو ... .

الشيخ: أنا عم أسألك يا أستاذ عندك سؤال حول البحث السابق بتقل لي نعم, هل أنا طرقت موضوع التوسل في الحديث السابق؟ أنا ما طرقت موضوع التوسل, ... حسب المواضيع أو حسب ما قرأ يعني ... أنت بدأت كلامك ... النذر ثم انتهيت إلى التوسل, أنا ... .

السائل: ... وقيل إن توافق بيتوسل الأمر بجهل هو؟

الشيخ: وبيذبحوا هنا لها النبي بجاه النبي؟

السائل: إذا ... .

الشيخ: بيذبحوا لها النبي.

السائل: دعاء.

الشيخ: أنت تعلم الواقع إلي نحن عم بنعالجه؟ تعلم أنه الناس هالي يذهبون ويذبحون للأولياء؟ طيب, هذا الذي يذبح للولي شو دخل هنا التوسل بالجاه؟ هذا ذبح لغير الله وأنا أرجو منك ومن أمثالك ألا يتأثر بالأجواء التي يعيش فيها بمقدار ما يجب عليه أن يتأثر بالآيات التي تتلى عليه, أنا قلت أكثر من مرة قال تعالى ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)) ((نسكي)) ذبيحتي, طيب إذا كنت تؤمن بهذه الآية كيف تقول يجوز الذبح للأولياء والصالحين؟ هذا الذبح ليس لله, ينبغي أن يكون لله ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له)) لا شريك له في صلاتي لا شريك له في نسكي وذبيحتي لا شريك له في حياتي ومماتي لا شريك له ... من ذلك فأنت عم تقل لي تخلط مسألة بمسألة, لما تتكلم في مسألة التوسل لها بحث ثاني وربما يكون ... هنا, هلا صار في عندنا أسئلة ممكن المحاضرة فيها حتى مطلع الفجر, ربما يكون فيها سؤال حول التوسل فأنت يحق لك أن تسأل كسائر إخواننا شو رأيك في التوسل؟ شو رأيك في قول بعض المسلمين اليوم يا الله بجاه فلان ارحمني عافني إلخ؟ نعطيك الجواب ولكن لا نخلط شعبان برمضان, لا نقول هذا التوسل مثل الذبح بغير الله والنذر لغير الله والرسول يقول (من ذبح لغير الله فهو ملعون) إيش علاقة الذبح لغير الله يا أخي بقول القائل خطأ وأقولها صريحة, إيش علاقة من يذبح لغير الله وهو ملعون بنص حديث الرسول بقول من يقول خطأ يا الله بجاه محمد ارحمني, عوض ما يقول يا رب بجاهك باسمك العظيم ارحمني يقول الله بجاه محمد بجاه النبي الفلاني, هذه مسألة أخرى فيها خلاف بين المسلمين ويمكن أن نبحثها إذا ما ساعد الوقت لكن يجب أن تعلم أن الذبح لغير الله والنذر لغير الله شرك أكبر لا يُفيد هذا الذي يذبح لغير الله وينذر لغير الله لا يُفيده شيء من أعماله الصالحة أبدا وأول ذلك قوله لا إله إلا الله لأن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم عن المشركين ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)) وقال مخاطبا الأمة المسلمة في شخص نبيها عليه الصلاة والسلام ((لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)) فالشرك مع الأسف الشديد جماهير المسلمين اليوم وفيهم كبار المشائخ ما عرفوا خطورته بعد مع أن الرسول علي الصلاة والسلام قال (الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل) فيجب أن نعرف الشرك ونحذره كما قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان الناس يسألون النبي عليه السلام عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه, هذا إنسان حكيم, هذا رجل عاقل ومن هنا قال الشاعر.

" عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه *** ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه ".

فنحن يجب أن نعرف الشرك مع معرفتنا للتوحيد حتى إذا عرفنا الشرك لا نقع فيه لأنه حينئذ إذا وقعنا فيه حبط عملنا وكنا من الخاسرين لا سمح الله فالذبح لغير الله والنذر لغير الله والاستغاثة بغير الله " يا باز أغثني " كل هذا شرك لكن قول القائل " يا الله أغثني بجاه الباز " شيء وبدل ما يقول " يا الله أغثني بجاه الباز " يقول " يا باز أغثني " هذا شرك, هذا ليس شركا قول من يقول " يا الله " هذا خطاب إلى الله مباشرة لكن بيحط واسطة يقول "يا الله أغثني بجاه الباز " نحن نقول هذا خطأ لكن هذا ليس شركا اللّهم إلا حسب ما يعبر بعض الجهال ونحن نسمع هذا كثيرا ولنا حوادث مع الناس ننهى ونحن في معرة النعمان دخلنا السّوق هناك وقفنا أمام.

 

(256/13)

 

 

«الكلام على مسألة قضاء الصلاة للمتعمد، والكلام على بطلان قياس طلاق السكران على طلاق الغضبان وبيان أنه قياس فاسد

الشيخ: وبالتالي خرج منه ما لا ينبغي أن يخرج أو ما لا يريد هو في وعيه وفي وضعه الطبيعي أن يتكلم به فهذا معذور شرعا لأنه لم يتعاط السبب الذي يؤدّي به إلى مثل هذا الذي هو يستسهله بعد فيئته أما السكران هذا محرم عليه أن يشرب قطرة من الخمر فضلا عن أن يشرب كأسا منها فضلا عن أن يشرب كؤوسا منها حتى يصبح لا يعي ولا يشعر بما يفعل ... و وإلخ فقياس السكران على الغضبان هذا كما يقول ابن حزم رحمه الله وغفر لنا وله أفسد قياس على وجه الأرض هو مذهبه أنه لا قياس في الإسلام وهذا طبعا من شذوذه ولذلك هو حينما يقول هذه العبارة التي أنا اقتبستها منه هو يقدم بين يديها ما ليس من مذهب عامة المسلمين يقول القياس كله باطل وهذا منه عين الباطل, القياس كله باطل وهذا يعني مانا بناقش القياس لبعض الفقهاء الذين يتوسعون في القياس توسعا غير مشروع بيقدم المقدمة بيقول هذا القياس, هذا القياس كله باطل وهذا منه عين الباطل وهو أفسد قياس على وجه الأرض لأنه من باب قياس النقيض على النقيض وهذا في الواقع يقع فيه بعض العلماء, يقيسون غير المعذور على المعذور, يقيسون مثلا تارك الصلاة عامدا متعمدا على تارك الصلاة نائما أو ناسيا فالنائم الناسي بنص الحديث مأمور بأن يؤدي الصلاة حين يتذكرها أو يستيقظ لها بيقولوا إيه قياس للمتعمد لترك الصلاة على الناسي لها و ... أيه هذا قياس مثل ما بيقول ابن حزم أبطل قياس على وجه الأرض مثل البي بيقيس بقاتل العمد على القاتل إيش؟ الخطأ, مين بيقول هذا القياس صحيح, قد قيل مثل هذا في بعض الأحكام الشرعية منها هذه المسألة مسألة قضاء الصلاة التي عمّت, تجد كثير من الناس حتى كبار السن ليس في هذا العصر فقط الذي نرى فيه متناقضات نرى فيه شبابا يعني انطلقوا من كل قيود الشريعة وفي المقابل والحمد لله نرى شبابا مقبلين على الطاعة ومنها الصلاة لكننا نرى حتى في هذا العصر بعض الكهول يدخلون المسجد فنراهم يقومون يقعدون يصلون فنحسن أنه هذول بيصلوا مما عليهم.

من أين جاءتهم هذه الفتوى؟ من هذا القياس قياس النقيض على النقيض, كان فاسقا كان فاجرا كان مهملا كان تاركا صلاة بيشتغل بتجارته بشبابه بغروره بعدين صار عمره أربعين خمسين ثاب إلى ربه, الآن بقى بدو إيش؟ يقضي هذه الصلوات التي أخرجها عن وقتها عامدا متعمدا, نسأل الفقهاء شو دليلكم قال عليه السلام (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) بيقولوا إذا كان النائم والناسي أمر بقضاء الصلاة فالمتعمد.

السائل: من باب أولى.

الشيخ: من باب أولى, لا هو العكس هو الصواب تماما فأقول مثلا الحلف اليمين لو أن إنسانا حلف غير كاذب في يمينه أي لم يكن يمينه من اليمين الغموس وإنما حلف يمين رأى هكذا بعدين تبين له أنه مخطئ في يمينه فجاء الحديث ليقول (من حلف على يمين ثم رأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه) هذا له كفارة فاليمين الغموس بيقل لك والله العظيم البارح أنت لما جئت عندي في البيت أنا ما كنت موجود وهو كذّاب, كان موجودا وبيأكد يمينه بيقول والله العظيم, هذا له كفارة؟ وُجد من يقول نعم له كفارة, ... شو الدليل؟ قياسا على من حلف على يمين ثم رأى غيرها خيرا منه فليأت الذي هو خير, يا أخي شو جاب هذا لهذا؟ هذا حلف صادقا زايد من إنسان لأنه أخطأ معه قال " والله ما عاد إيجي لعندك " ثم فاء إلى نفسه وقال هذه مقاطعة ما لها مبرر إسلاميا فراح لعنده وكفّر عن يمينه هيك أمره الشارع الحكيم أما واحد بيكذب ... وبيحلف بالله كاذّبا هذا ما له كفارة لذلك مبدأ الكفارات في الإسلام قائم لجبر نقص يحصل من إنسان وهو مغلوب على أمره, نرجع إلى قياس من؟ السكران على الغضبان, هذا قياس النقيض على النقيض, الغضبان معذور السكران غير معذور فلا يلحق هذا بهذا, ذاك سكران تعاطى الأسباب التي تؤدي إلى مخالفة الشريعة لأنه هو غريق في مخالفة الشريعة وما بُني على فاسد فهو فاسد أما هذا الغضبان, الرسول يقول لا يقضي من اثنين وهو غضبان فوجئ بما أثاره وأغضبه, لم يسعه إلا ذلك إطلاقا لذلك نحن نرى ما جاء في سؤال السائل أن بعض العلماء أفتوا بأنه هذا خطأ أي قياس طلاق السكران على طلاق الغضبان قياس غير صحيح, أقول هذا الكلام هو الصحيح, قياس طلاق السكران على قياس الغضبان غير صحيح, طلاق الغضبان لا يقع لأنه خرج عن الوضع الطبيعي, هذا الوضع الذي ربط الله عز وجل به التكاليف كلها افعل لا تفعل بدون قصد منه, خرج عن طوعه بدون قصد منه أما ذاك السّكران خرج عن طوعه بقصد منه, غيره.

دخلت وإلا لا؟

 

(257/1)

 

 

«إذا كان الرجل الذي طلق زوجته غضبان وسكران فما الحكم؟»

السائل: إذا كان سكر يعني السّكرة الماضية هو غضبان نفسه

الشيخ: هو إيش؟

السائل: هو غضبان نفسه, غضبان وسكران.

الشيخ: هذا السؤال خليه بينك وبين نفسك, هذا السؤال ليس له جواب, نعم.

 

(257/2)

 

 

«دخلت الصلاة بنية ركعتي الوضوء فأتم بي إنسان فجهرت بالقراءة وأتممت ثلاث ركعات فرض صلاة المغرب مع أني كنت صليته فما حكم ذلك؟»

السائل: دخلت الصلاة بنية ركعتي سنة الوضوء فأتم بي إنسان فجهرت بالقراءة وأتممت ثلاث ركعات قبل المغرب مع أني كنت صليته؟

الشيخ: ما شاء الله.

السائل: فما حكم ذلك؟

الشيخ: يعني طرأت عليه نية جديدة غير النية التي بنى عليها الصلاة, طبعا هذا لا يجوز إسلاميا لأنه اختلفت النية في أثناء الصلاة واختلاف النية بيبطل الصلاة من أصلها وليس لنا, عندنا إلا هذا, غيره.

 

(257/3)

 

 

«أما بالنسبة للمؤتم هل صلاته صحيحة؟»

السائل: المؤتم صلاته صحيحة وهو باطلة؟

الشيخ: أي نعم.

 

(257/4)

 

 

«ما حكم حمل الميت بالسيارة إذا كانت المقبرة بعيدة؟ وبيان الحكمة في حمل الميت على الأكتاف والتحذير من تقليد الكفار في تشييع الجنازة

السائل: قال بالنسبة لموضوع حمل الميت الذي تقدم في السيارة قيل إن هذا من النّعم لسبب أنه لم تكن المسافة بين دار الميت والمقبرة زمن الرسول عليه الصلاة والسلام بعيدة أما اليوم فمع هذا البعد الشاسع فأليس فيها نعمة ويكون المنع من باب التضييق؟

الشيخ: ... السؤال في الواقع هو فيه غفلة إن لم يكن تغافل عن أصل الموضوع الذي نحن تكلمنا فيه, نحن نقول تشييع الجنائز على السيارات على الطريقة الأوروبية هذا لا يجوز في الإسلام بحيث أنه لو كانت المقبرة قريبة فلا بد من تشييع الجنازة على السيارة أما لما بتكون المقبرة بعيدة فنحن قلنا أنه هذا عذر شرعي لأنه عندنا نصوص أنه حملوا الميت على الدابة لأنه مسافة طويلة, هذا لا ينكره إنسان متفقه في الإسلام لأنه الإسلام في الواقع بيربي أفراد المسلمين على الأفق الواسع فهذا السائل حينما يسأل هذا السؤال أو حينما ... هذا السؤال يجب أن يستحضر الحقيقة الواقعة هل نحن الآن نشيع الجنائز من باب أنه المسافة بعيدة ويشق على المشيعين أن يحضروا الجنازة لبعد المسافة أم لأنه هذه عادة من جملة عادات الأوروبيين التي تسربت إلينا ونحن تشبثنا بها وابتلينا بتقليدهم فيها, إن كان الجواب هو الأول فهذا مكابرة أنه نحن عم نشيع الجنائز اليوم من أجل إيش؟ أنه المقبرة بعيدة لأنه الواقع أنه لا فرق بين مقبرة بعيدة أو قريبة من في خصوص ... العادة ثانيا إذا كان العذر هذا هو أنه نعمة ربنا عز وجل أنعم بها علينا مشان يخفف عنا هالمشاق المسافة البعيدة فما هي النعمة الأخرى التي نزخرف بها السيارة بالأكاليل والزهور ونضيع الأموال وراءها لعله هذا أيضا نعمة لأنه في جمال وفي رونق إلخ, هذا كله نحن نأخذه مجموعة, هذا تقليد للكفار وتحقيق من هؤلاء المقلدين للإنذار الذي أنذرناه الرسول عليه السلام شفقة بنا وتحذير لنا عنها حين قال (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا يا رسول الله آليهود والنصارى؟ قال (فمن الناس؟) يعني من الناس في ذلك الزمن الذين يمكن أن يُقلدوا من غيرهم هم اليهود والنصارى لأنهم أهل كتاب وسواهم أميون ليس عندهم علم وليس عندهم ثقافة وليس عندهم ما يسمونه اليوم بالحضارة ودائما الشعب الضعيف فلسفة بالاجتماع أنه الشعب الضعيف بيقلد الشعب القوي فالشعوب القوية يومئذ اليهود والنصارى بما أنزل الله عليهم من هذه الكتب المقدسة على ما بدّلوا فيها وغيّروا وهذا مصداق نجده في كل يوم في كل مظاهر الحياة, وأنا تكلّمت في الدرس الماضي عن ملابسنا وأزياءنا كلها أوروبية كمان هذه نعم من نعم الله عز وجل, هذه مغالطة أو غفلة هذا أقل ما يقال, خلاصة القول نحن نقول حمل الجنازة من أجل الضرورة ما في عندنا مانع الضرورات تبيح ما هو أخطر من ذلك شرعا لكن نحن نتكلم عن المبادئ العامة الأساسية أنه كيف تشيع الجنازة حملا على الأكتاف, لماذا؟ هكذا السنة فإما خير تعجّلونه إليه أو شر تضعونه عن رقابكم, حمل الجنازة يا جماعة على الأكتاف يعني معناها حمل الموت هالي نحن غافلين عنه أما وضع النعش في السيارة حيث لا ليس يحمله أحد حيث لا يراه أحد ... تغطية ها السيارة التي فيها النعش بالورود بحيث أنه كأنه هناك عريس أو عروس, هذا كله ضرب للهدف الذي يرمي إليه الشارع بمثل هذه الآداب الإسلامية الخاصة التي سمعتموها وإذا مات فاتّبعه مشان إيش؟ مشان تتذكر الموت, وين الموت اليوم؟ مادام حصرناها في السيارة وغلفناه بهذه ال ... هالي بتبعد الناس عن التفكير بالموت ثم مابال المشيعين بعد ذلك لا يمشون مع السيارة مشيا وإنما يمشون أيضا ركوبا؟ لبعد المسافة؟ صعب حمل الجنازة من مسافة بعيدة لكن الي يمشي له إنسان مسافة ربع ساعة ونصف ساعة لو كان في لهو أو في لعب ما بيخطر في باله أبدا ها التعليل هذا الناعم أنه هذه نعمة من الله تبارك وتعالى, خلاصة القول يجب أن نفرق بين الأوضاع العامة, ففي الأوضاع العامة الجنازة يجب أن تشيع على السنة, تحمل على الأكتاف, يتبادل الناس ويتعاونون على حملها, يشارك كل منهم بأن يحمل الموت على أكتافه هالي هو غافل عنه طيلة حياته, هذه في المبدأ العام أما والله المسافة بعيدة, مات في البرية مثلا وبدهم يدفنوه في مقبرة إيش؟ القرية أو البلدة, ما في مانع أن تحمل لكن ضروري أنه تجيب حتى في البرية السيارة الخاصة بحمل الجنازة والمغلفة بهذه الورود, هذا كله تضليل وتصريف للناس عن الحقائق الشرعية هلي عم ينصرفوا فيها عمليا فضغثا أيضا كما نقول أن يصرفوا عنها فكريا, تُزين لهم هذه الأعمال بمثل هذه التعليلات والواقع أنه هذه تعليلات غير واردة في أكثر الصور, أصبح اليوم موضة العصر الحاضر, تشييع الجنازة على هذه الصورة المخالفة للسنة, نسأل الله عز وجل أن يتوفانا على السنة على الكتاب والسنة, أي نعم.

الشيخ: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(257/5)

 

 

«شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن: قال المصنف رحمه الله: " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (أسرعوا بال»

الشيخ: درسنا الليلة من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري في باب الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن, الحديث الأول وهو صحيح كما يدلكم على ذلك تخريج المؤلف إياه قال رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال (أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه فخير تقدمونها إليها وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وبن ماجه, في هذا الحديث الصحيح بيان أدب بل واجب من واجبات تشييع جنازة المسلم ألا وهو وجوب الإسراع بتجهيزها وإيصالها إلى قبرها ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث يبيّن العلة الشرعية التي توجب هذا الحكم الشرعي ألا وهو الإسراع بتجهيز الميت ودفنه فهو يقول إن الميت إما أن يكون صالحا فالتعجيل به وبدفنه في قبره هو خير تعجلون به إليه والعكس بالعكس الإبطاء بدفنه فإنما هو تأخيير لهذاك الخير عنه, ما هو الخير الذي يُشير الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالنسبة للرجل الصالح الذي يُفترض أن تكون الجنازة من نوعه, ما هو هذا الخير الذي نقدمه ونعجل به إليه؟ هو مما جاء في بعض الأحاديث التي لم يصح إسنادها ولكن صح مضمونها مثل (القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار) , هذا المعنى ورد في عديد من الأحاديث الصحيحة كما كنت جمعت شيئا منها في كتابي المطبوع والمعروف " أحكام الجنائز وبدعها " وهناك أحاديث تدل على أن الميت إذا وُضع في قبره فإذا كان مؤمنا وسُئل من قبل الملكين الكريمين منكر ونكير السؤال المعروف من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ فإذا كان رجلا مؤمنا صالحا أجاب الجواب الذي كان قد انطبع في قلبه يوم كان متمتعا بعقله الذي هو مناط تكليف الشارع له فاستجاب لدعوة الله والرسول وآمن بكل ما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه عليه فهو سيكون جوابه كما يُقال اليوم أتوماتيكيا طبيعيا لأنه متشبع بهذه العقيدة إلى آخر رمق من حياته فسيكون جوابه عن السؤال الأول " ربي الله " وعن الثاني "محمد رسول الله " وعن الثالث " ديني الإسلام " فحينئذ يُقال له " نم نومة العروس " فيُفتح له من قبره طاقة يرى منها ويُطِلّ منها على منزله ومكانه في الجنة فيأتيه من روحها وريحها فلا يزال ينعم بذلك إلى أن تقوم الساعة وإن كان الرجل منافقا أو كافرا فهو لا يستطيع أن يُجيب ذلك لأن فاقد الشيء كما يقال لا يعطيه فهو كان في الدنيا حينما كُلّف بأن يؤمن بالله ورسوله كان كافرا أو كان منافقا يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر فحينما يُسأل من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ لا يدري فيقول فيقال له حينما يجيب بجواب " لا أدري " " لا دريت ولا تليت " ويضرب بتلك المطرقة فتتداخل أضلاع بدنه بعضها في بعض من شدتها وثقلها وهكذا يُفتح له نافذة يُطل منها إلى مكانه في النار فيأتيه من دخانها ولهيبها فلا يزال يعذب بذلك إلى أن تقوم الساعة, فإذًا إن كانت صالحة فخير تعجلونه إليها, هو هذا الخير يعني هذا النعيم الذي هو خير من نعيم الدنيا مهما كان هذا النعيم في الدنيا ولكنه دون نعيم الآخرة هو نموذج ومثال مصغر لهذا النعيم الذي يلقاه المسلم في قبره إلى أن تقوم الساعة فإذًا الجنازة إذا كانت صالحة فيجب علينا أن نعجل بها وأن نودعها في قبرها لكي تتمتع بهذا النعيم إلى أن تقوم الساعة والعكس بالعكس إذا كانت الجنازة هذه غير صالحة فهو كما قال عليه الصلاة والسلام (فشر تضعونه عن رقابكم) يعني نتخلص منه ونكتفي شره, هذه المعاني وهذه التفاصيل فإنها أن تكون الجنازة صالحة وبين أن تكون طالحة وما يترتب من الحكم أو من العاقبة بسبب اختلاف الصلاح والطلاح في الجنائز, هذا أمر لا يدريه أحد في هذه الدنيا إلا المسلم المؤمن بالله ورسوله ذلك لأن هذا من أمور الغيب التي لا مجال للعقل ولا للعلم التجربي أن يطولها وأن يتعرف على حقائقها وإنما هو من علم الإيمان بالغيب وذلك هو شأن المسلم لذلك فالمسلم ينبعث في حياته وفي كل تصرفاته على أساس العقيدة التي يؤمن بها والعكس بالعكس تماما المسلم حينما يتذكر هذه الحقيقة العلمية الشرعية وهي أن الجنازة إما صالحة فيجب على حامليها أن يعجلوا بدفنها لكي يُحسنوا إليها فإذا تباطؤوا بتجهيزها ودفنها فقد أساؤوا إليها فالشرع الحكيم يؤدب المسلم على الإحسان إلى أخيه المسلم حيا وميتا, هذه المعاني لا يعرفها الآخرون الذين حُرموا بركة الإيمان بالإسلام.

 

(257/6)

 

 

«تحريم تأخير دفن الميت بسبب حضور كثرة الناس وبدون عذر شرعي، وبيان أن السلف الصالح كانوا يوصون بتعجيل الدفن

الشيخ: من هذا يتفرع أحكام شرعية لا يلتزمها الكفار قولا واحدا ثم الذين تشبهوا بهم إمّا مع معرفتهم بهذه الأحكام الإسلامية أو لجهلهم بها, يتفرع من ذلك أن الميت يجب التعجيل بدفنه بطريقة الاستعجال النهاية الذي لا ينبغي أن يقترن معه شيء من التباطؤ إلا ما لا بد منه أما تقصّد الإبطاء في تجهيز الميت فهذا شر يقدمونه إلى الرجل الصالح وهذا أمر غير جائز في الإسلام وإذا كان ذلك من واجبات المسلمين في دفن موتاهم حينئذ نعرف الخطأ الذي انتهينا ووصلنا إليه في هذا العصر بحيث أنه في كثير من الأحيان يتعمد أهل الميت التباطؤ في دفنه لا لشيء إلا للشهرة وتبليغ أكبر كمية ممكنة من الناس لكي تظهر الجنازة لها أبّهة ولها عظمة, هذا تفكير أهل الدنيا أمّا المسلم فهو لا يهمه إذا كان من يُشيّعه أو يصلي عليه كثير عددهم أو قليل, من هنا نجد الفارق الفاصل الواضح البيّن بين سلفنا وخلفنا, السلف الصالح كان إذا مات ميتهم عجلوا بدفنه ولا يتحمل ذلك أكثر من ساعة بالكثير وكانوا يوصون بذلك في وصاياهم في صحتهم وفي مرض موتهم, كانوا يوصون بالتعجيل بدفنهم لعلمهم بهذه الحقائق التي نحن الآن في صدد بيان شيء منها فيما يتعلق بدفن الميت والتعجيل بدفنه, فقد جاء عن كثير من الصحابة منهم حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما مرض مرض موته قال إذا أنا مت فعجلوا بدفني ولا تؤذنوا بي أحدا, لا تؤذنوا لا تخبروا بي أي بوفاتي أحدا, هالي موجود من الأهل يقوم الواجب بهم من غسله من تكفينه من دفنه, هكذا كانوا وهكذا ينبغي أن نكون نحن ونحن اليوم لا نستطيع مع الأسف الشديد أن نكون مثلهم لظروف اجتماعية وظروف تتعلق بالحكم بغير الإسلام و وأشياء كثيرة وكثيرة جدا ولكن هذا لا يبرر للمسلم أن لا يجتهد حسب قدرته وطاقته في تحقيق هذا الأمر النبوي وهو التعجيل بتجهيز الميت لأنّ الله عز وجل من عدله في عباده أنه قال ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) نحن مثلا اليوم تُطبق علينا النظم في بعض البلاد خاصة العواصم ما لا يُطبق في بعض القرى لا سيما البعيدة النائية, فلا بد مثلا من استخراج التقرير الطبي كما يقولون ولا بد من الاتصال بمكتب الموت دفن الموتى وهذا المكتب ليس مستعدا لتقبل المراجعات إلا في حدود النظام الموضوع للأحياء وليس للأموات فلم تتخذ هناك استعدادات إطلاقا لمثل هذه الوفيات ولذلك وقريبا وقع لبعض معارفنا أن ماتت والدته بين العصرين الظهر والعصر فلم يتمكن من دفن المتوفى إلا بعد ظهر اليوم الثاني, هذا أمر طبيعي بالنسبة لهذا النظام أو هذا الروتين كما يقولون وقريبا كنت في زيارة ابنتي في الأردن فزرت بعض القرى فرأيت المقبرة هناك مقبرة متواضعة وجر الحديث إلى طريقة الدفن, قال الدفن هنا لا يحتاج إلى شيء إطلاقا لا إلى إذن ولا إلى أي شيء, حفر القبر ودفنه انتهى الأمر, قلت هكذا كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام وعهد السّلف الصالح ولكن لما اتصلنا بأوروبا ونظمها الكافرة وتبنيناها على عجرها وبجرها فأصابنا ما أصابهم ولا بد لأن الله عز وجل كما قال سنة الله ((ولن تجد لسنة الله تبديلا)) فالذي يتخذ الأسباب المشروعة ففي ذلك اليسر والخير والبركة والعكس بالعكس تماما من هنا جاءت الآية التي ذكرناها في أكثر من مناسبة ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) هذا من الضنك حينما نتمسك بالأحكام التي لم يأت بها الإسلام فنصاب بشيء من الضيق والحرج وربما الضيق المالي أيضا هذا كما تحدثنا في مناسبة سابقة أنه الميت اليوم نأكل هم دفنه لأنه كما نشتري للحي دارا نشتري لهذا الميت أيضا دارا تتناسب مع فقده لحياته على كل حال لا بد من دفع قيمة مادية قد يعجز عنها بعض المصابين بميتهم ((جزاء وفاقا)) ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) أقول بسبب هذه الأوضاع فقد تتحمل الجنازة من الوقت الكثير والكثير ولكن لا يصح أن نتخذ الأسباب المفروضة علينا بسبب الحياة الاجتماعية كما ذكرنا, لا يصح أن نقيس عليها أسبابا نحن نبتدأ في إيجادها وليس نرغم عليها إرغاما, ضربت لكم مثلا آنفا وهو الظهور بالجنازة على أنها جنازة محترمة وأنها لها صيت ولها كلمة في المجتمع فلذلك فهم يتأخرون بدفن الميت حتى بعض الإسلاميين وقعوا في هذه المشكلة يعني قديما وحديثا في هذا الزمن تتأخر الجنازة اليوم واليومين لماذا؟ لكي يأتي من أطراف البلاد القريبة والبعيدة من يشيعها وهذا في الواقع من مشاكل التحزب لغير الإسلام لأنه حينما يموت رجل حزبي فلا بد من أن يخرج معه جميع من ينتمي إلى حزبه وليس كما تعلمون جميعا في الإسلام شيء من هذه التظاهرات بل شيء من هذا الرياء وهذا من المصائب أننا لا نكتفي بأن نعيش في حياتنا الدنيوية ونحن نرائي حتى نرائي أيضا على حساب الميت لهذا يجب أن نأخذ من هذا الحديث عبرة من العبر وهو أننا إذا أصبنا بميت لنا فيجب أن نضع في أذهاننا التعجيل بدفنه لأنه كما قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصحيح (فإن تكن صالحة فخيرا تقدمونه إليها وإن تكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم).

 

(257/7)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن عقبة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه وكنا نمشي مشيا خفيفا فلحقنا أبو بكرة رضي الله عنه فرفع صوته وقال: (لقد رأيتنا ونحن مع رسو»

الشيخ: الحديث الثاني وهو حديث صحيح وهو يُبيّن الطريقة الإسلامية التي ينبغي أن يسار وينطلق بالجنازة فيقول المصنف رحمه الله وعن عقبة بن عبد الرحمان عن أبيه أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه, صحابي معروف, وكنا نمشي مشيا خفيفا فلحقنا أبو بكرة رضي الله عنه فرفع صوته وقال لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نرمل رملا, رواه أبو داود والنسائي وهو كما قلنا حديث صحيح.

أولا في هذا الحديث أن السنة تشييع الميت على الأكتاف وعلى الأقدام وثانيا أنه لا يجوز التباطؤ بها وهذا من الصور التي شرعها الشارع الحكيم لتحقيق الأمر السابق (أسرعوا بالجنازة) , حتى في السير ليس من السنة السير بها خطوة خطوة وئيدا بطيئا وإنما رملا ومع الأسف الشديد هذه السنة أميتت قبل السيارات قبل بداية تشييع الميت على السيارة ذلك سببه هو غفلة الناس وجهلهم بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وهذا سببه يعود إلى أمرين اثنين يعني الجهل بالسنة التي منها السير بالجنازة رملا لا مبطئين ولا مسرعين ما هو سبب هذا الجهل؟ أولا إهمال جماهير المسلمين المتفقهين دراسة السنة فقنعوا واستعاضوا عنه بدراسة كتب الفقه, نحن حينما نلفت النظر إلى هذه الحقيقة المرة التي فيها إعراض المسلمين عن دراسة سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نعني كما قلنا ذلك مرارا وتكرارا وخلافا لما يُشيع عنا بعض الناس لا نعني أنه لا ينبغي قراءة كتب الفقه وكتب العلماء والفقهاء لكننا نعني شيئا هو الذي ينبغي أن يهتم المسلمون به أكثر وأكثر من دراسة الفقه التقليدي نعني أننا حينما ندرّس أو ندرس الفقه ينبغي أن نتخذ ذلك وسيلة وليس غاية, وسيلة لنتعرف منها الأحكام الشرعية الواردة في الكتاب والسنة ولا يجوز لنا بوجه من الوجوه أن نجعل دراسة الكتب الفقهية غاية ليس وراء ذلك دراسة, الذين يفعلون هكذا يدرسون الفقه ولا يدرسون الكتاب والسنة هذا الذي نحن ننكره وننقم عليه أشد نقمة لأنه يصدق في أمثال هؤلاء قول الله تبارك وتعالى ولو في غير هذه المناسبة ((أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)) هل هناك مسلم مهما كان عريقا في الجهل يستطيع أن يقول إن كتب العلماء والفقهاء خير وأفضل وأنفع وأفقه من كلام الرسول عليه السلام وحديثه, ما أظن مسلما يرى هذا في منامه فما بالنا أعرضنا عن الذي هو خير إلى ما هو دونه في الخير, هذا الذي نريده وهذا السبب وهو الانصراف عن دراسة السنة يعطينا هذه النتائج السيئة وهو الإهمال لتطبيق السنن في كثير من شؤوننا الحياتية.

السبب الثاني هو أننا نعلم أن بعضهم يدرسون السنة ولكن مع الأسف إنهم يصرحون فيقولون نحن لا ندرسها تفقها وإنما للبركة وهذا الكلام إذا لم يسمعه بعضكم فلا بد أنه لمس أثره في حياته ذلك لأنه لا يوجد فيهم من يقول في حكم ما قال الله قال رسول الله إلا إذا كان هذا الحكم موافقا لمذهبه أما أن يستدل بآية أو بحديث قال به إمام من أئمة المسلمين لكن هو لم يتخذ هذا الإمام إماما له فهذا مما لا وجود له في هذا الزمن.

إذًا سبب الجهل بالسنة يعود إلى أمرين, الأمر الأول عدم دراستها والأمر الثاني أنه إن وُجد من يدرسها فتلك دراسة كما يصرحون للبركة وليس للتفقه في الدين أي إنهم قد حرّموا أنفسهم خيرا كبيرا نصّ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث المغيرة بن شعبة (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) فالفقه في الدين هو كما قال نن قيم الجوزية رحمه الله:

" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه.

كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه ".

إذًا نتيجة أخرى طبيعية من سنن الله عز وجل الكونية أن يفقد الناس العمل بالسنة لعدم دراستهم إياها مطلقا أو لدراسة بعضهم إياها تبركا وليس تفقها وفي هذا ذكرى.

إذًا أدب تشييع الجنازة يكون أولا أن تحمل على الأكتاف وأن يسير حاملوها رملا وليس خطوة خطوة وليس بسرعة بحيث تهتز الجنازة في نعشها وإنما كما قال تعالى في غير هذه المناسبة أيضا ((وكان بين ذلك قواما)) فالرمل لا يزعج الميت في نعشه ولا هو بطيء بحيث يؤخر الخير عن الجنازة حينما تكون صالحة ويبطئ بالناس عن وضع الشر عن أكتافهم حينما تكون طالحة.

 

(257/8)

 

 

«الكلام على الحديث الثالث من الترغيب والترهيب من كتاب الجنائز باب الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن: قال المصنف رحمه الله: " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألنا نبينا صلى الله عليه و سلم عن ا»

الشيخ: الحديث الذي يليه هو من الأحاديث الضعيفة وليس فيه إلا تأكيد الحديث الذي قبله فنتجاوزه إلى فصل جديد إذا كان في الوقت سعة, شو رأيك؟

السائل: لا يمكن.

الشيخ: إذًا درسنا الآتي إن شاء الله في باب الترغيب في الدعاء إلى الميت وإحسان الثناء عليه والترهيب من سوى ذلك من الطعن في الميت وذكره بسوء وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. أبسط سؤالك يا أستاذ.

السائل: ... في قبله خمسة أحاديث ... شرحناهم.

الشيخ: خير.

السائل: هذا الذي قبله, الرابع الخامس السادس السابع ... أظن ما ... .

الشيخ: أنه باب يا أخي.

السائل: نفس الباب.

الشيخ: ترغيب في الإسراع بالجنازة؟ ما ... غير ثلاثة أحاديث

السائل: إذا ... عندنا ... خمسة.

الشيخ: شو عندك هات.

سائل آخر: هات نشوف وأي لكان.

الشيخ: أيه الدرس يسمعكم إياها.

 

(257/9)

 

 

«شرح الحديث الثالث من الترغيب والترهيب من كتاب الجنائز باب الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية: وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ما من رجل يصلي عليه مائة إلا»

الشيخ: الحديث الثالث في باب الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية.

قال المؤلف رحمه الله وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن ...

الله له هذا تقدم في أحاديث سابقة في الدرس الماضي.

 

(257/10)

 

 

«شرح الحديث الرابع من الترغيب والترهيب من كتاب الجنائز باب الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية: وعن الحكم بن فروخ قال صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر فأقبل علينا بوجهه فقال

الشيخ: الحديث الرابع قال وعن الحكم بن فروخ, هذا حسن الإسناد, صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبّر فأقبل علينا بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم, قال أبو المليح حدثني عبد الله عن إحدى أمهات المؤمنين وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت أخبرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شُفّعوا فيه) فسألت أبو المليح عن الأمّة قال أربعون رواه النسائي, تكلمنا عن الشفاعة في الحديث الأول من أحاديث هذا الباب في الدرس الماضي وأن عدد الأربعين هو أقل من عدد المائة وأن الله عز وجل تفضل على عباده فبينما كان قبل ذلك ربط مغفرة الله عن الميت أو للميت بأن يشفع وأن يدعوَ له مائة زاد في فضله فقال لو كان هؤلاء أربعين فدعو له وشفعوا فيه مخلصين له فالله عز وجل يغفر له إلا أنه هنا في هذا الحديث لفت نظر إلى شيء ينبغي التنبيه عليه لإهمال أئمة المساجد التنبيه على ذلك فهو يقول هنا صلى بنا أبو المليح وهو تابعي ابن صحابي على جنازة فظننا أنه قد كبّر فأقبل علينا بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم فنبه هنا على شيئين, الأول وهو الذي أهمله اليوم الناس كأنهم ينظرون إلى صلاة الجنازة أنه لا قيمة لها ولذلك حينما تقام الصفوف خلف الجنازة تجدها مضطربة أشد الاضطراب ليست مستوية على الأقل كما يسوون الصفوف للصلوات الخمس مع أنهم يخلون أيضا بتسوية الصفوف في الصلوات الخمس ولكن يحسنونها لا سيما حينما قيدوا أنفسهم بالخيط الذي يمد من الشرق إلى الغرب وقد يظن بعض الناس أن هذا الخيط من المصالح المرسلة والحقيقة أنه من البدع الضالة وهذه من دقائق المسائل التي لا ينتبه لها إلا من عرف أضرار البدع في الدين وآثارها من قريب أو من بعيد فها أنتم الآن أمام مثل واقع, الذين يصلون الصلوات الخمس على الخيط لا يستطيعون أن يحسّنوا الصف بدون الخيط وهذا مثال ولما يقيمون الصلاة على الجنازة تجد الصف مضطرب أشد الاضطراب, مع هذا تجد الإمام يصلي ولا يتكلم ولو بكلمة ولو على طريقة بعض الأئمة في البلاد السعودية, لا يحسنون إلا أن يقولوا استوا استوا أما السّنة فقد ماتت, ماتت في كل بلاد الله عزّ وجل إلا في بعض الأماكن التي فيها بعض الغرباء فإننا نقرأ في السنة في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يكبر للصلاة إماما بالناس إلا بعد أن يقول (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) ويقول تارة (لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) ويقول لهذا تأخر ولذاك تقدم وهكذا كل هذه الأمور أصبحت ميتة حتى في المدينة المنورة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها في, يبث هذا النور إلى أصحابه وأولئك بدورهم نقلوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا وعمّ من رغب في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعض عليها بالنواجذ فلذلك يسم الإنسان القصير النظر والبصر حينما يجد الخيط ممدودا في المسجد فالناس مربوطين في الخيط ولذلك ما ... يتقدموا أو يتأخروا لكن إذا ... الخيط أو فُقد فلت الصف واضطرب الصف, هكذا ينبغي أن يكون المسلم؟ أبدا, المسلم وازعه من قلبه ينبع ليس هو يرتبط بخيط بسيط, قد يكون هذا الخيط أحيانا أيضا مثل بعض جدر وقبلية المساجد منحرفة عن سمت القبلة فيصلي عامة الناس إلى هذا الجدار متجها إلى القبلة أو منحرفا عنها, هذا كله من شؤم الركود العقلي والفكري بسبب الجمود المنهجي التقليدي.

إذًا يجب أن لا نفرق في تسوية الصفوف بين الصلوات الخمس وبين صلاة الجنازة فإنها صلاة ولذلك هذا التابعي الفاضل أبو المليح نبه الناس بينما ظن الراوي للحديث أنه كبّر وإذا به يلتفت إليهم ويقول أقيموا صفوفكم سووا صفوفكم, هذا هو الأمر الأول, الأمر الثاني قال منبها إلى ما كنت ذكرته لكم في الدرس الماضي من وجوب الإخلاص في الدعاء للميت حتى ينتفع الميت وحتى ربنا عز وجل يقبل دعاء وشفاعة الشافعين فيه الذين يصلون عليه ويدعون له, هذا الدعاء كما فصّلنا القول في الدرس الماضي من شروطه الإخلاص فهو يقول هنا ولتحسن شفاعتكم ما يكون ذلك كلاما يخرج من أفواهكم ولما يصل هذا الكلام إلى قلوبكم ويخرج من طريق أفواهكم, هذه فائدة في هذا الحديث والحمد لله.

 

(257/11)

 

 

«شرح الحديث الخامس من الترغيب والترهيب من كتاب الجنائز باب الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية: قال المصنف رحمه الله: " وعن مالك بن هبيرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و س»

الشيخ: الحديث الذي بعده وهو الخامس حديث حسن قال وعن مالك بن هبيرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب) وكان مالك يعني هذا الصحابي مالك بن هبيرة إذا استقبل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف لهذا الحديث رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن , قوله (أوجب) أي وجبت له الجنة وهذا معنى معروف في الأحاديث كذاك الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأثنوا عليها خيرا فقال عليه الصلاة والسلام (وجبت وجبت وجبت) ثم مرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا فقال عليه الصلاة والسلام (وجبت وجبت وجبت) قالوا يا رسول الله مرت الجنازة الأولى فقلت (وجبت وجبت وجبت) ثلاثا ثم مرت الأخرى فقلت وجبت أيضا ثلاث مرات يعني يسألون عن الفرق أو السبب لهذا القول قال (مرت الأولى فأثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة) من هنا جاء هذا المعنى الذي سمعتموه من المؤلف (فوجبت) الكلام الموجز أي وجبت له الجنة, الجنازة الأولى مرت فأثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة ومرت الجنازة الأخرى فأثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار, أنتم شهداء الله في الأرض, أنتم شهداء الله في الأرض, وهذا الحديث له بحث خاص كنا ذكرناه في بعض دروسنا السابقة إنما الشاهد الآن هنا أن هؤلاء الذين قاموا بتشييع الجنازة ثم حضروا للصلاة عليها مهما كان عددهم قليلا أو كثيرا فينبغي أن يجزؤوا إلى ثلاثة صفوف, ها الجنازة التي تطبق فيها هذه السنة تستحق بفضل الله عز وجل وتشريعه الخيّر توجب الجنة لهذا المتوفى, في هذا الحديث تعبير لطيف قال مالك قال وكان مالك إذا استقبل أهل الجنازة قد يتبادر إلى الذهن المقصود بالأهل هنا الأقارب لكن لا المعنى أوسع من ذلك يعني القائمون بتشييع الجنازة سواء كانوا أقارب أو أباعد فهذول ... أهل الجنازة فمالك بن هبيرة هذا رضي الله عنه كان يجزؤهم ثلاثة صفوف وكان يسويهم تماما كما يسوون الصفوف لصلاة الفريضة, هذا حديث حسن كما قلنا.

 

(257/12)

 

 

«الحديث السادس والسابع والثامن من الترغيب والترهيب من كتاب الجنائز باب الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية: قال المصنف رحمه الله: " وروي عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

الشيخ: أما الحديث السادس وهو الرقم الأخير عندي وكذلك الحديث السابع في بعض الطبعات فكلاهما ضعيف.

 

(257/13)

 

 

«شرح الحديث الثامن من الترغيب والترهيب من كتاب الجنائز باب الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية: قال المصنف رحمه الله: " وروى ابن ماجه عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (م»

الشيخ: بقي الحديث الأخير وهو قوله وروى ابن ماجه عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (ما من مؤمن يُعزّي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة) وهذا الحديث هو الحديث الوحيد الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله في الحض على التعزية ولا يصح أي شيء آخر في هذا الباب من قوله عليه السلام لكن هناك حديث آخر فيه تعزية من الرسول عليه السلام لرجل من الصحابة مات ابن له سأذكر ذلك لكم إن شاء الله إن لم أنس كما نسيت هذه الأحاديث في هذه الليلة سأذكر لكم ذلك إن شاء الله في الدرس الآتي ونتعرض أيضا لبعض الأحكام في التعزية وما دخل فيها من البدع المخالفة للسنة وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

الآن نسمع بعض الأسئلة التي اجتمعت لدينا من الدرس الماضي ونجيب بمقدار ما يتسع الوقت نحو عشر دقائق فيؤذن للعشاء, نعم.

السائل: بعض أسئلة حديثية.

 

(257/14)

 

 

«ما صحة هذا الحديث (سلموا على النصارى ولا تسلموا على نصارى أمتي قيل من هم يا رسول الله قال: هم تاركوا الصلاة)؟»

الشيخ: ما صحة هذا الحديث (سلموا على النصارى ولا تسلموا على نصارى أمتي قيل من هم يا رسول الله قال هم تاركوا الصلاة)؟

الشيخ: هذا حديث موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم مكذوب لا أصل له والأحاديث التي أحض المسلم. تأمره على المحافظة على الصلاة تُبيّن عاقبة المهمل للصلاة والمتكاسل فيها كثيرة وكثيرة جدا سبق قسم طيب منها في كتابنا هذا كمثل قوله عليه السلام (بين الكفر وبين الرجل ترك الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر) هذا الحديث الصحيح يُغنينا عن مثل هذا الحديث الموضوع, غيره.

 

(257/15)

 

 

«هل صح أن كل ألف من الناس يدخل واحد الجنة والباقي يساقون إلى النار، وهل ثبت هذا في حديث؟»

السائل: هل يصح أن كل ألف من الناس يدخل واحد الجنة والباقي يُساقون إلى النار وهل ثبت هذا في حديث؟

الشيخ: هذا في حديث يأجوج ومأجوج هذا جاء معناه في حديث طويل في الصحيحين أو في أحدهما.

السائل: ... .

الشيخ: نعم, المعنى هذا صحيح وثابت ولما تعاظم الأمر على أصحاب الرسول عليه السلام ذكّرهم بيأجوج ومأجوج وهم حطب جهنم فأحدهم لا يموت إلا ويخلف من بعده ألف ولد وبذلك فيكون الحصة الكبرى لجهنم من يأجوج ومأجوج وهم يكونون في آخر الزمان ولما يخرجوا بعد خلافا لبعض التفاسير العصرية التي تنبع من صدور بعض الناس التي لا تتسع للإيمان بالأمور الغيبية فيريدون أن يجعلوا الدين أمرا عقليا مهضوما فكريا وذلك خلاف أول شرط من شروط الإيمان الذي ذكره الله عز وجل في أول سورة البقرة ((هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب)) فنحن نؤمن بكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث صحيح, غيره.

 

(257/16)

 

 

«نرجو التوفيق بين أحاديث وردت في مختصر صحيح مسلم منها (إن لله ملائكة سيارين يتبعون مجالس الذكر) وحديث خرج معاوية على حلقة في المجلس فقال: ما أجلسكم فقالوا: جلسنا نذكر الله عز وجل، وبين حديث ابن مس»

السائل: توفيق بين أحاديث وردت في مختصر صحيح مسلم أورد بعضها (إن لله تعالى ملائكة سيارين يبتغون مجالس الذكر) وحديث خرج معاوية على حلقة المسجد فقال ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل إلخ, توفيق بين هذين الحديثين وحديث ابن مسعود في وقوفه على الحلقات التي يذكرون الله بالحصى, ففي ظن السائل أنه في تعارض فكيف التوفيق؟

الشيخ: ليس هناك تعارض مطلقا وأنا أقرب لكم هذا بمثل ما أظن أن أحدا عنده شيء من الفقه ولو فقه تقليدي يقر هذا الاجتماع على الذكر متوهما أن الحديثين المشار إليهما في السؤال يشمل هذه الصورة, كثير من الناس حتى اليوم يذكرون الله عز وجل ذكرا لا يقرّه مذهب من المذاهب الأربعة التي يتبعها جماهير المسلمين اليوم فمن ذلك أنهم يذكرون الله بصوت واحد ومقتصرين على لفظة الجلالة فقط, ليس بأفضل الذكر لا إله إلا الله ويأخذ بعضهم بيد بعض فيقيمون حلقة فيبدؤون بالذكر زعموا يقولون الله الله الله في شيء من التأني ثم تتسارع الأصوات ثم تتداخل ثم لا تعود تسمع إلا آهات وكل ما تسارع صوتهم كلما ازدادت حركاتهم يمينا ويسارا هذا بلا شك اجتماع على ذكر الله فهل السائل يُدخل هذا النوع من الذكر الجماعي في مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها؟ أعتقد أنه لا أحد على الأقل في هذا المجلس على الأقل السائل لا أظن يقول أنه هذا النوع من الذكر يشمله ذاك الحديث, أريد أن أسأل لماذا ربما يقول بعض المسؤولين لأنه هذا شيء غير معقول, أنا لا أريد أن يكون الجواب هكذا, أنا أريد أن يكون الجواب لأنه هذا شيء غير منقول لأنه ليس كل غير معقول لازم يكون غير منقول والعكس أيضا ليس كل منقول لازم يكون إيش؟ معقول, لأنه العقول هذه المؤمنة يجب أن تخضع للمنقول لكن بشرط الصحة كما تعلمون منا دائما وأبدا, معقول حجر أصم ينضرب بشأفة خشبة عصايا وإذا به بيطلع منه اثنا عشر عين من الماء مثل ماء ... معقول؟ مو معقول لكن ((إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)) هذا وقع, معقول يضرب البحر بعصاه وإذا به بينفتح أمامه طريق كأنه معبد من جديد وبيمر جيش موسى عليه السلام بني إسرائيل وبيغتر بهذه الظاهرة فرعون فيمشي وراءه فإذا خرج آخر جندي من بني إسرائيل الساحل رجع البحر كما كان, معقول؟ مش معقول لكنه معقول ليه؟ لأنه نحن الآن نسمع أخبار ما نهضمها لأنه ما درسنا مقدماتها ولا شفنا بأعيننا آثارها لكن بنصدق فيها ليش؟ لأنه أهل العلم صار عندنا يقين أنه أهل العلم تحققوا بهذا الأمر بهذا الشيء قبل ما نشوف الراديو والمسجلات هذه إلخ وفيه ناس بتعرفوهم كانوا يُحدِثون عنهم بأنه إذا سمعوا الراديو بيقولوا هذا شيطان بينما هي آلة ... ابتدعها الإنسان بقدرة الله عز وجل, كل هذه الأشياء كانت قبل أن تُرى غير معقولة لكن أصبحت حقائق علمية واقعية, كذلك تماما بالنسبة للأمور المنقولة في كتاب الله وفي حديث رسول الله هي معقولة عند ناس وغير معقولة عند ناس مثل المسائل العلمية معقولة عند ناس درسوها ودرسوا القائمين عليها ووثقوا بأخبار منقولة عنهم ولو لم يشاهدوها كما لم يشاهد الذين ... الخمر وإلخ.

لكن أصبحنا مضطرين نؤمن بذلك من الناحية العِلمية كذلك الأمور الإيمانية معقولة عند بعض الناس وغير معقولة عند بعض الناس على عكس المثال السابق, الأمور الإيمانية معقولة عند المؤمنين بأن الله عز وجل أولا على كل شيء قدير وثانيا بأن هذا الشيء جاء الخبر عن الصادق المصَدَّق وهو الرسول عليه السلام إما كتابا وإما سنة لذلك فنحن نؤمن بكل ما جاء عن الرسول عليه السلام فها المثال السّابق الذي صورته لكم قلت يجب أن يكون الجواب هذا مو لأنه ما بنقبله ما بيدخل في الأحاديث الحاضة على الاجتماع على الذكر لأنه غير معقول لا لأنه غير منقول وبالتالي ما دام منقول فهو غير معقول والآن نوسع الدائرة بعد ما ... أننا يجب أن نرجع إلى النقل بالأمور الشرعية قبل العقل بخلاف الأمور الدنيوية فهنا الإسلام لا يتدخل فيها كما قال صراحة (أنتم أعلم بأمور دنياكم) هون تعطي العقل امتداده إلى ما لا نهاية بشرط ما تخالف الشريعة فإذا انتقلنا إلى صورة أخرى من الاجتماع على الذكر دون السّابقة إما يصبح الأمر بقى بين أخذ ورد يعني الذي قال في الصورة الأولى لا هذه مو منقولة ولا معقولة ربما نأتي بصورة أخرى فيتردد يا ترى هذه منقولة وإلا لا؟ فإذًا بنحكم الشرع إن كانت منقولة قبلناها وإن كانت غير منقولة رفضناها, مثاله اجتماع على الصلوات فبعض الاجتماعات منقولة وبعض الاجتماعات غير منقولة مثلا ندخل المسجد فنصلي كل واحد منا سنة الظهر القبلية مثلا أو البعدية كل واحد يصلي لحاله فهل يشرع الاجتماع في هذه الصلاة وهي نافلة سنة راتبة الجواب لا فلو أنه إنسان زيّن له أنه يا أخي يد الله على الجماعة ليش نحن عم نصلي هيك متفرقين خلينا نصلي جماعة على ما قبل ما تقام صلاة الفريضة, هل يكون هذا الإجتماع مشروعا؟ الجواب لا ليش؟ لأنه مو معقول؟ لأنه مو منقول وبالتالي تصير إيش غير معقول, ليش بتصير غير معقول؟ لأنه العقل المسلم الي يحكم بأنه هذا الاجتماع الذي نقطع بأنه لم ينقل لو كان خيرا لسبقونا إليه, هيك العقل بيحكم قطعا, إذًا هو ليس بخير فمعرفة الخير والشر في الشرع ليس طريقه عقلي وعقلك وإنما هو طريق النقل الصحيح الثابت عن الله ورسوله.

هذا مثال اجتماع, إذًا نأخذ الآن أيّ اجتماع في الذكر نحن نطلب أن يكون منقولا بطريق نقل صحيح عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وأي اجتماع في الذكر إما في القرآن وإما في التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح.

ويرحكمك الله.

لم ينقل عن السلف الصالح إطلاقا الاجتماع على تلاوة القرآن جماعة بصوت واحد أو على التهليل وغير ذلك من الأذكار بصوت واحد, هذا لم ينقل لكن المنقول على العكس من ذلك كان أحدهم يلقى أخاه فيقول له اجلس بنا نؤمن ساعة, وماذا يفعلون؟ يذكرون هذا الذكر الذي هو غير منقول ولا معقول؟ لا وإنما الأمر أحد شيئين إما أن يجلسوا فيتدارسون آية من كتاب الله يتلوها أحدهم ويفسرها هو إن كان أفقههم وأعلمهم أو تولى تفسيرها غيره أو جلس كل منهم يذكر الله فيما بدى له فيما يحفظ من سنة الرسول عليه السلام.

هذا هو الاجتماع على ذكر الله عز وجل إما اجتماع كاجتماعنا هذا للتفقه في دين الله من كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتماع على ذكر سر ما بيجاب وكل مين يذكر ما يحفظ وما يشعر بأن نفسه تتزكى وتتطهر بهذا النوع من الذكر لأن النفوس تختلف, هكذا السنة في الذكر ولهذا فلا تعارض بين الأحاديث التي أشار إليها السائل وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

أذن يا أبو إيش؟

السائل: أبو علي.

الشيخ: أبو علي.

 

(257/17)

 

 

«الأذان بحضرت الشيخ الألباني

- أبو علي يؤذن -

الشيخ: أجيبوا المؤذن يا إخواننا ولا ضوضاء أجيبوا المؤذن ... لا حول ولا قوة إلا بالله

أقم الصلاة ... .

 

(257/18)

 

 

«إمامة الشيخ الألباني بالمصلين في صلاة العشاء وقراءته لسورة الفاتحة والزلزلة في الركعة الأولى وقراءته لسورة الفاتحة والهمزة في الثانية

الشيخ: سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة, تحاذوا بالمناكب والأقدام, لا تدعوا فرجات للشيطان.

وخّر شوي ...

- صلى الشيخ بالحاضرين صلاة العشاء وتلى سورة الفاتحة وسورة الزلزلة وسورة الهمزة -.

 

(257/19)

 

 

«بدأ الشيخ درسه بخطبة الحاجة

الشيخ: ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(258/1)

 

 

«تذكير الشيخ للطلاب بوقت درس الترغيب والترهيب والتنبيه على الاقتراب في المجلس

الشيخ: قبل الشروع في درس الترغيب نذكر إخواننا الحاضرين وليبلغ الشاهد الغيب بأن الدرس الآتي سيكون بعد صلاة المغرب مباشرة نظرا لأن الوقت سيصبح ضيقا بسبب تأخير الساعة حسب العرف السائد هذا شيء, شيء آخر يجب أن تتقاربوا وأن ينضم بعضكم إلى بعض حتى يفرغ المكان في المؤخرة لا سيما وأنتم الآن في فصل هو أشبه بفصل الشتاء فماذا يكون حالكم في فصل الصيف وشدة الحر؟ لذلك عَوِّدوا أنفسكم أولا على النظام وثانيا على تحمل شيء مما لا أقول من المشاق والصعوبات وإنما شيء لم تعتده النفوس, بعد هذا أرجو أن أتذكر بإعادة التذكير بالنسبة لموعد الدرس في آخر الدرس فإن نسيت فذكروني لأنه قد يأتي ناس لم يحضروا هذا التذكير الآن.

 

(258/2)

 

 

«شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد: قال المصنف رحمه الله: " وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله»

الشيخ: حديثنا الليلة عن الخباب بن الأرت وهو صحابي جليل يقول هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا, منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر, ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدُبها, رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود باختصار.

يفسر المؤلف بعض غريب هذا الحديث فيقول البردة كساء مخطط من صوف وهي النمرة, أينعت بياء مثناة تحت بعد الألف أي أدركت ونضجت, يهدبها بضم الدال المهملة وكسرها يعني يصح فيه الوجهان يهدُبها ويهدِبها أي يقطعها ويجنيها, يقول خباب رضي الله عنه هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نلتمس وجه الله يعني أنهم كانوا يجاهدون في سبيل الله مخلصين له الدين , هذا شأن الصحابة كقاعدة فذلك لا ينفي أن يكون فيهم من كان يجاهد لغير وجه الله عزّ وجل وهذا طبيعة البشر أنه لا يمكن أن يُوجدوا جميعا كلهم على قلب واحد في الإخلاص والطاعة لله عز وجل لكن لا شك أن عامّة الصحابة هذا وصفهم كما يقول خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنه لا يبغون إلا وجه الله فما يُقال في بعض كتب التاريخ في العصر الحاضر ممن لا خلاق لهم أو لا دين لهم من اتهامهم أن الفتوحات الإسلامية الأولى إنما كان الباعث عليها هو حب الدنيا وجمع المال فهذا مع أنها دعوى مجردة لا دليل عليها الواقع يشهد بأن الأمر كان على النقيض من ذلك تماما والأدلة على هذا كثيرة في التاريخ الإسلامي الصحيح وهذا الحديث الذي بين أيدينا الآن من تلك الأدلة فهو يصرح فيقول هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله, هنا وقفة بسيطة من أين علم خباب بن الأرتّ بأنهم حين جاهدوا في سبيل الله يبتغون وجه الله أنه وقع أجرهم على الله, من أين عرف ذلك؟ ذلك أمر ضروري في الإسلامي من وعد الله عزّ وجل لعباده المؤمنين في عشرات النصوص من الكتاب وأكثر من ذلك في السّنة أن من عمل كذا فله كذا ووعد الله عز وجل لا يتأخر ((إن الله لا يخلف الميعاد)) فإذا عرف المؤمن هذه الحقيقة أيقن أنه إذا عرف أنه ... عملا خالصا فيه لوجه الله عز وجل أن الله تبارك وتعالى لا بد أنه مثيبه على ذلك لا بد وما سمعتم في الدرس الماضي من بعض الأجوبة من الأستاذ علي خشان أنهم كانوا يخافون أن لا يُقبل عملهم فذلك مما يدل على ما سمعتم بيانه في تلك الجلسة أن الصحابة كانوا يخافون الله عز وجل وكانوا يعيشون بين الخوف والرجاء لا لأنهم يشكّون في ما إذا عملوا عملا صالحا وأخلصوا فيه لله عز وجل يشكّون أن الله لا يتقبل منهم لا, كيف ذلك كيف يمكن أن يشك شاك في عمل عمله صاحبه هو أولا على وجه السّنة ثم هو فيه مخلص لله عز وجل كيف يتصور أن يشكّ في أن يتقبل الله عز وجل عمله والله يقول في صريح القرآن الكريم ((إنما يتقبل الله من المتقين)) فما كان شكهم فيما يتعلق بقبول الله لعملهم الصالح المُخلَص فيه لله وإنما كان شكهم في أنفسهم لعل عملهم لم يكن صالحا أي لم يكن مطابقا للكتاب والسنة, هذا هو الشرط الأول كما تعلمون جميعا في قبول الله عز وجل للعبادة أن يكون على وجه السنة والشرط الثاني أن يكون صاحبه قد أخلص لله فيه, فمن أين للإنسان أن يكون دائما وأبدا في كل عمل يعمله على يقين أن عمله هذا كان على وجه الكتاب والسنة من جهة وكان مخلصا فيه لله عز وجل من جهة أخرى, من ها هنا كانوا يخافون ألا يتقبل الله عز وجل منهم فمن ما ذكرنا من مثل الآية السابقة وما أشرنا إلى غيرها جزم خباب بن الأرت أنّ أجرهم وقع على الله عزّ وجل يعني أن الله تقبّل ذلك منهم وأنه سيؤجرهم على ذلك ثم يفصّل فيقول بالنسبة لهؤلاء المجاهدين المهاجرين في سبيل الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير, هنا أيضا نكتة وفائدة مهمة يقول منا من مات ولم يأكل من أجره شيئا, وهل يأكل المجاهد في سبيل الله من أجره شيئا؟ هذه نقطة أظن أنها تخفى على جماهير طلاب العلم بل وعلى كثير من خاصة العلماء وإنما يعرف ذلك من اطلع على السنة, " أكل من أجره " بيانه وشرحه في حديث صحيح أن المجاهد في سبيل الله عز وجل إذا رجع وقد غنم شيئا فقد أكل ثلث أجره ثم ادّخر الله له في الآخرة الثلثين الآخرين أما إذا لم يُصب المجاهد في سبيل الله شيئا من المغانم المادية رجع وأجره موفور له عند الله عز وجل كاملا يوم القيامة.

إن هذا الحديث ولا شك أن الخباب بن الأرت متفقه وكما يقولون اليوم متخرج من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذه المدرسة قال عليه السلام ما سمعتم من ذلك البيان فهو يُشير بإشارة لطيفة جدا إلى هذا الحديث حين يقول فمنا من أكل أجره, فمنّا من لم يأكل من أجره شيئا وضرب على ذلك مثلا مصعب بن عمير, يصف حالة مصعب من الفقر الشديد حينما قُتل شهيدا يوم أحد.

 

(258/3)

 

 

«ذكر بعض أحكام الشهيد في المعركة

الشيخ: قال فلم نجد ما نكفنه به إلا بُردة, ففي هذا الحديث إشارة إلى أن الشهداء وإن كانوا لا يُغسلون وإن كانوا لا يصلى عليهم في الغالب وفرق في هذين الحكمين بالنسبة للثابت في السنة فالشهيد في المعركة لا يُغسل لكن ولا يصلى عليه إلا إن تيسر لبعض المسلمين الصلاة عليه فالصلاة عليه جائزة ولكن الفرق بين هذا الشهيد وبين غيره من موتى المسلمين أن الشهيد لا تجب عليه صلاة الجنازة فيُمكن دفنه بدون صلاة مطلقا لكن هذا لا يعني أنه لا تجوز الصلاة عليه صلاة الجنازة لا يعني أن الصلاة عليه صلاة الجنازة بدعة لأنه لو لم يثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى على بعض الشهداء لو لم يثبت هذا لكانت الصلاة على الشهيد بدعة في الإسلام لأنه يكون من محدثات الأمور لكن لما كان من الثابت من السنة الصحيحة أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه صلى أحيانا على بعض الشهداء دلت صلاته هذه على جواز الصلاة على الشهيد لكن أحيانا أما الغالب وهو الذي تقتضيه ظروف المعارك أنه لا يمكن الصلاة على هذا الشهيد ربما إذا انتظر به أنه تسرى إليه شيء من الفساد في بدنه فالسنة المبادرة إلى دفنه أما غسله فأمر مقطوع أنه لا يُشرع وليس كالصلاة يُغسل تارة ولا يُغسل تارة لا وإنما الحكم في ذلك أنه لا يُغسل مطلقا ويُدفن في ثيابه التي مات فيها لكن في هذا الحديث وغيره بيان أن معنى كون الشهيد يُدفن في ثيابه التي قُتل فيها لا يعني أنه ليس من السنة تكفينه بل يُكفن على ثيابه التي مات فيها ويُدفن بهذا الكفن, تطبيقا لهذه السنة لما أرادوا دفن مصعب بن عمير رضي الله عنه لم يجدوا له بردة إلا بردة قصيرة لا تُحيط بكل بدنه فكانوا كما سمعتم من خباب إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأوجد لهم الرسول عليه السلام مخرجا من ذلك فأمرهم.

 

(258/4)

 

 

«تتمة شرح حديث خباب بن الأرت وهو قوله: (فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها).»

الشيخ: قال فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر, هذه حال من مات ولم يأكل من أجر جهاد شيئا كمصعب بن عمير, قال في تمام الحديث ومنا من أينعت له ثمرته وهو يهدبها أو يجتنيها ويستثمرها وفي هذا إشارة إلى ما سبق ذكره في الحديث السابق في خطبة غزوان, عتبة بن غزوان أنهم قد استثمروا جهادهم فكان فيهم الكثير من الأمراء في أطراف البلاد والبلاد الكثيرة فمثل هؤلاء أينعت له ثمرته أما مصعب بن عمير فمات شهيدا ولم يدرك ذلك الزمان الذي فتح الله فيه البلاد على المسلمين وجنى كثيرون منهم من ثمار جهادهم السابق.

الحديث الذي بعده حديث حسن.

السائل: ... .

الشيخ: حديث صحيح لأنه رواه البخاري ومسلم وعتبة بن غزوان ضعيف هذا.

 

(258/5)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن إبراهيم يعني ابن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال: ما يبكيك فقالت: أبكي فإنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك كفنا قال: لا تبكي فإني سمعت ر»

الشيخ: الحديث الثاني عن إبراهيم يعني بن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالرّبَذَة فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك, في النسخة عندي يسع لك يعني إذا كان عندك خطأ فصحح, وليس عندي ثوب يسع يسعك كفنا قال لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهنا سقط استدركته وهو بعد قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفره هذه الزيادة, يقول الرسول عليه السلام في مجلس في نفر من الصحابة وفيهم أبو ذر (ليموتن رجل منكم, ليموتن منكم رجل, ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين) قال فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة هوني ... قرية, فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كُذبت قالت وأنى ذلك وقد انقطع الحاجّ قال راقبي الطريق قال فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخبّ بهم رواحلهم كأنهم الرّخَم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك فقالت امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا أسياطهم في نحورها يبتدرونه فقال, عندي فقالت وهو خطأ.

السائل: ... .

الشيخ: سياطهم, فوضعوا سياط, ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكم ما قال ثم قد قد زيادة بين قوسين ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي, هنا الشاهد, ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم الله بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار وكان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال أنت صاحبي, رواه أحمد واللفظ له ورجاله رجال الصحيح والبزار بنحوه باختصار.

العَيْبَة بكبس العين المهملة وإسكان المثناة تحت بعدها موحدة هي ما يجعل المسافر فيها ثيابه يعني شنطة السفر.

نعود إلى والحديث لشرح بعض ما قد يغمض على بعض الناس, يقول إبراهيم بن الأشتر إن أبا ذر حضره الموت وهو بالرَّبَذة مكان قريب من المدينة فبكت امرأته لأنها كانت تعيش مع زوجها أبي ذر في فلاة من الأرض ليس هناك جليس ولا صاحب ولا صديق ولا جار ولا أي شيء فبكت امرأته وقد حضر زوجها الميت فقال ما يُبكيك؟ فقالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك كفنا, ... ما فيه ثوب أكفنك فيه وما في أحد هنا يساعدني فبشرها بما كان سمعه من الرسول عليه السلام, لا تبكي قائلا لها لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفره يقول (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المسلمين) , هذه البشارة, الزوجة استوحشت من وفاة زوجها وحيدا ولا كفن له أكفنه فيه فأخبرها بأن الرسول عليه السلام قد قال يوما في مجلس فيه جماعة من الصحابة هو أحدهم أنه واحد من هؤلاء سيموت في فلاة من الأرض في البرّية لكن يشهده عصابة من المؤمنين, جماعة, قال أبو ذر فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة يعني أحيانا ناس منهم ماتوا في جماعة وناس ماتوا وحيدين كهو لكن من هؤلاء لم يبق أحد غيري لذلك فأنا الذي سأموت في فلاة من الأرض ولا بد أن يصدق فيّ خبر الرسول عليه السلام حين قال يشهده عصابة من المؤمنين لذلك فأبشري ولا تيأسي, هنا ملاحظة أريد أن أبنيها نص الحديث يخاطب الرسول عليه السلام الصحابة الحاضرين في ذلك المجلس فالصحابة انظر كيف يتأمل في كلام الرسول الدقيق فيفهم أن هذا الخطاب مقصود به الجماعة الخاصة الموجودين في ذلك المجلس ولا يذهب ... وخاطره إلى أنه يعني واحد من الصحابة جميعا لا لأنه خطاب لمن كان حاضرا في ذلك المجلس ومن هنا تيّقن أبو ذر ما دام أنه الجماعة تارة في جماعة وتارة وحدانا لكن ما أحد منهم مات في فلاة من الأرض وما دام كلهم ها النفر ماتوا ما بقي غيري وأنا في الفلاة إذًا أنا المقصود بذلك الخبر فلا بد أن يتحقق تمام الخبر ألا وهو أن يشهد موته جماعة عصابة من المؤمنين يعني من الصحابة فهو يقول فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرقة فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنكِ سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كُذِبت أي أنا ما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الرسول عليه السلام كذب علينا حاشا من ذلك إذًا ((إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)) لا بد أنه هذا الخبر يصدق لا أنا كاذب على الرسول عليه السلام ولا الرسول يكذب علينا لكن لاتزال هي مستوحشة ومستغربة من هذا الخبر تقول قالت وأنى ذلك وقد انقطع الحاج, هنا الزوجان يعيشان في فلاة من الأرض يعني ليس في طريق الناس والطريق الذي يمرّ به الناس في قوافلهم وإنما في طريق يطرقه الحجاج عادة ولم يبق هناك حجاج قاصدون من الحج لذلك من أين يأتي هؤلاء الناس الذي تظن أنت أنهم سيحضرون وفاتك؟ قال راقبي الطريق, يقول قولة الرجل المؤمن المعتقد بأن خبر الرسول عليه السلام فيه سيتحقق ولا بد قال فبينما هي كذلك يعني تراقب الطريق تنفيذا لأمر زوجها إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم يعني الخبب نوع من السير وهنا في خلاف بين تخبّ وبين تجد من الإسراع في السير, في بعض النسخ, هذه رواية أحمد فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخبّ بهم رواحلهم كأنهم الرّخَم, أنا هذا التشبيه في الواقع ما فهمته فإذا كان بعض إخواننا الحاضرين في عندهم سابقة معرفة بهذا التشبيه فيُفيدونا إيّاه يعني تشبيه بالرّخم, كأنهم الرّخم.

السائل: ... .

الشيخ: لا قيل هذا.

السائل: سرعة.

الشيخ: سرعة لكن شو وجه التشبيه فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك؟ فقالت امرء من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه يعني هنا رجل حضره الموت فلعلكم تكسبون أجره وتكفنونه, قالوا من هو؟ قالت أبو ذر, ولشهرة أبي ذر فأوّل ما سمعوا باسمه فدوه بآبائهم وأمهاتهم.

 

(258/6)

 

 

«تتمة شرح حديث إيراهيم بن الأشتر وهو قوله " ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال: أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال " وذكر سقط وقع فيه المنذري وتبعه على ذلك الهيث»

الشيخ: ووضعوا سياطهم في نحورها فالظاهر أنه المقصود أنهم علقوا السياط التي يسوقون بها رواحلهم على الرواحل ليبتدرونه ليتوجهوا إلى حيث أبو ذر يُحتضر قال ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال يعني فجاؤوا إليه فقال أبشروا فإنكم النفر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال (يشهده عصابة من المؤمنين) يُشير إلى هذه الجملة ثم هنا سقط أيضا غريب ما أدري إذا كان المؤلف قصره وليس هذا من شأن المؤلفين والغريب أنه توارد عليه أو تبعه فيه الهيثمي في مجمع الزوائد, هذا السّقط نصه بعد قوله فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكم ما قال أبشروا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (ما من امرأين مسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا وصبرا فيريان النار أبدا) , هذا في الواقع يُفيدنا أن الصحابة كانوا حريصين على تبليغ العلم حتى في آخر رمق في حياتهم وإلا ما في مناسبة ليتحدث أبو ذر بمثل هذا الحديث ثم هنا نكتة أخرى وهي أننا نعرف عن الصحابة أنهم مع حرصهم في تبليغهم للعلم إلى الناس كانوا يظنون ويحرصون على عدم إشاعة الأحاديث المتعلقة بالترغيب فكان أحدهم لا يحدث بمثل هذه الأحاديث إلا تبرئة لذمته وذلك في آخر رمق من حياته وهذا أحسن مثال على ذلك فهناك في صحيح مسلم أن معاذ لما بشره الرسول عليه السلام في القصة المعروفة بأن (من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه حرّم الله بدنه على النار) يقول ما حدّث بها معاذ إلا في آخر حياته تأثما يعني خشية أن يقع في إثم كتمان العلم, كذلك غيره مثل عبادة بن الصامت فيما أذكر في صحيح مسلم أيضا أبو هريرة أيضا قال فلولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بهذا الحديث, ذكر الآية ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات)) إلى آخرها وذكر حديث أن من مات لا إله إلا الله دخل الجنة فيمكن أن يكون تحديث أبي ذر لهذا الحديث من هذا الباب لأنه فيه بشارة (ما من امرأين مسلمين زوجين يموت لهما ولدان أو ثلاثة فيحتسبان هذا الولد عند الله ويصبران على ذلك إلا لم يدخل النار أبدا) , هذه بشارة عظيمة جدا والتحديث بها بدون توضيح وتعليق كأن يقال مثلا هذا ليس معناه أنه دخل الجنة ولم يدخل النار مطلقا لو كان عامل تسعة وتسعين لا يعاقب على ذلك ولا يحاسب وإنما المسألة فيها تفصيل حسب الإنسان حسب كثرة ذنوبه لكن مثل هذه البشائر يقينا أن من كان من أهلها دخل الجنة ولا بد لكن من يدخلها بعد أن يُصبح في النار حم حم إيش؟

السائل: ... .

الشيخ: حممة سوداء ومنهم من يدخل النار تمسه بشيء من العذاب القليل ثم يخرج منها ومنهم منهم من لا يُحسّ بها إطلاقا, نسأل الله أن ... من هؤلاء الأخرين, الشاهد ففي هذا الحديث ها البشارة العظيمة جدا فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يحدثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته.

 

(258/7)

 

 

«تتمة شرح حديث إبراهيم بن الأشتر وهو قوله " ثم قال أبو ذر: ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا كل ا»

الشيخ: حينما حدثهم بهذا الحديث أتبع ذلك بقوله رضي الله عنه ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون يعني وحيدا في هذه الفلاة ولو أن لي ثوبا من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم أنشدكم بالله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا, لماذا يشترط أبو ذر أن لا يكفن أبا ذر أحد من هؤلاء العصابة إذا كان قد تولى ولاية من هذه الولايات, إما أن يكون أميرا على بلدة أو أن يكون عريفا على جماعة أو أن يكون صاحب بريد, فالظاهر أنه يُشير إلى ما سبقت الإشارة إليه في حديث خباب بن الأرتّ لأنهم يكونون قد أكلوا من أجورهم فلا يكون عملهم كاملا موفورا أجرهم عند الله تبارك وتعالى ويحتمل أن يعني بذلك أن قل من يسلم من اسثمار هذه المناصب وهذه الولايات استثمارا غير مشروع وخاصة في هذا الزمن فلا نكاد نجد أميرا إلا و ... إمارته ولايته ولا عريفا ولا بريدا نحن نجد اليوم بعض الموظفين عندهم سيارات دولة مشان خدمة الدولة وإذا به بيخدم نفسه بيخدم عياله وأطفاله وبيتنزه عليها وعلى حساب إيش؟ الدولة, هذا استغلال طبعا لا يجوز في الإسلام, هذا النوع في الوقت الذي لا نستطيع أن ننكر وجوده في بعض الأفراد من السابقين لكننا نقطع أنهم لم يكونوا بالتوسع في ذلك كمّا وكيفا كما هو الشأن اليوم في هؤلاء المتأخرين لكن قد يوجد بعض الأفراد ولذلك تحفظ أبو ذر وهذا من زهده وورعه فطلب أن لا يتولى تكفينه أحد ممن تولى شيئا من هذه المناصب فوجد هناك فتى من الأنصار قال له أنا هو صاحبك, هذا من غزل أمي وهذا الثوب من ثيابي الخاصة بي فهذا أكفنك فيه الأن قال أنت صاحبي فتأملوا وانظروا كيف كان السلف الصالح يعيشون وكيف كانوا يتورعون عن شبهات ثم قيسوا أنفسكم تجدون الفرق شاسعا وبالتالي تجدون الثمرات التي نجنيها نحن هي ثمرات غير الثمرات التي جنوها أولئك فهم قد ورثونا تلك الثمرات بجهادهم في سبيل الله عز وجل أما نحن فقد أضعناها وأضعنا مع ذلك كثيرا من ديننا بل وفينا من خسر الدنيا والآخرة, ذلك هو الخسران المبين.

يكفي هذا المقدار في درس الترغيب والترهيب وأراني مضطرا بالرغم من أنني لا أريد أن أتكلم كثيرا لكن بالنظر لأن الأسئلة التي أجاب عنها الأستاذ في الدرس الماضي هي قِلّ من جُلّ فلا بد من أن أتولى الإجابة عن سؤال واحد لأن له علاقة هنا بعلم الحديث ولعل إخواننا فيما يأتي من الدروس يستمرون في الإجابة عن الأسئلة القديمة ثم الجديدة.

 

(258/8)

 

 

«ما أسباب تفاوت أحكام علماء الحديث في بيان درجة حديث تصحيحا وتضعيفا وتكذيبا ووضعا وبطلانا ومنكرا، مما جعل طلاب العلم والشباب المسلم يعزفون عن دراسة الحديث ويلجؤون إلى التقليد والأخذ عن الشيخ فنرجوا ذكر»

الشيخ: سأل سائل هنا سؤالا فيها غرابة يقول بعد بسم الله الرحمان الرحيم ما أسباب تفاوت أحكام علماء الحديث في بيان درجة الحديث تصحيحا وتضعيفا وتكذيبا ووضعا إلخ.

الواحد منا يقرأ الحديث الواحد عند أكثر من عالم حديث وواحد يجعله صحيحا وآخر يجعله ضعيفا وثالث يجعله موضوعا ورابع يجعله باطلا وخامس يجعله منكرا والأمثلة كثيرة وعديدة ويعرفها من درس شيئا من هذا العلم, وهذا زعم القائل السائل قال وهذا ما جعل طلاب العلم والشباب المسلم يعزفون عن دراسة الحديث ويلجؤون إلى التقليد والأخذ عن شيخ فنرجو ذكر الأسباب الآنفة الذكر مع شيئا - هيك على ذمته - مع شيء من التوضيح لأمور علم الحديث.

نحن نقول للجواب عن هذا السؤال إن السائل بالغ جدا في تصوير الخلاف الموجود بين علماء الحديث أقول هذا معترفا أنه لا يسعنا إنكار وجود الخلاف لكن ليس بهذه المثابة التي يصورها السائل إنه حديث واحد ... الست إيش؟ أحكام متناقضة, هذا أتصور لو كان هذا السائل فعلا طالب علم لقلنا له ولو في جلسة خاصة أعطينا مثال واحد في حديث يقول فيه عالم من علماء الحديث صحيح وآخر ضعيف وثالث موضوع ورابع منكر وما أدري شو ذكر.

السائل: ... .

الشيخ: ... باطل إلخ.

هذا تصوير خيالي في الواقع لكن كما قلت لكم آنفا ذلك لا يعني أن علماء الحديث لا يختلفون وهذا الذي ينبغي بيانه وذكره السبب أو الأسباب التي توجب مثل هذا الاختلاف.

أن علم الحديث هو كأي علم من العلوم المبنية على البحث والاجتهاد والدراسة ولكل مجتهد نصيب والحالة هذه فما هو السبب في اختلاف الأئمة المجتهدين في الأحكام الشرعية, لها أسباب هذه الخلافات لها أسباب كثيرة لكن منها مما يناسب الآن ذكره سببان اثنان جوهريان أساسيان الأول أن هذا يطلع على حديث والآخر لا يطلع عليه فهذا الذي اطّلع على الحديث إنما يُسأل عما تضمنه الحديث من الحكم يُفتي به فيصيبه ... الآخر الذي لم يطلع على الحديث بيجتهد فيخطئ الحكم لأنه ما اطلع على الحديث, سبب آخر قد يكون كلاهما اطلع على الحديث ولكن هذا فهمه على وجه وهذا فهمه على وجه على أن يقول أنه هذا الاختلاف في الفهم في كثير من الأحيان يعود إلى السبب الأول فلعله من المستحسن ضرب مثل على ذلك.

الحديث المشهور في الصحيحين وغيرهما (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) وقد جاء سؤال مكتوبا إلينا أسئلة كثيرة من جملتها أنه الجماعة بيفسروا الحديث لا صلاة كاملة وناس بيقولوا لا صلاة صحيحة, شو السبب؟ فأقول الآن الحديث صحيح عند الجميع (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) هو مثال صالح للسبب الثاني وهو الاختلاف في الفهم فلماذا اختلفوا في الحكم؟ لأنه الأحناف فهموه لا صلاة كاملة الشوافعة وغيرهم لا صلاة صحيحة, ما هو سبب الخلاف أيضا يعود إلى نص آخر اختلفوا في فهمه ولا ينبغي مثل هذا الاختلاف في هذا النص الآخر لأنه قرأن وهو قوله تعالى ((فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)) لما أخطأ بعضهم الفهم لهذه الآية اضطر بعد ذلك كنتيجة لهذا الخطأ أن يقع في خطأ آخر ألا وهو الخطأ في فهم الحديث السابق.

الآية ((فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)) ليس معناها كما يظهر مما يتبادر من هذه الجملة فقط, إنما معناها مستغرب عند من لا علم عنده بطبيعة الحال وهو المعنى ((فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)) أي فصلوا ما تيسر من صلاة الليل, كيف كيف حصّلنا هذا المعنى؟ من سياق الآيات, الآيات كلها تتحدث في قيام الليل, أ مين بيذكر.

السائل: ... .

الشيخ: ((علم أن لن تحصوه)) يعني قياما لله ((فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)) أي صلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ثبت بالقرآن أن الواجب في القراءة في الصلاة هو مطلق القراءة لأنما قال ((فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)) وبناء على ذلك يقولون ولما كان القرآن قيدتموه فلا يجوز تخصيصه بحديث آحاد لأنه كما يزعمون يُفيد الظن فلا يجوز برأيهم تسليط الظني على القطعي, أنا قلت هذا في الرسالة المطبوعة مسألة حديث الآحاد وفي دروسي هذه فلسفة دخيلة في الإسلام تقسيم الأحاديث إلى قطعي الثبوت وظني الثبوت و ترتيب تفاوت الأحكام بين ما كان ظني الثبوت وما كان قطعي الثبوت, هذه مسألة دخيلة في الإسلام ومن آثارها هذه المسألة التي نحن بصدد التحدث عنها ((فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)) نص قرأني أولا فُهم خطأ على ظاهر النص مفصولا عن السياق والسباق, ثانيا قالوا هذا قرآن لا يجوز تخصيصه بحديث الأحاد (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) مع أنه قد رد عليهم إمام الأئمة حقا في الحديث ألا وهو البخاري فقد صرح في رسالته الخاصة بالقراءة وراء الإمام بقوله تواتر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا إمام المحدثين يحكم على حديث بأنه متواتر فإذًا لو صح التفريق بين حديث التواتر وحديث الآحاد في الأحكام لكانت الحجة قائمة بخصوص هذا الحديث على أنه يصلح تخصيص الآية لأنه حديث متواتر لكن انظروا الآية لا علاقة لها بهذا البحث إطلاقا والحديث متواتر وليس حديث أحاد مع ذلك أخطأ الذي فهم سابقا ثم قلد ((فاقرؤوا ما تيسر)) على ظاهره وهذه آية لا يجوز تخصيصها بالحديث إذًا ماذا يفعل بالحديث؟ نعطل الحديث مطلقا لأنه حديث أحاد قال لا نُعمله ونُحكّمه في حكم لا يتعارض مع الآية فنقول بوجوب قراءة الفاتحة لا بركنيتها لأننا إذا قلنا بركنية قراءة الفاتحة صدمنا الآية بزعمهم أما إذا قلنا بوجوب قراءة الفاتحة فبذلك لا نضرب الآية ونأخذ بالآية على ظاهرها كما فهموه ونأخذ بالحديث فنقول معناه لا صلاة كاملة فهذا من أسباب الخلاف الفقهي, يعود ذلك إلى سببين أساسيين عدم الاطّلاع على الخبر أو الاطّلاع على الخبر لكن الاختلاف في الفهم, مثل هذا وقع للمحدثين أنفسهم مثلا حديث صححه فلان وضعفه فلان, الذي صححه نفترض أنه أصاب في التصحيح والذي ضعّفه أخطأ لماذا هذا أصاب ولماذا أخطأ؟ في كثير من الأحيان الذي ضعّف الحديث مصيب حيث ضعّف لكن إصابة نسبية أي إن هذا الحديث الذي صحّحه فلان وقف عليه ذاك الذي ضعّفه من طريق فيه رجل ضعيف وما وقف على الطريق التي وقف عليها الأول فهي طريق صحيحة لو وقف عليها الثاني لالتقى مع الأول واتفقا على صحة الحديث وهذا كثير جدا.

 

(258/9)

 

 

«اختلاف رأي المحدث في حكم الحديث الواحد صحة وضعفا وذكر مثال وقع للشيخ الألباني نفسه

الشيخ: وأحيانا يكون الطريق واحدا, أحيانا يكون الطريق واحدا فهذا يصححه وهذا يضعفه, هذا يقع, بل يقع فيه الشخص الواحد وأنا لا أذهب بكم بعيدا أضرب لكم مثلا بنفسي لحتى ما تقولوا أنه الشيخ ما بيخطئ لازم الشيخ بيخطئ لكن خطؤه هو أحسن من خطأ غيره لأنه هو بيبحث وبيتعب وإلخ فلا بد أن يقع في خطأ أما لو ... يبحث فسوف تكون أخطاؤه كثيرة و هذا مثال آنفا عفوا البارحة أو أول البارح جاءني رجل من إخواننا طلاب العلم من حلب ولفت نظري إلى حديث واحد أقول هذا لتصححوا ما عندكم حديث واحد موجود في كتابي صحيح الجامع وضعيف الجامع أول ما تبادر لذهني أنه هذا النوع له أمثلة كثيرة في الكتابين لكن حين البحث والتحقيق يبدو أنه هالي عم يلفت نظرنا هو المخطئ السبب أنه الحديث في أحد الكتابين بلفظ وفي الآخر بلفظ آخر وفي أحدهما ما ليس في الآخر ولذلك فأحدهما وُضع في الصحيح والآخر وُضع في الضعيف وهذا هو من دقة العلم لكن لما وراني النص ليس من هذا النوع إطلاقا النص (أي إخواني بمثل هذا فاعملوا) هذا نص الحديث أو معناه أوردناه في الصحيح وأوردناه في الضعيف قلت له دع الأمر لي لحتى أدرس ها الموضوع على مهل وعلى روية, في أحد الكتابين عزوت الحديث لسلسلة الأحاديث الصحيحة هاي خطأ من الزوج يعني لأنه خطأ مبني على خطأ, أحد الحديثين أوردته في الصحيحة والآخر أوردته في الضعيفة لما رجعت وجدت السّند واحد, لا تتعجبوا بقى إذا اختلف علماء الحديث في ها ال ... أنا نفسي متناقض وجدت السند واحد لكن سرعان ما تنبهت للخطأ, الخطأ في رجلين وهذا من أسباب الاختلاف بين علماء الحديث, في رجلين اسمه واسم أبوه واحد, اسم كل واحد منهما يشبه الآخر من ناحية أبيه, عبد الله بن واقد, عبد الله بن واقد هما اثنان أحدهما حراني والآخر هروي والمشهور في كتب الحديث وأسانيد الحديث هو الحراني وكنيته أبو واقد ولا أكتمكم يعني حتى تفهموني جيدا من غفلتي أنا أنه عبد الله بن واقد جاية في الحديث مكنيا بكنيته وهو أبو إيش؟

السائل: واقد.

الشيخ: أبو واقد وإذا هو مكني بأبو رجاء مو أبو واقد عفوا جاي مكنيا بأبي رجاء فعبد الله بن واقد أبو رجاء ثقة أما عبد الله بن واقد أبو واقد ضعيف, أنا غفلت عن رؤيتي للكنية أبو رجاء عبد الله بن واقد قرأت ... عبد الله بن واقد ضعيف بدون تطويل وبدون رجوع إلى إيش؟ للمصادر فضعفنا الحديث, في الصحيحة بانتبه أنه عبد الله بن واقد هو أبو رجاء وهو ثقة حطينا له صحيح, لما جاء الآخر وريته يعني السبب في هذا الخطأ, هذا إنسان واحد يقع في مثل هذا فأولى أنه يقع واحد في مثل الخطأ الذي وقعت أنا ويقع الثاني على الصواب الذي وقعت عليه أنا وهكذا, فإذًا السبب أيضا نستطيع أن نلخصه أنه هذا يطلع على طريق حديث لم يطلع عليه الآخر فيصححه وذاك اطّلع على حديث إسناده ضعيف ويضعفه لكن لو التقيا وتفاهما لاتفقا على صحة الحديث.

وله أسباب كثيرة لو فرضنا أنه السند واحد واحد صححه وواحد ضعفه والراوي واحد مو مثل ابن واقد هذا صاحبنا أبو واقد يكون السبب أن المترجم أحد الرجلين وقف على توثيق لهذا وذاك وقف على تضعيف لكن التضعيف أرجح من التوثيق وقد يكون العكس المهم إذا كانت لهذا السؤال فائدة يرتجى منه فهو تنبيه الحاضرين إلى شيئين اثنين الأول أنّ الخلاف أمر طبيعي بين البشر ولذلك نحن لا ننقم أبدا على أئمة الفقه كما لا ننقم على أئمة الحديث فيما اختلفوا فيه لأنّ هذا أمر طبيعي والأسباب طبيعية كونية وسنة الله في خلقه ولكن نتخذ ذلك وسيلة لإلفات نظر الناس إلى أنهم يجب أن يتعلموا ويجب أن يجتهدوا كما اجتهد الأئمة السابقون من كان منهم من علماء الفقه ومن كان منهم من علماء الحديث وحينما يكثر الفقهاء في الأمة ويكثر المحدثون فيهم أيضا تقل الخلافات سواء ما كان منها خلافا فقهية أو ما كان منها خلافا حديثيا أما لما بيكون في ميدان في بعض البلاد شخص واحد في الفقه, هذا معرض للخطأ ما في من يكشف له خطؤه لذلك أنا فرح جدا حينما أشعر الآن أنه هناك من إخواننا في هذه البلدة وفي غيرها من يقدم إلي خطئي لأني أصبحت أشعر بأنه بدأنا نجني ثمار نشر السنة بين الناس وعلم الحديث ومصطلح الحديث بينما سابقا وهذا بلا شك كأي مبتدئ في أي علم كنت كثير الخطأ ما في مين بينبهني لماذا؟ لأني أعيش في هذا العلم لوحدي فنسأل الله عز وجل أن يوقظ الأمة الإسلامية لتتفقه في دينها بالاعتماد على الكتاب والسنة وأن يُلهم جماعات منهم يقومون بواجب هذا التفقه الصحيح ودراسة علم السّنة دراسة علمية صحيحة وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(258/10)

 

 

«بدأ الشيخ درسه بخطبة الحاجة

الشيخ: ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(259/1)

 

 

«شرح وتخريج أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه: قال المصنف رحمه الله: " وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يق»

الشيخ: لا نزال في أول فصل الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه وكنا قرأنا في الدرس الماضي الأحاديث الأولى منه فلنتابع ما بقي من أحاديث هذا الفصل.

الحديث الرابع أول هذا الدرس أما الذي قبله فقد تجاوزناه لضعفه, الحديث الرابع هو قوله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة) رواه ابن حبان في صحيحه.

هذا الحديث كالأحاديث السابقة من هذا الفصل مما سبق في بعض الدروس القديمة وتكلمنا عليها هناك فلا حاجة بنا لإعادة الكلام عليه ومثله أيضا الحديث التالي فنذكركم به ثم ننتقل إلى الحديث الذي بعده قال وعنه يعني أبا سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (عودوا المرضى واتّبعوا الجنائز تذكركم الآخرة) رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه وتقدم هو وغيره في العيادة.

لكني أذكر هنا بشيء مختصر وهو قوله عليه السلام في هذا الحديث (واتّبعوا الجنائز) أتبعه المصنف في الحديث الثاني عن أبي هريرة وفيه بيان لهذه الفقرة من حديث أبي سعيد وهو وقوله عليه السلام واتبعوا الجنائز فيه بيان من حيث أنه يوضح الحديث التالي أن اتّباع الجنائز يكون على مرحلتين الأولى من بيتها إلى المسجد أو إلى المصلى للصلاة عليها والمرحلة الأخرى وهي الأتم أيضا يتابع تشييع الجنازة من بعد الصلاة عليها إلى أن يحضر دفنها فالحديث التالي يبين الفرق في الأجر والفضل بين المرحلة الأولى والمرحلة الأخرى كما ستسمعونه واضحا قال.

 

(259/2)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبل»

الشيخ: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من شهد الجنازة حتى تدفن يصلي عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان) قيل وما القيراطان؟ قال (مثل الجبلين العظيمين) وفي حديث سيأتي (مثل أحد) القيراط مثل أحد, جبل أحد قال في هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية لمسلم وغيره (أصغرهما) أصغر الجبلين العظيمين قال (أصغرهما مثل أحد) وفي رواية للبخاري (من اتّبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يُصلي عليها ويُفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تُدفن فإنه يرجع بقيراط) في هذا الحديث التفصيل الذي ذكرناه آنفا أن التشييع على نصفين النصف الأول له أجر قيراط والنصف الثاني له أجر قيراط آخر فمن شيّع جنازة من ساعة خروجها إلى أن يُصلى عليها إلى أن تُدفن رجع من الأجر بقيراطين وكل قيراط مثل جبل أحد أو الرواية الأخرى (أصغر القيراطين مثل جبل أحد) والقيراط في اللغة يختلف اختلاف بعض البلاد ففي أكثر البلاد القيراط هو جزء من عشرين وهنا في البلاد الشامية ولا أدري لعله الأمر لا يزال كذلك وهذا ما أظنه هو جزء من أربع وعشرين فالقيراط جزء من عشرين أو من أربع وعشرين هذا الذي يشيّع الجنازة من بيتها إلى قبرها له أجر قيراطين كل قيراط مثل جبل أحد ولكن هل هذا التشييع أو هذا الأجر يحصل عليه كل مشيّع خاصة إذا شيّعه من بيته إلى المسجد ثم لم يدخل المسجد أو من بيته إلى المصلى حيث تُصلى أو يُصلى الجنازة فيه, لا شك أن الذي يحصل على أجر القيراطين أو على الأقل القيراط الواحد يشترط فيه ما سمعتموه في بعض روايات الحديث إيمانا واحتسابا فخرج من هذا كل من يشيّع الجنازة لسبب آخر غير الاحتساب والتقرب به إلى الله تبارك وتعالى وهذا هو المشاهد اليوم أن تشييع الجنازة صار من باب رفع المسؤولية أو صار كما أعتقد وأسميه دائما وأبدا هو نفاق اجتماعي فقلّ جدا جدا من يشيّع الجنازة ليحصل على هذا الثواب والأجر العظيم المذكور في هذا الحديث وسيأتي في بعض الأحاديث القريبة أن أحد الصحابة الأجلاء لم يكن عنده علم بهذا الحديث الذي يعود الفضل الأول إلى حفظه لهذه الأمة ممن سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألا وهو أبو هريرة هذا الرجل الفاضل يعود إليه الفضل الأول في حفظ هذا الحديث لأنه خفي على بعض الصحابة العبّاد الزهّاد ستسمعون أنه جرى نقاش بين بعضهم حول هذا الحديث الذي رواه أبو هريرة واقتضى الأمر أن يسألوا السيدة عائشة فصدقته في حديثه فقال ذلك الصحابي وهو ابن عمر وما أدراكم من ابن عمر لقد ضيعنا قراريط كثيرة.

 

(259/3)

 

 

«بيان أحكام وفوائد تشييع الجنائز، وذكر ما يحصل فيها من بدع ومنكرات كتشييع الجنازة على السيارة

الشيخ: وإذا عدنا لنذكركم ببعض تعليقاتنا على تشييع الجنازة في بعض الأحاديث التي مررنا عليها آنفا مرورا سريعا أن تشييع الجنائز على هذه الطريقة التي تشيّع اليوم ليست من السنة في شيء والآن يتجلى لكم الأمر بوضوح فإن عادة تشييع الجنائز بالسيارات يحرّم على كثير من الناس أن يحصلوا على مثل هذا الأجر العظيم لأنه لا يتمكن كل منهم أن يركب سيارة فهو بحاجة أن يشيّعها إلى المسجد حيث يصلى عليها ثم إلى مقرها الأخير ولذلك تجد اليوم تشييع الجنائز على صورتين الأولى وهي الشائعة الآن على السيارات فيكون المشيعون أولا عددهم قليل وهذا مما يعود بالضرر ولو نقول ضرر سلبي على المتوفَّى لأن هؤلاء من أكابر الناس زعموا فهم مع قلتهم لا يصلون على الميت فلا يستفيد الميت من تشييعهم شيئا فالتشييع هذا هو الغالب الآن والنوع الثاني تشييع على الأكتاف كما هو السنة فتجد الذين يشيعون والذي يحملون الجنازة على أكتافهم أيضا أقل من القليل ذلك لأننا نعيش ونربى تربية غير إسلامية والتربية الإسلامية تنبع منذ نعومة أظفار الأطفال فيترعرع ويشبّ وهو يودع من الجو الأصغر المجتمع الأصغر مجتمع البيت ثم المحلي ثم ثم بحيث أنه يستطيع أن يحمل الجنازة على كتفه يوم يصبح سنه أربعين سنة أو خمسين سنة أما الآن فنعيش عيشة تنعم وترفه وبعيدين عن تحمّل الأثقال والمشاق ولذلك فالنفس تسوّل لنا أن نتعاطى هذه الوسائل الحديثة دون حاجة بل دون ضرورة وقد قلنا حينما جاءنا سؤال أي قد يكون القبر بعيدا فنقول حينذاك التشييع على السيارة يكون لها حكم خاص لكن البحث اتخاذ عادة تشييع الجنائز هذا خلاف السنة ويفوّت الخير على المشيَّع وعلى المشيِّع, أما المشيَّع فيقل المصلون عليه وقد جاء في الأحاديث الصحيحة بعضها من صلى عليه مائة شخص بعضها من صلى عليها أربعون بعضها من صلى عليه ثلاثة صفوف قلنا هذا يكون شفاعة لهذا المتوفىَّ والمصلى عليه.

فهذه الوسائل الحديثة التي اتخذت عادة ملتزمة تضيع الفائدة على الميت أولا ثم على المشيعين ثانيا فانظروا الآن كم وكم من قراريط نحن تضيع علينا بسبب هذه العادة التي تسربت إلينا من أولئك الذين ليس عندهم ولا قيراط واحد لأن هذه القراريط سمعتم لمن؟ لمن شيَّع إيمانا واحتسابا الكفار لا يعرفون شيئا من هذا لذلك نأخذ من هذا الحديث هذا التنبيه الهام, إن الخروج عن هدي الرسول عليه السلام في كل طاعة وفي كل عبادة ولو كان من باب فرض الكفاية في ذلك خسران كبير جدا جدا لا يحسّ به الناس أولا لجهلهم وثانيا لغفلتهم وقد يجتمعان.

فإذًا من يشيع الجنازة حتى يصلي عليها له أجر قيراط والقيراط ثوابه عند الله عز وجل مثل جبل أحد والذي يُتابع تشييع بعد الصلاة عليها حتى تُدفن فله أجر قيراطين.

 

(259/4)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان قاعدا عند ابن عمر رضي الله عنهما إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال: يا عبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة يقول: إنه»

الشيخ: الحديث التالي وهو بمعنى السابق مع شيء من التوضيح الذي أشرنا إليه أنفا قال وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه كان قاعدا عند ابن عمر إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال يا عبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها واتبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد) فأرسل ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره بما قالت وأخذ ابن عمر قبضة قبضة من حصى المسجد يُقلّبها في يده, تصور هذا الوضع لأنه وضع ... جدا لا سيما في عاقبته قال وأخذ ابن عمر قبضة من حصى المسجد يقلّبها في يده حتى رجع فقالت قالت عائشة صدق أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال لقد فرّطنا في قراريط كثيرة.

ابن عمر فرّط لأنه لم يكن قد طرق سمعه هذا الحديث أي لم يكن عنده هذا الحافز الذي هو وسيلة من وسائل الشرع في تربية المسلم وفي دفعه وتحميسه على الإتيان ببعض العبادات وهو بيان الأجر والثواب لهذه العبادات فابن عمر لم يكن سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث ولا سمعه من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كأبي هريرة إلا في هذه الحادثة حينما بلّغه خباب ما يقول أبو هريرة أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فابن عمر لم يكن عدم تشييعه للجنازة إهمالا منه للسنة وللأجر والفضل وإنما لأنه لم يكن عنده علم بمثل هذا الأجر العظيم الذي قد يحمل الإنسان المشغول ببعض الفضائل الأخرى المشروعة كالعلم مثلا كالصلاة ونحو ذلك أن يفرّغ نفسه لهذا التشييع من ساعة خروج الجنازة من بيتها إلى إيداعها في مقرها الأخير, لم يكن عند ابن عمر علم بهذا الفضل لذلك ضرب الأرض بالحصى التي كانت في يده آسفا وقال لقد فرّطنا في قراريط كثيرة أما نحن اليوم فقد يجتمع الأمران معا الجهل فأكثر الناس لا يعلمون, هذه الأحاديث أصبحت مع الأسف نسيا منسيا من أهل العلم فضلا عن غيرهم لأن أهل العلم مع الأسف مرة أخرى إذا قرؤوا الحديث يقولون زعموا للبركة فقط وليس للتفقه بها وفيها والعمل بما جاء فيها وإنما هكذا للبركة وما أدري ما هي هذه البركة إذا قُرئ القرآن أو قُرئت السنة ليس للعمل بذلك, ليس ذاك بالبركة وإنما هي ضد البركة لأن القرآن حينذاك والسنة كلّ منهما يكون حجة على صاحبه لأنه علم الحق ثم حاد عنه ولم يعمل به ولو أنه تعلل لسنا بالعلماء لسنا بالفقهاء لكنّ الله عز وجل إنما أنزل القرآن ليقرأه الناس ويتدبروه وأنذرهم بقوله تعالى إن لم يفعلوا ذلك حين قال ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))

أقول هذه الأحاديث إن تُليت اليوم فإنما تتلى كما قلنا قلنا ... آنفا للبركة وليس للعمل بها ومع ذلك فقلّ من يدرس السنة اليوم ولئن درسها للتفقه فيها وللعمل بها حصل عيب آخر وهو أنهم يدرسون السنة من مجموع ما فيها مما صحّ وما لم يصح فإما أن يندفعوا إلى العلم بهذا المجموع مما صحّ وما لم يصح أو أن يصرفهم من العمل بالمجموع كله حين يتبيّن لهم بعد زمن بأن هناك أشياء عملوا بها زمنا طويلا وإذا هي ليست بصحيحة.

إذا تنبّه البعض بهذا أعرض عن الكل وإلا تمسّك بالكل فهو واقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية وعملا وهذا فيه شر كبير مما هو معروف في أحاديث الرسول عليه السلام من التحذير عن رواية الحديث عنه إلا بعد التثبت من صحته.

نحن اليوم مشكلتنا مشكلتان الأولى الجهل بالسنة مع أنها ميسّرة بكتب الحديث والمشكلة الأخرى أننا قلبنا حياتنا الشرعية إلى حياة بدعية جاهلية, جاهلية القرن العشرين لذلك فمن فائدة السنة ولا سيّما على طريقتنا في الاقتصار على تدريس ما صح منها هو إحياء هذه المعالم الشرعية وغرسها في نفوس الشباب المسلم ليندفعوا إلى العمل بها ويزيلوا بما يمكنهم من العراقيل التي تقف في طريقهم وتحول بينهم وبين الحصول على مثل هذا الأجر الكبير.

الحديث الذي يليه هو أيضا من صحاح الأحاديث وبالمعنى السّابق لكنه عن صحابي آخر.

 

(259/5)

 

 

«بيان حفظ أبي هريرة للسنة وحرصه على ذلك، والرد على من طعن في أبي هريرة وفي روايته

الشيخ: وقبل هذا تذكرت شيئا في الحديث السابق أن خبابا هذا حين ذكر القصة ذكر عن أبي هريرة أنه يقول سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا الحديث فأريد أن أذكّر خاصة من له عناية من إخواننا الحاضرين بقراءة السنة وقراءة ما قد يقرؤونه في بعض المجلات التي تجمع ما هبّ ودبّ من العلم ما صح وما لم يصح منه.

كثيرا من الطعن في حافظ السّنة أبي هريرة رضي الله عنه فيقولون مثلا من هذه الشبهات إن أبا هريرة أدرك من الإسلام آخره أسلم في غزوة خيبر فأدرك من إسلامه من حياة الرسول عليه السلام سنتين ونصفا تقريبا فكيف مع ذلك هو أحفظ الصحابة وأكثرهم حديثا, عن هذا الجواب عند أهل الحديث ممكن أن نلخصه في جوابين أو في سببين, السبب الأول حرصه على التصاقه مع الرسول عليه السلام ومصاحبته إياه في كل الأحوال فلم يكن متأهلا ولم يكن صاحب زرع وضرع وكان يقنع بأقل القوت بل كان يُجيع نفسه ساعات بل أياما لملازمة الرسول عليه السلام وليستفيد منه وكأنه كان قد أحسّ بأنه تأخّر إسلامه فهو يريد بقى أن يُعوّض ما فاته من الخير الكثير حينما لم يُسلم من أول بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك كان يفرّغ نفسه لهذا العلم النبوي أن يكتسبه منه عليه السلام, هذا السبب الأول وهو منصوص عليه في بعض الأحاديث فإن عمر بن الخطاب اعترف لأبي هريرة بالفضل وقال شغلنا عن العلم الصفق في الأسواق, عمر نفسه الخليفة الراشد الثاني يقول هذا أما أبو هريرة فلم يُشغله شيء فهذا الاهتمام منه بصحبة الرسول عليه السلام وتلقي الحديث عنه جعله أكثر مادة في الحديث من غيره من الصحابة حتى الذين كانوا من السّابقين الأولين في الإسلام, السبب الثاني وهو سبب جوهري ولكن هذا الحديث يتعلق من النوع الأول لأنه قال أنه أبو هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذًا هذا الحديث سمعه منه مباشرة وعمر ابن عمر استفاده منه كما سمعتم في القصة أما الجواب الثاني فهو أن أبا هريرة كان يتصل أيضا مع الصحابة الذين سبقوه في الإسلام فيأخذ منهم ما كانوا سمعوه منه عليه السلام إما لأسبقيتهم وإما لخلوتهم ومجالساتهم الخاصة مع النبي صلى الله عليه وسلم فضم هذا إلى ما تلقاه هو عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة فكانت الحصيلة أنه أحفظ أصحاب الرسول عليه السلام كلهم جميعا بدون استثناء وكان يظن أبو هريرة شيئا فبيّن في البحث العلمي بأن هذا الظن كان وهما منه وهو من صالحه أي أن يكون وهما وهو من صالحه ذلك أنه كان يقول عن أحد الصحابة وهو عبد الله بن عمرو بن العاص غير عبد الله بن عمر بن الخطاب هذا كان يقول عن عبد الله بن عمرو بن العاص إنه أحفظ مني ويعلل ذلك بقوله إنه كان يكتب ولا أكتب فهو يفترض فرضية قد تكون صحيحة لكن البحث والاستقراء بيّن أنه لم يزل أبو هريرة هو أحفظ من الصحابة من كل فرد منهم ومنهم هذا العبد عبد الله الذي ظن أبو هريرة أنه أحفظ منه والسبب هو ما ذكرناه آنفا تفرده للنبي صلى الله عليه وسلم بحرصه على تلقي الحديث منه ثم اتّصاله مع الصحابة وجمعه ما عندهم من السّنة فكان أكثر حديثا من عبد الله بن عمرو بن العاص ذلك من السهل جدا استكشافه نأخذ مسند الإمام أحمد الذي لا يزال أوسع كتب السنة جمعا لمادة الحديث المرفوع إلى الرسول عليه السّلام في ستة مجلدات ضخمة المجلد الثاني فيه مسند عبد الله بن عمر هذا ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص ذاك ومسند صحابي آخر ليس بالمشهور المعروف بكنيته أبو رمثة ومسند أبي هريرة وإذا أخذنا مسند أبي هريرة يأخذ نصف هذا المجلد كله وحده فقط مسند أبي هريرة والنصف الأول يأخذ هؤلاء الصحابة ابن عمر وابن عمرو أو أبو رمثة, فوين حديث أبي هريرة كثرة وأين حديث بن عمرو بالنسبة إليه فرضي الله عنه لحرصه هذا على العلم حفظ لنا من السّنة ما لم يحفظه غيره من الصحابة وكثير من الأحاديث تأتي من غير طريقه كهذا الحديث الذين نحن الآن في صدده فسيأتيكم الآن حديث ثوبان وفي حديث أبي هريرة علمتم أن السيدة عائشة صدقت أبا هريرة في حديثه لكن أحيانا يأتي له أحاديث يتفرد بها ولا يتابعه في ذلك أحد من الصحابة فمثل مثلا الحديث المشهور في صحيح مسلم قال الله تبارك وتعالى (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ... )، هذا حديث طويل وحديث قدسي مروي في المسند أيضا وفي صحيح مسلم تفرد بروايته أبي هريرة دون كل الصحابة وكم وكم له من مثل هذه الفضائل التي يعود الفضل إليه في حفظها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

(259/6)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (من صلى على جنازة فله قيراط وإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل أحد) رواه مسلم وابن ماجه و رواه ابن ماجه»

الشيخ: حديث ثوبان يقول المؤلف وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (من صلى على جنازة فله قيراط وإن شهد دفنها فله قيراطان, القيراط مثل أحد) رواه مسلم وابن ماجه ورواه ابن ماجه أيضا من حديث أبي بن كعب وزاد في آخر (والذي نفس محمد بيده القيراط أعظم من أحد هذا).

 

(259/7)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (من تبع جنازة حتى يصلي عليها فإن له قيراطا فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القيراط فقال مثل أحد) وفي ر»

الشيخ: جاء الآن حديث ابن عمر بنفس الحديث السابق ولكن هذا يجب أن تتنبهوا الآن إلى أنه من النوع الذي يقول عنه علماء الحديث بأنه من مراسيل الصحابة لأنكم علمتم بأن ابن عمر لما بلغه حديث عائشة قال لقد فرطنا قراريط كثيرة, الآن هو نفسه الي ... الحديث ولكن يقول عن النبي ولا يقول سمعت فهو معناه تلقى ممن إما من أبي هريرة وإما من عائشة التي صدقته, قال وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (من تبع جنازة حتى يصلي عليها فإنه له قيراط) فسُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن القيراط فقال مثل أحد وفي رواية قالوا يا رسول الله مثل قراريطنا هذه قال لا بل مثل أحد أو أعظم من أحد, رواه أحمد ورجاله ثقات.

 

(259/8)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر: أنا فقال: من أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر: أنا قال: م»

الشيخ: الحديث الأخير في هذا الباب وبه ينتهي الدرس وقد تقدم أيضا هذا الحديث فنذكركم به فقط قال وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من أصبح منكم اليوم صائما؟) قال أبو بكر أنا فقال (من أطعم منكم اليوم مسكينا؟) قال أبو بكر أنا قال (من عاد منكم اليوم مريضا) فقال أبو بكر أنا فقال (من تبع منكم اليوم جنازة؟) قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل) هنا فيه سقط وضعته على الهامش فمن كان عنده نسخة فليصحح نسخته, السقط بعد قوله في رجل (في يوم إلا دخل الجنة) بدون هذه الإضافة يختلف معنى الحديث تماما يعني لو في عمره فعل هذه الأشياء الخمس صدق عليه أنه دخل الجنة بينما الحديث بنفس المصدر الذي عزاه إليه المصنف بهذه الزيادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل في يوم إلا دخل الجنة) يقول رواه ابن خزيمة في صحيحه وهذا من تقصيرات المؤلف في التخريج فإن هذا الحديث في صحيح مسلم وهو عزاه لصحيح ابن خزيمة وهذا في اصطلاح أهل العلم تقصير في علم التخريج لأنه إذا كان الحديث في أحد الصحيحين فلا يجوز عزّوه إلى غيرهما إلا عطفا عليهما أو على أحدهما أما أن يقال رواه ابن خزيمة وقد رواه مسلم ولا يُذكر فهذا تقصير في التخريج والسبب واضح وهو الثقة التي نالها الصحيحان عند علماء الأمة من حيث دقة الشروط التي التزموها في إخراج الأحاديث في كتابيهما بخلاف غيرهما ومنهم ابن خزيمة هذا الذي عزا المؤلف الصحيح, الحديث إليه وإنه بالنسبة للشيخين في الصحيحين متساهل فإنه يروي في كثير من الأحيان عن بعض المجهولين وهذا تساهل بينما الشيخان ... هذا التساهل وامتاز حديثهما بالصحة العليا لذلك لا يصح أن لا يُعزى الحديث إلى أحد الصحيحين وهو في أحدهما ويعزى إلى غيرهما, لهذا السبب, على كل حال فالمصنف الحقيقة له مزية كبيرة لأنه يبدو من تضاعيف كتابه أنه ... هذا الكتاب من حوله ليس من كتاب ولا أن هذا الحفظ بلا شك يستلزم التحضير والمراجعة لكن مهما كان الأمر فأحدنا اليوم يعجز عن أنه يملي صفحة من ذهنه حافظته دون أن يخطئ فما بالكم وهو قد أملى مجلدين كهذا المجلد هذا أحدهما إملاء فلا غرابة أن يسهو وأن ينسى وأن يُخطئ وكل بني أدم خطاء وخير الخطائين التوابون على أن خطأه هذا ليس من الخطأ الذي يحتاج إلى توبة لأنه ليس ذنبا وإنما هو سهو والله على كل حال يثيبه سبحانه وتعالى ونسأله أن يؤجرنا أيضا معه.

الأستاذ معه أسئلة وما حضرنا اليوم فعسى أن يكون ... المانع له خيرا.

السائل: ... ضعيف.

الشيخ: نعم.

هنا عدة أسئلة نرتبها حسب أهميتها أولا وحسب قلة تكرارها ثانيا.

 

(259/9)

 

 

«من المعروف حاليا أن غسل الميت والمشي إلى الجنازة والدفن لا يتم على السنة فما العمل؟»

الشيخ: يقول هنا السائل بمناسبة البحث السابق من المعروف حاليا أن الغسل غسل الميت لا يتم على السنة والمشي مع الجنازة لا يتم على السنة والدفن كذلك فما العلم ترك الثواب أم تحصيله مع السكوت, يرجى ... ذلك.

الجواب يكفي المسلم اليوم أن ينويَ العمل بالسنة حينما لا يتمكن من القيام بها إلا مع المشاركة في مخالفة السّنة فلا يجوز الحضور لمكان فيه مخالفة السنة ليس فقط في ناحية بل في نواحي عديدة لقصد الحصول على الثواب فإننا نعلم أن إجابة الدعوة واجبة ومع ذلك فإذا كان المدعو يعلم أن في مكان الدعوة منكرا لا يجوز له حضوره, الأولى لا يجوز له أن يحضر.

أماكن لا يجب عليه الحضور أصالة من أجل كسب الثواب فحسبه والحالة هذه أن ينويَ إحياء السنة حينما تتاح له الفرصة دون أن يقع في مخالفة أخرى للسنة.

 

(259/10)

 

 

«قال لي بعض السائقين عندما نهيته عن شراء أوراق اليانصيب قال إنه يشتريها ليدفع ما يربحه منها إلى مخالفات شرطة المرور التي قد تكون عمدا من الشرطي فهل ترون وجها لذلك، وهل يصح الضرائب للدولة؟»

الشيخ: هنا سؤال آخر ومن هذا السؤال تعلمون الصفات العلمي بل الخلقي لأنه هذا يقول ما ستسمعونه عن ... وإن كان كذلك فالمصيبة مصيبتان, يقول السائل قال لي بعض السائقين عندما نهيته عن شراء أوراق اليانصيب قال إنه يشتريها ليدفع ما يربحها منها إلى مخالفات شرطة المرور التي قد تكون ظلما من الشرطي فأوجد لنفسه هذه الفتوى ... فإذا يخسر من ماله الحلال هذه المخالفات فهل ترون وجها لذلك؟ وإذا كان ذلك صحيحا كنت تمنيت أنه يقول السائل وإن كان ذلك صحيحا بل إذا كان يقول إن كان ذلك صحيحا هل يصح على ... ضرائب الدولة؟

الجواب أولا أنا لا أشك أنه هذا جواب من يعرف ما يقول ولا يحلل ولا يحرم ليه؟ لأنه هذا اليانصيب سموه باسمه يا نصيب يعني حظ فهو قد يدفع ليرة أو خمسة أو عشرة وبيطلع له مليون, بيطلع له مائة ألف بيطلع له خمسة ألاف إلخ صحيح أنه هذا الإنسان لما بيطلع كمية هاي بيقدّرها مشان يصرفها مخالفات لمرور الشرطة يكذب على نفسه قبل أن يكذب على غيره!. لكن هكذا المبطن بيحاول يغرر الناس ويلاقي له وجها من الجواب, هذا من جهة من جهة ثانية أنا أقولها بصراحة, ضريبة مخالفة نظام المرور لا أعتبره من جملة الضرائب الأخرى التي نشترك جميعا في ... منها لأنه هذه المخالفات هي لتأديب المخالفين لصالح الأمة فليس كذلك كثير من الضرائب التي تفرض ل ... مثلا ل ... مثلا لأشياء وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان على أنه موضوع الضرائب بصورة عامة نحن لنا رأي في ذلك كنا ذكرناه أكثر من مرة لا يجوز شرعا فرض ضريبة إلا بعد تنفيذ كل الأحكام الشرعية التي جعلها الشارع الحكيم سبلا لإملاء خزينة الدولة فحينما لا تنهض هذه السبل المشروعة كالزكاة مثلا والأوقاف ونحو ذلك لا تكفي للقيام بالضروريات التي تقتضيها مصالح الأمة لا بأس من فرض ضرائب جديدة بس في حدود إيش؟ العدالة لكن هل هذه الضرائب التي تفرض للمحافظة على تنظيم السير هو من باب الضرائب التي قد ... كما قلنا في أكثر منها الجواب لا لذلك.

وهذا يسمى في لغة الفقهاء من المصالح المرسلة فإن هذا الإنسان التائب مجرم مرتين في المرة الأولى حينما استباح ما حرّم الله من القمار الذي يسمونه اليوم بغير اسمه اليانصيب والمرة الأخرى حينما أراد أن يدفع الضريبة المفروضة بحق بطريق باطل لذلك أنهي الجواب بأن نقول جوابا عن السؤال الأخير أو الفقرة الأخيرة من الجواب هل يصح ... ضرائب الدولة؟ الجواب لا يصح بأي وجه من الوجوه يعني لا يجوز الاحتيال أبدا مثلا فيه ناس سُئلت عن هذا كثيرا بيعتبروا الضرائب التي يدفعونها كالزكاة التي يدفع لبيت مال المسلمين قديما فبعض الناس يعتبرونها زكاة مشان حتى ما يدفعوا مرتين مرة الزكاة الشرعية ومرة أخرى الضريبة ضريبة الدولة, هذا أيضا احتيال لأن الزكاة لها مصارفها ونحن نعلم مع الأسف أنه الدولة اليوم لا تحافظ على نظام الزكاة جلبا وصرفا فهذا الغني الذي يُخرج زكاة ماله يجب أن يضعه في مصرف من المصارف الثمانية المنصوص عليها في الكتاب وفي السنة, الدولة لا تقوم بهذا الواجب فكيف أنت بتعطي هذه الزكاة باسم ضريبة للدولة والدولة قد تصرفه في أمر أقل ما يُقال أنه ليس مصرف من مصارف الزكاة فإذًا هذا كله احتيال على الشرع لا يجوز للمسلم أن يقع في مثله.

 

(259/11)

 

 

«هل تجب الزكاة على ما تتخذه النساء من حلي وقطع ذهبية وغيرها لاسيما إن وصل الأمر بهن إلى كنز أموالهن بهذه الوسيلة؟»

الشيخ: هنا سؤال هل تجب الزكاة بما تتخذه النساء من حلي وقطع ذهبية وغيرها لا سيما إن وصل الأمر بهنّ إلى كنز أموالهن بهذه الوسيلة, الجواب باختصار لأني فصّلت هذا الجواب في "آداب الزفاف " لا بد من إخراج زكاة الحليّ, العلماء وإن اختلفوا ولكن ليس كل خلاف له وجه من النظر كما قال الفقيه الشاعر فالخلاف الذي لا يُعارض السّنة ممكن أن يكون له وجه أما الذي يُخالف السّنة فلا قيمة له والذين يقولون بأن الحلي لا زكاة عليها خالفوا أحاديث كثيرة ذكرتها في ذلك الكتاب " آداب الزفاف في السنة " فقد رأى الرسول عليه السلام في يد امرأة خاتما قال (أتخرجين زكاته؟) قالت لا فقال (جمرة من نار) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وكثيرة لذلك الحلي لا بد من إخراج الزكاة وإلا ينطبق عليها أو على أصحابها الوعيد الشديد الذي ورد في الكتاب والسنة ((الذين يكنزون الذهب والفضة ثم لا ييفقونها في سبيل الله)) فأقل إنفاق في سبيل الله أقل مراتبه هو إخراج بالمائة اثنين ونصف من هذا المكنوز من الحلي ومن الذهب.

السؤال الثاني والأخير في هذا.

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: ... .

سائل آخر: ... إلا في الوقت ... .

الشيخ: لا ... أثناء إخراج الزكاة, يوم إخراج الزكاة.

السؤال الثاني ما حكم الوشم؟

 

(259/12)

 

 

«رجل استدان من آخر مبلغا منذ سنوات فلما أراد تسديده أصبحت قيمة المال نازلة ومنخفضة عما كانت عليه قبل سنوات، وكذلك إذا كان على الزوج مهر مؤخر فأراد أن يعطي لزوجته حقها فما الحكم حينئذ؟ مع مناقشة الطلا»

الشيخ: وأنا أريد أذكر بمناسبة السؤال أمر كنت أفترض أنه لازم يكون واضح وبيّن عند عامة الشباب المسلم وإذا به ليس كذلك, هذا السؤال معرفة حقيقة الجواب عليه يترتب عليه حل مشاكل كثيرة, رب إنسان استدان من صاحبه منذ كذا سنة عشرة ألاف خمسة ألاف أكثر أقل ليرة سورية ثم مضت الأيام تمشي وقيمة الليرة تنزل والذهب يرتفع حتى صار ما سمعتم, ربّ امرأة تزوج امرأة في العشرين من ثلاثين سنة وكتب لها مهر مؤخر خاصة إذا كان إيش على طريقة القناعة والكفاف يعني خمسمائة ورقة ألف ورقة وإذا الخمسمائة ورقة اليوم لا تساوي إلا خمسين ورقة تقريبا أو أقل والآن يريد الرجل أن يوفي زوجته المهر المؤخر قبل وفاته فهل يحسن عملا إذا ما سلمها خمسمائة ورقة وبرأت ذمته, الجواب لا قد يأتي زمن على الخمسمائة ورقة تصبح هذه الورقة الي في وجه ممكن الاستفادة من الكتابة منه أقوى ولا أقول أقيم من هذه الخمسمائة ليرة سورية لأنه لا يشترط فيها شيء ولا ينتفع بها في شيء فهل يقال برأنا ذمتنا أعطيناها لزوجتنا خمسمائة ورقة وانتهى الأمر لا, السّر أنه هذه الأوراق النقدية التي ابتلي الزّمن العصر الحاضر في كل البلاد بها هي من مصائب الناس وإن كان النّاس بسبب هموم دنياهم وركضهم كالدواب أصبحوا ما عاد يحسوا وصدق فيهم " ما بجرح بميت إيلام " ما عاد يحسّوا بهذه المشكلة إلا حينما تقوم بقى بعض القضايا مثل الآن الذهب ارتفع أحسسنا أنه هذه العملة شو قيمتها؟ لا قيمة للعملة هذه صكوك في الواقع معروف هذا في اصطلاح الدول عامة فإذا نزلت قيمة العملة السورية هذه العملة لا قيمة لها بدها ترجع إلى الذهب فعليك ألف ورقة من خمس سنوات بدك تأديه الآن مو ألف ورقة, قيمة الألف ورقة من الذهب في ذلك الزمان فقدم له ذهب وبعض الغافلين أو المتغافلين بيقولوا يا أخي نحن ما قبضنا ذهب, حبيبي ... الي أنت قبضت ما يساوي كذا من الذهب وإلا الورقة ما لها قيمة لذلك يجب هذه أن نحفظها سواء كان لنا أو كان علينا, تدايننا من ناس ما نهضمهم حقهم لأنهم والله عملوا المنيح معنا نحن بنوفيه الآن العملة الي استقرضناها منه بالورق السوري ولو صارت القيمة على النصف أو أقل من ذلك كذلك المرأة التي أخذناها بحق الله وبعهد الله لا نظلمه ونعطيها المسمى من العملة الورقة كذلك الآن نريد أن نخرج الزكاة عن هذه الحليّ ما نخرجها إلا بقيمة الوقت الحاضر, قطعة كنا اشتريناها بمائة ورقة بتساوي ثلاثمائة أربعمائة فما منفعنا منها على أساس أنه تسعمائة على أساس أربعمائة وهكذا.

السائل: ... .

سائل آخر: يعني شو بدي أعطيها ... .

الشيخ: بيشوف بيقدر شو شو بتساوي.

السائل: ... .

الشيخ: ... على ثمن الذهب.

السائل: ... .

الشيخ: وهذا السؤال أنا ما يسأل اسأل الصراف الي بيعرف الطّلوع والنزول, نعم.

سائل آخر: ... وأنه.

الشيخ: نفس القضية أخي, نحن المهم ذهب تقدم ذهب.

السائل: ... .

الشيخ: نعم, ثانيا ما حكم الوشم؟

السائل: عفوا شيخ أبو عبد الرحمان.

الشيخ: نعم.

السائل: بالنسبة لقضية المهر وتحديدها بالذهب, مثلا الزوج قبل عشرة سنوات لما وافق على مهر مثلا مقدار معين من الذهب هو قدر في نفسه أن يعني حتى ... يعني حتى ... حتى يعني يكسب قيمة هذا المهر مثلا يشتغل شهر مثلا أما الآن بعد عشر سنوات لما يريد يُخرج قيمة المهر بسعر اليوم عليه أن يشتغل يعني سنة كاملة بدل الشهر فأليس في هذا ظلم يعني في حق الزوج؟

الشيخ: لا ما في ظلم مع أن المناقشة في السؤال أو المبالغة في تصوير السؤال, ما أظن يعني الفرق عم ما تتصور أنت بدل ما يشتغل شهر بيشتغل سنة ما أظن هذا بالعكس لأنه المعاش لما كان المعاش مثلا للعامل العادي مائتين ورقة ثلاثمائة ورقة اليوم صار ... صار ... وزيادة.

السائل: ... .

الشيخ: بعم يلحق بعضه لبعض, ما بيهمني نفس النسبة يا أستاذ أنا ماني حسيب الآن ولا معقولة أنه نفس النسبة بس عم أناقش الفرضية أنه هالي بيحصله بشهر هلا بدو سنة, هذه فيها مبالغة يعني مع ذلك أنت أخذت هذه المرأة بعهد الله وميثاقه وأنا بارجع بأقول ما أعطيتها مهرا من العملة الورقة التي لا قيمة لها وإنما ما يساوي, من الذهب كذا وكذا ثم أنت ما سلّفت وإنما أخرت فإذا جرى شيء أصابك أنت من بعد ذلك شيء من الضرر كما تُصور فما هي المسؤولة, ما هي بتستحق أن تُظلم لأنك أنت أخرت المهر ولعله هذه فرصة لنذكر بما ندندن دائما وأبدا وهذا من فضائل السّنة تقسيم المهر إلى قسمين وجعله نظام في زواج الرجل بالمرأة لا بد أنه يكون مقدّم ومؤخر, هذه بدعة في الإسلام لا أصل لها إطلاقا وما ... من الناحية الشرعية فهي عامل من العوامل التي تجعل العلاقة بين الزوجين علاقة مهرية جهنمية, كثير من الأحيان لا يناسب كل من الزوجين الآخر فيريدان أن يفتكا لكن الرجل مغلل غلّ وأي غل ثقيل مكتوب عليه خمسة ألاف وعشرة آلاف بس ... على طريقتنا الي الأخ ثقلها خمسة ألاف عشرة ألاف اليوم شو بيسو؟ الله أكبر منين بدو يجيب هاك الرجل الي كتب على نفسه هذا المبلغ؟ ... يعيش معها على مضض, من أين جاءت هذه المشكلة؟ من التزامنا ما لا يلزم, من تقسيمنا المهر إلى معجل ومؤجل ثم " ضغثا على إبالة اليوم " وهذا من فساد المجتمع صار ولي الأمر بيتساهل في المهر المعجل وبيغالي في المهر إيش؟ المؤجل, زيادة في تثقيل إيش؟ الغل في عنق هذا الزوج,

السائل: ... .

الشيخ: قالوا ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)) سبحانه وتعالى لذلك لما بتجي بتحل المشكلة في بعض صورها ومظاهرها من المسؤول عنها؟ ها الشعب ها الأمي هالي ما بتلتزم بالأداب الإسلامية كلها وتأخذ الإسلام كلّا لا يتجزأ, تطلع هذه المشاكل ... مسؤولين عنها.

 

(259/13)

 

 

«ما حكم الوشم لاسيما وأن عدد من الشباب المسلم يعمد إلى كتابة بعض الكلمات على ساعده أوعلى ظهر يده لفظ الجلالة أو اسم الرسول عليه الصلاة والسلام أو رموز معينة وهل تجب إزالته أم لا تجب؟»

الشيخ: خلاصة السؤال الأخير في هذا, ما حكم الوشم؟ لا سيما أن عددا من الشباب المسلم, هذا لأول مرة أسمعه, أن عددا من الشباب المسلم يعمد إلى كتابة بعض الكلمات على ساعده أو على ظاهر يده كلفظ الجلالة أو اسم الرسول عليه الصلاة والسلام أو رموز معينة وهل تجب إزالتها أو لا تجب؟ أقول إلى هذه الساعة كنت أعلم أنه الوشم موضة قديمة, قديمة قديمة جدا لذلك نهى الرسول عليه السلام عن الوشم وبالغ في النهي خاصة النساء هالي بيتخذوا الوشم زينة لهم فقال ((لعن الله الواشمات والمستوشمات)) فعلمي حتى هذه السّاعة أن الوشم موضة قديمة لكن السائل ما أدري هل يعني ما يقول؟ يعني الآن يوجد بعض الشباب خاصة المسلم بيكتب لفظة الجلالة بيكتب اسم نبيهم المحبوب لديه محمد صلى الله عليه وسلم على ساعده أو ذراعه؟ أنا ما علمت هذا.

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: ... هذه

الشيخ: حتى الآن ... .

سائل آخر: حتى الآن موجودة ... .

الشيخ: ومين الي بيساوي الوشم ... ؟

السائل: ... .

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: فإذًا الجواب من حيث القسم الأول من السؤال, هل يجوز؟ الجواب طبعا لا يجوز شيء لعن عليه الرسول النساء وهن ما ... للزينة أما لا يلعن الرجال من باب أولى.

أما هل يجب إزالته؟ فالجواب هذا ينبغي أن يشاركنا بعض الأطباء, إذا كان يمكن إزالة أثر الوشم بدون إضرار بالموشوم فهذا أمر واجب لأنه إزالة أثر المنكر واجب وإبقاؤه منكر آخر أما إذا كان يترتب من وراء إزالته هو ضرر يصيب الموشوم بهذا الوشم فحينئذ يبقى الوشم كما هو ولعله يذكره بمعصيته وبالتالي هذا الذي يذكره بمعصيته يذكره بأن يعود إلى ربه ويستغفره من ذنبه بهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(259/14)

 

 

«كلمة بعض الإخوة حول الصلاة في المسجد الذي فيه قبر

السائل: ... لم يُقصد فيها أن يعظم ولم يُقصد هذا المسجد بالذات لأن في القبر الفلاني وإنما أدركته الصلاة وليس قربه إلا هذا المسجد فصلى فيه فهذا ذهب الأستاذ إلى أنها مكروهة ومع ذلك قال احتمال كونها باطلة ليس بعيدا يعني.

سائل آخر: ... .

السائل: هو ما فيه مانع ... أذكر أنا أنه قصد بها مكروها يعني تنزيها, نعم, أليس هكذا أو لا ... تحريما.

وما أنا الآن بعيد العهد, على كل حينما أنا أنقل هذا الي أذكره تماما أنه قال وإذا ذهب أو درس المسألة إنسان وذهب إلى البطلان فهذا أيضا وارد يعني لم يغلق باب البطلان وإنما يعني يمكن أن يبقى واردا فهذا ما يتعلق بحكم الصلاة فيه وتجدون خطورة المسألة وأن على المسلم أن يتحرى المسجد الذي ليس فيه قبر وهذا كلّه من حرص الإسلام على بقاء جناب التوحيد سليما ومحافظا عليه وألا يُمسّ بأدنى شيء يشوهه أو يكدر صفاءه.

الآن أخونا ... .

 

(260/1)

 

 

«ذكر بعض الإخوة قصيدة حول الحج عنوانها الكعبة المشرفة

السائل: بمناسبة الحج وموسم الحج هنا قصيدة عنوانها الكعبة المشرفة.

" بيت الإله ومهبط الرحمات *** ومثابة الإنسان في أزمات

الأمن فيها والأمان للاجئ *** والطهر فيها للمنيب الآتي

هي أول الأبيات شيدت للتقى *** لعبادة الرحمان للصلوات

هي قبلة للمسلمين جميعهم *** في كل أرض عند كل صلاة

الله عظمها وأعلى قدرها *** رمزا لتوحيد لأرض فلاة

بيت بواد غير ذي زرع *** كما شاء الإله مقدم الرحمات

إن قل ماء الأرض حول فنائها *** فالدمع يغسل أشأم الزلات

ذر للنفوس مفتحات حولها *** تغني عن الخضراء والزهرات

وحفيف أجنحة الخلود معبر *** يسمو على الألحان والنغمات

خشعت قلوب المؤمنين بقربها *** وعلا النحيب وخاشع الأصوات

لبيك رب العرش جئنا حسّرا *** وعلى الوجوه علائم الحسرات

من كل فج من جميع بقاعها *** من عابر أو مقفر الطرقات

من كل جنس والجميع مهلل *** رغم اختلاف النطق واللهجات

ثوب الجميع يلفهم ببياضه *** ببساطة في مظهر وسمات

خرجوا من الدنيا وعافوا زخرفا *** وأتوا بأبسط حلة وحياة

البيت يجذبهم لطاعة ربهم *** وأذان إبراهيم في الفلوات

يأتون قد تركوا تجارة أرضهم *** لتجارة تنجي من الأهات

الدين والإيمان خير تجارة *** ربح ونعم الربح بالجنات

البيت قطب للرحى من حوله *** دارت خلائق في خشوع باكي

رمز الجماعة والتوّحد والهدى *** والطهر والتوحيد والإخبات

إن دنس التوحيد حينا أهله *** فمحمد لا شك فيهم آت

ليحطم الأصنام عن جدرانه *** ويكيل للأوثان بالضربات

ويعيد للدين الحنيف أصوله *** وفروعه في همة وثبات

ويقبّل الحجر الكريم تيمنا *** بدماء إبراهيم ذي الخلات

ما قبل الأحجار أحمد عابدا *** وهو الذي حطم هام اللات

لكنه إحياء ذكرى منفل *** بان القواعد رافع الشرفات

أدب من الأحفاد نحو جدودهم *** عرفانهم بالفضل والقربات

علم الصحابة ما أراد نبيهم *** وهو المطاع بأمره الآيات

قالوا نطيع نبينا في سنة *** مع جهلنا بحقيقة الغايات

حجرا نقبّل لا يظن وإنما *** نختار منهج قدوة القدوات

حجر من الجنات يأتي شاهدا *** يوم القيامة صادق اللهجات

وكذلك القرآن خير مجادل *** عن كل تال خالد الحسنات

يا صاحب البيت العظيم تلطفا *** بالطائفين وساكبي العبرات

جاؤوك يغترفون فضلا زاخرا *** وأتوا من الأفاق شبه عراة

ذلوا لعزة ربهم وتمسّحوا *** بالبيت وابتهلوا بكل لهات

فامنن على الداعين واقبل عذرهم*** وافتح عليه شؤرب البركات

لا نرتجي ربا سواك فإننا *** متمسكون بعروة ونجاة ".

السائل: ... .

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: لا ما فيها ... .

السائل: لا لا ... .

الشيخ: ... .

السائل: " إن دنس التوحيد حينا أهله ** فمحمد لا شك فيهم آت

ليحطم الأصنام عن جدرانه *** ويكيل للأوثان بالضربات

ويعيد للدين الحنيف أصوله *** وفروعه في همة وثبات ".

الشيخ: ما ... .

سائل آخر: ... .

السائل: " يا صاحب البيت العظيم تلطفا ***بالطائفين وساكبي العبرات ".

الله هو صاحب البيت العظيم.

سائل آخر: ... .

 

(260/2)

 

 

«ذكر قصيدة حول تعدد الزوجات

السائل: تعدد الزوجات ...

" حرم الله الزنا بين الأنام *** فحلال الزوج يغني عن حرام

فانكحوا ما طاب كي تستعففوا *** وتعفوا أهلكم فالزوج حام

كل نفس صالحا ذخرا لنا *** يوم يشتد على الخلق الزحام

أمة الإسلام سادت عندما *** عدد الأزواج عزوا بالأنام

وأذل الله قوما فرطوا في حلال *** وتمادوا في الحرام

فضلت أن يزني الزوج ولا تأتي *** الضرة من فرط الضرام

حارب الفجّار تعدادا وما *** حرموه في خليلات الزلام

شردوا الأولاد في ميتمهم *** حرموهم إلا عطف وسلام

صارت المرأة فيهم في سلعة *** تشترى في كل يوم بالطّعام

غرقوا في فسقهم في فحشهم *** تركوا الإسلام عنوان النظام

كل من أعرض عن حق هوى *** كل من عاد إلى الحق استقام

سنة الله فما أعدلها *** ليس بعد الحق مقصود يرام

سمح الإسلام للزوج بأن *** يكثر الزوجات والعدل إمام

يملك الإنسان عدلا بيّنا *** في طعام أو شراب أو منام

خلقه حر ولا يملكه جوهر *** تقسيمه صعب المرام

يكتفى فيه بميل غادر *** لا يريد الله إحراج الأنام

تقبل المرأة تشريع السما *** ذاك قانون جديرا باحترام

ليس في الإسلام غبن إنه *** خالص العدل وقسطاس التمام

خلّص الأزواج من حرمانهم *** وحمى الزوجات من غُبن اللئام

فيه للأزواج حق واضح *** وعليهم واجب فيه التزام

لا يحابي أحدا في حكمه *** فيّصل الأحكام تشريع والوئام

كلّف الأزواج إنفاقا على أهلهم *** فالسعي كالرزق لزام

تأخذ المرأة منه عنوة إن أبى *** والأمر فيه للإمام

يستوي في الإرث أولادا *** كما تستوي الزوجات في كل اقتسام

حقه لهن كالأخرى ومن جار *** يأتي خاسرا يوم الزحام

شقه يوم التنادي مائل *** لم يقم في عدله حقّ القيام

رخصة التعداد تعطى حقها *** كل من زاغ عن العدل يلام

عدّد الأصحاب زوجات كما *** عدّد المختار والرسل الكرام

ما رأى النسوان فيه ... *** واستقام الأمر بل ساد النظام

لم تعادي زوجة ضرتها *** بل أعدت للعروسين الطعام

هنأت ضرتها واستسلمت *** لقضاء الله فازداد الوئام

آثرت سودة في ليلتها *** ابنة الصديق حبا في السلام

أمة الإسلام هذا شأنها *** خلق سام وعدل وانسجام

حقق الله لهم دولتهم *** وأقام الكون فيهم فاستقام

نشروا في الأرض عدلا وتقى *** فاستقر النور وانجاب الظلام

دينهم من فطرة الله التي *** فطر الناس عليها وأقام

فيه للإنسان بُرء وهدى *** وحياة في أمان وانتظام

ليس في التعداد عيب إنه *** ميزة عليا لتشريع تمام

لا يغض الطرف عن شر ولا *** يترك الناس يعانون السّقام

عزنا في ديننا فلنتعض *** ... الأعداء شك واتهام "

سائل آخر: ... .

السائل: ... جزى الله أخانا خيرا وأفادنا ونرجو الله عز وجل أن يوفقنا لطاعته وصلى الله على محمد ... أجمعين والحمد لله رب العالمين.

 

(260/3)

 

 

«بدأ الشيخ درسه بخطبة الحاجة

الشيخ: من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(260/4)

 

 

«توجيه من الشيخ للطلاب

الشيخ: نقرأ لكم حديثا أو أكثر من كتابنا الترغيب والترهيب ثم نتلقى منكم ما قد يكون عندكم أو عند بعضكم من أسئلة تتعلق بهذا الشهر المبارك شهر الصيام شهر رمضان, وما قد يحتاج الإنسان من أن يعرفه مما يتعلق بسنة القيام وبخاصة قيام العشر الأخير من رمضان ثم أمامكم صلاة العيد في المصلى فيرجى أن تُسجل أسئلتم على وريقات لنبادر إلى الإجابة عنها فور انتهائي من قراءة هذا الحديث.

 

(260/5)

 

 

«شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره: قال المصنف رحمه الله: " وعن مصعب بن سعد عن»

الشيخ: قال المؤلف رحمه الله وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يُبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن صحيح.

ولابن حبان في صحيحه من رواية العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس أشدّ بلاء قال (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخُن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة) في هذا الحديث وهو من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بيان أن ابتلاء الله تبارك وتعالى لعبده المؤمن إنما هو رحمة يقدمها الله عزّ وجل إلى عبده المؤمن وأن الناس كل الناس من المؤمنين يُبتلى أحدهم على حسب وعلى قدر دينه فإذا كان دينه قويا متينا كان البلاء الذي يوجّه إليه حسب ذلك الدين القوي المتين أيضا كثيرا وقويا, ذلك لأنه كلما كثُر البلاء كثر الثواب وكلما قل البلاء قل الثواب فإذًا البلاء كثرة وقلة مربوط به الثواب أيضا كثرة وقلة ولذلك فهو عليه الصلاة والسلام يصرح فيقول نحن معاشر الأنبياء أشد ابتلاء الأمثل فالأمثل أي كلما كان النبي أفضل عند الله تبارك وتعالى من غيره كلما كان ابتلاء الله تبارك وتعالى إياه أكثر وأكثر.

ومن هنا نأخذ بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أكثر الأنبياء ابتلاء من الله تبارك وتعالى ذلك ما أشار بل صرح به الحديث من أنّ العبد المسلم لا يزال يُبتلى حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة ويأخذ المسلم من هذا الحديث عبرة على أنه من ابتلي في شيء مما يُكربه ويُحزنه فيتذكر أن هذا البلاء من الله عز وجل وثواب يقدمه إليه ولذلك فهو لا يضجر ولا يتململ من أي بلاء يُصيبه لأنه يعلم ويستحضر في ذهنه أن مقابل هذا البلاء الذي ابتلاه الله به أجرا كبيرا عند ربه عز وجل فأمره ليس كأمر الفاسق أو الكافر الذي من طبيعته أنه إذا ما أصيب ببلاء في نفسه أو في حبيبه أنه تضجر وازداد معصية وكفرا, المسلم ليس كذلك كما يدل عليه هذا الحديث وغيره مما سبق ومما يأتي.

وعلى هذا فنستطيع أن نعتبر هذا الحديث وأمثاله من أحاديث أنها صيانة للمؤمن من أن يقع في الكفر ونحوه بسبب البلاء وقد تذكرون في درس سابق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (عجب أمر المؤمن كله إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فأمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن).

 

(260/6)

 

 

«تفسير قوله تعالى: ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)) ولا منافاة بين اتخاذ الأسباب والصبر على الابتلاء

الشيخ: إذًا هذا الحديث وأمثاله سلوى من الله عز وجل لعبده المؤمن يصبّره على ما إذا ما ابتلاه ببلية وهي أنواع كثيرة وقد جمعها الله عز وجل في مثل قوله تبارك وتعالى ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)) ((ولنبلونكم بشيء من الخوف)) كثيرا ما يُصاب الإنسان المسلم في شخصه بل وفي أشخاص كثيرين من مثله بالخوف فماذا يكون الحال, يختلف ذلك باختلاف قوة إيمان هذا المسلم فإذا اشتد إيمانه كان هذا الخوف لا يؤثر فيه ولا يجعله مضطرب البال بل هو هادي البال وكأنما لم يُصب بشيء لأنه يستحضر أن هذه الدنيا طُبعت على مثل هذا البلاء والامتحان وأن المسلم كلما كان قويا في دينه كان كثير الابتلاء في بدنه أو في نفسه, فالله عز وجل في هذه الآية إذًا ينبه إلى أنواع من البلاء ((ولنبلونكم بشيء من الخوف)) وهذا نُصاب به في زماننا كثيرا وكثيرا ولذلك فلا يكون نتيجة أمر المؤمن من ذلك إلا أن يُثاب من الله تبارك وتعالى وكلما أثيب كلما ازداد إيمانا كلما ازداد إيمانه قوة على قوة وأما الجوع المذكور في هذه الآية فقل ما يُصاب العالم اليوم كعالم وإن كانت بعض البلاد تشكو من ذلك بسبب بعض الفياضانات ونحو ذلك ولذلك فيجب أن يظهر المسلم بمثل هذه المصيبة على غيره من الفساق أو الكفار فلا يتململ ولا يتضجر من مثل هذا الجوع الذي قد يُصاب به, كذلك قال عز وجل ((من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس)) النقص من الأموال له صور كثيرة وكثيرة جدا ومنها أن يصاب زرعه مثلا بآفة من الآفات فتقضي عليه فيصبح يقلب كفيه ولكن ليس كذلك الكافر الذي شك في البعث والنشور وإنما حامدا لله عز وجل على ما أصابه من هذا البلاء فينقلب حينذاك بلاءه كما أفاد الحديث خيرا له, ومن نقص الأموال أن يصاب الإنسان بسرقة سواء كانت هذه السرقة قليلة أو كثيرة فعليه أن يتلقى هذا البلاء أيضا بالرضا والصبر أما النقص في الأنفس هذا أمر كأنه لا بد منه في هذه الحياة الدنيا لأن النقص في الأنفس إما أن يكون جذريا وذلك هو الموت بعينه والموت سبيل كل حي وإما أن يكون نسبيا كأن يصاب في صحته في بدنه في صحة زوجه أو ولده ونحو ذلك فهذا أيضا بلاء من الله عز وجل يبتلي به عباده وليس معنى هذا الابتلاء من الله عز وجل أن يظل المسلم لا يتعاطى الأسباب التي تنقذه من البلاء فقضية ابتلاء الله عز وجل لعبده شيء وقضية تعاطي هذا العبد المبتلى الأسباب التي تنجيه من البلاء شيء آخر وطبعا لا يشك أحد فيما أعتقد أنه لا منافاة بين نزول البلاء على العبد المسلم وبين اتخاذه السبب لصرف هذا البلاء عنه كأن يُصاب مثلا بمرض أو يتعاطى العلاجات والأدوية المشروعة ليدفع هذا المرض عن نفسه فهذا لا يُنافي نزول البلاء ورضاء المسلم بهذا البلاء لأنه مأمور بأمرين اثنين, إذا نزل به البلاء أن يرضى به والأمر الآخر أن يتعاطى الأسباب لصرف هذا البلاء عنه وقدر ذلك إذا ضاقت عليه الأسباب المادية لمعالجة ما أنزل به من بلاء أن يضرع إلى الله عز وجل وأن يسأله أن يصرف عنه ذاك البلاء ولعلكم تذكرون حديثا صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه إشارة إلى هذا الذي ندندن حوله وهو أنه لا منافاة من اتخاذ الأسباب لصرف البلاء الحديث يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (هل كنت تدعو بشيء؟ أو تسأله إياه؟) قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة عجله لي في الدنيا فقال صلى الله عليه وآله وسلم (سبحان الله لا تُطيقه أو لا تستطيعه أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ففي هذا الحديث ينتقد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا المريض الذي اشتد به البلاء حتى خف وزنه صار كالفرخ فكأن الرسول عليه السلام أوحي إليه أو شعر بأنه هذا الإنسان كان يدعو على نفسه وتبين أن الأمر كذلك, كان يطلب من ربه عز وجل أنه وهو عبدٌ مذنب ككل البشر أنه إن كان الله عزّ وجل سيعذبه في الآخرة فليعجل بذات العذاب وليصبه عليه في الدنيا صبّا فعلمه الرسول عليه الصلاة والسلام أن يسأل خير الدنيا والآخرة وأن يقول ((اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) إذًا البلاء من طبيعة الإنسان وخاصة المؤمن فإذا ما أصيب به فعليه الصبر والرضا ولكن من جهة أخرى لا مانع بل قد يكون واجبا أن يتخذ الأسباب ليصرف ذلك البلاء عنه بقدر الإمكان.

 

(260/7)

 

 

«بيان أن الأجر الذي يكون بالابتلاء يستفيد منه المسلم الموحد فقط»

الشيخ: ثم هنا شيء لا بد من التنبيه عليه ألا وهو أن هذا الأجر الذي يُعطاه العبد المؤمن على بلائه وصبره عليه إنما هو بالنسبة للعبد المؤمن الموحد العبد المؤمن الموحد الذي لا يُشرك بالله شيئا, وهذه نقطة في الواقع إذا ما تذكرناها نجد أن كثيرا من هؤلاء المسلمين الذي يُبتلون في أنفسهم بشتى البلاء والأمراض لا يستفيدون من هذا البلاء شيئا ولو صبروا عليه ذلك لأنهم كما قررنا ذلك مرارا وتكرارا أن شأنهم كما قال الله عز وجل ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) فأكثر الناس ما يؤمنون إلا وقد خلطوا مع إيمانهم شركا وقد يكون شركا أكبر كأولئك الذين يدعون غير الله ويستغيثون بغير الله ويطلبون رفع البلاء من بعض الصالحين والأولياء ولذلك أقول فلنعما هذا الحديث الذي جاء يشترط فيه هذا الشرط فيقول الرسول عليه السلام (ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزّل ما أصابه من البلاء بغير الله أو يدعو غير الله في كشفه) , ففي هذا الحديث بيان أن أي بلاء يصيب المؤمن فذلك كفارة وطهور له لكن بشرط واحد وهو أن لا يصرف هذا البلاء إلى غيره أي إلى غير الله فلا يطلب رفعه من غير الله عز وجل فإذا ما فعل ذلك كان بلاءه من الله إياه " ضغثا على إبالة " يعني كما يصاب الكافر في بدنه وماله فليس له من وراء ذلك أي شيء من التكفير للسيئات ورفع الدرجات وإثابة حسنات فيجب أن نتذكر إذًا كلما قرأنا حديثا فيه الفضل في الصبر على البلاء أنّ هذا الفضل لا بد أن يكون مقيدا بما إذا كان صابرا على البلاء مؤمنا موحدا لا يُشرك بالله شيئا, نكتفي بهذا الحديث في هذا الدرس لنعود إلى الجواب عن الأسئلة والأستاذ عيد يقدم الأهم منها فالأهم.

عيد عباسي: نعم.

 

(260/8)

 

 

«ما صحة هذا الحديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بنصب الخباء للاعتكاف فأمرت زوجاته بنصب خباء لهن فسأل رسول الله عن هذه الأخبية فقيل: لنسائك فقال: آلله أرتن ذلك فأمر بإزالة الأخبية حتى خباءه وأجل»

عيد عباسي: في الأسئلة ذكر أحد الخطباء الحديث التالي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بنصب الخباء للاعتكاف فأمرت زوجاته بنصب خباء لهن فسأل عليه الصلاة والسلام لمن هذه الأخبية؟ قالوا لنسائك فقال لهن (أالله أردتن بذلك؟) فأمر بإزالة الأخبية ... خباءه حتى خباءه وأجّل اعتكافه إلى شوال, ما درجة هذا الحديث؟

الشيخ: الحديث في صحيح البخاري لا شك في صحته!

عيد عباسي: لعله كان يحسن الحديث أيضا عما يستنبط منه من فقه ... .

الشيخ: السائل هو يقرر من جهة الرجال أن الاعتكاف من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأفضله ما كان في رمضان وأفضله ما كان في العشر الأخير منه, هذا من جهة ومن جهة أخرى فيه النية إلى أن الاعتكاف في المسجد ليس مما يشترك فيه النساء مع الرجال وهذا واضح فيما إذا تذكرنا أن صلاة الجماعة وهي فريضة على المسلم كفريضة الصلاة نفسها ففي هذه الفريضة فريضة الجماعة لا تشترك فيها النساء فأولى وأولى أن لا يشترك النساء في شرعية الإعتكاف في المساجد وبخاصة فيما إذا كان الإعتكاف يشوبه شيء من الرياء وحب الظهور والغيرة التي لا يكون الدافع على الاعتكاف فيه هذه الحالة هو التقرب إلى الله تبارك وتعالى فالرسول صلى الله عليه وسلم نقض الأخبية التي أي الخيمات التي نصبت في المسجد النبوي لبعض زوجاته عليه الصلاة والسلام ومن بعد حسم الموضوع نقض أيضا خيمته عليه الصلاة والسلام التي كان يعتكف فيها, هذا ما يمكن ذكره بمناسبة هذا الحديث الصحيح.

 

(260/9)

 

 

«هل يؤخذ من الحديث السابق أن النساء لا يشرع لهن الاعتكاف؟»

عيد عباسي: يؤخذ منه أن النساء لا يُشرع لهن الاعتكاف؟

الشيخ: أي نعم.

 

(260/10)

 

 

«كيف يعرف الإنسان المسلم أنه قد صادفته ليلة القدر مع تحريه لليالي المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم؟»

عيد عباسي: كيف يعرف الإنسان المسلم أنه قد صادفته ليلة القدر مع تحريه الليالي المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم؟

الشيخ: ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤية ليلة القدر لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلا على عبادة الله عز وجل وعلى ذكره والصلاة له فيتجلى الله عز وجل على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون لا يعتادونه في سائر أوقاتهم فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه بأن صاحبه يرى ليلة القدر والسيدة عائشة رضي الله عنها قد سألت الرسول عليه السلام سؤالا ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته ليلته القدر حينما توجهت بسؤالها للنبي عليه الصلاة والسّلام بقولها يا رسول الله إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال (قولي اللّهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني) ففي هذا الحديث فائدتان الفائدة الأولى أن المسلم يمكن أن يشعر شعورا ذاتيا شخصيا في ملاقاته لليلة القدر والشيء الثاني من هذا الحديث أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني) وقد جاء بهذه المناسبة في كتابنا هذا الترغيب في بعض الدروس المتأخرة أن خير ما يسأل الإنسان ربه تبارك وتعالى هو العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

نعم هناك لليلة القدر بعض الأمارات والعلامات المادية لكن هذا قد لا يمكن أن يرى ذلك كل من يرى ويعلم ليلة القدر لأن هذه العلامات بعضها يتعلق بالجو العام الخارجي كأن تكون مثلا الليلة ليست بقارة ولا حارة فهي معتدلة ليست باردة ولا هي حارة فقد يكون الإنسان في جو لا يمكّنه من أن يشعر بالجو الطبيعي في البلدة كذلك هناك علامة لكن بعد فوات وقت ليلة القدر, تلك العلامة تكون في صبح تلك الليلة حين تطلع الشمس حيث أخبر عليه الصلاة والسلام بأنها تطلع صبيحة ليلة القدر كالطست كالقمر ليس له شعاع, هكذا تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر وقد رُئي هذا من بعض الناس الصالحين ممن كان يهمهم رؤية ملاحظة ذلك في كثير من ليالي القدر فالمهم بالنسبة للمتعبد للشخص المتعبد ليس هو التمسك بمثل هذه الظواهر لأن هذه الظواهر هي عامّة يعني هذه طبيعة الجو لكن لا يشترك في كل من عاش في ذلك الجو في رؤية ليلة القدر يعني في أن يكون في صفاء نفسي في لحظة من تلك اللحظات في تلك الليلة المباركة بحيث أن الله عز وجل يتجلى عليه برحمته وفضله فينعمه وأن يدعو بما سبق وبغيره, فالعلامات المادية هي علامات لا يدل على أنه كل من شاهدها ولمسها قد رأى ليلة القدر, وهذا أمر واقع ولكن الناحية التي يجد الإنسان في نفسه من صفاء روحه وشعور برؤيته لليلة القدر وتوجهه إلى الله بسؤاله بما شرع فهذه الناحية التي ينبغي أن ندندن حولها ونهتم بها لعل الله عز وجل يتكرّم بها علينا.

 

(260/11)

 

 

«هل يجوز تأدية صلاة فرض خلف متنفل كالتراويح؟»

عيد عباسي: هل يجوز تأدية فرض وراء من يصلي نافلة كالتراويح؟

الشيخ: الجواب نعم بناء على حديث معاذ بن جبل الثابت في صحيح البخاري أنه كان يصلي فرض العشاء وراء النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي مسجد حيه فيصلي بهم إماما, هي له نافلة وهي لهم فريضة, فعلى هذا تصح صلاة من دخل مسجد والإمام يصلي التراويح وهذا الداخل لم يكن بعد قد صلى صلاة العشاء فعليه أن يباشر اقتداء بهذا الإمام فإذا أدرك ركعتين قام وأتى بركعتين وإذا ما أدرك ولو قبل السلام فليشترك معه ثم يأتي بالركعات الأربعة.

 

(260/12)

 

 

«هل الالتزام بمكان معين في المسجد هو ركن من أركان صحة الاعتكاف أم هو سنة؟ أو خرج من مسجد إلى مسجد أو سماع حلقة في غير مسجده؟»

عيد عباسي: هل الإلتزام بمكان معين في المسجد هو ركن من أركان صحة الاعتكاف أم هو سنة؟

الشيخ: ماذا يعني بالتزام ركن يعني إذا كان يعني عدم جواز التنقل مثلا من مكان إلى مكان في نفس المسجد فهذا ليس باللازم, إذا مثلا اعتكف في زاوية شرقية ثم بدا له أن يعتكف من نفس المسجد في زاوية غربية فما في شيء يمنع من ذلك أما إذا كان يعني غير هذا ما هو بالواضح.

عيد عباسي: أي نعم هو سؤاله يفيد هذا لكن إذا عنى أنه ينتقل من مسجد إلى مسجد هذا الذي؟

الشيخ: إذا ما في ضرورة ما ينتقل.

عيد عباسي: حضوره درس مثل هنا.

الشيخ: لا.

عيد عباسي: ما يحضر, طيب, يقول.

 

(260/13)

 

 

«ما درجة حديث (من صام رمضان ثم أتبعه ست من شوال خرج كيوم ولدته أمه) وما معناه؟»

عيد: ما درجة حديث (من صام رمضان وأتبعه بست من شوال خرج كيوم ولدته أمه)؟

الشيخ: هذا من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام مسلم في صحيحه وهو من الأحكام التي كاد الفقهاء أن يتفقوا عليها ولكنهم مع الأسف لم يتفقوا فقد جاء عند مالك رحمه الله بأنه كان يكره صيام الست من شوال فاحتج عليه الجمهور بهذا الحديث وهو حجة بلا شك قاطعة إلا أن بعض العلماء نقلوا عن الإمام مالك وجها فيما ذهب إليه من كراهة صيام هذه الأيام الست, قال لكي لا يعتقد الناس وجوبها لا سيما وهي متصلة برمضان ولا يُفرق بينها وبين صيام رمضان إلا يوم العيد فخشية أن يتبادر إلى أذهان بعض الناس وجوب صيام هذه الست نهى الإمام مالك أو كره صيامها ومعنى كلام هؤلاء العلماء فيما نسبوا إلى مالك أن مالكا رحمه الله لا ينكر أصل مشروعية صيام هذه الأيام الست فهو يلتقي مع جماهير العلماء الذين ذهبوا إلى استحبابها ولكنه يكره المثابرة على ذلك يعني كل من صام رمضان يصوم الست أيام حتى يُصبح صيام الست مع الزمن ولو البعيد كأنه من تمام صوم رمضان, هذا الذي خشيه مالك فذهب إلى الكراهة ولا شك أن لمثل قوله وجاهة من حيث القواعد الأصولية الفقهية وقد ذهب إلى مثلها بعض الحنفية في مثل اعتياد الإمام قراءة سورة السجدة وسورة الدهر في كل فجر جمعة فنص فقهاء الحنفية على أنه ينبغي على الإمام أن يترك قراءة هاتين السورتين أحيانا لكي لا يظن العامة بأن قراءة هاتين السورتين من الواجبات بل من أركان صلاة الصبح يوم الجمعة.

وهذا في الواقع كما قلنا من العلم الذي قل من يتنبه له فإذا كان هناك جو في بعض البلاد الإسلامية فعلا قد يُخشى أو وقعت الخشية فتوهم بعض العامة أن صيام الست أيام من شوال هو أمر واجب فحينئذ من الواجب على بعض العلماء أن لا يلتزموا ذلك مع تنبيههم بخطبهم ومواعظهم ودروسهم على أن صيام هذا ليس من الأمور الواجبة إنما هو من الأمور المستحبة.

 

(260/14)

 

 

«هل يجوز إعطاء صدقة الفطر للجمعيات الخيرية، وهل كانت الحكومة المسلمة تجمعها كأنواع من الزكاة؟»

عيد عباسي: هل يجوز إعطاء صدقة الفطر للجمعيات الخيرية وهل كانت الحكومة المسلمة تجمعها كأنواع من الزكاة؟

الشيخ: صدقة الفطر لم تكن تجمع في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي عهد السلف الصالح كما تُجمع زكاة الزروع والمواشي وكذلك لم تكن تُجمع زكاة النقدين الفريضة, زكاة النقدين ما كانت تُجمع وإنما كان الأمر يُفوض إلى الغني الواجب عليه الزكاة فهو يوزع ما وجب عليه في نقديه, كذلك لم يكن من سنة العهد الأول جمع صدقة الفطر وإنما كل مكلف يخرجها أما إعطاء الزكاة هذه زكاة الفطر إلى الجمعيات الخيرية اليوم فذلك يتوقف على أمر هام ما ندري إذا كانت هذه الجمعيات تهتم بتطبيقه فكلنا يعلم بأن زكاة الفطر لا يجوز التقدم بإخراجها قبل يوم الفطر بأكثر من يومين أو ثلاثة أيام فإخراجها في أول رمضان أو في منتصف رمضان كما يفعل كثير من الأفراد هذا خلاف السنة فإذا كانت الجمعيات المشار إليها تراعي هذه الناحية فتجمع هذه الزكوات زكاة الفطر ولا تخرجها إلا قبل العيد فلا بأس حينذاك من توكيل هذه الجمعيات بهذه الصدقة على أساس أنه يُفترض فيها أن تكون أعلم من المزكي بالفقراء والمساكين الذين هم في ذلك الحي.

لكن أنا أخشى ما أخشى أن يكون هؤلاء يتبنون رأيا فيه توسيع في إباحة في إخراج الزكاة قبل العيد بأيام كثيرة, هذا من جهة ومن جهة أخرى قد يجمعونها في صندوق الجمعية ويضمونها إلى أصل الزكاة المجموع عندها فيخرجونها وربما بعد العيد بأيام وربما بأشهر, لذلك فيكون الأحوط أن يتولى المزكي والمخرج لصدقة الفطر إخراجها بنفسه فهو أولا يخرجها قبل العيد مباشرة وهذا هو الأفضل فإن ترخص فقبل ذلك بيوم أو يومين ثم يضعها في يد من يراه أنه من المستحقين لهذه الزكاة ثم يلاحظ أن يكون من الصالحين وهذه ناحية أيضا ما أدري إذا كانت الجمعيات عندها استعداد لأن تلاحظ وتطبق هذه الناحية وذلك ليكون المزكي معينا لأهل الخير لأهل الصلاح بما يقدمه إليهم من خير ومن مال, أيوه.

 

(260/15)

 

 

«ما حكم من احتلم في نهار رمضان هل عليه قضاء؟»

عيد عباسي: حكم من احتلم في رمضان هل عليه قضاء؟

الشيخ: لم يُفطر حتى يكون عليه قضاء!

 

(260/16)

 

 

«امرأة بلغت من العمر أكثر من ستين سنة ثم تنزل دما بشكل غير منتظم هل تصوم؟»

عيد عباسي: امرأة بلغت من العمر أكثر من ستين سنة ثم تنزل دم بشكل غير منتظم, هل تصوم؟

الشيخ: هذه المفروض أنها بلغت سن اليأس أي لا ترى الحيض وإذا كانت خرقت العادة العامة في النساء وأنها لا تزال تحيض بصورة منتظمة كما هي عادة النساء حينذاك ترجع في هذا الدم إلى شروط دم الحيض المعروفة فالغالب أن يكون هذا الحيض هذا الدم الآن دم استحاضة وليس دم حيض لا سيما وهي في هذا السن سن الستين في الغالب أنها يائس من الحيض ففي هذه الحالة يكون هذا الدم دم استحاضة فليس له علاقة حينذاك بالصيام أي إنه لا يكون مانعا لها من الصيام, نعم.

 

(260/17)

 

 

«إذا كان المسلم يأكل وأذن عليه الفجر فما حكم صومه وهل عليه قضاء؟»

عيد عباسي: إذا كان المسلم يأكل وأذّن عليه الفجر فما حكم صومه فهل عليه قضاء؟ هيك السؤال.

الشيخ: النص القرآني صريح في هذا ألا وهو قوله تعالى ((فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)) فالآية صريحة في إباحة استمرار المتسحر في طعامه وشرابه حتى يتبين الفجر أي حتى يتأكد من طلوع الفجر الصادق وهذه الآية لحكمة ما جاء فيها ربنا عز وجل بقوله ((حتى يتبين)) لأن التبيّن من الشيء هو التأكد منه والواقع أنه هناك تساؤلات كثيرة في أن المؤذنين في هذه البلاد يؤذنون مع طلوع الفجر الصادق فقد كنا في العمرة في رمضان هذا في مكة والمدينة فرأيناهم يتأخرون في الأذان, أذان الفجر الصادق قرابة نصف ساعة ونحن لا نعلم هناك فرقا من حيث خطوط الطول يؤدي إلى هذا الفرق بين فجرهم وفجرنا وملاحظتنا هذه الأخيرة هناك ذكرتنا بما نسمعه من بعض إخواننا المثقفين المتفقهين في الأردن أنهم يقطعون هناك بأن الأذان في الأردن بصورة عامة ليس فقط في رمضان يؤذنون قبل الفجر الصادق بنحو ثلث ساعة ثم جاء بعض إخواننا هؤلاء الأردنيين إلى هنا واتصلوا مع بعض إخواننا وأيضا راقبوا طلوع الفجر هنا في دمشق بصورة خاصة فظهر لهم وما أقول تبيّن لأنني بعد ما تبينت مما ظهر لهم فظهر لهم أن الأمر هنا كالأمر هناك ولذلك كان في نفسي أن نعمل جلسة خاصة مع بعض إخواننا ونتدارس هذه القضية بالنسبة لنا هنا في دمشق.

أي هل يؤذنون الأذان الثاني وليس الأذان الأول, هل يؤذنون الأذان الثاني الذي به يحرّم الطعام وتحلّ الصلاة, في الوقت تماما أم يتقدمون به على الوقت كما يفعلون في بدعة الأذان الأول حيث أنهم يسمّونه بأذان الإمساك وهو في حقيقته من الناحية الشرعية هو أذان الطعام والشراب وليس أذان الإمساك فهم يسمونه أذان الإمساك وحتى سُجّل فيما يسمونه بالإمساكية فصار لزاما على كل صائم أن يُمسك عن طعامه وشرابه بمجرد أن سمع الأذان الأول وهو شرعا أذان الطعام والشراب بدليل حديث البخاري ومسلم عن جماعة من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل ليقوم النائم ويتسحر المتسحر فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) فهو عليه السلام أمر بالأذان, بالطعام والشراب أن يستمر فيه الإنسان ولو بعد أذان بلال لأن بلالا يقول يؤذن ليقوم النائم ويتسحر المتسحر فالأذان الأول هو الغرض التنبيه أنه الآن وقت الطعام والشراب قال عليه السلام (فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) وقد جاء في هذا الحديث بأنه كان بين أذانيهما مقدار تلاوة خمسين آية أي من الوقت بين الأذانين وقت قريب جدا وليس أيضا هذه مسافة التي تأخذ من الزمن نحو ربع ساعة اليوم, بين أذان الإمساك المزعوم وبين أذان الفجر لذلك فممكن أن بعض الموقتين الذين يوقتون التوقيت الفلكي هذا ربما أيضا لاحظوا احتياطا ثانيا غير احتياط أذان الإمساك لاحظوا احتياطا ثانيا في توقيت الأذان الثاني فتقدموا به حتى ما يدخل الفجر الصادق بزعمهم وبعضهم لا يزال يأكل فيُفطر ولئن كان هذا واقعا فهذا يدل على جهل بالغ لأنه هناك أمران كل منهما عبادة وطاعة فكما لا يجوز الاستمرار في الطعام والشراب بالنسبة للمتسحر حتى دخول الفجر الصادق كذلك لا يجوز الإنسان أن يصلي قبل الفجر الصادق فكل منهما عبادة فالخلاصة هذا الأذان الثاني يجب الواقع التثبت من كونه يؤذن في الوقت وعندنا شكوك كبيرة جدا للأمور التي ذكرناها ومع ذلك فهناك فسحة ورخصة صريحة في الحديث الصحيح فلو فرضنا أن هذا الأذان الثاني يؤذنه المؤذنون في الوقت الصحيح للفجر الصادق تأتي هذه الرخصة الكريمة حيث قال عليه الصلاة والسلام (إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) (إذا سمع أحدكم النداء) يعني الثاني أما الأول (فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم) أما الأذان الثاني فحتى تأخذ حاجتك (إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) ففي هذا رخصة أن يستمر الصائم في الطعام حتى يأخذ حاجته ما يجعله تسلية, ما يقعد مثلا يتفكر أو يفصص بذر مثلا بحجة أنه (حتى يقضي حاجته منه) لا هذا ليس مما له فيه حاجة, هذا من باب التسلية فالحديث صريح (إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده) الذي يأكل أو يشرب منه (فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه)

عيد عباسي: ... .

الشيخ: آخر سؤال.

عيد عباسي: طيب.

 

(260/18)

 

 

«ما هو حد الابتعاد عن الزوجة في يوم الصيام وماذا يجوز للصائم مع زوجته؟»

عيد عباسي: ما هو حد الابتعاد عن الزوجة في يوم الصيام وماذا يجوز للصائم مع زوجته؟

الشيخ: هذا سؤال هام والجواب عليه يختلف عليه اختلاف الأشخاص بين أن يكون شابا ولا سيما إذا كان حديث عهد بعرس وبزواج وبين أن يكون كهلا أو شيخا فانيا فالأول من باب الحيطة والحذر يبتعد عن حلاله وعن زوجته وعن كل الأسباب التي قد توقعه في المحرم عليه ألا وهو الجماع لأن السّيدة عائشة رضي الله عنها التي تروي بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل نساءه وهو صائم تقول " وأيّكم يملك من إربه ما كان يملك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " فهذا نوع من المباشرة التقبيل مثلا فالتقبيل بالنسبة للرجل الكهل أو الشيخ ... .

 

(260/19)

 

 

«ذكر فوائد حديث: وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش والتفحش وإياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح»

السائل: ... في موضوعه إن شاء الله , الفائدة الثانية عشرة فيه في الخبر فضل الكلام الحسن والخلق الحسن والإحسان إلى الفقراء وإطعامهم وأنه من صفات المسلم الحق كما ورد ذلك في موضعه, الفائدة الثالثة عشر في الخبر فضيلة إطالة القيام والدعاء في الصلاة وأن الصلاة التي يتوفّر فيها ذلك هي أفضل الصلاة, الفائدة الرابعة عشر فيه لفت نظر للمسلمين إلى أهمية إصلاح النفس وأنها قبل كل إصلاح فأفضل أنواع الهجرة هجرة النفس من الكفر والعصيان إلى الإيمان والطاعة وأن هذا يجب أن يتحقق قبل الهجرة الخارجية من بلاد الكفران إلى بلاد الإسلام بل قد لا تجد الهجرة في بعض الأحيان حينما يكون المسلم في بلد إسلام فما يجب عليه الهجرة الأخرى التي هي هجرة ما نهاه الله عنه إلى ما أحبه ورضيه هي الواجبة على كل مسلم في كل زمان وهي الهجرة الباقية إلى يوم القيامة, الفائدة الخامسة عشر فيه أن أفضل المجاهدين من قتل فرسه ثم استشهد فأريق دمه في سبيل الله وفي هذا تأييد للقاعدة الشرعية المشهورة القائلة الأجر على قدر المشقة وهي مأخوذة من قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في مناسبة الحج (إن أجرك على قدر نصبك) أو كما قال عليه السلام كما أن فيه الحث على الجهاد والإستبسال وبذل النفس والنفيس في سبيل الله عز وجل هذه أرفع المنازل ونعرف ونذكر حديث الني صلى الله عليه وسلم الآخر عن معاذ بن جبل الذي يرويه معاذ وفيه قوله عليه الصلاة والسلام (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) فلا شك أن الجهاد أعلى درجات الإسلام وأجره أيضا بأعلى الأجور فلذلك أفضل الناس كما قال عليه الصلاة والسلام من قتل فرسه وأريق دمه, الفائدة السادسة عشر وأكتفي بها لأننا أطلنا وسنستمع إلى قصيدة لأخينا خير الدين, السادسة عشر فيه استعمال العرب أنواعا من المجاز كحذف المضاف ومثاله هنا قول عمرو إني لربع الإسلام أي لربع أهل الإسلام وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام أفضل؟ يريد بذلك أي أهل الإٍسلام أفضل فأتى الجواب كما رأينا وأكتفي بهذا وإلى صفحة أخرى في مناسبة أخرى إن شاء الله والحمد لله رب العالمين إذا فيه سؤال عن الحضر قبل أن نستمع إلى القصيدة فلا بئس وإلا فلنستمع.

 

(261/1)

 

 

«شرح حديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره: قال المصنف رحمه الله: " وعن محمد بن خالد عن»

الشيخ: سبق آنفا قال وعن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز و جل) رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ومحمد بن خالد لم يرو عنه غير أبي المليح الرقي ولم يرو عن خالد إلا ابنه محمد والله أعلم ومعنى هذا التخريج أن إسناد هذا الحديث ضعيف لكنه صحيح لغيره كما هو مبين عندي في الصحيحة برقم تسع وتسعين وخمس مئة وألفين ونكتفي الآن بهذا المقدار لأن وقت العشاء قرب فلابد عند بعضكم بعض الأسئلة كي نتوجه إلى الإجابة عليها.

 

(261/2)

 

 

«في صحيح مسلم عن سعيد ابن جبير أن قريبا لعبد الله بن مغفل خذف فنهاه وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال: (إنها لا تصيد صيدا ولا تنكأ عدوا ولكنها تكسر السن وتفقأ العين) فعاد فقال

السائل: ذكر السائل حديث نهيه صلى الله عليه وسلم عن الخذف وأنه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو وحديث بن المغفل أن ابن له خذف فنهاه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال كذا ثم عاد فقال أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم أعدت تخذف لا أكلمك أبدا السؤال هل يفهم من هذا الحديث جواز المقاطعة والهجر مع أنه ورد النهي عنهما في أحاديث أخرى؟

الشيخ: هذا السؤال لا يجب كأن السائل لم يحضر درسا من دروسنا السابقة يجب أن يذكر هو ومن كان على شاكلته أن الهجر على وجهين, هجر المسلم لأخيه المسلم على وجهين الوجه الأول هجر من حضّ النفس أو من باب "تفشيش خلق" إنسان يسيء إليه آخر إساءة ما يستحق علهيا المقاطعة الآتي بيانها في النوع الثاني وإنما هو لم يتعمد هذه الإساءة فهجره فهذا الهجر لا يجوز في الإسلام ولكن ربنا عز وجل رأفة بعباده سمح بهذا الهجر لمدة ثلاث ليال فقال عليه الصلاة والسلام (لا يحل لرجل مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا عن هذا وهذا عن هذا وخيرهما الذي يبدأ أخاه بالسلام) هذا النوع من الهجر محرم بإستثناء الثلاث ليالي قال من باب التنفيس عن هذا الإنسان الذي بلغه شيء من أخيه المسلم فهجره يهجره ليلة ليلتان ثلاثة ثم بعد لا يجوز لك هذا الهجر حرام بنص هذا الحديث وغيره أما النوع الآخر من الهجر فهو الهجر في سبيل الله عز وجل, هجر لله هجر لتربيته لأنه قد يكون شذّ في مسألة أو في قضية أو في كلمة فيرى الرجل المؤمن الصادق أن هجر هذا الإنسان لتأديبه هو أمر لابد منه من هذا النوع كان هجر الصحابي الجليل عبد الله بن المغفل لإبنه حينما قال الإبن ماذا؟

السائل: نهاه عن الخذف

الشيخ: عبد الله بن المغفل روى لإبنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخذف الخذف هو رمي الطير مثلا بالحجر بالإصطلاح الشامي ... مثلا فهذا الحجر لما يصدم الطير بيصدمه صدم بيومته لا يجرحه هذا الخذف نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصحيح, ابن عبد الله بن المغفل لم ينتهي فقال له أن أروي لك عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه نهى عن الخذف ثم أنت تعود إلى الخذف فهجره هذا الهجر ليس انتصارا للنفس وإنما انتصار للشرع لحرمات الله عز وجل هذا الهجر هو أمر جائز, من هذا القبيل تماما لما روى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لأحد أولاده قول النبي صلى الله عليه وسلم في ما معناه " إئذنوا للنساء بالخروج إلى المساجد بالليل " قال والله لا نأذن لهن هو معه بعض الحق في هذا لأنه رأى من يومئذ رأى إنحراف النساء عن الزي الإسلامي النظيف الطاهر الذي كان عليه النساء الأول يريد أن يقول نعم هو كما تقول عن الرسول عليه الصلاة والسلام لكن هذا الحكم لا يصلح تطبيقه الآن هذا هو قصده وإن كان قصده فيه نظر لكن فيه فرق بين هذا المثال والمثال السابق المثال السابق نهى عن الخذف وهو يخذف, أما هنا لما سمع أن أباه يروي عن الرسول الأمر بالإذن للنساء بالخروج إلى المساجد بالليل وقت فتنة وقت ظلمة خاصة في تلك الأيام كيف نسمح لنسائنا وهناك الفساق والفجار يتحرشون بهن قال إئذن قال والله لا نأذن لهن, قال أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا نأذن لهن والله لا كلمتك أبدا ومات ولم يكلمه أبدا هذا هجر لله وانتصار لأحكام الله ولحرمات الله هذا النوع جائز وعلى ذلك جاء هجر الثلاثة الذين خلفوا في القصة المعروف خبرها في القرآن مختصرا وفي الصحيحين مفصلا وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

سائل آخر: سؤال أخير إذا هجره ثلاثة أيام وما شافه بعدين يمكن يروح عنده على البيت؟

الشيخ: يكون هذا أطيب إذا كان هو ما نوى يقطع الهجر ما فيه عليه إثم لكن الأطيب والأحسن مثل ما قلت يروح عنده على البيت.

 

(261/3)

 

 

«بدأ الشيخ الألباني درسه بخطبة الحاجة

الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(261/4)

 

 

«شرح وتخريج أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الجنائز باب الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره: قال المصنف رحمه الله: " وروي عن بري»

الشيخ: وصل درسنا الأخير إلى الحديث إلى الحديث ذو الرقم إثنين وعشرين من مطبوعتي وهو الذي يبتدأ بقوله عن محمد بن خالد عن أبيه وكان هو الحديث الأخير من الأحاديث الصحيحة والآن نتابع قراءة ما ثبت في الباب وفي الكتاب دون ما ... فبيانا أقول الحديث الذي يلي الحديث السابق ضعيف جدا وكذلك الذي يليهم وكذلك الذي بعده وهو قول روي عن بن عباس إلا أن هذا ضعيف فقط الآن نبدأ بالحديث الصحيح وما يتلوه منها.

 

(261/5)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها»

الشيخ: قال المؤلف رحمه الله وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه) رواه البخاري ومسلم ولفظه (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفّر به من سيئاته) ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة وحده وفي رواية له (ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا يحتسبها إلا قص بها من خطاياه يوم القيامة).

" النصب التعب , الوصب المرض " هكذا يفسر المؤلف رحمه الله هاتين اللفظتين الغريبتين من النصب والوصب لكن في بهض كتب اللغة تفسير الوصب بما هو أخص من المرض من مطلق المرض أي الوصب هو المرض الملازم ليس المرض الذي يحل ثم ينقضي ويزول لا , إنما هو المرض الملازم والذي يستمر بصاحبه المبتلى به ولعل المرض بالمعنى المطلق ها هنا هو الأنسب بسياق الحديث أي المعنى الذي فسر المصنف لفظة الوصب به وهو المرض المطلق هو الأولى بسياق هذا الحديث لأنه ذكر فيه أشياء ترتاب المسلم ولا تلازمه كالهم وكالشوكة يشاكها فيقابل هذا المرض الذي يصيبه وليس من الضروري أن يلازمه وفي هذا الحديث كالأحاديث السابقة وما يأتي بمعناها بيان فضيلة البلاء الذي يصيب المسلم وأن هذا البلاء مهما كان صغيرا فهو يعود بالخير الكثير على صاحبه ولكن هنا شيء لابد أن نذكر به وأن يلاحظه من أصيب بشيء من هذه البلايا والأمراض وهو ما نصت عليه رواية ابن ابي الدنيا حيث قال يحتسبها يعني ليس يتحمل المرض وهو ضجر متأفّف بل متألي على الله وجريء على الله فيعترض ويقول كما ينقل عن بعض اليهود حينما يصاب أحدهم بقريبه أو ولده من الإعتراض على إماتة ربه إياه, فالمسلم ينبغي إذا أراد أن تعود هذه المصائب التي قد يصاب بها خيرا له بالنسبة إليه فلابد من أن يحتسب ذلك عند ربه حتى ينتفع بذلك إما تكفير سيئات وإما زيادة حسنات وإما رفع درجات وكل ذلك مما جاء ذكره في أحاديث تأتي إن شاء الله أما في هذا الحديث ففيه بيان أن الله عز وجل يكفَر له بسبب تلك المصائب من خطاياه لكن في بعض الأحاديث (ما من مسلم يشاك شوكة إلا حط الله عنه بها سيئة ورفع له بها درجة وكتب له بها حسنة) الفوائد التي يجنيها الإنسان من صبره على الأمراض والمصائب التي تصيبه هي من هذه الأنواع الثلاثة إما زيادة حسنات وإما تكفير سيئات وإما رفع درجات, فينبغي أن نلاحظ هذه الجملة التي تقيد وتبين أن هذه الكفارة المذكروة في هذا الحديث إنما هي خاصة بمن ابتلي بشيء من ذلك وهو يحتسب ذلك من المصائب حيث قال في الرواية الأخيرة (ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا يحتسبها إلا قص بها من خطاياه يوم القيامة) ومثل الشوكة الهم يهمه الإنسان, هذا فضل من الله عز وجل مجرد ما همه شيء أن الله عز وجل يكفر عنه ما يناسب همه من الخطايا والآثام.

 

(261/6)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن أبي بردة رضي الله عنه قال كنت عند معاوية وطبيب يعالج قرحة في ظهره وهو يتضرر فقلت له لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليه فقال: ما يسرني أني لا أجده سمعت رسول الله صلى»

الشيخ: الحديث الذي بعده صحيح أيضا وهو قوله وعن أبي بردة رضي الله عنه قال كنت عند معاوية وطبيب يعالج قرحة في ظهره وهو يتضرر فقلت له لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليه فقال ما يسرني أني لا أجده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من مسلم يصيبه أذى من جسده إلا كان كفارة لخطاياه) رواه ابن أبي الدنيا وروى المرفوع منه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (ما من شيء يصيب المؤمن في جسده ويؤذيه إلا كفر الله به عنه من سيئاته) و رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما وهذا الحديث تأكيد لما في الحديث السابق عن أبي سعيد وأبي هريرة إلا أن هنا جملة وهي أن معاوية رضي الله عنه لما جاءه الطبيب يعالجه في ظهره بسبب القرحة رآه بعض الحاضرين وهو أبو بردة يتضرر يعني يتململ يتألم فقال له أبو بردة لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليهم وأنت طبعا لست شابا بل أنت كاهل وربما كان شيخا وثم أنت أمير المؤمنين فأنت في منصبك هذا وفي سنك هذا تتضرر يعني تظهر على نفسك أنك تتوجع من هذه المعالجة ومن هذا المرض فما كان جواب معاوية رضي الله عنه قال " ما يسرني أني لا أجده " كأنه يقول لا يفرحني أن لا أجد هذا المرض هذا الذي أتضرر به يعني لا أتمنى أن لا أصاب به ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه أن الله يكفر عن الإنسان بسبب مرضه من سيئاته وخطيئاته.

 

(261/7)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها) رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم (ل»

الشيخ: الحديث الذي بعده صحيح أيضا كما يدل على ذلك التخريج قال وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها) رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم (لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته) وفي أخرى (إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة) في هذه الرواية زيادة على ما سبق من الروايات أن الله عز وجل يرفع له بهذه المصيبة درجة أيضا بالإضافة إلى أنه يحط عنه بها سيئة وخطيئة قال وفي أخرى له يعني مسلم (قال دخل شاب من قريش على عائشة رضي الله عنها وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب فقالت لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة) هذا كالأحاديث السابقة بل رواية من روايات مسلم فيها أن الله عز وجل بالإضافة إلى أنه يحط من سيئات هذا الذي يصاب بمصيبة ما أيضا يكتب له بها درجة, إلا أن في قصة عائشة مع أولئك الناس تنبيه وتربية للمسلمين فيما إذا وقع بين أيديهم مثل هذه الحادثة حيث أنه في كثير من الأحيان يصاب أحدهم بمصيبة فيضحك لها أصحابه الذين من حوله دون أن يلاحظوا أن هذا الإنسان بما أصيب به فذلك خير له فمما يضحكون إذا؟ فمعنى هذا التنبيه من السيدة عائشة أنه ليس من أدب المسلم مع أخيه المسلم أنه إذا رأى أخاه المسلم تصيبه مصيبة أن يضحك لا, أو أن يفرح ويسر من باب التسلية بل عليه أن يتذكر أن هذا خير أراده الله عز وجل بهذا المسلم فقدر عليه تلك المصيبة فلا ينبغي أن يقابلها بالضحك والمرح.

 

(261/8)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) رواه الترمذي»

الشيخ: ثم الحديث التالي صحيح أيضا وهو قوله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) في هذا الحديث نوع جديد من الإخبار ومن البشائر بالنسبة للمسلم الذي لاتزال المصائب والبلايا تنتابه و تصيبه فإذا كان شأن المسلم كذلك فمعنى ذلك أنه بشارة من الله عز وجل أنه إذا صبر على ذلك وتلقى تلك المصائب برضى واحتسبها عند الله عز وجل أن يلقى الله عز وجل وليس عليه خطيئة الأحاديث السابقة كلها تدندن حول أن المصيبة يقابلها تكفير سيئة ورفع درجة أما هذا الحديث فيعطينا معنى جديدا وهو أن المسلم إذا استمر البلاء نازلا فيه على اختلاف أشكاله أنواعه, في ماله أن ينقص ماله, أن يحترق أن يسرق, وأن يصاب بأولاده إما موتا وإما مرضا يكلفه التعب والنصب وراء معالجته كل ذلك يكون سببا بأن تمحى عنه خطاياه كلها فيلقى الله عز وجل وليس في صحيفته خطيئة.

 

(261/9)

 

 

«بيان خطأ قول العامة: " المال الحلال لا يغرق ولا يحرق ".»

الشيخ: وفي هذه المناسبة أقول لما ذكر في هذا الحديث أنه يصاب في ماله فينبغي أن تعلموا أنما يقال أن المال الحلال ما بيغرق ولا بيحرق هذا الكلام غير صحيح شرعا, لأن ذهاب المال وغرقه وسرقته كل ذلك نوع من أنواع البلاء الذي يصاب به المسلم فيكتب له هذا الثواب وهذا الأجر, فليس ينبغي أن نقول المال الحلال ما بيغرق ولا بيحرق هذا كلام جهال بطبيعة الحال والله عز وجل يقول في الآية المعروفة ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)) فالصابرون يصابون في أموالهم أيضا وليس معنى أنهم إذا أصيبوا في أموالهم تكون أموالهم محرمة مكتسبة بطرق غير مشروعة لا, هذا لا تلازم بين الأمرين أبدا فقد يحرق مالال الحلال وقد يصان المال الحرام كل ذلك إبتلاء من الله عز وجل كما قال ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة)) أي إمتحان من الله يكون بالخير ويكون بالشر فإذا فرضنا مثلا وهذا في الواقع مما يفتتن به كثير من الناس ثم لا ينجحون في فتنتهم وإبتلائهم قد يقع حريق مثلا فتحترق دكان ولا يحترق التي بجنبها ثم تحرق التي بجنبها الآخر فيظن بعض الناس التي سلمت ماله حلال والتي احترقت من اليمنى واليسرى مالها حرام هذا ليس بصحيح إطلاقا قد يكون العكس تماما قد تكون الدكان التي احترقت مالها حلال وهذا إبتلاء من الله وقد يكون الدكان التي لم تحترق مالها حرام مئة في المئة ولم تحترق هذا من جملة الإبتلاء بالخير والشر, لذلك لا يذهب بال أحدكم إلى أن إحتراق المال دليل على أنه اكتسب بالطريق الحرام أو عدم احتراقه دليل على أنه اكتسب بطريق حلال كل ذلك لا يطرد قد يكون هكذا وقد يكون هكذا.

 

(261/10)

 

 

«قال المصنف رحمه الله: " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة بماله أو في نفسه فكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقا على الله أن يغفر له) رواه الطبراني و»

الشيخ: أما الحديث الذي يلي الحديث السابق وهو عن بن عباس فهو حديث موضوع والذي يليه عن أنس ضعيف والذي يليه عن بشير بن عبد الله ضعيف جدا والذي يليه عن أبي سعيد شاذ.

 

(261/11)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (وصب المؤمن كفارة لخطاياه) رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح الإسناد ". شرح الحديث الأخير»

الشيخ: أما الحديث الآتي فهو صحيح وبه ننهي هذه الأحاديث في هذه الليلة وهو قوله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (وصب المؤمن كفارة لخطاياه) رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح الإسناد وهذا كأنه مختصر من الحديث الأول الذي هو كان عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب) قال في آخره (إلا كفر الله له بها من خطاياه) هنا لخص ذلك قال (وصب المؤمن كفارة لخطاياه) وفيما بعد إن شاء الله أحاديث أخرى نأتي بتلاوة ما تيسر منها وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين والآن نسمع ما عندكم من أسئلة.

 

(261/12)

 

 

«هل يجوز دفن الشهيد في المسجد إذا كان معروفا بالتقى والاستقامة، وهل يجوز رثاء الميت أو الشهيد بأبيات من الشعر؟ والكلام على مسألة بناء المسجد على قبر أو وضع القبر في المسجد أيهما يزال والتنبيه على إطلا»

السائل: هل يجوز دفن الشهيد في المسجد إذا كان معروفا بالتقى والإستقامة وهل يجوز رثاء الميت أو الشهيد بأبيات من الشعر؟

الشيخ: أما الشطر الأول من السؤال فذلك أمر يحرم في الإسلام, دفن الشهيد في المسجد لو كان مشروعا لكان أولى بهذا المشروع دفن الأنبياء ومن المعلوم بطريق التواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه حرم تحريما شديدا دفن الأنبياء والأولياء والصالحين في المساجد لأنه لما ذكر بين يديه صلى الله عليه وسلم من أم سلمة وأم حبيبة وكانتا من المهاجرات للحبشة فلما رجعن وذكرن أمام الرسول عليه السلام كنيسة رأتاها في الحبشة وذكرتا من حسن وتصاوير فيها فقال عليه الصلاة والسلام (أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله تبارك وتعالى) وقال في حديث آخر في الصحيحين أيضا (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وفي حديث آخر (لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) والأحاديث كما أشرت في هذا المعنى متواترة وقد كنت جمعت قسما طيبا منها في كتاب خاص في هذه المسألة المسمى ب" تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " فإذا كان الرسول عليه السلام يلعن من قبلنا بسبب أنهم بنوا مساجدهم على قبور أنبيائهم فإنما فعل ذلك تحذيرا لنا كما قالت السيدة عائشة في حديثها في الصحيحين بعدما روت الحديث السابق (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قالت " يحذر ما صنعوا " الرسول صلى الله عليه وسلم حذر في هذه الأحاديث التي لعن فيها اليهود بسبب بنائهم المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم حذر من ذلك ولكن جاء حديث خاص بهذه الأمة لأنه وجد فيها من يتأول تلك الأحاديث أنه لا علاقة لنا بهذه الأحاديث أولئك هم اليهود وأولئك هم النصارى فلعنوا بسبب بنائهم مساجد على قبور أنبيائهم والصالحين أما نحن فلا بأس من أن نفعل ذلك من باب التبرك زعموا فجاء الحديث الصريح ليخص هذه الأمة أيضا بذلك الحكم من المنع حيث قال عليه الصلاة والسلام (شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد) هنا ما فيه مجال أن يقال هذا الخبر عن اليهود هذا خبر خاص في هذه الأمة فإنها آخر الأمم كما صح ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم إذن لا يجوز دفن الشهيد في المسجد لأن الرسول عليه السلام منع منعا باتا وكان ذلك من باب سد الذريعة حتى لا يصاب المسلمون بما أصيب به من قبلهم من أهل الكتاب من الغلو في من يدفنونهم من الصالحين في مساجدهم ونحن مع الأسف الشديد نرى أن هذا الذي خشيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه أن تصاب الأمة به قد وقع في مثله فنحن على الرغم من أننا نقرأ في كتاب ربنا ((وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)) فنحن ندعوا مع الله من يدفن في مساجدنا اليوم وأكبر مثال على ذلك المسجد الكبير في دمشق مسجد بني أمية فهناك تجدون القبر المزعوم قبر يحي عليه السلام هو ... لقضاء الحوائج لأولئك الناس الذين لم يفهموا التوحيد بعد فهم بدل أن يقصدوا هذا المسجد وغيره بعبادة الله وحده ودعائه وحده فهم يأتون من أجل هذا النبي المدفون بزعمهم هناك يطلبون منه ما يطلبون من الله عز وجل أوما يطلب المؤمن من الله عز وجل, فالمفسدة التي خشيها الرسول صلى الله عليه وسلم من دفن الأنبياء والأولياء في المساجد قد لمسناها لمس اليد في هذا الزمن وما قبله, لذلك فلا يجوز بناء مسجد على قبر ومثله لا يجوز إدخال قبر في مسجد لأن النتيجة واحدة ولا فرق بينهما إلا في مسألة ليس لها علاقة بما نحن فيه المسجد سواء بني على القبر أو أدخل إليه قبر فكل ذلك حرام, وكل ذلك يجعل الصلاة في هذا المسجد محرمة لكن الفرق بأن يكون المسجد بني على القبر أو أن يكون القبر أدخل المسجد من جهة أخرى وهي كما قال بن القيم رحمه الله لا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر فإذا وجد بجهل أو بهوى أو ما شابه ذلك من الأغراض الغير مشروعة فلابد من إزالة أحدهما فمن الذي يزال المسجد أم القبر؟ ينظر أيهما كان الطارئ على الآخر يعتبر معتديا فيزال المعتدي إن كان القبر موجودا فبني عليه المسجد أزيل المسجد , وإن كان المسجد سابق للقبر ثم أدخل القبر أزيل القبر وهذا الإعتداء واضح جدا ماديا لأنه إن كان مسجدا بني من قبل فهذا المسجد موقوف للصلاة لصلاة المسلمين فيه فحينما يبنى القبر في هذا المسجد فبسبب القبر يحتجر ويحتجز في مكان متر أو مترين في مترين أو أكثر من ذلك فهذا المكان يذهب سدى لا يتمكن المسلمون من الصلاة فيه ويكون هذا ظلم من القبر طبعا القبر ليس مكلّفا ولكن الذين فعلوا ذلك هم المعتدون هم الباغون هم الظالمون فهم مكلفون بإزالة هذا الظلم وهذا البغي بإعادة المسجد على مكان عليه سابقا وإن كان العكس هناك قبر ولا شك أن هذا القبر يكون على السنة أي جعل القبر في مقبرة من مقابر المسلمين فهذه المقبرة وقفت لدفن الموتى لا للصلاة فحينما يبنى على هذا القبر مسجد سواء كان صغيرا أو كبيرا فهذا المسجد سيأخذ أماكن عديد من القبور في هذا ظلم وتحجير وتضيق لدائرة المقبرة يكون ذلك ظلم لذلك أي الأمرين كان قبل الآخر المسجد أو القبر أزيل وأبقي الأقدم هذا مع أننا نلاحظ اليوم أن كلمة الشهيد صارت مبتذلة صارت رخيصة الثمن حتى وصل الأمر إلى أن شخصا قتل آخر ظلما وبغيا فاغتيل هذا القاتل فاعتبر شهيدا فأصبحت الشهادة اليوم مبذولة حتى أعطيت في تاريخنا اليوم مع الأسف لبعض الكفار من النصارى وما يخفى وما نسيتم أظن مدرسة جون جمال هذا شهيد أعطيت الشهادة ليس لمسلم فاسق فقط بل لمن لا يؤمن بالله ورسوله لذلك يجب أن لا ننطلق في إطلاق هذه الكلمة التي لها وزن خاص في الشريعة الإسلامية نطلقها على كل إنسان بدى لنا أنه مات شهيدا ويعجبني في هذا الصدد حديث في إسناده رجل سيء الحفظ و هو عبد الله بن لهيعة قال لو لا ذلك لكان حديث صحيحا حديث يرويه عن الرسول عليه السلام " رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته " هذا الحديث وإن كنت أذكره لكم مع بيان علته لكن معناه صحيح جدا " رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته " لماذا؟ لأن كثير من المقاتلين في سبيل الله عز وجل ظاهرهم أنهم خرجوا للجهاد في سبيل الله لكن باطنهم قد دلت حوادث كثيرة أن بعضهم كان يخرج ليس للجهاد في سبيل الله, ظاهره هكذا لكن قصده كان إما السلب والنهب وإما الحصول على امرأة كانت هناك في البلدة التي خرج الجيش الإسلامي لغزوها فكان له هدف الحصول على تلك المرأة هذا يفسد على هذا المسلم جهاده وليس له من عمله إلا ما نواه فاليوم الشهيد أين هو؟ نتمنى نحن أن نكون في حياة إسلامية حتى نقدم من الشهداء ما شاء الله عز وجل لكن مع الأسف هذا مما ابتلي به المسلمون اليوم بحيث لا يوجد إلا ما قل في أفراد بعض البلاد الإسلامية كما نسمع وإلا فليس هناك شهداء لأن الشهيد هو الذي يخرج للجهاد في سبيل الله وتحت راية إسلامية وهذا لا وجود له االيوم مع الأسف الشديد, لذلك فلفظة الشهادة اليوم إسم بدون جسم لا حقيقة لها فيجب أن نكون على تذكر بهذه الحقائق. غيره؟

السائل: رثاء الميت

 

(261/13)

 

 

«تتمة الجواب عن الشطر الثاني من السؤال وهو قوله: وهل يجوز رثاء الميت أو الشهيد بأبيات من الشعر؟»

الشيخ: أي كان الشق الثاني من السؤال هذا الشق الأول هو دفن الشهداء في المساجد, الشق الثاني رثاء الميت هذا طبعا من محدثات الأمور وحقيقة كل ميت ما أجمل قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الميت (إنه مستريح أو مستراح منه) إما هو مستريح بما قدم من عمل فسيلقى مباشرة في القبر قبل الجنة جزاء عمله الصالح أو مستراح منه من شره وظلمه وبغيه فهذا المستريح ليس بحاجة إلى من ... ومن يثني عليه بنظم أو بنثر وأما المستراح منه فلن ينفعه ولو أجمعت الدنيا على وصفه على خلاف حقيقته ومن هنا نعلم أن من الإنحراف الكبير عن الشريعة أن يتصنع بعض الناس استخراج شهادة من بعض الحاضرين صلاة الجنازة على الميت بأن يشهدوا له بأنه رجل صالح فيقولون مثلا ما تشهدون لهذا الرجل؟ كأنه مهنة يعرف الحضور أنه إذا سأل السائل ما تشهدون ينبغي أن يكون الجواب صالح فكأنه إذا قال رجل صالح يتغير ما في اللوح المحفوظ حيث كان هناك طالح فإذا قال رجل صالح هذا من أعجب ما ابتلي به الناس بسبب غفلتهم عن الشريعة فالحقيقة ... أن له معرفة بذلك ولم ينكر ولم يوصي بأن تفعلوا كذا وكذا فهذا كله مخالف للشريعة فقد يصاب بشيء من هذه شهادة الزور. غيره؟

 

(261/14)

 

 

«ورد حديث في فقه السيرة قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي) وقد حسنتموه فماذا يستنتج من هذا الحديث هل يدل على وجوب أخذ الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أهل البيت ف»

السائل: سؤال ورد في كتاب فقه السيرة قوله صلى الله عليه وسلم (لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي) وقد حسنتموه فماذا يستنتج من هذا الحديث هل يدل على وجوب أخذ الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أهل البيت فقط أم ماذا؟

الشيخ: لقد ذهب السائل بعيدا في فهمه لهذا الحديث لأنه لو كان الحديث صحيح المعنى بهذا الذي ذهب إليه ذهنه لكان إجماع الأمة المسلمة على تلقي السنة عن كبار الصحابة كالخلفاء الراشدين وبقية العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم كانوا في ضلال مبين ولذلك ينبغي على طالب العلم إذا كان يريد أن يفهم حديثا ما أن يفهمه على ضوء ما جرى عليه المسلمون لهذا نحن نقول دائما وأبدا وهذا مثال يجب أن يضم إلى الأمثلة الكثيرة التي نمثل بها حينما نقول الدعوة الإسلامية اليوم يجب أن تؤخذ من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح فكلمة عمل السلف الصالح ضرورية جدا لأن ذلك يكون تقييدا وتوضيحا لبعض النصوص التي قد تخفى على بعض الناس فهذا هو المثال بين أيديكم (لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي) هذا لا يؤدي معناه يبدو آداءً مطلقا بينما معناه ضيق جدا وهو لا يؤدي عني ديوني والحقوق التي للناس علي هذا ومعنى الحديث وعلى ذلك تدل طرق هذا الحديث وهو كما نقل السائل حسّنته ذلك لأنني جمعت طرقه فتقوى الحديث بها وفيها التصريح بأن الرسول عليه الصلاة والسام قال ذلك بمناسبة وفاء الدين عنه إذا مات وعليه حقوق, ولذلك الإعتماد على هذا النص على عمومه والمسلمون جروا على نقيضه هذا لا يجوز إطلاقا ولا سيما وهذا الحديث مقيد بالمناسبة التي جاء فيها ذكره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. يؤذّن؟

السائل: يؤذّن نعم.

الشيخ: طيب, أظن هل ترون نبقى أيضا نبدأ الدرس بعد المغرب أو نجعله بعد العشاء؟ إذا الدرس الآتي إن شاء الله يبدأ الدرس بعد صلاة العشاء إن شاء الله.

 

(261/15)

 

 

«كلمة لبعض الإخوة حول إسلام الصحابي الجليل عمرو بن عبسة

السائل: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار شاء الله أن يتغيب أستاذنا حفظ الله في هذا الدرس بسبب ضعف في صوته عفاه الله عز وجل وقواه فأتحدث لكم في هذه الأمسية المباركة إن شاء الله عن صفحة أخرى من صفحات السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم هذا الحديث يتعلق بإسلام صحابي يكاد يكون مجهولا إلا من نفر من المشتغلين بعلم السنة والسيرة وقليل ما هم ذلك هو الصحابي عمرو بن عبسة أبو نجيح السلمي رضي الله تعالى عنه فحديثنا عن إسلامه وكيف كان وخبره مع النبي صلى الله عليه وسلم بينما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو إلى الإسلام ... دعوته الجديدة تتصبب إلى الناس في مكة وخارجها ويتهامسون بها فيما بينهم وكان ممن سمع بها في هذه المرحلة المبكرة رجل من بني سليم اسمه عمرو بن عبسة وكنيته أبو نجيح استقبلها بشوق بالغ ولهفة شديدة كأنما كان ينتظرها بفارغ الصبر ويحس بالحاجة إليها من أعماق نفسه, إنه أعرابي ذو فطرة سليمة وعقل راجح ونظر سديد رأى قومه يعبدون الأوثان ويقدسونها من دون الله تعالى يستغيثون بها ويلجؤون إليها ويدعونها رغبة ورهبة ويقدمون لها القرابين وتتحكم فيها سدنتها ذوي الطمع الجشع والإستغلال فلم يستسغ عقله هذه الترهات ولم يهضم فكره هذه الأباطيل وكيف يتقبل حال قومه الذين كانوا كما ذكر هو في رواية عنه إذا نزل أحدهم منزلا بحث عن أربعة أحجار يجعل أحسنها إلها يعبده وينصب الثلاثة الأخرى لقِدره ... , ولذلك إذا إكتمل الثالث يقال ثالثة ... يضرب بذلك مثلا إذا كان هناك أمر يحتاج إلى أشياء ناقصة فتكمل بآخرها فيقال ... الحجارة الثلاثة الخاصة التي توضع تحت القدر ليشعل تحتها النار يجعل الأحجار الثلاثة الباقية لقدره أحسنها لربه والأخرى لقدره ثم لعله يجد ما هو أحسن من الحجر الأول المؤلّه قبل أن يرتحل فيتركه ويأخذ غيره!! ولعله لقي في أسفاره بعض أهل الكتاب كما في الرواية السابقة فسمع منه عن قرب ظهور نبي يدعو إلى الله ويقوم الله به الملة المعوجة ويرد الناس إلى الحنيفية السمحاء لقد وقعت منه أخبر محمد صلى الله عليه وسلم موقع المطر الغزير على الأرض العطشة فعمد إلى راحلته دون إبطاء فهيّأها وانطلق بها إلى مكة إنه يريد أن يلقى هذا المنقذ ويجتمع به مباشرة ويسمع منه دون وسطاء ولو كلف ذلك مشقة ونصبا ثم رأينا ذلك في إسلام أبي ذر رضي الله عنه ويتشابهان وبينهما أيضا صلة كما سيأتي وشاء الله تعالى أن يلقاه في عكاظ حيث كان نازلا فيها آنذاك ولا ندري فلعلها كان وقتها موسم السوق المشهور اجتمع به بعد سؤال عنه وتلطف له ما أعرف سبب التلطف هذا لأن المشركين كانوا يلاحقون النبي صلى الله عليه وسلم بالإيذاء ويصدون عنه كل من كان يسأل عنه وأخذ يسأله من أنت؟ ومن أرسلك؟ ولماذا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبه بطمأنينة وثقة فدخل الإيمان إلى قلبه وأعلن لتوه إسلامه وشهد شهادة الحق وعاد ليسأل من معك يا رسول الله على هذا الأمر؟ فيأتي الجواب المتواضع حر وعبد نعم رجلان فقط أحدهما حر هو أبو بكر صديقه وحبيبه وبلال العبد الحبشي الأسود وإذ به ينال شرف السبق إذ به يكون رابع أربعة يؤمنون بدعوة الحق ويسأل أبو نجيح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم هل يأمره بأن يمكث معه أم يرجع إلى قومه فينشر فيهم دعوة الله ويدعوهم ويأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه ذلك أنه لا فائدة كبيرة ترجى من إقامته معه فالحرب على الدعوة معلنة وشديدة والعذاب ينتظر كل مؤمن ومسلم ويرجع عمرو إلى قومه وتمر السنين وهو يتلقى أخبار النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين فيعلم بهجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فيهاجر إليه ويجتمع به وينتهز فرصة فراغ الرسول صلى الله عليه وسلم مرة فيسأله أسئلة كثيرة عن الصلاة والوضوء والإيمان والهجرة والجهاد حيث كانت تدور في ذهنه ولا تجد جوابا ويسمع الجواب اليقين من النبي صلى الله عليه وسلم فتطمأن إليه نفسه ويعيه قلبه وينطلق أبو نجيح يبلغ الإسلام ويعمل له وينصره ويستقيم على أمره حتى يلقى ربه تبارك وتعالى في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه روى بعض كتب السنة خبره الطويل هذا على لسانه نفسه فأحببت أن أنقله لكم لتطالعوا بأنفسكم صفحة من صفحات الإسلام ... وتعيشوا مع أحد المؤمنين السابقين الذي نال شرفا عظيما حين يسر الله تعالى له أن يكون ربع الإسلام كما يقوله عن نفسه والمراد يقول كنت ربع الإسلام أي رابع أربعة سبقوا بالإسلام من الرجال وهم كما ذكرنا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال.

 

(261/16)

 

 

«شرح وتخريج حديث إسلام عمرو بن عبسة

السائل: لقد روى قصته الإمام أحمد في مسنده من تسع طرق ومسلم والنسائي وبن ماجه وابن سعد صاحب الطباقات من ست طرق وغيرهم وإسناد رواية أحمد الأولى حسن والثانية صحيح والرابعة حسن وبعضها ضعيف لكنها يتقوى بغيره ونفصل فيها تفصيلا وأما رواية مسلم في إسنادها بعض الضعف ولكنه يتقوى أيضا بما سبق من الروايات كذلك إسناد النسائي وابن ماجه وأما ابن سعد فروايته الأولى فصحيحة والثانية حسنة والثالثة ضعيفة والخامسة حسنة والسادسة فيها ضعف شديد والحديث بمجموع طرقه صحيح إن شاء الله وقد رأيت من المفيد أن أجمع هذه الطرق وأسوقها في سياق واحد فاعتمدت رواية الإمام أحمد الرابعة الجيدة الإٍسناد حيث أنها أجمع الروايات وأتمها ثم ضممت إليها زيادات من الروايات الأخرى مشيرا إليها أثناء الكتابة وهذا هو الحديث يقول كان عمرو بن عبسة يقول " لقد رأيتني وإني لربع الإسلام قال أبو أمامة الباهلي صحابي مشهور هو يروي الحديث عنه في بعض الطرق يقول له يا عمرو بن عبسة صاحب العقل عقل الصدق رجل من بني سليم بأي شيء تدعي بأنك ربع الإسلام؟ قال إني كنت رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية وأرى الناس على ضلالة وليسوا على شيء يعبدون الأوثان ولا أرى الأوثان شيئا ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارا بمكة ويحدث أحاديث فركبت راحلتي حتى قدمت مكة فسألت عنه وهو نازل بعكاظ فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخف وإذا قومه عليه جُرَآء أشداء فتلقفت له فدخلت عليه فسلمت فقلت ما أنت؟ فقال (أنا نبي الله) فقلت وما نبي الله؟ قال رسول الله (أرسلني الله) قال قلت آالله أرسلك؟ -يستحلفه- قال (نعم) فقلت فبأي شيء وبماذا أرسلك؟ قال (بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء وكسر الأوثان وصلة الرحم وتحقن الدماء و تؤمن السبل) -طبعا هذه بعض تعاليم الإسلام و هى كلها خير و مما يطمح إليها البشر في كل زمان و مكان- فقلت له نعم ما أرسل به و أشهدك أني قد آمنت بك و صدقتك يا رسول الله " هكذا نطلع أن بعض الناس فى نفوسهم صحاح و إخلاص ما أن يروا شيئا بسيطا من الحق حتى يصيروا معه و يوالوه و يناصروه بينما الذين في قلوبهم زيغ أو شبوهات تراهم و لو آتيتهم بآيات كثيرة يتطلبون الزيادة ولا يقبلون وذلك أن الأمر أمر النفس إن كانت مخلصة صالحة أو لا ثم قلت " يا رسول الله من أسلم معك على هذا الأمر؟ " قال (حر و عبد) و في رواية قال (معي رجلان أبو بكر و بلال) هكذا أيضا الداعية المخلص صادق مع نفسه و مع ناس لا يريد أن يبجل على الناس أو أن يصحبهم إلى أي طريق بناء على القاعدة المشهورة الغاية تبرر الواسطة لا و إنما هو صريح معه رجلان يقول معى رجلان لا أحد يقول ليس معي أحد كثير كثير هكذا الإخلاص و الصدق أساس من أسس الدعوة و هذا ما يجب أن يكون عليه الدعاة بالعكس ما نرى طائفة ممن يدعي العمل للإسلام تراهم يبيحون لأنفسهم من الكذب بحجة أن ذلك من مصلحة الدعوة و هيهات دعوة الحق و الصدق يلجأ إلى نصرتها بواسطة الكذب و التضليل قلت " ما الإسلام؟ قال (طيب الكلام و إطعام الطعام قلت ما الإيمان قال (الصبر و السماحة قلت أي الإسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه و يديه) -كما سيأتي أي الإسلام أفضل؟ أي المسلمين أفضل أو أي صفات الإسلام أفضل- قلت أي الإيمان أفضل؟ قال (خلق حسن) قلت أي الصلاة أفضل؟ قال (طول القنوت) -المراد بالقنوت هنا القيام في صلاة الليل حيث يطيل القيام كما ورد على النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ من طوال السور و يطيل فيها و إذا مر به تسبيح سبح و إذا مر به ذكر لنار استعاذ منها أو ذكر لجنة رغب إليها أو شيء مما فيها رغبة أو رهبة طلب ذلك من ربه عز و جل- قال قلت أي الهجرة أفضل؟ قال (أن تهجر ما كره ربك عز و جل) قال فأي الجهاد أفضل؟ قال (من عقر جواده و أهريق دمه) -جواده هلك و هو أيضا قتل في ساحة المعركة فى محاربة أعداء الله عز و جل- قلت إني متبعك أفأمكث أو تأمرني أن أمكث معك أو ألحق بقومي أم ما ترى فقال (ترى كراهة الناس لما جئت به قال إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي و حال الناس لكن ارجع إلى أهلك فامكث في أهلك حتى يمكن الله عز و جل لرسوله فإذا سمعت بي قد ذهبت فالحق بي -و في رواية- فإذا سمعتم بي قد خرجت مخرجي فأتني فيوشك الله تعالى أن يفي بمن ترى و يحي الإسلام) قال فرجعت لأهلي و قد أسلمت فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم مهاجرا إلى المدينة " طبعا هنا قيد للكلام أي فترة طويلة من الزمن فهو يحدث عما جرى معه فهذه السنين الطويلة التي مضت والرسول عليه الصلاة والسلام يكابد فيها من يكابد لا يعرف خبرها وبذلك انتقل مع ما جرى معه مع هذه المدة الطويلة حين سمع بهجرة النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة قال " فرجعت إلى أهلي و قد ... خرج رسول الله عليه و سلم مهاجرا إلى المدينة فجعلت أتخبر الأخبار و أسأل الناس حين قدم إلى المدينة حتى جاء ركبه -و في رواية- حتى قدم علي نفر من أهل يثرب فقلت ما فعل هذا الرجل المكي الذي آتاكم؟ - لا يريد أن يظهر أنه من أتباعه أو أنه مسلم خشية أن يكتموا عنه هكذا يكنيه- ما فعل هذا الرجل المكي الذي آتاكم؟ قالوا أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك و حيل بينهم و بينه ذلك و تركنا الناس إليه سراعا -يعني الناس فى المدينة يقبلوا على دينه بسرعة- قال عمرو بن عبسة فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة فدخلت عليه فقلت يا رسول الله أتعرفني؟ قال (نعم ألست أنت السلمي الذي أتيتني مكة و سألتني عن كذا و كذا فقلت لك كذا و كذا) فقال قلت بلى فاغتنمت ذلك المجلس و علمت أن يكون ذلك الدهر أفرغ قلبا لي من ذلك المجلس -كما يقال الجو واتاه إي نعم و ينتهز المسلم الفرص في استعمالها للخير- فقلت يا رسول الله جعلني الله فداك علمني مما علمك الله عز و جل و أجهل لا يضرك و ينفعني الله عز و جل به -سؤاله إذا يتصف سيسأل عن أمور فيها تتصف بهذه الصفات هى لا تضره إذا أخبرها بها و ينفع الله عز و جل بها السائل و يتعلم مما علمه الله- قال هل من الساعة أفضل أو أقرب من الأخرى و هل من ساعة يتقى فيها فقال (لقد سألتني عن شيء لم يسألني عليه أحد من قبلك نعم جوف الليل الآخر أفضل إن الله عز و جل يتجلى في جوف الليل فيغفر إلا ما كان من الشرك و البغي) -هذا الحديث ورد في روايات أخرى أيضا و جمعها شيخ الإسلام بن تيمية و تحدث عنها بفقه واسع في كتابه المشهور في حديث النزول- فقال (إلا ما كان من شرك و بغي فصلي ما بدا له فإنها مشهودة محضورة متقبلة مكتوبة حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر فلا صلاة إلى ركعتين -ركعتي السنة ثم الفريضة وفي رواية- و إذا صليت صبحا فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس و ما دامت كأنها جحفت حتى تتنتشر فإذا طلعت فلا تصلي حتى ترتفع) من جحف الترس (فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار فإذا طلعت قيد رمح أو رمحين فصلي فإن الصلاة محضورة متقبلة مكتوبة حتى يستقل الرمح بالضل ثم صلي ما بدا لك حتى يقوم العمود على ضله -هذا وقت الزوال- ثم انتهي حتى تزول الشمس حتى يعتدل النهار فإذا اعتدل النهار فاقتصر حتى يستوي العمود على ظله ثم أقصر عن الصلاة حتى تزول الشمس فإتها حينئذ تسجر جهنم فإذا كان كذلك فأمسك عن الصلاة حتى تميل فإذا فاء الظلّ الفيء فصلّي أو صلي ما بدا لك حتى تصلي العصر ثم انتهي حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان و تطلع بين قرني شيطان فإن الصلاة مشهودة محضورة مكتوبة حتى و حينئذ إنها تغرب بين قرني شيطان و حينئذ يسجد لها الكفار فإذا رأيتها غربت حمراء فإنها حجفة فأقصر) قلت يا نبي الله أخبرني عن الوضوء؟ قال (ما منكم من أحد يقرب وضوءه -الوَضوء هو الماء الذي يتوضأ به و الوُضوء هو فعل الوضوء- فإن العبد إذا توضأ فغسل يديه خلت خطياه من بين يديه ثم يتمضمض و يمج و يستنشق و ينتفخ إلا وخرجت خطياه من فمه و خياشيمه مع الماء حين ينتفخ ثم يغسل وجهه كما أمره الله تعالى إلا خرجت خطياه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرجت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا خرجت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء, ثم يغسل رجليه إلى الكعبين كما أمره الله عز و جل إلى خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء, ثم يقوم إلى الصلاة و هو و قلبه و وجهه أو كله نحو الوجه إلى الله عز و جل فيحمد الله عز و جل و يثني عليه و يمجده بالذي له هو أهل و يفرغ قلبه لله ثم يركع ركعتين إلا خرج من ذنبه كهيئته يوم ولدته أمه من الخطايا) فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم " لما سمع أبو أمامة بفضائل صلاة الركعتين بهذه الكيفية قال " يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول أسمعت هذا من رسول صل الله عليه و سلم أيعطى هذا الرجل كله في مقامه أيعطى هذا الرجل كله في مقامه؟ قال فقال عمرو بن عبسة يا أبا أمامة لقد كبرت سني و رق عظمي و اقترب أجلي و ما بي حاجة أن أكذب على الله عز و جل و لا على رسوله لو لم أسمعه من الرسول صلى الله عليه و سلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا لقد سمعته سبع مرات أو ثمانية أو عشرة أو عشرين أو أكثر من ذلك ما حدثت به " أي لو لم أسمعه بهذه الأعداد الكثيرة ما حدثت به إلى هنا ينتهي الخبر الذي نقلته من مسند الإمام أحمد.

 

(261/17)

 

 

«فوائد حديث إسلام عمرو بن عبسة

السائل: ننتقل إلى فقه هذا الخبر أولا فيه منقبة ضاهرة لهذا الصحابي الكريم حيث كان منذ الجاهلية ثم عقل رشيد و تفكير سليم و شخصية قوية و إخلاص في طلب الحق فلم يرض عبادة الأصنام و لا تعظيم الأوثان و لم تعجبه عقائد الجاهلية و لم يكن إمّعة يساير الناس في ضلالهم بل كان ينتظر ظهور الدين الحق فلما أن بلغه رحل إلى صاحبه و استوثق منه فآمن دون إبطاء, ثانيا فيه كثير من العرب فى الجاهلية كانوا على الفطرة السليمة التي لم تفسد و كانوا مستعدين للانضمام إلى دعوة الحق حينما تظهر و هؤلاء كانوا مادة الإسلام و أنصاره و سواده الأعظم, ثالثا فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان على علم أكيد بأنه منتصر و أن العاقبة له و أن دعوته هي الغالبة و ذلك ظاهر في قوله عليه السلام لعمر (فامكث في أهلك حتى يمكن لرسوله فإذا سمعت بي قد ظهرت فالحق بي) و أصرح منه قوله صلى الله عليه و سلم (فيوشك الله تعالى أن يفي بما ترى و يحيي الإسلام) و ثمّ أحاديث أخرى فيها هذا التوكيد منه صلى الله عليه و سلم بأن دينه سيظهر و قبل ذلك كله قول الله تعالى ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون)) و مثل ذلك طبعا في زماننا, رابعا فيه إستحسان إستغلال الإنسان الفرص المناسبة لقضاء حاجاته لأن الفرص إذا حالت و ذهبت فقلّ ما تعود و يقاس نجاح الإنسان و يظهر ذكاؤه في اختياره الوقت المناسب للأمر المناسب و الإنسان المناسب و بالأسلوب المناسب لتأمين رغباته فقد رأى أبو نجيح المجال مناسب لإلقاء أسئلته فألقاها فأفاد و إستفاد و أخذ الجواب بتوسع كما يريد بينما لو كان في وقت آخر والرسول عليه السلام فيه مشغولا لكان أخذ أجوبة مجملة أو ربما أجل له بعضها أو مثلا لم يتفرغ له, و هذا أيضا درس نستفيده أيضا من مثل هذا الحديث, خامسا أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يكرر بعض النصائح و الأوامر مرات و مرات نظرا لأهميتها و لترسخ في النفوس و الأذهان و هذه قاعدة تربوية هامة يلجأ إليها المربون و يحسن أيضا أن يأخذ الدرس منها من رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا يدل عليه ما رواه عنه صاحب حديث أبو نجيح أنه سمع ترغيب النبي صلى الله عليه و سلم صلاة الركعتين الخاشعتين مرات تفوق العشرين فلم يكن يأنف النبي صلى الله عليه و سلم أن يكرر مثل هذا فالتكرار أحيانا كثيرة فيه فائدة و القرآن كرر فيها بعض الآيات التي فيها تذكير و تقريع للقلوب كما في سورة الرحمن ((فبأي آلاء ربكما تكذبان)) و أمثالها أيضا في سور أخرى فهذا ليس عبثا و ليس تكرارا و ليس مملا إنما هو لغرض هام لتترسخ القواعد الهامة و الأفكار التي يريد صاحبها أن تكون ثابتة في الأذهان لتترسخ في النفوس وتثبت و لا تثبت إلا بالتكرار لأن المرة الواحدة أو الاثنتين أو الثلاثة يمكن أن تنسى أو يكون بعض من يريد أن يسمعها لم يكن حاضرا التكرار فيه مثل هذه الفوائد طبعا و الحكمة تكون في وضعه في محله و أحيانا التكرار يكون ممل و أحيانا يكون حسنا و كما قيل في تعريف البلاغة قديما البلاغة هي موافقة الكلام بمقتضى الحال أن يوافق كلامك مقتضى ما يقتضيه الحال الذي أنت فيه قد يكون الإنسان في موضع الناس أتوا إليه من مكان بعيد و فرغوا أنفسهم و أذهانهم لسماع كلامه وهم مستعدون للسماع إليه مثلا ساعة أو ساعتين فإذا اختصر في الكلام لم يكن حكيما و لم يكن بليغا هنا يحسن الإسهاب و الشرح و البيان بينما في مشهد آخر قد يكون الناس في ضيق في حرج في أمر هام فيهم و فيهم فلا يحسن الإطالة و لا يحسن الإسهاب بل يحسن الإقصار ما أمكن وهذه هي الحكمة و هذه هي البلاغة وربنا تبارك تعالى يقول ((و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا و ما يذكر إلا أولوا الألباب)) فهذا التكرار في مكان المناسب أسلوب تربوي ناجح فطن له المربون و استعملوه في المدارس و غيرها فلجؤوا إلى تكرار الشعرات التي تمثل أهدافا ما أو أفكارا ما فهذا من حيث الطريقة طريقة جيدة لكن المهم أن تستعمل في الغرض الجيد أيضا حتى تفيد الفائدة المطلوبة, سادسا في الخبر بيان فضيلة صلاة فضيلة هامة في الصلاة و هي فضيلة الخشوع و أن ينشغل الإنسان بذكر الله و يتفكر في عظمته و يتدبر في معاني الآيات و الأذكار التي يقرأها و أن ركعتين بهذه الأوصاف يخرج بهما الإنسان من ذنوبه كلها كيوم ولدته أمه و لعل هذا يذكرنا بحديث بن عمر رضي الله عنهما حينما قال " وددت لو أن لي ركعتين متقبلتين " لأن الله تبارك و تعالى يقول ((إنما يتقبل الله من المتقين)) فقبول ركعتين معنى ذلك أن هذا الإنسان متقّ و حسبه بذلك بشارة و نجاحا و فوزا هذا الأجر لمثل هذا العمل صلاة ركعتين خاشعتين كرم إلهي عظيم و أجر ربني كبير لم يلبث أبو أمامة الصحابي الآخر أن استغربه لما سمعه و هكذا أحيانا تمر بنا الأحاديث التي فيها مثل هذا الكرم و الثواب العظيم فعلينا أن لا ... و الله عز و جل ذو الفضل العظيم و لا يعظم عليه شيء و هو يتفضل بالخير على أشياء أحيانا تكون في نظر الناس بسيطة لكن فيها إثبات العبودية الحقة من هذا ... بها لله عز و جل و بذلك يستحق ذلك الأجر العظيم فأعاد أبو أمامة سؤال عمرو طالبا منه أن يتثبت منه فلربما كان مخطأ أو ناسيا أو غافلا و لكن عمرو أكد له الخبر تأكيدا لا مجال فيه للشك أو الخطأ و هذا يدلنا على اهتمام النبى صلى الله عليه و سلم بنصح المسلمين بالخشوع في الصلاة و حسن أدائها لما علمه من عظيم أجر من يفعل ذلك و هو الشفيق على أمته الناصح لها المحب لها كل الخير فدفعه هذا لإعادة تذكير المسلمين بهذا الفضل مرات و مرات , و لا شك أننا أحوج ما يكون للإستفادة من هذا نحن نعترف بأننا في غالب صلواتنا نصليها صلاة هكذا أداء للأذكار و القراءات أما القلب يكون غافلا متلهيا مشغولا و هذا لا شك ينقص من الثواب صحيح يرفع المسؤولية في العقاب إذا كانت الأركان كاملة و لكن الثواب لا يكون إلا بقدر الخشوع ثم إن الفوائد و الغايات التي ترتب عليها الصلاة والتي رمى إليها الشارع الحكيم سبحانه و تعالى لا تتحقق إلا بمثل هذا الخشوع فلنخشع في صلاتنا و لنتفكر فيها و لا نؤخذ بالكثرة إن الله أفقنا من الليل نصلي مثلا ركعات كثيرة حسبنا ركعتين نؤدي فيهما الطمأنينة و الخشوع و نتفكر في معانيهما و نسبح و نطيل التسبيح و نطيل القنوت و السجود و القيام فذلك خير من ركعات كثيرة يصليها أحدنا و لا يخشع فيها و لا يذكر الله فيها إلا قليلا وربما ركعتان مثل هذا النوع تكون خير من حياة الإنسان كلها كل حياته تكون عبثا و حسرة و ترة عليه يوم القيامة إن لم يخشع في هذه الركيعات التي يشعر فيها بشفافية و بالخشوع و رقة النفس و صفاء البال و الخشوع العظيم لله عز و جل فيبكي و يخشع و يتضرع و تكون مثل هذه الساعة خير من عمره كله و ليس العمر بطول الأيام و الليالي وإنما هو بما فيها من الخير ولا خير مثل هذا الخير العظيم, سابعا في الخبر بيان فضيلة الوضوء أيضا فهو بالإضافة إلى فوائده الصحية و النفسية له ذلك الثواب الكبير في تكفير الذنوب و مغفرتها فذنوب كل عضو تتساقط مع الماء الذي يغادره عقب غسله أو مسحه فما أكرم الله تعالى و ما أرحمه بعباده و كم من الأبواب فتحها لتمحو خطايا الإنسان و تزيلها فياله من شقي هذا الإنسان الذي يكون مآله بعد ذلك دخول النار! وضوء يغسل يديه تزول مع الماء خطايا يديه, يغسل وجهه فتزول خطايا وجهه و هكذا الإنسان الذي يبقى بعد ذلك مستحقا للنار معنى ذلك أنه إنسان مصر على المعصية و معاصيه لا تعد ولا تحصى بحيث أن مثل هذه الأبواب من الخير لا تكفرها, ثامنا في الخبر إلتزام الصحابة طاعة النبي صلى الله عليه و سلم من أول يوم يدخلون في الإسلام فهم جنود نظاميون يشعرون بالمسؤولية و يعلمون حق قائدهم عليهم بالطاعة لا يصدرون في أمر من الأمور الهامة إلا عن رأيه و مشورته فهذا أبو نجيح يسأل النبي صلى الله عليه و سلم منذ أن أقر بشاهدتين و يعلن له أنه طوع أمره وهو يسأله عما يفعل و هل يبقى في مكة أو يقيم في قومه و ينتظر إشارة الرسول صلى الله عليه و سلم فيأمره عليه الصلاة والسلام بالمكوث عند أهله ريث ما يظهر الإسلام أو يأتيه أمره وهذا يبين أن الإسلام دين طاعة كما قال تعالى ((فأولى لهم طاعة وقول معروف)) و أنه دين تنظيم الأمور و لا تكون هكذا إرتجالية سبهللا فالإسلام دين نظام و يعلمنا في عباداته النظام بأجلى صوره و أعظم مشاهده, تاسعا في الخبر بيان أوقات الصلاة المكروهة و هي عقب صلاة الفجر حتى تطلع الشمس قيد رمح أو رمحين, ثانيا عند إستواء الشمس عندما تميل عن وسط السماء, ثالثا عند إصفرار الشمس و تدنيها للغروب و لا نقول في الحالة الثالثة أو الوقت الثالث إن وقت الكراهة حين بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس و إنما قلت حين إصفرار الشمس و الذي يدل على ذلك أو هو أن ثمت أحاديث تبين أو تقيد النهي الموجود في أحاديث أخرى مثل قوله صل الله عليه و سلم (لا تصلو بعد العصر إلا أن تصلوا و الشمس مرتفعة) إذًا إذا صليتم و الشمس مرتفعة فلا بأس و مثل ذلك أيضا آثار عن الصحابة و قد وفى هذه المسألة أستاذنا في كتابه السلسلة الصحيحة في رقم الحديث مائتين و لا شك أن كراهة الصلاة في هذه الأوقات من قبيل كراهة التحريم الذي يقال فيه لا كراهة في التنزيه الذي هو خلاف الأولى و خاصة أن هذا التشبه الواقع هنا في أخص أمور العبادة و هي الصلاة فقد رأيتم أن الرسول عليه الصلاة والسلام علل النهي عن الصلاة في هذه الأوقات أن الكفار يسجدون للشمس حين تطلع و حين تستوي وحين تغيب فالتشبه بالكفار لا يكون أمرا مكروها تنزيها وإنما هو حرام فلذلك الكراهة نحملها على الأصل الذي ورد في أسلوب الكتاب و السنة للكراهة و هو التحريم كما نرى في قوله تعالى حينما ذكر أنواعا من المحرمات ومنها الشرك بالله في سورة الإسراء ((و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)) إلى آخره ثم قال ((كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها)) و مثل قوله عليه الصلاة و السلام أيضا (إن الله كره لكم ثلاثا قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال) فليست هي من باب اخلاف الأولى الجائزة لكن الأفضل تركها و إنما هي من قبيل الحرام فإضاعة المال حرام و هو من الإسراف و التبذير و هذه نقطة يجب الإنتباه لها فكثيرا ما ضل ناس و شذوا و استنتجوا أحكاما باطلة بسبب عدم مرعاتهم لدلالات الألفاظ في الكتاب والسنة ففسروا بعض هذه الألفاظ بإصطلاحات حادثة طرأت بعد مئات السنين مثلا إصطلاحات الفقهاء المكروه و مثلا النوافل وما شابه كلمة المكروه في اصطلاح المتأخرين إنما هو مكروه تنزيها خاصة عند الشافعية و كذلك مثلا كلمة ينبغي أو لا ينبغي , لا ينبغي بمعنى يعني يحسن أن لا يفعل بينما نجد في القرآن أنها تستعمل بأشد الحرام كما قال تعالى مثلا ((و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا)) فهي بمعنى الشيء المنكر أشد النكارة يجب التنبه لمثل هذه الملاحظة ففيها نجاة من كثير من السقطات و العثرات ألفاظ وردت في الكتاب و السنة يجب أن نفسرها بمثل ما كانت تعني في ذلك الوقت لا بمثل ما استحدث لها من إصطلاحات و من معاني و من دلالات طارئة, عاشرا في الخبر فضيلة صلاة الليل و أن ثلث الأخير من الليل هو أفضل من غيره من الأوقات من حيث الصلاة و الدعاء و الذكر فإنها أعظم أجرا فيه و أحرى بالإستجابة و القبول و مشهودة بملائكة الليل و ملائكة النهار كما ثبت في السنة و لا شك أن من أهم أسباب ذلك بعد صلاة الليل عن الرياء و الشهرة و فراغ الإنسان منها من المشاغل و إن كان تحقق الخشوع فيها أوسع من غيره ففيها يتواطأ القلب و اللسان على الصلاة و في ذلك يقول الله عز وجل ((إن ناشئة الليل هى أشد وطئا و أقوم قيلا)) فأشد وطئا أي مواطئة و استجماعا للنفس والفكر في ذلك الوقت تكون على أشدها إن ناشئة الليل صلاة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا, الفائدة الحادية عشرة في الخبر أن عمل داخل في مسمى الإيمان لقوله صلى الله عليه و السلام (الإيمان الصبر و السماحة) و أن أفضل خصاله الخلق الحسن و في ذلك نصوص كثيرة معروفة و هو مذهب السلف و جمهور أهل السنة أن العمل من الإيمان فليس الإيمان تصديقا في القلب فقط أو نطق باللسان وإنما هو تصديق بالجنان و طق باللسان وعمل بالأركان فهذه الثلاثة هي التي تنشئُ الإيمان يعني مراد بذلك الإيمان الكامل ولا شك أنه له درجات وأن أقله هو التصديق القلبي مع النطق إذا لم يكن هناك إكراه أو مانع و العمل يزيد في الإيمان وهذا أيضا مما يتصل بالبحث في الإيمان يزيد و ينقص يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ما فيه إيمان يبقى ثابتا كما هو وإنما هو إما أن يزيد أو ينقص بحسب الإنسان تقدمه في طاعة الله عز و جل و إقباله عليها أو تقصيره و إطاعته شياطين الإنس والجن طبعا في مسألة الإيمان هناك بحث مفصل لسنا الآن في صدده لكن لابأس أن أذكر لكم أيضا بالمناسبة شيئ أيضا يخطئ فيه الكثيرون أحيانا يذكر الإيمان و الإسلام في جملة واحدة, في آية واحدة, في حديث واحد, في سياق واحد, فإذا ذكر الإيمان والإسلام في سياق واحد فيراد بالإيمان ما ورد تعريفة في حديث جبريل قال (ما الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره وشره) و يراد بالإسلام ما ورد أيضا بحديث جبريل و هو أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ,الأصل فيه فرق بين الإسلام و الإيمان لكن هذا الفرق متى يلاحظ؟ إذا اجتمعا في موضع واحد أما إذا ورد لفظ الإيمان في آية وحده أو ورد لفظ الإسلام في نص وحده دون أن يذكر معه لفظ آخر فيراد بكل منهما ما يراد بالإثنين معا إذا ورد الإيمان في آية ورد معه الإسلام فيراد به الإيمان و الإسلام جميعا مثلا ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون))

 

(261/18)

 

 

«كلمة حول التمتع في الحج

الشيخ: فأشرت إشارة سريعة ... فماذا جاء في حديث السيدة عائشة ... وعائشة لا تتحدث عن نفسها كما قلت عن جابر أنه تحدث عن نفسه فعائشة ها هنا ... بمعنى إذا افترضنا الذين ساقوا مرة أخرى كما هو صريح هم عشرة أشخاص فقط لو فرضنا أن الذين أخبرت السيدة عائشة عنهم أنهم ساقوا مرة أخرى عشرة أشخاص ما ثبت لدينا أن العاشر هو جابر وثبت لدينا أن جابرا كان كما قلت أنت متمتعا ما لم يسق لأنه هو تعجب عن نفسه فهل يجوز ترك خبر السيدة عائشة برمته أم تخطئها في شخص واحد قام الدليل عندك أن هذا الشخص الواحد كان متمتعا ما قام الدليل أن هذا الشخص المتمتع لم يطف فلأنها وهمت في جزء لا ينبغي لنا من أجل أنها وهمت في جزء أن نخطئها في الأجزاء الأخرى ... إطلاقا وأنا لا نبرئ إنسانا من خطأ ما, رجل روى عشرة أحاديث وثبت أنه أخطأ في واحد منها نرد التسعة الأخرى عليه؟

السائل: لا.

الشيخ: طبعا لا , أيضا ليس من طريق أهل العلم أن نقول أخطئت عائشة هكذا خطأ إطلاقا في قولها أن الذين تمتعوا ... فإنما لك مبدئيا أن تقول أنها إن عنت أيضا جابرا هذا فهي وهمت بذلك لأن جابرا لأن جابر تحدث عن مشيه أنه كان متمتعا وأنه لم يطف هذا هو تقريب الموضوع بناءً على جزمك بأن جابر كان متمتعا ولم يطف الطواف الثاني الذي تحدثت عنه السيدة عائشة

السائل: ... .

الشيخ: أريد أن أذكرك والإخوان بأن لفظة التمتع في عرف السلف الصالح لا يختص بالتمتع المعروف لدينا اليوم والذي هو معناه التحلل بالعمرة إلى الحج هذا مفهوم عندك؟ فعلى ذلك إذا ضاق الأمر بنا ووجدنا حديث عائشة معارض حديث جابر على مفهومك أنت بالتمتع فأنت تفسر تمتع جابر بأنه قران ... أن تفسر تمتع جابر مادام أنه لم يطف الطواف الذي أخبرته السيدة عائشة فيحنئذ نضطر أن نقول تمتع جابر بمعنى قرن ولذلك قال أهل العلم في تفسير قول الله عز وجل ((فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي)) يدخل فيه المتمتع بالعمرة إلى الحج والقارن بين الحج والعمرة فإذا كان هذا عرف لغوي سلفي فحينئذ إذا صح لدينا أن جابرا رضي الله عنه قال تمتعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفسر تمتعه على قوله لم أطف فنستنتج من ذلك أن حديث جابر لا يعارض حديث عائشة.

 

(262/1)

 

 

«القراءة من كتاب صفة الحج للشيخ الألباني حول التوفيق بين حديث عائشة وحديث جابر في تمتع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج

الشيخ: وهذه تتمة أريد أن أقرأها عليكم تعليقا كنت علقته حينما قرأنا هذا الكتاب فابن القيم بعد ذكر حديث عائشة هذا قال بن القيم في زاد المعاد إن مثال عائشة أثبتت وجابر نفى والمثبت مقدم على الانفي أو يقال مراد جابر من قرن مع النبي صلى الله عليه وسلم وساق الهدي ... أو يقال مراد جابر من قرن مع النبي صلى الله عليه وسلم وساق الهدي كأبي بكر وعمر وطلحة وعلي فإنهم إنما سعوا سعيا واحدا وليس المراد به عموم الصحابة أو يعلل حديث عائشة بأن قولها فطاف إلى آخره في الحديث مدرج ... قال وهذه ثلاثة طرق للناس في حديثها والله أعلم قلت ... قلت الطريق منها ضعيف زعم أن قول السيدة عائشة فطاف إلى آخره مدرج من قول هشام مدرج قلت والطريق الأخير ماهو ضعيف لأن تخطئة الثقة بدون حجة لا تجوز لاسيما إذا كان مثل هشام ثم استدركت فقلت ليس في طريق الحديث هشام لأنه من رواية مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عنها فهذا إسناد غاية في صحة فمن الخطأ والإدراج الحديث من طريق مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عنها ثم وجدت شيئا ... وقد روي في حديث عائشة أنهما طافوا مرتين ولكن هذه الزيادة قيل إنها من قول الزهري لا من قول عائشة والزهري جبل في الحفظ فكيف يخطأ بمجرد ... وأزيد الآن في هذا ... فيرد به حديث عائشة فيقول فقد احتج بهذه الزيادة بعضهم على أنه يستحب طوافان بالبيت وهذا ضعيف والأظهر حديث جابر ويؤيده قوله (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) قلت حديث عائشة صحيح لا شك فيه وما أعل به لا ... كما عرفت فمما يؤكد ذلك شيئان الأول أن له طريقا أخرى في الموطأ عن عبد الرحمن بن قاسم عن أبيه عنها وهذا الإسناد أيضا قوي جدا ... وهذا الإسناد صحيح أيضا والآخر أن له شاهدا صريحا صحيحا عن بن عباس أنه سئل عن المتعة في الحج فقال " ... وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فلما قدمنا مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلّد الهدي) فقال طفنا بالبيت وبالصفا والمروة وأتينا النساء ولبسنا الثياب وكان من ساق الهدي فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله ثم أمرنا ... فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة فقد تم حجنا وعلينا الهدي " هذا نص صريح جدا أخرجه البخاري تعليقا ... ورواه مسلم خارج صحيحه موصولا وكذا الإسماعيلي في مستخرجه ومن طريق البيهقي في سننه وإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح وهذا كله يؤكد بطلان دعوى الإفراد في حديث عائشة ويؤيد أنها حفظت ما لم يحفظ جابرا رضي الله عنه ويدل على أن المتمتع لابد له من الطواف مرة أخرى بين الصفا والمروة وفي حديث بن عباس رضي الله عنه فائدة أخرى هامة جدا وهي أن من فعل ذلك فقد تم حجه ومفهومه أنه من لم يفعل ذلك لم يتم حجه فهذا يدل على أنه ركن فلا أقل من أن يدل على الوجوب فكيف الإستحباب؟ وأما تأييد شيخ الإسلام ما ذهب إليه من عدم المشروعية لقوله صلى الله عليه وسلم (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) فلا يخفى ضعفه هذا ما ثبت الأمر به من النبي صلى الله عليه وسلم فأعود فأقول أجبنا عن تمتع جابر الثابت أنه ينبغي أن يحمل على ... أن جابرا رضي الله عنه كان متمتّعا.

 

(262/2)

 

 

«المناقشة حول حديثي عائشة وجابر في التمتع والقران في الحج

السائل: هو يقول عن نفسه وعن الصحابة ... على يقين إذا ثبتت عنه الرواية أنه كان متمتعا هذا هو المتيقن إذا ثبتت الرواية ... .

الشيخ: لماذا تركت طريقي عائشة الصحيحين

السائل: رضي الله عنها كانت مشغولة ... .

الشيخ: ... أنت يا أستاذ ينبغي

السائل: ... .

الشيخ: ما علاقة هذا بموضوعنا (دخلت العمرة في الحج) هل يجوز للشارع الحكيم أن يأمر هؤلاء الذين قيل فيهم (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) أن يطوفوا طوافا آخر؟

السائل: ... .

الشيخ: لما تقول ... ما انتهينا بعد لكن أنا أسأل إذا صح عن عائشة وصح عن بن عباس أن الذين تمتعوا طافوا طوافا آخر هل ينافي هذا قوله عليه السلام (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) هل ينافي؟ فإذا كان لا ينافي فلماذا ... ممن تبعهم أنت يرد هذا الحديث

السائل: ... .

الشيخ: ... ألا يجوز في العقل وفي الشرع أن يشرع رب العالمين القائل على لسان رسوله (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) هذا الدخول يشمل القارن الذي ساق الهدي ويشمل المتمتع كل منهما يقال في حقه دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ألا يجوز في العقل وفي الشرع أن يشرع للذين تمتعوا ... .

السائل: ... .

الشيخ: أنت سألت سؤالا أجبناك ... .

السائل: ... .

الشيخ: ... انت تعيد الكلام ينبغي أن تأتينا بشيء جديد أنات الآن ... القرآن فتقول لماذا نكلف المتمتع أن يأتي بسعي آخر؟ أجبناك فمادام أجبناك فأنت ترد علينا بنفس الجواب قل مثلا هذا ليس بصحيح قل هذا علّته كذا قل أخطأت عائشة قل أخطأ بن عباس فلكل سؤال جواب أم أن تعود إلى ما سبق أنك ذكرته أنك أنت تعتمد على حديث جابر وجابر كان متمتعا هذا مفروغ منه لا ينكر لكن لكي تقيم حجّتك علينا نحن القائلين بأنه لابد أن يسعى مرة أخرى ذلك أن تجيبنا عن سؤالنا إياك وهو ما موقفك تجاه حديث عائشة قلت القول وهما فأثبتنا لك أنه لا ينبغي أن نوهمها في دعواها كلها وإلا في خصوص جابر ... وبن عباس يقول هذا قوي لا سيما وهو في آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ... لذلك أعود أسأل هذا سؤالكم لآخذ منكم الجواب تقول فلماذا لا نقول يكفي للمتمتع الطواف الأول؟ نقول لحديث عائشة و حديث بن عباس.

السائل: ... .

الشيخ: يا سيدي القصة ما تفرد جابر بالرواية فقط شاركه وروى على الأقل في رواية بعض ... فليس لك أنت تقول بأن جابرا هو صاحب القصة قصة يعني درست ... السيدة عائشة لم تروي لنا إطلاقا شيئا عن حجّة النبي و أنت تعلم أن هناك صفحات في صحيح مسلم عن السيدة عائشة و بطرق عديدة و كثيرة إليها تروي لنا أهم مناسك الحج ... في الحجة كما ساقها جابر ... لكنها تحدثت عن كثير فصول ... منها هذا البحث الذي نحن حوله فأنت الآن وضح موقفك أنت تخطّئ عائشة و تخطّئ بن عباس لأن جابرا روى و أنت ... بقوله ((و كفى الله المؤمنين القتال)) أنا لا أرى هذا الطريق معروفا عند أهل العلم, يجب التوثيق بين روايات الثقات و لا يجوز رد رواية ثقة من أجل ثقة مادام هناك سبيل للتوفيق هنا فكيف أنت بارك الله فيك ترد روايتين عتيقتين من أجل رواية واحدة ولو كانت القضية قضية ترجيح لانسدت علينا طرق التوفيق لقلنا أخطأ جابر و نحن ما سمعنا بعد هذا إذا قبلنا هذه القضية هذه قضية وقعت مقابلة للمثل نقول إذا دار الأمر بين تخطئة جابر و هو واحد و بين تخطئة عائشة و معها بن عباس لكان الأولى في موقف أهل العلم تخطئة ... لأنا نحن لا نقول هذا أبدا.

السائل: ... .

الشيخ: علما أنك تعلم هناك فرق التحلل

السائل: ... .

الشيخ: معلوم لكن هذا لا يشابه الواقع لأن ما ساقوا الهدي و لا ... يسوقوا الهدي و لا تحللوا لا كانوا يتحللوا ... ما أنت تريد أن تعلل التحلل لماذا و عدم التحلل لماذا؟ التحلل لعدم سوق الهدي و عدم التحلل سوق الهدي هذا صحيح و لكن من حيث الواقع فيه فرقان الفرق الأول هؤلاء لم يسوقوا و أولئك ساقوا

السائل: نعم

الشيخ: فهؤلاء لم يتحللوا و أولئك تحللوا.

السائل: ... .

الشيخ: يا أستاذ أمهات العلم بارك الله فيك "إذا ورد الأثر بطل النظر" و "إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل" أنت تحاول الآن أن تستنبط إستنباطا بعيدا و بعيدا جدا و تضرب بحديث لعائشة وحديث بن عباس عرض الحائط هذا ما يصير ... حديث جابر بن عبد الله الأنصاري على الرأس والعين ولكن حديث السيدة عائشة مفسر سبق أن قرأنا ... حديث عائشة مثبت و المثبت مقدم على النافي هذا قائم على قواعد علمية لا تخترق.

السائل: ... .

الشيخ: في المعنى الذي شرحته و شرحته آنفا أرجو أن يتخلل ... .

السائل: السؤال الأول ... و لذلك ينبغي ...

الشيخ: ... نحن متّفقين معه , السيدة عائشة لماذا تحللت أنت في علمك لماذا أحرمت أنا لا أعرف تفسير هذا و ضلت متمعة

السائل: ... .

الشيخ: نقول نعم ضلت متمعة و أعلن سؤالا مختصرا جدا ضلت متمعة كما ضل الآخرون بحيث الذين طافوا تحللوا و تحللت عائشة معهم نعم

السائل: ... .

الشيخ: إذا ما ضلت متمعة.

السائل: ... .

الشيخ: إذا ما ضلت متمعة أدخلت على عمرة ... .

السائل: ... .

الشيخ: أنت بتقول لا التمتع الذي هو غير القران لا يصير إلا بالتحلل بين العمرة و الحج و أنت معنا بأنها هي لم تتحلل لأنها كانت قارنة.

السائل: ... .

الشيخ: نحن لا نختلف لماذا لم تتحلل حتى تقول لإنها كانت حائضة ... صراحة إنها لم تتحلل فما دام أنها لم تتحلل فإما أن تقول أنها كانت مفردة بالحج لضرورة الحيض و إما أن تقول كما يقول إخواننا أنها كانت قارنة أما أن تضل تقول متمتعة و هي لم تمتع بالعمرة إلى الحج لحيضها كما تقول فهي ليست متمتعة هي إما مفردة و إما قارنة لأنها لم تتحلل.

السائل: ... .

الشيخ: ههه تقول ... .

السائل: ... عائشة رضي الله عنها وحاضت هي ... هذا عام و هذا خاص

الشيخ: هذا عام و خاص

السائل: لا نتحدث عن عمرة ... ما معنى ... .

الشيخ: ما معنى قول الرسول لها (دعي عمرتك) إيش معناه؟ ... .

السائل: ... .

الشيخ: معناه ظلّي على عمرتك!

السائل: ... .

الشيخ: يا أستاذ أنت لا تجيب بارك الله فيك ... قل نعم, قل لا, أجب

السائل: ... .

الشيخ: جدا من الموضوع

سائل آخر: حج على عمرة هذا يوم التروية يوم التروية مثلا

السائل: أنا ما بعرف ما بعرف

سائل آخر: لا ... العمرة يختلف أهل العلم هنا في أمرين هل معنى ذلك رفضت العمرة فصارت مفردة أو أدخلت العمرة ... .

السائل: ... .

الشيخ: بعد طواف القدوم يسعي بين الصفا و المروة ثم بعد طواف الإفاضة القارن ليس له إلا فعل واحد.

سائل آخر: ... .

الشيخ: لا ... تدوم هذا هو الطواف الأول ... الإنسان تفضل

سائل آخر: ... .

الشيخ: لكن ينظر الترجيح أنت قلت أمس ... .

 

(262/3)

 

 

«بيان أنه لا يوجد نصان صحيحان متعارضان ولا يوجد فيهما أحد هذه الأمور الثلاثة: الجمع أو النسخ أو الترجيح

الشيخ: العام الذي دخله التخصيص فهو أضعف في العموم من العام الذي لم يدخله التخصيص فهذا يسلط على الأول فيخصصه.

السائل: ... .

الشيخ: ... هذا الرجل

سائل آخر: يجب خصائص

الشيخ: لما كانت هذه المسألة يجب جوابها

السائل: فقل مثلا لا وجود عامان لا يجوز فيها ... فقلت له أنا هذا من باب ضرب المستحيل قلت له لقد قارنت المستحيل لأنه من المستحيل أنه توجد نصان صحيحان متعارضان على ما تقول و لا توجد فيهما أقل هذه الأمور الثلاثة إما جمعا إما نسخا إما ترجيحا إن كنت جهلته فغيرك يعرف.

الشيخ: هذا يظهر أنه قرأ فى بعض المذاهب تعارضا فتساقطا

الحضور: يضحكون

الشيخ: هذا مستحيل

السائل: ... .

الشيخ: مما يؤكد لك مما سمعته من قضية الشيخ عمار أنك أنت تقول حينما تتبنى لا سمح الله ... كأنك تقول إن الله عز وجل ... تقول الرسول صلى الله عليه و سلم تكلم القرآن بآيتين و قول رسول الله بحديثين و لم يفسح المجال للمخاطبين أن يوفقوا بين كل من الآيتين و بين كل من الحديثن هذا ممكن في الشرع؟

السائل: لا.

الشيخ: هذا تكليف بما لا يطاق, كمان أخشى ما أخشاه أن يكون يقول بقول من يقول أن الله يكلف عباده ... .

السائل: طيب أنا عندي سؤال

الشيخ: تفضل

السائل: لما نحن الآن ذكرنا مسألة ... .

 

(262/4)

 

 

«أسئلة عن بعض المخطوطات

السائل: و من هذا هلا وقفتم ... مطبوعا أو مخطوطا؟

الشيخ: فيه عندنا في المكتبة الظاهرية ... الخطيب البغدادي ... الحافظ بن حجر ... .

السائل: ... .

الشيخ: و هل له جمهور يستفيد

الحضور: يضحكون

 

(262/5)

 

 

«هل يجب على من مر بالميقات أن يحرم أم لا؟»

السائل: هل يشترط في من مرّ على الميقات ... الحرم ... .

الشيخ: نعم

السائل: ... .

الشيخ: من حديث بن عباس قال إن رسول عليه السلام بمجاوزة الميقات ... .

السائل: ... .

الشيخ: قال بن عباس لما مر من الميقات ثم لم يحرم الجملة الأولى و هدي لابد منه ... .

السائل: ... و دخل مكة ... .

الشيخ: هو لا يزال متمتعا بالعمرة الأولى أم لا؟ يعني لازال متمتعا بالعمرة الأولى أم لا؟

السائل: ... لا يزال متمعا ... .

الشيخ: أعرف أنا أعرف.

السائل: ... .

 

(262/6)

 

 

«كيف يكون الشخص متمتعا بالعمرة إلى الحج، وهل إذا اعتمر مرة أخرى بين عمرته وحجه نقض تمتعه، وهل عليه هدي أم لا؟ مع مناقشة طلاب العلم حول ذلك

الشيخ: أقول أنا الذي جئت من دمشق ... ولا أقول أبيار علي هذا لا أصل له و أحرم من ذي الحليفة إن شاء الله و أدخل مكّة و أطوف و أسعى و أقص من شعري, انتهت عمرتي؟

السائل: نعم

الشيخ: انتهت عمرتي, تحللت؟

السائل: نعم

الشيخ: تحللت, تمتعت بهذه العمرة إلى الحج أم لا؟

السائل: ... .

الشيخ: تمتعت أنا إذا حججت فيما بعد هل تمتعت بالعمرة إلى الحج أو لا؟

السائل: ... .

الشيخ: طيب إيش وجه التمتع في هذه الصورة ما هذا التمتع لماذا سمي تمتعا؟

السائل: أي أن الشخص ... .

الشيخ: حسن جدا فحينما أنا أسافر بعد أن أديت العمرة خرجت إلى المدينة ثم اعتمرت منها عمرة ثانية هل بطل المعنى السابق ... ؟

السائل: لا , هذا المعنى الأول

الشيخ: هذا تم تأكيده فتأكد لأن هذا متمع لأن التمتع الذي فسرته أن نستغني عن سفرين بسفر واحد هذا ما قلت بمجرد أن أنا خرجت من مكة إلى المدينة و أتيت بعمرة أخرى

السائل: ... .

الشيخ: فهمت لكن عندما تسأل هل عليه هدي أم عليه أن يعتمر مرة أخرى؟

السائل: أن يعتمر مرة أخرى عليه هدي

الشيخ: ليش ما حصل تمتع بما عبرت عنه بأنه ... أنا أنتظر جواب.

السائل: ... .

الشيخ: جواب أو لا ... .

السائل: ... إذا فعل هذا ما عليه شي

الشيخ: كيف ماعليه شي؟ هذا الذي دخل فى أشهر الحج بقصد التمتع بالعمرة إلى الحج أدى عمرة الحج و رجع إلى بلاده ما عليه شي؟

السائل: ... .

الشيخ: بس هل يجوز ان يفعل مثل هذا الفعل

السائل: أنا أقول شخص دخل في أشهر الحرم ... لحج

الشيخ: هل فعل الحج أو لا؟

السائل: ... .

الشيخ: لا, سنبني على الواقع الآن.

السائل: ... .

الشيخ: هذا الإنسان الذي أدى عمرة في أشهر الحج هل هذه العمرة هي عمرة التمتع للحج أو عمرة مطلقة في أداء العمرة في أشهر الحج فهذا حين أفرغ من عمرة فهل يعني أن يتمتع بها إلى الحج ييتحلل و يلبس الحل و إلا هو جاء من بلاده إلى هنا المدينة ييؤدي عمرة فقط و يرجع فلا تقرب بين صورتين إنسان يأتي من بلاده بعيدة إلى هذه البلدة الطيبة يؤدي عمرة و يعود بها إلى بلاده ليس في ذهنه أن يأتي فريضة الحج فليس هناك فرق واضح بين هذه الصورة و بين الصورة الثانية جاء من غزة ليؤدي عمرة الحج

السائل: ... .

الشيخ: هذا المتمتع بالعمرة بقصد ... بينها إلى الحج فهذ عمرة أفسدت عليه حجه ... هذا إنسان ... من مكة إلى المدينة ثم بدا له أن يعود من مكة إلى المدينة ثم رجع من المدينة إلى مكة فهنا فيه صورتين رجع بعمرة أو بدون عمرة

السائل: بدون عمرة

الشيخ: بالضبط رجع بدون عمرة لا يزال هذا ... عمرة حج أم لا؟

السائل: ... .

الشيخ: هو بحثنا الآن رجع بدون عمرة يعني صورتين رجع بدون عمرة و رجع بعمرة, الآن يبقي رجوعه بدون عمرة هذا ينهي الخلاف بأنه لا يزال متمعا؟

السائل: ... عمرة ... .

الشيخ: لما قضي التمتع أجب بجواب صحيح تمتع بفترة واحدة ... .

السائل: ... .

الشيخ: هذا واضح

السائل: ... .

الشيخ: ما دام تمتع فعلا من عمرة إلى الحج فهذا مما يشمله قوله تبارك و تعالى ((فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي)) سواء أتى بالعمرة الثانية أو لا , يزال لكن هناك ... لكن هل عليه أن يدخل بعمرة جديدة من مكة ... .

السائل: ... .

الشيخ: هذا هو قلنا آنفا ... عمرة ثانية فهو فعلا متمتع بالعمرة إلى الحج عليه هدي

السائل: ... .

 

(262/7)

 

 

«سؤال حول ورود رواية سوق الهدي في حج النبي صلى الله عليه وسلم؟»

السائل: الرسول صلى الله عليه و سلم حينما دخل إلى مكة يسوق الهدي فوجوب هذا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أنهم كانوا مفردين ....

الشيخ: أنت احمل الرواية التي تروى عن أي صحابي على المحمل الحسن ... هذه الرواية المطلقة التي ذكرت فيها أنهم ساقوا أو لم يسوقوا , أن تحملها على أساس أنهم ساقوا هذا أولى بهم و ... مقامهم بأن تقول ... برسول الله ولم يسوقوا الهدي مع ذلك ... و هو يقول ... هذا لا يصير ... إطلاقا

السائل: ... .

 

(262/8)

 

 

«هل مس الذكر ينقض الوضوء؟ مع مناقشة طلاب العلم حول ذلك

الشيخ: يجب أن نوضح أن مس بدون شهوة لأن في بعض ... هو يصلي ... فمس عضوه هذا لا ... لأنه يصلي ... فحتما هذا نص حينما قال (إن هو إلا بضعة منك) لأن مسه مسا عفويا هذا المس العفوي ... عليه فقط و يؤكد هذا المعنى قيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما سئل نفس السؤال قال " سواء علي مسسته أو مسست أنفي " ... إذا هذا يؤكد أن المس الذي لا ينقض الوضوء لذاك العضو فهو مس لم يقترن معه شهوة إذا وضحت هذه الحقيقة يفهم حديث (من مس ذكره فليتوضأ) ... مسا غير ذاك المس ... و لا يكون هذا المس ناقضا للوضوء إلا إذا كان مقرونا بشهوة وحينئذ يتلخص و هذا ظاهر بين الحديثين أن مس هذا المس بشهوة ... الذي دخل فيها الحنفية و الشافعية و أمرهم كما قيل

" كل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك "

هذا متقدم و ذاك متأخر وكل منهم ليس عنده تاريخ ... و لذلك إذا عزمنا التاريخ ... ومن قبلهم المالكية

السائل: بالنسبة لحديث ... .

الشيخ: لا

السائل: ... .

الشيخ: لا يجوز لأن شرط الناسخ التأخر ... قال إن تستطيعوا ... لا تستطيعون ... هذا صحيح ... يمكن أو لا يمكن ... .

السائل: ... .

الشيخ: القضية مربوطة بالشهوة تتفقه في دينك ... أهلا و سهلا

 

(262/9)

 

 

«ما حكم صلاة الرجل و زوجته معترضة أمامه؟»

السائل: ... أمام امرأة

الشيخ: أمام المرآة؟

السائل: أمام امرأة.

الشيخ: أمام امرأة ... له أسوة في رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كان يصلي و عائشة معترضة أمامه نعم.

 

(262/10)

 

 

«الذي لم يحج هل له أن يعتمر؟»

السائل: ... إذا ما حجّ يمكن أن يعتمر؟

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: يعتمر ليش لمين إلي مانعه؟

السائل: لا أحد منعه

الشيخ: قصد بالعمرة قبل الحج ... .

 

(262/11)

 

 

«ما حكم صلاة الرجل و المرأة إلى جانبه و العكس وعلى من يكون الإثم؟»

السائل: ... .

الشيخ: الصلاة صحيحة و إنما يجب ... جاء الرجل و وقف بجانب المرأة ... فهو الآثم و إن كان العكس كما هو الواقع اليوم ... فالإثم على النساء.

 

(262/12)

 

 

«ما حكم من رجع إلى بلده من حج و لم يعتمر هل عليه شئ؟»

السائل: ... هل عليه دم؟

الشيخ: الإقناع يا أخي

السائل: ... .

الشيخ: من هو؟

السائل: هذا الشخص الذي اعتمر ... .

الشيخ: قصد الحج أم لا؟ قصد الحج أم لا ... قصد الحج تطوع ((و أتموا الحج و العمرة لله))

السائل: الحج و العمرة

الشيخ: عمرة الحج قصد عمرة مستقلة نحن صورنا ... و اعتمر في أشهر الحج ... يقصد العمرة فقط لا ينوي الحج, الصورة الثانية اعتمر في أشهر الحج قاصدا للحج و نحن علمنا مما سبق ذكره مرارا و تكرارا و قرأتموه أن كل حاج لابد له من عمرة صارت جزءًا من الحج فأي رجل يريد أن يحج و لو حج تطوع لابد له من عمرة و إن كان الأمر كذلك و الله يقول ((و أتموا الحج و العمرة لله)) فلابد له من الإتمام ... يكون آثما و يكون عليه هدي هذه مسألة أولى ... ماله حج ... .

 

(262/13)

 

 

«ما حكم اتخاذ العصى؟»

السائل: ... العصا؟

الشيخ: إذا كنت كموسى عليه السلام لما قيل له ((وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها و أهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى)) فاحملها ... .

السائل: ... .

الشيخ: ... لكن هذه من ... و ليس من التعبديات

 

(262/14)

 

 

«إذا تحرك المصلي في صلاته وأحس بشهوة فما حكم صلاته؟»

السائل: ... وأحس بشهوة فما حكم الصلاة؟

الشيخ: إذا حصل التحرك بدون شهوة ... ما فيه كلام و التحرك بدون شهوة يعني ... .

السائل: ... .

الشيخ: أما التحرك بشهوة ... .

 

(262/15)

 

 

«إذا لبس المحرم ثيابه قبل أن يحلق وقد رمى جمرة العقبة فما الحكم؟ ومناقشة بعض المسائل المشابه لذلك

السائل: أقول من لبس ثيابه قبل أن يحلق فما حكمه؟

الشيخ: لبس ثيابه؟

السائل: قبل أن يحلق.

الشيخ: قبل أن يحلق؟

السائل: ... ساعتين أو ثلاثة ثم حلق.

الشيخ: يعني رمى؟

السائل: رمى الجمرات.

الشيخ: ما عليه شيء.

السائل: ما عليه شيء.

سائل آخر: ... .

الشيخ: لأن التقديم و التأخير سبق

السائل: ... .

الشيخ: هذا هو ... ذلك يتحلل التحلل الأصغر.

السائل: ... .

الشيخ: طاف و اعتمر طاف حول الكعبة و سعى بين الصفا و المروة بدل أن يقص شعره أو يحلق يتحلل فهو لبس ثيابه.

السائل: ... .

الشيخ: إذا أردنا أن نعطي جوابا سريعا بدون بحث أو تفكير أنه ليس عليه شيء لأن القص هو علامة إيش التحلل و مثله اللباس لكن لا أجزم بهذا لأنه ما بحثت في المسألة.

السائل: من أعمال العمرة أن ذلك قبل أن يكمل أعمال العمرة لبس نرجع لحديث بن عباس من ترك ... .

الشيخ: ما ترك ما ترك

السائل: ... ليس متحلل بعد ذلك ... إذا ما تحلل بقي على ما هو عليه

الشيخ: سواء ... مناسك أما هنا انتهى الأمر فيمكن أن يقال مقام هذا مقام هذا الله أعلم, تفضل.

السائل: ... ثم أحرمنا.

الشيخ: هو مكي؟

السائل: لا من المدينة.

الشيخ: يذهب إلى جدة.

 

(262/16)

 

 

«إذا تجاوز الميقات ولم يحرم فما الحكم؟»

الشيخ: إذا خرج من هنا إلى جدة فك العمرة؟

السائل: ... .

الشيخ: لا, ما دام ناوي يحرم من الميقات.

السائل: هل عليه إثم؟

الشيخ: طبعا عليه إثم ... عليه ذنب.

السائل: ... .

الشيخ: لأنهم لم يبلغهم الخبر.

 

(262/17)

 

 

«مناقشة طلاب العلم مع الشيخ الألباني حول حديث عائشة لما أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى الحل للعمرة بعد الحج

السائل: ... .

الشيخ: العمرة و الحج.

السائل: ... .

سائل آخر: ... ؟

الشيخ: الإجماع الذي ظهر في الحديث الصحيح الذي لا معارض له ... على بطلان ذهابهما

سائل آخر: ... فلابد أن يخرج محرم ... و يستدل بحديث عائشة ... .

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: من أراد الحج و العمرة هذا إقتران هذا تقديم لو فسرنا الحديث بهذا التفسير القائل ... مثلا (من غسّل واغتسل وبكّر وابتكر ... ) لأن جاء مقترن يشمل هذه القضية ... .

سائل آخر: ... .

الشيخ: ... لا ليس كذلك حديث عائشة امرأة حائض ... فكيف تقيسون الرجال الذي لا يحيضون ... هي كذلك عائشة هل أحد اعتمر مع عائشة من كل جماهير الصحابة؟ هل أحد من أصحاب الرسول اعتمر مع عائشة من التنعيم في حجّة الوداع؟

السائل: ... .

الشيخ: هذا ليس جوابا ... و فهمي سؤال أوجهه له

السائل: ... .

الشيخ: مثل واحد يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من سمع نداء ثم قال اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة) إلى آخره (حلت له شفاعتي) ... هل قال أحد من الصحابة هل فعل أحد ذلك يا أخي ما دام الرسول أشار إلى هذا ... .

السائل: ... أمر عائشة

الشيخ: يا أخي لماذا أمر عائشة؟ لماذا أمر عائشة بالعمرة و هي كانت من قبل نوت العمرة ... بأمر الرسول عليه السلام و دخل عليها و هي تبكي قال (ما بك؟) قالت " الناس يرجعون بحجة و عمرة و أرجع بحج " فقال لها اخرجي إلى التنعيم إلخ.

السائل: ... .

الشيخ: مش على كيفك

السائل: ... .

الشيخ: أنا أقول لك قال رسول الله مش على كيفك

السائل: ... .

الشيخ: ... قبل عرفات و بيجيك الحيض ... لا هذا الواقع

السائل: ... .

الشيخ: ... مش هذه القضية أنا بقلك كذا إذا اقتنعت فبها ما اقتنعت ... أحد من الصحابة لم يعتمر معها فلو كانت من طاعة الله و طاعة رسوله أن يخرج الذي جمع بين الحج و العمرة إما بطريق التمتع و إما بطريق القران لو كان يستحب له أن يخرج مرة أخرى إلى الحل منه التنعيم لفعله واحد من أصحاب الرسول الذين يعدون بالألوف المؤلّفة لكن هنا ... ففيه رجل مسلم خلقه الله رجلا سويا و فضّله على النساء ... العمرة لأنهما كان لها وضع خاص حاضت ولم تمتع لم تستطع أن تأتي بالعمرة فأذن الرسول عليه السلام لها عمرة ... أخرجها إلى التنعيم ... الرسول عليه السلام أنه كل من مرّ على هذه المواقيت ممن أراد الحج و العمرة فلابد أن يحرم من هناك أما مكة أن يحرم هنا من مكة ... لكل من يريد الحج و العمرة ... أن نتكلم في تأويله إقتران لمسألة أخرى و يتمسك بها ... بالنساء الحيّض , نعم.

سائل آخر: بالنسبة ... لما خرج ... العمة من تنعيم

الشيخ: متى؟

السائل: ... يخرج من التنعيم يأتي بعمرته ... .

 

(262/18)

 

 

«هل يجوز لمن حج عن غيره أن يؤخر العمرة إلى ما بعد الحج؟»

السائل: ... بالعمرة؟

الشيخ: نحن نقول ... .

السائل: ... لا الذي يحج عن نفسه و لا الذي يحج عن غيره ... عمرة و حج العمرة قبل الحج فنتكلم الآن نعم , سقت الهدي؟

السائل: ما سقت الهدي.

الشيخ: ما يجوز الحج غضب الرسول صلى الله عليه و سلم على الذين أخروا الحج إما أن يسوقوا الهدي

السائل: عن غيره؟

الشيخ: ما فيه فرق عن غيره الحج سواء عن نفسه أو عن غيره.

السائل: إن شاء الله ... .

الشيخ: أنا أقول لا فرق.

 

(262/19)

 

 

«ما حكم الزواج من الكتابيات؟»

الشيخ: أقول من حيث الحيثية هو هو لكن الذي يمكن أن يقال ... تربية أولادها ... مسلم تربية غير إسلامية و إلى هذه الزوجة المسيطرة في الغالب تسيطر على نفس الزوج ... مخالفة لشريعة خلاف إلى هذا قد تكون جاسوسة قد تكون ... منعا مؤقتا ... نصرانيات يهوديات اليوم

السائل: ... .

 

(262/20)

 

 

«أسئلة تتعلق بأحكام الصلاة والسترة؟»

السائل: ... .

الشيخ: أين هذا؟ في البخاري.

السائل: أن عبد الله ... .

الشيخ: إيش معنى هذا؟

السائل: يعني ... ركعتين

الشيخ: ركعتين ... .

السائل: ماني عارف ... بنشوف الحديث

الشيخ: ... .

سائل آخر: إذا كانوا جماعة هل يجوز ... تأخر

الشيخ: ... إذا كانوا جماعة ... الحديث ... لا يجوز ... بالنسبة ... لا يضرهم ... .

السائل: إذا كانوا جماعة

الشيخ: ... .

السائل: حتى لو كانوا جماعة

الشيخ: إي نعم

السائل: ... محدد في الحديث

 

(262/21)

 

 

«كلمة حول التمتع في الحج

الشيخ: فأشرت إشارة سريعة ... فماذا جاء في حديث السيدة عائشة ... وعائشة لا تتحدث عن نفسها كما قلت عن جابر أنه تحدث عن نفسه فعائشة ها هنا ... بمعنى إذا افترضنا الذين ساقوا مرة أخرى كما هو صريح هم عشرة أشخاص فقط لو فرضنا أن الذين أخبرت السيدة عائشة عنهم أنهم ساقوا مرة أخرى عشرة أشخاص ما ثبت لدينا أن العاشر هو جابر وثبت لدينا أن جابرا كان كما قلت أنت متمتعا ما لم يسق لأنه هو تعجب عن نفسه فهل يجوز ترك خبر السيدة عائشة برمته أم تخطئها في شخص واحد قام الدليل عندك أن هذا الشخص الواحد كان متمتعا ما قام الدليل أن هذا الشخص المتمتع لم يطف فلأنها وهمت في جزء لا ينبغي لنا من أجل أنها وهمت في جزء أن نخطئها في الأجزاء الأخرى ... إطلاقا وأنا لا نبرئ إنسانا من خطأ ما, رجل روى عشرة أحاديث وثبت أنه أخطأ في واحد منها نرد التسعة الأخرى عليه؟

السائل: لا.

الشيخ: طبعا لا , أيضا ليس من طريق أهل العلم أن نقول أخطئت عائشة هكذا خطأ إطلاقا في قولها أن الذين تمتعوا ... فإنما لك مبدئيا أن تقول أنها إن عنت أيضا جابرا هذا فهي وهمت بذلك لأن جابرا لأن جابر تحدث عن مشيه أنه كان متمتعا وأنه لم يطف هذا هو تقريب الموضوع بناءً على جزمك بأن جابر كان متمتعا ولم يطف الطواف الثاني الذي تحدثت عنه السيدة عائشة

السائل: ... .

الشيخ: أريد أن أذكرك والإخوان بأن لفظة التمتع في عرف السلف الصالح لا يختص بالتمتع المعروف لدينا اليوم والذي هو معناه التحلل بالعمرة إلى الحج هذا مفهوم عندك؟ فعلى ذلك إذا ضاق الأمر بنا ووجدنا حديث عائشة معارض حديث جابر على مفهومك أنت بالتمتع فأنت تفسر تمتع جابر بأنه قران ... أن تفسر تمتع جابر مادام أنه لم يطف الطواف الذي أخبرته السيدة عائشة فيحنئذ نضطر أن نقول تمتع جابر بمعنى قرن ولذلك قال أهل العلم في تفسير قول الله عز وجل ((فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي)) يدخل فيه المتمتع بالعمرة إلى الحج والقارن بين الحج والعمرة فإذا كان هذا عرف لغوي سلفي فحينئذ إذا صح لدينا أن جابرا رضي الله عنه قال تمتعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفسر تمتعه على قوله لم أطف فنستنتج من ذلك أن حديث جابر لا يعارض حديث عائشة.

 

(262/22)

 

 

«شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد: قال المصنف رحمه الله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح ال»

الشيخ: درسنا الليلة في كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري الحديث الثامن والعشرين قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا) رواه مسلم وهذا الحديث إنذار من الرسول صلوات الله وسلامه عليه لأمته ... لا يتصورها عقل إنسان فتن عظيمة كقطع الليل المظلم يفتتن فيها المسلم فيصبح مؤمنا ويمسي كافرا والعكس بالعكس تماما وقوله عليه السلام (بادروا بالأعمال) إنما يعني الأعمال الصالحة فهو عليه الصلاة والسلام يحض أمته لا سيما في الأزمنة المتأخرة التي كل ما تأخر بنا الزمن كلما كثرت فينا الفتن وكلما اقتربنا من أشراط الساعة الكبرى فيأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح أن نبادر هذه الفتن بالأعمال الصالحة أي أن نستقبلها بالأعمال الصالحة حتى إذا ما فوجئنا بها نكون قد تدرعنا وتسلحنا بهذه الأعمال الصالحة فتحول بيننا وبين أن نقع في مثل هذه الفتن التي هي كقطع الليل المظلم, فحصانة المسلم من أي فتنة من هذه الفتن التي ذكرت بصورة عامة في هذا الحديث أو من الفتن الأخرى سيأتي ذكر بعضها في حديث تالٍ فالمخرج من هذه الفتن كلها إنما هو العمل الصالح فبالأعمال الصالحة يتدرع المسلم ويتحصن من أن يمر في هذه الأطوار الغريبة التي يصفها الرسول عليه السلام لقومه (يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا) والسبب؟ أوضح ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله (يبيع دينه بعرض-حقير من حطام- من الدنيا) ومثل هذا الحديث لا يحتاج فهم كبير فنحن نرى الناس وكيف يفتنون بسبب الدنيا هذه من مناصب وجاهات ومراتب ونحو ذلك, فإذا على المسلم أن يتدرع بالعمل الصالح ولا شك ولا ريب أن العمل الصالح كما ذكرنا لكم مرارا وتكرارا لا يصيب صاحبه شيئا مطلقا إلا بأن يقترن هذا العمل الصالح بالإيمان الصحيح والإيمان الصحيح لا يكون إلا بالإيمان بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالمفهوم الصحيح المطابق لما كان عليه سلف هذه الأمة وفيهم الأئمة الأربعة فلا يجوز للمسلم أن يقبل على العمل الصالح يبتغي بذلك يوم القيام وفي الوقت ذاته يهمل إصلاح عقيدته فإنه والحالة هذه يذهب عمله الصالح هباءً منثورا كما قال ربنا تبارك وتعالى في كتابه في حق الذين أشركوا بربهم ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)) لذلك فيجب أن نتذكر دائما وأبدا حينما تمر بنا ذكر الأعمال الصالحة أن نقرن معها دائما وأبدا الإيمان الصالح أيضا ولذلك ما من آية إلا وتبدأ بذكر الإيمان ثم تثني بذكر الأعمال الصالحة كقوله تعالى ((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)) أقول هذا لأننا في زمن كثرت فيه الأهواء والبدع بعضها ورثناها من قرون طويلة مديدة وبعضها تذرّ قرنها في العصر الحاضر ولذلك فأهم شيء يجب على المسلم أن يعنى به إنما هو تصحيح عقيدته ثم أن يضم إلى ذلك الإكثار من العمل الصالح لأن الإيمان ليس هو الإعتقاد الصالح فقط بل من الإيمان أيضا العمل الصالح فالرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما يحضنا هنا على أن نبادر تلك الفتن بالأعمال الصالحة إنما يحضنا على ذلك ليجعل بيننا وبين هذه الفتن وقاية وحصنا حصينا تمنعنا هذه الأعمال الصالحة من أن نقع في مثل هذه الفتن المظلمة التي (يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا) هذا هو الحديث الأول الذي رواه مسلم في صحيحه.

 

(263/1)

 

 

«فائدة إسنادية حول تخريج الإمام مسلم لحديث أبي هريرة

الشيخ: وهنا لابد من التنبيه أي من الناحية الحديثية أن هذا الحديث قد تردد بعض العلماء المتأخرين في صحة نسبته إلى الإمام مسلم, ... في ذلك واضح بين وهو أن الحديث له علاقة بالفتن التي تكون بين يدي الساعة فهو في ذلك كالحديث الذي يليه تماما فرجع المشار إليه إلى كتاب الفتن من صحيح مسلم فلم يجد الحديث في كتاب الفتن ففكر أن يكون هذا الحديث في صحيح مسلم لكن الواقع أن هذا العزو من المصنف وغيره لهذا الحديث للإمام مسلم هو عزو صحيح لكن كل ما في الأمر أنه أخرجه في مكان ليس هو مظنة إراده فيه ذلك أنه أخرجه في كتاب الإيمان وهو أول كتاب في كتب الإمام مسلم في صحيحه بينما الكتاب الآخر الذي يظن أن يوجد فيه هو آخر كتاب في صحيح مسلم وهو كتاب الفتن فلما لم يجد بعض الباحثين هذا الحديث في كتاب الفتن من صحيح مسلم ظن أن عزوه لمسلم خطأ وظنه هو الخطأ فقد أخرجه الإمام مسلم كما قلنا في كتاب الإيمان من أول صحيحه وهو في الطبعة الإٍسطنبولية القديمة والتي صورّت منذ بضع سنين في مصر في المجلد الأول في الصفحة السادسة والسبعين.

 

(263/2)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) رواه مسلم

الشيخ: الحديث الذي يليه وهو أيضا في مسلم لكن في كتب الفتن وهو أيضا من رواية أبي هريرة وهو قوله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) رواه مسلم في هذا الحديث فائدة لغوية قد تخفى على بعض الناس وهي مجيء أو بدل الواو العاطفة فقوله عليه السلام هنا أو الدخان هي بمعنى و الدخان أو الدجال و الدجال إلى آخره فهذا الحديث كالحديث السابق من حيث أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم يحث فيه المسلمين علي أن يبادروا أشراط الساعة بالأعمال الصالحة بما سبق بيانه في حديث السابق لكن هذا الحديث يفصل بعض الأشراط التي لم يشعر إليها في الحديث الأول فيقول عليه الصلاة و السلام (بادرو بأعمال ستّا طلوع الشمس من مغربها ... ) طلوع الشمس من مغربها مما جاء ذكره في القرآن الكريم كما هو معلوم و أنها يوم تطلع من مغربها يومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن قد أمنت من قبل و هذا بلا شك يحتاج كثيرا من الإيمان لا سيما عند الناس الذين يدرسون العلم الحديث وعلم الفلك والذين يغلب عليهم إلا ما شاء الله منهم ... بالنظم وبالسنن التي يسمونها بالسنن الكونية أو الطبيعية ثم ينسون وبعضهم يجحدون الذي سنّها والذي نظمها هذا التنظيم البديع فطلوع الشمس من مغربها معنى ذلك قلب نظام هذا الكون للأسف وهذا القلب لا يتسع الإيمان به إلا قلب كل مؤمن آمن بربه عز وجل وأنه فعال لما يشاء و لما يريد وخلاق كما يشاء وكما يريد كما قال عز و جل ((و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحانه و تعالى عما يشركون)) على أن طلوع الشمس من مغربها هو ... نظام هذا الكون من أصله كما جاء في كثير من آيات الكريمة ((إذا الشمس كورت* و إذا النجوم انكدرت* وإذا الجبال سيرت)) فهذا كله إشارة إلي أن هذا الكون المنظم بهذا التنظيم فيتصرف فيه رب العالمين تصرفا يغير في هذا الكون ما يشاء من تغيير كما قال ((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار)) فمن ... الإشارة إلى هذا التغيير الجذري إنما هو طلوع الشمس من مغربها الذي يطلعها كل يوم من مشرقها ليس بعاجز أن الله عز وجل يطلعها من مغربها إيذانا بأن هذه الدنيا انتهت ولذلك جاء الوصف السابق بأن يوم تطلع الشمس ((لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)) هذا أول شروط الساعة والتي اصطلح العلماء على تسميتها بشروط الساعة الكبرى, فالرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول هنا (بادروا بالأعمال ستا أولها طلوع الشمس من مغربها) ذلك لأن الأمر حينذاك خطير المخطأ المذنب إذا لم يتب قبل طلوعها لا تنفعه توبته, الكافر إذا لم يتب من قبل لا تنفعه توبته وهكذا فهنا تجب المبادرة إلى التوبة بالأعمال الصالحة وبالأولى والأحرى أن يبادروا الكفار والمنافقون أن يعودوا إلى ربهم و يؤمنوا بإسلامهم طلوع الشمس من مغربها أو الدخان, الدخان أيضا من أشراط الساعة ولكن يجب أن نلاحظ هنا شيئين اثنين الشيء الأول أنه لم يأتِ في السنة الصحيحة كبير شيء يذكر في وقت هذا الدخان الذي يكون من أشراط الساعة لكن الظاهر أنه دخان يعم الناس جميعا يعني كما لو تصورنا أن غازا مخنقا من هذه الغازات التي يتظاهر بها الكفار اليوم بالإستكثار منها إرهابا لأعدائها وقد يتصورون لو ألقي منها بعض القنابل لأهلكت الحرث و النسل , فهذا الدّخان يكون من الله عزّ وجل و ليس بإرادة أي إنسان كطلوع الشمس من مغربها فالظاهر أن هذه الآية الدخان يكون عاما وشاملا لأهل الأرض ولكن الله عز وجل يعامل بالمؤمنين به معاملة خاصة كمثل ما يعاملهم يوم يأذن بإقامة الساعة على أهل الأرض وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قال (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق)

 

(263/3)

 

 

«معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة وليس على وجه الأرض من يقول الله الله) وبيان بدعية ذكر الله بلفظ الله الله مثل فعل الصوفية

الشيخ: وفي الحديث اللآخر (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) فبدهيا جدا أنه ليس المقصود من هذا الحديث أقول هذا دفعا للمفاهيم الخاطئة ليس المقصوم من هذا الحديث الصحيح (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) أي يذكر الله ... ما شاء الله من العدد مئة مئتين ثلاث مئة بما ... ليس هذا المقصود إطلاقا أن يقول الله الله الله الله هذا ذكر مبتدع شرعا ولغة, أقول الذكر باللفظ الله الله هذا ذكر مبتدع شرعا ولغة, أما شرعا فلأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأن الصحابة ومن تبعهم بإحسان وفيهم الأئمة الأربعة الكرام كلهم جميعا لم ينقل عن أحد منهم شرعية بمثل الله الله مع كثرة الأذكار التي حظ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمّته لا سيما وقد قال (خير الكلام أربع كلمات و لا يضرك بأي بدأت سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلاّ الله و الله أكبر) هذا أفضل الكلام بعد القرآن هذه الجمل الأربعة وجاءت أحاديث خاصة في بيان أفضلية التهليل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير كتب الأذكار المؤلّفة في هذا الصدد في بيان ما شرعه الله تبارك وتعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بتلك الأذكار شيء لا يكاد يحيط به أعبد الناس وأعلم الناس ولا تجد في شيء من هذه الكتب إطلاقا ولو في حديث موضوع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجلس هو و أصحابه و يذكرون الله بهذا اللفظ الله الله, لذلك فالذكر بهذا اللفظ المفرد بدعة في الدين لا سيما مع عدم وجوده في الأذكار الواردة كما أشرنا إلى ذلك آنفا أما أنه مبتدعا لغة فقد يكون هذا غريبا على بعض الناس ولكن من كان عنده شيء من العلم بآداب اللغة وبنحوها فهو يعلم أن هذا الكلام ليس له جواب مبتدأ لا خبر له فهذه جملة مبتورة ناقصة الله ما باله لو قيل الله عظيم, الله جليل, الله عزيز, الله كريم, الله عليم, كانت الجملة تامة ثم يبقى النقص من حيث عدم ورودها أما فهذه الكلمة الله فهي جملة ناقصة لم يأتِ خبرها ثم هناك خطأ آخر لا يصح لغة أن يقال الله الله و لكن تقول اللهُ اللهُ الله إذا وقفت أما إذا لم تقف فلا بد من الوقف تقول اللهُ اللهُ الله هذا لو صح من حيث المعنى لكن الآن نتكلم من حيث التعبير فلا يصح الوقوف على متحرك كما أنه لا يجوز التحريك هو ساكن, لا يجوز أن نقول اللهْ اللهْ اللهْ, و إنما اللهُ اللهُ الله إذًا لما قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) الله يعني من يشهد أن الله وحده لا شريك له لا يعني ما على وجه الأرض من يذكر الله بلفظ الله الله لأن هذا أولا كما قلنا غير مشروع وثانيا لو كان مشروعا هل هو ركن من أركان الإسلام والواقع أنه كانت هناك مناقشة بيني و بين بعض المشايخ و قد احتج بهذا الحديث على شرعية ما يسمّونه بالذكر ... فشرطت عليه بما قد سبق بيانه وبالحديث الآخر الذي هو بلفظ (لا تقوم الساعة و على وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله) هذه جملة كاملة و هذه مفسرة بالرواية الأولى (لا تقوم الساعة و على وجه الأرض من يقول الله) أي من يقول لا إله إلا الله بعد هذا قلنا لو سلمنا جدلا بأن هذا الذكر مشروع وهو غير مشروع قطعا فهل هو ركن؟ قال لا, يعني ركن من أركان الإسلام؟ قال لا, فرض من فرائض الإسلام؟ قال لا, واجب من واجبات الإسلام؟ ... قال لا, سنّة مؤكّدة قال لا, ماذا سيكون سيكون سنة مستحبة مندوبة ... خاص قلت لو فرضنا أن أئمة المسلمين ... على عقيدتهم الصحيحة ... على القيام بكل الفرائض والواجبات و السنن كلها لكن تركوا مستحبّا من المستحبات ومنها هذا الذكر الذي نعتقد بأنه مبتدع هل يستحقون أن تقام الساعة عليهم؟ قال لا, قلنا فإذا هذا دليل قاطع على أن تفسير الحديث كما يبدو لبعض الطرقيين (لا تقوم الساعة و على وجه الأرض من يقول الله) أي من يذكر الله الله غير صحيح لأن لو تركنا هذا الذكر ما نكون شرار أهل الأرض و قد قال عليه السلام (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق) فمن هؤلاء شرار الخلق؟ هم الكفار أي الذين هم لا يشهدون لله بالوحدانية و لنبيه صلى الله عليه وسلم بالنبوّة والرسالة هذه جملة معترضة.

 

(263/4)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( ... أو الدخان) وبيان معنى الدخان في قوله تعالى: ((فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ... ))»

الشيخ: أردت من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما ذكر الدّخان فهمنا منه أنه بلاء كبير يحيط بأهل الأرض جميعا لكن لا نستبعد أن يعامل الله عز وجل عباده حين ذاك بمعاملة ... كفار من ضنك العيش والحياة والشدة والعذاب بسبب هذا الدخان كما جاء في بعض الأحاديث السابقة أن الله عز وجل إذا أراد أن يقيم الساعة أرسل ريحا طيبة فقبضت روح كل مسلم على وجه الأرض فلا يبقى إلا شرار الخلق و عليهم تقوم الساعة و لعلي في فرصة أخرى فقد ذكر الحافظ بن كثير ((فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم)) قد ذكر في تفسير هذه الآية بعض الأحاديث الواردة في الدخان التي هي شرط من أشراط الساعة ثم إن هذه الأحاديث لا تخلو من ضعف و إن كان هو الحافظ بن كثير قد ذهب إلى تصفية و ... بعضها لكن تبين لي بدراسة عاجلة أنه غير مصيب في ذلك و لكن يحتاج الأمر بعد إلى زيادة تحقيق في تلك الأسانيد و لعلي آتيكم بالجواب في درس آخر إن شاء الله و قبل أن ننهي الكلام على هذه الآية من الآيات الست ألا وهي الدخان و لنذكر أن الآية السابقة ((فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين)) الظاهر أنها لا تعني الدخان الذي هو شرط من أشراط الساعة فقد ثبت في الصحيحين من حديث بن مسعود رضي الله عنه أن الدخان المذكور في الآية أصيب بها المشركون في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالدخان المذكور في الحديثين هو غير الدخان المذكور في الآية نقف ههنا لنتم التعليق إن شاء الله في الدرس الآتي علي بقية الحديث.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده و رسوله.

((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا وأنتم مسلمون))

((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا))

((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما))

أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.

كان درسنا الماضي آخر حديث فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) رواه مسلم و قد كنا تكلمنا على بعض الفقرات وصلنا إلى الدخان و ذكرنا أن الدخان المذكور في هذا الحديث هو غير الدخان المذكور في الآية التي ذكر فيها الدخان وهذا على قول بعض العلماء والمهم أن هذا الدخان المذكور في هذا الحديث هو علامة من علامات الساعة وذكرنا أنه لم يرد في السنة الصحيحة شيء من صفات هذا الدخان وحينما أقول الصحيحة أعني أن هناك روايات فيها ضعف من حيث إسنادها فيها تفصيل لهذا الدخان وأنه يأخذ بقلوب الكفار و يموتون خنقا بخلاف المؤمنين فإنه لا يؤثر فيهم.

 

(263/5)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( ... أو الدجال).»

الشيخ: أما ... التي تلي الدخان و هي الدجال فالواقع أن أحاديث الدجال كثيرة و كثيرة جدا حتى بلغت مبلغ التواتر, وفي كل حديث أو كثير من هذه الأحاديث صفات وبيانات تتعلق بالدجال غير الصفات والبيانات التي ترد أو يرد ذكرها في الأحاجيث الأخرى و مجموع هذه الأحاديث يأخذ منها الباحث القطع بأن هذا الدجال هو شخص إنسان من خلق الله عز وجل وأنه له مخاريق وله خوارق عادات يفتتن بها الناس و ليس كل الناس و لكن الذين ليس في قلوبهم إيمان قوي وعلم صحيح يدفع الشبهة التي يتظاهر بها هذا الدجال الأكبر و قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جملة ما صح من أحاديث الدجال قوله (ما بين خلق آدم و الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال) ففتنة الدجال أكبر فتنة يخلقها الله تبارك وتعالى قبل قيام الساعة اختبارا منه لعباده ففتنة الدجال أكبر فتنة يخلقها الله تبارك و تعالى قبل قيام الساعة اختبارا منه لعباده وله سبحانه وتعالى أن يمتحن عباده بما يشاء من فتن وبلاء, ومن صفات الدجال ومخارقيه أنه يقول للسماء أمطري فتمطر, وللأرض أنبتي نباتك فتنبت و للخربه أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها وتنطلق ... له و مثل هذا كثير و أغرب شيء جاء ذكره في الحديث الصحيح أنه يقطع رجلا نصفين ثم يعيده حيا ولكن هذا الرجل هو في الواقع دليل على عجز هذا الإنسان وأنه مخلوق من جان لأنه حين يقتل هذا الإنسان و يقطعه قطعتين إنما يفعل ذالك به لكفره بالدجال و عدم إيمانه بدعواه الكاذية وهي أنه الإله الخالق يدعي الربوبية هكذا جاء في الأحاديث.

 

(263/6)

 

 

«بيان ضلال ميرزا غلام أحمد القادياني

الشيخ: أما في بعض الروايات التي لا يمكن الإعتماد عليها فهي تشبه ما تحقق صفته في نبي قاديان المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني فإن هذا الرجل أول ما ظهر ظهر مدّعيا للمهدوية أنه المهدي المبشر به أيضا في الأحاديث الصحيحة ثم بعد زمن ارتقى في الدعوى في الضلال فزعم أنه هو عيسى عليه السلام المبشر أيضا بنزوله آخر الزمان وحينما ادعى هذه الدعوى تأول أحاديث النزول بمثل ما يتأول المبتدعة المتأولة لكل أحاديث الشريعة سواء ما كان منها من آيات الصفات أو أحاديث الصفات أو علامات الساعة وسترون كيف تأول بعضهم الدجال في هذا الحديث والدابة أيضا بعدها هذا اللفظ فميرزا غلام أحمد القادياني تأول نزول عيسي بقوله (لينزلن فيكم عيسى بن مريم) أي مثيل عيسي بن مريم فجاء بمضاف زعم لينزلن فيكم عيسى لا ليس عيسى و لكن مثيل عيسى هكذا كما يقول المتأولة قديما وحديثا ((وجاء ربك)) أي أمر ربك و نحو ذلك من التآويل ثم ادعى ميرزا غلام أحمد القادياني أن الله عز وجل أوحى إليه بالنبوة وأنه قال له في جملة ما قال في زعمه يا أحمد أنت عندي بمنزلة توحيدي و تفريدي أحمد القادياني عند الله في زعمه بمنزلة التوحيد عند الله عز وجل وهذا لينكشف ضلال هذا الإنسان لمن بقي في قلبه ذرة من إيمان كما تدرج هذا الدجال يقول بعض العلماء أن الدجال الأكبر هكذا يتدرج فيدعي المهدوية ثم العيساوية ثم الربوبية ولكن جاء في الأحاديث أنه يدعي الربوبية فممكن أن يتدرج كما هو شأن جل المبطلين والدجالين ويمكن أن يخرج فورا يدعي الربويية.

 

(263/7)

 

 

«تتمة الكلام حول الدجال وصفاته وفتنته

الشيخ: الشاهد أن هذا الدجال يظهر بهذه الخوارق للعادات ليمتحن الله عز وجل على يديه من شاء من عباده فمن هؤلاء رجل مؤمن يخرج فيصادفه حرس من حرس الدجال فيلقون القبض عليه ويؤتون به إليه فيسأله هل تؤمن بي يعني أنه الرب يقول لا, أنت خلق من خلق الله فيأمر بقطعه نصفين ثم يقول لأصحابه هل أعيده كما كان يقولون أنت أعظم من ذلك فيعيده كما كان حيا ثم يعيد الإمتحان السابق بعدما رأيت هل تؤمن قال ما ازددت إلا إيمانا بأنك أنت الدجال الأكبر الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و يقول الرسول في هذا الحديث أنه لا يستطيع أن يسلط عليه مرة أخرى وذلك ليظهر عجزه في زعمه ادعائه الربوبية فهذه من صفات الدجال فيما يتعلق بخوارقه لكن من صفاته البدنية الشائنة المعيبة والتي لا تليق بالرب تبارك وتعالى أنه أعور واختلفت الروايات في تعيين اليمنى أو اليسرى لكن اتفقت كلها على أنه أعظم و يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه و هو يصف هذا الدجال (أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور) ويزيد في تنبيه المؤمن على أن هذا الدجال يستحيل هو الرب قال عليه السلام (وأن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) فكيف يكون ربكم هذا و أنتم ترونه و لن يرى أحدكم ربه حين يموت ثم ترونه أعور و هذا عيب ونقص والله عز وجل له كل صفات الكمال.

 

(263/8)

 

 

«بيان أن الدجال شخص مخلوق والرد على من أنكر أنه شخص وقالوا هو رمز على الشر يعم البلاد في آخر الزمان و مهنم القادياني

الشيخ: و مما يتعلق بدجال وصفا له أن الله حرم عليه مكة والمدينة ولا يتمكن من دخولهما هذه الصفات كلها تعطي للمطلع عليها أنه شخص مخلوق ومع ذلك كله ستجد كثيرا من الكٌتاب قديما وحديثا وبخاصة اليوم ينكرون هذه الحقيقة التي تواردت على إثباتها الأحاديث المتواترة فيقولون إن الدجال ليس شخصا وإنما هو رمز للشر الأكبر الذي يظهر ويعم البلاد في آخر الزمان و هذه الدعوى ادعاها قبل هؤلاء الكتاب ذلك الدجال السابق الذكر ميرزا غلام أحمد القادياني فزعم أن الدجال هو الشر وليس إنسانا كما أنه زعم في الأحاديث التي لا تقبل التأويل في نزول عيسى عليه السلام بأنه ليس نزول شخص عيسى و إنما يعني نزول الخير و السلم و نحو ذلك من الصفات التي تقابل الشر الذي يرمز إليه الدجال.

 

(263/9)

 

 

«بيان ما وقع فيه محمد رشيد رضا من التقليد للقادياني في مسألة تأويل أحاديث نزول عيسى بالخير و أحاديث خروج الدجال بالشر

الشيخ: وهكذا هذا الدجال القادياني تأول أحاديث نزول عيسى بالخير وتأول أحاديث خروج الدجال بالشر فقيّده وتبعه على هذا التأويل كثير من الكتاب الإسلاميين اليوم مع الأسف الشديد وقد يكون فيهم من يؤسفنا جدا جدا أن يتأول هذا التأويل لأننا نعتبره في مقدمة العلماء الباحثين المحققين الذين كان لهم عناية خاصة في الدعوة إلى السنة وإلى نشرها أعني بذلك السيد محمد رشيد رضا رحمه الله ولكن مع الأسف الأمر كما قيل " لكل عالم زلة ولكل جواد كبوة " فهذا من كبوات هذا الإنسان العالم حيث تأول مع المتأولين أحاديث الدجال وغيرها, لا يمكن للمسلم المتجرد عن الهوى إلا أن يؤمن بحقائق أحاديث الدجال وهي تؤدي إلى ما قدمنا إليكم آنفا شيئا من خلاصتها وهي كلها تنتهي إلى أنه رجل مخلوق ربنا عز وجل يسخر له بعض المخلوقات كالمطر والأرض ونحو ذلك ليبتلي بذلك عباده فإما الإيمان بهذه الحقائق وإما إنكار الأحاديث من أصلها لأن التأويل هو في الحقيقة ... لمعنى الذي تضمنته النصوص يتأولون مثلا الدجال بأنه الشر فكيف يوصف الشر بأنه أعور ويتبع أن ربكم ليس بأعور وكيف يوصف بالشر لأنه لا يدخل مكة والمدينة ونحن مع الأسف الشديد نرى اليوم قد دخل مكة والمدينة شر كبير جدا من الخلاعة ومن الفتنة بالمال ونحو ذلك والأحاديث تصرح بأن الدجال لا يدخل مكة والمدينة لكن الدجال قد دخل هذين البلدتين المقدستين.

 

(263/10)

 

 

«بيان أسباب النجاة من فتنة الدجال و بيان وجوب الإيمان بعلامات الساعة كما وردت في السنة الصحيحة و عدم تأويلها

الشيخ: لذلك فيجب الإيمان بأن الدجال لابد أنه سيخرج في آخر الزمان وأنه يفتتن به كل ضعيف الإيمان وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن من اعتاد قراءة العشر الأول من سورة الكهف أمن فتنة الدجال ولخطورتها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها في صلاته ويأمر بذلك كل مصلّ فكان عليه الصلاة والسلام يقول (إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أبع يقول اللهم إني إعوذ بك من عذاب جهنم ومن فتنة القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال) فاستغاذة الرسول عليه السلام وأمره بالإستعاذة دليل على خطورة هذه الفتنة لذلك إذا كنا نتصور أنّ الدجال الأكبر بعيد عنا الآن فذلك لا يسوغ لنا أن لا نؤمن بخروجه إيمانا منا وتصديقا بالمخبر به ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب أن نتذكر بهذه المناسبة أن تأويل الدجال أو الدابّة أوطلوع الشمس من مغربها بتآويل تلتقي مع مفاهيم الناس جميعا يجب أن نعلم أن الذي يحمل الناس على مثل هذا التأويل هو قلة إيمانهم أو ضعف إيمانهم لأن هذه الأمور غيبية ثم كثير منها هي من خوارق العادة والناس قد ألفوا العادات فيصعب عليهم الخروج منها ليس فقط عملا بل وفكرا واعتقادا فمجيء إنسان كهذا الدجال الأكبر يقول للسماء أمطري فتمطر إلى آخر المخاريق التي أشرنا إليها آنفا هذا أمر غير معتاد لدى الناس جميعا ولذلك لا تتّسع عقولهم المادية للإيمان بهذه الأخبار الشرعية فيجب أن نتذكر أن عدم الإيمان بها بعد ثبوتها إما كتابا كطلوع الشمس من مغربها كتابا وسنة كهذه الآية وإما كخروج الدجال الأكبر وقد تواترت الأحاديث الصحيحة فيه عدم الإيمان بهذه الحقائق هو دليل فقدان الإيمان كلا أو جلا وقد قال الله عز وجل في وصف عباده المؤمنين المتقين أول ما وصفهم به هو الإيمان بالغيب فقال ((آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة)) فأول شرط الإيمان هو الإيمان بالغيب فكل ما اتسع إيمان المسلم بما جاء في الكتاب والسنة والسنة الصحيحة كلما كان أقرب إلى الله تبارك وتعالى وكل ما ضاق أفق تفكيره وقلبه عن أن يؤمن بآيات ربه وأحاديث نبيه كان ذلك أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان فيجب إذا أن نعرف أن من عقائد المسلمين الإيمان بخروج الدجال في آخر الزمان.

 

(263/11)

 

 

«بيان كيفية قتل عيسى عليه السلام للدجال

الشيخ: ومن صفاته الصحيحة أن عيسى عليه الصلاة والسلام هو الذي يقتله ويقتله أيضا يأمر خارق للعادة لا يقتله لا بالرصاص المعهود اليوم ولا بالقنابل اليدوية أو المدفعية أو نحو ذلك من الوسائل الحديثة القاتلة وإنما بحربة ثم هو حينما يرميه بالحربة يذوب كما يذوب الملح كل هذه الأشياء خارقة للعادة فلا يسع الإنسان إلا أن يؤمن بها أو أن يكفر بها والكفر هو الكفر وهو الهلاك بعينه.

 

(263/12)

 

 

«ذكر أقسام خوارق العادات: أولا: معجزة وكرامة، وثانيا: فتنة لصاحبه، والفرق بينهما. و ذكر أمثلة على ضلالات الصوفية في هذا

الشيخ: وقبل أن أنتقل بعض ما يتعلق بالدجال وأوصافه إلى الدابة أريد أن أهتبلها فرصة لأذكر كثير من الناس اليوم مممن يؤمنون بخوارق عادات من نوعية أخرى ويعتبرونها كرمات للأولياء لا لشيء إلا لأنها خوارق عادات فيجب أن نعلم أيضا هذه الحقيقة الشرعية ألا وهي أن خوارق العادات تنقسم إلى قسمين معجزات للأنبياء أو كرامات للأولياء هذا هو القسم الأول والقسم الآخر خوارق عادات إبتلاء من الله عز وجل لأصحابها وليست هي معجزة ولا كرامة لأهلها إنما هي فتنة كما رأيتم بالنسبة للدجال الأكبر, هذان القسمان أمر متفق عليهم بين علماء المسلمين الأمر الخارق للعادة تارة يكون معجزة أو كرامة وهذا طبعا شيء جميل وتارة يكون فتنة لمن يصدر منه ذلك الأمر الخارق للعادة وتمييز هذا النوع من ذاك النوع, أو هذا القسم من هذا القسم إنما هو بالنظر إلى أي مصدر أي نوع من النوعين فإن كان مصدره رجلا مؤمنا نبيا أو صالحا فهو معجزة أو كرامة أما إن كان مصدره إنسان تراه لا يصلي لا يصوم بل قد تسمع منه كفريات يتأولها بعض الناس بتسميتها شطحات فهذا ليس كرامة لأن الذي صدرت منه هذه الكرامة المزعومة لا يوصف بأنه صالح فضلا عن أن يوصف بأنه نبي إذا عرفنا هذا فما نسمع من كثير من الناس من أنه فلان كان يمشي عاريا و ... ومع ذلك صدرت منه خوارق عادات فهي له كرامات هذا لا يجوز أن ينسب إلى الإسلام إطلاقا وإنما هذه إما عبارة عن حيل و ... ودجل من بعض هؤلاء الناس أو هو إبتلاء من الله عز وجل كما ذكرنا وهذا مذكور في القرآن الكريم ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة)) فالإبتلاء بالخارق للعادة يكون خيرا تارة وفتنة تارة أخرى ومثل هذه الكرامات التي أحق بتسميتها بالإهانات قد امتلأت بطون كتب كثير مما يتعلق بتراجم رجال ينتسبون إلى التصوف وإلى ... .

 

(263/13)

 

 

«ذكر الشيخ لبعض الضلالات التي ذكرها الشعراني عن الصوفية في كتابه الضال المسمى طبقات الأولياء

الشيخ: ومن شاء أن يرى العجب العجاب في هذا المجال فعليه أن يرجع إلى كتاب طبقات الأولياء للشعراني الذي أعيد طبعه مرات ومرات لم يعد مثل عدد طباعته مثل صحيح البخاري ومسلم لأنه محشو بالأضاليل والأباطيل تحت عنوان الكرامات فهناك مثلا رجل يترجم وكل رجل هناك يترجم تبتدأ ترجمته بقوله ومنهم فلان بن فلان رضي الله عنه كل شخص يترجم هناك يترضى عنه ومنهم فلان بن فلان رضي الله عنه كان كذا وكذا ففي بعض هؤلاء المترجمين يقول وكان يقول تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله ناقض و منقوض الرجل أولا في ظاهر العبارة وصل مرتبة الربوبية وليس الألوهية فقط وإنما الربوبية حيث يقول للشيء كن فيكون وهذه الصفة لم يكفر بها العرب في الجاهلية الأولى كانوا يعتقدون أن الذي يقول للشيء كن فيكون هو الله وحده لا شريك له ولكنهم أشركوا معه حينما عبدوا غيره أم نحن ففي كتبنا حتى اليوم هذه العبارة من كرامات ذلك الإنسان أنه كان يقول تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله فترى حينما كان يقول بزعمه للشيء كن فيكون كان مخلا بالأدب مع الله فما بال هذا الولي تارة يتأدب وتارة لا يتأدب لو لم يكن في هذا الكلام شيء من الكفر الصريح لكفى أنه ينقض بعضعه بعضا لأن الولي يتأدب مع الله في كل السنين أما هو فمرة يقول للشيء كن فيكون عشرين سنة ترك ذلك عشرين سنة أدبا مع الله وقبل ذلك وبعد ذلك كان غير متأدب مع الله! هذا فيما ذكر في كرامات هذا الإنسان وإنسان آخر يحكيه مؤلف الكتاب نفسه عن نفسه قال ذهب لزيارة رجل من الأولياء أدركه هو فوقف على الباب وإذا به يسمع صوتا من صوت من شرفة كأنه تلاوة قرآن فأصغيت إليه قال فإذا هو يقرأ قرآن غير قرآننا وختم ذلك بقوله اللهم أجعل ثواب ما تلوته من كلامك العزيز إلى شيخي فلان وشيخي فلان وإلى آخره فمن هذه الختمة أو هذه الجملة تأكد الشيخ نفسه أن هذا القرآن غير القرآن الذي بين أيدي المسلمين هذا يا جماعة مطبوع يطبع في مصر حيث هناك الأزهر الشريف طبع مرارا وتكرارا وماذا أحدثكم هذا مجال واسع واسع جدا ولو أن هذا صار في خبر كان لما كان لي أن أحدثكم بشيء من ذلك نقول انتهى أمره الحمد لله لكن يا إخواننا من عرف منكم فقد عرف ومن لا فنحن نعرف أن هذه الطامات لا تزال تمشي في عروق جماهير المسلمين اليوم وفيهم الخاصة وفيهم المشايخ.

 

(263/14)

 

 

«ذكر قصة حول سخافات و خزعبلات الصوفية و كراماتهم وقعت في حلب

الشيخ: كان هناك في حلب رجل فاضل أرادوا أن يوظفوه إمام مسجد فأرسلوا إليه لاختباره فسأله المختبر هل أنت تؤمن بكرامات الأولياء؟ سأل هذا السؤال لأنه تسرب إلى مسامعه أن هذا الإمام أو هذا المرشح للإمامية رجل كما يقولون اليوم وهابي يعني لا يؤمن بالكرامات المزعومة فأراد أن يمتحنه فكان لبيبا هذا الممتحن قال له مثل ماذا؟ قال له مثل ما حدثنا به شيخنا أن خطيبا صعد على المنبر فبينما هو يخطب فإذا به يكاشف تلميذا له بأنه حاقن يعني ... وهو جالس يسمع خطبة الشيخ وهو مخجول أنه ينسحب بين الملأ جميعا فيلفت أنظار الناس فما كان من الشيخ الخطيب إلا أن مد له يده هكذا وتعرفون جبب المشايخ واسعة وأشار له هكذا يقول فدخل التلميذ من كم الشيخ وإذا به يجد هناك بستانا وفيه مكان بيت الخلاء يعني فقضى حاجته ثم رجع وهو في مكانه قال له فأما هذه الكرامة والله لا أؤمن بها فهذا رجل فاضل الذي يمتحنه بهذه السخافة.

 

(263/15)

 

 

«ذكر القصة التي وقعت للألباني مع رجل يدعى فيه الولاية

الشيخ: أما أنا فأحدثكم عن قضية جرت لنفسي كنت منذ ثلاثين سنة أو أربعين سنة في دير عطية في حلب كنت هناك سامرا ساهرا وإذا بنا نسمع طرق النافذة لا الباب فخرج المضيف صاحب الدار لينظر من الطارق فنسمع إحتفاء ومبالغة في الإحتفاء بالرجل الطارق ولما نراه بعد أهلا وسهلا بأبو فلان فأنا والمجلس طلعنا نريد أن نرى من هذا الضيف الكريم فكانت مفاجأة لي منه ومني له لأنه الضدان اجتمعا الرجل أعرفه وممكن بعض الحاضرين الآن يشاركوني في المعرفة من أهل محلة العمارة هذا الذي دخل كان يجلس دائما وأبدا بجانب الركن الجنوبي الغربي من مسجد جامع الجوزي هي الساحة التي أمام دكانتي في رمضان يشرب الدخان علنا ثيابه رثة عيناه جاحظتان محمرتان الله أعلم من شرب الحشيش والدخان هذا الإنسان إذا بصاحب البيت يعتقد فيه الولاية ولذلك احتفى به احتفاءً بالغا والرجل لما دخل وفوجئ بي تظاهر بأنه أبله أو مجنون أو مأخوذ كما يقولون فأخذ يركع ويسجد بدون وعي ... .

 

(263/16)

 

 

«تتمة القصة التي وقعت للألباني مع رجل يدعى فيه الولاية

الشيخ: هذا الإنسان إذا بصاحب البيت يعتقد فيه الولاية ولذلك احتفى به احتفاء بالغا والرجل لما دخل وفوجئ بي تظاهر بأنه أبله أو مجنون أو مأخوذ كما يقولون فأخذ يركع ويسجد بدون وعي ويذكر كلام كما يقول النحاة جملة غير تامة لكن كلمات غريبة بيض و باذنجان وهيك كلمات بس ما ذكر أي شيء بس هيك خلط كلمات حينئذ افتتحت كلمة بقوله تعالى ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) من هم؟ ((الذين آمنوا وكانوا يتقون)) لهم البشرى الذي آمنوا وكانوا يتقون علقت على كلمة الإيمان والتقوى ولستم بحاجة إلى مثل هذا التعليق إذن الخلاصة أن الولي لله عز وجل هو المؤمن بالله إيمانا جازما بما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة والعامل بأحكام الشريعة أمرا واجتنابا, وبلا شك ما ابتدأت الكلام بمثل هذا إلا لأصل إلى ضيفنا هذا لأقول أن هناك ناس يتظاهرون بالولاية وقد يأتون بأمور خارقة للعادة فيظنها بعض الناس كرامات وإنما هي إهانات وتكلمت طويلا في هذا الصدد ثم سكت ففوجئت بكلام المضيف رجل عاقل قال والله يا أستاذ نحن كنا نعتقد هكذا مثل ما تقول أن الكرامة والولاية هي العمل بالكتاب والسنة الشاهد ليس هنا الشاهد فيما يحكيه هذا الرجل كيف طوّر عقيدته الصحيحة إلى العقيدة الباطلة بمجيء رجل كان من أهل القرية وعاش في الأزهر الشريف عشرين سنة أو نحو ذلك يرجع إليهم ويعلمهم خلاف الإسلام أن المهابيل هؤلاء أولياء الله ... قال كنا نعتقد أن هذا هو الإيمان وهذا هو الإسلام كما ذكرت حتى جاءنا هذا الشيخ قال فأخذ يحدثنا بحكايات وقصص تتلخص أن الله عز وجل له أشخاص سرّه فيهم إذا نظرتم إليهم ما يعجبكم لا عملهم ولا أقوالهم ولا أفعالهم لكن هؤلاء من كبار الأولياء هؤلاء الذين ترونهم هنا تاركين للصلاة لكن الصلوات الخمس بيصلوها في المسجد الحرام هذه كرامة لهم بتشوفوهم مفطرين يأكلون في رمضان لكن الحقيقة صائمين أنتم تشفوهم مفطرين من هذه المخاليق والأكاذيب لكن المهم القصة الآتية التي حكاها الشيخ الأزهري للجماعة فقلب أهل القرية إلى أمثال هؤلاء يؤمنون بالخرافات والأباطيل المخالفة للشريعة شو هذه القصة قال الشيخ الأزهري لأهل القرية في مجالسه كان هناك في ما مضى من الزمان رجل عالم فاضل وكان آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر وكان يحتسب فينزل إلى السوق فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى وقف ذات يوم على عطار وهو يبيع الحشيش المخدّر المحرّم فأنكر عليه ... قال الشيخ الأزهري لأصحابه فما كاد الشيخ ينكر على بائع الحشيش حتى سلب عقله وعاد كأنه بهيمة لا يفهم شيئا وكان أتباعه وتلميذته من حوله فأخذوه إلى داره وهو لا يعي شيئا كالدابة لكنهم أهمهم الأمر فأخذوا يتساءلون كيف العلاج من نسأل من نطلب معالجته إلخ , قال فدلوا على رجل ذو الجناحين وهذه تساوي طامتها طامّتين ذو الجناحين يعني يعلم بالشريعة والحقيقة يعني علم الظاهر وعلم الباطن وهذا من الدسائس التي أدخلت في الإسلام ليتسن لأعداء الإسلام ... من الإسلام باسم الإسلام, شو هذا يا أخي؟ هذه حقيقة, الحقيقة شيء والشريعة شيء, شو هذا؟ هذا من علم الباطن, علم الباطن شيء وعلم الظاهر شيء فدلوا على رجل ذو الجناحين زعموا فجاؤوا إليه وقصوا عليه قصة العالم فسرعان ما قال لهم هنا العبرة ذاك بائع الحشيش هو رجل من كبار الأولياء ولذلك فعالمكم أصيب بسبب اعتراضه على ذلك الولي فأنا أجمع ... متناقضات في وصفه بالولي الحشاش بائع الحشيش هذه حقيقة أمره هو ولي وبائع حشيش فهذا الولي الحشاش هو من كبلر الأولياء عند هؤلاء الناس لذلك ذو الجناحين نصح طلبة العالم بأن يأخذوه و ... كالدابة إلى ذلك الولي الحشاش وأن يطلبوا منه العفو والمغفرة لعالمهم ويعتذرون عنه بالنيابة حتى تطيب نفسه وهكذا فعلوا وما كاد يطيب قلب الولي الحشاش على العالم العامل بعلمه ومثل اإنسان كان نايم واستفاق, ثم عرف العالم بطبيعة الحال مصيبته فاعتذر هو بدوره للولي الحشاش هذه قصة حكاها لي صاحب الدار عن شيخه شيخ القرية وأن مثل هذه القصص جعلت القرية تؤمن بمثل هذه الطامات هذه الخرافات.

 

(264/1)

 

 

«بيان الفرق الدقيق بين الكرامات و الإهانات

الشيخ: إذا ... التصديق بمثل هذه الطامات والضلالات تصدر من ناس يفعلون شرا لكن هذا في الظاهر هذا فتح باب لأمثال هؤلاء الناس أنه إذا بعث فيهم الدجال أن يؤمنوا به لماذا لأنه يأتيهم بالكرامات بزعمهم ما حكوها عن أحد من أوليائهم يقول للسماء أمطري فتمطر شو بدّكم كرامة أعظم من هذه؟ نحن لا نسميها كرامة هذا أمر خارق للعادة لكن لما رأينا هذا الرجل يدّعي الربوبية كان ما صدر منه مما هو من خوارق العادات كان ذلك دليلا على أن هذه ليست كرامات وإنما هي مخابيل وتدجيل منه على الناس إذا الحكم الفصل بين الكرامة وبين الأمر الخارق للعادة الذي هو ... للناس أن ينظر للمصدر فمن كان مصدره وليا صالحا فهذا نؤمن بكرامته وهناك كرامات صحيحة وثابة عن بعض الصحابة وبعض السلف لا ننكرها أبدا لكن نحن ننكر مثل هذه الكرامات التي هي في الحقيقة إهانات أما أصل ثابت فنحن نؤمن بها وهي فصل من فصول خوارق العادات يشترك في الخوارق الصلح والطالح والمميز هو العمل الصالح فمن كان ذا عمل صالح فما صدر منه من خوارق فهي كرامة ومن كان عمله طالحا فما صدر منه من خوارق فهي ليست كرامة بل هي إهانة وحسبكم دليل على هذا ما ذكرنا لكم من خوارق العادات التي يجريها الله تبارك وتعالى على يدي الدجال والآن نقف هاهنا فقد طال الحديث وموعدنا في بقية الكلام على الفقرات من الحديث في الدرس الآتي إن شاء الله.

 

(264/2)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة الوارد ذكره في الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد: وهو قوله: " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدج»

الشيخ: لا نزال في حديث (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) تكلمنا على ... المتقدّمة طلوع الشمس من مغربها و الدخان و الدجال ثم قال عليه الصلاة والسلام (أو الدابة) ودابة الأرض هذه التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ((وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)) هذه الدابة لم يأتِ في السنة الصحيحة شيء أكثر مما تضمنه هذا الحديث مع الآية المذكورة وجامع ذلك أنها آية من آيات قيام الساعة أما ما يذكر في بعض الكتب التي تجمع ما هب ودب من الحديث ما لم يصح منه وما يصح فلا ينبغي الإعتماد على شيء من ذلك فهاهنا مثلا في شرح للترغيب والترهيب في العصر الحديث يذكر أوصافا غريبة بناء على أحاديث ضعيفة مثلا يقول لها أربع قوائم وريش وجناحان وقيل لها رأس ثور وإلى آخره فكل هذه الأوصاف لا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما ألمحت إليه آنفا أنها من أشراط الساعة من ذلك مثلا ما صح عن النبي صلّى الله عليه وسلم (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها ولم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض) أيضا ليس في هذا الحديث أكثر من أنها أشراط الساعة الكبرى وفي حديث آخر جاء في ذكر طلوع الشمس والدآبة جاء فيه هذه الفائدة قال عليه الصلاة والسلام (فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا) فإن طلعت الشمس من مغربها قبل خروج الدابة فالدابة تتلوها أو العكس إن خرجت الدابة قبل طلوع الشمس فعقبها تطلع الشمس من مغربها هذا كل ما يمكن أن يقال في دابة الأرض وما سوى ذلك فهو رجم وظن لا يغني من الحق شيئا.

 

(264/3)

 

 

«خطأ تفسير الكتاب والمعاصرين للدابة بأنها الجراثيم

الشيخ: ومن هذا القبيل ما يجنح إليه كثيرا من الكتاب المعاصرين أو المفسرين المعاصرين يفسرون دابة الأرض تفسيرا يتناسب مع ضعف إيمانهم بالأمور الغيبية التي طالما لفتنا النظر إلى أن الإيمان بالغيب هو أول شروط الإيمان هو أول شيء يدل على أن هذا المسلم مؤمن بالله حقا لأنه استسلم لخبره الصحيح عنه كتابا أو سنة ولم ... عقله ولم يتبع هواه وإنما إتبع النص الذي جاءه عن الله ورسوله كثير من ىهؤلاء الكتاب لا يظهر فيهم هذا الإيمان مع الأسف الشديد ولذلك فهم يميلون دائما وأبدا إلى تأويل النصوص الغيبية التي لا تتوافق مع الحوادث الواقعية يميلون إلى تأويلها بأمر عادي فمثلا هذه الدابة أخرجنا لهم دابة هذه الدابة قالوا عبارة عن جراثيم وساعدهم على ذلك أن في الآية السابقة ((تكلمهم بأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)) تكلم الناس فسروا التكليم هنا بالتجريح جرح وهذا صحيح لغة ولكن علماء التفسير أولا والظاهر من النص ثانيا ليس بمعنى التجريح وإنما بمعنى المكالمة على أنه لم يفت بعض المفسّرين الأثريين الذين يعتمدون في تفسير القرآن على القرآن والأثر الصحيح كالحافظ بن كثير الدمشقي لم يفته هذا المعنى الذي ركن إليه بعض الكتاب المعاصرين واعتمدوا عليه وحصروا المعنى فيه تكلمهم يعني تجرحهم هذا المعنى قد ذكره الحافظ بن كثير لكنه قال لا مانع من تفسير التكليم في الآية بالمعنيين كليهما فهي تكلمهم تكليما وتحدثهم تحديثا وهي في الوقت نفسه أي تجرحهم تجريحا فيفسرون الدابة هنا بالجرثوم أو الميكروب لأن هذا أصبح معهودا معروفا يؤمن الناس به لا فرق في ذلك بين المؤمن والكافر, أما أن تبقى الآية والأحاديث التي وردت في أشراط الساعة على ظاهرها فهذا مما لا يتسع قلوبهم للإيمان به فإلى هذا ننبه بأن هذا من الإنحراف الذي أصاب كثير من المسلمين القدامى في تأويلهم لنصوص الكتاب والسنة ما دامت بعيدة عن منطقهم الخاص بهم فهذا خروج عن الوصف الأساسي في المؤمن الذي وصفه الله عز وجل في أول سورة البقرة فقال ((الذين يؤمنون بالغيب)) الإيمان بدابّة الأرض ككل أشراط الساعة يجب الإيمان بها دون أي تأويل الذي يؤدي بصاحبه إلى التعطيل والتعطيل معناه الجحد فالمكروبات موجودة منذ أن لم تعرف قبل أن يعرفها الناس فكيف يتحدث ربنا عز وجل بأن الله عز وجل يخرج للناس دابّة تكلمهم وهذه الدابّة بمعنى المكروب أو الجرثوم دائما تجرح الناس وتؤذيهم وقد تميتهم لذلك يجب أن يبقى هذا اللفظ المذكور في الآية وفي الحديث على ظاهرها فهي دابّة تدب على الأرض أما الأوصاف التي تذكر كما ذكرنا في بعض الكتب فلا يلتفت إليها لعدم ورود الأثر الصحيح فيها.

 

(264/4)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( ... أو خاصة أحدكم

الشيخ: ثم قال في الخصلة الخامسة من الستّ قال عليه السلام (أو خاصة أحدكم) يعني الموت الذي لا يفر أو لا يستطيع أن يفر منه أحد فهو خاص بكل إنسان (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها ... وخاصة أحدكم) يعني الموت فعلى الإنسان إذا كان يستبعد مثلا لعلامات لم تظهر بعد أن تطلع الشمس من مغربها وأن تخرج الدابة أو الدجال إذا كان يستبعد هذا فهل يستبعد عن الموت وهو أمر لابد منه وقد كتبه الله عز وجل على كل مخلوق لا سيما البشر الذين قدر فيهم أن يكون عمرهم من أوساط الأعمار لا يتجاوز الستين والسبعين فإذاً على المسلم أن لا يتكل على ما قد يستبعده من خروج الدجال أو الدابة أو طلوع الشمس من مغربها فأمامه أمر لا مفر له منه وهو خاصة نفسه الموت لذلك على الإنسان أن يبادر الأعمال الصالحة قبل أن يُفجأ بهذا الموت الذي كتب على كل نفس حية.

 

(264/5)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( ... أو أمر العامة

الشيخ: وأخيرا الخصلة السادسة في هذا الحديث (أو أمر العامة) أمر العامة هو الموت الذي يشمل عامة الناس ألا وهو كناية عن قيام الساعة فقيام الساعة تأتي بعد تلك الخصال التي ذكرت في الحديث بإستثناء الموت الخاص بالإنسان فهذا يأتيه قبل أن تقوم الساعة إن بعض الوعّاظ يقولون إن من مات فقد قامت قيامته وهذا صحيح لأنه بموته انتهى كل شيء فإما أن يكون سعيدا وسيلقى جزاء عمله الصالح أو شقيا على العكس من ذلك.

الخلاصة من هذا الحديث واضح جدا وهو أن لا يركن الإنسان إلى هذه الدنيا وأن لا يفتتن به وأن لا يلتهي بها على ما يجب أن يتدارك نفسه قبل أن يفجأ بشيء من هذه الأمور الستة وأقربها إليه الموت الذي سمي في القرآن باليقين.

 

(264/6)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك»

الشيخ: وفي نحو هذا الحديث حديث ابن عباس وهو بعد حديث ذكره المصنف وهو ضعيف أما حديث ابن عباس فهو صحيح وهو قوله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما في هذا الحديث نصائح عظيمة جدا الفقرة الأخيرة منها هي أقرب ما تكون لما نحن فيه حيث قال عليه السلام (وحياتك قبل موتك) فإذا جاء الموت انقطع العمل كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (إذا مات ابن آدم -وفي رواية- الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فالمسلم السعيد الذي يتعظ بما وعظه به رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفيد ذكرى من مواعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون غافلا عنها كلها أو جلها أو بعضها فاسمعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يعظنا بقوله (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ... ) نحن نجد مع الأسف الشديد عامة الشباب اليوم لا يعملون بهذه النصيحة بل يعكسونها ويقلبونها إنهم يأملون أن يعيشوا حياة طويلة وأن يتداركوا في كهولتهم بل في شيخوختهم ما يفوتهم من الطاعة ومن القيام بالواجبات في حالة شبابهم وأصبح أمرا معتادا أن يسمع أحدنا الشخص يقول للآخر بكير عليك ... خاصة فيما إذا تلحى باللحية التي فرضها الله عز وجل على كل مسلم فيبادرونه ويثبطونه ويصرفونه على المبادرة إلى طاعة الله في مثل هذا الأمر هذا أمر ظاهر لكن هناك أشياء أخرى نعرف آباء كثر يجدون بعض أبنائهم يبادرون إلى الصلاة وإلى المساجد وهم بعد لم يبلغوا سن التكليف أنت صغير أين ذاهب الدنيا مطر فبيثبطوه تثبيطا فظيعا جدا ولولا قوة إيمان هذا الشاب لاستجاب لتثبيط أبيه هو صغير هكذا يفعلون اليوم أما الذين استجابوا لموعظة الرسول عليه السلام حين قال (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك) فقد كانوا على عكس ما نحن عليه اليوم تماما.

 

(264/7)

 

 

«ذكر قصة عبد الله بن عمرو بن العاص التي تدل على زهده وشدة عبادته، والنهي عن الغلو في الدين

الشيخ: ولعل الكثيرين منكم يذكر قصة عبد الله بن عمرو بن العاص حينما زوجه أبوه, عبد الله بن عمرو بن العاص كان شابا لما زوجه أبوه عمرو بفتاة من قريش وذات يوم يسأل ولده كنته زوجة ابنه عن حالها مع زوجها فقالت له بعبارة لطيفة قالت إنه لم يطئ لنا بعد فراشا يعني أنه تزوج لكنه ما تزوج لأنه فراشنا ما وطئه بعد لماذا؟ لأنه يصوم الدهر ويقوم اليل فمتى يتفرغ لزوجته ولاشك أن مثل هذا الخبر يزعج الوالد سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الشخصية لأنه زوجه ليحصنه وأن يريحه ومن الناحية الشرعية لا يجوز للمسلم أن يهتم بالعبادة أكثر مما شرع الله عز وجل وأن ذلك غلو في الدين وقد قال رب العالمين في كتابه الكريم ((قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)) لا تغلوا وقد وصف الرسول عليه السلام شيئا من الغلو في حال كأن المسلمين فهموا من ذلك الوصف عكس ما أراد الرسول عليه السلام ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حج حجة الوداع واقترب في إفاضته من المزدلفة إلى منى من منى قال لابن عباس (التقط لي سبع حصايات مثل حصى الخذف) وأشار ويقول العلماء أن ذلك مثل الحمصة الكبيرة وقال عليه السلام بهذه المناسبة لابن عباس (وإياكم والغلو في الدين إنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم) فماذا يفعل الناس اليوم حينما يرمون الجمرات؟ نرى العجب العجاب! الرسول صلى الله عليه وسلم وجه المسلم أن يلتقط حصايات صغار لأن المقصود ليس هناك محاربة مادية وإنما هي محاربة معنوية روحية فلذلك أوصى بعدم تكبير الحصاة ثم لعلها تصيب رؤوس كثير من الذين اجتمعوا حول الجمرة وهذا يقع كثيرا فإذا كانت الحصاة كبيرة فقد تؤذي من أصابته اليوم نرى حول الجمرة النعال متراكمة بعضها فوق بعض لأن الجهال من المسلمين لم يتأدبوا بأدب الدين فهم يتصورون أن هناك شيطان فعلا واقف ينتظرهم ليرجموه وإن الحقيقة ليس كذلك وإنما هناك مكان خرج فيه الشيطان لأبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فرماه في الجمرة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر المسلمين من الغلو في الدين حتى في تكبير الجمرة ففي العبادة قيام الليل وصيام الدهر هذا من باب أولى أن ينهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام فلما سمع عمرو من كنته ما سمع شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو فإما لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما أرسل إلي قال (بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار ولا تقرب النساء , قال: فقد كان ذلك يا رسول الله قال فإن لنفسك عليك حقا ولجسدك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك -أي الذي يزورك- ولضيفك عليك حقا) ثم أخذ عليه الصلاة والسلام يضع له منهاج يلتزمه في حياته كلها لا يزيد على ذلك فهو كان يصوم الدهر كله قال له (صم من كل شهر ثلاثة أيام والحسنة بعشر أمثالها فكأنما صمت الشهر كله) فماذا كان الجواب هنا الشاهد قال " يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك " هو يقول عكس ما يقول الناس اليوم تماما يقول حرمتني في شبابي أن أضيع وقتي في أقل من هذه العبادة التي أنا قائم بها ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام يرى ما لا نرى كما قالت السيدة عائشة له حينما قال لها عليه السلام (يا عائشة هذا جبريل يقرؤك السلام قالت وعليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى) أنت تقول لي هذا جبريل يقرؤك السلام وعليه السلام ونصدقك بما تقول لأنك ترى ما لا نرى فإذا كان الرسول عليه السلام يرى بالبصر ما لا نرى فهو أولى أن يرى بالبصيرة ما لا نرى بها ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يرى عاقبة مبالغة عبد الله بن عمرو في عبادته وقد حدث ذلك فعلا فلما قال بن عمرو " إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك " قال له عليه الصلاة والسلام صم كذا حدد له نظاما آخر قال إني شاب أستطيع أكثر من ذلك يعيد نفس الكلام السابق وأخيرا قال له عليه الصلاة والسلام (صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه الصلاة والسلام وكان لا يفر إذا لاقى قال: يا رسول الله إني أريد أفضل من ذلك, قال: لا أفضل من ذلك) هذا من حيث صيام الدهر لم يرضه له الرسول علسه الصلاة والسلام وإنما أعطاه صياما هو يساوي فعلا نصف الدهر وأجرا كل الدهر وهذا هو الكسب الحقيقي ومن حيث إحياء الليل كله الذي كان يفعله قال له عليه الصلاة والسلام (إقرئ القرآن في كل شهر مرة) فعاد إلى كلمته السابقة قال يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك حتى قال له عليه الصلاة والسلام أخيرا (اقرئ القرآن في ثلاث) في ثلاث ليالي (فمن قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه) وعلى هذا انفصل بن عمرو من النبي صلى الله عليه وسلم وهو من الناحية العاطفية الدينية غير راضٍ لكنه يعلم قول ربنا في القرآن الكريم ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)) فسلّم ثم أخذت الأيام تمضي وتمضي حتى أسن وشاخ فكان يقول يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي اقرأ القرآن في كل شهر مرة يا ليتني قبلت منه أول مرة قال لي بالنسبة للصيام صوم من كل شهر ثلاث أيام ولي صيام الشهر كله من حيث الأجر يا ليتني قبلت ذلك منه, هكذا كان السلف الصالح الذين ندعوا نحن دائما إلى الإقتداء بهم لأنهم كانوا استجابوا لله وللرسول بحق أما نحن فخيرنا من لا يساوي أقلهم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وما ذلك إلا لإخلاصهم لله عز وجل وطاعتهم واستسلامهم استسلاما كاملا وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(264/8)

 

 

«شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد: قال المصنف رحمه الله: " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) رو»

الشيخ: قال المصنف رحمه الله والحديث هو الخامس والعشرون وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) هذا الحديث حديث حسن وله لفظان كما رأيتم واللفظ الثاني هو أتم من اللفظ الأول لفظا ومعنى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقتربت الساعة) وهذه الجملة كما تعلمون جميعا مأخوذة من نص القرآن الكريم ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) وسيأتي في حديث لاحق إن شاء الله هذه الآية بتمامها ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر هنا الجملة الأولى من الآية فقال (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) إذا كان أحدكم عنده ... ولا يزدادون أي الناس الذين ذكروا صراحة في سياق الحديث حيث قال عليه السلام (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) والقصد من الحديث واضح وهو أن مع كون الساعة قد اقتربت كما أخبر به ربنا عز وجل في الآية الناس على خلاف هذا الإنذار الذي أنذرهم الله عز وجل به حين قال ((اقتربت الساعة)) فهم بدل أن يهتموا بوقوع قيام الساعة وهذا الإهتمام يجب الإستعداد للموت قبل نزوله وبدل هذا الإٍستعداد ماذا يفعل الناس لا يزدادون على الدنيا إلا حرصا أي كأنما الساعة ابتعدت عنهم ولم تقترب منهم ولذلك في الرواية الأولى حين قال (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) يعني في تصرفهم في عدم استعدادهم لقيام الساعة وكأنما الساعة عندهم لا تزداد إلا بعدا لذلك هم لا يهتمون وإنما يهتمون على عكس ما يستلزمهم هذا الإنذار الرباني في قوله ((اقتربت الساعة)) من الإستعداد للموت بالعمل الصالح فهم على خلاف ذلك لا يزدادون إلا حرصا على الدنيا وجمعا لها وتكالبا عليها وبذلك فهم لا يزدادون من الله إلا بعدا فيجب أن يعلم كل مسلم أن الله عز وجل حينما يخبرنا باقتراب الساعة ودنو أشراطها الصغرى فضلا عن الكبرى فإنما يعني من ذلك إنذار الأحياء أن تدركهم الساعة قبل أن يتوب التائب منهم وقبل أن يرجع التقي عن عمله الطالح إلى العمل الصالح فمعنى قول الله عز وجل ((اقتربت الساعة)) بمعنى استعدوا لها فالساعة قريبة لكن الناس أي أكثر الناس كما جاء في هذا الحديث (إقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) هذا حديث حسن كما قلنا.

 

(264/9)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) رواه البخاري وغيره ". وبيان المراد بإطلاق عبد الله في السند وأنه ابن م»

الشيخ: أما الذي بعده فهو حديث حسن وهو قوله وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) رواه البخاري وغيره عبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود وهي في الغالب قاعدة إذا أطلق عبد الله في كتب الحديث المتأخرة المقصود به ابن مسعود من بين العبادلة الأربعة المشهورين من الصحابة على رأسهم هذا عبد الله بن مسعود ثم عبد الله بن عمر بن الخطاب ثم عبد الله بن عمرو بن العاص ثم عبد الله بن عباس فأكبرهم سنا وقدرا وفقها وعلما هو عبد الله بن مسعود من أجل ذلك اصطلحوا على أنهم إذا أطلقوا عبد الله فالمقصود به بن مسعود لكن هذه القاعدة لا ينبغي التزامها في كتب الحديث التي هي أصول السنة والتي هي تروي الأحاديث بأسانيدها إلى الصحابة القاعدة هنا تختل ولا تطرد بل ولا نظام لها وإنما يتميز عبد الله من هؤلاء الأربعة بالنظر إلى الراوي عن أحدهم فإذا كان الراوي مثلا عن عبد الله مطلق في الراوية مثل علقمة أو بن الأسود أو غيرهما من الكوفيين فهو عبد الله بن مسعود وإذا كان الراوي مثلا عن عبد الله مطلق في إسناد آخر أو حديث آخر مثل نافع مثل سالم ... ذلك عبد الله بن عمر لأن نافع يكون مولاه وسالم يكون ابنه وإذا كان الراوي عن عبد الله غير هؤلاء مثل عطاء بن أبي رباح المكي وغيره فهو عبد الله بن عباس وهكذا يعرف عبد الله في الأسانيد بالنظر إلى الراوي عنه أما حينما يأتي علماء الحديث فيقتصرون الأسانيد ويجمعون الأحاديث في الكتب المختصرة فإذا قالوا عن عبد الله فإنما يعنون به بن مسعود ابن مسعود هذا رضي الله عنه روى لنا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) هذا ... الذي كان قريب من الجنة وقريب من النار قريب من الجنة بعمله الصالح وقريب من النار بعمله الطالح وقد فسر بعض العلماء هذا القرب باعتبار أن العمل صالحا كان أو طالحا فإنما هو صفة قائمة بذات الإنسان فصحيح حين ذاك أن هذا السبب الذي هو العمل الصالح أو ضده هو أقرب منه من شراك نعله وشراك النعل لعله لا يخفى عليكم جميعا المقصود به سير النعل هكذا فسره بعض الشراح لكن يبدو لي أن لا حاجة بنا إلى مثل هذا الشرح لأنه في ظني أن الأحاديث تفسر بعضها بعضا هناك الحديث الصحيح في البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) هذا القرب هو الذي أشار الرسول عليه السلام في هذا الحديث الذي نحن الآن في صدد التعليق عليه وقريب منه حديث قد يفيد كثيرا أو قليلا من الحاضرين الذين يكون حالهم عادة بعد انصرافهم أو بعد سلام إمامهم من صلاة الفرض أن ينصرفوا فورا مسرعين خارجين من المسجد على طريقة كثير من الناس ممن يمثلهم ذلك الأعرابي الذي جاء للرسول صلى الله عليه وسلم يسأله عما فرض الله عليه فلما أخبره بالصلوات الخمس المفروضة وصوم رمضان قال " هل علي غير ذلك؟ " قال (لا, إلا أن تطوع) قال " يا رسول الله والله لا أزيد عليهن ولا أنقص " قال (أفلح الرجل إن صدق) (دخل الجنة إن صدق) فكثير من الناس يقنعون بمثل هذا الإقتصاد وهذا الإقتصار في العبادة لله عز وجل على الفرائض فقط دون السنن ودون النوافل المستحبات فيجب أن نعلم أن هذا وإن كان جائزا شرعا فهو طريق القانعين المقتصدين بأقل العمل من جهة ثم ينبغي أن يكون حريصا على أداء هذه الأعمال الفريضة المقصورة القليلة على وجه التمام والكمال بحيث أنه لا يكون قد قصّر في شيء منها فيخشى في نهاية المطاف عليه لأنه ما أدّى الفرائض التي أوجبها الله عليه إذا كان قد قصر في بعض أركانها وشروطها لذلك كان من السنة حث الناس جميعا على الإعتناء بالسنن أيضا ليس فقط الفرائض على مذهب ذلك الأعرابي لأن ليس الناس ممكن أن ... عليهم أنهم إذا قالوا قولا وفوا به وإذا عاهدوا عهدا أيضا وفوا به فقد يخلون فلابد أن يكون عندهم شيء من الإحتياطي يسد مسد تلك الفائت من الفرائض وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه حقيقة التي يجب على شبابنا اليوم بصورة خاصة أن يتنبهوا لها وأن يعدوا عدتها حينما قال (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإذا تمت فقد أفلح وأنجح وإذا نقصت فقد خاب وخسر) وفي حديث أبي هريرة (فإذا نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته) الفريضة قد تكون ناقصة كما أو كيفا فيسدد هذا النقص على حساب هذا الفرض التطوع الذي هو من العبادات الإحتياطيّة لذلك لا يحسن بنا أن نكون متسرعين في الخروج أو في الإنصراف بعد سلام الإمام من الصلاة وإنما علينا أن نأتي بكثير أو قليل من أذكار والأوراد التي جاءت فيها فضائل خاصة من ذلك ما كنت في صدد أن أورد لكم كتفسير من بعض الأحاديث الأخرى لحديث ... قال عليه الصلاة والسلام (من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه أن يدخل الجنة إلا أن يموت) ما معنى هذا الحديث أي سيدخل الجنة ما فيه شيء يمنعه من دخول الجنة إلا بقاءه حيا فإذا مات دخل الجنة هذا الحديث كتفسير لحديثنا هنا (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) إذا بيت القصيد من هذا الحديث في فقرتيه إنما هو الحث على العمل الصالح ففيه يدخل الإنسان إلى الجنة والنهي عن العمل الطالح فبه يدخل صاحبه النار والعياذ بالله تعالى الحديث الذي بعده وهو حديث حسن عن سعد بن أبي وقاص

السائل: ... .

الشيخ: حسن الذي قبله وحسن الذي بعده

 

(264/10)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله أوصني قال: (عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر»

الشيخ: وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أوصني قال (عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه) هذا الحديث فيه حكم عديدة يقول في تخريجه رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد هذا رجل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يستوصه يطلب منه وصية تبقى في ذهنه أبد حياته وفي بعض الروايات قال له وأوجزني بوصية وهذا رجل عاقل فأوجز له الرسول عليه الصلاة والسلام في الوصية فقال له (عليك بالإياس مما في أيدي الناس) يعني يجب على المسلم أن يكون تعلقه دائما بالله تبارك وتعالى وأن يكون راضيا فيما عنده من خير وأن يقطع أمله من الناس أن ... أو أن يغنوه فإن الله عز وجل هو وحده الغني الحميد هذا بطبيعة الحال لا يعني أن لا يتخذ الإنسان الأسباب ولكن يعني شيئا طالما غفل الناس اليوم لغلبة المادية الأوروبية الغازية للمسلمين في عقر دارهم وهو أنهم يهتمون بالأسباب أكثر من اهتمامهم بتوكلهم على رب الأرباب سبحانه وتعالى فيظل الإنسان اليوم إلا من شاء الله وقليل ماهم يهتم بالأسباب كأنه هو الكل في الكل لا يفكر في باله أبدا أن هذه الأسباب قد لا تفيده شيئا وبالأولى والأحرى أنه لا يفكر في باله أنه هو حينما يتخذ الأسباب يتخذها لأن الله عز وجل أمر بها وليست لأنها سببا فقط ويجب أن نفرق بين الأمرين هناك فرق واضح بين من يتخذ السبب الذي هو موصل إلى المسبب عادة لأنه سبب وبين من يتخذ السبب سببا لأن الله عز وجل أمره بالأخذ بذلك السبب فرق كبير جدا الأمر الأول عادة الماديين الكفار أو أشباههم من الضالين والمنحرفين من المسلمين الأمر الآخر هو طبيعة المسلم يأخذ بالسبب إذا كان الله عز وجل أمر به أو على الأقل أذن له به ليس لأنه سببا فقط وما حصيلة هذا التقرير ذلك لأن الأسباب من حيث كونها أسبابا لمسببات تنقسم شرعا إلى قسمين أسباب مشروعة وأسباب غير مشروعة المسلم حينما يجد هناك سببا ... لكنه يعلم أن الله عز وجل نهى عنه فهو لا يتخذه سببا ولو كان هو في واقع الأمر سببا كونيا ولكنه ليس سببا شرعيا هذا التقرير مع أن الأمر واضح من الناحية العلمية الشرعية ولكنه مع الأسف الشديد أمر يكاد يكون ... .

 

(264/11)

 

 

«شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد قال المصنف رحمه الله: " وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا»

الشيخ: وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

وصل بنا الدرس الماضي من كتاب الترغيب والترهيب إلى الحديث السابع والعشرين من نسختي وهو قوله رحمه الله وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع) طوبى هنيئا له أو شجرة له في الجنة فهي بشارة له وأنه من أهل الجنة من هو (لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا) لا مقترا عليه في الرزق ولا موسعا وليس ذلك رغما عنه وإنما من القناعة في نفسه حيث قال (وكان عيشه كفافا وقنع) أي رضي بما قسم الله عز وجل له كما جاء في الحديث الصحيح (وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) ومثل هذا الحديث الحديث الآتي بعده لكن الحديث الأول رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وفي هذا التخريج شيء من التساهل أو السهو في التخريج ذلك لأنه وجد من الرواة والمخرجين له من هو أعلى طبقة من المخرّج الثاني لهذا الحديث ألا وهو الحاكم ذكر أن الحديث رواه الترمذي والحاكم بينما هناك مخرج آخر هو أرقى طبقة من الحاكم وأصفى رواية منه ألا وهو ابن حبان في صحيحه فكان حقه لو أراد الإيجاز في التخريج أن يقول رواه الترمذي وابن حبان إن كان يريد أن يقنع في التخريج لاثنين وإن زاد فهو خير فإذا كان ينبغي أن يقول رواه الترمذي وابن حبان والحاكم ولكن هذا مما لا ينجو منه إنسان فقد يفوته مخرج فلا بأس من أن يضم إلى المخرجين المذكورين في الكتاب هذا المخرج الثالث ألا وهو ابن حبان في صحيحه.

 

(265/1)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه) رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ".»

الشيخ: أما الحديث الذي بعده وهو بمعنى السابق فهو قوله عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنّعه الله بما آتاه) رواه مسلم والترمذي وابن ماجه قال في تفسير الكفاف الكفاف الذي ليس فيه فضل عن الكفاية والرزق الكفاف هو ما يكفي صاحبه لا ينقص عن ولا يزيد عليها هذا هو الرزق الكفاف الذي نسب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى صاحبه أنه هدي للإسلام وأنه أفلح في الحديث الثاني هذا هو الكفاف.

 

(265/2)

 

 

«قال المصنف رحمه الله: " وروى أبو الشيخ ابن حيان في كتاب الثواب عن سعيد بن عبد العزيز أنه سئل ما الكفاف من الرزق قال شبع يوم وجوع يوم ". وبيان وقوع تصحيف في الكتاب

الشيخ: لكن يذكر المصنف رواية عن بعض المحدثين فيها غرابة يقول روى أبو الشيخ ابن حبان هكذا في الكتاب لكن أبو الشيخ إذا اجتمع أبو الشيخ وابن حبان فهو تصحيف والصواب ابن حيان أبو الشيخ وابن حبان لا يجتمعان والصواب أبو الشيخ ابن حيان في كتاب ... روى عن سعيد بن عبد العزيز أنه سئل ما الكفاف من الرزق قال شبع يوم وجوع يوم هذا زاد أو ضيق في الكفاف حيث قال شبع يوم وجوع يوم لكن المعنى المعروف هو أن يرزق ما يكفيه وهذا بلا شك في كل يوم وليلة وليس أن يجوع فمن جاع لم يرزق الكفاف وهذا في الواقع هذا الحديث والذي قبله إنما فيه حظ للمسلم على أن يرضى بالإعتدال في الأمور فلا هو يطلب الرزق الواسع خشية أن يشغله هذا الرزق و ... عن القيام بما يجب عليه من الأمور كما أنه لا يحمل على نفسه ولا يشق عليه بأن لا يقدم إليها حاجتها وكفافها وما هو توجيه كثير من الصوفيين والطرقيين الذين يزعمون أن من وسائل تربية النفس الأمّارة بالسوء إنما هو التجويع وتأكيدا لذلك جاء في كتاب "إحياء علوم الدين" حديث طرفه الأول صحيح وطرفه الأخير باطل لا أصل له أما الطرف الأول الصحيح فهو قوله عليه الصلاة والسلام (إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم) هذا هو الصحيح زاد في الإحياء (فضيقوا مجاريه بالجوع) يعني العروق بالجوع هذه الزيادة لا أصل لها والحمد لله كما نص على ذلك مخرج ذلك الكتاب ألا وهو الحافظ العراقي, ومن أخطاء بعض العلماء التي لا ينجو منها أي عالم على وجه الأرض أن هذه الزيادة وقعت حتى في بعض كتب شيخ الإسلام بن تيمية هذا مما يذكر طالب العلم بأن الإنسان لايزال عالما ما ظل طالبا للعلم وأنه لا أحد يولد عالما فيتبين لنا في مطالعتنا لكتب العلماء المكثرين من التأليف تغايرا بين تأليف وتأليف بين بحث وآخر وذلك سنة الله في خلقه وأن الإنسان كما يكون صبيا يبدأ يطلب العلم ثم لايزال يترعرع ويزداد علما يوما بعد يوما حتى يستوي إلى مرتية من مراتب أهل العلم ولكن مع ذلك لايزال بحاجة وبحاجة مصداقا لقوله تعالى ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) والعلماء لا سبيل لهم لتحصيل العلم إلا بطريق التلقي تلقي الخلف عن السلف أن يأخذ التلميذ من شيخه وأن يأخذ الطالب من كتب من سبقه من أهل العلم ليزداد علما على علم ومن الظاهر أن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لم يتلقى ... ابتدائه طلب العلم وهذا أمر طبيعي أن كتاب إحياء علوم الدين فيه ما فيه من أحاديث ضعيفة وموضوعة فهو درس هذا الكتاب وكانت عنده حافظة عجيبة وعجيبة جدا فرسخت محفوظات هذا الكتاب في حافظته ثم إذا ما سئل عن مسألة أفاض في الجواب عليها بذكر الآيات والأحاديث ثم مع الزمن بدأ يصفي معلوماته سواء من ناحية الرواية أو من ناحية الدراية فنجد في بعض كتبه آثارا من دراسته الأولى حيث كان لايزال في طلب العلم ... أن هذه الزيادة في هذا الحديث تلقاها هو من الإحياء أو من غيره من أمثال كتب الإحياء التي فيها أحاديث مما هب و دب فكما قيل في الإحياء نقول من باب أولى في شيخ الإسلام بن تيمية ... ولكن الله عز وجل أنعم على شيخ الإسلام بالعلم الصحيح فيما بعد حتى صار مرجعا في ذلك حتى في علم الحديث بصورة خاصة إلى درجة أن بالغ الحافظ الذهبي فقال " كل حديث لا يعرفه بن تيمية فليس بحديث " نعتقد أن في هذا شيء من المبالغة ولكن العلماء حينما يريدون أن يظهروا منزلة العالم في علم ما لا سيما إذا كان مظلوما فشيخ الإسلام بن تيمية مهضوم الحق فيقولون مثل هذا الكلام كل حديث لا يعرفه بن تيمية فليس بحديث.

إذا الكفاف المذكور في هذين الحديثين هو ما يكفي الإنسان ما ينقص عن حاجته ولا يزيد هذا هو الوسط وخير الأمور أوسطها.

 

(265/3)

 

 

«بيان حقيقة الإسلام ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديثين (هدي للإسلام) و (أفلح من أسلم)، مع شرح حديث جبريل المشهور في الإسلام والإيمان والإحسان

الشيخ: وقبل أن ننتقل إلى حديث ثالث وهو تقريبا بمعنى الحديثين السابقين لابد لي من أن نقف قليلا عند لفظة الإسلام في الحديث الأول (طوبى لمن هدي للإسلام) وفي الحديث الثاني (من أسلم) أسلم أي بمعنى هدي للإسلام, ففي هذا الحديث بيان واضح أن المرء إذا جمع بين هاتين النعمتين النعمة المعنوية الروحية وهو أن يهدى إلى الإسلام والنعمة الأخرى المادية التي هي يحيا للإسلام فهنيئا لهذا الإنسان الذي هدي للإسلام ورزق كفافا أو قنع بما رزقه الله عز وجل, أرى أنه لابد من الوقوف عند هذه الكلمة الإسلام وأسلم فإن كثيرا من الناس اليوم ممن ينتمون إلى الإسلام ويسمون بالمسلمين كثيرون منهم لا يعرفون حتى اليوم حقيقة إسلامهم فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهنئك (من هدي للإسلام) فمعنى هذا أنه يشير إلى أنه قد هدي إلى أكبر نعمة معنوية روحية فما هو هذا الإسلام لا بأس من أن أروي لكم حديثا هو معروف عند بعضكم ومجهول أو على الأقل غير مطروق كثيرا عند آخرين منكم ففيه عبرة وفيه موعظة وفيه بيان لهذا الذي نحن في صدده ألا وهو الإسلام ذلك الحديث هو المعروف عند علماء الحديث بحديث جبريل عليه الصلاة والسلام الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه الذي يرويه عنه حيث قال حدثني عمر بن عمر يقول حدثني عمر يعني أباه أنه (كان في مجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم وإذا جاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منّا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سيبلا قال السائل صدقت, قال عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال فأخبرني عن الإيمان؟ قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره, قال صدقت, قال عمر فعجبنا له يسأله ثم يصدقه! قال فأخبرني عن الإحسان؟ قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك, قال فأخبرني عن الساعة؟ قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل, قال فأخبرني عن أمراتها؟ قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال عمر ثم لبثنا مليا -أي طريلا أي وقتا مديدا وفي رواية ثلاثة أيام- ثم قال عليه الصلاة والسلام أتدرون من السائل؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال عليه الصلاة والسلام ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم) التعليق على هذا الحديث يطول فيه الكلام فهو شيء هام جدا ولكننا لسنا في هذا الصدد وإنما سقناه لأمرين اثنين الأول تذكيرا لكم به والآخر ربطا بالجواب على السؤال الأول لما جاء في هذا الحديث من ذكر من أسلم ومن هدي للإسلام حيث سأل جبريل عليه الصلاة والسلام وهو قد تصور بصورة إنسان جاء إلى مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام ويبدو أنه كان في المجلس شيء من الوجوم ومن عدم الإنطلاق في البحث والعلم ذلك لأن قوله عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث من الرواية السابقة (هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم) قد جاء في رواية أخرى في صحيح مسلم أيضا ولكن من روايه أبي هريرة وليس من رواية عمر قال (هذا جبريل أتاكم يريد أن تعلموا إذ لم تسألوا) الشاهد هنا أتاكم يريد أن تعلّموا أي تتعلموا إذ لم تسألوا, فما دام أنتم واجلون وساكتون ولا تسألون فقد بعث الله عز وجل رسوله جبريل عليه السلام إليكم ليعلّمكم بطريقة السؤال والجواب وهذا الحديث الصحيح من أدلة كثيرة على أن من طرق تعليم العلم في الإسلام هو طريقة السؤال والجواب وليس كما يتوهم الكثيرون اليوم الذين لا علم عندهم بالإسلام أن هذه الطريقة من السؤال والجواب هي طريقة أوروبية أجنبية بل هي طريقة إسلامية شرعها الله عز وجل بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام حين أرسله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويجلس بين يديه جلوس المتعلم أمام المعلّم قد ألصق ركبتيه لركبتيه ووضع كفيه على فخذي الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر للناس الحاضرين اهتمامه بالعلم وما به من حاجة إلى علم ولكنه يريد أن يعلم أولئك الذين لم يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عما هم بحاجة إليه من علم.

 

(265/4)

 

 

«شرح قطعة من حديث جبريل وهو قوله: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله) والتحذير من الشرك والوقوع فيه

الشيخ: فقال عليه الصلاة والسلام الشاهد من هذا الحديث بيانا للإسلام الذي سأل جبريل عليه الصلاة والسلام عنه أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهذا بمعنى الحديث المشهور المتفق عليه بين الشيخين من حديث بن عمر نفسه (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) إلى آخر الحديث , فقد بين الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث أن الإسلام هو تشهد أن لا إله إلا الله ومعنى أن تشهد أن لا إله إلا الله هو كما جاء أيضا في رواية أخرى أي تعبد الله وحده لا شريك له لا إله إلا الله معناها أن تعبد الله وحده لا شريك له هذا المعنى مأخوذ من الرواية الأخرى التي أشرت إليها آنفا إنما المعنى المتوارث التقليدي المعروف عند علماء المسلمين قاطبة هو قولهم وقولهم حق معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق في الوجود إلا الله هذا المعنى الصحيح ونحو الرواية الأخرى لما سئل عن الإسلام أجاب عليه الصلاة والسلام أن تعبد الله وحده لا شريك له ومعنى هذا وذاك أن الذي أسلم قديما أوحديثا أو وراثة وهو من جهة أخرى يعبد غير الله عز وجل بأي عبادة من العبادات المعروفة في الإسلام فليس مسلما ولن يهدى للإسلام فلا طوبى له كل من عبد سوى الله عز وجل فليس مسلما ولو قال لا إله إلا الله ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم لأنه قد أخل بالركن الأول من أركان الإسلام الخمسة وهي أن تشهد أن لا إله إلا الله أي أن لا تعبد إلا الله لا تشرك به شيئا ومن خطورة هذا الموضوع لأنه من العقيدة بل وأسّ العقيدة لاسيما وأن أرى في كل يوم وجوها جديدة وأفترض بل أقطع بأن هناك من لم يسمع مطلقا بحثا في مثل هذا الموضوع الهام الذي يجب على كل مسلم قبل أن يقلد أباه وجده في الصلاة وفي الصيام أن يعرف الإسلام ماهو ثم بعد المعرفة أن يؤمن به إيمانا جازما وبعد ذلك ينطلق إلى العمل ببقية أركان الإسلام قد يظن بعض الناس أو قد يتساءل ما فائدة هذا الكلام وهل هناك من المسلمين من لا يعبدون الله وحده؟ هل هناك فيهم من يشرك بالله شيئا والحديث يفسر الإسلام أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئا؟ نقول مع الأسف الشديد هناك كثيرون وكثيرون جدا يعبدون مع الله غيره ويشركون به أشياء وليس شيئا واحدا ولكن أكثر الناس لا يعلمون يظن هؤلاء الناس أنّ الشرك الذي حذّر منه الرسول عليه السلام في هذا الحديث وجعله مباينا للتوحيد ولشهادة أن لا إله إلا الله هو أن يعبد إلها مع الله كما يعبد الله تماما أن يصلي له وأن يصوم له وأن يحج له وأن يعبده بكل شيء هو لله وحده هكذا يتوهمون وليس الأمر كذلك فإن الشرك أخطر من هذه الدائرة الواسعة إن إنسانا إذا عبد الله عز وجل حياة نوح عليه الصلاة والسلام ثم نادى غير الله يوما ما في ساعة ما دعاه دون الله بل دعاه مع الله فقد أشرك مع الله وحبط عمله كما قال الله عز وجل ((لأن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننّ من الخاسرين)) دعاه من دون الله كأن يقول كما تسمعون كثيرا يا باز, هذا دعاء من دون الله دعاء مع الله يا الله يا باز, هذا دعاء مع الله ولو كان الأمر بالذوق فقط لقلت إن مناداة غير الله مع الله أقبح وانتبهوا لما أقول لو كان الأمر بالذوق وإلا الأمر واحد لأنه كله شرك لقلت إن مناداة عبد من عباد الله لا يمسع ولو سمع لا يستجيب مناداته مع الله أقبح من أن ينادى من دون الله وأن ذكر هذا العبد مع الرب ما قد يشعر بأن الله وحده لا يكفيه ولا يغنيه بينما لو نادى العبد وحده فهذا المفهوم الخاطئ لا يخطر في البال ولا شك أشرك حينما نادى الباز لكن هنا قال يا الله يا باز كأنه يشعر أو يؤكد بأن الله غير كافٍ عبده فهو يقول يا الله يا باز كأنه يستدرك يا الله يا باز كأنه الله ماهو كافي فيستغيث بعبد لله عز وجل الملقب عنده بالباز فهؤلاء الذين ينادون غير الله عز وجل هؤلاء لم يفقهوا بعد الإسلام الذي ينبغي أن يكونوا عليه فإذا ما رزقوا كفافا كان لهم طوبى وحسن مآب.

 

(265/5)

 

 

«بيان و جوب فهم كلمة التوحيد على منهج السلف و أنها سبب عز المسلمين و خطورة الجهل بها

الشيخ: لذلك يجب عليكم جميعا أن تهتموا بفهم كلمة التوحيد الذي ينبني عليه علم التوحيد كله على أساس ما كان عليه السلف الصالح على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح حتى إذا ما جاءت بشرى لنا كهذه التي بين أيدينا الآن كنا أهلا لها أما من كان في قلبه شيء من الشرك والعياذ بالله فلا تفيده هذه البشرى بل لا تفيده كل أعماله الصالحة كما قال ربنا عز وجل في القرآن في حق المشركين ولا ... عند رب العالمين لا فرق بين مشرك يقول لا إله إلا الله بلسانه ولما يدخل الإيمان إلى قلبه وبين يهودي أو نصراني أو مجوسي أو ملحد كل هؤلاء مشركون كلهم يدخلون في قوله تعالى ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا)) لذلك نحن نحمد الله أن جعلنا مسلمين ولو بالوراثة ولكن الحمد الكامل أن نسعى إلى أن نتفقه في الدين وأول ذلك وأصله وأسّه أن نعرف هذا الإسلام الذي أصبح مجهولا عند جماهير المسلمين اليوم فلا غرابة أن يصبحوا أذلاء يخشون من كانوا من قبل أذل الأمم فلا يستطيعون أن يخرجوهم من بلادنا ما نقول من بلادهم ما يستطيع المسلمون أن يخرجوا هؤلاء اليهود من بلاد الإسلام ذلك لأن هذا العدد الضّخم من المسلمين الذي يبلغ ثمانمائة مليون أو يزيد هم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل) لماذا هذا العدد الكثير غثاء كغثاء السيل ثم جماهير المسلمين حتى الكفار حتى العلماء يتوهمون أن العلة فقط لا أقول أن العلة كذا يتوهمون أن العلة فقط هو عدم عمل المسلمين بإسلامهم هذه علة ولكن علة العلل عدم فهم المسلمين لإسلامهم وهذا هو الدليل بين أيديكم إن جماهيرنا اليوم لا يفقهون الإسلام أبدا أي بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ما فقهوها بعد إلا من شاء الله وقليل ما هم كيف نستطيع أن نكابر وأن نجحد ما نراه بأعيننا في كل اليوم في كثير من المساجد بل كثير من المساجد فيها من يعبد من دون الله من ينادى من دون الله, وهذا أم المساجد في بلاد الشام مسجد بني أمية فيه القبر المزعوم قبر يحيى عليه الصلاة والسلام فإليه تقدم الهدايا باسم النذور وإليه ترفع العرائض والشكايا فكما أنه لو كانه هو الإله المعبود سبحان الله عما يفعلون وعما يقولون وهؤلاء يأتون للمسجد ليصلوا فيه والله يقول ((وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)) لا تدعوا, هم ينادون مع الله أحدا ينادون يحي لذلك فالمسلمون اليوم كما وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق بحق (غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا ما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) حب الدنيا وكراهية الموت هو من العلل التي أشرت إليها آنفا لكن علة هذه العلل هو عدم فهم الإسلام في أسّه الأول ألا وهو شهادة أن لا إله إلا الله من أجل ذلك نجد المعجزة العجيبة التي ما سبق أن وقعت وما أدري إذا كانت تتصور وهي أن من كانوا أضل الناس علما وعقلا وفهما وحياة وإلى آخره وأضعف الناس من أجل ذلك صاروا ما بين عشية وضحاها أقوى الأمم وأعزّ الأمم وأعلم الأمم وأعقل الأمم والذين هم نشروا النور والهدى وفي ربوع كل الأمم ألا وهم العرب الأولون ذلك حينما اهتدوا بهذا الإسلام وعرفوا حقيقة معنى لا إله إلا الله وأسلموا قلوبهم وعقولهم لله حين ذاك نصرهم الله وتطهرّت قلوبهم من حب الدنيا وتعمّرت وتيقّنت قلوبهم بحب الموت وليس بكراهية الموت ولذلك فإذا ما حل التوحيد الصحيح في قلب ما خرج منه حب الدنيا وكراهية الموت وحل محلهما الإقبال على الله تبارك وتعالى إما بحياة سعيدة أو بشهادة يلقى بها وجه الله تبارك وتعالى إذا حينما نقرأ مثل هذا الحديث الذي هو من جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن هدي للإسلام) يجب أن لا نمر على هذا الإسلام مر الكرام بل يجب أن نقف عندها ونتذكر ما تحت هذه الكلمة من عقيدة إذا حلت في قلب مسلم حين ذاك يمكن أن يكون راضيا وقانعا بما رزقه الله عز وجل من رزق كفاف نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين هدوا للإسلام ورزقوا كفافا وقنعوا بذلك من الله تبارك وتعالى.

 

(265/6)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه ".»

الشيخ: من مثل الحديثين السابقين قوله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه نجد هاهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لآل محمد أي لنفسه ولأهل بيته, لأزوجه ولذرّيته كل هؤلاء آل محمد صلى الله عليه وسلم لغة ويمكن أن نوسع لفظة الآل هاهنا من ناحية اللغة الشرعية فيدخل فيه كل تابع لرسول الله صلى الله علسه وسلم متابعة صادقة ليس مجرد ادعاء أو هوى وإنما يتبعه اتباعا صادقا مخلصا فحينئذ يمكن أن يدخل في قوله (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) كل مسلم على وجه الأرض سواء كان من آل النبي صلى الله عليه وسلم لغة أو لا, فإذا عرفنا هذا فلا يخفى عليكم جميعا أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأهله ولمحبيه ومتبعيه بأن يجعل الله رزقهم قوتا إنما يدعو لهم لما هو خير لهم في دينهم وفي دنياهم والسر في هذا كما شرحنا في الدرس السابق أن تحصيل المال يتطلب جهودا جبارة يتطلب قبل كل شيء أن يسعى إليه السّاعي من الطريق الحلال المشروع أما إذا ما حصّل عليه وكثر هذا المال كثرت الواجبات عليه فوجبت عليه واجبات جديدة كان في راحة منها لو أنه كان رزق كفافا وقوتا, لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يختار لنفسه ويختار لأهله ويختار لمحبيه ماهو خير لهم ألا وهو الوسط من كل الأمور لا الزيادة ولا النقص وإنما هو الرزق الكفاف كما تقدم في الحديث الذي قبله.

السائل: ... .

الشيخ: هذا حديث ضعيف مادام عندك الكتاب فأبشر بالبيان.

 

(265/7)

 

 

«شرح قول المصنف رحمه الله: " وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ما من غني ولا فقير إلا ود يوم القيامة أنه أوتي من الدنيا قوتا) رواه ابن ماجه

وعن أنس بن مالك»

الشيخ: الحديث الذي بعد الحديث السابق وهو قوله عليه السلام (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) الحديث الذي بعده ضعيف جدا أما الذي بعده فهو حديث صحيح وهو قوله وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يتبع الميت ثلاث) انظروا هذا التصوير لقيمة المال في هذه الحياة قال عليه السلام (يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله) إذا ما دمت أنك ستضطر إلى الإستغناء عنه وأن تخلفه من وراءك لا تستفيد منه شيئا فكن خفيف الحمل لأن هذا المال ستضطر أن تتركه وأكثر من العمل الصالح قال عليه الصلاة والسلام (يتبع الميت ثلاث أهله وماله) قد يشكل على البعض كلمة المال كيف يتبعه الأهل يطلعوا طبعا مشيعون له فالمال كيف يتبعه؟ فسر قديما بما كان واقعا فيمكن أن نفسره اليوم بواقع جديد سواء كان مطابقا للشرع أو مخالفا لأنه واقع على كل حال فسر المال هنا الذي يتبع الميت بالعبيد وبالخدم وهذا لايزال مشاهد بالنسبة لبعض الملوك الذين لايزالون يسترقون بعض الناس فهذا على ما كان عليه الواقع يومئذ قال عليه الصلاة والسلام (يتبع الميت ثلاث أهله وماله)

 

(265/8)

 

 

«الكلام على بدعية تشييع الجنازة في السيارة والنهي عن اتباع اليهود والنصارى

الشيخ: اليوم الأهل يخرجون مشيعيين على سياراتهم وهذه بلا شك يجب أن ننبه خشية أن تصبح سنة يجب أن ننبه أن تشييع الميت في الجنائز هذه بدعة ضلالة بل هي بدعة مزدوجة ذلك لأنها من حيث مخالفتها لطريقة تشييع الرسول صلى الله عليه وسلم للجنائز فهي بدعة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما كانوا يشيعون الجنائز على أقدامهم مشاة من جهة ومن جهة أخرى كانوا يحملون النعش على أكتافهم فإذا ما نحن وضعنا النعش في سيارة وحبسنا هذا النعش عن النظارة حتى ما ينزعجون برؤية الميت من على رؤوسهم ثم شيعناه إلى مقر الأخير في السيارات أيضا لاشك بأن في هذه الصورة من التشييع مخالفات كثيرة لتلك الصورة فإن تشييع الميت على هذه الطريقة تتناسب مع الأمة التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر وهي أمم غير أمة الإسلام, لا تظنوا ولا تخطئوا مع الخاطئين أن تعتقدوا أن النصارى واليهود يؤمنون بالله واليوم الآخر لا, وهذه حقيقة أيضا من تلك الحقيقة الكثير والكثيرة جدا التي يغفل عنها أهل العلم فضلا عن غيرهم يقول ربنا عز وجل في القرآن الكريم ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب)) من هؤلاء؟ نعم؟

الحضور: ... .

الشيخ: و لايحرّمون ما حرّم الله و رسوله من الذين أوتوا الكتاب بيان لقوله تبارك وتعالى ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب)) إذا الذين أوتوا الكتاب وهم اليهود والنصارى بنص هذا القرآن الكريم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر, أعتقد أن كثيرين منكم يستغربون هذا مع أنه كلام الله لأننا نعيش في جو ابتعدنا فيه جدا عن العلم الصحيح وليس هذا فقط بل حل محله ضلال من العلم يظنه الكثيرون علما كيف وفينا من يقول عن النصارى إخواننا ولا أستبعد يوما يأتي قربيا أو بعيدا يصبح اليهود إخواننا أيضا هكذا ذلك لأن السياسة لا دين لها ولذلك نحن لا نشتغل بالسياسة وإنما نشتغل بالإسلام وفيه الكفاية فإذا علمتم بنص القرآن الكريم السابق أن اليهود والنصارى لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فإذا هؤلاء الذين يشيّعون الجنائز على هذه الصورة بالسيّارات إنما أخذوا هذه الضلالة من تلك الأمم التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ومن كان كذلك فهو يضع حدودا مادية تبعده عن أن يتذكر الموت لأنه لا يؤمن بالموت لا تقولوا يؤمنون لأن الله قال لا يؤمنون وسأفصل لكم ولابد من التفصيل ولو أننا وقفنا قليلا عن المتابعة في دراسة هذه الأحاديث لأنه واقع أننا لا نريد من تدريسنا عليكم هذه الأحاديث أن تكون دراستنا لها معكم على طريقة آخرين منا يقولون صراحة بأنهم إنما يدرسون الحديث للبركة فقط وليس للتفقه وليس للتعلم وليس للتذكر نحن نقرأ هذه الأحاديث نريد أن نتدبّرها ونستفيد منها علما وفقها وتذكرة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وهم غير المسلمين كما علمتم هؤلاء يضعون الحدود بينهم وبين كل من يذكرهم بالموت فهذا المثال بين أيدكم الآن تشييعهم للموت هذه ظاهرة واضحة يرهبون أن يحموا الميت على رؤوسهم فإن هذا بلا شك يذكرهم بالموت وقد ركب أكتافهم هل يفعلون؟ عياذا بالله هكذا يقولون لذلك ابتدع لهم الشيطان ما يريح بالهم فأوحى إليهم أن يضعوا الميت في نعش مقفول في السيارة ثم هم أيضا لا يمشون خلفه وإنما يركبون مراكبهم التي اعتادوها فكأنما هم في شيء معتاد أو في نزهة هذه الظاهرة مما يدل على أنهم لا يريدون وسائل تذكرهم بالموت ظاهرة أخرى إذا مررت أيها المسلم بمقابرهم لم تشعر بأن فيها موتى لكثرة ما يزخرفونها وما يزرعون فيها من أشجار خضرات باسقات أيضا هذا ماهو المقصود به حجب الأنظار عن أن يروا هذه القبور وقد استن جماهير المسلمين سنتهم ولكن على طريقة الشيطان طريقة خطوة خطوة أول ما زين لهم تسوير المقابر فتبادر إلى أذهان بعض الناس أن هذا لصالح الأموات واحتراما لهم لماذا؟ لأنه يفعل فيها كذا وكذا والكلاب وإلى آخره كان من قبل الجدار والحائط عبارة عن ما دون طول قامة الرجل فأصبح الجدار الآن يساوي قامتين للرجل ذلك حتى إذا مر وفد أو مر ناس من هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر لا يرون مناظر ولا يشهدون مشاهد ... أو تسودّ أو تنزعج منه قلوبهم هذه أيضا ظاهرة بدأت في المسلمين ثم تسربت الخطوة الثانية إليهم فبدؤوا أيضا يضعون الأشجار في القبور ويعلّلون ذلك بتعليل طبي وهو من أجل تعقيم الجو وتطهيره من المكروبات والجراثيم ونحو ذلك من الفلسفة المادية المحضة هؤلاء لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وذلك فمن سخف المسلمين وجهلهم أنهم يقلدون الذين يفارقونهم في أصل العقيدة نحن نؤمن بالله وباليوم الآخر وهم غير مؤمنين بالله وباليوم الآخر ومع ذلك فترانا نحتذي حذوهم حذو القذة بالقذة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكما في حديث أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن الناس؟) من في الأرض ممن يذكرون كأمة لها حضارتها زعموا لها حضارتها لها قوتها لها ثقافتها ما فيه غير اليهود والنصارى يشير الرسول عليه الصلاة والسلام إلى أن من طبيعة الأمة إذا ما انحطت وضعفت أن تقلد من هي أقوى منها فيشير الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث إلى أنه سيأتي زمن على أمة الإسلام التي ينبغي أن تكون أقوى أمة في كل زمان ومكان سيأتي عليها يوم من الأيام تتبّع وتستنّ بسنة اليهود والنصارى حذو القذة بالقذةحتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه حتى لو دخلوا في أي مأزق ضيق لقلدناهم في ذلك!! وإني لأزداد عجبا في كل يوم تجد كثيرا من الشباب المسلم يفرح القلب من ناحية حينما أدخل المساجد ويحزنه من ناحية أخرى أجد شبابا مقبلا على طاعة الله في المساجد ولكنه لايفقه من الإسلام إلا قليلا, أصلي في الصف الثاني أوالثالث فأجد بين يدي شابا عجيب المظهر هو مسلم يقف في الصف يصلي لله عز وجل ولكن إذا رأيته في السوق ظننته فرنسيا أو أمريكيا أو لعلك لو تظنه إذا كان في البلاد هنا يهوديا لماذا للبس البنطلون "شارل ستون" الذي ينبغي أن يكون في مكان معين ضيقا وقد وسعه شبرين وفي المكان الذي ينبغي أن يكون واسعا قد ضيقه على نفسه حتى عض على إليته عض ثم لم يقنع إبليس بهذا ... حتى يلفت أنظار الشباب بعضهم إلى بعض حتى طبع على إليتهم طابعا جديدا صور من مظهر غصن أو زهرة أو ما شابه ذلك لا فرق في ذلك بين الشاب والشابة وهو يقف يصلي كيف هذا؟ هذا لأنه لم يتربى تربية إسلامية لايزال في نفسه عاطف على الإسلام ويصلي لكنه لا يفهم أن الإسلام ليس فقط في الصلاة الإسلام كلّ لا يتجزّئ المسلم يجب أن يثبت أنه مسلم حيثما كان ليس فقط في المسجد حينما نراه يصلي حتى لو دخل الكنيسة للعبرة والإطلاع لأشير إليه بالبنان هذا مسلم فمن من المسلمين اليوم لو دخلوا الكنائس للفرجة أو للعبرة لا يظن أهل الكنيسة أنه منهم هذا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) وفي رواية أخرى أعجب من هذا التقليد الأعمى وبدأت المظاهر تظهر قال عليه الصلاة والسلام (حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك) لذلك يا إخواننا الشباب يجب أن لا تقنعوا بما أتيتم من المعرفة بالإسلام هذه المعرفة السطحية بل عليكم أن تتوسعوا في التعرف على الإسلام وأن تقرنوا العمل به حتى لا يكون العلم بالشيء وبالا عليكم ولا ينطبق عليه قوله تبارك وتعالى ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)).

 

(265/9)

 

 

«تتمة شرح حديث أنس بن مالك (يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله).»

الشيخ: المثال المذكور في هذا الحديث إذا مات الميت يتبعه أهله وماله عرفنا أن المقصود بهذا المال هو قديما العبيد والخدم والآن واضح الأقارب والأولاد ونحو ذلك والمال هو السيارات التي يركبونها وهذه مخالفة من المخالفات أحببنا أن نذكركم بها لأن الواقع أن المعصية إذا ظهرت فشت ... أما إذا كتمت انطوت وماتت ولذلك جاء في الشرع الحض على أن المسلم إذا كان ولابد من المعصية فليتكتم بها لأن هذا التّكتّم فيه خير لنفسه ولغيره بالنسبة لنفسه أنه لا يزال يشعر ... كما يقولون اليوم في قلبه وفي ضميره أما إذا استهتر وأعلن فقد مات هذا الشعور وهذا معناه أنه لم يبق في قلبه مثقال ذرة من إيمان لذلك قال عليه الصلاة والسلام (كل أمتي معافى إلا المجاهرين قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: هو الرجل يمسي يعصِ الله تبارك وتعالى فيصبح فيكشف ستر الله عنه) يقول أمس فعلنا كذا وفعلنا كذا فهذا لو كتم عمله ربما الله عز وجل غفر له فبمناسبة المال في هذا الحديث أحببت أن أذكركم أن هذا التشييع الذي عام وطم البلاد بالعواصم ينبغي أن تشعروا إذا ما اضطررتم إلى مثل هذا التشييع أن تشعروا أن هذا خلاف للسنة بل هو بدعة وضلالة وقد جمعت هذه البدعة ضلالات كثيرة كما ذكرنا لكم آنفا قال عليه الصلاة والسلام (يتبع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله) رواه البخاري ومسلم وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين والآن أسئلتكم نحو نصف ساعة من الزمن ثمّ الصلاة.

 

(265/10)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)).

((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)).

((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد,

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(266/1)

 

 

«التعليق على مقالة وردت في مجلة المجتمع الكويتية حول الأحوال الشخصية، وذكر منهج أهل السنة والجماعة في ذلك

الشيخ: وبعد, فقد رأيت أن أصَلَ البحث السابق حول منهج الدعوة السلفية ببحث في هذه الليلة بمناسبة أني اطلعت على مقال في مجلة "المجتمع" التي تصدر في الكويت وهي مجلة إسلامية, لتعلموا خطورة بل عظمة تمسّكنا بكتاب ربنا وسنّة نبينا وعلى منهج سلفنا الصالح, وأن هذا المنهج إذا ما أهمله المسلمون ضلّوا سواء السبيل, وكنا ضربنا لكم مثلا من العقائد الإسلامية المتعلّقة بالقرأن الكريم الذي هو الأصل الأول والمصدر الأول والمرجع الأول للشريعة الإسلامية على أساس أنه كلام الله تبارك وتعالى وليس كلام البشر ولا كلام غير البشر, ضربنا مثلا على مبلغ الإنحراف في فهم الكتاب والسنّة عن منهج السلف الصالح.

في القرأن الكريم على اعتبار أنه من كلام الله عز وجل وكيف وصل الأمر ببعض الفرق الإسلامية أن يُعرّوا هذا القرأن الكريم من أن يكون كلام الله عز وجل فبعضهم قال صراحة إنه ليس كلام الله بل هو مخلوق وبعضهم وافق هذا القائل ضمنا ولكنه لم يصرّح تصريحه فأنكر أن يكون لله كلاما مسموعا ووصفه بأنه كلام نصّي, ووصْف الكلام بهذا هو تعطيل الكلام الإلهي الذي من صفاته أنه يُسمع ممن يخاطبه الله تبارك وتعالى به سواء كان صالحا أو طالحا.

إذا أردنا بطبيعة الإنسان أن أعيد القول فيما مضى ولكني أردت بمناسبة اطلاعي ... على هذه المجلة أن أقدم إليكم مثالا من واقع حياتنا الإسلامية اليوم, كاتب هذا المقال يُعالج حركة هناك في الكويت إسلامية تطالب وليس هذه الحركة بغريبة عن سائر البلاد الإسلامية, فكل البلاد الإسلامية تطالب الحكّام بأن يعودوا في قوانينهم إلى موافقتها للشريعة الإسلامية, فمن هذه القوانين قوانين الأحوال الشخصية, فيظهر أن هناك مجلات وجرائد كثيرة تعالج مثل هذا القانون وتُطالب الدولة هناك بأن تعود بهذا القانون إلى ما يُوافق الإسلام أي كتابا وسنّة.

فمن العجائب والغرائب أن يحول بعض المتحمّسين للإسلام بين الدولة وبين تحقيق هذا الطلب الإسلامي وهو الرجوع بقانون الأحوال الشخصية إلى الكتاب والسنّة, يستند في ذلك إلى مستند صحيح في نفسه ولكنه ليس دليلا له يؤيّده في طلبه, فهي كما قيل قديما كلمة حق يُراد بها باطل, ما هذا هو الحق الذي يستند إليه؟

 

(266/2)

 

 

«التعليق على فقرة وردت في المقالة وهي قوله " إن الإسلام كل لا يتجزأ وأنه يجب على المسلمين أن يتبنوا الإسلام كلا لا يتجزأ ".»

الشيخ: يقول " إن الإسلام كلاً لا يتجزّأ وأنه يجب على المسلمين أن يتبنّوا الإسلام كلاَ لا يتجزأ " هذه دعوة صحيحة فلا يجوز لأي مسلم أن يرتاب فيها لكن هنا شيء يجب أن نلاحظه ألا وهو أن هناك تبنّي فكري أو تبنّيا فكريا وهناك تبنّيا عمليا, فالذي لا يجوز التردد فيه وأنه يجب تبنّيه كاملا هو التبنّي الفكري فلا يجوز أن نؤمن بطبيعة الحال ببعض الكتاب ونكفر ببعض, أما التصويت فكالتكاليف الشرعية المتعلقة بكل مكلّف من المسلمين فهو ينهض بما يستطيع منها ولا يكلّف الله نفسا إلا وسعها, كذلك الأمة وليست الأمة كما هو معلوم إلا مجموعة أفراد فكما أن كل فرد يُكلّف بما يستطيع فكذلك الأمة تكلف بما تستطيع, إذا عرفنا هذه الحقيقة وهي حقيقة بدهية لا ريب فيها فحينئذ يتبيّن لكم أن هذا الكاتب خلط بين الفكر وبين العمل الذي ينبغي أن يطابق الفكر فهو كأنه ينشد مجتمعا إسلاميا يُطبّق فيه الإسلام بحذافيره, لا يمكن أن يتخلّف عن التطبيق جزء من أجزائه سواء كان صغيرا أو كبيرا, وهذا أمر بطبيعة الحال مستحيل التحقيق لاسيما بالنسبة للمسلمين المتأخّرين, فهو الأن يقول صراحة ثَقُلَ أن نعود بقانون الأحوال الشخصية إلى موافقته للكتاب والسنّة فنحذف منه ما يخالف الإسلام ونضع فيه ما يأمر به الإسلام قبل هذا كله يجب أن نصلح المجتمع, يجب أن نصلح المجتمع هذا ونهيّأه لتقبّل هذه الأحكام وهذه القوانين, كلام جميل في الواقع وهذه التهيأة هي التي نحن ندعو إليها قبل الاهتمام بأشياء لا سبيل لنا إليها, لا لأنه إذا تمكّنا من ذلك لا نفعل, هذا فرق كبير جدا بين ما ندعو إليه الناس وهو أن نعمل بما نستطيع إلى استئناف الحياة الإسلامية ولا شك أن ذلك يكون خطوة خطوة وبقدر ما يستطيع الإنسان بمعنى أو الأمة بمعنى لو أن الإسلام عبارة عن أحكام يبلغ عددها مئة ونحن الأن نعيش في حياة تطبيقية لعشرة منها, ما في مانع أن نزيدها واحدة وثانية وثالثة حتى تصير عددها عشرين وثلاثين وهكذا, أما أن ننتظر حتى تستأنف الأمة حياتها الإسلامية الكاملة بين ذواتها وأفرداها وندع الحكم يمشي منطلقا على خلاف الكتاب والسنّة ونحن نستطيع أن نُعدِّل وأن نُغيِّر من هذا الحكم بدون أي مشقة أو جهد كما هو واضح الأن من هذه الحركة التي تقوم في الكويت.

فالربا لواقع هذه القوانين بحجة أن المجتمع ليس مجتمعا إسلاميا كاملا هذا معناه أنه سيظل المجتمع الإسلامي غير كامل لأن لا شك سعي الأفراد في الإصلاح أقل من سعي الحكومات, وقديما قال أو رُوِي بالأصح نقول رُوِيَ عن عثمان أنه قال " إن الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرأن " فإذا وافق السلطان على تغيير قانون ما موافقا فيه الشريعة الإسلامية, لماذا نحن نأبى ونحول بين هذا الإصلاح بحجّة إنه واقعنا الإسلامي لا يتقبّل هذا الإصلاح, هذا أمر غريب جدا.

قبل سنين كان معروفا في قانون الأحوال الشخصية أن المسلم إذا طلّق زوجته ثلاثا في مجلس واحد بلفظ واحد تُصبِح زوجته بائنة منه بينونة كبرى أي كما قال تعالى ((فلا تحلّ له من بعد حتى تنكح زوجا غيره)) ثم رأى بعض المشتغلين بالفقه الإسلامي أن تبنّي هذا الرأي أو هذا الحكم على أنه رأي المذاهب الأربعة التي يحرص جماهير المسلمين على المحافطة على مسائلها ولا يسمحون لأحد بالخروج عنها مهما وجد إلى هذا الخروج سبيلا, مع ذلك فهؤلاء لما رأوْا سوء أثر تبنّي هذا القول وهو أن الطلاق بلفظ ثلاث ثلاث عادوا فتبنّوْا رأيا إلى عهد قريب كان رأيا شاذا منبوذا ألا وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه االله الذي عاد في هذه المسألة منذ نحو من قرون عاد فيها إلى السنّة فقال الطلاق بلفظ الثلاث إنما هو طلقة واحدة, فتبنّى بعض الفقهاء وأدخلوا هذا الحكم الإسلامي الصحيح في قانون الأحوال الشخصية وهناك بلا شك أنا لست قانونيا وما درست قانون الأحوال الشخصيّة لكن أعلم يقينا أن هناك أحكام كثيرة من مثل هذا الحكم تُخالف الشريعة الإسلامية كتابا أو سنّة أو كليهما معا فماذا ضرّ المجتمع الإسلامي وهو لم يتقدّم مطلقا منذ عهد قريب حينما غُيِّر هذا الحكم إلى ما يوافق السنّة, ما ضرّ ذلك شيئا ولا تخلخل المجتمع ولا رفضه المجتمع كما يشير إلى ذلك كاتب هذا المقال.

 

(266/3)

 

 

«قراءة بعض الفقرات من المقالة والتعليق عليها

الشيخ: المقال ألخّص لكم الأن كلمات من المقال لأن ... المقال طويل في صفحتين لتأخذوا الفكرة الصحيحة من نفس الكلام, بعد أن ذكر ما لخّصته أنفا من ضرورة أن يكون المجتمع مجتمعا إسلاميا قال "فلابد من إزالة هذا الكدر وتقريب هذا البعد حتى يزاوِل قانون الأحوال الشخصية مهمته في معالجة الأوضاع في مناخ إسلامي, وإذا فلابد أن يسبق تطبيق هذا القانون تعديل الأوضاع الأسرية والإجتماعية المخالفة لتعاليم الإسلام ولابد من نظرة تصحيح شمولية تهيّئ المناخ لهذا القانون, وهذا شأن بقية القوانين الإسلامية كالقانون الجنائي فلا يمكن أن نُقيم الحدود الإسلامية مالم يتهيّأ الجو الإسلامي الذي يتنفّس فيه أفراد المجتمع عبير الإسلام وهجه" ثم يقول "وحدّ السرقة أيضا لا يمكن تطبيقه ما لم نحقّق للفرد عملا مناسبا ونُقيم التكافل بين أفراد المجتمع بأخذ الزكاة من الأغنياء وإعطائها للفقراء ويُقضى على البطالة المكشوفة والمقنّعة فتمهيد المناخ شرط لتطبيق الأحكام" هذا مقدمة الموضوع في السطر الأخير "فتمهيد المناخ شرط لتطبيق أحكام الإسلام" وذكر كمثال أنه لا يجوز تنفيذ حدّ السرقة حتى نهيّئ للناس الشيء الضروري من الحياة.

الأن لنعد إلى منهجنا فهم الكتاب والسنّة وعلى منهج السلف الصالح ودائما نذكّر أنه على رأس هذا المنهج هو رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم, تُرى هل الرسول صلى الله عليه وأله وسلم فعل ما يقول هذا الكاتب "مشهد المناخ لتُطبّق الأحكام الإسلامية" فلم يكن هناك فقراء مثلا وأن معروف هناك جماعة اسمهم أهل الصفة وهم كانوا من فقراء الصحابة الذين لا أهل لهم ولا مال, ليس لهم مسكن يأوون إليه فكانوا يأوون إلى مكان في خارج المسجد اسمه الصفة, والفقر الذي نعرفه في عهد الرسول عليه السلام لا يشك فيه أيّ مسلم مهما كانت سويّته العلمية أو الثقافية ضحلة فنحن نعلم مثلا أن مستوى المعيشة في عهد عمر بن الخطاب كان خير بكثير بكثير مما كان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام, فهل اختلف تطبيق الحكم في عهده عليه السلام ... شيء من الأحكام لأن هذا المناخ لم يُهيّأ مثلا أنتم تعرفون قصة ذلك الرجل الذي حضر مجلسا جاءت إليه إمرأة فعرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وأله وسلم, تريد أن تهب نفسها له صلى الله عليه وسلم فلم يرغب فيها, فطلب رجل منه عليه السلام أن يُزوّجها ولو بخاتم من حديد, قال لا أجد يا رسول الله قال فقد زوّجتكها بما معك من القرأن, هذا رجل فقير موجود في عهد الرسول عليه السلام, العهد المدني الذي طُبّقت فيه الأحكام الشرعية, لماذا لم يتباطأ الرسول عليه السلام حتى تتكاثر عليه الأموال كما وقع ذلك في عهد عمر ويؤجّل تطبيق هذه الحدود إلى أن يتمكّن من تهيأة المناخ المزعوم, هذا يُقال من حيث مبدأنا وشرعنا وهو أن نفهم الإسلام على منهج السلف الصالح, السلف الصالح ما تلكؤوا أبدا في تطبيق الأحكام الشرعية والحدود السماوية بسبب اختلاف ما سمّاه بالمناخ ثم من ناحية نظرية هو يطلب مثلا جمع الزكاة, هل هذا الجمع من وظيفة الدولة أم من وظيفة الأفراد؟ الأن نعكس نحن القضايا تماما, في الإسلام الأول كان جمع الزكاة من وظيفة الدولة, الأن تؤلّف الجمعيات لجمع أموال الزكاة, فالأن هو يريد في جملة ما يريد من تهيئة المناخ المزعوم جمع الزكاة إذن ... طالب الدولة بأن تجمع الزكاة وهذا الطلب صحيح, وهذا الطلب قد يُغنيها ويريحها كما يريح الشعب من كثير من الأثقال المفروضة على الشعوب الإسلامية مما يسمّونه بالضرائب ونحن لا نشك أن كثيرا من هذه الضرائب تقتضيها المصلحة ولكن أية مصلحة يراد تحقيقها في سبيل محدث؟ وهناك سبل مشروعة في الكتاب والسنّة فلا يجوز حين ذاك الأخذ بهذا السبيل المحدث بحجّة أنه من المصالح المرسلة.

 

(266/4)

 

 

«الفرق بين المصلحة المرسلة والبدعة، وذكر أمثلة على ذلك

الشيخ: وبهذه المناسبة أذكّر بأن لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بحثا هاما جدا في موضوع التفريق بين المصلحة المرسلة التي ينبغي أو يجب الأخذ بها وقد يسمّيه البعض ببدعة حسنة وبين المصلحة التي لا يجوز الأخذ بها, هو يقول ونعمّا ما يقول " إن الأمور التي تحدث للمسلمين ويترتب من ورائها مصالح لهم ينبغي النظر إليها, هل المقتضي للأخذ بهذا الذي حدث كوسيلة وكسبب لتحقيق مصلحة إسلامية, هل المقتضي للأخذ بهذا السبب كان قائما في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أم لم يكن قائما؟ " يقول "فإذا كان المقتضي قائما في عهد الرسول عليه السلام ويوجب الأخذ بهذا السبب على اعتبار أنه يحقق مصلحة ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم لم يأخذ بهذا الذي حدث على اعتبار أنه يحقق مصلحة فالأخذ به حينذاك بدعة" فلماذا؟ لأنه لو كان الأخذ بهذا السبب شرعا لأخذ به الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه معصوم عن أن يغفل عن سبب فيه خير للمسلمين لو كان رب العالمين يُريد تشريعه للمسلمين والرجل هو يضرب على ذلك مثلا أو أنا أضربه توضيحا وبيانا, الأذان وهذا مثل واضح جدا نتبعه بمثل أخر مما كنا في صدده, الأذان لغير الصلوات الخمس لا أقول لصلاة العيد مثلا, لغير الصلوات الخمس يدخل فيه صلاة العيد, صلاة الاستسقاء, صلاة الجنازة وهكذا هل فيه فائدة أم لا توجد فيه فائدة؟ الأذان لصلاة العيد لا شك أننا إذا تجرّدنا عن الاتباع لما كان عليه الرسول عليه السلام وحكّمنا عقولنا التي اعتدنا نحن غير السلفيين على تحكيمها في كثير من حوادث الأمور لكان الجواب شو فيها؟ يا أخي ما فيها شي وأنا بقول معهم كذلك شوف فيها إذا أذنّا لصلاة العيد؟ لا شك أنكم إن تجرّدتم عن الاتباع ولو فرضا سيكون جوابكم والله ما فيها شي, ذكر الله وإعلانه لا إله الله ما فيها شي, الأذان الذي يفعله بعضه الناس في بعض البلاد, في حلب كثيرا وهنا ربما قليلا حينما ينزلون بالميت القبر يقفون على القبر ويؤذّن مؤذّنهم شو فيها؟ ما فيها شي ذكر لله عز وجل, طيب نحن بنقول كمان إذا تركنا هذا الأذان عند القبر أو صلاة العيد أو الاستسقاء كمان بنقول نحن شو فيها, إذا تركنا يعني بنقابل شو فيها تبعهم بشو فيها تبعنا أنتم بتقولوا شو فيها إذا فعلنا ونحن بنقولهم شو فيها إذا ما فعلنا وهم حتما لا يستطيعون وسيكون لنا الثلج والغلب عليهم بالحجّة فيما بعد لكن مبدئيا هم إذا قالوا شو فيها إذا فعلنا بنقلهم نحن شو فيها إذا ما فعلنا.

نحن نتبع السنّة فلا نفعل هذا الشيء وأنتم تتبعون ماذا؟ تتبعون أهواءكم وعاداتكم, طيب الأن نقول هل هناك مصلحة خاصة في مثل صلاة الاستسقاء والناس مجتمعون في المسجد فيبدوا للإمام أن يستسقي فبدل ما يعلن إعلان عادي فيؤذن المؤذن في المسجد ويقول الصلاة جامعة بالإضافة إلى الأذان والسنّة أن يقول الصلاة جامعة لكن أيضا نعود إلى قولهم في ها المناسبة وغيرها شو فيها يا أخي زيادة الخير خير, في السنّة الصلاة جامعة أو الصلاة جامعة لكن زيادة الخير خير بنأذّن, هل هناك إعلان في هذا الأذان أم لا؟ لا يمكن إنكاره, طيب المقتضي لهذا الإعلان في زمن الرسول عليه السلام كان قائما أم لا؟ كان قائما, طيب مادام الرسول ما فعل هذا فليس من السنّة أن نفعل نحن هذا لأن المقتضي كان قائما في عهد الرسول صلى الله عليه وأله وسلم, هذا المثال واضح جدا يبيّن لهم الدقة التي شرحها ابن تيمية في كتابه العظيم "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم"

 

(266/5)

 

 

«الكلام على فرض الضرائب والتسعير في الأسعار، وبيان أن جمع الزكاة من عمل الدولة المسلمة

الشيخ: مثال من واقعنا اليوم وبصدد مناقشة هذا المقال, يطلب جمع الزكاة وهذا الطلب شرعي ما في كلام لكن مقابل هذا الطلب فيه ضرائب, هذه الضرائب فرضت لماذا؟ يقولون لتحقيق مصلحة الشعب, نقول هذا ليس مشروعا إلا بعد أن تُطبّقوا الوسائل التي شرعها الله عز وجل لتحقيق الهناء للمجتمع الإسلامي غنيّهم وفقيرهم ومن ذلك الزكاة ومن ذلك غير ذلك مما لا سبيل الأن لشرحه فبعد أن تُطبّق الوسائل والأسباب التي شرعها الله عز وجل لتحقيق هذه الغاية التي ينشدها كل الشعوب اليوم مسلمهم وكافرهم, إذا لم تنهض هذه الوسائل بتحقيق ما ترمي إليه الشريعة بسبب ظروف عارضة حينذاك يسمح الإسلام بل يوجب أن نأخذ بوسائل جديدة لنتمّم تحقيق ما أراده الله عز وجل بما شرع من وسائل لهذا الأمر العارض, أقول لهذا الأمر العارض ولا يجوز اتخاذ فرض ضرائب بصورة مستمرة, نحن نقول مثلا التسعير في الإسلام ليس مشروعا وقد طُلِب من الرسول عليه السلام أن يُسعّر لهم فقال (إن الله هو المسعِّر) وهذا معناه أن من نظام الإسلام عدم فرض سعر معيّن على الناس كنظام ولكن إذا بدى للحاكم المسلم وأعني ما أقول المسلم وأؤكد المسلم الذي يحكم بالكتاب والسنّة, إذا بدى لمثل هذا الحاكم أن هناك مصلحة أنيّة الأن بسبب تجبّر بعض التجار مثلا وعدم تجاوبهم مع التوجيهات الإسلامية, ففرَض السعر وقتيّا فهذا لا مانع لمعالجة هذا الأمر العارض.

أعود لأناقش هذا الكلام من الذي يجمع الزكاة؟ في الإسلام السلفي كانت الدولة تجمع الزكاة, إذًا نحن يجب أن نطالب الدولة أن تجمع الزكاة, طيب هنا سيعود الكلام السابق نطالبه بجمع الزكاة هذا حكم من أحكام الإسلام فهل نسكت عنه وإلا نطالبه بأنه يُطبّق الإسلام كلاً طفرة وحدة؟ أنا أقول لا يوجد إنسان يطالب دولة لا سيما مثل الدول اليوم أنه يُطبّق الإسلام كلاً لا يتجزأ, وإنما نحن نطالب بما يمكن تحقيقه, إذًا من المعقول أن نطالب كل الدول الإسلامية أن تجمع الزكاة وتفرّقها على الفقراء ولو كان القانون الجنائي مثلا فيه أشياء مخالفة للشريعة, فالأحوال الشخصية كذلك.

إذًا يجب أن نفصل بين وجوب تبنّي الإسلام كلاً لا يتجزأ كعقيدة ومبدأ وبين تطبيق الإسلام على ما يتيسّر للأمة المسلمة, على ما يتيسّر, فالأن مادامت قامت هناك فئات إسلامية تطالب بتغيير قانون الأحوال الشخصية وجعله مطابقا للشريعة الإسلامية, لماذا نقول نحن المجتمع الإسلامي كله فاسد وننتظر حتى نهيّؤه لتقبّل هذا الحكم؟ ثم لما نقول المجتمع الإسلامي يا إخوانا ماذا نريد؟ هل نريد المجتمع الإسلامي ثمانية مائة مليون مسلم؟ هذا أمر مستحيل, إذًا نحن لا نفكّر بتحديد المساحة التي يجب أن نُطبّق فيها الإسلام الكامل لا يشذّ منه ولا مسألة وإنما نسعى بما نستطيع لتطبيق ما يّمكن من الأحكام الإسلامية التي لا يملكها الفرد, نحن لا نطلب من الدولة أن تتدخّل في بيوتنا وأن تربّي أولادنا وذرّياتنا, هذا من الواجب على كل فرد مسلم, أما الأحكام التي تملكها الدولة ولا تملكها الأفراد فنحن نطالبهم بأن يُطبّقوا ما يستطيعون.

أنا أعتقد لو فعلا قام الأن حكم إسلامي خيالي يعني في ليلة لا قمر فيها كما يتوهّم البعض ماذا يستطيع هؤلاء أن يُطبّقوا من الإسلام؟ والله لا يستطيعون أن يُطبّقوا إلا شيئا قليلا جدا, فهل نرضى به أم نقول لا نريد إسلاما كلاً لا يتجزأ؟ هل فينا واحد يُطبّق الإسلام كلاً لا يتجزّأ حتى نطالب الأمة كلها بإسلام لا يتجزأ؟ هذا أمر مستحيل.

 

(266/6)

 

 

«التعليق على فقرة وردت في المقالة وهي قوله " وحد السرقة لا يمكن تطبيقه ما لم نحقق للفرد عملا مناسبا

الشيخ: ختاما لتعرفوا الهدف من هذه المقدمة أنه حدّ السرقة مثلا لا يمكن تطبيقه ما لم يحقّق الفرد عملا مناسبا, هذا في الواقع منطق ليس إسلاميا, أنا في إعتقادي هذا منطق إشتراكي, وهذا مما دخل على المسلمين اليوم بسبب مطارق أوروبا وكتّابها وملاحدتها إنه حتى نهيّئ للفرد إيش؟ عملا مناسبا, هذه وظيفة الدولة المسلمة؟ أنه تشتغل وزارة اقتصاد تهيّئ لكل فرد مسلم عملا مناسبا, يا أخي هذا العمل ينبغي أن يحقّقه الفرد أما واجب الدولة فأعظم مما يُفكّر أمثال هؤلاء الكتّاب لأنهم ينطلقون من تفكير ليس تفكيراً إسلاميا محضا وإنما هو تفكير دولة مادية كأنما وُجِدت على وجه الأرض أو على الحكم فقط لتأمين المادة لكل فرد من أفراد الدولة, بينما الإسلام وُجِد لماذا؟ أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى, الإسلام جاء ليحقّق الغاية من خلق الكون كله كما قال عز وجل ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) لتحقيق العبادة لله عز وجل وحده وُجِد الحكم في الإسلام.

 

(266/7)

 

 

«التعليق على فقرة وردت في المقالة وهي قوله " الترقيع بين أحكام الإسلام وغيره أمر لا يقره الإسلام ولا يرضاه ... "»

الشيخ: أخيرا يقول "فالترقيع بين أحكام الإسلام وغيره أمر لا يقرّه الإسلام ولا يرضاه" هذا صحيح لكن هذا الترقيع مقصود هو الذي لا يرضاه الإسلام أما الأن مُطبّق من الإسلام بالمائة عشرة, ما ترضى تطبّق بالمائة إحدى عشر, إثنى عشر وأنت ليه رضيان بهذا التقصير كما يقول في هذا الكلام لكن اسمعوا الأن نهاية المطاف "إنما سبق من الحقائق يدخل في إطار الإيمان بهذا الدين الذي أراده الله أن يكون منهج حياتنا كلها صغيرها وكبيرها خاصها وعامها" شوفوا ها التحفظ "ونرجوا أن لا يُفهم مما سبق أننا نرفض قانون الأحوال الشخصية فإنما أردنا أن نبيّن المجال الحيّ الذي يُمارِس فيه هذا القانون فاعليّته وسلطته ويؤتي ثمرته وإذا لم يتحقّق هذا المبتغى بالشكل المطلوب فإننا نقبل بقانون الأحوال الشخصية ونطالب ببقائه وندافع عن هذا البقاء على صورته" شو رأيكم بأى بهذا التصريح؟ هذا هو النتيجة من الطلب بأننا لا نقبل الإسلام ولا يجوز أن نتبنّاه إلا كلاً لا يتجزأ, فمتى يتحقّق الإسلام كلاً لا يتجزأ؟ طفرة خطوة أم على مراحل؟ هذا جاء أولا من شيئين في اعتقادي, أولا من عدم دراسة السنّة لأنه الإنسان حينما يدرس السنّة ويفهم المجتمع الذي كان فيه الصحابة وقد طُبّقت فيهم الأحكام والحدود الشرعية لا يمكن أن يكتب مثل هذا الكلام ويقول إنه يجب قبل إقامة الحدود أن نُهيّأ المناخ, وهذا ما لم يفعله الرسول عليه السلام.

نحن نعلم أنه كان هناك مثلا من الأغنياء أفراد قليلين جدا, عبدالرحمن بن عوف, عثمان بن عفان, أبو طلحة الأنصاري في بعض الأيام حتى لمّا حجّ مع النبي صلى الله عليه وأله وسلم حجّة الوداع حجّ معه مئة ألف, كلهم كانوا لم يسوقوا الهدي إلا أفراد من ذوي اليسار منهم وهؤلاء الأفراد هم الذين بقوا على نيّتهم في القران لأنهم ساقوا الهدي وقد قال عليه السلام (لولا أني سُقت الهدي لأحللت معكم) مائة ألف من الصحابة ما فيهم من ذوي اليسار إلا أفراد قليلين جدا جدا, ومن هنا تفهمون أيضا دعوة بعض الكتّاب الإسلامين مع الأسف وهذا أثر من الإشتراكية التي غزت البلاد الإسلامية أنه يجب التقريب بين الأغنياء وبين الفقراء على حساب إيه؟ أموال الأغنياء فنقول هذا التقريب فعله الرسول عليه السلام أم لم يفعله؟ الجواب لم يفعله قطعا, يعود السؤال المستنبط من فقه ابن تيمية السابق, هل كان المُقتضي قائما في عهد الرسول عليه السلام للتقريب بين هؤلاء الأغنياء غناءً فاحشا كما يقولون وعددهم قليل وبين الفقراء الكثيرين؟ المُقتضي للمقاربة بين هؤلاء القليلين وأولئك الكثيرين كان قائما؟ الجواب كان قائما, لماذا لم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لأن الله لا يريد أن يُجبِر الناس بأكثر مما فرَض الله عليهم, فرض على أموالهم زكاة ثم من ناحية أخرى حضّهم على أن يتصدّقوا وأن يتطوّعوا, فنحن نفرض ما فرض الله ونحضّ على ما حضّ الله ولا نخلط هذا بهذا.

فهذا الإنسان جاءه الخطأ من ناحيتين, الناحية الأولى هو أنه لم يستحضر ربما قرأ ومرّ مرور الكرام على هذه الحوادث لكنه ما تشبّع بمعرفة الوضع الإجتماعي الذي كان في زمن الرسول عليه السلام والذي فيه طُبّقت هذه الحدود الشرعية.

الخطأ الثاني أنه يتصوّر تحقيق الإسلام خطوة واحدة وهذا مستحيل, هو الأن يدعو إلى تبنّي الإسلام تبنّ كامل, هذا صحيح لكن كيف يطبّق هكذا؟ لابد أن يكون ذلك على مراحل, هذه الناحية تُوضّح لكم أهمية فهم الإسلام على منهج السلف الصالح, وناحية أخرى تقابل هذا الاتجاه, هذا الاتجاه ذو شطرين, الشطر الأول صحيح وهو دعوة لاستئناف الحياة الإسلامية وتطبيقها في كل نواحي الأحكام الشرعية لكن الاتجاه الثاني وهو الخطأ, تأجيل إصلاح بعض الأحكام المخالفة للشريعة إلى أن يتحقق هذا التطبيق الكامل الإسلامي.

هذا أمر يناقض الأمر الحق تماما, نأتي الأن إلى.

 

(266/8)

 

 

«الكلمة على الوفد الذي أرسل إلى القذافي لقيام الحجة عليه في قوله " أن الإسلام هو القرآن وحده وأن السنة لا يحتج بها لأنه دخل فيها ما ليس منها

الشيخ: جماعة أخرى فقد وقفت أو بلغني أن حزبا إسلاميا أرسلوا وفدا إلى القذافي لمناظرته في هذه القنبلة الفظيعة التي ألقاها في المجتمع الإسلامي حينما ادعى أن الإسلام هو القرأن وحده وأن السنّة لا نُقيم لها وزنا لأنه دخل فيها ما ليس فيها واختلط الحابل بالنابل والصحيح بالسقيم ونحو ذلك, ذهبوا ليُقيموا الحجّة عليه بأن الإسلام ليس قرأنا فقط وإنما قرأن وسنّة, وهذا بلا شك هي دعوتنا كما تعلمون جميعا ولكن ماذا كان نتيجة هذه المناقشة؟ الذي يبدو أن النشرة التي أشرنا إليها لم تتحدّث مطلقا عن المناقشة التي جرت بين القذافي وبينهم, وإنما بعد ما انصرفوا من عنده أرسلوا إليه كعادتهم بيانا نشرة, في هذا البيان يقولون كلمة الحق السابقة أن الإسلام كتاب وسنّة لكن انظر الأن ماذا يفعل الإنحراف عن منهج السلف الصالح في جانب أخر, إنهم ذكروا في هذه النشرة وقد أرسلوها أنفا الذي هو رفض السنّة كلية جذريا, قالوا أن السنّة قسمين أو قسمان, قسم متواتر وقسم أحاد قسم الأحاد ليس بحجّة في العقيدة, والقسم, وإنما هو حجّة فقط في الأحكام الشرعية, هذا باب يقدّمونه لقمة سائغة للقذافي أن يشك بالسنّة كلها لأنه هذه الفلسفة لا يقبلها هذا الإنسان وقد ابتعد عن السنّة مطلقا, نحن لا نقبل هذه الفلسفة وقد بيّنا وجهة نظرنا في ذلك لماذا تردّون الحديث الأحاد في الأحكام وكل حكم.

السائل: في العقيدة

الشيخ: في العقيدة لماذا تردّون حديث الأحاد في العقيدة؟ وكل حكم شرعي الذي توجبون الأخذ به بحديث آحاد فيه عقيدة أيضا, كل حكم شرعي يتضمّن عقيدة, فإذًا نتيجة هذا التفريط إما أن ترفضوا السنّة كلها وإما أن تقبلوها كلها بدون هذا التفريط, رددتم حديث الأحاد في العقيدة لأنه العقيدة لا تبنى على الظن زعموا وإنما على اليقين, طيب ردّوا إذًا هذه السنة في الأحاد, في الأحكام أيضا لأنه كل حكم يتضمّن عقيدة وهذا ما أظن في خفاء لمّا بتقول هذا حرمه الله, أليس تقول على الله بأن الله حرّم, فأنت تعتقد أن الله حرّم هذا وفرض هذا وأباح هذا, هذه كلها عقائد, لذلك ها الفلسفة التي هم زعموا بها واتبعوا في ذلك أهل الاعتزال قديما وحديثا لن تساعدهم أبدا ولن تساعدهم مطلقا على إقامة الحجّة على إنسان رفض السنّة مطلقا, بل نقول " من ثمارهم تعرفونهم " نحن نقول, من ثمرة هذا التفريط بين سنّة الأحاد وسنّة التواتر أن تُثمر هذه الثمرة المُرّة, أن يعلن هذا الإنسان على الإس ... أنه السنة لا نتبنّاها القرأن بس, ومعنى هذا ألغي الإسلام من أصله ولا سيما وقد ثبت القذافي الجماعة منذ أربعين سنة عارف منهم بعضهم في حلب وأصلهم في مصر وهم تأثروا بدعاية من الهند منبع كثير من الفتن يسمّون هؤلاء بالقرأنيين, ومنذ سنتين ... شخص هنا مصري يحفظ القرأن غيب من هؤلاء القرأنيين, لا يتعرّف على السنّة إطلاقا, فتجادلنا معه قليلا ثم ولى ورجعوا, الشاهد فهؤلاء ذهبوا لإقامة الحجة على إنسان وهُم محجوزون في أنفسهم, هذه نقطة وعبرة.

النقطة الأخيرة وأنا ضد الاتجاه الذي ... هذا المقال, أخيرا في ... المشار إليها طلبوا من القذافي أن يُسلمهم الحكم, تُرى لو سلّمهم الحكم ماذا يفعلون؟ الشعب غير مثقف غير مربّى على التربية الإسلامية ويمكن الشعب هذا متأخّر كثيرا عن بعض الشعوب الإسلامية كالشعب السوري مثله, فلو فرضنا أن هذا يعني ركب المستحيل وسلّمهم الحكم, ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ لا شيء ماذا يدل على هذا؟ هذا يدل أنه منهج هؤلاء الذين يطلبون الحكم من إنسان يحكم بغير ما أنزل الله لا يتبنّون الخطوة الأولى التي دعا إليها هذا الكاتب وهو أن نحقّق المجتمع الإسلامي في حياتنا في معاملاتنا في أسرنا في في إلى أخره, لأنه هذا في الواقع يهيّئ فعلا يهيّئ الجو للحاكم فيما إذا أراد أن يُطبّق الدولة الإسلامية.

أنا أقول مثلا لو تبنّى ناس الحكم بالإسلام وصدرت الأوامر تباعا ممنوع خروج المرأة متبرجة, ممنوع دخول السينمايات, ممنوع كذا وكذا, من هم الأفراد الذين سيطبّقون هذه القوانين؟ هم الذين ربّوا في الأصل على الإسلام أما خذ القانون الإسلامي وروح طبّقوا في أوروبا طفرة واحدة, هذا فعلا مستحيل لكن يجب تهيأة الجو لهذا لكن ليس كما يقول صاحبنا هذا تهيأة الجو بالمائة مائة هذا أمر مستحيل, فما أمكن تطبيقه من الأحكام الشرعية نرضى به ولا ننتظر أبدا, هذا مكسب ومغنم لكن هذا ما يحملنا كما فعل هؤلاء ويفعلون ولا يزالون أنه لا يمكن إصلاح المجتمع إلا بإقامة الدولة المسلمة, طيب الدولة المسلمة من يقيمها؟ أمسلمون حقيقيّون أم مسلمون جغرافيون.

هذه عبرة وذكرى والذكرى تنفع المسلمين والحمد لله رب العالمين.

السائل: الدولة الإسلامية ... .

الشيخ: ... .

 

(266/9)

 

 

«قراءة وتعليق على مبحث لأحد الكتاب حول التصوير وحكمه

الشيخ: " الروح يوم القيامة وليس بنافخ, النجار كان يقصد هذا المضاهاة لله عز وجل؟ ... كما يفعل أكثر المصورين اليوم ومع ذلك أنكر بن عباس عليه وأمره أن يصوّر ما لا روح فيه, قال وممّا يحرم تصويره واقتنائه الصور التي يقدَّس أصحابها تقديسا دينيّا " هذا كلام ما فيه شيء بل هو متفق عليه, " وأما ماعدا ذلك من الصور ما عدا بعض الصور التي تعبد من دون الله من الصور واللوحات فإن كانت لغير ذي روح كصور النبات والشجر والبحار والسفن والجبال والشمس والقمر والكواكب ونحوها من المناظر الطبيعية فلا جناح على من صوّرها أو اقتناها وهذا لا جدال فيه " وهو كما قال, " وإن كانت الصور لذي روح وليس فيها ما تقدّم من المحظورات أي لم تكن مما يقدَّس ويعظَّم ولم يُقصد فيها مضاهاة خلق الله فالذي أراه أنها لا تحرُم أيضا وفي ذلك جاءت جملة من الأحاديث الصحاح " قبل تلاوة الأحاديث التي أشار إليها التعليق عليها بما يلزم, يقول نعلِّق على هذين السطرين " وإن كانت الصور لذي روح وليس فيها ما تقدّم من المحظورات أي لم تكن مما يقدّس ويعظَّم ولم يُقصد فيها مضاهاة خلق الله فالذي أراه أنها لا تحرُمُ أيضا " هنا يلزم المؤلف إلزاماً خطيراً جدا, ما أدري كيف يتخلّص منه لو ذكّر به, لما أنكر الرسول عليه السلام على السيدة عائشة قِرامها وعليه صور الخيل ذوات الأجنحة, أوضعت هذا القرام لتعظيمه ولعبادة ما فيه من دون الله عز وجل؟ هل يُظن بعائشة هذا؟ طبعا لا, إذًا لماذا أنكر الرسول عليه السلام عليها هذا القرام؟ ولماذا هتكه أيضا؟ وفي الهتك إضاعة للمال أيضا وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تعلمون عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال, فإذا كنا نقطع بأن السيدة عائشة لم تكن تعبد هذه الصورة فكيف يصحّ أن نحمل إنكار الرسول على الصور لأنها تعبد من دون الله عز وجل؟ لا شك أن مثل هذا الإلزام إنما يرد على من لا يُدقق في الأحاديث وفي دلالالتها الصحيحة أو أوصافها.

 

(267/1)

 

 

«التعليق على فقرة وردت في ذلك المبحث وهو قوله: " وروى مسلم عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة) قال بسر ث»

الشيخ: يقول يسرد الأحاديث التي تدل بزعمه.

الصور التي تُعلّق ولكن لا تعبد من دون الله, روى مسلم في صحيحه عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة) أخرجه مسلم, قال بُسْر ثم اشتكى زيد بعدُ فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صورة قال فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وأله وسلم وكان معه ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول يعني ما قال (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة) فقال عبيد الله ألم تسمعه حين قال (إلا رقما في ثوب) في بعض الروايات قال نعم قال هذا الاستثناء والغرض من الحديث.

العيد عباسي: رفعه ... رفعها من الجملة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

الشيخ: إيه طبعا هذا من تمام الحديث بس يبدو أن اللي أنكر القرام اللي فيه الصورة ما كان ضبط تمام الحديث فذكّره الرواي فتذكّر قال وروى الترمذي بسنده عن عتبة أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده فوجد عنده سهل بن حنيف صحابي أخر قال فدعا أبو طلحة إنسانا ينزع ينقل تحته ... ثوب أو بساط فيه نقود وصور فقال له سهل لمَ تنزعه قال لأن فيه تصاوير وقال فيه النبي صلى الله عليه وأله وسلم قد علمت قال سهل أولم يقل (إلا ما كان رقما في ثوب) فقال أبو طلحة بلى ولكنه أطيب لنفسي, قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.

قال " ألا يدل هذان الحديثان على أن الصور المحرّمة إنما هي مجسّمة, إنما هي المجسّمة التي نطلق عليها التماثيل ", هو يتساءل وكأن في نفسه شك من هذا الاستدلال لأنه لو لم يكن كذلك لقطع ولقال في ذلك دليل على ما ذهب إليه لكنه تساءل ألا يدل هذان الحديثان على أن الصور المحرّمة إنما هي المجسّمة التي نطلق عليها التماثيل؟ الجواب لا يدلان, وقبل بيان ذلك أريد أن ألفت النظر إلى حقائق.

أولا الحديث حديث واحد وليس حديثين فجعْلهما حديثان هو من باب الاستكثار في غير محله.

ثانيا يجب أن نفرّق بين استعمال الصور وبين تصويرها فالتصوير شيء واستعمال الصور شيء وسيظهر لكم الفرق.

ثالثا يجب أن نفرِّق بين تقصّد اقتناء الصور وبين عدم التقصّد, فلنفصّل هذه الحقائق فأقول, أولا فرق بين تصوير وبين استعمال الصور فقد علمتم أن الرسول عليه السلام حرّم التصوير تحريما عاما ولذلك فلا يجوز إثناء مصوّر يصوّر صورة من هذه الأدلة العامة إلا ما دلّ الدليل مثل لعب السيدة عائشة وما ألحق بها إلحاقا صحيحا, كما ذكرنا لكم مثل ما سبق من تصوير ... وتصوير مثلا الهويّات وما شابه ذلك.

أما الاقتناء فالاقتناء شيء أخر فأنا مثلا صوّرت نفسي من أجل الجواز, من أجل الهوية هذا شيء لكن أن أضع هذه الصورة أزيِّن بها بيتي فشيء أخر, فأنا قد أصوّر نفسي للحاجة وقد يُصوّرني غيري للحاجة ولكن اقتنائي لهذه الصورة وتزييني للبيت فيها, لا محل له من الإعراب كما يقال.

لذلك إذا أردت أن أزيّن بيتي تزيينا إسلاميا فليس ذلك بأن أزيّن جوانب البيت الأربعة بالصور الفوتوغرافية بزعم أنها أولا ليست مجسّمة وثانيا أنها لا تعبد من دون الله عز وجل لأن في هذا التزيّن مشابهة للكفار كما علمتم وثانيا فيه مساعدة يا جماعة لهؤلاء المصوّرين الملعونين بنص الأحاديث الصريحة, فأنت حينما تقتني هذه الصور تساعدهم والقضية عرض وطلب كما يقال فكلما وجد المصوّر سوقا رائجة كلما ازداد نشاطه في التصوير والعكس بالعكس, فإذا تصوّرنا نحن مجتمعا إسلاميا سلفيا لا يتصوّر إلا للضرورة لا يقتني صورة إلا للضرورة, فحينئذ المصوّرون ينفق سوقهم, لا ينفق سوقهم وسيظلون منحصرين في دائرة إيش؟ الضرورة ولابد, كأي شيء من الضرورات.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: أي نعم, فإذًا أنا إذا أردت أن أفرش بيتي بالسجاد وكنت أعلم هذه الحقيقة أن الصور لا يجوز اقتناؤها فأول شيء يجب أن أنظر بأنه هذه السجادة فيها صور ولا لا, فإن غلبت على أمري بحثت وما تنبّهت وجئت بالسجادة للبيت وإذا بها صورة, حين ذاك ممكن أن يقال لك ومع شيء من التحفّظ أيضا إذا لم تستطع إعادته إلا بخسارة مادية فيقال لك إذًا تمتع به على سبيل الامتهان لا على سبيل الإكرام حتى يَهترئ ويتمزّق وعلى هذا تُحمل الصور التي تمر معنا في بعض البُسُط في بعض الأحاديث, فهناك فرق إذا بين أن تتقصّد شراء البساط فيه صورة فتعين المصوّر الملعون في الأحاديث وبين أن تُغلب فتجد الصورة كما تجد الصليب أحيانا وأنت لم تتنبّه حينما اشتريت البساط أو السجاد, فهذا شيء, شيء أخر أن البسط التي فيها الصور كثيرا ما تكون سببا للسجود على الصور فيقع المحذور الأكبر الذي يفرّ منه حتى الذين ضيّقوا دائرة التحريم للصور الذين يقولون بأن المحرّم منها هو ما يُعبد من دون الله عز وجل فإذا بنا اليوم بسبب تساهلنا, بسبب تساهلنا إما فهما وإما عملا نقع في نفس المحظور الأكبر الذي لا خلاف فيه, فنسجد على الصور ونسجد على الصلبان حتى في بيوت الله عز وجل.

فهل ترون أن المسلمين لو كانوا واعين أولا وعلماء ثانيا وسلفيين في مفاهيمهم ثالثا هل كنتم ترون السجاجيد والبسط في بيوت الله فيها صور وفيها صلبان وكثيرا ما يضطر أحدنا وقد تنبّه للصليب أن ينحرف يمينا أو يسارا أو يتقدّم قليلا أو يتأخّر وقليل من هؤلاء من يتنبّه لذلك, إذًا ألا يكفي أن يُقال لو لم يكن هناك أي دليل لتحريم اقتناء الصور, ألا يكفي أن يقال لا يجوز اقتناء الصور من باب سد الذريعة؟ سد الذريعة لمنع المصوّرين أن يصوروا, سد الذريعة حتى لا نسجد على الصور ولا نعبدها بجباهنا من دون الله عز وجل, فهذا هو الفرق بين التصوير وبين اقتناء الصور, فإذا جاز لك أن تقتني صورة أليس معنى ذلك أنه يجوز أن تتعاطى تصوير هذه الصور بصورة إيش؟ مطلقة وعامة, هذا الفرق في الأول بين التصوير وبين الصور إيش قلنا فرق ثاني.

يدل على حرمتها هكذا يقول, ليس هناك نص صحيح صريح دليل للمعارضة يدل على حرمتها, نعم هناك أحاديث صحيحة أظهر فيها النبي كراهِيته فقط لهذا النوع من التصاوير لما فيه من مشابهة المترفين وعشّاق المتاع الأدنى, ... الأن المصنف أورد حديث عائشة حديث.

 

(267/2)

 

 

«التعليق على فقرة وردت في ذلك المبحث وهو قوله: " روى مسلم عن زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل) قال فأت»

الشيخ: القرام وإلا ما أورده؟

السائل: ما أورده.

الشيخ: يقول روى مسلم عن زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة الأنصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلبا ولا تماثيل) هذا سبق أن ذكره لكن أورده بسبب أنه فيه زيادة قال فأتيت الراوي قال فأتيت عائشة فقلت إن هذا يخبرني أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل) فهل سمعتي رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ذكر ذلك؟ فقالت لا ولكن سأحدّثكم ما رأيته فعل رأيته خرج في غزاته فأخذت نمطا انتبهوا أنه هنا النمط ليس مبيّنا شكله و صورته فأخذت نمطا فسترته على الباب فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال (إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين) قالت فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعِبْ ذلك عليّ, يقول رواه الترمذي, قال " ولا يؤخذ من الحديث أكثر من الكراهة التنزيهية لكسوة الحيطان ونحوها بالستائر ذات التصاوير " من أين أخذ التصاوير وليس للتصاوير ذكر في الحديث؟ أعيد الحديث حديث عائشة قالت رأيته خرج في غزاة فأخذت نمطا فسترته على الباب فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال (إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين) قالت فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعِب ذلك عليّ قال " ولا يؤخذ من الحديث أكثر من الكراهة التنزيهية لكسوة الحيطان ونحوها بالستائر ذات التصاوير " ليس للتصاوير ذِكْر في هذا الحديث فقوله قال النووي " وليس في الحديث ما يقتضي التحريم لأن حقيقة اللفظ أن الله لم يأمرنا بذلك وهذا يقتضي أنه ليس بواجب ولا مندوب ولا يقتضي التحريم " هذا كلام النووي وهو كلام صحيح لكن فرق بين النووي وبين المؤلف, النووي حينما يقول هذا الكلام ينظر إلى الحديث كقصة منفصلة عن موضوع التصاوير والصور لأنه لا ذكر للتصاوير في هذه القصة ويؤكد ذلك أن الحديث يُوجّه نظر القارئ والسامع إلى قضية أخرى ليست في الحقيقة من باب المحرمات وإنما هي من باب الأداب الإسلامية أو المكروهات التي ينبغي أن يبتعد المسلم عنها وذلك قوله عليه السلام (إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين) يعني من المكروه إسلاميا أن يضع الستار على مكان ليس هو بحاجة لستر هذا المكان وإنما للزينة, فلذلك يقول الرسول عليه السلام (إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين) فلو كانت القصة ذكر للتصاوير المحرمة لتوجهت همة الرسول عليه السلام إلى إنكارها كما وقع في حديث القِرام أكثر من إنكار الستارة التي وضعت في مكان لا حاجة إليها ولذلك فحشد المصنف لهذا الحديث في موضوع التصاوير وليس للتصاوير فيه ذكر هو مما لا ينبغي لا سيما وقد أوهم القارئ بكلامه أن الإمام النووي معه حينما إستدل بكلامه الصريح أن هذا الحديث لا يفيد التحريم وإنما يفيد الكراهة التنزيهية أنه يعني ستر أيّ مكان بستارة ولو بيضاء صافية لا صور فيها لا حاجة إلى هذه الستارة فيأتي نهي الرسول لا للتحريم, (إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين) فهو يوهم إذًا القارئ أن النووي معه أولا في حمل الحديث على التصاوير وثانيا في أنه ليس للتحريم وإنما للتنزيه, هذا ما ينبغي, نعم.

السائل: ... .

الشيخ: لا هنا في سبب تأخيره.

السائل: ما في تصاوير.

الشيخ: نعم.

السائل: لا في تصاوير.

الشيخ: وين ... وإلا ... ؟

السائل: ... .

الشيخ: إيه تلك حاشية من عنده بمناسبة كلامه عن الصور أما النمط لغة مو شرط أن يكون فيه تصاوير.

العيد عباسي: جدار فيه مثلا ... كذا, مكروه يعني؟

الشيخ: في إيش؟

السائل: وسخ مثلا ..

الشيخ: فيه حاجة, في حاجة يعني من باب الزينة كما يفعلون اليوم, حط سجادة هناك ولا حاجة إليها.

السائل: يعني تعريفه النمط بإنه ... تعريف غلط؟

الشيخ: لفظة التصاوير لغة خطأ طبعا ليس من طبيعة النمط.

السائل: يعني أنت قريتها من هذا المعنى.

الشيخ: لا لأنه هو حاططها بين قوسين ووضعها بمناسبة الكلام عن الصور.

العيد عباسي: الواضح الحديث إن الله لم يأمرنا بكسوة الجدار, هذا ... .

الشيخ: إيه نعم, وعلى كل حال, المرة ... منه كما قلت لكم لفظة تصاوير ليست من مدلول النمط أبدا.

العيد عباسي: فداخلت ... اللي هو ... .

الشيخ: فهمت.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: أي بمناسبة الحديث.

العيد عباسي: ... في تصاوير.

الشيخ: صفحة قداش عندك؟

العيد عباسي: أي نعم, مائة وستين يعني هذا لو كان من طبيعة النمط أن يكون فيه تصاوير ما كان قال ... ولم يكن تحته فيه تصاوير, فيه تصاوير.

الشيخ: نعم نعم هذا ما ... أنه نحن بنرجع لكلامه هو فسّر النمط كما سمعتم فيما سبق ثوب أو بساط فيه نقوش وصور فقد يكون فيه نقوش زخارف وقد يكون فيه صور, فهو جاب هذا النقل لأجل أنه الحديث في الصور, أما لغة النمط ما هو شرط أنه يكون فيه صور إطلاقا وهذا في الواقع من التساهل في التعبير.

السائل: ... .

الشيخ: هذا ما سبق كلامه نعم.

فإذًا هنا قلنا أنه في إيهام للقارئ من نقل المصنف لكلام النووي ما لا يريده.

 

(267/3)

 

 

«التعليق على فقرة وردت في ذلك المبحث وهو قوله: " و مثل هذا ما رواه مسلم أيضا عن عائشة قالت: كان لنا ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل إذا دخل استقبله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حولي هذا فإ»

الشيخ: النووي, قال المصنف ومثل هذا ما رواه مسلم أيضا عن عائشة قالت كان لنا سِتْر, انتبه, كان لنا ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل إذا دخل استقبله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (حوّلي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا) أخرجه مسلم, قال فلم يأمرها عليه السلام بقطعه وإنما أمرها بتحويله من مكانه في مواجهة الداخل للبيت, وذلك كراهية منه عليه السلام أن يرى في مواجهة هذه الأشياء التي تُذكّر عادة بالدنيا وزخارفها ولا سيما أنه عليه السلام كان يصلي السنن والنوافل كلها في البيت ومثل هذه الأنماط والأستار ذات التصاوير والتماثيل من شأنها أن تشغب القلب عن التزام الخشوع و ... الكامل على مناجاة الله سبحانه وقد روى البخاري عن أنس قال كان قرام سِتْر لعائشة سترت به جانب بيتها فقال لها النبي صلى الله عليه وأله وسلم أن ... عني فإنه لا تزال تصاويره تَعرِض لي في صلاتي, هنا شيء مهم وله علاقة أيضا بعلم الأصول صحيح أن هذا الحديث لم يأمر الرسول عليه السلام السيدة عائشة بأن تقطع أو تُهلِك هذه الصور أو هذه الستارة التي فيها الصور, فماذا في هذا الحديث؟ فيه أن الرسول عليه السلام أقرّ هذه الوضع بحيث أنه لم يُحرّمه, هذا بلا شك يدل عليه الحديث ولكن لماذا المصنف يذكر هذا الحديث ويتسائل لماذا الرسول لم يأمرها بأن تقطع وهو يعلم أن الرسول قطع بنفسه وهذا أبلغ في النهي في حديث القرام الذي ذكرناه ومخرّج في الصحيحين.

فالمهم في الموضوع من الناحية الفقهية العلمية هو إيراد هذا الحديث وحده لا يجوز لأنه يوهم القارئ أن الرسول أقرّ هذا الوضع إلى الأبد, فهل الأمر كذلك؟ طبعا لا من يعلم الأحاديث الواردة في هذا الباب والمصنّف فيما أظن منهم يعلم أن هناك حديث أصحّ من هذا الحديث لأنه ذاك الحديث متفق عليه وهذا بهذا السياق الأول من أفراد مسلم, ومع ذلك فهو أهمل ذاك المتفق عليه وترك هذا والبحث العلمي يوجب على الباحث حينما يبحث على طريقة المعارضة والمناقشة, أما إذا واحد سئل سؤال فأجاب بحديث واحد هو يعتمده, مافي داعي بقى يجي يعمل هلاّ فقه مقارن ويعرض الأدلة كلها ويبيّن الراجح والمرجوحة وعلى العكس من ذلك إذا كان يناقش المسألة على طريقة الفقه المقارن فلا يكفي أن يورد دليله مع علمه بدليل الخصم ثم لا يتعرّض له ولا يجيب عليه بجواب.

 

(267/4)

 

 

«شرح القاعدة الفقهية: إذا جاءنا نصان متعارضان أحدهما حاضر والآخر مبيح فيقدم الحاضر

الشيخ: القاعدة الفقهية التي أشرت إليها هي التي تقول وقد ذكرتها في مناسبة قريبة مضت, إذا جاءنا نصّان متعارضان أحدهما حاضر والأخر مبيح فأيهما يقدم؟ الحاضر, إذا جاءنا نصّان أحدهما يبيح والأخر ينهى, بأيهما يقدم؟ النهي وهكذا فالمصنف الأن أورد نصاً مبيح غير محرّم وإن كان كره ذلك عليه السلام ومثل ما قال المصنف لأجل دفع الالتهاء وتذكّر الدنيا وما شابه ذلك ولكن هناك نصّ يصرح بأن الرسول عليه السلام كان في سفر فلما جاء كانت السيدة عائشة تهيأت له وتزينت وزينت البيت بقرام فيه تصاوير فأبى الرسول عليه السلام أن يدخل فسارت إليه السيدة عائشة وقالت في بعض الروايات يا رسول الله إن كنت أذنبت فإني أستغفر الله قال عليه السلام (ما هذا القِرام) قالت اشتريته قال وقد بعد أن هتكه (إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصوّرون يقال لهم أحيوا ماخلقتم) فكان ينبغي أن يورد هذا الحديث لأنه هذا هو جواب سؤاله حين قال فلم يأمره عليه السلام بقطعه وإنما أمرها بتحويله, فهناك بدل أن يأمرها نفّذ هو من باب (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده) فسارع الرسول عليه السلام وأنكر هذا المنكر فعلى الإيراد هذا الحديث الصريح في إنكار الصور المعلقة وإكتفاءه على إيراد هذا الحديث الذي هو في فهمي للموضوع مرحلة في سبيل التدرّج للتحريم المؤبد, نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: أولا كانت هذه الصورة طبعا يمر بها الرسول عليه السلام ويراها ويسكت إلى أن أوحى الله طبعا ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) أمره أن يُنكر هذا ولكن على الهوينى ومن باب أنه هذا يُشغله عليه السلام ويُذكّره بالدنيا ثم جاءت الحادثة الأخرى فهتك وبيّن سبب الهتك وهو أن تعليق هذه الصور فيه إعانة لهؤلاء المصوّرين الذين هم أشدّ الناس عذابا يوم القيامة.

إذًا استدلال المصنف بالحديث الأول عرفتم أنه لاعلاقة له بموضوع الصور لأن التصاوير لم تذكر فيه وإنما فيه قول عليه السلام (إن الله لم يأمرنا بأن نكسو الحجارة والطين) واستدلاله بالحديث الثاني هو استدلال ناقص لأنه هذا كان في مرحلة من مراحل التشريع وكان عليه أن يَذكر حديث السيدة عائشة الحديث أخر الذي فيه أن الرسول عليه السلام هتك القرام وقال (إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورين).

 

(267/5)

 

 

«القراءة من المبحث والتعليق عليه

الشيخ: فقوله وبهذا يتبيّن أن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم أقر في بيته وجود ستر فيه تمثال طائر, هذا غير صحيح لأنه أقرها يعني على طول الخط بينما هو أنكر لذلك فهذا يُردّ عليه بحديث عائشة الذي حتى الأن على الأقل لم يتعرض له بذكر. شو قلت؟

السائل: في قول النووي ... .

الشيخ: طبعا ومن أجل هذه الأحاديث وأمثالها قال بعض السلف إنما يُنهى عن ما كان له ظل أي المجسم ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل وهو حديث القرام وهذا كلام واضح وقوي جدا وصريح من الإمام النووي لانتصاره للحديث الصحيح على القول ولو كان مصدره عالم من علماء السلف وهو القاسم بن محمد, القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق, هذا وجه قول الإمام النووي في هذا المذهب في أنه مذهب باطل, فما وجه تعقّب الحافظ لقول النووي في هذا المذهب باطل؟ كأنه يريد أن يقول أن الإمام النووي يعني ما كان متأدّبا في التعبير عن مذهب هذا الإمام وهو القاسم بن محمد بن الصديق وهو من الفقهاء السبعة المشهود لهم بالعلم والفضل والصلاح والتقوى فلو كان ينبغي أن يتلطّف فيقول مثلا هذا خطأ وما يُبالغ فيقول هذا باطل, هذا كل ما يريده الإمام الحافظ ين حجر العسقلاني, نعم؟

السائل: ... السبعة؟

العيد عباسي: بقيتهم.

الشيخ: بقيتهم, ابن أبي ليلى الثاني وما أذكرهم الأن.

السائل: ... الأئمة الأربعة.

العيد عباسي: طبعا.

الشيخ: من التابعين كلهم, فماذا يريد المصنف من هذا التعبير؟ أنت تراه ينقل كلام النووي في إبطال ما ذهب إليه هو ثم يقول تعقبه الحافظ فنحن إذا أمعنّا النظر في تعقّب الحافظ لا يفيد, يستفيد منه شيئا المصنف فلذلك فأخشى ما أخشاه أن يكون فهم من تعقّب الحافظ لقول النووي أنه يريد إبطال قول النووي من أصله وليس الأمر كذلك وإنما يريد أن يلفت النظر أنه كان الأولى بالنووي ألا يبالغ في الرد على هذا المذهب لأنه مذهب إمام من أئمة المسلمين بل من الفقهاء السبعة, هذا الموقف من الإمام ابن حجر مع النووي أشبه ما يكون أو قريب ما يكون من ما يفعله الناس اليوم مع السلفيين, حينما يقول أحدنا أخطأ العالم الفلاني, يا أخي شو هاي العبارة هذه؟ أخطأ فلان يعني يستنكرون هذا اللفظ وأنه ما فيه شيء, أخطأ فلان معناه مأجور لكن أجر واحد, لا ولكان هو مأجور أجر واحد لا تقول أخطأ, تقريبا هذا, فكأنه أيضا الحافظ بن حجر لم يرد الإمام النووي هذه المبالغة في الصراحة هذا مذهب باطل قول هذا خطأ وانتهت المشكلة, لكن تعليق المصنّف يوحي بشيئا لا يريده الحافظ بن حجر في اعتقادي.

العيد عباسي: يمكن يكون القصد ... إنه السؤال النووي يريد أنه لم يثبت عن السلف, ابن حجر نبّه أنه مخالفا فلان.

الشيخ: لا, هو يقول المذهب باطل لا يقول المثل باطل.

 

(267/6)

 

 

«القراءة من المبحث والتعليق عليه

السائل: يعني ابن جحر توهّم هذا.

الشيخ: " ونقل الشيخ بخيت عن الخطابي قوله الذي يصوّر أشكال الحيوان والنقّاش الذي ينقش أشكال الشجر ونحوها فإني أرجو ألا يدخل في هذا الوعيد وإن كان جملة هذا الباب مكروها وداخلا فيما يُشغل القلب بما لا يعرف وقد علّق الشيخ بخيت على هذا بقوله وما ذاك إلا لأن مصوّر شكل الحيوان لا يوجد صورة الحيوان بل إنما يرسم شكله وصورته والصورة التي على هذا الوجه قد فقدت أعضاء كثيرة ", رجعنا للحيل بأى, " فقدت أعضاء كثيرة لا تعيش بدونها بل هي فاقدة لل ... فليست هي صورة الحيوان الذي يُكلّف مصوّرها يوم القيامة نفخ الروح فيها وليس بنافخ لأن الظاهر أن الصورة التي يُقال فيها ما ذكر هي الصورة المجسّمة ", لاحظ قوله " لأن الظاهر أن الصورة التي يقال فيها ما ذكر هي الصورة المجسمة ذات الظل التي لم تبقى ... والتي لا تعيش بدونه حتى تكون قابلة بذاتها لنفخ الروح فيها فيكون عجز المصور عن النفخ راجعا إليه لا لعدم قابليّة الصورة للحياة " كل هذا التعليق خاصة ما نقله عن بخيت ومن قبل عن الخطابي رد على حديث القرام بدون أي حجّة, " كان حديث القرام ليس صورة كاملة بزعمهم وليست مجسّمة وهذا كله إنما يحمل الناس على مثل هذا الإنخلاط مع الأحاديث الصحيحة اختلالهم بالصور ومحاولة إيجاد مخارج لهم شرعية ولو أنهم اعترفوا بأنهم خالفوا ورجوا الله عز وجل أن يُخلّصهم مما فيه وقعوا لكان يعني أيسر لهم عند الله عز وجل, قال ومما يؤيد هذا الرأي ما جاء في الحديث عن الله تعالى (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة) فإن خلق الله تعالى كما هو مشاهد ليس رسم على سطح بل هو خلق صورة مجسّمة ذات جرم كما قال تعالى ((هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء)) " قيل يعكروا أسمعوا الأن الجواب.

 

(267/7)

 

 

«التعليق على فقرة وردت في ذلك المبحث وهو قوله: " و لا يعكر على هذا المذهب إلا حديث عائشة في إحدى رواية الشوكاني أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يد»

الشيخ: أتى بالحديث " ولا يُعكّر على هذا المذهب إلا حديث عائشة في إحدى روايات الشيخين أنها اشترت نمرقا وسادة فيها تصاوير فلما رأها رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ", لا هذا حديث أخر "فلما رأها رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية فقالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ فقال (ما بال هذه النمرقة) فقالت اشتريتها لك تقعد عليها وتتوسّدها فقال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إن أصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم أحيوا ما خلقتم) ثم قال (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) وزاد مسلم في رواية عن عائشة قالت فأخذته فجعلته مرفقتين فكان يرتفق بهما في البيت تعني أنها شقّت النمرقة فجعلتها مرفقتين ولكن هذا الحديث يُعارضه جملة الأمور, أولا أنه قد رُوِيَ برواية مختلفة ظاهرة التعارض بعضها يدل على أنه صلى الله عليه وأله وسلم استعمل الستر الذي فيه صورة بعد أن قُطِع وعُملت منه وسادة وبعضها يدل على أنه لم يستعمله أصلا" الإختلاط في الواقع أو التعارض هو من المصنف لأنه يخلط بين الحديثين, يخلط بين حديث النمرقة وهو هذا الذي ساقه وهو الوسادة وبين حديث القرام المعلّق على الجدار والذي هتكه الرسول عليه السلام فيقول رُوِيَ بروايات مختلفة ظاهرة التعارض بعضها يدل على أنه صلى الله عليه وسلم استعمل الستر وين الستر هنا؟ ليس في الحديث ستر وإنما فيه نمرقة, "بعضها يدل على أنه صلى الله عليه وسلم استعمل الستر الذي فيه الصورة بعد أن قطع وعملت منه وسادة وبعضها يدل على أنه لم يستعمله أصلا" أي تعارض في هذا, إذا جاء حديث لم يتعرّض للاستعمال وحديث تعرّض للاستعمال, فهنا قاعدة قريبة ذكرناها فيما مضى فمن يستحضرها منكم؟ حديث يتعرّض أن الرسول استعمل الستر بعد أن قطع وحديث لم يتعرّض فأي قاعدة فقهية نطبقه هنا؟

السائل: نتعامل مع النمرق.

سائل آخر: المثبت مقدم على النافي.

الشيخ: المثبت مقدم على النافي, فكيف وهنا ليس هناك نفيا إنما هو سكوت, حديث ما تعرض للاستعمال وحديث تعرّض للاستعمال وأنه قطعت الستارة واتخذت وسائد, فهنا تعارض هذا؟

العيد عباسي: لا زيادة مقبولة هذه.

الشيخ: من يسمّي هذا تعارض يا جماعة؟ لو في حديث صريح يقول لم يستعمل وحديث يقول استعمل فالقاعدة التي عرفتموها " المثبت مقدم على النافي " فكيف والحديث لم ينفي وإنما سكت أي بعض الرواة روى رواية بتمامها وبعض الرواة فصّل فيها ولم يتمّها, على أنه هو البحث الأن في حديث النمرقة لنشوف بقية الأجوبة, هذا الجواب الأول وقد عرفتم أنه لا صلة له أولا بحديث النمرقة وثانيا حاول أن يوجِدِ التعارض ولا تعارض لأنه هذا في حديث أخر ولا تعارض في نفس الحديث الأخر لأنه المثبت مقدما على النافي على التفصيل السابق.

ثانيا أن بعض الروايات يدل على الكراهة فقط وأن الكراهة إنما هي لستر الجدار بالصور, عرفتم الجواب عن هذا, " وذلك المعترف لا يرضاه" إلى أخره, " حديث مسلم عن عائشة نفسها في الستر الذي فيه تمثال طائر وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها (حوّلي هذا فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا) لا يدل على الحرمة مطلقا" هذا صحيح وقد عرفتم الجواب أنه مُعارض بحديث القرام الذي كان في بيت عائشة أيضا وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإماطته عنه لأن تصاويره تَعرض له في صلاته, "قال الحافظ وقد استشكل الجمع بين هذا الحديث وبين حديث عائشة في النمرقة وهذا يدل على أنه أقره وصلى وهو منسوب إلى أن أمر بنزعه من أجل ما ذكر من رؤيته لصورته في حالة الصلاة ولم يتعرّض بخصوص كونها صورة وجمع الحافظ بينهما لأن الأول كانت تصاويره من ذات الأرواح وهذا كانت تصاويره من غير الحيوان ولكن يعكر على هذا الجمع حديث القرام الذي فيه تمثال طائر " والجواب نحن عرفناه هذا الجواب صحيح بس ضعيف لكن الجواب هو ما قاله النووي نفسه لماذا؟ كان قبل التحريم.

" خامسا أنه معارض بحديث أبي طلحة الأنصاري الذي استثنى ما كان رقما في ثوب وقد قال القرطبي يجمع بينهما بأن يُحمل حديث عائشة على الكراهة وحديث أبي طلحة على مطلق الجواز وهو لا ينافي الكراهة واستحسنه الحافظ ابن حجر " الجواب هنا الأن ينبغي أن نتذكّر حديث القرام في الهتك وحديث استعمال النمرقة حديث يعني (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب) فيه بيان حكم دخول الملائكة البيت وعدم دخول الملائكة فليس فيه أنه يجوز الاستعمال أو لا يجوز الاستعمال, إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة, تُرى ما هذه الصورة؟ جاء في الحديث إلا رقما في ثوب أي إذا كانت الصورة مرقومة مصورة في ثوب ما تمنع دخول الملائكة, ... .

فهل هو على إطلاقه أم يقيَّد بحديث قرام السيدة عائشة؟ يُقيّد بلا شك وبذلك نوفّق بين الحديثين أما أن يقال حديث عائشة على الكراهة وهو يهتك ويمزّق ويضيّع المال هذا ليس هو الشأن في معاملة الأشياء المكروهة إنما هذا في معاملة الأشياء المحرمة.

 

(267/8)

 

 

«الجمع بين النصوص في حكم شرب قائما. ومناقشة كلام الحافظ ابن حجر في ذلك

الشيخ: كما قلت لكم بمناسبة الشرب قائما, بعض العلماء يقولون نهى عن الشرب قائما يعني تنزيه هذا مع أنه خلاف الأصل وأن النهي للتحريم وخلاف قوله زجر رسول الله صلى الله عليه على الشرب قائما فقد صحّ أنه عليه السلام أمر الذي شرب قائما قال له (قيء قيء) هذا في المكروه؟ يعني فيه خلاف الأولى؟ يعني يُكلّف الرسول عليه السلام إنسانا شطط ويذيقه أشد العذاب في سبيل إيه؟ مخالفة مكروه كراهة المكروه, هذا ليس من هدي الإسلام في معالجة الأمور, نعم.

العيد عباسي: يعترضون الإستقاءة مجمع عليها أنها ليست يعني أمرا مكلّف به وإنما للاستحباب.

الشيخ: يعترضون بأنه.

السائل: ابن حجر بيقول أنه المتفق عليه بالأمر بالاستقاءة من شرب قائما هو على سبيل الاستحباب لا الوجوب.

الشيخ: سبحان الله, هذا يرد عليه ما ورد على ذاك كيف يعني على سبيل الاستحباب ... الرسول عليه السلام الإنسان هذا ... .

السائل: أنه يستحب له أن يقيء لكن إذا ما قاء لا يأثم هكذا يقول.

الشيخ: لا نحن هلاّ ما بدنا الثمرة بدنا طريقة وصول الثمرة, كيف يأمر الرسول عليه السلام يعني هلاّ الإنسان لما بيسمع الخطاب من الرسول (قيء) قد يكون ذهنه طبعا معرّى عن أي قرائن كما يصل إليها العلماء فيما بعد فلما يسمع (قيء) ماذا سيفعل فيما تظن؟

السائل: سيمتثل.

الشيخ: سيمتثل, طيب هذا الامتثال في سبيل ماذا؟ لأنه خالف مكروه تنزيها؟ يعني فعل خلاف أولى؟ ما نعرف نحن مثل هذه الأوامر في الشريعة, على أنه يُقال هذا الاتفاق ما مقدار ثبوته؟

 

(267/9)

 

 

«بيان التقدير في حديث (إلا رقما في ثوب) وشرح معناه

الشيخ: المهم أن حديث (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة أو كلب إلا رقما في ثوب) أي إلا رقما في ثوب غير معلّق أو إن شئت قلت إلا رقما في ثوب ممتهن, أما إذا كان رقما في ثوب معلّق فجزاؤه الهتك كما سمعتم في هذه ... .

السائل: ... على الأطفال هاي تعتبر معلقة؟

الشيخ: أي طبعا يعني ما هي ممتهنة امتهان الدوس والإهانة, على أنه أنا لي بحث في هذه القضية في أداب الزفاف ذهبت فيه إلى أنه الصورة التي هي رقم في ثوب إذا كان من الممكن قطعه وإزالة أيضا معالمها ولو نصف في نمرقة في مخدة ونصف ثاني فهذا هو الواجب إذا أمكن يعني وبذلك تخطّي الإيش؟ المسؤولية, ولي في ذلك حديث أنه الرسول عليه السلام لما انتظر جبريل أن يدخل إلى البيت وهو على وعد معه فتأخّر عليه ثم جاء فقال له جبريل عليه السلام إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه صورة أو كلب فانظر فإن في البيت جرو كلب وانظر فإن في البيت قراما فيه صورة فمر بالجرو فليخرج ولينضح مكانه بالماء ومر بالصورة فلتغيّر حتى تصير كهيئة الشجرة, في رواية ومر بالصورة فلتقطع ولتوطأ, تقطع ولتوطأ, فإذًا الوطأ نفسه ما يكافئ في تكييف المسؤولية إلا مع قطع الصورة هذا إذا أمكن لأنه قطع الصورة مثلا في سجادة فيه إتلاف للمال, فإذا أمكن مثلا في قماش قطعه مثلا وجوه في مخدة أو ما شابه ذلك, أمكن الإزالة بالكلية المهم قوله عليه السلام إلا رقما في ثوب ممتهن لقيد حديث السيدة عائشة وبذلك يزول كل الخلاف, قال الحافظ, أزل هذا.

 

(267/10)

 

 

«القراءة من المبحث والتعليق عليه

الشيخ: " قال إنه مُعاَرض بحديث أبي طلحة الأنصاري الذي استثنى ما كان رقما في ثوب وقد قال القرطبي يجمع بينها بأن يُحمل حديث عائشة على الكراهة وحديث أبي طلحة على مطلق الجواز وهو العلة ما في الكراهة واستحسنه الحافظ بن حجر " وهذا كما ترون الأولى هو التوفيق بينهما بتقييد إلا رقما في ثوب ممتهن.

" سادسا أن راوي حديث النمرقة عن عائشة هو ابن أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر كان يجيز اتخاذ الصور التي لا ظل لها فعن ابن عون قال دخلت على القاسم وهو وُضِع على المكة في بيته فرأيت في بيته حجْلة قال في اللسان الحجْلة مثل القبة وحجْلة العروس معروفه وهي بيت يزيّن بالثياب والأسِرّة والستور, فرأيت في بيته حجْلة فيها تصاوير الخندس والعنقاء قال في الفتح نقله ابن أسيد عن القاسم بن محمد بسند صحيح " هذا اللي سألت عنه هلاّ.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: " قال الحافظ يُحتمل أنه تمسّك ... ثوبه إلا رقما في ثوب وكأنه جعل إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة تعليق الستر المذكور مركّبا من كونه مصورا ومن كونه ساترا الجدار ويؤيده رواية (إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين) هذا أورده الحافظ احتمالا وهذا لرد قول النووي كما سبق بأنه هذا مذهب باطل وهو على كل حال احتمال لا ينبغي الاعتماد عليه لما فيه من فرق دلالة حديث عائشة في تمزيق الرسول عليه السلام النمرقة أشد التمزيق مع الاستفهام الاستنكاري ألم تعلمي (أن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون)؟ "

 

(267/11)

 

 

«القراءة من المبحث والتعليق عليه. وتتمة شرح حديث عائشة في شرائها نمرقة فيها تصاوير

الشيخ: قال يقول المصنف " والقاسم محمد أحد الفقهاء السبعة بالمدينة وكان من أفضل أهل زمانه وهو راوي حديث النمرقة فلولا أنه فهِم الرخصة في مثل الحجلة ما استجاز استعمالها " هذا احتجاج بالرجال وهذا ليس من طريقة السلف ولكن بعد هذا الأجوبة الستة ماذا فهمتم جواب المصنف عن حديث النمرقة وأعيده على مسامعكم أنها اشترت نمرقة وسادة فيها تصاوير فلما رأها رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية فقالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ فقال (ما بال هذه النمرقة) فقالت اشتريتها لك تقعد عليها وتتوسّدها فقال رسول الله صلى عليه وأله وسلم (إن أصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم أحيوا ما خلقتم) ثم قال (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) قال في رواية فأخذته فجعلته مرفقتين فكان يرتفق بهما في البيت, تعني أنها شقت النمرقة فجعلتها مرفقين مرفقتين.

هذا الحديث ماذا أجاب عنه؟ أنا ما فهمت عنه أي جواب سوى محاولة تشكيك في صحته من جهة تطريقه شبهات أنه في رواية تعمل الستارة راح ... إلى الحديث الأخر وفي رواية ما استعملها لكن نحن إن درسنا بعد كل هذا الذي قرأنا من كلام المصنف هذا الحديث نجده حجّة صريحة عليه مع وجوده في الصحيحين, الرسول عليه السلام يُنكر على عائشة شراءها لوسادة فيها صور فهي ممتهنة وإلا غير ممتهنة؟ ممتهنة, وهذا مما يؤيّد تفصيلي السابق أنه يجب أن نفرّق بين أن نتقصّد اشتراء بساط فيه صورة ولو ممتهنة وبين ألا نتقصّد, فتقصد الشراء لا يجوز لأنه في إعانة للتصوير المصوّرين وهذا هو الدليل الواضح المبين فالرسول ينكر على السيدة عائشة شراء النمرقة ثم لا يُقرّها على ذلك على الرغم من أنها ممتهنة فتتخذها مرفقتين مخدتين تمزقها.

إذًا ما بيجوز الاستدلال بحديث (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة إلا رقما في ثوب) مطلقا وإنما رقما في ثوب ممتهن وبدون أن يقصد شراء هذا الثوب الممتهن, بهذا تتجمّع الأحاديث ويزول أي إشكال أورده المصنف ويتبيّن أخيرا بأن ما استند إليه المصنف من تفريقه بين الصورة المجسّمة وغير المجسّمة لا دليل له وبين تفريقه بين الصورة التي تُعبد أو تُعظّم من دون الله والصورة التي ليست. فهذه الأحاديث وهي صحيحة حُجّة عليه فالستارة فيها صورة الخيل ذات الأجنحة والنمرقة فيها صور ممتهنة بعض الشيء, كل هذا وهذا أنكره الرسول عليه السلام وهي ليست مُجسّمة وهي ليست تُعبد من دون الله لأن عائشة ما كان لها أن تشتري صورة لتعبدها من دون الله عز وجل وبهذا ننهي هذه المناقشة ونُلخّص كما قلنا لكم سابقا أن التصوير كله حرام بجميع أنواعه وأشكاله وعلى اختلاف ألاته إلا ما اقتضته الحاجة والضرورة وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.

 

(267/12)

 

 

«ما حكم بيع آلات التصوير؟»

السائل: هل يجوز بيعه لهذا الحديث ... فلما بلغ ذلك رسول الله قال فيه ... حصيلة من نار ... ظاهر الحديث لا يدل على أن ... أن هؤلاء الثلاثة ... ستباع لمسلمين أو غير مسلمين فهل يجوز بيع ألات التصوير على الرغم من عدم معرفتنا بأنها تستعمل بحرام أو بحلال؟

الشيخ: ألة التصوير حكمها فيما يغلب على ظن بائعها فإذا غلب على ظن بائعها بأنها ستستعمل في معصية الله غالبا وقد تستعمل فيما يجوز أحيانا وإنما دائما الأحكام تبنى على الغالب, فإذا غلب على ظن البائع أنها ستستعمل في معصية الله ويُروى عن الغالب مش دائما الصورة مطردة حينئذ لا يجوز وإذا غلب على ظنه العكس جاز فإذا تردّد كان الوضع ألا يفعل وألا يبيع واضح الجواب؟

 

(268/1)

 

 

«هل يجوز بيع آلات التصوير للكفار؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك؟»

السائل: قد يقول بيعت ... .

الشيخ: هذا السؤال غير ذاك.

السائل: ... غير السؤال.

الشيخ: نعم ... .

السائل: ... .

الشيخ: قد يختلف الحكم ما أستطيع أن أقول الأن أنه يجوز قولا واحدا ولكن بلا شك بيعه للكافر هو غير بيعه للمسلم وبالنسبة للمسلم أجبتك بما سبق أما بالنسبة للكافر فلا أستطيع الأن البتّ في الموضوع لعدم استحضاري شاهدا على شاهدا يساعدني على القول بالجواز أو بعدمه فلا جواب عندي الأن بالنسبة للسؤال الثاني, وإذا كان أحد من أخواننا في عنده شاهد أو دليل يساعدنا في هذا ... .

السائل: ... .

الشيخ: نعم بيجوز مثل ما قال السيدة فاطمة ... يستطيع أن يفعل ذلك لكن هذا ورعا منه ونقمة على الشيء الذي من أجله برّره الرسول عليه السلام بوصيّة كانت بيده, نعم.

السائل: ... .

الشيخ: طبعا ممكن.

السائل: ... .

الشيخ: نعم.؟

السائل: ألة التصوير بالأصل ماهي حرام؟

الشيخ: لا.

السائل: ما يجوز التعامل.

الشيخ: إلا بأى إذا كان الإنسان بيستعملها فيما هو جائز.

السائل: ألا تعد من الوسائل يعني إثبات ... .

الشيخ: ل إيش؟

السائل: وسائل ذات ... .

الشيخ: ... قلت وإذا كان يريد استعمالها فيما جاز.

السائل: عادة ألة التصوير استعمالها بالأكثر وبالأغلبية بالحرام.

العيد عباسي: أي أنت يكون كلامك قصد إنه الأصل في الاستعمال أنه.

السائل: ألة تصوير ... .

الشيخ: يعني يقصد الأصل من حيث الواقع.

العيد عباسي: الواقع.

السائل: من حيث الواقع.

سائل آخر: ألا تستعمل في تصوير طبي مثلا أو شغلات ثانية عائدة بالنفع على الإنسانية؟

العيد عباسي: أو تصوير ... .

السائل: ... التصوير عادي

العيد عباسي: التصوير حرام.

 

(268/2)

 

 

«هل يجوز جمع نيتين في عمل واحد كمن كان عليه صوم من رمضان أو صيام نذر فصادف صيام يوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو دخل الرجل المسجد فأراد جمع نية صلاة تحية المسجد ونية ركعتي الوضوء؟»

السائل: كان عليه صيام نذر بدأ أيام بعد صيام ... يعني الأيام العشر, هل يجوز أن ينوي أيام ... ؟

سائل آخر: هل يحصل على ... مثلا

الشيخ: هذا سؤال له يعني أمثلة عديدة والجواب على ذلك معلوم وهو أنه بالنسبة لسؤالك بصورة خاصة يجوز له أن ... الصوم عليه بالنذر زائد صوم مثلا عاشوراء أو عرفة أو نحو ذلك من الأيام الفاضلة ولكن إذا صام هذا الصيام فثوابه.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

يكون بالنسبة للنذر ثواب العمل وبالنسبة لصوم النفل ثواب النيّة لا العمل وأعني بذلك الإشارة إلى الحديث المعروف عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (يقول الله لملائكته يا ملائكتي إذا همّ عبدي بحسنة فعملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى مائة حسنة إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء وإذا همّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة) فالهمّ على فعل الحسنة ولم يقترن هذا الهمّ بالفعل تكتب حسنة لكن حينما يقترن بالفعل فعشر إلى ما سمعتم من التفصيل فالذي يصوم صوم نذر أو صوم فرض, ويلاحظ حين هذا الصيام العملي فضيلة ذلك اليوم لو صامه نفلا وتمنّى أن يصومه نفلا ولكن عليه ما هو أهم منه فهو صوم النذر أو الفرض ... أو ما شابه ذلك فتِلقاء هذه النية له حسنة, لذلك يجوز له أن يفعل هذا ولكن نلاحظ أنه لا يُثاب من الحسنات على نيّته صيام ذلك اليوم تنفلا مع صيامه نيّة وعملا فرضا أو نذرا وإنما يلاحظ أنه تكتب له حسنة واحدة.

وبصورة أخرى كما أقول بالنسبة لمن يدخل المسجد ويريد مثلا أن يصلي ركعتين تحية المسجد وينوي مع ذلك ركعتين سنّة الوضوء أو سنّة الوقت فهناك ثلاث صور راح يظهر لنا التفصيل السابق في ملاحظة التصنيف هذه الصور الثلاثة, فإنسان يدخل المسجد فيصلي ركعتين تحية المسجد ويصلي ركعتين سنّة الظهر مثلا ولا نتوسّع في الأمثلة, إنسان أخر يدخل المسجد فيصلي ركعتين الأول صلى أربع ركعات ركعتين سنّة تحية المسجد وعلى رأي الجمهور طبعا أما نحن فنرى وجوب التحية وركعتين سنّة الظهر مثلا أو سنّة الفجر, الصورة الثانية إنسان أخر يصلي فقط ركعتين لكن ينوي فيهما تحية المسجد وسنة الوقت اللي هي سنّة الظهر مثلا, إنسان ثالث بيدخل المسجد وبيصلي ركعتين سنة التحية أو واجب التحية وبس, فأيهما أفضل من هذه الصور الثلاث؟ لا شك الأول الذي صلى أربع ركعات لأنه سيُثاب على أربع ركعات ثواب العمل يعني ركعتين أجرهم لا أقل عشر حسنات وركعتين لا أقل عشر حسنات صاروا عشرين, فهذه الصورة أفضل من الصورة الثانية ليه؟ لأنه الصورة الثانية سيجاز عشرة حسنات زايد حسنة وحدة لقاء نيّته, الصورة الثالثة والأخيرة سيجازى عشرة حسنات لا شيء لأن مافي نيّة حسنة يجازى عليها, كذلك بالنسبة للنّاذر فإذا نذر أن يصوم يوما ما فصامه ولاحظ في ذلك أنه يوم فاضل خصّه من بين الأيام بهذا فهو يُثاب ثواب الفرض عملا وثواب النية نية, لعل واضح؟

السائل: إذًا لو واحد دخل المسجد وكان مستعجل مثلا بده يصلي تحية المسجد ورضي الإمام ما عنده من نيات ... ركعتين يصليهم.

الشيخ: أي بلا شك.

السائل: ... أو يوم العاشر هذا فيه ... .

الشيخ: يومين, عامين.

السائل: ... الصورة الماضية؟

الشيخ: لا هذا ثواب العمل, نعم غيره.

 

(268/3)

 

 

«هل يقدم الجرح على التعديل والتوثيق على التضعيف في الرواة أم العكس؟»

الشيخ: تفضل.

السائل: ... .

الشيخ: وجه التفصيل سوء الحفظ, سوء حفظ الأحاديث وضبط رواياتها, ما يكفي هذا؟ إلا إذا كنت تعني شيئا أخر؟ نعم؟

السائل: القاعدة الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل لازم يكون ... الجرح يكون مفصّل.

الشيخ: وبيّن يعني.

السائل: وبيّن أيضا.

الشيخ: أي نعم, هذا هو التبيين يعني المقصود من القاعدة أنه رجل قال عن أي يعني راو كان ضعيف وأخر قال فيه ثقة, فهنا الجرح مقدم على التضعيف لماذا؟ لأنه التضعيف مبهم غير مُفسّر لكن إذا قال إمام ما في راو ما ضعيف لسوء حفظه وقال إمام أخر فيه ثقة فيقدّم التضعيف هنا على التوثيق لماذا؟ لأنه التضعيف مُفسّر مُبيّن والبيان هو سوء الحفظ.

السائل: الصورة الأولى شو يقصدوا؟

الشيخ: قلنا التوثيق, الصورة الأولى كانت ثقة ضعيف فقُدِّم التوثيق على التضعيف لأن التضعيف جرت مبهم غير مفسّر فترك, ترك لأن هناك من وثّق, الصورة الثانية كانت ثقة ضعيف لسوء حفظه فهنا تنعكس النتيجة فيُقدّم الجرح على التعديل والتوثيق لأن الجرح مفسَّر بتفسير جرح يعتبر وهو سوء الحفظ في الحديث, لعله هذا جواب سؤالك؟ طيب.

 

(268/4)

 

 

«بالنسبة لمسألة جمع نيتين في عمل واحد هل يفهم منه أن الملائكة تتطلع على ما في القلوب أيضا؟»

العيد عباسي: في الحديث الذي ذكره الأخ هذا أو الذي ذكرتوه في الجواب عليه (من همّ بحسنة)

الشيخ: نعم.

العيد عباسي: هذا يُفهم منه أنه الملائكة تتطلع على ما في القلوب أيضا, أي تتطلع على همّ الإنسان بكذا؟

الشيخ: بعض الملائكة, بعض الملائكة الموَكّلين بذلك طبعا يطّلعون.

السائل: إذا وُجِد واحد ثاني مثل أبو حنيفة.

الشيخ: إذا وُجِد.

السائل: واحد ثاني مثل أبو حنيفة في عدم الحفظ والضبط, هل يُقوِّي أبا حنيفة مثلا, جاء حنيفة عن أبوحنيفة وجاء واحد ثاني يشبه أبو حنيفة, نقول ما في داعي يتخذ مثلا ... .

الشيخ: إيه نعم, لازم نقول ذلك شبهة الخطأ سوء الحفظ.

 

(268/5)

 

 

«وردت مقولة في مجلة العرب أنه ليس كل ما في صحيح البخاري صحيح بل فيه أحاديث مفتراة فما رأيكم؟»

الشيخ: نعم.

السائل: قرأت في أحد أعداد مجلة "العربي" قول " ليس كل ما ورد في صحيح البخاري صحيح ... ضعيف حتى ... الأمر ب ... " ماهو رأيك؟

الشيخ: أما حديث مُفترى في صحيح البخاري فلا يُرى.

السائل: ما سمعنا السؤال يا شيخ.

الشيخ: عم يقول عم يُنقل عن مجلة "العربي" إنه ليس كل ما في صحيح البخاري صحيح بل وليس فقط ضعيف بل فيه أحاديث مُفتراة, هذا الاحتمال الأخير أو الدعوى الأخيرة إنه في أحاديث في البخاري أحاديث مُفتراة, فهذا القول هو المفترى أما إن وُجد في البخاري شيء من الضعيف والضعف جاء من بعض الرواة وبنقْد بعض الأئمة الذين جاؤوا من بعد البخاري فهذا يوجد بنسبة ضئيلة وقليلة جدا جدا ثم الذي يتّضح وجوده هو خطأ في حديث, مش الحديث من أصله وإنما خطأ في لفظ حديث لعلي أستطيع أن أتي بمثال.

السائل: سيارة ... السيارة اللي أخذته اتضح من حديث اللي رواه الزهري.

الشيخ: إيه أحسنت, كنا نتكلم بالمناسبة ونحن أتون بالسيارة فهناك في أول صحيح البخاري حديث طويل عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بدأ به الوحي كان رؤية يراها في المنام فتَظهر كفلق الصبح ثم جاءه جبريل عليه السلام وهو في الغار كما هو معروف ثم إن جبريل انقطع عن الرسول عليه السلام برهة من الزمان, هذا حديث طويل في أول صحيح البخاري.

خلينا هلا نتحدث مع أبو بكر.

السائل: ... عم تاكل حتى.

الشيخ: تفضل يا أبو العبد شقوا الطريق.

في أخر هذا الحديث أن الرسول عليه السلام لما انقطع الوحي عنه كان يهمّ بالصعود إلى قمة جبل ليتردّى منه يقتل نفسه فيظهر له جبريل ويثبّته فيُمسك عن ذلك, هذا الحديث في أول حديث في صحيح البخاري بعد حديث (إنما الأعمال بالنيات) ها الزيادة هاي في الحديث ما هي صحيحة وسبب عدم الصحة يأتي من أن الحديث مروي أعني حديث لا, أصْل الحديث حديث عائشة وفيه مجيء جبريل عليه السلام هذا الحديث بتمامه مروي من طريق الإمام الزهري عن عروة عن عائشة لما إجى من القسم الأخير من الحديث اللي فيه قصة التردّي قال الزهري وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انقطاع الوحي عنه كان يصعد الجبل ويهمّ أن يتردّى منه فيظهر له جبريل ويطمئنه, فهنا الزهري يقول بلغنا, الزهري تابعي صغير وهذا الحديث يرويه أصْل الحديث عن عروة عن عائشة, فهنا الزهري أوضح وهذا من دقّة علماء الحديث إنه هاي الزيادة اللي في أخر الحديث وما تلقّاها عن عروة عن عائشة حتى يُحكم عليها بالصحة وإنما بلغه.

فإذًا هو يحدّث بهذه الزيادة عن مجهول لم يسمّه, فكانت الزيادة هاي ضعيفة وهي في صحيح البخاري لكن البخاري ها الحديث بتمامه هكذا جاءه, الزهري عن عروة عن عائشة إلى أخر الحديث ثم يقول الزهري وبلغنا كذا وكذا فالحديث ساقه البخاري في الصحيح كما وصَله لكن هو لا يعني الزيادة وإنما يعني ما قبلها لأنه هذا الذي هو قبل الزيادة على شرط البخاري أما الزيادة نفسها ليست على شرط البخاري لأنها مرسلة وكتاب البخاري اسمه "المسند الجامع الصحيح" "المسند الجامع الصحيح" ثلاث أوضاع أولا مسند يعني مأخوذ من الرسول عليه السلام بطريق تسمية الصحابي, ها الزيادة هاي ما فيها إنما يقول الزهري "بلغنا" فمثل هذا يوجد في البخاري وبالنسبة لحديث, نعود إلى ... والعود أحمد.

السائل: ... الله يرضى عليك.

 

(268/6)

 

 

«شرح حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم).»

الشيخ: رسول الله بالأسانيد عن العلماء الثقات يوردون الحديث, نص حديث (يكون في أمتي في أخر الزمان ناس أو أقوام يحدّثونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم فإياكم وإياهم أن يضلوكم) أو كما قال عليه السلام, الحديث يسوقه الإمام مسلم وغيره لتحذير المسلم من أن يأخذ بأي حديث يسمعه دون أن يتثبّت من روايته بأخذه عن العلماء الثقات الذين لا يأخذون الحديث إلا من مصدر موثوق, فكأنه يقول لا ترووا أي حديث وإنما تثبّتوا فيه لأنه سيكون أناس يأتون بعد الرسول عليه السلام يحدّثون من الأحاديث التي لا أصل لها, وقوله عليه السلام في هذا الحديث (بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم) أي يحدّثونكم بأحاديث بما لا أصل له (فإياكم وإياهم) فالغرض إذًا من الحديث هو التثبّت في رواية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وأله وسلم خشية أن يتّفق لأحد المسلمين أن يسمع حديثا من مثل هؤلاء الدجّالين الذين يحدّثون الناس بما لم يسمعوا هم ولا أباؤهم, وإياكم.

العيد عباسي: في كلمة منقولة عن أبي يوسف " من طلب الحديث ... ".

الشيخ: أي نعم.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: أي نعم, مما لا أصل له تفضل.

 

(268/7)

 

 

«ما صحة حديث (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء)، وهل الحديث يخالف الطب الحديث فإن الذباب قذر؟»

السائل: حديث (إذا وقعت الذباب في طعام أحدكم فليغمسه جنحه الأيمن داء) صحيح هذا الحديث؟

الشيخ: أيوة صحيح.

السائل: ... مع العلم في أنه الذباب قذر و ... .

الشيخ: شرط المنافاة هو التضادّ في نقطة معيّنة يعني لو كان الحديث يقول إن الذباب ليس بقذر والطبّ يقول إنه قذر فهذا هو التضاد.

السائل: عفوا هذا الحديث أثبت ها الشيء.

الشيخ: عفوا أنت استريح ليجي دورك بتحكي, هلاّ هو السائل حتى هو يتفرّغ مما في نفسه من إشكال بعد ذلك يتكلّم غيره.

الحديث لا يُخالف الطب الذي يقول إن الذباب قذر لكني أشعر بأنك أنت ما أفصحت عن ما يقول الطب في الذباب لأن قولك إن الطب يحكُم بأن الذباب قذر, لا هذا ليس من شأن الطب فإن الناس كلهم أطبّاء وغير أطباء مثقّفون وغير مثقّفين يعلمون بأن الذباب قذر, وإلى هذه الحقيقة يشير سؤال أحد الناس العراقيين لعبد الله بن عمر بن الخطاب قال له يا ابن عمر الذباب يقع على النجاسة ثم يقع على ثوبي يعني شو رأيك إنه تنجّس ثوبي؟ هذا مو في إشارة إلى قذارته لكنه ابن عمر أجاب السائل بقوله " يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة قتلتم الحسين والأن تسأل عن الذبابة تقع في مكان كذا ثم على ثوب كذا " الشاهد فكوْن الذباب قذر ما يحتاج إلى طِبابة, هذا معروف إيش؟ عامة فأنت تعني غير هذا, أنت تعني أنه الذباب كما يشهد الطب بأنه ناقل للجراثيم, مش هيك؟

السائل: كله بيحط على الأقذار ... .

الشيخ: لا, يعني أريد من كلامي هذا أنه الإنسان يكون دقيق في تعبيره لأنك أنت لما قلت قذر هذه قذارة ما يحتاج إلى طِبابة, هذه معروفة لدى الناس جميعا لكن قولك أخيرا كونه قذر فهو بينقل الجراثيم هاي النقطة الطبية اللي ما بيعرفوها عامة الناس, أما القذارة بيعرفوها كل الناس حتى يوم ما كان لا طب هناك يدّعي بأنه هناك جراثيم لا تُرى بالعين المجرّدة, مثل ما قال له ابن عمر للسائل, في وقته طب؟ كشف الجراثيم هذه الحوينات الصغيرة؟ طبعا ما كان في لكن كونه قذر هذا معروف بالمشاهدة, الشاهد فكوْن الطب يحكم بأنه الذباب ينقل الجراثيم هذا لا يُنافي الحديث لأنه الحديث نفسه يؤكّد هذه الحقيقة الطبّية لأنه ما قال لك فإن في أحد جناحيه داء إي هذا الداء هو الذي أقرّ به الطب فهو لا يُنافي الطب لكن الحقيقة أن الطب النبوي جاء بخبر من وحي السماء بالطبع لمّا يطّلع عليه الطب بالتجربة اليوم, هذه هي الحقيقة, وإذا وضحت لك فحينئذ يكون السؤال خطأ لأنه الطب اليوم لا يُنافي الحديث ولا يعارضه ولذلك بدأت الجواب حينما أجبتك بقول إنه ما في تعارض لأنه الطب حسب تعبيرك السابق يحكم على الذباب بأنه قذر, لو كان في الحديث الحكم على الذباب بأنه ليس بقذر هون صار فيه إيش؟ تعارض لأنه البحث حول نقطة معيّنة سالبة ومثبتة, هكذا يصير التعارض.

لكن الحقيقة أن الحديث النبوي أثبت حقيقة طبّية قبل أن يأتي الطب بالتجربة اليوم وأثبت حقيقة أخرى لمّا يكتشفها طب اليوم, الأولى هي داء, جراثيم التي عبر عنها الرسول عليه السلام بأنها داء هذا طبعا اكتشفه الطب بعد الرسول عليه السلام بقرون طويلة, وها الحقيقة الأخرى التي تضمنها ولمّا يأتي علمه الطب هو أن فيه دواء يعني بأخر, هذا ما اكتشفه الطب وعلم الطب ككل علم يشهد أهلُ هذه العلوم كلها بأنهم كلّما ازدادوا علما ازدادوا معرفة بجهلهم مصداقا لقول الله تبارك وتعالى ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) فأي عالم في أي علم يقول إلى هنا وصل علمي والذي أجهله أكثر مما أعلمه, ألست تعتقد معي أنه هذا الكلام بيقولوه؟

السائل: بيقولوه.

الشيخ: إذًا فالحديث النبوي أتى بحقيقةً الطب لم يتعرّض لها لا سلبا ولا إيجابا.

إذًا أتى بحقيقة جهلها الطب إلى اليوم قد يكتشفها فيما بعد قريبا أو بعيدا, هذا علمه عند الله وقد لا يكتشفها مطلقا ويكون هذا مما استأثره الله عز وجل.

إذًا لا تعارض بين حديث الذبابة وبين الطب إطلاقا, واضح؟ تفضل.

 

(268/8)

 

 

«الأذان في مجلس الشيخ

السائل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر.

أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله.

أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله.

حي على الصلاة حي على الصلاة.

حي على الفلاح حي على الفلاح.

الله أكبر الله أكبر.

لا إله إلا الله.

الشيخ: إذا كان أبوحمزة بده ينام فهو معذور لأنه طول الطريق كان قائدنا لكن أبو العبد شو عذره بده ينام.

(أقام أحد الحاضرين الصلاة).

الشيخ: ... سهوا يعني

السائل: يعني صلاتي أنا, ما لازم أنفصل عن ..

الشيخ: لا ما لازم تنفصل.

السائل: صلاتي يعني لازم أعيدها؟

الشيخ: لا بس ما لازم تعيد ما فعلت في صلاتك.

 

(268/9)

 

 

«النقاش حول مسائل تتعلق بالصلاة منها حكم صلاة المأمومين إذا صلى بهم الإمام وهو محدث، ومنها الجمع بين الصلاتين و مسألة النية

العيد عباسي: أقول ما في مثل حالتنا هم ما كان في ... يصلي.

الشيخ: ... لأنه أنا بطلت صلاتي.

العيد عباسي: عمر رضي الله عنه لما قال.

سائل آخر: كيف بطلت صلاتك؟

العيد عباسي: وذكر أنه صلى ... وهو محرم فصدّ ولم يأمر الناس بالإعادة.

الشيخ: إيه خلينا ننشغل زيارة ... شو رأيك فيما يقول صاحبك؟

العيد عباسي: ... .

الشيخ: فماذا يفعلون؟

العيد عباسي: هم ... صلاتهم ... .

(يردد الشيخ عبارات التحية والترحيب مع أحد الداخلين)

السائل: عاوزين نسمع لو سلمت على رأس الثنتين و ... فبعدين صلينا المغرب ... الترتيب ... ؟

الشيخ: مو ... الترتيب, ... نحن هلاّ نوينا العشاء وصلينا المغرب.

العيد عباسي: هذا لما صرت معهم ... .

(يردد الشيخ عبارات التحية والترحيب مع الداخلين)

العيد عباسي: لما سلّمت وسبّحوا فلو بقيت نسبح ... .

الشيخ: إيه لكن أنا ما تذكرت, أنا لما سبّحوا عليّ تذكّرت أنهم يعنون -أنا ما أريد- يعنون المغرب, تنبيه على المغرب, فلما طلعت بأى عم أشاور عقلي أنه أنا نويت المغرب وإلا العشاء فتذكّرت أخيرا أنه نويت العشاء.

العيد عباسي: طيب إذا فترضنا حاجة أخرى, واحد اتفق أنه لم يصلي المغرب ونوى العشاء وصلاها ثم يصلّي بعدها المغرب ... .

الشيخ: لا مثل اللي صلّى صلاة قبل وقتها أو بعد وقتها.

السائل: بده يعيد الصلاة.

الشيخ: إيه نعم, نعم بيعيد الصلاة اللي حكمنا عليها بالفساد هي بالنتيجة بده يصلي صلاتين يعني بعد الصلاة هاي.

السائل: أيوه.

الشيخ: هاي حكم عليها بأنه تقدّم بها على أختها وهي صلاة المغرب, حُكِم عليها بالبطلان أيضا لابد ما يصلي المغرب أولا ثم يثنّي بالعشاء.

العيد عباسي: ولو كان في واقع الحال ... الوقت هو.

الشيخ: إيه نعم لأنه واجب الترتيب.

السائل: يعني بدهم يعيدوا اللي ... .

الشيخ: إيه هذا كنا عم نبحث ... يبحث الأستاذ فيه, فالظاهر إنه إذا كان صلاة الإمام خطأ فهو بيعيد أما المقتدون فلا يعيدون وهذا بعد انتهاء الإمام من الصلاة وتبيّن الخطأ بعد فراغه من الصلاة, أما إذا تبيّن لو الخطأ في الصلاة فحينها يصير حكم غير.

 

(268/10)

 

 

«رجل صلى ركعتين ثم تذكر أنه على غير وضوء فماذا يفعل؟ والكلام على مسألة البناء في الصلاة

السائل: شو حكم ... في الصلاة صلى ركعتين ثم تذكّر بأنه على غير وضوء, فماذا يفعل؟

الشيخ: شو هي الصلاة؟

السائل: صلاة ظهر أو عصر أو فريضة.

الشيخ: إيه بيكمّل الجواب يتوضأ ويتمم, يبني على ما سبق.

السائل: طيب كان بلا الوضوء.

الشيخ: نعم؟

السائل: كان تذكّر نفسه أنه هو كان بلا وضوء.

الشيخ: أي والله.

السائل: لو كيف بده يبنيه على الشيء اللي ما كان.

الشيخ: ليش المسألة منطقية وإلا عقلية؟ المسألة اتباع للرسول عليه السلام ورسول الله فعل هكذا, كبّر لصلاة الفجر ثم أشار إليهم أن مكانكم ثم عاد إليهم ورأسه يقطر ماء فصلّى بهم وبعد الصلاة قال لهم (إنما أنا بشر مثلكم وإني كنت جنبا فنسيت) فنجده عليه السلام هنا ما أفسد صلاته التي بناها على الجنابة التي نسيها.

السائل: ما كان صلاها.

الشيخ: نعم؟

السائل: ما كان صلاها.

الشيخ: ما كان صلى شلون؟

السائل: ما صلى ... .

الشيخ: ما يدريك؟

السائل: ... .

الشيخ: أنت انتبهت كيف ما صلى؟ تقصد ما شرع في الصلاة وإلا ما انتهى من.

السائل: كبر تكبيرة الإحرام فقط.

الشيخ: إيه شو هاي ما عجبتك هاي تكبيرة الإحرام.

العيد عباسي: تحريمها التكبير.

الشيخ: تكبيرة الإحرام شو حكمها؟ ركن من أركان الصلاة, إيه فإذا إعتدّ الرسول عليه السلام بهذا الركن وهو جنب فمعناه أنه اعتد بهذا الركن ولم يُبطله ولذلك نجد أنه لما تذكّر عليه السلام بعد ما كبّر ما قال لهم يا جماعة اجلسوا استريحوا أنا نسيان عليّ غسل وإنما أشار إليهم ثم أشار إليهم أن مكانكم يعني كما أنتم, كانوا قيام وكانوا قعود أيّ شيء فكان باستطاعته أن يُريحهم من هذا الانتظار ولكن هو في صلاة هو اعتبر نفسه عليه السلام في صلاة ولذلك لم يتكلّم وإنما استغنى بالإشارة عن العبارة وقال لهم إشارة مكانكم كما أنتم وأبقاهم كما هم.

ثم ما حدّثهم بالذي وقع إلا بعد الصلاة وأي إنسان ممن هو دون رسول الله صلى الله عليه وسلم علما وخلقا وعقلا ما بيحب يعذّب أصحابه لا نفسيا ولا بدنيا, أما نفسيا فبلا شك يعني ظاهرة غريبة الرسول عليه السلام يدخل في الصلاة مكبّرا الله أكبر, بيتساءلوا بأى الصحابة شو جرى له, هذا إتعاب نفسي فكان لو كان يستطيع الرسول عليه السلام كان بيقل لهم بصريح العبارة أنا أصْلي كذا وكذا ولا بيخلّيهم كمان واقفين هيك بيحتبس فيهم لكن هذا دليل كله على إنه كان في صلاة.

لذلك اعتد بهذه التكبيرة وربما تلاها أشياء أخرى وإن كان لم يُصرّح بذلك في الحديث وراح اغتسل ثم جاء فصلّى بهم يعني أتمّ بهم الصلاة, فمن هنا قلنا ما قلنا لا بالقياس والعقل والمنطق فيقال ما قد قيل.

 

(268/11)

 

 

«حديث (خمس صلوات فرضهن الله على العباد هل علي غيرها قال: لا إلا أن تطوع) هل يتعارض الحديث مع قولنا بوجوب تحية المسجد أو القول بوجوب الوتر وغيرها؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك

العيد عباسي: تبع المسألة صلاة تحية المسجد فقلت في تضاعيف الكلام السابق ... .

الشيخ: نعم.

العيد عباسي: فهذا ... .

الشيخ: ... .

العيد عباسي: الكلام على أحاديث ... التي تُثبت صلاة ... وغيرها يقولوا أنه تتعارض مثلا مع حديث خمس صلوات فرضهم الله على العباد هل عليّ غيرها

الشيخ: أي نعم.

العيد عباسي: هذه لمّ لا نحكم عليها مثل تلك؟

الشيخ: لأنها ليست كتلك.

السائل: ألا تتعارض مع ... .

الشيخ: لا تلك التي نستدل على رد القول بوجوبها ينصبّ عليه العدد المحصور بخمسة فينفيها أما تحية المسجد فهي لا تجب إلا لأمر عارض وليس رتيبا مع كل يوم حتى تصبح الصلوات ستا وقد تصبح الصلوات ست وأكثر من ست لأمر عارض كأن ينذر إنسان على نفسه صلاة فأصبحت الصلوات ست فنرد في نحن هذا بأنه الصلوات المفروضة خمس لأننا نعني الصلوات المفروضة خمس يعني في كل يوم وليلة وفرضا رتيبا لا يجوز لإنسان أن يدعه كما أنه لا يجوز أن يدع صلاة من هذه الصلوات الخمس وحينما يقال بأنه الوتر واجب صارت الصلوات ست إلزاما, أما حينما يُقال والله إذا كان إنسان دخل المسجد فبمناسبة دخوله المسجد يجب عليه ركعتين وقد لا يدخل المسجد فما هي واجبة عليه وجوب الخمس اللازمات في كل يوم وليلة وإنما هذا لأمر عارض وهو دخول المسجد كذلك مثلا لا ينافي استدلالنا السابق قولنا بوجوب صلاة العيدين لأنه صلاة العيدين ليستا من الصلوات المفروضة في كل يوم وليلة كالصلوات الخمس.

فإذًا ما يرد على الوتر المشروع في كل يوم وليلة من الاعتراف بدليل خمس صلوات محصورات لا يرد على تحية المسجد وكذلك لا يرد على صلاة العيدين.

العيد عباسي: أم قوله هل عليّ غيرها ما هذا؟ نص عام ... .

الشيخ: بما يتعلق في كل يوم وليلة ولا ينفي هذا هل عليّ غيرها مما قد يجب فيما بعد أو أوجبه على نفسي أو ما شبه ذلك.

السائل: هل يدخل في كلام ... .

الشيخ: نعم.

العيد عباسي: يمكم يُجمع ... تحية المسجد

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

(268/12)

 

 

«ما حكم الصلاة في مسجد فيه قبر؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك

السائل: فإذا دخلنا المسجد, في قبر من خلفه مو من أمامه ... .

الشيخ: ما تصح الصلاة في مسجد فيه قبر في أي مكان كان القبر منه, سواء كان القبر في قبليّ المسجد أو في غربيّه أو في شرقيّه أو في شماله لأن المسجد والحالة هذه قد بُنِيَ على معصية الله عز وجل لكن إذا كان الصلاة في المسجد المبنيّ على القبر هي موجّهة إلى جهة القبر أيضا فتكون المعصية مضاعفة, المعصية الأولى حيث يصلي في مسجد فيه قبر والمعصية الأخرى حيث يتوجّه بصلاته إلى القبر, هذه المعصية الثانية مطردة حيث كانت أي لو صلى إلى قبر في مكان بارز ليس في مسجد, هذه معصية لكن كون القبر في المسجد معصية أخرى, لذلك صلاة المسلم في المسجد الذي فيه قبر حيث كان القبر, سبحان الله ما بلغك أحاديث لعن اليهود

السائل: (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) طيب مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ... .

الشيخ: ما بلغك نهي الرسول عن الصلاة في المساجد المبنيّة على القبور؟

السائل: نعم.

الشيخ: طيب, والنهي يقتضي الفساد والبطلان, بلغك هذا؟

السائل: لا البطلان ... .

الشيخ: النهي, لا أقول سؤال, النهي عن الصلاة لأمر -اسمع يا رجل- النهي عن الصلاة لأمر ما, هذا النهي عن الصلاة يقتضي بطلان الصلاة يعني مثلا لو كان هناك حديث لا تصلّي حاسر الرأس, الحمد لله لسى ها الحديث هذا ما وجدناه مشان حتى نخلّصكم من بطلان الصلاة, أنتم الحسًر لكن طبعا الصلاة لا تخلو من مخالفة إلا أنه لو كان هناك حديث تقول لا تصلي حاسر الرأس بتكون الصلاة باطلة مو بس ما بيجوز تصلّي حاسر الرأس, كذلك قوله عليه السلام هذا مثال خيالي كان, الأن نأتي إلى مثال واقعي (لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء) فلو كان عنده ثوب واسع يستطيع يُستر عورته زايد منكبيه, فيجب عليه أنه يُستر منكبيه أيضا, أما إذا كان الثوب ضيّق صغير ولا يوجد عنده غيره فحسبه أن يستر عورته لكن إذا كان الثوب واسع فيجب أيضا يُستر القسم الأعلى من البدن, فإن لم يفعل فصلاته باطلة ليش؟ لأنه النهي عن الشيء يقتضي بطلانه فسادا (لا يصلين) عم يقلك لا تصلي كذلك وعلى أحاديث كثيرة وكثيرة جدا (لا صلاة بعد طلوع الشمس حتى ترتفع وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس) (لا صلاة) يعني صحيحة كذلك مثلا (لا صلاة لمن)

السائل: ... .

الشيخ: لا هنا للكمال لأنه فيه قرائن (لا صلاة لمن صلّى معقوص الشعر) وفي رواية نهى عن الصلاة معقوص الشعر, معقوص يعني مظفور الشعر مظفره وجامعه, فالخلاصة النهي عن الشيء يقتضي فساده وبطلانه, وأشد من النهي اللعن.

السائل: ... .

الشيخ: وأشدّ من النهي اللعن والأحاديث جاءت تترى في نهي الرسول عليه السلام أمته عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور لذلك فالصلاة فيها باطلة, أما مسجد الرسول عليه السلام فهذا ما شرحناه قديما في "تحذير الساجد في اتخاذ القبور مساجد" وهذا ما سُئلنا عنه في منى هذه السنة, أي نعم في اليوم الرابع في صباح اليوم الرابع من أيام منى, أي نعم فأجبنا بما هو مبيّن هناك في " تحذير الساجد " ما خلاصته أن النهي عن الصلاة في المساجد المبنيّة على القبور كالنهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة, وكما أنه هذا يقتضي بطلان الصلاة كذلك ذاك يقتضي بطلان الصلاة وكما أنه رُخِّص لبعض الصلوات في الأوقات المكروهة وبصورة خاصة منها تحية المسجد, منها سنّة الوضوء إلى أخره, ليُسمّيها فقهاء الشافعية بأنها من ذوات الأسباب, فكما رُخِّص بهذه الصلوات في الأوقات المنهي عنها بتعليل أنه الذي يريد أن يتطوّع تطوّعا مطلقا يستطيع أن يصلي في غير الأوقات المكروهة, فهذا أول ما بيتوجّه النهي إليه, أما واحد دخل المسجد فهو لا يريد الصلاة من باب التطوّع حتى يُقال هذا يصلّي لقصد وقت الكراهة وإنما هو لقصد تحية المسجد لقصد سنّة الوضوء فهنا الشبهة بعيدة عنه أنه يقصد صلاة في الوقت المنهي عنه, فمادام رُخِّص لهذه الصلوات بحجّة أنه هذه الصلوات بتفوته إذا كان هو تركها لأنه بتفوته مناسبة.

 

(268/13)

 

 

«هل الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حكمه مثل الصلاة في المساجد التي فيها القبور؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك

الشيخ: كذلك لو قيل بأنه الصلاة في مسجد الرسول مثل الصلوات في المساجد الأخرى المبنية على القبور, فبنكون نحن ألغينا حينئذ عمليا فضيلة الصلاة في مسجد الرسول كما ألغينا فضيلة الصلاة للوقت لتحية المسجد لسبب الوضوء لغير ذلك من الأسباب.

إذًا فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يُستثنى من هذا الحكم لأنه ليس كسائر المساجد لأن له فضيلة بألف صلاة وهذه الفضيلة مستمرة إلى يوم القيامة, فإن قيل بأنه مع ذلك الصلاة فيه كالصلاة في أي مسجد عطّلنا هذا الحكم.

السائل: فضيلة ... .

الشيخ: فضيلة المسجد, عطّلنا بأن الصلاة بألف صلاة وهذا طبعا لا يجوز, إذًا الفقه يقول نستثني مسجد الرسول من الحكم العام كما استثنينا بعض السنن من حكم العام وهو كراهة الصلاة في الأوقات المذكورة, هذا هو الجواب.

السائل: إذًا إذّا هذا الإستثناء وهذه الأشياء اللي وُجدت من بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام لا شك أنه اجتهاد علمي غير تشريع النبي عليه الصلاة والسلام علما بأنه بده يكون ... هو من المسجد.

الشيخ: طبعا, هذا أمر عارض والرسول لو كان حيا لم يرضه بل السيدة عائشة صرّحت فقالت إنه الرسول لعن اليهود والنصارى اتخذوا قبورهم أنبيائهم مساجد, قالت ولولا ذاك أبرز قبره ولكن خُشِي أن يتخذ مسجدا أي لولا إخبار الرسول عليه السلام بأن الله لعن اليهود والنصارى لكان جُعِل قبر الرسول عليه الصلاة والسلام في أرض بارزة ولكن خشِي عليه الصلاة والسلام أنه لو جُعِل قبره في أرض بارزة لمكّن ذلك الناس من أن يبنوا عليه مسجدا ولذلك افتضت حكمة الإله القدير أن يُدفن في البيت حيث لا أحد له سلطة عليه ولا أحد يستطيع أن يتخذه مسجدا, نعم.

العيد عباسي: ... قول عائشة هذا بعد روايته للحديث ... .

 

الشيخ: تفضل.

 

(268/14)

 

 

«هل يمكن التفريق بين من يصلى في مسجد وقصده القبر نفسه وبين الصلاة في مسجد فيه قبر ولكنه قصده الصلاة دون القبر؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك»

السائل: ... في هذا القبر إنه يُفرّق بين من يقصد الجامع ليزور القبر من بين اللي تَعرض له الصلاة فيصلي.

الشيخ: هذا الكلام صحيح لكن هذا لا ينافي ما نقوله الأن.

السائل: صح في هناك ... .

سائل آخر: لا معليش بياخذ هو العموميات, ما يعني ما بتفهمو هذه القضايا اللي هي ... .

الشيخ: نحن الأن لا نعقد درسا يعني يجمع المسألة من جميع أطرافها إنما نُسأل فنجيب أما هذا السؤال الذي تسأل هو أنك فهمت كذا فهو صحيح, وهذا أيضا كالذي يُصلّي في أوقات الكراهة ولا يقصدها ولكن إذا كان يستطيع أن لا يفعل فلا يجوز, أي نعم.

العيد عباسي: موجود في الكتاب نفسه.

الشيخ: نعم.

السائل: مساجد اليوم أكثرها فيها قبور والصلاة بأفضل ... ضرورة أصلي في هذا المسجد لوجود القبر, هذا اللي هو بيشملوا الحكم, إنما وأنت ماشي ... فاتت أو أدركتك فرحت صليت في جامع فيه قبر, ... يختلف حكمك عن.

سائل آخر: وفجأة أنا تفاجأت بالقبر.

الشيخ: لا هذا لا بد من قيد أيضا, إذا كان لا يجد مسجدا ليس فيه قبر, نحن بنُقرّر الحكم الشرعي هذا ... صلاة في هذا المسجد وفيه قبر, ... أنت تعلم أنه شيء دقيقتين ثلاثة في مسجد ليس فيه قبر فصليت فيه هذا, الحكم هو هو لكن أنت إن لم تصلي في هذا فاتتك صلاة الجماعة تصلي فيه وصلاتك صحيحة لأنك لا تقصد الصلاة في هذا المسجد من أجل القبر, نعم.

السائل: ألا فلا تتخذوا قبري مسجدا الحديث.

الشيخ: طبعا (ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك)

السائل: ألا فلا تتخذوا قبري.

الشيخ: لا (ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك) هكذا الحديث في صحيح مسلم, نعم.

السائل: الأن توصّل ال ... .

الشيخ: لا كان سؤاله غير.

السائل: ... .

الشيخ: طيب الحمد لله.

السائل: ... غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد

الشيخ: إيه نعم هنا مافي والصالحين في هذا الحديث الصالحين في حديث أخر.

السائل: ... .

الشيخ: إيه هذا اشتد غضب الله ليس من حديث أم سلمة وحديث أم سلمة هو اللي فيه والصالحين, نعم.

 

(268/15)

 

 

«رجل أوصى بأن يتصدق من ماله بألفين ليرة ألف يتصدق بها عليه وألف يتصدق بها على زوجته ... ؟»

السائل: الأن مؤخّرا حوش بالدار ألفين ليرة ها الألفين ليرة ألف لي وألف لزوجته ... .

الشيخ: يعني وصّى بمعنى كتب وصية وفاته؟

السائل: نعم.

الشيخ: إنه؟

السائل: له ألفين ليرة بالعقار.

الشيخ: له ألفين ليرة من العقار؟

السائل: نعم.

الشيخ: العقار لمين؟

السائل: له في ملكه.

الشيخ: له لكن هو أوصى من ثمن العقار بألفين ألف له.

السائل: وألف لزوجته.

الشيخ: ألف له يعني إنهم يتصدقوا عن روحه بعد وفاته.

السائل: ... .

الشيخ: ويطالعوا فيها.

السائل: نعم فلقوا في جيبه في سبعمائة ليرة.

الشيخ: أيوه.

السائل: الأن سبعمئة ليرة طالعوا فيها ... .

الشيخ: أيوه.

السائل: فهذه تعتبر من المبلغ الموصي به؟

الشيخ: لا هذا حق الورثة هو وصّى فيها عم تقول أنت ألفين.

السائل: نعم.

الشيخ: فإذا كان هذول بنعتبرهن له معناها صاروا ألفين وسبعمئة.

السائل: ها الألفين اللي وصى فيهم هذول ... يعني إيش يسوي فيهن

الشيخ: على ما يرى بأى الموصى إليه مما هو مشروع طبعا يتصدق فيهم بيبني له سبيل بيبني له أي شيء مما يعود ثوابه إلى الموصي.

السائل: يعني ... .

الشيخ: إيه يجوز.

السائل: سبعمائة ليرة اللي ... .

الشيخ: هذول السبعمائة عملية طرح وجمع سبعمائة من ألف تبعه يبقا له ثلاثمائة, ها الثلاثمائة.

السائل: ... .

الشيخ: هذا عم نحكيه أخي, هو مو أوصى بألفين؟

السائل: نعم.

الشيخ: إذًا بدنا نحسب هذولي السبعمائة له, صال له ألفين وسبعمائة.

السائل: هذولي استلموا في ... وأكلوا منه كمان.

الشيخ: أف وهم أكلوا باسم إيش بأى؟

السائل: باسم أنه أعطوا هؤلاء الفقراء.

الشيخ: الفقراء بياكلوا أما هم بياكلوا شو؟

السائل: ... .

الشيخ: هم ما بيجوز ياكلوا.

السائل: طبعا ... .

 

الشيخ: لا ... .

السائل: ... (لا وصية لوارث).

الشيخ: (لا وصية لوارث) نعم.

 

(268/16)

 

 

«ما صحة حديث (خذ من القرآن ما شئت بما شئت)؟»

السائل: حديث (خذ من القرأن ما شئت بما شئت)

الشيخ: لا هذا الكلام لبعض السلف وبدون سند.

السائل: ... .

الشيخ: ... يعلم الغيب, نعم.

 

(268/17)

 

 

«في قوله تعالى: ((إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام)) وفي عصرنا يمكن معرفة متى ينزل الغيث ومعرفة ما في أرحام النساء؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك»

الشيخ: مثل ما صار أنه اكتشفوا بكرة حينزل مطر ما قال ((وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا)) فالأية تعني العلم الذاتي يعني أنه أي إنسان أي مخلوق بدون أن يُعْلمه الله لا يستطيع أن يعلم شيئا من هذه الأمور الأربعة التي ذكرت في الأية, بذاته يعني أما بواسطة من الوسائط بسبب من الأسباب التي خلقها الله وذلّلها لعباده, هذا لا ينافي أن الله عز وجل اختصّ بعلمه الغيب.

مثلا اليوم في تقاويم فلكية من بعد مائة سنة بيقل لك في اليوم الفلاني بده يحدث كسوف وها الكسوف كلي جزئي نصفي إلى أخره, شو عرفه هذا بعد مائة سنة يمكن يكون صار هو تراب شو عرفه؟ هل هذا من إطلاع على الغيب؟ الجواب لا, لأنه الغيب المقصود هو مثل ما بيبالغوا البعض يعني بيغمض هيك عيونه بيكتشف بأى أشياء ما بيشوفها أحد من البشر, هذا هو الشيء من المنفي أن يعلمه أحد من البشر من الغيب, أما إذ نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ربك بيقل لك كذا وكذا فهذا ليس معناه أنه الرسول علم الغيب وإنما أطْلِع على الغيب لذلك قال تعالى ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) فكون.

السائل: ((إلا من ارتضى)).

الشيخ: ((إلا من ارتضى من رسول)) فكون المرتضى من الرسل أطلع على الغيب بواسطة إظهار الله له عليه هذا شيء وإطلاعه هو على الغيب بذاته شيء أخر, لذلك فلا تعارض بين هذه الأية ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) وبين قوله تبارك تعالى ((قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)) ((لا يعلم من في السماوات)) المقصود بهذا العلم المنفي هو العلم الذاتي وليس المقصود العلم الذي يُظهر عليه من ارتضى من رسول.

عرفت كيف؟ كذلك بأى أي إنسان أخر بوسيلة من الوسائل التي يسّرها الله لعبد من عباده أطلع على أمر يخفى على الأخرين فهذا ليس غيبا لأنه ما لطلع على هذا الغيب بذاته وإنما بواسطة الأسباب التي يسّرها الله له فإن صحّ الذي قلته عن الطبيب بأنه اطلع على أنه هذا الجنين هو ذكر وفعلا تبيّن حينما وُلِد أنه ذكر, هذا ليس معناه أنه اطلع على الغيب لأنه ما عرف ذلك بذاته يعني بدون واسطة بدون سبب خلقه الله وإنما من الأسباب التي ذللها الله لعباده.

فالفلّاح مثلا لما بينشر الشجرة من نصف الجذع بيقل لك هاي عمر مثلا خمس سنوات أو عشر سنوات بيستغرب الإنسان العادي, شو بيعرفه هذا عالم الغيب؟ لا بس هو لممارسته وتجاربه صار عنده علم أنه كل دائرة بتدل على سنة, فإذًا عدّ الدوائر فعرف قداش عمر الشجرة؟ هذا مو علم غيب هذا علم بواسطة الأسباب التي يسّرها الله, وقيل كذلك إنه يمكن لإنسان أن يعرف عمر أي إنسان أخر كان كبيرا أو صغيرا وذلك بعد الخطوط الدقيقة التي توجد بظفر الإنسان فكل خط بيدل على سنة, مثل ما هو ... الأن افضحونا تقولو لا لأنه ربما ما هو واضح, ما أدري إذا كان ظهر لك الجواب أو وإلا لا أو زالة الشبهة وإلا لا؟

السائل: ... الباب يا أخي استريح استريح.

الشيخ: حاجة تتشرب يا شيخ هذا كل ما شرب ماء بيثقل.

السائل: بدو ينام تعبان.

سائل آخر: ... الله سبحانه وتعالى بيعرف أنه الجنين ... قبل ما ... أو من الشهر الأول بأنه ... .

الشيخ: وقبل الشهر الأول وقبل ما يتصل الزوج بالزوجة, إيه بس شو يعني شو بتقصد؟

السائل: ... .

الشيخ: نحن؟

السائل: أنه الطبيب ... .

الشيخ: لكان شو عم نحكي نحن؟

السائل: لا تفسيره يعني ... الكافر أنه يقصد أنه يرد على أولئك المعترضون بها الناحية أنه الحفظ علم الغيب أن الله يعلم مسبقا ... بينما هذا يعلم بعد تطوّر.

الشيخ: بس هيك؟ هذا جواب ... .

السائل: ... فيمكن إحالة ... .

 

الشيخ: إي بس تفضل.

السائل: ... شاف الولد ... .

العيد عباسي: لا هذا علم الشهادة ... .

السائل: فإذا وجد ألة أغنته عن هذا الشخص حينما كشف ... المرأة فهل يكون عالم الغيب؟

الشيخ: لا.

السائل: في وسيلة.

سائل آخر: ماو اللي بده يعلم الغيب, بده يعرف أنه هو بدون أي واسطة أنه هاي جابت ذكر أو أنثى.

العيد عباسي: الأية نفسها إلا ... النصوص تفيد أنه الأولياء أيضا ... .

السائل: ... بيجي الواحد بدو ... بعد ستة أيام وأنت ... إيه وإن سألوه أنه إيش ... مع أن ... معنى قال له البسة ذكر بدها تجيب له أنثى والبسة أنثى بيسجل ذكر عنده ... وعلشان بياخذ الأجرة بعد ما يجي الولد, بعد ما يجي الولد ..

الشيخ: يعني يجي مضمون مكفول يعني.

السائل: وهذا من أجل الذكر وكيف الأنثى ... .

الشيخ: هذا هو المقصود.

السائل: ... .

الشيخ: أبعد الشيطان.

السائل: ... .

 

(268/18)

 

 

«ما معنى حديث (لا تجعلوا قبري عيدا)؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك

الشيخ: نعم.

السائل: معنى الحديث (لا تجعلوا قبري عيدا)

الشيخ: يعني لا تكثروا التردّد إليه وزيارته كثيرا كما يفعل الناس بأماكن التي يعيّدون عندها, هذا هو المقصود بقوله (لا تجعلوا قبري عيدا).

السائل: ... .

العيد عباسي: الأن الزيارات ... ما هي مشروعة؟

الشيخ: لا ما هو مشروعة.

 

السائل: هذا مو يعتبر عيد؟

الشيخ: طبعا, هذا عيدان مبتدعان, عيد زمني وعيد مكاني.

السائل: تفضل أستاذ.

الشيخ: إيه سجّل السؤال.

 

(268/19)

 

 

«وردت بعض الانتقادات من بعض الإخوة أن السلفيين أصبح لديهم التضخم في قضايا الدين ويفتقرون جدا إلى الأنشطة الدينية هل هذا صحيح وما هو جوابكم؟»

السائل: وردت بعض انتقادات أو اعتراضات من الإخوان أن السلفيين أصبح لديهم تضخّم للقضايا الفقهية ويفتقرون جدا إلى ... أو القضايا أو النشاطات الإسلامية فهل هذا صحيح وما دليلكم وما جوابكم على ذلك؟

الشيخ: والله أرى تأجيل هذا السؤال إلى ما بعد اكتمال ... الإخوان حتى نجعل الجواب موضوعا وعلما فيما أعتقد يستفيده الإخوان في الوقت نفسه الجواب لهذا السؤال, لأني أعتقد أنه هذا السؤال ليس صحيحا وأرجو أن يكون محقَّقا نصف هذا التدخل المزعوم في الإخوان السلفيين فإذًا نظرة إلى ما بعد العشاء إن شاء الله.

إذًا كان سؤال أخر ما يحتاج إلى تطويل مافي مانع.

السائل: ... .

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

السائل: قال أنه ... من الملائكة ... الحديث ... لا يجوز ... يعني ربط بين الحالتين هذه أنه جواز ... القرأن الكريم يعني ... قدرات معينة.

 

(268/20)

 

 

«ما المراد بقوله تعالى: ((لا يسمه إلا المطهرون))؟»

الشيخ: هلا الأستاذ محمود لم يأتي بشيء جديد لم يُسبق إليه من قبل العلماء السابقين فيما قرّره من تفسير أية ((لا يمسّه إلا المطهّرون)) أولا وفيما ذهب إليه من جواز قراءة القرأن أو مسّ القرأن لغير طاهر, وكل ذلك هو مسبوق إليه.

وهذا في الواقع من طبيعة المنهج السلفي ومن شروطه التي منها أن الدعوة السلفية لا تتبنّى رأيا في مسألة جرى العمل عليها على وجه من الوجوه أو رأي من الأراء, السلفية لا تتبنّى رأيا لم تُسبق إليه وإنما طريقها وخطتها ومنهجها إنما هو.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, حطو عندك هناك وراء.

إنما هو اختيار قول من الأقوال التي قيلت سواء كان ذلك في الأحكام الشرعية أو في تفسير الأيات الكريمة فتفسير أية ((لا يمسه إلا المطهرون)) بأنهم هم الملائكة المقربون هذا تفسير مسبوق.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

تفسير مسبوق السلفيون فيه من قِبَل جماعة من العلماء في مقدمتهم الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة فقد ذكر في كتابه المشهور الموطأ قال أحسن ما سمعت في تفسير هذه الأية ((لا يمسه إلا المطهرون)) أنها كالأية التي في سورة عبس ((كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة)) ((بأيدي سفرة)) هم المطهرون في الأية الأولى ((لا يمسه إلا المطهرون)) ((بأيدي سفرة)) وهكذا فالقرأن يُفسّر بعضه بعضا.

وللأمام مالك من بين الأئمة فضل السبق إلى إلفات نظرنا إلى أن أية ((لا يمسه إلا المطهرون)) يفسّرها قوله تبارك وتعالى في الأية السابقة ((بأيدي سفرة كرام بررة)) ومن العلماء الذي فسّروا الأية فيما سبق ذكره تفسيرا علميا مُبسّطا المحقق المشهور ابن قيم الجوزية فإنه له كتابا طريفا بعنوان "أقسام القرأن" تعرّض في تفسيره لهذه الأية لقوله تعالى فيما قبلها ((فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرأن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين)) فبمناسبة قوله تبارك وتعالى ((فلا أقسم بمواقع النجوم)) تعرّض ابن القيم لتفسير هذه الأية في ذاك الكتاب "أقسام القرأن" فذكر وجوها عديدة في تأييد أن المطهرون في الأية إنما هم الملائكة, يحضرني الأن بعض تلك الوجوه.

منها أولا أنه يقول إن الله عز وجل قال ((لا يمسه إلا المطهرون)) ولم يقل إلا المتطهرون ومن حيث الأسلوب العربي هناك فرق كبير بين المطهّر وبين المتطهِّر فالمطهّر هو المطهّر خلقة وفطرة وليس أولئك إلا الملائكة الذين وصفهم ربنا تبارك وتعالى بقوله ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) أما نحن معشر البشر فلسنا مطهّرين وإنما نحن نوعان قسم يتلوّث ثم يتطهّر فهؤلاء هم المحبوبون عند الله تبارك وتعالى كما قال في الأية المعروفة ((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) لأن المتطهّر هو الذي يتطلّب الطهارة ويسعى إليها ويعمل بمقتضى تطهير نفسه بالتوبة إلى الله وقيامه بالمكفرات من الأعمال الصالحة, أما الملائكة فهم لا يتلوّثون حتى يتطهّروا وإنما هم منذ خلقهم ربنا تبارك وتعالى كما قال ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)).

فحينما نعود بهذا إلى الأية التي قلت فيها فنلاحظ أن الله عز وجل يقول ((لا يمسه إلا المطهرون)) يتبيّن لنا أنه المقصود به الملائكة وليس البشر لأننا عرفنا من الأية الأخرى أن الله حينما عنى البشر قال المتطهّرين ((إن الله يحب التوابين وبحب المتطهرين)) فهذا دليل أو وجه من الوجوه التي استند إليها ابن القيم في تأكيد أن المقصود بالأية الملائكة فقط.

وجه أخر هو الوجه الذي نقلتَه عن الأستاذ محمود فهنا ضمير ((لا يمسه)) فإلى أين يعود, يظن كثير من الناس أنه يعود إلى المصحف الذي هو يَحصُر القرأن بين دفتيه, فهذا يردّه ابن القيم في حُجّة أن المصحف لم يسبق له ذكر في سياق تلك الأيات وإنما سبق فيها ذكرٌ لكتاب موصوف بقوله ((مكنون)) ((في كتاب مكنون)) فكتاب موصوف بكونه مكنونا, هذا الوصف لا ينطبق على المصحف الذي بين أيدينا لأنه ظاهر وليس مكنونا لأنه المقصود من المكنون هو المستور, فما هو الكتاب الذي ينطبق عليه هذا الوصف مكنون؟ هو الذي جاء أيضا ذكره في أية أخرى ((قرأن كريم في لوح محفوظ)) هذا اللوح المحفوظ هو الكتاب المكنون, فإذًا رجع ضمير لا يمسّه إلى هذا الكتاب المكنون ويؤيّد هذا القول الإمام مالك السابق حيث قال ((بأيدي سفرة كرام بررة)) فهؤلاء الكرام البررة هم الذين يَمسّون هذا الكتاب المكنون الذي هو في اللوح المحفوظ أي معنى الأية ((لا يمسه إلا المطهرون)) أي أصل هذا الكتاب الذي بين أيدينا أصله المكنون المحفوظ الذي لا تناله الأيدي إلا أيدي الملائكة, هذا الكتاب هو الذي ((لا يسمه إلا المطهرون)).

هذا وجه وهناك وجه أخر يذكره أيضا فيقول قوله تعالى ((لا يمسه إلا المطهرون)) جملة خبرية وخبر الله لا يتأخّر ولا يتخلّف, لا يمكن أن يكون مخالفا للواقع ولو أن الله عز وجل يريد من الأية هذا المصحف الذي بين أيدينا فنحن نعلم بالمشاهدة أنه يمسُّه غير المطهّرين قطعا من المسلمين الذين يعني أولا لا يرون وجوب الطهارة في مسّ القرأن أمثالنا ومن المسلمين الذين يرون وجوب الطهارة ولكنهم يتكاسلون ولا يهتمون بمثل أولئك الذي يدعون الفرائض كلها, فأولى وأولى بهم أن يدعوا التطهّر لمجرد مسّ القرأن.

وأخيرا يأتي الكفار الذين لا يؤمنون بأصل القرأن كله فهم يمسّون القرأن على جنابة لأنهم دائما غير متطهّرين, فكيف يمكن أن يكون هذا كله واقعا والله تبارك وتعالى يخبر فيقول ((لا يمسه إلا المطهرون))؟ أحد شيئين إما أن يكون خبر الله غير صحيح لأنه مخالف للواقع وإما أن يكون فهمنا لخبر الله فهما خاطئا, فهذا الفهم الخاطئ هو الذي اصطدم في الحقيقة مع الواقع وليس خبر الله لأن خبر الله لا يتخلّف ولا يتأخّر, فإذا دار الأمر بين أن نتهم الله بإخباره بخلاف الواقع وبين أن نتهم عقولنا وأفكارنا وأفهامنا بخطأ الفهم, فماذا نختار؟ لا شك نختار الأمر الأخير لأنه لا يجوز لمؤمن بالله ورسوله أن يظن أو أن يخطر في باله أنه من الجائز على الله أن يُخبر بخلاف الواقع.

إذ الأمر كذلك لم يبق إلا أن الأية معناها ليس كما يظن الناس بأن هذا المعنى مصادم للواقع, قال تعالى ((لا يسمه إلا المطهرون)) ففهمنا أن المطهرون هم المسلمون الذين يتطهّرون, فرأينا هؤلاء المسلمين يمسّونه وهم غير متطهرين, إذًا هذا الفهم هو الخطأ لأن الله لا يخطأ, فما هو المعنى الصحيح المعنى الصحيح عرفناه مما سبق أن المطهرون في الأية هم الملائكة وليس البشر, حينذاك لم تصطدم الأية مع الواقع.

هذا إذا ما فهمنا وهو الواقع أن الأية جملة خبرية إخبار من الله أن الكتاب المكنون لا يمسه إلا المطهرون, قد يقال ها هنا بأنه ممكن أن يقال أن الأية جملة خبرية ولكن المقصود بها الأمر والإنشاء أي تكون الأية نفي بمعنى النهي ولكن هذا يرد عليه أن الأصل أن لا يُصار إلى مثل هذا التقدير إلا إذا لم يُمكن فهمه على أنها جملة خبرية محضة, فإذ أمكن على الطريق الثابت بقيت الأية خبرية وليس فيها شيء من الإنشاء, فإذا نظرنا نحن إلى هذه البيانات وهي كلها مما أفصح عنها ابن القيم في كتابه السابق "أقسام القرأن" حينئذ يتبيّن لنا أن التفسير الصحيح في هذه الأية أنها لا علاقة لها بموضوع مسّ القرأن على غير طهارة وإنما هي جملة خبرية يخبر الله عز وجل عن أن الكتاب المكنون المحفوظ في اللوح المحفوظ هو لا تناله أيدي الشياطين كما قال تعالى ((وما تنزلت به الشياطين)) وإنما تناله وتنْزِل به الملائكة المكرمون ((بأيدي سفرة كرام بررة)) هذا فيما يتعلق بموضوع مسّ القرأن.

 

(268/21)

 

 

«ما حكم قراءة القرآن على الجنابة، وما مدى صحة حديث (لا يقرأ القرآن جنب ولا حائض)؟»

الشيخ: أما فيما يتعلّق بموضوع أيش الموضوع الثاني؟ نعم؟ قراءة القرأن على جنابة, فهنا نقول أيضا إنه لا يوجد دليل يُحرِّم على المسلم أن يقرأ القرأن على غير طهارة اللهم إلا أحاديث أو بعض أحاديث لا تقوم بها حُجّة كحديث يرويه الترمذي في سننه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (لا يقرأ القرأن جنب ولا حائض) (لا يقرأ القرأن جنب ولا حائض) إلا أن هذا الحديث ضعّفه الترمذي نفسه لما خرّجه بل قال الإمام أحمد إنه حديث باطل.

فإذ الأمر كذلك لم يجُز أن يحتجّ به في إثبات حكم شرعي لاسيما في باب التحريم, يُضاف إلى أن إسناد الحديث ضعيف لا تقوم به حجّة أنه وُجِد ما يعارضه من الأحاديث الصحيحة وهو كما سمعتم يتحدّث عن جنسين من المكلّفين الجنب والحائض, أما فيما يتعلّق بالجنب فهناك حديث السيدة عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (يقرأ القرأن في كل أحواله أو أحيانه) (كان يذكر الله في كل أحيانه) حديث رواه مسلم في الصحيح ولا شك أن أول ما يتبادر إلى الذهن من قول السيدة عائشة " كان يذكر الله " أنه تلاوة القرأن لأنه هو الأصل في الذكر كما قال تعالى ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم)) هذا الذكر ماهو؟ القرأن.

فحينما تقول السيدة عائشة " كان يذكر الله في كل أحيانه ".

 

(268/22)

 

 

«ما حكم من مات ولم يحج وقد كان مستطيعا، وقد كان مذهبه جواز التأخير في الحج؟ وبيان معنى قوله تعالى: ((سارعوا إلى مغفرة من ربكم))»

الشيخ: وإنما أريد أن أقول إن هذا الذي مات ولم يحجّ لأنه أجّل ما كان بإمكانه إلى حيث لا إمكان له, هذا خالف أية أو حديثا, أية وحديثا أما الأية فقول الله تبارك وتعالى ((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)) ((سارعوا إلى مغفرة)) أي سارعوا إلى أعمال شرعها الله لكم وأوجبها عليكم بها تستحقون مغفرة ربكم, هذا معنى الأية ((سارعوا إلى مغفرة)) أي إلى أسباب المغفرة ولا شك أن الحجّ من أعظم الأسباب التي بها يستحق القائم به مغفرة الله لقوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث البخاري (الحجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة) وقال عليه الصلاة والسلام (من حجّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).

إذًا المسارعة إلى الحج مسارعة إلى المغفرة فالذي لم يُسارع إلى الحج وهو مستطيع فقد خالف هذه الأية الكريمة كما أنه خالف الحديث الشريف ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (من أراد الحج فليعجّل فقد تضِل الضالة ويمرض المريض) يومئذ كانوا كما تعلمون وسيلة السفر في الغالب إنما هي الدواب وأعمّها استعمالا الإبل لأنها تتحمّل المشاق والمسافات البعيدة والطويلة فيقول الرسول عليه السلام (فقد تضل الضالة) بيكون أنت عندك ناقة أو جمل ومهيّأ حالك أنك تحجّ عليه أو عليها وإذا بك تصبح يوما فتجدها شاردة أو شاردا, هات بأى وين الوسيلة اللي إدخرتها وتباطأت في استعمالها, يقول الرسول عليه السلام (فقد تضل الضالة) فقبل أن تضلّ الضالة عجّل بالحجّ عليها إلى بيت الله الحرام وأكثر من ذلك (يمرض المريض) أنت بتكون سليم قويّ البنية تستطيع أن تحجّ هذه السنة فتقول سوف وسوف تُسوّف فيأتي العام الثاني وأنت مريض عليل ما تستطيع أن تحجّ لذلك قال عليه السلام (من أراد الحج فليعجّل).

إذًا الذي يُسوّف في الحج ويتباطأ فيه فهو مخالف للكتاب والسنّة, أما سؤالك إذا كان هو يرى المذهب الذي يُجيز التراخي في الحج فنحن نجيب بجوابين اثنين, أولا نحن لا يجوز لنا أن نكون عونا على الخطأ فإن كان هو يرى هذا ومات على هذا فنحن لا نفتي فتوى تُخالف الصواب من المذهب وهو التعجيل في الحج, والشيء الأخر أن الذين يرون التراخي بالحج فهل معنى قولهم هذا أنه إذا مات بسبب التراخي فلم يحجّ أنه يموت غير آثم؟ هذا في الحقيقة لا أستحضر الأن لكن أستبعد أن يقولوا إنه مات غير آثم, فإذًا إن قالوا كما نعتقد أنه مات آثما فقد إلتقوا معنا وإن خالفونا فلسنا بللمكلفين أن نفتيَهم بفتاوى تخالف ما عندنا وتوافق ما عندهم.

العيد عباسي: ... إذا كان من يرى رأينا لكن الأب كان نيته صالحة ... .

الشيخ: هذا هو الجواب أعطيتك الجواب ... .

 

(269/1)

 

 

«إذا أوصى رجل بأضحية تذبح من ماله بعد موته فهل يجب تنفيذها أم لا، وما حكم أكلها؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك

العيد عباسي: الأضحية.

الشيخ: ... الأضحية يا أستاذ, إذا أوصى الموصي بأضحية تُذبح من ماله فهي طاعة يجب تنفيذها وإذا أوصى بأضحية تُذبح على حساب غيره فهذا اعتداء على غيره فلا تُنفّذ وإن كان تطوّع ناس بالأضحية عن روح فلان ففلان المضحّى عنه لا يصله شيء من هذه الأضحية ذلك لقول الله تبارك وتعالى في الأية السابقة ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) ولقوله عليه الصلاة والسلام (إذا مات ابن أدم) وفي رواية (الإنسان إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له) فمادام أن هؤلاء الذين ضحَّوْا عنه ليسوا بأولاده فلذلك فهذه الأضحية لا يصل منها إلى المضحّى عنه شيء.

السائل: أولاده ضحّوا.

الشيخ: أولاده ضحوا؟ فقد أعطيتك الجواب.

السائل: مو من ... .

الشيخ: فهو لا من كسبه, الولد من كسب أبيه مادام هي جائزة فأكلها جائز.

السائل: يأكلوا منها الأغنياء والفقراء وأهل البيت ... .

الشيخ: أه فأنت لما تقول أضحية يعني ضحّوا بها في العيد؟ وإلا بغير أيام العيد؟

السائل: في العيد.

الشيخ: الأضحية في العيد حكمها كما قال عليه السلام (فكلوا منها وتصدّقوا وادخروا) (كلوا منها وتصدّقوا وادخروا) هذه وظيفة الأضحية فللإنسان أن يأكل وأن يُطعم صدقة منها وأن يدّخر لأهله فالأولاد الذين ضحّوا عن أبيهم لهم أن يأكلوا منها وأن, نعم؟ كالأصل كالأصل.

 

(269/2)

 

 

«هل أحكام العقيقة مثل أحكام الأضحية؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك

السائل: هل حكم العقيقة نفس حكم الأضحية؟

الشيخ: لا, العقيقة ليس لها أحكام الضحايا وإنما هي عبادة مستقلّة فالذي عقّ عن ولده له أن يأكلها كلها هنيئا مريئا وليس عليه شيء وله أن يتصدّق بها كلها وليس عليه شيء وله أن يُطعمها الفقراء وليس عليه شيء وله أن يدعوَ إخوانه وأصدقاءه وجيرانه وله أن يجمع بين كل هذه الأمور على الخيار.

السائل: بس بيجوز يبيع شيء منها مثلا الجلد كالضأن؟

الشيخ: لا لا.

السائل: طيب, بالنسبة للجلد إذا أخذ الجلد فقير ... بدي أعطيه جلد لكن أنا رحت بيته وأعطيتك الثمن.

الشيخ: ليه؟

السائل: لأنه هو أو مثل ... نفسه وما ... .

الشيخ: لا تعمل القياسات, ليه ما أعطيته الجلد هو يبيعه ويستفيد.

السائل: طيب إذا ما بيعرف يبيعه؟

الشيخ: مابيعرف يروح يتعلم ... .

السائل: لا أحيانا يكون مريض أستاذ يعني هو جالس في البيت.

الشيخ: إيه أعطيه إياه أنت ملّكه إياه وبعدين خليه يوكلك أنت أنه تبيع له.

السائل: طيب أمعاؤه هو كمان نفس الشيء بأعطيه إياه وهو ... .

الشيخ: أنو الأمعاء؟

السائل: أمعاء ... .

 

الشيخ: أي نعم, إيه أعطيه إياها إذا كان هو بيقبلها, أعطيه إياها, شو المانع؟

السائل: طبعا هي صعبة العملية كأمر أنه تنهدى بشعة يعني.

الشيخ: كانت صدقة رجعت هدية هذا.

السائل: صدقة أنا أخطأت.

الشيخ: طيب.

السائل: صدقة يعني ... مصاري.

الشيخ: إذا كان صدقة شو الصعوبة في الصدقة؟

السائل: طبعا صعبة يتقبلها.

الشيخ: طيب لا يتقبلها شو ضرّك أنت؟

السائل: طيب شو بيترتب عليه.

الشيخ: تصطفل يا بيأخذها إنسان يا بترميها لكلاب يا إلخ.

السائل: طيب إذا رميتها وأعطيته كمان له؟

الشيخ: هو أخي بيبعها.

السائل: يا أستاذي هي صعب ... الواحد يتصدّق فيها.

الشيخ: أخي أنت ما بيصير ما بيصير تجي تعطي أحكام من عندك بالصعوبة, هاي الصعوبة أنت بتغيّر لك أحكام الشريعة.

السائل: ... معنى ... .

الشيخ: يعني مثل واحد بدّك تعطيه صدقة هاي صعبة والله نفسه ما بتقبل الصدقة لكان شو تساوي.

السائل: ... .

الشيخ: واحد نفسه عفيفة زكية شو بيقولو عزيزة عليه ما بيقبل الصدقة, زكاة مال مثلا إي شو بتساوي بأى أنت؟ بتلف وبتدور لحتى تتجاوب مع نفسه, لا اللي بده يقبل الصدقة يقبلها صدقة, هكذا الحكم الشرعي بعدين هو يتصرف فيها كما يشاء, ليش تفرض عليه أنت فرض نوعية معينة؟

السائل: هل تصح للعقيقة عدم كسر عظامها أو كسر.

الشيخ: لا ما تصح.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل: ... العقيقة.

 

(269/3)

 

 

«رجل توفي وأوصى ورثته بوصية منها أن يضحوا عنه، فهل يجوز أن يؤكل من الأضحية؟»

الشيخ: تفضل.

السائل: مثلا يكون فيها وأوصى من ورثته مائتين ألف ليرة من ضمن الألف ليرة أضحية, فهل يجوز لل ... أن يأكل من الأضحية؟

الشيخ: إي له لأنه الأضحية شرحنا أنفا.

السائل: الوصية, أوصى بالوصية ..

الشيخ: الأضحة ومنها أضحية فها الأضحية ضحّى بها الموصى بها.

السائل: أي نعم.

الشيخ: طيب, هلا هو يأكل منها, هو يفهم السؤال, طيب, الأضحية نفسها شو حكمها؟ ذكرنا أنفا.

السائل: ... .

سائل آخر: يا أخ محمد اسمح لي في السؤال الله يرضى عليك.

 

(269/4)

 

 

«إذا أوصى رجل بأن يضحى عنه بعد موته، فهل تسمى أضحية أم صدقة، وهل يشرع الأضحية عن الميت، وهل يجوز للموصى به أن يأكل منها؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك»

السائل: الأضاحي يوم العيد بعد الصلاة مباشرة ... على الأحياء وإلا على الأموات؟

الشيخ: عن الأحياء.

السائل: عن الأحياء ممكن أنه ... يسألك ليش أنه تصح له الذبيحة بعدين.

الشيخ: هي اللي سأل عنها أبو رضى.

السائل: أي فهمت أنه هاي تسمّى أضحية وبسم الله والله أكبر بعد صلاة العيد.

الشيخ: ليش أنا قلت أنه الأضحية اللي سأل عنها أبو رضى هي في أيام العيد؟ حتى أعرف أنه هي أضحية.

السائل: أنا سألت هل يشرع للأموات أضحية؟ هاي سؤالي أنا, فهو هذه بيسميها أضحية, فهل يُشرع بعد موته للميت أن تسمى أضحية ويعمل فيها كما يعمل بالأضحية.

الشيخ: من الذي يذبح عن الميت أضحية في يوم العيد؟ السؤال الذي تعنيه أولده أم غيره؟

السائل: ماني ولده لكن وصى من ماله أنه يُذبح له ذبيحة.

الشيخ: طيب هذه وصية معصية ولا طاعة؟

السائل: لا طاعة بس هل الوصية هذه هل يُطلق عليها أضحية لأنه ميت الرجل, هل يطلق عليها أضحية وإلا صدقة من الصدقات؟ لما ... .

الشيخ: إيه لكن هو لما بتكون الوصية تذبح عنه أضحية شو معنى أضحية؟ تذبح في أيام عيد الأضحى.

السائل: هل هذا مشروع على الميت يوم الأضحى؟

الشيخ: مثل إذا أوصى ..

السائل: أنا غريب عنه ماني ولده.

الشيخ: مثل إذا أوصى أن يحجّ عنه, شو الفرق بين هذا وهذا؟

السائل: بس أنا باعرف الأضحية عن الأحياء.

الشيخ: دعني شو بتعرفه شو بدي أنا من اللي بتعرفه والحج كمان بتعرفه عن الأحياء

السائل: عن كل بيت مسلم حي أضحية وهذا من كلام محمد صلى الله عليه وسلم على الأموات تعتبر صدقة ... وأما تسمّيها أضحية فالأضحية للحي هذا عن محمد وعن وآل محمد أنت تعرف أنه له ولأهل بيته.

الشيخ: أنت عم تعذب حالك يا أستاذ, عن محمد وآل محمد آل محمد مين؟ الأحياء فقط؟

السائل: وإلا الميتين كمان؟

الشيخ: طبعا آل محمد حتى في عندك الحديث الثاني وعن من إيش؟ ... .

السائل: من لم يضحّي من أمة محمد عن الأحياء.

الشيخ: لا عن أيضا الذين قالوا كلمة التوحيد في الحديث في الجملة أيضا في الصلاة.

السائل: ... عمن نطق بهذه الكلمة.

الشيخ: إيه هذا مو معناه, حتى الذين لم يأتوا مو بس الأحياء, على كل حال, نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: أيوة نعم يعني الحديث عام مع ذلك أنا لست في صدد الحديث, الأصل في كل العبادات أنه المكلّف بها الأحياء والعبادات تنقسم إلى قسمين كما تعلم, منها فرض ومنها نفل تطوّع, طيب, فواجب على المستطيع كما قلنا وكما هو معلوم أن يحج عن نفسه وحجّ عن نفسه وكتب وصية أنه يحج عني شخص ما بيجوز يحج عنه؟

السائل: ما خالفتك إنما سألت عن الأضحية بارك الله فيك.

الشيخ: بارك الله فيك, أنا لما بسألك عن الحج بتقل لي ما خالفني, أنا لعلمي أنك ما بتخالفني بهاي باخذها هاي طريقة لإقناعك في هذيك اللي بتخالفني فيها, شو الفرق بين ال.

السائل: ... .

الشيخ: طول بالك طول بالك شوي, شو الفرق بين إنسان أوصى وصية ضمنها أحد شيئين, يُحجّ عني سنة ويضحّى عني خمس سنوات, كل سنة أضحية شو الفرق بين هذه وهذه؟

السائل: بس إنما ... الأضحية عن الميت أنا لما.

الشيخ: ما فهمت عليك شو ما فيها شيء وأنت عم تخالفني فيها هاي الثانية.

السائل: إحنا بنصّ الأضحية, الأضحية أنا اللي أعرف مشروعة عن كل بيت مسلم, عن أحياؤه ها الأضحية

الشيخ: أي نعم.

السائل: وأما الميت ليس من المعتاد ولا أعلم هذا ... أنه في أنه يضحّى عن الميت أنا لا أعلم هذا وأما الميّت لا يضحّى عنه إنما يتصدّق عنه, صدقة يعني ما نعلم أنه واحد حيّ أو رجل ضحّى عن أموات قال هذه أضحية فلان ميت, هذه ..

الشيخ: يا أخي ... المسألة هذيك شو صار فيها, أنت كان البحث في رجل أوصى أن يضحّى عنه شو صار بهاي البحث؟ اتفقنا أنه بيجوز تنفيذ الوصية؟ اتفقنا؟

السائل: تتنفّذ الوصية, لكن ..

الشيخ: إتفقنا إنه هاي.

السائل: هاي الوصية.

الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله, لا.

السائل: بالنسبة أنا أقصد حتى ما يكون ... إنه هذه الوصية.

الشيخ: طيب.

السائل: الوصية يعني بنعتبرها ... كالأمانة.

الشيخ: طبعا.

السائل: فها الأمانة ها, الوصية أوصى أنه أن يضحّى من ضمن الألف ليرة بأضحية.

الشيخ: أضحية, نعم.

السائل: الأضحية فهل يحق للوصي الموصى يعني.

الشيخ: الموصى له, نعم, الموصى, نعم.

السائل: الموصى نفسه.

الشيخ: الموكل على تنفيذ الوصية أن يأكل منها.

السائل: أن يأكل منها تعتبر أمانة معه.

الشيخ: أنا أقول لك إذا كان معروف أنه الأصل الحكم في الأضحية أن المضحّي يأكل منها ويتصدّق ويدّخر وهذا الموصى هو كوكيل عن الموصي فله بالتالي مثل ما كان لنفس الموصي لو ذبحها بنفسه أن يأكل منها إذا شاء فالموصى أيضا أي الموكّل بتنفيذ هذه الوصية من الموصي, له أن يأكل من ذلك إذا شاء اللهم إلا إذا كان نص الموصي بأنه هذه الأضحية توزّع للفقراء ولا يأكل منها لا الموصي ولا أهله الأقربين إليه فحينئذ ينفّذ شرط الموصي أما اذا أطلق فحكم الأضحية في الأصل ينسحب إلى هذه الأضحية التي أوصى بها هذا الموصي.

السائل: سؤال أخر؟

الشيخ: نعم.

 

(269/5)

 

 

«عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا فَزِعَ أحدُكم في النوم فَلْيَقل: أَعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعذابهِ وشرِّ عِبادِه، ومن همزات الشَّياطين وأنْ يَحضُرو»

السائل: عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضرّه وكان عبد الله بن عمرو كان يلقّنها من عقل من ولده ومن لم يعقل كتبها في صك ثم علقها في عنقه) الحديث رواه أبو دواد وأشرت إلى تحسينه تعليق ... .

الشيخ: اللي أشرت إلى تحسينه هو الدعاء, دعاء الفزع هذا لا إلى فعل ابن عمر وتعليقه.

السائل: ... .

الشيخ: هذا, بن عمر, هذا لا يصح في سنده إنقطاع فيه عنعنت محمد بن إسحاق.

السائل: ... .

الشيخ: أي نعم, لأنه هذا الحديث نفسه أي الدعاء الذي دعى به أو علمنا إياه الرسول عليه السلام من الفزع هو حسن لغيره لأن له شاهد من طريق أخرى ولو أننا اعتمدنا فقط على إسناد أبي داود لبقي حتى الدعاء بقي ضعيفا لكن وجدنا للدعاء شاهدا فقوّيناه به ولم نجد لوصية ابن عمر للتعليق شاهدا فتركناه على ضعفه في أصله في السند.

السائل: ... .

الشيخ: وإياك, في الكلم الطيب موضّح المسألة أيضا, الكلم الطيب عندك؟ إيه فيه بيان تفصيل هذا.

 

(269/6)

 

 

«في سنن أبي داود حديث (لا تسليم ولا غرار في الصلاة) وقول الإمام أحمد في شرحه: أن لا تسلم ولا يسلم عليك، فما معنى الحديث؟»

السائل: يعني معناه أنه لا تسلم ولا يسلم عليك وأنت في الصلاة ... رد السلام.

الشيخ: حديث عن الرسول عليه السلام.

السائل: ... واحد غير ... .

الشيخ: لا تسلم؟

السائل: يعني معنى الحديث لا تسلم ولا يسلم عليك.

الشيخ: مافي, ما في ... .

 

(269/7)

 

 

«هل هذا حديث (مثل المؤمن يوم الجمعة كمثل المحرم لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يقضي الصلاة)؟»

السائل: مثل المؤمن يوم الجمعة كمثل المحرم في الحج فلا يأخذ من شعره ولا من أظافره هل هذا حديث.

الشيخ: مثل إيش؟

السائل: المحرم.

الشيخ: كمثل؟

السائل: مثل المؤمن يوم الجمعة كمثل المحرم في الحج لا يأخذ من شعره ولا من أظافره.

الشيخ: ما أعرف هذا الحديث.

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: إذا كان جنب ما ... .

الشيخ: ما فهمت عليك؟

السائل: الجنب يعني لا ... يقص شعر وأظافره.

الشيخ: شو به شوبه الجنب؟

السائل: يعني ما بيأخذ من شعر الرأس.

الشيخ: أنت عم تسأل وإلا عم تقرر وإلا إيه وإلا نعسان ولا إيه؟ شو عم تسألني هات نشوف.

 

(269/8)

 

 

«هل يجوز للجنب أن يأخذ من شعره ولا من أظافره؟»

السائل: أمس قرّر الشيخ في الجامع أن ما بيجوز للإنسان الجنب يأخذ من شعره و أظافره لأنه ... .

الشيخ: يعني ما له علاقة سؤالك بالسؤال الشيخ؟

السائل: لا لا ما له علاقة.

الشيخ: الله يهدينا وإياك.

السائل: وإياك.

الشيخ: يجوز للجنب أن يقصّ شعره وظفره.

 

(269/9)

 

 

«تتمة الجواب على سؤال ما معنى حديث (لا تسليم ولا غرار في الصلاة) وقول الإمام أحمد في شرحه: أن لا تسلم ولا يسلم عليك؟»

الشيخ: أنت بيظهر بتقصد حديث (لا تسليم ولا غرار في الصلاة) هو يقول لا تسليم ولا تسلم علي يا أخي, ما ... .

السائل: يعني يا شيخ في ها المعنى, في ها المعنى.

الشيخ: بس مو هيك معنى الحديث.

السائل: أحمد بن حنبل يقول ... لا يسلم ولا يسلم عليه.

الشيخ: طيب وأنت بتعرف أنه ثابت في السنّة أنه.

السائل: أنه هذا ..

الشيخ: طيب إذًا كيف يكون المعنى هذا معنى صحيح ويقال أنه في سنن أبو داود حديث معناه كذا وكذا.

السائل: إيه في موجود الحديث, يعني صحته صحيح

الشيخ: الله يهدينا وإياك, (ضحك الشيخ رحمه الله) أخي لا تسليم معناه أنت ما بتسلم وهذا مجمع عليه أما أنه لا يسلم عليه.

السائل: أحمد بن حنبل.

الشيخ: شو بدي بأحمد أنت عم تسأل عن حديث مو عن أحمد.

السائل: عن حديث قال أحمد لا تسلم ولا يسلم عليه أو لا يُسلم ولا يسلم عليه.

الشيخ: هذا شو شو صار تطورت, تطور الحديث من حديث الرسول إلى كلام أحمد.

السائل: ... .

الشيخ: إذا سمحت ليكمل الشيخ هنا, أحفظ سؤالك, نعم.

 

(269/10)

 

 

«الدخول بالأمهات يحرم البنات والعقد على البنات يحرم الأمهات، هل هذه القاعدة صحيحة؟»

السائل: الدخول بالأمهات يحرّم البنات والعقد على البنات يحرّم الأمهات هل هذه القاعدة صحيحة؟

الشيخ: صحيحة مافيها خلاف بين العلماء فيما علمنا, نعم.

 

(269/11)

 

 

«كم المسافة للقصر في الصلاة؟»

السائل: كم المسافة في القصر؟

الشيخ: الله يعينا على المسافة هاي, هذا بحثنا, هاي بحثنا يا شيخ بدنا نعيد بأى الموضوع من أوله.

السائل: ملخص.

سائل آخر: بس قل المسافة بس.

الشيخ: مافي مسافة للسفر, أيّسفر, أيّ سفر يسافره المسافر فهو مسافر بيجوز له القصر بل يجب عليه القصر وبيجوز يفطر في رمضان ويقضي فيما بعد ذلك أي مسافة كانت.

السائل: خمسة كيلومتر, عشرة كيلو متر.

الشيخ: أي مسافة كانت ولكن لازم يكون مُسافر, من هو المسافر؟ هو الذي يستعد استعداد المسافرين وكنا عم نحكي هذيك الساعة أنا وواحد منكم ومعنا واحد إجى معنا من حماة, حاضر موجود, إجى وأراد بدون ما تفضحه يا أخي, فإجى معنا نحن بنصلي قصر هو سأل وبحثنا في هذا الموضوع, فأنا أرى الحموي جاي للقرية إما ليجلس مثل ها المجلس ثم بعد ساعة ساعتين يرجع لبلده, هذا مو مسافره, ليه؟ مو لأن ما قطع مسافة ثمانين كيلو تر أو ثلاثة أيام بلياليها كما يقول بعض المذاهب وإنما لأنه هو مو مسافر ما أستعد استعداد السفر فكل إنسان بيخرج من بلده واستعد وأخذ أهبته للسفر سواء كان قصير أو كان طويل فهو مسافر, هذا جواب ملخّص ما جرى في المجلس قبل تشريفك, غيره عندك شي وإلا أنت خلصت؟ هات لنشوف.

السائل: ... سؤال بس.

 

(269/12)

 

 

«ما حكم تأخير صرف الزكاة للفقراء بشهر أو شهرين؟»

الشيخ: تفضل.

السائل: أنا رجال بطلع مع الحصادة وباحصد زرعي وبدي أفرق زكاتي ما باستطيع أفرق الزكاة إلا ما إيجي من الحصاد ... .

الشيخ: ما تستطيع تفرّق الزكاة, نعم؟

السائل: هو عليه زكاة.

السائل: نعم نعم.

 

الشيخ: إيه ما تستطيع تطالع الزكاة لمتى؟

السائل: إيه بعد ما إيجي من الحصاد.

الشيخ: يعني يعني قد إيش؟

السائل: شهرين, يعني شهرين شهر ونص ... شهر ونص.

الشيخ: ليش ما بتستطيع؟

السائل: لأنه عندي حصادي.

الشيخ: طيب.

السائل: بدي أحصد زرعي وأحطه بالبيت وبدي أطلع مع الحصادي لحتى أجي أخلص شغل مع الحصادي لحتى أرجع أشوف الفقراء وأستطيع التفريق لحتى أشيّل ... فإذا كان بدي وقتي و ... الزكاة على جنب, وإيجى أفرق لهذا الذي بيستحقه بدي أعطل الشيء شغل الحصاد يعني, وما حد ... مطرحي في الحصاد.

الشيخ: طيب معناه أنت الزكاة اللي بدك بتوزعها ما ميزتها ولا فصلتها أيضا؟

السائل: ... .

الشيخ: ميزتها؟

السائل: ... نعم.

الشيخ: عم يقولوا الجماعة ما ميزتها.

السائل: يعني ... كله سوى, الحب بالحب يعني الحب ... بشوالات.

الشيخ: ... نعم.

السائل: ... وبدي بطالع من المائة عشرة.

الشيخ: لما بدك تطالع الزكاة بتطالع من ها اللي بقي عندك وإلا من وين بدك تجيب الحب اللي بدك بتوزعه؟

السائل: من اللي بقي.

الشيخ: من ها اللي بقي عندك.

السائل: نعم , أو هو ... .

الشيخ: ما فهمت عليك, أو شو هو؟

السائل: ... إذا بالمية عشرين بالمية تطلع ثلاثين شوال أربعة شوال ثلاثة شوال.

الشيخ: إيه هذا اللي سألتك عليه.

السائل: ... أنا باخذها من الحصادة بشيلهم وبحطهم على جنب من نفس ... .

الشيخ: بعدين بتوزعهم؟

السائل: بعد ما فتح ... الفقراء ... يستحقوه أوزعهم, هل التأجيل هذا يصير فيه شيء؟.

الشيخ: مافي شي لكن نحن بحثنا هيك الساعة بحث يشبه هذا قال تعالى ((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم)) طيب, فأنت حسب ما عم تقول أو يقولوا بعض الأخوان أنت عم تقرهن يمكن بعد شهر لشهرين لحتى إيش؟ تتفرغ لهؤلاء الفقراء والمساكين وتوزّع هالحب اللي فرزته لهم, إي أنت يعني ضامن أخذ سند من رب العالمين أنه راح تعيش لبعد الشهرين تتمكّن من توزيع الزكاة؟ ما بتعرف ((وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)) فمن أجل ذلك من أجل أن الإنسان يجهل أجله طويل وإلا قصير يجب المسارعة إلى القيام بهذا الواجب, كنا عم نتكلم عن الحج أنه في ناس يجب عليهم الحج السنة بيقلك إي ثاني سنة, ثالث سنة ليش؟ مو فاضي مشغول الرجل وشغل الدنيا لا ينتهي, ثاني سنة ثالث سنة ما بيشوفوا الناس إلا هذا الإنسان مات وما حجّ إلي بيت الله الحرام هذا عم يصير وإلا لا؟ طيب فإذًا بدنا نحن نكون على ضمان أنه ها الحب اللي فرزناه ما نفاجأ بمجيء الأجل ويبقى الزكاة في رقبتنا ونلقى الله عز وجل مخالفين لأمره ((وأتوا حقه بيوم حصاده)) ولذلك فلا بد إذا كان عندنا ضرورة للتأجيل لابد من إتخاذ احتياطات بحيث أنه الزكاة فعلا توزّع.

السائل: نعم.

الشيخ: طيب, فإذا كان يُفعل هذا فهو جائز.

العيد عباسي: الاحتياط يوصي ناس.

السائل: أيوه أيوه.

الشيخ: يوصّي ناس ابنه ولده.

السائل: يعزله على جنب وبيقول هذا للفقراء

سائل آخر: ليش ما بتكون عارف الفقراء أنت من الأول ما بيرجع لك تعرف الفقراء من الأول, بنفس اليوم اللي حططت فيه توزع فيه.

السائل: يا أخ, يا أخونا في عندنا في القرية بدنا نعمل لجنة, نعمل لجنة في المسجد مثلا يا إخوان تعالوا كم في فقير؟ فلان فلان فلان فلان ... نعمل قائمة بالفقراء, هذا عنده خمسة, هذا عنده عشره, هذا عنده سبعة, هذا فقير مدقع, هذا عنده كذا فهذا رأيه هذا بيعسر عليه.

 

الشيخ: شو هذا الذي يعسر عليكم؟

السائل: اعملوه من الأول أخونا ... .

الشيخ: ... الأستاذ أنه في طريقة.

السائل: وكل يوم يتجدد, في ناس بصير السنة أغنياء يصيروا بكرة أغنياء.

الشيخ: قبل الحصاد, قبل الحصاد.

السائل: موسم الحصاد عم نعمل بدأنا بالحصيد بنجرد الفقراء بنسجل اللي ما استلم من الفقراء, نكون عرفناهم ... .

السائل: هذا معقول نعمل ... وبعدين أنه المال محصور يعني ... الفقراء, فلا قدر الله صار عليه شيء ... .

الشيخ: على كل حال يا أستاذ يبقى أمر الله ساري وإلا ... هذا ماشي ماشي.

السائل: حق الفقير مضمون بس ... .

العيد عباسي: المسارعة.

الشيخ: يعني في عنا شيئين, في ضمان وصول الحق حتى نخلص من إثم عدم إخراج الزكاة وفي المسارعة أي إخراج الزكاة بأقرب وقت ممكن, هذا يجب الاحتياط للإسراع والاقتراح اللي عم يقدمه الأستاذ علي اقتراح وجيه يعني قبل الحصاد جمعة جمعتين اجتمعتم أنتم أهل الرأي والمعرفة بالبلدة وأهلها وفقراءها وعملتوا قائمة, طلع حق الفقير بعته انتهت المشلكة ما عاد في حاجة لبحث تفتيش.

السائل: قد يكون ... بحاجة له أيضا.

السائل: الساعة واحدة عنده بتشق عليه تماما ... على الحصادة فيها مشقة كبيرة ... فيها.

الشيخ: أبو رضى متى نحن بنقدر نمشي؟

السائل: ... لحظات ساعة ... .

الشيخ: ساعة هلا الساعة أربع ونص ما هيك؟

السائل: الخمسة يعني.

الشيخ: لا نحنا متفقين مع موعد

السائل: الموعد عندكم هونيك متى؟

 

الشيخ: لا ما بدنا نمشي ليلاً يعني.

السائل: لا طبعا.

الشيخ: الخمسة نمشي, طيب.

السائل: اليوم اللي كنت معنا في حماة مشيت الساعة إحدى عشر قلت ... بدي أصل قبل المغرب أهلي.

 

(269/13)

 

 

«ما معنى الطروق المنهي عنه في حديث (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق أهله ليلا)، وهل هذا الحكم باق في عصرنا، ومتى يبدأ وقت الليل؟»

السائل: تتذكر هذا؟

الشيخ: مشيت الساعة إحدى عشر؟

السائل: أنت سافرنا ... سألوك عن العلة, قلنا لك أبقى معنا تغدى أو شيء من هذا القبيل قلت بدي أصل قبل المغرب مشان ...

الشيخ: أي نعم مشان الطروق يعني.

السائل: إيه مشان الطروق.

سائل آخر: ... .

السائل: إذا سمحت يا الشيخ, فالحديث يقول (إذا أطال أحدكم الغيبة) ممكن تعطينا وجهة النظر اللي عندكم؟ ... الطروق يعني.

الشيخ: الطروق أن يأتي المسافر أهله ليلاً.

السائل: إذا سمحت شوي.

سائل آخر: نعم.

الشيخ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا, يعني إذا كان رجلا مسافرا فلا يجوز شرعا أن يأتيهم ليلا وكان عليه الصلاة والسلام إذا كان في سفر ولم يستطع دخول المدينة قبل غروب الشمس تأخّر خارج المدينة حتى الصباح وبعد ذلك يأتي أهله, ذلك ليتخلّص من طرق أهله بالليل واليوم خلق الله عز وجل للناس جميعا أسبابا يسّر لهم كثيرا من الأمور التي كانت من قبل متعذّرة أو متعسّرة وهذه الأسباب هي أحق الناس في الانتفاع بها هم المسلمون, فأنا رجل في حلب وأريد أن أسافر في هذا اليوم مثلا إلى دمشق فيجب أن أتعاطى الأسباب الممكنة ليكون سفري يوصِلُني إلى دمشق قبل الليلة.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وذلك لكي لا أفاجئ أهلي بسفري وهم في حالة نوم في حالة لا يرضاها الرجل إلى أخره, فإن اضطر المسلم للتأخّر وقد يضطر كذلك ولا يمكنه إلا أن يأتيَ أهله ليلا فباستطاعته أن يرسل خبرا إما بالواسطة من البشر إذا أمكن أو بالهاتف أيضا إذا تيسّر فإن لم يتيسّر له ذلك فالأولى به أن لا يطرق أهله ليلا ولذلك فنحن في السفرة الماضية كنا عند الأستاذ أبو رضى فلفتت النظر إلى أنه أنا مضطر أنه أمشي على يعني بدر لكي لا يدركني الليل في دمشق وإنما قبل الليل وهذا كله مأخوذ من نهيه عليه السلام الرجل أن يطرق أهله ليلا, هذا هو المسافر.

السائل: بدأ الليل متى يكون؟

الشيخ: غروب الشمس كما قال عليه السلام (إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) وقال تعالى ((ثم أتموا الصيام إلى الليل)).

السائل: إذًا ... .

الشيخ: غروب الشمس, نعم, نعم.

السائل: يقول أمهلوا حتى ندخل ليلا أو عشاء ... وصلوا بعد الظهر أو بعد العصر يعني في النهار فقال لهم أمهلوا, وخيّم بجانب المدينة وقال أمهلوا حتى ندخل ليلا أو عشية أو عشاء, لا ليلا أي عشيّة أو عشاء أو كلمة.

الشيخ: عشيّة.

السائل: فشوا معنى أدخل ليلا يقول أنه ... أنه من المغرب في قريب العشاء هذا لا يعد ليل لأنه العتمة ما تكون سادت الأرض, يكون ابتداء العتمة من العشاء أو قُبيل العشاء.

الشيخ: تقدر تقدر تشوف الحديث شو نصه في عشية ولا إيش؟

السائل: هاي أستاذ.

سائل آخر: هل هناك حديث أن اثنين من الصحابة خالفا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيا أهلهما الليل فوجدا عندهما ... .

الشيخ: إيه نعم.

السائل: رواه ابن خزيمة وزاد في فتح الباري, عشان يجيك البحث كله كامل.

 

الشيخ: خالفوا حديث خالفوا الحديث الصحابيين هذول فعوقبوا بأن وجدوا مع أهلهم رجالا غرباء, نعم.

السائل: ... .

الشيخ: يعني مش ضروري يكون في ... الزنا المهم مقدمات أو المهم في بيت الرجل كل من الرجلين رجل غريب.

السائل: يعني تجد هذا عقوبة لهم.

العيد عباسي: أحيانا ... يكلم أهله فيشتبه فيها فيأتي ... .

الشيخ: ما بيجوز له, ما بيجوز, هذا من جملة مقاصده الإبعاد عن مثل هذا الفعل.

العيد عباسي: إذا كان غير مسافر ... .

الشيخ: نعم؟

العيد عباسي: إذا مو مسافر ... .

السائل: شيخنا.

الشيخ: تفضل.

 

(269/14)

 

 

«في سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا غرار في صلاة ولا تسليم) قال أحمد: يعني فيما أرى أن لا تسلم ولا يسلم عليك ويغرر الرجل بصلاته فينصرف وهو فيها شاك. فما صحة هذا الحدي»

السائل: حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا غرار في صلاة ولا تسليم).

الشيخ: نعم.

السائل: قال أحمد يعني فيما أرى ألا تُسلّم ولا يسلم عليه ويُغرّر الرجل بصلاته فينصرف وهي فيها شأن.

الشيخ: أي نعم.

السائل: هذا تفسير أحمد بن حنبل فله أصل هذا؟ يعني سند الحديث من أصله.

الشيخ: إيه صحيح مُخرّج في سلسلة الأحاديث الصحيحة الجزء الثاني.

السائل: في الجزء الثاني موجود هنا؟

الشيخ: أي نعم.

السائل: شو له تسليم يعني.

الشيخ: لا تسليم يعني وأنت تصلي لا تسلّم.

السائل: المصلي لا يسلم.

السائل: ما يشمل المصلي؟

الشيخ: شلون يشلمه وعندك أحاديث كثيرة وكانوا يسلّموا على الرسول وكان يردّ عليهم السلام يدا بالإشارة تارة وبرأسه تارة.

السائل: ... يعني يستدل علينا أنه إذا دخلت المسجد ما لازم تقول السلام عليكم, ... أنه لا تسلم ولا يسلم عليك, إن معناها منع السلام بالكلية.

الشيخ: على كل حال.

السائل: فأنت أفهم من أحمد بن حنبل هيك أنت أفهم من أحمد.

الشيخ: إيش أنا عم بقول رأيي عم بقول الرسول هكذا فعل وهكذا أصحابه.

السائل: يعني الحجة الأن أنه هذا في الأحاديث الأولة, بيقلك هذا منسوخ كما نسخ السلام, كان السلام أول عليك السلام وهو يصلي يقول سلمت على الرسول صلى الله عليه وسلم ما رد علي ثلاث مرات ما رد علي وقال (إن في الصلاة لشغلا) معناها كما نسخ هذا كما نسخ هنا.

الشيخ: شو اللي نسخه؟

السائل: نعم؟

الشيخ: شو اللي نسخه؟

السائل: لا تسليم.

الشيخ: شو معنى لا تسليم؟

السائل: أي هاي, نحن أنا فهمت عليه كمان يعني.

الشيخ: طيب فأفهم غيرك أيضا, أفهم هذا اللي فهمته.

السائل: يعني لا غرار في تسليم ولا سلام.

الشيخ: نعم نعم, بس أنت سؤالك كان عن تفسير أحمد بينما أنت سألت عن الحديث.

السائل: حديث شو عم يقول لا غرار في صلاة ولا تسليم, لا غرار في صلاة ولا تسليم, أحد المفسرين يفسر أنه لا غرار لا نقص لا في السلام و لا في في مثله يعني لا تنقص لا في صلاتك ولا في ... .

الشيخ: نعم نعم أنا عم بقول أوردته في سلسلة الأحاديث الصحيحة وبينا ... والمعنى الصحيح منه.

السائل: لا غرار في صلاة ولا تسليم.

السائل: نقول يغرر الرجل في صلاته فينفرق وهو فيها شاك يعني من التغرير ..

سائل آخر: يعني لا تشكك.

السائل: لا تشكك في صلاته.

سائل آخر: ولا في التسليم.

 

السائل: يبدو الناس تفسير هو الأصح لا غرار في صلاة ولا تسليم.

الشيخ: وهو.

السائل: أنه مش من التسليم في الصلاة وإنما.

سائل آخر: النقص يعني.

السائل: النقص.

السائل: هيك بعض المفسرين.

الشيخ: لا غرار ولا تسليم شو معنى ... .

العيد عباسي: لو قال لا غرار في التسليم.

الشيخ: شلون الزيادة.

السائل: لا غرار في صلاته.

سائل آخر: لا غرار في تسليم في صلاة ولا تسليم.

 

السائل: لا غرار في صلاة ولا تسليم.

السائل: لا غرر في تسليم ولا صلاة.

السائل: أو في صلاة ولا تسليم, هاي لا في الصلاة ولا في ... .

 

الشيخ: من قال ... ؟ يعني واحد أعمى يصلي لا يُسلّم عليه وهو يصلي, هيك عم يقول, نعم.

السائل: يمكن الروايتين من الإمام أحمد بأنه مانقلتموه عن الإمام أحمد غير.

الشيخ: ما أذكر الأن أش هو نقلناه, على كل حال يرجع لسلسلة.

 

(269/15)

 

 

«مسلم فاسق وكريم ومسلم متدين وبخيل أيهما شر عند الله؟»

الشيخ: الأحاديث الصحيحة نعم.

السائل: أستاذ المؤمن إذا مسلم بخيل وإلا مسلم فاسق أيهما أقرب إلى الله؟

الشيخ: أيهما أكرم عند الله؟

السائل: أيهما أكرم عند الله؟ أنا بسأل؟

الشيخ: لا أنت ما بتسأل ليش بتسأل أنت؟ محامي عنه يعني؟ هو بيسأل.

السائل: مسلم فاسق وكريم.

الشيخ: نعم.

السائل: ومسلم متديّن وبخيل أيهما أكرم عند الله؟

الشيخ: وإلا بتقصد أيهما أشر عند الله, هيك تقصد يعني.

السائل: إي هذا القصد.

الشيخ: وشو بيترتب إذا عرفنا أيهما أشر عند الله, المهم أنه المسلم ما يكون بخيل ولا يكون فاسق بترك صلاة مع وكرم وجود, فهذا السؤال بارك الله فيك بيترشح منه أنك أنت قارئ هذاك الحديث ها اللي ما صحّ عن الرسول عليه السلام السخي السخي أيش؟ إيه هيك في عدة أحاديث بهذا المعنى يعني السخي حبيب الله ولو كان فاسقا, هذا من جملة الأحاديث السخي حبيب الله ولو كان فاسقا والبخيل بغيض الله ولو كان صالحا, هذه الأحاديث التي جاءت في هذه المعاني لا يصح منها شيء إطلاقا.

فبيظهر أنت قارئ ها الأحاديث هاي وعلى أساس تأثّرك بها عم تسأل هذاك السؤل ولو كان يعني سؤال كان فيه ذلك الخطأ اللفظي, المهم أنه المسلم لا يكون فاسق ولا يكون بخيل, أما يا ترى فاسق وكريم مقابله صالح وبخيل أيهما أقلّ شر عند الله, حسابهما عند الله شو بيهمنا نحن نعرف هذا ولا هذا, نحن بيهمنا نعرف لا تكون فاسق ولا تكون بخيل, بس إي نعم.

 

(269/16)

 

 

«تتمة الكلام على سؤال عن معنى الطروق المنهي عنه في حديث (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق أهله ليلا)؟»

السائل: حديث جابر, حديث جابر الطويل ... قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبه قال فلما قبلنا ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى تدخلوا ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشاعثة وتستحد المُغيبة.

سائل آخر: المغيّبة.

السائل: نعم؟

سائل آخر: المغيّبة.

السائل: المغيبة ... .

الشيخ: إي بس هي هيك وهيك, نعم.

السائل: الشاهد هنا, حتى تدخلوا ليلا.

الشيخ: نعم إيه أمهلوا.

السائل: يعني العشاء.

الشيخ: إيه.

السائل: فدخول العشاء بين يعني بين العصر بكرة وعشيا يكون بين العصر وقُبيل وقت العشاء, هذا تفسير صحيح؟

الشيخ: إيه صحيح.

السائل: هذا معناه.

الشيخ: لكن هذا الحديث أنت بتظنه مخالف لحديث الطروق؟

السائل: لا أنا ماني قنعان فيه, التفسير هذا مقبول بس إنما عم يحتجوا علينا أنه حتى تدخلوا ليلا.

الشيخ: لا بس الحديث ليش عم أقلك, ليش عم أقلك أنت بتظن أنه هذا الحديث معارض لهذاك الحديث؟ حتى نبيّن لك مافي تعارض, لأنه هذا حديث معلّل بعلة حتى تستعد الشعثة, وهذا معلول بعلة معقولة المعنى يعني مثل ما قلنا أنفا إستطعت أنه تعطيهم خبر, إيه وصلهم خبر إذًا هم راح يتهيؤوا ولو دخلت عليهم ليلا.

السائل: ما بيضر.

الشيخ: ما في اختلاف يعني بين هذا وهذا, خلّص الوقت يلا.

السائل: عشر دقائق.

الشيخ: طيب.

سائل آخر: في أسئلة ... .

الشيخ: تفضل.

السائل: هل يجوز للرجل إذا دخل بعد الأذان على المسجد أن يصلي تحية المسجد؟

الشيخ: متى؟

السائل: بعد الأذان.

الشيخ: أي أذان؟

السائل: أي أذان.

سائل آخر: أذان الظهر.

الشيخ: أي أذان كان يعني سؤالك؟

السائل: هل يجوز فيه تحية المسجد قبل يعني السنة تكون قبل.

الشيخ: جميل, أي أذان كان؟

السائل: نعم.

الشيخ: طيب إذا بتريد أعد علي.

 

(269/17)

 

 

«هل يجوز للرجل إذا دخل المسجد بعد الأذان أن يصلي تحية المسجد أم سنة الوقت؟»

الشيخ: السؤال.

السائل: رجل دخل على المسجد بعد ما أذّن المؤذّن.

الشيخ: طيب.

السائل: هل يجوز له أن يصلي تحية المسجد أم السنّة أم يصلي تحية المسجد والسنّة سوا؟

الشيخ: طول بالك يا أبو رضى, فهمت أنا سؤالك, هون هذا الداخل يجوز له وجه من وجهين, أحدهما جائز والأخر أفضل, الجائز هو أنه ينوي يصلي تحية المسجد وسنّة الوقت, عمل واحد بنيّتين, مثلا دخلت أنا في وقت الظهر بعد الأذان مثل ما أنت عم تقول, بانوي بقلبي مش بلساني لأنه اللسان التلفّظ بالنية بدعة, نويت في قلبي أن أصلي لله ركعتين هما تحية المسجد وسنّة الوقت, هذا يجوز, هذا هو الأمر الأول, الأمر الأخر وهو الأفضل.

السائل: ... يصلي ركعتين تحية المسجد وركعتين سنة ... .

الشيخ: أي هلا.

السائل: بأيهما يبدأ؟

الشيخ: ما حكينا.

السائل: إذا ما راح يقرن.

الشيخ: ليش حتى ما يقرن؟ ليش حتى ما يرمي عصفورين بحجر واحد؟

السائل: يعني لازم يقرن؟

الشيخ: مو لازم أفضل لهه يعني, هلاّ عمل بتشتغل فيه من ساعة, اسمع يا أستاذ, بتشتغل فيه من ساعات, واحد بيعطيك عشرة ليرات واحد بيعطيك خمسة عشر, بتقول باخذ عشرة ومين جبرني اخذ خسمة عشر, ما حدا بيعملها هاي, هاي بأى بتصلي ركعتين بنيّة تحية المسجد وبنية سنّة الوقت, ما عندك هذاك الوقت اللي بيساعدك تصلي ركعتين للتحية وركعتين لسنّة الظهر.

الشيخ: أهلا وسهلا.

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

 

الشيخ: وارد, وارد, (إنما الأعمال بالنيات).

 

(269/18)

 

 

«هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة أن يجمع بين نيات في عمل واحد كنية تحية المسجد وسنة ركعتي الوضوء والرواتب وغيرها في ركعتين فقط؟ مع مناقشة الطلاب حول ذلك

السائل: لك عندي أربع ليرات سوري قلت لك هاي ليرتين عن كذا وهاي ليرتين عن كذا معناها أنت سقطت.

الشيخ: لا والله مو هيك معناها.

السائل: أما لشو معناها أنه أنا أنوي ركعتين تحية المسجد الأن دخول سنة الاعتكاف مع تحية المسجد مع سنّة الوضوء مع سنّة الظهر.

سائل آخر: عم يكسبوا خيرات من رب العالمين.

السائل: ثمان ركعات هل هذا وارد يعني هل الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ولو مرة أنه نوى السنّتين معا؟ وإلا قال إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين.

الشيخ: أي نعم.

السائل: ما قال أنه يدمج ثنتين مع ثنتين مع ثنتين والأن بالفعل الأن حينما يدخل المسجد تحية المسجد مع سنّة الوضوء مع الاعتكاف مع الظهر الله أكبر فخلاص أنت.

سائل آخر: الكرم الإلهي.

السائل: هذا واقع, هذا مسألة كرم بدنا شي من.

 

السائل: شو دليلك على هذا؟ هاي سؤالنا مو إحنا كرم رب العالمين نحن نعرف إنه الله كريم.

الشيخ: إيه نحن لما قلنا لك الدليل ما وقفت تعالج الدليل قعدت تقول ترمي الشبهات, أنا بأقلك ..

السائل: ... شبهات أنا بدي شي من الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ولو مرة هاي السؤال.

سائل آخر: طوّل بالك.

الشيخ: أنا ما خلّصت كلامي.

السائل: تفضل.

الشيخ: لما جبت لك قول الرسول (إنما الأعمال بالنيات) ما وقفت عنده, قل لي شلون تستدليت به وإنما كريت بأى, بَكَرَة ما بتنتهي, ليش ما وقفت عند هذا الحديث تعالج تقول مثلا كيف استدللت بهذا الحديث؟ كأنه في نفسك.

السائل: أنا سالتك عن الدليل أنا عم أقل لك.

 

السائل: (إنما الأعمال بالنيات)

الشيخ: أنا كمان بأقل لك.

السائل: يعني وجه ... وجه الاستدلال بهذا الحديث أنه يجوز اثنين وأربع وستة.

الشيخ: إيه هيك بدك تسأل, هيك بدك تسأل.

السائل: أنا ما, أنا هذا اللي.

الشيخ: أنت ما سألت هذا السؤال.

السائل: هذا ... الأن, الأن بيّنت لك سؤالي.

الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله.

السائل: ... أخطأت أستاذ.

الشيخ: أخي أنت بتعرف حديث الرسول عليه السلام الذي يقول (إذا همّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة وإذا همّ عبدي بحسنة فعملها فاكتبوها له عشرة حسنات إلى مائة حسنة إلى أضعاف مضاعفة والله يُضاعف لمن يشاء) إلى أخر الحديث لأنه شاهدنا هون, فهذا الرجل المسلم دخل المسجد وهمّ يصلي أربع ركعات, ركعتين مثل ما بدّي أنا وأنت, ركعتين خالصتين للتحية وركعتين خالصتين لسنّة الظهر, سنّة الوقت ولكن لسبب من الأسباب أتفهُها وأحقرها ما نشط الرجل أنه يصلي أربع ركعات, وإنما قارب مذهب ذاك الأعرابي والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص, أقول قارب لأنه زاد راح يصلي ركعتين الرجل غير الفرض, فنوى بما همّ به أن يصلي ركعتين تحية مسجد وبنيّته أيضا سنّة الوقت, هو فعلا ما صلى إلا صلاة واحدة ولذلك نحن لما بنُفصّل الكلام على هذه القضية بنقول الذي صلى ركعتين خالصتين للتحية وركعتين أخريين خالصتين لسنّة الوقت, هذا يُثاب على نص الحديث السابق وهو إذا همّ عبدي يُثاب على الصلاة الأولى بعشر حسنات على أقل شيء والصلاة الثانية عشرة أقلّ شيء, شو صار المجموع عشرين لكن ليس كذلك الرجل الذي صلى ركعتين فقط بنيّتين, هذا يُثاب عشرة زايد واحد, مجرد نيّة فقط.

ولذلك لما بدّنا نفصّل أيضا وبدّنا نصنّف بنقول أعلى المراتب كل عبادة لحالها سنّة التحية أو واجب التحية لحالها وسنّة الظهر لحاله, مجموع الصلاتين حسناتهم عشرون أو أكثر.

مرتبة ثانية واحد بيصلي ركعتين بنيّتين مجموع الثواب على أقل المراتب إحدى عشر حسنة, أخر شيء في الموضوع بيصلي ركعتين بنيّة وحدة له عشر حسنات لكن بعض الناس بيتوّهموا أنه بيصلي ركعتين بنيّتين مثل اللي صلى أربع ركعات ركعتين وركعتين بعشرين حسنة, لا ((لا يستويان مثلا)) ولكن بدل من ما يخسر النيّة الطيبة فيصلي ركعتين بنيّة التحية مثلا فقط, لا ينوي نية أخرى يكتب له بها حسنة وهذا من فضل الله عز وجل.

السائل: ... ستة عشر عملها هذا.

الشيخ: عمل ركعتين, عمل في ركعتين.

السائل: إذًا لم يعملها كُتبت له حسنة.

الشيخ: نعم.

السائل: حسنة.

الشيخ: ولم يعملها.

السائل: أنا نويت أني أصليها لكن ما صار عندي الوقت واقتصرت على الركعتين هذا ممكن أن يقال ... هذا, من كتب لي ثنتين لأنه مافي وقت قصّر في الوقت وكنت ناوي أعمل ها الأربعة وقصّر بي الوقت عملت ثنتين, هذا صحيح.

سائل آخر: الله كريم.

السائل: ... هذا صحيح, أنا إذا ما كنت فيها.

الشيخ: يا أبو يوسف مين اللي بينوي ها النية هذه؟

السائل: أنا باحكي لك.

الشيخ: مين بينوي ها النية هذه غير اللي عنده ها الانتباه وها الشعور هذا؟

السائل: نحن شو كان خلافنا في الأمر؟ يمكن أنت بعثت لنا ورقة في ها الأمر هذا, شوف تتذكرها وإلا لا؟

الشيخ: ما باذكر.

السائل: كان رجل صلى الفجر معي قام صلى ركعتين بعد أذان الفجر وهنا مرة ثانية قام وصلى ركعتين أخريين, قلت له أخي ما هذه الصلاة؟ قال ركعتين تحية المسجد وركعتين سنّة الفجر, قلت له لا يا أخيّ حديث صحيح يقول صلى الله عليه وسلم (إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الفجر) فالرجل قنع وهذا وهون بتحرّموا تحية المسجد ما, يا أخي أنا عندي نص قطعي (إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الفجر) أولا دمج في ركعتي الفجر ما عندنا, ما ورد ... إلا ركعتي الفجر وإلا استثناء.

الشيخ: ... استثناء.

السائل: نعم, لا, مو, دعك عن الاستثناء أنا مو هذا قصدي, فراحوا عن اليمنى أنه كل الوقت ها الشيخ بعد كل أذان لابد من صلاة, هكذا والنص عندي موجود في بيتي وأحتاج.

الشيخ: قاموا صلاة إيش ... ؟

السائل: من صلاة تحية المسجد.

الشيخ: أي صح.

السائل: في كل أذان قلنا ليه يا أخي أنا عندي استثناء وأنا اللي نهيت ونهيته في حال ... رجل صلى أربع ركعات بعد أذان الفجر وعندي نص يمنعه قال لا جبنا نص من الشيخ ناصر أنه كل أذان لابد من الصلاة تحية المسجد, قلت له أخي إما يقتصر على ركعتين تحية المسجد, هذا في غير الصبح أو على صلاة ..

سائل آخر: ليش في غير الصبح؟

السائل: نعم, ليش؟ لأنه الصبح فيه نصح قطعي.

سائل آخر: إيه والعصر فيه نص.

السائل: العصر شو قال؟

سائل آخر: مافي صلاة إلا.

السائل: من قال؟ من صلى أربع ركعات قبل العصر (رحم الله امرءا صلى أربعا قبل العصر) حديث صحيح.

الشيخ: ليش نطيت لهون؟

السائل: ممكن أنت بحثك غير بحثي.

 

(269/19)

 

 

«هل ثبت عن النبي صلى الله وسلم أنه دخل المسجد فصلى ركعتين غير تحية المسجد وجلس؟ والكلام حول صلاة تحية المسجد في أوقات النهي؟ ومناقشة الطلاب حول ذلك

السائل: هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المسجد فصلى ركعتين غير تحية المسجد وجلس؟

الشيخ: غير تحية المسجد؟

السائل: وجلس.

الشيخ: وجلس؟

السائل: إيه نعم, إلا أن يصلي تحية المسجد يعني, حديث في صحيح مسلم ... أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا قدِم من سفر قدِم في نص الضحى وأول ما يبدأ يبدأ بالنفل فيصلي ركعتين.

الشيخ: نعم.

السائل: فالإمام النووي يقول عن الحديث إنها سنّة القدوم وليست بسنّة تحية المسجد التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيها كل داخل إلى المسجد.

الشيخ: طيب.

السائل: فإذًا اكتفى, حينئذ قلنا أنه الرسول ما صلى غير ها الركعتين.

الشيخ: لأنه قدم من سفر فكان أول ما يبدأ, يبدأ بالمسجد, يصلي ركعتين.

السائل: مو المفروض كان يصلي ركعتين تحية المسجد ثم سنّة القدوم؟ وهذا يستدل ... ثبت ... .

السائل: ... يا أخو ما ... .

الشيخ: طولو بالكم طولو بالكم, نعم.

السائل: هل ثبت أنه عندما يعني جمع سنة تحية المسجد مع سنة القدوم ..

الشيخ: أخي هذا السؤال يرد على كل الفرق المختلفة في الموضوع, لا وَرَد هذا ولا هذا, هذه المسألة من جملة المسائل التي تؤخذ من طريق الاجتهاد لأنه ما في عليها نص, يعني ما بتظن, لا تظنوا أنتم لما بتسألوا هل ورد الدمج استرحتوا لأنه كمان خصمكم بيقابلكم هل ورد عدم الدمج؟ فجوابكم مثل جوابنا وجوابنا مثل جوابكم ليس عندنا لا في هذا الحديث ولا في غيره أنه الرسول عليه السلام دمجها أو لم يدمج, مافي عندنا.

فهاي تؤخذ بطريق الاجتهاد والاستنباط, لما بيكون في عندنا حديث دَمَج, ما بيقعد أبو يوسف بيتكلم في الموضوع إطلاقا, ولما بيكون في حديث أنه الرسول ما دَمَج ما بيتكلم كمان الألباني ولا كلمة واحدة لكن القضية أنه ما فيها نص, وإذ مافيها نص لذلك لازم المسلمين كما كان الصحابة رضي الله عنهم قديما وكما ينبغي أن يكون عليه السلف اليوم بصورة خاصة حديثا, إنه إذا كان ليس هناك نص في مسألة فما لازم يوجد شوشرة ونزاع بين الشخصين أو الجماعتين المختلفتين في القضية وإنما كما يُنقل عن حسن البنا رحمه الله " ألقي كلمتك وأمشي " بيّن يا أبو يوسف شو عندك ولا توقّف تتعربش فيها, بيّن يا ألباني شو عندك ولا تتعربش فيها ولا تمسك ثم الله عز وجل يهدي لنوره من يشاء.

فنحن وجهة نظرنا في الموضوع وهو وجهة نظر كثير من أهل العلم ها اللي بيجوزوا دمج نيّتين في عملية واحدة أنه هوني يُثاب على هذه النية اللي استحضرها في ذهنه لأنه لو أتيح له أو لو نشط لذلك لفعل هذه النيّة فكتبت له عشر حسنات أخرى, هذه وجهة نظرنا نحن وليست ملزمة لغيرنا إطلاقا ولا نحن بنخاصم عليها ولا غيرنا يجب أن يُخاصم فيها أبدا, وجهة نظر.

هذا فيما يتعلّق بالمسألة السابقة أما موضوع تحية المسجد فأبو يوسف مخطئ أشد الخطأ في هذا الموضوع لأنه أخونا ناصر هنا عارضه ولكن يجب أن نتروّى في أن نفهم من بعضنا البعض.

السائل: ليش عارضه؟ ممكن ..

الشيخ: لا توصّي حريص يا أستاذ, أنا عم أتكلم, عم أتكلم أنا, أقول أنه هو عارضك بأنه الرسول عليه السلام قال لا صلاة بعد العصر مثل ما قال لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتي الفجر, فأنت نفيت بحديث لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتي الفجر أن يصلي صلاة اسمها تحية المسجد وتعتبر عند بعض الفقهاء من ذوات الأسباب, نفيت بهذا الحديث تحية المسجد لأنه قال (لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتي الفجر).

طيب, فتنفي إذًا, هذا الكلام للأستاذ هنا ناصر, تنفي إذًا أنه رجل دخل بعد صلاة العصر المسجد أن يصلي ركعتين تحية المسجد, ترى هذا الذي سبق إلى ذهنه صحيح أي تنفي أنت أيضا تحية المسجد في وقت الكراهة أي وقت كان سواء كان؟ أرجوك تجاوبني.

السائل: ... .

الشيخ: شوف لأنه لما بأقول أنا معك في خلوة مشروعة بالطبع خذ ... في الكلام مثل ما بدك لكن في عندنا ناس بدنا يفهموا منا شو عم نحكي بأقرب طريق, فلا صلاة بعد العصر مثل لا صلاة بعد الفجر فهل أنت تنفي تحية المسجد؟

السائل: لا لا شيخي ما ... .

الشيخ: طيب انتهى الأمر.

سائل آخر: طيب ليش شو؟ ..

الشيخ: طول بالك طول بالك, طول بالك شوي, لا تنسف خطأه بخطأ من عندك, هذا أخطأ قال لازم ما بتكلم, شايف شلون

السائل: أخطأت ... .

الشيخ: ها المقصود بأى.

السائل: ... .

الشيخ: فما دام أنت بتقول تُجوِّز صلاة لها سبب بعد العصر كذلك تُجوّز صلاة لها سبب بعد الفجر صح؟

السائل: هذا صحيح لكن يرد عليّ إشكالين.

الشيخ: نعم.

السائل: الإشكال الأول ورد في السنّة ذوات الأسباب تصلّى بعد العصر وأما الفجر لم يثبت لي قط ولا ها الساعة هذه أنه المصطفى صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة بعد أذان الفجر صلى أربع ركعات.

الشيخ: وين ورد عندك بعد العصر؟

السائل: كان لا يصلي إلا ركعتين ويضطجع على شقه حتى, كل ما ورد ما شفنا ما لم ينقل.

الشيخ: نعم يا أخي.

السائل: بعد العصر نُقل أنه صلى.

الشيخ: اسمحلي شو السؤال؟ عن إيش عم تجاوب؟ الله يهديك, عن إيش عم تجاوب؟ ما فهمت أنت السؤال.

 

الشيخ: عندك حديث أنه الرسول صلى.

السائل: في ها الفترة هذه.

الشيخ: أنا عم اسألوا وهو عم يحكي.

السائل: نعم, واحد ما أوتر بيجوز يوتر بعد الفجر؟ أنا أخّرت الوتر وراحت عليّ نومة ما فزيت إلا عم يقول الله أكبر الفجر بيجوز أوتر؟

سائل آخر: لا مين قال لك؟

السائل: أنا ... .

سائل آخر: الصحابة اللي كانوا يوتروا.

السائل: أنا ... .

الشيخ: مو هذا, مو هذا السؤال, أنت عم تقولوا.

السائل: صلى اثنى عشر ركعة من الضحى ... .

الشيخ: أبو يوسف أنت عم تقول, أنت عم تقول بيجوز صلاة تحية المسجد بعد العصر؟

السائل: نعم؟

الشيخ: يجوز تحية المسجد بعد العصر؟ إلى متى؟ إلى قبيل غروب الشمس؟

السائل: ... .

الشيخ: إلى قبيل غروب الشمس.

السائل: أي نعم.

الشيخ: طيب, في عندك حديث للرسول فعل ذلك؟

السائل: ... .

الشيخ: في عندك حديث يا إخواننا, في عندك حديث للرسول فعل ذلك؟

السائل: عندي بدل ما صلى بعد العصر.

الشيخ: يا أخي الله يهديك, أنا ما عم اسألك في عندك أدلة؟ عم بسألك في عندك حديث أنه الرسول فعل ذلك؟

السائل: ما فيش عندي, يفعل أو يقر ... .

الشيخ: هذا سؤالك أنت بالذات, أنت لو عم تقول ما بيجوز اللي دخل المسجد بعد أذان الفجر ما بيجوز يصلي تحية المسجد؟ عم تجي تسأل في حديث أنه الرسول صلى تحية المسجد بعد الفجر؟ نحن لا تستعجل, عكسنا عليك السؤال بنفس الطريقة والأسلوب تبعك, في عندك حديث أنه الرسول صلى تحية المسجد قبل غروب الشمس بعد العصر؟ في عندك حديث؟

السائل: لا ماعندي.

الشيخ: فكيف أجزت ذلك؟

السائل: أجزت لأنه فُعِل أمامه وسكت عنه.

الشيخ: وين فُعِل أمامه؟ عندك حديث أنه تحية المسجد فُعِلت أمامه؟

السائل: ... على المسجد وسلّم عليه, دخل وصلى وقال له ارجع فصل فإنك لم تصلي ..

سائل آخر: ... .

السائل: بعد العصر.

الشيخ: طولوا بالكم يا جماعة اشتغلت الحرارة في المجلس بأى وهذا من عجائب قوة أبو يوسف أنه بينقل حرارته ... .

السائل: ... .

سائل آخر: إيه الله يرضى عليك.

السائل: ... إيش جاب نحنا هون عم تدعوا علينا.

 

الشيخ: أخي أنت عم ... يا شيخ أنت عم تستعجل, أنت عم تستعجل طول بالك, الله يحسِّن حالي وحالك.

السائل: اللهم آمين

الشيخ: طول بالك, أنت عم تقول أنه الرسول أقر, عم تستعجل, وينه؟ وين الحديث؟

السائل: عندنا أدلة أنه صُلِّيَ.

الشيخ: هلاّ لما قلت لي في حديث في سنن أبي دواد وقلت لك ما في ركضت رحت تجيب الكتاب, جيب الكتاب هلاّ أنه في حديث أنه الرسول رأى رجل يصلي تحية المسجد بعد العصر وأقرّه على ذلك, وينه هذا الحديث؟ فهذا من استعجالك.

السائل: أنا أقلك شو صلى بعد العصر ... مو شرط أنه يكون.

سائل آخر: ... بالوتر.

السائل: لنفس الموضوع الحديث بالوتر.

الشيخ: يا أخي يثبت كلامه إذا واحد يحكي كلمة ما ... .

السائل: يعني كلمة مختصرة عفوا, نظرا إني أقول إن تحية المسجد بعد الفجر من ذوات الأسباب تُصلّى.

 

الشيخ: يلا سبحانك اللهم وبحمدك

 

السائل: ... .

الشيخ: نعم ما خففت التحية؟

السائل: ما خففت التحية.

الشيخ: ما بيكون أديت تحية.

السائل: بيكون خالفت الحديث؟

الشيخ: نعم.

السائل: خفف الركعتين الحديث.

الشيخ: لكن شو المقصود من هذا؟ شو المقصود منه؟ يعني الحديث له منطوق وله مفهوم, منطوقه تصلي ركعتين.

 

(269/20)

 

 

«ما معنى حديث (إن الله خلق آدم على صورته)؟»

السائل: مالو سبب للضرب مالو سبب يعني.

الشيخ: سبب, في بعض الروايات أنه رأى رجلا يضرب غلاما على وجهه فقال لا تقبِّح الوجه فإن الله خلق آدم على صورته.

السائل: هذه الرواية الثانية؟

الشيخ: هذه رواية أخرى نعم, الأولى وطوله ستون ذراعا في صحيح البخاري, هذه الأخرى في صحيح مسلم وكلاهما روايتان صحيحتان وإحداهما تنْفُذ إلى الأخرى وتتصل بها اتصالا وثيقا يعني هذا المضروب, الله خلق آدم على صورته والله خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعا, تفضل.

السائل: أستاذ في لي والدة ولي إخوة ... قادر أنه ... .

الشيخ: لا.

 

(269/21)

 

 

«ابن ذبح أضحية أمه بغير إذنها فماذا يجب الآن على الابن؟»

السائل: ... قبل العيد شي شهر ... دفعنا على أنه نضحّي بيناتنا أنا وأمي نضحي ليلة العيد.

الشيخ: يعني أنت وهي كل واحد ذبيحة؟

السائل: أي نعم.

الشيخ: طيب.

السائل: ليلة العيد ... قلت لها ... وقلت لها فيه ... بس على أساس شو ... .

الشيخ: بتبطلي؟

السائل: تبطل العيد ... .

الشيخ: أه.

السائل: مشان تقدر ترضي ... أو تنزل ... اللي ... بينزل و ... الصبحيات ... أنه نطلع مشان نذبح, ... نزلت ... هي ... قلت لها ... الوضع قلت لها بتريدي تأخذي ... وتضحي ...

الشيخ: ضحيتها هي؟

السائل: نعم طلعت ... .

الشيخ: أنت ذبحت أضحيتك؟

السائل: نعم ذبحت أضحيتي ... .

الشيخ: ما جاز أضحيتك أو ذبحك لأضحيتها.

السائل: نعم؟

الشيخ: ما جاز ذبحك لأضحيتها بدون إذنها.

السائل: إنذبحت هي.

الشيخ: أه؟

السائل: إنذبحت, وافقت على ... .

الشيخ: إنذبحت بعد خراب البصرة, هيك؟

السائل: ... .

الشيخ: شو الفايدة, المهم لما ذبحتها مو أنت كنت معتديا والأن كنت معترفا بأنك كنت مخطئا؟

السائل: أه عم أقل لك أنا ... .

الشيخ: ... بأى خطؤك هذا يصحِّحه رضاها فيما بعد؟ هيهات هيهات.

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: هذاك القانون.

سائل آخر: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل: ... لا تُقبل أضحيتها عنها.

الشيخ: لا, إنما هي لحم شاة قدمتها لأمك.

السائل: قدمتها؟

الشيخ: قدمتها لأمك.

العيد عباسي: وأمك قدمتها لل ... .

السائل: ضحّي عنها بغيرها.

السائل: كيف صدقة يعن يهلا.

الشيخ: هي بقيت عندك في البيت لبعد العيد؟

السائل: لا بالعيد أنا ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: بالعيد وزعتها ... .

الشيخ: يا أخي أنا ما بسألك وزعتها.

السائل: لا طلعت وزّعتها ... .

الشيخ: إيه, بقيت عندك أيام العيد؟

السائل: العيد بالذات طلعت وزعتها ورجعت.

الشيخ: كيف لوزعتها؟

السائل: في العيد.

الشيخ: العيد في يوم, في.

السائل: لا ... ثاني يوم.

الشيخ: يعني أول يوم ذبحت أنت كانت موجودة عندك؟

السائل: لا.

الشيخ: لكان شو عم تقول ثاني يوم؟

السائل: نعم؟

الشيخ: شلون عم تقول ثاني يوم راحت؟

السائل: هي نزلت بالبيت.

الشيخ: ليلة العيد؟

السائل: بليلة العيد نزلت, أنا ذبحت نهار العيد, طلعت هي ... وزعتها, على بطلبها.

الشيخ: أنا عم بسألك في في بالعيد كانت عندك؟ بتقول لا, انتهت المشكلة.

السائل: لا.

الشيخ: شو بدي وزعت ما وزعت, أنا ما عم بسألك عن التوزيع.

السائل: لا, ... ما كانت موجودة.

الشيخ: ما كانت موجودة.

السائل: مو ... .

الشيخ: وقت ذبحك أنت للثنتين هذول, ما كانت موجودة.

السائل: لا ما كانت موجودة.

الشيخ: طيب أخواتك ذبحوا؟

السائل: لا.

الشيخ: ما ذبحوا, إذبح لهم ذبيحة, ولازم تسألني بأى شو بدك بهاي اللوكة؟ وبهاي الأسئلة هذه كلها, أكيد لازم تسألني لما بتتفقه بدين الله.

السائل: كانت في البيت عنده خلاص أجزأت الأضحية تبعه عنها و ... وخلاص ... الإخوة.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لو كانت أمك بقيت لكان ذبحك للذبيحتين.

السائل: السلام عليك.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بنصلي؟

 

(269/22)

 

 

«الكلام على رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وذكر بعض مروياته

الشيخ: هذا من الأحاديث التي يرويها رجل اسمه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم المدني, على الرغم من أنه أبوه من كبار التابعين الثقات وهو زيد بن أسلم لكن هو الابن اللي اسمه عبد الرحمن لم يكن مثل أبيه في الثقة, بل كان متهما بالكذب, وقد سئل الإمام مالك عن حديث من غرائب الأحاديث فقال للسائل إذهب إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يحدّثك عن سفينة نوح.

هذا طبعا كناية ناعمة ولطيفة من الإمام مالك أنه ذاك الحديث الذي تسأل عنه هو من الأحاديث التي يرويها هذا الرجل الذي يُحدِّثك عن سفينة نوح وبينه وبين سفينة نوح أجيال وأجيال طويلة.

فعبدالرحمن بن زيد بن أسلم هذا الذي غمز من قناته مالك بن أنس في تلك الرواية هو صاحب الحديث المشهور الذي نصّه لما أقترف آدم الخطيئة قال ربي أسألك بمحمد لمَا غفرت لي قال يا آدم من أين عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال رفعت رأسي إلى العرش فرأيت مكتوبا على قائمه لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تقرن إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك, قال يا آدم قد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتُك, هذا الحديث يرويه عبد الرحمن بن زيد ين أسلم المتهم في روايته ولذلك قال فيه أي في الحديث الحافظ الذهبي في تلخيصه ل"كتاب المستدرك" أخشى أن يكون حديثا موضوعا.

 

(269/23)

 

 

«كلمة حول خطأ المأمومين في مسابقة الإمام في التأمين، وشرح حديث (إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنوبه

الشيخ: وقبل أن تتوارد علينا الأسئلة أريد أن أذكّر بخطأ شائع ومتكرّر في كل صلاة جهرية وهذا الخطأ هو أن الإمام في الصلاة الجهرية لا يكاد يقول ((ولا الضالين)) إلا ويُبادر المقتدون إلى قولهم آمين, هذا خطأ أعني هذه المبادرة وهذا الاستعجال في التأمين خطأ لمخالفته لقول النبي صلى الله عليه وأله وسلم (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) وفي رواية (إذا قال الإمام آمين فأمّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) فقوله عليه السلام (إذا أمّن فأمّنوا) مثل (إذا كبر فكبروا) أي إذا كبّر الإمام فعقِّبوا على تكبيره بتكبيركم, (إذا أمّن الإمام) فعقِّبوا على تأمينه بتأمينكم, كذلك في حديث أخر في صحيح مسلم (وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد).

فإذًا يجب على المصلين إذا قال الإمام ((غير المغضوب عليهم ولا الضآلين)) أن يصبروا فإن كان الإمام يجهر بآمين كما هو السنّة فالأمر واضح بالنسبة إليهم في تحديد مكان تأمينهم, وذلك إذا فرغ الإمام من قوله آمين, حينذاك يبدأ المقتدون بقولهم آمين.

أما إذا كان الإمام لا يجهر بآمين كما هو واقع كثير من أئمة المساجد من الحنفيّة وغيرهم فحينذاك لا بد للمقتدي من الاجتهاد والتقدير, فإذا سمع الإمام قال ((ولا الضآلين)) يُقدِّر زمنا يتسع لقول الإمام في نفسه آمين ثم هو في بعد ذلك يقول آمين.

يعني بطريقة سهلة مبسّطة إذا قال الإمام ((ولا الضآلين)) أنت أيها المقتدي خذ نفس بمقدار ما تأخذ نفس أنت بيكون هو تلفظ بآمين فتقول أنت بعد ذلك آمين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذا الحديث في الواقع من.

أهلا مرحبا.

السائل: ... .

الشيخ: مرحبا كيف حالك؟

السائل: سلّمك الله.

الشيخ: هذا الحديث يبيّن فضيلة هذه السنّة السهلة البسيطة فإن فضيلتها أن قائلها كما أمَر الرسول عليه السلام يغفر الله له ذنوبه كلها (إذا أمّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفرت له ذنوبه) لكن مغفرة هذه الذنوب بهذه السنّة لا تتحقّق بمسابقة الإمام لأنه في هذه الحالة يكون المؤمِّن قد سبق الإمام وعَكَس قول الرسول عليه السلام (إذا أمّن الإمام فأمّنوا).

ويكون قد فعل إذا لم يؤمّن الإمام أو قبل أن يؤمّن الإمام فأمّن أنت والحديث يقول بعد أن يؤمّن الإمام فأمّن أنت.

لذلك يجب أن نتنبّه لهذا الحديث لسببين اثنين, أولا لأنه يُبسّط طريقة عدم مسابقة الإمام في التأمين, يُبسّط ويشرح, وثانيا يحقق قول الرسول عليه السلام إنما جُعِل الإمام ليؤتمّ به فالإئتمام بالإمام ما بيكون بمسابقته وإنما بيكون بمتابعته.

فأرجوا أن تلاحظوا هذا وأن تتذكّروا أولا لأنفسكم وثانيا لغيركم, فإني حتى الأن لا أدخل مسجدا ولا أصلي في جماعة سواء إماما أو مقتديا إلا وأجد الناس كلهم يُخطئون هذا الخطأ الشائع, لا يكاد الإمام يفرغ من قوله ((ولا الضآلين)) إلا ضج المسجد بآمين.

السائل: ... أستاذ.

سائل آخر: ... بيأمن على دعائه وهو ما ... مع الإمام.

الشيخ: نعم, في هنا فرق بين إنسان يجيب دعاء من عنده وهذا لا يجوز طبعا لأنه اختراع وابتداع في الدين وبين مخالفة النص وتعكيسه, فنحن يا جماعة يتّبعون السنّة نتنبّه أنه هذا الدعاء لا أصل له ولكن أولى وأحرى أن نتنبّه لقوله عليه السلام (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) فإذا سمعنا قول الإمام ((ولا الضآلين)) نصبر حتى نسمع تأمين الإمام أو نُقدّر إذا كان لا يجهر بالتأمين, نُقدّر أن الإمام الأن فرغ من قول آمين فنقول نحن آمين, لماذا؟ أولا لتنفيذ هذا الأمر (إذا أمّن فأمّنوا) وثانيا أن يستحق بذلك هذه المغفرة والمغفرة هو أثمن شيء يحظى به المسلم في هذه الحياة الدنيا, فالله عز وجل يقول ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) فإذَا نحن عبدنا الله استحقنا مغفرته ورضاه ولا يكون هذا الاستحقاق إلا بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم, خاصة فيما أمرنا به.

هذا الذي أردت التنبيه عليه وأكرّر رجاء بأن تلاحظوا هذا في كل صلواتكم حينما تكون الصلاة جهرية حتى لا تأثموا بمخالفة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) أولا وحتى لا تخسروا هذه الفضيلة وهي مغفرة الذنوب لموافقتكم قول الملائكة, وما معنى موافقة المسلم للملائكة؟ معنى ذلك أن الملائكة كما وصفهم الله عز وجل بقوله ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) فإذا كنا نحن أمِرنا بعدم مسابقة الإمام, فماذا تظنون بالملائكة الكرام أيُسابقون الإمام أم يتابعونه؟ لا شك أنهم يتابعونه, ومعنى هذه المتابعة أن الملائكة لا تقول آمين إلا بعد قول الإمام آمين, فإذا قلنا نحن أيضا كذلك آمين تطابق تأميننا مع تأمين الملائكة وكان في هذه المطابقة استحقاق مغفرة الله تبارك وتعالى, هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.

 

الشيخ: تفضل.

 

(269/24)

 

 

«ما معنى هذا حديث (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا)، وهل هو على الوجوب أم الاستحباب، وهل يشرع صلاة النافلة بعد الوتر؟»

السائل: يقول النبي صلى الله عليه وأله وسلم (اجعلوا أخر صلاتكم بالليل وترا).

الشيخ: نعم.

السائل: ... مثنى مثنى وإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة.

الشيخ: نعم.

السائل: أرجوا يعني أني أستمع إلى ذلك ... إنه إذا جاء صلى الوتر ونام بعدين استيقظ وراح يصلي ركعتين الوضوء يعني كل هذه الملابسات أرجو يعني إذا كان ممكن يعني ... لأنه بصراحة أمر كثير ... عنه.

الشيخ: نعم, الذي تحرّر معي أخيرا أن قوله عليه السلام (اجعلوا أخر صلاتكم بالليل وترا) هو للاستحباب وليس للوجوب, ذلك بأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أنه كان يصلي أحيانا ركعتين بعد الوتر وثبت أيضا عنه عليه الصلاة والسلام من قوله (إذا كان أحدكم في سفر وخشي أن لا يستيقظ لقيام الليل والوتر فليوتر) أو حديث من يحضره لفظ هذا الحديث الذي ذكرته في أخر طبعة في "صفة الصلاة"؟ (إن هذا السفر جهد إن هذا السفر جهد).

لكونه الأمر مثقل ومتعب فليصلي الوتر وبعده ركعتين فإن لم يستيقط كانتا له أي هاتان الركعتان كافيتين له وإلا قام أيضا وصلى.

السائل: يعني ممكن أن الإنسان مثلا يصلي الوتر ينام وبعدين.

الشيخ: يصلي.

السائل: يصلي و ... .

الشيخ: أي نعم.

السائل: طيب, هناك وهم يعني عند الناس ... الحقيقة.

الشيخ: تفضل.

 

(269/25)

 

 

«إذا قام الإمام للخامسة في الصلاة الرباعية، فماذا يفعل المأموم هل يتابعه أم لا؟»

السائل: أنه إذا الإمام سهى في الركعة الرابعة وقام إلى الخامسة ماذا يفعل؟

الشيخ: إيه المعروف في المذاهب أنه لا يُتابعه ولكن الثابت في الحديث الصحيح والذي لم يرد خلافه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم صلى ذات يوم الظهر خمسا فتابع وأصحابه ثم لمّا سلّم قالوا له صلّيت خمسا فقالوا له أزيد في الصلاة؟ قال لا قالوا صليت خمسا فسجد سجدتين ثم قال (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكّروني) فالرسول عليه السلام هنا لم يقل لهم ما كان ينبغي لكم أن تتابعوني على هذا الخطأ في الزيادة وإنما أقرّهم على متابعتهم إياه, فنرى أن الإمام إذا قام إلى الخامسة ينبّه فإن تنبّه فبها ونعمة وإلا توبع توبع ثم.

السائل: ... في الإسلام.

الشيخ: لا ما بيجيب ... مالا أصل هذه.

السائل: ... .

الشيخ: أي صار ... شفع.

السائل: ... شفع أي نعم.

الشيخ: هذا خلاف فعل الرسول عليه السلام, نعم.

العيد عباسي: أما إذا تنبه هو بعد أن استقامأو قام, أكمل القيام لا يرجع.

الشيخ: لا, يرجع.

العيد عباسي: جتى لو.

الشيخ: هذاك عدم الرجوع في قيامه للتشهّد الأول في الركعة الثالثة.

العيد عباسي: أما في الزيادة يرجع.

الشيخ: إي لا بد يرجع.

 

(269/26)

 

 

«ما مدى صحة حديث (إنما أنسى لأشرع لكم)؟»

الشيخ: إلى الصواب.

السائل: ما ... هناك حديث ... (إنما أنسّى لأشرع لكم)

الشيخ: لأشرِّع.

السائل: لأشرِّع أو لأشرَع ما باعرف ... .

الشيخ: هذا ما له أصل.

السائل: ما له أصل, أنه ... الله بينسّيه أنه حتى ... شلون يكون ... .

الشيخ: (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون) , نعم.

 

(269/27)

 

 

«هل الكلام الذي يكون من أجل تذكير الإمام إذا سهى في الصلاة يبطلها؟»

السائل: يُذكر عليه الصلاة والسلام بعد أن قام للخامسة ... .

الشيخ: لا مي موجودة هنا, نعم؟

السائل: وسئل من الصحابة أنه زاد, زاد في الصلاة خمسة, أجابهم (أنا أنسى كما) فها الكلام المجاوب برد كمّل صلاته؟.

الشيخ: إيه طبعا.

السائل: إيه هذه ... .

الشيخ: لا, هي في حادثتين بأى هو يمكن بيقصد حادثة ذي اليدين, يا سيدي الحادثة اللي ذكرناها الأن هي كما يأتي, صلى الرسول عليه السلام خمس ركعات فلما سلّم قالوا له أزيد في الصلاة؟ قال لا, قالوا صلّيت خمسا فسجد سجدتين ثم سلّم ثم قال لهم (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكّروني) فسؤالك في هذه الجملة ولا فيما قبلها؟

السائل: لا فيما قبلها.

الشيخ: فيما قبلها, إيه فيما قبلها هذا كما يقول الشافعية في إصلاح الصلاة, هذا لا يضر في الصلاة والحديث هذا أكبر دليل على ذلك وكذلك حديث ذي اليدين حينما صلى الرسول عليه السلام صلاة الظهر أو العصر ركعتين وسلّم فقال له رجل يُعرف بذي اليدين يا رسول الله أقصُرَتِ الصلاة أم نسيت؟ قال عليه السلام (كل ذلك لم يكن) قال بلى قد كان يعني واحد ينسى شيء فالتفت الرسول إلى أصحابه وقال لهم (أصدق ذو اليدين؟) قالوا نعم فقام في مصلاه وأتى بالركعتين الأخريين ثم سجد سجدتين, فكانت هذه الحادثة وسابقتها دليلا للإمام الشافعي على أن الكلام إذا كان صدر من المصلّي في سيبل إصلاح الصلاة لا لغوا ولا إثما, فالصلاة صحيحة وذلك لا يضرّ في صحته.

 

(269/28)

 

 

«الكلام عن ضابط البدعة والتحذير منها

الشيخ: (فسيرى اختلافا كثيرا) من هذا الاختلاف ما نحن فيه الآن ناس بيقولوا كل بدعة ضلالة وناس بيقولوا لا, البدعة تنقسم إلى حسنة وسيئة وها الجانبين من حسنة وسيئة تفصيلها إلى خمسة أقسام.

فماذا يفعل خاصة عامة المسلمين الذين لا يستطيعون أن يدخلوا في معارك البحوث هذه والمجادلات الكثيرة بين العلماء, فما هو المخرج بالنسبة لعامة المسلمين؟ أعطانا الجواب بكل صراحة (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) فإذا رأيتم الاختلاف الكثير (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) ... فهذه البدع التي تسمعون الاختلاف فيها ما بين مُحسِّن ومقبِّح هذه من سنّة الرسول عليه السلام؟ الجواب لا, لسنا نحن فقط نقول لا, حتى الذين يقولون بأنها بدعة حسنة يقولون لا لأنهم يصفونها بأنها بدعة, يعني شيء حدث بعد الرسول عليه السلام.

طيب هذه البدعة ليست من سنته عليه السلام, هل هي من سنّة الخلفاء الراشدين؟ كمان يقولون لا, مثلا على سبيل المثال الاحتفال بالمولد النبوي, احتفال بمولد الرسول عليه السلام هذا يدخلونه في باب تبجيله وتعظيمه وتعظيم الرسول عليه السلام هو فرض على كل مسلم بل لا يُتصوّر مسلم ولا يُعظِّم الرسول, هذا مستحيل ولكن هنا مشكلة كيف يكون تعظيم الرسول عليه السلام؟ هل يكون تعظيم الرسول حسب هواي أنا و كيفي أو عقلي أو جهلي أو علمي وإلا حسب ما شرع الله عز وجل لنبيه؟ لا شك أنه التعظيم لازم يكون في حدود الشرع.

مثلا هل أنا إذا زرت المسجد النبوي وصليت فيه وأتيت القبر وسلّمت عليه هل أسجد له؟ هل أسجد له بدعوى إيه؟ التعظيم؟ كل المسلمين يقولون لا, لا تسجد لأن هذا السجود لا ينبغي إلا لله.

إذًا تعظيم الرسول ينبغي أن يكون في حدود الشرع.

طيب ما أسجد له أركع له هكذا ركوع نصف سجود؟ لا ليه؟ لأنه الركوع أخو السجود ولا ينبغي إلا لله, طيب هل أقوم بين يديه هكذا خاشعا كما أقوم بين يدي رب العالمين؟ كمان الجواب ينبغي أن يكون لا مع أننا نرى كثير من الزوّار هناك يقفون من بعيد لعله يقف أخشع مما يقف بين يدي الله عز وجل.

هذا كله تعظيم لكن هل هو تعظيم في حدود ما شرع رب العالمين على لسان نبيه الكريم؟ الجواب لا, إذًا كيف يكون التعظيم؟ الجواب في القرأن ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) فاتباع الرسول عليه السلام بما جاء به للإسلام هو التعظيم بدون إفراط ولا تفريط, بدون زيادة ولا نقص.

يزعمون أنه من تعظيم الرسول عليه السلام الاحتفال بمولده أعني نجيب نحن مثال, نحن نقول هل احتفل الرسول عليه السلام بولادته كما يحتفل الأوروبيون كل واحد منهم عيد ميلاده؟ صار عمره ثمانين سنة بيعمل عيد كل سنة بيعمل عيد إلى أخره لابنه لزوجته, هل فعل شيء من ذلك الرسول عليه السلام لنفسه؟ الجواب لا, كل المسلمون يقولون هذا.

هل احتفل أصحاب الرسول بولادته؟ الجواب لا, أتباع الصحابة يعني التابعين؟ الجواب لا, أتباع التابعين؟ الجواب لا, الأئمة المجتهدين لا لا, لكان متى حدث هذا؟ حدث بعد الرسول عليه السلام بنحو أربعمائة سنة, طيب ها القرون العديدة الصحابة والتابعين وأتباعهم إذًا ما عظّموا الرسول عليه السلام حينما ما احتفلوا بولادته؟ هذا مش معقول أبدا, طيب إذًا هذا التعظيم من أين جاؤوا به؟ لو كان تعظيما مشروعا لفعله أبو بكر الصديق مع الرسول وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة المبشرين بالجنة وأصحاب البيعة تحت الشجرة وإلى أخره ثم التابعين ثم الأئمة المجتهدين, ما أحد فعل هذا.

ومن الغرائب والعجائب أنه كل واحد منا بيزعم أنه هو حنفي وهذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنبلي فإذا سألته أنت حنفي في كتب أبي حنفية أنه من تعظيم الرسول الاحتفال بولادته؟ بيسكت بيقلك شو فيها, طيب ما نك حنفي أنت؟ ما تجيب النص من المذهب الحنفي أنه هذا شرع ودين وعبادة وطاعة وتعظيم الرسول عليه السلام,؟ ما في جواب, في تحكيم للأهواء والعادات بس.

كذلك نطالع المالكي والشافعي والحنبلي لا أحد منهم يقول هاي النص من مذهبي لأنه لا يستطيع لأنه حدث بعد الأئمة كلهم.

فالخلاصة فأي بدعة تحدث يختلف العلماء إلى حسنة وإلى سيئة فهم يتّفقون أنه حدث بعد أن لم يكن إذًا أنت أيها المسلم ولو كنت ما تعرف شيء من العلم أسمع هذا الحديث (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) ها اللي بيقل لك من أي شيخ مفتي أكبر أصغر الاحتفال بمولد الرسول سنّة وبدعة حسنة وما فيها شيء وإلى أخره, خليك معه ... قل له يا حضرة الشيخ هل احتفل أصحاب الرسول بمولد الرسول؟ إذا كان يخشى الله ولا يكذب على الله ورسوله بيقل لك لا ما احتفلوا, طيب التابعين بقية الصحابة التابعين الأئمة المجتهدين بيقل لك لا لا لا, طيب شو رأيك هلا أمشي على ما مشى هؤلاء السلف بأكون أنا منحرف وعلى ضلال ولا بأكون على بيان وهدى ونور؟ نفسه راح يسكت هو لأن السلاح معك (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) قد لا تستطيع أن تجادل لكن لما بيكون معك سلاح بتردّ على الأقل خصمك بتوقفه عند حده.

ما دام الصحابة ما احتفلوا فنحن لا نحتفل ليه؟ لأنه الدين كامل, فهذا حديث يؤيّد الأية السابقة (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور) الاحتفال بمولد الرسول عليه السلام من محدثات الأمور ولا لا؟ كل العلماء بيقولوا نعم هذا من المحدثات لأنه ما كان في زمن الرسول ولا زمن الصحابة ولا التابعين, إذًا ارجع إلى السنّة وتمسّك بما كان عليه الرسول عليه السلام والصحابة.

هذا دليل, دليل ثاني من الحديث والثالث من الأدلة, كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يخطب في كل يوم جمعة وهذا من السنن التي تركها الخطباء, الخطباء السنّة الآتية تركوها وأحلوا محلّها جُمَل صنفوها من عقولهم وتركوا ما جاء به الرسول عليه السلام وماهو؟ كان عليه الصلاة والسلام في كل يوم جمعة بعد أن يحمد الله عز وجل ويثني عليه بما هو أهل له يقول (أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) كل يوم جمعة من بين يدي الخطبة لابد أن يقول الرسول عليه السلام (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).

أنا أقول لكم وبكل صراحة لابد في ناس هنا الأن حاضرين يمكن لأول مرة وفي ناس حضروا مرة أو مرتين ثلاثة, وفي ناس حضروا عشرات المرات وفي ناس صار لهم عشرين سنة عايشين معي بلا تشبيه, إذا كان الرسول عليه السلام في كل خطبة جمعة يقول (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) أبو بكر الصديق ها اللي عاش مع الرسول عليه السلام حتى فارق الرسول عليه السلام الحياة, ماذا يفهم من هذا الكلام؟ وكل خطبة بيكرر الرسول (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) يفهم أنه مو كل بدعة ضلالة وإلا بيضل كل بدعة ضلالة, في إنسان بيقول بيفهم, لا يا سيدي مو كل بدعة ضلالة, في بدعة حسنة وفي بدعة سيئة, ممكن أحد يفهم هذا الكلام؟ أنا بأقول لإخواننا هذول كم مرة ذكرت لكم كل بدعة ضلالة شو فهمتوا مني؟ أنه مو كل بدعة ضلالة؟ مش معقول, نعم؟

السائل: مافي بدعة في الإسلام.

الشيخ: مافي هيك فهموا وهكذا أصحاب الرسول ... .

السائل: شافوا الأمور.

الشيخ: شافوا الأمور, هكذا أصحاب الرسول أولى لأنه أولا الرسول يتكلّم بلغتهم وأنا أتكلم صحيح باللغة العربية لكن أنا أصلي ألباني, فأين أنا وأين الرسول عليه السلام, فإذا كان أفصح الناس يتكلم بين يدي أفصح الناس وهم العرب وأفقهم أبوبكر وعمر, فماذا تتصوّرون سيفهم هؤلاء الصحابة من تكرار الرسول عليه السلام على مسامعهم يوم الجمعة بصورة خاصة وبمناسبات أخرى كوصيّته في حديث العرباض بمناسبة أخرى, ماذا يمكن أن يتصوّر أحدنا اليوم أن يَفهم هؤلاء الصحابة من تكرار الرسول على مسامعهم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ممكن يفهموا لا مو كل بدعة ضلالة وإنه في بدعة حسنة وسيئة, مستحيل هذا تماما, مستحيل.

لذلك هذا يؤكد لكم أن قول العلماء الذين ينصحون الأمة اليوم, ارجعوا إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام, خذوا دينكم كما مات عنه الرسول عليه السلام بدون زيادة ولا نقص بتكونوا على هدى من ربكم وعلى نور, فهذا الحديث هو أيضا من جملة الأدلة التي تؤيد أن لا بدعة في الإسلام, (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وكما قلت في الأمس القريب في الرقة هذا الحديث من حيث التركيب العربي والكلية التي تضمنه (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) كقوله عليه السلام (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) هل يمكن لمسلم يقول ضربا لحديث الرسول في الصدر, الرسول يقول (كل مسكر خمر) وهو بيقول لا ليس كل مسكر خمر, الرسول يقول (كل مسكر خمر) مسلم يقول لا ليس كل مسكر خمر فما من حديث (وكل خمر حرام) هو بيقول لا ليس كل خمر حرام, مستحيل أن يكون إنسان يعرف إنه هذا حديث الرسول عليه السلام, نعم ممكن ما طرق سمعه هذا الحديث, يتكلّم بالشيء هذا من عنده فيُخطئ, هذا ممكن لكن هو يقرأ الحديث في صحيح مسلم من حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) تتخيّلوا معي إنسان مسلم يؤمن بالله ورسوله حقا بيقول لا يا سيدي ليس كل مسكر خمر ولا كل خمر حرام.

هذا أحد رجلين, إما جاهل فيُعلّم وإما كافر بالله ورسوله فيُعامل بما يستحق من حكم الإسلام, كذلك هذا الذي يقول وهو يسمع الرسول عليه السلام يقول (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) هو شو بيخلاه بكل بلادة بكل برودة, لا في بدعة حسنة وفي بدعة سيئة, طيب وهذه الكلية التي كان يخطب بها الرسول على رؤوس الأشهاد كل يوم جمعة, كيف تعطلونها؟ ((يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)) هو يقول لكم هكذا, فلماذا لا تستجيبون له, أنتم بدل ما تخضعوا له تريدون أن تُقطّعوا كلامه لعاداتكم وأرائكم, هذا دليل ثالث وهو قوله عليه السلام (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) يخطب بهذه الجملة في كل يوم جمعة, ليس هذا فقط فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (فهو رد) يعني مردود عليه مضروب وجه بهذا الذي أحدثه, حديث صحيح في البخاري ومسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود عليه, فكيف يقال لا هذه نعم بدعة ومحدثة لكن أنا أقبلها ولا أردّها والرسول يحكم عليك بردّها.

الله أكبر, لولا أننا نعتقد أن بعض الناس لم تبْلغهم هذه الأحاديث أو بلغتهم لكن لم يفهموها حق فهمها لقلت إن الذي يُخالف هذه الأحاديث هو كافر, غير خاضع لكلام الرسول غير مؤمن به لكن في احتمال أنه ما بلغه هذا الحديث فهو معذور, في احتمال أنه بلغه هذا الحديث لكن ما فهمه حق الفهم ولذلك فليس لنا إلا أن ندعوَ الله أن يهدي هؤلاء الناس الذين لا يلتفتون لأحاديث الرسول عليه السلام هذه ولا يعملون بها.

قد يقول بعض الناس ممن يغلب عليهم الجمود الفكري والتقليد المذهبي, قد يقول طيب هؤلاء المشايخ ما بيفهموا؟ بيفهموا, طيب بلكة يكون فهمكم خطأ, أنت عم تقرّر وتقول هذا عام وما دخلوا تخصيص, بلكة هذا الفهم خطأ؟ بنقول نعم, ممكن يكون فهمي أنا خطأ وزيد وبكر وإلى أخره, فراح أجيب لكم بأى نصوص من أقوال الصحابة والأئمة الذين لا تستطيعون أن تلمزوهم ولا أن تغمزوا من قناتهم من علمهم وفهمهم, قد يقول قائل هذا الرجل ألباني مثل ما نسمع, هذا ما بيعرف يتكلّم اللغة العربية ونسمع أشياء أشياء, اتركوا هذا الألباني, هذا كبير من أكابر الصحابة ومن علماءهم عمر بن الخطاب كلنا يعرفه, ولده الذي هو من أصلح الصحابة وأزهدهم وأعبدهم ومن أعلمهم عبدالله بن عمر بن الخطاب, ماذا قال؟ قال مؤكّدا لهذا العموم الذي أنا أؤكده لكم في قوله عليه السلام (كل بدعة ضلالة) قال هو " كل بدعة ضلالة وإن رأها الناس حسنة " ((فأين تذهبون)) شو دخل الألباني في الموضوع؟ ابن عمر بن الخطاب يقول " كل بدعة ضلالة وإن رأها الناس حسنة " سد باب إذًا التحسين وأكّد أن قوْل الرسول عليه السلام (كل بدعة ضلالة) هو نص عام شامل لكل بدعة ولو رأها الناس حسنة هذا شيء, وشيء أخر من صحابي أخر ألا وهو حذيفة بن اليمان, حذيفة بن اليمان صاحب سر النبي عليه الصلاة والسلام, كان, نعم؟

العيد عباسي: صح أن يقول الرسول ... ؟

الشيخ: أيوه, كان يقول " كل عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فلا تعبّدوها " كل عبادة لم يتعبّدها الصحابة أنتم لا تتعبّدوا الله بها, فماذا نفعل نحن اليوم؟ الألوف من البدع نتقرّب بها إلى الله بزعم إنها بدعة حسنة, إذًا نحن خالفنا حذيفة بن اليمان الذي هو أيضا من كبار الصحابة وهو الذي اختص بحفظ سر الرسول عليه السلام فيما يتعلّق بمعرفة المنافقين في ذلك الزمان, هذا حذيفة بن اليمان إذًا يلتقي كلامه مع كلام ابن عمر أنه كل بدعة ضلالة مادام الصحابة ما فعلوها فأنتم لا تفعلوها, هذا ابن مسعود يقول " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم, عليكم بالأمر العتيق " هذا رغما عن من يتّهمون المسلمين بالرجعية, نحن نقول هذا الأثر الصحيح عن ابن مسعود يقول لنا كونوا رجعيّين حقيقين, عليكم بالأمر العتيق يعني تمسّكوا بما كان عليه الرسول ولا زيادة " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " شو معنى كفيتم الله قال ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) يعني أغناكم عن الابتداع في الدين لأنه أعطاكم دين كامل " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق ".

هذا ابن مسعود الذي قال هذه القولة وتكلّم بهذه الكلمة اسمعوا هذه القصة التي وقعت له في زمانه, كان لفضله وعلمه يؤتى إلى داره, كان الناس كل يوم صباحا يأتون إلى داره ينتظرون خروجه ليصحبوه إلى المسجد لعلهم يكتسبون منه فائدة, جاء ذات صباح أبو موسى الأشعري فوجد الناس ينتظرونه أي ينتظرون ابن مسعود, فقال أخرج أبو عبد الرحمن؟ أبو عبدالرحمن كنية عبد الله بن مسعود قالوا لا فجلس حتى خرج, قال أبو موسى يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت في المسجد أنفا شيئا أنكرته والحمد لله ولم أرى إلا خيرا, لاحظوا هنا النكتة, الشيء اللي أنكرته والحمدلله لم أرى إلا خيرا.

كيف لم يرى إلا خير ومع ذلك أنكره, شيء عجيب قال له ماذا رأيت؟ قال إن عشتَ فستراه, رأيت في المسجد أناسا حِلقا حِلقا وفي وسط كل حلقة منها رجل يقول لمن حوله سبِّحوا كذا احمدوا كذا كبّروا كذا.

وأمام كل رجل منهم حصى يعدّ به التسبيح والتكبير والتحميد قال ابن مسعود أفلا أنكرت عليهم؟ أفلا أمرتهم أن يعدّوا سيّئاتهم وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم شيء؟ قال لا انتظار أمرك أو انتظار رأيك, فرجع ابن مسعود إلى الدار وخرج متلثِّما لا يظهر منه إلا عيناه ثم انطلق إلى المسجد فوقف على الحلقات فرأى ما وَصَف له أبو موسى, فأزاح اللثام عن وجهه وقال ويحكم ما هذا الذي تصنعون؟ أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالوا والله يا أبا عبد الرحمن حصى نعدّ به التسبيح والتكبير والتحميد, قال عدّوا سيّئاتكم وأنا الضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء, ويحكم ما أسرع هلكتكم, هذه ثيابه صلى الله عليه وأله وسلم لم تبلى وهذه آنيته لم تُكسر والذي نفسي بيده أإنكم لأهدى من أمة محمد أو إنكم متمسّكون بذنَبِ ضلالة, شو معنى هذا الكلام؟ يقول ابن مسعود ما أسرع هلاككم؟ العهد بالرسول قريب, ما مضى عليه مائة سنة ولا مائتين سنة, هذه ثيابه كما هي لم تبلى, وهذه آنيته كما هي لم تُكسر ما آن لكم أن تضلّوا يمينا ويسارا وأن تحْدِثوا هذه البدع.

والذي نفسي بيده أئنّكم لأهدى من أمة محمد يعني أصحاب محمد الذين هو منهم, واحدة من ثنتين يا أنتم أهدى من صحابة الرسول عليه السلام الذين أنا منهم, واحد منهم أو الأخرى أو إنكم متمسّكون بذنب ضلالة.

ما قال لهن متمسّكون بضلالة وإنما بذنب ضلالة تبكيتا لهم فيما أحدثوا في دين الله عز وجل وأدخلوا في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم, قالوا وهذا لسان في اعتقادي, وهذا لسان كل الذين ابتلوا باتباع بعض الطرق وبعض المشايخ المبتدعين, فجل هؤلاء الأتباع نفوسهم صافية, نواياهم طيّبة يظنّون أن هؤلاء يدلّونهم على الخير ويدلونهم على السنّة, لكنهم يضلّونهم, فقالوا لما ابن مسعود بكّتهم بذلك الكلام عادوا إلى رؤوسهم فقالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير, صحيح ما أرادوا إلا الخير فأجابهم بالحكمة البالغة قال " وكم من مريد للخير لا يصيبه " " وكم من مريد للخير لا يصيبه " إن محمدا صلى الله عليه وأله وسلم حدّثنا إن أقواما يقرؤون القرأن لا يُجاوز حناجِرهم يعني لا يصل الإيمان إلى قلوبهم, يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرميّة, يقول ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه مبيّنا لهؤلاء الناس الذين ابتدعوا في دين الله أن الأمر ليس بالمقصد الحسن فقط, ومن هنا يخطئ كثير من الناس بيقل لك "أتركه نيّته طيّبة" يأتي إلى الميّت يناديه من دون الله بيجي الشيخ الضآل لما بيسمع الشيخ عم يهديه بيقل له "اتركه يا سيدي نيّته طيّبة" اسأله يعتقد أنه هذا الميت بينفع ويضر؟ يا سيدنا عم يشرك عم يقول يا باز أغثني يا ستي زينب عافيني أو إلى أخره, هذا ضلال.

فهنا ابن مسعود يلفت النظر إلى هذه الحقيقة وهي لا يكفي أنه يكون قصد الإنسان حسن, يجب أن يكون مقرونا مع القصد الحسن العمل الحسن, الرسول عليه السلام بيقول "لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها" لو رأيت رجلا جالسا على قبر أيّ قبر, قبر مسلم, مسلم عادي بتقل له لا تجلس على القبر يا أخي الرسول نهى عن هذا, بيقل لك والله يا أخي أنا رجّال تعبان, أنا ماني قاصد إهانة المسلم الميّت المدفون في هذا القبر, أنا تعبان هل يُسمع منه هذا الكلام؟ لا لأنه الرسول يقول لا تجلسوا على القبور, فأنت دبّر حالك مو على حساب الميت تريّح حالك, أترك لا تجلس فيجب أن يكون العمل حسنا أيضا مشروعا مثل النية الحسنة.

تمام الحديث (لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها) فإذا رأيت إنسان يصلي إلى قبر فنهه, فإذا قال لك يا سيدي أنا نيّتي طيبة, أنا ماني قاصد الميّت, أنا قاصد رب العالمين بس مو اقصد التبرّك به, هو وقع في الشيء اللي فار منه ولا يحسّ ولا يشعر المسكين لكن هات بأى قنّعه أنه نيّته سيّئة, نيّتك طيّبة وقلبك صافي لكن عملك سيء لأنك خالفت الرسول, الرسول عليه السلام عم يقل لك لا تصلي إلى القبر, فأنت عم تصلي للقبر فحسّن عملك مثل ما أنت بتزعم أنك محسّن إيش نيّتك.

هكذا ابن مسعود يقول لهؤلاء الذين قالوا ما أردنا إلا الخير, فكان الجواب " وكم من مريد للخير لا يصيبه " واحد بدّه يحجّ بدل ما يطلع بالطائرة ليُسافر إلى جدة, ومنها هو بيركب السيارة وبدو يروح لمكة, بيخطئ بالطائرة اللي بتاخذه لباريس أو لندن, إيش الفائدة؟ هذا ما راح يحجّ لأنه الحج من هنا وهو بيروح هذيك الناحية, فهو سلك الطريق اللي ما بيوصّله إلى مرضاة الله عز وجل.

كم من مريد للخير لا يصيبه, لماذا لا يصيبه؟ لأنه ما سلك الطريق الذي يوصله إلى هذا الخير, فالطريق الموصل للخير في هذه الدنيا ماهو؟ هل هناك طرق وإلا طريق؟ طريق, قال تعالى في القرأن الكريم ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتّبعوا السبل)).

السبل جمع سبيل, سبيل معنى طريق, معنى الأية بصراحة لا تتّبعوا الطرق والمسلمين اليوم يتّبعون الطرق والطريق الوحيد الفريد الذي أمرنا به بنصّ القرأن بإتباعه, تاركينه جانبا, عكس الأية تماما ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) هذا ما أصاب الجماعة الذين أنكر عليهم ابن مسعود, قال لهم " وكم من مريد للخير لا يصيبه " يعني أنتم سلكتم الطريق الذي لا يوصلكم إلى الخير وتركتم الطريق الذي يوصلكم إلى الخير ألا وهو طريق محمد عليه الصلاة والسلام, وليس هناك أبدا في الدنيا طريق موصل للخير مرضي لله عز وجل إلا طريق الرسول عليه السلام فقط لا غير فقط لا غير, وهذا القرأن كله ممتلئ بمثل هذه النصوص الكريمة ثم استدل ابن مسعود على ذلك, قال أن الرسول عليه السلام حدّثنا إن أقواما من المسلمين يقرؤون القرأن يعني بألسنتهم, ولكن لا يدخل هذا القرأن إلى قلوبهم, (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة) يومئذ لم يكن عندنا بندقية ورصاص ونحو ذلك إنما كان عندهم الحراب والسهام ونحو ذلك, فكان أحدهم يصطاد الحمار الوحشي مثلا بالسهم فإذا كان قويّ العضل وماهر في الرمي أصاب الدابّة فدخلت من هنا, خرجت من هنا, من قوة الضرب تشبيه بليغ جدا أن هناك ناس مسلمين يقرؤون القرأن بألسنتهم لكن لم تتأثّر بها قلوبهم كما هو شأننا الآن في هذا المثال البسيط ((وأن هذا صراطي)) الواحد ((مستقيما فاتبعوه ولا تتّبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله)) وين هذول المسلمين اللي عم نقرأ عليهم القرأن عم يقرؤون بألسنتهم ولم يدخل هذا الذي يقرؤونه إلى قلوبهم بدليل أن الطرق لا يُمكن حصرها بل كثير من الطرقيّين يصرّحون بدون أي حرج, يقول قائلهم الطرق الموصلة إلى الله بعدد إيش؟ الطرق الموصلة إلى الله بعدد أنفاس الخلائق, مش كدا؟ الله يقول الطريق الموصل هو طريق واحد وهم يقولون بعدد أنفاس الخلائق.

العبرة في نهاية هذه القصة ..

السائل: معناته تنكرون على من لا يتبع طريقة؟

الشيخ: أيوه, العبرة في نهاية هذه القصة بعد ما روى ابن مسعود هذا الحديث (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) الرجل اللي تابع الحادثة يقول فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان, الله أكبر, أصحاب الحلقات اللي كانوا يبسبسوا ويطقطقوا بالحصباء أصبحوا خوارج ضد علي وقاتلوا علي فقاتلهم علي وقاتلهم واستأصل شأفتهم, شايف ومن هنا يقول العلماء إن البدعة الصغيرة تؤدّي إلى البدعة الكبيرة هدولي بدؤوا يجتمعوا اجتماعات لم تكن معروفة بعد الرسول عليه السلام, وبدأ أحدهم يتريّس على الجماعة البسطاء الطيبين القلوب, بيقل لهم سبّحوا خمسين مين قلوا سبح خمسين؟ أنت نبيّ يوحى إليك من السماء؟ هيك طلع منه وبعد شوي بيطلع منه خمس وسبعين وعلى ها المساكين هذولي أن يتبعوه لأنه شيخهم, هذا عبارة عن تريّس بالباطل على هؤلاء المسلمين الطيبين المساكين.

هذولي ها الجماعة برئيسهم صاروا خوارج ضد علي فقتلهم علي لأنهم خرجوا على الإسلام فالبدعة الصغيرة أوصلتهم إلى البدعة الكبيرة.

هذا قصة وقعت لمن قال تلك الكلمة السابقة " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " دعونا بأى الطرق دعونا الطقطقة بالمسبحة بالحصى بما شابه ذلك, لأنه كل هذا لم يكن من عهد الرسول عليه السلام, ما أظن أحد منكم راح يفهم مني أنه لا تذْكروا الله لا تسبّحوا الله, لا إنما نعني اذكروا الله كما جاء في كتاب الله وسبّحوا الله كما بيّن رسول الله فلا يكفي أن الله قال ((واذكروا الله ذكرا كثيرا وسبّحوه بكرة وأصيلا)) ألا يكفي أن الرسول عليه السلام قال (من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) أحاديث كثيرة من هذا النوع والحمد لله فعلينا نحن نطبّقها وبلاش مشيخة ونحط حالنا كأننا نبيّ معصوم بنقل لهم سبّحوا اقرؤا صلوا على الرسول عليه السلام بأم الأربع والأربعين, أربعة ألاف وأربعمائة وأربع وأربعين مرة منين هذا الوحي جاء؟ ما بتعرف الصلاة أربعة ألاف وأربعمائة وأربع وأربعين, الحمد لله.

هذا عدد لو نزل وحي السماء يمكن كثير من الناس ما بيعملوا فيه, ما بيدخل في عقلهم لكن لمّا جاءهم من بعض الطرق, خضعوا وسلّموا تسليما, الله أكبر.

هذا من آثار الابتداع في الدين, الصلاة ها اللي لما نزل قوله تعالى ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليما)) قالوا يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال (قولوا اللهم صلي على محمد وعلى أل محمد كما صليت على إبراهيم) الصلوات اللي بيعرفوها الأطفال الصغار يصلّى بها في التشهّد الأخير.

هذه أفضل صلاة تفسير لقوله (صلوا عليه وسلّموا تسليما) ما عجبت جماعة المسلمين فكل طريق له صيغة صلاة عن الصيغة الأخرى أش معنى هذا؟ معناه أنه يا رسول الله أنت جئتنا بصلاة هذه خاصة ببعض المساكين الدراويش أما من الجماعات اللي بيقولوا حدّثني قلبي عن ربي, هذولي بحاجة إلى صيغة أخرى غير هذه الصيغ, لا والله مو هيك لكان شو هو؟ مو هيك مو بها التأويل لكان شو التأويل؟ هاي الصيغة موجودة في صحيح البخاري وصحيح مسلم ليش لما بتذكروا تصلوا على الرسول عليه السلام ما بتقولوا اللهم صلي على محمد وعلى أل محمد كما علّمنا الرسول عليه السلام وإنما اللهم صلي على محمد الفاتح لما أغلق الخاتم لما سبق إلى أخره, قد يكون الكلام من حيث المعنى جميل في بعض الأحيان لكن أليس هذاك الذي جاء به الرسول أجمل وأكمل وأفصح وو إلى أخره؟ مع ذلك فيأتي أحيانا كثيرا من الصلاة فيه الكفر بعينه والناس لا ينتبهون, الذي هو عينك لغيرك في بعض الأذكار.

السائل: الشاذلية.

الشيخ: نعم.

السائل: الشاذية.

الشيخ: لا التيجانية هذه أظن, الذي هو عينك لا غيرك صلي على محمد الذي هو عينك يا الله وليس غيرك هذا هو الكفر بعينه لكن الناس ما بيعرفوا, الناس العامة ما بينتبهوا, شو لأسهل لهؤلاء الناس, يا أخي ارجعوا للسنّة اخلصوا من المشاكل, مو كل إنسان بنقدر نعمل له هذه المحاضرة هاي كل ساعة كل دقيقة, فالعصمة كما قال عليه السلام (تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي) اذكر الله وصلي على الرسول بسأل الشيخ قل له دلني على السنّة, بدي أصلي على الرسول بس على ما صلى عليه الرسول نفسه والصحابة وإلى أخره.

فهذه القصة كما سمعتم فيها عبرة, انقلبوا إلى خوارج بسبب إيش؟ إعراضهم عن السنّة, كمان عندنا أقوال أخرى عن الصحابة كيف أنهم فهموا حديث كل بدعة ضلالة على عمومه مش أنا فهمته.

ابن عمر السابق الذكر يكون في مجلس كهذا فعطس رجل في المجلس وقال الحمد لله والصلاة على رسول الله, قال ابن عمر متلطّفا رقيقا جدا, قال له وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله, أنا بصلي معك على الرسول عليه السلام لكن مو هيك علمنا الرسول عليه السلام, لكان شو علّمنا؟ قول الحمد لله رب العالمين, الحمدلله على كل حال.

ماذا فعل ابن عمر هنا؟ ابن عمر فعل هنا كما يفعل بعض إخواننا من أهل السنّة حينما يسمعون المؤذن بعد ما بينتهي من الأذان الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله بيستأنف كوالة أطول من الأذان, بيبدأ بيصلي على الرسول في زعمه هو, فهذا السنّي بيعرف أنه هاي الزيادة ليست من الأذان لكن ما عنده أسلوب ابن عمر, أسلوب ابن عمر ما شفتوا شلون دخل معه, قال له أنا مثل حكايتك, أنت شو قلت؟ الحمد لله والصلاة على رسول الله, أنا بأقول مثل حكايتك الحمدلله والصلاة على رسول الله لكن كثير من إخوانا ما عندهم الأسلوب هذا فهذا أولا مثل ... الحمد لله والصلاة على رسول الله, لكن كثير من إخواننا ما عندهم الأسلوب هذا, فهذا أولا هبة ويحتاج إلى علم فبيسمع أحد إخواننا المؤذن هذا بيزيد على الأذان كوانات كليشات قديمة جدا, بيقل له زيد لا تصلي على الرسول, هذاك بينزل بيحكي عنه أنه هذا أنكر الصلاة على الرسول وبيقعوا بأى في فتنة لا نهاية لها, والحقيقة أنه هذا السنّي لو أنكر الصلاة على الرسول كفر لأنه الصلاة على الرسول مذكورة في القرأن كما سمعتم.

لكن هو ما عارف يحكيله, ما عارف يبيّن له, يقل له يا أخي الصلاة على الرسول جاء ذكرها في القرأن جاء الحضّ عليها في حديث الرسول عليه السلام لكن مو هيك أذّن بلال, الرسول علّم بلال يأذّن مو هيك علّمه, ما في ها الأسلوب, تقع المشاكل هذه والفتن, فعلّمنا.

السائل: اللي بيقولوا عنه وهابي اللي ما بيصلي على النبي هاي.

الشيخ: هذا هو المشكلة, فالشاهد ابن عمر علّمنا هذا الأسلوب أنه أنا بأقول مثلك الحمد لله والصلاة على رسول الله لكن ما هكذا علمنا رسول الله, فماذا أخطأ هذا الرجل الذي عطس وصلّى؟ جماهير الذين يقولون في بدعة حسنة, ما بيحسّوا أنه هذا أخطأ, شو أخطأ؟ صلى على الرسول, الصلاة على الرسول خطأ؟ أعوذ بالله لكن الذين يقولون كل بدعة ضلالة مثل ابن عمر ونحن تبع له يقولوا أخطأ, شو وجه الخطأ؟ وجه الخطأ أنه وضع العبادة في غير محلّها, أنا لو رجل جلس في التشهد وعقله زيّن له الفلسفة الآتية, يا ترى الفاتحة أفضل وإلا التحيات لله والصلوات والطيبات أفضل؟ في حدا بيقول التحيات أفضل من الحمد؟ لا بباعث ها الدعوة الصحيحة طلعت معه الفلسفة الآتية, مادام الفاتحة أفضل من التحيات لله فأنا ليش بأقرأ التحيات في التشهد خليني أقرأ الفاتحة, في حدا من المسلمين حتى اللي بيقولوا في في الإسلام بدعة حسنة, بيقول هذا أصاب؟ لا أحد يقولها ليه؟ لأنه الفاتحة الشارع وضعها في القيام والتشهد وضعها في القعود فلما بيجي إنسان بيتفلسف وبيقلب الحقائق الشرعية فهو بيحدث شيء جديد فيأتي الحديث ليقول له (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

إنسان يأتي إلى التشهد كما جاءنا عن الرسول عليه السلام فبيدّخل هو جمل من عنده, مثلا تشهد ابن مسعود (التحيات لله والصلوات والطيبات) إلى أخره, هو شو بيقول؟ التحيات لله سبحانه وتعالى, كفر في هذا الإنسان؟ ما كفر, ذمّ رب العالمين وطعن فيه وإلا إيه مجّده؟ مجّده لكن أحسن أم أساء؟ أساء, ليه؟ لأنه زاد شيء ما جاء به الرسول اللي قال قولوا إذا جلس أحدكم في التشهد فليقل التحيات لله إلى أخره التحيات لله سبحانه وتعالى والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله عز وجل وبركاته, كمان شو سوى؟ زوّد أساء أم أحسن؟ أساء مع أنه ما جاء إلا بتعظيم لله عز وجل, هذا الكلام هلاّ لو حكينا مع الذين يقولون في بالإسلام بدعة حسنة؟ بيقل لك لا هي مضبوطة ليه؟ زيادة, طيّب نمشي لنشوف لنهاية المطاف, السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله عز وجل وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سبحانه وتعالى, هذا كله ما بيجوز الزيادات هذه, طيب.

اللهم صلي على سيدنا محمد جاز؟ لا جاز ليش؟ سيدنا محمد سيدنا, طيب وربنا عز وجل مو عز وجل؟ ليش هاي ما قبلتوها وهاي قبلتوها؟ ما في فرق أبدا اللهم صلي على سيدنا اعتدناها وصارت جزء من ديننا ومن حياتنا, أما ها التعظيم لرب العالمين في التحيات ما اعتدناها والإنسان بينكر أول ما بيسمع حتى السنّة أول ما بيسمعها بينكرها, فلما بيسمع التحيات لله سبحانه وتعالى إلى أخر ها التصوير أو الصورة اللي قدمناها بينكرها, لأنه ما اعتاد عليها, فإذا جئت أنت بسنّة ما اعتاد عليها بينكرها أيضا, فما الفرق الآن بين الزيادة في التشهد وبين الزيادة في الصلوات الإبراهيمية, كله من باب واحد, كله من باب قول عمر وأنا أقول معك والصلاة على رسول الله وأنا أقول معكم ها اللي بتقولوا بالتشهد الله يحفظكم, اللهم صلي على سيدنا محمد, أنا أقول معكم اللهم صلي على سيدنا محمد لكن ما هكذا علّمنا سيّدنا محمد, وهو كما قال (أنا سيد ولد آدم ولا فخر آدم) فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة.

فابن عمر إذًا جاءنا بهذا النموذج من الإنكار الذي يدل على تفصيل قوله السابق " كل بدعة ضلالة وإن رأها الناس حسنة " هذا الرجل قال ما فيها شيء, الصلاة على الرسول خير وجاء في القرأن فأنكرها ابن عمر عليه, نأتي إلى مثال أخر عن سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشّرين بالجنة, روى الإمام أحمد في مسنده أن سعدا سمع رجلا يلبّي في الحج يقول (لبيك ذا المعارج) كمان الثاني كلهم خرجوا من مدرسة الرسول عليه السلام المؤمنين.

فأكتفي برواية عن الإمام مالك, الإمام مالك إمام دار الهجرة " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وأله وسلم خان الرسالة إقرؤوا قول الله تبارك وتعالى ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ولا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلُح به أوّلها " انظروا لكلمة مالك هذه ما أعظم شأنها, هو يقول من ابتدع بدعة واحدة في الإسلام فقد زعم أن محمدا خان الرسالة, ليه؟ لأنه في رسالته يقول عن رب العالمين ((اليوم أكملت لكم دينكم)) فإذا كانت هذه البدعة الحسنة ليش كتمها الرسول عليه السلام؟ إذًا هذا معنى أن الرسول خائن ومن قال هذا فهو كافر.

إذًا الرسول أدّى الرسالة وبلّغ الأمانة فالذي يقول هذه بدعة حسنة هو الذي خان الرسالة ولم يبلّغ الأمانة وكفر بالإسلام, واحدة من ثنتين, يا الرسول خان وهذا كفر ولا يقول به مسلم أو أنت لعم تقول هذه بدعة حسنة, هنا الخيانة لأنه هذا ضد الإسلام ثم يقول فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا يعني كل عبادة.

ترجع كلمة الإمام مالك إلى كلمة حذيفة بن اليمان السابقة " كل عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله فلا تعبّدوها " مالك يقول " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا " يلتقي قول مالك مع قول حذيفة ليه؟ لأنه كلّ يأخذون من مشكاة واحدة, السلف الصحابة التابعون يأخذون عمّن قبلهم وأتباع التابعين يأخذون عمّن قبلهم وهكذا لكن الخلف بأى تركوا السلف ووقع الإنحراف في الضلال " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ".

في أصرح من هذا أنه مافي بدعة حسنة في الإسلام؟ " من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة إقرؤوا قول الله عز وجل ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دنيا ولا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلُح به أولها " فإن أردنا صلاح الأمة اليوم فالطريق أن نعود إلى ما كان عليه سلفنا الصالح, هذا من تمام كلام الإمام مالك.

فبعض هذه النصوص كما ترون تؤكد أن البدعة في الإسلام في الدين ضلالة مهما كان شأنها لكن الذين يذهبون إلى أن في الإسلام بدعة حسنة لهم بعض الشبهات فلا يتمّ هذا البحث ولا يتركّز خلاصته في ذهن السامعين إلا بأن يسمعوا جواب عن تلك الشبهات التي يركَن إليها المخالفون لهذه النصوص الصريحة بأن كل بدعة ضلالة, فمن تلك الشبهات حديث صحيح مشهور وهو (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقصَ من أجورهم شيء ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء) هؤلاء يفهمون هذا الحديث ويفسّرونه بقولهم من سنّ في الإسلام سنّة حسنة أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة.

والشطر الثاني من سنّ في الإسلام سنّة سيّئة, من ابتدع في الإسلام بدعة سيئة, هذا التفسير نحن نراه خطأ فاحشا وعندنا الدليل على ذلك من ناحيتين, الناحية الأولى أن نستحضر لكم المناسبة التي قال الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الحديث ثم انظروا هل يتّفق هذا المعنى الذي فسّروا به الحديث مع تلك المناسبة, فسترون التباين الكلي بين هذا المعنى المزعوم وبين المناسبة الآتية, روى الإمام مسلم في صحيحه من رواية جرير بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وأله وسلم فجاء أعرابٌ مجتابي النمار متقلدي السيوف عامّتهم من مضر بل كلهم من مضر, فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم تمعّر وجهه يعني تغيّرت ملامح وجهه أسفا وحزنا على فاقتهم وفقرهم, فوقف في الصحابة خطيبا وقال ((يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتيَ أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدق وأكن من الصالحين)) ثم قال عليه السلام (تصدّق -أي ليتصدّق- رجل بدرهمه بديناره بصاع بره بصاع شعيره) ووعظهم الرسول عليه السلام وحضّهم على أن يحسنوا إلى هؤلاء الفقراء, فقام رجل من الصحابة وانطلق إلى داره ثم رجع يحمل في طرف ثوبه ما تيسّر له من طعام تمر قمح شعير اللي هو أو دراهم وضعها أمام الرسول عليه السلام, فتنبّه الصحابة الأخرون وقام كل منهم ليعود ويحمل أيضا ما تيسّر له من طعام من دراهم ووضعها أمام الرسول عليه السلام, وضعوها أمام الرسول عليه السلام, فاجتمع بين يديه كأكوام الجبال صغيرة من طعام ودراهم, فلما رأى ذلك عليه الصلاة والسلام تهلّل وجهه كأنه مُذهبة أي الرسول صلوات الله وسلامه عليه ظهرت أثار الفرح والسرور على وجهه حتى صار وجهه كأنه مُذهبة أي كالفضة البيضاء المطليّة بالذهب هكذا, فرحا باستجابة أصحابه له, غير ناس أن الفضل بعده يعود إلى الرجل الأول الذي جاء بالصدقة الأولى فتّبعه أصحابه, فقال عليه الصلاة والسلام بهذه المناسبة (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة) أين البدعة هنا؟ وهم يفسّرون الحديث بما سمعتم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ليس هناك بدعة, فهذا يؤكد لكم أن هذا التفسير من أفحش الأخطاء التي تصدر من بعض الناس.

ليس في هذه الحادثة كما سمعتم ما يمكن أن يسمّى بدعة لأن الصدقة تأتي بالكتاب وفي تلك اللحظة قال لهم ((يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم)) قال الله تبارك وتعالى.

السائل: ... .

الشيخ: أي نعم, فالصدقة ليست بدعة, فإذًا كيف يقول الرسول بهذه المناسبة (من ابتدع) وليس هناك بدعة, هذا شيء عجيب.

الناحية الثانية من الرد والجواب على هذه الشبهة نغضّ النظر الآن عن هذه المناسبة التي توضّح تمام التوضيح أن هذا التفسير خطأ لنناقشهم في نفس التفسير الذي زعموه, أنتم تقولون أن معنى الحديث من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ومن ابتدع في الإسلام بدعة سيئة, نسأل هؤلاء نقول لهم ما هو الطريق أو بأي وسيلة يُمكن معرفة كون البدعة حسنة أو كونها سيّئة? أهو بعقلي وبعقلك, بعلمي بعلمك بفهمي بفهمك أم بالقرأن والسنّة؟

ماهو الشيء الحسن؟ أليس هو الذي حسّنه الله, ماهو الشيء القبيح؟ أليس هو الذي قبّحه الله, إذًا أنتم بتقولوا معنى الحديث من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة, إذًا كون هذه البدعة حسنة لابد أن يكون هناك دليل في الكتاب أو في السنّة يدلّ على أنه حسنة أو على أنها سيّئة, لا يمكن أن يقولوا إلا هكذا, كون هذه البدعة حسنة إنما يثبت ذلك بدليل الكتاب والسنّة وكون تلك البدعة سيئة إنما يثبت ذلك بالكتاب والسنّة.

فكل بدعة هم يزعمون أنها حسنة نقول لهم ((هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)) هاتوا الدليل من الكتاب والسنّة أن هذه البدعة بدعة حسنة ونحن معكم على أنها بدعة حسنة, لا لأنكم استحسنتموها وإنما لأنكم جئتم بالدليل الشرعي من الكتاب والسنّة على تحسينها.

وتلك الأخرى جئتم عليها بدليل من الكتاب و السنّة على أنها سيئة, وحينئذ يزول الخلاف لأن كل بدعة حسنة في زعمهم لابد أن يكون دليل حُسنها في الكتاب والسنّة, فأين دليل حسن مثلا الاحتفال بمولد الرسول عليه السلام مثلا, ما في دليل, ما في أية, ما في حديث, ما في الصحابة فعلوا, ما في التابعين فعلوا, ما في أتباع التابعين, إذًا ما قام الدليل الشرعي على حسنها حتى على تفسيركم فالحديث ليس حجّة لكم, مادام كل سنّة حسنة لا بد ليكون لها دليل من الكتاب والسنّة, أنا أتيكم الآن بمثال يوضّح لكم هذا, عمر بن الخطاب من الأشياء التي يعني تُسجّل في مناقبه ومحاسنه رضي الله عنه أنه أخرج اليهود من خيبر, أظن تعرفون جميعا هذا, طيب فإخراج عمر اليهود من خيبر أمر حادث لم يكن لأنه الرسول مات واليهود في خيبر, ألستم تعلمون هذا؟ الرسول مات واليهود في خيبر, مين أخرجهم؟ إذًا هذا أمر حادث, تعال نطبّق الحديث ها اللي فسّروه بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة, نسألهم فِعْلة عمر هذه بدعة حسنة ولا سيّئة؟ باعتبار شيء جديد حدث, فإن قالوا بدعة حسنة نطالبهم بالدليل, وإن قالوا بدعة سيئة بنطالبهم بالدليل من الكتاب والسنّة.

الواقع نحن راح نقدم لهم الدليل أنه هذا الفعل اللي فعله عمر أنا ما أقول طبعا بدعة حسنة لكن أجاريهم مجاراة, أعتقد أنه هذا أمر مشروع وهو يمكن يسمّونه بدعة حسنة, من أين جاءت شرعية هذه الحادثة وهي حادثة بعد الرسول عليه السلام؟ الدليل على ذلك حديثان, الحديث الأول أن الرسول عليه السلام لمّا فتح خيبر صالح اليهود على أن يبقوا فيها يزرعوها وعلى أن لهم النصف الشطر وللرسول عليه السلام الشطر, معاملة مزارعة وقال لهم في الاتفاق الذي عقده بينه وبينهم على أن نقرّكم فيها ما نشاء, نقرّكم في خيبر ما نشاء, مش إلى الأبد ما نشاء, فمات الرسول عليه السلام وهم في خيبر, جاء أبو بكر من بعده ومات وهم في خيبر ثم بدى لعمر إخراجهم, لماذا الرسول عليه السلام أقر اليهود في خيبر وهذا خلاف كل الفتوحات الإسلامية تقريبا؟ كان يضع المسلمين هناك ويحكمون في البلدة ويكون هنالك كالأسرى والعبيد, لماذا عامل اليهود هذه المعاملة؟ لأنهم كانوا صاحب خبرة في الزراعة, ولم يكن في الصحابة بعد من تعلّم الزراعة فتركهم, فلما مع الزمن تعلّم الصحابة المهاجرون والأنصار الزراعة, فراحوا براة خيبر وحل محلهم المسلمون الذين صاروا يعرفون الزراعة.

السائل: ... سنّة حسنة.

الشيخ: هذا الدليل الأول أنه الرسول قال نُقِرّكم فيها ما نشاء فأخرجهم عمر, فإخراجه ليس بدعة عندنا لأنه البدعة ضلالة وهذا إنما نفّذ نصّا نبويا, نقرّكم فيها ما نشاء, النص الثاني قال عليه الصلاة والسلام (أخرجوا اليهود من جزيرة العرب) فإذًا هو نفّذ نصا نبويا, هذا لا يسمّى بدعة.

فإذًا, نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: ... , نعم فإذًا سيّدنا عمر بن الخطاب نفّذ نصا نبويا فهذا لا يسمّى بدعة إن سمّيتموها أنتم بدعة حسنة فلأنه الدليل الشرعي قام فيه حسن فيبقى الخلاف بأى بيننا وبينهم في اللفظ هم بيسمّوه بدعة حسنة نحن شو بنسميها سنّة حسنة لكن المهم أصحك تستحسنوا البدعة بعقلكم, المهم أن تأتوا بالدليل من الكتاب والسنّة على أنه هذا الذي تسمّونه ببدعة حسنة قام الدليل الشرعي على أنه حسنة فعلا, يبقى خلاف في التسمية ولا مشاحّة في الاصطلاح كما يقولون.

هكذا إذًا كل من يدعي أنه هناك في الإسلام بدعة حسنة لابد من أن يأتي بدليل من الشرع على أن هذه البدعة حسنة لاسيما وهناك اختلاف نشب قديما بين أهل السنّة من جهة والمعتزلة من جهة أخرى, فالمعتزلة يقولون الحسن ما حسّنه العقل والقبيح ما قبحه العقل, يعني ما رأه العقل حسنا فهو حسن وما رأه العقل قبيحا فهو قبيح, أهل السنّة قالوا لا, العقل لا يستقل بمعرفة كون هذا الشيء حسن وكون ذاك الشيء قبيح, لكن العقل يستطيع أن يفهم حسن الشيء بعد أن يأتي الشرع بتحسينه ويستطيع أن يفهم قبح الشيء بعد أن يأتي الشرع بتقبيحه, أما أن يستقل العقل البشري بأن يحسّن يقبح لا, هذا موضع خلاف بين أهل السنّة والمعتزلة قديم ولا شك أن الحق مع أهل السنّة ولا المعتزلة لكن جماعة أخر الزمان اليوم صاروا معتزلة ليه؟ كل ما بتجي بدعة يقل لك شو فيها, يا أخي هذه بدعة حسنة فحكّموا عقولهم ووقعوا ضد أئمة السنّة الذين كانوا ضد المعتزلة, وقعوا في التحسين والتقبيح العقلي, هذا حسن ليه؟ والله عقلي شايفه حسن ما فيها شيء, وهذا عبارة يعني بيلهجوا بها في أدنى مناسبة.

هذا من الشبهات التي يركنون إليها (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة) فعرفتم الجواب من وجهين, الجواب الأول أن المناسبة تدل أنه ليس معنى الحديث من ابتدع وإنما من افتتح الطريق للخير والخير هناك هي الصدقة وهي مشروعة من قبل, والجواب رقم اثنين إنه إذا فسرتم أنتم الحديث بما سبق فنحن نطالبكم في كل بدعة حسنة بدليلها فإن جئتم بالدليل مثل ما نحن أتينا بدليل سنّة عمر هناك اللي أحياها, فنحن معكم لأنه اتبعنا الدليل جميعا وإن لم تأتوا بالدليل فمعناه أنتم صرتم مع المعتزلة الذين يحسّنون بعقولهم.

ومن شبهاتهم حديث " ما رأه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن " الجواب هذا الحديث لا أصل له في شيء من كتب السنّة إطلاقا كحديث عن الرسول عليه السلام, لكنه من قول ابن مسعود يعني حديث موقوف في اصطلاح المحدّثين ثم لا يعني ما يعنيه هؤلاء المتأخّرون من توسيع دائرة المسلمين في هنا, ما رأه المسلمون لا يعني ابن مسعود كل المسلمين في كل زمان في كل مكان وإنما يعني نُخبة أفضل المسلمين بعد الرسول عليه السلام والدليل على هذا أن هذه الجملة من كلام ابن مسعود لها مناسبة مثل مناسبة حديث (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة) لما عرفنا مناسبة الحديث تجلّى معنى خطأ التفسير السابق, كذلك إذا عرفتم الآن مناسبة قول ابن مسعود " ما رأه المسلمون حسنا " سيتجلّى لكم خطأ الاستدلال على استحسان البدعة في الدين لما توفّيَ الرسول عليه السلام واجتمع أصحابه الكرام لاختيار خليفة له من بعده, فاختاروا أبا بكر الصديق رضي الله عنه كما هو معروف, بهذه المناسبة بمناسبة اختيار أبا بكر, قال ابن مسعود " إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وأله وسلم رسولا نبيا وجعل له وزراء وأنصارا فما رأه المسلمون " وين رجع المسلمون؟ للوزراء والأنصار " إن الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا وجعل له وزراء وأنصارا " " فما رأه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن " بيعنينا نحنا؟ , بيعنينا ومن قبلنا؟ بيعني التابعين؟ لا بيعني الصحابة كلهم كمان لا, وإنما بيعني نخبة الصحابة ها اللي كنى عنهم بقوله " وزراء وأنصارا " فما رأه هؤلاء الوزراء والأنصار حسنا فهو عند الله حسن.

وهكذا الذين اختاروا أبا بكر الصديق خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من وزراء الرسول عليه السلام وأنصاره, من المهاجرين والأنصار وهذا يلتقي أخيرا مع قوله عليه السلام في الحديث الصحيح (لا تجتمع أمتي على ضلالة).

فاجتمع كبار صحابة الرسول عليه السلام على اختيار أبا بكر الصديق خليفة فشو علاقة هذه الكلمة مع قول ليست من حديث الرسول وإنه من كلام ابن مسعود قالها بمناسبة اختيار الصحابة الكبار لأبي بكر الصديق, شو علاقتها كل ما واحد ابتدع بدعة واستحسنها بعقله يا أخي قال رسول الله " ما رأه المسلمون حسن فهو عند الله حسن " ما قال الرسول هذا الحديث أولا وإنما قال هذا ابن مسعود وما قالها بالمعنى الذي يريده هؤلاء وإنما المعنى ضيّق جدا أراده هو وزراء الرسول وأنصاره, وكفى الله المؤمنين القتال.

وأخيرا يحتجّون بقول عمر بن الخطاب " نعمت البدعة هذه " في صلاة التراويح.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: فبتذْكروا ... الله أكبر, هذا فعلا قاله عمر ولكن بأيّ معنى قاله؟ هنا الموضوع جماهير القائلين بالبدعة الحسنة يفسّرون كلمة عمر " نعمة البدعة هذه " أي أن عمر أحدث صلاة التراويح جماعة من عنده مثل ما أخرج اليهود من عنده يعني اليهود قطعا ما أخرجهم اليهود ما, عفوا ما أخرجهم الرسول, مين أخرجهم؟ عمر, صلاة التراويح في زعم هؤلاء المستدلّين بقول عمر " نعمت البدعة هذه " ما فعلها الرسول, مين فعلها؟ عمر بن الخطاب رضي الله عنه, هكذا يقولون, وهذا خطأ وهذا فيه إتهام لعمر بالجهل.

لتعلموا هذه الحقيقة نروي لكم حديث البخاري في صحيحه من رواية عبد الرحمن بن عبدلي القاري أنه خرج مع عمر بن الخطاب ليلة إلى مسجد الرسول عليه السلام فرأهم يصلّون قيام رمضان زرافات ووحدانا, فقال لو جمعناهم وراء إمام واحد ثم بدا له ذلك وعزم على ذلك, في ثاني يوم أمر أبيّ بن كعب أن يصلي بهم إماما فخرج لأول مرة يرى المسلمين يصلّون جماعة في صلاة التراويح وراء إمام واحد هو أبي بن كعب فقال " نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل ".

تشبث بهذه الكلمة القائلون بالبدعة الحسنة, تمسّكوا بها لفظيّا دون أن يمعنوا النظر إلى ما قصد منها, قالوا هاي عمر بن الخطاب قال قبل كل شيء أنه " نعمت البدعة هذه " وثاني شيء قالها في صلاة التراويح وهاي لم يفعلها الرسول عليه السلام وأقول بصراحة هنا حرمةً للسنّة وتعظيما لعمر كذبوا, حين قالوا أنه عمر أحدث هذا, كذبوا إنما سنّ ذلك الرسول وعمر أحيا ذلك, فإنكم تعلمون الحديث الذي في صحيح البخاري من حديث السيدة عائشة رضي لله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في العشر الأخير من رمضان فصلّى في المسجد فرأه بعض الصحابة فاقتدوا خلفه, ثاني يوم انتشر خبر صلاة الرسول في الليلة السابقة فلمّا خرج الرسول في الليلة الثانية اللاحقة كثُرَ المصلون خلفه, في الليلة الثالثة امتلأ المسجد, في الليلة الرابعة اجتمعوا كما كانوا سابقا في الليلة الثالثة وانتظروا وانتظروا وانتظروا حتى ملّ بعضهم فأخذوا حصباء من المسجد ويحصبون باب بيت الرسول عليه السلام بظن أن الرسول نايم مسيطر عليه النوم لكن الرسول كان يقضان وكان عن عمد متأخرا عن الخروج, وفتح الباب وخرج عليهم مُغْضبا قائلا إنه لم يخفى عليّ مكانكم هذا إني عمدا صنعت أو تركت إني خشيت أن تكتب عليكم.

السائل: تفرض

الشيخ: معنى تكتب أي تفرض (فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ثم مات عليه الصلاة والسلام في ربيع الأول ولم يدرك رمضان الثاني, فهنا أول شيء الرسول سنّ صلاة التراويح جماعة لكن ما تابع كما رأيتم خشية أن تُفرض عليهم, وبوفاة الرسول عليه السلام تزول الخشية هذه لأنه بوفاته تمّت الشريعة, التراويح فرض؟ لا ما هو فرض لأنه ماداوم الرسول عليه السلام عليها حتى يصير فرض, فجاء عمر وأحيا هذه السنّة بعد أن زالت الخشية التي من أجلها ترك الرسول عليه السلام المواظبة عليها ..

السائل: ... .

الشيخ: والشيء الثاني, أخّر سؤالك, والشيء الثاني أن أبا داود روى في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من صلى صلاة العشاء في رمضان مع الإمام ثم قام معه كُتِب له قيام ليلة) إذا صلى العشاء مع الجماعة وصلّى قيام رمضان مع الجماعة كأنه قام الليل كله, ففي هذا الحديث حضّ على صلاة التراويح جماعة, فإذًا أين البدعة اللي ابتدعها سيدنا عمر, ما ابتدع شيئا بل الحقيقة هو أحيا سنّة فعلها الرسول وحضّ عليها بقوله.

هنا يأتي سؤال طبيعي مثل ما استعجل صاحبنا الأخ هنا, ليش أبو بكر ما أحياها؟ نحن نقول هنا جوابين, الجواب الأول الذي نعتقده أن أبا بكر الصديق كانت مدة خلافته قصيرة سنتين ونصف اللي بيعرف التاريخ, سنتين ونصف وثانيا كانت خلافته مع قِصر مدّتها كانت مشغولة بانصرافه إلى محاربة أهل الردّة ويخشى على الإسلام أن يرجع القهقهرى بسبب الردّة التي أصيب بها بعض المسلمين في الجزيرة العربية, فكان هو مشغول بما هو أهم من أن يحيي سنة من السنن, لو أجمع المسلمون على تركها ما تقوم قيام الساعة عليهم لأنه ماهو فرض عليهم, فكيف قُدّامه جيوش جرّارة من المرتدّين عن دينهم عم ينتشروا ينتشروا الأراضي في البلاد ولذلك هو وجّه كل همّته لصدّ اعتداء هؤلاء أو انتشار هؤلاء أهل الردة فهو لم يكن متفرّغا لمثل إحياء هذه السنّة.

هذا الشيء الأول, الشيء الثاني يا سيدي ما خطر في باله أبو بكر الصديق شو صار؟ نحن بيهمنا نعرف أنه أخطأ عمر وإلا أصاب, أما ليش مثلا الشيخ بيقوم في الليل والناس نيام, أنا ما أقوم ليش ما أقوم؟ وليش هو بيقوم؟ الله هداه وفّقه لما لم يوفّق الثاني, يا أخي أنا ماني أثم لأني ما تركت فريضة وهو ما هو ممكن ... لأنه عم يصلي قيام الليل ها اللي شُرعت في كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالمهم في بحثنا هنا مش نعرف ليش ما فعل أبو بكر, لا نعرف الذي فعله عمر هل هو بدعة وإلا سنّة, هذا هو بيت القصيد في الموضوع.

فإذا عرفنا ليش ما فعل أبو بكر, فوالله زيادة علم و نور على نور وإن ما عرفنا ما نقص منا خطورة ها البحث هذا وقوته وأهميته شيء إطلاقا لأنه نحن نريد أن نثبت أن نرد على هؤلاء الذين يتّهمون عمر بن الخطاب بأنه ابتدع صلاة التراويح جماعة, حاشاه أن يبتدع شيئا في دين الله وإنما هو أحيا سنّة من سنن رسول الله صلاها ثلاث ليالي بنفسه ثم حضّ الناس على أن يصلّوها مع الجماعة حين تزول الخشية, فلما زالت الخشية بوفاة الرسول عليه السلام أحياها عمر بن الخطاب.

يأتي السؤال الأخير لمَ قال " نعمت البدعة هذه " لأنها كانت متروكة من قبل, ما بين ترك الرسول لها وإحياءه إياها مضى زمن ما يعرفوها الناس هكذا جماعة وراء إمام واحد, فهذه تسمّى بدعة لغويّة مش بدعة شرعية لأنه إذا قلنا هذه بدعة شرعية, ردينا ها الأحاديث الصحيحة أن الرسول صلاها والرسول حضّ عليها, فهذه ليست بدعة شرعية وإنما سمّاها بدعة باعتبارها حدثت جديدا بعد انقطاعها من بعد ترك الرسول عليه السلام إياها بعد ما صلاها ثلاث أيام.

هذا ما يحضرني من شبهات القائلين بالبدعة الحسنة وأنتم ترون بوضوح أنه لا شيء في هذه الأدلة مما يجوز التمسّك به لضرب تلك النصوص القاطعة بأن, والقائلة بأن كل بدعة في الإسلام ضلالة, إنما هذه شبهات والجواب والحمدلله واضح ولعل في هذا المقدار كفاية.

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

 

(270/1)

 

 

«ما مدى صحة الحديث الذي أخرجه الترمذي: (عليكم بالسواد الأعظم)؟»

السائل: (عليكم بالسواد الأعظم).

الشيخ: الحديث (عليكم بالسواد الأعظم).

السائل: ... .

الشيخ: الحديث (عليكم بالسواد الأعظم) حديث ضعيف إذا كان السؤال عن هذا, فهذه بضاعت ... .

 

(270/2)

 

 

«ما هي عدد الركعات في صلاة التراويح التي جمع عليها عمر الناس؟»

السائل: عدد الركعات ليه أربعة وثمانية وإثنى عشر وعشرين؟

الشيخ: عدد الركعات جاء في صحيح البخاري أولا أن السيدة عائشة رضي الله عنها سُئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ثم جاء في موطأ الإمام مالك وهو بيان للناس ... الصحيح أن عمر بن الخطاب لما أمر أبيّ بن كعب أن يصلي بالناس إماما, أمره أن يصلي بهم إحدى عشرة ركعة, هذه سنّة الرسول وسنّة عمر بن الخطاب, نور على نور أما ما يفعله الناس اليوم فهذا لا يُعرف له أصل في السنّة وإنما حدث ذلك فيما بعد وصدق رسول صلى الله عليه وسلم حين كان يقول وخير الهدى هدى محمد.

السائل: قضية واحدة يا أستاذ

الشيخ: تفضل.

السائل: قضية ... عنها ... أن نحن فريقين من الناس, ناس مسلمين ... يسمعون كلامهم ... وناس متسرعين في ... هذوليك بيدعموهم الوهابيين ... السلفيين نفسهم أي نعم بيناتهم تباين ... أنه الجماعة ... كتاب الله ولكن لا يتخلقون بجميع أخلاقهم لو تخلّقوا بأخلاقه ما وقع ... لما كان الصحابة ... ((أشداء على الكفار رحماء بينهم)) ((أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)) ولكن مع الأسف ... السلفيين واقع بيناتهم العداوة التي لا ينبغي أن تكون في المؤمنين, المؤمنين يكونوا أولياء بعضهم لبعض ... الكلمة هاي لإخواننا السلفيين لا يتعاون بعضهم مع بعض ... بالحسنى وقبل ذلك ... بالتي هي أحسن, كذلك يأتينا دائما ((ادفع بالتي هي أحسن)) يدفعوا دائما بالتي هي أحسن ... بينما نرى أولئك على ضلالتهم ... البدع وطاعتهم العمياء لمشائخهم مع ... مع ذلك ... طاعة عمياء ... عم يتبعوهم ... بينما جماعتنا مع أنهم متنورين يفهمون الدين على وجهه الصحيح ولكن مع الأسف لا يتخلقون تماما بأخلاقهم, هذا ما لدي ... التواصي بالحق والتواصي بالصبر.

 

(270/3)

 

 

«ما رأيكم فيما يحصل بين السلفيين من التنافر و التباغض و طعن بعضهم في بعض؟»

الشيخ: أنا بقول كل من يعني ذكّر إخوانه بوجوب العمل بالكتاب لا سيما إذا كانوا ممن يدعون الناس لاتباع الكتاب والسنّة فهو مشكور على ذلك لكن أقول بصراحة لا أدري ماذا تعني أنهم يختلفون أو ... أو يطرد بعضهم بعضا, أنا لا أعرف ماذا تعني أنت لكن إن كان يوجد شيء من هذا, فأولا كلامك واجب أن تذكّر وتنصح الكبير والصغير وثانيا يجب أن تعلم أن السلفيّين ليسوا معصومين فإذا كانوا ليسوا معصومين, فإذا أنا مثلا بيني وبينك عداء مو معناها أنك أنت يعني أنت المخطئ قد أكون أنا المخطئ فحينئذ يجب أن ننظر من هو المخطئ فننصحه مش ننصح الاثنين لأنه أحدهما هو المخطئ.

السائل: وكيف نعرف المخطئ ... .

الشيخ: ... أنا عم أقول لك أنت عم تعطي نصيحة عامة.

السائل: ... .

الشيخ: أنت عم تعطي نصيحة عامة إنه ما لازم يكونوا مختلفين, في حدا بيقول لازم يكونوا مختلفين لا, لكن هذه نصيحة عامة لا تقدّم ولا تأخّر ولا تُفيد شيئا وإنما الذي يفيد أن نُحقّق قول الرسول عليه السلام (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما) قالوا يارسول الله هذا ننصره ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال (أن تحجُزَه عن الظلم فذلك نصرك إياه) أو كما قال عليه السلام.

فإذا رأيتني أنا مختلف مع الأخ هنا ويمكن في خصام كما تُصوّر أنت الموضوع, ما بيكفّي أنك تلقي هذه المحاضرة والأمانة من الناس وتُظهر ما ... يمكن يكون شيئا مكتوما ... إلى أخره.

لا, تعال عندي وقلّي شو في بينك وبين صاحبك هذا؟ أنت سلفي وهو سلفي, هو مثلك يتحاكم بالكتاب وتحاكم الكتاب وبتقول عنه إلخ وبتحاول إزالة الخلاف بينهما, هذه هي المعالجة أما تقل لي وتقول له أنتم جماعة سلفيين لازم تعملوا بالكتاب والسنّة وكلنا يدعي أنه يعمل بالكتاب والسنّة لكن هذه المواقف المنظورة يمكن يرى عيبي وأنا لا أراه, يمكن يرى عيب الثاني وهو لا يراه, فإذًا يجب أن نتعاون في هذا السبب ولا نكتفي على الموعظة العامة.

السائل: ... التعصب ... التعصب فإذا ... هلا ... .

الشيخ: هذا ما بفهمه هذا الكلام عام, أنت بتحكي كلام عام ما بفهمه, أنا اللي يهمني أعرف مين المتعصب؟ مين هو المتعصب؟ وهذا يتعصّب لهذا وهذا لهذا, هب أنه الأمر كذلك لماذا يُقيم المخاصمة؟

السائل: أنا ... .

الشييخ: وأنا ما بدي ... بالعكس أنا بقل لك تعال.

السائل: الحديث أنه هذولي نجمعهم ولكن نريد ان ننبّه يعني ... ما فيه ... .

سائل آخر: لا ما تدعينا لمنزلة تعطينا نصيحة يعني كل هذه النصائح ... تنصحنا يا أخي.

الشيخ: إي لأنه هذا في مثل المجلس هذا النصيحة العامة ما بتفيد, اللي يفيد حل المشاكل.

السائل: عمر يقول ... يقول عمر " أحب الناس إليّ من أهدى إليّ عيوبي " ... وهو صاحب رسول الله.

الشيخ: رضي الله عنه.

 

الشيخ: نعم.

العيد عباسي: ... .

السائل: يقول المعلّق سئل ابن المبارك عن هذا الحديث من هو السواد الأعظم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبوبكر وعمر فقيل من هم السواد الأعظم في عهدك أنت قال فسكت لمدة ثم قال ابن المبارك رحمه الله.

الشيخ: يعني ... .

السائل: قوله السواد الأعظم ليس فيه من خان هوية الإسلام.

 

الشيخ: ... صحيح.

السائل: وإنما أهل الرأي وأهل محمد.

 

(270/4)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)).

((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)).

((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)).

أما بعد,

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

نتابع قراءة الأحاديث الثابتة من كتاب الترغيب والترهيب.

 

(271/1)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب قال المصنف رحمه الله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين ومنها»

الشيخ: وقد وصل بنا الدرس الماضي إلى الحديث الثاني والسبعين وهو قوله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لقد رأيت سبعين من أهل الصفّة ما منهم رجل عليه رداء إلا إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم منها ما يرجع نصف الساقين ومنها ما يرجع الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن تُرى عورته) رواه البخاري والحاكم مختصرا وقال صحيح على شرطهما.

هذا الحديث من جملة أحاديث كثيرة نبت وتأتي في بيان الحالة التي كان يحياها أصحاب النبي صلى الله عليه وأله وسلم وبخاصة في أول دعوة الإسلام فهو يتحدث هنا أحد هؤلاء الفقراء وهو أبوهريرة رضي لله عنه يقول (لقد رأيت سبعين من أهل الصفة) وأهل الصفة تعلمون أنهم فقراء الصحابة الذين لم يكن لهم مال ولا أهل يأوون إليهم, فكان المسجد النبوي مأوًى لهم ولكن لا ينبغي أن يُفهم من ذلك كما نبّهنا عليه في مرة سابقة أو مرات سابقة, لا ينبغي أن يُفهم أن أهل الصفة كانوا أهل كسَل وبطالة أي أنهم كانوا يجلسون في المسجد ينتظرون الرزق أن ينزل إليهم من السماء, لم يكونوا كذلك وإنما كانوا يعملون بأيديهم بقدر ما يسُدّون به رمقهم.

وقد اشتهر عن عمر رضي الله عنه أنه دخل مرة المسجد فوجد رجلا يقوم ويصلي, كلّما دخل المسجد رأه في المسجد, الأمر الذي أوحى إلى عمر بأن الرجل لا يأتي بعمل يَكتسب به الرزق فسأله عن ذلك فقال إنه متوكّل على الله, فنهاه عن الجلوس في المسجد للعبادة فقط وقال " لا يقعدن أحدكم في المسجد يقول الله يرزقني فقد علمتم أن السماء لا تُمطر ذهبا ولا فضة " فأهل الصفّة لم يكونوا من هذا الجنس الذي يَفهم الإسلام فهما منكوسا معكوسا فيظن أن الإنسان إذا توكّل على الله عز وجل بترك الأسباب التي توصله إلى الرزق ذلك هو التوكّل.

هذا زعم باطل والله عز وجل يقول في كتابه ((وإذا عزمت فتوكّل على الله)) فالتوكل ليس عملا قلبيّا فقط وإنما هو عمل قلبي بعد الاستعداد لمقتضاه من عمل بدني, وقد أفصح عن هذا المعنى الصحيح للتوكّل الحديث الصحيح ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (لو توكلتم على لله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تروح خماصا وتعود بطانا) فروحان الطير صباحا.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام.

ورجوعه مساء وقد أخذ رزقه الذي كتبه الله عز وجل له بسعيه, فسّر بذلك الرسول عليه السلام التوكّل, فالتوكّل لا يعني ترك الأخذ بالأسباب وإنما بعد الأخذ بالأسباب يتوكّل صاحبه على رب الأرباب هكذا كانوا أهل الصفّة ولذلك فليس للكسالى من الصوفية أي حجّة في الاعتماد على الحال التي كان عليها أهل الصفة.

ومما يدل على ذلك أن أهل الصفة وُجِدوا في الزمن الأول في الهجرة حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أن بعد أن بدأت الخيرات تأتي وتترى إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم وبخاصة في أخر عهد الرسول عليه السلام ثم فيما بعد لم يبقى هناك أهل صفة كلهم وسّع الله عليهم فالفقير استغنى والأعزب تزوّج وهكذا.

أه, فأبو هريرة رضي الله عنه يَصِف حالة أفراد من أهل الصفة في أول هجرة المدينة يقول (ما منهم عليه رداء) كأنه يعني هنا ما منهم رجل عليه رداء وإزار يعني ما يسمّى بلغة العرب قديما بالحُلّة ويعرف ذلك أو يُسمّى اليوم في الاصطلاح الحاضر بالطأن, فكانوا سابقا الرجل ها اللي لباسه كامل له إزار يستر به عورته وله رداء يستر به القسم الأعلى من البدن, طأن قطعتين فهو يقول لم يكن لأحدهم إما إزار بمقدار ما يستر به عورته أي إنه لا يملك إلا ثوبا قصيرا لا يستطيع أن يستُر به جميع بدنه وإنما هو الإزار الذي يعقده ها هنا تحت خاصرته على خصريه فيستر بذلك عورته.

هذا صاحب الإزار وإما صاحب كساء أما إزار ورداء فهذا لم يكن فيه من يملكهما وإما صاحب كساء والكساء فيما يظهر من هذا الحديث ومن غيره أنه ثوب أوسع من الإزار قليلا إن تأزّر به طال وزاد إلى ما دون الكعبين وهذا لا يجوز إسلاميا كما قلنا, ذكرنا ذلك أكثر من مرة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين فإن طال ففي النار).

الأمور التي ابتليَ بها جماهير الشباب المسلم بل وغير قليل من المنتمين إلى العلم الذين يطيلون جُبَلهم حتى لتكاد تجار على الأرض خاصة في مصر, هذا بلاء تميّز به مشايخ مصر على مشايخ البلاد الأخرى فيما أعلم حيث أنهم أصبح من تقاليدهم إطالة الجُبّة حتى تمسّ الأرض أو تكاد تمسّ الأرض, كما أن من تقاليدهم توسيع أكمام الجبب وهذا طبعا من الإسراف والتبذير بالإضافة إلى مخالفة الحديث السابق الذكر (فما طال على الكعبين ففي النار).

فهؤلاء السبعون من أهل الصفة الذين كان أحدهم لا يجد إلا إزارا يستر به عورته أو كساء هو أوسع وأطول من الإزار شيئا قليلا بحيث أنه إن ائتزر به صاحبه طال إلى ما دون الكعبين فكانوا يتحاشوْن ذلك فيفعلون ماذا؟ هذا الكساء ليس بالإزار القصير ولا هو بالثوب الطويل السابغ بحيث يستطيع أن يلتحف به فيسترُ به بدنه الأعلى وما دونه من العورة والساقين فكان أحدهم يعقد هذا الكساء على عورته فهو طويل كما قلنا لو ائتزر به, زاد إلى ما دون الكعبين فليس له حيلة إلا بأن يعقده على رقبته ثم هو ليس واسعا فضفاضا بحيث أنه يلتحف به أيضا فيضطر أن يجمع طرفي الثوب بيده حتى لا تظهر عورته, هكذا كان هؤلاء النخبة من أهل الصفة يعيشون لا يجدون ما يلبِسون من الثياب, يلبسون من الثياب إلا الشيء الضروري والضروري جدا فضلا عن أن يجدوا ما يتزيّنون به ليس فقط ليلقى أحدهم أخاه بل ليقف بين يدي ربه عز وجل يصلي يتزيّن له.

الله عز وجل يقول في كتابه ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) وهذه الأية وإن كانت نزلت في طواف العرب في الجاهلية ثم استمرت هذه العادة إلى بعد نزول الإسلام كانوا يطوفون عُراةً حول الكعبة بفلسفة تشبه كثير من الفلسفات.

الكتاب والسنّة قال كانوا يقولون بأنه لا يليق بنا أن نطوف حول بيت ربنا في ثياب قد عصيناه فيها.

فإذًا علينا أن نخلع هذه الثياب ونطوف "ربي كما خلقتني" هكذا أوحى إليهم شيطانهم ومضوا على ذلك زمنا طويلا ولا فرق في ذلك بين النساء والرجال وهذا إغراق منهم في الضلال لو الأمر اقتصر على الرجال لهانت المصيبة بعض الشيء ولكنها شَمَلت أيضا حتى النساء فكانت المرأة تطوف وهي عارية وتقول "اليوم يبدو بعضه أو كلّه" وهي تُشير إلى عضوها, "اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدى منه فلا أحلّه", هات بأى كلام فاضي معناه مخالفة ما فطر الله عليه العباد من ما أوقع فيهم الشهوة فأمرهم بالزينة فأول الزينة الواجبة التي لا تساهل فيها هو ستر العورة مطلقا خارج الصلاة ففي الصلاة من باب أولى.

أقول هذه الأية ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) وإن كان سبب نزولها ما ذكرته لكم أنفا حيث كانوا يطوفون عراة فأمِروا بأن يطوفوا ساترين لعوراتهم, هذا السبب وإن كان هو المناسب لنزول الأية فالعبرة كما يقول العلماء بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لا سيما وقد جاء في السنّة ما يؤكّد هذه الزينة, فقد قال عليه الصلاة والسلام (من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يُتزيّن له) (من كان له إزار ورداء فليأتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يُتزيّن له) يعني لا يقتصرن أحدكم إذا ما قام يصلي بين يدي ربه على أن يستر عورته فقط من السرة إلى الركبة, فهذا أمر واجب حتى خارج الصلاة فلا بد للمسلم أن يخصّ الصلاة بشيء زائد على الأدب العام الاجتماعي, هذا الأدب هو سَتر العورة فقط, أما إذا دخلت في الصلاة ووقفت بين يدي الله تبارك وتعالى ففي هذه الحالة لابد لك من أن تأتيَ بزينة أخرى, ماهي هذه الزينة؟ أن تستر ما ليس بعورة وهو القسم الأعلى من البدن.

فلذلك ولذلك أكّد الرسول صلوات الله وسلامه عليه الارتداء في الصلاة حيث قال (لا يصلين أحدكم وليس على عاتقه من ثوبه شيء) (لا يصلّين أحدكم وليس على عاتقه من ثوبه شيء) أي إن المسلم إما أن يكون شأنه شأن أهل الصفّة لا يجد إلا ثوبا واحدا وأقلّه الإزار, ففي هذه الحالة يأتزر به سترا لعورته وأنه لا يجد غيره, ففي مثل هذا جاء حديث أبي هريرة في صحيح البخاري ومسلم أن رجلا قال يا رسول الله أحدنا يصلّي في ثوب واحد كأنه يقول فهل ذلك جائز وسائغ؟ فقال عليه الصلاة والسلام (أوَ كلكم يجد ثوب) خاصة في تلك الحالة التي نحن في صدد الاطلاع عليها والإعتذار بها.

فإذا لم يجد إلا ثوبا واحدا صغيرا أو قصيرا فحينذاك يكتفي بأن يستر عورته بأن يتزر به, فإن كان أوسع من ذلك كساء كما سمعتم ألقاه على كتفيه, فإن كان غير سابغ كما هو شأن الكساء على ما ذكرنا عقده وستر به قسمه القسم الأعلى من بدنه وكذلك عورته, وإن كان ثوبا فضفاضا واسعا فحينئذ يلتحف به بحيث يستُر بدنه كلَّه لكن خيرٌ من ذلك أن يرتديَ ويتزرَ, أن يلبس قميصا وإزارا أو عَباءة ونحو ذلك مما هو أستر وأجمل من لبس الواقف بين يدي الله تبارك وتعالى, هذا النوع الأخير هو المقصود من حديثي السابق (من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يُتزيّن له).

هذا كله من السترة الواجب تحقيقُها في الصلاة وقد علمتم أنها تشمل العورة فما فوقها.

ولكن هناك زينة أخيرة قد أخلّ بها جماهير المسلمين شبابا وكهولا وشيوخا أيضا ولو أن هؤلاء أقل من أولئك, هذه الزينة هي ستر الرأس هذا الحسر الذي انتشر في هذه السنون الأخيرة هو أدب أجنبي غربي كافر, لا يعرفها, لا يعرفه هذا الأدب سلفُنا لا المتقدّم منه ولا المتأخر, فمنذ خمسين سنة لم يكن يُرى هنا إنسان يمشي في الطرقات حاسرا بل كان يُعتبر ذلك إخلالا بالمروءة أي الإخلال الذي يحول بين القاضي الذي يحكم بالشرع وبين قبوله لشهادة هذا الحاسر عن رأسه لأن هذه العادة لم تكن معروفة في السلف وإذ الأمر كذلك فلا أن يدخل المسلم في الصلاة حاسرا أبعد عن الأدب الإسلامي, زد على ذلك أن الدخول في العبادة حاسر الرأس هو أدب نصراني, ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) لأن بعضكم أو كثيرا منكم رأى أو قرأ أو سمع أن النصراني المتبرنط إذا أراد أن يدخل الكنيسة أو المعبد أو إذا لقيَ رجلا يحترمه فإنما يحيُيه بالانحناء ورفع القبعة أو ما وضعه على رأسه, هذه عادة نصرانية لا تزال موجودة في بعض البلاد النصارى ولو أنهم هم الذين صدّروا إلينا هذه العادة, عادة حسر الرأس فهُم مع ذلك لاسيّما بالتعبير العصري الذي يُراد به أمر باطل لاسيما إذا كانوا رجعيّين يعني متمسّكين بأداب أمتهم, فنحن أولى أن نتمسّك بعاداتنا الإسلامية التي ورثها الخلف عن السلف وبخاصة منها الصلاة.

ويُعجبني جدا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته في اللباس والحجاب في الصلاة وهي رسالة مطبوعة عدة طبعات أخرها طبعة كنت أنا خرّجتها وحقّقتها, ومن جملة الروايات التي أوردها فيها أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأى مولاه نافعا يُصلّي حاسر الرأس فبعد أن صلّى قال له أرأيت إن ذهبت لتلقى أحد هؤلاء الأمراء, أتذهب هكذا إليه حاسر الرأس؟ قال لا ساتر الرأس قال له ربّك أحق أن تتزيّن له, هذه الرواية ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية وهي من دائرة محفوظاته الواسعة في السنّة فلا غرابة أني لم أجد لها أثرا في الكتب التي وقفت عليها وطالتها يدي ولكن إذا نظرنا إلى المعنى العام في الأية السابقة ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) وفي الحديث المؤيّد لهذه الزينة حديث الإزار والرداء, والمعنى المقصود من ذلك هو أن يقف بين يدي الله في أكمل زينة فنحن نستطيع أن نأخذ من مجموعة هذه النصوص ما يُؤيّد المعنى الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في قصة عبد الله بن عمر مع مولاه نافع لاسيما وأن عبد الله بن عمر هو الذي روى حديث الإزار والرداء هو الذي قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يُتزيّن له).

فإذًا هو احتجّ على نافع بما يدل هذا الحديث عليه من الزينة العامة ولكن ربّ قائل يقول فهذه الزينة ليست زينة الأن أي الدخول في الصلاة ساتر الرأس ليس من الزينة المعهودة اليوم, فأحدهم يذهب إلى الوزير وإلى الأمير وإلى الحاكم ويستقبله ويلقاه حاسر الرأس, أقول لا يقولن أحد هذا الكلام لأن المفروض في المسلم أن يُحييَ من العادات الإسلامية ما اندثر منها ويعكس ... تمسّك بالعادات الغربية التي بُلِيَ بالتمسّك بها فحينما قال الله عز وجل ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) فهو إنما يعني الزينة المعروفة يومئذ من جهة والزينة التي قد شرعها الله عز وجل ف ... عرفا شرعيا من جهة أخرى, وهذا يُشبِه تماما وله الصلة الوثقى لفهم هذا الموضوع من جهة وفهم موضوع أخر يتعلّق بزينة النساء من جهة أخرى.

فالله عز وجل يقول في أيتين اثنين ((ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)) هذه الأولى والأخرى ((ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن)) إلى أخر الأية, فمعرفتنا لهذا الزينة المذكورة وبصورة خاصة في الأية الثانية يساعدنا على تحديد عورة المرأة أمام محارِمها وأمام نسائِها المسلمات, فمثلا ولا أريد أن أطيل في هذا فقد تكلّمت أيضا فيه أكثر من مرة ولكني أضرب على ذلك مثالا, لقد كان من عادة النساء حين نزلت هذه الأية ((ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن)) إلى أخره كان من عادتهن أن تتزيّن المرأة بوضع الأساور في معصمها ووضع الخلاخيل في أسفل ساقها والأقراط والأسواط ونحو ذلك, فهذه مواطن الزينة وهذه التي أباح الله للمرأة أن تُظهرها أمام محارمها وأمام نسائها, فلو فرضنا ورُبّ أمر مفروض صار أمرا واقعا بسبب فساد المجتمع, إذا كان من الزينة وضع شيء أو عقد شيء على لُبّة الساق مثلا أو فوق الساق ما دون الركبتين في عصر ما, فلا يُقال ربنا يقول ((ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن)) فيجوز للفتاة للبنت أن تُظهر هذه الزينة التي حدثت حديثا وهي زينة على لُبّة الساق لأن الله عز وجل قال ((إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أبنائهن)) كذلك أخواتهن لا يُقال هذا, لماذا؟ لأن هذه الزينة لم تكن معهودة يوم نزلت أية الزينة هذه فهي تُفسَّر على ضوء الواقع حينما نزلت الأية, فإذا عرفنا الزينة التي كانت النساء تتزيّن يومئذ فهي الزينة التي أباحها الله عز وجل للنساء أن يُظهِرْنها للمحارم و النساء المسلمات, كذلك حينما قال الله عز وجل ((خذوا زينتكم)) فيعني الزينة المعهودة يومئذ والزينة التي شرعها الشارع في مثل الحديث (من كان له إزار ورداء) إلى أخره, أما إذا كان من الزينة أن يُسمّيَ الإنسان اليوم نصف عام مثلا, هذه الزينة حادثة مبتدعة لا تدخل في عموم الأية وهذا مثال من عشرات بل مئات الأمثلة التي تضطرنا وتحملنا حملا على أن نضع في منهج دعوتنا إلى الكتاب والسنّة أي على منهج السلف الصالح في تفريقهم لهذه النصوص وفي فهمهم إياها وإلا جئنا بإسلام جديد مبنيّا زعموا على الكتاب والسنّة وليس له أية صلة بالكتاب والسنّة, إنما هو الفهم الأعوج أو الفهم القائم على اتباع الهوى وفي ذلك الفساد الكبير.

فأهل الصفة إذًا كانوا إما رجل له إزار أو كساء يربطه على عنقه ثم يستر بذلك عورته بعد أن يجمعه إلى بدنه.

الحديث الثاني, نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: ... الحديث؟

الشيخ: أي صحيح.

 

(271/2)

 

 

«قال المصنف رحمه الله: وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال استكسيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكساني خيشتين فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي, رواه أبو داود من رواية إسماعيل بن عياش.

 

(271/3)

 

 

«الكلام على حال إسماعيل بن علية

الشيخ: ثم هنا فائدة حديثية لابد من التحدّث عنها ولو طال الوقت بالنسبة إليّ شيئا قليلا يقول رواه أبو داود من رواية إسماعيل بن عيّاش سكت, فهذا عادة يُشير بمثل هذا الكلام إلى أن الرجل الذي جاء في رواية الحديث كإسماعيل بن عيّاش هنا فيه كلام, وفي ظني أن ذكر هذا التنبيه كمبدأ عام حسن أي أنه في هذا الحديث رجل فيه كلام ولكن إذا كان المُتكلَّم فيه فيه كلام خلاصته أن يكون له ترجمتان, ففي إحداهما يكون ثقة وفي الأخرى يكون غير ثقة, في حالة من الحالتين يكون حديثه صحيحا وفي الأخرى يكون حديثه ضعيفا وإسماعيل بن عيّاش الذي في إسناد هذا الحديث هو من هذا النوع من الرواة, ولذلك فكنت أستحسن للمؤلف إما أن يأتيَ ذكْر ما ذكَر من أن في هذا الحديث إسماعيل بن عيّاش لأنه في النتيجة الحديث صحيح وإما إن كان ولابد أن يذكُره كما فعل أن يقرُن مع ذلك التفصيل الأتي ولو بإيجاز, إسماعيل بن عيّاش شاميّ له وضعان كما ذكرنا, فهو إذا روى عن الشاميّين فهو صحيح الحديث وإذا روى عن غير الشاميّين كالحجازيّين المصريّين اليمنيّين ال ال إلى أخره فهو ضعيف الحديث.

ولذلك فمن ضروريات هذا العلم أن يعرف الإنسان ترجمة كل راوي من الرواة خشية أن يكون له حالتان كهذا الإنسان, ففي حالة هو ثقة صحيح الحديث وفي أخرى هو ضعيف, هو صحيح الحديث.

السائل: ... .

الشيخ: اصبر, إسماعيل بن عيّاش حينما كان مُقيما في بلده كان له بطبيعة الحال من الوقت والعناية بضبط الحديث وحفظه و إتقانه بحيث ظهر ذلك على أحاديثه الشاميّة, فعلماء الحديث الذين إستقروا أحاديث الرواة لم يجدوا في أحاديث إسماعيل بن عيّاش التي يرويها عن شيوخه الشاميّين حديثا منكرا, وعلى العكس من ذلك حينما درسوا أحاديثه الأخرى التي يرويها عن غير شيوخه الشاميّين من الحجازيّين والمصريّين و ... كما ذكرنا, وجدوا فيها خللا كثيرا, فهو هناك مثلا يرفع الموقوف ويوصِل المقطوع ونحو ذلك من الأخطاء الكثيرة التي تبيّنت لأئمة الجرح والتعديل.

فانتهوْا أخيرا إلى وصف إسماعيل بن عيّاش جاز بموجز من الكلام كما يقول البخاري و ... بن معين وغيره, إسماعيل بن عيّاش صحيح الحديث عن الشاميّين, لمثل هذا أمثلة كثيرة له حالتين تارة صحيح الحديث وتارة ضعيف الحديث مثلا عطاء بن السائب, لكن هذا له علّة أخرى غير هذه العلّة, علّة إسماعيل أنه ما أدخل أحاديث شيوخه غير الشاميّين بعكس أحاديث غير الشاميّين, أما عطاء بن السائب فهو له علّة أخرى, طرأ عليه الاختلاف وهو نوع من ضعف العقل وضعف الحافظة يصل تارة إلى مرتبة الخرف إذا ما اشتدّ هذا التغيّر وعلم الحديث لما كان له علاقة في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فكان من لطف الله عز وجل بعباده المؤمنين, توفية منه لعهده السابق ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) وفّق علماء الحديث إلى دراسة دقيقة جدا لرواة الأحاديث لا مثيل لها في التاريخ, في العالم كله منذ خلق الله أدم إلى هذه الساعة مزية ومنقبة خصّ الله عز وجل بها أمة محمد صلى الله عليه وأله وسلم.

من هذه الدقة المثال السابق لإسماعيل بن عيّاش ومنها المثال اللاحق لعطاء بن السائب, هذا اختلط في أخر حياته فزاد في الحديث ونقص ورفع ووقف ووإلى أخره, فقال علماء الحديث عطاء بن السائب ضعيف الحديث إلا إذا رووْا عنه سفيان الثوري وسعد بن حجاج وحماد بن زيد وأمثال هؤلاء الأئمة الحفّاظ القدامى الذين أدركوا وأخذوا الحديث عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه فوصل بهم الدقة في تراجم الرواة فهذا الشيخ المترجِم ... الاخرين عنه, من روى عنه في حالة الاختلاط ومن روى عنه قبل الاختلاط, فإذا قيل في حديث ما وفيه عطاء بن السائب وسكت المؤلف أو القائل فليس في ذلك يعني علم يُقدّمه للناس وإنما كان ينبغي أن يقول وفي عطاء بن السائب وقد روى عنه فلان وحدّث عنه بعد الاختلاط فيكون الحديث ضعيفا أو وفيه فلان وقد حدّث عنه قبل الاختلاط فيصبح بذلك الحديث صحيحا, كذلك أمثلة كثيرة وكثيرة جدا أحببت أن أذكِّر بشيء منها أولا لنعرف رواية هذا الحديث كيف ثبتت أن إسماعيل بن عيّاش رواه عن شيخ من الشاميّين ولتعرفوا ثانيا وتفخروا بما أنعم الله عليكم من علم لا وجود له في كل بلاد الدنيا, وأكتفي بهذا القدر والحمد لله رب العالمين.

 

(271/4)

 

 

«حديث: (اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا .... ) ما هي درجته مع اختلاف أهل العلم في حكمه؟»

العيد عباسي: ... يقول بالنسبة لحديث (اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين) يسأل السائل عن إشكال وجده حيث قال إن بن تيمية رحمه الله صحّح إسناده وأن أستاذنا حفظه الله قد ضعّف إسناد شيخ الإسلام وصحّحه أستاذنا أبو عبد الرحمن فالجواب أن الحكم الذي أو هذا الحديث هو مثال صحيح عن ناحية كان بيّنها أستاذنا في درس مضى وهي اختلاف المحدّثين في الحكم على حديث ما, فيصحّحه بعضهم ويضعّفه بعضهم وذكر حين ذاك أنه هذا يشبه خلاف الفقهاء أيضا, فهناك أسباب كثيرة منها أن بعضهم وصله وبلغه من العلم ما لم يصل غيره ومنها أن يكون بعضهم فهم في أمور الفقه من نصّ ما ما لم يفهمه غيره.

فبالنسبة لهذا الحديث هو مثال على اختلافهم في الحكم على الأحاديث بسبب بلوغ بعضهم طرق الحديث من طرق لم تبلغ غيره, فهذا الحديث إسناده المعروف عند بن ماجه وغيره ضعيف لكن أستاذنا اكتشف إسنادا له حسنا لذاته في مسند عبد بن حُميد أو في منتخبات من مسند عبد بن حُميد للحديث إسناده بذاته ولوحده حسن, وهو ما في مانع بيانه للأخذ بالعلم إسناده فيه كما ذكر الأستاذ في السلسلة الصحيحة, حدّثنا ابن أبي شيبة ثنا وكيع عن همّام عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ورجال الإسناد هذا كلّهم ثقات وفي أبي عيسى الأسواري بعض كلام لكن وثّقه الطبراني وابن حبان وأخرج له ثلاثة من الحفّاظ رووْا عنه فكان حالته أنه ثقة, فإذا أخِذت الطرق الأخرى فهو الحديث صحيحا, فمن لم يطلع على هذه الطريق العزيزة ولعل شيخ الإسلام لم يطّلع عليها.

كان من شأنه أن يضعّفه وهذا معذور وهذا معذور وكل إنسان يحكم طبعا بما وصله من العلم لكن المسلم يجب أن يجمع ما وصل إلى يعني ما زاد المحدّث في العلم عن غيره وما بلغ المتأخّر مما لم يبلغ المتقدّم من هذا العلم.

أو من النصوص الشرعية في هذه المستوى, سؤال أخر وهذا الظاهر قليل ... .

الشيخ: ... إلى ما ذكره الأستاذ أبو عمار من المعنى الصحيح لكلمة المساكين في هذا الحديث الصحيح, أعيد الذكر وأقول أن من الأسماء الدقيقة لاختلاف بعض العلماء في التصحيح والتضعيف سبب ليس من الناحية الحديثيّة سببا راجحا في التضعيف ه إعلال الأحاديث به, فمثلا هذا الحديث (اللهم أحيني مسكينا) قد يبتادر إلى ذهن بعض الحفّاظ أن المقصود به المعنى الذي نفاه الأستاذ أبو عمار بحق, عموما يقوم في ذهني معارضا قوي جدا لهذا الحديث بمفهومه الخاص وأقول غير مبالغ ... هذا الحديث يخالف القرأن وهذا مخالفته للقرأن قال تعالى ((ووجدك عائلا فأغنى)) وإذا فهم أن الرسول عليه السلام يطلب من الله أن يجعله فقيرا معدما والله عز وجل امتن عليه بقوله ((ووجدك عائلا فأغنى)) وفعلا الرسول صلى الله عليه وسلم كان أغنى الناس فيما أنعم الله عليه من رسالة الدعوة الإسلامية, وتعلمون من كتب السيرة والسنّة الصحيحة أنه كان يقول للرجل بدوي يأتي ويسأله (إذهب إلى الوادي وسق هذه الغنم أو هذه الإبل) إلى أخره فيُسلم فورا ويذهب إلى قبيلته ويُذكّرهم بهذا النبي الكريم الذي لا يعرف المنع وإنما هو أككرم الناس, سألته فأعطاني كذا وكذا ... هذا, نعم؟

العيد عباسي: ... .

الشيخ: إيه نعم, فهذا في الواقع يدل على أن الرسول عليه السلام كان غنيّا ولكن الأمر كما قال عليه السلام في الحديث الأخر (ليس الغنى غنى العرض ولكن الغنى غنى النفس) فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم من كماله وجماله أنه كما جمع في شخصه جمال الجسم وكمال العقل فكذلك جمع عليه الصلاة والسلام في نفسه غنى القلب وغنى المادة, لكن غناهم الماديّ ليس يسيطر عليه كما هو سائد في أكثر الأغنياء فلم يتبادر إلى ذهن بعض المحدّثين أن المسكين هنا أو المساكين يعني الفقير, الرسول يطلب ألا يجعله الله غنيّا كما قال ((وجدك عائلا فأغنى)) أي هذا معنى غير سليم في الواقع أن يصدر من الرسول عليه السلام, فهنا لا يجد المحدث في سند الحديث شيء ممكن يتعلق به بتضعيفه يزيد هذا التضعيف تضعيفا الأخذ بالحديث من حيث متنه ومعناه لكن يكون ... في هذا النقل الثاني لأن للحديث معنى غير المعنى الذي تصوّره ثم ضربه بالأية السابقة فلو أن المعنى كان محدودا جدا كما ذهب إليه هو وليس له معنى أخر كما سمعتم من السيد أبو عمار لكان لا يسعنا إلا التسليم بأخذه لهذا الحديث لكن المعنى ليس كذلك كما سمعتم ... فائدة تتذكّرون إن شاء الله حينما تمرّ بكم بعض المناقشات الحديثيّة, نعم.

 

(271/5)

 

 

«هل يجوز مساعدة أهل الكتاب على الفطر في رمضان مثل تحضير طعامه؟»

العيد عباسي: يقول هل يجوز مساعدة أهل الكتاب على الفطر في رمضان ونساعدهم على تصنيف طعامهم؟ الجواب أنه يجوز هذا بسبب أن لا يكون في عمل المسلم في تقديم المساعدة لهؤلاء الكتابيّين أو الكفار شيء يَظهر من العملية أن فيه انتقاصا لدين هذا المسلم الذي يساعدهم أو تحيّة منه إذا كان هذا الكافر من هؤلاء الشاقرين المستهترين وبالإضافة إلى ذلك بحيث أن لا يكون فيه فتنة بحيث يتشهى الطعام فيشتاق إليه ويتضايق في صومه.

 

(271/6)

 

 

«ما حكم القطرة في نهار رمضان؟»

السائل: هنا سؤال أخر ما حكم القطرة في نهار رمضان؟ في أكثر من موضع ذكر أستاذنا وفي كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ... الصيام أن هذه القطرة لا تُفَطِّر وإنما المفطّرات أشياء معروفة ومحدّدة بالنصّ الطعام والشراب المتعمّدان والجماع والقيء عمدا, وأن غيرها فلا يفطر.

 

(271/7)

 

 

«ما حكم شخص يعيش تحت نفقة أخيه الذي يشرب خمر (البيرة) بزعمه أنها دواء وليست مسكرة؟»

السائل: هنا سؤال طريق من أحد الإخوة, الظاهر أنه طالب جامعي يقول أنا طالب نظامي جامعي أسكن عند أخي لي في غرفة مستقلة, هذا الأخ هو المسؤول عني يمدّني بكل ما أحتاج إليه لأن والدي مسنّ, لي إخوة غيره ولكنهم أقل اهتماما وعناية في ... هذا الأخ لا يصلي ويشرب الخمر سرا وعلانية فعندما أبيّن له وأوضّح حول الخمر وحرمتها ومباطله يقول أنا لا أشرب عرقا وإنما أشرب بيرة وهي غير مُسكرة وهل رأيتني مرة سكران وأهذي وإن هذه بيرة هي دواء وليس داء وهي غذاء للجسم بدليل أنها من صنع شركة الشرق للأغذية (ضحك الحضور) إلى ما هنالك من التبريرات.

يسأل الأخ ما حكمي في هذا الموقف وما الحل؟ يقول ملاحظة قوله بأنها دواء للجسم يُستدل به بأنه راح يزداد سمنة وصحّة, علما بأنه لا ينقطع عن الدواء, واقع الكلام هو أن يستطيع أشياء تدعو للعبرة, أولا الأخ السائل نفسه يروي بأن أخاه هذا لا ينقطع عن الدواء, فكيف يحتاج إلى أن يجادله ويعني يستشير وهو يرى حاله التي تدعو إلى الإشفاق وإلى الرثاء, فهذا الاستمرار في الدواء دليل واضح على أنه من تأثير الوارد, من تأثير الخمر وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حينما قال (إنها داء وليست بدواء) أو كما قال عليه السلام.

أما الشبهة التي تذرّع بها أخوه هذا بأن هذه أو عدّة شبه بأن هذه ليست مُسكرة هذه البيرة فالجواب بأننا, بأن الحديث الشريف بيّن الحكم والقاعدة العامة بتحريم الشراب وهي أنه إذا وُجِدت فيه صفة الإسكار فيكون حراما حيث قال عليه الصلاة والسلام (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) فإذا بحث الإنسان بتجرّد وإنصاف هذا الشراب سواء البيرة مثلا, فنظر إلى إنسان, شرب منه إنسان عادي طبعا بأنه الإنسان العادي هو الذي يصدق فيه الحكم, أما إنسان شاذ قد لا ... بسرعة أو معتاد على الإدمان والشرابات الثقيلة, فأيّ إنسان عادي إذا شرب كمّية كبيرة من هذا الشراب فإن المعروف وال, السائل يقول المقطوع به به أنه يسكر من هذا الشراب لأن الحكم الذي يأخذه هذا الشراب هو أن يشرب منها الإنسان كمّية كبيرة, لا يصحّ أن يحتجّ علينا فيقول أشرب كأسا ثم لا أسكر فإذًا هو حلال لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال (ما أسكر كثيره فقليله حرام) وفي رواية أخرى (ما أسكر الفرق منه فملء الكف حرام).

فإذًا لابد من شرب كمّية كبيرة بحيث يحتملها الإنسان في العادة فهذا لو ألصق هذا الشارب نفسه وسُئِل هذا السؤال إذا كان مخلصا لاعترف بأنه يسكر بهذه الكمية وكما قلت بالنسبة للإنسان العادي, الحكم سيكون حراما شرب القطرة ... منه مادام كثير هذا الشراب حرام.

وأظن هذا الذي يقول هذا الكلام هو من المكابرين والمعاندين حيث يتلمّس بهواه هذه الترانيم, وهناك قوله الشبهة الأخرى أنه يقول إن هذه البيرة من صُنع شركة الشرق للأغذية هذا يعني أتفه الاستدلالات حيث أن هذه الشركة ما هي ثقة رجالها؟ وثقة إدارتها؟ وثقة الرجال فيها حيث يأخذ منهم الحكم أو ليس يأخذ منهم الحكم يعني لم يقولوا هم في بيانها بأنها ليست مسكرة وإنها مفيدة وإنما فقط هم الذين أنتجوها فليس لو كانوا ثقات لما كُذِبَ قولهم هذا لأنهم لم يُصرّحوا, ليس في كلامهم تصريح بأنها مغذّية وبأنها مفيدة فكيف وهم لا يُعرفون بدين ولا خلق ولا ثقة ولا أمانة وكيف هذا وقولهم هذا أو مفهوم قولهم الذي استدل به يعارض خبر المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي هو من عند الله عز وجل ونحن قد اعتدنا وقد عرفنا أن من منهج السلف الصالح أنه لا يجوز لأحد أن يقول قولا أمام قول رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز ..

الشيخ: ... .

العيد عباسي: أي نعم, أن يعامل كلام نبينا صلى الله عليه وسلم كما يعامل أحدنا كلام الأخر ويضرب له الأمثلة والشبه, هذا كلام مردود ولا يؤبى له أما الناحية الأخيرة من سؤاله وهي التي يجدر بيانها ولها شيء من الوجاهة يقول ما حكمي أنا في هذا الموقف يعني أنا وضعي أنه يعينني وأسكن عنده فالجواب الذي يبدو لي والله أعلم أنه إذا استطاع أن يستغني لنفسه فيعمل ولو عملا بسيطا يستغنيَ عن مثل إعالة مثل هذا الأخ ولو كان سخاخا وقد سمعنا أخبار الصحابة رضوان الله عليهم أهل الصفة الذين ما ... إلى هذه العيشة الشظفة القاسية إلا فرارهم بدينهم من الفتن, تركوا مكة وكان لهم أموال وكان لهم أهل وكان لهم أثاث, تركوا كل ذلك في سبيل الله.

إذا استطاع هذا الأخ أن يستغني وهو شاب والشاب من طبيعته أنه يستطيع أن يعمل وهناك نماذج كثيرة نعرفها, الإنسان يعتمد على نفسه فيعمل بعض ساعات لشراء أيّ عمل والله عز وجل يوفّقه إذا أخلص لله عز وجل وسعى للتخلّص مما فيه حرام أو شبهة فإنه جدير بأن يُوفّق بإذنه تعالى, كما قال سبحانه وتعالى ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)) فإذا لم يستطع وكان مضطرا نقول له تُنكر ما استطعت كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وبعد ذلك لا وزر عليه إن شاء الله والله تعالى أعلم.

 

(271/8)

 

 

«التعليق على كلمة وبيان أهمية التمسك بمنهج السلف في فهم الكتاب والسنة وأنه من خصائص الدعوة السلفية

الشيخ: الذين كان عَرَف من التمسّك بالدعوة السلفية لكنهم من جانب أخر لهم انتساب إلى بعض الأحزاب الإسلامية, رأيت أن أسمعكم رأي هذا الإنسان في جانب من جوانب الدعوة السلفية لأن الأمر كما قيل وبضدّها تتميّز الأشياء, لا سيما إذا اقترن مع ذلك التعليق والتوجيه الصحيح لا سيما وقد جاء في كلامه أمر فيه نقد لأفراد من الدعاة السلفيّين, فالحق والحق أقول إن هذا النقد في محلّه ولذلك فيجب أن نأخذ نحن جميعا في هذا النقد عبرة فمن كان يشعر بأن فيه شيئا من ذلك النقد فعليه أن يتدارك نفسه وأن يتأدّب بأدب ذلك الناقد لأنه في الواقع ما قال إلا حقا, وإن كان هو من جانب أخر قد أخطأ الصواب والسبيل الحق.

ولذلك فرأيت أن أجعل كلمتي اليوم ولو أنها قصيرة على ما يناسب هذا الصوت الخافت رأيت أن أجعل كلمتي في هذه الليلة تعليقا على هذه الكلمة لنزدادَ يقينا مما نحن عليه من الصواب ولنبتعد عما قد يكون أحدنا واقعا فيه من الخطأ.

يقول المشار إليه ولست أريد تسميته لأن هذا خطاب خاص لربما يوما ما يضطر أو أضطر أن يُشهر فحينئذ ننشر الأمر علنا, يقول وقد تحدّث بالمناسبة عن المذهبيّة اللامغرية, الذي أفهمه في هذا الجانب أنه على طلبة العلم بل على المحقّقين أن يكون مرجعهم في كل أمر كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وأله وسلم دون أن يقطعوا صلتهم باجتهادات الأئمة في فهم الأدلة من الوحيين وبذلك يكونون كدارس العلوم الطبيعية والرياضيّة ينتفعون بمجهودات من سبقهم في ذلك الطريق بعد التيقّن من صحّة منجزاتهم.

ولو أنهم أغفلوا جهود سابقيهم فلم يُفيدوا منها وبدؤوا من جديد لوقفت مسيرة الحضارة عند حدودها البدائية, هذا كلام صحيح وسليم وأنا قد قلت أكثر من مرة أنه مثل من يريد وهذا موجود في بعض الغلاة وفي كل دعوة وفي كل طائفة وفي كل جماعة غلاة, المتبصّر في دينهم والمعتمد على كتاب ربه وسنّة نبيهم أن يعتمد فقط على القرأن في رأي بين يديه وعلى كتب الحديث يبسطها يحفظها يقرأها دون أن يستعين على فهم الكتاب بكتب التفاسير لا القديمة ولا الحديثة ودون أن يستعين على فهم تلك الأحاديث بل وعلى معرفة صحيحها من سقيمها بجهود علماء الحديث المتظافرة منذ نحو عشرة قرون من الزمان, إن أراد إنسان ما أن يسلك هذا السبيل أن يستقلّ في فهم الكتاب والسنّة فقط اعتماده على الكتاب والسنّة دون الاستعانة بجهود الأئمة السابقين لضل ضلالا بعيدا ورجع فعلا بدون جديد.

ولا أريد أن أذهب بكم بعيدا فأنا سأضرب لكم مثلا قريبا مثلا نحسّ به في بلدتنا هذه فهناك أناس كانوا ينتمون إلى فريق من الفرق الصوفيّة ثم انشق أهل الفريق إلى فرقتين, فإحدى هاتين الفرقتين كان شيخها لا يعرف شيئا من علوم الشريعة لا كتاب ولا سنّة لا أصول فقه ولا أصول حديث ولا أصول لغة ولا شيء من ذلك, فكان يُفسِّر القرأن تفسيرا كيفيّا لا ضابط له, هذا تفسيره على النمط المعروف من تفاسير الباطنية والقرامطة القديمة والحديثة وعلى نمط غلاة الصوفيّة الذين أيضا يتأوّلون الأيات القرأنيّة دون مراعاة القواعد اللغويّة أو الشرعية, ف ... نسمع منذ سنين طويلة من بعض المشايخ الذين مضوْا وماتوا أنه كان يقول لأصحابه أتدرون لمّا قال الله عز وجل لموسى ((وما تلك بيمينك يا موسى)) يقولون للشيخ لا ندري ولما قال له ألقها ليست هي العصا وإنما هي الدنيا, ألقها يعني الدنيا, هكذا يُفسِّر الأية تفسير كيفي وهكذا نجد في بطون الكتب سواءً ما أشرنا إليه من غلاة الباطنيّة أمثالهم تأويلات لا ضابط لها ولا قواعد لها.

فاليوم توجد مثل هذه الكارثة هنا يُفسِّرون القرأن يأتون بأشياء جديدة مطلقا لا صلة لها بالإسلام, بعضها إنكار للحقائق الشرعيّة كالشفاعة الثابتة في الكتاب والسنّة ويجعلون الشفاعة معناها تعاون اثنين مع بعضهم البعض هنا في الخير أو الشر, أما أن يكون هناك شفاعة في الأخرة وهي ثابتة في نصوص الكتاب والسنّة, فهذا أيضا ينكرونه.

فأقول هذا مثال جديد أما الأمثلة القديمة أن أكثرها وتجمعها إما الصوفيّة الغالية أو القرامطة والباطنيّة التي تفرّقت إلى أحزاب شتى لذلك لابد من استعانة بجهود الأئمة السابقين كل في تخصّصه في التفسير في الحديث في الفقه في النحو في إلى أخره, فكنت أقول مثلا نريد الاكتفاء فقط بالرجوع إلى الكتاب والسنّة دون الاستفادة من جهود الأئمة كمثل إنسان اليوم يريد أن يخترع أكبر طائرة وأدقّ طائرة خرجت حتى اليوم بعد الجهود المتتابعة من مئات بل ألوف المتخصّصين في مختلف العلوم يريد إنسان الأن بعقله أنه يوجد طائرة لا أقول مثل بل أكبر وأضخم وأدقّ ... , تُرى ماذا سيكون مصيره هذا الإنسان؟ سيكون مصيره مصير الإنسان الأول العربي الأندلسي الذي فكّر بابتكار الطائرة قبل وجودها, كان مصيره مصيرا طبيعيّا وهو أنه وقع على أم رأسه لكن هذا لا يُلام لأنه كان هو الرائد الأول الذي أراد شق الطريق إلى إيجاد هذا الاختراع العظيم.

فمثل من يريد الأن أن يجتهد في الكتاب والسنّة دون أن يستعين بالأئمة في كل, كلّ في اختصاصه كما قلنا مثل الذي يريد أن يبتكر طائرة الأن بل يريد أن يبتكر ألة لصنع الإبرة, ما قيمة الإبرة ها اللي بيخيّطوا فيها النساء؟ هو لا يستطيع أن يوجدها إلا يمكن بعد جهود طويلة ويمكن يجي ابنه ويرث منه شيء من الألة ولمّا تنتهي بعد وهي أله لإيجاد إبرة, لذلك أليس فقط من الحماقة بل من الكفر بنعم الله عز وجل على الأمة الإسلامية الذي سخّر لها أولئك الأئمة كلهم في اختصاصه, فضلا عن الحماقة بسبب عدم الاستعانة بجهود السابقين في هذا المجال الأعظم ألا وهو مجال فهم الكتاب والسنّة.

لذلك الذي قاله ذلك الكاتب هنا هذا الكلام حق ويجب أن يرسخ في أذهان كل فرد من السلفيّين سواء كانوا من الدعاة إلى الدعوة السلفيّة الحق أو من الأتباع أن معرفة الكتاب والسنّة لا يمكن على الوجه الصحيح إلا بالرجوع إلى اختصاص في كل فن وفي كل علم.

هذا التأهيل من أجل الأسطر التي سمعتموها من الأخ الكاتب, قال في تمام كلامه السابق "وفي يقين أنكم غير بعيد من هذا المسلك فأنتم في كل ما تدعون إليه لا تُغفلون مُعطيات المذاهب بل تناقشون أدلتها في ضوء الأصلين المعصومين يعني الكتاب والسنّة وذلك هو طريق أولي الألباب الذين يفهمون المذاهب على أنها وسائل للوصول إلى الحق لا كما يفهمها بعض المتحجّرين على أنها الدين الذي هو الحق" هذا أيضا كلام جميل وحق وهذا هو الفرق بيننا وبين المذهيّين.

نحن نقول المذاهب أئمّة المذاهب علماء المذاهب هم وسائل وليسوا غايات, هم وسائل ليبلّغوا الشرع النابع من الكتاب والسنّة إلى الذين لا يعلمون, فإذا تبيّن لهؤلاء الذين لا يعلمون ولو في مسألة واحدة أن عالما من هؤلاء الذين اعتبرناهم وسائل ووسائط لنقل حكم الكتاب والسنّة إلينا, إذا تبيّن لنا أنه وهِم في أمر ما, فهنا إذا ما تمسّك هذا المتمذهب برأي هذا العالم بعد أن ثبت خطأه فقد قلب الوسيلة وجعلها غاية أي جعل هذا العالم كأنه هو المقصود بالاتباع بينما الحقيقة هو وسيلة ليدلّنا على من هو المقصود بالاتباع وليس هو من البشر إلا رسول الله ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)).

فإذا أصر بعض المسلمين الجامدين على التمذهب على هذا القلب للوسيلة وجعلها غاية هذا هو الضلال المبين وهذا الجنس من المؤمنين في كل ملّة في كل دين هو الذي أشار إليه رب العالمين حين قال في كتابه الكريم في حق النصارى لفظا وفي حق كل من تشبّه بهم معْنًا ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) فلا فرق من هذه الحيثيّة, من حيث قلب الحقيقة وجعل الوسيلة غاية بين نصرانيّ سابقا كان يجعل كلمة القسّيس كأنها وحي سماء وهو يعلم أقول وهو يعلم أي هذا النصراني الذي يجعل كلمة القسّيس كأنها وحي السماء, هو يعلم أن كلمته مخالفة للكتاب المقدّس عنده, مع ذلك يضلّ متمسّكا بكلام قسّيسه مُعرضا به كلام ربه, كذلك المسلم لا يغنيه قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّدا رسول الله وهو يضلّ يتمسّك بكلمة مُقَلَّدِه يعني عالمه الذي نقل إليه فتوى خاطئة تَبيّن لهذا المُقلِّد أنها خطأ فيصرّ على تقليد ذلك العالم ويعرض عن اتباع الكتاب والسنّة وهو يعلم فأكرّر وهو يعلم حتى لا يجد المغرضون في كلامنا مأخذا يتعلّقون به ليقولوا وقد قالوا بأنهم يكفّرون المقلّدين.

ونحن نقول أسفين اليوم نقولها في محاضراتنا العامة ومجالسنا الخاصة لا سبيل اليوم مع الأسف الشديد إلى العلم الصحيح إلا من طريق التقليد وبعد ذلك ربنا عز وجل يفتح على بصيرة من يعلم منه الجهاد والاجتهاد في سبيل معرفة الحق وأتباعه, كما قال تعالى ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)) أما مبدأ الطريق اليوم ما في غير طريق التقليد, كليات الشريعة اليوم التي يُفترض فيها أن تكون قد سمَت وعلت وارتفعت عن هذا الحضيض الذي هو طريق التقليد إلى مرتبة الاتباع على الأقل ولا نقول إلى مرتبة الاجتهاد, هذه الكليّات لا تزال تدرس الفقه الإسلامي على طريقة التقليد ونحو.

ودرجة وسطى بين هذا التقليد وبين الاتباع ما يسمّونه اليوم بالفقه المقارن وذلك بأن يَعرض أستاذ المادة أدلة أقوال المختلفة في المسألة الواحدة عرضا تجرّديّا مطلقا يعني كأنه هو رجل لا صلة له بالِإسلام إطلاقا كرجل علماني ليس عنده تحيّز إلى قول من هذه الأقوال أو إلى مذهب من هذه المذاهب, فهو ينقل بكل أمانة بيقول مذهب كذا يقول دليله كذا وكذا ومذهب كذا وأخيرا ينتهي دون أن يقول قولة الحق والصواب كذا وكذا لأن الدليل الأول في نفس القول الأول يردّ عليه كذا وكذا إلى أخره, فيعرض عرضا ويدع طلاب كلية الشريعة والذين سيتخرّجون عمّا قريب ويصبحون دكاترة في ماذا؟ في علم الشريعة, لا يفقهون إلا النقل فقط, هذا هو حال دكاترة أخر الزمان.

لذلك فكان المأمول في هذه الكليّات أن تعلوا وأن ترتفع عن هذا المستوى لكن لعله كما يقال " أول الغيث قطرة ثم ينهمر " كانوا من قبل يدرسون كتابا واحدا في فقه واحد مذهب حنفي انتهى الامر, الأن أصبحوا يدرسون أكثر من مذهب واحد وهذه الدراسة بلا شك تفتح الأذهان وتوسّع الأفاق العلمية في عقول الدارسين, نحن نعرف في بلادنا الألبانية لا يعرفون أن الإسلام إلا هو المذهب الحنفي فقط فلما يأتي أحدهم هنا قلت له تعرف في مسلمين شوافعة, في مسلمين مالكية فهو يعلم حينئذ شيئا كان به جاهلا من قبل بالتالي سيعلم إذًا من أدلتهم يعني كمان ... قال الله قال رسول الله إلى أخره, فلعله هذه الدراسة التي يسمّونها دراسة فقه المقارن لها ما بعده لأنه سنّة الله في خلقه لا يمكن الوصول إلى الهدف إلا بطريقة رتيبة خطوة خطوة هاي سنّة الله.

أقول أخيرا يُشير الكاتب هنا بحق إلى أن قلب الوسيلة إلى غاية وجعل المذهب هو مقصودا بذاته هذا قلب للحقيقة الشرعية فهو يصرّح بالحق أن طلاب العلم وبخاصة المحقّقين منهم لهم طريقهم في الرجوع إلى الكتاب والسنّة, فكلامه إلى هنا لا غُبار عليه بتاتا بل هو ينقل فكرتنا التي دائما نحاضر بها في كل مكان حللناه إلا أن الذي يحتاج إلى شيء من التعليق مع الاعتراف بشيء من الحق في كلامه الأتي هو ما إفتتحه بالاستدراك بقوله " ولكن هل استطعتم أن تركّزوا هذا المفهوم الصحيح في نفوس المنتسبين إلى طريقتكم؟ سواء استطعنا أم ما استطعنا " قال أريد أن أذكّر الأن وسأكتب بطبيعة الحال إلى هذا الأخ الكاتب أن السؤال خطأ لماذا؟ لأنه مادام هو يؤكد أنه طريقتنا حق وصواب وأنه يُصرّح بأننا دائما حين ندعو إلى الكتاب والسنّة لا نُضيّع علينا جهود الأئمة بل نحن نستفيد بها ونعرض أدلتهم ونناقشها, في الوقت نفسه بيقول " هل استطعت؟ ", أنا سأقول بكل صراحة ما استطعتُ أن أصنع شيئا, هب أنه الأمر كذلك, ما استطعت أن أصنع شيئا ولا يوجد حولي إطلاقا شخص استطعت واستطاع هو معي أن تتركّز هذه الطريقة الصحيحة في نفسه وفي منطلقه, في دعوته هب أنه الأمر كذلك, فماذا يعني إذا كانت الطريقة هي نفسها حق باعترافه ثم عجزت أنا عن تركيزها في أذهان الذين أدعوهم دائما وأبدا إليه أفأقول إما أن يعي ما عندي وكما بودّي هذا بطبيعة الحال وإما أن أكون لا أستطيع التفاهم مع الناس كما يقول بعض الخصوم زورا وبغيا وعدوانا أني لا أحسن أن أتكلم باللغة العربية, طيب أنتم الأن تسمعوني أتكلم باللغة الألبانية فممكن أيضا يكون الأمر كذلك أنه أنا لا أستطيع أن أتكلم مع إخواننا العرب بلغتهم عربية لابد أن يكون هناك شيء, وقد يكون في عجز قد يكون في ضعف, هذا لا نستطيع أن ننكره أبدا ولكن يا تُرى أليس يُقابل عجزي هذا هو ضعف في الطرف المقابل الإعراض أو صدّ أو كيد أو أو زاد إلى أخره؟ طبعا هذا لا أحد يستطيع أن ينكره, ونحن هنا نذكّر هذا الكاتب وأمثاله كُثُر وأنا في الواقع رأيت أنه هذا الإنسان لأول مرة يُفصح عما نقوله نحن دائما وأبدا أن الدعاة الإسلاميّين الأخرين وجدوا أن الدعوة السلفية هي دعوة حق ولذلك فهم علموا في أنفسهم بحق الإيمان ثم يطبّقون منها في حدود معيّنة بمقدار ما يساعدهم منهجهم الحزبي ونظامهم في الدعوة فتتجلّى لنا الحقيقة الأتية نقولها نحن دائما وأبدا وإذا به هو يكتبها الأن, يقول هؤلاء يتبنّون الدعوة لأنفسهم لا ليدعوا المسلمين إليها, لماذا؟ لأنها في الواقع هذه الدعوة هي تفرّق بين الحق والباطل, هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل مسلم صادق في انتمائه للكتاب والسنّة لكن هذه الحقيقة تحتها أو ضمنها حقيقة أخرى لا يتنبّه لها الكثيرون, حينما نقول أنه الدعوة السلفية تُفرّق بين الحق والباطل يجب أن نستحضر في أذهاننا الربط بين الحق وصاحبه وبين الباطل وصاحبه, مفهوم هذا الكلام؟ يجب أن نربط بين الحق وصاحبه وبين الباطل وصاحبه يعني الحقيقة أنه مثل ما بيقولوا العامة الحق أحيانا يكون مغطّى بقشرة والمسألة هذه من هذا القبيل حينما نقول أنه الدعوة مهما ... الدعوة السلفية, وغيرنا يقول الدعوة الإسلامية ونحن لنا رأي في هذا القيد, قد لا يفهمه كثيرون ولست الأن في صدده أنه الدعوة الإسلامية تشمل كل المذاهب وكل الفرق وكل الطوائف, أما الدعوة السلفية فتشمل طائفة واحدة هي التي قال فيها الرسول عليه السلام (ما أنا عليه وأصحابي) كل أصحاب الدعوات مهما كانت الأسماء معنا تماما بأن الدعوة دعوة الإسلام دعوة السلفية ها اللي هي أصل الإسلام تُفرّق بين الحق والباطل, هاي ما تقبل مناقشة, لا توجد كلمة تفرق بين المحق وبين المبطل كأننا نقول كلاما جديدا.

هنا الشاهد من كلمتي السابقة يعني إذا كان هناك أخوان شقيقان أحدهما محق والأخر مبطل, الأول متمسّك بالدعوة الحق والأخر متمسّك بالدعوة الباطلة, لابد أن يتفرّقا والطريق الإسلامي أكبر شاهد على ذلك وأن الإسلام حينما جاء فرّق بين الأب والابن لماذا؟ لأن الابن أمن والوالد كفر أو العكس, وقع هذا ووقع هذا.

لذلك كان مما جاء في السنّة الصحيحة أن من أوصاف الرسول عليه السلام المُفرّق يعني يُفرّق بين الحق والباطل وبين المحقّين والمبطلين, الدعوة السلفية هذه من خصائصها وحينما يتبنّاها شخص له منهج يفرض عليه أن يكون كلامه لا يدعو إلى فرقة لا يدعو إلى حق يعني, يعني حينما يكون كلامه يرضي الجميع فمعنى ذلك أنه لم يقل الحق, وهذه الطريقة هي طريقة كل لا أستثني أحدا, واجبنا أن نصارح إخواننا المسلمين جميعا نصارحهم بما نعتقد ثم إن ظهر لهم أنه الحق فعليهم اتباعه وإن ظهر لهم أنه الخطأ فعليهم تِبْيانه فنحن نكون معهم في اجتنابه.

نحن نقول كل دعوة إسلامية تقوم على التكتّل المحض, على التكاثر بالعدد وعلى اكتساب الأصوات الكثيرة في المجالس الانتخابية, هذه ليست طريقة إسلامية لماذا؟ لأشياء كثيرة أوضحها ما نحن فيه الأن, أن هؤلاء الذين يريدون أن يكسبوا الأصوات الكثيرة لا بد من أن يوفوا بدعوتهم الجماهير الغفيرة, لابد من ذلك وإلا خسروا المعركة, إذا كانت المعركة ستقوم على كثرة الأصوات إذًا هم سيخسرونها, فهم بين أحد أمرين إما أن يظلّوا على هذا الطريق الذي نراه مغايرا للحق لأنه الحق يقول بيّن الحق ((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)) ((وقل الحق من ربكم)) إلخ.

فإما أن يسلك هذا السبيل حينئذ هو لا يبالي هل استطاع أن يأسّس؟ هل استطاع أن يكتّل؟ هل استطاع أن يُفهِّم الفكرة لجماعة كثيرين أو قليلين أم لم يستطع؟ لا قليلا ولا كثيرا, لا يهمه لأنه مُكلَّف أن يُبلِّغ دعوة الحق ثم ها الناس الذين يدعوهم قد يكون فيهم خير ومحبّين للحق وطالبون له سيستجيبون لدعوة الحق, وإما أن لا يكون فيهم خير لا سمح الله فحينئذ اللوم ليس على الداعي إلى الحق فضلا أن يكون اللوم على دعوة الحق, وإنما على الذين دُعُوا فلم يستجيبوا.

نحن نعلم من القرأن الكريم أن نوحا عليه الصلاة والسلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما, ماذا فعل في الألف سنة؟ أمر عجيب جدا, يدعوا إلى الله وإلى ماذا؟ يدعوا إلى أمر يجب أن يكون الناس كلهم جميعا على كلمة واحدة ألا وهي ((أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من أمن ومنهم من كفر وما أمن معه إلا قليل)) بعد إيه ألف سنة إلا خمسين عاما وهو رُسُل, أول رسول بعث إلى أهل الأرض معناه أنه كما يقول العلماء من أولي العزم من الرسل يعني يوحى إليه من السماء يعني هو مُسدّد ومُصوّب في خطاه سواء كانت.

 

(271/9)

 

 

«ذكر شيء من شطحات الصوفية

السائل: عن أحد المريدين اطلع على اللوح المحفوظ فرأى سيفه مكتوب إلى النار فمحاه (ضحك الحضور) وكتبه إلى الجنة.

الشيخ: ما شاء الله.

السائل: يقصّها شيخ يعني.

الشيخ: ... متصرّفين في الكون,

السائل: فرجع ثاني شافها ممسوحة ومكتوب إلى النار.

الشيخ: ... .

السائل: رجع مسحها وكتبها إلى الجنة ثالث مرة إجى شيخه.

الشيخ: أعوذ بالله.

السائل: قال له ليش عم تعمل ها الوقاحة مع الله نحن رضينا بقضاه جااء ثاني يوم شافها ممسوحة ومكتوبة إلى الجنة.

الشيخ: خلاص ... .

السائل: هاي يجيبوها دليل على الرضاء بالقضاء.

الشيخ: الله أكبر الله أكبر, يمكن صار ... ولا لا؟

 

(272/1)

 

 

«من انتمى إلى تنظيم ما إما لمصلحة أو دفعا لضرر فهل يجوز؟»

السائل: تنظيم ما.

الشيخ: أيوه.

السائل: لمنفعة أو لمصلحة وأقرّر أن عدم الانتساب لهذ h التنظيم يؤدي بي إلى مثلا إنهاء العمل أو ترك الوظيفة أو ضرر مادي أو جسمي يقع عليه, فهل يجوز ذلك؟ هل الإنتماء ... المصلحة انتماء؟

الشيخ: هذا مثل اللي بيحصل رزقه بما حرم الله بيجوز؟

السائل: قطعا لا.

الشيخ: وقطعا لا.

السائل: أي لا يجوز الانتماء إلى أي تنظيم أخر؟

الشيخ: إذا كان مخالف الشريعة نعم لا يجوز لأنه ليس من الإسلام " الغاية تبرر الوسيلة ".

 

(272/2)

 

 

«هل الجهر بالدعوة السلفية يفرق جماعة المسلمين؟»

السائل: ... نرجع لسؤالنا أنه بعض الناس يقول الدعوة السلفية أو الجهر بالدعوة السلفية بيفرّق جماعة المسلمين فقلنا نحن إن جماعة المسلمين متفرّقة إنما الدعوة السلفية تجد المخرج لهذا الخلاف يعني تجد لهم المخرج السليم لهذا الخلاف لا تفرقهم إنما تريد أن تزيل الخلاف من بينهم الواقع بسبب انحرافهم فنريد توضيح هذا الأمر كما أشار حديث العرباض بن سارية الخلاف والمخرج منه؟

الشيخ: ... .

السائل: ... فقيل الفكر الإسلامي عاش مسلمين كثيرين كلهم يدعي ويقول أنا على حق فنصلح الموضوع هذا إلى ... .

الشيخ: هذا يمكن.

السائل: أنا أقول يعني ها الناحية يعني فهم الجواب ... .

الشيخ: الواقع أن كثيرا من الدعاة الإسلامين اليوم ينسون حقائق شرعية قرأنية أو حديثيّة ولذلك يحمِلهم نسيانهم هذا إلى أن يطلبوا المستحيل مما هو خلاف النظام الإلهي في كونه وفي خلقه فالله عز وجل مثلا يقول في قرأنه ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)) فهذه الأية نص صريح بأن مشيئة الله عز وجل قضت ألا يزال الناس مختلفين إلا طائفة واحدة منهم فهم لا يختلفون وهم المرحومون ولذلك فلا ينبغي أن يكون همّ الدعاة الإسلاميين أن يُوحّدوا بين هذه الجماعات المختلفة لأن هذا أمر مستحيل لم يشأه الله تبارك وتعالى وإنما ينبغي عليهم أن يصبّوا كل همّهم وعزمهم على الجمع والتوحيد بين أفكار طائفة تتّفق أو يتّفق أفرادها على منهج واحد نزل من السماء ولم ينبع من الأرض, مثل هذه الطوائف أو الأشخاص إذا كانوا مخلتفين فعلى الدعاة الإسلاميين أن يوحّدوا جهودهم في السعي لتوحيد هؤلاء الأفراد وجمعهم لجماعة واحدة وتحت راية واحدة.

السائل: جمع المسلمين على بعض.

الشيخ: فهو مثلا إن بدأ بزيد من الحاضرين سيقول بكر ليش ما بدأ بي؟ سيقول عمر ليش ما بدأ فيّ يا أخي أنا سنّي أكبر علمي أجلّ شو إلى أخره, هذه السنّة تقطع دابر كل هذه الوساوس وهذه المشكلات بيعرف لما بيبدى عن اليمين إنه هاي سنّة الإسلام الأيمن فالأيمن إن كان صغير وإلا إن كان كبير وهكذا الإسلام بيحل المشاكل وبيقضي عليها بنظام بسيط يُقرّه على أفراده.

 

الشيخ: اللهم اسق من سقاني.

 

(272/3)

 

 

«هل مقولة (ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي إنما هو ما وقر في القلب وصدقه العمل) هو من كلام الحسن البصري أم من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم؟»

السائل: ... هذا القول مرة ينسب فيها الحسن البصري ومرة ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي إنما هو ما وقر في القلب وصدقه العمل " يرجى تبيان ذلك هل هو حديث أم قول ل ... ؟

الشيخ: النسبتان مذكورتان كما ذكرت لكن إحداهما لا تصحّ والأخرى تصح, النسبة إلى الرسول عليه السلام لا تصحّ والنسبة إلى الحسن البصري وأنه من قوله هي التي تصحّ فلا يجوز أن يُقال قال رسول الله وإنما يعزى القول إلى صاحبه ألا وهو الحسن البصري, بعد هذا إذا انتهينا من المسائل نعود إلى إتمام الإجابة عن السؤال السابق.

 

(272/4)

 

 

«تتمة الكلام عن هل الجهر بالدعوة السلفية يفرق جماعة المسلمين؟»

الشيخ: إتماما لما سبق أقول مادام أن الله عز وجل قد نصّ في القرأن الكريم على أنه ليس من مشيئته وإرادته أن يكون الناس أمّة واحدة فينبغي على الدعاة الإسلاميّين أن يوفّروا جهودهم ولا يوزّعوها ولا يضيّعوها في سبيل التوحيد بين كل الجماعات وبين كل الطوائف لأنهم إنما يحاولون أمرا مستحيلا إن فعلوا ذلك وإنما يوجّهون طاقاتهم وهممهم إلى توحيد كما قلت أنفا بين الأفراد والجماعات التي يجمعهم مذهب واحد أو فكرة واحدة أو عقيدة واحدة ومعنى هذا الكلام أنه يجب عليهم أن يهتمّوا بالمسلمين, هذا قبل كل شيء ولكن لا أعني هذا المعنى الواسع الذي يُفهم من كلمة المسلمين اليوم, ذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام قد أخبر أن المسلمين أنفسهم سيتفرّقون طرائق شتى, طرائق قددا ومذاهب شتّى وكلكم لابد أنه سمع يوما ما قوله عليه الصلاة والسلام (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا من هي يا رسول الله؟ قال (هي ما أنا عليه وأصحابي) إلى هذا الحديث يأتي حديث العرباض ين سارية قال وعظمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب وقلنا يا رسول الله أوصنا قال (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن وُلّيَ عليكم عبد حبشي وإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي عضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) والشاهد من هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدون) إلى أخره فالمسلمون كما يشهد هذا الحديث وذاك متفرقون أشد التفرق وكما يشهد الواقع قديما وحديثا, فقديما وجدت فرق كثيرة جدا, أبسط الناس ثقافة لا بد أنهم سمعوا بفرقة المعتزلة مثلا, فرقة الخوارج ثانيا, فرقة الشيعة الرافضة إلى أخر ما هنالك من طوائف كثيرة وكثيرة جدا, يختلف الناس في سعة الاطلاع عليها وضيق الاطلاع على حسب إطلاعهم وعلمهم.

فالمسلمون اليوم وهم يعيشون في هذا الوضع المهين حيث تسلّط عليهم الكفار في كل بلاد الإسلام إما تسلّطا مباشرا استعماريّا استحلالاً لبلادهم كما كان ذلك من قريب في ماض من الزمان أو استحلالا فكريّا وتوجيهيّا كما هو الشأن في هذا الزمان, وأسوأ الاحتلالات التي أصيبوا بها احتلال أذل الأمم لما هو من أقدس البلاد الإسلامية ألا وهم اليهود وهي بلاد فلسطين, فمعنى هذا أن المسلمين بحاجة إلى أن يوحّدوا جهودهم وإلى أن يُجمِّعوا صفوفهم وإلى أن ينبذوا تفرّقهم ويوحّدوا كلمتهم إذا أرادوا فعلا أن يصدّوا العدوّ عن بلادهم بقسمي الاستعمار وهو الاحتلال الذين أشرنا إليه أنفا, لكن على أي أساس ينبغي أن يتوحّد هؤلاء المسلمون المتفرّقون, لقد قال الله عز وجل مؤسّسا لهذا الأساس حين قال ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) نحن نعلم أن اختلاف المسلمين اليوم له وجهان وجه معروف منذ قديم من الزمان وهو اختلافهم في فهمهم لدينهم أصولا وفروعا وليس فقط كما يظن ويصرّح بعض المشايخ أن الاختلاف إنما هو في الفروع دون الأصول, هذا كلام خلاف الواقع.

الواقع أن الاختلاف في القديم كان ولا يزال حتى في الأصول وأصل الأصول هو توحيد الله عز وجل وعبادته وقد شرحنا لكم أنفا قبل صلاة المغرب التوحيد بأقسامه الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو العبادة وتوحيد الصفات وكيف أن كثيرا من المسلمين اليوم لا يعرفون هذا التوحيد فيقعون في الشرك والكفر بالله عز وجل من حيث لا يشعرون, فهذا خلاف في الأصول ليس في الفروع ولا أريد أن أعيد القول السابق وإنما أنا مذكّر, فالمسلمون اليوم يختلفون من وجهين, الوجه الأول قديم وهذا مثاله والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا والوجه الأخر حديث ألا وهو خلافهم في الطريق الذي يجب على الدعاة الإسلاميّين أن يسلكوه ليتمكّنوا من إقامة حكم الله ونظام الله في الأرض وبذلك يستطيعون أن يُبعدوا الكفار عن بلادهم بالقسمين المشار إليهما أنفا, وبعد ... مختلفون في هذا أشد الاختلاف مع بقائهم على اختلافهم الذي ورثوه من ما مضى من القرون الطويلة العديدة.

ونعتقد أن الخلاف السابق أخطر بكثير من الخلاف اللاحق القائم الأن, ذلك لأن الاختلاف السابق خلاف جذري أصولي عقائدي, أما الاختلاف الحالي فهو اختلاف وسيلة, كيف نطرد الأجنبي من البلاد؟ كيف نُقيم الدولة المسلمة, هذا اختلاف وله تأثيره السيّء أيضا لكن أسوأ من ذلك بكثير اختلاف المسلمين اليوم هذا الاختلاف الذي ورثوه عما مضى من الزمن, ولأضرب لكم مثلا على هذا, اليوم جماهير العلماء المسلمين ولا أقول عامتهم ومنهم جماهير الدعاة الإسلاميين لم يفهموا العقيدة الِإسلامية العقيدة لا أقول لا يعرفون الصلاة التي صلاها الرسول, ولا أقول لا يعرفون الصيام الذي صامه الرسول, ولا أقول لا يعرفون الحجّة التي حجها الرسول, هذه أشياء لا يعرفونها فعلا لكني أقول الأمر أخطر بكثير إنهم لا يعرفون التوحيد الذي جاء به رسول الله عن ربه وبيّنه في حديثه وأصّله ربه في كتابه, أضرب لكم على هذا مثلا, لو سألتم ونحن قد سألنا وعرفنا وجرّبنا وعلى من يحب أن يُجرّب فليجرّب, لو سألتم جلّ الدعاة الإسلاميّين السؤال الأتي المتعلق بوجود الله عز وجل الذي هو أصل الأصول وأصل العقائد, لو سئلوا أين الله؟ لم يستطيعوا جوابا, وهم مع ذلك ينقسمون إلى قسمين, منهم من يُبادرك بالإنكار على هذا السؤال, شو هذا السؤال؟ هذا لا يجوز, هذا ضلال وقد يقول قائل هذا كفر, ومنهم من لا يستنكر هذا السؤال ولكنه يحير في الجواب, يحتار لا يدري ماذا يقول, وقسم ثالث يُعطيك الجواب لكن هذا القسم الثالث ينقسم إلى قسمين, منهم من يقول الله موجود في كل الوجود أو يقول خلاف الأخر والمعنى واحد الله موجود في كل مكان, ويجهلون أن هذا هو الكفر بعينه, ومنهم من يقول خلاف هذا القول وهم أهل العلم, وأنا سمعت هذا من أحد المشايخ في دمشق الشام يقول على المنبر علنا على رؤوس الأشهاد الله يقول " الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه " يصفون معبودهم بصفات المعدوم لو قيل لأفصح العرب بيانا صف لنا المعدوم لما أستطاع أن يصفه بأكثر مما يصف هؤلاء المسلمون معبودهم " لا فوق لا تحت لا يمين ولا يسار لا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه " إذًا هذا هو المعدوم.

السائل: إنما ... .

الشيخ: ذلك ذلك لا هذا شيء أخر, هذا شيء أخر.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: أي نعم, هذا شيء أخر, حكموا على ربهم بالعدم حينما وصفوه بهذه الأوصاف التي يسميها علماء الكلام بالسلوب, سلب لا لا لا بدنا إيه إيه إيه بدنا تعطونا صفات إيجابية لا لا لا لا زيد من الناس شو لونه؟ بيقلك لا هو أبيض ولا هو أسمر ولا هو كذا لك أخي بعدين لا لا لا لو تميت من الصباح وللمساء وأنت بتقول لا ما قدمت لنا شيء بس قل لنا لونه شو هو؟ قول مثلا أصفر بني الأصفر قول أي شيء يطابق الواقع, رب العالمين كما قال ((ليس كمثله شيء)) لكن ما قال ليس فقط بعدين شو قال؟ ((وهو السميع البصير)) إذا ما بيكفي نقول ليس ليس ليس ليس ليس ليس لا بد أن نقول هو هو كذا وكذا وكذا إلى أخره, ما في شيء.

ولذلك يعجبني جدا ملاحظة دقيقة بدرت من أمير من أمراء دمشق في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, ابن تيمية في زمانه كان حامل راية الدعوة إلى الكتاب والسنّة وعلى منهج السلف الصالح ومن أجل ذلك كان جماهير المشايخ والقضاة والمفتين والحكّام و وإلى أخره ضده وكانوا دائما يثيرون المشاكل في طريقه ودعوته وكانوا دائما يُقدّمون شكاوى إلى الوالي أنه يعمل كذا ويُفرّق الناس و وفتن إلى أخره وفي نوبة من نوبات أحد الأمراء هناك الأذكياء العقلاء شكوه إليه فطلبهم أن يتناظروا معه بين يديه فاجتمعوا لميعاد يوم عظيم بين يدي الأمير وجرا النقاش بين الفريقين, ابن تيمية رحمه الله وصف الله بما وصف به نفسه في عديد من الأيات الكريمة وكثير من الأحاديث النبوية الشريفة, وباختصار لا أريد البحث بالتفصيل في هذه المسألة بالذات وإنما ذكرتها كمثل لبُعْد المسلمين حتى الدعاة منهم عن العقيدة الإسلامية الصحيحة, فلا أريد أن أذكر الأيات والأحاديث وإنما الفكرة, استدل ابن تيمية بالأيات والأحاديث على أن الله عز وجل له صفة الفوقيّة كما قال أيتين راح نذكر فقط ((وهو القاهر فوق عباده)) والأية الأخرى ((الرحمان على العرش استوى)) إذًا الله له صفة الفوقيّة لا يُقال هو تحت ولا يمين ولا خلف ولا ولا ولا داخل العالم لكن يُقال الله على العرش استوى الرحمن نفسه استوى, هنا شو جابه هو؟ كانوا من القسم الثاني مو القسم الأول بيقولوا الله موجود في كل مكان, المشايخ ها اللي كانوا عم يجادلروا ابن تيمية كانوا من القسم الثاني فقالوا والأمير يسمع وهنا الشاهد الله لا يوصف بأنه فوق عم يردو على ابن تيمية, الله لا يوصف بأنه فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا خلف ولا أمام إلى أخره لا داخل العالم ولا خارجه, ماذا قال الأمير الكيس الفطن؟ قال هؤلاء قوم أضاعوا ربّهم, هذه الحقيقة, أضاعوا ربهم.

طيب أنت لما بتقول في السجود ربيَ الأعلى ما عم تتصوّر جلال الله وعظمته, عم تتصوّره أنه هو حال في كل مكان في كل ... في البارات في الحانات في الخانات في المجاري في في إلى أخره, حاشى لله أعوذ بالله, إذًا عم تتصوّروا مثل ما قالوا هذولي الضالين الذي ضيّعوا ربهم لا فوق ولا تحت و, إذًا هذا معدوم لكن أنت تقول ولا تعي ما تقول " سبحان ربي الأعلى " شو معنى الأعلى الذي ليس فوقه شيء, الذي هو فوق كل شيء فإذًا يجب أن تعرف ربك, فهؤلاء الذين يقولون اليوم وقبل اليوم الله لا فوق ولا تحت الله ربهم وفيهم جماعات من كبار العلماء اليوم ومن الدعاة الإسلاميين.

أين ذهب عنهم الأيات الكثيرة الواردة في هذا الصدد؟ إنهم لم يدرسوا العقيدة على طريقة السلف الصالح, السلف الصالح أقوالهم كثيرة في هذا الصدد وأيضا لا أريد أن أطيل البحث ولكن أنقل لكم عبارة واحدة لأنها جمعت وأوْعت مع إيجازها, فهذه عبارة عبد الله بن المبارك من الشيوخ الأجلّاء من شيوخ الإمام أحمد, قال ابن المبارك " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته بائن, هذا طبعا كالأية السابقة ((الرحمان على العرش استوى)) بائن من خلقه أي ليس داخل العالم كما يقول القسم الأول إن الله موجود في كل مكان, المكان حدث لم يكن والله كان ولا زمان ولا مكان وإذا قال هؤلاء الله موجود في كل مكان معناها حشر نفسه في هذا الخلق الذي هو حقير بالنسبة لرب العالمين الجليل, الله أكبر من كل شيء.

نحن بنقول الله أكبر كذا مرات في الصلاة ما نُدرك أش معنى الله أكبر, لا يؤمن بالله أكبر من يقول الله موجود في كل والدهاليس والغرف والحمامات و وإلى أخره, فردًّا على هؤلاء وردًّا على أولئك قال ابن المبارك الله عز وجل فوق عرشه بذاته, أولئك قالوا ليس فوق هو يقول فوق بمعنى القرأن وهو القاهر فوق عباده ((يخافون ربهم من فوقهم)) في القرأن الكريم يصف عباده المؤمنين بهذه الصفة ((يخافون ربهم من فوقهم)) فالذي لا يخاف الله مُلاحظ أنه فوقه فليس من هؤلاء العباد المؤمنين.

فردَّا على هؤلاء الذين قالوا الله ليس فوق قال ابن المبارك " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته " وردًّا على الطائفة الأخرى التي تقول الله موجود في كل مكان قال " وهو بائن من خلقه " يعني منفصل يعني كما قال تبارك وتعالى في القرأن الكريم ((وهو الغنيّ)) إيش الأية؟ الغني عن العالمين, في عدة أيات بهذا الصدد.

العيد عباسي: ((فإن الله غني عن العالمين)).

الشيخ: أي نعم, ((فإن الله غني عن العالمين)) فليس هو بحاجة إلى بيت يأوي إليه كما هو حال مثل العبيد ((فإن الله غني عن العالمين)) ردًّا على هؤلاء الذين يقولون الله موجود في كل مكان قال بائن من خلقه ولكي لايتوهّمنّ أحدٌ من كون الله عز وجل فوق عرشه بذاته بائنا من خلقه أنه لا يسمعهم ولا يعلم ما يتحدّثون به قال " وهو معهم بعلمه " ثلاث جمل جمعت نصوص الكتاب والسنّة الكثيرة والكثيرة جدا في هذه الجمل الثلاث قال " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه " للحافظ الإمام الذهبي الدمشقي رسالة خاصة في هذه المسألة مطبوعة عدة طبعات اسمها "العُلُوّ للعليّ الغفار" جمعها ابن المبارك في هذه الثلاث كلمات " الله تبارك وتعالى فوق عرشه بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه ".

هذه مسألة من جملة المسائل التي اختلفوا قديما ولا يزالون مختلفين اليوم إلا من رحم ربك, فاليوم الدعاة الإسلاميّون مختلفون فما هو المخرج, أوّلا لتصحيح عقائدهم وثانيا لتوحيد الخط للخلاص من هذا الذل الذي حلّ بالمسلمين.

نحن نعتقد جازمين ولنعلنها صريحة على الناس أجمعين فنقول المخرج هو كما قال تعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) ونحن نعلم أن كل جماعة مختلفين إذا أرادوا مخلصين أن يتّحدوا فلابد لهم من أن يضعوا منهجا يجمعهم ودستورا ونظاما يُوحّدهم, نحن نجد أبعد الأمم والدول بعضها عن بعض لما بيشعروا بضرورة التقارب والاتفاق والاتحاد ولو لزمن محدود يجتمعون ويضعون منهج يتّفقون عليه ويقفون عليه, فكيف ونحن مسلمون وقد أراحنا الله عز وجل من أن نُشغل أفكارنا وأذهاننا بأن نضع دستورا ومنهاجا يجتمع المسلمون المختلفون عليه, قد أغنانا الله عز وجل عن مثل هذا بكتاب الله وبحديث رسول الله هذين المصدرين الأساسين الذين أخبرنا الرسول صلوات الله وسلامه عليه بحق أن المسلمين لن يضلّوا ولن يهلكوا ماداموا متمسّكين بهما كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب الله وسنّتي) فإذًا إذا اختلف المسلمون فالطريق لتوحيدهم وللخلاص من هذا الذل الذي ران عليهم لا سبيل إليه إلا بالدعوة إلى الكتاب والسنّة ثم ليس المقصود, هنا ملاحظة هامة, ليس المقصود بالدعوة يا إخواننا وليبلّغ الشاهد الغائب ليس المقصود بالدعوة إلى الكتاب والسنّة هو الدعوة إلى اسم الكتاب السنّة, هنا حقيقة هامة جدا, المقصود بالدعوة للكتاب والسنّة الدعوة إلى العمل بالكتاب والسنّة, لك طوّل بالك شوي عليّ ... زيد طوّل بالك إن شاء الله, المقصود بالدعوة إلى الكتاب والسنّة هو العمل بما في الكتاب والسنّة فلذلك فلا يكفي أن ندعو إلى الكتاب والسنّة ثم تبقى أوضاعنا العلمية الفكرية وأوضاعنا العملية والاجتماعية كما كانت منذ قرون, ندعو إلى الكتاب والسنّة لكن من حيث الواقع مكانك راوح متحرّك أنت ولكن لست متحرّكا إلى الأمام وإنما إذًا المقصود بالكتاب والسنّة هو العمل بما في الكتاب والسنّة ثم هنا ملاحظة أخرى, ليس المقصود بالعمل بالكتاب والسنّة العمل بما أفهم أنا وأنت وزيد وبكر من الكتاب والسنّة وهنا سيعود الناس إلى الاختلاف في تفسير الكتاب والسنّة أيضا, وإنما المقصود بالعمل بالكتاب والسنّة بعد فهمهما على منهج السلف الصالح, تسمع يا أستاذ مصطفى؟

مصطفى: نعم نعم.

الشيخ: المقصود بالعمل بالكتاب والسنّة مفهوما على منهج السلف الصالح مش مفهوما على فهمي أنا أو أنت أو زيد وبكر وعمر إذًا سنعود القهقرى وسنزداد اختلافا على اختلاف وسنأتي باختلافات جديدة فوق الاختلافات القديمة لهذا نجد في القرأن الكريم قول رب العالمين ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) هنا نكتة لماذا قال ربنا ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) لماذا لم يختصر على قوله "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى" إلى أخر الأية؟ لكنه أضاف إلى مشاققة الرسول قوله ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) هنا سر عظيم جدا وهو إشارة إلى أن هناك ناسا يزعمون أنهم يتبعون الكتاب والسنّة ولكن بمفهومهم الخاص, ومن هنا جاءت الفرق الإسلامية لا يوجد فرقة من الثلاث والسبعين فرقة التي أشار إليها الرسول عليه السلام, لا يوجد فيها فرقة تقول نحن براء من الكتاب والسنّة أبدا, أضلّ الفرق الإسلامية اليوم أقولها صراحة وصريحة من جهة الدعوة كجماعة يدعون هم جماعة القاديانية الهنود الذين يزعمون بأن الله بعث نبيّا في أخر الزمان منذ سبعين سنة اسمه بيرزا غلام أحمد القادياني إلى أخر ضلالاتهم, هؤلاء يقولون نحن على الكتاب والسنّة لكن إذا قيل لهم كيف تعتقدون بأنه في ... عن الرسول والله يقول في القرأن الذي تزعمون أنكم تؤمنون به ((ولكن رسول الله وخاتم النبيّين)) جاؤونا بمعنى ما يعرف السلف إطلاقا, قالوا ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين) مو معنى أخر النبيّين, لكان شو المعنى؟ خاتم النبيّين يعني زينة النبيّين كما أنه الخاتم زينة الأصبع كذلك النبي محمد هو زينة الأنبياء, مو معنى الأية أخر الأنبياء.

إذًا هؤلاء مؤمنون بالأية لكن ماذا أفادهم هذا الإيمان؟

السائل: ... لا يدخل فيه الموضوع هذا.

الشيخ: ماذا أفادهم هذا الإيمان؟

السائل: لا نبيّ بعدي أستاذ.

الشيخ: نعم؟

السائل: لا نبيّ بعدي.

الشيخ: كذلك, لا كمان لهم تفسير غريب, قالوا لا نبي بعدي معي معي.

 

الشيخ: أما بعد منه في, لا نبي بعدي معي ... .

 

الشيخ: إيه, هلاّ نحن ما نبحث القاديانية عم نجيب أمثلة عالماشي سريعة.

السائل: ... .

الشيخ: سريعة, أي نعم, الفرقة الأخرى وهي لا تدعو لكنها تبثّ أفكارها بصورة خطيرة جدا وهي غلاة الصوفية القائلون بوحدة الوجود, الذين يقول قائلهم " وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة " الذين يقول قائلهم " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار ", الذين يقول قائلهم " إنما أخطأت اليهود والنصارى لأنهم حصروا ربهم في اليهود في العزير والنصارى في الأب والابن وروح القدس " قال "أما نحن " يعني الصوفية هؤلاء " فقد عمّمناهم في كل شيء " هذيك ضلّوا لأنهم حصروا في ثلاثة أما نحن فقد عمّمناهم في كل شيء لذلك تأكيدا لهذا المعنى قال قائلهم " كل ماتراه بعينك فهو الله " أيضا ليس قصدي البحث في الصوفية وضلالاتها وخرافتها لكن هل تسمعون صوفيّا يقول أنا أبرأ من الكتاب والسنّة؟ أبدا لذلك لا بد من أن نتمسّك بماذا نسمّيه صُمَام الأمان, ماهو؟ أن نفهم الكتاب والسنّة على ما كان عليه السلف الصالح, وإلا فكل المسلمين على ما فيهم من اختلاف وضلال يقول أنا على الكتاب والسنّة كما قال الشاعر في غير هذا المجال " وكل يدّعي وصلا بليلى وليلى لا تقرّ لهم بذاك " كلهم يدّعي أنه على الكتاب والسنّة لكن من الذي يشهد له أنه على الكتاب والسنّة, من كان جاء الحديث السابق قالوا من هي يا رسول الله؟ قال (هي ما أنا عليه وأصحابي) (ما أنا عليه وأصحابي) كالأية السابقة ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) فإذا كان أتبع القرأن والسنّة بزعمه لكن خالف سنّة المسلمين طريقة المسلمين فكمان ينطبق عليه ((نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)).

هنا نصل إلى نهاية المطاف أنه إذًا لا يكفي أن ندعو إلى الكتاب والسنّة دعوة مجرّدة عن التطبيق العملي, لا يكفي أن ندعو إلى العمل بالكتاب والسنّة حسب أهوائنا ومفاهيمنا الخاصة بل لابد أن يكون ذلك قائما على فهم الكتاب والسنّة على ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين الذين هم من القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريّة.

أخيرا ما هو السبيل إلى معرفة ما كان عليه السلف الصالح؟ هو السنّة, السنّة هي التي تدلّنا على ما كان عليه الرسول أولا وعلى ما كان عليه الصحابة مما تلقّوه عن الرسول ثانيا وعلى ما كان عليه بقية السلف الصالح مما تلقاه هؤلاء عمن قبلهم, هذا هو صُمام الأمان إذا صحّ التعبير وهو الضمان لكي لا ينحرف المسلمون باسم تمسّكهم بالكتاب والسنّة عن الكتاب والسنّة

إذا عرفتم هذه الحقائق فنحن نعتقد بكل إخلاص وصراحة أنه لا بد أن نكون صريحين مع المسلمين الذين يجمعنا معهم الإيمان بكتاب الله وبحديث رسول الله يجب أن نكون صريحين معهم أنه لا يكفي.

الإسلامية تنتمي إلى الكتاب والسنّة كما ذكرنا لكن لا أحد منهم يتجرّأ ليقول نحن على ما كان عليه السلف الصالح أبدا إلا فرقة واحدة هي تسمّى في البلاد الشامية بالسلفيّين, تسمّى في البلاد المصريّة بأنصار السنّة المحمدية, تسمّى في البلاد الهندية والباكستانية بأهل الحديث, هؤلاء فقط هم الذين يتمسّكون بالكتاب والسنّة على منهج السلف الصالح.

ومثال فارق بين هؤلاء السلفيّين من جهة والأخرين من جهة أخرى تلك العقيدة الهامة, أين الله؟ سلوا من شئتم غير السلفيّين لا يدري الجواب والجواب مذكور في السنّة وتوارثه علماء السلف, السؤال مقرّر في السنّة مع الجواب لكن غير السلفيّين لا يعرفون لا السؤال ولا الجواب لأنهم لا يأخذون الشريعة حتى في العقيدة على طريق السلف الصالح وإنما حسب ما يبدو لأراهم وأراؤهم مقسّمة إلى ما ذكرنا الله موجود في كل مكان أو ليس لا داخل العالم باختصار ولا خارجه.

التمسّك بما كان عليه السلف الصالح هو الضمان لكي لا ينحرف المسلمون يمينا ويسارا.

لبيان هذه الحقيقة لابد من إعلان الحق على الناس والاهتمام بهذا الأصل أي فهم الكتاب والسنّة على منهج السلف الصالح وبعد ذلك دعوة المسلمين إلى فهم التوحيد الذي ينجون به عن الوقوع في الشرك الذي يستحقّ صاحبه الخلود في النار, إذا انطلق المسلمون في دعوتهم على هذا الأساس وعلى هذا المنهج أمكن أن يتّفقوا وأن يفكّروا بعد ذلك بحلّ المشكلة القائمة الأن من الناحية السياسيّة وهو احتلال الكفّار للبلاد الإسلامية على الوجه الذي سبق ذكره.

 

(272/5)

 

 

فإذا قيل كما ورد في أول السؤال هذا يُفرِّق المسلمين, نحن نقولها صريحة نعم نعم دائما وأبدا الدعوة إلى الحق يُفرِّق بين أهل الحق وبين أهل الباطل وهكذا كان شأن الرسول عليه السلام حينما بُعِث بين قومه قريش, ماذا كانت النتيجة؟ إن قريشا انقسموا وتفرّقوا, ناس أمنوا بالله ورسوله وناس كفروا بالله ورسوله, فكان يلتقي الولد الكافر مع الوالد المؤمن في معركة واحدة, هذا أليس تفريقا؟ نعم لكنه تفريق بالحق لذلك فلا ينبغي أن نغترّ بدعوة نسمعها أحيانا أن الدعوة صحيح الدعوة السلفيّة دعوة حق لكنها تُفرّق بين الناس ونحن نريد أن نوحّد الناس نقول نعم نحن نريد أن نُوحّد الناس ولكن على أساس دعوة الحق لا أن نُوحِّد الناس على أساس طمس الحق والقضاء عليه.

ولذلك جاء في صحيح البخاري عن الرسول عليه السلام أن من أوصافه أنه مُفرِّق مُفرِّق بين الحق والباطل, مُفرِّق بين أهل الحق وأهل الباطل لذلك فلا يهمّنا أبدا أن يُقال إن دعوتكم هذه دعوة حق لكنها تُفرِّق فإننا نقول مادام أنها دعوة حق فلا يهمُّنا أنها تُفرِّق لكن كل الذي يهمّنا أن تكون دعوتنا قائمة على الإسلام الذي هو القرأن والسنّة وبصورة خاصة في فهمي للجواب على هذا السؤال أن تكون هذه الدعوة قائمة على قوله تبارك وتعالى ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) ولكن حذار أن يختلط الحق بالباطل أن يظنّ بعض الناس أن من الحق ومن الحكمة في الدعوة إلى الحق أن تتريّث عن دعوة الحق وأن تُأجّل الدعوة إلى الحق إلى زمن تُقدِّره أنت, هذا ليس من الحكمة في شيء أبدا.

((ادع إلى سبيل ربك)) ليس معناه أجِّل الدعوة إلى سبيل ربك وإنما معناه أقْرُن مع دعوتك الحكمة والموعظة الحسنة.

هذا ما عندي في الجواب عن السؤال السابق فمن كان الأن له سؤال فليتفضّل شاكرا.

 

(272/6)

 

 

«بعض الشباب إذا دعي قال أنا مؤمن بالله لكن ماذا عن هذه الدعوات المتفرقة؟»

السائل: نجد أن بعض الشباب ... ندعوه أو متردّد في ... الإسلام, يقول أنا أؤمن بالله أؤمن بالله ولكن ماذا عن هذه الدعوات المتفرّقة, ... ملحد يقول طالما هناك دعوات متفرّقة إلى الإسلام ليس بصحيح ... تنسيق الأحاديث الصحيحة وطرحها طبعا ... اللي ... عنه ألّف كتاب لكن من جديد تأليف كتب الأحاديث الصحيحة وكتب أو نشرات ... في الأحاديث التي يأخذ بها البعض مدلل على أنه يمشي على طريق الحق هذا السؤالين.

الشيخ: والله بالنسبة للسؤال الأول أعتقد أنه تقدّم الجواب ضِمنًا في أوّل كلامي لما بدأت بالإجابة بتلاوة الأية السابقة ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة)) فأنا قلت أن المسلمين أو الدعاة الإسلاميّين يجب أن يُوجّهوا جهودهم في التوفيق بين أفراد أو جماعات يؤمنون بمبدأ واحد, يؤمنون بالكتاب والسنّة أما الجماعة الواحدة فنحن الأن في ما فينا, ما فينا كافينا وغانينا عن الإشتغال الناس الذين لا يؤمنون بالشريعة بالإسلام بالله خالق الكون كله, ولا أعني بهذا أنه إذا جاءنا رجل ملحد ما نبحث معه لكن ما يكون همُّنا إليه مُتوجِّها إليه, فقد يعرض لنا إنسان ملحد مثل ما ... الشيخ حسين أنفا في السيارة فنبحث معه لكن لازم يكون همّتنا مُوجّهة إلى من هم أقرب الناس إلينا في الفكرة والعقيدة.

السائل: ولكن هذا يشكّك هو ضال ويضل, يُشكّك في ها الدعوات هذه, بكثرة الدعوات أو بكثرة المبادئ الإسلامية ... الدعاة الإسلاميين, يشكك بأن هذا كمذهب بصحيح.

الشيخ: أستاذ نحن ما نستطيع أن نقوم.

سائل آخر: في أيّ دعوة ما فيها خلاف.

الشيخ: إيه, نحن ما نستطيع نُسكِّت كل إنسان مهما كان عريقا في الباطل لأنه جهودنا يعني محصورة, طاقة الإنسان محدودة, هذه الطاقة إلى أيّ جهة نوجِّهها؟ هذا غير البحث كونه هو يُشكِّك.

السائل: حتى الإلحاد فيه خلاف.

الشيخ: ... .

السائل: الملحدون مختلفون.

 

(272/7)

 

 

«هل من فائدة في تأليف أحاديث صحيحة وتمييز الضعيفة؟»

الشيخ: أما بالنسبة للأحاديث الصحيحة وتمييزها عن الأحاديث الضعيفة فهذا بلا شك يعني مما يدخل في تضاعيف كلامي المجمل أنفا, فنحن لنا يعني كلمات ومحاضرات نقول تِبْيانًا للكلمة السابقة أن الكتاب والسنّة يجب أن يُفهم على منهج السلف الصالح وقلت أنا أنفا ماهو الطريق لمعرفة السلف الصالح وما كان عليه, هو السنّة ولكن السنّة فيها الصحيح والضعيف والموضوع.

ماهو الطريق لتمييز هذا عن هذا عن هذا؟ يكون جوابنا عادة هو علم الحديث وعلم الحديث من مشاكل الجماعات الإسلامية اليوم لا تكاد تجد فيهم واحدا يُعنى بعلم الحديث ولذلك تَجِد الكتّاب الإسلاميين اليوم لا أحد منهم إلا وكتبهم ممتلئة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة.

فهذا من المشاكل التي يعني يحتاج البحث فيها تفصيليّا إلى مجال غير هذا المجال وعلى كل حال نحن يعني فيما عندنا من علم وما عندنا من وقت نقوم بما نستطيع لتحقيق هذه الرغبة لعلك على علم بسلسلتين " سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها " وقد طُبِع منها مجلدان في كل منهما خمسمائة حديث والسلسلة الأخرى " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيّء في الأمة " طُبِع منها خمسمائة حديث في مجلد والأن نطبع خمسمائة أخرى في مجلد ثاني وعندي تمام الخمسة ألاف حديث ضعيف موضوع مهيّأ للطبع ولكن نسأل الله أن يُيسِّر له الطبع, الشاهد أنه هذا أمر واجب ولكن لا ينهض به إنسان واحد.

السائل: نعم, أستاذي أنا أقصد أنه ها الأحاديث الضعيفة مثلا نشرة صغيرة يستطيع أن يتناولها الكبير والصغير وبثمن زهيد أن يتناولها هذا الإنسان أو لتُوزّع مجانا تُبيِّن فيها حديثين أو ثلاثة مثلا ضعيف و ... والصحيح بينهما وتفسير الصحيح وبعض الفرق.

الشيخ: على كل حال يعني طلبك كأنه يتطلّب إلى لجنة وهذه اللجنة لعل الله أن يوجدها لأن إنسان واحد ما يستطيع أن يقوم بكل الواجب.

السائل: ... الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

الشيخ: نعم؟

السائل: موجود بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة لمن يسأل عنها و ... .

الشيخ: في كتب قديمة ... .

السائل: ولكن لما تتناولها الأيدي كما تتناول الصحف الصغيرة يستطيع الإنسان ..

الشيخ: يعني قصد الأستاذ تيسير الوصول إليها, أي نعم.

السائل: أنا اليوم أستطيع مثلا أن أخذ كتاب لكن محتمل في شخص ثاني لا يستطيع أن يقتني هذا الكتاب بينما.

سائل آخر: صحيح ك.

السائل: ... صغيرة يستطيع أن يشتري.

سائل آخر: صحيح الدعاة الإسلاميين اللي عندهم علم ومعرفة في هذا الشيء يبيّنوا له ويشرحون له هذا.

 

(272/8)

 

 

«كيف الرد على من يقول إن إثبات السمع والبصر لله هو من تحديد شكل الإله؟»

الشيخ: طيب هات لشوف شو عندك.

السائل: هناك مشكلة قائمة حول الذات وصفات الوجود لله يقول الله سبحانه وتعالى ((وهو السميع البصير)) نحن طبعا نؤمن أن القرأن ... يُفسّر على ظاهره فقالوا طيب نؤمن بذلك إلا أنه أنت حددت شكل الإله ... .

الشيخ: ماذا قلت أنا حتى ... حدّثت؟

السائل: حدثت أنه ((وهو السميع البصير)).

الشيخ: أي نعم.

السائل: فإذًا له سمع ... يرى ... وقال ... .

الشيخ: ... .

السائل: هنا ... .

الشيخ: نعم.

السائل: ... فقال إن لهذه الصفات جزئية تشكل ذات تعطي حجم لأن العين صفة أو جزء مثلا موجود على الرأس

سائل آخر: جزء من الجسم.

السائل: جزء من الجسم موجود في الرأس وبالتالي الرأس جزء من الجسم ... .

سائل آخر: أي الذات مفهوم ... .

 

الشيخ: إي هذا معناه يا أستاذ رجعنا إلى من وين بدأنا إذًا نقول ليس بالسميع ولا البصير.

السائل: الواحد يقول ليس كمثله شيء.

الشيخ: خذ واعطي معه, هل يريدون منا أن نقول ليس بالسميع ولا البصير.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: هذا هو, هذا هو الضلال الكبير كيف يؤمن هذا الإنسان بقول الله ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)) الله قال ((ليس كمثله شيء)) وبس وإلا قال ((وهو السميع البصير))؟ لماذا أمنا بقوله ((ليس كمثله شيء)) وما أمنّا بقوله ((وهو السميع البصير))؟

أنا بقل لك ليش؟ نحن أمنّا بالأية بتمامها من شطريها الأول والأخير, هم هؤلاء الذين أنت تشير إليهم لهم سلف من المعتزلة وأمثالهم, هؤلاء أمنوا بالطرف الأول من الأية وكفروا بأخرها لا تقل لي ... بالقرأن كلام الله من أوله إلى أخره بيقل لك لا, لأن القاديانيّين أمنين بقوله تعالى ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) لكن شو فسّروا بعدين " خاتم النبيّين " يعني زينة النبيّين يعني مو خاتم النبيّين شو استفدنا من إيمانهم باللفظ القرأني وقد كفروا بالمعنى القرأني؟ ما استفدنا شيئا سوى أننا نضلَّل بهم أنه نعتبرهم مسلمين وهم ليسوا بمسلمين لأنهم بيقولوا معناه هذا كلام رب العالمين, ما بيضلّلنا هذا أبدا بإذن الله إلا أن يؤمنوا بما أمن به السلف, هذه القاعدة عظيمة جدا وأنا أنصح كل شاب مسلم أن يُمْعِن النظر فيها ويعضّ عليها بالنواجذ يعني الكتاب والسنّة على منهج السلف والصالح وإلا كان فرقة من الثلاث والسبعين أو أكثر, فرقة جديدة.

لماذا أمنوا بالشطر الاول من الأية وكفروا بالشطرالثاني؟ لأنهم أوّل ما تبادر إلى أذهانهم من قوله تعالى ((وهو السميع البصير)) أي أن سمعه وبصره كسمعنا وبصرنا, فمن قال لهم أن الله يعني هذا؟ لحتى هم يتبادر إلى ذهنهم هذا المعنى بلا شك أنه هذا المعنى باطل, يعني أن نفهم من قوله ((وهو السميع البصير)) أي أن سمع الله كسمعنا وبصره كبصرنا, لا شك أنه هذا المعنى باطل فلما تسرّب هذا المعنى بسرعة وحلّ في أذهانهم لكن لا يزال في عندهم بقيّة من الإيمان بكمال الله ونزاهته عن أن يُشبه شيئا من خلقه فرجعوا وقالوا لا, هذا إذًا لا نؤمن به, جميل نزّهتم الله أن يكون سمعه وبصره كسمعنا وبصرنا لكن الله أثبت لنفسه هاتين الصفتين, فما موقفكما منهما؟ أنت الأن شرحت موقفهم لا أدري.

السائل: أه.

الشيخ: موقفهم لا أؤمن هل تستطيع أن تجمع بين هذا وهذا؟ في الحقيقة لما يقول إنسان أنا لا أدري ما معنى ((وهو السميع البصير)) أنا أقول معنى هذا الكلام لا أدري أنه لا يؤمن, لأنه شو معنى الإيمان يا أستاذ؟ هو التصديق الجازم, فالإنسان لا يدري الشيء الفلاني موجود وإلا لا؟ هل هو مؤمن به؟ ليس مؤمنا به, فنحن نقول لهم إن فهمكم لأول وهلة أن قوله تعالى ((وهو السميع البصير)) أن معناه كسمعنا وبصرنا هذا خطأ أنتم المسؤولين عنه, إنه ما قال ((ليس كمثله شيء)) سلفا إلا لتفهموا أنه حين يقول ((وهو السميع البصير)) أن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا, والذي يؤكّد لنا هذه الحقيقة وهما في الواقع حقيقتان, حقيقة الإسلام في دين الله وحقيقة نفي لوجود الله, نحن إذا قلنا كما قال تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) هو سميع لكن ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا معنى ذلك أننا جمعنا بين التنزيه وبين الإثبات, أما هم فقد تفرّدوا بالتنزيه ولم يؤمنوا بالإثبات, هذا يؤدي إلى إنكار وجود الله عز وجل والأول يؤدّي إلى الإيمان بوجود الله عز وجل, كيف ذلك؟ نحن نقول ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ((وهو الحي القدير)).

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

((وهو الحي القدير)) هل الذين لا يؤمنون بقوله ((وهو السميع البصير)) يؤمنون بأنه حيّ قدير أم لا؟ شو ... يكون جوابهم؟ هاه؟

السائل: بيقولوا حي قدير.

الشيخ: طيب شو الفرق بين حي قدير وسميع بصير؟ ليش أمنوا بحي قدير وما أمنوا بسميع بصير؟ أنا أقول كلها على نمط واحد سلبا وإيجابا, الذي يُنكر أنه سميع بصير بحجّة أنه هذا تشبيه فسيُنكر أن يكون حيّا قديرا, بحجّة أيش؟ أنه تشبيه هلاّ أنا ألست حيا؟ طيب ألله حي, إذًا نحن راح نعمل واحدة من ثنتين, إما ننكر حياة الله نحكم عليه بالإعدام لأنه أنا حي.

السائل: أنا موجود.

خطأ إملائي: أي موجود, أو لا الله حي بنصّ الكتاب وإجماع الأمة إذًا أنا ميّت أنا ماني حيّ فسواء قلنا هيك أو قلنا هيك يا وقعنا في الكفر والإلحاد إذا أنكرنا حياة الله أو وقعنا في السفسطة فأنكرت حياتي أنا وأنتم شايفيني ... حي ... وأتكلم معكم, منين جاءت السفسطه هذه؟ من عدم الجمع بين الإيمان بالتنزيه والإيمان بالتثبيت وهو ((السميع البصير)) فنحن نقول كما أنه سميع بصير ليس كمثله شيء فيهما كذلك هو حي قدير ليس كمثله شيء فيهما وهكذا ... بكل الصفات الإلهية.

أخيرا نسأل الله موجود وإلا معدوم؟ ماذا سيكون كلامهم؟ موجود, طيب ونحن موجودين إذًا قول بالعدم على أحد الموجودين, الموجود الأزلي القديم رب العالمين قضوا عليه بالإعدام لأنه نحن موجودين أو قولوا مثل ما قالوا الصوفية الوجود واحد أنا وأنت مثل ما ذكرنا لكم أنفا " وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة " وقول " كل ما تراه بعينك فهو الله مافي وجودين ".

السائل: " ما في الجبة إلا الله ".

الشيخ: ما في, ... " سبحاني سبحاني يا أعظم شأن " إلخ.

السائل: هاي اللي بدهم إياه أستاذي.

الشيخ: إيه هذا اللي بدهم إياه لكن ما بدهم إياه لأنه الجماعة نواياهم طيبة, طيب شلون يا أخي ما عم يعرفوا يفقهوا العلم, شو السبب؟ بعدوا عن طريقة السلف الصالح لذلك لابد من الإيمان بالكتاب والسنّة وعلى فهم السلف الصالح وإلا كان المسلمون في ضلال مبين ولا يفيدهم شيئا أمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله لأن القاديانيون وغلاة الصوفية يقولون هذا الكلام ويؤمنون بالقرأن والسنّة لكن يؤمنون بالألفاظ دون حقائق المعاني.

لعلي استطعت أني أقرب لك أنه هاي الأية ليس فيها تشبيه يا أخي لأنه باختصار أقول, لأنه القول في الصفة كالقول في الذات أي ما يُقال في الذات الإلهية يقال في الصفات الإلهية, فكما أن الله ذات حقيقة لها كيانة اللائق به تبارك وتعالى أنا بأقول ذات الله موجودة لكن ذاته ليست كذاتنا ((ليس كمثله شيء)) كذلك صفاته ليست كصفاتنا في قوله ((ليس كمثله شيء)) فإن أنكرنا الصفات بحجّة التنزيه حكمنا على الله بالعدم وأنه هو الموجود لأنه هو حي قدير سميع بصير مريد محيي مميت فإذا نحن لم نؤمن بهذه الصفات لم نؤمن بالله, هل تتصوّر ذاتا بدون صفات؟ هل تتخيّل ذات بدون صفات؟ أيّ شيء كان, إذا تخيّلت ذات بدون صفات فقد تخيّلت العدم.

خلاصة القول الإيمان بالإسلام ينبغي أن يكون على القرأن والسنّة والإيمان بالقرأن والسنّة ينبغي أن يكون على مذهب السلف الصالح, لذلك قال تعالى ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)) فهذولي اللي بيقولوا ((ليس كمثله شيء)) وبس ما بيؤمنوا بالصفات الإلهية قد خالفوا سبيل المؤمنين, (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) ليش ماقال عليكم بسنّتي فقط؟ لأنه الخلفاء الراشدين فهموا السنّة فعلينا نحن أن.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أهلا.

والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

العيد عباسي: ... جمع تعاون ... تعاون المسلمين على حساب الحق يشمل قول الشاعر ... .

 

(272/9)

 

 

«الكلام عن التمسك بالكتاب والسنة وفهمهما بفهم السلف

الشيخ: لا تقوم قائمة المسلمين أبدا إلا إذا رجعوا إلى ما أمرهم به رب العالمين وهو الإتحاد على ... الكتاب والسنّة, أنتم شايفين الدول العربية قدّ إيش عم يضطربوا؟ وقدّ إيش عم يختلفوا؟ وكل يوم نغمة جديدة ودعوة جديدة والسبب أنهم لا يستمسكون بالعروة الوثقى التي ...

وسيظلون هكذا يعيشون ولا حياة لهم أبدا إلا إذا عادوا إلى التمسّك بالكتاب والسنّة كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح وهو في الواقع دستور لنا (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) هذا هو الداء وهذا هو الدواء (إذا تبايعتم بالعينة) أي تبايعتم بيعات محرّمة في الإسلام واستحللتموها بأدنى الحيل (وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع) أي تكالبتم على الدنيا وما عاد يهمكم شيء من الدين والعزة للإسلام والمسلمين (سلّط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) هذا هو الدواء, الرجوع إلى الدين هو الدواء, الدين ... له مفاهيم عديدة جدا.

وأقولها بكل صراحة هل هذا الدين الذي هو الدواء لهذا المرض هو بالمفهوم السلفي أم الخلفي؟ الدين اللي هو علاج ها المرض الذي وصفه الرسول عليه السلام في هذا الحديث, هل هو بالمفهوم السلفي أم الخلفي؟ هل هو بالمفهوم المذهبي أم الصوفي؟ هل هو بالمفهوم الحزب الفلاني أم الحزب الفلاني؟ الجواب ((إن الدين عند الله الإسلام)) طيب, الإسلام عودا إلى ...

الإسلام له مفاهيم كثيرة فبأي مفهوم نتبنّى الدين من صفته علاج لهذا المرض نحن نقول يقول السلف الصالح فماذا يقول الأخرون؟ من قال بقولنا فهذا الذي نريد وهذا الذي يجب أن نتعاون عليه ومن قال بغير قولنا فقد ضل ضلالا بعيدا.

 

(272/10)

 

 

«مداخلة في الرد على من يقول أن الدعوة السلفية تهتم بالجزئيات

السائل: ومن هنا أيضا شيء أخر يقول بعض الناس حول الدعوة السلفية بأنها تعتني بالجزئيات وهذه أيضا خطأ أو اتهام منهم للدعوة السلفية ورأيتم الأن كيف بيّن لنا الأستاذ حفظه الله أن الدعوة إلى الكتاب والسنّة تعني الدعوة إلى التوحيد وهو الأصل الذي جاءت به الرسالات السماوية, توحيد الله في ربوبيّته وفي ألوهيّته وفي صفاته وكذلك دعوى السلفية تشمل كل نواحي التشريع الإسلامي لأنه خذوا الإسلام جملة أو دعوه, فحينما نحن نأتي ونقول هذه سنّة وهذه بدعة, حينما يقول بعض الناس بأنهم لا يهتمون إلا بأن هذا سنّة وهذا بدعة, هذا طبعا منهم ظلم لنا من جهة ومن جهة ثانية حينما نحن نقول هذا بدعة وسنّة لأننا يعني نريد أن نخضع لأصل واحد لشريعة واحدة وأننا نحن نتلقّى شرعنا عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وأله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ((إن هو إلا وحي يوحى)) فلا نريد أن نزيد في هذا الدين ما ليس منه حينما نقول هذا الأمر بدعة فلا نريد أن نكون مشرّعين مع الله عز وجل وهؤلاء الناس لا يلتفتون إلى هذا الأصل وطبعا نحن حينما نُنكر هذه الجزئية لأنها تُخالف أصلا عظيما من الأصول وهؤلاء الناس الذين يُنكرون علينا أننا نقول للناس ونُنبّهم إلى أن هذا بدعة وأن عليك أن تلتزم السنّة, يقولون بأن التشريع هو لله عز وجل وأن الحاكمية هي لله تبارك وتعالى, يوافقون على هذا الأصل ولكنهم عند التطبيق نراهم لا يلتزمون هذا المنهج كاملا وبشكل دقيق في كل شؤون الحياة, يقولون هذه الجملة أن الحاكمية لله والتشريع لله عز وجل لكنهم لا ينتبهون إلى أن المتعصّب لمذهبه والذي يتبيّن له حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ثم لا يتّبع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يكون قد اتخذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله شاء أم أبى, حينما يتبيّن له أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول هذا الحديث ويخالف به كلام الإمام فيجب عليه أن يتّبع كلام الإمام, يتّبع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويرفض كلام الإمام مع أن ذلك لا يقدح في الإمام وفي فضله وفي علمه وله الأجر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد).

هذه نقطة أحببت أن أنبّه عليها أيضا ويعني في الكلام الذي تكلّمه الأستاذ كفاية.

 

(272/11)

 

 

«الكلام عن طريقة الأحزاب الإسلامية وسعيها في تحقيق الدولة الإسلامية

الشيخ: يعني الشيخ يُشير إلى ناحية هامة جدا أن هناك أحزاب إسلامية غير حزب واحد يهتمون بناحية من الإسلام على تفاوت طبعا بين هذه الأحزاب لكنها تلتقي جميعا على الاهتمام بموضوع إقامة الدولة المسلمة, وهذا بلا شك أمر واجب على المسلمين أن يهتمّوا بهذا الأمر وهو السعي الحثيث لإقامة الدولة المسلمة.

أهلا وسهلا.

ولكن الطريق بالسعي لإقامة هذه الدولة المسلمة كما ألمحت في تضاعيف كلامي أنفا يختلفون فيه أشد الاختلاف, نحن نقول.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إن تحقيق أمر ما يرتبط النجاح, يرتبط النجاح في تحقيقه بصواب المنهج الذي وُضِع له أو بخطأه فمثلا إنسان يريد أن يبني بيتا أو قصرا مشيدا وهو لا يملك الأرض التي يريد أن يقيم عليها تلك الدار أو ذلك القصر فنحن نعتقد من الخطأ أن يُفكّر هذا الإنسان بمواصفات هذه الدار أو ذلك القصر وكيف ينبغي أن يكون وهو لا يملك الأرض التي ينبغي أن يُقام عليها ذلك القصر, ففي هذه الحالة نرى من الصواب أن يسعى إلى تحصيل الأرض وامتلاكها فإذا امتلكها تأتي خطوة أخرى يُفكّر هذه الأرض تحتاج إلى أساس, تحتاج إلى حجارة ليس فقط اسمنت وحديد تحتاج إلى حجارة, هذه الحجارة هي الأساس من أين يؤتى بها؟ يقعد يقكر بأى وهكذا يمشي خطوات إلى أن تتوفّر لديه المادة التي تسمّى اليوم بالمادة الخام بعد ذلك بأى يضع المخطط الكامل لهذا البنيان وبيمشي مع ذلك خطوة خطوة, ما بيستطيع يبني الطابق العلوي قبل أن يبني الطابق الأرضي وهكذا.

فهل للدعوة اليوم لإقامة الدولة المسلمة تقوم على هذا الأساس من الانطلاق إلى تحقيق الغاية العظمى بالتدرّج الذي يقتضيه الشرع ويقتضيه الفطرة؟ أنا أقول لا, وألخّص ذلك بأن كثيرا من الذين يتحمّسون لإقامة الدولة المسلمة لا يملكون الوسائل التي إذا أتيحت لهم كما يُقال في ليلة لا قمر فيها إقامة الدولة المسلمة لا يملكون الوسائل التي تُمكّنهم من إقامتها, ماهي هذه الوسائل؟ أولا تربية النفوس هذه الممتلئة غيرة وحميّة إسلامية لإقامة الدولة المسلمة أن تكون هذه النفوس قد تشبّعت بالمعرفة بالإسلام أولا, وبالتالي ها المعرفة تكون ويلا عليهم إذا لم تقترن مع العمل ((يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون)).

إذًا يجب أن يكون هؤلاء الأفراد الغيورين على إقامة هذه الدولة المسلمة تشبّعوا وارتووا بالعلم بهذا الإسلام الصحيح على المصدرين السابقين كتابا وسنّة وعلى منهج السلف الصالح من جهة ومن جهة أخرى طبّقوا ذلك على أنفسهم وعلى ذويهم في حدود التي يتمكّنون منها قبل إقامة الدولة العظمى دولة الإسلام.

ولذلك فأنا تُعجبني فكرة لأحد الدعاة الإسلاميّين في العصر الحاضر هي خلاصة هذا الشرح الذي نقوله الأن ألا وهي قوله " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَم لكم في أرضكم " هذولي جملتين " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَم لكم في أرضكم " تحتاج إلى هذا المنهج الذي حاولنا نُلخّص ما نستطيع منه في كلامنا السابق " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم " هذا معناه بجهل بالإسلام وإلا بمعرفة بالإسلام؟ بمعرفة بالإسلام.

كيف نعرف الإسلام؟ هيك أبي قال وجدي وسبتي وإلخ؟ لا, إنما نعرف الإسلام على ما قال الله قال رسول الله, أي على ما قال الله وقال رسول الله هذا الإسلام له مفاهيم تفرّع منها ثلاث وسبعين فرقة على أيّ فرقة؟ على منهج السلف الصالح هاي معناها " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم " أش معناها؟ اعتقادا بهذا الإسلام اعتقادا جازما وتطبيقا عمليا في قلوبكم بعد ذلك " تقم لكم في أرضكم " أكثرنا اليوم لا يُقيم الإسلام في شخصه تنظر إليه تجده يمتلئ حرارة وشعلة في الدعوة إلى الإسلام لكن هو في شخصه لا يتمثّل الإسلام, ولا تراه يتّبع الرسول عليه الصلاة والسلام.

تنظر إليه في أهله وفي أولاده لا تجده يُطبِّق الإسلام, إذًا أين ذهبنا من هذه الحكمة " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم "؟ " فاقد الشيء لا يعطيه " إذا نحن لم نُقم الإسلام في حدود ما نستطيع إقامته في هذا الزمان سوف لا نستطيع أن نُقيم إسلام كُلّا حتى ندخّل فيه كل دول الأرض ويُرفرف عليهم راية الإسلام " فاقد الشيء لا يعطيه " هذه حكمة معروفة من قديم الزمان.

السائل: لو تسمح لي في كلمة يا أستاذ.

الشيخ: نعم.

السائل: بينما تأخذ قسط من الراحة يعني.

الشيخ: إيه نعم, خذ يا أستاذ هل ترى أجب على هذا السؤال, يطلب السائل البحث عن الإقتصاد في الإسلام, هاي مشكلتنا نحن وين السائل يسأل.

يا الله.

 

(272/12)

 

 

«مداخلة حول فهم الصحابة للإسلام وعملهم به

الشيخ: نعم.

السائل: الواقع أن الصحابة الكرام ضربوا مثلا رائعا في فهمهم للإسلام وتطبيقهم للإسلام ولدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا خير أمة أخرجت للناس من بعد أن كانوا قبل الإسلام ضعفاء متفرّقين متفكّكين وقد بلغ من ضعفهم أنهم انهزموا أمام أبرهة صاحب الفيل, وهذا معروف وإذ بهم بعد تفهّمهم للإسلام ولدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام المُنزلة من عند الله عز وجل وإذ بهم يزلزلون عروش كسرى وقيصر حتى أن أحدهم يقف أمام عمر بن الخطاب وهو يخطب في الجامع فيقول لا سمع ولا طاعة لأمير المؤمنين عندما يرى في زعمه أن عمر قصّر في حق المسلمين فعلمه يجعله أن يثور ويتكلّم كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم, فيستفسر منه عمر لم يا أخا العرب؟ فيقول لأنك بثوبين ونحن بثوب واحد فيقول عمر لابنه عبد الله قم يا عبد الله فيقوم عبد الله ويبلِّغ الناس أن عمر الثوب الذي كان حصة عبد الله أهداه لأبيه عمر فوصله ثم جاء يخطب, فيقول الأن سمعا وطاعة لأمير المؤمنين.

فالشاهد أن الصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يُستغلّون من قبل أحد ولا كان يستطيع أحد أن يُدخل في الإسلام ما ليس فيه لأنهم على علم وعلى بصيرة كما أن الله سبحانه وتعالى أخبر بذلك فقال لنبيّه عليه الصلاة والسلام ((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)) فأتباع محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على بصيرة وعلى علم.

أما الأن فالمسلمون ينتسبون إلى الإسلام انتساب قائم على تقليد الأباء والأجداد فلذلك ترى أن الجماعات المنحرفين عن الإسلام انحرافا ظاهرا بيّنا يستطيعون أن يستغلّون هذا الشعب المسلم بظهورهم بمظهر إسلامي بوقوفهم في الصلاة أو بلباسهم لباس الإحرام أو في الطواف حول الكعبة أو بقولهم في الإذاعات والتلفزيون أنهم يعتزّون بالإسلام فهذا القول منهم يُخدّر هذا الشعب ويُصفّق لهم لجهله بالإسلام.

وقد أخبر الله ورسوله عن مثل هؤلاء الجماعة فقال عليه الصلاة والسلام (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمته حواريون وأنصار يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون) يقولون ويدّعون الإسلام كما يدّعون هؤلاء الإسلام ولكنهم لا يفعلون بالإسلام إنما يَحْكمون ويتّبعون الشرائع التي هي ضد الإسلام والتي هي حرب شعواء على الإسلام, اليهود والنصارى يقولون أن أحكام القرأن أحكام همجيّة لا تصلح للحكم, فقطع يد السارق همجيّة وقتل النفس التي قتل همجيّة ورجْم الزاني همجيّة فهؤلاء الذين يدّعون الإسلام يصدّقونهم في هذا, ويُبعدون أحكام القرأن ومع ذلك يدّعون الإسلام ويُصفِّق لهم أبناء المسلمين.

كل هذا نتيجة جهل من المسلمين لحقيقة الإسلام.

وقد وصف الله سبحانه وتعالى تلك الطائفة في عهد الرسول عليه السلام في قوله ((ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم أمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا)) هؤلاء الجماعة الذين يزعمون أنهم أمنوا بالله وبالرسول ويصلّون ويلبسون لباس الإحرام ويطوفون حول الكعبة ويدّعون الإسلام, وإذ بهم عند الحكم يتحاكمون إلى الطواغيت, إلى قوانين الكفر والضلال التي منبعها من الشيطان ((ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا)) فهؤلاء الجماعة لا يجوز أن.

 

(272/13)

 

 

«الكلام عن صلاة تحية المسجد في أوقات الكراهة

الشيخ: وقت معيّن دون وقت أخر وكذلك نأتي إلى تطبيق القاعدة السابقة إذا جاء حديثان عامان أحدهما عام مُخصَّص كمثل حديث (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) فهذا مُخصّص بالأدلة السابقة أما حديث التحيّة (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) أو ... يصلي ركعتين ثم ليجلس فهذا عام مطلق لم يدخله التخصيص, حينذاك نُسلّط هذا على ذاك فنقول لا صلاة بعد الصبح أو الفجر حتى تطلع الشمس إلا تحيّة المسجد فتصلّى في كل وقت ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس إلا تحية المسجد فتُصلّى بعد العصر حتى تغرب الشمس في أي وقت من الأوقات.

فهكذا يُوفّق بين الحديثين المتعارضين إذا كان أحدهما عاما فالأخر خاصة, عام مُخصّص فيُسلّط العام المطلق على العام المُخصّص ونخرج بالنتيجة التي ذكرناها, لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا تحيّة المسجد ولا صلاة بعد العصر إلا تحيّة المسجد.

قد يقول قائل لماذا لا نعكس وهذا ما فعله الذين ذهبوا إلى ترجيح عدم مشروعية تحيّة المسجد في أوقات الكراهة, يقول هؤلاء نحن نعكس فنستثي صلاة التحيّة من الأوقات, من الأمر, في الأوقات المكروهة فيقولون هم (إذا دخل أحدكم المسجد فليصلي ركعتين) إلا في وقت الكراهة, إلا بعد الفجر, وإلا بعد العصر فهم يُخصّصون حديث الأمر بالتحيّة بحديث النهي عن الصلوات المكروهة.

نقول هذا كان يمكن أن يُعكس الأمر الذي ذهبنا إليه بمثل هذا الطريق لولا أن أحاديث النهي قد ضعُف عمومها فلم تصلح لبعض عمومها أن تُسلّط لضعفها على تخصيص العموم المطلق للأمر بالتحيّة والصلاة في أيّ وقت فيقول هذا غير واضح وغير قوي لأننا نقابل طريقتهم هذه بأن نقول مثلا, لماذا تُجيزون قضاء الصلاة المنسيّة في الأوقات المنهيّة عنها ولا تعاملون هذه الصلاة نفس المعاملة التي عاملتم بها التحيّة؟ أي لماذا لا تكون لا صلاة (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها) لماذا لا تقولون إلا في أوقات الكراهة؟ ليس لهم جواب مطلقا إلا أن يعودوا إلى طريقتنا السابقة وهي أننا نُخصّص العام المُخصّص بالعام المطلق وينتج من ذلك أن تحيّة المسجد مستثناة من الكراهة وعندنا الحديث, حديث جابر حيث فيه التصريح بأمر الرسول عليه السلام ... بالتحية ولغيره بصلاتها والخطيب يخطب وهو في أوقات الكراهة كما ذكرنا.

وبذلك يترجح القول الأول الذي نختاره وهو جواز صلاة تحيّة المسجد في كل وقت من الأوقات المكروهة, هذا بحث فقهي علمي أصولي فمن كان قد غَلُض عليه شيء من ذلك وأراد الإستنباط ... وإلا فهذا ما عندي حول جواب عن تلك المسألة.

 

(273/1)

 

 

«هل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس جلسة الإستراحة؟»

السائل: سؤال أخر, جزاكم الله خير إذا كانت ... حتى على الداخل؟

الشيخ: نعم, لم يأت في حديث ما أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يجلس جلسة الإستراحة بل على العكس من ذلك فقد جاء حديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يجلس جلسة الإستراحة في حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري وبحديث أبي حُميد الساعدي في, عند أبي داود هو أصله في البخاري أيضا وحديث أبي دواد هو من رواية أبي حُميد في محضر عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وفيه أن أبا حميد السّاعدي وهو منهم قال لمن حوله من هؤلاء الصحابة ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له ولمَ؟ ولست بأعلمنا بصلاته فقال لهم نعم أنا أعلم, فقالوا له إذًا فاعرض, فبدأ يصلي من أول الصلاة إلى أخرها فلمّا جاء للنهوض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس ثم نهض, فهذا الجلوس جاء في حديث أبي حُميد الذي عرض صفة الصلاة على الصحابة ليدُلّهم كيف كان الرسول عليه السلام يصلي مع أنهم أصحاب مثله شاهدوا الرسول عليه السلام كما شاهده ولكنه فيما يظهر كان له عناية خاصة بمراقبة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ولذلك قال لهم أنا أصلّي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم, وكأنهم يعني أنِفوا من أن يَعرض عليهم رجل مثلهم لا يمتاز عليهم بقِدَم صحبة ولذلك قالوا له لست بأعلمنا بصلاته فقال لهم ليس كما تقولون بل أنا أعلمكم بصلاته فلما رأوه مصرا على ذلك قالوا له فاعرض فلما انتهى من عرضه لصلاة النبي وفيها جلسة الاستراحة قالوا له صدقت هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.

فيثبت بهذا النص ومن النص الذي قبله وهو حديث مالك بن الحويرث أن الصحابة كان لا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا صلّى صلاة جلس جلسة الإستراحة ومن هنا نقول إن الصواب ما قاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" شرح المهذب حيث نبّه القرّاء بضرورة المحافظة على جلسة الإستراحة لأنها ثبتت في راوية هؤلاء الجمع من الصحابة دون أي مخالف لهم من الصحابة الأخرين, وبهذه المناسبة فلا بد من التنبيه أنه لا ينبغي الإغترار بما جاء في كتاب "زاد المعاد" في بحثه لهذه السنّة ألا وهي جلسة الإستراحة حيث ذكر هناك ما يستفيد منه القارئ أن ابن القيم يذهب تبعا لبعض الأئمة إلى أن جلسة الإستراحة هذه ليست سنّة تعبّدية وإنما هي كان من فعله عليه السلام لعادته لسِنّه أي لمّا بدن وأسنّ فهو كان يجلس جلسة استراحة لا جلسة عبادة, هكذا يذكر ابن القيم رحمه الله اعتمادا على بعض الأقوال عن بعض الأئمة بدون أي حجّة تضطر الواقف على كلامه أن يعتدّ به.

ونحن نقول إن تأويل هذه الجلسة بأن الرسول عليه السلام إنما فعلها للحاجة ولم يفعلها في عبادة فيه ... كبير عن ملاحظة ما ذكرنا من اجتماع الصحابة على ذكر هذه الجلسة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.

ومن البعيد جدا أن يرى الغائب ما لا يرى الشاهد لأنه عكس الخبر النبوي أولا وعكس ما يَشعر به كل ذي لب ثانيا, الحديث النبوي يقول (الشاهد يرى ما لا يرى الغائب) وهذا هو الذي يقتضيه العقل السليم فالقول بأن جلسة الإستراحة إنما فعلها النبي صلى الله عليه وأله وسلم للحاجة وعكس للحديث السابق (الشاهد يرى ما لا يرى الغائب) كيف هذا؟ إن ابن القيم هو الغائب ومن كان سبقه من القول بمثل قوله ألا وهو أن جلسة الإستراحة فعلها الرسول لحاجة في بدنه من سِنّ أو من ضعف, هذا قولٌ صدر من الغائب عن مشاهدة فعل الرسول عليه السلام وصلاته, بينما أبو حُميد الساعدي ومعه عشرة من الصحابة وقد يكون منهم مالك بن الحوريث الذي روى الحديث, حديث الجلسة مستقلا عن الجماعة, هؤلاء كلهم متّفقون على شيئين اثنين, أولا أن الرسول عليه السلام جلس جلسة الإستراحة في الصلاة, وثانيا على أنها من تمام صفة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم, فلو كان حقا ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله أن هذه الجلسة فعلها الرسول للحاجة لما خفِيَ ذلك على أولئك الصحابة و إذ الأمر ذلك أي لو كان هؤلاء الصحابة يرون أن جلسة النبي صلى الله عليه وسلم هذه إنما فعلها للحاجة لما جاز لهم أن يحشروها في سلسلة صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما فيه من إدخال ما ليس من العبادة في العبادة, ما ليس من الصلاة في الصلاة, وما كان لنا أن نتصوّر أن مثل هذا الإدخال يمكن أن يقع من فرد واحد من الصحابة فضلا عن أن يقع من جماعة لا سيّما إذا كان هؤلاء الجماعة قد تحدّاهم أحدهم بأنه يعرف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أحسن منهم لذلك هو عرض عليهم أن يصلّي لهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له اعرض فلما عرض ما عنده وجاء في هذا العرض أن الرسول عليه السلام جلس جلسة التحيّة صدّقوه وقالوا له صراحة هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وأله وسلم.

إذًا لا يجوز نسبة الوهْم على هؤلاء الصحابة بمعنى أنهم أدخلوا في الصلاة ما ليس منها فهذا أبعد ما يكون عن الصواب, وبذلك يثبت أن جلسة الإستراحة سنّة مؤكدة فعلها الرسول عليه السلام دون أن يأتي خبر أخر يُبيّن أنه تركها ولو أحيانا.

ولذلك فنحن مع الشافعية وبصورة خاصة مع الإمام النووي الذي ألحّ على المصلّي أن يُحافظ على هذه السنّة في الوقت الذي ضيّعها جماهير الشافعية الذين يجدون هذه السنّة في كتبهم ثم هم لا يفعلونها فضلا عن غيرهم من الحنفيّة والمالكية الذين يجدون التنصيص على كراهة هذه الجلسة, وهذا خلاف السنّة الصحيحة وهذا ما لدينا حول هذه المسألة.

 

(273/2)

 

 

«ما هو حكم وضع الحيوانات المجمدة في المتاحف؟»

السائل: في سؤال أخر, ما هو حكم الحيوانات التي توضع في المتاحف؟

الشيخ: كأنه السؤال ما هو حكم وضعها؟

السائل: نعم.

الشيخ: أي نعم.

السائل: ... .

الشيخ: نعم.

السائل: ... .

الشيخ: الجواب إن وضع هذه الحيوانات وهي حيوانات من خلق الله تبارك وتعالى, فمن حيث وضعها في المتاحف في طبيعتها التي خلقها الله عز وجل عليها لا نراه في ذلك بأسا إلا أن هناك شيئا وهو أن هذه الحيوانات يجب أن هذه الحيوانات يجب أن يوضع إلى طريقة -ماذا نقول تصبيرها- إلى طريقة تصبيرها, فقد كنت سمعت في الشام وأنا في صدد بحث هذا البحث من بعضهم بأنه يقول إن أي حيوان من هذه الحيوانات التي تُصبّر وتُجمّد لتوضع هكذا منظرا أمام الناس إنما يتمكّنون من تجميد هذا الحيوانات بحقنها بمادة معيّنة فتسري هذه المادة في بدن الحيوان فيتسرّب إليه الموت رويدا رويدا فيموت وهو مُتجمّد الأعصاب يبقى هكذا كما لو كان حيا.

فإن كانت الوسيلة هي هذه ففي ذلك في اعتقادي تعذيب للحيوان وتمثيل به وذلك مما نهى الشارع عنه, فمن هذه الحيثيّة لا يجوز تعاطي هذا العمل لما فيه من التعذيب, وبالتالي لا يجوز نصبها لأن في ذلك مساعدة على تصبيرها الذي هو منهيّ عنه لما فيه من التعذيب, وإن كان هناك طريقة أخرى لهذه العلميّة فينبغي أن يُنظر إليها وأنا ما سمعت طريقة أخرى, فعلى ذلك فلا نرى هذا التجميد لما فيه من التعذيب, هذا ما عندي.

السائل: وشأنها في البيت ... .

الشيخ: هذا هو.

السائل: ... إذا كان.

الشيخ: ليس له علاقة بالملائكة وغير ذلك.

سائل آخر: ... الصور.

 

(273/3)

 

 

«هل يجوز بيع السلعة قبل قبضها؟»

الشيخ: نعم.

السائل: هل يجوز بيع السلعة قبل قبضها؟

الشيخ: بيع السلعة قبل قبضها؟

السائل: أي نعم.

السائل: يعني رجل شرى سلعة ثم لم يستلمها فهو يبيعها؟ لا يجوز هذا فيه أحاديث صحيحة نهى عن بيع السلعة قبل قبضها وقبل نقلها من مكانها.

 

(273/4)

 

 

«هل للجنب قراءة القرآن؟»

السائل: هل الجُنب يقرأ القرأن ويحمل؟

الشيخ: للجنب كالحافظ أن يقرأ القرأن إلا أن الجنب يختلف عن الحائض في مسألة واحدة من هذا الحكم ألا وهي أن الجنب يُكره في حقه أن يقرأ القرأن جنبا وعليه أن يغتسل, أما الحائض فباعتبار أنها لا تستطيع أن تطهّر إلا بعد أن يمضيَ عليها عدّتها من الحيض فلا تُحفظ من تلاوة القرأن والثواب الذي للمسلم من هذه التلاوة.

فالجنب إذًا وإن كان يُشارك الحائض في حكم جواز التلاوة لكنه يختلف عنها في أنه باستطاعته أن يتطهّر وأن يغتسل ولذلك فإن لم يفعل وقرأ جنبا فتكون قراءته مكروهة, لكننا لا نقول إن قراءة الجنب هذه مُحرّمة كما يذهب إلى ذلك جمهور العلماء لعدم صحّة حديث فيه تحريم قراءة الجنب عليه.

وإنما قلنا بالكراهة فقط لسببين اثنين, الأول لأن القراءة في حالة الطهارة بلا شك أفضل منها في حالة الجنابة والأمر الثاني وهو الأقوى ما ثبت في سنن أبي دواد أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم توضّأ, تبوّل يوما فليقيَه رجل فسلم عليه فبادر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجدار فتيمّم ثم التفت إلى الرجل قائلا (وعليكم السلام إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر) أي كره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرُدّ السلام على من سلّم عليه إلا وهو على طهارة مع أنه ليس هناك إلا السلام, فلَأَن يكون مكروها عند الرسول عليه الصلاة والسلام قراءة القرأن جزءا أو كلا على جنابة مكروها من باب أولى لأنه إذا قال "وعليكم السلام" مكروه بدون طهارة فلأن يقول ((هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى)) إلى أخره, وفي الأية ذكر السلام المؤمن المهيمن أولى وأولى أن يكون ذلك مكروها, لذلك نقول بجواز قراءة الجنب للقرأن على جنابته لأنه لم يأتي التحريم مع قولنا بكراهة ذلك لما ذكرنا من قوله عليه السلام (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر) , غيره.

 

(273/5)

 

 

«ما معنى حديث: (جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم)؟»

الشيخ: في هذه الحياة الدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام (جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم) فمجاهدة المشركين لا تنحصر بقتالهم لا سيما والقتال هذا غير ممكن اليوم مع الأسف الشديد للأوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي من الإستعمار المادي أو الفكري أو كليهما معًا.

فإذًا لا بد من أن نلاحظ أن هذا الجهاد الثالث المذكور في الحديث السابق (جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم) فمجاهدة المشركين بأنفسنا أعمّ من مجاهدتهم بأسلحتنا, هذه المجاهدة التي هي غير ممكنة مع الأسف في العصر الحاضر فتبقى الأجزاء الأخرى الداخلة في عموم (وأنفسكم) قائمة وممكنة ومن ذلك أن لا نتشبّه بهؤلاء الكفار فحينذاك نكون قد حقّقنا جزءا من هذا الجهاد للمشركين في أنفسنا, فقد جاءت أحاديث كثيرة كانت قد بلغت أكثر من أربعين حديثا في كتابي "حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنّة" كلها تدور حول مسألة واحدة هامة في الإسلام وهي أن لا يتقصّد المسلم مشابهة المشركين في شيء من أزيائهم وعاداتهم بل كله, بعضها يجيء على تقصّد المسلم مخالفة المشركين حتى فيما لا يظن ... فيه, ومن أبرز ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام (خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصبغون شعورهم) أو قال (إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم) لا يصبغون شَيْبهم فخالفوهم فهذا الشيْب لا يملكه المسلم حينما يبلغ سنّا معيّنة فيشيب كما يشيب أيّ كافر في الدنيا, فأمر الرسول صلى الله عليه وأله وسلم بأن يتعمّد المسلم الشائب أن يُخالف غيره ممن هو مخالف لدينه بصَبْغ لحيته أي بالحنّاء ونحو ذلك من الأصبغة بشرط اجتناب الصَبْغ بالسواد لحديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لما جاء إليه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق بعد فتح مكة جاء ولحيته كالثغامة وهو نبت أبيض كالقطن فقال لهم عليه الصلاة والسلام (غيّروه بشيء وجنّبوه السواد) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث أخر (سيكون في أمّتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة) فقد أمر عليه الصلاة والسلام المسلم في هذا الحديث أن يتقصّد مخالفة أهل الكتاب فضلا عن غيرهم من المشركين الوثنيّين بأن يتعمّد صبغ لحيته فيتميّز بذلك في شخصيّته عن الشخصية الكافرة.

فإذًا الطريق هو أن يُجاهد المسلم المشركين بكل ما يستطيع خاصة مما يتعلق بشخصه, الأمر الذي لا يضطر إلى أن يتعاون فيه مع غيره فضلا عن أنه لا يضطر أن يستعين بدولته وحكومته فهو جهاد منحصر في ذاته وشخصه.

وبهذا فأنا أعتقد أن الطريقة التي يمكن التمسّك بها للوصول إلى الهدف الذي ينشده كل الدعاة الإسلاميّين من مختلف الأحزاب والجمعيّات لإقامة الدولة المسلمة لا طريق إلى ذلك أبدا إلا طريق البدأ بإصلاح النفوس وإصلاح الأفراد وتكون هذه هي اللبنة الأولى التي توضع لصرح الدولة المنشودة وإلا فإذا ظل هؤلاء الجماعات أو الأحزاب يدندنون حول طلب إقامة الدولة المسلمة من الذين لا يغارون على الإسلام ولا يتبنّوْن الإسلام لا عقيدة ولا عملا فإنما هم يطلبون من الفاقد للشيء وقديما قالوا " فاقد الشيء لا يعطيه " , فعليهم هم أنفسهم أن يبدؤوا بتحقيق ما يمكنهم من الأوامر الشرعية ومنها ما نحن فيه من جهاد المشركين بمخالفتنا لهم في أزياءهم وفي عاداتهم وفي مختلف أذواقهم وبذلك نتمكّن.

 

(273/6)

 

 

«هل يجوز استعمال الدواء الذي فيه مادة مخدرة؟»

السائل: ... أو شيء من الأفيون يجوز؟

الشيخ: إذا كان مثل الخمر لا يجعل الشراب أو الحب مثلا اللي فيه تلك المادة لا يجعل متعاطي هذه المادة يتخدّر.

السائل: ... يعطونها للتخدير.

الشيخ: إيه أنا بقل لك لا ... أنت بتقول لا وأنا بقاطعك لا, هل فهمت ما قلت؟

السائل: نعم نعم.

الشيخ: لا ما فهمت, لو كنت فهمت ما تقول لا.

السائل: ... .

الشيخ: الله يهديك.

السائل: أمين.

الشيخ: أنا بأقول إذا كانت نطفة المادة المخدّرة في هذا الدواء الذي يُعطى للمريض لا يؤثّر في عقل صاحبه, لا يُسكره على حد قوله عليه السلام (ما أسكر كثيره فقليله حرام) فلا بأس من ذلك, لأن التخدير هو غير السكر, فالمادة المخدّرة إذا كانت نسبتها قليلة لا تؤثّر في متعاطيها ولا تجعله يتأثّر فيها جسميّا بحيث أنه يصبح كشارب الدخان, يصبح لسان حاله يقول هل من مزيد, لا بأس من هذا الدواء حينئذ.

السائل: شيخ.

سائل آخر: شو بأقل لك.

 

(273/7)

 

 

«ما معنى حديث: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم .... ورجل متضمخ بالطيب)؟»

السائل: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكر فيه ثلاثة لا ينظر الله إليهم - وذكر منهم - رجل متضمخ بالطيب؟

الشيخ: في هيك حديث؟

السائل: أي نعم, السكران ورجل متضمّخ بالطيب.

العيد عباسي: ... .

الشيخ: متضمخ أنت مستنكر لفظة تضمخ؟

السائل: نعم.

الشيخ: تضمّخ بالطيب؟

السائل: نعم.

الشيخ: ورجل متضمّخ بالطيب, هيك لفظ الحديث بالطيب وإلا بالخلوق؟

السائل: لا, بالطيب.

الشيخ: إيه فالمقصود به نوع من الطيب وهو الخلوق, وهو طيب يُركّب بالمواد فيها زعفران, فيها غير ذلك وهو طيب النساء, ونهى الرسول عليه السلام على استعمال هذا الطيب, هذا النوع الطيب وعلى اعتبار أنه من طيب النساء, هذا هو الجواب.

 

(273/8)

 

 

«ما حكم تحديد النسل؟»

السائل: ما حكم الشرع في تحديد النسل؟

الشيخ: تحديد النسل شعبيا لا وجود له في الإسلام لأنه ينافي مقصدا من مقاصد التشريع الإسلامي للنكاح وهو المقصد الذي أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله (تزوّجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) فحضّ الرسول عليه السلام الرجال إذا تزوّجوا أن يتطلبوا المرأة المعروفة الأصل وأنها ولودة, وبيّن, وعلّ ذلك بقوله بأنه يباهي الأمم يوم القيامة بكثرة أمّته فالذي أو الحاكم أو النظام الذي يضرب على المسلمين تحديد ذرّيّتهم فهو يعُدّ في النقض على قوله عليه الصلاة والسلام (تزوّجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) ولا شك أن كل نظام أو قانون يعارض ما رمى إليه الشارع من الحكمة في مسألة الزواج فلا يجوز تبنّي مثل هذا القانون.

أما الفرد من الأشخاص له وضعه الخاص بالنسبة لزوجه وأهله, كأن تكون مثلا مريضة ويكون الأطباء المسلمون يناصحون بأن هذه المرأة لا تتحمّل الولادة في كل سنّة فإن ذلك قد يُعرّضها للموت أو للمرض الذي يُلازمها حتى الموت, فمثل هذا يجوز حينئذ ... تحديد النسل بشرط أنها إذا رجعت إلى صحتها الطبيعية عادت إلى ما كانت عليه من قبل من عدم تحديد النسل, هذا جوابي في هذه المسألة.

السائل: بالنسبة ... وهي.

الشيخ: الوسيلة ... .

السائل: في عزل ... .

الشيخ: أي الوسيلة ما كما تكلّمنا أمس بأن الوسائل لها حكم الغايات, فإن كانت الوسيلة مهما اختلفت ... تؤدي إلى ما حرّم الله فهي حرام وإن كانت تؤدي إلى ما أباح الله فهي مباح فهذا الوسائل اليوم من العزل المبتكرة سواء كان حبوب أو كانت شراب أو كان تنظيما للاتصال الجنسي كما يقال, فكل هذه الوسائل لها حكم الغاية فإذا كانت هذه الوسائل تُتخذ لتحديد النسل الجماعي, فقد علمنا أنه هذا ينافي الإسلام وإن كانت تُتخذ وسيلة من هذه الوسائل لتحديد النسل لظرف خاص بالزوجين الإثنين فهي مباحة إلا إذا ثبت طبيا أن وسيلة من هذه الوسائل مُضرّ بالمرأة, كما يقال عن بعض الحبوب فحينذاك يُجتنب هذا النوع بذاته لضرره.

سائل آخر: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل: ما هي أسباب الجمع؟

 

(273/9)

 

 

«وردت بعض الأحاديث العامة في فضل الذكر فهل فيها مشروعية الذكر جماعة؟»

السائل: وجود بعض الأحاديث لل ... العامة يشبه كثير من المبتدعة في الذكر الجماعي, يسبحون ويحمّدون ... ثم الحديث الأخر (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ... ) إلى أخر الحديث يستدلون بهذا الحديث على شرعية الذكر الجماعي.

الشيخ: أي نعم.

السائل: ... .

الشيخ: لا يجوز الإستدلال بعمومات النصوص التي لم يجْرِي عليها العمل.

سائل آخر: وعليكم السلام.

الشيخ: السلام ورحمة الله.

الشيخ: لا يجوز الإستدلال بعمومات النصوص التي لم يجري العمل عليها أي على عمومها المطلق الشامل لأن النص العام الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعلم بدلالته ممن يأتي من بعده فأما, يستدل البعض بعموم ما, ينبغي أن ننظر هل جرى على هذا العموم العمل أم لم يجري؟ فإن جرى فيكون العمل سنّة وإن لم يجْري فيكون العمل بدعة ولا يُفيد الإستدلال بمثل هذا العموم.

ونضرب على هذا مثلا واضحا, ربنا عز وجل يقول ((اذكروا الله ذكرا كثيرا)) ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) ((الذاكرين الله كثيرا والذاكرات)) هذه نصوص عامة في وصف المسلمين بأنهم من طبيعتهم أنهم يذكرون الله كثيرا، استدلالا بهذه العمومات يأتي رجل مبتدع فيؤذّن بصلاة العيدين, يُقال له هذه بدعة, قال لا اتقوا الله أنا أذكر الله أوحّده فأنتم تنكرون عليّ ماذا؟ هل أنا عندما أقول أشهد أن لا إله إلا الله أنا أشركت أم وحّدت؟ طبعا وحّدت إلى أخر الكلام, فسنقول له هذا التوقيت وهذا الذكر الذي أنت بصدده بمناسبة صلاة العيد, هل فعله الرسول عليه الصلاة والسلام؟ سيكون, سيكون جوابه لا ما فعل, طيب لماذا لم يفعله؟ أاستهتارا وعدم اهتمام بذكر الله عز وجل؟ قال من بد طبعا لا, إذًا لمَ لم يؤذّن الرسول عليه السلام لصلاة العيدين لو كان الأذان مشروعا؟ فلا بد من أن يكون هذا المبتدع أحد شيئين, ما أذّن الرسول لأنه ما هو مشروع, وإلا هو مشروع وبيتركه هو وبيتركه الصحابة والتابعون إلى أخره حتى ... هذا المبتدع ويُستدل بنصوص ... عامة على هذا الذكر الخاص و ... في مثال خاص لم يضعه الرسول عليه الصلاة والسلام فيه, هذا تشريع من عنده لكن يستند لعمومات لم يجر العمل عليها.

السائل: شيخ ... .

الشيخ: لسّى ما فرغت.

السائل: أي نعم.

الشيخ: ما ... .

السائل: نعم ... .

الشيخ: ... .

السائل: جزاك الله خير.

الشيخ: ... .

 

(273/10)

 

 

«ما هو الراجح في مسألة صلاة تحية المسجد في وقت النهي؟»

السائل: ... بعد صلاة الصبح إذا دخل أحدكم المسجد.

الشيخ: الجواب بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذا من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء على قولين اثنين, القول الأول الجواز وهو الذي نختاره, والقول الثاني المنع وهو عندنا مرجوح غير مُختار, والسبب في ذلك الترجيح هو أننا نظرنا إلى أدلة المخالفين فوجدناهم ليس عندهم إلا الأدلة العامة التي يعتدّ بها كل فقيه وهي الأصل في النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) وقد نظرنا في هذا الحديث فوجدناه قد دخله مُخصّصات كثيرة كالأحاديث الأخرى التي في معناه, فأول مُخصّص طرأ على هذا الحديث في شطره الثاني هو حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقيّة, فقد خصّص هذا الحديث الحديث الثاني في شطره الحديث الأول في شطره الثاني وهو قوله (لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) فخصّص هذا العموم الحديث الثاني, نهى عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقيّة, فصار حديث (لا صلاة بعد العصر حى تغرب الشمس) من المُخصّص للحديث الثاني ومعناه حين ذاك "لا صلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية" والنتيجة الفقهية منه أن الصلاة بعد العصر مباشرة جائزة مطلقا حتى تُصبح الشمس صفراء فحينذاك يأتي النهي الوارد في الحديث الأول, ثم دخل الحديث في شطره الأول مُخصّصات أيضا أخرى كالشطر الثاني, فمن ذلك مثلا قوله عليه الصلاة والسلام (من نسي صلاة أو نام عنها فليصلّها حين يذكرها لا كفّارة لها إلا ذلك) فيدل هذا الحديث على أن الناسي لصلاته أو النائم عنها فوقت هذه الصلاة حين يستيقظ لها أو يتذكّرها, وهذا الحديث يُعتبر مخصِّصا للحديث الأول ويكون النتيجة من الناحية الفقهية "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا الصلاة المنسية أو التي نام عنها فيصليها ولو بعد الفجر أو ولو بعد العصر".

فهذا أيضا من المخصّصات للحديث الأول ومن تلك المخصّصات أيضا حديث (يا بني عبد مناف لا يمنعن أحدكم رجلا طاف في أي ساعة من ليل أو نهار في مكة) فهذا الحديث أيضا يُخصّص النهي العام المذكور في الحديث الأول فتكون النتيجة.

كما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أنه قال لبلال ذات يوم (يا بلال إني دخلت الجنة فسمعت دفّ نعليك بين يديّ فبم ذلك؟) قال يا رسول الله لا أدري إلا أنني كلما توضّأت رأيت أن لله عليّ ركعتين, قال عليه الصلاة والسلام (فهو ذاك) فكل هذه الأحاديث تُخصّص النهي المذكور في الحديث الأول كما ذكرنا فيما سبق من المخصّصات وها هنا بحديث بلال هذا يُضاف مخصّص أخر فيصبح الحديث (لا صلاة بعد الفجر إلا أن تطلع الشمس وبعد العصر إلا أن تغرب الشمس) إلا سنّة الوضوء.

كذلك من المخصّصات التي طرأت على الحديث الأول في قسمه الأول ما رواه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم صلّى الصبح ذات يوم في المسجد كما هي عادته فلما سلّم رأى رجلا قام يصلّي فقال له عليه الصلاة والسلام (آلصبح أربعا آلصبح أربعا) يُنكر عليه هذه الزيادة التي ألحقها في فريضة الفجر, فلما انتهى, فلما انتهى ذاك الرجل من صلاته وكانت ركعتين قال يا رسول الله إني دخلت المسجد فوجدتك تصلي الفرض فصلّيت وهاتان سنّة الفجر فأقرّه عليه الصلاة والسلام ولم يُنكر ذلك عليه, فصار من المستثنى من قوله عليه الصلاة والسلام (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس) ركعتا الفجر فتُستثنى فيُقال "لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا ركعتي الفجر" والغرض من هذه, من ذكرنا لهذه المخصّصات للحديث النهي عن الصلاة بعد الفجر والعصر هو لنُبيّن ما يأتي وهو, أن هناك علما في مصطلح الحديث يُسمّى بعلم مختلف الحديث ويذكرون فيه أنه إذا جاء حديثان اثنان من قسم المقبول وكانا متعارضين وجب التوفيق بينهما بوجه من وجوه التوفيق إذا أمكن فإن لم يُمكن صير إلى اعتبار الناسخ من المنسوخ, يعني إذا أمكن إثبات أن أحدهما ناسخ والأخر منسوخ, كان التوفيق بهذا الاعتبار.

السائل: ... .

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

فإن لم يُمكن اعتبار الناسخ من المنسوخ من بينهما صير إلى الترجيح من حيث السند فيؤخذ بالأقوى إسنادا ويترك ما دونه قوّة فإن لم يُمكن الترجيح وهو المرتبة الثالثة حينذاك يُتوقّف ويُترك العلم إلى عالمه.

نعود إلى الوجه الأول من وجوه التوفيق بين الحديثين المختلفين الذين هما من قسم المقبول, فنقول قد ذكر علماء الحديث وعلماء الأصول وجوها كثيرة جدا في سبيل التوفيق بين النصّين المختلفين دون أن يُصار إلى اعتبار الناسخ والمنسوخ إلا إذا لم يُمكن التوفيق بين الحديثين على وجه من الوجوه هذه الكثيرة التي أبلغها الحافظ العراقي في حاشيته على مقدّمة علوم ابن الصلاح أكثر من مائة وجه, كل وجه من هذه المائة وجه يُوفّق بين الحديثين المتعارضين, بمعنى أنه إذا لم يتيسّر للباحث التوفيق بالوجه الأول انتقل إلى الثاني فإن لم يمكن فالثالث وهكذا فالرابع إلى مائة وزيادة.

ولذلك فمن النادر جدا ألا يمكن التوفيق بين الحديثين المتعارضين حتى يضطر الإنسان إلى أن يرجع إلى المرتبة الثانية من مراتب التوفيق ألا وهي مرتبة اعتبار الناسخ والمنسوخ.

والشاهد أنهم ذَكَروا في تلك الوجوه المائة فزيادة وهي التوفيق بين حديثين متعارضين هو أنه إذا تعارض نصّان كلّ منهما عام نَظِر إلى هذين النصّين فإذا كان أحدهما عام مخصوص والأخر عام غير مخصوص سُلِّط العام هذا غير المخصوص على العام المخصوص فخصّصه.

هذا الكلام مغلق على كثير من الناس لأنه اصطلاح محض من علوم الحديث وأصول الفقه, إلا أن المثل الذي نحن في صدده سيوضِّح لكم هذا الاصطلاح وضوحا تاما لا سيما بعد أن قدّمنا الأحاديث المُخصِّصة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول (لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس).

الشيخ: فنجد في حديث التحية حديثين اثنين أحدهما عام يشمل كل الأوقات بعمومه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام من حديث أبي قتادة الأنصاري أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم جالس فيه فجلس إلى جانبه, فقال له عليه الصلاة والسلام (أصليّت؟) قال لا قال (قم فصلّ) وأنبّهكم بأن هذا حديث غير الحديث الثاني الأتي وهو حديث سُليْك الغطفاني ثم قال عليه الصلاة والسلام لأبي قتادة هذا (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين) وفي رواية أخرى (فليصل ركعتين ثم ليجلس) هذا حديث أبي قتادة الأنصاري في الصحيحين.

وهذا كما ترون بعمومه يشمل كل وقت لأنه قال (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) أو (فليصل ركعتين ثم ليجلس) لم يَخُصَّ وقتا دون وقت وإنما عمّم وأطلق، يؤكّد لنا العموم وأنه عام إلى أبعد حدود العموم بحيث أنه يشمل أيضا وقتا من الأوقات المكروهة يؤيّد هذا الحديث الثاني وهو حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يخطب على المنبر فجلس فقال له عليه الصلاة والسلام (يا فلان) وكان اسمه سُليْكا قال (يا فلان أصليّت؟) قال لا, قال (قم فصل ركعتين) ثم التفت إلى الحاضرين جميعا فقال لهم (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين وليتجوّز فيهما) متفق عليه كما ذكرنا من حديث جابر.

نجد في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أمر بصلاة التحيّة أمرا عاما لكل من دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين, فإذا تذكّرنا اتفاق أهل العلم على النهي عن الصلاة, الصلاة النافلة المطلقة يوم الجمعة والخطيب يخطب لعلِمنا أن وقت كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة هو من الأوقات التي لا تُشرع فيها صلاة النوافل بل لا يُشرع فيه ما هو آكد من صلاة النافلة ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, كما ثبت أيضا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغى).

إذًا قول القائل لمن يتكلّم والخطيب يخطب يوم الجمعة أنصت يعتبره الشارع الحكيم لغوا من القول, ومعنى هذا أنه لا يجوز لمن سمِع رجلا يتكلّم والخطيب يخطب يوم الجمعة أن يقول له أنصت, ولازمه أن الأمر بالمعروف الذي هو واجب معروف يسقُطُ في حال كوْن الخطيب يخطب يوم الجمعة.

فإذا كان هذا كذلك وتذكّرنا حديث سُليْك الغطفاني أنفا وفيه أمر الرسول إياه بأن يصلي التحية وأمر الرسول جميع الحاضرين بأن أحدهم إذا دخل المسجد يوم الجمعة والخطيب يخطب فعليه أيضا أن يصلي ركعتين نتج معنا أن ما يُكْرَه من الأمر بالمعروف في وقت خطبة الخطيب يوم الجمعة يجوز من التحية في ذلك الوقت ما لا يجوز من الواجبات الأخرى, فهل هناك دليل أوضح من هذا الحديث أن, من أن صلاة التحيّة تصلّى في وقت الكراهة, فقد عرفنا وتبيّن لنا بوضوح أن وقت الخطيب يخطب يوم الجمعة هو وقت كراهة, مع ذلك فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم أمر بالتحيّة في وقت هذيك, في هذا الوقت المكروه, ونعلم حين ذاك أنه لا فرق بين وقت مكروه ووقت أخر.

 

(273/11)

 

 

«الكلام عن مسألة اختلاف الأهلة في إثبات دخول شهر رمضان

الشيخ: سواء كان في بلده أو في بلد أخرى, يثبت للمسلمين ثبوت ال, فيصوم المسلمون جميعا في سائر أقطار الأرض في يوم واحد.

أما اليوم، اليوم الشأن كما كانوا في السابق لا يُمكنهم أن يُثبِتوا رؤية هلال رمضان في جميع أقطار الأرض, فلأنه لم تكن الوسائل مقرِّبة للبعيد يومئذ, فماذا كانوا يفعلون؟ تصوم كل منطقة بصيام البلدة التي هي من الممكن أن يصلهم خبر رؤيتها للهلال, فذلك اليوم, اليوم لا يمكن تنفيذ هذا الحكم الشرعي لأنه ليس هناك حاكم مسلم يُلزمهم جميعا بأن يصوموا, فنعود إلى ما كنا عليه ... تماما فيصوم كل أقليم على حدة ... لأنه ليس من المعقول أن تسمع أنت إذاعة مكة ... تقول ثبت هلال رمضان في ثلاثين مثلا خمسة عشر كانون الأول مثلا, وهنا ما ثبت فتصوم أنت لوحدك لأنه ثبّتوا هناك الهلال, بينما جميع من حولك لا يصومون, لا قلت لك تنسجم مع هذول الجماعة وتصوم بصيامهم وتفطر لفطرهم, إيه هذا غلط هذا مخالف ل (صوموا لرؤيته) أي نعم, لكن هذا الغلط لا يمكن تدراكه إلا حينما يكون الحاكم مسلم هو يحكم هذه البلاد كلها.

السائل: فيه حديث أظنه صحيح (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون) صحيح؟

الشيخ: لا غير صحيح, لكن الصحيح, لا إله إلا الله, (صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس).

السائل: هذا صحيح؟

الشيخ: أي نعم.

السائل: من رواه؟

الشيخ: لا أذكر الأن من رواه بس هذا حديث صحيح ... .

السائل: والأخر موضوع ... ؟

الشيخ: ما له أصل.

السائل: ما له أصل؟

الشيخ: أي نعم, حتى مجلّة "الوعي الإسلامي" تسمعون بها ... فهذه أصبحت في الأشهر الأخيرة تعطّل فصلا خاصا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ... "ليس بحديث" تحت عنوان "ليس بحديث" هذا العنوان ... إلا في جانبه (يوم صومكم يوم نحركم) ومضروبة عليه, اصطلاح يعني أن هذا ليس بصحيح تحت هذا العنوان يوردون كثيرا من الأحاديث الشائعة ما بين ضعيف ولا أصل له, ويعتمدون في هذا على كتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" وينقلون خلاصة كلام لنا وإن كانوا -ما ندري ما السبب- لا يُشيرون إطلاقا أنهم ... من كتاب السلسلة, فالشاهد هذا الحديث بالذات أوردوه في زاوية وفي كل عدد يذكرونه وعليه الضربة عرفت عليّ إشارة إلى أنه هذا الحديث المشهور ليس بحديث.

السائل: هناك من ... وجماعة ... يصومون مع مكة والبعض الأخر يصوم مع البلاد.

السائل: فحسب رأيكم الصوفية وجماعته مخطئون؟

الشيخ: على كل حال, مو هذا اجتهاد.

السائل: اجتهاد.

الشيخ: نحن لا نرى هذا, أنه يصير فيه تفرّق بين المسلمين.

السائل: أي نعم.

الشيخ: في البلد الواحد وتفرّقهم في البلاد أقلّ خطرا من تفرّقهم في البلدة الواحدة, أي نعم ثم ليس هناك في الشريعة ما يُلزم المسلمين بأن يصوموا لرؤية بلد مسمّاه مكة مثلا أو المدينة, فيا تُرى لو سبق مكة بلد أخر فأثبت الهلال ولم يثبته مكة إلا متأخّرا فمع من نصوم؟ فهل نضلّ نتمسّك بمكة هذا لا دليل عليه, وإن صام مع البلدة الأخرى ولو لم تكن مكة فيرد الإشكال السابق حيث يقع الخلاف في البلدة الواحدة فبعضهم يصومون وبعضهم لا يصومون, أما حينما يكون الحاكم المسلم فهو الذي يفرض فرضا على جميع المسلمين أن يصوموا في يوم واحد دون انتظار كل أقليم أو كل منطقة لترى هلالها, فالأمر يعود بقى إلى الحاكم.

السائل: ... كنا هناك ندرس فيه بعض المغاربة, بعض من تونس, بعض كذا فالذي وقع هو أن التوانسة ومدير المركز هناك كان تونسي صام وحسب توقيت تونس, المغاربة حسب توقيت المغرب ترك على حسب توقيت تركيا.

الشيخ: هاي المشكلة.

السائل: الأب خلنا مع الترك هذولا ... ؟

الشيخ: أقرب بلدة أقرب إقليم إلى تلك البلاد يصومون بصيامهم, يجب محْو ها الطائفية هذه أو التحزّب هذا.

السائل: ... الخطبة.

الشيخ: غيره.

السائل: ... .

الشيخ: أنت أش عندك؟

السائل: ... كيف التوفيق أو الجمع بين حديث ابن عباس (صوموا لرؤيته) قال هو ... الحديث رؤية كل بلد حينما أتاه الأتي من الشام؟

الشيخ: ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح لأن الرسول أمر أن يصوم الناس كل منهم برؤية بلده, ليس في حديث ابن عباس هذا التصريح فهل أنت ذاكر للفظه؟

السائل: لا.

الشيخ: طيب, أنا أذكر أن الحديث فيه أن كُرَيْبًا جاء من الشام فأخبره بأن معاوية صام أي ابتدأ صيام رمضان, أظن قال له يوم السبت, فقال أما نحن فنصوم برؤية أهل المدينة, قال له ألم تصوم برؤية معاوية؟ قال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.

هذا هو تقريبًا إذا ما كان بالتحديد فهذا على التقريب لفظ حديث ابن عباس, وحينئذ فكما ترى ليس فيه التصريح بما يُخالف عموم قوله عليه السلام (صوموا لرؤيته) وإنما جواب ابن عباس خرج مخرج معالجة قضيّة معيّنة صورتها, أن هناك أقليمين, إقليم المدينة في الحجاز وإقليم الشام, فأقليم المدينة صاموا بيوم غير يوم صيام الشام, واتفق كل من الأقليمين لا يمكن يومئذ أن يعرف متى يصوم هذا الإقليم دون ذاك لبعد المسافة, ولكن لما رجع كُريْب جاء بعد ما ... هو في المدينة الصيام من قبل أن يأتي بأيام فاستطاع هو أن يُخبر ابن عباس بأن الشاميّين تبعا لأمر معاوية صاموا يوم السبت مثلا, فأجاب ابن عباس بأننا نحن نصوم على رؤية بلادنا, قال لا هات نصوم على رؤية هلال الشام قال له لا, هكذا أمرنا رسول الله، فهكذا أمرنا رسول الله يعود إلى هذا التفاوت الذي وقع بين ابتداء الصيام بين المدينة وبين دمشق, فلو اعتزم المدنيّون أن يصوموا برؤية معاوية لربّما ظهر في صيامهم نقص لو فرضنا أهل المدينة صاموا الأحد وأهل دمشق صاموا السبت ثم أفطروا على أساس صيام تسع وعشرين يوما ثم عيّدوا فإذا عيّد أهل المدينة مع أهل الشام فاتهم يوم واحد وكان شهرهم ثمان وعشرين يوما.

فإذًا حديث ابن عباس بيعالج قضية عينيّة وهو إذا ابتدأ إقليم الصوم على خلاف إقليم أخر فلكل حينئذ أن يُتمّم بناءً على رؤيته فإما أن يرى هلال الإفطار والخروج من رمضان وإما إذا غُمّ عليهم فيُمسكون له ثلاثين يوما، وبغير هذا تضطرب الأمور بين البلدين فلا يتمّ الصيام في الشرعي.

هذا الذي قال فيه ابن عباس "هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" وحينئذ فهذا لا ينافي قوله العام (صوموا لرؤيته) بدليل أن الذي يقول (صوموا لرؤيته) مثلي مثلا يقول في مثل ... لكلّ رؤيته, لكل رؤيته, نعم.

السائل: يعني عدم توفّر الأسباب ... .

الشيخ: لا, لأن لأن كُريْبًا جاء بعد أن دخل كل من البلدين بصيام برؤيته الخاصة, فيخرج أيضا من الصيام برؤيته الخاصة لأنهم إذا اختلفوا في الدخول واتفقوا في الخروج فقد يحصل اضطراب إما زيادة يوم أو نقص يوم.

السائل: مع توفّر الأسباب في يوم مثل لو الحاكم تتوفّر الأسباب.

الشيخ: أي نعم.

السائل: ... مشكلتنا.

الشيخ: لا يقع, هذا يقع صحيح لذلك وقال لك أنه هو حديث ابن عباس عالج جزئية معيّنة صحيح أنه لا يقع, نعم.

 

(273/12)

 

 

«هل هناك فرق بين المفتي والعالم والمجتهد؟»

السائل: فضيلة الشيخ هل هناك ... بين المجتهد العالم والمجتهد ... .

الشيخ: لا, لا خلاف في ذلك، بل المجتهد عالم والعالم لا يكون إلا مجتهدا وإذا استُفتِيَ فهو مفتٍ وإذا لم يُستفتى فليس بمفتٍ, لكن كل مفتٍ يجب أن يكون عالما أي يجب أن يكون مجتهدا, واضح؟

لذلك جاء في كتب الحنفيّة " ولا يجوز تولية الجاهل على القضاء " فهذا في المتن, فشرح الشارح كابن الهُمَام كلمة الجاهل قالوا يعني المُقلِّد, فالمقلّد لا يُولّى القضاء لأنه الذي ينبغي الذي يقضي بين الناس, ينبغي أن يكون عالما والمقلّد جاهل ولذلك فالعالم هو المجتهد وإطلاق لفظة العالم على العلماء المقلّدين هذا من باب التجاوز والتسامح أو ارتكاب المجاز, وإلا العالم هو الذي يقول قال الله قال رسول الله وقد أشار إلى هذه الحقيقة قوله عليه الصلاة والسلام.

سائل آخر: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

(إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جُهّالا فسُئلوا فأفتوْا بغير علم فضلّوا وأضلّوا) (اتخذوا رؤوسا جهّالا) أي مقلّدين لأن العلم لا يكون إلا بمعرفة الكتاب والسنّة, وهذا الحديث ينطبق على المسلمين منذ سنين طويلة لأنه لا يُفتيهم إلا المُقلّد الجاهل, لا معرفة عنده بالكتاب والسنّة, فلذلك تأتي الفتاوى.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: فيها استحلال ما حرّم الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فتأتي الفتاوى اليوم في المقامات الرسمية فيها استحلال ما حرّم الله لجهله بالكتاب وبالسنّة.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

الفتاوى اليوم في المقامات الرسمية فيها استحلال ما حرّم الله ... بالكتاب وبالسنة.

وعليكم السلام ورحمة الله.

السائل: ... لو سمحتم ... المقلد

الشيخ: ... .

السائل: المقلد يعني تقريب.

 

(273/13)

 

 

«هل يجوز تقليد الأئمة؟»

السائل: يقول معنى التقليد؟

الشيخ: معنى التقليد؟

السائل: نعم.

الشيخ: هو اتباع العالم على عمًى لا على بصيرة, إن هذا العالم يقول هذا حرام بيقول المقلّد آمين, تعرف ليش حرام؟ ما أعرف, هذا لا يجوز في الإسلام إلا عند الضرورة لكن يَعرف العالم لمّا حرم الشيء هذا أخذه من القرأن أو من حديث أو من الإجتهاد الذي هو إجماع الأمة عليه أو قياس اجتهاد منه فإذا كان الأية والحديث لم يجز لهذا المقلّد مخالفة حكمه لأنه هذا الحكم قائم على الكتاب والسنّة وإن كان من اجتهاد العالم فبيجوز بيخالفه لأنه بيسأل عالم ثاني بيعطيه رأي ثاني, فبيصير ها اللي ... الرأي ها اللي بيترجّح عنده ولهذا قال عليه السلام (استفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون) التقليد الذي هو الإنطلاق في العلم على غير بصيرة هذا لا يجوز في الإسلام, لذلك قال بعض العلماء " لا فرق بين رجل يُقلّد وبين بهيمة تُقاد " , بهيمة تُقاد ما بتعرف هذه البهيمة تُقاد إلى المرعى الخصب أم إلى الذبح؟ هكذا المقلّد يُقال له هذا حرام فيقول حرام, هذا فرض يقول فرض لكن ما الدليل؟ لا يعرف الدليل, هذا كالبهيمة التي تُقاد, نعم.

السائل: هذا شيخ بالنسبة ... أو على عالم عنده علم شرعي ... .

الشيخ: هذا ما عنده علم، هذا لا علم عنده لأنه العلم يقول أن الرسول عليه السلام كان جالسا بين أصحابه فخطّ خطا مستقيما وخطّ خطوط قصيرة حول هذا الخط المستقيم ثم تلا قوله تعالى ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) وقال عليه السلام مبيّنا (هذا صراط الله وهذه صرط وعلى كل صراط منها شيطان يدعو الناس إليه) هذا عالم اللي بيقول الطريقة الفلانية والطريقة الفلانية والرسول بيقول طريق واحد فليس بعالم لكن الناس بيتوهّموه عالم بيقولوا عنه عالم.

 

(273/14)

 

 

«هل حصول الشفاء على يد ولي يدل على صلاحه وأن العلاج مشروع؟»

السائل: الأية ... تبقى مثلا ... الذهاب إلى ولي ... كل ... ؟

الشيخ: ... الجواب الثاني وهو كثيرا ما يحصل شفاء مريض مسلم وعلى يد طبيب كافر, فهل هذا الشفاء الذي حصل على يد الطبيب الكافر يدلّ على أن الكافر صالح؟ الأمر ... .

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: ... مطلوب ... .

الشيخ: نحن ما بنحكي أنه مطلوب أو غير مطلوب عم نحكي أنه حصول الشفاء لا يدل على أن الذي كان سبب الشفاء هو أمر مشروع وصالح فهلا فقال أنه التداوي بمادة مشروع ... الدعاء إلى الله عز وجل مشروع فهذا دعا لكن دعا وأشرك.

الشيخ: ... موضع أقراط ... واليد إلى ما فوق ال ... يوضع هناك ما يسمّى الدملج.

 

(273/15)

 

 

«الكلام عن زينة المرأة أمام محارمها

الشيخ: هذه المواطن بما فيها القدم وما فوق نصف الساق الذي هو موضع الخلخال, الزينة, زينة القدم الخلخال هذه المواطن هي التي يجوز للمرأة أن تُظهر مواضعها أمام أبيها وسائر محارِمها, فلا يجوز لها أن تُظهر ما سوى ذلك, فما شاع في بعض البلاد كالبلاد السورية مثلا من أن تجلس الأخت أمام أخيها كاشفة عن ذراعها كله بما فيه تحت الإبط لأنها تلبس القميص الذي ليس له أكمام, وكذلك قد تجلس فيرى منها فخذها أو يرى شيئا من ظهرها أو يرى شيئا من صدرها مفتوحا حتى الثديين, فهذا كله حرام لا يجوز حتى الأم أن ترى شيئا من ذلك من ابنتها.

ومن العادات أن البنت تدخل الحمّام والأم تغتسل فيه, لماذا؟ قال لتفرك لها ظهرها, فتكشف الأم عن ظهرها لابنتها دون أيّما حرج تتحرّج منه, وهذا حرام لا يجوز لأن ظهر المرأة ليس من الزينة التي أباح الله عز وجل في الأية أن تُظهر المرأة أن تُظهرها أمام محارمها.

فإذًا تجلس المرأة في البيت بين أبيها وأخيها وسائر محارمها لا تُبدي إلا الذراع إذا شاءت في بعض الأحيان للوضوء ونحو ذلك وإلا الوجه وشيء من النحر.

السائل: وعليكم السلام.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وإلا فالقدم وشيء من الساق فوقه, ما سوى ذلك فلا يجوز للمرأة أن تُظهرها من الزينة أمام أبيها فضلا عن سائر محارِمها, فإذا تحدّدت مواطن الزينة بقي ما سوى ذلك على الحُرمة فلا يجوز للخاطب أن ينظر إلى ما سوى ذلك.

السائل: ما هو الدليل على هذا التحديد؟

الشيخ: كلمة ((ولا يبدين زينتهن)) ما هو مواطن الزينة؟ هل من مواطن الزينة تحت الإبط؟

السائل: لا، الثديين مثلا.

الشيخ: أنا مثلا بابحث تحت الإبط, هل هو من مواطن الزينة؟

السائل: لا.

الشيخ: أنت تعرف إيش معنى مواطن الزينة؟ يعني المواطن التي تُعلّق بها الزينة.

السائل: آه.

الشيخ: فقولك الثديين, فهل هناك مواطن زينة؟ ... ((فلا يبدين زينتهن)) أي المواضع التي تُعلّق عليها الزينة لذلك قلنا مواطن الزينة هو الرأس فقد تُزيّن شعرها بأمشاط من عاج من ذهب من فضة إلى أخره, والأقراط التي تُعلّق على الأذنين والطوق الذي يُعلّق على الرقبة والخاتم والسّوار ونحو ذلك, هذه مواطن الزينة فهذه التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تُظهرها أمام محارِمها.

السائل: انظر ... قبل لكل شيء يرجع أخر.

الشيخ: أكثر من ذلك ما يصحّ لأبيها, فضلا عن أن ... .

 

(273/16)

 

 

«ما هو وجه الجمع بين أحاديث النزول وعلو الله مع أن الليل ينتقل في الأرض؟»

السائل: ما هو وجه ورود ... .

الشيخ: ما هو إيش؟

السائل: وجه ... ثم القرب ثم نزول سبحانه وتعالى ... ثم يوصله عشية عرفة ثم ينزله ... ثم ... الصلاة في مزدلفة في قرية ... في كل بلد فالسؤال هو توضيح هذا الجمع بين هذا ... ؟

الشيخ: ما فهمت شو بتقصد بالجمع؟

السائل: ... .

الشيخ: نعم.

السائل: ... .

الشيخ: إيه شو بتقصد بالجمع؟ يعني هل تظن أنه هناك تعارض بين العلوّ وبين النزول؟ فتطلب مني الجمع وإلا ماذا تعني؟ لأني ما فهمت سؤالك.

السائل: العلوّ ... مثلا في عرفةذا كان ... .

الشيخ: طيب.

السائل: أي النزول في كل ليلة مع اختلاف مثلا بقاع الأرض مثلا ليلة ... أو ليلة ... ثم نزول ... عرفة ثم نزول ... ثم ... .

الشيخ: أنت فهمان سؤاله؟

السائل: ... .

سائل آخر: ... .

الشيخ: أنا ما أشكل عليّ لفظة الجمع.

السائل: الجمع.

سائل آخر: المقصود ..

الشيخ: كيف نجمع بين هذه الصفات, ما فهمت.

السائل: ... مثلا السؤال ... كيف ينزل الله مثلا ليلة القدر في المشرق في يوم الجمعة مثلا ... في يوم أخر يكون هنا يوم السبت ... ((تنزل فيه الملائكة والروح)) تنزل الملائكة يوم الجمعة أو يوم السبت والله الذي ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الأخر من الليل في مكان يكون الليل وفي مكان أخر يكون النهار.

الشيخ: ... من سؤاله, أما هو يريد الجمع بين كل هذه الأشياء.

 

الشيخ: يعني كأنك تريد تقول كيف ينزل وكيف يكون عاليا؟!

السائل: نعم.

الشيخ: هكذا تقول؟

السائل: نعم.

الشيخ: طيب, هذا نجيب عليه, النزول لا يستلزم منافاة العلوّ لأنه قد ينزل الشيء ولا يزال عاليا ومثلا الشمس تنزل بأشعّتها ونقول دخلت الشمس فهي تقل تقريبا طبعا, دخلت الشمس الغرفة ولا تزال الشمس في سمائها العالية, ومع ذلك فأنا أريد أن أذكّر الحقيقة, بينما نحن نردّ على المعطلة في قول ربنا عز وجل ((ليس كمثله شيء)) فلسنا نعني إسكاتهم بل نعني أنه هذه هي عقيدتنا, فهي ((ليس كمثله شيء)) فلما يسأل السائل منكم كيف ينزل وهو على عرشه؟ هذا السؤال نابع من تشبيه الخالق بمخلوقاته, لأننا نحن حينما نتساءل كيف ينزل وهو على عرشه؟ إنما نتصوّر مادة في سمائها العالية وبالوقت نفسه هي تنزل عن سمائها إلى مكان منخفض فينتضم الأمر في ذهننا ولا نكاد نعقله, هو عال أو هذه المادة عالية وهي نازلة, وهذه ضدّان لا يجتمعان فعلا.

لكن ربنا ((ليس كمثله شيء)) فليس هو مادة حتى نسلّط عليه كل شيء يرد على ما يرد على المادة, ويكفي هذا مثال هذا السؤال, ما لو سأل بعض الناس السؤال الأتي فيقول القائل, فيقول هو كيف أن الله عز وجل في لحظة واحدة, في لحظة واحدة يسمع طلبات الملايين الملايين التي لا تعدّ ولا تحصى من الإنس والجن والملائكة والمخلوقات كلها ويستجيب, يسمع قبل كل شيء ويميّز هذه الطلبات بعضها من بعض ثم هو في اللحظة الواحدة بيعمل عملية حسابية دقيقة جدا, هذا يقبل وهذا يطرح؟ كيف هذا؟ إيه هذا السؤال خطأ في أصله, لأنه قائم على تشبيه الخالق بالمخلوقات, وإذا كنا صحيح نستحضر دائما وأبدا (ليس كمثله شيء)) فيجب أن نستحضر فورا أن هذا السؤال خطأ ومع ذلك فكما قلت في مطلع كلامي من باب التقريب كما نظر الرسول عليه السلام أنه كيف يراه المؤمنون يوم القيامة كلهم وهي في صعيد واحد يعني بدل ... الإنسان شيء فوق عقله, أنه ها البشر من يوم الله خلق أدم إلى اليوم كم مليون من البلايين من البشر؟ شيء لا يحصيه إلا الله عز وجل, فجاء السؤال كيف يراه المؤمنون جميعا؟

 

(273/17)

 

 

«الكلام عن هل النوم من الجالس ناقض للوضوء

الشيخ: ... متمثّلا لا يمكن أن يخرج منه ما ينقض وضوءه من الصوت أو الريح والواقع خلاف ذلك يعني النائم المترسّل في نومه قد ينطلق منه ... صحيح وإلا لا؟ إذًا إيش فائدة التلقين هنا؟ فأصح الأقوال هو من نام فليتوضأ ولذلك رجع إلى هذا القول إمام من أئمة الحديث والفقه ألا وهو أبو عبيدة القاسم بن سلام المحدّث اللغوي المشهور صاحب كتاب "غريب الحديث".

هذا كان يرى مثل ما قرأت هذا العنوان نوم الجالس ... لا ينقض إلى أن أتفق يوما جالس في مسجد الجمعة يسمع الخطيب فرجل نام بجانبه فلما انتهى الخطيب وأقيمت الصلاة قال له قم وتوضأ فقد نمت قال لا ما نمت قال له نمت وخرج منك ريح أيضا قال لا أنت الذي خرج منك ريح.

ومن يومها رجع إلى عموم الحديث (من نام فليتوضأ) لأنه شاف بعينه, إنسان نايم له متوكّأ, بيقل له ما نام أولا, قال له نمت وزيادة كمان عملت قال له لا أنت العامل وأنت الفاعل.

 

(274/1)

 

 

«هل يقع طلاق الغضبان؟»

الشيخ: نعم.

السائل: ما الحكم الشرعي في طلاق الغضبان؟

الشيخ: طلاق الغضبان لا يقع.

السائل: لا يقع والدليل؟

الشيخ: الدليل قوله عليه الصلاة والسلام (لا طلاق في إغلاق).

السائل: ... .

الشيخ: هذا حديث حسن, أه؟ تخريجه؟ أبو داود في سننه وربما أحمد في مسنده.

السائل: أحمد راويه ... .

الشيخ: أبو داود راويه, تفضل.

 

(274/2)

 

 

«هل من مات في جهاد الدفع يكون شهيدا؟»

السائل: الجهاد من في الإسلام عظيم ولا يقوم به إلا قويّ الإيمان.

الشيخ: أي نعم.

السائل: والإسلام انتشر بالجهاد, فماهو الأهم الذي يمكن ... أن يبدأ في التربية التي ذكرت هنا أم أن يحمل بندقية ... .

الشيخ: ما يستطيع أن يحمل بندقية اليوم.

السائل: الشق الثاني للسؤال هل الذي يحمل بندقية اليهود دفاعا عن عرض المسلمين القلة اليوم يعتبر شهيد (إنما الأعمال بالنيات) طبعا.

الشيخ: أنا هذا السؤال أجبته.

السائل: ... .

الشيخ: سأل هنا أحد الإخوان, هذا الشق الثاني من السؤال قد أجبته قلت (إنما الأعمال بالنيات) فإذا خرج ليجاهد ليدافع عن أرض وبس هذا ليس جهادا في الإسلام.

السائل: كان الكفار احتلوا.

الشيخ: وإنما يدافع عن أرضه على اعتبار أنها أرض مسلمة, يدافع عن أرضه على أنها على اعتبار أنها أرض مسلمة ويدافع عن أرضه ليتمكّن من أن يجعل فيها كلمة الله العليا ويجعل كلمة الذين كفروا السفلى لا يقاتل عن أرضه كما يقاتل جورج وأنطنيوس وأمثاله وإن حب الوطن غريزة للبشر كلها فأنت بتشوف الأمم يحطّم بعضها بعضا في سبيل ماذا؟ في سبيل الدفاع عن الوطن ففي هذه الناحية لا فرق بين مسلم وكافر, مثل ما الإنسان بيدافع عن نفسه هل هناك فرق بين مسلم وكافر, بيدافع عن ماله بس المسلم بيدافع عن ماله كمان الكافر.

السائل: ... .

الشيخ: أيوه, فهذه حقائق يشترك فيها المسلم والكافر ولذلك فلا بد من أن يكون في المسلم حينما يُجاهد الكافر ويقاتله ليُخرِجه من أرضه لا بد أن يتميّز في قتاله لهذا الكافر عن قتال الكافر للكافر في سبيل الأرض فما هو الشيء الذي يتميّز به المسلم حينما يقاتل في سبيل الدفاع عن أرضه؟ الجواب في حديث البخاري الذي يرويه في صحيحه عن أبي موسى الأشعري قالوا قال (قالوا يا رسول الله الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله؟ قال لا قالوا يارسول الله الرجل منا يقاتل عصبيّة شجاعة -عدّد أنواع كثيرة- هل هو في سبيل الله؟ قال لا قالوا فمن في سبيل الله؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).

فالقتال الذي يعتبر صاحبه شهيدا هو هذا الذي يُقاتل في إخراج العدو من أرضه في سبيل الله مو في سبيل الأرض مافي فرق بين أرض وأرض إطلاقا ولكن في فرق بين أرض يُعبد الله فيها وحده لا شريك له وبين أرض يُكفر بالله عز وجل وما شرعه للناس.

لذلك فنحن اليوم أصبحنا في زمن مع الأسف الشديد أصبحت كلمة الشهادة تطلق على كل مقتول, عندنا في الشام يقتل إنسان وهو فاجر فاسق ولو كان هناك حكم شرعي لقتله فيعتبر القتيل إيش؟ شهيد وبيحملوه على أيديهم وبيقولوا "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله" ما في فرق بين مسلم وبين كافر, بين صالح وبين طالح, أصبحت الشهادة في الواقع لها إيش؟ معنى واسع وواسع جدا بحيث أنه يشمل حتى الكافر حتى الكافر ولذلك أظن تذكرون معي جورج جمال إي هذا صار شهيد وهذا.

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: بس هذا أشهر عندنا جورج جمال فتحت مدارس باسمه والله أعلم شو قصّته أيضا نحن نعرف أمره أيضا من ناحية الواقع ولكن هذا من أين جاءت له الشهادة؟ جاءت له شهادة بمعنى وطني لكن الشهادة في الإسلام لها إيش معنى خاص لا يناله المسلم نفسه لأن الرسول يُسأل في هذا الحديث عن مين؟ الرجل منا هذا بيحصّل على الشهادة حتى يقاتل في سبيل الله عز وجل.

ولذلك عندنا أيضا في صحيح البخاري وهو أصحّ الكتب بعد كتاب الله أن رجلا قاتل في غزوة خيبر قتالا شديدا حتى عَجِب الصحابة الشجعان الأبطال من قتاله, الأبطال يعجبون من قتاله فكيف يكون هو هذا المقاتل؟ حتى جاء بعضهم وذكر من استبسال هذا الإنسان عجبًا فكانت مفاجأة للصحابة أن قال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام (هو في النار).

السائل: ... .

الشيخ: يُسمى قدمان في روايات ضعيفة أما الرواية الصحيحة لا يسمّى المهم أجابهم عليه السلام بأنه في النار هذا الذي يقاتل أشدّ قتال أشدّ من الصحابة يحكم الرسول عليه السلام بأنه في النار, يقول هذا الصحابي ما معناه أخذ يُراقبه حيث ما هجم ركض وراءه حيث ما مال مال معه, بده يشوف شو مصير الإنسان والرسول عليه السلام لا يتكلّم إلا وحيا من السماء, ما شافوه غير يزداد قتاله واستبساله لا يبالي بالموت قالوا له يا رسول الله فلان كذا وكذا قال (هو في النار) وهكذا ثلاث مرات, لما قال لهم في المرة الثالثة (هو في النار) قال أبو هريرة كدنا أن نشك, نشك في قول الرسول ثم سرعان ما جاء الخبر بأن فلانا كَثُرت فيه الجراحات فلم يصبر لها فوضع ذؤابة سيفه واتكأ عليه فخرج من بطنه, ركض هذاك الرجل اللي كان إيش؟ عم يتحراه ويتبعه إلى الرسول عليه السلام قال يا رسول الله فلان الذي حدثتنا عنه كذا جاء فعل كذا وكذا قال (الله أكبر صدق الله ورسوله إن الله لا ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر) هذه مناسبة الحديث, الحديث المشهور (إن الله لا ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر) هذه مناسبته من هو الرجل الفاجر؟ اللي يُقاتل في سبيل الله ظاهرا, يقاتل في سبيل الله, يقاتل الكفار لكن باطنا ماذا كان يعني اسمعوا قال (الله أكبر صدق الله ورسوله إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة) وهذا يُفسّره أيضا حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين (وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).

إذًا هذا الإنسان الذي قاتل أشدّ القتال في غزوة خيبر وما قاتل إلا اليهود كما نقاتل نحن اليوم اليهود لكن مصيره إيش؟ النار, لماذا؟ لأنه تبيّن فيما بعد أنه ما قاتل إلا حميّة وشجاعة, ما قاتل لتكون كلمة الله هي العليا, فهذا جواب الشطر الثاني من سؤالك أما الشطر الأول من السؤال.

السائل: ... من قاتل دون عرضه ودون ماله فهو شهيد.

الشيخ: طيب أما الشطر الأول من الجواب من السؤال فهو أن الجهاد الذي هو الجهاد فعلا ما بيحصل إلا لمن فهم العقيدة الإسلامية وهذا الذي ذكرناه من العقيدة الإسلامية قال تعالى ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)) فهذا الجهاد الذي هو الشهيد حقا ما يمكن للإنسان المسلم أن يحضى به إلا على أساس فهمه لعقيدته وتربيته على دينه, من هنا يأتي الجهاد ما يأتي الجهاد من حماس ومن هتافات ما هي قائمة على أساس من الفهم للكتاب والسنّة.

الإسلام هو الذي وجد فيه الجهاد أما الدول والأمم الأخرى لا يوجد عندهم جهاد, تعرفون هذه الحقيقة وإلا لا؟ أظن ما تعرفونها, ما يعرف هذه الحقيقة الأكثرون, كل الأمم عندهم قتال وليس عندهم جهاد في سبيل الله إنما الإسلام فقط هو الذي شُرِع فيه الجهاد في سبيل الله, الأخرون إنما يقاتلون ولا يجاهدون في سبيل الله ولذلك فبعضهم أعداء لبعض أما المسلمون فيجمعهم كلهم الجهاد في سبيل الله غاية واحدة لا شريك لها في قلوبهم وفي اعتقادهم.

فإذًا لابد من التربية والتصفية, نحن نرى أنه هذا هو السبيل وأكبر دليل أن المسلمون يعملون منذ نصف قرن, مكانك راوح, لا يتقدّمون إن لم يتأخّروا.

 

(274/3)

 

 

«حديث: (الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر ...... فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيفما شئتم) هل فيه جواز بيع البر بالشعير؟»

الشيخ: نعم.

السائل: حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ... فهذا الحديث أنا بافهم منه أنه لا يجوز أن نشتري الملح أو البر أو الشعير أو غيره بالذهب ... هذا الكلام صحيح؟

الشيخ: ما أعتقد.

السائل: لأنه يقول إذا اختلفت الأصناف فبيعوا كيفما شئتم ..

الشيخ: ما عدا الذهب والفضة, ما عدا النقدين يعني من الأصناف هذه, ... لفظة الأصناف ما عدا النقدين.

السائل: هكذا يقول ... الأصناف.

السائل: أنه يعتبر صنف يعني ... .

الشيخ: إيش يقول؟ وخلافه يقول الصنعاني.

السائل: يعني لا يأخذ من الذهب والفضة.

الشيخ: نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: في هذه العبارة خاصة.

السائل: طيب الذهب مع البر ... الذهب مع البر تقابضا يد بيد.

الشيخ: الذهب تفاضله بإيش وين المفاضلة؟

السائل: الذهب مع الفضة تفاضلا.

الشيخ: لا ما بيجوز, الذهب مع الفضة ما بيجوز فيه التفاضل لكن بيجوز أن تشتري بأحد النقدين ما شئت من الأشياء الأخرى الأربع, الرسول لما رهن الدرع عند اليهودي مقابل إيش؟

السائل: ... .

الشيخ: شو اللي يخصّصها؟

السائل: ... .

الشيخ: فهمت شو اللي يخصّصها؟ رهنه مشان حتى يوفي له ثمن الشعير, نعم.

 

(274/4)

 

 

«روى ابن ماجه قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني حدثنا فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال حدثني عمي ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال عن أبيه سعيد عن أبيه أبيض بن حمال أنه استقطع الملح الذي يقال ل»

السائل: في حديث بأن الرسول صلى الله عليه وسلم اقتطع لثابت قطعة لأحد الصحابة ملح مأرب.

الشيخ: نعم.

السائل: في الحديث بسنده ثابت بن سعيد بن حماد بن أمية والرجل هذا يعني رجعت إليه في "ميزان الإعتدال" بأنه لا يُعرف.

الشيخ: مجهول.

السائل: في "التهذيب" يعني ينقل أقوال مؤثقي ابن حبان والنسائي في السنن ويقول بأنه قرأ بخط الذهبي بأنه الرجل لا يعرف.

الشيخ: بأنه إيش؟

السائل: بأنه لا يُعرف.

الشيخ: لا يعرف, إيه.

السائل: بالنسبة للحديث هذا صحيح وإلا أو أن له طرق يعني تقويه أو؟

الشيخ: لا, أنا ما أذكر الأن جواب عن هذا الحديث بالضبط هل هو صحيح وإلا لا؟ هو مسجّل عندي لكن ماني مستحضر لكن بدنا نشوف إيش يهمّك من الحديث فبيجوز أنه يكون هناك شيء يُغني عنه وإلا بس تسأل عن هذا الحديث لا تريد من ورائه شيئا؟

السائل: لا لا هو يعني ما في عليه الفقهاء بانين عليه أشياء, أشياء كثيرة بالنسبة للملكية.

الشيخ: أيوه, أي نعم, يعني مثلا الأقطاع.

السائل: إيه نعم, لأنه أقطعه هذا ال.

الشيخ: إيه يعني هل تريد من سؤالك عن الحديث هل هو صحيح أو لا؟ بمعنى إن كان صحيح فهو يدل على جواز الإقطاع وإن كان ما صح فهل هناك ما يعارض الإقطاع؟ هل تريد هذا وإلا ماذا تريد؟

السائل: لا لا أريد بس السند يعني.

الشيخ: إيه ما استحضر يعني قلت لك عن هذا, تفضل.

السائل: ... .

 

(274/5)

 

 

«هل يوجد في القرآن آية نسخت أخرى و هل آية: ((ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)) هي صورة من الناسخ والمنسوخ في القرآن؟»

السائل: توقيرا لمثل القرأن الكريم يوجد فيه ناسخ و منسوخ بالنسبة للأيات ... ((ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)).

الشيخ: وين صار هذا الحديث؟

السائل: في مجلس علم.

الشيخ: طيب.

السائل: ومعنى أن زاد الإيمان يمكن في أية التحريم ففي ناس عارض ال, فهل يوجد ناسخ ومنسوخ في القرأن الكريم بالنسبة لل ... ؟

الشيخ: يعني أية في القرأن نسخت أية أخرى؟ هو لا بد من أن يوجد مثل هذا لكن الأمثلة التي أو المثال الذي ذكرته لا يصلح لمثال الناسخ والمنسوخ في القرأن, نعم.

السائل: أنه الصحابي.

الشيخ: سؤال حول الموضوع وإلا أيش؟

السائل: لا ذكرت مسألة وقطعت ... أعقب على الحديث ذكرت ... .

الشيخ: حول المسألة؟

السائل: ... .

الشيخ: أحفظ سؤالك لسى ما خلصنا من هذه.

السائل: ... نزلت ((ولا تقربوا أنتم الصلاة وأنتم سكارى)) ألم ... وإنما زيادة الإيمان نزلت أية التحريم.

الشيخ: أقول هذه ما هي مثال صالح لقضية الناسخ والمنسوخ.

السائل: تدرج في التشبيه.

الشيخ: لأنه, نعم؟

السائل: تدرّج في التشبيه.

الشيخ: لأنه الناسخ والمنسوخ يُشترط أنه يكون كلهم من النص المنسوخ والنص الناسخ يكونوا منصوصين فيه القرأن أما لا يوجد في القرأن أنه شرب الخمر حلال حتى ينسخ ب ((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)) هذا أمر كان واقع يعني كونه كان يُشرب الخمر كان واقع بطبيعة الحياة الجاهلية التي كانوا يعيشونها, فالإسلام تدرّج في تحريم الخمر كما هو مفصّل منها أية ((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)) سكت عن تحريم البت الجذري لكن هذه الأية لا تنسخ أية أخرى لأن شرط الناسخ والمنسوخ يكون كل من النصين الناسخ والمنسوخ مذكورين في القرأن, نعم.

السائل: وفيه شيء عن الصيام في سورة البقرة ((يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون شهر رمضان الذى أنزل فيه القرأن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر)) إلى هنا ففي البداية تقول ((وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)) ثم قال ((من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر)) هنا أباح بأنه الإنسان ما يصوم ويدفع الفدية لكنه قال لمن يكون مريض أو على سفر فيجوز أن يفطر.

الشيخ: إي هذا المثال أخو هذاك المثال غير صالح للتمثيل ليه؟ لأنه ليس بالأية أن الله أباح لكل مكلّف الإفطار في رمضان مقابل الفدية, ليس هذا المعنى في الأية إيش معنى يطيقونه؟

السائل: يعني لا يستطيعون الصيام.

الشيخ: لا وين لا يستطيعونه؟

السائل: ... .

الشيخ: إذا كان لا يستطيعونه هم غير مكلفين أصلا إذُا.

السائل: لا يعني في تكون في صعوبة عليهم.

الشيخ: إذًا فالكلام مش عام أنت عم تقول, صبرا قليلا, أنه هذه الأية أباحت في أول الأمر الإفطار مقابل الفدية, ما هذا الإطلاق غير صحيح وإنما قال ((وعلى الذين يطيقونه)) ومعنى ذلك يستطيعونه بمشقة فالناس حين فرض الصيام طائفتان طائفة يستطيعون الصيام بدون مشقة وطائفة يستطيعون الصيام بمشقة, الطائفة الأولى واجب عليهم أن يصوموا بحكم الأية هاي والطائفة الأخرى التي تجد المشقة في الصيام هم الذين أجاز لهم ألا يصوموا مقابل الفدية طعام مسكين.

السائل: لكن المسافر والمريض لو صام ... ففي الأية الأولى أباحت الفدية, الأية الأولى أباحت الفدية.

الشيخ: لمين؟

السائل: يعني ... للمسافر والمريض يعتبروا من الذين يطيقونه لأنه.

الشيخ: أخي المريض المسافر حكمه باقي شو علاقته بالناسخ والمنسوخ؟

السائل: لا يعني مش يعتبر من الذين يطيقونه.

الشيخ: لا يطيقونه وأحسن من يطيقونه يستطيعونه بدون مشقة فإن كانوا يستطيعونه بدون مشقة فالأمر واضح وإن كانوا يستطيعونه بمشقة فهذا الحكم غير منسوخ, فنحن بدنا هون بدنا نبحث أنت بتقول أنت بتقول أنه كان مقرّر في الإسلام الصيام على التخيير, هذا التقرير منك خطأ ما قُرِّر في الإسلام بالنسبة للأية هاي أنه بتصوم سقط الفرض, ما بتصوم بتقدّم الفدية, الأية لا تعطي هذا الحكم تعطي حكم ها اللي عليه الصيام مشقة بيفدي, ها اللي عليه مشقة في الصيام بيفدي أما ها اللي ما عليه مشقة لازم يصوم, المهم ((وعلى الذين يطيقونه)) يستطيعون الصيام بمشقة ((فدية طعام مسكين)) هذه الأية ماهي منسوخة ولكن خُصّصت للشيخ العجوز والحامل والمرضع كما يقول ابن عباس, مابدنا نذهب بعيدا عن سؤال الأخ لأنه هذا مثال ليس فيه ناسخ ومنسوخ وإنما فيه عام.

السائل: ... .

الشيخ: فيه عام خُصّص بس, بنجي في عندنا أية يُمكن أن تصلح مثالا للناسخ والمنسوخ من القرأن لكن مع بيان السنّة ثم السنّة التي رواها رجلان من أصحاب الرسول عليه السلام أبو هريرة وابن عباس, قالا لما نزل قوله تعالى ((لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء)) ((يعذّب من يشاء)) مقابل إيش؟ ما أظهره وما أخفاه ((والله على كل شيء قدير)) لما نزلت هذه الأية جاءت طائقة من أصحاب الرسول عليه السلام جُثِيًّا على الركب قالوا يا رسول الله أمرنا بالصلاة فصلّينا وبالصوم فصمنا وبالحج فحججنا أما أن يؤاخذنا الله بما في نفوسنا فهذا مما لا طاقة لنا به, فقال عليه الصلاة والسلام (أتريدون أن تقولوا كما قال قوم موسى لموسى سمعنا وعصينا قولوا سمعنا وأطعنا) فقالوا سمعنا وأطعنا حتى ذلّت بها ألسنتهم وخضعت لها قلوبهم فأنزل الله عز وجل قوله بعد ذلك ((أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) هذه الأية نسخت ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) على إيش؟ تخفوا ما في نفوسكم ((لله ما في مافي السماوات وما في الأرض وإن تبدو مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء)) على ما تخفيه النفوس فرفع الله عز وجل بعد إنزاله المؤاخذة بالعذاب على ما في النفوس قال ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت)) على عملا ((وعليها ما اكتسبت)) فإذًا هذا صالح مثال صالح للناسخ والمنسوخ في القرأن نفسه, وهذا الناسخ والمنسوخ ينبغي ألا يشكل.

السائل: ... أنه سبحانه وتعالى يناقض كلامه في ..

الشيخ: هذا الذي أردت أن أبيّن فساد هذا الكلام وهذا القول, الناسخ والمنسوخ ليس معناه أنه كما يقول اليهود, اليهود عندهم شيء اسمه البداء يعني ألله بيخلق شيء مثل الشخص منا زائد يشوف أنه والله طلع معه شيء منيح بيقوم يتشجع فبيتقدم للزيادة, هيك هن بيتصوروا رب العالمين وسبحانه وتعالى لأنه اليهود مشبّهة مجسّمة حتى جاء في التوراة في مقدّمة التوراة في البدء خلق الله السماوات والأرض فرآها حسنة كيف فخلق الجبال والأنهار فرآها حسنة فقال كذا وكذا يعني كأنه عم يرسم مثال مخترع يعني ما بيعرف شو راح يطلع معه, لأنه الصاروخ متى راح ينتقل معه ولا راح يطير فيه, ما بيعرف رأها شيء حسن فتشجّع وخلق كذا وكذا, هذا اسمه " البداء ".

فحكم الناسخ والمنسوخ وتشريعه سواء في الإسلام أو في ما قبل ذلك ليس من باب "البداء " وإنما هو من باب تعليق حكم إلى زمن, هذا الزمن يصلح أن يكون ذلك الحكم نافذا فيه, ربنا عز وجل يعلم السر وأخفى يعلم الحوادث ما كان وما سيكون إلى ما شاء الله فهو حينما يُقرّر الحكم الشرعي يُقرّره حسب علمه إلى زمن مُعيّن لكن البشر جاهل لا يعلم فلما يُقرّر الحكم الأول ويريد رفعه يأتي بنص أخر ينبّه الناس إلى أن هذا النص يرفع الحكم السابق.

فشريعة الناسخ والمنسوخ هي على عكس ما يظن الجهال هي تدل على حكمة الله عز وجل في تشريعه للناس, مثلا نسخ الشرائع كلها بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام, ذلك لأنه الشرائع السابقة كانت تنزل كل شريعة كل شريعة تناسب الزمن والناس اللي هم إيش؟ كُلِّفوا بهذه الشريعة فقد قال عليه الصلاة والسلام (فُضِّلت على الأنبياء قبلي بخمس خصال) من جملتها (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة) فموسى بعث إلى اليهود واليهود كما وصفوا في نفس التوراة بأنهم غضّ الرقاب فاقتضى تشريعة شريعة موسى عليه السلام تشديد في بعض الأحكام على خلاف شريعة عيسى التي جاءت بعدها شريعة موسى فاطلبت شيئا من التيسير وعالجت الشدة التي وقع فيها اليهود من قبل ولذلك جاء في الإنجيل إن كان محفوظا " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الخد الأيسر ومن طلب منك كساءك فأعطه رداءك ومن طلب منك أن تمشي معه ميلا فأمشي معه ميلين " ذلك لأن اليهود غلبت عليهم المادة وابتعدوا كما هو طبيعتهم حتى الأن عن الأخلاق السامية, فاقتضت الشريعة التالية لشريعة موسى تعديل الكفة بعض الشيء فاقتضت شريعة عيسى تعديل شريعة موسى عليه السلام, أما الإسلام فجاء بهذا وهذا جاء ((فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه)) وجاء ((وأن تعفوا وتصفحوا فهو خير لكم)) فيضع المسلم هذا في مكانه المناسب وهذا في مكانه المناسب.

فإذا كان من الحكمة في مكان نسخ الشريعة بشريعة تأتي من بعدها فأولى نسخ حكم اثنين خمسة عشرة بأحكام مقابلها لأن تلك الأحكام كانت في أول الإسلام فاقتضت أن تأتي أحكام الأخرى إيه نعم, تختلف عن تلك باعتبار أنها جاءت بعد أن استقر الإسلام بأحكامه ونظامه.

السائل: بس ضرب هذا المثل وكان الجواب وكان الجواب أنه ناسخة يعني شريعة مثلا إذا ... زاد عليه ونفس ... معناته ما نقص وإنما زاد عليه.

الشيخ: لا لا نُسِخ بس في تفصيل في القضية, الشرائع من شريعة أدم عليه السلام أول شريعة وُجِدت على وجه الأرض إلى شريعة محمد عليه الصلاة والسلام هي شرائع تلتقي في عقائد أساسية التوحيد مثلا الإيمان بالبعث والنشور والحساب والقضاء والقدر إلى أخره هذه قضايا اعتقادية لا يدخلها تغيير ولا تبديل في كل الشرائع لكن فيما يتعلق بالأحكام في تغيير وتبديل بلا شك فمثلا الله عز وجل حكى في القرأن الكريم ماذا ... لتوراة للإنجيل أنه في قصة يوسف عليه السلام مع إخوته وأبيه لما جاؤوا إليه وهو في مصر ملك قال ((وخروا له سجدا)) هذا السجود عندنا لا يجوز كذلك ألله أمر الملائكة بأن تسجد لأدم هذا الحكم غير جائز عندنا, هذه أحكام عملية تتطور مع الزمن فلما شاء ربنا عز وجل بحكمته أن يُفرِّغ شريعة التوحيد التي لا شريعة بعدها لتستدرك ما قد يفوت بعض الشرائع قبلها جاء بشريعة كاملة لم تدع مجالا لأحد بأن يستدرك عليها, فقرّر المسائل في أخر تشريعها لذلك نهى عن السجود لغير الله عز وجل وقال عليه السلام في الحديث المشهور ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها)).

كذلك في أحكام تختلف الأن شريعة الإسلام عن الشريعة السابقة, زواج الأخت لأخيها والأخ بأخته هذا شريعة أدم واستمرت ما شاء الله, فحكمة التشريع تقتضي تتغيّر الأحكام المتعلقة بالأعمال, أما في العقيدة فهي ثابتة في كل الشرائع, فها اللي أنت عم تنقله يعني يحتاج إلى شيء من التفصيل وهو هذا, الشرائع لا تنسخ بعضها بعضا فيما يتعلق بالعقائد أما فيما يتعلق بالأحكام بلا شك شريعة عيسى تختلف في بعض الأحكام عن شريعة موسى وشريعة الإسلام تختلف في كثير من الأحكام عن شريعة عيسى وموسى, هذه حقيقة لا يختلف فيها المسلم أبدا وهذه الأية التي يذكرنا بها الأخ صريحة في ذلك, تفضل يا أخ أنت إش كان عندك؟

السائل: بس بدي أعقب على الناسخ والمنسوخ في آيتين في سورة البقرة.

الشيخ: تفضل.

السائل: ((والذين يتوفون منكم ويذرون أزوجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا)) والأية الأخرى ((والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج)) هاي الأية ((متاعا إلى الحول غير إخراج)) هاي الأية (متاعا إلى الحول غير إخراج) تأتي الأية الأولى نسخا للأية التي تليها هناك في أربعة أشهر وعشرا وهاي متاعا إلى الحول إيه معنى متاعا إلى الحول؟ أيعني تبقى بدون زواج إلى الحول؟ و ... الأية الأخرى أربعة أشهر وعشرا فإذًا الأية تنسخ الأخرى.

الشيخ: صح.

السائل: والله أعلم.

الشيخ: صح مثال, تفضل.

 

(274/6)

 

 

«ما تعليقكم على ما قاله رشيد رضا في المنار من أن الربا المحرم في القرآن هو ربا الفضل لا النسيئة؟»

السائل: مما نهى الرسول عن الربا أن الله عز وجل الربا اللي حرمه في القرأن بنص ... هو ربا النسيئة مش ربا الفضل, هل هذا صحيح؟

الشيخ: هذا صحيح بالنسبة لأية ((لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة)) ولكن في قوله تعالى ((فذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين)) هذا ينفي كل الربا فأية ((أضعافا مضاعفة)) صحيح فيها أما هذه فهي تشمل هذا وذاك.

السائل: ... هذه الأية تفسّر الأية هذه وهذا هو المعروف عند العرب.

الشيخ: ونحن بنقول إنه الإسلام ما جاء بإقرار العرب على بعض دون بعض فربا النسيئة معروف عند العرب وربا الفضل أيضا معروف عند العرب, فالإسلام جاء لمعاجلة كل الفساد الموجودة عند العرب ثم هذا الجواب لو فرضنا مافي عندنا غير أية ((لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة)) هذا الجواب جواب لا يلتفت إلى السنّة وما فيها من أحكام زائدة عن القرأن وهذا في الحقيقة خطّة محمد عبده خطة واسعة وخطيرة تأثر ببعض جوانبها السيد رشيد رضا نفسه مع أنه من أهل الحديث, فهذه الخطة يكفي أنه لردها قوله عليه الصلاة والسلام (لا ألفينّ أحدكم متكأ على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حراما حرّمناه وما وجدنا فيه حلالا حللناه ألا إني أوتيت القرأن ومثله معه) فهب أن القرأن لم يُحرّم إلا ربا النسيئة فما نُحرّم ربا الفضل وهو محرّم في الأحاديث الصحيحة؟

السائل: يقول جوابه على هذا من جملة ... تحريم ربا الفضل قول أنه ابن عباس في البداية كان يحله ... .

الشيخ: وفي النهاية؟

السائل: تراجع.

الشيخ: إيه طيب, هو لازم محمد عبده يتراجع, تفضل.

 

(274/7)

 

 

«ما هو الفرق بين الإكرامية والسمسرة؟»

السائل: بالنسبة للإكرامية والسمسرة ... .

الشيخ: الإكرامية والسمسرة هذول قضيّتين مختلفتين, الإكرامية إذا كانت بطيب نفس ما فيها تلويح ما فيها تسميع, ما فيها محاياة فهي جائزة.

السائل: مثلا, أنا دخلت المحل وبعت بيعة مع صاحب المحل المشتري جهزت البيعة المشتري دفع الفلوس وصاحب المحل كمل البيعة وناولني مثلا دينار.

الشيخ: نعم, ليش ناولك إياه؟

السائل: إكرامية.

الشيخ: ما يبتغي من وراء ذلك شيء؟

السائل: هو يبتغي يعني حب أنه هو ... .

الشيخ: إيه طبعا ولا أنا سألته لكن أنا راح جاوبك ليش أكرمك, مشان ثاني مرة إذا إجى لعندك.

السائل: مش بس هو ... كثير.

الشيخ: كثير لكن القليل ما بيحصل, مو كل الناس يعني هيك قسم هيك, يعني نحن بندرس الموضوع من الزاوية أنه هذا اللي أكرمك بدينار أو نصف دينار أو ربع دينار أو اللي هو يعني ليش أكرمك؟ مو مشان ثاني مرة تعتني فيه إذا إجاك أكثر من غيره؟

السائل: هذا يجوز نفس الإكرام نعم.

الشيخ: لا بس بدك ... قد يجوز الراجح مثلا شو بيغلب على ظنك.

السائل: يمكن هو أنه ... هو أعطاني.

الشيخ: يعني بيغلب على ظنك أنه أعطاك دينار لأنك شافك أبو لحية؟

(ضحك الحضور)

السائل: أنا بدي أفهم هذا الموضوع.

الشيخ: لا أنت بتقدر تفهم الموضوع أكثر منا في الحقيقة, نحن بنعطيك مبادئ نحن نعطيك مبادئ أما ليش أعطاك ها الدينار؟ أنت بتعرف أكثر مني لأنك أنت واقع في المشكلة.

السائل: أنا بدي ..

الشيخ: أنا بعيد عني.

السائل: في عملي ما بقبل قرش باعمل سعر نهائي.

الشيخ: طيب.

السائل: سعر واحد ... فهو زبون في المحل ودائما بيشتري مني فأنا طبعا بجهز له الأغراض ما ... نهائيا.

الشيخ: معليش هذا.

السائل: ... كذا بعطيه ... لما صاحب المحل يدفع الفلوس فهون بقى بتجي ... .

الشيخ: أخي إكرامية ما في كلام حولها بس ما تكون رشوة.

السائل: هي مش رشوة لا أنا بقى بعرف أنها مش رشوة.

الشيخ: طيب ما في ها الإحتمال اللي ذكرته لك, اعترفت أنت أنه قد يكون هيك.

السائل: معاك لا بس.

الشيخ: لشوف أنت عم تقول قد يكون مثل ما قلت أنا يعني.

السائل: أنا عم استفسر.

الشيخ: مو تستفسر أنت بتعرف بدون ما تستفسر أيوه.

السائل: مش رشوة.

الشيخ: مش رشوة

السائل: أنا ... أستاذ لا مش رشوة.

الشيخ: طيب نجى لإيش؟ للسمسرة, شو هي صورة السمسرة التي بتسأل عنها؟

السائل: السمسرة مثلا أنا بدي نفس العمل, أنا بنسق مع أحد الخياطين أو التجار بأنه أنا إذا أرسلت لهم زبائن أو أشخاص يخيّطون عندهم أو يشترون منهم أقمشة, هم بيعطوني بالمائة كذا.

الشيخ: طيب هل بالمائة كذا اللي بيعطوك إياها بيغلب على ظنك تطلع من جيبتهم ولا من جيبة الزبون؟

السائل: ... من جيبة الزبون.

الشيخ: إي ما بيجوز.

السائل: صحيح راح يدفعوا ... .

الشيخ: طيب حول المسألة هذه.

السائل: المسألة أنا عندي سيارة بروح على الكراج باكشف عليه وبصلّح للسيارة بصلّح للشغيل اللي عنده فأنا باعطي للشغيلة كم هو يدير باله باللي عملوا على السيارة.

الشيخ: هي أخت هاذيك بس هاي صورة الرشوة فيها أقوى من ذيك.

 

(274/8)

 

 

«من به مرض الصرع ولا بد من شرب الدواء مرتين في اليوم فهل يجب عليه الصوم؟»

السائل: على حول موضوع الصيام أنه أنا إنسان عندي مرض من ست سنوات.

الشيخ: عافاك الله.

السائل: الله يحفظك الصرع يجي لي نوبات صرع ... بالنسبة للصيام أنا لازم أخذ حبيتن في اليوم ففي طبيب منعني من الصيام ... يعني شيء شرعا فبدي ... شرعي يثبت أنه أنا أصوم أو ما أصوم؟

الشيخ: طيب أنت عم تقول الطبيب وصف لك حبتين.

السائل: إيه نعم يوميا في الظهر والمغرب.

الشيخ: الظهر والمغرب.

السائل: الظهر بعد الغداء وبعد العشاء.

الشيخ: طيب أنت جربت إذا مانك أنه إذا تركت هل الحبتين هذول في يوم ما ضروري لا سمح الله في نفس اليوم تجيك النوبة هذه.

السائل: لا مش بنفس اليوم.

الشيخ: ثاني يوم.

السائل: إذا مش بنفس اليوم.

الشيخ: أه إذا في احتمالين, طيب.

السائل: حصلت في نفس اليوم.

الشيخ: طيب جرّبت تأخذ حبة على السحور وحبة على الإفطار؟

السائل: لا.

الشيخ: إيه, أنا أنصحك تمشي هذه الخطوة.

السائل: حبة على السحور.

الشيخ: إيه نعم, حبة مساء, بتصوم فإن نجحت العملية هذه فجمعت بين أمر الشارع ورأي الطبيب وإذا كان ما نجحت في هذا وهذا ما لا نرجوه لك إبه نعم فحينئذ بيجوز لك أنك تتعاطى ها الشيء لأنك مريض مرض مزمن يعني ونسأل الله يعافينا ويعافيك.

 

السائل: هل يجوز أن أدعوا بالهداية.

 

(274/9)

 

 

«إذا وجدت مسلما يقاتل مع جماعة إسلامية هل أقاتله أم أدعو له بالهداية؟»

السائل: ... في مع جماعة إسلامية أن أقاتله وأن أدعوا له مع جواز الدعوة له بالهداية.

الشيخ: كيف بتصير هاي المقاتلة أنا قلت لكم المقاتلة هذه لها زمن يجب أن تتقدّموا, شو بتعني المقاتلة؟

السائل: المسلمون لما خرجوا من الجزيرة العربية وجاؤوا إلى بلاد الشام عرضوا ثلاث أمور على الروم ثم قاتلوهم فطبيعي أنه يجوز للمسلمين أن يدعوا بالهداية للروم فكيف نستسيغ في نفس الوقت يجوز لنا أن ندعوا بالهداية لهم ونقاتلهم, ليه ما نتركهم حتى يهديهم الله سبحانه وتعالى؟

الشيخ: إيه ما في تنافي إذا علمت أو تذكّرت الغاية من القتال, الغاية من الجهاد هو إدخالهم إلى الإسلام لكن الناس ما بيجوا كلهم بالمنيحة بالتي هي أحسن ومتى نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فالغاية من القتال هو الشهادة الإيمان يعني لله بالوحدانية وللرسول بالرسالة والغاية من الدعاء أليس هو هذا أيضا؟

السائل: لكن سلكوا الطريق هذا.

الشيخ: أليس هو هذا؟ أنا عارف الطريقة أنت عم تستدرك علي, ما تستدرك عارف أنه هذا الطريق المقصود فيه الهداية وهذا طريق المقصود فيه الهداية فما في تنافي بين الطريقين ولكن تارة يجد المسلم نفسه قانعا بالطريق الأولى بقضية إيش؟ الدعاء وتارة يجد نفسه أنه هذا لا يكفي ولم يُحصِّل المقصود الأكبر فلا بد من الجهاد في سبيل الله لتحقيق ما كنت تقصده بنفس الدعاء ولكن الدعاء كما قلت لك في أول الكلام قد لا يُحصّل الغرض المنشود في بعض الأحيان وكثير من الأحيان فشرع الشارع الحكيم سببا أخر في استعمال القوة لتحقيق الغرض من الوسيلة الأولى, مثال يُقرّب أدندن حوله تماما قوله عليه الصلاة والسلام (من سألكم بالله فأعطوه ومن استعانكم بالله فأعينوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تستطيعوا أن تكافؤوه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه).

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فنجد الرسول عليه السلام في هذا الحديث جعل طريقين للمكافأة (ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه) من صنع إليكم معروفا ماديا فكافئوه مكافأة مادية فإن لم تستطيعوا أن تكافؤوه فادعوا له حتى تعلموا أن كافأتموه فالمكافأة المادية مو كل إنسان يستطيعه لذلك جعل الرسول عليه السلام لهذا العاجز عن المكافأة المادية طريقا أخرى تهدف أنت له اللهم إجزه خيرا اللهم وفقه اللهم أغنه بحلالك عن حرامك إلى أخره ولسهولة هذا السبيل وهذا الطريق تجد الناس ركنوا إليه خاصة المشايخ أمثالنا فلما واحد بيقدم لهم هدية مادية تساوي كذا شلون بيكون المكافأة دعوة صالحة ويقنع ذاك المسكين بهذا الدعاء لأنه كأنه يتوهّم إنه ها اللي يدعيه له هو نبي ودعاؤه مستجاب عند الله ولو كان الأمر كذلك بتوفّي معه بالطبع, قدم له مثلا هدية تسوى عشرة عشرين مائة مائتين دعا له دعوة فيه صلاح الدنيا والأخرة بتوفّي معه لكن هذا ما هو نبي وإذا كان بالمناسبة ابن عمر أعطى لعمر نفسه يُروى عنه أنه جاءه ذات يوم إنسان فقال له ادعو لي يا عمر قال له أأنبياء نحن إي هذا عمر الفاروق هو الذي يخاف الشيطان منه لكن من عجائب المفارقات أنه هو بيخاف من الشيطان (ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجك) هذه شهادة الرسول عليه الصلاة والسلام له مع ذلك هو بيخاف من الشيطان أكثر مما نخاف نحن من هذا الشيطان بدليل أنه لما شاف الناس عم يتردّدوا عليه ويتبرّكوا فيه ويطلبوا الدعاء منه طلع هو عليهم قلهم شو أنبياء نحن, دائما تطلبوا منا الدعاء كأنه نحن إيش؟ يعني ما بيدخلنا الغرور والعجب مانا أنبياء نحن ومانا معصومين.

فإذًا هو بيخاف من الشيطان, المقصود من الكلام توسّعنا شوية فالرسول عليه السلام كما جعل طريق المكافأة طريقين مادي ودعائي كذلك طريق هداية الناس له سبيلين, سبيل في متناول أضعف الناس كقولك جزاك الله خيرا لمن أهداك إليك مالا, وسبيل ليس ميسّرا لكل الناس بل لبعضهم بل وهذا البعض أيضا ليس ميسّرا له الجهاد كما نحن وضعنا في هذا الزمان, فإذًا كون الدعاء يشرع للذي عاند وأصر كما يشرع له الجهاد ما في منافاة بين الأمرين لأنهما يلتقيان في سبيل تحقيق غرض واحد حول الموضوع, تفضل.

 

(274/10)

 

 

«هل يجوز مقاتلة الحاكم الضال إذا كان لا يحكم بالإسلام؟»

السائل: هل يجوز مقاتلة الحاكم الضال؟

الشيخ: مقاتلة, لا مايجوز إذا كان يحكم بالإسلام.

السائل: إن لم يحكم بالإسلام.

الشيخ: أما إذا كان لا يحكم بالإسلام فيجوز بالطبع.

السائل: والحديث (إلا أن تروا كفرا بواحا).

الشيخ: هذا الذي أنا أشرت إليه, إذا كان يحكم بالإسلام ولكن في بعض الأحيان يدور ويكذب وو إلى أخره فما بيجوز الخروج عليه, نعم.

السائل: حتى إذا هناك كفر ولو ... .

الشيخ: لا ما يمكن هذا الخروج ما بيجوز إطلاقا, هذا طريق الخوارج, لذلك كان علماء المسلمين دائما يمشون مع الحكام المسلمين, ولو كانوا على جور مالم يروا كفرا بواحا, هذا هو.

السائل: يعني الكفر البواح اللي تقصده تغيير الحدود تغيير حدود الله؟

الشيخ: هو هذا الظاهر الأن.

 

(274/11)

 

 

«من دخل المسجد هل يسلم أولا أم يصلي تحية المسجد؟»

الشيخ: تفضل.

السائل: بالنسبة للمسجد دخلت للمسجد ترد السلام أم تحية المسجد قبل؟

الشيخ: تلقي السلام تعني مو ترد السلام.

السائل: تلقي السلام.

الشيخ: أيوة.

السائل: السؤال الثاني دخلت المسجد ووجدت جماعة ثانية أصلي معهم أم تنفرد؟

الشيخ: تقضي إيه جود علينا, السؤال الأول يختلف باختلاف وضعك حينما دخلت المسجد فإذا لقيت بعض المصلين في المسجد الواجب أن تبادرهم بالسلام ثم تصلي التحية, أما إن كانوا هن في زاوية من المسجد وأنت في طرف أخر فتصلي تحية المسجد قبل كل شيء فإن لقيت بعد ذلك أحدا أو لقيك سلّمت أو سلّم عليك, هذا جواب السؤال الأول.

 

(274/12)

 

 

«من دخل المسجد ووجد جماعة ثانية فهل يحضر أم ينفرد؟»

الشيخ: أما الجواب عن السؤال الثاني ففيه أيضا تفصيل إن كان المسجد الذي تريد أن تصلي فيه الجماعة الثانية بعد أن انقضت الأولى جماعة مسجد له إمام راتب ومؤذّن راتب ككثير من المساجد المعروفة فتصلي وحدك ولا يُشرع لك أن تُقيم جماعة ثانية وإن كان مسجدا في جانب من الطريق أو في محلٍّ ليس لهذا المسجد إمام راتب ولا مؤذّن راتب يجمعه المؤذّن والإمام ليصلوا في وقت معيّن فحينذاك يجوز تكرار الجماعة في مثل هذا المسجد, واضح الجواب؟

السائل: جامع ... مثلا.

الشيخ: ما بيجوز.

السائل: مطلقا يعني أستاذي؟

الشيخ: أي نعم, ينبغي أن تصلي مفردا.

السائل: جميل.

الشيخ: نعم؟

السائل: ... طبعا معروف أنه ثابت في السنّة ... على يعني المتصدق عليه.

الشيخ: أي نعم.

السائل: وأنا بدي أدبق مثل هذا ... أخونا أبو مالك ... تصدق عليه, لا هذا لا ... لأنه ... هو مفترض أنه كذلك.

الشيخ: أي نعم.

السائل: لأنه ناس مش يعني ... بدهم بيرجعوا الإنسان راجع معهم ... أنا ما رجعت بدو يظل ... ضرب أول مرة والثانية يحب الثالثة ... .

الشيخ: وأنت رجال ما بتسعى يعني للضرب هذا؟

(ضحك الحضور)

السائل: ... .

الشيخ: هذا الخطأ من الجماعة اللي ما بيعرفوا حكم الشرع أنت ما عليك.

السائل: ما علي, مكره ... رد علي.

الشيخ: لا لكن ينبغي على الإمام هذا الذي يشير بأن تتطوّعوا وراءه يُلاحظ أنه يمكن أن تجد مثل هذه القضية نعم غيره تفضل.

 

(274/13)

 

 

«إذا أشكلت علينا أحديث في مختصر صحيح مسلم أين نبح عن شرحها؟»

السائل: بالنسبة للمنطقة ... أحيانا يمر علينا أحاديث فيها غموض, فالقول إنه كيف بدنا نرجع لتفسير مُعيّن؟

الشيخ: هذا له

السائل: ... الأذهان.

الشيخ: شرح النووي.

السائل: على ... إشكال أنه هذا فيه.

الشيخ: إيه مو نفس المختصر, الأصل يعني تبعه النووي, أي نعم, شرحه شرح جيد الإمام النووي معروف في هذا, نعم.

السائل: بالنسبة للسنّة في ... في سنّة يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها فكيف نوفّق بين هاي القاعدة وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم ...

الشيخ: لأنه الناس جرّونا معهم على الأفرنجي فأنا برجع أجرهن على العربي هلا هون الساعة ثلاثة وثلث بتفهم عليّ هذا الشيء؟

السائل: لا.

الشيخ: إيه بدي إياك تفهم عليّ بقى.

السائل: كيف نوفّق بين هذا وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم (الرد على ... ) وقول الله سبحانه وتعالى ((وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) وقول ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) فالأمور يعني الأمر من الله سبحانه وتعالى للوجوب فكيف نوفّق بين هذا وبين القائل؟

الشيخ: أنت خلطت بين أمور كثيرة فبدها تصفية الأمور.

السائل: ... تنشر رسالة في الإسلام ... .

سائل آخر: هل ... القرأن قبل ... .

الشيخ: بعد ما قرأت ... سؤالك.

السائل: يقول تُنشر رسالة الإسلام الخالدة هل هي خالدة حقيقة رسالة.

الشيخ: شو معنى خالدة.

السائل: يعني خالدة على طول.

الشيخ: الخلود هو طول المكث, طول البقاء الخلود, الخلود في اللغة طول البقاء, مش البقاء إلى ما لا نهاية.

السائل: ... .

الشيخ: نعم.

 

(274/14)

 

 

«الكلام عن معنى السنة اصطلاحا وبين معنى السنة شرعا ولغة

الشيخ: أولا يبدو من كلامك السابق أنك تخلط بين معنى السنّة اصطلاحا ومعنى السنّة شرعا ولغة, فإذا بيّنت الاصطلاح الحادث على الاصطلاح الشرعي القديم زال الإشكال, تقسيم العبادات إلى فرض وسنّة هل تعتقد أنه هذا التقسيم كان معروف في زمن الصحابة؟

السائل: لا.

الشيخ: إذًا كلمة سنّة يُقابل فرض, هذا اصطلاح فليه ذهب وهلك أنه قول الرسول عليه السلام (من رغب عن سنتي فليس مني) يعني ها السنّة ها اللي هي مقابل الفرض وليست بفرض, مادام تعلم أن الصحابة ما عندهم هذا الاصطلاح.

السائل: يعني.

الشيخ: اصبر, فمعنى السنّة المقابل للفرض عبادة لم يأمر الشارع بها, هيك معنى السنّة في الاصطلاح, عبادة ثابتة في الشريعة لكن لم يؤكّدها الشارع فلم يأمر بها, أما المعنى السنّة في الحديث الصحيح (فمن رغب عن سنتي فليس مني) ليس هو هذا المعنى (فمن رغب عن سنتي) التي ليست من فريضتي فليس مني, لا مو هذا المعنى وإنما السنّة في الحديث النهج والسبيل والطريق, يعني هذا الحديث يُفسَّر على أساس قوله تبارك وتعالى ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) سبيل المؤمنين هي سنتي التي جاءت في الحديث السابق (فمن رغب عن سنتي فليس مني) أي فمن رغب عن طريقتي وعن خطّتي التي شرعتها بأمر الله عز وجل للناس فليس مني, بدي ءأكّد لك المعنى سبب هذا الحديث تذكره؟ (فمن رغب عن سنتي فليس مني)؟

السائل: ... .

الشيخ: الرهط هذول, أي الرهط شرعوا لأنفسهم شريعة, هذا قال أقوم الليل ولا أنام, يرحمك الله قل له يرحمك الله أنت إي والله لا تسكت.

السائل: يجب على كل إنسان.

الشيخ: يجب على كل سامع مو كل إنسان.

السائل: ... .

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل: ... .

الشيخ: لا فرض عين.

السائل: ... .

الشيخ: لأنه هيك جاء في الحديث (حق على كل سامع أن يشمته) أحفظ سؤالك, فهذا قال أقوم الليل ولا أنام يخط لنفسه خطة في التقرّب إلى الله بأن يقوم الليل ولا ينام وذاك يقول أصوم الدهر ولا أفطر وذاك يقول لا أتزوّج النساء, فردّ عليهم وقال (أما أنا فأقوم) (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوّج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) إذا السنّة هنا هي الطريق, واضح هذا؟

السائل: واضح.

الشيخ: أما إنه الله قال ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة)) إي هذا ما في تعارض مع السنن التي لم يفرضها فإنه لم يأمر بها عليه الصلاة والسلام, مش هيك؟

السائل: ... الأن لما بدأ مجلة ... فبيضيع.

الشيخ: تضيع تضيع عند الأعرابي الذي قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص لكن مو كل الناس بيرضو بأنفسهم أنه يصبحوا أعراب, مو هيك؟

السائل: يعني ..

الشيخ: وبدليل أنه نحن اللي نعرف أنه هاي سنن ما هي فرائض الحمد لله ما صرنا أعراب لا نزيد عليها ولا ننقص مو هيك؟ إذًا لا تخشى حافظ على الشرع بجميع أقسامه بفرائضه ومستحبّاته.

السائل: ... .

الشيخ: تفضل اسأل عن السلام.

 

(274/15)

 

 

«هل رد السلام فرض عين وكذلك التشميت؟»

السائل: تشميت العاطس على السامع وهل العرف سلام؟

الشيخ: لا فرض كفاية, إذا دخل جماعة فسلّم أحدهم أجزا عن الأخرين وإذا دخل جماعة أوقد وسلم على الجماعة فرد أحدهم أجزأ عن الأخرين لكن التشميت فيه نص صريح نعم.

 

(274/16)

 

 

«حديث: (من أتى عرافا فقد كفر بما أنزل على محمد) هل هو صحيح وهل هذا الكفر لا شفاعة بعده؟»

السائل: في بالسؤال ... هذا الموضوع من بداية الجلسة ... بالنسبة (من أتى عرافا أو كاهنا فقد كفر بالذي أنزل على محمد).

الشيخ: ... .

السائل: فهل هذا صحيح.

الشيخ: فصدقه.

السائل: فصدقه.

الشيخ: أيه أتاه فصدقه, نعم صحيح.

السائل: وهل هذا الكفر أن يعني لا شفاعة بعده؟

الشيخ: هذا أخي فصل ثابت كفر دون كفر فسّره بكفر اعتقادي أو كفر عملي, فهذا الذي أتى العراف فصدقه بما يقول إن كان يؤمن بأن بإمكان العرّاف أن يطلع الغيب فهذا مرتد عن دينه لأنه شو معنى كلام الرسول (فقد كفر بما أنزل على محمد) ماذا أنزل على محمد ((قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)) ماذا أنزل على محمد ((ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) ماذا أنزل على محمد؟ ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) فهذا الذي أتى الكاهن هل يعتقد أنه هذا الكاهن رسول مصطفى من الله حتى يأتيه ويستنبأ عن مغيّبات فإذا نبّأه صدّقه, فهذا التفصيل يجب استحضاره فإن جاء إلى الكاهن وهو يعتقد أنه بإمكانه أن يطلع على الغيب فهو قد كفر بما أنزل على محمد لأنه قيل له ((فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) وإن كان لا هو بيعتقد بها العقيدة الصحيحة وإنه ما في إطلاع على الغيب لكن حنجرب أحيانا بتصيب معهم, أحيانا كذا إلى أخره, فبيصدقه في بعض الجزئيات وهو محتبس بالإيمان السابق فهذا كفره عملي وليس كفرا اعتقاديا, واضح هذا؟

السائل: نعم.

 

(274/17)

 

 

«ما تفسير قوله تعالى مخبرا عن أصحاب الجنة: ((خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك .... )) وهل أهل الجنة يفنون؟»

الشيخ: طيب, تفضل.

السائل: ((وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)) والحديث ... .

الشيخ: نعم.

السائل: فما معنى هنا ادخلوا ... وهل معنى ذلك أنه ... لا يبقى في الجنة ... إلا ما شاء الله ثم ... أو أنه هناك حياة أخرى غير حياة الجنة ... .

الشيخ: لا هذا معناه أنه أهل الجنة لا يبلون ولا يفنون وأنهم يعيشون في نعيمها إلى ما لا نهاية أما قوله تعالى ((مادامت السماوات والأرض)) فهذا إخبار من الله إلى أنه فعال لما يشاء وأنه لا أحد له سلطة عليه فهو إذا شاء فعل كذا وكذا يعني أنهى النعيم سواء في الجنة أو في النار ولكن أخبر في أياته وأحاديث كثيرة عليه السلام.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بأنه الجنة لا تفنى لا تبلى ثيابها ولا يفنى شبابها في بعض الأحاديث الصحيحة فإذًا نحن نجمع بين ها الخبرين, الخبر الذي أخبرناه بأن الجنة لا تفنى والخبر الذي فيه أن الله عز وجل حكم على أهل الجنة بأن يخلدوا فيها ((ما دامت السماوات والأرض إلا ماشاء ربك)) لكن هل شاء ربك؟ عدم الخلود جاءت الأية الأخرى أنه شاء الخلود.

فإذًا يعني الأية هاي ((ما دامت السماوات)) إلى أخرها الغرض إثبات أن مشيئة الله هي الغالبة سواء بإبقاء الخلود لأهل الجنة أو بإنهاءه, فلو كانت ها الأية عندنا فقط, كنا في الواقع نحتار ما نعرف يعني في خلود إلى ما لا نهاية في الجنة أو لا لكن لما جاءت الأيات الكثيرة والأحاديث النبوية أكثر وأكثر تُخبر بالخلود ما صار في منافاة بينها وبين الأية.

 

(274/18)

 

 

«كيف الرد على من يقول أن خلود أهل الجنة في الجنة من منازعة الله في صفة البقاء؟»

السائل: في بعض العلماء أو بعض المدّعين لل ... يقولون أن إذا بقوا أهل الجنة في الجنة وبقوا يعني بقاء دائم فهذا ينازع الله في صفة البقاء.

الشيخ: أعوذ بالله.

السائل: فماذا نقول؟

سائل آخر: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذه فلسفة إلحادية متقمّصة بقميص الصوفية, أي نعم, هذا مثله مثل من يقول لا يجوز أن نقول أنه الإنسان له وجود لأنه إذا قلت له وجود فمعناه أنك نازعت الله في وجوده وهذا معناه أنه لا يجوز أن تقول أنك أنت وأنا أحياء لا مو بس هذيك تنتهي, نحن أحياء أنت حي وهذا حي, ما بيجوز تقول هذا لأنك بتكون نازعت الله في إيش؟ صفة الحياة وهكذا قل بقى كل الصفات اللي الله عز وجل تفضّل بها على عباده لكان شو المخرج؟ المخرج الخارق للشريعة ونقول "لا هو إلا هو" شو بنقول؟ "لا هو إلا هو" يعني أنت وأنا وكذا والكلب والخنزير والشجر والحجر والمدر كل هذا هو الله " هو هو " " لا هو إلا هو ".

كذلك هنا لازم نحن نقول أنه أهل الجنة بيفنوا حتى ما ينازعوا الله في إيش؟ في دوام بقاءهم طيب بس هذا الدوام ها اللي عم يوصف أهل الجنة به من أين جاءهم؟ هو من الله.

السائل: ... .

الشيخ: أيوة, والحياة التي نحن نحياها من أين جاءتنا؟ من الله ((وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)) لذلك استحضارنا لهذه الحقيقة وهي أن وجودنا كان بمدد من وجود الله عز وجل وحياتنا بمدد من حياته وبقاءنا في الجنة بمدد من بقاءه ها الاستحضار لهذه الحقيقة تقضي على هذه النعرة الصوفية الخبيثة, نعم.

 

(274/19)

 

 

«ما هو الدليل على تقديم السلام على أهل المسجد على تحية المسجد؟»

السائل: الدليل بالنسبة لجواب المسألتين للأخ بالنسبة لقول الشخص يقول في المجلس طرح السلام السؤال الثاني رد السلام هي بالنسبة للجماعة إذا ما ... يعني شو الدليل على الثنتين؟

الشيخ: أما الدليل على المسألة الأولى (حق المسلم على المسلم خمس إذا لقيته فسلم عليه) يعني هلا راح اضرب لك مثال هب أنا الأن دخلت المسجد هاي بقى ... بتركه وبدخل بوقف أصلي التحية وإلا بسلم عليه.

السائل: لا أسلم عليه.

الشيخ: هاي واحدة, الصورة الثانية المسجد طبعا بيبأى واسع هو بجانب وأنا بجانب هوني ما تحقّق اللقاء (إذا لقيته فسلّم عليه) أما لو لقيته فلا بد ما تسلّم إيش ... تسلّم عليه مثل ها الصورة هلاّ, لقيته وجب عليك تسلّم عليه, أما بعض الناس ومنهم بن القيم ... لكن هذه ما أدري من قالها أنك تدخل المسجد تبدأ بالتحية بعدين تسلّم هاي غير صحيحة أبدا لسببين اثنين مو صحيح أولا أنها تُنافي حديث إذا لقيته فسلّم عليه, فإذا أنت لقيت أخوك ما سلّمت عليه, خالفت الحديث صراحة, ثانيا ما عندنا نص بيؤمرنا حتى لو ما في ها الحديث هذا (إذا لقيته فسلّم عليه) لكن إفشاء السلام وارد هذا, إلقاء السلام مشروع.

فما في عنا نص إنه ما بيجوز تبادره بالسلام لحتى أبدأ بتحية المسجد, ما في عندنا نص إطلاقا, فكيف وعندنا ها النص هذا (إذا لقيته فسلّم عليه) هاي الصورة الأولى, الصورة الأخرى دخلنا مسجد وراح نتصوّره مسجد كبير وكبير جدا, هذا مسجد بني أمية وعندكم مسجد الحسيني دخلت أنا مرة مرتين, ... كبير واسع يعني ممتد هيك من الشرق إلى الغرب, فدخلت أنت من الباب اللي من ناحية الشرق وصاحبك هنا في غرب المسجد, بدك تسلّم عليه لتقول سلام عليكم بتسمعه لحتى يسمع لا هنا تباشر بالتحية لأنه ماورد عليك (إذا ما لقيته فسلّم عليه) واضح؟ أه؟ كويس؟ طيب بقيت إيش؟ المسألة الثانية.

 

(274/20)

 

 

«هل هناك حديث على كراهة السلام على من في الخلاء؟»

السائل: في حديث النهي بالنسبة للسلام إذا كان في أماكن مثل المرحاض ... .

الشيخ: بالنسبة للمرحاض في حديث بيدل أنه الرسول كره أن يرد السلام وهو على غير طهارة فأكره بالنسبة للنظر أنه تسلّم على الإنسان وهو يتغوّط أو هو يردّ السلام واسم الله والسلام اسم من أسماء الله لكن هو عم يُدرّس العلم هو ... ما في مانع من إلقاء السلام هو بيقرأ القرأن ما في مانع من إلقاء السلام ... .

السائل: ... .

الشيخ: ذات السلام, أي نعم.

السائل: بالنسبة ... العلم أن تقطع عليه ... .

الشيخ: ما يقطع ولا شيء ... وإلا إيش؟

السائل: ... .

 

(274/21)

 

 

«الأذان في مجلس الشيخ

السائل: أشهد أن لا إله إلا الله.

أشهد أن لا إله إلا الله.

أشهد أن محمدا رسول الله.

أشهد أن محمدا رسول الله.

حي على الصلاة.

حي على الصلاة.

حي على الفلاح.

حي على الفلاح.

الله أكبر الله أكبر.

لا إله إلا الله.

الشيخ: ... فإذا كان هناك ما في عندنا طريقة مشروعة تعليمه حينئذ نرجع للتسليم ما في عنا طريقة لتقييمه إلا يرجع إلى ما سبق أما إما نعلمهم علم هو بيحدّث ... لو ما تعلّموه ما بيضرّهم شيء ما ... فيهم شيء فبنعلمهم ... .

 

الشيخ: هاي ما بيسأل عنه, شو يعني بيسأل عنه لكان؟

 

(274/22)

 

 

«ما حكم الشرع في حب الفتايات؟»

السائل: حب الفتيات.

الشيخ: حب الفتيات.

السائل: يعني أخواته وبناته.

السائل: أنت يعني كثير عارف السؤال.

الشيخ: طبعا عارف ... لا أنا بدي أجوابك بلسانك, مادام لا يحب الله ورسوله ولا حب إخواته ولا بناته ولا زوجته لكان مين لكان, السؤال يعني.

السائل: ... إنسان هيك ما بتعرف.

الشيخ: إذا يحب واحدة ... شلون ... .

السائل: اللي هو كلمة اللي نحن ... .

الشيخ: ويبتدي فيها.

السائل: ... بأقول يعني.

الشيخ: وبعدين الوسيط اللي بيناتهم ... .

السائل: ... .

الشيخ: إي هذا سؤال بأى.

السائل: فكنت بأقول أنه لا يمكن يكون في الحب ... بترد إذا في شيء عندك بالدليل.

الشيخ: لا ما في شيء حقق الأشياء ... .

السائل: واحد شاف واحدة ... وحبها عشقها

الشيخ: طيب ... الجواب ... .

السائل: حديث نص الحديث.

الشيخ: هاي فتوى.

السائل: ... متحابين في الزواج ... .

الشيخ: ... حتى يتفقون لكن هذه النقطة لأنه هذا الحديث في ... غير اللي عم يسأل عنه.

السائل: هذا.

الشيخ: المتحابين هنا مش متحابين ... يعني عامل سوء حب بيدخل فيه بسوء قرينة ... تحاببوا وتزوجوا, هذولي غُلبوا على أمرهم ووقعت الواقعة بينهما فتحاببوا, فإذا بالزواج مو هيك لازم ... الحديث ... أه؟

السائل: ما فهمت الكلام.

 

السائل: ... إذا قلنا أستاذ أن ... محرما يبقى مباحا.

الشيخ: ... إذا قلنا إيش.

السائل: إنه ما ... في محرما بحبه فهو مباح.

الشيخ: إيه كيف يكون هذا الحب ... شلون بيكون الحب المباح هذا ... الحديث.

السائل: أن يقع في قلبه.

الشيخ: لكن هو جاب الحديث في السؤال السابق الحب الشائع اليوم.

السائل: ... .

العيد عباسي: ... من الشرطين الشرط الأول يكون هدفه الزواج الشرط الثاني أن يكون مقيدا بقيود الشريعة ... .

الشيخ: لا هذا بس ما بيكفي ... هذا هو مبدأ أن يتقصّد الإنسان مثلا يتقصد أنه يضيع من هذا الحب ... حتى بقى ... .

السائل: وهو الزواج اللي قلنا عنه.

الشيخ: يعني ... .

العيد عباسي: ... طبيب هو معروف أنه الحب أنه يأتي رغما عن الإنسان فلذلك.

السائل: الدليل أنه ... بالنسبة لقضايا الجماعة الثانية ... .

الشيخ: منذ بدأنا ... تنقسم بعضها على بعض وبعضها ... .

 

(274/23)

 

 

«الكلام عن السنة في سقاية الماء

الشيخ: ولذلك كما قال الشاعر " وبضدها تتبيّن الأشياء " لابد لمن يريد إيقاظ المسلمين وتبصيرهم في دينهم أن يقرن قوله وهذا نحن نبدأ الأن بتقديم الدليل على ما ذكرنا من أن البدء إنما يكون يمين الساقي مهما كان الأيمن كبيرا أو غير ذلك.

هناك في صحيح البخاري حديث عن أنس بن مالك رواية وأخرى عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما, الله اسق من سقاني, كل من الحديثين فيه تحدُّث عن قصة وقعت للرسول عليه الصلاة والسلام خلاصتها أنه أتيَ بقعب فيه لبن قد شيب بماء فشرب منه عليه الصلاة والسلام وبقي فيه سؤر وعن يمينه أعرابي وفي رواية عبد الله بن عباس صغير السن وعن يساره مشايخ قريش وكبارهم وفي مقدّمتهم أبو بكر وعمر فاستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم من كان عن يمينه بأن يبدأ بأبي بكر فقال والله يا رسول الله لا أوثر أحدا على فضلة شرابك فاستلمها فقال عليه السلام (الأيمن فالأيمن) وفي رواية سهل بن سعد (الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون) ثلاث مرات.

هذا الحديث يتوهم بعض الناس ومن هنا جاء الخطأ الشائع أن الساقي لما بدأ بالرسول صلى الله عليه وأله وسلم إنما بدأ به لأنه كبير القوم وسيّدهم وهو كذلك بلا شك لكن تعليل بأن البدء كان به لأنه سيّد القوم هذا التعليل بحاجة إلى نص يؤكّد أنه البدء كان لهذه العلة, وهذا النص مع أنه مفقود فهو يخالف رواية في صحيح البخاري عن أنس قال اتفق رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فأتيَ.

السائل: ... على هذا الأساس.

الشيخ: نعم نعم.

السائل: ولهذا تأتي بالحديث.

الشيخ: أي نعم, هو قال الحديث على الرواية الأولى ممكن يعني وإن كان يرد السؤال وإن كان ممكن أحد أن يناقش طيب بُدِأ بالرسول عليه السلام تُرى لم؟ هذا السؤال حق ولكن لما تأتي الرواية الأخرى فتقول استسقى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم حينئذ اتضح السبب الذي من أجله بُدِأ بالرسول صلى الله عليه وأله وسلم, ماهو هذا السبب؟ استسقى رسول الله.

إذًا البدء إنما يكون إن كان هناك ساقي طالب سُقية فيبدأ به بطبيعة الحال أما إذا كان ليس هناك ساقي فنأخذ القاعدة التي أسّسها الرسول عليه السلام قائلا لما بدء بالأعرابي الأيمن فالأيمن وفي الرواية الأخرى (الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون) فالاحتجاج بأنه بُدِأ بالرسول عليه السلام نقض عن الرواية الأخرى التي تُبيِّن لماذا.

 

(274/24)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد.

 

(275/1)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: الترغيب في الحجامة ومتى يحتجم

الشيخ: فدرسنا الليلة ختام ما جاء في الحضّ عن النبي صلى الله عليه وسلم على الحجامة وحديثنا في هذه الليلة هو.

 

(275/2)

 

 

«وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء, رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم. ورواه أبو داود أطول منه قال من احتجم لسبع عشرة وتسع ع»

الشيخ: قوله وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال (من احتجم لسبعة عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ورواه أبو داود أطول منه قال (من احتجم لسبعة عشرة وتسعة عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء) هذا الحديث من الأحاديث القويّة وقد سمعتم أن الحاكم صحّحه على شرط مسلم وهو كذلك ولكننا نحن رمزنا له بالحُسن وليس بالصحة ذلك لأن أحد رواته في حفظه ضعف يسير وهذا الضعف يُنزل حديثه باصطلاح العلماء من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن ولذلك فهو حسن وعلى شرط مسلم.

وهذا في الواقع شيء قد يستغربه الناس أي حسن وعلى شرط مسلم فيجب أن يُعلم هذا من الناحية الحديثية يجب أن نعلم أن مراتب الحديث حتى في الصحيحين ليست كلها في مرتبة واحدة في الصحة, ففي الصحيحين ما هو الصحيح لذاته وما هو الحسن لذاته بل وفيهما وصحيح بل وحسن لغيره.

وهذا الحديث من قسم الحسن لذاته ولا شك أن الحديث حسن لذاته هو حجّة عند العلماء بل حتى ولو كان حسنا لغيره, لذلك فهذا الحديث من الأحاديث التي ينبغي الاهتمام بروايتها وبفهمها ثم بتطبيقها لمن لزمه الأمر, ذلك أن في هذا الحديث حضّ على الحجامة في أيام معيّنة, في أيام بعد نصف الشهر الشهر العربي سبعة عشر وتسعة عشر.

وهذا التعيين وكون الحجامة المأمور بها في هذا الحديث أو الذي حضّ عليه في هذا الحديث في هذه الأيام هو بلا شك عبادة وسرّ من أسرار الشريعة, قد أقول قد لا يمكن للمسلم بصورة عامة بل وربما للعلم بصورة خاصة, قد لا يتوصّل لمعرفة كنه وسر هذا التخصيص لفائدة الحجامة في هذه الأيام.

وليس هذا التخصيص بالأمر الغريب الغير معروف في الشريعة فأنتم مثلا تصلون في كل يوم خمس صلوات مختلفة الركعات عددا وكيفية من حيث السر ومن حيث الجهر ومع ذلك فنحن نصلي دون أن نتردد في هذا التطبيق المختلف عدده, كذلك هنا نسمع الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول (من احتجم لسبعة عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء) في الرواية الأخرى رواية أبي دواد (من احتجم لسبعة عشرة وتسعة عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء) فهذا التخصيص بهذه الأيام المفردة هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها ولا يجوز أبدا أن ننتظر العلم التجرُبيّ حتى يشهد لهذا الطب النبوي بأنه صحيح وأنه شفاء ومفيد, لا يجوز هذا إسلاميا إطلاقا, ولئن كان بعض ضعفاء الإيمان يترددون في قبول كثير من الأحاديث الصحيحة والتي هي أقوى من حديثنا هذا قد يكون من المتفق عليه بين الشيخين ومما تلقاه علماء المسلمين جميعا للقبول.

إن كان في بعض الشباب اليوم من يشك في مثل هذه الأحاديث فهذا بلا شك ضعف في الإيمان وضعف في العلم بالإسلام, فلا ينبغي مثل هذا التوقّف أبدا لأنه يفتح للمسلم المتوقّف باب الشك ليس في الحديث فقط بل وفي القرأن الذي هو الأصل الأول من أصلي الشريعة الإسلامية, لأنكم تعلمون جميعا أن القرأن الكريم لا يُمكن فهمه إلا من طريق السنّة فإذا بدأ الشك في إنسان ما, في هذه السنّة لا شك أنه واصل إلى الشك في القرأن نفسه لأنه أولا لا يُمكن فهم القرأن كما قرّرنا ذلك مرارا وتكرارا إلا من طريق السنّة, فإذا شك شاك ما في سنّة ما أودى ذلك به إلى أن يشك في نفس القرأن الذي لا يُفسّر إلا بالسنّة وثانيا لأن في القرأن أمورا فوق العقل ولا أقول مخالفة للعقل, فوق العقل بحيث أن العقل لا يستطيع أن يُحيط به ويعجز عن إدراك السر فيه.

في القرأن شيء من هذا شيء كثير لا سيما مما يتعلق بالأمور الخارقة للطبيعة وبالتعبير الأحسن المخالفة للسنن الكونية التي وضعها الله عز وجل وعرّفنا بها فتأتي بعض الأمور على خلاف هذه السنن فإن لم نؤمن بها على اعتبار أن الله عز وجل أخبر بها في القرأن الكريم فقد دخل الشك في القرأن ومعنى ذلك هو الكفر بعينه في القرأن.

لذلك فباب الشك في القرأن هو الشك في السنّة ولا أتصوّر مسلما مؤمنا كامل الإيمان لا يشك بشيء من نصوص القرأن وفي الوقت نفسه يشك في كثير من نصوص السنّة, هذان أمران لا يجتمعان أبدا, فكل من شك في السنّة من الناحية العقلية من الناحية المنطقية فلا شك أن ذلك يوصله إلى الشك في القرأن نفسه.

وأكبر مثال على ذلك ما أشرت إليه أنفا من ما يعرف عند العلماء بالمعجزات والمعجزات هي من الأمور الخارقة للعادة أي إن العادة لم تجر على ذلك, الناس يشكون فيها إلا من كان مؤمنا بالله عز وجل حقا, كثير من الناس قديما وحديثا لما كانت تضيق عليهم عقولهم بالإيمان بمثل هذه النصوص التي تتضمّن أمورا خارقة للعادة كانوا ولا يزال أمثالهم يحاولون تأويلها, مثلا معجزة شق البحر لموسى عليه الصلاة والسلام ومروره هو مع جنده من بني إسرائيل كأنهم ينطلقون في أرض معبّدة حتى إذا ما خرج أخر رجل من بني إسرائيل للشط الثاني عاد البحر فانطبق على فرعون وجنده, هذه من الأمور الخارقة للعادة جدا جدا لا مثيل لها ولا يُعرف لها مثال في الدنيا, بماذا تأوّله المنكرون بمثل هذه المعجزة, قالوا هذا عبارة عن عملية المد والجزر للبحر الطبيعي.

فكل إنسان يعرف أن المد والجزر للبحر لا يصير بهذا النظام وبهذه السرعة, الأن كان البحر على سجيته سطح من الماء في لحظة واحدة انفلق فلقتين ويجري هذا الجيش العرمرم وما يخرج كما قلنا أخر جندي إلا ينطبق على جنود فرعون, هذا ليس أمرا طبيعيا فيما إذا أردنا أن نعامله بالجزر ومد البحر, لما دخل الجيش جيش موسى عليه السلام انجزر ولما خرج أخر رجل من بني إسرائيل مد وعاد, هذا أيضا أمر غير طبيعي.

لذلك فلا مجال من التسليم بكل أمر خارق للعادة ثبت النص بهذا الشرط لا مناص ولا مجال من التسليم بكل أمر خارق للعادة ثبت النص به إما بالكتاب أو في السنّة الصحيحة حتى يكون المسلم مؤمنا أول شرط من شروط الإيمان كما قال الله عز وجل في القرأن ((هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب)) هذا أول شرط أن تؤمن بكل ما غاب عن عقلك, سواء كان أمر مادي طبيعي كهذه الأمثلة الخارقة للعادة أو كان القضية علمية كهذا المثال الذي نحن فيه, أن الشفاء اليوم التاسع عشر مثلا هذا فيه شفاء أيام فيه شفاء من كل داء وسنشرح الداء هنا, أي هذا أمر لا يعرفه العقل أولا ولم يدخل في التجربة العلمية الطبية الأن فيما علمت أنا.

ولذلك فنحن بصفتنا مسلمين يجب علينا أن نؤمن بهذا الذي أخبر به الرسول عليه السلام لأنه كما قال ((لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)).

(من احتجم لسبعة عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء) فسر العلماء هاهنا الداء تفسيرا يخصصه بما كان سببه هو هيجان الدم وانحباسه في البدن, فلا يُفهم الحديث هنا (شفاء من كل داء) كما هو في شأن بعض الأحاديث التي أخبر فيها الرسول عليه السلام مثلا كالحبة السوداء فيها شفاء من كل داء, فهذا على الإطلاق وعلى عمومه, ذلك لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم تأكيدا لهذا العموم في الحبة السوداء استثنى فقال إلا السام إلا الموت (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت) أما هنا فقال (شفاء من كل داء) ففهم العلماء أن الداء الذي تُفيد فيه الحجامة وبصورة خاصة في هذه الأيام المفردة فإنما هو الداء الذي سببه كثرة الدم وتهيّجه في صاحبه.

لذلك لو كان هناك مثلا كما ذكرنا في درس مضى لو كان هناك حجّامون لا يزالون يتعاطون هذا الطب النبوي, يُنصَحون بأن ينصحوا زبائنهم بأن يختاروا من أيام الشهر القمري السبعة عشر والتسعة عشر والواحد والعشرين, هذا أنفع من الحجامة في الأيام الأخرى.

ثم هذا الحض في هذا الحديث إنما هو فيما لو أراد الإنسان أن يحتجم من باب ليس الضرورة وإنما من باب الاحتياط لأنه الحجامة على نوعين, حجامة يضطر الإنسان إضطرارا لغلبة الدم وهيجانه في بدنه فيضطر أن يتعاطى الحجامة, هذا في أي يوم فعله فهو جائز ومفيد بإذن الله عز وجل لكن إذا كان ليس هناك ضرورة في الاستعجال فالمستحب أن يختار هذه الأيام لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم خصّها بأنه يحصل الشفاء فيها.

العيد عباسي: يا إخوان ما أمكن قدر المستطاع يا إخواننا.

الشيخ: في نفس هذا الحديث في رواية بل روايتين هما من الأحاديث الضعيفة في ذلك فجنّبناها أو فجنّبناهما فمن كان عنده نسخة من الترغيب فليعلِّم على ذلك.

الأن عندنا حديث أخر وهو أخر حديث ثابت في هذا الباب وفيه بيان أن هناك أياما بعينها مخصصة للشفاء.

 

(275/3)

 

 

«وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما قال له يا نافع تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاما واجعله رفيقا إن استطعت ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحجامة على الريق»

الشيخ: يقول المؤلف رحمه الله وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما قال له " يا نافع تبيّغ فيَ الدم " " تبيّغ فيَ الدم " أي هاج فالتمس لي حجّاما, يقول بن عمر لمولاه نافع " فالتمس لي حجّاما واجعله رفيقا إن استطعت ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيّا صغيرا " وهذا واضح لأنه الشيخ الكبير قد يعجز عن إتقان مهنته والصبي الصغير كذلك ليس عنده دربة وليس عنده عناية تامة, قال ابن عمر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يقول الحجامة على الريق أمثل, هذا ككثير من بعض المعالجات التي يعالجها الأطباء اليوم يشترطون أن يأتي المريض إلى الطبيب على الريق, هذا بما جاء به الرسول عليه السلام في خصوص الحجامة, فقال صلى الله عليه وأله وسلم (الحجامة على الريق أمثل) أي أنفع (وفيها شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ واحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد تحرّيا) يعني تحروا ألا تحتجموا في هذه الأيام الأربعاء والجمعة والسبت والأحد واحتجموا يوم الإثنين) فصار معنا يوم الخميس وهذا يوم الإثنين (والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب عليه السلام وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء) رواه ابن ماجه عن سعيد بن ميمون ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل عن نابع وعن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جُحادة, في الأصل عندي هنا ابن أبي جُحادة وهو خطأ والصواب عن محمد بن جُحادة عن نافع ويأتي الكلام على الحسن ومحمد.

هنا كلام طويل للمصنف والخلاصة أن هذا الحديث مداره على محمد بن جُحادة لو كان هذا الحديث محصورا بطريق واحد طريق مثلا سعيد بن ميمون هذا الذي يقول فيه المصنف لا يحفظ فيه جرحا ولا تعديلا لكان الرجلا مجهولا ولكان الحديث بالتالي ضعيفا لا يحتج به لكن الحقيقة أن هذا الحديث له طرق عديدة إلى محمد بن جُحادة ومحمد بن جُحادة هو في نفسه ثقة احتج به الشيخان وقد تكلّمت على هذه الطرق في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" هناك البيان لقوة هذا الحديث.

بعد ذلك يورد المصنف حديثين أحدهما ضعيف والأخر موضوع ولذلك نتنكّبهما أيضا.

وبهذا الحديث الذي رواه بن عمر ينتهي باب الترغيب على الحجامة وأعيد عليكم الحديث هذا ليستقر على الأقل معناه في أذهانكم (الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ واحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد تحرّيا واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء) الدرس الذي بعده في الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها.

ما قلت لكم في أحاديث في في مو بعد حديث أبي هريرة؟ بعد حديث أبي هريرة, قلت لكم في حديثين من بعد حديث أبي هريرة بدءً عن قوله في رواية ذكرها رزين إلى أخره كلاهما ضعيف.

 

(275/4)

 

 

«الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء المريض: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة»

الشيخ: الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء المريض, قال عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال (حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس) رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وفي رواية لمسلم (حق المسلم على المسلم ست قيل وماهن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فأنصح له وإذا عطس فحمد الله فشمّته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه) رواه الترمذي والنسائي بنحو هذا, هذا الحديث يتبيّن من تخريجه بأنه من صحاح الأحاديث الواردة في هذه الأمور وسنتكلم عليها إن شاء الله بما يناسب المقام في الدرس الأتي وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(275/5)

 

 

«هل الأخذ من الدم وهو الفصد هو كالحجامة؟»

العيد عباسي: من الأحاديث من الأسئلة هنا سؤال يتعلق بالحجامة الأخذ ... من الدم كما هو ... هو بمثابة الحجامة ... دائما ... للتبرع بالدم ...

الشيخ: لا لأنه هذا لا يصح لأنه هذا الأخذ الذي ... به نقله إلى بعض من فقدوا شيئا من دمائهم, هذا تقريبا أخذ عام والحجامة إنما هي للحاجة ومن الأمور التي يذكرها العلماء الدارسون لهذه القضية أن الحجامة إنما يحتاجها أهل البلاد الحارة, أما أهل البلاد الباردة فإن, فقد يحتاجونها في أيام الصيف إذا كان عندهم حر شديد لذلك فسحب الدم كما يُصنع اليوم, هذا أولا ليس له علاقة بالحجامة وثانيا هذا يؤخذ من العرق أي ليس يؤخذ من مجموع العروق وال, ما أدري إيش يسمونها العروق الدقيقة هذه الأطباء؟

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: الأوعية.

الشيخ: أوعية نعم, فهذا هذا هو الحَجام, هذا أقرب شيء يكون ما يفعلون اليوم بالفصد والفصد أيضا له علاقة بالطب الذي يسمونه بالطب العربي لكني لا أذكر إن كان جاء في الطب شيء من ذلك فالفصد وهو قص العرق وسحب الدم منه بيُتعاطى في بعض الأمراض الخاصة, فالدم الذي يؤخذ اليوم في سبيل تغذية الأخرين به, هذا أقرب ما يكون الفصد منه إلى الحجامة, لذلك فلا علاقة له بالحجامة مطلقا لكل ... التي ذكرناها.

 

(275/6)

 

 

«حديث: (السلام على النبي ... ) في التشهد هل هو من تغيير الصحابة أنفسهم لحديث: (السلام عليك أيها النبي) أو هو عن توقيف؟»

الشيخ: نعم.

العيد عباسي: هنا سؤال في كتاب الصلاة ذكرتم حديث, الحديث المروي عن الصحابة وكيفية تشهد الصحابة وقد غيروا صيغة السلام عليك إلى السلام على النبي ورحمة الله وبركاته, كيف لنا أن نوفّق الأمر الثاني بالأول علما بأن الدعوة السلفية منهجها الأخذ بالقرأن والسنّة وفهم الصحابة لهما؟

الشيخ: كأن السائل فهم أن الصحابة غيّروا النص الذي تلقّوه من النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الذي هو بصيغة الاختصاص (السلام عليك أيها النبي) كأنه فهم أنهم غيّروه من عند أنفسهم, وهذا ما نُبرِّأ به أقل الناس فهما للسنّة حتى لو كان خلفيّا سلفيّا أعني حتى لو كان من الخلف الذين يتبنّوا مذهب السلف, لا نتصوّر رجلا من المتأخّرين يفقه أن الأوراد توقيفية يتجرأ على أن يُغيِّر حرفا واحدا في ورد تلقاه عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم بالأسانيد فكيف نتصوّر صحابيا واحدا كمثل, لا سيما إذا كان مثل ابن مسعود يقدم على تغيير نص تلقاه من النبي صلى الله عليه وأله وسلم مباشرة.

هذا الخاطر يجب أن لا يخطر على بال السائل أو غيره أبدا وإنما يقول العلماء في مثل هذا إن ذلك الذي فعلوه هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم إياهم ومعنى التوقيف أي أن الرسول عليه السلام هو الذي ألمح وأشار إليهم أن هذا هو في حياتي, أما بعد وفاتي فتتكلّمون بصيغة الغيبة ليس على صيغة الحاضر فتقولون في التشهد السلام على النبي.

ونحن نعرف بُعد الصحابة عن الابتداع بصورة عامة وبعدهم عنه في الأذكار بصورة خاصة وبالأخص منهم عبد الله بن مسعود الذي جاء النص الصحيح في البخاري عنه أنه قال: (علّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في الصلاة وكفّي بين كفّيه, كفي بين كفيه) كناية عن اهتمام المعلم بالمتعلم بتلقينه ما هو في طريق تعليمه إياه.

قال ابن مسعود: (علمني رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم التشهد وكفّي بين كفّيه التحيات لله ... التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) قال ابن مسعود بعد أن ذكر النص الذي لقّنه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكفُّه بين كفّي الرسول صلى الله عليه وسلم قال ونحن بين ظهرانيه وهو بين ظهرانينا) يعني علّمه أن يقول هذا وهو بين ظهرانيهم يعني وهو حيّ معهم عليه الصلاة والسلام قال: (فلما مات قلنا السلام على النبي) , ما قال هو قلت وحاشاه أن يقول كما قلت لكم أنفا, حاشاه أن يتصرّف في مثل هذا النص الذي تلقّاه من الرسول مباشرة وبهذا الاهتمام الذي عبّر عنه بقوله (وكفّي بين كفّيه) وإنما ذلك مما فهمه في أثناء التلقين لذلك قال في هذا الحديث (وهو بين ظهرانينا فلما مات قلنا) ما قال قلت, ليس هو يقول من عند نفسه شيئا في وجه فيه نص الرسول عليه السلام وهو يعلم أن تعليم الرسول صلوات الله وسلامه عليه هو وحي من الله, هو وحي من الله والذين يجهلون هذه الحقيقة أو يغفلون أو يتغافلون عنها هم في الواقع في خطأ كبير جدا, الذين يتقدّمون إلى أوراد الرسول عليه السلام وإلى أذكاره فيزيدون فيها ما شاؤوا من الزيادات لا يتصوّرون أبدا أنهم يزيدون على الوحي, لا يخطر في بالهم هذا.

وهذا في الواقع تفريق خبيث لا يتنبّهون له بين الله ورسوله, تفريق خبيث بين الكتاب والسنّة, بين ما جاء في الكتاب وما جاء في السنّة وإلا هل يجرأ أحد هؤلاء أن يزيد في نص القرأن حرفا واحدا من أجل إشباع نهمته وغلوّه في حبيبه محمد صلى الله عليه وأله وسلم مثلا, هل يقول أحدهم حين قال الله ((محمد رسول الله والذين معه أشداء)) إلى أخره هل يقول أحدهم محمد سيدنا محمد رسول الله ما أحد يقول هذا, إيه ... يقل لك هذه زيادة على القرأن ما بيجوز, إيه وزيادة على ما ليس من القرأن وهو وحي أيضا أيضا لا يجوز لكنهم يفرّقون كما قلت لكم بجهلهم.

كذلك ما يقول أحدهم محمد صلى الله عليه وأله وسلم رسول الله لأنه هذا زيادة على النص فنحن معشر الذين ينتمون إلى السلف لا نفرّق بين الله ورسوله أبدا, لا نفرق بين كتاب الله وحديث رسول الله, بين تعليم الله وتعليم رسول الله كلاهما يصدران من مشكاة واحدة هي مشكاة الوحي من السماء.

لذلك لما علّم النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب وِرْد الاضطجاع حين النوم (اللهم إني أسلمت نفسي إليك) من ذلك لما علّم النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب ورد الاضطجاع حين النوم (اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك أمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيّك الذي أرسلت قال له إذا أنت قلت ذلك ومت من ليلتك مت على الفطرة) فهذا الدعاء البراء بن عازب بين يدي الرسول عليه السلام ليتمكّن من حفظه, لما وصل إلى قوله الأخير (أمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك) إيش قال هو "وبرسولك الذي أرسلت" بدل أن يقول (وبنبيك الذي أرسلت) قال "وبرسولك الذي أرسلت" فصده الرسول عليه السلام ورده عن ذلك وقال له قل (وبنبيك الذي أرسلت) لو سألنا هؤلاء المغيّرين المبدّلين في أذكار الرسول عليه السلام, هل هناك فرق يُفقد المعنى الذي جاء به الرسول عليه السلام في هذا الوِرد بين تعليم الرسول الذي هو (وبنبيك الذي أرسلت) وبين ما أخطأ فيه براء فقال "وبرسولك الذي أرسلت" هل هناك فرق؟ لو لم يكن محمدا عليه السلام رسولا وكان نبيّا فقط ففي تغيير المعنى لأنه الرسول أعمّ من النبي, كل رسول نبي وليس كل نبيّا رسولا لكن نبيّنا عليه الصلاة والسلام هو ليس فقط رسول بل هو خاتم الأنبياء والرسل جميعا, فحينما قال البراء "وبرسولك الذي أرسلت" ما خالف الواقع أبدا لكنه خالف التعليم النبوي, يا إخواننا انتبهوا لهذا, كل شيء هو أنه خالف تعليم الرسول إياه, أما المعنى فما فيه تغيير تماما.

لذلك قال له قل (وبنبيك الذي أرسلت) على هذا جرى الصحابة وذكرتُ لكم مرارا بمثل هذه المناسبة عن كثير من الصحابة كيف كانوا يفرّون من أن يعدِل الرجل عن لفظ الرسول إلى لفظ من عنده, فهناك مثلا في مسند الإمام أحمد أن سعد بن أبي وقاص سمع رجلا يقول في تلبية الحج " لبيك ذا المعارج " قال له وهذا من حكمة الصحابة أيضا في إنكار المنكر قال إنه لذو المعارج ولكن ما هكذا كنا نقول في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, كنا نقول (لبيك اللهم لبيك) إلى أخر التلبية المعروفة, قال له لبيك ذي المعارج هو ذي المعارج لكن التلبية ما كانت في عهد الرسول عليه السلام, وأبدع من هذا أيضا في أسلوب الإنكار قصة ابن عمر التي ذكرتها لكم أكثر من مرة أيضا سمع رجلا عطس فقال الحمد لله والصلاة على رسول الله, قال وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علّمنا رسول الله قل الحمد لله رب العالمين, كأنه القضية الأن تتكرّر تماما لكن مع الأسف دون أن يكون هناك متجاوبين مع مُنكرين, هذه الزيادة اليوم في عباداتنا تأتي بصور عديدة وأشهرها الزيادة في الأذان, الصلاة على الرسول عليه السلام كما قال ابن عمر وأنا أقول معك الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ما هكذا علّمنا, فهكذا الصحابة والأثار عنهم كثيرة جدا جدا كانوا يتورّعون أن يأتوا بتغيير للفظ الرسول عليه السلام.

ومن أشهرهم في ذلك وأدقّهم صاحبنا صاحب حديث التشهد الذي علّمه الرسول إياه وكفّه بين كفّيه ألا وهو عبد الله بن مسعود حيث روى الإمام أبو جعفر الطحاوي في كتابه شرح معاني الأآثار بالسند الصحيح عن ابن مسعود أنه كان إذا علّم أصحابه التشهّد يأخذ عليهم بالحرف الواحد يعني إذا مثلا زاد حرف أو نقص حرف يقل له لا ارجع وقلها كما تلقّيتها عن الرسول عليه السلام.

فهل نتصوّر مثل هذا الصحابي لو كان وحده هل نتصوّره يأتي إلى التعليم الذي لقّنه الرسول عليه السلام إياه مباشرة (السلام عليكم أيها النبي) فيأتي ويعدل منه إلى السلام على النبي دون أن يكون عنده تعليم وتوجيه من الرسول عليه السلام ... حاشاهم من ذلك ... وليس هو في الميدان وحده, هو ... وإلا لا فيقول فلما مات الرسول صلوات الله وسلامه عليه قلنا يعني نحن معشر الصحابة (السلام على النبي) فلذلك تأكيدا لهذا المعنى الذي رواه لنا ابن مسعود بصورة الجمع قلنا السلام على النبي, جاء هذا التشهد مع اختلاف الألفاظ كما هو مذكور في كتاب الصلاة عن السيدة عائشة ب"السلام على النبي", جاء عن عمر بن الخطاب في موطأ مالك "السلام على النبي" وهكذا.

ومن هذا نقول هو كتاب وإجماع من الصحابة ذهبوا إليه ليس استيرادا منهم وتغييرا للنص كما يتبادر من سؤال السائل وإنما هذا من توقيف من الرسول صلوات الله وسلامه إياهم.

وما أبدع هذا الأمر حين إذا عرفنا اليوم غلوّ الناس في دعاء المرتى والاستعانة بغير الله عز وجل وكأن النبي صلى الله عليه وسلم أومأ وأشار إلى هؤلاء الصحابة من باب سدّ الذريعة إنه أنا إذا مت قولوا "السلام على النبي" ذلك لأن كثيرا من الناس اليوم يتوهّمون أوهام كثيرة منها أن الموتى يسمعون الموتى جميعا, يتوهّمون, كثير من الناس اليوم إذا ما قلنا جلّهم أن الموتى يسمعون, فمن باب أولى تمييزه سيّد المسلمين جميعا محمد عليه السلام يسمع من باب أولى فما بالكم إذا كان الرسول هو لا يسمع, هو لا يسمع حتى الصلاة عليه وهو أفضل ما يقال في حقّه عليه السلام أن يسمع استغاثة المستغيثين به من دون الله عز وجل أن يسمع توسّل المتوسّلين به من دون الله عز وجل, الصلاة على الرسول لا يسمعها هو وقد يستغرب بعضكم ممّن لم يطرق سمعه مثل هذا الكلام من قبل, كيف الرسول عليه السلام لا يسمع الصلاة عليه؟ نعم اسمعوا حديث الرسول عليه السلام الذي قد تسمعونه وهو (أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني) اسمعوا قال (فإن صلاتكم تبلغني) ما قال اسمعها, قالوا كيف ذاك وقد أرمت؟ قال (إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) ويُوضِّح هذا التبليغ (فإن صلاتكم تبلغني) وفي حديث أخر ورُوِيَ أيضا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (إن لله ملائكة سيّاحين يبلّغوني عن أمتي السلام) (يبلّغوني عن أمتي السلام) فإذًا الرسول عليه السلام إذا صلّى أحدنا عليه لا يسمع هذا الكلام كما يتوهّم جميع الناس تقريبا وإنما هناك ملائكة مخصّصين موظّفين من رب العالمين لينقلوا سلام المصلّين عليه إليه صلوات الله وسلامه عليه.

فإذا كان عليه الصلاة والسلام لا يسمع فإذًا نحن نخطابه حيث جاء الخطاب فقط كما نخاطب الموتى نقول الأن (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين) لكن إلى أخر الدعاء المعروف, لكن هذا لا يعني أننا نخاطب من يسمع, الموتى لا يسمعون بنص القرأن ونصّ السنّة.

ولقد شرحت هذا شرحا وافيا في مقدمتي لكتاب " الأيات البيّنات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات " نقدّم ... هناك فمن شاء منكم رجع إليها للتوسّع في هذا الموضوع.

خلاصة القول " السلام على النبي " هذا توقيف من النبي للصحابة وليس تغييرا منهم وحاشاهم من مثل ذلك وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(275/7)

 

 

«الكلام على حديث: (حتى إذا لم يبقى عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسؤلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) وحقيقة الفقه في الدين

الشيخ: (لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا) و قد يكون مستقرا في أذهان بعض الناس اليوم أن الفقهاء كثيرون و كثيرون جدا ذلك لأن قد أصاب هذه الكلمة الشرعية الفقه أصابها كما أصاب كثيرا من النصوص من الكتاب و السنة من الإنحراف عن المعنى الصحيح لها الفقه هو الفهم عن الله ورسوله كما جاء في صحيح البخاري في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن أبا جحيفة السوائي سأله سأل عليا قال " هل خصكم رسول صلى الله عليه و سلم معشر أهل البيت بشييء دون الناس؟ قال لا, إلا ما في ... سيفي هذا أو فهما يؤتيه الله عبده في كتابه " فهذا الفهم بكتاب الله عز و جل و بالتالي في سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم المفسر للقرآن بنص القرآن ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم)) هذا الفهم للكتاب و السنة هو الفقه و هو الذي أراده الرسول صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح المشهور المتفق عليه البخاري و مسلم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) فهذا الفقه في الدين أصابه إنحراف وقلة فهم له حيث صار عرفا الفقه هو الحكاية لأقوال العلماء دون أن يعرف هذا الحاكي ما أخذ هذه الأقوال من الكتاب والسنة فلا فرق والحالة هذه بين هذا الذي يسمى فقيها وليس عنده من الفقه إلا قال فلان وفلان أما إذا قيل له ما دليل القول الفلاني؟ لا يعرف ما دليل القول الفلاني لايعرف, لا يحرر جوابا, ما دليل القول الفلاني؟ كذلك لا يعرف! و هكذا فهذا الفقه الذي يراد به الفهم عن الله ورسوله هو الذي يعنيه عليّ رضي الله عنه وإلا فالفقهاء بالمعنى المتأخر وهو نقل أقوال الناس المتقدمين من أهل العلم بدون فهم هذا ليس من الفقه في شيء و من آثار قلة هذا الفقه و اعتقادنا بهؤلاء الفقهاء قد يكفر الإنسان وأن تنقلب كما سمعتم آنفا الحقائق الشرعية فتصبح السنة بدعة و البدعة سنة بسب فقدان هذا الفقه المميز و بن مسعود هذا هو الذي يعرف الكثير منكم أنه كان حربا علي البدعة والمبتدعة و كان ينكر أقل شيء يراه قد حدث في بعض المسلمين فيسارع إلى إنكار ذلك مهما كان شأن هذا الذي ينكره لا قيمة له عند الآخرين بسبب جهله يقول بن عمر كأنه يفسر الحديث المشهور (كل بدعة ضلالة) يقول هو " كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة " هؤلاء الناس الذين يرون البدعة حسنة ما ذلك إلا لجهلهم بالفقه الصحيح بالكتاب و السنة.

 

(276/1)

 

 

«قصة عبد الله ابن مسعود في إنكاره بدعة التحلق جماعة على الذكر والكلام على خطر البدعة

الشيخ: ولذلك وجدنا بن مسعود يسارع إلى إنكار حلقات الذكر في القصة المشهورة في سنن الدارمي وغيره بالسند الصحيح و لا أرى من المناسب الآن لنسوقها بتمامها و إنما أذكر الشاهد منها فقد رأى في بعض المساجد ناسا حلقا حلقا وفي وسط كل حلقة منها رجل يقول لمن حوله سبحوا كذا احمدوا كذا, كبّروا كذا و أمام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح و التحميد و التكبير فقال لهم ويحكم ما هذا الذي تصنعون؟ قالوا حصى يعني شغلة بسيطة ما فيها غرابة أو نكارة حصى نعد بها التسبيح و التحميد و التكبير قال "عدوا سيئاتكم وأنا الضامن لكم ألا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم ما أشسع هلكتكم هذه ثيابه صلى الله عليه وآله وسلم لم تبل وهذه آنيته لم تكسر والذي نفسي بيده فإنكم لأهدى من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو إنكم متمسكون بذنب ضلالة " قال هذا ... لما هم عليه من الابتداع في الدين فماذا كان جوابهم كان جوابهم خطأ ولكنهم مع ذلك هو أقل خطأ أو إغراقا في الخطأ من أجوبة الناس اليوم, الناس اليوم إذا ما أنكر عليهم بدعة مثل هذه البدعة قال يا أخي شو فيها؟! اجتمعنا على ذكر الله وحمد الله و تسبيح الله و الصلاة على رسول الله شو فيها؟! أولئك كان جوابهم جوابا يطابق واقعهم لكن ليس فيه جرأة على ... المسألة بالجهل كما يقع المتأخرون شو فيها يعني ما فيها شيء, هم لم يقولوا هذا قالوا والله يا أبا عبد الرحمن كأنهم يقولون إن رأيت أن هذا أمرا منكرا فنحن ما أردناه والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير وهذا صحيح, ما أردنا إلا الخير فماذا كان جواب الرجل الفقيه حقا وهو عبد الله بن مسعود قال " و كم مريد للخير لا يصيبه " لماذا؟ لأن الأمر كما قال الشاعر " ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس " الذي يريد أن ينجو بدو يتخذ الأسباب التي جعلها الله عز وجل في سنته الكونية أو في سنته الشرعية سببا للنجاة, أما الإنسان جاهل يركب رأسه و يتصور أن هذا هو طريق النجاة و طريق الخير فهو لا يصيب هذا الخير قال بن مسعود " وكم مريد للخير لا يصيبه إن محمدا صلى الله عليه و آله وسلم حدثنا " (إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم) هذا إذا يؤيد كلمة بن مسعود السابقة ... لأن هؤلاء القرّاء يقرؤون القرآن يهذونه هذا كهذ الشعر لا يفقهونه ولا يتفقهون فيه وبه ولذلك يقول الرسول عليه السلام في هذا الحديث الذي يحدثنا به عبد الله بن مسعود (إن أقوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم -لا يصل القرآن إلى قلوبهم- يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) وهنا العبرة يقول شاهد هذه القصة " فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان " كما هو معروف في التاريخ الإسلامي الأول هي معركة قامت بين الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فاضطر هو لمقاتلتهم إعمالا منه لنصوص معروفة منها قوله تبارك و تعالى ((وإن طائفتان من مؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)) فكانت الفرقة الطائفة الباغية هي طائفة الخوارج هؤلاء فقاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن أقام الحجة عليهم وأرسل إليهم عبد الله بن عباس ليناضرهم ومع ذلك فما خضعوا للحجة فلزم عليا رضي الله عنه أن يقاتلهم بنص القرآن الكريم فقاتلهم و استأصل شأفتهم إلا قليلا منهم, من هؤلاء الخوارج أصحاب حلقات الذكر ومن القصة الصحيحة واقعة مش قصة تروى رويت بالسند الصحيح نأخذ عبرة بل عبراً كثيرة منها ما يقوله العلماء " إن الصغائر بريد الكبائر " لذلك يقولون ينبغي على المسلم أن لا يستصغر ذنبا صغيرا لأن باعتياده على الذنوب الصغيرة فستعتاد نفسه حتى تصل استساغة الذنب الكبير, اإن الصغائر بريد الكبائر فاقتبست أنا من كلمة العلماء أنّ البدعة الصغيرة تؤدّي بصاحبها إلى البدعة الكبيرة والشاهد على ذلك هذه القصة الصحيحة ومن العبر أيضا أن ننظر إلى هؤلاء الذين أنكر عليهم بن مسعود تجمّعهم و تكتلهم في تلك المجالس ما هو الشيء المنكر؟ يتوهم كثير من الناس حتى ممن ينسبون إلى العلم أن هذه القصة أو بالأحرى إنكار بن مسعود على هؤلاء تجمعهم على ذكر الله كما سمعتم هذا يقال في الأحاديث الصحيحة التي فيها الحض على الإجتماع و الذكر وأن الملائكة ... مخصصين من رب العالمين فينزلون من السماء إلى الأرض يتتبعون حلقات الذكر هذا حديث صحيح في صحيح مسلم فيتوهمون أن مثل هذا الحديث يعارض إنكار بن مسعود على أصحاب الحلقات بماذا ينكر هذا الحديث يحض على التجمع! هذا ... وهذا التوهم من معارضة قصة بن مسعود بأحاديث الحض على حلقات الذكر إنما يأتي من قلة الفقه في الدين.

 

(276/2)

 

 

«الفقه الصحيح للآية: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمني .... )).»

الشيخ: لا سيما من أولئك الذين لم يعرفوا بعد عظمة الآية الكريمة ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) جمهور المسلمين اليوم و قبل اليوم مع الأسف الشديد لم يعرفوا عظمة هذه الآية بدليل أنه يصر على التقرب إلى الله بما لم يشرعه الله في كتابه ولا جاء به رسوله في سنته يقول لك كما سمعتم آنفا شو فيها يا أخي؟! سبحان الله ألست تؤمن بهذه الآية؟ ((اليوم أكملت لكم دينكم)) فأنت تعترف أن هذا الذي تفعله لم يكن سابقا لكن تحكم هواك و عقلك وتقول شو فيها أقل شيء في كل بدعة مهما كانت صغيرة أن صاحبها لا يؤمن بهذه الآية ((اليوم أكملت لكم دينكم)) يعني مادام الدين يأتي بعد هذا الإتمام و الإكمال بالزيادات لا تكاد تعد و تحصى كثرة فأين إذا إيمانك وتصديقك بأن الله عز و جل أكمل دينه وامتن بذلك على عباده.

من المؤسف جدا أن يقابل هذه الغفلة من جماهير المقلدة و المبتدعة لعظمة هذه الآية وأنها تستحق أن يمتن بها الله على عباده من المؤسف جدا أن يغفل هؤلاء الجماهير على عظمة هذه الآية ويتنبه لها رجل من اليهود رجل غير مسلم لكن عنده كياسة, فيه عنده فقه فيأتي رجل من هؤلاء الأحبار اليهود إلى عمر بن خطاب في خلافته ليقول له يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا!! قال له ما هي؟ قال ((اليوم أكملت لكم دينكم)) وذكر الآية الكريمة و هو يهودي شعر بعظمة هذه الآية بما فيها من إراحة المسلمين عن التفكير والبحث و الإجتهاد الكثير في الدين لأن الله أكمل لهم كل شيء يريده منهم أن يتقربوا به إلى الله زلفى لماذا إذاً البحث والإجتهاد والإبتداع هذه الجهود التي سيفرغها هؤلاء الناس لو أن الله ما أكمل لهم دينهم ليكملوه من عندهم كان باستطاعتهم أن يوفروها بالإنطلاق في هذه الدنيا و الإنتفاع مما خلق الله فيها من سنن ومن كائنات ومن مخلوقات إلخ , فعكس ذلك جهال المسلمين والذين لم يقدروا قدر هذه الآية فاجتهدوا فيما ليس لهم أن يجتهدوا واجتهدوا فيما ليس يفيد أن يجتهدوا فيه, اجتهدوا في الدين وتركوا الدنيا جانبا علما أن الرسول صل الله عليه وآله وسلم قال لنا (أنتم أعلم بأمور دنياكم) فترك الإجتهاد والبحث والترقي و الإزدياد من العلم في الدنيا إلينا ولفت نظرنا أن وظيفته هو أن يعلمنا وأن يبلّغنا ما أوحاه الله إليه كتابا أو سنة, هذه هي الملاحظة التي لاحظها ذلك اليهودي الذي قال لعمر هذه الآية لو نزلت فينا معشر اليهود لاتخذنا يوم نزولها عيدا, لكن بلا شك عمر لم يكن كهؤلاء الجمهور الذين لا يقدّرون هذه الآية حق قدرها ويجهل مقدار نعمة الله عز وجل على عباده بها فقد كان عند ظن المسلم علما بقدر ذلك حيث قال " لقد اتخذناها عيدا فقد نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة وهو في عرفة " عيد في عيد نزلت هذه الآية هذه الآية نزلت في يوم عيد لا يزال معروفا والحمد لله عند المسلمين لكن المسلمين اليوم يعيدون أعيادا ما أنزل الله بها من سلطان ولو كان يحق لهم أن يتخذوا عيدا يحتفلون فيه كما يفعل غير المسلمين لكان هذا اليوم أحق بالإحتفال من كل الأعياد التي يحتفلون بها باستثناء عيد الفطر وعيد الأضحى وأنا حين أقول احتفالا غير اتخاذه عيدا فلا شك أن يوم الجمعة هو العيد الأسبوعي للمسلمين لكن ليس هناك هذه التظاهرات وهذه الأفراح التي يتخذها غيرنا بمناسبة أعيادهم الكثيرة التي لا تكاد تعد وتحصى كثرة لكن المسلمين يعرفون قدر هذه الأيام التي وقعت فيها هذه الحوادث العظيمة ومنها يوم الجمعة و يحتفلون بها في نفوسهم و ينطلقون في حياتهم و هم متأثرون بهذا الإعتقاد في قلوبهم دون تبجح أو اتخاذ ذلك يوم لعب وفرح وسرور وما شابه ذلك وهذا هو طريق السلف الصالح يوم الجمعة هو عيد لأسباب كثيرة أن الله عز وجل أنزل هذه الآية الكريمة لا قيمة لهذه الآية في نفوس المسلمين اليوم لأن الشيطان دخل فيهم من باب من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ولا أقول باب من سنّ هذا لا يمكن أن يدخل الشيطان منه لأن هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة) لكن فيهم من باب بهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فله أجران وهذا سوء فهم من هؤلاء المتأخرين وقله في الفقه أيضا في حديث الرسول عليه السلام المشار إليه (من سن في الإسلام سنة حسنة) بسبب فتح الشيطان لهؤلاء المسلمين المتأخرين لباب الإبتداع في الدين و تزيينه ذلك في أعينهم أصبح العلم الصحيح غريبا وأصبحت السنن متروكة والبدع هي التي لها ... والفهم والسنة ليس لها إلا الإسم فقط.

 

(276/3)

 

 

«الكلام على حقيقة الذكر المشروع والعبادة المشروعة

الشيخ: أريد أن أضرب مثلا كما فعلت من عهد قريب لأبين لهؤلاء الناس كيف يجب أن يفهم الذكر المشروع و العبادة المشروعة من غير الذكر والعبادة الغير مشروعة يستغرب جماهير الناس اليوم إنكارنا تجمع الناس في حلقات الذكر التي يسمونها حلقات الذكر على صور و أشكال شتّى و منها أن يقوموا حلقة و يأخذ بعضهم بيد بعض ويبدؤون يذكرون الله بسم الله الإسم المفرد الله كما هو معلوم جميعا هذا الذكر لا أصل له لا شرعا و لا لغة أن يقول الإنسان الله الله الله لا أصل له لا لغة ولا شرعا, شرعا يعرف إخواننا السلفيون جميعا ليس شرعا لأن الرسول ما شرع الذكر بهذا اللفظ لكن قال (أفضل الذكر لا إله إلا الله) (أفضل الكلام بعد القرآن أربع كلمات لا يضرك بأيهما بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) فلماذا ترك الناس الذكر الأفضل الذي نص عليه الرسول إلى الذكر الذي ما نص عليه الرسول مطلقا ولو تجويزا مش تضليلا ولو على الأقل تجويزا إباحة عدلوا إلى هذا لأن باب الإبتداع و التخيل في الدين واسع جدا لا حدود له و لا يعتصم من أن يدخل في هذا الباب أي مسلم إلا إذا كان متمسكا بالكتاب والسنة لا يزيد على ذلك قيد شعرة سول لهم الشيطن فقال الذكر بلفظة الله أفضل من ذكر جملة لا إله إلا الله ليه؟ هذا قرأناه موش كلام هذا قرأناه في كتب بعضهم لأنك إذا بدأت تذكر الله بأفضل الذكر حسب النص الشرعي ربما جاءك الموت أنت بتقول لا إله بتموت وقد أنكرت الإله لذلك اختصر الطريق على نفسك وقل الله الله وبس وهذا أيضا من جهل هؤلاء لو تصورنا هذه الصورة الخيالية حقيقة واقعة إنسان جلس يذكر الله وهو يقول لا إله إلا الله لا إله إلا الله و فعلا جاءه الموت وهو قال لا إله ما عاد كملها شو صار بالنسبة من الناحية الإسلامية؟ هل هذا مؤاخذ؟ مادام وقع عليه الموت الذي لا ينجو منه مخلوق هل يؤاخذ هذا الإنسان شرعا؟ لا, أنا أقول أكثر من هذا لو هو يذكر لا إله إلا الله فوجئ بحادث حادث بغتة لو فرضنا مثلا خصم هجم عليه قنبلة انفجرت أمامه إلخ و هو كان وصل إيش لا إله ... بدو مهرب يحمي نفسه إلى آخره هل عليه شيء؟ لا شيء عليه و الشيطان شوف من أي باب جاء من الجهل بالإسلام ... فسول له أن يذكر ربه بلفظ ما شرعه ربه إذا هو يعبد ربه بشريعة مين؟ أقول هذا من ناحية الشرعية, لكن لازم على الأقل بعضكم يعرف أن هذا غير مسموح حتى لغة, هذه فلسفة جديدة, يعرفها شرعا مو مشروعة لكن لغة مو مشروعة كيف ذلك؟ لأن في اللغة لابد تكون جملة تامة وأقله مثلا مبتدأ وخبر إذا قال إنسان على سبيل التحدث قال اللهُ كريم اللهُ غفور, اللهٌ شكور, اللهٌ رحيم, إلى آخره هذه جملة تامة الله مبتدأ كما يقولون كريم رحيم خبر لكن الله شوبو الله الله الله!! مو مشروع هذا الكلام حتى لغة أيضا الشيطان أضلّهم عن اللغة التي هي لغة القرآن ولا يمكن لإنسان أن يفهم لغة القرآن إلا بها ثم أقول التعبير أيضا اللغوي لأن إذا بيذكرو باللغة العربية يا بيقولوا الله بيخذوا نفس بيضعوا السكون على الجزم نعم إذا بتوصل ما بيصير أن تقول الله الله الله بدك تقول اللهُ اللهُ اللهُ هكذا لأن مش همزة قطع هذه همزة وصل فوين ما درت و ناقشت الذكر هذا تلقاه ما له أصل لا شرعا ولا لغة, مع ذلك هذا هو الذكر المفضل عند الناس بتجي بعد بدك تنكر بيقولك تنكر الذكر يا حبيبي الذكر له أساس في الشرع له ... له أوصاف من التزم هذه الأوصاف كما جاء في كتاب والسنة وذكر الله فالمنكر ... مرتد عن دينه لأن الله يقول ((اذكروا الله ذكرا كثيرا)) لكن ما قال اذكرو الله كما قيل مع الأسف الشديد و لو بنباح الكلاب سمعتم هذه العبارة!؟ مسطور هذا في الكتب اذكروا الله ولو بنبيح الكلاب مش مهم تكون لفظة سنية لغوية اذكر الله ولو بنبيح الكلاب حاش لله ((اذكروا الله ذكرا كثيرا)) كما قال ((صلوا عليه و سلموا تسليما)) كيف تذكروا الله؟ كما ذكر رسول الله, كيف تصلي على رسول الله؟ كما صلى رسول الله على نفسه وكما علم أصحابه نجي الآن ونقول هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع مع أصحابه فيذكر الله بصوت واحد وبالاسم المفرد الله الله؟ الجواب لا, لا يستطيع أحد مهما كان مجادلا بالباطل أن يقول نعم عندنا حديث ولو موضوع أن الرسول كان يجمع الصحابة ويذكرون الله بالإسم المفرد جهرا بصوت واحد هذا لا يصح, طيب كان ييجمع الصحابة على مجلس يسمونه اليوم بمجلس الصلاة على الرسول عليه السلام مجلس الصلاة على الرسول مثل مجلس الذكر فما قال مجلس الذكر منه سني منه بدعي, كذلك مجلس الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم منه سني ومنه بدعي كان الصحابي يقول لصاحبه يا فلان تعال نجلس تعال بنا نؤمن ساعة فيجلسون كلّ منهم يذكر الله إما ذكرا فكريا وإما ذكرا لفظيا وقلبيا معا وهذا مما يستفاد من قوله تعالى ((إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)) من هم ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم و يتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)) فالتفكر في آيات الله هذا ذكر قلبي و ذكر الله باللسان لازم يكون ذكر لفظي وقلبي معا أما غمض عيونك وسكر فمك و راقب قلبك وقلبك عم يقول الله الله!! هذه كلها فلسفة دخيلة في الإسلام ما يعرفها الإسلام إطلاقا فهذا المجلس الصلاة على الرسول عليه السلام إذا كان على طريقة السلف كل واحد يصلي على الرسول بصيغة واردة ما فيه مانع إطلاقا وهذا النوع من الذكر لا يقال صفة الذكر في عهد رسول عليه السلام عليه ... حلقات الذكر التي يتطلبها و يتقصدها الملائكة خاصة من السّماء يتتبعون حلقات الذكر ما كان هؤلاء المتأخرون حتى اليوم ليفهموا ليش هذا الذكر غير مشروع وليش هذا المجلس غير مشروع رأسا يصبوا الطعن فينا بحجة أنكرنا الذكر حاش الذي ينكر الذكر كافر رأسا يصب اللوم علينا أنكرنا الصلاة على الرسول يا جماعة الصلاة على الرسول مذكورة في القرآن معناها أخرجتمونا من الإسلام كليا لكن أنا بدا لي خاطر منذ أيام فرأيت أيضا أقدمه إليكم كحجة تزيدكم إطمئنانا على إطمئنان وحجة على حجة لأولئك المخاصمين قلت لهؤلاء الذين يجتمعون لذكر الله بالكيفية التي يشاؤونها و يجتمعون في مجلس الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام بالكفية التي يشاؤونها بأصوات وأنغام مما هو معروف لديكم ينقصهم مجلس ثالث هذا إختراع وابتكار من عندي بس الفرق بيني و بينهم أنا أبتكر مشان غيري يعتبر مو أبتكر مشان أتعبد وأتقرب إلى الله بما ابتكرت و ... اسمعوا الآن هؤلاء عندهم مجلسان مجلس ذكر و مجلس صلاة على الرسول بينقصهم مجلس ثالث مجلس الصلاة لله تعالى وحده لا شريك له سمعتم شيء بهذا المجلس في زمانكم؟ الصلاة لله وحده لا شريك له ما صورة هذا المجلس نختار وقت مناسب كهذا الوقت بين العشائين بين المغرب والعشاء الصلاة فيه مشروعة والصلاة كما قال عليه الصلاة والسلام خير موضوع ومن شاء ... نختار هذا الوقت أو غيره كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر حسب وقتنا ونجتمع فيه ليصلي كل واحد منا ركعتين لله تعالى نجتمع ليصلي كل منا ركعتين لكن مو نصلي هيك فوضى واحد من هون و واحد من هون لا, بنجتمع ليه, لأن الرسول عليه السلام قال (يد الله مع الجماعة) إذا يكون مجلسنا الثالث هو مجلس صلاة لله تبارك و تعالى جماعة, جماعة أظن أول من سينكر هذا المجلس أصحاب المجلسين السابقين تعرفون شو السبب؟ ما لفقههم لو كان عندهم فقه ما ابتدعوا المجلس الأول والثاني حينكروه لأنهم ما سمعوا به فقط أما لو سمح الله واحد شيخ مضلل يريد أن يستغل الناس ويدعوهم لمثل هذا الإجتماع ويأتي واحد و اثنين و ثلاثة ومن هون واحد و اثنين وثلاثة وصارت سنّة ... إن استطعت تنكر الصلاة لله عز وجل فهل نقر نحن هذه الصلاة في المجلس الثالث هل ننكرها أم نقرها؟ لا نقرها بل ننكرها لماذا؟ لأنها صلاة لله ركعتين؟ لا, لأنها صلاة وصفت بصفة لم يشرعها الله ولا بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت بدعة في الدين ولماذا نذهب بعيدا إلى مجلس في الأسبوع أو في الشهر نعمل لكم صلاة لله ركعتين مع كل صلاة فرض مرة أو مرتين ندخل لصلاة الصبح نصلي ركعتين سنة الفجر ليش نصليها فرادى واحد هون واحد هون نخلي نصليها جماعة (يد الله مع الجماعة) فيه واحد بيقوم يصلي ... يمكن يجي زمان نسمع هيك مثل ما نقول أشياءلم نسمعها من قبل فإذا إنسان سوّلت له نفسه أو زين له الشيطان أنه يجمع المسلمين على سنة الفجر جماعة شو حجتنا في الإنكار عليه هنا؟ حجتنا السلف الصالح, كانوا يصلون سنة الفجر كان الرسول يدخل للمسجد فيجد الناس يصلون سنة الفجر وأحيانا يشوف واحد بدأ بصلاة السنة وقد أقيمت الصلاة يأخذ بكتفه ويقول له لا صلاتان معا آالصبح أربعا؟ كانوا يصلون السنة كانوا يصلوا فرادى ليه إذن نخالف السنة و السلف الصالح و عم تجتمعوا في سنة الفجر ... وإن شاء الله ما بيجتمعوا ليش؟ لأن هذا التفرق هو المشروع يا جماعة ما نعرف نحن حقيقة الشرع الشرع هو الإتباع الخالص حيث جمع الله نجمع, وحيث فرق الله نفرق هذا هو الإخلاص والاتباع لله عز وجل ولنبيه عليه الصلاة و السلام.

فأردت أن أوجه إخواننا الحاضرين إلى هذه الحقيقة أن الخلاص من الابتداع في الدين أن نتبع أقوال الفقهاء الأولين السابقين من الصحابة والتابعين وأتباعهم الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين وإلا ما بيكون نحن أخلصنا لله أولا في العبادة لننجو يوم الحساب, وثانيا سنظل هكذا في الدنيا أذلاء مستعبدين من أنواع من الإستعبادات الكثيرة جدا بسبب عدم انصياعنا و خضوعنا لأحكام الله عز وجل بل على العكس من ذلك نؤلف عقولنا وأهواءنا وأجهل واحد يقول لك شو فيها؟ فيها أنك أنت ما تثبت عبوديتك لله عز وجل و عبوديّتك لله لا تثبت إلا بالإتباع و كما قال الله ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) هات لنشوف شو عندك؟

 

(276/4)

 

 

«ما هو سبب إنكار ابن مسعود على حلقة الذكر الجماعي؟»

الشيخ: ابن مسعود أنكر في قصة سابقة كما ذكرنا مرارا وتكرار, أشياء أولا ذاك الذي تريّس عامل حاله شيخ, شو مشيخته على أصحاب الحلقات؟ عم يعلمهم فقه؟ عم يعلمهم قرآن كما أنزل؟ لا شيء من ذلك إطلاقا لكان؟ ناصب حاله مشرع بيقول لهم سبحوا مائة ليش ما قال خمسين؟ ليش ما قال عشرة؟ هيك ... معه هذا الريس لازم لما ... فهل هو مشرع ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) أبسط إنسان, أجهل إنسان إذا جلس لوحده ذكر الله عز وجل بما تيسر له من ذكر مطلق يستطيع ... الحج ما حج بزمانه ولا مرة بدو مين إيش يدربه يعلمه يوجهه إلى آخره واحد بيسبح بإيدو مية أقل علي حسب وقته كذلك الحمد لله فها ريس حاله علي الجماعة و تمشيخ فإذا بالرسول أنكر عليه ليش عم تتريس علي الجماعة ليس لك بحاجة به هذه صورة من صور التي أنكرها بن مسعود علي هؤلاء الصورة الثانية العدد من أين جاء بها هذا الإنسان هناك أذكار في شرييعة مطلقة فتبقي عللي إطلاقيها و أذكار أخري مقيدة فينبغي نحن أن نلتزم العدد فيها و لا نزيد فيها و لا ننقص طبعا هذا معروف عندكم كما جاء في صحيح البخاري و غيره (من قال في اليوم مائة مرة سبحان الله و بحمد سبحان الله العظيم غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) فهذا الإنسان المتريس على الجماعة بدلا ما يجي يعلمهم السنة بيقول لهم جاء في حديث كذا وكذا فحينئذ كل واحد منهم حين ما يجد الوقت المناسب أو الفراغ أو ما يسمونه بالتجلي يعني أقبل بقلبه إلى الله عز وجل فيجلس ويذكر الله بما تيسر إما آية قرآن أو سورة أو مثل هذا الذكر الذي فيه هذه الفضيلة وهذا العدد المعين فبالإضافة إلى هذين الأمرين المذكورين حلقات الذكر هؤلاء صرف للناس عما هم بحاجة إليه أكثر من هذا التجمع الغير مشروع و هو العلم لذلك تجد الناس الذين يقبلون على هذه الحلقات ما يسمونه بالذكر أو الصلاة على الرسول بكثرة و أكثرهم لا يعلمون ولا يعقلون من الإسلام شيئا, فيحضرون حلقات الذكر الذكر الحقيقي وهو الذي فيه دراسة القرآن ودراسة السنة المبينة للقرآن تجد الكل ينفر منها ((كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة)) فمجالس الذكر ليست هي فقط يجتمع اثنين أو ثلاثة فيذكرون الله عز وجل سرا ومتأدبين ليس هذا فقط لكن دراسة القرآن ودراسة السنة أيضا من مجالس الذكر و هذه أهم بكثير من تلك المجالس مجالس الذكر المشروعة أما غيرها فليست بمشروعة فنأتي اليوم انعكس الموضوع لا يقبلون على مجالس العلم إطلاقا لاسيما وقد أوتي إليهم من أولئك المتمسكين بأن العلم حجاب ... عالم فهذا العلم حجاب لذلك تجد أكثر المتصوفة لا علم عندهم حتى هذا العلم التقليدي ... .

 

(276/5)

 

 

«الكلام على حديث: (لا تقوم الساعة على من يقول الله الله) و ذكر الشيخ لمناقشة حصلت له مع صوفي نقشبندي حول بدعة ذكر الصوفية (الله الله) الذي يسمونه بالذكر المفرد

الشيخ: ما معنى (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) أي من يقول لا إله إلا الله و الدليل على هذا أن هذا الحديث نفسه الذي رواه مسلم عن أنس باللفظ الموجز الله الله رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم بلفظ (لا تقوم الساعة و على وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله) إذًا هذه الرواية الأخرى فسرت الرواية الأولى و قد كنت جادلت بعض المشايخ النقشبندية حول هذا الحديث إنما قلت له من أين جئتم بما تسمونه بالذكر المفرد الله الله الله خاصة هؤلاء النقشبندية يذكرون بقلبهم أي كما قلت آنفا ما قال رسول الله (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) أي نعم لكن أسألك الذكر بلفظ الله الله هل هو فرض؟ قال لا, هل هو واجب؟ قال لا, هل هو سنة مؤكدة؟ قال لا, قلت له أكثر ما يستحق اللفظ أن يكون مستحبا ويكون ذكر غيره أفضل لكن هو كذكر يعني أحسن أحواله أن يكون مستحبا, قال لي نعم, قلت له شو رأيك إذا الأمة الإسلامية أجمعت على القيام بكل ما فرض الله عليها من طاعات وواجات وسنن مستحبات وتركت هذا المستحب واحد هل تقوم الساعة عليهم؟ قال لا, قلت له لكنّهم إذا أشركوا وعبدوا غير الله أليسوا يستحقون قيام الساعة؟ قال نعم, قلت لذلك قال عليه السلام (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق) فإذا المسلمين حافظوا على كل الطاعات والعبادات و تركوا الذكر بالله الله صاروا شر الناس واستحقوا قيام الساعة عليهم؟ فبهت الرجل و تكلم بكلام مالنا فيه الآن إعجابا بطريقة البحث والمناقشة هذا واضح جدا, الله الله ذكر طيب هذا الذكر لو تركه المسلمون يستحقون قيام الساعة عليهم لا تقوم إلا على شرار الخلق؟ لا, شرار الخلق هم الذين يشركون ولا يقولون لا إله إلا الله على هؤلاء تقوم الساعة.

الخلاصة يجب دائما وأبدا أن تفسر النصوص على ضوء واقع حياة الرسول عليه السلام وحياة السلف الصالح مثل ما ضربت لكم مثالا هذا المثال يعني ... القضية و يروح على أذهانكم الكثير من الإشكالات والشبهات تعالوا نصلي لله ركعتين في جماعة شو فيها؟ فيها نظر, شو النظر؟ مافعلها الرسول عليه السلام كل هذه البدع التي نحن ننكرها ما فعلها عليه السلام ((وكفى الله المؤمنين القتال))

السائل: ... .

الشيخ: ... مقدر هذا

سائل آخر: هذا العلم يقوم على شيء مقدر ... .

 

(276/6)

 

 

«هل رفع السلام عند الدخول على مجلس يعد تشويشا عليهم؟»

الشيخ: يقول السائل أرجو أن تنبهوا على من يدخل متأخرا أثناء حديثكم أن لا يرفع صوته بالسلام فيشغل المجلس ويشوش ... بآداب السنة أن يسلم بهدوء فيسمع بضعة أشخاص عند الباب فقط.

يعني مثل هذا الطلب ما أستطيع أن أنكره يعني لا لأنه يشوش الدرس كما يقول السائل لأن السلام له فضيلة في الإسلام لا يعرفها كثير من المسلمين فمن تلك الفضائل قوله صلى الله عليه وسلم (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم) فهذا الإفشاء هو غير إلقاء السلام, الإفشاء يعني الإكثار من الإلقاء و المبالغة في ذلك ونحن لو تخيلنا الآن ما جاء في أثر رواه الإمام مالك في الموطأ من فعل بن عمر ما تخيلناه الآن لقلنا إن فعل بن عمر فعل مستهجن مستنكر كان يقول لغلامه أخرج بنا إلى سوق يقول غلامه نافع وأنا أعلم أنه لا حاجة له بالسوق ولكنه يخرج ليسلم على كل من يلقاه في الطريق فماذا نتصور من هذا الإنسان ... الطريق السلام عليكم السلام عليكم السلام عليكم, طبعا هو مستهجن اليوم لأنه مهجور متروك لكن هذا تطبيق لذلك الحديث وأمثاله (فأفشوه بينكم) فنحن الآن إذا رجعنا إلى رغبة السائل دخل الداخل فقال السلام عليكم كما يريد السائل ما رفع صوته لماذا قنع هذا السائل بهذا المقدار و لم يقل كما يقول كثير من المتفقهة يذكرون أبيات شعر أنا لست حافظها ممكن الأستاذ يمدنا بمدده باعتباره كان درس مثل حكايتنا قديما الفقه أبيات من الشعر حاصرين فيها المواطن التي لا يجوز إلقاء السلام فيها منها السلام على التّالِ للقرآن والسلام على المصلي والسلام على أهل درس كل هذه الأشياء قالوها بدون نص إنما اجتهاد منهم, نرجو أن يكون لهم أجر لكن نحن حينما ندرس الأمر بإفشاء السلام من جهة و ندرس جزئيات كتطبيق لهذا النص العام من السنة و السلف بذلك القضية خلاف ما يقول الخلف فكثير منكم يعرف حديث بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم ... الأنصار في مسجد الأنصار قباء مسجد قباء فقام يصلي وبلغ خبر مجيئ الرسول إلى مسجد الأنصار فكانوا يدخلون المسجد و كلما دخلت منهم جماعة السلام عليك يا رسول الله وهو يصلي ما صار فيه تشويش؟! ما فيه تشويش فما كان موقف الرسول عليه السلام من هؤلاء المشوشين أنا أحكي والذي يحكي الكفر فليس بكافر, هذا ليس بكفر ماذا كان موقف رسول في تعبيير تجاه هؤلاء المسلّمين و في تعبير غيري تجاه هؤلاء المشوشين هل أنكر عليهم؟ لا, بل أقرهم على ذلك لأنه رد السلام عليهم إشارة بيده فقد وصف لنا الراوي من دقته في الرواية كيفية إشارة الرسول عليه السلام بيده قال هكذا يرفع يده هكذا السلام عليكم السلام عليكم و هكذا فهنا بلا شك فيه تشويش, فيه تشويش لكن هذا التشويش في سبيل الله, التشويش إذا كان في سبيل الله فإنه مقبول لأن الناس تظن أن كل تشويش مو مشروع أيضا من هذه المعاكسات, أيضا من المتعاكسات عند جماهير الناس التشويش الغير مشروع هو عندهم مشروع, و التشويش المشروع بنص حديث رسول الله هو غير مشروع يرفعون أصواتهم بالذكر بعد الصلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له بعد المغرب و بعد الفجر هذا تشويش, لا تشوشوا, لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة هيك هكذا وجدنا آباءنا هذا التشويش غير مشروع طبعا عندهم مشروع! السلام على المصلي المنصوص عليه في أحاديث صحيحة مو أحاديث واهية هذا بيعمل تشويش على المصلين يا حبيبي هذا التشويش على المصلي هو لا تشويش شرعا لأن فيه إفشاء السلام, مثله تقريبا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة و يسجد سجدة في صلاة العصر طويلة وطويلة خلاف كل السجدات التي صلاها أو سجدها في هذه الصلاة أو في غيرها حتى دخل الشك في بعض المصلين خلف ... الرسول لعله مات ((إنك ميت و إنهم ميتون)) فواحد منهم الظاهر مثل ما بيقولو عندنا في الشام "بصلته محروقة" إلي ما عنده صبر يقول .... الرسول مات, لا ساجد على أعضائه السبعة وإذا يرى أمرا عجيبا يرى فوق ظهره الحسن و الحسين ... وبعد ما سلم الرسول صلى الله عليه و سلم قالوا له يا رسول الله لقد سجدت بعد ظهراني صلاتك سجدة أطلتها يعني شو سبب قال (إن ابني هذا كان قد ارتحلني) كان قد ارتحلني شايفين أدب الرسول يقول عن حفيده اتخذني راحلة (فكرهت أن أعجله) بعد هيك هيك بيعملوا اليوم الناس ليش الناس بيعملو هيك إذا جاء ولد بدو يلاعبه في صلاة بينتره بيدفعه ليش لأن هذا في ظنه عبث في الصلاة لا تليق بالصلاة, بينما الرسول عليه السلام اعتبره من الصلاة شوفتوا الفرق كيف, الرسول ركوبه على ظهره وصبر الرسول له حتى هو شبع على كيفو ونزل من على ظهره بعد ذلك رفع رأسه, فاعتبر صبره و تجاوبه مع رغبات الولد من جملة العبادة والطاعة هي نفس هذه العبادة التي قال عنها الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح (حبّب إليّ من دنياكم الطيب والنساء) ليس في الحديث ثلاث انتبهو لفظة ثلاث تفسد الحديث (حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء) جملة مستأنفة و هنا الشاهد (وجعلت قرة عيني الصلاة) هذه الصلاة التي كانت قرة عين الرسول صلى الله عليه و سلم جعلت من هذه القرة أن يقرّ عين حفيده بامتطائه له على ظهره!! هذه كلها أداب وشريعة جهلها الناس و عكسوا الحقائق الشرعية منها لا تسلموا على المصلي بيشوش على المصلي, لا تسلموا على التّالي للقرآن بتشوّش على التالي والرسول صلى الله عليه وسلم أتى جماعة يتلون القرآن فقال السلام عليكم ... كذلك نحن نقول الآن واحد دخل وسلم شو فيها يا جماعة؟ أنا راح أقول ما هو أشكل من ذلك وحينئذ السائل يمكن يسحب السؤال واحد منكم عطس فقام شو قال الحمد الله يا ترى السّنة في حقه أن يسرّ بحمده لربه و إلا يجهر؟ إذا بدو يجهر المجلس بينصرف على الدرس كله وبتصير مظاههرة! مظاهرة جديدة إسلامية يرحمك الله يرحمك الله يا أخي شوشت علينا الدرس معليش هذه نعتبرها جملة معترضة كراهة ... عن الدرس ... تشمّتون صاحبكم هذا الذي حمد الله الله عطسه ... تطورت مع المادة ومع الآداب ... المائعة الأروبية هذه لا يقبلون هذا الصياح في سبيل الله لو ذهبتم إلى أوروبا و رأيتموهم كيف يمشون في الطرقات نساء و رجالا لحمدتم الله على هذا الصياح وهذا التشويش الذي يستنكره بعضنا و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين.

 

(276/7)

 

 

«ما هي السنة العملية في دعوة الناس ألا يأتوا الجماعة في المسجد بسبب المطر الشديد؟»

الشيخ: السؤال الأول ما هي السنة العملية في دعوة الناس ألا يأتوا الجماعة في المسجد بسبب المطر الشديد أو الثلج؟

الجواب جاء في مسند الإمام أحمد أن رجلا استيقظ ذات صباح أنا نسيت الآن إما على برد شديد أو مطر فتمنى أن يجد رخصة أن لا يذهب إلى المسجد فما يكاد ينتهي من هذا حتى سمع المؤذن يقول في أذانه " الصلاة في الرحال الصلاة في الرحال " وجاءت الروايات على وجهين بعضها تقول في الأذان أي " حي على الصلاة حي على الصلاة الصلاة في الرحال " وبعضها يقول بعد الفراغ من الأذان يقول " الصلاة في الرحال الصلاة في الرحال " هذا بالنسبة للسؤال الأول.

السائل: كلاهما صحيحان؟

الشيح: أي نعم السنة العملية في دعوة الناس ألا يأتوا الجماعة في المسجد بسبب المطر الشديد أو الثلج لكن ... ليس في السنة دعوة الناس أن لا يأتوا فيه فرق كبير جدا ... السنة صلوا في الرحال.

السائل: رخصة يعني؟

الشيخ: رخصة أما أن لا تأتوا المسجد ما أتصور يكون في السنة. نعم.

 

(277/1)

 

 

«الكلام عن جمع الصلاة من أجل المطر

الشيخ: وهناك حديث آخر في تجويز الجمع من أجل المطر وهو حديث ابن عباس حيث قال " جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بغير سفر ولا مطر, قالوا ماذا أراد بذلك؟ قال أراد أن لا يحرج أمته " ووجه الدلالة في هذا الحديث هو أن ترخيص الرسول عليه السلام للجمع بين الصلاتين معناه أنه صلى العصر مع الظهر مثلا وسمع النداء بعد فلا يجب عليه أن يذهب إلى المسجد لأنه أدى الفرض مع جماعة بسبب هذا المطر أما لفظة الثلج فلم ترد فيما علمته في شيء من الأحاديث ولكن إذا كان المطر يرخص للمؤذن أن يقول الصلاة في الرحال بالتالي أن لا يذهب إلى المسجد وأن يصلي في بيته فالثلج أولى كذلك إذا كان المطر يكون رخصة يجوز الجمع بين الصلاتين ... فالثلج أولى فهذا قياس صحيح.

السائل: الصلاة لازم يكون مطر شديد؟

الشيخ: لا, ... له زمان ومكان وميدان المكان والزمان شوفتهم.

 

(277/2)

 

 

«هل يقول المؤذن " الصلاة في الرحال " إذا كان هناك ضرر عام قياسا على المطر؟»

السائل: ... .

الشيخ: ... .

السائل: أجبتم على الزمان والمكان ... .

الشيخ: إذا كان فيهم مبرر عام ... الذي يقيس على المطر

السائل: إذا ... إنه ممكن يصلوا في بيوتهم ... هذه جماعة

سائل آخر: ... .

الشيخ: هذا خلاف العادة الصحيحة ... ولا صحابي ولا تابعي ولا تابع تابعي ولا أحد الأئمة الأربعة المجتهدين وإنما هو من العلماء المتأخرين في القرن السابع مع الأسف فيه خرافات كثيرة جدّا.

 

(277/3)

 

 

«هل يصح حديث: (لا تسلموا تسليم اليهود فإن اليهود يسلمون بالأصابع .... )؟»

السائل: ... .

الشيخ: ... طيّب شو سؤالك؟

السائل: سؤالي هل السلام بالإشارة هذا الحديث صحيح

الشيخ: هذا صحيح (لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن اليهود يسلمون بالأصابع وتسليم النصارى بالأكف) هكذا الحديث أن النهي عن التسليم بالأصابع فإنه من صنع اليهود وأن التسليم بالأكف فإنه من صنع النصارى هذا الحديث صحيح والحكم طبعا ثابت محكم وهذا داخل في باب النهي عن التشبه بأهل الكتاب وهذا الباب فيه عشرات الأحاديث الصحيحة فلذلك ... المسلمين متأثّرين بالعادات الغربية ... من البلاد الكافرة يومئذ فهذه عادات ليست إسلامية السلام عليكم هذا منهي عنه الإشارة باليد لا يجوز أن تقترن بالسلام المشروع فأولى و أولى أنه لا يجوز الإستقلال بالسلام بالإشارة بالكف أو بالإصباع دون التلفظ بالسلام ولكن ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنسوة ... بيده بالسلام فقال العلماء لأنه يجوز الإشارة بيده على المسلّم عليه إذا كان بعيدا منك لا يسمع سلامك أو أصم لا يسمع فتعطيه إشارة يفهم منك أنك سلمت عليه فيرد عليك السلام ولكن مع هذا ينبغي أن تختلف إشارة المسلم بالسلام عن إشارة الكافر اليهودي أو النصراني فلا يفعل هكذا كما يفعل الكشاف اليوم ولا يفعل هكذا وإنما إشارة مطلقة ليفهم عليك أنك سلمت عليه وبس.

السائل: ... .

 

(277/4)

 

 

«هل نحكم بالكفر على من وقع في البدعة؟»

الشيخ: هنا فيه سؤال هناك عدد كبير من المسلمين يتخذون طريقة دينية في عبادتهم ولا تنتمي إلى أحد الطرق الشائعة ربما هناك يوجد فيها بعض الأخطاء التي ربما تكون مضلة هل نستطيع نقول لهم بعد موتهم أن فلان كفر وما الحكم في ذلك ... المسألة تختلف فبعض المسائل كفر وبعض المسائل خطأ مخالف للشرع مثلا الذي يسرق و يزني ما هو كفر, فواحد مات وهو يزني أو سارق هو هو إلخ هذا نعتقد أنه ضال فاسق لابد نذكر أنه فاسق كذلك إذا علمنا ناسا من المسلمين يصلون ويصومون ويتصدّقون ويأتون بكثيرة من العبادات بأنها من الإسلام لكن يخالفون السنة في كثير من عباداتهم من طرقهم من أفكارهم فهنا نعتقد أنهم مبتدعة ولا يجوز أن نقول أنهم كفار ومعنى قول أنهم مبتدة أن الأصل في كل عباداتهم أنها لا تقبل عند الله عز وجل إذا كانت مخالفة للسنة ومع ذلك فبعض الناس من هؤلاء المبتدعة فيجوز أنه يكون معذور بسبب جهله أو أنه سأل من عنده من أهل العلم فأضله هو يظن أنه هكذا الشريعة فهذا النوع ليس كالنوع الذي يقيّض لهم من يبين لهم أنه خلاف السنة ثم يظل معاندا مستكبرا مخالفا للسنة فهذا شر من الأول بلا شك ولا ريب ومع ذلك فالشيء الذي نحن دائما نبيّنه لإخواننا هو أنه ما يكون ديدننا تكفير الناس بل حتى ولا تضليلهم يعني ما يقول فلان كافر وفلان ضال لأن الله هو الذي يحاسبه نحن يهمنا ننصح الناس ونذكرهم نقول أن فلان كافر فلان ضال لا بيفيدنا ولا يفيده حتى لو كان كشف لنا اللوح المحفوظ وجدنا مكتوب فلان كافر فلان ضال قلنا له يا فلان يا كافر يا ضال!! لا نحن نستفيد شيء ولا هو يستفيد شيء لكن إذا قلنا هذا ضلال هذا العمل الذي تفعله ضلال هذا العمل الذي تفعله كفر بيستفيد هو لأنه لا يعرف أن هذا كفر أو ضلال فعرفناه إستفاد فإن كان يريد الهدى يبتعد عن الكفر والضلال, هذا ما يريد يستفيد الله يحاسبه ونريد أن نذكّركم بمن يسأل أو كثير من إخواننا هناك حتى الكفر المكشوف أحيانا رب العالمين ... ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) لكن هذا النوع الذي قلت أنا الله بيغفره هو من النوع الذي ما يتحقق فيه صاحبه طبيعة الجحد, طبيعة العناد, يعني يذكر وهو عارف حاله ماذا يسوي مثل الكفرة الذين عاندوا الرسول وقاتلوه مثل أبو جهل وأبو لهب وأمثالهم من الذين عناهم ربنا تبارك وتعالى بقوله ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)) هذا النوع من الكفر والشرك هو الذي عناه ربنا في الآية السابقة ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) أما الكفر الذي ما يعرف صاحبه أنه كفر فهذا قد يغفره الله عز وجل بل يغفره الله عز وجل إذا علم أن هذا الإنسان ما يعرف أن هذا كفر ومن الدليل على هذا الذي شرحته وبينته حديث البخاري من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كان في من قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله قال لهم أي أب كنت لكم؟ قالوا خير أب, قال فإني مذنب مع ربي ولأن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا) كفر صاحبنا فيه شكّ؟ ليش كفر؟ شك في قدرة الله عليه ولأن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا (فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر) شو عم بيخطط هذا أنه حتى الله لا يقدر عليه (فلما مات حرقوه وأخذوا الرماد نصفه في الريح ونصفه في البحر فقال الله لذرّاته كوني فلانا فكان بشرا سويا, قال له ربنا تبارك وتعالى أي فلان ما حملك على ما فعلت؟ قال له يا ربي خشيتك قال له قد غفرت لك) فهذا كفر بلاشك لأنه هو في الواقع بنفس الفكرة التي ذكرها الله في خاتمة سورة يس ((وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم))

السائل: نسي خلقه

الشيخ: نعم ... المسكين هذا لكن شوف ربّنا عز وجل الحكيم العليم الرؤوف الرحيم علم من عبده هذا أنه كان مؤمنا بالله وقدرته ولكن بعلمه بظلمه وبجرمه مع ربه وأن الله عز وجل إذا قدر عليه عذبه عذابا شديدا ... هو بيعرف أن الله على كل شيء قدير لكن ... من عذابه فقال الله عز وجل قد غفرت لك الغرض من هذا ليس هو التشجيع على الكفر بلا شك بل وليس تشجيعا على الضلال الخطأ وإنما أن نصرف أنفسنا عن الحكم على أفراد الناس بأن فلان كافر وفلان ضال ... ما يجوز نحن نحكم عليه ... ما نعرف نحن ما في صدور البشر فنحن ماذا يهمنا من هذه المشكلة نحن يهمنا هداية الناس بإمكاننا هداية الناس بدون أن نأتي بلفظة التكفير والتضليل أبدا, نحن نقول لهم هذا ما يجوز, هذا سيء, هذه بدعة, هذا كفر, هذا ضلال إلى آخره كل مسألة نعطيها حقها أما أنت كافر, أنت ضال بيجوز يكون معذور هذا الإنسان فأيضا ... من التكفير و التّضليل قد يخطئ في هذا التكفير والتضليل لكن لما نقول هذا خطأ ما أخطئنا أبدا لأنه هذا خلاف السنة أو نقول هذا كفر ما أخطأنا لأنه كفر هو لكن ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه أهل الفترة هم كفار لكن ما يدخلون النار لماذا؟ ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) ... في توحيد الربوبية في توحيد الألوهية في توحيد الصفات لا أم يفهم معنى لا إله إلا الله إن كان أعجمي يفهم لا إله إلا الله فعامة السوريين يفهموا لا إله إلا الله فإن هذا الذي يفهموه بحكم قول العالم بمعنى لا إله إلا الله أو لابد من أستاذ من شيخ يعرف اللغة العربية يفهمهم معنى لا إله إلا الله نعم لابد أيضا نحن العرب زعمنا لابد من شيخ يعلمنا شو معنى لا إله إلا الله فهل نعلم اليوم الناس معنى لا إله إلا الله؟ لا إذا شفناهم تمسّحوا بالقبور, استغاثوا بالمقبور من دون الله عزّ وجلّ ما يهمّنا نبادر و نقول أنتم كفّار, أنتم مشركون هؤلاء ما بلغتهم الدعوة ... .

السائل: ... ما يتركه.

الشيخ: لا ما نتركه نبين له ... .

السائل: معنى لا إله إلا الله.

الشيخ: باختصار سأقول إنما جواب السؤال هذا أنه ليست وظيفتنا تكفير الناس وتضليلهم وإنما وظيفتنا إرشادهم وهدايتهم وتعليمهم بس.

 

(277/5)

 

 

«ما معنى كلمة لا إله إلا الله؟»

الشيخ: أما معنى لا إله إلا الله فهو لا معبود بحق مش لا معبود في الكون إلا الله لا, لا معبود بحق في الكون أو في الوجود إلا الله لما تقول لا معبود بتكون تحكي خلاف الواقع لأنه فيه معبودات كثيرة إذا قلت لا معبود إلا الله بتكون تحكي خلاف الواقع لأنه فيه معبودات تُعبد من دون الله أو مع الله, فإذا لابد من أن تظيف عبارة بحق لا معبود بحق في الوجود إلا الله فهو المعبود الواحد بحق وسائر المعبودات تعبد لكن بباطل, هذا معنى هذه الكلمة الطيبة باختصار ويتوهم الجهال حتى من خواص المشايخ أن معنى لا إله إلا الله لا رب إلا الله لا خالق إلا الله لا رازق إلا الله هذ تفسير خطأ و بعبارة أدق تفسير قاصر شو معنى قاصر يعني ما أدّى معنى الجملة بكاملها, لا رب إلا الله صحيح, لا رازق إلا الله صحيح, لكن مو هذا المقصود بلا إله لأن الإله هو معناه المعبود المخضوع له أما ربا ... ما فيه رب إلا الله لكن من عبدت؟ إذا عبدته وحده لا شريك له فقد ألهته وحده وهذا معنى لا إله إلا الله, أما إذا عبدت معه غيره ... كل المشركين كانوا يعبدون غيره حتى اليوم يعبدون البشر و الأولياء, يعبدون البقر فإذا عبدت غيره فلن تؤمن بلا إله أي بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة الطيبة هؤلاء الذين يدعون الأولياء والصالحين أبدا لا يفهمون المعنى الصحيح للا إله إلا الله لأنه لا معبود بحق فهذا الذي يقول يا باز أغثني لا يدري هذا المسكين أنه عبده لأنه ناداه وقد قال عليه السلام (الدعاء هو العبادة) ... إما ساجذ و إما جاهل هذه كلمة مختصرة.

 

(277/6)

 

 

«هل أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل الفترة وكذلك المشركون قبله؟»

الشيخ: نعم

السائل: (أبي و أباك في النار) ... .

الشيخ: الذي تقول لا شك فيه فيه كل الشك قولك أن والد الرسول من أهل الفترة هذا غير صحيح من أين لنا أنه من أهل الفترة؟

السائل: لأنه ما فيه نبي في زمانه.

الشيخ: مثل حكايتنا نحن فيه نبي في زماننا؟

السائل: لا.

الشيخ: لكان؟

السائل: ... رسالة

الشيخ: ... عندهم رسالة, هذا الخطأ شائع أن المشركين الذين كانوا قبل الرسول عليه السلام هم أهل فترة, غلط هؤلاء بلغتهم دعوة إسماعيل ... لقد كانوا يطوفون في عهد الرسول قبل النبوة وبعد النبوة.

سائل آخر: ... .

الشيخ: نعم

سائل آخر: ... .

الشيخ: إما الشخص و إما دعوة الشخص و لذلك قلت لك و أنا أذكر بما أقول يعني مثل حكايتنا فنحن ليس لدينا نبي لكن جاءت دعوته؟

السائل: نعم.

الشيخ: خلاص أقيمت الحجة علينا , أروبا تقول ما جاءتهم الدعوة إيه ما جاءتهم الدعوة فهم أهل فترة لكن ما نستطيع نحن اليوم نقول جاءتهم أو ما جاءتهم ... بلا شك فيه بعض المستشرقين من هؤلاء الكفار قطعا بلغتهم الدعوة, ربما بعض البلاد و بعض القرى أيضا بلغتهم الدعوة لكن نحن لا نعرف بلغتهم دعوة أو ما بلغتهم ... شو الفائدة نحن هنا في الحكم الشرعي من بلغته الدعوة فقد أقيمت عليه الحجة من لم تبلغه الدعوة فهو في أهل الفترة, الآن الذين كانوا قبل بعثة الرسول عليه السلام ومنهم أبواه كان المفروض أن نقول كما نقول عن أهل أوروبا ما نقول بلغتهم الدعوة أو ما بلغتهم الدعوة لكن نحن وجدنا أحاديث تنبؤنا بأن الذين كانوا ماتوا قبل بعثة الرسول عليه السلام هم من أهل النار فاستدللنا بذلك على أنهم ليسوا أهل فترة لأنهم لو كانوا أهل فترة ما كانوا من أهل النار, لذلك مثلا أن الرسول عليه السلام مر يوما وهو على بغلته فشنفت به ... فإذا به يرى قبرين فسأل عنهما فقالوا إنهما ماتا في الجاهلية مع ذلك يعذبان فشنفت البغلة لأنها سمعت عذاب المقبورين لأن ما سبق قال عليه الصلاة و السلام (لولا أن تدافنوا -وفي رواية- لولا أن لا تدافنوا لأسمعتكم ما سمعت من عذاب القبر) و ما يدل على ذلك ما يتعلق بنفس السؤال فقد قال عليه الصلاة و السلام (إني استأذنت ربي إلى أن أزور قبر أمي فأذن لي فاستأذنت على أن أستغر لها فلم يؤذن لي) ذلك لأن الله يقول ((و ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه)) فإذا الإستغفار للمشركين لا يجوز إلا أذا كان لا يظن أنه من المشركين فالرسول استأذن ربه أن يستغفر لأمه بمسألة ربه أن يستغفر أن يزور قبر أمه فأذن له و إني استأذنته في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي إذا هذا دليل أنها ليست من أهل المغفرة لكن لا يتعلق بهذه فالحديث الذي سألت عنه فهو دليل أنه بلغته الدعوة ... أهل النار محكوم به مما لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى دليل أنه بلغته الدعوة فلم ... .

السائل: فضيلة الشيخ ... .

الشيخ: كيف كيف؟

السائل: ... .

الشيخ: ... ((و ما كنّا معذّبين حتى نبعث رسولا)) مش كافر يكفرهم و ... الكفر

السائل: ... .

الشيخ: بلغهم دعوة الحقّ؟

السائل: ... .

الشيخ: شو معنى ما كنا معذبين كيف عم تفهم الآية أنت؟ شو معنى ((و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) شو معنى ((و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) ... أنا سؤال واحد بسأله لك من بين العشرات ما تجاوبني عليه شو معنى ((و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) إذا بتعرف شو المعنى قله, إذا ما تعرف شو المعنى اسأل عنه.

السائل: طيب موجود ديانات ... .

الشيخ: مو قابل هذا النقاش أخوك.

السائل: بدي تسمعني ... ديانات.

الشيخ: شو رأيك راح أقول لك وجودها في بعض الأحيان ليس حجّة, شو رأيك إذا وجد عالم كبير ليس ... هو يقرأ القرآن والسنة ... بلغتهم الدعوة؟

السائل: ... .

الشيخ: دعوته إذا ما جاء رسول ولا دعوة رسول فهذا أنا ما أعذبه لعدله وحكمته وجلال عظمته ... لم تبلغه دعوتي ... إنت عم تشتغل بعقلك ليش لكان ... ما في حاجة

السائل: ... .

الشيخ: نعم

السائل: ... .

الشيخ: لو كانت القضية مثل ما بتقول ما فيه حاجة لإرسال الرسل وإنزال الكتب ما دام العقل كافي ... عاقل ولا مجنون, المجنون مكلف شيء؟

السائل: ... .

الشيخ: عم اسألك سؤال المجنون مكلف شيء؟

السائل: ... .

الشيخ: كيف ... حلال و حرام بدون ما يقول الله هذا حلال وهذا حرام ما جاوبتني

السائل: لأن العقل ... .

الشيخ: ما جاوبتني.

 

(277/7)

 

 

«الكلام عن قوله تعالى: ((إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم)).»

الشيخ: لأنه على العكس من ذلك ينهونهم أن يعبدوا غير الله وإما أن يكونوا بشرا مثل فرعون و ... كانوا فرضوا أنفسهم على شعوبهم وجعلوهم آلهة من دون الله عز وجل وأجبروهم على طاعتهم وعبادتهم فالأصنام و الأحجار التي نفذوا فيها الصالحين ... غير أن صدور الآية ما تعبدون الله إنكم أيها المشركون وما تعبدون من دون الله من أصنام وتماثيل نحتّموها ولو كانوا تماثيل صالحين ... على إتباع ما دون الله كفرعون و الأحبار والرهبان إلى آخره ((إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم)) ... كلهم داخلين النار أما الرسول عليه السلام وإن كان ... الرسل والصالحين الذين حذر ... من غير الله مع ذلك عصوهم و عبدوهم من غير الله فهؤلاء ليسوا مقصودين بداهة بهذه الآية الكريمة وفي مثل هذا نزل قوله تعالى ((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة)) ... إلى آخره ((إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون)) ... ممن عبدوا من دون الله تبارك و تعالى دون رضى أنفسهم.

السائل: و ما تعبدون فيه ... .

الشيخ: ... .

 

(277/8)

 

 

«سؤال عن حكم المنيحة مقابل القرض؟»

الشيخ: مثال واحد عنده ناقة, عنده شاة فيمنعها جاره هذا حض عله الرسول عليه السلام حض على المنيحة

السائل: نعم

الشيخ: و المنيحة هي الشاة أو البقرة أو الناقة ... فكان يومئذ ... كان يومئذ تعريف الدابة سهل يومئذ فكان الرجل الممنوح منيحة مقابل تعليفه للدابة يركبها و يستفيد منها فإن الشارع الحكيم جعل المقابل أن تعلف من الممنوح له ... فهذا لما يكون بالطريقة هذه من باب الإحسان يعني إلى الجار المسلم ما فيها إشكال إذا جاءت لكن يجب ... الإبتعاد عن الإحتيال في الموضوع لما يكون إنسان عنده بقرة البقرات تعليفها مش بالسهولة التي كانت في ذاك الزمن ... تعليفها نصف ... لكن تدر عليه حليب أضعافا مضاعفة, فأنا مثلا بحاجة إلى ألف ليرة فأنا بجي أستقرض منك الألف وأعطيك البقرة ... بتحط عليها علف مثلا خمس ليرات بتجيبلك خمس عشرة ليرة في اليوم ... محروم من الحليب محروم من الركوب بيستفيد منها ركوب بيستفيد منها حليب إلى آخره ومقابل ذلك طبعا ... هذا الذي أجازه الشارع فالصورة التي أعرفها ... إذا خلت من طريق الإحتيال لأكل الربا ما فيها شيء و إلا فيها كل شيء.

السائل: ... .

 

(277/9)

 

 

«ما حكم الاستفادة من مال شخص يتعامل بالربا؟»

السائل: ... .

الشيخ: ... حلال أم حرام؟

السائل: هذا مال مختلط ... .

الشيخ: الذي حكيته أوضح الأمر, بناء على هذا الذي حكيته حلال أو حرام؟

السائل: لا ... .

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: طول بالك طول بالك.

السائل: نعم

الشيخ: ... حكم هذا الواقع فأنت أجبت فقدت الدولة الدولة مهما كانت ... الدولة اشترت ... هذا المال حلال أو حرام؟

السائل: لا, حلال.

الشيخ: كيف نعرف أن هذا المال حرام أم حلال القاعدة هذه كما قلت آنفا انظر إلى الطريق الذي به تحصل على المال ... ما هو الطريق الذي تصل إلى ذاك المال مشروعا أو على الأقل جائزا فهذا المال لك جائز و إلا فلا.

السائل: ... .

الشيخ: يا أستاذ ما بدنا نعلل ... .

السائل: ... .

الشيخ: انظر إلى الطريق الذي تصل به إلى ذاك المال حلال الطريق حلال أو حرام.

السائل: ... على تنفيذ أحكام ما أنزل الله بها من سلطان ... .

الشيخ: ... اللغة العربية في المذاهب شو يعني ... هذا موظف مثلا في شركة تأمينات عم ... الزوجة أكثر أو أمه أكثر إلى آخره ... لكن هذا موظف في البنك مفهومة هذه فليسوا سواء أبدا.

الشيخ: يعني هذا يساعده على الضلال

سائل آخر: ... .

الشيخ: ... .

السائل: عن الأمور تختلف عن موضوع ... .أفضل

الشيخ: ... حلال أو حرام

سائل آخر: إن هذا الإنسان ... .

الشيخ: معقول يعني واحد يدعوك على طعام ... اتخذ بطريق شرعي ... .

السائل: ... .

الشيخ: إذا ما استطعت

السائل ... نقدم لهم معروفا

 

(277/10)

 

 

«هل يجوز قراءة القرآن على غير طهارة؟»

السائل: ... .

الشيخ: ... ما بيجوز

السائل: ... إن حديث الرسول عليه السلام

الشيخ: ... يقول ما هو أولى ... فذلك أولى به

السائل: و حديث ... .

سائل آخر: السلام عليكم.

الشيخ: و عليكم السلام.

السائل: ... لبيان الأولى فهو أولى به ... .

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: إذا فعل رسول الله أمرا هو بالنسبة إلينا خلاف الأولى لنا فهو بالنسبة إليه هو الأولى.

السائل: ... .

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: أنا أقول دائما أي حكم إذا أردت فهمه فهما صحيحا بسيطا فهو لايؤخذ ... الآن حديث عائشة كان يذكر الله في كل أحيانه ... تأخذ منه حكم على خلاف القاعدة التي ذكرناها ... الرسول عليه السلام هل غالب أحيانه على طهارة أم غير طهارة؟

السائل: لا, على طهارة.

الشيخ: طيّب يترتّب من وراء ذلك السؤال الآتي هل يذكر الله في غالب أحيانه على طهارة أم على غير طهارة؟

السائل: لا, على طهارة.

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: أنا ما بيهمني, الذي يهمّني هذه كلها وسائل شو الغاية؟ الغاية أنه يذكر الله ... في أغلب أحيانه وهو على طهارة ... السابقة كان يذكر الله في كل أحيانه ... يتعلق بوضع الإنسان ... نعم

السائل: ... من الحديث الذي يدل على ... بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... رضي الله عنه قال ... صل الله عليه و سلم

 

(277/11)

 

 

«الكلام عن الحيلة على شرع الله في حديث: (لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها .... ) وحديث: (لعن الله المحلل .... ).»

الشيخ: في شكل هذا ما وقع فيه اليهود فلم نعتبر نحن بذلك لأننا لا نقرأ الكتاب والسنة للإعتبار والفهم لأن باب الإجتهاد أغلق, أريد بكلمتي هذا عن اليهود إشارة إلى حديث له علاقة وثقى بما نحن في صدده اللآن من الكلام على ... قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم (لعن الله اليهود حرّمت عليهم الشحوم فجملوها -أي ذوّبوها بالنار- فجملوها ثم باعوها وأكلوا أثمانها, فإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه) الشاهد عند كلمة جملوها حرّم الله على اليهود كما قال عز وجل ((فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلّت لهم)) طيبات حلال كانت مباحة لهم, الله عز وجل حرّمها عليهم بظلمهم من هذا التحريم لبعض الطيبات الشحوم, فكانوا يذبحون الذبيحة الفارهة السمينة ... فيأكلون فقط اللحم الأحمر ... فما حرم الله فاستحلوا بيعه وأكل ثمنه أي فرق بين هذا الشحم لما قطع من أصله و بينه لما وضع في القدور وأذيب بالنار؟ الحقيقة واحدة إلا أن الشكل اختلف, هل في الإسلام مثل هذه الشكليات أم الإسلام يحاربها؟ جاء في نفس هذا الحديث رسول الله يقول (لعن الله اليهود) لم؟ لأسباب بطبيعة الحال معروفة في بعض آيات القرآن كاحتيالهم على الصّيد في يوم السّبت لكن هذا السبب لا يعرفة الكثيرون (لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم ... ) احتالوا عليها لإستحلالها بأن ذوبوها والشحم لا يزال فيما وجد شحما بكل ... فالشيطان لعب باليهود وزين لهم مدام الشكل تغير الحكم تغير هذا ليس من الإسلام في شيء إطلاقا ولنا أمثة كثيرة منها ما ذكرت في الأمس القريب أن بعض المسلمين يحتالون على النكاح الغير شرعي بتسميته نكاحا لاستحلال ما حرم الله, حرّم الله على الرجل الذي طلق زوجته ثلاثا أن ينكها إلا بعد ما تنكح زوجا غيره فماذا فعلوا جابوا تيس مستعار سمّاه الرسول كذلك و قالوا له نحن غرضنا أن تتزوج هذه المرأة ثم تطلقها لتحل لزوجها الأول فماذا يفعلون يأتون بهذا التيس المستعار ويأتون بولي المرأة ويأتون بشاهدين جدد يشهدون إن فلانة نكحت فلانا شكليا أما الحقيقة تحليل الزوجة لزوجها المطلق لها ثلاثا فهي لا تحل له إلا بعد ما تتزوج زوجا شرعيا إلى آخره وقد فصّلنا القول في هذه المسألة أمس ببعض التفصيل.

 

(278/1)

 

 

«الكلام عن الظاهرية المذمومة وفهمهم لحديث: (لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ... ) وحديث: (لعن الله المصورين).»

الشيخ: وقع المسلمون في مثل هذا الإحتيال من ذلك هذه الصورة أخت هذه لكن الفرق هذه ... كوجوده فيها و أمور داخلية يستحي أن يقع فيها بعض الظاهريين القدامى الذين كانوا يأتون بأشياء في الواقع المضحكة لجمودهم على ألفاظ الحديث وعدم تعمقهم لمقاصد الحديث ... كمثل قول بعضهم مثلا في حديث (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد) حديث واضح مبين (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد) الذي لا يجري و لا يمشي فوقف بعض العلماء الظاهريين عند لفظ الحديث ولم يتعمقوا إلى ما ورائه فقالوا فلو أن رجلا بال في إناء ثم أراق ما في الإناء في الماء الراكد جاز هذه ظاهرية لكن ظاهرية أهل الحاضر أشد من هذه (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد) لماذا؟ كل إنسان يفهم أن الغرض من هذا النهي المحافظة على نقاوة الماء وعلى طهارته فإذا بال الإنسان فيه عرضه للنجاسة وهو يقينا قد لوّثه وهذا فيه إضرار بالناس بسبب تلويث هذا الماء إن لم يكن لسبب تلويثه فإذا كان المقصود من هذا النهي صريح ما الفرق بين هذه الصورة التي توجه الحديث مباشرة إليها وبين الصورة الأخرى أن الإنسان بال في إناء ثم أراق ما في الإناء هذا من حيث اللفظ لا يقال بال في الماء الراكد إنما يقال بال في الإناء لكن الغرض و الهدف من النهي يؤكد أنه لا فرق بين الصورة التي جاء نص الحديث عليها وبين هذه الصورة الأخرى التي نحن نمثل بها, ثم نحن نقول في الشاهد المجاري كلها تمشي في مجاري مسافة طويلة أو قصيرة في نهاية المطاف تصب على الماء الجاري فيتلوث هذا الماء فلو كان هناك مجرى الإنسان يتبول فيه أو يتغوّط ثم هناك بحيرة فيها ماء راكد سواء جاء ووقف على حافة البحيرة فبال فيها مباشرة في هذا المجرى ... سواء بال مباشرة أو بالواسطة التلوث حاصل وهذا هو الذي رمى إليه الشارع حينما نهى عن البول في الماء الراكد فهذه ظاهرية قديمة و هذه ظاهرية حديثة فهذه الصورة مباحة لأنها بالألة وتلك الصورة محرمة لأنها باليد علما بأن الآلة صنعت باليد ولولا اليد العاملة ما كان يساوي ...

 

(278/2)

 

 

«الكلام عن حكم الصيام مع اختلاف المطالع

الشيخ: أرجع فأقول أخيرا جوابا على سؤالك أو الشطر الثاني من سؤالك الصيام إضافة أن هذه الأسئلة يعني نتعرض لبحثها كثيرا, في الأمس القريب سألني بعضهم فبيقول العلماء اختلفوا في الواقع في الصيام هل الأمة الإسلامية مهما اتّسعت بلادها مكلفة أن تصوم جميعا أم الأمر يعود إلى اختلاف المطالع وهذان معروفان لكن إذا ما نظرنا إلى قوله عليه السلام المطلق (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأتموا الشهر ثلاثين يوما) هذا النص المطلق يأمر المسلمين صوموا جميعا أن يصوموا جميعا لرؤية بلد واحد لكن هذا في حدود الإمكانية لا سيما في ذاك الزمان أما اليوم الذي لاحظ ... القمر هنا ممكن إشاعة الخبر في عالم الإسلام في دقائق محدودة جدا ففي هذا الحالة يجب على المسلمين كلهم أن يباشروا الصيام ولو على التتابع بسبب إيش بعد البلاد هذه واختلاف المطالع لكن الرؤية هذه يجب أن تتبنّى إسلاميا في كل البلاد الإسلامية, لكن ما العمل؟ اليوم الحكومة الإسلامية لا تهتم بتطبيق الإسلام المطلوب فهما واحدا لا اختلاف فيه مثل إقامة الحدود ونحو ذلك فأولى وأولى أن لا يهتموا بتحقيق حكم شرعي فيه خلاف كما ذكرنا آنفا فمادام الأمر هكذا وإذا لم نملك نحن بصفتنا أفراد مسلمين أن نوجب على العالم الإسلامي كله أن يصوموا في يوم واحد كما يعرفون في اليوم واحد مادام هذا ليس في ملكنا ولا قدرتنا فنحن حينئذ علينا أن نطبق حديثا صحيحا ألا وهو قوله عليه الصلاة و السلام (صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس) فإذا كنت تعيش في هذه البلاد فعليك أن تصوم بصومهم وتعيد بعيدهم ولا تربط مصيرك بالسعودية و لا بلاد أخرى سبقت هذه البلاد بالصيام أو تأخرت كذلك هناك نقول للمسلمين هناك أيضا صوموا لصيام المسلمين هناك لأنه لا يمكن الآن أن نجمع المسلمين على صوم واحد وعلى عيد واحد فحينئذ نقول " حنانيك بعض الشر أهون من بعض " صحيح أنه كان الأولى أن يصوموا في يوم واحد وأن يعيدوا عيدا واحدا لكن هذا لما ذكرنا لا يمكن لكن يمكننا أن يصوم كل إنسان مع بلده وبلاش أن يوجد فرقة جديدة كما لحظت بنفسي سافرت في أول رمضان إلى العمرة إلى بيت الله الحرام ففي موقف من المواقف التي وقفنا عندها في مكان اسمه العشاش قبل مدينة بمئتي كيلومتر فتأخرت السيارة عشان ذهبت إلى دكاكين أبحث عن حاجتي لها فدخلتت على صاحب الدكان عليه سمت المسلمين ملتحي ورجل شاب لكن في أثناء الحديث إذا به يقول أنا مثلك ليه قال لأن ... و كان هذا أول يوم صاموا هناك في ... قلت له كيف وأنت تعيش في السعودية قال ثبت الصيام عند ... وهم مسلمون والرسول أتى بالحديث نفسه (صوموا لرؤيته) هذا استدلال صحيح لكن عمليا لا يمكن تطبيقه فقلت أنت الآن صائم و الناس إيش مفطرون هنا ثم ستفاجأ بمخالفة أخرى الناس يصومون هنا وأنت مفطر ويعيّدون وأنت لا تعيّد لذلك الأولى أن تمشي مع المسلمين الذين يعيشون هنا ونرجو الله عز وجل أن يلهم حكام المسلمين و يجمعوهم على صوم يوم واحد وعلى أن نعيد في يوم واحد لكن لا ... المشكلة لا تبدأ من هنا هذا مظهر من مظاهر العلة الأساسية فيجب أن نعالج المشاكل جذريا كما تحدثت بالأمس القريب بشيء من التفصيل و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين.

السائل: فضيلة الشيخ جزاه الله خيرا وزاده الله علما ... واحدا ... و جزاه الله خيرا و شكر له

 

(278/3)

 

 

«ما معنى الحكمة في الآية: ((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة .... )).»

الشيخ: هذه الحكمة تطلق ويراد بها السنة, الحكمة تطلق ويراد بها السنة ((و يعلمه الكتاب والحكمة)) الكتاب هو القرآن والحكمة هي السنة, وتطلق ويراد بها الأسلوب الحسن و ... الآية التي ذكرتها ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)) المسلم لما يعظ الناس يعظهم بالكتاب والسنة ... و لكن لا يقسو عليهم ولا يحقد عليهم ثم يستعمل الرأفة واللطف و اللين فهذا أمر يعني معروف ما فيه شكّ حتى يتوجه السؤال إليه ... الحكمة ويراد بها السنة كما ذكرنا في الآية السابقة والحكمة يراد بها الأسلوب الحسن على هذا يكون منهج الدعوة يعني علم صحيح من الكتاب والسنة وهي الحكمة.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

(278/4)

 

 

«ما معنى الطهارة في قوله تعالى: (( ..... فإذا تطهرن))؟»

السائل: جاء في القرآن ((فاعتزلوا النساء في المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن ... ))

الشيخ: يتطهّرن من الحيض فإذا تطهرن أي استعملن الماء.

السائل: ... .

الشيخ: لا, هذا من عندك, حتى يطهرن من الحيض يعني ينقطع الدّم فإذا تطهّرن أي استعملن الماء ينص النص على الأعم و الأشمل فتطهرن يعني غسلن موضع الدم هذا أدنى أنواع التطهر, أو توضّأن أو اغتسلن و هذا هو الأشمل و الأفضل, يعني التطهر يشمل كل هذه الأنواع. أي نعم.

 

(278/5)

 

 

«هل نستعمل عقولنا في فهم الكتاب والسنة وأمور العقيدة كالإستواء على العرش؟»

الشيخ: لا إله إلا الله.

السائل: ... .

الشيخ: أيوة في الدين كيف يعني ... ؟

السائل: ... .

الشيخ: كيف نستعمل عقولنا كيف نستعمل عقولنا إذا كنت تريد نستعمل عقولنا في فهمها ... .

السائل: نعم.

الشيخ: هذا لا غبار عليه أما نستعمل عقولنا فيما يكون هذا كما لو قلت أنت أستعمل عقولنا فيما أقول فيما تقول أنت ... أو أكون أنا أستعمل عقلي فيما تقول لأن أنت بشر وأنا بشر أما كلام رب العالمين لا ينزل منزلة البشر, فلعلك سألتني عن هذا؟

السائل: ... .

الشيخ: طيب كيف نستعمل عقولنا في فهم السنة؟

السائل: ... بأن الله سبحانه و تعالى ... كما قال الإمام مالك " الإستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة " ... تميز حضاري ... عقائد خاصة لا تستطيع أن توافق ... و لهذا أقول ... .

الشيخ: نعم, علماء الكلام يا أخ ... في سبيل الدفاع عن الإسلام وفي سبيل إبعاد شبهات الكفار من الروم واليونان ونحو ذلك, الحقيقة كان واجبهم أن يقربوا الإسلام إلى المنطق الفطري لا إلى المنطق اليوناني لكن هناك عكسوا ذلك تماما والأمر كما يقال التاريخ يعيد نفسه نحن الآن في محنة تشبه تلك المحنة تماما, فالكتاب الإسلاميين اليوم وعلماء المسلمين اليوم ينقسمون إلى مذهبين تماما التاريخ يعيد نفسه, فناس يحاولون الآن أن يأمريكو الإسلام يجعلوه إسلاما أروبيا وإسلاما أمريكيا هل هو لتوضيح الإسلام وبيان أنه يتماشى مع العقل السليم والفطرة السليمة أم هو تأويل الإسلام تأويلا يتماشى مع ثقافة هؤلاء الأوروبيين والأمريكيين, فالآن العلماء قسمان, قسم يحاول أن يبين الإسلام بفهمه إياه أولا فهما صحيحا وبعرضه أيضا عرضا صحيحا سليما, وقسم آخر يقول عرض الإسلام هكذا و بهذه ... القديمة لا يفهمها هؤلاء الأوروبيين فينبغي أن نفهمهم الإسلام فهما يتقبلوه ... هذا هو ما صنعه علماء الكلام وعلى رأسهم المعتزلة وهذا هو كان السبب لضعف الإسلام و إدخال أفكار غريبة عن الإسلام, فهؤلاء الأساتذة المحاضرون ... هم في الحقيقة لا يفهمون الإسلام ولكن يتأثرون بكثرة كاثرة من علماء الكلام فيتوهمون أن عملهم كان في سبيل خدمة الإسلام والواجب كان ينبغي أن يكون كذلك لكن ليس ما ينبغي أن يكون هو كائن, أي نعم أنا أقول الآن علماء المسلمين أضروا بالمسلمين بدليل أن العالم الإسلامي الآن يعيش على ضلالات علم الكلام فهو ضال وحائر ويكفي ... ضربت لكم مثلا في الأمس القريب و يبدو أنك كنت حاضرا طيب, سؤال الجارية من الرسول عليه السلام أين الله؟ قالت في السماء, اسأل اليوم من شئت من المحاضرين أنفسهم لا تجد عندهم جوابا, إذن ماذا استفادوا من هذا العلم الذي من ... ويعظّمونه وأنهم كانوا يزعمون أنه ضرورة زمنيّة في سبيل الدفاع عن الإسلام هم ما دافعوا عن الإسلام بل بالعكس انحرفوا من الإسلام إلى الأديان الأخرى أو الأفكار الغريبة عن الإسلام.

الجملة التي رويتها بدقة عن الإمام مالك هي في الواقع معيار الدعوة السلفية فهو يقول " الإستواء معلوم " علماء الكلام ماذا يقولون؟ علماء الكلام وصل بهم ليس فقط إلى تأويل نصوص الكتاب والسنة, الذي هو يشبه التعطيل بل هو تأويل نفس كلام الإمام مالك تأويلا مضحكا حتى يدفعوا أن يكون كلام مالك حجة عليهم, هم يقولون معنى كلام مالك الإستواء معلوم يعني منصوص كيف يعني منصوص هذا تعطيل يشبه نعطيل المؤوّلة تماما لنص ... من هذا الإمام الجليل هو السائل يقول يا مالك ((الرحمن على العرش استوى)) ما معنى استوى؟ فهذا السائل يعلم أن الجواب مذكور في القرآن فكيف يقول مالك للسائل الإستواء مذكور في القرآن وهو ذكّره به ... فهو يسأل عن هذا المذكور في القرآن وهو يعلم و ليس بجاهل له و يقول يا مالك ((الرحمن على العرش)) كيف استوى؟ كان الجواب الإستواء معلوم أي لغة ... فهو نص في أن معنى الإستواء معروف في اللغة وأنه الإستعلاء ولما كان هذا حجة على المؤوّلة وعلى الخلف عطلوا هذه الحجة بتأويل ... قالوا يعني مالك الإستواء مذكور إيش يعني مذكور يعني مذكور في القرآن ... هل هناك آية في القرآن ذكر فيها الإستواء حتى يكون الجواب نعم الإستواء مذكور في القرآن لم يمكن السؤال حول هذا كان السؤال عن كيفية الإستواء وكان السؤال في ... الآية التي يسأل عنها فهو يعلمها وهو يذكرها فما معنى قول هؤلاء المتأخرين بأن مالكا يعني بقوله الإستواء معلوم يعني مذكور!؟ تعطيل لنص مالك, ... نقول نحن لعلماء الكلام ما معنى ((الرحمن على العرش استوى)) فيقولون وقولهم يذكّرنا بقصّة وبنكتة سيقولون في المسألة قولان السلف يقولون الإستواء هو الإستعلاء و الخلف يقولون الإستواء هو الإستيلاء, في المسألة قولان والنكتة زعموا بأن مفتيا كيّسا ذكيا عرض له سفر خارج البلدة فأناب عنه والده ليدير عملية الإفتاء فقال لست بعالم و لست أهلا للقيام بهذه ... قال أنا أدلك على طريقة كلّما جاءك سائل يسألك قل له في المسألة قولان فكان يتخلص هكذا من الجواب حرام أو حلال في المسألة قولان!! يجوز أو لا يجوز في المسألة القولان!! ... فانتبه كيّس من الأكياس وفطن من الفطناء أنه فيه شيء هنا في الأمر فقال لصاحب له سل الشيخ قل له أفي الله شك؟ قال يا سيدي شيخ أفي الله شك؟ قال في المسألة قولان هههه.

الحضور: يضحكون

الشيخ: فعلماء الكلام يعالجون العقيدة بمثل هذا التردد ومثل هذه الحيرة, ما معنى الإستواء؟ السلف يقولون الإستواء الإستعلاء, والخلف يقولون الإستواء الإستيلاء ما الذي استافدوه من هذا التعطيل؟ لا شيء فلا هم سلفيون ولا هم خلفيون, لم؟ بل هم حائرون كما قلت في الأمس القريب عن ذاك الأمير الطيّب قال هؤلاء أضاعوا ربّهم, هؤلاء أضاعوا معاني من القرآن جليلة وظاهرة ... قلنا وقال سلفنا لماذا أنتم تأوّلون الإستواء بمعنى الإستيلاء؟ قالوا وهذا يظهر لك أن القضية مو قضية دفاع ورد على الفلسفة اليونانية, لا الفلسفة تلك المادية دخلت في ... قلوب هؤلاء علماء الكلام فعمل فيهم وصرفهم على الإستدلال بالقرآن قالوا لهم لماذا تفسرون الإستواء المذكور في أكثر من آية في القرآن بالإستيلاء ولا تقصدون بالإستعلاء الذي هو المعنى العربي لهذه الكلمة؟ قالوا إذا قلنا الإستواء في الآية هو الإستعلاء جعلنا لله مكانا, جعلنا لله مكانا و الله منزّه عن المكان, كلام صحيح أن الله منزه عن المكان صحيح لكن فهمهم هذا غير صحيح لأن قولهم إذا قلنا ((الرحمن على العرش استوى)) استعلى جعلنا له مكانا أما تنزيهم ربهم عن المكان صحيح و هكذا خلطوا عملا صالح وآخر سيئا نسأل الله أن يتوب عليهم ولكن هل تخلّصوا من المشكلة حينما لجؤوا إلى القول بأن معنى استوى استولى مثل الذي كان تحت ... وصار تحت المطر تعرفون ... و إلا أنتم ما تقولون هذا؟

السائل: لا نعرف.

الشيخ: يعني ... فكنا تحت ... صرنا تحت المزراب أو صرنا تحت المطر هكذا أصابهم فلما قالوا الإستيلاء واستدلوا على ذلك ببيت من الشعر قالوا " استوى بشر على العراق *** بغير سيف ودم مهراق "

فانظروا الآن الشيء الذي فروا منه وقعوا فيه لأن شبهوا استواء رب العالمين على العرش باستيلاء بشر على العراق الذي فروا منه وقعوا فيه صراحة لأن علماء السلف يقولون ((الرحمن على العرش استوى)) استعلى استعلاء يليق بكماله لا يقولون كما يستعلي فلان على عرشه بخلاف قول الخلف هؤلاء استيلاء كما استولى بشر على العراق لاحظوا هذا فماذا قالوايعني لاحظو أن تأويلهم عاد عليهم بالشر الذي فروا منه فماذا قالوا لا نحن نعني أنه استولى استيلاء يليق بجلاله, ... استعلى استعلاء يليق بجلاله وانتهت المشكلة و خليكم سلفيين وبلاش تكونوا خلفيين, فإذا هؤلاء لما تأوّلوا موش ردا على العلماء من اليونان والرومان بفلسفتهم إلى آخره حقيقة شبهات صارت في أنفسهم فدافعوا عنها بطريق التأويل فأدّاهم ذلك إلى التعطيل لذلك الآن تجد علماء الكلام والمدافعين عنهم حيارا في دينهم الآن إذا استطعت يوما أن أحاضر ... لعلماء الكلام ... الرسول عليه السلام الجارية لا يستطيع أن يجيبك لأنه لا يعرف العقيدة الإسلامية يعرف فقط ثقافة إسلامية عامّة من علماء الكلام المعتزلة و ردّهم على الكفار والزنادقة وقد يكون شيء من الأمر هكذا فحديثان فيه الأمر ... عند نصوص كتاب ربهم فإنما حكّموا عقولهم فهم من ناحية أرادوا الإصلاح فوقعوا في الإفساد, ونحن نعيش في هذا السياق مع الأسف إلا قليلا من عباد الله المخلصين! إتماما للبحث هم يقولون إذا قلنا ((الرحمن على العرش استوى)) ... و هذا للرد على الفلاسفة ... أنا الأن أتكلم بلغة الفلسفة كيف وهم لا يعلمون شيئا من هذه الفلسفة و هي حق في هذا المجال فنحن نقول لهم فعلا هذا وقع فيه بعض مشايخ الأزهر في موسم من مواسم الحج منذ نحو أربع سنوات في ليلة من ليالي منى الهادئة فلقينا هناك شيخا أزهريا فجرى البحث ... الصفات وبصورة خاصة في هذه الآية قلت له أنت تتهمون السلفيين بأنهم يتلون الآيات على ظواهرها ((الرحمن على العرش استوى)) فعلا وتقولون على السلفيين أنهم مجسّمة ومشبهة, أنا أسألك الآن حينما تنسبون إلى السلف قديما وحديثا أنهم يجعلون ربهم في مكان حينما يقولون الله في السماء والله على العرش استوى تقولون أنهم يجعلونه في مكان أسألك الآن آالمكان هنا تبدأ الفلسفة الآن لكن فلسفة منطقية كما سترون آالمكان أمر وجودي أم عدمي؟ فكر قليلا ثم أجاب بجواب صحيح قال المكان أمر وجودي ليس شيئا عدميا وأظن واضح لديكم المقصود من السؤال والجواب يعني مثلا حينما نتصور وحينما نقرأ فىي كتب اللغة كلمة العنقاء اسم لحيوان غريب, صقر إلى آخره العنقاء لها وجود وإلا هو فقط اسم في المخيلة؟ قالوا إن هذا لا وجود له العنقاء يعني يتخيل في الذهن ليس له وجود في الخارج هذا هو المعنى الذهني الذي ليس له وجود في الخارج فأنا لما سألت المكان أمر وجودي أم عدمي؟ وجودي كسائر الموجودات, عدمي كالعنقاء مثلا ... هذا لا وجود له إلا في الذهن هكذا قالوا, طيب المكان أمر وجودي أو عدمي؟ قال أمر وجودي قلت له طيب هذا الموجود مسبوق بالعدم قال نعم, قلت له المكان وجد بعد عدم أليس كذلك؟ قال نعم قلت الكون هو من حيث أنه مخلوق لله عز وجل هل هو محدود أو غير محدود؟ قال محدود هذا الكلام كله صحيح ... إذاً الآن نحن في الأرض فوقنا؟ قال السماء الأولى, فوقها؟ السماء الثانية ... إلى السماء السابعة فوق السماء السابعة إيش فيه؟ قال العرش وقلت له فوق العرش إيش فيه؟ قال الملائكة الكروبيون!! قلت إيش هذا الملائكة الكروبيون أنت قرأت الملائكة الكربيون ... قال لا, قلت في الحديث فيه حديث في ذكر الملائكة يسمون بالكروبيون؟ قال ما أدري قلت له كيف تقول في شيء من الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله تقول فوق العرش فيه ملائكة كروبيون قال هكذا درسنا في الأزهر الشريف يدرسون في الأزهر أمور ... قلت لا يوجد في السنة فضلا عن الكتاب أنه يوجد فوق العرش ملائكة مطلقا وبصورة خاصة ملائكة باسم كروبيون ولكن فيه في القرآن ((و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)) حملة العرش أما فوق العرش انظروا الآن كيف يعكسون الحقائق الحقائق الشرعية تقرر أن الذي فوق العرش هو الله و ... قال و يجعلون فوق العرش ملائكة كروبيون سبحان الله العظيم الشيء الذين لا يجوّزونه يؤمنون به والشيء الموجود يجحدونه, على كل حال أنا أريد أن أمشي معه إلى نهاية المطاف قلت له هل هناك فوق العرش ملائكة كروبيون فماذا بعد ذلك؟ قال لاشيء انتهى الكون محدود, قلت له هناك مكان؟ انظروا إلى ... الحديث فيه ذكاء قلت له هناك مكان فوق الملائكة الكروبيون فيه مكان؟ قال لا, قلت له السلفيون يقولون الله فوق العرش ... ما فيه مكان الله فوق المخلوقات كلها وأعلى المخلوقات ... انتهى الكون وانتهى المكان والله عز وجل حينما نصفه بأنه فوق العرش يعني ليس في مكان فبهت الرجل علماء الكلام عايشين في هذا الوهم في هذه الضلالة إذا قلنا الله فوق العرش يعني جعلناه في مكان لأنه ليس هناك مكان لأنه لا مكان ولا شيء معه فهو الآن من هذه الحيثية حيث أنه لا يكون في مكان فهو الآن من هذه الحيثية كما كان فهو ليس في مكان لكن لما خلق الخلق لابد في هذه الحالة من أحد شيئين إما يكون الخلق فوقه أو أن يكون هو كما هو الواقع فوق خلقه ... و لذلك من صفات المؤمنين ما وصفهم به رب العالمين بقوله في القرآن الكريم نفسه ((يخافون ربهم من فوقهم)) بينما علماء الكلام كما سمعتم في الأمس لا فوق و لا تحت لا يمين ولا يسار لا أمام ولا خلف, لا داخل العالم ولا خارجه, هذا هو الكفر بعينه إذا ما أفادنا علماء الكلام بشيء ... وإنما هم ورثونا هذا الضياع ضياعا عقائديا خطير جدّا المسلمون لا يعرفون ربهم أين هو!!

 

(278/6)

 

 

«حكاية الشيخ مناظرة له مع رجل نصراني

الشيخ: ومن العجائب وإن أنسى كما يقال فلا أنسى كنت مرة خرجت من دمشق في سبيل الدعوة إلى حلب وبين دمشق وحلب نحو أربع مئة كيلومتر ثم يممت شطر اللاّذقية على ساحل البحر الأبيض فيه نحو مئتين كيلومتر كنت راكب سيارتي الخاصة ومعي صديقي و إذا بنا نرى رجلا من هؤلاء السياح الأجانب واقف في جانب محطّة بنزين من هؤلاء الشحادين على الطريقة الأروبية الذين يركبون مجانا وينتقلون في البلاد كلها مجانا ... غريب فأشار فقطعت قليلا وتشاورت مع صاحبي شو رأيك نوقف السيارة ونركب هذا الإنسان ونتسلى فيه طول الطريق يعني ... قال والله خير ما تقول فرجعت القهقرى بالسيارة و ركبته و إذا به بعيدا عنه قليلا زوجته هذا ما علمناه ربما ما شجعنا لكن قلنا له يركب ورانا وصاحبي بجانبي فشيء غريب يا إخواننا كان أدخل علي أن أقنع هذا الرجل الكافر بالعقيدة السلفية ... الكفّار ليس عندهم كتاب ولا سنة لكن عندهم محاكمة منطقية فإذا به ... بهذا المعنى إلا أن يصبح سلفيا أي والله ويؤمن بأن الله عز وجل له صفة الفوقية بعد ذلك بعد ما انتهينا من هذا بدأنا نتكلم في أمور كثيرة كان مثلا حليقا وهذا من باب ضربنا عصفورين بحجر واحد هههه, قلت له أو قلت لصاحبي بالأحرى اسأله أنتم تعظمون عيسى عليه السلام أكثر مما نفعل نحن, نحن نعتقد أنه رسول من رسل الله وأنه بشر وليس إلها ولا جزء من إله فأنتم تبالغون في تعظيمه لكن من ناحية أخرى لا تعظمونه قال كيف ذلك؟ قلت له عيسى عليه السلام كان له لحية أو ليس له لحية؟ قال له لحية فهم يصورونه لحية جميلة عظيمة طيب نحن طيب نحن نراكم أهل النصارى لا تتشبهون بإلهكم فهو لديه لحية وأنتم ليس ليدكم لحية ليش؟ قال هذه أمور عادية هههه هذه أمور عادية نحن لسنا مكلفين باتباع عيسى في ذلك أنا أذكر هذا من جملة البحوث التي جرت فسبحان الله الإسلام بالفطرة وكما قال عليه السلام (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسّانه) وإذا بنا نحن و نحن نعيش في الإسلام نتمجس ونتنصر ونتهود ليس ... هذا هو الخطر العظيم لأن الإنسان إذا عرف نفسه على خطأ يرجى له أنه يرجع عنه بخلاف ما إذا ظن أنه على صواب فلا يعود منه.

 

(278/7)

 

 

«بيان معنى قول العلماء: " البدعة في الإسلام شر من المعصية ".»

الشيخ: و من هنا يتجلى لنا فهم حديث من أحاديث الرسول عليه السلام وما بنى عليه العلماء من أحكام فقالوا البدعة في الإسلام أشر من المعصية ليه؟ لأن المبتدع يظن نفسه على خير ولذلك فلا يرجى له أن يتوب كما قال على الذين زين لهم سوء عملهم قال تعالى ((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) الذي يظن أنه يحسن صنعا يتوب؟ لا أتصور ذلك لذلك قال العلماء أن خطر البدعة على صاحبها أشد من خطر المعصية لأن العاصي يعرف أنه يعصي فيرجع ويتوب يوما ما ويرجع إلى ربه أما المبتدع فلسان حاله يكون ربي زدني ربي زدني أن أعمل صالحا من هنا نفهم الحديث الذي أشرت إليه ألا و هو قوله عليه السلام (إن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة) احتجز هذا احتجاز كوني مش احتجاز شرعي بمعنى أن هذا الإنسان الذي يمشي في طريق الإبتداع ويزين له أن هذا خير فهذا لا يتوب فيكون هذا هو الإحتجاز والمنع و الحجز للتوبة عن صاحب البدعة, من هنا قال العلماء أن الإبتداع في الدين أخطر من المعصية كما شرحت لكم و هذا شيء مؤسف وأمر خطير جدا لأنه ثمانمئة مسلم أكثرهم يعيشون بالإبتداع في العقيدة وفي العبادة اليوم مثلا عندنا في الشام كلمة رتيبة في الأذان لابد أن يكون له من خاتمة وتارة مقدمة وخاتمة ليس ... وكل ما وقفنا في بلاد نجد في بعضها من البدع ما لم نجد في بلاد أخرى مثلا هنا عندكم يؤذنون لصلاة العصر أذانين كنّا نشكو من أذاني الجمعة وإذا بنا نفاجئ ببدعة جديدة وهي أذانين لوقت واحد العصر و ربما ... كيف هذا؟ بيحكموا عقولهم الأذان للإعلام بدخول الوقت و أذان للإستعداد للصلاة عمليا ... الإقامة هي الأذان الثاني ما قنعوا ... أذانين وإقامة هذا ابتداع في الدين ... ترجع جماهير الناس عن هذا الخطأ لا يجبك غير و بدل وابتدع في الدين و هو ليس يعلم, اكتشف بعض إخواننا في الأردن خطأ الأذان لصلاة الفجر يؤذنون قبل صلاة الفجر بثلث ساعة أو نصف ساعة وانتشر هذا ... بين كثير من الشباب المسلم الواعي ووصل إلى بعض المسؤولين في وزارة الأوقاف هناك فاستنكر أشد الإستنكار هذه الإشاعة هذه فتنة جديدة من السلفيين ... فتلطّف بعض المقربين إليه من الإخوان السلفيين و قال هيا نخرج إلى مكان خارج عمان و نشاهد الأمر بأم أعيننا فإن كان كذلك فنصحح ونبين و إلا نأخذ بقول هؤلاء الذي يشيعون على الناس أخطاء ليست بأخطاء فخرجوا إلى مكان متفق عليه وهم هناك ... الأذان بمكبر صوت أذان واحد هذا كمان بدعة جديدة لا يؤذن في كل مسجد وإنما هناك مسجد إسمه ... جبل عالي جدا يؤذن من هناك فيؤذّن بالإذاعة, فأذن المؤذّن انظر يا فلان, يا مسؤول وين الفجر؟ ما في ... تقريبا ثلث ساعة تسعة عشرة دقيقة ظهر النور رأى بعينه أنهم يؤذنون قبل الفجر بقرابة نصف ساعة بعد ما شاف واقتنع عاد ليقول والله إذا بدنا نعطي تنبيه بيصير شوشرة بيصير إيش ضجة بين الناس ولذلك دع القديم على قدمه معناه أنهم يصلون صلاة الفجر قبل وقتها معناه أنهم يحرّمون الطعام والشراب على الصائم قبل الوقت كل هذا ... فلكي لا يقال أن فلانا قال كذا و كذا لا شك أن الناس يتكلمون هذا ... لأنه غريب لكن بعض لك يستقر الحال ويمشي الناس على صواب من فعل هذا ... تطبيقا وهكذا يعيش العالم الإسلامي في أفكار ... ومع ذلك نحن ننشد نصر الله ونريد إقامة الدولة المسلمة ونحن بعدلم نقم جزء من الدولة المسلمة خاصة بكل فرد منا, الله عز و جل ... وأن يوفّقنا لفهم كتاب ربنا وسنة نبينا على منهج السلف الصالح.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا أهلا بارك الله فيكم.

 

(278/8)

 

 

«الكلام عن صلاة التراويح بإحدى وعشرين ركعة

الشيخ: أن هنا عبد الرحمن بن زياد ... .

السائل: ... .

الشيخ: ... صلوا ركعتين من السنة حتى إلى الفجر ... فكان يطيل القارئ القراءة حتى ... أن القضية قضية اتباع الهوى وليس اتباع سنة الخلفاء الراشدين سنة الخلفاء الراشدين ... إطالة القراءة ... الركوع والسجود فلماذا أخذتم ببعض وتركتم بعضا.

السائل: ... ؟

الشيخ: هذا هو الجهل بعينه إن هناك أصول أصول اللغة وقواعدها كل ذلك ... من دراسة اللغة وأصول الفقه من دراسة الشريعة وأصول الحديث كذلك ... .

السائل: ... ؟

الشيخ: و هل هناك حديث عليكم بعلم الحديث من أين جاء هذا العلم من نفس طريق ذاك العلم ... .

 

(278/9)

 

 

«ما حكم إطلاق لفظة السيد وما معنى حديث: (إنما السيد الله)؟»

الشيخ: عندك الحديث ... مو هذا الذي جابوا الشيخ بن باز نعم

السائل: ... .

الشيخ: تسييد الرسول أو بالأحرى أو تكريمه قال عن نفسه (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) و قال بالنسبة لسيد الأنصار (قوموا إلى سيدكم) ... فسماه سيدا و هو في نفسه عليه السلام سيد فإذا قضي في بعض الأحيان بهذه اللفظة ... فهذا الكلام في موضعه و الحديث الذي ... عندما قالوا أنت سيدنا قال (السيد الله) وفي حديث آخر يقول لما قال رجل أنت سيدنا و ابن سيدنا وأنت خيرنا وابن خيرنا, قال (قولوا بقولكم هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينّكم الشيطان) وفي هذا تنبيه على شيئين مهمّين -وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته- الشيء الأول جواز قول يا سيدي والشيء الثاني قال لهم (قولوا بقولكم أو ببعض قولكم) فهذا دليل واضح على جواز التسييد للرسول عليه السلام و لكن فيه فائدة أخرى وهو الإشارة إلى سبب رد الرسول عليه السلام في الحديث السابق على من قال أنت سيدنا فقال (السيد الله) فهذا حديث آخر يشير لماذا أنكر عليهم هناك؟ خشية أن ... الذي قال للرسول عليه السلام يا سيدي ولم يقصد بهذا القول الغلو فيه فليس فيه شيء أبدا لأن الرسول هو سيد الناس جميعا يوم القيامة.

 

(278/10)

 

 

«مناقشة حديثية

السائل: ... .

الشيخ: نقول أن هذا ... مجهولة مجهولة ... وهي في الغالب عنده مقبولة, نعم.

السائل: ... .

الشيخ: فإن كان ذاك وارد ... نعم

السائل: القائل ... .

الشيخ: بالأخص إن هذا ... .

السائل: ... .

الشيخ: أن التابعية قالت ... .

السائل: ... .

الشيخ: نعم إذا كان عندك المجلدين فالثاني

السائل: هل هي ... ؟

الشيخ: هذا بارك الله فيكم كمان لا يصح أن نتحدث فيه إلا من بعد التثبت في صحة السند.

السائل: نعم

الشيخ: فإذا صح السند تأتي المناقشة أما إذا ضعف السند يحتفظ ... جميعا.

السائل: ... .

الشيخ: عرفنا ففترقنا الحديث وهذا اصطلاح للحافظ بن حجر ينبغي على طلاب العلم أن يعرفوه هات لنشوف هذه الطبعة الذي أنت تورّطت بها؟

السائل: ... .

الشيخ: لا انتبه ... خطأ من الناقل والله أعلم.

السائل: ... .

الشيخ: نعم

السائل ... هناك قولين.

الشيخ: أو يقارب بحديث أنت نقلت ... و لكن هذا خطأ مطبعي وهو مطالب ... هو مطالب الحديث و هذه ... من الطباعة ... للحديث بين هلالين صغيرين قال البخاري هو ... للحديث ضعفه أبو حاتم هذا يوهم أن مقول قول البخاري كل هذه الجملة مقارن بحديث ضعفه أبو حاتم وبن حبان وقال الترمذي و العمل على هذا إلى آخره بينما البخاري متقدم على هؤلاء جميعا والصواب في هذه العبارة وقال البخاري هو ... بالحديث, جملة مستأنفة ضعفه أبو حاتم وابن حبان نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: أيوة وقال الترمذي والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أمر هذا موجود واحد يسمع وأخرجه الطبراني وإن كان قد ضعفه أبو حاتم وابن حبان لأن تقدم قوله ضعفه أبو حاتم وابن حبان هنا يقول وإن كان فيفسر العبارة لكن ... إنما هنا أنت نقلت عبارتين العبارة مكررة بدون ما تقول وإن كان أولا ... أخونا عبد الرحمن.

السائل: ... .

الشيخ: نعم

السائل: ... .

الشيخ: أيضا يا أخي علماء ... سوء النقل هون يا أخي أنت بتقول ... إمام أحمد لا أكتب الحديث ... قال ورأيت ... يقول ... .

السائل: ... .

الشيخ: بعض الآخر

السائل: ... .

الشيخ: حديث آخر موش جواب آخر.

السائل: ... .

الشيخ: هذا الحديث ضعيف.

السائل: ... .

الشيخ: هذا يسأل ... على الدرس ... .

السائل: ... .

الشيخ: لا تقل إن الله يقول أنت قل ما الذي حصلته من كلامي ما هي الخلاصة؟

السائل: الخلاصة ... .

الشيخ: حديث ضعيف كيف وهو يقول أنه ... و اختلفوا في الأولوية فقال أكثرهم لا فرق والأمر متّسع.

السائل: ... .

الشيخ: في الأخير يقول هو ذلك طيب ... إن هذه الآية ... ابن حبان ... .

السائل: الفرضية؟

الشيخ: أخذ الحديث من باب أولى.

السائل: ... .

الشيخ: ... مثل ما نقله عن الحافظ.

السائل: ... .

الشيخ: نعم

السائل: ... .

 

(278/11)

 

 

«ما هي الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم؟»

السائل: ماهي الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب علم؟

الشيخ: هذا قبل كل شيء الإخلاص في طلب العلم ويبتغ بذلك وجه الله ... وحضور المجالس وإذا دخل مجلسا ... .

سائل آخر: السلام عليكم

الشيخ: وعليكم السلام, وثانيا أن يقصد بطلبه للعلم العمل به حتى لا ينقلب العلم حجة عليه فيكون ... بين نارين ولا يكون من الذين يقولون ما لا يفعلون فيكون من أولئك الذين تسعر بهم النار يوم القيامة قبل غيرهم كما جاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم و غيره (أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم ومجاهد وغني, فيؤتى بالعالم فيقول له ماذا عملت بما علمت فيقول يا ربي نثرته في سبيلك, فيقال له كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به النار ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا فعلت بما أنعمت عليك من قوة؟ فيقول جاهدت في سبيلك فيقال له كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان بطل فلان شجاع وقد قيل خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالغني فيقال له ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال؟ فيقول يا ربي أنفقته في سبيلك فيقال له كذبت إنما أنفقت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار هؤلاء الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة)

 

(278/12)

 

 

«ما معنى كلمة مقبول في علم الجرح والتعديل؟»

الشيخ: أما كلمة مقبول في كتاب التقريب للحافظ بن حجر ... في كتابه أولا ثم هو اصطلاح غريب ثانيا لأن معنى مقبول غير مقبول أرأيتم مثل هذا الإصطلاح؟ معنى مقبول غير مقبول يعني الإشكال جاء في بيانه هو في تعريفه للمقبول قال إذا كان الرواي ... الحديث شيء ... ولم يتكلّم فيه ... فإذا أقول في مثله أنه مقبول عند المتابعة فهذا القيد يجعل المقبول غير مقبول عند عدم المتابعة والذي نلاحظه عمليا نجد كثيرا من الروات يروون بعض الأحاديث ويكون فيهم من قال الحافظ بن حجر غير مقبول فنبحث ونبحث ونبحث و لا نجد للحديث شاهدا ولا متابعا فحينئذ نقول ... الحافظ بن حجر مقبول يعني إنه غير مقبول لأنه ليس له متابع, ... فيها تلك ... وهي مقبولة عند الحافظ بن حجر يعني غير مقبولة, لا إله إلا الله.

 

(278/13)

 

 

«الكلام على حديث السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب

السائل: ... .

الشيخ: كيف أول الحديث؟

السائل: حديث السبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

الشيخ: هو قال أن هذا الحديث عن الرّسول؟

السائل: ... .

الشيخ: هذا حديثه ليس حديث رسوله لأن الحديث الصحيح يرده لأن الرسول عليه السلام كما جاء في الصحيحين (قال يدخل الجنة من أمتي يوم القيامة سبعون ألفا بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر) و كان يتحدث ... ثم فدخل الحجرة فأخذ أصحابه يتظنّنون ... فمن قال هؤلاء المهاجرون الذين هاجروا في سبيل الله, جماعة قالوا لا, هؤلاء هم الأنصار, منهم من قال لا, ليس هؤلاء ولا هؤلاء إنما هم أولادهم الذين جاءوا بعد وفاة الرسول فآمنوا به ولم يروه ثم خرج عليهم الرسول عليه السلام مرة أخرى وقال (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام رجل من الصّحابة اسمه عكّاشة قال " يا رسول الله ادع الله أن أكون منهم " قال (أنت منهم) قام آخر قال " يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم " قال (سبقك بها عكّاشة) الشاهد هنا ... هذا الكلام خلينا نقول كلام للترغيب والترهيب وإنما هذا الكلام ليس علميا أبدا فالإنسان في نفسه مثل هذا الحديث في البخاري و مسلم موش ممكن يقول أن كل الأمة الإسلامية تدخل الجنة من غير حساب.

السائل: ... حديث عائشة؟

الشيخ: في البخاري هذا صحيح.

 

(278/14)

 

 

«ما هي الكتب التي تنصحون بها طالب علم الحديث؟»

السائل: ما هي الكتب التي تنصحون بها طلاب العلم في الحديث؟

الشيخ: في مصطلح الحديث كتاب الباعث الحثيث ... للحافظ بن كثير الدّمشقي والشرح للباعث الحثيث للشيخ أحمد شاكر هذا رجل فاضل هذا في المصطلح عبارته واضحة ما فيها شيء من التعقيدات وفيما يتعلق بمتون الحديث فما كان من الحديث في الأحكام الشرعية فذاك هو سبل السلام الذي هو شرح بلوغ المرام للحافظ بن حجر العسقلاني وما كان في الآداب والأخلاق وفضائل الأعمال فكتاب رياض الصالحين للإمام النووي لا سيما في طبعته الأخيرة التي قمت بتخريج أحاديثها والكلام على الضعيف منها فهذا ... رياض الصالحين ... من السنة فغالب أحاديثه صحيحة إلا الشيء القليل منها فأنا حسمت الموضوع ورفعت ... في مقدمة الكتاب نبهت على هذه الأحاديث الضعيفة وفيما يتعلق بباب الترغيب والترهيب فعليه كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري ولا سيما وأنا الآن بصدد طبع الترغيب في قسمين قسم صحيح الترغيب والترهيب والقسم الآخر ضعيف الترغيب و الترهيب الصحيح من الأحاديث ... كل من النوعين فإن أراد مثلا أن يأخذ المعلومات الصحيحة في كتاب مثلا الترغيب على الصلاة ويعظ الناس بها يرجع إلى صحيح الترغيب فيروي للناس ما ... أما من أراد ... بتعريف على كتب الثانية و أحاديث الصحيحة والضعيفة فبالنسبة ... خاصة منه الكتاب الثاني وهو ضعيف الترغيب والترهيب فهذا بلا شك يفيد طالب العلم كثيرا لأنه سيجد في هذه الكتب أحاديث متداولة على ألسنة الناس والخطباء والوعاظ وبطون الكتب أن يأخذ عبرة منها ليعرف الأحاديث التي لا يجوز روايتها ولا نسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تابعنا نصوص ... و القسم الآخر و إن شاء الله بعد سنة سنتين و الله أعلم تتم ... .

 

(278/15)

 

 

«مناقشة الشيخ في ضوابط التكفير

الشيخ: ... ولم يحقق شيئا من ذلك عمليا

السائل: هذا بالنسبة لنا كافر ما نعلم حقيقته لأن هذا ظاهره.

الشيخ: وبالنسبة لرب العالمين؟

السائل: وبالنسبة لرب العالمين بيعرف حقيقته بيعطيه حقه أنه كمؤمن.

الشيخ: أي خلاص.

السائل: لكن نحن الآن بصدد الحكم على المجتمع هذا كظاهر فلما نشوف مجتمع لا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فنحكم عليه أنه كافر مجتمع كافر, وما في قلبه هذا أمره إلى الله.

الشيخ: هذه الصورة ما تتحقق بصريح العبارة يعني ما يمكن يتصور مجتمع مؤمن في قلبه ولا يظهر من أعماله ما يشهد على ما في قلبه مطلقا

السائل: لهذا نحن لو صححنا العبارة.

الشيخ: راح نعيد النظر فيها.

سائل آخر: يمكن أستاذنا تسجيل من أول كلامكم

الشيخ: تشغل التسجيل

سائل آخر: أي نعم

الشيخ: تفضل اقرأ يا أخي.

السائل: " المجتمع الجاهلي هو الذي يتبنى النظم الكافرة بالله ورسوله وهذا الإسم يمكن إطلاقه على كل شعب لا يؤمن بالله ورسوله مطلقا أما الشعب المسلم الخاضع لأحكام الله ورسوله اعتقادا فهو على نوعين إما أن يحقق عمليا ما آمن به قلبيا فهو المجتمع الإسلامي الكامل وإما أن لا يحقق شيئا من ذلك شيئا عمليا أو يحقق بعضا ويترك بعضا فذلك لا يجوز بأن يسمى مجتمعه بأنه مجتمع جاهلي أو كافر وإنما يقال فيه مجتمع فيه جاهلية على حد قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (إنك امرؤ فيك جاهلية) لأننا إن أطلقنا عليه اسم مجتمع جاهلي أو كافر ظلمنا إيمانه المشار إليه لاسيما إذا كان محققا لبعضه عمليا كما ألمحنا إليه آنفا"

سائل آخر: الحكم على الظاهر هذا مجتمع ليس فيه من يقول لا إله إلا الله ولا يعمل ظاهر ... بدون أن يسأل هذا المجتمع؟

الشيخ: هذا خلاف لذلك حطينا أو بعض ذلك هذا ... فقط مجتمعا ولا يبدو ولو من بعض أفراده ما يشهد على إيمانهم.

السائل: لكن ليش ما نصحح العبارة؟

الشيخ: لا معليش يا سيدي إذا كان مثل توضيح

السائل: حتى على الحكم عليه الظاهري نقول يحقق ذلك قلبيا وبعض العمل يعني وإن لم يحقق ذلك

الشيخ: إذا سرد العبارة حط لفظة أنت من عندك ما فيه مانع إذا كان تريد التوضيح.

السائل: وإما أن لا يحقق شيئا من ذلك عمليا حتى ولو قال لا إله إلا الله ... .

سائل آخر: هنا جتمع مسلم قال عنه مسلم آمن ولكن لم يحقق شيئا من الإيمان

السائل: لم يحقق عمليا ما آمن به قلبيا وإما أن لا يعتقد شيئا من ذلك قلبيا الواضح.

الشيخ: ... .

 

(279/1)

 

 

«مناقشة الشيخ في ضوابط التغيير وأسباب إقامة الدولة الإسلامية

الشيخ: ... .

السائل: هو عنده كل مجتمع بشكل عام تغير بيتغير وفيه أفراد للمجتمع عم نحكي على الناحية الدنيوية إذا المجتمع كانوا جادين كلهم وفيه نسبة قليلة كسولين يتغير المجتمع ويلحق هؤلاء الكسولين من جد المجتهدين ينالهم رافهية بغير كسب منهم وإنما بكسب غيرهم وكذلك الأمر قد يكون في مجتمع ناس من أنشط ما يكون ولكن الغالبية كسالى وخمول فينعكس كسل وخمول الكسلانين على جد المجتهدين وينالهم بسبب ذلك ضرر إذا المجتمع كله تغير تتغير الناحية الدنيوية أما إذا المجتمع لم يتغير ما يتغير شيء من الناحية الدنيوية.

الشيخ: هنا لما نفسر الآية ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ذكر التغيير يشمل ما يتعلق بالدنيا والآخرة؟

السائل: أي طبعا ذكر الغنى والفقر.

الشيخ: ذكر إيمان وكفر؟

السائل: لا, لكن إيمان كفر ما ذكر وإنما ذكر وأنا طبعا هذا الذي علقت حتى على كتابي هذا مش كتابي أنه ليش ما حث على الإيمان والكفر فهو عالجها من ناحية دنيوية ما عالجها من ناحية أخروية لأنه يقول سنة دنيوية لا أخروية هذا بحث آخر سنة دنيوية لا أخروية

الشيخ: في نفس الآية؟

السائل: كمان يحكي على الآية نفسها في نفس الآية فهي سنة دنيوية عم بيأخذها الآن السنة الأخروية غير البحث هي مجال في السنة الدنيوية الآن نريد أن نتكلم عن السنة الدنيوية وليس مجاله السنة الأخروية لأن السنة الأخروية كل إنسان يحاسب فرديا عند الله عز وجل لا نحاسب مجموعة فهو الآن يريد أن ينظر إلى المجتمع ككل يحاسب المجتمع دنيويا يعني المجتمع مسؤول عن تقصيره ماهو كل فرد طبعا الفرد مسؤول عن تقصيره في المجتمع لكن الغاية الناحية الدنيوية قبل الناحية الأخروية هذا الذي يهدف إليه من الكتاب هذا فيه فصل خاص سنة دنيوية لا أخروية.

الشيخ: هذه الآية مسبوقة بالأساس بالأمور الدنيوية أو الأخروية ((إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له))

السائل: هذا بحث آخر نقصد أن هذا الكلام الذي حمله على الناحية الدنيوية صحيح أو خطأ أما كونه مقصر ... .

الشيخ: صحيح ... صحيح مو لازم يكون ضرورة ولابد يعني.

سائل آخر: لازم معناها يقول مثل ما قال الشاعر " إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر "

الشيخ: ... لكن قد يأكل ولا يشبع وقد يشرب الماء ولا يرتوي

السائل: هذا الأشياء الخارقة للأمور العادية هو يحكي السنة التي جعلها الله عز وجل ... .

الشيخ: فمن يعرف ... فه خارقة من الأمور الأخروية يعني واحد يؤمن فيجازى جزاء الكافر؟

السائل: لا.

الشيخ: فإذا فيه فرق بين الإتجاهين.

سائل آخر: فيه رسالة قد يطلب الموضوع القياس مع الفارق قليلا ... .

الشيخ: هذا بسبب النجاح في الآخرة لابد أنه ناجٍ.

السائل: المجتمع ككل؟

الشيخ: أي نعم

سائل آخر: تعبير صحيح.

الشيخ: أنا الذي قلته هيك وهو أنت تقول ... .

السائل: إذا المجتمع غير وأخذ بالأسباب الكاملة صحيح بس فهمت عليك يعني ... .

الشيخ: فهمت علي تفضل أنا ما أعيد إذا فهمت علي.

السائل: لا أنا فهمت عليك ولذلك أنا بدأت المجتمع غير ما بنفسه من أسباب الدنيا وبدأ بالجد والنشاط والعمل فهذا مثل الفرد الذي يعني كان من الكفر انتقل إلى الإيمان فضمن يعني الناحية الأخروية فهؤلاء يعني يضمنون الدنيا كما يضمن ذلك الآخرة.

الشيخ: كذلك الأمر؟

السائل: يعني فيما يبدو طبعا هكذا لأنه طالما خضع في الظرف بالوقت وأخذ بالأسباب الكاملة كذلك أخذ سبب كامل سبب كامل للإيمان فينال الجزاء ولا يتخلف كذلك هنا أخذ السبب الكامل من السعي والعمل كمجتمع ككل فلا يتخلف هذا.

الشيخ: ترد عليك آية الإسراء

السائل: كيف؟

الشيخ: ((من كان يريد العاجلة))

السائل: من كان فرد هذا ليس مجتمعا

الشيخ: ماهو فرد

السائل: من ألفاظ العموم

الشيخ: عجيب يقول من فرد ثم هي من الفاظ العموم!

السائل: هو يخاطب فيها الإنسان فرديا ما يخاطب فيها مجتمع.

الشيخ: من معناها كل من بعدين يا أخي هذا من الناحية الشرعية بعدين من الناحية المنطقية افرض مجتمع أصغر مجتمع على كيفك قول مثلا خمسة عشرة مئة مئاتين إلى آخره

السائل: المجتمع ثلاث أصغر مجتمع لو فرضنا جمع يعني

الشيخ: سؤال مجتمع مؤلف من ثلاثة أشخاص راح يتوجه إليه ثلاثة أسئلة كلها مثلها بعضها البعض الفرد الأول إذا غير ما بنفسه من الناحية الدنيوية ضروري أنه يتغير كذاك الذي غير ما بنفسه من الناحية الأخروية؟ لا ماهي ضرورة, رقم اثنين نفس السؤال نفس الجواب الثالث نفس السؤال نفس الجواب أعيد السؤال.

السائل: ليش نفس الجواب إذا كانوا ثلاثة عايشين ... .

الشيخ: تعطيني غير جواب أنا أسمع منك.

السائل: ... .

الشيخ: أنا أعيد السؤال.

السائل: تفضّل.

الشيخ: رقم واحد من الثلاثة تعاطى أسباب التغيير فيما يتعلق بالدنيا ضروري ينجح؟

السائل: مو شرط.

الشيخ: لا مو شرط, الثاني ضروري ينجح؟

السائل: ... .

الشيخ: الله يهديك الظاهر أنت كنت نائم ... .

السائل: الثاني متعاون مع الأول كجسد واحد أو كل واحد لحاله يعني؟ نحكي نأخذ المجتمع معا الثلاث أشخاص إذا كان العمل الذي يريدون أن يحققوه أن يقوموا به يعني اتخذوا له الأسباب الكاملة فعلا فيقدرون على ذلك أما إذا أرادوا أن يحققوا شيئا أكبر من طاقتهم فلا يقدرون على ذلك يعني هم ثلاث يريد حمل هذا الصحن ... .

سائل آخر: ... .

السائل: أرجوك أرجوك يا أبا أحمد ... .

الشيخ: عما تكشف مافي نفسك

السائل: هذا القيد يجب أن يكون

الشيخ: طيب على العكس من ذلك الفرد الذي يسعى للآخرة ويأخذ بأسباب النجاح إلا أن يشاء الله هل مجتمع المؤلّف من أمثال هؤلاء الأفراد متعاونين مثل ما شبهت آنفا هؤلاء يريدون رفع الصحن من الأرض هؤلاء الجماعة بدهم يرفعوا هذا الجمل هذا المكان إلى آخره إذا تعاونوا بأسباب النجاح التي الله شرعها إلى آخره نجحوا إلا أن يشاء الله نأتي الآن نأخذ مجتمع مؤلف من أفراد مسلمين ما نستطيع لا واحد لا اثنين لا ثلاثة أنه يشيدوا المجتمع الإسلامي, الدولة الإسلامية إلى آخره إلا أن يتعاونوا فهؤلاء تعاونوا وأخذوا بأسباب إقامة الدولة المسلمة تقوم الدولة المسلمة حتما؟

السائل: لا, إلا أن يشاء الله.

الشيخ: لا, هذا كلام غير صحيح بتقول حتما.

السائل: لا, إلا أن يشاء الله.

الشيخ: ذاك مادي وهذا ديني.

السائل: إقامة الدولة المسلمة ماهو ديني أخروي ديني دنيوي هذا أرجوك طول بالك ... .

الشيخ: ((إن تنصروا الله ينصركم)) شو معناها أجيبلك غير الدولة أشكلت عليك الدولة آتيك بمثال جيش مسلم أخذ بوسائل النصر من النوعين المادية والشرعية هذا حتما ينتصر أو بتقول إلا أن يشاء الله؟

السائل: بمشيئة الله عزّ وجلّ, إلا أن يشاء الله.

الشيخ: ما يصح الكلام هذا يا ريت تقول الكلام في المثال الأول إنما كنت تقول حتما يرفعوا الصحن لتقول ينتصر حتما حتما لا تقول أن يشاء الله.

السائل: يعني هنا قول ((إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين)) يعني هنا طبعا طالما كانوا عشرين صابرين يعني أخذوا جميع الأسباب فعلا فوعدهم الله عز وجل بغلب ... .

الشيخ: لا تضيق الطريق عن نفسك مو مئتين يغلبوا قداش ألفين عشرة ألاف مسلم و قدامهم ألفين من الكفار

سائل آخر: بالعكس

الشيخ: لا لا, أعني ما أقول عشرة آلاف مسلم و قدامهم ألفين من الكفار المسلمين آخذين بوسائل النصر المادية و المعنوية ممكن تقول الله ما ينصرهم؟

السائل: طبعا ينصرهم الله سبحانه و تعالى.

الشيخ: بتقول إلا أن شاء الله!

السائل: لا إذا أخذوا ... .

الشيخ: أنا بقلك الأسباب الدنيوية والشرعية.

السائل: نعم حتما ينصرهم الله عز وجل لأنه وعد بذلك.

الشيخ: العكس يا ترى فيه عشرة آلاف كافر آخذين بوسائل القوة والنجاح والتغلب إلى آخره يعني كل من يدرس وضعهم يقول النصر لهم ضروري ... .

السائل: يمكن أن يهزموا.

الشيخ: يمكن أن يهزموا.

السائل: صح.

الشيخ: هذا هو الفرق بين الناحيتين الوسائل المادية يعني الأسباب المادية التي ترتبط بها عادة مسبباتها هذا نظام لكن يختل أحيانا إلا أن يشاء الله أما الأسباب الأخروية التي جعلها الله عز وجل أسبابا من المسبّبات ما ممكن أن تختل إطلاقا لأن هذا معنى كلامك والله ممكن ربنا مثل ما بيقول الأشاعرة تماما ممكن الإنسان يعيش الأبد مؤمنا بالله ورسوله وبعدين يعذّبه الله! ما عاذ الله!

السائل: ما عاذ الله.

الشيخ: لكن العكس ممكن ... هلا إنت بتقول ممكن رب العالمين عقليا هلا ممكن رب العالمين يأخذ إنسان كافر أن يضعه في الجنة أن يكون هذا إيش فضلا منه لكن جاءتنا النصوص الخبرية ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) لكن راح جيبلك هلا صورة ثانية ما قال إي نعم ((و تلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون)) إذا العمل الصالح والإيمان سبب لدخول الجنة طيب ما مكن ربنا عز وجل يخلق خلق بالجنة ما عملوا عملا صالحا؟

السائل: ممكن.

الشيخ: ممكن هذا فضل لكن ممكن يخلق خلق يعذبه في النار بدون ما يكون تعاطى سبب التعذيب؟

السائل: لا لا

الشيخ: ففي فرق إذن بين الأمور الدينية و بين الأمور الدنيوية.

السائل: إي صحيح

الشيخ: طيب الأمور الدنيوية القاعدة الكونية الطبيعية تمشي المسببات مع أسبابها بتاكل تشبع, بتشرب بترتوي إلى آخره لكن لا تأخذها مادية أيوة لا تخذها مادية مثل الأطباء و غيرهم ممكن يتأخر الأثر على المؤثر

السائل: لكن هذا هذا قصدي هذا إستثناء يعني لولا

سائل آخر: قريب هذا من مسألة العدوى أستاذ.

الشيخ: أي نعم.

السائل: ما بياخذها فيما أعتقد أنا وفيما أزعم ما بيخذها ... مادية وإنما يريد أن يعني يريد أن يبين أن المسلمين قد أخلدوا إلى الأبد ولم يتخذوا الأسباب التي أوجبها الله عليهم هذا الذي هو يريد أن يبعث ... .

الشيخ: لكن الشيء الذي أردت ... ولكن من الناحية الدقيقة يجب أن تبين حتى يعرف القارئ للكتاب أن يفرّق بين الأسبابب المادية ... .

السائل: إي فيه تقصير هذا هو, هو فيه تقصير في البحث.

سائل آخر: قد تكون قاعدة عسكرية شو هي تقول يا أستاذ إن قد يكون جيش ... في مصلحتنا القاعدة العسكرية أسوء ما يكون ... .

السائل: أسوء ... .

الشيخ: ليش

السائل: يعني من ناحية ... أحيانا يا أستاذ أنا أقول هذا يا أستاذ ... يعني ممكن يكون واحد جماعة ضعاف ... و تقواهم لله الله سبحانه وتعالى يوفقهم على القضاء على جماعة أقوياء يعني قصدي الأشياء هذه المادية كمان لا تجرد من الأسباب الشرعية الإيمانية أنا مثلا الخالد بن الوليد في واقعة اليرموك مائة ألف وهو معه عشرة آلاف فأين القوتين من بعضها البعض ... بقولهم يشمل كثير و يشمل أول ما يشمل ما يمكن أن يلاحظ و يرى من أوصاف المجنمع من الفقر والغنى والعزة والذلة والصحة والسقم شايف لذلك ... فأنا لما كنت علقت يعني قلت إن إيمان والكفر أو ما يشمل ... .

 

(279/2)

 

 

«معنى قول الطحاوي: لا تبلغه الأوهام, ولا تدركه الأفهام, ولا يشبه الأنام ..... »

الشيخ: لذلك تبلغ لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام يشير بذلك إلى قوله تعالى ((و لا يحيطون به علما)) ثم قال ولا يشبهه الأنام وهذا يشير به إلى الآية التي لطالما تتكرر مثل هذه المناسبة ألا وهي قوله تعالى ((ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)) و هنا يتكلم علماء السلف تعليقا على هذه الآية ردا على المعتزلة أولا ثم على ... بصفات الله عز وجل ثانيا فيقولون بأن الآية وهي قوله تعالى ((ليس كمثله شيء)) ليس المقصود به نفي ما أثبته لنفسه تبارك وتعالى من الصفات كما هو صريح في تمام الآية ((وهو السميع البصير)) وإنما المقصود به نفي ما قد يدور في أذهان البعض من تشبيه الله عز وجل ببعض مخلوقاته في بعض الصفات التي أثبتها في كتابه أو تحدث بها نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديثه, هذا الكلام يردون به على المعتزلة الذين هم مثلا يعطلون هذه الآية في شطرها الثاني كل التعطيل ((وهو السميع البصير)) فهم لا يصفون الله عز وجل بالسمع والبصر وكل حجتهم في ذلك إن كان يجوز أن تسمى حجة هو أن الله عز وجل إذا وصف بأنه سميع فقد شبهناه بالإنسان الموصوف بنص القرآن بأنه سميع وبصير ففرارا من هذه المشابهة المزعومة يقولون ليس سميعا وليس بصيرا بالطبع هم ليسوا من الذين يعلنون الإلحاد والزندقة في دين الله عز وجل بحيث أنهم يتجرؤون على نفي الآية صراحة فهم لا يقولون مثلا الله ما قال أنه سميع بصير ولكنهم يعتقدون بأنه ليس كما قال الله وهو السميع البصير فكيف التوفيق عندهم؟ الجواب التوفيق بطريق التأويل الذي نسميه نحن بالتعطيل فهم يقولون نعم الله يقول ((وهو السميع البصير)) ولكن ليس المعنى إثبات السمع و البصر ولكن المعنى أن الله عز وجل عليم, فسميع و بصير كناية وهنا يظهر خطر تفسير النصوص بالمجاز و هم يقولون في قوله عز وجل ((وهو السميع البصير)) ليس المراد به حقيقة هذه الآية وإنما المقصود به أنها كناية عن أن الله عز وجل عليم, طيب يا جماعة ما الداعي إلى هذا التأويل؟ فرارا من الشبيه الذي نبه الله عز وجل على تنزهه عن هذا التشبيه في أول الآية ((ليس كمثله شيء)) فقيل لهم من طرف علماء السلف إذا كان مقصودكم الفرار من التشبيه فلن تفروا بطريقتكم هذه ... بالتشبيه لأن الإنسان أيضا عليم فحينما قلتم ((وهو السميع البصير)) كناية على أنه عليم فالإنسان أيضا عليم فما فعلتم شيئاً سوى أنكم أنكرتم حقيقة من حقائق صفات الله عز وجل وهو السمع والبصر, فإن قلتم سميع بصير معناه عليم فرارا من التشبيه وزعمتم أن وصف الله بالسمع والبصر ولو قيل سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا ولو قيل هكذا فليس تنزيها في زعمكم ولكن عليكم أن تنكروا حقيقة هذه الصفة لتكونوا منزهين فإذن عليكم أن تنكروا أيضا حقيقة العلم الإلهي لأن الإنسان أيضا يشارك الله عز وجل ولو اسما في هذه الصفة ألا وهي العلم فماذا صنعتم إذا حينما قلتم وهو السميع البصير كناية عن أنه عليم ولا تستطيعون أن تقولوا إن الإنسان المتعلم والبالغ في العلم درجات عالية يقول بأنه ليس بعليم فصار أيضا هنا اشتراك بين الإنسان الموصوف بأنه عليم وبين الله عز وجل الذي سلمتم بأنه عليم و فسّرتم بهذا القول وهو قوله تعالى ((وهو السميع البصير)) لذلك حاروا ولم يجدوا جوابا بل ألزموا أنفسهم بما ييتهمهم به علماء السلف أنهم معطلة أنهم ينكرون الصفات الإلهية وإنكار الصفات مؤداها إلى إنكار الذات, الله ليس سميعا لماذا؟ لأن الإنسان سميع, الله ليس بصيرا لماذا؟ لأن الإنسان بصير, الله إذا ليس عليما لأن الإنسان عليم, ليس حيا لأن الإنسان حي أيّ مخلوق فهو حي إلى آخره لم يستطيعوا الجواب على هذا الإلزام فبقوا هكذا مضلّلين أما علماء السلف فقد جمعوا بين التنزيه المنصوص عليه في أول الآية وبين الإثبات المنصوص عليه في تمامها فقالوا ((ليس كمثله شيء)) أي في صفاته ومن صفاته أنه سميع بصير فإذا كما قلنا في الأمس القريب الله عز وجل سميع وبصير و الإنسان كذلك ولكن حقيقة سمع الله عزّ وجلّ وبصره تختلف كل الإختلاف عن حقيقة سمع الإنسان وبصره فكذلك يقال طردا بدون أي توقف في كل صفات الله عز وجل التي قد يشاركه فيها مشاركة اسمية لا حقيقية المخلوقات أو بعض المخلوقات يقال الله متصف بكل هذه الصفات بحقائق لا يشاركه في هذه الحقائق شيء من المخلوقات مطلقا وهذا هو المثال بين أيديكم الله عز وجل قال على الإنسان ((فجعلنه سميعا بصيرا)) ويقول عن الله نفسه ((وهو السميع البصير)) فهناك إذاً اشتراك في الإسم لا في حقيقة الصفة, فصفة الله لا تشبهها شيء من الصفات لكن هذا الإشتراك في الإسم ليس بالذي يضطرنا إلى أن ننكر حقيقة الصفة الإلهية وهي تختلف تمام الإختلاف عن صفة الإنسان التي اشترك في اسمها مع تلك الصفة الإلهية لا يحيطون بشيئ من علمه ... أو ما عندي كلام لا تبلغه الأوهام يعني لا يجوز أن يتخيل المسلم ربه عز وجل في ذاته أو صفاته تخيلات لم ترد في الكتاب والسنة كما ورد علينا السؤال في حلب أنكم تقولون أن الله عز وجل يتكلم فهل له فم؟ فهذا من التخيلات والأوهام التي تخطر في بال الإنسان فإذا خطرت في باله فيجب أن ... عن نفسه لذلك يقول أهل العلم " كل ما خطر في بالك فالله عز وجل بخلاف ذلك " فالعبارة هذه لا تحتاج إلى كثير من التكملة والتعليق وقلنا في الجواب نعم

السائل: لا تدركه الأفهام يعني؟

الشيخ: تفضل قل ما عندك.

سائل آخر: يخطر في بالي شيء يعني بداهيات يعني ما تدركه الأبصار ... .

الشيخ: الأفهام والأوهام.

السائل: ... .

سائل آخر: ... .

السائل: يعني هذا هو العلم لا حتى المؤمن الذي يصف الله عز وجل بما وصف الله تبارك و تعالى به نفسه هذا لا يؤدّي إلى ... .

 

(279/3)

 

 

«معنى قول الطحاوي: خالق بل حاجة, رازق بلا مؤنة ... »

الشيخ: ثانيا وهو أن يعبدوه تبارك وتعالى ويوحدوه و لا يشركوا به شيئا فكلام المصنف خالق بلا حاجة إنما يعني الحاجة التي يفعلها الإنسان حينما يأتي غرضا ما فهو له حاجة في ذلك يثبت بها أنه فقير ومحتاج و لما كان الله عز وجل هو الغني عن العالمين صح وصفه بأنه خالق بلا حاجة, ولكن ذلك لا ينفي أن يكون له في خلقه حكمة بالغة وقد نص على هذه الحكمة في الآية السابقة ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) فليس هناك تنافي بين قول المصنف إن الله خالق بلا حاجة وبين ما تدل عليه الآية السابقة من أن الله خلق خالق لحكمة وغاية ألا وهي أن يعبدوه تبارك وتعالى و رازق بلا مؤنة بأن الله عز وجل لا يتعبه الشيء أي شيء كما أشارت إلى ذلك بعض الآيات الكريمة المعروفة ... .

السائل: ... .

الشيخ: أي نعم وفي آيات وهو أهون عليه شو الآية لا لا وهو أهون عليه المهم أن الله عز وجل وهذا في الواقع ما يؤكد للمسلم أن صفات الله في حقائقها تختلف تماما عن صفات الإنسان الإنسان مهما كان قويا مهما كان نشيطا فهو إذا عمل ودأب على العمل أصابه التعب و الوهن أما الله عز وجل فقد خلق هذه السموات و الأرضين كلها وما فيهما وكما قال ((وما مسنا من لغوب)) فإذا صفات الله عز وجل في حقائقها هي غير صفات عباده تبارك وتعالى فمن ذلك أنه خالق بلا حاجة ورازق بلا مؤنة أي بلا كلفة ولا مشقة ولا تعب.

 

(279/4)

 

 

«معنى قول الطحاوي: مميت بلا مخافة, باعث بلا مشقة .... »

الشيخ: " مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة " الفقرة الثانية تلتحق بالبيان السابق باعث بلا مشقة أي كما قال الله تعالى في الآية المشار إليها سابقا (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)) يعني خلق ابتداء فأهون عليه الإعادة نعم أما قوله " مميت بلا مخافة "فكأنه يشير إلى أن الله عز وجل حينما يميت الخلق لا يميتهم للخلاص من شرهم كما يفعل الخصم عادة من البشر الخصم مع خصمه والعدو معه عدوه, فإنما يميته ليتخلص من شره فالله عز وجل أكبر من أن يميت الخلق ويعدمهم بعد أن أوجدهم مخافة من شرهم وإنما بحكمة بالغة من ذلك أن يعيدهم إلى الحياة الأخرى ليعطي كل واحد منهم أجر ما عملت يداه.

السائل: ... .

الشيخ: إي نعم لأنه جاء في الآية والآية صريحة ((الذي خلق الموت والحياة)) وهذا في الواقع من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها, الفلافسة يقولون الموت شيء عدمي لأن يفهمون الموت ضد الحياة والحياة إذا ذهبت ... الموت فلما جاء الموت لم يكن هناك شيء وجودي لكن إذا قال الله عز وجل ((خلق الموت والحياة)) فشمل كلا منهما بصفة الخلقية والخلق إنما يتناول الأشياء الوجودية وليس يتناول الأشياء العدمية هذا من جهة, ومن جهة أخرى تعلمون جميعا حديث الإتيان بالموت يوم القيامة بصورة كبش يوقف به بين الجنة والنار ثم ينادى يا أهل الجنة خلود فلا موت, ويا أهل النار خلود فلا موت, إذا هذا الموت له وجود حقيقي والله عز وجل بقدرته يمثله في صورة كبش كما أن القرآن الكريم مثلا هو كلام الله تبارك وتعالى و يتمثل يوم القيامة في صورة ما وقد جاء على ذلك بعض الأحاديث الصحيحة فكما أن العمل الذي يعمله الإنسان في الحياة الدنيا يتمثل له في قبره إن كان صالحا بصورة شخص جميل الوجه جميل الصورة و العكس بالعكس فهذه حقائق موجودة وخلقها الله عز وجل ومن تمام خلقه إياها أنه يمثلها في صور مادية مجسمة ترى رأي العين, فالموت حقيقة من حقائق خلق الله عز و جل لا يمكننا نحن أن ندركه لأنه مما وراء العقل لكن لما جاء النص بإثباته فلا علينا بعد ذلك جهل الفلاسفة هذه النصوص وأنكروها لأنهم إنما يؤمنون بما يحيط به عقلهم وفكرهم وعلمهم والله عز و جل يقول ((ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)) ويقول ((فما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) ومع أن المقصود بهذه الآية ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) العلمين المقصود بهما العلمان العلم الديني والشرعي و العلم الكسبي أو التجربي فبكل من العلمين يقول الله عز و جل مخاطبا للبشر ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) ولا شك أن الإنسان إذا جمع بين العلمين يكون أكثر إحاطة بما أراد الله لعباده من العلم مما لو تفرد ... فالشرعيون إذا ضموا إلى علمهم العلم التجربي والنظري لا شك يكونون أكثر إحاطة بالعلم من العكس أي البشر الذي يحيطون بالعلم التجربي و العلم الكسبي و لا يرفعون رأسا للعلم الشرعي, مع ذلك الأشخاص الذي يجمعون بين العلمين هم الذين يخاطبون أيضا بقوله تعالى ((فما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) فأولى و أولى أن يخاطب بهذا النص بعض من البشر تفرد بعلم من العلمين أولى وأولى أن يخاطب بهذا النص الفلاسفة الذين إنما يعتمدون في العقائد على مجرد العقل والنظر فهؤلاء لا يلتفت إليهم إذا أنكروا حقيقة من الحقائق العلمية الشرعية كمثل قولهم أن الموت صفة عدمية و ليست صفة وجودية بعد أن الله عز وجل يخبر خلاف ما ذهبوا إليه فيقول ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)) يبلوكم بالحياة وبالموت.

 

(279/5)

 

 

«هل يستفاد من الآية: ((الذي خلق الموت والحياة)) أن الموت مخلوق قبل الحياة؟»

السائل: ممكن أن الموت مخلوق قبل الحياة؟

الشيخ: ممكن إيش؟

السائل: أن نقول أن الموت مخلوق قبل الحياة؟

الشيخ: ليش بتقول هكذا؟

السائل: لوروده في الآية أولا ثانيا لم تخلق الحياة إلا بعد الموت ... ؟

الشيخ: ... جواب العكس لا يفيد التقدم به.

 

(279/6)

 

 

«حديث ذبح النار هل يكون قبل الحساب أو بعده؟»

السائل: في حديث يؤتى بالموت على صورة كبش بعض طرق الحديث يفيد أن هذا يكون قبل الحساب أو بعد الحساب؟

الشيخ: قبل يعني استقرار أهل الجنة وأهل النار ... بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة خلود فلا موت بعد إنتهاء الحساب كله.

سائل آخر: ... ؟

الشيخ: بعد الحساب كلّه.

السائل: المسلمين ... .

الشيخ: يخرجون نعم, ما ندري هذا بالنسبة للمؤمنين الذين دخلوا الجنة ما ندري أما الذي هو صريح أن الكبش هذا يذبح بعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار لكن هذا لا يؤدي أن يستثنى الخلود في النار ... .

 

(279/7)

 

 

«هل قوله تعالى: ((وكنتم أموات فأحياكم)) فيه أن العدم يسبق الوجود؟»

الشيخ: نعم

السائل: الآية أحياكم بعد مماتكم

الشيخ: ((كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم)) الآية التي أتيت بها ضد ما كنت تقول أن الموت قبل الحياة إيه؟

السائل: نعم.

الشيخ: طيب.

السائل: ((كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم))

الشيخ: إي بينما كنت تقول الموت بعد الحياة.

السائل: لا الموت قبل الحياة الذي خلق الموت والحياة

الشيخ: إي نعم

السائل: ((كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)).

الشيخ: إي هذا الخلود الموت هو العدم ... فيه؟

السائل: لا

الشيخ: الآية صحيح مقصود فيها العدم لكن هل يجوز مرار الآية بما نحن فيه الآن؟ لا, المقصود بالآية العدم ثم فضل ... .

السائل: بالتأكيد عفوا عفوا في أول خلق عالم الذر بعد ذلك فيه عندنا يعني الموت ثم الحياة ثم الموت فحياة حياة أخرى يعني الخلق ... .

الشيخ: طول بالك شوي حتى نفهم عليه ماذا يقول أنت على شو بتنبه الآن في افتراضك؟

السائل: الآية تقول ((وكنتم أمواتا فأحياكم)) هذا البيت الذي أصابنا يعني بعد عالم الذر بعد أن كنا في عالم الذر فأصابنا موت يعني لم يوجد في الحياة قبل عالم الذر كنا عدما لسنا أمواتا فخلقنا في عالم الذر ثم أماتنا ثم طبعا بعد ذلك خلقنا في هذه الحياة الدنيا ثم يميتنا ثم يبعثنا ليوم الحساب أنت الآن قبل وجودك الآن ما كنت في عالم الذر ... أين أنت لم توجد لم تخلق في الحياة الدنيا أنت الآن قبل ما تولد وينك ... .

سائل آخر: ... .

الشيخ: أنت تقول زال بقي على ماهو عليه حتى نفخت فيه الروح ... .

السائل: يعني مافيه هنا له حياة ما له صفة الحياة إلا حينما ... .

الشيخ: ... .

السائل: ... .

الشيخ: فيه فرق بين الموت والأموات؟

السائل: أي نعم مثل الفرق بين مثلا الحياة والحي

الشيخ: شو معنى الفلسفة هذه؟

السائل: ... كان هناك أحياء ... .

الشيخ: نحن لا يسعنا إلا أن نؤمن ... إنما جاء الخبر بذلك فآمنا به أما نأتي نركب على ذلك تفاصيل لا يمكن الوصول إليها لابطريق العقل ولا بطريق النقل ... .

سائل آخر: ... .

السائل: إذا كان سبق أحد العلماء مثل ابن تيمة وغيره

 

(279/8)

 

 

«الكلام عن خطر التصوير وأنه وسيلة إلى الشرك

الشيخ: من باب سد الذريعة لأن الصور والأصنام بصورة خاصة كانت ولاتزال ... أن يقعوا في الشرك وبالكفر بالله عز وجل ولذلك إشارة إلى قوله تبارك وتعالى ف قوم نوح ((وقالوا ولا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا)) جاء في صحيح البخاري وغيره عن بن عباس أن هؤلاء كانوا أقوما صالحين فلما ماتوا ... وزين لهم سوء هذا العمل لأن في ذلك ذكرى كمل ينتشر في الأوروبيين الآن تماما وبعض من تأثر بهم من المسلمين من إقامة الأصنام ... والرؤساء فاستجابوا لرغبته ونحتوا لهم أصناما ومضوا على ذلك برهة من الزمن ثم أوحى إليهم وكأنه إلى الجيل الثاني أن هذه الأصنام تعلمون أنهم كانوا من أهل الخير وأهل الإصلاح و و و إلى آخره ... ثم جاء إلى جيل ثالث فأوهمهم بأن آبائكم كانوا يعبدون هؤلاء وما عبادتهم إلا أن يسجدوا لهم ويعظموهم ويتأدبوا معهم.

 

(279/9)

 

 

«الكلام عن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة والرد على المعتزلة المنكرين

الشيخ: فهذا أخذه من قوله كونه تبارك وتعالى أن الرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية وجاء الدليل على ذلك في الكتاب والسنة أما الكتاب فهذه الآية الصريحة ((وجوه يومئذ)) يوم القيامة يوم الجنة ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) ومع صراحة هذه الآية فقد سلط عليها المعتزلة معاول الهدم والتأويل فقالوا إن الآية لا تدل على ما ذهب إليه أهل الحديث وغيرهم من أن المؤمنين يرون الله ذاته تبارك وتعالى وإنما مراد الآية في زعم المعتزلة ناظرة إلى نعمة ربها ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) أي إلى نعمة ربها ناظرة وهذا كما ترون على النهج الذي سلكوه في كل آيات الصفات تقريبا فهم يقولون مثلا ((وجاء ربك)) أي آيات ربك أو ملائكة ربك أو أمر ربك إلى نحو ذلك من الألفاظ التي يقدرونها لكي يفروا من دلالة هذه النصوص على خلاف ما ذهبوا إليه من إنكار الصفات كالمجيء والنزول وكذلك إنكار رؤية المؤمنيين لربهم يوم القيامة وتأولوا قوله تبارك وتعالى ((إلى ربها ناظرة)) أي إلى نعمة ربها ونعيم ربها ناظرة وهذا التأويل باطل بلا شك لما علم في بحث موضوع الصفات وآيات الصفات وأحاديث الصفات وهو أن الأصل في كل كلام عربي أن يؤخذ على حقيقته وعلى ظاهره لا على تأويله ومجازه وإنما يصار إلى التأويل وإلى المجاز حينما تتعذر الحقيقة ولا يمكن الأخذ بها ولكن المعتزلة حينما جمدت أفكارهم على تشبيه الخالق بالمخلوق ابتداءً وعلى تنزيهه انتهاءً وجدوا أن مثل هذه الآية التي تثبت رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة في الجنة تفيد بزعمهم إما الإحاطة بالله عز وجل وإدراكه وإما تحديده بجهة وهم يقررون بأن الله ليس في جهة ولذلك يذهبون إلى التعطيل المطلق فيقولون الله في كل مكان كل هذه الإنحرافات والتأويلات ماكان منهم إلا لإهمالهم تطبيق قاعدة من قواعد اللغة العربية هي أن الأصل في كل عبارة الحقيقة ولا تُأوّل إلا لضرورة وهنا بلاشك ليس ضرورة لأن رؤية الله ليس من الضروري أن تكون مثل رؤيتنا لبعضنا البعض فرؤيتنا لربنا رؤية ليس فيها الإحاطة وليس فيها الإدراك وليس فيها الحصر لله عز وجل في مكان إلى آخر هذه الشروط التي يجب علينا أن لا نثبتها لعدم ورودها في الكتاب ولا في السنة فإن الأمر كذلك فلماذا نحن نكر رؤية الله بعد ثبوتها وبعد تنزيهنا لربنا من كل ما يمس جلاله وعظمته.

 

(279/10)

 

 

«هل جميع فرق المعتزلة ينكرون رؤية الله عز وجل؟»

السائل: بالنسبة للمعتزلة هناك علماء كثر في المعتزلة هل هذه الآراء جميع المعتزلة متفقون عليها؟

الشيخ: نعم كلهم متفقون لا خلاف بينهم مع الأسف كإتفاق الشيعة على أن الإمامة لعلي مهما طال الزمن وادعوا الإجتهاد وتحرروا من التقليد فكلهم يقلد بعضهم بعضا في هذه المسائل الكبرى وفي غيرها مما هو معروف كذلك المعتزلة.

السائل: كلهم متّفقون عليها.

الشيخ: ولكن الغريب أن الأشاعرة والماتوريدية الذين تراهم من جهة مع أهل السنة في إثبات رؤية الله في الآخرة هم يلتقون أخيرا مع المعتزلة في إنكار رؤية الله عز وجل ذلك لأنهم يقولون يُرى لا ما في مكان!! ويُرى لا من فوق وأظن الشارح هنا يقول ردا على هؤلاء كيف يتصور رؤية الله عز وجل دون أن يكون فوقنا معنى كلامهم أن نطرح عقولنا وأن لا نؤمن بكلام ربنا لماذا يقولون هذا لأنهم ما عملوا بالسنة الفوقية مع توارد الآيات والأحاديث الكثيرة في إثباتها فلما انحرفوا عن الآيات الكثيرة المثبتة للفوقية ... هنا الرؤية فأثبتوها ولكنهم لاحظوا أن إثباتها يلزمهم أن يثبتوا الفوقية لله عز وجل فلذلك قالوا يرون ربهم لا في ماكن ولا من فوق فكأنهم يقولون الله يرى ولا يرى لأننا لا نستطيع أن نتصور رؤية ذات هي أكبر الذوات وأجلّها إلا وهي فوقنا لاسيما والرسول عليه الصلاة والسلام يقول (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته) وفي رواية (لا تضآمون في رؤيته) فالأشاعرة والماتوريدية وإن أثبتوا الرؤية فهم يلصقون بها صفات نفي ينتهي الأمر أخيرا إلى أن يلتقوا مع المعتزلة حيث لا رؤية وإلا لا يرى في مكان فأين الله إذا يرى ليس فوق إذا أين يرى ترجع بعد إلى الكليشة المعروفة في التعطيل لا فوق لا تحت لا يمين لا يسار إلى آخره.

السائل: بس المكان صحيح.

سائل آخر: يعني ما في مكان خطأ.

 

(279/11)

 

 

«كلام شارح الطحاوية ورده على الأشاعرة في قولهم يرى لا في جهة

الشيخ: اسمعوا الشارح ماذا يقول وليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيها لله بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي ولكن فيه دليل على علو الله على خلقه وإلا فهل تعقل رؤية بلا مقابلة ومن قال يُرى ولا في جهة فليراجع عقله فإما أن يكون مكابرا لعقله أو في عقله شيء وإلا فإذا قال يرى لا أمام الرائي ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا فوقه ولا تحته رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة! إيش تقول؟

 

(279/12)

 

 

«قول الأشاعرة أن الله ليس في مكان هل معناه أن الله في كل مكان؟»

السائل: إذا كان لا مكان خطأ هل هو معنى ذلك أن الله في مكان؟

الشيخ: لا, قد ذكرنا مرارا وتكرارا أن المكان أمر وجودي كان لا شيء مع الله كان الله ولا شيء معه ثم خلق هذا الكون فلم يكن الله فيه فهو من هذه الحيثية لايزال كما كان ليس في مكان ولكنه كما صرح في القرآن ((على العرش استوى)) وكما كنت منذ سنتين أو ثلاث في أيام منى في مكة جادلت أحد علماء الأزهر جماعة الخطابية السبكية في هذه القضية هو طبعا لا يثبت لله صفة الفوقية ولشيخه كتاب قد ... هذا الكتاب في نفي علو الله على خلقه اسمه إتحاف الكائنات فالخلاصة قلت له المكان أمر وجودي أم عدمي؟ قال وجودي, قلت حسنا وأنا معك في هذا, ثم قلت المخلوق من حيث هو مخلوق الكون هذا محدود ومتناهي أم لا متناهي قال متناهي قلت فإذا تناهى الكون هل بقي هناك مكان قال لا قلت فالله فوق هذا الكون فإذا هو ليس في مكان.

السائل: ... .

الشيخ: نعم لكن هم يعنون لا في الجهة ويعنون لا في الجهة يعني لا فوق

السائل: ... .

الشيخ: طبعا لكن يجب أن نفهم مقصده من ذلك يعني نحن حينما نقول الله فوق العرش ويخافون ربهم من فوقهم طبعا هذه صفات عباده ... .

السائل: فوق المكان المخلوق

الشيخ: فحينما نقول فوق هم لا يقولون فوق لماذا؟ لأنهم يفسرون فوق بالمكان ولذلك حينما تسمع لا فوق ولا في جهة فلا يذهب ذهنك أنهم صادقين حينما يقولون لا في الجهة لأنهم لا يعنون بالجهة المعنى الذي نريده نحن وإنما يعنون نفي الفوقية التي هي حقيقة ليست جهة لأنها شيء عدما بالنسبة للكون كما شرحت آنفا

سائل آخر: ماذا أجابكم؟

الشيخ: مناقشة طويلة جدا طبعا يعني انتصر الحق على الباطل والشيخ ما أقول لك اعترف لكن استسلم وصارت مصادقة بيني وبينه وتواعدنا أن نذهب نزوره في خيمته كان يوم العيد وكذلك فعلنا ولكن مع الأسف ما اجتمعنا به وسجلت المناقشة كلها وأخذ منها نسخة العراقي وأخذوا منها نسخة إلى مصر أنصار السنة وغيرهم.

 

(279/13)

 

 

«عقيدة الطحاوي وأهل السنة في الرؤية

الشيخ: بعد أن أثبت الرؤية قال وتفصيله على ما أراد الله وعلمه يعني يتكلم عن حقيقة الرؤية فلا يحدها بحد ولكن أمر هذه الحقيقة إلى الله عز وجل فهو الذي يعلمها ونحن لا نستطيع أن ندرك كنهها وحقيقتها ثم يقول وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال هذه عقيدة الإمام الطحاوي التي يلتقي فيها مع أهل السنة بصراحة متناهية حيث أنه يجعل كل حديث صحيح دون فلسفة التفسير والقيد متواتر وإنما الحديث صحيح كل ما جاء في الحديث الصحيح يجب الأخذ به والإيمان به وتصديق الرسول عليه السلام فيما قاله ومعناه أيضا على ما أراد يعني الله تبارك وتعالى لا ندخل في ذلك متأولين كما فعلت المعتزلة بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا نقعد نكيف كيف يرى لا كيف كما قال مالك في الأثر المعروف عنه فإنه ما سلم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وردّ علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ما الذي يشتبه علينا في آية الرؤية وأحاديث الرؤية؟ كنه الرؤية وحقيقة الرؤية لا أصل الرؤية فأصل الرؤية ليس من المتشابهات وكذلك كل آيات وأحاديث الصفات اليد والرجل والنزول والمجيء كل هذه الصفات ليس من المتشابهات بل هي من المحكمات لكن المتشابه منها هو حقيقتها وكيفيتها هذه الحقيقة وهذه الكيفية هي التي تشتبه علينا فنردها إلى عالمه أو العالم بها وهو الله تبارك وتعالى.

السائل: ... .

الشيخ: لا , رؤية الله أيضا سواء قلت رؤية الله أو المرئي وهو الله يعني لا إنفصال بينهما

السائل: فيه مسألة الذين يقولون الله محدود ما رأيكم في هذا؟

الشيخ: نقف ها هنا الصفحة مائتين و ... .

 

(279/14)

 

 

«ما قولكم في مسألة الحد وأن الله محدود؟»

السائل: ناحية ربما قريبة من الرؤية يقولون أن الله محدود ما قولكم في هذا؟

الشيخ: شو بدو يكون قولنا في هذا؟ هو كل عبارة لم ترد في االكتاب والسنة نرفضها.

 

(279/15)

 

 

«الكلام عن إنحراف الأشاعرة في قضية السبب و المسبب

الشيخ: لكن الأشاعرة سبحان الله انحرفوا إنحرافا بالغا قد جحدوا الحقيقة العلمية والشرعية معا وأخذوا يكابرون ويقولون والسكين لا تقطع والنار لا تحرق والماء لا يروي والطعام لا يشبع لكن الله عند يخلق عند الشرب الرّيّ وعند الأكل الشبع وعند إمرار السكين القطع وعند إيقاد النار الحرق وصل الأمر إلى إنكار باء السببية الواردة في العديد من الآيات القرآنية فضلا عن الأحاديث النبوية.

السائل: طيب نحن موجود عندنا النتيجة ما نقدر ... .

الشيخ: هذا حصل

السائل: ... .

الشيخ: ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) فالرسول الذي يظهره الله عز وجل على الغيب.

 

(279/16)

 

 

«قواعد في عقيدة السلف في إثبات صفات الله

الشيخ: وهؤلاء هم السلف قال وطائفة تفصل وهم المتبعون للسلف فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين ما أثبت بها فهو الثابت وما نفي بها فهو منفي لأن المتأخرين قد صارت هذه الألفاظ في اصطلاحهم فيها إجمال وإبهام كغيرها من الألفاظ الإصطلاحية فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي, ولهذا كان النفات ينفون بها حقا وباطلا ويذكرون عن مثبتها ما لا يقولون به وبعض المثبتين لها يدخل لها معنى باطلا مخالفا لقول السلف ولما دل عليه الكتاب والسنة ولم يرد نص من الكتاب ولا من السنة بنفيها ولا إثباتها وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا ولا إثباتا وإنما نحن متبعون لا مبتدعون.

ليس لله أعضاء وأركان وأدوات كما قالوا هل يقال هذا؟ الناس على ثلاث مذاهب منهم من يقول بهذا النفي ومنهم من يقول بالعكس أي ثبت لله الأعضاء والأركان والأدوات ومنهم من يفصل وهذا هو الحق الذي لاريب فيه لأنه الذي تقتضيه القواعد السلفية والآثار المنقولة عنهم لماذا؟ لأننا نعرف فعلا من دراستنا في أقوال الخلف في موضوع الصفات أنهم يقولون في تفسير قوله تعالى ((يد الله فوق أيديهم)) قدرته طيب لماذا لا تقول يده تقولون يده قال هذا معناه إثبات الأعضاء والجوارح له وهذا تشبيه لله عز وجل وليس لله أعضاء فإذا ليس لله يد هذا نفي كما قال هنا من المذاهب نفي أن يكون لله عز وجل أعضاء وأركان وأدوات وإذا بهم هؤلاء الذين ينفون أن لله مثل هذه الأشياء المذكورة يقصدون بهذا النفي نفي ما ثبت في الكتاب والسنة من وصف الله عز وجل بأن له يدين فخشية أن يقع المثبت لصفات الله عز وجل في مثل هذا النفي الثابت في القرآن لا ينبغي له أن يقول ليس لله أعضاء لأن الذين يقولن هذا النفي قد أرادوا به نفي أن لله يدا وهذا ثابت في الكتاب والسنة وهذا النفي باطل كما أنه العكس لا ينبغي أن يقال لله أعضاء وهنا جمع واليدين تثنية فقد ثبت في السنة أن الله عز وجل يوم القيامة حينما يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار لا تمتلئ النار بأهلها فيقول الله تبارك وتعالى لها هل امتلأت فتقول هل من مزيد فيضع الرب عز وجل فيها قدمه فتقول قط قط فهل نثبت لله عز وجل القدم طريقة السلف كما علمنا أن نثبت كل ما أثبته الله لنفسه من ذلك ما نحن الآن في صدده لله يدان ولله قدم فبعضهم يسمي هذه الأشياء التي أثبتها الله في كتابه ورسوله في حديثه أعضاء ثم يبني على أعضاء أن الله منزه أن يكون له أعضاء إذا ليس لله يدان وليس لله رجل فلا نقول نحن أولا مثبتين أن لله أعضاء لأن فيه إيهام لتشبيه الخالق بالمخلوق والله لم يقل عن نفسه بأن له أعضاء لكنه قال له يدان له قدم له سمع له بصر إلى آخره فلا يصح إطلاق النفي ولا الإثبات لأن الإطلاق لهذه الألفاظ نفيا أي أن نقول ليس لله أعضاء اتخذ هذا الكلام المبتدعة ذريعة لإنكار الصفات الإلهية ولا نقول أيضا نحن في الطرف المقابل لهذا النفي لله أعضاء لأن في هذا الإثبات تشبيها وإنما الحق أن نأتي بالألفاظ التي أثبتها الله عز وجل لنفسه فنقول له يد لا نقول له عضو له قدم لا نقول له عضو ولا نقول له أعضاء من ذلك البصر والسمع لأنك مجرد أن تقول هذا تفتح طريقا للمبتدعة إذن أنت بتشبه والله يقول ((ليس كمثله شيء)) إذا ليس لله أعضاء تسد الطريق على المتأولة والمبتدعة فلا تثبت لفظا لم يثبته الكتاب والسنة وهذا هو الإيمان والتسليم لما جاء عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

(279/17)

 

 

«هل تقضى صلاة العصر إذا خرج وقتها؟»

السائل: ... .

الشيخ: يعني ما فهمت عليك يعني يختلف موضوعك على موضوع أبو أحمد؟

السائل: نفس الموضوع لكن ... .

الشيخ: تعتبر طريقة نظامية أنا أجبت عن هذا السؤال بس يبقى الخلاف بينك وبينه يا ترى هيك أو هيك ما أعرف لكن الحكم الشرعي هكذا.

السائل: يعني الجمع بين صلاة الظهر والعصر ... شغلت عن الصلاة حتى أذّن المغرب فكيف أصلّي العصر هل يجمع مع المغرب, لا يجمع مع المغرب لأنه راح وقته ... ؟

الشيخ: راحت عليك الصلاة

السائل: لا يصلّيها نهائيّا.

الشيخ: إذا كان بغير عذر النوم أو النسيان راحت الصلاة سواء كان قصد الجمع أو نواه يعني لا مؤاخذة الصورة التي بدأت فيها مالها علاقة بحقيقة السؤال لأنه سواء صلى الظهر وكان بدّو يجمع العصر أو ما بدّو يجمع فالصورة أبسط من هيك إنسان دخل عليه وقت العصر ثم ما صلى حتى غربت الشمس فهل يقضي هذه الصلاة أم لا؟ الجواب ما قلته آنفا إن كان لم تفته هذه الصلاة لعذر شرعي وليس هو إلا النوم أو النسيان فلا مجال لإستدراك ما فاته من هذه الصلاة أما إن نسيها أو نام عنها فحينذاك يصليها حين يذكرها.

 

(280/1)

 

 

«من عمل عند جماعة في حفر بئر فقال إن حسابي ألفين وخمس مائة وقالوا إن حسابك ألفين فأعطوه ألفين وخمس مائة خطأ فهل يأخذ الخمس مائة؟»

السائل: فيه صورة إنسان عمل عند جماعة في حفر بئر وبعد أن أنهى العمل صار الحساب بينه وبين أصحاب العمل فقال إنه له مبلغ عندهم ألفين وخمسمائة ليرة تجادلوا فقالوا ما فيه إلا ألفين ليرة ... حسابهم هم فما رضوا أن يعطوه إلا ألفين ليرة فأخذ الألفين عدوا عليه إثنين على أساس ألفين ليرة سلموه ذهب حسب المصاري بعد ذلك هو وجدها ألفين وخمسمائة وهو له عندهم ألفين وخمسمائة ورقة خمسمائة لاصقة في الثانية صارت ألفين وخمسمائة فأرسل لهم يخبرهم أنه أنا حقي ألفين وخمسمائة فهم نازعوه فهل يجوز هنا له أن يأخذ هذه الخمسمائة أو يجب عليه أن يردها وهو غير راضي بالألفين من قبل.

سائل آخر: يعني أرغموه إرغاما.

الشيخ: من الذي حكم بأن له ألفين وخمسمائة؟

السائل: هو حسب الشروط التي بينه وبينهم الإتفاق العمل الذي بينه وبينهم مثلا كذا متر المتر على كذا

الشيخ: هذا ليس جوابا, من الذي حكم عليهم أن عليهم ألفين؟

السائل: هم حكموا دفعوا له ألفين فقط يعني هم بحسابهم قالوا أن له ألفين.

االشيخ: هذا كمان جواب السؤال الأول من الذي حكم بأنه ... ؟

السائل: هو

الشيخ: لا تقول بحسب الشروط كمان هم بيقولوا حسب الشروط فإذا من الذي يجعل هذا الإنسان العامل في عصمة ويقين أن له ألفين وخمسمائة ما تقوله في هذا الشّخص يقوله غيره في أولئك الأشخاص صحيح أو لا؟

السائل: نعم

الشيخ: ولذلك فالمسألة لا تخرج عن البحث السابق إطلاقا هذا الرجل له ألفين برضى هؤلاء فإن كان أثبت بأنه عليهم ألفين وخمسمائة ليس بحكمه هو الخاص حكم جماعة آخرين يعني ليس له مصلحة لا معه ولا معهم حين ذاك هذه الصورة مادام أخبرهم بالواقع وإن كان لايزال في الأمر شيء لكن هذا الإخبار بيرفع عنه قباحة الإختلاس أو السرقة أو ما شابه ذلك لكن مجرد ما هو يرى أن له عليهم ألفين وخمسمائة فيستغل هذا الخطأ في العد ويضم الخمسمائة إليه هذا ليس بالذي يجعله حقا وحلالا له.

السائل: يعني إذا حجز هذا المال وحكم بعد ذلك

سائل آخر: يعني قال أنا مستعد إلى التحكيم فإذا قبلتم التحكيم تفضلوا وإذا ما قبلتم التحكيم معناه ... .

الشيخ: إذا ما قبلوا بالتحكيم معناه ... يجوز في هذه الحالة وأبلغهم وأخبرهم

 

(280/2)

 

 

«ما حكم أخذ الطعام الذي يبقى في مطعم الجيش وهو يرى أنه يرمى؟»

السائل: هذا المجمع بيدخل بيأخذ ... .

الشيخ: أخي بدنا نلاحظ شيء في الإسلام مهم جدا ما يمشي مع النّظم المادية الذين ما عندهم إلا المادة نحن في عندنا مبدأ أخلاقي سامي جدا فهذا المبدأ الأخلاقي التمسك به قد يخسر الإنسان مادة كبيرة جدا فحينما ينظر المادي إلى هذه الخسارة بحملة هذا الإنسان العكس بالعكس لما نرى المسلم بيتمسك بمبدئه الأخلاقي ولو كلفه مادة فهو الذي يمدح بسبب اختلاف النظرة المادية على النظرة المعنوية تختلف النتائج والنظر إليها ومن آثار هذا الإختلاف الجملة المشهورة اليوم عند الناس لو ... عن الكفار الذين يقتلوا المسلمين ويسرقوا أموالهم ويحتلوا بلادهم إلى آخره شو بيقولوا أن هذا على قاعدة ونظام الغاية تبرر الوسيلة فلا يوجد في الإسلام الغاية تبرر الوسيلة إذا كان هذا مسلّما فنحن الآن بين أمرين أمر معنوي خلقي وأمر مادي الأمر المعنوي الخلقي هو أنه أنا آخذ معاشي المادي من الجيش لكن المشروط علي أنك أنت ما تطعم لأنك تأخذ الثمن لكن من جهة أخرى أشوف الطعام ينكب في الجيش فأقول بدل ما ينكب أنا آكله هذه نظرة مادية محضة وكل إنسان ينظر للموضوع نظرة مادية بدو يحكم هذا الحكم بدل ما ينكب الطعام حتى ما تأكله الكلاب آكله أنا وأنا إنسان إذا نظرنا نظرة مادية يكون عمله هذا عين الصواب لكن لم ننظر للموضوع أنه أنا آكل اختلاسا أو سرقة وهذا لا يجوز إسلاميا حينئذ ما بيشجعني أن أخالف إسلامي تلك النظرة المادية بدل ما تكب على الأرض ضياعا أو طعاما للحيوانات فأنا آكلها.

سائل آخر: هو ما يأكل اختلاسا هم يجيبوا الأكل للجنود فهو يأكل معهم.

الشيخ: هذه صورة أخرى ولكل سؤال جواب نحن بنجاوب على أساس أنه هو يأكل اختلاسا.

السائل: ... .

سائل آخر: لا لو سمح له المسؤول الأول لا ... أما بعد أن يأكلوا جميعا ثم يتبقى بقية ويريدون أن يرموا به فأخذه هو حينئذ صار مثل أخذ صدقة يعني.

الشيخ: لا ولا صدقة صار ... هو يأكل الطعام لا ما فيه صدقة الصورة الثانية ما فيها شيء إطلاقا.

السائل: ليس لهم أي ثواب.

الشيخ: لا ثواب ولا أي شيء.

السائل: بدو ينتظر لما يكبوه بيأخذه هو

سائل آخر: إذا كان مقطوع فيه الكلب ... .

 

(280/3)

 

 

«هل تعطى دية المقتول للورثة فقط؟»

السائل: الدية هل تعتبر ... شخص قتل هل تعطى هذه الدية للورثة أم تعطى لأهله ... ؟

الشيخ: من الأهل ومن الورثة؟

السائل: الأهل الأخ الورثة الزوج ... .

الشيخ: الزوجة و الإبن ... .

السائل: الزوج لأنها إمرأة والإبن والأم والأب ... .

الشيخ: يعني لو طالب ابن الأخ الدية بيأخذها هو يعني؟

السائل: لا

الشيخ: إذاً؟

السائل: الدية.

الشيخ: لا تستعجل, أنت مثالك الأخ طلب الدية أخذها فكونه هو الطالب للدية صارت ملكا له؟

السائل: طبعا لا.

الشيخ: فإذًا لذلك أنت حولت المثال تبعك من الأخ إلى ابن الأخ ابن الأخ هو الذي طالب بالدية وحصل عليها فهل يمتلكه؟

السائل: طبعا لا.

الشيخ: أهم شيء خطوة خطوة فإذا كان هو ما صرف الدية من راح يصرفها إذا

سائل آخر: هل الدية للعاقلة كما كان عمر

الشيخ: لا يا أخي الدية على العاقلة هو سؤاله ليس على

سائل آخر: فيه عمر كان يقول الدية للعاقلة ولا ترث المرأة من مال زوجها يعني من دية زوجها شيئا هذا عمر كان يفتي به ثم لما علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها فعاد ورجع عن ذلك وأفتى أن الدية للورثة النبي صلى الله عليه وسلم ورث امرأة أشيم الضبابي من ديته؟

الشيخ: الدية للورثة ولا علاقة لمن طلب الدية فحصل عليها سواء كان الأخ أو ابنه.

 

(280/4)

 

 

«هل الأنبياء معصومون كلهم؟»

الشيخ: قال هو أن الأنبياء معصومون؟

السائل: كلهم.

الشيخ: كلهم طيب.

السائل: ... .

الشيخ: كل بحث أخي يجري خلاف أو نقاش حوله فيجب تحرير المقصد منه فلما يقال عصمة الأنبياء هل المقصود من هذه العصمة العصمة في تبليغ ما أنزل الله إليهم فقط أم المقصود العصمة مطلقا بحيث أنه لا يمكن أن يقع منهم أي خطأ مهما صغر وحقر ثم هل المقصود أنهم معصومون من ذلك كله حتى ولو قبل نزول الوحي عليهم هذا قوله يجب تحريره وتبيينه حتى يمكن البحث مع الشخص الذي نعتقده وندين الله به هو أنه لا يجد في الكتاب ولا في السنة لفظة عصمة الأنبياء هذا لا وجود له إطلاقا لا في القرآن ولا في السنة فالمسلم حينما يريد أن يتكلم في أي مسألة من مسائل الدين فإنما ينبغي عليه أن يتمسك في كلامه ذلك بما جاء في الكتاب والسنة فإذا عرفنا قبل كل شيء أن لفظة عصمة الأنبياء لا وجود لها في الكتاب والسنة فمعنى ذلك أن المسألة فيها دقة فما دام أن هذا الإصطلاح المعروف اليوم وهو عصمة الأنبياء ليس له وجود في الكتاب ولا في السنة فيجب نعرف إذا هذه العصمة المدعاة إذا كانت صحيحة ما دليلها ما مستندها مادام لفظة العصمة غير واردة في الكتاب ولا في السنة بهذا المعنى المقصود عند هذا القائل وأمثاله وإنما قلت بهذا المعنى لكي لا يبادر بعض الناس ويعترض ويقول كيف تقول هذا الكلام والله عز وجل قال في صريح القرآن ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) لأننا سنقول هذه العصمة غير تك العصمة هذه العصمة صريحة ... .

 

(280/5)

 

 

«المعنى الصحيح من الآية: ((والله يعصمك من الناس)).»

الشيخ: ((والله يعصمك من الناس)) ما قال يعصمك من أن يقع منك خطأ ما إذاً هذه الآية ليس لها علاقة بالموضوع السابق ولا بأس بمناسبة ذكر هذه الآية أن نوجز المقصود منها فبعد أن عرفنا أنه ليس المقصود منها أن الرسول معصوم من أن يقع منه أي خطأ ولو صغيرا فنبين ماهو المقصود منه ذلك واضح من سبب نزول الآية فقد كان عليه الصلاة والسلام حينما ينزل في معركة مع المشركين مع الكفار كانوا يبنون له عريشا في مكان بعيد عن ساحة المعركة فيجلس هناك ويحيط به بعض أصحابه حراسة له خاصة في الليل خشية أن يغتاله رجل من ذلكم الكفار فبينما الرسول عليه السلام في عريشه أو خيمته ذات ليلة وكان يحرسه فيها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إذ أخرج رسول الله صلى الله عليه رأسه من الخيمة وقال له ولغيره ممن كان معه في حراسته انصرفوا فقد أنزل الله علي ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) أي والله يعصمك من الناس أن يغتالوك وأن يتمكنوا من قتلك قبل أن تبلغ الرسالة وتؤدي الأمانة الله يعصمك من هذا فلا تهتم بأن تخشى على نفسك القتل قبل أن تؤدي هذا الواجب الذي كلفناك به ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) هذه جملة معترضة حول هذه الآية لبيان أنه لا صلة لها بالوحي السابق أولا وبيان معناها الموجز ثانيا.

 

(280/6)

 

 

«تتمة الكلام هل الأنبياء معصومون كلهم؟»

الشيخ: ما دام أنه لا يوجد في الكتاب ولا في السنة أن الأنبياء معصومون عن أي خطأ حينئذ يمكن أن ننتقل بالبحث إلى جانب آخر منه فنحن نذكر أنه في القرآن كثيرا من الآيات التي يحكي فيها ربنا عز وجل عن بعض أنبيائه أنهم أتوا أمورا أقل ما يقال فيها أن الله عز وجل عاتبهم عليها وبعضهم ليس فقط عاتبهم ربنا عز وجل عليها بل أخبر بأنهم أذنبوا وتابوا وبعضهم بكوا بسبب ما ... من أخطاء مثل قصة داود

السائل: ((وظنّ داود أنّا فتناه فاستغفر ربه وخرّ راكعا وأناب)).

الشيخ: ومثل آدم عليه السلام وقصته مع الشجرة ونهي رب العالمين له أن يأكل منها وأنه تاب إلى الله عز وجل وأن الله قبل توبته وقصة سليمان حينما أخذ ضربا ((مسحا بالسوق و الأعناق)) وقصة موسى ((فوكزه فقضى عليه)) وقصة نوح ((وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)) بل قصة الرسول عليه السلام في غير ما حادثة حينما مثلا نزلت في حقه ((عبس وتولى أن جاءه الأعمى)) وحينما قال تعالى ((عفا الله عنك لما أذنت لهم)) ((لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم)) وهكذا كثير من الحوادث والقصص في القرآن عن الأنبياء هي صريحة بأنهم أتوا أمورا كان من اللائق بهم أن لا يأتوا بها فهذه أمور صريحة في أن الأنبياء ليسوا معصومون بالمعنى المطلق لكنهم معصومون ولا شك في أمرين اثنين الأمر الأول تبليغ الرسالة لأننا لو افترضنا أنهم غير معصومين في تبليغ الرسالة معناها ما حصل الغاية بإرسالهم ((رسلا مبشرين ومنذرين)) لا سيما والآية السابقة ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) فالله عز وجل عصمه من الناس أن يقتلوه لماذا لكي يتمكن من تبليغ الرسالة فأن يعصمه من السهو أو الخطأ بأن يبلغ الرسالة تبليغ الرسالة أولى وأولى هذه الشيء الواحد الذي أجمع المسلمون جميعا على أن الأنبياء معصومون فيه والشيء الثاني أنهم معصومون من الوقوع في الكبائر والواقع أن هذا لا دليل عليه من نصوص وإنما هو مأخوذ من طريق ... العقل السليم من ملاحظة ... يختاره من بين الناس نبيا رسولا فلا شك أنه ينبغي أن يكون هذا في أسما وأعلى المراتب والمنازل في الكمال لكي يتمكن من الإقتراب من الناس بحسن خلقه وحسن سيرته بينهم إذا بلّغهم دعوة الله تبارك وتعالى وافتراظ أنهم يرتكبون بعض المعاصي ... بالنسبة لبعض العلماء الذين لا يعملون بعلمهم فتجد الناس لا يثقون بهم ولا يلتفتون إلى أقوالهم فمقتضى كونه نبيا مصطفى من ربه ومقتضى كونه ينبغي أن يوصل رسالة ربه إلى الناس ينبغي أن يكون بعيدا عن كل معصية أو خلق ينفر الناس عنه هذا ما يمكن أن يقال من عصمة الأنبياء أما القول بأكثر من ذلك وأنهم معصومون مطلقا كما يقول بعض العلماء وخاصة الصوفيين منهم فهذا مخالف للكتاب والسنة ومخالف لوقائع كثير من الأنبياء الذين قص الله علينا قصتهم في كتابه هذا ما عندي في هذه المسألة والحمد لله رب العالمين.

 

(280/7)

 

 

«التذكير بأهمية الدعوة إلى توحيد العبادة والتحذير من الشرك

الشيخ: فنحن نذكر والذكرى تنفع المؤمنين أن النبي عليه الصلاة حينما أنزل عليه القرآن قائلا ((يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر)) فدعاه إلى عبادة الله وحده لا شريك له واهتم بهذا الموضوع دعوة وبيانا فقال (من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة) يرويه بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة) قال بن مسعود " وقلت أنا من عندي ومن مات وهو يشرك بالله شيئا دخل النار " ولذلك فأهم شيء ينبغي على الداعية المسلم في هذا الزمان هو دعوة المسلمين إلى التوحيد وبيان ما ينافي هذا التوحيد من الشركيات والوثنيات لأن توحيدا مشوبا بكثير من الشركيات والوثنيات لا يفيد شيئا لأن الشرك إذا داخل التوحيد قضى عليه وأفسده كالخل إذا صفى على العسل ضيع حلاوته فلابد أن يكون الداعية يهتم بهذه النقطة قبل كل شيء دعوة المسلمين إلى فهم معنى لا إله إلا الله إثباتا ونفيا لا إله إلا الله وهذا الإثبات يستلزم معرفة التوحيد بأنواعه الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو العبادة وتوحيد الصفات فمن آمن بالتوحيد مخلاّ بنوع من هذه الأنواع لم يفده توحيده وإذا فهم هذه الأنواع الثلاثة من التوحيد وجب عليه أن يفهم أيضا ما يناقض هذا التوحيد من الشركيات والوثنيات ونحن نعلم مع الأسف أن هؤلاء المسلمين الذين يبلغون نحو ثمانمائة مليون مسلم يصدق فيهم مع الأسف الشديد قول رب العالمين ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)) ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهو مشركون)) أكثر هذا العدد الضخم من المسلمين هذا شأنهم فإنهم يؤمنون من جهة ويشركون من جهة أخرى ذلك شأن الذين أشركوا من قبل ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)) هذا إيمان ولكن إذا اتجهنا إلى تمام هذا التوحيد وهو العبادة لله وحده كفروا بهذه العبادة وقالوا ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) أي أجعل هذا النبي الداعي الناس إلى التوحيد جعل المعبود معبودا واحدا وهم يعبدون آلهة مع الله أخرى فقالوا ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) ولذلك قال تعالى ((وإذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)) عن ماذا يستكبرون عن القول بأن خالق الكون هو الله لا هذا كانوا يؤمنون به ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)) ولكنهم كانوا يكبرون بحصر العبادة لهذا الله الذي خلق السماوات والأرض فكانوا يعبدون اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ومن جهل المسلمين البوم أنهم لا يعرفون العبادة ماهي فهم يتوهمون أن عبادة غير الله عز وجل هو أن تصلي له فقط وتركع له وتسجد فيظنون أنه من صلى لغير الله هذا فقط عبد غير الله أما إذا دعى غير الله في الشدائد إذا ذبح لغير الله في الرخاء إذا نذر لغير الله في الرخاء هذا لا يعتبرونه عبادة لغير الله وهو عين العبادة هذا ما وقع فيه جماهير المسلمين اليوم الذين يذبحون للأولياء والصالحين وينذرون لهم ويحجون إلى قبورهم كما يحج المؤمن إلى بيت الله الحرام هذا كله شرك بالله عز وجل أي شرك في عبادته في ألوهيته وإن كانوا يؤمنون بوجود الله فهذا الإيمان كان عليه المشركون ولم يخلوا بذلك شيئا لأنهم استكبروا أن يعتقدوا بأنه لا إله إلا الله لأنهم يعلمون أن معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق في الوجود إلا الله وهم يعبدون مع الله آلهة أخرى لذلك استكبروا أن يقولوا لا إله الله المسلمون اليوم لا يستكبرون يقولون لا إله إلا الله ولكنهم لا يعلمون ما معنى لا إله إلا الله فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم جهلا منهم بدينهم فهذا مما يبين لنا أهمية الدعوة إلى توحيد الله عز وجل في ألوهيته وفي عبادته فمن آمن بأن الله واحدا في ذاته, وآمن أن الله واحد في عبادته وأنه لا يجوز أن يعبد معه سواه وضم إليه أخيرا التوحيد الثالث والأخير وهو توحيد الصفات فهذا الذي آمن بلا إله إلا الله فهما واعتقادا توحيد الصفات واعتقاد أن الله عز وجل كما هو واحد في ذاته فلا ند له وكما أنه واحد في عبادته فلا شريك له يعبد معه فكذلك الله عز وجل واحد في صفاته فلا أحد يشبهه في صفة من صفاته فضلا عن جميع صفاته فمن وحد الله أيضا في صفاته فقد تم توحيده وهو الذي حرم الله عليه النار أن يخلد فيها أبدا وهو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) وهذا هو الإيمان الذرة الذي ليس بعده أي ذرة فمن لم يكن فيه هذه الذرة كان من الخالدين في النار أبدا أما من كانت فيه هذه الذرة فهو الذي يخرج من النار مهما كانت خطيئاته وسيئاته.

 

(280/8)

 

 

«الكلام عن إخلال كثير من الناس بتوحيد الأسماء وصفات و ذكر مثال عن هذا و هو غلو الصوفية في مشايخهم حيث يقولون أن شيوخهم يعلمون الغيب و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم و الرد عليهم

الشيخ: وتوحيد الصفات هذا مما يخل به أيضا اليوم كثير من المسلمين وهذا الإخلال يتجلى في صور شتى مثلا نجد كثيرا من الطلاب طلاب العلم وبخاصة منهم من كان من الصوفيين يعتقدون في شيوخهم أنهم يعلمون الغيب وأنهم يقرؤون ويطلعون على ما في الصدور فيصرحون أحدهم أنه يحضر في المسجد في درس الشيخ فإذا بالشيخ يكاشف ما في قلب المريد من سؤال فيجيبه قبل أن يتوجه المريد بالسؤال فقد أعطوا الشيخ صفة وهو العليم بما في الصدور الله عز وجل هو العليم بما في الصدور فأعطوا هذه الصفة لشيوخهم فكفروا بوحدانية الله عز وجل في صفاته التي منها أنه عليم بما في الصدور وكذلك كفروا بقوله تعالى وهم لا يشعرون طبعا ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) الله عز وجل يصرح في هذا القرآن أن الغيب لا يعلمه إلا الله من جهة وأن الله لا يطلع على هذا الغيب إلا من ارتضى من رسول فإما أن يكون هؤلاء الذين يعتقدون بأن الشيخ يطلع على ما في الصدور قد شركوه مع الله في صفة الإطلاع على ما في الصدور أو كفروا بقوله تعالى ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) أو أنهم يعتقدون على الرغم من قوله تعالى ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) أن الرسول ليس بخاتم النبيين لأن هذا الله يظهره على الغيب فإذا هناك رسول بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فكيف ما أدرت هذه الضلالة كانت النتيجة الكفر بآية أو أكثر من آية من آيات الله في القرآن الكريم.

السائل: ... .

الشيخ: هذا مستحيل بعد قوله تعالى ((فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)) هذا مظهر من المظاهر التي يتمثل فيها الكفر بوحدانية الله في صفاته فقد أعطوا صفة الإطلاع على الغيب بشرا من البشر ومن تلك المظاهر أيضا قصيدة البوصيري التي لايزالون يترنّمون بها بل ويتقربون إلى الله بها زلفى والتي يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام بقوله:

" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "

فيقول ومن علومك علم اللوح والقلم فهذا يعطي الرسول عليه السلام صفة الإطلاع على الغيب لأنه علم اللوح والقلم هو الغيب كله ((آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)) الغيب هو كل ما غاب عن عقلك فمن صفات المؤمنين الإيمان بهذا الغيب وأول المؤمنين هو الرسول عليه الصلاة والسلام لكن إذا قيل بأنه يعلم بما في اللوح والقلم مثل ما يقولون عن بعض الصوفيين اطلع هكذا اللوح المحفوظ فيقرأ ما سيجري في ذلك اليوم وما سيقع في الدنيا فهذالم يؤمن بالغيب لأن الإيمان بالغيب هو أن تصدق الرسول فيما أخبر فإذا اطلعت على الغيب مباشرة فقد زالت الواسطة بينك وبين الله وهو رسول الله وهذا جحد للرسالة وحينما يقولون والبوصيري قال " ومن علومك علم اللوح والقلم " فقد كفروا بآيات القرآن التي فيها تخصيص الله عز وجل بعلم الغيب حتى الرسول قال في القرآن عنه ((ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) الله يقول هكذا على لسانه ((ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) ((قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)) تلك آية أخرى ((ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير)) المهم هكذا حكى الله عن نبيه وهم يحكون عن بوصيريهم بأنه يعلم ما في اللوح المحفوظ ومن علومك علم اللوح والقلم فبأي قول المؤمن أبما حكاه الله في قرآن عن لسانه عليه السلام ((ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير)) أم بقولهم أن البوصيري قال ومن علومك علم اللوح والقلم إذا آمنا بهذا كفرنا بذاك وإذا آمنا بذاك كفرنا بهذا فنؤمن بما قال الله ونكفر بكل قول يعارض قول الله تبارك وتعالى هذه حقائق مؤلمة جدا انغمس المسلمون في جحدها وفي مخالفتها إلى ... .

 

(280/9)

 

 

«الكلام عن الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ: احترام الرسول عليه السلام لكن يا أخي احترام الرسول بيكون بوصفه بما جاء به هو نحن إذا قرأنا كتب الشمائل نجد القضية ... نقرأ أنه كان بشر من البشر في القرآن وفي الحديث ((إنما أنا بشر مثلكم)) يا ترى نكون نحن مدحنا الرسول عليه السلام بأن له كان أربع أعين في وجهه بدل إثنتين بيكون هذه يعني المبالغة زكينا الرسول ومدحناه لا بس جئنا بأمر خارق للعادة بس هل كان الرسول هكذا؟ لا, فهل كان الرسول يرضى لأصحابه أن ينادوه في الشدائد وهم لا يرونه ولا يسمع صوتهم حاشى لله الرسول كان لا يرضى لأحدهم أن يشرك معه في لفظ أن يقول (ما شاء الله وشاء محمد لكن قولوا ما شاء الله وحده) كيف هو بيترك االله ويتمسك برسول الله صلى الله عليه وسلم ويناديه وهو ما بيسمعه يا ترى رب العالمين هو الذي يسمع صوت المنادين أو الرسول عليه السلام؟ رب العالمين إذا هذا معناه أنهم أعطوا صفات الله لمحمد بن عبد الله وهذا هو الشرك بعينه هذا ما جاء طفرى هنا الشاهد جاء على الطريقة السابقة خطوة خطوة والرسول من رحمته بأتباعه قال (لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد) قطع دابر الشرك فورا وقال قولوا (ما شاء الله وحده) لذلك يجب أن لا نغالي فنحن كنا ولا نزال نشكو من الغلو في مدح الرسول عليه السلام حتى جئنا الآن في نغمة جديد في العصر الحاضر باسم مدح الرسول بنحط من مقامه يعني طرفي نقيض باسم حب الرسول والرفع من شأنه نرفعه ونصفه في صف الله عز وجل كما سمعتم, النغمة الجديدة العصرية الآن باسم تعظيم الرسول وتبجيله بنحطه في مصاف أبطال الكفار ونصفه بأنه عبقري فلا هذا شرع ولا ذاك شرع الحق بين ذلك الحق ما جاء في الكتاب وما جاء في السنة وأكتفي بهذا القدر والحمد لله رب العالمين.

السائل: نشكر الأستاذ شيخنا محمد ناصر الدين الألباني على هذه الأمسية الطيبة ونرجوا من الله تبارك وتعالى أن يجمعنا به على الدوام ونشكركم أيضا على حسن استماعكم وبارك الله فيكم وادعوا معنا أيضا أن يوسع الله سبحانه وتعالى لنا هذه الدار أما الشيخ فغدا مسافر إلى الرقة إن شاء الله.

الشيخ: إن شاء الله.

 

(280/10)

 

 

«ما صحة حديث: (إني عند الله لخاتم الأنبياء و إن آدم لمنجدل في طينته) وحديث: متى كنت نبيا فقال: (وآدم بين الروح والجسد) وحديث: متى وجبت لك النبوة قال: (وبين خلق آدم ونفخ الروح فيه) وقد ذكرها»

الشيخ: هنا أحاديث ثلاثة يسأل عنها السائل الحديث الأول يقول أخرج الحاكم والبيهقي عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني عند الله لخاتم الأنبياء وإن آدم لمنجدل في طينته) , الحديث الثاني وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم والبيهقي عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال (وآدم بين الروح والجسد) , ثالثا قال وأخرج الحاكم والبيهقي وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة قال (بين خلق آدم ونفخ الروح فيه) قال وأوردها بن الجوزي في كتابه الوفاء هذه الأحاديث الجزء الأول الصفحة الثالثة والثلاثون الواقع أن هذه الأحاديث الثلاثة هي أحاديث صحيحة ولكنها لا تدل على ما يذهب إليه كثير من المسلمين اليوم من جهالهم أو المغفلين منهم من علامائهم لا تدل هذه الأحاديث على أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول ما خلق الله وإنما الشيء الوحيد الذي يدل عليه هذه الأحاديث إنما هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب عند الله عز وجل نبيا وآدم بين الروح والجسد كتب وليس معنى كتب خلق هو بجسده وروحه وآدم بين الروح والجسد وإنما كتب عند الله عز وجل نبيا وآدم بين الروح والجسد وبعض هذه الأحاديث أصرح في الدلالة على هذا المعنى من بعض ففي الحديث الأول يقول (إني عند الله لخاتم الأنبياء و إن آدم لمنجدل في طينته) يعني مكتوب عند الله أنه خاتم النبيين وآدم لايزال في طينته فالحديث الذي بعده لفظ متى كنت نبيا؟ في لفظ آخر أصرح بدل كنت كتبت متى كتبت نبيا؟ أجاب (وآدم بين الروح والجسد) الحديث الثالث هنا متى وجبت لك النبوة؟ قال (وبين خلق آدم ونفخ الروح فيه) فإذا لا يصح الإستدلال بهذا الحديث على خرافة كون الرسول عليه السلام أول مخلوق خلقه الله عز وجل وإنما هذا الحديث يدل على أن كتابة الرسول عليه السلام نبيا عند الله كان قبل خلق آدم (وآدم بين الروح والجسد) فلذلك إذا كان كذلك وأن الحديث ليس له علاقة بإثبات أن الرسول هو أول خلق الله كما يقولون ويزعمون يبقى الأمر على ما هو مجمع عليه بين علماء المسلمين قاطبة منذ بعث الله محمدا عليه السلام إلى أن تقوم الساعة أن محمدا هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فهو مسبوق بمئات الآباء قبله وبينه وبين آدم عليه الصلاة والسلام فكيف يصح أن يقال حين ذاك بأن الرسول أول ما خلق وبالإضافة إلى ذلك فهذه العقيدة الباطلة تصادم حديثا صحيحا ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال ما أكتب؟ قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) حديث صحيح رواه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده وغيرهما فهذا نص صريح في تحديد أول مخلوق حيث قال عليه السلام (أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) هذا القلم هو الذي كتب كون الرسول عليه السلام نبيا (وآدم بين الروح والجسد) فإذا هو عليه الصلاة والسلام حتى كتابته عند الله نبيا متأخر عن أول مخلوق فضلا عن ذاته عليه الصلاة والسلام بجسده وروحه لذلك مما يؤسف له أن ترفع الأصوات على المآذن والمنابر بهذه العقيدة الباطلة وهي أنه عليه السلام أول مخلوق وهذا في الواقع مما يشعرنا بابتعاد المسلمين عن دراسة السنة ودراسة الحديث النبوي وعن معرفة ما صح مما لم يصح منه حتى تمسكوا بكل حديث يطرق مسامعهم أو بكل حديث يقرؤونه في كتاب من الكتب التي تطبع المطابع منها الألوف المؤلّفة دون رقابة علمية إطلاقا فهم يزعمون بأن الرسول عليه السلام قال " يا جابر أول ما خلق الله نور نبيك " هذا لا أصل له في كتب السنة إطلاقا وليس له وجود في أي كتاب من كتب الحديث لا الكتب الستة المشهورة الكتب الستة البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وكتب الحديث الأخرى وهذه أشهرها وهي الستة فهذا الحديث لا أصل له في شيء منها ولا الكتب الستين ولا الستمائة كل هذه الكتب لم تروِ هذا الحديث ولو بإسناد مكذوب موضوع ليس لهذا الحديث أصل مع ذلك اعتمدوا عليه وضربوا به الحديث الصحيح (أول ما خلق الله القلم) كما ذكرنا وحينما يشعر أحدهم بأن حديث خلق الرسول عليه الصلاة والسلام وخلق نوره فعلا لا أصل له ولا وجود له البتة يركنون إلى هذه الأحاديث التي بدأنا الإجابة عليها وهي في الواقع أحاديث صحيحة ولكن لا تدل على المعنى الذي يذهبون إليه ويستدلون به عليه ألا وهو حديث (أول ما خلق الله نور نبيك) هذه الأحاديث الثلاثة لا ارتباط بينها ولا صلة بينها وبين حديث جابر إطلاقا وإنما فيها أن الله عز وجل كتب عنده كون الرسول نبيا مصطفى مختارا وآدم منجدل في طينته فهذا ما يتيسر من الجواب على هذه الأحاديث الثلاثة.

 

(280/11)

 

 

«ما معنى الكتابة في الحديث: (متى كتبت نبيا)؟»

السائل: الكتابة هنا هل هي كتابة أخرى غير الكتابة الأولى؟

الشيخ: كتابة خاصة لأنه أسبقية خلق آدم مسبوقة بكتابة كل ما سيخلق الله عز وجل لكن هذه كتابة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم كونه نبيا كما أن المولود مثلا حينما ينفخ فيه الروح يكتب سعادته شقاوته رزقه وعمره مع أن هذا مكتوب في السابق فهذه الكتابة بمناسبة الولادة الكتابة العامة سبقت خلق آدم ولكل شيء لكن هذه الكتابة خاصة.

السائل: كأن هناك ثلاث كتابات الكتابة الأولى ... .

الشيخ: أي نعم

السائل: ثم هذه الكتابة خاصة ثم كتابة حين ... .

سائل آخر: ... قبل أن تأتيه الروح كتب كل شيء ومنها كتب محمد عليه السلام

 

(280/12)

 

 

«هل من قتل شخصا و هو يدافع عن نفسه عليه شئ؟»

الشيخ: يعني ... لأنه هو حسب طبعا أنت تنقل عنه وحسب ماهو حكى لك أما نحن ما نعرف الحقيقة لا يعلمها إلا الله عز وجل فالذي سمعناه صريح بأنه رجل إن كان ما قتل ذاك الذي يريد قتله ... القاتل قتيلا وفي السنة في أحاديث كثيرة أن المسلم إذا هجم عليه شخص يريد قتله فعليه أن يدفعه عن نفسه فإن لم يستطع فقتله فالقتيل في النار لأن هو كان يريد قتل صاحبه وإن كان العكس يعني المعتدى عليه قتل فعلا فالقتيل في الجنة والقاتل في النار فالقصة التي سمعناها ظاهرة بأن الرجل إن ما قتل صار قتيلا فإذا هو دافع عن نفسه فقتل الذي كان يريد قتله فليس في هذا والحمد لله أي شيء.

السائل: وبعدين هذا الرجل أسلم إسلام حقيقي الحمد لله والآن مكانه مع الدعوة

سائل آخر: كان عاديا هو

السائل: كان عاديا وأقل من عادي

سائل آخر: كان مشركا ... .

السائل: ... .

الشيخ: يعني هو تصدقه بأمواله حكم هذا التصدق قبل القتل يعني مجال التصدق واسع كل ساعة كل دقيقة لكن ليس له علاقة بهذه الحادثة مادام هو راح يكون يعني القتيل.

السائل: ... .

الشيخ: إذا نزل القدر عمي البصر.

السائل: ليس له دية؟

الشيخ: ما له دية.

السائل: ليس حقا أن يسجن

سائل آخر: من الناحية الشرعية لا يسجن.

الشيخ: وهذا حكم القانون.

 

(280/13)

 

 

«ما حكم سرقة الموظف من أموال الدولة بموافقة المدير؟»

السائل: إنسان سأل إنسانا آخر قال له ما حكم السرقة ... وخاصة إذا كان هذا الإنسان موظف في الدولة فأجاب أنه يجوز له أن يأخذ ما شاء وما عليه شيء فنرجو أن توضح لنا هذه المسألة؟

الشيخ: في سؤالك كأنه يتضمن سؤالين أو صورتين أنه إذا كان فيه عمل لاسيما إذا كان عمل الدولة المقصود أو المقصود عمل الدولة فقط؟

السائل: هو الكلام مقصود سواء كان هذا الإنسان موظف أو غير موظف المهم يسرق الدولة.

الشيخ: السرقة من الدولة فقط لأن كلامك الأول قد يفيد صورة أخرى وهو إنسان موظف في معمل كبير لإنسان ليس له دخل في الدولة رجل غني عنده معمل ولديه موظف فهذا الموظف يسرق من هذا المعمل هذا ما تقصده في السؤال إذا السؤال محدد بأنه موظف في الدولة وأن ذاك المجيب أجاب أنه يسرق من الدولة.

السائل: نعم.

الشيخ: لا نشك بأن هذا الجواب خطأ لأن السرقة محرمة بنص الكتاب والسنة والأمر ما يحتاج إلى ذكر الأدلة فالقرآن يقول ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما)) والحديث يقول (لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن) إلى آخره فهذه الأحاديث الواردة في بيان أن السارق ليس مؤمنا كامل الإيمان والآية التي تبين أن من يسرق يستحق قطع اليد سواء كان ذكرا أو أنثى هذه الأحاديث والآيات بعمومها تحرم السرقة سواءً السرقة كانت من فرد من فرد أو من فرد من الدولة وما مثل من يقول بإباحة هذه السرقة وجوازها إلا كمثل من يقول يجوز أن تسرق مال اليهودي أو مال النصراني أو مال المجوسي هذا مثل هذا تماما ولو أردنا أن نستدل على تحريم سرقة المسلم لمال غير المسلم سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا لما وجدنا بطبيعة الحال نصوصا خاصة في الكتاب والسنة تقول لا يجوز للمسلم أن يسرق مال اليهودي أو النصراني أو المجوسي ما فيه هيك نصوص طبعا وإنما يؤخذ تحريم هذا النوع من السرقة السرقة من المؤمن إلى الكافر إنما تؤخذ من الأدلة العامة التي أشرنا إليها فكذلك الجواب عن السؤال السابق وهو السرقة من مال الدولة لا يجوز لدخول هذا النوع من السرقة في الأدلة العامة التي ذكرناها كدخول تلك الأجزاء والأنواع الأخرى من السرقة هذا كهذا تماما وظني أن الذي يفتي بجواز مثل هذه السرقة أنه ينظر إلى أن الدولة التي قد يبيح هو السرقة من مالها يراها دولة تأخذ أموال الشعب ظلما وبغيا وعدوانا.

السائل: هذا ما قاله.

الشيخ: أظن أن هذا وجهة نظره وفي هذه حالة هو يقول مادام هي تسرق وتأخذ وتغتصب المال فيجوز للفرد منا أن يقابل هذه الدولة بمثل عملها فأنا أقول أن هناك فرقا كبيرا بين ما تفعله الدولة حينما تكون غاصبة وآخذة بمال الشعب بغير حق وبين ما يفعله فرد من أفراد الشعب حينما يأخذ المال من الدولة خلسة وسرقة ونحو ذلك, الفرق هو أن الدولة حينما تأخذ المال من الشعب تأخذه من هذا وذاك من أنواع من ذوات متعددة هذا العمل طبعا لا يجوز في الإسلام, لا يجوز للدولة لأن تظلم أفراد الأمة هذا أمر مفروغ منه ولكن الفرد من أفراد الشعب حينما يعود على دولته ليعاملها بنفس العمل السيّء التي تعامل الدولة أفراد الشعب فهذا السارق أولا هو يظن أنه يسرق مال الدولة وفي الواقع أنه يسرق مال الشعب لأن هذا المال الذي أخذته الدولة بطريق غير مشروع هو مال الشعب فالسارق حينما يسرق هو لا يسرق من الدولة وإنما يسرق مال الشعب بمعنى أبسط وأوضح وأظهر أن الذي ينقضه هذا السارق على الدولة هو يقع فيه تماما لعل هذا واضح الذي ينقضه وينكره هذا السارق على الدولة هو يقع فيه تماما ذلك لأن الدولة لا تملك وكل ما تملكه هو مال الشعب ثم قد يأخذ هو أي هذا السارق من مال الدولة الذي لا تكون الدولة أخذته من طريق غير مشروع لأن مال الدولة بلا شك فيه ما هو جائز وفيه ما هو غير جائز كمال أي غني في الدنيا فالمال مثلا الذي يتاجر بأشياء محرمة لكن هو في الوقت نفسه يتاجر بأشياء مباحة فهذا المال ليس كله محرما فبعضه حرام وبعضه حلال كذلك الدولة المال الذي يوجد عندها ليس كله مباح لو فرضنا مثلا هذه الأموال التي تأتي من بعض الدول كإعانة أو هبة أو دعم مشاريع إقتصادية أو إلى آخره هذا لا نستطيع أن نقول أن هذا مال أخذته الدولة بطريق غير مشروع فأنا آخذ منه بنفس الطريق طريق غير مشروع لذلك فهذا الإنسان الذي يعود بالسرقة على مال الدولة لا يكون حكمه إلا كحكم الدولة حينما تبغي وتأخذ المال من الشعب أو الأمة وأخيرا أقول إن المسألة في وجهة نظر الإسلام أهم مما سبق لأننا نفترض أن شخصا سرق مني مالا فهل يجوز إسلاميا أن أسرق أنا منه؟ يأتي الجواب صراحة في قوله عليه الصلاة والسلام (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) فإذا أنا سرقت منك فلا تعاملني بمثل عملي فلا تسرق مني فكذلك إذا كانت دولة ما تأخذ من الشعب أموالهم بغير حق فلا يجوز لفرد من أفراد الشعب أن يعود على الدولة فيعاملها بنفس المعاملة لأنها معاملة غير مشروعة وأخيرا بعد بيان عدم جواز هذه السرقة أقول إن الإفتاء بإباحة هذه السرقة فيه تشويه للإسلام ولشريعة الإسلام وفيه فتح باب أمام خصوم الإسلام لمهاجمة الإسلام بكلام المسلمين أنفسهم الذين يفتون بإباحة ما رحم الله من السرقة بدعوى أن الارق يسرق من الدولة هذا ما عندي ولعل المسألة وضحة إن شاء الله

 

(280/14)

 

 

«إذا كانت الدولة محاربة فهل يجوز استحلال أموالها؟»

السائل: بعض الناس يقول إن هذه الدولة محاربة للإسلام وضعها في موضع المحارب ... .

الشيخ: لما يقول هذا الكلام يتغير البحث جذريا المحارب حينئذ يجوز قتله ولكن من هو المحارب ومنه المحارَب إذا كان هناك دولة أجنبية ليس بين الدولة المسلمة وبين تلك الدولة الكافرة أي علاقات لا حسنة ولا سيئة لكنها دولة كافرة هل يجوز أن تستحل أموالها وأن تستباح أعراضها وأن تستباح دماؤها؟ الجواب لا مع العلم إن تلك دولة كافرة ذلك لأن الكفار لهم في الإسلام وضع من ثلاثة أوضاع إما أهل ذمة وهم الذين يرضون أن يعيشوا تحت نظام حكم الإسلام وبشروط الإسلام فحينئذ الإسلام يحميهم ويصون أعراضهم وأموالهم ودمائهم فالإعتداء على هذا الذمي والحالة هذه كالإعتداء على أي مسلم أو أشد هذا الوضع الأول

السائل: حديث (من ظلم معاهدا أو انتقصه أو أخذ شيئا من ماله بغير طيب نفس) هذا حديث صحيح؟

الشيخ: هذا حديث حسن الوضع الثاني المعاهد وهو الرجل الكافر الذي عقدت بينه وبين الدولة المسلمة معاهدة إلى أمد إلى زمن معين حسب المصلحة التي يقدرها الحاكم المسلم هذا المعاهد في أثناء المعاهدة أي زمن المعاهدة حكمه حكم الذمي, النوع الثالث هو الحربي الذي يدعى إلى أن يعطي الجزية عن يد وهم صاغرون يعني ليعيش ذميا فيأبى ويدعى إلى عقد معاهدة صلح وسلام بينهم وبين المسلمين فيأبى حينئذ يعلن الحاكم المسلم الحرب على تلك الدولة ليس في ليلة لا قمر فيها يأتي ويسطوا عليهم سواء في أموالهم أو أعراضهم أو أبدانهم وإنما يدعوهم إلى الإسلام كما جاء في أحاديث صريحة صحيحة (إذا لقيت المشركين فادعوهم إلى إحدى ثلاث إلى الإسلام أو أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون أو الحرب) فإذا لابد من أن نصنف الكفار هذا التصنيف ولابد من أن نحدد موقفنا تجاههم لحتى نستطيع أن نحدد أحكامنا الشرعية معهم فقد علمنا أن الذمي لا يجوز قتله وكذلك المعاهد وكذلك ماله وكذلك عرضه بخلاف المحارب فحينما يأتي إنسان فيقول أن هذه الدولة هي دولة محاربة من هم الذين أعلنوا لها من هؤلاء المسلمين أنه نحن بيننا وبينكم القتال لأننا ندعوكم إلى الإسلام أو إلى الذمة أو إلى المعاهدة أو القتال ليس الآن مع الأسف في المسلمين دولة مسلمة تعلن هذا المبدأ الإسلامي حتى تتضح الأحكام الشرعية والفوارق بينها بسبب إختلاف العلاقات بين الدولة المسلمة والدول الأخرى لذلك فنحن لا نستطيع أن نقول أن الدولة التي نعيش فيها هي دولة محاربة لأنه ما أعلنا الحرب عليها وإنما ربما بالعكس أولادنا وأبناؤنا هم جنود لديها فنحن الذي يهمنا أن ندافع عن هذه الدولة لا لصالحها وإنما لصالحنا فكذلك لا يجوز أن نفتح باب السرقة وإلا زادت الفوضى في هذه الدولة كما يقال ... فهذا التمسك إذا في استباحة السرقة هذه لا وجه له في حكم الإسلام فيما نعلم. نعم.

 

(280/15)

 

 

«هل عقد الهدنة مع الدولة الكافرة ليس ضروريا أم يكون بحسب المصلحة؟»

السائل: ورد في كلامكم أنه ... الجزية أو عقد معاهدة وهذا ليس ضروريا حسب مصلحة الدولة

الشيخ: ماهو ضروري حسب مصلحة الدولة المسلمة لكن نحن المهم إما أن تكون ذمية أو معاهدة أو محاربة

السائل: أول شيء تدعى للإسلام أو الجزية أو القتال

الشيخ: لكن قبل أن يدعوها قد يكون وضع الدولة هذا بحث ثاني هذه السياسة فهذا على كل حال ليس له علاقة بموضوعنا الأساسي ولا أريد أنه يجب على الدولة المسلمة أن تتعاهد مع أي دولة كافرة ربما هذا يعود إلى مصلحتها.

 

(280/16)

 

 

«هل يشترط في جهاد الكفار أن تعلن الدولة المسلمة الجهاد أم يجوز لجامعة ما و إن كانت لا تبنى الجهاد أن تتولى ذلك فتنهب الأموال و تقتل الكفار؟»

السائل: ... الثاني هل من الضروري أن تعلن الدولة المعاهدة مع الشق الثاني أو جماعة أو فئة ... ؟

الشيخ: المهم أن الإسلام لا يحب الغدر لما توجد جماعة فهي دولة معناها توجد جماعة يتخذون موقفا شرعيا توجاه دولة أخرى حين ذلك تمشي هذه الأحكام لكن ما أراك إلى أنك تبحث في أمور خيالية أن هؤلاء لا يعلنون الإسلام ولا يتبنونه إطلاقا.

السائل: في شباب يشاركون معهم يستبيحون هذه الأموال وهذه الدماء وهم ليس لهم ذلك؟

الشيخ: هذا يرج إلى البحث في أصل المسألة هل هذا قتال إسلامي أو قتال كقتال الروس مع الألمان

السائل: أنا رأيت ... يقولون نحن لا نقاتل لقيام دولة مسلمة إنما نقاتل لقيام دولة علمانية تضم المسلم والكافر واليهودي على قدر المساواة.

سائل آخر: على كل حال البحث في موضوع الأخ يقول إنما نقاتل لقيام دولة إسرائلية يهودية

الشيخ: نعم.

 

(280/17)

 

 

«إذا وقعت الحرب بين الجيش المسلم و الكافر فهل الغنائم تصبح ملكا لأفراد الجيش أم تأخذ لبيت المال؟»

السائل: من مال حتى فيه من يقول الدولة محاربة أو محارَبة فهذا المال حينما تكون محاربة فعلا ويعلن عليها الحرب فالمال هو لبيت المال أو يوزع حسب نظام الغنائم أو الفيء فلا يؤخذ إلى حوزة أفراد بإسم أنه مال دولة محارِبة وإنما يوزع حسب نظام الغنائم أو الفيء إذا كان فيئا.

سائل آخر: ... .

الشيخ: اصبر شوية هذه النقطة مهمة جدا ولعلها وضحت لكم يعني إذا وقعت الحرب بين الجيش المسلم والجيش الكافر في حكم نظام إسلامي خالص فهل كل غنيمة تقع في يد أي فرد من أفراد الجيش المسلم يصبح ملكا له؟ أم هذه الغنائم تجمع في مكان ونظام خاص وبعد أن تضع الحرب أوزارها رئيس الجيش بيقسم هذه الغنائم وهذه الأموال على أفراد الجيش حسب النظام المعروف في الإسلام في نظام الغنائم لاشك أنه هكذا هو حكم الإسلام بمعنى ربّ إنسان غنم مغانم كثيرة وإنسان آخر لم يغنم شيئا لكن قاتل مثل حكايته فهذه يشاركه في الغنيمة التي غنمها ذاك الذي إكتسب غنائم كثيرة متى بعد إجراء القسم من قائد الجيش المسلم ولعلكم جميعا تعلمون أن المسلم المجاهد في سبيل الله حقا ليس يغنم فقط مال, سلاح, خيل, أجهزة قتال وما شابه ذلك بل وقد يغنم أسرى من الكفار وقد يكون في الأسرى نساء وبنات وبنظام الإسلام أن هؤلاء الأسرى في بعض الظروف وفي بعض الأحيان حسب ما يرى قائد الجيش المسلم يصبحون عبيدا أرقاء فقائد الجيش يقسم هؤلاء الأسرى على الجنود فهذا بيطلع له رجل وهذا يطلع له شاب وهذا يطلع له امرأة وهذا يطلع له فتاة إلى آخره ومجرد إجراء هذه القسمة العادلة من رئيس الجيش يصبح أولئك الأسرى عبيدا لدى أسيادهم المسلمين ومن ذلك النساء سواء كن ثيبات أو أبكارا وبذلك يحل لهؤلاء الأسياد أن يستمتعوا بهذه النساء بعد أن قسمت عليهم بأمر قائد الجيش.

السائل: بعد الاستبراء.

الشيج: إذا كانت ثيبا وليست بكرا فمن هنا الآن ينكشف لنا حكم جديد رجل هجم مع جملة من هجم من المسلمين على قرية كافرة فأخذوا أسرى هذا ساق رجلا وهذا ساق شابا وهذا ساقاإمرأة فهل له أن يستمتع بها؟ لا, حرام عليه قد لا تخرج هذه المرأة من قسمته فيخرج له شاب أو لارجل أو لا خرج له شيء يخرج له مال على حسب ما تجري القسمة العادلة فكما أنه لا يجوز لهذا المسلم المجاهد في سبيل الله أن يستمتع بتلك المرأة أو الفتاة التي وقعت في يده أسيرة وكذلك لا يجوز له أن يتمتع بالمال الذي وقع في يده وإنما عليه في حالته هذه حالة المال في حالته السابقة حالة أسره لامرأة أن يودع كل ذلك في بيت مال العسكر فإذا قسمت المغانم كلها أموالا ورجالا ونساء وخرج له مثلا فتاة حلت له أو مال حل له بعد إجراء القسمة هذا في حالة إعلان الحرب من الدولة المسلمة على الكافرة فما بالنا اليوم وليس عندنا إعلان حرب على أي دولة لأنه ما فيه عندنا دولة مسلمة مع الأسف فكيف يستجيز الفرد منا أن يأخذ المال من الدولة بزعم أنها تغصب أموال الأمة فينتفع هو بهذا المال ولو أخذ هذا المال ... في سبيل الله لم يجز له أنت يتصرف فيه وإنما يسلمه إلى قائد الجيش وهو بعد ذلك يعمل فيه ما يرى.

 

(280/18)

 

 

«هل لقائد الجيش أن يسمح باستمتاع الجنود بالسبي؟»

السائل: هل لقائد الجيش أن يسمح للجنود بالإستمتاع مثلا ... فتاة؟

الشيخ: لا.

 

(280/19)

 

 

«هل ملك اليمين يجري عليه أحكام الزوجات الحرائر؟»

السائل: ... .

الشيخ: هذا التملك لا يجري عليه أحكام الزوجات الحرائر يستطيع المسلم أن يمتلك بالطريق الشرعي ما شاء من الجواري بدون حصر عدد أما النساء الحرائر فهن اللاتي لا يجوز لمسلم أن يتزوج أكثر من أربعة ويكونوا في وقت واحد في عصمته فإذا كان عنده أربعة من الحرائر فما جاءه بعد ذلك من الجواري فلا مانع من ذلك مهما كثر العدد.

السائل: ... .

الشيخ: يعني بعتبرهم بحكم الحرائر؟ لا هذا ... المعروفة

السائل: ... .

الشيخ: طبعا أنت قرأت كلامه؟

السائل: أي نعم.

الشيخ: عندك الكتاب ماهو عندك.

 

(280/20)

 

 

«الكلام على أهمية اهتمام الدعاة بالسنة وبيان ضلال دعوة من يدعو إلى الاهتمام بالقرآن وحده أو ما يسمون بالقرآنيين

الشيخ: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)).

أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد فقد تحدثت إليكم في الأمس القريب عن النقطة التي يجب على الدعاة الإسلاميين أن يبتدؤوا العمل بها وتكلمنا طويلا في تفصيلنا في ذلك أن الذي يجب البدء العمل به إنما هو التصفية والتربية ودندنا كثيرا على التصفية ولخّصنا ذلك بأنه يجب أن تكون التصفية لهذا الإسلام الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل هذه التصفية يجب أن تكون بناء على الكتاب والسنة وهذه النقطة أعتقد أنه لا يخالف فيها مسلم أي أن تكون التصفية قائمة على الكتاب والسنة ليس هناك خلاف في ذلك اللهم بالنسبة لبعض الطوائف الحديثة والحديثة جدا التي حدثت في هذا العصر الحاضر ولا أستبعد أنا شخصيا أن تكون من تلك الطوائف التي يحدثها المستعمر سواء كان شرقيا أم غربيا وغرضه من ذلك زيادة ... في المسلمين بسبب هذه الفرقة الجديدة التي كونها واخترقها أريد بها طائفة تسمى اليوم بالقرآنيين فهذه الطائفة بدأت تبث دعوتها بين صفوف المسلمين وهذه الدعوة قائمة على التشكيك بالسنة وفي حجيّتها وهي قائمة على مجرد الإعتماد على القرآن الكريم وفي اعتقادي أنه لو تمكنوا من تشكيك المسلمين حتى في ... القرآن الكريم أنه من وحي رب العالمين على قلب رسوله الكريم لما قصروا في ذلك لكنهم لما وجدوا التشكيك في صحة القرآن الكريم أمرا مستحيلا لذلك فكنوا إلى الطعن في السنة من حيث حجيّتها ومن حيث ثبوتها وفي الواقع إن الطعن في السنة هو طعن في نفس القرآن الكريم وهذا من خبثهم ومكرهم لأنهم يعلمون يقينا أن في القرآن الكريم آيات كثيرة فيها التصريح لطاعة الرسول ((ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله)) وفيها الرجوع إلى كتاب الله وشيء آخر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في مثل قوله تبارك و تعالى ((فإذ تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول)) و لما كان الرد إلى الله قد أجمع العلماء قاطبة سلفا وخلفا أن المقصود بالرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ذلك لأن من المعلوم بداهة أن أي إنسان مهما كان مقربا من الله تبارك وتعالى وهو لا يستطيع أن يرجع إلى الله اللهم إلا بعض الرسل المصطفين الأخيار أما وقد انتهي أمر النبوة والرسالة كما قال عليه الصلاة و السلام (إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا رسول و لا نبي بعدي) من أجل ذلك أجمع العلماء على أن المقصود بالرد إلى الله هو الرد لما أنزل الله ألا وهو كتابه وقرآنه وكذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فردوه إلى الله والرسول أي إلى سنته ففي الآية حذف مضاف فردوه إلى الله أي إلى كتابه وإلى الرسول أي إلى سنته فهذه الآية من آياته الكثيرة فيها التصريح بأن التنازع الذي قد يقع بين المسلمين أو بين مسلمين فلا سبيل لحله إلا بالرجوع إلى مطلبين اثنين هما كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس كما يقول هؤلاء المبتدعة المحدثين اليوم بأن الواجب هو الرجوع إلى القرآن فحسب وهؤلاء من تضلليهم للناس يتسمون بالقرآنيين ينتسبون إلى القرآن ظلما وبهتانا وجورا لو أنهم رجعوا حقيقة إلى القرآن الكريم لوجدوا فيه تلك النصوص التي تأمر بالرجوع إلى شيء آخر زائد على القرآن ألا وهو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أو سنّته الكريمة و لذلك فلا يمكن أن نتصور مسلما حقا يؤمن بالقرآن أيضا حقا ينكر حجية السنة لأنه بذلك لا يكون عاملا بالقرآن الذي يدعي أنه يحتج به من أجل ذلك جرى المسلمون على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم من عهد ما أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم على وجوب الإحتجاج بالكتاب والسنة ليس فقط الإحتجاج بالقرآن وحده أجمع المسلمون على ذلك ولم يختلفوا وإنما اختلفوا هل هناك مصادر أخرى يجب الرجوع إليها زيادة على القرآن و السنة أما السنة فالحمد لله لم يختلف المسلمون بأنها المصدر الثاني بعد القرآن الكريم للإسلام فجاء هؤلاء للذين زعموا بأنهم قرآنيون فبدؤوا يشيعون بين الناس أن القرآن الكريم هو المرجع الوحيد في لإسلام وفي تشريع الإسلام وهذا في الواقع معناه التشكيك في القرآن نفسه لأن القرآن إنما جاء به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه وحيا من الله إليه وهذا النبي الكريم بأنه له صفة يمتاز بها على سائر الناس ألا وهي أنه معصوم عن أن يتكلم ... تبارك وتعالى ((و النجم إذا هوى*ماضل صاحبكم وما غوى*وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى)) ... القرآن أن الرسول عليه السلام كل ما نطق ... فهو من وحي السماء و هذا بسبب ليس هو القرآن فقط ... على التكلم بكلام لا طائل تحته و إنما الحقيقة أن الله عز وجل في هذه الآية يريد أن ... من أجل ذلك جاءت الأحاديث تترى و تؤكد أن هذا ... على شمولها وعمومها بكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم في ... آخر أحاديث أي لا أجد أحدكم متكأ على سريره على أريكته يتكلم كلام ... فيقول هذا كتاب الله فقط هو مرجعنا ما وجدنا فيه حلال حللناه وما وجدنا فيه حرام حرمناه لا شيء في القرآن يكذب الرسول عليه السلام بين المسلمين فيقول (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله) ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرّم الله لم؟ لأنه إذا تكلم و إذا نطق فإنما ينطق بما أوحي إليه كما سمعتم في الآية السابقة, فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبؤه ربه قبل توجد هذه الطائفة بنحو أربعة عشرة قرنا بأنه سيكون هناك ناس يزعمون أن الإسلام إنما هو القرآن فقط فينكرون بهذا الزعم القرآن نفسه فضلا عن حديث الرسول عليه السلام وعن سنته.

 

(281/1)

 

 

«الكلام على أن السنة بيان للقرآن

الشيخ: ومن العجائب والغرائب أن هؤلاء الناس حينما يذكرون السنة يتغافلون عن أن هناك آيات كثيرة لا يمكن فهمها ولا تفسيرها وبيانها إلا من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام وإلا فما وظيفة الرسول صلى الله عليه وآله و سلم بعد أن نقل هذا القرآن إلا الناس فهل انتهت وظيفة الرسول عليه سلم بمجرد أن بلغ كلام الله عز وجل و قرآنه إلى الناس؟ الجواب لا, ذلك لأن الله عز وجل يقول في جملة ما قال مخاطبا بذلك شخص الرسول عليه الصلاة والسلام ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) و أنزلنا إليك الذكر هو القرآن لماذا؟ لتقوم بواجب البيان والشرح لهذا القرآن الذي أنزل إليك ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استمر ثلاثا وعشرين سنة وهو يقوم بهذه الوظيفة الأخرى التي صرح الله بها في هذه الآية هما وظيفتان الأولى تبليغ الناس بهذا القرآن يبلغ الرسول عليه السلام الناس بهذا القرآن كما أنزل الوظيفة الأخرى يشرح لهؤلاء الناس هذا القرآن ويبينه لهم إئتمارا بهذا الأمر الإلهي الكريم ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فهناك آيات كثيرة لا يمكن أن تطبق إلا باللجأ والإعتماد على بيان الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذا البيان الذي هو الحديث والسنة مثلا ركنا من أركان الإسلام (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة) فربنا يقول في غيرها من آية ((وأقيموا الصلاة)) ثم يتبعها بقوله ((و آتوا الزكاة)) فكيف نصلي وكيف نزكي أموالنا ذلك مما تولى ببيانه نبينا عليه الصلاة والسلام فلو قيل لهؤلاء القرآنيين ... أو بالأحرى نفذوا لنا هذا الأمر الأول ((وأقيموا الصلاة)) صلّ بناء على القرآن فقط لم يستطع إلا أن يأتي بذكر من عند نفسه وهذا ما لمسناه وسمعناه بأنفسنا حينما اجتمعنا ببعضهم في حلب الشام فقلنا له نفذ الآن أمامنا هذه الآية فقام فبدل أن يقرأ وجّهت وجهي أو سبحانك اللهم أو اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب أو غير ذلك من أدعية الإستفتاح الكثيرة التي يتجاوز عددها العشر كما كنت جمعت ذلك في كتاب صفة صلاة النبي لم يأتِ بشيء من ذلك مطلقا ثم لم يقرأ شيئا من القرآن حتى ولا الفاتحة التي قال فيها عليه الصلاة والسلام (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فماذا قال؟ الله أكبر ولم يرفع يديه ثم قال سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر و كع و سجد سجودا مطلقا ولم يأت بالأذكار التي نعرفها جميعا فما هذه الصلاة صلاة خلقوها هم من عندهم و خالفوا بذلك إجماع المسلمين ولذلك فهذه الكلمة في الواقع وإن كانت هامة وفيها تحذير عن دعوة هؤلاء الناس لكني ... مقدمة لمصدر آخر أيضا هو

 

(281/2)

 

 

«الكلام على إجماع المسلمين وأنه مصدر من مصادر التشريع

الشيخ: مقدمة لمصدر آخر أيضا هو من مصادر هذا التشريع ولا يستقيم إيمان المسلم ولا فقهه إلا بالإعتماد على المصدر التالي ألا وهو إجماع المسلمين فهؤلاء أتوا إلى مثل هذه الآيات وأخذوا منه أقل معنى و أعرضوا عن المعنى الشامل الذي أوضحه الرسول صلوات الله و سلامه عليه بسنته القولية والفعلية فهذه السنة التي تناقلها الخلف عن السلف مجمعين على ذلك فكان من حصيلة ذلك هذه الصلاة التي يعرفها المسلمون جميعا على ما بينهم من اختلاففي بعض الهيئات أو بعض الجزئيات ولكنهم كلهم أجمعوا واتفقوا على أن الصلاة لها أركان لا تصح الصلاة إلا بها فجاء هؤلاء وخالفوا إجماع المسلمين في تفسيرهم لبعض الآيات الكريمة منها مثلا أقيموا الصلاة ومنها وآتوا الزكاة فلا أريد أن أطيل فحسبكم هذا المثال الذي يقوم به المسلم في كل يوم خمس مرات في الصلاة فهم يصلون غير صلاة المسلمين لماذا لأنهم أولا كفروا بسنة الرسول صلى الله عليه و سلم وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي وثانيا لأنهم أنكروا إجماع المسلمين وهم بذلك أيضا ينكرون نصا من نصوص القرآن الكريم الذي زعموا أنهم تفردوا دون كل المسلمين في كل هذه القرون الطويلة أي أنهم هم القرآنيون فقط أي أنهم هم الذين أعلم بالقرآن وهم في حقيقة الأمر إنما اتخذوا هذه النسبة القرآنيون تضليلا لجماهير المسلمين وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم مثل قوله عز وجل ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا)) فهذه الآية ذكرت مصدرين كفر بهما جماعة القرآن زعموا, المصدر الأول الرجوع إلا الرسول عليه السلام فذكر الله في نص هذه الآية مهددا بقوله ((ومن يشاقق الرسول)) من يخالفه إذا هذا يؤكد المعنى السابق للآية ((ومن يطع الرسول فقد أطاع الله)) هذه الآية تؤكد أنه من يشاقق الرسول فقد شاقق الله إذا هذه الآية تضمنت تأكيد المصدر الثاني الذي أنكره هؤلاء القرآنيون زعموا ثم من تمام الآية إثبات للمصدر الثالث الذي أنكروه أيضا مع المصدر الثاني وذلك في قوله تبارك تعالى ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) ومن يشاقق الرسول هذا المصدر الثاني بعد القرآن إتباع الرسول وعدم مخالفته كما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) إذا هكذا تجدون السنة الصحيحة تلتقي مع القرآن الكريم ولكن مع الفهم الصحيح للقرآن الكريم وإلا فديدن كل الفرق الضالة من يوم الخوارج الذين خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أببي طالب إلى آخر فرقة وربما يأتي من بعدها فرق أخرى و إنما نحن نتكلم الآن فيما نعلم إلى آخر فرقة هي فرقة القرآنيين لا يتعرفون في إسلامهم المزعوم إلا على القرآن و ذلك كما شرحت لكم معناه إنكار أيضا القرآن نفسه لأن القرآن قد جاء ينص بأن من مصادر التشريع سنة الرسول عليه الصلاة وسلامه كما شرحت لكم ذلك آنفا وأيضا الآن نحن في صدد بيان أن القرآن أيضا قد أسس مصدرا ومرجعا ثالثا بعد السنة والحديث النبوي ألا وهو إجماع المسلمين في هذه الآية التي قال الله عز وجل فيها ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى)) هذا هو المصدر الثاني بعد القرآن ثم قال ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) وهذا هو المصدر الثالث ألا وهو الإجماع وإلا لم يكن هناك فائدة تذكر فيما لو كان المقصود بهذه الآية من أولها إلى آخرها إتباع الرسول فقط وعدم مخالفته لم يكن هناك فائدة تذكر مطلقا فيما إذا فسرت الآية لأن المطلوب فقط إتباع الرسول وعدم مخالفته أي يظهر أن هناك فرقا كبيرا بين واقع هذه الآية حيث ذكر مصدرين اثنين كما شرحنا و ببنما لو كانت الآية على النحو التالي ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا, أي بحذف قوله تبارك وتعالى ((و يتبع غير سبيل المؤمنين)) لو كان المعنى من هذه الآية هو فقط إتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وعدم مخالفته لم يذكر ربنا عز وجل في جملتها تلك الجملة ((و يتبع غير سبيل المؤمنين)) إذا ربنا عز وجل أوعد في هذه الآية جنسين من الناس وأثبت في الوقت نفسه مصدرين آخرين فوق مصدر القرآن الذي هو الأصل جنسين من ناس أوعد فيهما ربنا عز وجل الأولون الذين يشاققون الرسول ويخالفونه فيما جاء فيها في سنته من بيان وتوضيح والجنس الآخر الذين يخالفون سبيل المؤمنين وهذا أيضا مما أريد أن أقف حوله قليلا كما وقفنا بكم حول السنة, فالواقع الذي لا يمكن أن يعالج المسلمون واقعهم المؤلم اليوم إلا كما شرحنا في الأمس القريب إلا بالرجوع للكتاب والسنة ولكن هناك شيء ثالث وهو الذي أنا أبحث فيه الآن وهو الرجوع إلى إجماع المسلمين لأن الله عز وجل كما سمعتم في هذه الآية ذكر بالإضافة إلى التباع الرسول عليه السلام و عدم مخالفته اتباع سبيل المؤمنين فإذا سبيل المؤمنين مصدر آخر غير مصدر السنة فإذًا عندنا حتى الآن ثلاثة مصادر القرآن والسنة وسبيل المؤمنين والمقصود به إجماع المسلمين لكن التعبير القرآني هذا جاء كما سمعتم بلفظ سبيل المسلمين أو المؤمنين ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)) و لم يأتِ بلفظ إجماع المسلمين وهنا نقطة مهمة جدا ذلك لأن علماء الأصول حينما بحثوا في حجية الإجماع وهي ثابتة بهذا النص القرآني وبأحاديث كثيرة ومنها الحديث المشهور ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لما بحث العلماء في حجية الإجماع اختلفوا اختلافا كبيرا جدا فبعض الغلاة من الفرق أنكروا الإجماع قالوا لا شيء هناك إلا القرآن و السنة وذلك لأنهم قابلوا بعض أهل السنة الذين أثبتوا الإجماع وهذا واجبهم كما نحن في صدد بيانه الآن و لكن لما عرفوا الإجماع جاؤوا بتعريف لا يمكن أن يتحقق من أجل ذلك قابلهم الآخرون فقالوا لا إجماع ذلك لأن هذا لا يمكن أن يتحقق ذلك أنهم قالوا أن بعض علماء الأصول الإجماع هو إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم بحيث لا يشذّ منهم ولا فرد هكذا أطلقوا إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخل في هذا الإطلاق العلماء فمن دونهم قالوا أي المخاليون و المنكرون للإجماع هذا لا يمكن أن يتصور فلذلك ... أن نتصور أنه لا يخالف فرد من أفراد المسلمين ما اتفق عليه جماهير المسلمين هذا لا يمكن أن يتصور لذلك عدّل هذا الإجماع أو هذا التعريف للإجماع بعضهم فقالوا الإجماع الذي هو حجة ومصدر ثالث هو إجماع علماء المسلمين وهذا فيه تقييد بالغ كما ترون للنص أو التعريف الأول بين كان تعريف الإجماع إجماع المسلمين قاطبة فعدّلوا هذا التعريف العام إلى التعريف الأخص فقالوا إجماع علماء المسلمين وهذا الفرق أقرب إلى العقل وإلى أن يكون واقعا وممكنا ولكن مع ذلك لا تزال المشكلة قائمة فإن إجماع علماء المسلمين وهم متفرقون في مختلف البلاد أيضا هذا أمر متعذّر لا يمكن تحقيقه من الذي كان يستطيع في الأزمنة الأولى حينما كانت الوسائل وسائل التنقل والإتصال بالناس بدائية لم يكن هناك إلا الدواب لم تكن هناك الوسائل العصرية المعروفة اليوم ولا نقول في هذا العصر الحاضر مع تيسر وسائل النقل ... من هاتف لاسلكي و غير اللاسلكي و نحو ذلك والإذعات المختلفة هل يمكن أن نعرف رأي كل عالم في الدنيا هذا مستحيل لا سيما لو استحضرنا المثل العربي القديم " في الزوايا خبايا " قد يكون هناك علماء من فحول العلماء لكنهم مغمورون في المجتمع لا أحد يلتفت إليهم وهم قابعون في بيوتهم يتصل بهم بعض الناس فيستفيدون منهم علما غزيرا لكن هذا المجتمع لا علم عنده به فلا يسأل ولا يؤخذ رأيه في المسألة التي يراد الإجماع عليها لذلك حتى تعريف الإجماع بهذا القيد لم يقبل عند كثير من علماء الأصول المفكرين بل قالوا هذا تقريبا كسابقه اسم بغير جسم كالعنقاء لا وجود لها إجماع علماء المسلمين كيف يمكن أولا أن يجتمع هؤلاء في مكان واحد في صعيد واحد ثم إذا اجتمعوا لم يختلفوا مطلقا ثم لو وقع هذا الأمر واتفقوا جميعا من ينقله ويذيعه ويشيعه في العالم هذا شيء نظري ولا يمكن تطبيقه عمليا لذلك قوبل الإجماع حتى هذا الإجماع المعدل من بعض علماء الأصول بالرفض والرد قالوا هذا لا سبيل إليه إذا نحن نبقى عند القرآن وعند السنة فقط هكذا قالوا لكننا إذا رجعنا إلى الآية فحينئذ يزول الإشكال ويتبين بلاغة القرآن وكيف يعالج المشاكل التي يدندن حولها بعض العلماء بأوجز عبارة ... والاقتصار فقط على القرآن الكريم ... حقيقا لكن العكس من ذلك لمسلم مهما كانت ثقافتهم الشرعية ضحلة قليلة فهو يعلم أن المسلمين منذ أن بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم إلى هذا اليوم دائما علماؤهم طلاب العلم فيهم ... دائما يقولون ... فإذا نأخذ من هذه الآية مصدرين فوق مصدر القرآن الذي هو الأصل المصدر ... مخالفته المصدر الثالث سبيل المؤمنين هذا المصدر يا إخواني ... المصدر الثاني الذي بنكر هذا المصدر الثاني كهؤلاء القرآنيين منه كما ذكرنا آنفا ... لما ... يأمرنا أن نتبع ... من البيان ... .

 

(281/3)

 

 

«الكلام على حديث: (وسفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ..... ) و سبب ضلالتهم

الشيخ: في الأمس القريب الحديث المشهور و هو قوله عليه الصلاة والسلام (اختلفت اليهود والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) نجد أن الرسول عليه السلام لم يقتصر على الأمر باتباع سنته فقط بل عطف على هذا الأمرر حوله و سنة الخلفاء الراشدين إن النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث كأنه اقتبس هذا المعنى من القرآن الكريم القرآن يقول ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين)) الرسول يقول (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) ما هي ... سواء في الآية ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) أو في الحديث (وسنة الخلفاء الراشدين) لماذا لم يختصر هنا في الآية كما سبق على قوله ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى)) و لماذالم يختصر الرسول عليه السلام على قوله عليكم بسنتي و لم يذكر ... ولأجل ما نحن في صدده من إثبات المنهج الذي يجب على المسلمين في كل مصر وفي كل زمان و مكان أن ينطلقوا فيه ليكونوا في عصمة من الإنحراف على الكتاب والسنة معا ذلك لأن هذه الفرق على كثرتها ثلاث وسبعون فرقة كلها هالكة وكلها مكتوب عليها أنها من أهل النار إلا فرقة واحدة هل في شيء من هذه الفرق كلها التي عرفنها حتى اليوم باستثناء القرآنيين الذين ظهروا في العصر الحاضر كفتنة من الفتن التي يبتلى بها المسلمون هل في هذه الفرق من قال كما قال هؤلاء القرآنيون زعموا الإسلام قرآن فقط لا يوجد فيه ... كل طائفة كل فرقة منهم تقول نحن على الكتاب والسنة, قبل هذه الطائفة طائفة القرآنيين حدثت طائفة قبلها منذ قرن من الزمان هذه الطائفة اسمها أشهر في العالم الإسلامي من القرآنين لأن هؤلاء القرآنيون عهدهم حديث أما الطائفة التي نريد أن نمثل بها الآن هي الطائفة القاديانية القاديانيون ينتمون إلى الإسلام زعموا ولكنهم يعتقدون عقائد ضد الإسلام و اختلاف للإسلام من أوضح هذه العقائد المخالفة للمسلمين تصريحهم بأن النبوة ووحي السماءلم ينقطع و أن هناك أنبياء يأتون بعد الرسول عليه السلام بكثرة و أن أحد هؤلاء الأنبياء بزعمهم قد جاء في قاديان من بلاد الهند وهو المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني ... فكانوا يحتجون بالقرآن ويحتجون أيضا بالسنة والفرق الإسلامية كلها هكذا ليس فيهم من يقول الإسلام هو عقلي, الإسلام هو القرآن فقط وإنما الإسلام قرآن و سنة كل الفرق مهما كانت عريقة في الضلالة تدعي أن الإسلام هو القرآن والسنة حتى الخوارج إذًا ما هو السبب ضلال هذه الطوائف وهذه الفرق كلها ما دام أنهم جميعا يجتمعون على الإيمان بالكتاب والسنة هنا بيت القصيد من هذه الكلمة السبب أن كل طائفة منهم تركب رأسها وتفسر نصوص القرآن والسنة بأهوائها من هنا دخل الضلال في هذه الفرق والسبب الأصيل في هذا هو أنهم لم يؤمنوا أو على الأقل لم يعملوا بمقتضى الآية السابقة ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) لا شك أن هذه الآية فيها تحريم من اتباع غير سبيل المؤمنين وفيها بالمفهوم الأمر في اتباع الرسول عليه السلام وعدم مخالفته الذي صرح في قوله في أول الآية ((ومن يشاقق الرسول)) أي الذي يخالف الرسول كذلك أثبت اتباع سبيل المؤمنين حينما نهى عن مخالفتهم فقال عطفا على قوله ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)) إذًا هناك نهيان في الآية يقابلهما أمران, النهي الأول عدم مخالفة الرسول النهي الثاني عدم مخالفة سبيل المؤمنين عفوا مخالفة سبيل المؤمنين هذا النهي الثاني و النهي الأول مخالفة الرسول عليه السلام نهى عن ذلك يقابل النهيين الأمر باتباع الرسول عليه السلام وأمر باتباع سبيل المؤمنين فدخل الضلال حتى عند هذه الفرق التي أجمعت على اتباع أو على أن القرآن والسنة هما مصدرا الإسلام في التشريع لكنهم لم يتبعوا سبيل المؤمنين فضلوا عن سواء السبيل. إذًا العبرة في هذه الآية هو أن الله عز وجلّ يأمر المسلمين في كل زمان و مكان أن لا يخرجوا عن سبيل المؤمنين الذين كانوا قبلهم في تفسير الآيات وفي تفسير الأحاديث حتى ما يأتي المدعي إلى اتباع الكتاب و السنة بمعنى يزعم أنه هو المقصود من الكتاب ومن السنة وهو معنى دخيل في الإسلام والدليل على ذلك أن المسلمين الذين كانوا قبل هذا المأوّل لم يتأولوا النص الذي تأوله هو بمثل ما ذهب إليه وإنما تأولوه بتأويل آخر. فالمسلمون الذين سلكوا سبيلا في تفسير نصوص الكتاب والسنة هذا السبيل نحن مأمرون باتباعه حتى لا نأخذ يمينا ويسارا بسبب تأويلنا نحن لنصوص تأويلا يخالف ما كان عليه المسلمون من قبل.

 

(281/4)

 

 

«الكلام على ضلال فرقة القاديانية

الشيخ: هؤلاء القاديانيون مثلا قال نبيهم المزعوم وقالوا تقليدا له تقليدا أعمى إنه نبي مرسل وإنه سيأتي من بعده أنبياء كثر هكذا يصرحون هل كفروا بمثل قوله تبارك وتعالى ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) هذا نص في القرآن وهم يؤمنون بالقرآن والسنة أيضا هل كفروا وقالوا هذه الآية خطأ وجودها في القرآن؟ لا, لا يوجد فرقة مهما كانت عريقة في الضلال تنكر نصا مأخوذا من القرآن الكريم, لا تنكر لكنها تنكر كيف ذلك؟ تنكر دلالتها فيما دلت عليه وعلى المفهوم الذي تلقاه الخلف عن السلف فيخالفون هذا التلقي الذي هو سبيل المؤمنين ويأتون بمعنى لا يخطر في بال أحد من المسلمين وهذا ما صنعه القاديانيون وكل الطوائف الضالة فيما خالفوا فيه جماعة المسلمين وسبيل المؤمنين ما أنكروا نصا في القرآن وإنما أنكروا المعنى الحقيقي الذي يتضمنه النص القرآني فهؤلاء القاديانيون ما أنكروا هذه الآية ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) لكني أستدرك وأقول أنكروا الآية وكيف ذلك؟ يجب أن نعلم أن الإيمان بالقرآن ليس المقصود بهذا الإيمان الذي هو شرط أساسي بالنسبة لكل مؤمن أن يؤمن بألفاظ القرآن فقط لأن الألفاظ هي طوالب المعاني فإذا آمن الإنسان بلفظ من ألفاظ القرآن ولكنه جاء بمعنى لهذا اللفظ لا يدل عليه سبيل المؤمنين فهو في هذه الحالة آمن باللفظ القرآني وكفر بمعناه وهذا ما فعله القاديانيون اسمعوا بماذا فسروا هذه الآية ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) قالوا نحن نؤمن بما قال الله وهو أن الرسول عليه السلام خاتم النبيين لكن ما معنى خاتم النبيين؟ كل المسلمين جروا على المعنى الذي يشترك في معرفته العامة مع الخاصة والأمي مع ... وهو آخر النبيين أما القاديانيون جاؤوا بتفسير مضحك مبكي في آنٍ واحد قالوا ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) أي زينة النبيين وحاولوا أن يضللوا الناس ببعض التعابير اللغوية قالوا معنى هذه الآية ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) أي زينة النبيين من باب التشبيه كما أن الخاتم زينة الإصبع كذلك الرسول زينة الأنبياء والرسل, فعطلوا بهذا التأويل دلالة الآية على أن الرسول عليه السلام آخر الأنبياء والرسل وأنه لا نبي بعده فما الذي استفادوه من إيمانهم بهذا النص القرآني بعد أن لفوا وداروا وتأولوه بيتأويل ما خطر في بال أحد لا السلف ولا حتى الخلف إذا هؤلاء آمنوا باللفظ وكفروا بالمعنى ترى هل المقصود بألفاظ القرآن هي الألفاظ أو المقصود الإيمان بها كوسيلة للإيمان بالمعاني التي تضمنتها الآيات القرآنية كذلك فعلوا بالسنة هم أيضا يشتركون معنا في الإيمان بالسنة ضد القرآنيين ولكن أيضا ما فائدة الإيمان بالسنة إذا ما لعبوا بها وأتوا بمعاني لا تدل عليها اللغة العربية ولا ما جرى عليه سبيل المؤمنين من تفسير هذه السنة هم يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب كما جاء في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام مسليا له قال (يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي) هذا نص صريح أيضا يلتقي مع الآية ... الواضح لكل عربي مسلم فعطلوا الحديث المروي فماذا تأولوه قالوا لا نبي بعدي أي لا نبي معي أما بعد وفاته فهناك أنبياء هكذا يلعبون بالنصوص لا نبي بعدي أي في حياتي معي أما بعد وفاتي فهناك أنبياء ورسل هكذا تأول القاديانيون هذا الحديث فهل استفادوا شيئا من الإيمان بهذا الحديث أحاديث كثيرة كلها تدندن حول التأكيد أن الرسول عليه السلام لا نبي بعده ولكن هذا التأكيد كله بالنسبة إليهم جعلوه هباء منثورا حينما تأولوا الحديث على غير تأويله الذي جرى عليه المسلمون هنا الشاهد نحن الآن في الإحتجاج على إثبات أن من المصادر لفهم الشريعة بعد القرآن وبعد السنة سبيل المؤمنين, المؤمنون أبدا لم يفهموا من الآية السابقة ((ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) أنه زينة النبيين فقط وإنما فهموا الآية على ظاهرها هكذا جرى المسلمون كذلك جرى المسلمون على فهم الحديث السابق ولكن لا نبي بعدي أي سواء معه في حياته أو بعد وفاته لا نبي بعده عليه الصلاة والسلام فهم عطلوا هذه الدلالة بمفاهيم جاؤوا بها من عند أنفسهم هذا الشأن هو شأن كل الفرق السابقة مما يؤكد لنا أن إنحراف الفرق السابقة لم يكن بسبب جحدهم للنصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية وإنما بسبب جحدهم للمعاني التي جرى عليها المسلمون في فهم لهذه النصوص.

 

(281/5)

 

 

«الكلام على المعتزلة وتأويلهم للآية: ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)).»

الشيخ: أضرب لكم مثلا من تلك الأمثلة القديمة ثم نتوقف عن الكلام باعتبار أن الوقت قارب على الإنتهاء فالمعتزلة مثلا وهي فرقة من الفرق الإسلامية القديمة وكل من قرأ شيء من كتب الطوائف الإسلامية أو شيء حتى من الأدب الإسلامي وتراجم علماء المسلمين يعرف أن هناك فرقة تسمى بالمعتزلة هؤلاء يؤمنون بالكتاب ويؤمنون بالسنة ولكن في كثير من نصوص الكتاب والسنة جروا في تفسيرها هذا المجرى الذي مثلت لكم ببعض الأمثلة من تأويل القاديانية لنصوص الكتاب والسنة خذوا مثلا عقيدة من عقائد المسلمين سلفا وخلفا حتى اليوم هذه العقيدة تقول إن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما جاء في أحاديث كثيرة وكثيرة جدا قوله عليه الصلاة والسلام (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته) كذلك مثلا قوله عليه السلام تفسيرا لآية في القرآن وهذا يصدق فيه بموضوعين اثنين أولا الرد على القرآنيين وثانيا الرد على المعتزلة إن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)) ما هي الحسنى بماذا نفسر الحسنى؟ إذا ركبنا عقولنا فأي شيء خرج من عندنا تفسيرا للحسنى يكون مقبولا في أذهاننا ولكن لا يكون مقبولا في شرعنا لماذا؟ لأن الشارع قد فسر هذا النص على لسان الرسول عليه السلام كتأكيد للآية سابقة الذكر ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين)) فالرسول بين معنى هذه الآية ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)) ماهي الحسنى وماهي الزيادة؟ يمكن لأي إنسان أن يأتي بأي معنى له التقاء ولو جزئي بالحسنى والزيادة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فسر هذه الآية بتفسير واضح بين فقال (للذين أحسنوا الحسنى الجنة والزيادة رؤية الله في الآخرة) فالله عز وجل في هذه الآية كريمة كما في كثير من الآيات يبشر المؤمنين الذين أحسنوا في حياتهم الدنيا واتبعوا سبيل الله وسبيل المؤمنين يبشرهم بأن لهم الحسنى أي الجنة وزيادة أي رؤية الله في الآخرة مثل هذه الأحاديث أنكرها المعتزلة إما جحدا لها مطلقا ولا يهمهم في سبيل تأييد انحرافهم لكن القرآن لا يستطيعون الإنكار وإنما يعملون فيه بمعول التأويل فهناك الآية التي نقرأها في كثير من الأحيان في الصلاة وخارج الصلاة ألا وهي قوله تبارك وتعالى ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) نص صريح في القرآن الكريم ((وجوه يومئذ ناضرة)) عليها النضرة عليها الفرح والسرور والإطمئنان ((إلى ربها ناظرة)) كما سمعتهم في الحديث (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر) ماذا فعلوا بهذه الآية ... إذا ما استطاعوا تأويله أنكروه أما النص القرآني لو أنكروه خرجوا عن المسلمين وانتهى أمرهم لكن ما أحد منهم أنكر آية من القرآن بل ولا حرف من القرآن وإلا كفر لكنهم فعلوا بهذه الآية مثل ما فعل هؤلاء أذنابهم القاديانية مثلا في تأويل بعض النصوص مما ذكرنا بعض الأمثلة آنفا قالوا في تأويل الآية السابقة ((إلى ربها ناظرة)) إلى نعيم ربها ناظرة!! انتهت المشكلة الله يقول ((إلى ربها ناظرة)) وهم يقولون إلى نعيم ربها يعني إلى نعيم الجنة فحذفوا الرب سبحانه وتعالى على اعتبار أنه سيرى من المؤمنين وهذا من فضل رب العالمين وقد جاء في بعض الأحاديث أن المؤمنين حينما يرون ربهم يوم القيامة ينسون النعيم كله الذي تنعموا به في الجنة لأنه لا أحلى عند المؤمنين من رؤيتهم لرب العالمين تبارك وتعالى فجاء المعتزلة وأنكروا هذه النعمة مع تصريح القرآن والسنة بها لماذا؟ لأنهم استعملوا عقولهم يتساءلون كيف يمكن أن ينظر العبد العاجز للرب العظيم الجليل هذا تحكيم للعقل في الشرع وهذا من جملة ضلال المعتزلة الذين من مذاهبهم القول بالتحسين و التقبيح العقليين يتحكمون على الله ويتألون على الله بعقولهم يقولون هذا قبيح فيجب أن يكون عند الله قبيحا وهذا جميل وحسن فيجب أن يكون كذلك عند الله ((سبحانه وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا)) فمن هذا القبيل من باب تحكيم العقل أنكروا رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة لأن عقولهم ضاقت عن أن تتسع لإمكان أن يرى المؤمن ربه يوم القيامة كأنهم يقولون وهذا بلاشك مما يدانون به إن الله عز وجل عاجز عن أن يمتع عباده المؤمنين بطاقة من القوة البصرية حيث أنهم يتمكنون من النظر إلى ربهم يوم القيامة هذا معنى كلامهم وإلا إذا آمنوا بأن الله عز وجل على كل شيء قدير حقا فالله عز وجل قادر على أن يمتع الإنسان المؤمن يوم القيامة بقوة من البصر حيث أنه يتمكن من النظر إلى ربه تبارك وتعالى الشاهد مثل هذا النص القرآني أيضا ضل في فهمه المعتزلة وفسروه بتفسير يعطل هذه النعمة ويجحدونها مع أن أهل السنة يقولون:

" يراه المؤمنون بغير كيف *** وتشبيه وضرب من مثال " هذه عقيدة أهل السنة مع ربهم يوم القيامة يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال لماذا؟ لأن الآيات والأحاديث تواترت في إثبات هذه النعمة التي سيمتن به ربنا على عباده المؤمنين فجحدها المعتزلة لا جحدا للنص وإنما تأويلا للنص هذا التأويل لم يجرِ عليه المسلمون فخرجوا إذا عن جماعة المسلمين من هنا يظهر لكم السر في قوله عليه السلام في تفسير الفرقة الناجية من هي قال (هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي)

 

(281/6)

 

 

«الكلام على وجوب تفسير القرآن والسنة على ما جرى عليه السلف

الشيخ: إذا هنا نتقل إلى موضوع آخر وجديد وهو معنى هذا كله معنى أن السنة تفسر القرآن وأن السنة كالقرآن يجب أن يفسرا على ما جرى عليه السلف الصالح وهم القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية (خير الناس قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم) أي الصحابة والتابعون وأتباعهم إذا لا سبيل ليكون المسلم على بصيرة من دينه وليكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا بعلم من علوم الإسلام ألا وهو علم الحديث ذلك لأن علم الحديث به يمكن أن نعرف سنة الرسول عليه السلام وبه فقط يمكن أن نعرف ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام وبه فقط يمكننا أن نعرف ما كان عليه أتباع الصحابة من التابعين ثم أتباع التابعين إذًا علم الحديث هو العلم الذي ينبني عليه العقيدة الإسلامية الصحيحة فنحن إذا أردنا أن نفهم المصدر الأول وهو القرآن لابد أن نعرف ما قاله الصحابة في أي نص من هذا المصدر الأول وهو القرآن ولا سبيل إلى ذلك إلا بطريق الرواية وطريق علم الحديث وإذا أردنا أن نفسر نصّا من نصوص أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك لا سبيل إلى ذلك أولا لمعرفة كونه هذا حديثا صحيحا أو ليس بصحيح إلا بطريق الحديث ثم لنعرف ما قاله الصحابة في تفسير الحديث لا سبيل إلى ذلك إلا بطريق علم الحديث ثم أن نعرف ما جرى عليه سبيل المؤمنين في تفسير هذه النصوص من الكتاب والسنة إلا بمعرفة طريق الرواية الخلف عن السلف من هنا جاء قول العلماء وهم يترنمون بهذا القول دائما وأبدا يقولون و" كل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "

ذلك لأن هؤلاء السلف هم الحجة في توضيح المحجة وفي توضيح المقصود من الكتاب والسنة من المعاني الصحيحة فقالوا و" كل خير في اتباع من سلف " وهذا منهم تقدير بالغ لقول الله عز وجل في الآية السابقة ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) وخلاف هذا الوعيد الشديد يقابله الوعد الإلهي وهو بأنه من يتبع الرسول ويتبع سبيل المؤمنين فله الجنة وله الكرامة في هذه الجنة لأنه عمل بما أمر في الكتاب والسنة من اتباع القرآن واتباع الرسول عليه السلام واتباع سبيل المؤمنين إذا هذه الحقيقة يجب أن نعرفها جيدا حتى ما نضل مع الضالين حتى ما نصير قرآنيين فقط لا نتعرف على الإسلام إلا بالإيمان بالقرآن فقط وهذا إيمان قاصر لا يكفي لأن القرآن نفسه أمر باتباع الرسول عليه السلام وطاعته ثم لكي لا نصير مع الطوائف القديمة أو الحديثة كالقاديانيين الذين يؤمنون بالسنة ولكنهم يفسرونها أيضا على تفسير ما كان عليه سبيل المؤمنين فنحن نخالف هذه الطوائف كلها ونكون مع السلف الصالح إيمانا بالقرآن وإيمانا بالسنة واتباعا لهم في تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة وهذا من معاني قوله تبارك وتعالى مخاطبا نبيه عليه السلام بقوله ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)) أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين ينطلقون في فهمهم للكتاب والسنة على بصيرة ولا يكون ذلك إلا باتباع سبيل المؤمنين الأولين الذين نقلوا لنا القرآن بلفظه وبمعناه فلا نأتي نحن بمعاني جديدة ندعي أن هذه المعاني هي التي يريدها الله وإنما الحقيقة أن المعاني التي تلقيناها عن السلف هي المعاني المقصودة من نصوص الكتاب والسنة.

أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لهذا الإتباع لنكون من الناجين المفلحين والحمد لله رب العالمين. هل هناك من سؤال حول الموضوع يختار أن يكون السؤال حول الموضوع فإن لم يكن هناك سؤالا حول الموضوع فلا بأس من أن يكون أي سؤال يتعلق بالدين تفضل.

 

(281/7)

 

 

«هل عمل أهل المدينة حجة و لو خالف السنة؟»

الشيخ: الأخ يسأل أن هناك بعض العلماء يقولون إن عمل أهل المدينة حجة حتى لو كان مخالفا للسنة وللحديث الصحيح.

نقول نحن كلا لأن أهل المدينة على فضلهم وقربهم من عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم فهم ليسوا المسلمين جميعا هم طائفة من المسلمين والآية كما سمعتم ولا تخصص تقول ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) ما قال ويتبع سبيل غير المدنيين ولا المكيين ولا الكوفيين وإنما قال سبيل المؤمنين لا سيما إذا كان السؤال موجها بما لو عارض عمل أهل المدينة حديثا نبويا كيف حينئذ نعكس الموضوع وقد سمعتم بأن الله عز وجل أمرنا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كما أمرنا باتباع القرآن فنقول لا نحن لا نتبع الحديث الصحيح إذا ما خالف عمل أهل المدينة وإنما نتبع عمل أهل المدينة ولو خالف الحديث الصحيح هذا قد قاله بعض العلماء يعني العمل بما كان عليه أهل المدينة ولو خالف الحديث الصحيح قد قاله بعض العلماء لكن هذا في الواقع من جملة الأقوال التي اختلف فيها العلماء فهناك مثلا الإمام مالك هو وحده الذي ذهب إلى هذا القول ... عنه أنه يجب العمل بما كان عليه أهل المدينة ولو كان ذلك مخالفا للحديث الصحيح لكن عندنا علماء آخرون هم في وزن مالك في العلم والنصح والزهد والتقوى ونحو ذلك من الخصال الحميدة قالوا لا, ليس عمل طائفة أو جماعة أو أهل بلدة من بلاد الإسلام حجة على الكتاب والسنة وإنما الحجة هما الكتاب والسنة أما إذا اتفق المسلمون مدنيون مكيون كوفيون بصريون إلى آخره على شيء فهنا تأتي الحجة أما طائفة منهم فلو قال قائل لا أنا أقول ما اتفق عليه أهل مكة فهو الحجة فهذا سبب للخلاف والنزاع بين المسلمين وهنا تأتي آية ذكرتها أكثر من مرة وهي قوله تبارك وتعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول)) فالآن تنازعنا في هذه المسألة لا سمح الله أهل المدينة عملهم حجة أم لا قال مالك حجة قال أبو حنيفة قال الشافعي قال أحمد ليس بحجة, وإنما الحجة الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين جميعا دون تخصيص طائفة أو ترجيح طائفة على أخرى على أنه مما يوهن ويضعف قضية الإحتجاج بعمل أهل المدينة هو أنه يرد الإشكال السابق الذي نقلناه عن بعض علماء الأصول إنما وصفوا الإجماع بأنه إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم تنازل بعضهم عن هذا التعريف إلى تعريف أضيق فقالوا إجماع علماء المسلمين في كل أقطار الدنيا الآن نقول إجماع أهل المدينة كيف يمكن معرفة إجماع أهل المدينة وقد قلنا آنفا بأنه قد يكون هناك علماء يخالفون الرأي السائد في المدينة لأنهم علماء مغمورون ليسوا بالمشهورين فلا يمكن معرفة عمل أهل المدينة مئة بالمئة ممكن معرفة عمل جمهور علماء المدينة أما معرفة رأي كل علماء أهل المدينة هذا غير ممكن لاسيما بالنسبة لذلك الوقت حيث كانت وسائل الإتصال بالأفراد غير ميسرة كما هو ميسر اليوم لذلك كان جماهير علماء المسلمين على أنه لا يحتج بعمل أهل المدينة اللهم إلا في حالة واحدة ليس هناك حديث يخالفهم وليس هناك علماء مسلمون آخرون في مكة أو الكوفة أو البصرة يخالفهم فلاشك أن الأمر حينذك يكون داخل في سبيل المؤمنين أما افتراض الأمر كما جاء في السؤال عمل أهل المدينة على شيء وحديث الرسول عليه السلام على شيء فلا نعمل بالحديث بعمل أهل المدينة فهذا خلاف كل النصوص التي سبق عرضها وبيانها. تفضل.

 

(281/8)

 

 

«ما حكم الإجتهاد في الدين؟»

الشيخ: أقول ما رأينا في الإجتهاد ثم اختلاف المسلمين في يوم الصيام, الإجتهاد كالجهاد ماضيان إلى يوم القيامة لأن الإجتهاد ما معناه؟ معناه إفراغ الجهد لفهم نصوص الكتاب والسنة فإذا قلنا كما قال الكثير من المتأخرين بأن الإجتهاد قد أغلق بابه منذ القرن الرابع وأنه لا اجتهاد بعد القرن الرابع فمعنى ذلك أننا سددنا على العالم الإسلامي, على طلاب العلم فيه بل وعلى علمائه سددنا عليهم طريقا من الخير كبيرا جدا ألا وهو الفقه في الدين وقد تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) والفقه في الدين هو الفهم وليس هو النقل عن الغير كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي جحيفة أنه سأل عليا قال له " هل خصّكم معشر أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ " يعني من العلم كما هو شائع عند كثير من العامة وبعض الخاصة أن هناك كتابا يسمى بالجفر وضعه علي بن أبي طالب فيه أسرار وأمور غيبية وما شابه ذلك فمثل هذا الكتاب لا أصل له ويبطله هذا الحديث " هل خصّكم معشر أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ قال لا إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه ... " بعض الأحاديث التي كان تلقاها عن الرسول عليه السلام فيها بيان أن المدينة حرم كمكة وفيه بصورة خاصة (من أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) فالشاهد من هذا الحديث الصحيح هو أن عليا يقول نحن معشر أهل البيت ... ما خصنا بعلم دون الناس اللهم إلا من يخصه الله عز وجل بفهم يؤتيه الله هذا العبد في كتابه فإذا قلنا أن باب الإجتهاد أغلق معنى ذلك أنه باب الفهم عن الله ورسوله أغلق وهذا صدم لكل الآيات التي تأمر المسلمين بالتدبر وبالنظر والتفكر وخلاف لأحاديث كثيرة التي في بعضها مثلا قوله عليه الصلاة والسلام (إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما) إيش معنى عالم يعني فقيها وإيش معنى فقيه يعني فهيم يعني بالكتاب والسنة (إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) وهذا في الواقعع جر على العالم الإسلامي مصائب كثيرة جدا يعني سد باب الفهم عن الله وعن الرسول معناه العملي الواقعي أن العلماء فضلا عن من دونهم لم يعودوا يدرسونا القرآن دراسة تفهم لم يعودوا يدرسون السنة دراسة تفهم بل إن الكثيرين منهم يقولون نحن نقرأ الكتاب والسنة للبركة وليس للفهم لأن هم يقولون لأنهم ... لا يستطيعون فهم الكتاب والسنة فقد سدوا على أنفسهم بابا من العلم كبيرا فحق فيهم في جماهيرهم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق (اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) أي بغير فهم من الكتاب والسنة فضلوا في أنفسهم وأضلوا الآخرين السائلين فلا غرابة أن نسمع اليوم كثير من الفتاوى فيها مخافلة لصريح الكتاب والسنة لماذا؟ لم يبق تعلم الكناب والسنة إما التقليد لمن قبلنا حذو القذة بالقذة دون عرض هذا التقليد على الكتاب والسنة حتى نكون كما جاء في الآية السابقة على بصيرة وإما إنطلاق من التقليد إلى إجتهاد بدون قيد ولا شرط ... الكتاب والسنة وإنما هكذا يرى فنحن اليوم مثلا نعيش في فتاوى تبيح الربا بزعم قليل الربا لا بأس به نعيش في زمن يبيح فيه أمثال هؤلاء المتفقهة ما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرات الأحاديث واتفق العلماء على تحريم ذلك مثل مثلا الصور عملا تصويرا واقتناء فعم هذا البلاء في بيوت المسلمين فلا يكاد بيت مسلم وإلا وفيه عديد من الصور وقد يكون بعضها من الصور الخليعة بل لاحظت بأن الصور بدأت تتسرب إلى بيوت الله إلى المساجد فربما يذكر بعضكم أنه يرى في المسجد ما نسميه نحن عندنا بالتقويم أو بالرزنامة المفكرة يعني التي فيها مثلا أوقات الصلاة خاصة إمساكية رمضان فتجد فيه هناك صورة قد تكون هذه الصورة لها نوع من القداسة في قلوب المسلمين كالكعبة مثلا لكن الكعبة مصورة وحولها الطائفون نقلت الصور حتى في بيوت الله عز وجل كيف هذا من فلسفة أن هذه صور فتوغرافية وليست صور يدوية والصور اليدوية هي التي حرمها الله على لسان نبيه أما الصور الفتوغرافية هي من الأشياء التي حدثت في العصر الحاضر فلم يعنيها الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا قلة فهم وقلة فهم في الدين والسبب أنهم أغلقوا الفهم عن الله ورسوله فأخذوا علمهم فقط قال فلان حرام قال فلان حلال لماذا حرام؟ لا ندري نحن لا عندنا علم ولا عندنا فقه ثم يجابهون بالواقع فتحدث أمور لابد من استخراج أحكامها فلا يجدون أمامهم إلا نقول قديمة لا تساعدهم على التفقه الصحيح وهذا مثال قضية الصور المتكلمون أو الفقهاء السابقون بطبيعة الحال لم يتكلموا عن الصور الفتوغرافية لأنها ... .

 

(281/9)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن عيسى بن حمزة قال دخلت على عبد الله بن حكيم وبه حمرة فقلت ألا تعلق تميمة فقال نعوذ بالله من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علق شيئا وكل إليه رواه أبو داود والترمذي إلا أنه قال فقلنا ألا تعلق شيئا فقال الموت أقرب من ذلك

وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى»

 

(282/1)

 

 

«الكلام على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

الشيخ: ولمحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى هذا أمثلة كثيرة جدا في تراجم رواة الحديث النبوي وسبب ضعف محمد بن عبد الرحمن هذا بن أبي ليلى ليس هو من تهمة في نفسه أو سوء ظن في صدقه وإنما هو بسبب ما تعرض هو له من ضعف الحفظ بسبب إنشغاله بالفقه ولذلك فحديثه معرض للتقوية بشاهد من مثله أو متابع من مثله فضلا عن من إذا كان أتقن منه حفظا وضبطا وحديثه هذا من هذا النوع ولذلك قلت لكم في مطلع تلاوة هذا الحديث إنه حديث حسن أي حسن لغيره

 

(282/2)

 

 

«فوائد الحديث

الشيخ: ففي هذا الحديث بيان كم كان السلف يبتعدون كل البعد عن تعاطي الوسائل الشركية مهما وإن كانت نواياهم وعقيدتهم إسلامية صحيحة, فهذا عبد الله بن عكيم دخل عليه عبد الرحمن بن أبي ليليى وهذا أبو محمد وهو خلاف أبنه ثقة من رجال الستة عبد الرحمن بن أبي ليلى من كبار التابعين الثقات الحجة فهذا عبد الرحمن بخلاف إبنه محمد كما ذكرنا لكم آنفا عبد الرحمن دخل على عبد الله بن عكيم وبه حمرة أي نوع من المرض من أنواع الطواعين نوع من الطاعون هكذا ذكروا أهل غريب الحديث واللغة فلما دخل عليه عبد الرحمن بن أبي ليلى قال فقلت ألا تعلق تميمة لدفع هذا المرض العارض له قال نعوذ بالله من ذلك فقلنا ألا تعلق شيئا أي شيء كان ماهو ضروري يكون حرز قال أيضا الموت أقرب من ذلك ذلك لأنه يعلم ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المناسبة من قوله عليه السلام (من علق شيئا وكل إليه) فهذا الحديث كالحديث السابق من ناحية لأنه يفيد أنه لا يجوز للمسلم أن يعلق على نفسه أو على أي شيء يلوذ به لدفع أذى العين فيما يزعم الناس فالحديث السابق يبين أن هذا التعليق شرك ثم حديثنا هذا يدلنا على معنى جديد يقول (من علق شيئا وكل إليه) يعني ترك وهذا الذي علقه فهل يفيده هذا الشيء المعلق إنما هو جماد هو إنسان عاقل ومع ذلك فهو بنفسه لا يستطيع أن يدفع شر أي ذي شر عن نفسه فضلا عن أن يدفع ذلك عنه جمادا علقه كما شرحنا ذلك في الدرس الماضي ففي هذا الحديث وعيد شديد فعلا لهؤلاء الذين يركنون ويتوكلون على غير الله عز وجل الذي هو النافع وهو الضار فحينما ينسى المسلم ربه عز وجل ولا يتوكل عليه ولا يلجئ إليه ليعافيه مما نزل عليه لا شك أن الله عز وجل يكله إلى ما تعلق هو واعتمد عليه من مثل هذه الشركيات والوثنيات كالحروز والتمائم والحجب كما شرحنا ذلك في الدرس السابق.

 

(282/3)

 

 

«وعن ابن أخت زينب امرأة عبد الله عن زينب رضي الله عنها قالت كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس»

الشيخ: الحديث الذي بعده حديث صحيح قال وعن ابن أخت زينب امرأة عبد الله وهو بن مسعود عن زينب رضي الله عنها قالت كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة هذه زينب زوجة عبد الله بن مسعود تروي لنا هذه القصة فتقول كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس إلى جانبي زوجته فمسني فوجد مس خيط فقال ما هذا؟ فقلت رقي لي فيه من الحمرة فجذبه فقطعه ورمى به ثم قال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) قلت فإني خرجت يوما فأبصرني فلان فدمعت عيني التي تليه فإذا رقيتها سكنت دمعتها وإذا تركتها دمعت قال بن مسعود ذلك الشيطان إذا أطعتيه تركك وإذا عصيتيه طعن بأصبعه في عينك ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفي تنضحين في عينك الماء وتقولين (أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سَقما -أو- سُقما) رواه ابن ماجه واللفظ له وأبو داود باختصار عنه إلا أنه قال عن ابن أخي زينب وهو كذا في بعض نسخ ابن ماجه وهو على كلا التقديرين مجهول علقت أنا على قول المؤلف بأنه مجهول لكن قال الحافظ كأنه صحابي ولم أره مسما والحديث مخرج في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ثلاثمائة وخمس وعشرين ثم قال في متابعة التخريج ورواه الحاكم أخصر منهما وقال صحيح الإسناد قال أبو سليمان الخطابي المنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله سحر أو كفر فأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى فإنه مستحب متبرك به والله أعلم نعود إلى الحديث قالت زينب امرأة عبد الله بن مسعود كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة من الشائع بين الناس أن العجائز سواء كانوا رجالا أو نساء هم موضع البدعة والخرافات والوثنيات والشركيات ولذلك من المعتاد عندهم حين يحدث أحدهم بشيء لا يعقل أو لا يقبل من أتيت بهذا جدّتك حدّثتك به؟ فهذا يبدو أنه شيء قديم متوارث فهذه عجوز تدخل على زوجة أحد كبار الصحابة وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ترقيها تعالجها ولكن معالجة غير شرعية فدخل بن مسعود رضي الله تعالى عنه على زوجته وقد رقتها هذه المرأة من الحمرة التي أصابتها وقد ذكرنا آنفا أنه مرض أو نوع من أمراض الطاعون قالت وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت هذا أدب ربما لا يتعاطاه كثير من الناس اليوم بسبب ارتفاع الحشمة والحياء وحب السترة ونحو ذلك لأن المسلمين مع الأسف اليوم ساروا سيرة الكافرين من حيث الإختلاط إختلاط الرجال بالنساء فأنت إذا أردت أن تدخل بيتا ولك فيه مصلحة حداد نجار ونحو ذلك المرأة تستقبلك كما هي في بيتها لأنها كذلك تخرج أو شرا من ذلك قد تخرج إلى الشارع وإلى الطريق وهذا بلا شك خلاف الإسلام من جهات عديدة وهذا ينبهنا أن الأمر كان على النقيض من ذلك حيث أن عبد الله بن مسعود يدخل بيته ولا يدخل بيته كما لو دخل مكانا غير مسكون يدخل بيته ويتنحنح ويصوت لأنه يعلم بأنه قد يكون هناك امرأة ليست محرما بالنسبة إليه ولا هو محرم لها فيرى منها مالا يجوز فيصوت ويتنحنح إشعارا بأنه إن كان هناك من ينبغي عليه من النساء أن تتستر إبتدرت الحجاب فهذ أدب من الآداب الإسلامية المتروكة المهجورة كان يتعاطاها هذا الصحابي الجليل وفعلا الذي ... له وقع حيث كانت هناك العجوز فلما سمعت نحنحته وصوته احتجبت عنه ومنه فجلس بن مسعود إلى جانبي أي زوجته فمسني فوجد مس خيط من المعتاد اليوم نساء ورجال أن تجد في معصم أحدهم خيط مربوط بطريقة خاصة هذا من هذه الحروز ومن هذه الرقى والتي نهى الشارع الحكيم عنها هذا الخيط لا ينفع ولا يضر وإن كان قرئ عليه كما يزعم بعضهم فإن كانت القراءة هي المفيدة بإذن الله عز وجل لما فيها من قرآن أو من أدعية ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام إن كانت الفائدة في هذا فالخيط ما فائدته؟ وإن كان في الخيط فائدة زائد على الفائدة المرجوة من القرآن والحديث فهنا صار في الأمر منكران الأول أن الفائدة من القرآن والحديث ناقصة غير كاملة والمنكر الآخر أن الخيط فيه فائدة فمن يقول نحن نستفيد من القراءة عن الخيط ليس بصادق أبدا لأنه إن كان في الفائدة كما يقول فقط من القرآن والسنة إذن لا تعقد ولا تربط لكن هذا الفعل شأن كل العقلاء لا يمكن أي عاقل حتى الكافر لا يمكن أن يأتي بعمل مهما كان قليلا حقيرا إلا وله مبتغى من وراءه أما هو خير أما هو شر هذا بحث ثاني إنما البحث أن العاقل لا يمكن أن يعقد عقدة ولا يمكن أن يربط ربطة إلا وله من وراء ذلك مقصد حسن أو سيء فإذاً الذي يزعم أن في هذا العقد الفائدة فقط في الرقية بالقرآن والسنة نكذبه فتقول لو كان الأمر كذلك ما عقدت ولا ربط الخيط لذلك تحمس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على زوجته مع أننا نعلم قديما وحديثا أن ألطف الناس مع الزوجات إنما هم أهل السنة إنما هم المتمسكون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي من سنته حسن المعاشرة لزوجته, لذلك قال عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) هذا لا شك فيه ولكن لكن من ائتسى واقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان حريصا على ذلك في كل شيء له نصيب من ذلك بخلاف أولئك الجماهير مع الأسف الشديد من المسلمين خاصة المتأخرين منهم الذين جعلوا أسوتهم غير النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيقول أسوتي وقدوتي شيخي وهذا بيقول قدوتي أستاذي وهذا وهذا إلى آخره وكلهم إلا من عصم الله نسوا الأسوة الحقيقية والتي لم يذكر لنا أنه أسوة سواه بعد الأنبياء والرسل ألا وهو نبينا صلاة الله وسلامه عليه ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) ولا شك أن بن مسعود رضي الله عنه كان له الحظ الأوفر من الإقتداء والإئتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه من المتقدمين السابقين الأولين في الإسلام والذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم سنين طويلة مباركة فلا شك أنه تأثر بهديه عليه السلام واستقام له ذلك أقول مع هذا كله لم يعاملها باللطف المزعوم الذي يتطلبه بعض الدعاة الإسلاميين زعموا دائما وأبدا وهذا انحراف أريد أن أقول أن استعمال اللطف دائما وأبدا كاستعمال العنف دائما وأبدا, هذا لا يجوز وهذا لا يجوز وإنما الأصل استعمال اللطف بلا شك ولكن في بعض المواطن لابد من استعمال العنف كيف هذا أيضا نأخذه من رسونا صلى الله عليه وسلم لأنه أسوتنا فنحن نراه دائما وأبدا لطيفا ولكننا نراه أحيانا شديدا يقول الغافلون الحمقى إنه تشدد وماهو بمتشدد وإنما هو الحكيم الذي يضع الشيء في محله أريد أن أقول بن مسعود استعمل الشدة هنا مع زوجته فقطع الخيط ورمى به أرضا وقال إننا أمسينا نحن آل عبد الله بيت عبد الله بن مسعود أغنياء عن الشرك فجعل هذا شركا وقطعه ورمى به أرضا.

 

(282/4)

 

 

«الكلام على مواطن استعمال الشدة في إنكار الشرك من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ: استعمل الشدة هاهنا لأن الأمر شرك ولأن الشرك يقوم في بيت رجل من كبار الموحدين الذين آمنوا بالله ورسوله وما آمن برسوله إلا فرارا من الشرك بالله عز وجل لذلك أخذته الغيرة الإسلامية وقطع ذلك الخيط وهو تميمة انتقاما لحرمة الله عز وجل وهذا له أشباه من سنته عليه الصلاة والسلام فطلما كررت على مسامعكم قصة ذلك الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم حينما سمع خطبته ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال له عليه الصلاة والسلام (أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده) فشدد النكير عليه وقال له بصيغة الإستفهام الإستنكاري (أجعلتني لله ندا) بقولك ما شاء الله وشئت هذا التعبير العربي يعني أن مشيئة النبي مع مشيئة الله والله يقول ((وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)) فمشيئة الله عز وجل هي قبل كل شيء قبل مشيئة الملائكة والأنبياء والرسل والصالحين والناس جميعا وكل من كان له مشيئة فإنما يستمدها من مشيئة الله عز وجل ولو شاء الله لنزعها من كل مشيء خلقه مشيئا لذلك بادر الرسول عليه السلام بالإنكار عليه بعض الناس اليوم يقولون إذا أخطأ الرجل لازم تأخذه جانبا وتحكي معه بلطف وتبين له أن هذا خطأ وما تفضحه على ملأ من الناس نقول هذا كلام سليم في الجملة لكن ليس سليما في التفصيل وبالتفصيل دائما وأبدا والدليل هذا رسولنا صلى الله عليه وسلم هو سيد اللطف ورب اللطف ولا لطيف بعده أبدا في الدنيا مثله ومع ذلك فقد كان يستعمل الشدة في بعض الأحيان يضعها مواضعها لذلك تقول الشيدة عائشة في وصفه إنه عليه السلام معنى حديثها كان هينا كان لينا كان لا يغضب ولا يثور ما لم تنتهك حرمات الله فإذا انتهكت حرمات الله لم يقف أمامه شيء هكذا يجب على المسلم أن يكون وعلى كل حال وكما قلنا آنفا نحن نحاول الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بقدر الإمكان ولعلنا نحضى من بحره عليه الصلاة والسلام من بحر حسن أسلوبه ودعوته لطفا وشدة بغرفة بسيطة بفضل الله عز وجل لهذا لا يجوز أن نوهم الناس و نفهمهم خلاف ما تعطينا سيرة الرسول عليه السلام من أنه في بعض الأحيان يجب إستعمال الشدة يجب في بعض الأحيان تصحيح الخطأ علنا ليس سرا وهذا مع الأسف مما لا نستطيع أن نقوم به اليوم كلنا أو جلنا على الأقل إلا ما ندر جدا, إعلان أن فلانا أخطأ لأنه أخطأ علنا, الخطأ الذي يقع سرا نصلحه سرا الخطأ الذي يقع علنا على رؤوس الأشهاد يجب أن نصلحه وننبه عليه أيضا على رؤوس الأشهاد وإلا إذا أخطأ رجل من الناس وأخذته جانبا وسررته وأفهمته خطأه الذين سمعوا منه لم يفهموا شيئا ولم يعرفوا الحقيقة ولا يمكن كل واحد يأتي نلقنه تلقين نفس هذا البيان السابق فنحن نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يعود بهم إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إعتقادا وخلقا وعملا وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(282/5)

 

 

«هل ينطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) على من قال هلك الناس بسبب جهلهم بالسنة وبعدهم عنها؟»

السائل: من الأسئلة يقول هل ينطبق قوله صلى الله عليه وسلم (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) على من قال هلك الناس بسبب جهلهم بالسنة وبعدهم عنها أم أن الحديث يقصد غير هذا أرجو الشرح؟

الشيخ: لا يبدو لنا بأن في قول القائل هلك الناس بسبب جهلهم بالسنة أمرا نكرا وإنما المقصود ... المسلم أن لا يبادر إلى حمل المسؤولية على الناس وإيقاعهم في الهلاك وهو مشترك معهم فبيخرج نفسه ويبلي غيره هذا هو المقصود من الحديث (من قال هلك الناس فهو أهلكُهم -أو- أهلكَهم) روايتان في الحديث (من قال هلك الناس فهو أهلكَهم -أو- هو أهلكُهم) المقصود بهذا هو هذا الذي ذكرناه أما بيكون في بلاء عام كما هو واقع اليوم كل واحد من المجتمع الإسلامي يحمل نسبة معينة من المسؤولية فحينما يقول القائل هلك الناس ويعني هو ليس من هؤلاء الناس فهو أهلكهم لأنه زكى نفسه وطهرها مما هو واقع فيه كسائر الناس تماما, أما حينما يقول المسلم هلك الناس بسبب جهلهم بالسنة وما يهلك الناس إلا بسبب جهلهم بالسنة وأول السّنّة كما نعلم جميعا التوحيد وما بعث الله عز وجل الرّسّل ولا أنزل الكتب إلا لتوحيده تبارك وتعالى توحيدا حقا بالتفاصيل التي ذكرناها مرارا وتكرارا ونعلم أن الساعة لا تقوم حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول الله ومعنى هذا لا يبقى على وجه الأرض من يعرف التوحيد فإذا لا يهلك الناس إلا لجهلهم بالسنة فعلا.

 

(282/6)

 

 

«الكلام على المعنى الصحيح لحديث: (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله).»

الشيخ: وبهذه المناسبة أذكّر لأن بعض الناس وبعض المشايخ يسيئون تفسير هذا الحديث (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) ليس معنى الحديث من يقول في الذكر الله الله الله الله إلى أن يأخذه الحال زعم لا, هذا لا أصل له في السنة وإنما معنى الحديث كما جاء في رواية صحيحة لإمام أحمد في المسند (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله) وهذا يبين لكم أن الساعة لا تقوم على الموحدين ولو لم يكن للموحدين فضيلة إلا هذه فقط لكفتهم أي إن الأرض تظل عامرة ما وجد فيها موحد واحد فلا تقوم الساعة إلا على المشركين ثم قال عليه السلام (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق) وشرار الخلق هم الكفار وكل كافر مشرك كما شرحنا لكم ذلك أيضا مرارا وتكرارا غيره.

 

(282/7)

 

 

«ورد في السنة أن الله يشهد فخذ ابن آدم على كذبه عند الحساب فهل يسأل العبد عن ذنب تاب منه؟»

السائل: ورد في السنة أن الله يشهد فخذ ابن آدم على كذبه عند الحساب فهل يسأل العبد عن ذنب تاب منه وإذا سئل فيجيب بالنفي بناءً على توبته أم بالإيجاب معرض نفسه للعذاب وفيه سؤال قريب منه هل يغفر الله الذنب المتكرر الذي ينكره قلب فاعله وهل كلمة الجهالة في قوله تعالى ((للذين يعملون السوء بجهالة)) تعني عدم القصد أم عدم السيطرة على الحواس؟ نبدأ بالسؤال الأول إشهاد فخذ الإنسان على ذنبه الذي تاب منه.

الشيخ: من تاب تاب الله عليه, الذي أذنب ذنبا ثم تاب إلى الله عز وجلّ توبة نصوحا فهذا الذنب محي بل ومن فضل ربه أن الأمر أرحم من ذلك لأن المذنب إذا تاب ليس فقط محيت معصيته بل حل محلها حسنات الله عز وجل كما قال ((فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)) هذه الآية من الآيات المبشرات يعني جمعت من فضل الله عز وجل الشيء الكثير إلى درجة أن بعض عقول من المفسرين لم تتسع لقبول هذا الفضل الإلهي فقالوا في تفسير هذه الآية ((فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)) أي بعد ما تاب من الذنب يعمل خير فالخير هذا هو الحسنات لا جاءت السنة لتوضح وعلى رغم من هؤلاء المضيقيين المحجرين من رحمة الله عز وجل لتقول يبدل سيئات حسنات حقيقة أي إذا كان عامل تسعين سيئة وتاب منها كتب له تسعون حسنة وهكذا حواليك لكن لا تغتروا ليس معنى ذلك أن المذنب التائب خير من المطيع الصابر السالك على الطريق وعلى الجادة هنا فيه دقيقة وهي هذا الذي أكثر من الذنوب وتاب تاب الله عليه ومحى سيئاته وأحل محلّها تلك الحسنات كما شرحنا لكن المؤمن الطائع الصابر الماضي في طاعته لله عز وجل هذا كل ما عمل حسنة يكتب له مقابل الحسنة عشرة مقابلها مائة مقابلها سبعمائة أضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء وإذا كان الله عز وجل قد أظهر فضله على العاصين من عباده فقلب سيئاتهم التي تابوا منها إلى حسنات فالله عز وجل أكرم أيضا من ذلك بالنسبة للطائعين من عباده فهو يضاعف لهم الحسنات ولذلك فمهما بدلت سيئات العاصين إلى حسنات فهي حسنة مقابل سيئة أما لو كان مطيعا لوجد هناك يوم القيامة ذخرا من الحسنات يرتفع بها في الجنة إلى الدرجات العاليات فالشاهد أن التوبة تمحو الحوبة فالمسلم لا يسأل يومئذ عن الذنب الذي تاب منه وإلا تطلب الأمر أن يسأل كل الكفار الذين اهتدوا وأسلموا فالمسألة هذه يسيرة وواضحة وبينة والحمد لله. إيش أعد السؤال الثاني

السائل: إذا سئل يوم القيامة ... .

الشيخ: لا.

 

(282/8)

 

 

«هل يغفر الله الذنب المتكرر الذي ينكره قلب فاعله و ما معنى الجهالة في الآية: ((يعملون السوء بجهالة))؟»

السائل: هل يغفر الله الذنب المتكرر الذي ينكره قلب فاعله وهل كلمة الجهالة في الآية ((يعملون السوء بجهالة)) تعني عدم القصد أو عدم السيطرة على الحواس؟

الشيخ: إلا أن السائل قصد شيئا وقصر في لسانه لأن كما ذكرنا لكم مرارا وتكرارا الفرق بين الكفر العملي والكفر الإعتقادي هذا الذي يجهله مع الأسف جماهير المسلمين اليوم ما هو؟ هو إما الإعتراف بالذنب فيكون حين ذاك ذنبه وكفره كفرا عمليا وإما عدم الإعتراف وهنا لما يقول وهو ... .

السائل: ينكره قلب فاعله

الشيخ: ينكره قلب فاعله ... ليس مسلم إذا واحد ارتكب المنكر وما أنكره معناها خارج من دائرة الإسلام كما قال في الحديث (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسلنه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وفي حديث آخر إذا ما أنكر بقلبه فليس وراء ذلك من الإيمان ولو ذرة, الذنب إذا واقعه المسلم حتى ينجو من الكفر, الكفر الإعتقادي لابد أنه يكون منكرا للذنب بقلبه وإلا هذا ليس مسلما وعلى هذا الذي يقع في الذنب وهو معترف به معترف بأنه مخالف وعاص لربه فهو إلى الله عز وجل كما قال ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) الذي ارتكب الذنب واعترف بأنه ذنب وبأنه مذنب مع الله هذا إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له أما إذا ما اعترف بأنه ذنب هذا مشرك لايغفر له الله عز وجل شو باقي في هذا السؤال شيء؟

السائل: ((للذين يعملون السوء بجهالة)) تفسير الجهالة؟

الشيخ: الجهالة طبعا هو مو معناها عدم العلم وإنما المخالفة للشريعة والآية المقصود بها الحض على المبادرة إلى التوبة وعدم الإستمرار في الذنب متعللا كما يقول بعض الناس من الشباب بل وكما يقول بعض الكهول والمسنين ولا أقول الشيوخ لأبنائهم الشباب الناشئين في طاعة الله عز وجل والسالكين على هدي الرسول عليه السلام فهو مثلا حريص على أداء الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة حريص على الإقتداء ليس بالسنة بل بالفرض الذي أمر به الرسول عليه السلام فتجد الآباء المنحرفين عن السنة بكير يا إبني لساتك بأول شبابك إلى آخره وهذا خطأ كبير جدا الآية تحض أن لا ... المسلم على الإستمرار في المعاصي بحجة أنه بكير لسى قدامي زمان ووقت أتوب فيه وما يدريه ربما ما يدركه الصباح إن كان أمسى إلا وهو في قبره أو بالعكس لذلك فالآية تحض المسلم أن يتوب من قريب ولا يؤجل التوبة إلى حينما يمرض مرض الوفاة وإن كان هناك فسحة للعاصي للمذنب للمجرم أنه بإمكانه أنه يتوب قبل الغرغرة غرغرة الروح لكن هذا ليس كمالا هذا له أمثلة في الشريعة إسلامية مثلا من المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل على أفضل الأعمال قال (الصلاة لوقتها) يعني لوقتها الأول وبعد ذلك فصل لنا أوقات الصلوات الخمس ومثلا يهمنا الآن وقت العصر وقت العصر من بعد انتهاء وقت الظهر إلى دخول وقت المغرب هذا وقت العصر فلو أن رجلا تأخر في أداء صلاة العصر إلى ما قبل المغرب ببضع دقائق والله أكبر وقام إلى الركعة الثانية وقام مؤذن المغرب وقال الله أكبر هذا صلى أو ما صلى؟ صلى لأن الرسول عليه السلام قال (ومن أدرك ركعة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك) لكن هذا أدرك بالكاد يعني ... وقال عليه السلام في حديث آخر (تلك صلاة المنافق يتأخر بصلاة العصر حتى إذا كادت الشمس تغرب قام يصليها لا يذكر الله فيها إلا قليلا) هذا صلى لكن ما صلى الصلاة المرغوبة والتي حض عليها الرسول عليه السلام كذلك الآية تأمر المسلم العاصي أن يبادر إلى التوبة ليست التوبة أنه يؤخر هذه التوبة إلى حضور الأجل أي التوبة الكاملة لكنه لو تاب قبل وصول الروح إلى الغرغرة فالله عز وجل أيضا من فضله يقبل هذه التوبة لكن هذه توبة المقصرين العاجزين وليست توبة السابقين الصالحين. غيره؟

 

(282/9)

 

 

«ما هو مستند تسمية الله بالنافع الضار؟»

السائل: قلت إن الله عز وجل هو النافع الضار أثناء حديثكم فما هو مستند هذه التسمية؟

الشيخ: هذا سؤال قد يكون له وجاهة هذا ليس من باب التسمية وإنما من باب الوصف يعني نحن مثلا وهذا البحث طرقته أظن بعض المرات نحن نقول في أثناء حديثنا الله موجود لكن ليس من أسمائه الموجود لكن هذا من باب الوصف لله عز وجل والحديث عنه وكثيرا ما نتحدث ويتحدث علماؤنا قديما وحديثا بمثل هذه العبارات لبيان أن الله عز وجل هو الذي يضر وهو الذي ينفع ولا غيره يضر أو ينفع إلا بإذنه تبارك وتعالى وذلك يؤخذ من نصوص كثيرة من الكتاب والسنة فالذي لا يجوز هو إطلاق الإسم على الله عز وجل ومناداته به أما أن يوصف به أثناء الحديث فهذا استعمل في زمان السلف حتى اليوم فنحن ما نقول يا ضار ولا نقول يا نافع وإن كان هو الضار والنافع ولا نقول يا موجود لأنه ليس من أسمائه الحسنى لأن أسمائه الحسنى توقيفية كما ذكرنا ذلك مرارا بمعنى أن التسمية نتوقف لنسمي لله عز وجل بها على النص في الكتاب وفي السنة أما إذا لم يأتِ في ذلك نص فلا ندعو الله عز وجل إلا بأسمائه الحسنى هذا شيء والتحدث عن الله عز وجل في أثناء الحديث كما سمعتم آنفا شيء آخر بمعنى صحيح أن الله عز وجل هو ينفع وهو يضر إن كان صحيحا فلا مانع في أثناء الحديث أن نقول أن الله هو النافع هو الضار لكن لا نسميه أسماء نناديه بها ونتقرب بها إليه تبارك وتعالى. نعم

السائل: سؤال كان سبق من بعض الإخوة في درس سابق لكن ربما ما يكون موجود الأخ ... .

 

(282/10)

 

 

«ما حكم الأذان في المسجد بالشريط المسجل وهل تصح الصلاة به؟»

السائل: ما حكم الأذان في المسجد بالشريط المسجل وهل تصح الصلاة بهذا الأذان؟

الشيخ: لا يصح الأذان يجب أن يكون من الإنسان العاقل المكلف المتقرب المتعبد إلى الله عز وجل بذلك أما تسجيل الأذان وتسميع هذا الأذان للناس فهذا من بدع آخر الزمان وأخشى إن طال بكم العمر أن تدركوا إماما مسجلا!!

 

(282/11)

 

 

«الكلام عن أهمية تصفية السنة

الشيخ: إذا خالف ذلك فالعياذ بالله ... بتصفية السنة الوقوف عند هذا وإنما نقول إن أصل كل التصفيات التي لابد منها لتعود الأمة المسلمة إلى دينها المصفى من كل دخيل هو بتصفية السنة فبعد هذه التصفية أو مع هذه التصفية إذا أمكن لابد من التوجه أيضا إلى تصفية أصول الفقه وأصول الحديث أيضا فيما يمكن من ذلك وهو شيء لا بأس به فيما نعتقد فإذا نحن ندعو إلى التصفية بأشمل المعاني ولكن من أين نبدأ؟ نبدأ من تصفية الأصل الثاني من أصول الشريعة ألا وهي الحديث والسنة هذا جوابنا على ذلك السؤال.

 

(282/12)

 

 

«رجل وقع على زوجته وهي حائض ولا يملك قيمة الكفارة فماذا يعمل؟»

السائل: رجل وطء زوجته وهي حائض ولا يملك كفارة وهي ربع ليرة ذهبية وخاصة الذهب يرتفع فماذا يعمل؟

الشيخ: يتوب إلى الله عز وجل ويعزم على أن لا يعود.

 

(282/13)

 

 

«من قال من الأئمة بعدم حجية الإجماع؟»

السائل: من قال من أئمة المذاهب بعدم حجية الإجماع مع الإحالة إلى المصدر؟

الشيخ: لا أحد يقول بعدم الحجية إلا فرق ضالة أما الأئمة الأربعة وغيرهم فهم يقولون بالإجماع والإجماع أمر ثابت كما نذكر لكم دائما وأبدا أننا نقول نحن ندعو إلى الكتاب والسنة ليس هذا فقط بل وعلى منهج السلف الصالح ذلك لأن كل الفرق الإسلامية حديثها وقديمها لا يوجد فيهم من يقول نحن لا نحتج بالكتاب والسنة ولكن أهل أهواء منهم يفسرون نصوص الكتاب والسنة تفسيرا ملتويا حتى يتفق مع أهوائهم وضربت لكم مرارا القاديانية مثلا كفرقة حديثة فهم لا يصرحون بأنهم ينكرون السنة وإن كانوا واقعيا كما أعلم ينكرون قسما كبيرا منها ولكنهم يتأولون السنة التي لا يسعهم إنكارها يتأولونها بتأويل بعيد عن اللغة وبعيد عن تفسير سلفنا الصالح وكذلك يفعلون في القرآن لذلك نحن نقول لابد لفهم الإسلام من مصدريه الصافيين الكتاب والسنة فهما صحيحا أن نرجع في ذلك إلى ما كان عليه السلف الصالح ونؤيد ذلك بأدلة من ذلك قوله الله عز وجل ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)) فذكر هنا معنى مشاققة الرسول عليه السلام مخالفة سبيل المؤمنين فلم يذكر سبيل المؤمنين ربنا عز وجل في هذه الآية عبثا وإنما لهذه النكتة التي ندندن حولها دائما وأبدا وهو أن سبيل المؤمنين يبين لنا ويفصل لنا المعنى المقصود مما أنزل الله عز وجل على نبيه أو مما تكلم به نبيه عليه الصلاة والسلام ومنه من هذا النص القرآني اقتبس النبي صلى الله عليه وسلم حينما يقول مثلا (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) لم يكتفي عليه السلام بقوله (عليكم بسنتي) وإنما عطف على ذلك قوله (وسنة الخلفاء) والسبب هو ما ذكرناه آنفا أن صدق هؤلاء توضح لنا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور فالإجماع لا يمكن بل لا يجوز إنكار ومن صرح بإنكاره فهو تصريح منه بالخروج عن جماعة المسلمين نعم

السائل: كان سؤالا وجه في المرة الماضية لكن في آخر الدرس لعل بعضهم لم يسمع خاصة في شيء جديد.

 

(282/14)

 

 

«ما حكم حضور الموالد لتعريف الناس بدينهم الصحيح؟»

السائل: يرجى تبيان حكم حضور الموالد وخاصة فيما كان المدعو للمولد يقصد التلبية من أجل تنبيه الحضور إلى معرفة الإسلام الصحيح خاصة إذا كان الذي يلبي الدعوة يحضر المولد يريد أن ينبه الناس بمعرفة الإسلام الصحيح؟

الشيخ: هذا التخصيص أعتقد يغير الحكم أنا قلت الدرس الماضي وكما قال السائل لا يجوز مشاركة الناس على أهوائهم وعلى أخطائهم لمن كان على علم بذلك أما إذا جاء هنا الشيء الجديد كما يقول السائل أنه يحضر لبيان الحق وبيان السنة وهذا في اعتقادي ليس بالأمر السهل والأمر الذي يستطيعه كل أحد لأن الذي يريد أن يحضر هذه الأماكن يجب أن يجمع كثيرا من الصفات أول ذلك العلم وثاني شيء الفصاحة والبيان وثالث الشيء وهو الجرئة والشجاعة الأدبية فإذا حضر بهذا القصد فنعما فعل لأن الرسول عليه السلام كما تعلمون جميعا كان يحضر مجالس المشركين ويحصل في ذلك بلا شك ما لا يرضاه رب العالمين من دعاء غير الله عز وجل وعبادة الأصنام وما شابه ذلك لكنه كان ينهاهم عن ذلك ويصدهم عن ذلك ولذلك عادوه وقاتلوه فإذا حضر المسلم العالم موضعا فيه منكرا لينكر على أمر هام جدا ولذلك يقول أهل العلم أن إجابة الدعوة دعوة المسلم واجبة إيجابتها لكن يشترطون أن لا يكون في الدعوة منكرا ثم يستثنون فيقولون إلا إذا حضر لإنكار المنكر فإذا أنكر المنكر فحينئذ قام بالواجب لكن هنا شيء من التفصيل لابد منه وهو هذه الحفلات التي تحدّثنا عنها بالتفصيل في الدرس الماضي وبينا أنها لا أصل لها في الإسلام لا تنتهي بدقائق معدودات بعشر دقائق وإنما تتحمل ربما الساعة فأكثر فهذا الذي يحضر بهذه النية مثلا نية الإنكار يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها ليتكلم ربما بكلمة واحدة أو في مسألة واحدة ليقول مثلا أن هذا الذي أنتم تجتمعون له شيء لا أصل له في الشرع هذا لا يبرّر له أن يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها لأن هذه الحفلة بلا شك ستجمع كثيرا من المخالفات إن لم نقل المنكرات الشرعية فلو أراد أن يقوم بحق الحضور أو بتعبير آخر بحق جواز حضوره هذا المكان فهو ينبغي أن يعمل عدة محاضرات لينكر فيها عدة منكرات وهذا ليس بالأمر الذي يسهل أو يتمكن منه فلذلك الذي يريد أن يحضر يجب أن يحضر عن تخطيط يحضر مثلا فقط لبيان أن هذا الشيء لم يفعله السلف الصالح فهو بدعة بإمكانه أن يحضر في آخر الحفلة مثلا.

خلاصة القول, الحضور هذا للإنكار جائز ولكن في حدود الحضور يجب أن يكون في وقت محدود جدا حتى لا يحشر في زمرة المشاركين في هذا الأمر الذي نعتقد أنه بدعة وكما ذكرنا في الدرس الماضي قوله عليه السلام (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).

 

(282/15)

 

 

«قصيدة لخير الدين وانلي

الشيخ: الآن تسمعون قصيدة لأخينا خير الدين وائلي.

السائل: قراءة القصيدة من قبل ناظمها خير الدين وائلي.

" حطين مقبرة الغزاة المعتدين *** ومنارة الإسلام بين العالمين

حطين معجزة البطولة دائما *** حطين نار في صدور الحاقدين

جاء الحقود مكشرا عما به *** ليذبح الأطفال والمستضعفين

جاء الدخيل يريد منا قدسنا *** لتسيل أنهارا دماء الآمنين

حملوا الصليب فسار خلف صليبهم *** كل الملوك الطامعين الظالمين

جاؤوا مراجل حقدهم مسجورة *** يحدوهم جشع الذئاب الطامعين

حسبوا بلاد الشام صارت أرضهم *** فتنعموا فيها وعاشوا حاكمين

نقلوا حضارتنا إلى أوطانهم *** وتفنّنوا في نهب علم الأقدمين

ما بال حقد القوم أضحى عارما *** ألأننا قوم على الحق المبين

ألأن دين الله نبراس لنا *** منه قبسنا كل حق ويقين

أم جاءهم دين بغير وساطة *** بين العباد وبين رب العابدين

دين يحارب مظهرا وتصنعا في الناس *** حتى في مسوح الزاهدين

دين التحاكم للإله وشرعه *** لا للقساوسة العتاة الجائرين

ما فيه بيع للجنان وخلدها *** بصكوك غفران لقوم خاطئين

ما فيه من صداقية وتسلط *** ووصاية وكنيسة ورجال دين

ما فيه كنز المال أو تضييعه *** في نحت قديس وتمثال سمين

ما فيه أسرار علينا كشفها *** كي تستغل من الرعاة الماهرين

كل الذنوب يتوب منها مذنب *** في نفسه لا دخل للمتوسطين

فليدفع الرهبان عن ساحاتهم *** خطرا يهدد ملكهم في كل حين

وليلبسوا حقا على أتباعهم *** ويشوهوا في الأرض دين المسلمين

وليرفعوا الصلبان وليستنجدوا *** بملوك أوروبا وكل الناقمين

جاء الفرنجة والأمير يزجهم في *** الحرب قربانا لحقد الناسكين

في كل عام حملة وعساكر خدعوا *** فجاؤوا قاتلين مدمرين

نهبوا مساجدنا وفيها علمنا *** وعتوا وعاثوا في الأراضي مفسدين

ظنوا الرياح تسير حسب شراعهم *** وتوهموا أنا نظل مفرقين

لم يعلموا أن إئتلاف قلوبنا بالدين *** بالإسلام بالحبل المتين

ظنوا صلاح الدين جاء لمكسب *** أو أنه بعض الملوك الطامحين

لم يعلموا أن اليقين سلاحه *** ومناه إرضاء لرب العالمين

ما جاء يدفعه سوى إسلامه *** والله حاميه وخير الناصرين

ما شاهدوا من قبل يوسف فائتا *** فهو ابن أيوب زعيم الصابرين

قبل صلاحها *** أسد يزلزل جحفل المستعمرين

هذا ابن إسلام عريق أصله *** فالدين جماع لكل المؤمنين

بالدين نادى فاستجاب لأمره *** كل الشعوب المؤمنين الصادقين

لم يردع الصلبان عن عدوانها *** إلا سيوف المسلمين المخلصين

الكيد للإسلام لما ينقضي *** فتراجم العدوان في الأقصى عزين

ووراءهم دول الصليب تمدهم *** بوسائل العدوان والمستوطنين

فحروب بطرس لم يخفف حرها *** ضوء الليالي والمئات من السنين

وبراءة الصهيون جاءت وصلة *** لذيولهم لعصابة متآمرين

وخيانة الحداد في لبنانا *** رمز التآخي بين كل الخائنين

لم يرجع القدس الشريف لأهله *** إلا صلاح الدين فخر الفاتحين

لا ينقذ المغصوب إلا قائد *** فيه من الإسلام بأس الأولين

لن يرجع الأقصى ومهد مسيحنا *** إلا بأيدي المسلمين المتقين

ليعود عيسى للصليب محطما *** ويجدد الإسلام دين المرسلين ".

 

(282/16)

 

 

«هل من تفصيل في من حكم بغير ما أنزل الله؟»

الشيخ: و آكل الربا و متعاطي السحر وإلى آخر ما هناك من الكبائر ... و كذلك الحكم الحكم بغير ما أنزل الله منه كفر و خروج عن الملة وهو الذي استبدل الأدنى بالذي هو خير قلبا و قالبا أما إنسان يعتقد بينه و بين ربه إلي هو يعصي ربه يعتقد هذا ويريد أن يغفر الله له لأنه معترف هذا ليسا كافرا هذا لا زال في قلبه إيمان هذا ليس شأن ... مع ذلك لما قال لربه أنا فعلت هذا خشية منك قال اذهب فقد غفرت لك ... .

السائل: ... ؟

الشيخ: ... .

 

(283/1)

 

 

«ما حكم حلق اللحية؟»

الشيخ: ... لأنه أولا حلق اللحية فيها مخالفة لفطرة الله عز و جل الذي فطر الناس عليها ... في خلق الله ... لأن الله خلقه ... وإن أمر كذلك ... إنما الله خلق الرجال بلحية والنساء بدون لحية ما فعل ذلك عبثا ... لا يوجد ... إذا لماذا خلق الله رجال بلحية والنساء بدون لحية لكي تطيع الله عز وجل ... من ذرية آدم ... ((ولآمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)) فتغيير خلق الله فيه إطاعة للشيطان ... ((ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت)) فحينما خلق الرجال بلحى والنساء بدون لحى هذا ليس ... و إنما هذا أمر بحكمة من الله عز و جل ... لذلك وقف الشيطان في طريقه لذلك يحاول دائما وأبدا أن يصرفه عن طاعة ربه ومن ضلاله هذا الشيطان لضلاله أنه لم ... بل لأنه معاهد ربه علي ذلك فيقول ((ولآمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)) الرحل حينما يأتي إلى لحيته التي ميزه الله بها على المرأة فيحلقها و يرمي بها أرضا هذا أبدا لا يفكر في تقدير خلق الله فالذي يقول ... إذا كان هذا مما خلقه الله عليه فلماذا نتأفف فيها و لماذا لا نرضى بها معشر الرجال ... و النساء أولا ... و قد نهي الشارع الحكيم ... لأنه يطيع الشيطان لأن شيطان يأمر بتغير خلق الله ... لأن الله عز و جل ... و أخر ... أو لم يعجبه ... هذا كله تجاوب ... الشيطان ((ولآمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)) ... و قد أكد هذا الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم لما قال (لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات و الفالجات والمتفلجات المغيرات لخلق الله للحسن) ... إنما هذا تعريف عن جنسا من النساء في أعمال يقعون في أنفوسهن يجمعها في علة واحدة قال عليه السلام (المغيرات لخلق الله للحسن) علما بأن النساء ... و لذلك أباح الله لهن من الحلي ما لم يبح للرجال مع ذلك حرم عليهم التزين لتغيير خلق الله فهذه المرأة التي تأتي فتنمص حاجبيها أو خديها أو ذراعيها أو ساقيها أو أي مكان ما من جسدها قال الرسول (لعن الله النّامصات والمتنمصات) المتنمصات في أبدانهن و النامصات في هذه ... (والواشمات والمستوشمات) الواشمة هذه خاصة في البلاد العربية وهذا كله دليل أن المسلمين عايشين في جاهلية جديدة لأنهم ... يقول الرسول الله صلى الله عليه و سلم (لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات والفالجات المغيرات لخلق الله للحسن) ... كيف يتسنى للعلماء اليوم ... أولا طالب العلم ... يهجر ... قال الله قال رسوله قال السلف هذا ... فيجب على الشباب أن يعرف أن حلق اللحية معصية وهو لا يسمع أي شيء لا في خطبة جمعة أو محاضرة أو ندوة ولا شيء ... لكن المشكلة تبدأ ... الكتاب و السنة (تركت فيكم امرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب الله وسنّتي) ... بفكر بعضها فيها خير وبعضها فيها شر و بعضها ... وأهل العلم فحلق اللحية باتفاق المذاهب الأربعة حرام وهذا الآن فتاوي موجودة تمنع حلق اللحية ... هي عادة عربية إن شئت أن تحيد وإن شئت أن تتمتحن قبل أن يمتحن يكون انتحر خلاصة المذاهب الأربعة متفقة على تحريم حلق اللحية ... كما ذكرنا في تغيير خلق الله ثم يأتي حديث (لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) حديث في صحيح البخاري وأخيرا يأتي الحديث في سنن مهجورة قال عليه الصلاة والسلام (حفوا الشارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى) بعد كل هذه النصوص فيه مجال أن نقول أن هذه عادة من شاء فعلها ومن شاء تركها! أنا كلامي مع الشباب المتدين هؤلاء عيبهم أن يكونوا من الجاهلين أن يكونوا من المقلدين نحن لا نرضى أن نقلد ... فكيف نرضى أن يقلد الكافرين هذه عادة الكفار لم يكن في عهد الإسلام في القرون الطويلة أبدا رجل يحلق لحيته بل بعض الحكام الجائرين كانوا إذا أرادوا أن يمثلوا بخارج عليهم حلقوا لحيته وأركبوه الدابة ... فأي خلاف أخطر من هذا الخلاف.

 

(283/2)

 

 

«ما هو حكم التصوير الفتغرافي؟»

الشيخ: ... فيها صور كثيرة وكثيرة جدا بل البحث فيه يحتاج إلى محاضرة أو أكثر من محاضرة حيث يقول أرجو بيان حكم التصوير الفتوغرافي؟

التصوير الفتوغرافي بلاء أيضا أصاب المسلمين ... ما يسمونه بالكمرات وآلات التصوير ... وهو بلاء ... ولكن يجب أن نعلم أن كل شيء اسمه تصوير محرم إلا لضرورة فالأحاديث تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم التصوير واقتناء الصور وشدد في ذلك تشديدا بليغا وقال (من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وما هو بنافخ) ... أحاديث كثيرة في التحريم لأني أعلم أنكم لابد قد سمعتم أشياء كثيرة من ذلك لكن المشكلة هي الفلسفة العصرية التي تذاع اليوم بوسائل كثيرة منها الراديو منها المجلة وما شابه ذلك المشكلة اليوم هو التقريب بين الصور التي كانت معروفة قديما ... هي إما خطّا وإما نحتا اليوم ابتلينا بهذه الآلة آلة التصوير ورد لبعض العلماء التفريق بين ما يصور بهذه الآلة و ما يصور باليد هذا التفريق لا أصل له لا نصا ولا عقلا ونظرا أما النص فكما سمعتم آنفا هو يقول (من صور صورة) فلان صور هذا الحشيش أو هذه الصورة أو هذه الغرفة إذا هذه صورة وهذا مصور و الرسول حينما يقول وهو ينطق بلسان عربي مبين فيه إنجاز وفيه إعجاز فهو قال من صور صورة أي صورة كانت بأي آلة بأي وسيلة ومن العجيب اليوم ... في آخر الزمان تحدث آلة ... لكن الله علمه كل شيء بما يليق بمقام نبوّته لذلك أستنكر أشد الإستنكار ... فيقول شو عرفك كأنه لم يقرأ قول الله تبارك وتعالى ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) إذا الجواب ... شو عرفه قال عليه السلام ... (صنفان من الناس لم أرهما بعد رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة لعنهن فإنّهنّ ملعونات لايدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) ... ((قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير)) لذلك هذا السؤال لا يصدر ... من صور صورة ... فالمثال الآتي الذي يخطر لي بهذه المناسبة لعله يساعدكم أن تصلوا لنتيجة واضحة أقول من باب ... الموضوع زعموا بأن شيخا فاضلا زار تلميذا له في داره لما جلس ... فعتب عليه وقال له أنت تلميذ صالح وطالب علم جيّد ... (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب) ... قال والله يا شيخ ... عاد الشيخ وزاره مرة ثانية و إذا به يجد الصورة ثانية ... ورأيتك أنزلتها فمبالك أرجعتها ... هذه الصورة عن تلك الصورة هذه الصورة عن تلك الصورة قال بارك الله فيك أنت فقيه, ليه لأن الصورة السابقة صورة يدوية و الصورة الجديدة صورة فتوغرافية ... صورت باليد مباشرة أو بآلة التي عكف على صنعها مبتكرها سنين طويلة حتى استطاع ... عكف عليها صاحبها ربما أيام و ليالي هذه أنا أقول ظاهرية عصرية ظاهرية عصرية لأنه يوجد من مذاهب المسلمين مذهب ... هؤلاء عندهم آراء غريبة جدا أذكر شغلة واحدة يقول أحدهم في قوله عليه السلام أو في حديثه عليه السلام الذي رواه أبا هريرة قال (نهى رسول صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد) عندنا نص الحديث هكذا (نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البول في الماء الراكد) ماء واقف غير جاري نهى الرسول عن البول في هذا الماء ... فماذا قال هذا ... قال فإذا بال في إناءه ثم أراق ما في الإناء جائز ليه لأنه لا يصدق عليه إنه بال في الماء الراكد يا أخي هذا بال في إناء ما بال في الماء الراكد سبحان الله سواء بال في الماء مباشرة أو بال في إناء ثم أراق هذا البول في الماء الراكد تلوثّ الماء وتنجّس ... الصورة إذا كانت يدوية حرام لا يجوز تصويرها ولا يجوز إدخالها البيت الملائكة تهرب, أما الصورة هذه إذا صورت بالآلة الفتوغرافية هذا حلال شو الفرق؟ إختلاف الوسيلة فقط الأولى صورت باليد والأخرى بالآلة ... اختلفت إيش بالصورة كما في الحديث الصورة الشكل اختلف غير الذي يبول في الماء الراكد مباشرة وغير الذي يبول بالواسطة لكن الغاية حصلت لذلك جماهير العلماء ... التفسير قال الرسول نهى عن البول في الماء الراكد لأن هذا الذي هو معتاد بيجي إنسان غير مبالي و بيقول هذا ماء كثيف و يصب البول ... أحسن بحافظ على هذا الماء إلي بعده يستفيد منه ... بال في إناء ... لأنها نادرة ... لذلك قال عليه الصلاة والسلام وأخشى أن يدخل في هذا القول الآتي هؤلاء الذين يفرّقون بين الصورة اليدوية و الصورة الفتوغرافية قال عليه الصلاة و السلام (لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها ثم باعوها و أكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه) ما معنى الحديث ... اليهود لعنهم الله لأسباب كثيرة منها هذا السبب ما هو؟ يشير الحديث إلى بعض الآيات القرآنية ((فبظلم من الذين هادوا حرّمنا عليهم طيّبات أحلّت لهم)) طيبات أحلت لهم منها شحوم الدواب يذبحوا الغنمة أو البقرة الشحم ... لأنهم ظلموا أنفسهم فعاقبهم الله بأن يحرم عليهم بعض الطيبات فماذا فعلوا اليهود أخذوا هذه الشحوم ووضعوها في القدور وأوقدوا النار من تحتها فسالت وأخذت شكلا آخر فباعوه و أكلوه وأكلوا أثمانها شو حجتهم يا أخي هذا غير هذا الشحم الطبيعي صار فيه صنع صار فيه شكل ثاني فاستحقوا لعنة الله وفي أشياء كثيرة ... أن الاحتيال في استحلال ما حرّم الله قديم لنعرض هذه صورة وهذه صورة حطها مع بعض هذه صورة ... هذه بذاتها بس شو الاختلاف الوسيلة ... لا خلاف في حرمتها صورتها بيدك أو بآلتك شو الفرق لذلك لا ... بما تسمعون اليوم من الفتاوى في مناسبات كثيرة أن التصوير الفوتغرافي حلال, بل هو حرام إن كان يجوز منه شيء يجوز أيضا للتصوير اليدوي وإذا كان هذا الشيء أجازوه في التصوير الفتوغرافي يحرم بالتصوير اليدوي و هو أيضا حرام التصوير الفتوغرافي وبهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين.

 

(283/3)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ..... »

الشيخ: و يفعلون ما يؤمرون مع ذلك هم موصوفون أيضا بأنهم يخافون ربهم من فوقهم فإذا كان الأمر هكذا ما بين الملائكة والرسل والعلماء فكل هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء يخشون تبارك وتعالى وكما ذكرت آنفا كلما كان أتقى كان أخشى كما قال عليه السلام (أما أنني أخشاكم لله و أتقاكم لله) لذلك فمن العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن ينقل عن بعض المتصوفة سواء كان رجالا أو نساء أن أحدهم كان يقول في منجاته لربه تبارك وتعالى ما عبدتك طمعا في جنتك و لا خوفا من نارك إلى آخر الخرافة المزعومة لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته أن لا يخشى من ربه تبارك وتعالى مثل ما ذكرنا كلما كان مقربا إلى الله كل ما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل وما المقصود من هذه الخرافة الصوفية إلا أن يحمل الناس أن يعيشوا هكذا ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه و لا عندهم رغبة فيما عند الله يطمعم أيضا بأن يزدادوا تقى من الله فهذا الفصل ستسمعون في أحاديث كثيرة فيه بيان أن المؤمن من طبيعته أن يخشى الله وأن خشيته تكون سبب لمغفرة ذنوبه وأمانه من عذاب ربه عز وجل حتى ولو حصلت منه هذه الخشية في لحظة من حياته بينما كانت حياته كلها يحياها ويعيشها في بعد من الله تبارك و تعالى الحديث الأول في هذا الباب حديث صحيح وهو قوله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول االله صلى الله عليه وسلم يقول (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله -فذكرهم إلى أن قال- ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله) رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه.

هذا الحديث حديث معروف الصحة ومخرج في الصحيحين وكان تقدم معنا في موطن واحد أو أكثر منه كتاب الزكاة لأن فيه جملة و رجل تصدق بيمينه فأخفاها إلى آخره فهناك ساق المصنف هذا الحديث بتمامه والآن اقتبس منه هذه الجملة التي يترجم بها لهذا الباب الذي ذكرناه ذلك أن من أولئك السبعة رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل أيضا دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله فذاك الذي ذكر الله خاليا ففاضت عيناه إنما ذلك خوفا من الله و هذا الرجل الذي دعته المرأة الجميلة ذات المنصب لما دعته قال إني أخاف الله فخوفه من الله عز وجل عصمه وخوف ذاك من الله عز وجل حينما ذكره فبكى خشية من الله جعل كل منهما من أولئك السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

 

(283/4)

 

 

«وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعل»

الشيخ: الحديث الذي بعده حديث ضعيف أما حديث الثالث فهو صحيح أيضا وكان قد تقدم معنا في أول هذا الكتاب فذاك الحديث هو من حديث بن عمر وأما هذا فهو من حديث أبي هريرة و مخرجه غير مخرج ذاك فستسمعون بعض الإختلاف بين هذا وذاك فلا يشكلن الأمر عليكم لأن الروات يزيد بعضهم على بعض يحفظ هذا شيئ لا يحفظه ذاك و العكس بالعكس قال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم) أول جملة نفاجئ في هذه الرواية هذه الزيادة يرتادون لأهلهم لأن الحديث الذي سبقت الإشارة إليه وكان تقدم معنا في أول الكتاب ليس فيه هذه الجملة (بينما ثلاثة نفر مما كانوا قبلكم يتمشون إذ أصابهم المطر) إلى آخر الحديث لم يذكر في ذاك الحديث حديث بن عمر ما الذي أخرج هؤلاء في الطريق وفي الصحراء حتى أصابهم المطر و رجعوا إلى الغار هنا يبين لنا السبب فيقول يرتادون لأهلهم أي يطلبون الرزق والمعاش يضربون في الأرض كما أمر الله عز وجل فهذا الذي خرج بهم ذلك المخرج (فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر) وهذا أيضا تعبير أوهذا التعبير لم يرد هناك (عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم مكانكم إلا الله فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر, وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر و قال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل إلى نصف النهار فأعطيته أجره فسخطه و لم يأخذه فوفرتها عليه حتى صارت ذلك المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا يتماشون) رواه بن حبان في صحيحه ورواه بخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمر هكذا في نسختي فمن كانت عنده كذلك فل يصححها ويجعلها من حديث بن عمر ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث بن عمر بنحوه وتقدم أي في أول الكتاب في الإخلاص لله عز وجل نعود إلى الحديث ونتفقه في بعض فقراته ونشرح ما قد يغمض منها خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يعني من أهل الكتاب يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء هذا من أسلوب العرب أن يطلق السماء على اعتبار أنها موضع مطر على المطر فأصابتهم السماء يعني أصابهم المطر على حد قول الشاعر " إذا نزل السماء بأرض قوم " إذا نزل السماء بأرض قوم يعني قامت الساعة وإنما المقصود بالسماء هنا المطر " إذا نزل السماء بأرض قوم *** رعيناه وإن كانوا غضابا " فأصابتهم السماء أي المطر فلجؤوا إلى جبل أي إلى غار في جبل هذا من الإختصار الذي جاء في هذا الحديث وبيانه في حديث بن عمر المشار إليه والمتقدم في أول الكتاب فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليه صخرة أي فسدت عليهم الغار كما في ذاك الحديث فقال بعضهم لبعض عفا الآثر يعني بسبب نزول الأمطار لو فقدهم أهلهم لم يستطيعوا أن يتتبعوا أثرهم لأن الأثر انمحى بسبب الأمطار والسيول فكأن هذا البعض أي أحدهم يقول إننا انقطعنا عن الدنيا فلا أحد يعرف أين صرنا عفا الأثر ووقع الحجر أي الصخرة التي سدت عليهم الغار ولا يعلم بمكانكم إلا الله فادعوا الله بأوثق أعمالكم ولا يعلم بمكانكم إلا الله وأنا مريت عليها ... للقارئ أو المصحح لأن يقرأ أحيانا من ذهنه فلا يعلم بمكانكم إلا الله ... بأوثق أعمالكم هذا كما كنا شرحنا هناك يومئذ فيه شرعية التوسل بالعمل الصالح ادعوا الله بأوثق أعمالكم هناك يقول بن عمر عن الرسول عليه السلام (انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فدعو الله بها) على وزان قول الله تبارك وتعالى في القرآن ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) ففي هذا الحديث حديث أبي هريرة زايد حديث بن عمر نص على شرعية توسل العبد إلى الله تبارك و تعالى بعمل صالح له.

 

(283/5)

 

 

«الكلام على شرط العمل الصالح وذكر أنواع التوسل

الشيخ: و كما تعلمون جميعا إن شاء الله لا يكون العمل صالحا إلا بشرطين اثنين الشرط الأول أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل فلو أن المسلم قام وصلى في اليل وصام وصلى في الليل والناس نيام وهو لا يقصد بذلك وجه الله وإنما أن يقال عنه أنه متعبد زاهد صالح كان عمله هباء منثورا لأنه لم يخلص فيه لله عز وجل هذا هو الشرط الأول والشرط الثاني أن يكون العمل الذي أخلص فيه لله عز وجل مشروعا ولا يكون مشروعا إلا إذا كان قد ورد في الكتاب والسنة وهذا له أدلة كثيرة ومنها أدلة جامعة للشرطين قول الله عز وجل ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)) فليعمل عملا صالحا أي على وجه الكتاب والسنة, ولا يشرك بعبادة ربه أحدا أي لا يقصد بهذا العمل الصالح غير وجه الله عز وجل وإذا فيكون قد أشرك فيه مع الله وحينئذ يرد عليه بل ويضرب به وجهه فحينما يقول أحدهم وهو في الغار (ادعوا الله بأوثق أعمالكم) يعني بأخلص عمل صالح فعلتموه و شعرتم بأنكم فعلتموه وأنتم راغبون به فيما عند الله عز وجل فإذا هذا الحديث فيه شرعية التوسل بالعمل الصالح والآية السابقة فيها شرعية التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) وهنا أدعوه بعمل صالح لكم وهناك توسل آخر مشروع ثابت في الكتاب والسنة ألا وهو توسل المسلم بدعاء أخيه الصالح يظن فيه الصلاح ويأمل أن يستجاب منه الدعاء فهذا أيضا مشروع وما سوى ذلك من التوسلات التي اشتهرت في القرون المتأخرة لتأخرهم عن الكتاب والسنة علما وعملا فليس لها أصل إطلاقا ولم يقل بشيء منها أحد من الأئمة المجتهدين فقد فصلت القول على هذه التوسلات المشروعة وغيرها مما هو غير المشروع في رسالتي الخاصة في التوسل فيمكن الرجوع إليها لمن شاء التوسع.

 

(283/6)

 

 

«شرح قوله: (فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر»

الشيخ: فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها في حديث بن عمر أنها كانت قريبة له كان لي ابنة عمّ قال هناك أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وهذا أوضح من حديث أنها تعجبني ... الإستحسان قال أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وسيظهر أثر هذا الحب الشديد في خوفه من الله عز وجل حينما أمسك نفسه عنها فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا يعني تعويضا لتسليمها نفسها له فيعطيها مقابل ذلك مالا وكان هذا المال مائة دينار كما جاء في بعض طرقحديث بن عمر فلما قربت نفسها يقول هناك فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها و هنا يقول فلما قربت نفسها تركتها, هنا فيه إجمال هناك فيه تفصيل وهكذا يمكن إستجماع القصّة في أكمل وجه من مجموع الروايات التي وردت فيها, قال هذا الداعي الأول فإن كنت يخاطب ربه فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا إن كنت تعلم أني أعرضت عن هذه الفتاة وزيادة عن ذلك أنني تركت لها المال الذي قدمته إليها في سبيل أن أحضى منها بشهوتي فتركت ذلك كله يعني لوجهك وخوفا منك ولكنه يخشى أن يكون واهما, أن يكون ترك ذلك خوفا من الله ولذلك يقول إن كنت اللهم تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر أي زحزحت الصخرة التي كانت سدت عليهم فم الغار بمقدار ثلث المسافة التي فيها يمكنهم أن يخرجوا من الغار.

 

(283/7)

 

 

«شرح قوله: (وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج»

الشيخ: وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا يصف هنا مدى خدمته لأبويه مهما تطلب ذلك صبرا منه حتى كان يأتي بالإناء الذي فيه الحليب فإذا وجدهما نائمين لا يوقظهما محافظة على راحتهما ونومهما فيضل قائما حتى يستيقطظا فيجمع بين راحتهما من النوم و يشربا من الحليب في حديث بن عمر يفصل هذه الفقرة من هذا الحديث يقول ... فما رجع إلا وقد أمسى قال فحلبت كما كنت أحلب وجئت بالإناء فوجدتهما قد ناما فهذا وصف دقيق جدا لحالته النفسية بين حق أبويه وحق أولاده قال فوجدتهما قد ناما فقمت عند رؤوسهما أخشى أن أوقظهما من نومهما والصبية يتغاضون من الجوع عند قدمي ... ومن جهة أخرى الصبية يصيحون جوعا ... .

 

(283/8)

 

 

«شرح قوله: (وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه فوفرتها عليه حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا»

الشيخ: و قال الثالت ... ليس في بيان ... على أن يشغله له ويزرعه له لكن هو طلب ... منه و السخاء زرع هذا الفرق من أرز, والله بارك حصد زرع وحصد و اشترى بقر إلى آخره والله أعلم سنين مع بركة الله عز وجل في هذا المال رجع يطلب حقه ما هو الحق؟ فرق من أرز يقول فأعطيته كل الذي وفرته إياه بسبب ذلك الفرق ولو شئت لم أعطه إلا حقه أي هذا الفرق أي إنه قادر على أن لا يعطيه ما وفّره إياه في هذه المدة الطويلة ولكنه رأى من كرم نفسه أن يقدم له كل ذلك الحاصل من المال الأول فيقول اللهم إن كنت تعلم أنني فعلت ذلك هناك يقول ابتغاء مرضاتك هنا يقول رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا يتماشون رواه بن حبان في صحيحه بهذا اللفظ وفيه كما رأيتم بعض الفوائد التي لم تذكر في حديث بن عمر وفي الدرس الآتي إن شاء الله أحاديث أخرى في هذا الباب ونكتفي بهذا المقدار والحمد لله رب العالمين.

 

(283/9)

 

 

«ما حكم أن يزوج الرجل ابنته مقابل أن يزوجه الآخر ابنته مع وجود الصداق بينهما؟»

السائل: الأسئلة الواردة من إخواننا أولا ما حكم الشرع في البديلة وهو أن يزوج الرجل ابنته لولد الرجل الآخر والرجل الآخر يزوج ابنته إلى ولد الرجل الأول و كل واحدة بصداق ولو ترك أحد الأولاد زوجته ليس للثاني علاقة بها ولا تضر بذلك علما أن الزوجتان أنجبتا عدة أولاد وبعد مضي خمسة وعشرين عاما يفتي أحد العلماء بأنه يجب التفريق كل من الزوجين من زوجاتهما هل هذا صحيح أو خطأ؟

الشيخ: إذا كان كما يقول العلماء الفتوى على قدر النص أي كان السائل حرر الواقع تحريرا صحيحا فالجواب أن هذا النكاح صحيح ذلك لأن من يشير إليه من بعض المشايخ لما حكم بوجوب فسخ هذا النكاح تصور أن هذا النكاح كان شغارا وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث واحد عن الشغار وقال (لا شغار في الإسلام) إلا أن العلماء اختلفوا في الشغار في حقيقته ما هو؟ هو في الأصل تبادل رجل عنده بنت وآخر عنده بنت فكل واحد يأخذ بنت الثاني هذا هو أصل الشغار بعدين بييجي الخلاف وليس في صورة خاصة بالبنت واحد عنده أخت وآخر عنده أخت فكل واحد يأخذ أخت الآخر هذا من الشغار لكن من تمام الشغار أن يجعل كل منهما مهره الذي يجب عليه هو أخته أو بنته التي يقدمها للآخر فكأنه تبادل بضاعة مقايضة طبعا هذا لا يجوز في الإسلام لأن في هذا تحريم حق البنت الذي هو المهر من هنا يبدأ الخلاف فمن تمام الشغار أنه يقع أحد الزوجين بيغضب لسبب من زوجته فيطلقها فبتروح عند أخوها أو لعند أبيها بيقوم ذاك الثاني بدوره بيطلق التي عنده من أخت أو بنت و هكذا يكون الشغار سببا في زيادة الفرقة ووقوع الطلاق بين المتزوجين هذا هو الشغار المعروف في الجاهلية والذي نهى عنه رسول صلى الله عليه وسلم أما إذا لم يكن من هذه الشغار سوى مجرد تبادل مع القيام بكل شروط النكاح أنا عندي أختي وأعطيت زيدا من الناس هذه الأخت وهو في المقابل أعطاني أخته لكن كل أعطى ما يجب عليه من مهر هذا من جهة, ومن جهة ثانية ما نربط كل منا سبيل ما عنده من زوجة بالأخرى وحدة ... أمرها مع زوجها ... الأخرى عند زوجها إذا كان مجرد تبادل بدون إيش مراعاة لتمام الشغار الجاهلي يعني مثل واحد أخذ قريب أو قريبة و أعطى بنته أو أخته لقريب له فهذا لا حرج فيه إطلاقا ما دام أن المهر موجود ما دام أن الشرط التطليق بالمقابلة غير وارد فإذا كانت الحادثة كما ذكر الرجل على حسب ما فهمت فهذا النكاح ليس شغارا ما دام كل واحد دفع المهر و كل واحد يلتزم الأداب الشرعية بينه وبين زوجته لكن أخشى ما نخشى أن يكون في الحادثة شيء من التفاصيل لم يستوعبها السائل ربما أو استوعبها السائل لكن الشيخ المفتي ما استوعب ذلك فأفتى بفساد هذا النكاح و بطلانه غيره.

 

(283/10)

 

 

«ما رأيك في قول بعضهم في أسماء الله وصفاته: إنما يسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع أصحابه؟»

السائل: ما رأيكم في هذه الأصول التي قربها كاتب إسلامي كبير واحد والآيات والصفات وأحاديثها الصحيحة وما يلحق ذلك من المتشابه نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ((والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)) ثانيا والبدعة الإضافية ... .

الشيخ: بس بس, هذا الكلام كلام سليم وجميل لولا أن فيه غموض من ناحية واحدة فلابد من توضيحها وبيانها وهي قوله في آخر بيانه وهي أن يسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو كما قال, نقول نعم ولكن آيات الصفات هذه وأحاديث الصفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما لم يتأولها وحينما لم يعطلها يرد سؤال هنا هل فهمها أم لم يفهمها إذا قيل فهمها إذا لابد لنا من فهمنا إياها اقتداء به عليه السلام لأن الكاتب يقول يسعنا ما وسع الرسول عليه الصلاة والسلام هذا كلام حق وإن قيل لا, رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فهمها ولا بحث عنها هذا صدم وضرب لأعز شيء في الرسول عليه السلام حيث أنه أنزل القرآن عليه وكلف ببيانه للناس فإذا قيل إن الرسول عليه السلام لم يفهم هذه الآيات فهو بطيبعة الحال لم يبينها للناس لأن فاقد الشيء لا يعطيه و القول بأنه لم يبين ذلك ولكن لعديد من النصوص كمثل قوله تعالى ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)) إلى آخر الآية وإن قيل لا حاش لله إن الرسول عليه السلام قد فهم هذه الآيات كما فهم القرآن كله تجاوبا منه مع مثل قوله تعالى ((أفلا يتدبرون القرآن)) فحينئذ لابد للخلاص من التأويل و التعطيل من الفهم لنصوص آيات الصفات وأحاديث الصفات بدون تعطيل وبدون تشبيه, الأصل في هذا أن هناك في مسألة آيات الصفات وأحاديث الصفات مذاهب ثلاثة مذهب السلف وهو فهم النصوص كما جاءت فهم النصوص كما جاءت بدون تشبيه وبدون تأويل ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) فقوله وهو السميع البصير لا نقول الله أعلم بمراده مفهوم ما المراد من قوله وهو السميع البصير لكن في الوقت الذي نفهم هاتين الصفتين بالأسلوب العربي لا نشبه ربنا عز وجل بشيء من عباده جمعا بين التنزيه و الإثبات المذكورين في هذه الآية ((ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)) هذا مذهب السلف مذهب الخلف هو المذهب الثاني وهو تأويل آيات الصفات زعموا خشية التشبيه فوقعوا مع الأسف الشديد في التعطيل أي أنكروا كثيرا من الصفات والمذاهب هنا منها الموغلة المتعمقة في التأويل حتى لا تكاد تنكر وجود الله بسبب إنكارهم لصفات الله, لاشك أن بعض الفلاسفة الإسلامين وقعوا في هذا الجحد المطلق يقولون لا نصفه بأنه حي ولا نقول أنه حيا أو ليس بحي لأنه إذا قلت الله حي فأنا متكلم الآن أنا حي وأنت حي صار فيه تشبيه ولا نقول ليس بحي لأنه حكمنا عليه الإعدام وعدم الوجود و هكذا وقعوا في حيصة بيصة وفي حيرة أدتهم في الواقع إلى الجحد المطلق لذلك أحسن التعبير عن هؤلاء شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ثم تبعه على ذلك بن القيم فقال " المعطل يعبد عدما " لا شك لكن قلت أن المؤوّلة يتفاوتون في التأويل فمنهم المغرق في التأويل حتى وصل به الأمر إلى ما سمعتم إلى الجحد المطلق ومنهم دون ذلك ومنهم أقل وأقل ومن هؤلاء الأشاعرة والماتوردية مع الأسف فهؤلاء مثلا والكلام يهمنا بالنسبة إليهم لأن جماهير المسلمين اليوم من أهل السنة يتمذهبون بمذهب هذين المذهبين الأشاعرة والماتوردية فهؤلاء مثلا في الآية السابقة ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) لا يتأوّلون السمع والبصر لا يقولون كما تقول المعتزلة سميع بصير يعني عالم المعتزلة هكذا هم يعني أشد إغراقا في تعطيل آيات الصفات بطريق التأويل فهم لا يقولون نصف ربنا بأن له سمعا وله بصرا لكن ليس كمله شيء المعتزلة يقولون وهو السميع البصير يعني العليم طيب الله وصف نفسه في غير ما آية أنه عليم فكيف تعطلون هذه الآية أو هاتين الصفتين؟ الماترودية والأشاعرة سلفهما على الجادة قالوا نقول كما قال ربنا وهو السميع البصير لكن ليس كمثله شيء بينما يأتون إلى آيات أخرى أحاديث أخرى في صفات أخرى فيتأولونها ليه؟ قالوا نخشى من التشبيه إما أن تطّرد هذه الخشية فيصل بكم الأمر إلى الجحد المطلق وإما أن تقفوا موقف السلف ... هذه الآية ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) هذان مذهبان مذهب السلف الفهم كما يدل على ذلك القواعد العربية مع التنزيه, السلف التأويل خشية التشبيه فوقعوا في كثير من التعطيل وجدت طائفة ثالثة أخرى السائل: الخلف

الشيخ: الخلف نعم اللهم اغفر لي بيقول المذهب الثالث هم زعموا يريدون أن يقفوا وسطا بين هؤلاء و هؤلاء و هؤلاء يسمون بالمفوضة هم لا يفسرون تفسير السلف ولا يأوّلون تأويل الخلف فإذا قيل لهم ما معنى ((الرحمن على العرش استوى)) مثلا الله أعلم بمراده ((وجاء ربك والملك صفا صفا)) الله أعلم بمراده و هكذا كل آيات الصفات لسان حالهم يقول لا نعلم لا نعلم, لا نعلم, ليه يا جماعة مفهوم ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ((الرحمن على العرش استوى)) نحن إذا بدنا نقعد نفسر بدنا نأول وإذا أولنا خالفنا السلف إذا نقف بين هؤلاء وبين هؤلاء هؤلاء مفوضة و أنا أعرف بتجربتي وقراءتي للبحوث التي تقع في هذا العصر أن أكثر الكتاب الإسلاميين اليوم من غير السلفيين مذهبهم التفويض لا يأخذون بمذهب السلف وهو واضح جدا لأن الخلف شوّهوا أو وهّنوا وقلّلوا من قيمة مذهب السلف حينما قالوا مذهب السّلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم بئس ما قالوا يقول الخلف مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم يعني هذا الكلام السلف وعليهم مذهب محمد صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر وعمر وهاتوا ما شئتم هؤلاء مثل الدراويش ما هم فهمانين الففهم الصحيح لهذه الآيات ليه؟ لأن الولوج في تفسيرها قد يورط المفسر فيقع في شيء من التعطيل أو التشبيه أما الخلف فقد ابتعدوا عن هذا وهذا وجاؤوا بالعلم الدقيق الصحيح في تفسير هذه الآيات كيف يمكن أن يعقل مسلم يعتقد بأن الخلف بجملته هو أعلم في تفسيره لآيات الصفات وأحكم من السلف الصالح هذا من شؤم الخروج عن منهج السلف لذلك نحن نقول دائما وأبدا نحن ندعو إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لأن كل المسلمين على ما بينهم من خلاف شديد يدعون إلى الكتاب والسنة إلا المتعصبة المقلدة في آخر الزمان فهؤلاء يرضون أيضا دعوة الكتاب والسنة لأن هؤلاء يخشون من هذه الدعوة مثل ما يخشى المعطلة في آيات الصفات من التشبيه فيما إذا أثبتنا المعنى الصحيح للآيات مع تنزيهنا لربنا تبارك وتعالى فهؤلاء انحرفوا في آيات الصفات وهؤلاء انحرفوا عن الكتاب والسنة جملة وتفصيلا وقالوا ما علينا إلا التقليد لأن الدعوة للكتاب والسنة دعوة خطرة يقولون الذي يدعو للكتاب والسنة يجب أن يكون عالما ويشترط في حقه أن يكون قد جمع العلوم التي يسمونها بعلوم الآلة ... يكون أعلم يمكن من أبي حنيفة نفسه وجهل هؤلاء أو تجاهلوا بأنه ليس يعني الدعاة إلى اتباع الكتاب والسنة كل واحد يركب برأسه يجي يفسر الآية أو الحديث بجهله وإنما يعني هؤلاء أن كل واحد من المسلمين له مرتبته فهو إما أنه عالما حقا فعليه أن يأخذ من الكتاب والسنة وهذا لا يعني أن يهدر جميع جهود الأئمة بل هو يستعين بها على الفهم الصحيح أي أنه يحقق في جملة ما يحقق مثل قوله تعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) فالذي هو عالم يرجع إلى ما تنازع فيه الناس ويدرس أدلتهم فيفتح الله عز وجل عليه ويبصره ويعرفه بالحق الذي اختلف فيه الناس ومعنى ... هؤلاء الرجوع إلى الكتاب والسنة تصريح أو شبه تصريح أن هذه الآية (((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) نسخت ألغيت لأن لا أحد في زعمهم مأمور اليوم بالرجوع إلى الكتاب والسنة عند التنازع وإنما يجب الرجوع إلى مذهب واحد وليتهم قالوا إلى مجموع المذاهب, هذا حنفي يرجع إلى مذهبه هذا مالكي إلى مذهبه وهكذا خلاصة القول فالكلام الذي جاء في السؤال نقلا عن بعض الكتاب الإسلاميين صحيح وسليم بالملاحظة التي سبق ذكرها أي أن نستحضر دائما حينما نقرأ هذا النص أن الكاتب إذا كان يعني بقوله يسعنا ما وسع النبي من فهمه لآيات الصفات مع التنزيه فهذا كلام صحيح أما إن كان يعني أن السلف ما فهموا هذه الآيات ولا بحثوا فيها ففي هذا نسبة لهم إلى الجهل بأعز شيء يتعلق بالمسلم ألا وهو معرفته لربه تبارك وتعالى وبهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين.

 

(283/11)

 

 

«قراءة قصيدة في عقيدة أهل السنة

السائل: قراءة قصيدة في عقيدة أهل السّنة.

" أخي في العقيدة والفكرة *** أخي في المبين بالسنة

سبيل الصحاب وأتباعهم *** ومن فاز بالفضل والهمة

فديتك تحمل أعباءها *** فديتك تقضي على البدعة

وتصلح في الناس ما أفسدوا *** وتحيي الموات من الملة

فأعظم بنهجك من منهج *** وأكرم بحزبك من فرقة

فأنت الضياء في أرجائها *** فقد خصّك الله بالدعوة

تذب عن الدين أعدائه *** وتستأصل الشرك في الأمة

تنزه رب السماء ما له *** شريك من العجز والذلة

له كل وصف يليق به *** من الوجه والعين والنزلة

صفات الإله كما أنزلت *** بها كشف ما كان من غمة

فلا الخلق يعجزه أمره *** ولا يفلتون من القبضة

وكل له خاضع عنوة *** قدير تفرد بالقدرة

وكل العبادات حق له *** ومن حاد يهوي إلى الهوة

أخي أيها السلفي الذي *** تلاقي من الضيق والجفوة

فديتك من صامد صابر *** ومثلك يصبر في المحنة

صبرت على غدر غدارهم *** وقابلت ما كان في بسمة

هزئت بما بيتوا من أذى *** وحوربت في العيش واللقمة

فما لان عندك فولاذها *** وما أثر الضنك في الهمة

وقفت وحيدا ولكنه *** يعينك ربك في الوحدة

هو الله ينصر أنصاره *** فعزمك من صاحب العزمة

سيفتح ربي فلا تبتئس *** تريث فما الفوز بالسرعة

فأنت لأمتنا مرشد *** وربانها قائد الدبة

فإن كنت في قلة بينهم *** فما النصر يحرز بالكثرة

فقد نصر الله أسلافنا *** على قلة الجيش والعدة

هو النصر يعطيه رب السماء *** لمن شاء والله ذو العزة

وإن مت فيها شهيدا تفز *** ويسكنك ربك في الجنة

يظنون أن أسلموا ظاهرا *** وأدوا فرائض في الندرة

كانت عقائدهم ... *** وأخلاقهم منتهى القسوة

فلا ذو الغنى راحم متقعا *** ولا يحرم الضعف ذو القوة

ولا يحفظ الجار جيرانه *** ولا ينصر الحق ذو النصرة

ولا صاحب العلم يحيا به *** وجل التعلم بالقدوة

فكم حسنوا بدعة وازدهوا *** على الناس بالجهل والغفلة

وبالكشف كم ضللوا عابدا *** وباعوا الشريعة بالصبوة

إذا كان عالمهم جاهلا *** فكيف المقلد للأسوة

حنانك ربي تلطف بنا *** فأنت اللطيف وذو الحكمة

أخي أنت وحدك في أمة *** تخلت عن الدين في الجملة

عليك أخي أن تعيد لهم *** صفاء العقيدة والفكرة

وأن تنقذ الناس من شركهم *** من النذر للقبر والميت

وأن تصرف الناس عن حلفهم *** بشخص عزيز وبالذمة

وعن أن ينادوا أبا قاسم أغثنا *** ويدعوه في الشدة

وأن يكتبوا الحجب أو يدعوا *** خفايا من الغيب بالنجمة

وأن يستغيثوا بأقطابهم *** وعن أن يشدوا إلى الحجرة

وأن يتمسح زوارهم *** بقبر ويعقد ...

وأن يتبع الناس أشياخهم *** بغير دليل ولا حجة

وأن يأخذ الناس أحكامهم *** بدون كتاب ولا سنة

وأن يحكموا دون أن يرجعوا *** لما أنزل الله من حكمة

أخي أنت تحمل ما لم تطق *** رواسي الجبال من الحملة

فأبشر أخ الدين لا تبتئس *** فديتك بالروح والمهجة

ولن يتخل إله السماء *** عن الدين فاستبشروا إخوتي".

 

(283/12)

 

 

«قال الطحاوي: ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله. وقال الشارح: ينبغي أن يقيد هذا ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بكل ذنب. فهل هذا التقييد صحيح؟»

الشيخ: استوجفنا خيفة من ماذا؟ لأنه قائم في أذهانها صوابا كان ذلك أو خطأ أن هذا ... إنما يقال لمكروه فبناء على حسن الظن الذي يقتضي أن هذا الذي يقول الحمد لله على كل حال قد طرق سمعه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت " كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمدان يحمدهما كان إذا جاءه أمر يفرحه ويسعده قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا جاءه شيء يكربه ويحزنه قال الحمد لله علي كل حال " فحين نسمع قائلا يقول الحمد لله على كل حال يصيبنا حزن وكأنه أصابنا نحن هذا المكروه لأنه هو ما يقول هذا إلا وقد أصابه ما يحزنه ويكربه قال هذا أعملت به للسببين المذكورين آنفا دخول العامة ثم دخول الخاصة الذي ففهمت أنه لم يعجبك التأخر بينما كنت أود أن يعجبك التأخر فهذا قائل على أساس من قوله ((و عسى أن تكرهوى شيئا وهو خير لكم)) هههه

السائل: شيخنا يعجبني التأخر من ناحية أريد البقاء معكم والإستئناس بكم والإستفادة من علمكم.

الشيخ: عفوا.

السائل: و لانشغالي وارتباطي بأشياء تلزمني ... .

الشيخ: علي كل حال أنا عرفت منك من يوم كنا عند أبو مالك أليس كذلك؟

السائل: كيف يا شيخ؟

الشيخ: أقول هذا التعديل الذي ذكرته آنفا عرفته منك من يوم كنا عند أبي مالك؟

السائل: جزاك الله خير.

الشيخ: و إياك لكن على كل حال لقاؤك أيضا مع إخوانك هذا خير وتعرفك عليهم خير ... .

أبو ليلى: طبعا يا إخوانا ... .

سائل آخر: ... نستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إنا نستسمح من شيخنا حفظه الله أن نستكمل بعض الأسئلة في قضية ... وحبذا لو ... سنكمل بعض الأسئلة في مسألة التكفير ونعمل بذلك قول الطحاوي في الطحاوية ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله قال شارح الطحاوية ينبغي أن يقيد هذا ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بكل ذنب هل هذا التقييد صحيح؟

الشيخ: نعم لا نكفر أحدا لا نكفر أحدا من أهل القبلة بأي ذنب صدر منه الشرط الذي كنا ذكرناه بشيء من التفصيل في جلسة سابقة ألا وهو أن لا يستحل بقلبه ذلك الذنب أما إذا واقع ذنب من الذنوب حتى ولو كانت من الذنوب الكبائر حتى ولو كان ذلك الذنب هو ترك الصلاة إذا ما كان ما ارتكبه من ذلك الذنب أو ذاك يعترف في قرارة قلبه أنه مذنب مع ربه عز وجل فلا يكفر بهذا الذنب مهما كان شأنه أما إذا استحله في قلبه كما استحله بعمله فهذا هو الكفر المخرج عن الملة فلا فرق بين ذنب وذنب أنه لا يجوز أن نكفر مسلما به إلا بالشرط المذكور آنفا أي مادام أنه لا يستحله عقيدة فإذا كان يعتقد عقيدة أنه ذنب وأن هذه العقيدة يجب الإيمان بها ولكنه غلبه هواه وهو يعترف فأنا أذكركم بهذه المناسبة بذنب ذلك الذي أوصى بتلك الوصية الجائرة التي لا نتصور وصية جائرة أكثر منها وهي حينما أوصى بنيه لكي يحرقوه ليضل على ربه فهذا ذنب ما بعده ذنب ومع ذلك ربنا عز وجل لم يؤاخذه حينما أفصح الرجل والله أعلم بما كان في قلبه أنه لم يعمل أنه لم يوصِ بتلك الوصية الجائرة إنكارا لقدرة الله عز وجل واعتقادا بعجزه عن أنه لا يستطيع أن يعيده بشرا سويا لا, وإنما قال خشيتك فغفر الله عز وجل له فهما المسلم ارتكب كبيرة من الكبائر و هو غير مستحل لها في قلبه هنا يأتي قوله عليه السلام (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) وهنا تأتي أحاديث الشفاعة التي ... أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان, لذلك كانت عقيدة السلف الصالح وأهل السنة والجماعة حقا أن مرتكب الكبيرة هو فاسق لا يخرج بكبيرته عن الإسلام. غيره؟

 

(284/1)

 

 

«الاستهزاء بالدين الذي جاء في الآية: ((قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)) هل الكفر هنا اعتقادي أو عملي؟»

السائل: الإستهزاء بالدين الذي جاء في قوله تبارك وتعالى ((قل أ بالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)) السؤال هل الكفر هنا اعتقادي أم عملي؟

الشيخ: لا شك أن الكفر اعتقادي بل هذا الكفر له قرنان لأن الإستهزاء بآيات الله عز وجل ... يصدر من مؤمن مهما كان ضعيف الإيمان وهذا النوع من الكفر هو الذي يدخل في كلامنا السابق حينما قلنا لا يجوز تكفير مسلم إلا إذا ظهر من لسانه شيء يدلنا أنه ... من قلبه فهنا استهزاؤه بآيات الله عز وجل هذا أكبر إقرار منه على أنه لا يؤمن بما استهزئ به فهو إذا كافر كفرا اعتقاديّا.

السائل: من هذا الصنف ... المنافقين

الشيخ: أي نعم.

 

(284/2)

 

 

«هل المشاركة في البرلمانات كفر أكبر يخرج كل من شارك فيه؟»

السائل: هل المشاركة في البرلمانات كفر أكبر يخرج كل من شارك في هذا البرلمانا؟

الشيخ: لا, هذا يفهم جوابه مما سبق المشاركة عمل يجب أن يقترن به ما يدل على أنهم يستحلون هذا العملبقلبه فهو ذنب ومعصية وقد يكون كبيرة وأقول و أعني ما أقول قد يكون كبيرة لأن بعض الذين يشاركون هم يعني يضلون بسبب جهلهم بالإسلام ولا يكونون قاصدين معصية الله عز وجل على كل حال المشاركة في البرلمانات نحن نقول أولا أنه لا يجوز إسلاميا لأنه يعتبر من أوضح الموالاة للحكم بغير ما أنزل الله عز وجل هذا عمل هذا كما قوله تعالى ((ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) فهذا التولي هو كفر عملي فإذا ما اقترن به كفر قلبي فهو كفر ملة يخرج به عن الإسلام فالمشاركة في البرلمانات لا شك أنها معصية كبيرة لكن لا يجوز القول بأنه كفر ردة إلا ... إذا بدر من أحدهم ما يدل على أنه يستحل الكفر ... بغير ما أنزل الله بقلبه فهو كافر الكفر الأكبر كما اوضحنا ذلك في جلسة سابقة.

 

(284/3)

 

 

«هل من تفريق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي؟»

الحلبي: شيخنا كنا سمعنا منكم دليلا واضحا في التفريق أو على التفريق بين الكفر العملي والكفر الإعتقادي و هو حديث (فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن, ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن, ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك مثقال حبة من خردل إيمان)

الشيخ: نعم

الحلبي: فحبذا لو هكذا نبذة يسيرة في الموضوع حتى يكون تماما لما قبله.

الشيخ: و الله ... لعلك تساعدنا في الموضوع تذكر ما كنا نقلناه ... الآن لا يحضرني شيء أكثر مما يتضمنه هذا الحديث وهذا الحديث يلتقي كثيرا وكثيرا جدا مع أحاديث أخرى من ذلك الحديث المعروف لدى عامة طلاب العلم من مثل قوله عليه السلام (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه فذلك أضعف الإيمان) الحقيقة أن الإنكار القلبي لكل أنواع الشرك والضلال والذنوب والمعاصي هو مطلب إسلامي لكي لا يفعل المسلم الكفر المخرج عن الملة لأنه جعل ... للمسلم أن ينكر المنكر ومن ذلك مما لا شك بل هو من أوضح المنكرات الحكم بغير ما أنزل الله أنه ينجي منكره بقلبه من أن يكون داخلا في قوله تبارك وتعالى من أحد وجهي المعنى الذي ذكرناه في الدروس السابقة لقوله عز وجل ((و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) أولئك هم الكافرون كفرا يخرج به عن الملة إذا استحله بقلبه وكفرا عمليا إذا استحله بعمله دون قلبه, كذلك هذا المسلم إذا رأى منكرا ومن ذلك الحكم بغير ما أنزل الله الذي ينكره بيده فإن لم يستطع الدرجة الثانية أن ينكره بلسانه أيضا لأنه لا يستطيع أو يستطيع ... ولكنه لأمر ما وأسوأه أن يتبع هواه لم ينكر أيضا بيده ولكنه أنكر ذلك بقلبه فهذا الإنكار يرفع مسؤولية كونه أقر هذا المنكر وبسبب هذا الإقرار كفر لا, لا يدخل في قضية الخروج عن الملة ولكنه يدور عليه الحكم التفصيلي إن كان يستطيع أن ينكر بيده فلم يفعل فهو عاصي و إن كان يستطيع أن ينكر بيده وبلسانه فهو عاصي وإن أنكر بقلبه فهو مسلم عاصي أما إذا وصل به الأمر أن لا ينكر أيضا بقلبه فهذه مسألة خطيرة جدا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث وفي ذلك الحديث أنه ليس وراء ذلك ذرة من إيمان وهنا لابد من التذكير بأن المسلم يجب أن يأخذ حذره من أن يعتاد بعض المعاصي فلا يجد إنكارا في قلبه لها فيخشى حين ذاك أن يقع في الكفر الذي يخرج من الملة وأنا أعتقد أن كثيرا من المسلمين والمسلمات يقعون في هذه المعصية الكبيرة جدا بحيث أن قلوبهم أصبحت غلفا لا تنكر منكرا حتى و لا بالقلب وهذه المعاصي المنتشرة الآن مثل التبرج تبرج النساء وخلاعتهن ومثل الربا وانتشار التعامل به بحيث أن كثيرا من الناس انمحى من ذهنه أن يكون كل هذه الأنواع من المعاصي هي معاصي ما بقيت ... وأنا أستحضر مثالا متعلقا ببعض النسوة تجد المرأة متبرجة تبرج الجاهلية قبل ... بمعنى تكون قد لبست لباسا إلى نصف الساقين ووضعت خمارا ما يسمونه "إيشارب" و هي تكشف بهذا ناصية رأسها ولا تشعر بأنها قد عصت ربها فإذا مرت بجانبها امرأة أخرى زادت عليها في التبرج ... قد يكون مثلا ... إلى ركبتيها أن تكون حاسرة الرأس أن تكون مخصلة الثياب ونحو ذلك فما تكاد تمر بها وإلا وتلتفت هكذا تستنكر عليها بقلبها هذا معناه إذا لم ... بأنها واقعة بمثلها بحيث أنها خالفت شريعة ربها لكن لا شك أن تلك أنكر وقعت فيما هو أشد إنكارا من هذه التي أنكرت ذلك! هذا إيش معناه؟ هذا يدلنا أن هذا النوع من النساء لم يعدن يشعرن بالمعصية فإذا لم يبق في قلوبهن إنكار هذه المعصية فلذلك على المسلمين أن يحافظوا دائما على أنفسهم أن يكونوا دائما في صحبة من يذكرنونهم دائما وأبدا أن يكون بعيدين عن إستحلال ما حرّم الله ... جوابا على السؤال السابق ... مهما كان الباعث على ذلك لكن لابد من التذكير والتنبيه دائما وأبدا على أنه لا يجوز الغفلة أو التغافل عن هذه القاعدة الإسلامية الهامّة ... ألا وهو التفريق بين الكفر الإعتقادي و الكفر العملي أما هذه الحقيقة ... عليها نصوص شرعية كثيرة و كثيرة جدا ... السابقة الدخول البرلماني هو كفر عملي فإذا اقترن به إستحلال الحكم بغير ما أنزل الله بالقلب فهو الكفر الإعتقادي المخرج من الملة. غيره؟

السائل: في نفس الموضوع

 

(284/4)

 

 

«ما حكم من تبني الديمقراطية؟»

السائل: أنا أذكر بعض الدعوات الآن يذبون عن الديمقراطية ويتبونونها ونحن نعلم أن ديمقراطية ... وهي كفر كما في أي دائرة ... أحدهم يقول لما رأى ... قال هل تسمح لي ... شيخ الألباني ... هذا يعني يتبنونها ويدعون إليها.

الشيخ: يا أخي ... لابد من التفريق ... هذا الذي أنت تشير إليه لو كتب ردا على ما قاله الأستاذ ... حين ذاك ستجد ... أو أن يكون ضعيف الإيمان ... هذا ما يكفي أنت تعرف وهذا أمر يجرنا إلى بحث قد يكون أيضا مهما في الجلسة السابقة ذكرنا الآية أطرافها ثلاثة ((فأوئك هم الكافرون)) ((فأولئك هم الظالمون)) ((فأولئك هم الفاسقون)) وأشرنا إلى أنه كما ينقسم الكفر إلى قسميين كذلك الفسق وكذلك الظلم الآن أريد أن أذكر بتقسيم ثان للفظ رابع وأظن أن هذا التقسيم ... أيضا على مشكلة قد تكون قائمة في صدور بعض إخواننا من طلاب العلم حينما نقرأ قول الله تبارك وتعالى في المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار ثم نقرأ قوله عليه الصلاة و السلام نقرأ قوله عليه الصلاة و السلام (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا اؤتمن خان) فهل يكون هذا المنافق في الدرك الأسفل من النار؟ الآية تقول أنهم في الدرك الأسفل من النار والرسول يقول آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب فهذا الذي إذا حدث كذب هل يكون في الدرك الأسفل من النار؟ استحضر التقسيم التالي السابق استحضروا معي التقسيم التالي هذا الذي يستحل الكذب أو الخيانة أو ما شابه ذلك من المعاصي التي ذكرت ... استحل ذلك بقلبه فهو في جهنم و مع المنافقين, لا استحله عمليا إذاً كيف الرسول عليه السلام بهذا الحديث جعل آية المنافق ثلاث هذا كمثل كثير من الآيات أنه عمل عمل المنافقين هذا الذي يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ذلك يستلزم أن يحرّم ما حرم الله و رسوله فإذا هو استحل ما حرم الله ورسوله فيكون قد خالف فعله قلبه, قد خالف فعله اعتقاده ... تختلف عن مخالفة ظاهر المنافق الكافر لباطنه المنافق الذي هو في الدرك الأسفل من النار يضمر الكفر ويظهر الإسلام يضمر الكفر ويظهر الإسلام هذا الذي قال الرسول عليه السلام آية المنافق ثلاث هو يضمر الإيمان ويظهر عملا خلاف ما أمره الإسلام ... في هذه الصورة ليست الحقيقة, الفرق كبير جدا المنافق كالكافر هو كافر بقلبه مسلم في ظاهره هذا المنافق الذي من علاماته إذا حدث كذب هو مؤمن في قلبه لكنه يخالف في عمله حكم دينه الذي آمن به لذلك قال عليه السلام آية المنافق ثلاث إلخ , إذا النفاق أيضا ينقسم إلى قسميين نفاق يخلد صاحبه في النار ونفاق لا يخلد صاحبه في النار, النفاق الذي يخلد صاحبه في النار هو الذي يبطن الكفر و يظهر الإسلام النفاق الذي لا يخلد هو الذي يبطن الإيمان ويظهر عملا يخالف فيه الإسلام لذلك قال عليه السلام (آية المنافق ثلاث) إلى آخره فهذه الدقائق ينبغي أن نكون على معرفة بها حتى لا نقع في إفراط أو تفريط حتى لا نكفر مسلما بذنب فنقع في مخالفة السلف الصالح جميعا وأهل السنة ولا نتساهل أيضا نقول معليش فنقع في الإرجاء الذين كانوا يقولون لا يضر مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الشرك حسنة نحن نقول لا ينفع مع الشرك حسنة لكن نقول يضر الإيمان المعصية والإيمان كما تعلمون جميعا يقبل الزيادة والنقص والزيادة بطاعة والنقص بالمعصية إذا النفاق كالكفر, كالفسق, كالظلم, لا يمكن أن يساق مساقا واحدا وإنما حسب ما قام في الإنسان فهذا المثال الذي ذكرته هذا قد يرد على ... أو على غيره لكن ينبغي أن ننظر إلى رده هل هو رد يصرح بأنه ينكر شرع الله ما أقره ... هل أنكر حكما شرعيا هل أنكر مثلا ما قاله في الحديث آية و قال مثلا أن هذا يا أخي ... .

الحلبي: أم هو متأول في ... الديمقراطية في فصوله

سائل آخر: هو يقول أنا عقيدتي سلفية ههه

الشيخ: ههه طيب أنت الآن لما يقول لك أن هو يشجع الديمقراطية ... حتى تلقمه حجرا لا يمكن أن نأخذ الكلام هكذا على الإطلاق لابد من الإستفسار

سائل آخر: ننتطر ردّه.

الشيخ: هل أفسحت له المجال بذلك الله يهديك

الحلبي: ... .

الشيخ: السلفية بإطلاقها نعم

 

(284/5)

 

 

«هل في قصة أبو بصير في صلح الحديبية جواز الدخول في البرلمانات؟»

السائل: بارك الله فيك بعض مسؤولين بعض الجماعات في مدينة الرياض ... جواز الدخول في البرلمانات وهم يجيزون الدخول فيها وكنت يعني قد عارضتهم أن هذا ما يجوز ولا ... في الإسلام فأخذ و قال إن هذه رجعية وتكلم علي كلام لا يصلح أن يقال فالشاهد بارك الله فيك أنه مما إستدل علي به جواز الدخول في البرلمانات قصة يعني أبو بصير وإرجاع النبي صلى الله عليه وسلم له.

الشيخ: الله أكبر!

السائل: وأن هذا يعني وجه الإستدلال به بأنه مضطر وأنه وقع في مسألة الصلح هذه الذي لابد أن ... الإنسان فيقول ... النبي صلى الله عليه وسلم بأنه في حالة فرار فرد الصحابة

الشيخ: " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " نحن ... خطنا مثل هذا الإنسان يذكر بطريقة الرسول عليه السلام بصورة عامة هذا لسنا بحاجة الآن للدخول في التفصيل ثم يقال له ثانيا أنت تنسب الرسول عليه السلام إلى أنه ارتكب عملا مخالفا للشرع ... فهذا كذب على الله وعلى رسوله فرسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل ذلك إلا طاعة لله عز و جل لأنه كان تعاهد معه كما هو معروف في قصة صلح الحديبية فإذا هو أرجع هذا المؤمن الفار بدينه وسلمه للمشركين تنفيذا لنص القرآن ((أوفوا بالعهد)) فالرسول عليه السلام وفّى بالعهد هنا ولا يقال و هذا من جانب حينما يتأولونا بعض الحوادث و بعض الوقائع ... الصحيح ثم نحن نقول أين اضطراركم أن تدخلوا في البرلمان الذي يحكم بغير ما أنزل الله؟! هذا خيال في خيال الضرورة كما تعلمون جميعا تقدر بقدرها ما الذي يرمون إليه بهذه الضرورة المدّعاة وهي الدخول في البرلمان؟ إقامة الحكم بالإسلام, طيب أهكذا يكون الحكم بالإسلام بمخالفة أحكام الإسلام؟! إذن لا فرق بينكم وبين هؤلاء الذين ... تحلوا محلهم وتقومون مقامهم لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله أأنتم تريدون بزعمكم أن تحكموا بما أنزل الله وابتداء تسوّغون أن تحكموا بغير ما أنزل الله فإذا يعني حجة داحضة إن لم أقل أنه من السفه بمكان أن يقال إننا نريد أن نصل إلى الحكم بطريقة الدخول في البرلمان هذا أولا ليس سببا شرعيا مشاركة الكفار أو الضلاّل على الأقل في حكمهم هذا ليس سببا شرعيا وثانيا ليس سببا كونيا فقد جرب المسلمون قرابة أكثر من نصف قرن من الزمان أن يصلوا إلى الحكم بطريق مخالطة الفساق أو الفجار أو الذين يحكمون بغير ما أنزل الله بأي نية كان ذلك ثم لم يستفيدوا شيئا لأن كل من خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأخذ بأسباب النصر التي شرعها الله تبارك وتعالى للمسلمين فلن يصلوا ابدا إلى الغاية لأنهم ما نصروا الله عز وجل كما أمر في القرآن الكريم بل خذلوا أنفسهم بأن شاركوا غيرهم من المخالفين ... الإسلام فمثل هذا الكلام يعني من الواضح ضلاله بمكان فلا يحتاج إلى كثير من الكلام.

 

(284/6)

 

 

«مداخلة من إبراهيم شقرة في الرد على من استدل بقصة أبي بصير على الدخول في البرلمانات

أبو مالك: أنا أريد بخصوص هذا أن أقول شيخنا كما هو معلوم كانت تنفيذا لشروط صلح الحديبية

الشيخ: هذا الذي ذكرناه

أبو مالك: إي نعم لكن طبعا وصلح الحديبية انتهى و انقطع بالمخالفة التي وقع فيها المشركون وكان سببا في نقض العهد برمته

الشيخ: صدقت

أبو مالك: وانتهى الأمر إلى ... فيا ترى هل هذا الشرط الذي خالف الذي وقع أو ... الرسول عليه الصلاة والسلام هل هو ماضٍ إلى يوم القيامة أم أنه نسخ؟

الشيخ: حاش!

أبو مالك: هو هذا, فلذلك يرد على هؤلاء أن هذا الشرط لا يمكن أن يستدل به على إقامة حجة أو حكم شرعي به.

الشيخ: هو بارك الله فيك الأمر أخطر ... لو تمسك بالشرط ... لكن هو نسي القصة كلها و تجاهلها.

أبو مالك: نعم نعم.

الشيخ: وقال الرسول فعل هذا للضرورة.

أبو مالك: أعوذ بالله.

الشيخ: هذا هو.

أبو مالك: الحقيقة أنا أقول هنا وأنا دائما أدندن على هذه القضية وأتابع شيخنا بارك الله عليه فيها وهي أن الدقة في التعلم هي سبب النجاة من التورط في المخالفات الشرعية فهذه لو كان عنده دقة نظر وبصر في هذا الموضوع لما أورده ولما استشهد به على الإطلاق لكن هناك أيضا ... أخرى ربما استحلوا بها مثل هذه الأمور ولا تتفق حتى مع العقل السليم ويعتمدون الرأي فقط ولا غيره وأيضا هنا أنبه الإخوان إلى مسألة لغوية لعل الأخ أبو جابر ذكرها فأحببت أن أنوه به إليها و هي أننا عندما نقول التقينا لا نقول التقينا به ولا معه و إنما هي ... فنقول التقيناه أو التقيناهم ونحو ذلك.

 

(284/7)

 

 

«ما هو أثر القلب في تغيير المنكر مع أنه شئ خفي؟»

السائل: بالنسبة لتغيير المنكر بالقلب كيف يمكن تغيير المنكر بالقلب؟

الشيخ: كيف إيش؟

السائل: كيف يساهم إنكار المنكر بالقلب في تغيير المنكر؟

الشيخ: كيف يساهم؟

السائل: نعم ... هو يعتبر من مراتب تغيير المنكر.

الشيخ: نعم هو في المرتبة الأخيرة.

السائل: نعم كيف يكون له أثر في تغيير المنكر وهو في قلبه؟

الشيخ: يغيره كما قلت آنفا أن الإنسان في بعض الأحيان يصل إلى موت شعوره لأن هذا منكر فإذا مات هذا الشعور ما أنكر المنكر بقلبه وإذا أنكره بقلبه حي قلبه ظل حيا يعني أنا الآن أذكرك بأمر واقع هؤلاء الناس الذين يمرون ببعض الشوارع فيرون صورا قبيحة جدا وقد تكون هذه الصور أمام بيت من بيوت الله عز وجل هل أنت تشعر معي أن كثيرا من الناس الذين يمرون ويرون هذه الأشياء لا يشعرون بإنكار لها إطلاقا في قلوبهم أم لا؟ طيب وبالعكس فيه ناس آخرين حينما يرون هذه الصور القبيحة وبخاصة أمام بيت من بيوت الله عز وجل ... بلسان حاله اللهم هذا المنكر لا نرضى به ألا تجد هذا يختلف عن ذاك؟

السائل: نعم.

الشيخ: مثل ذاك

أبو مالك: ... ماذا يرى؟ ههه

الشيخ: ههه فإذا هذا السائر غيّر المنكر بقلبه أما الأول ما غير هذا هو في خطر من الخروج من الملة هذا الذي لا ينكر المنكر ولو بقلبه وربما يخطر في بالي الآن شيء هو جواب أدق مما سألت عنه تغيير المنكر بالنسبة إليك فقط.

سائل آخر: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, تغيير المنكر بالنسبة إليك حينما رأيت هذا المنكر وأنكرته بقلبك فهذا الإنكار صالح للشريعة أما بالنسبة للذي لم يشعر فورا ولا أحس فهو ... إنكار المنكر لعل هذا هو أوضح لك مما ذكرت آنفا وإن كان المثال أو المثالين السابقين في الحقيقة غير مقصود بإنكار المنكر ... فيمر على المنكر ويمر على المعروف لا يميز بين منكر و بين معروف هذا هو الإنكار المقصود في الحديث إلا إذا كان عندك شيء آخر فنسمعه.

السائل: ... .

الشيخ: كيف لا هذا منكر يعني الأمر كما يقرر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أن هناك في ... عمل يعني المستقر في كثير من أذهان الناس أن العمل هو عمل الجوارح فقط أي الجوارح الظاهرة لكن الحقيقة أن القلب أيضا له عمل ولذلك الإيمان مقره القلب هذا الإيمان في القلب يزيد وينقص إذا فيه هناك حركة تشبه تماما الحركة المادية في القلب لو سكت القلب مات صاحبه ذلك تماما من الناحية المعنويّة الإيمانية هذا القلب فيه عمل وفيه حركة مستمرة إما خيرا وإما شرا فكلما فعل المسلم عملا صالحا كلما نمى هذا الإيمان في قلبه فالقلب أيضا له عمل من جملة إعماله هو الإنكار بهذا القلب بقوله ولكنه قال عليه السلام (أضعف الإيمان) , حنانيك بعض الشر أهون من بعض.

أبو مالك: لعل شيخنا ما يكون من علامات الساعة في آخر الزمن ربما يضفي وضوحا أو توضيحا على هذه المسألة الرجل يمر بالرجل وهو يزني على قارعة الطريق.

الشيخ: الله أكبر.

أبو مالك: فيقول له تواريت واريت نفسك إي نعم

الشيخ: إي نعم يعني هذا في تطبيق خيرهم من تقول ... نعم

 

(284/8)

 

 

«بعض المسلمين يظهر الفرح والسرور لما يحصل في الغرب من ذهاب فلان الرئيس ومجيئ فلان فهل هذا من الخلل العقدي؟»

السائل: شيخنا بعض المسلمين ... الغرب وتطورات الغرب فإذا حدث بعض ... أظهروا الفرح والسرور فهل هذا يعتبر من الخلل العقدي العملي أم القلبي وبماذا تنصح فضيلتكم؟

الشيخ: ماذا تقصد ... .

سائل آخر: صريح العبارة

السائل: جاء فلان وذهب فلان فهذا أحسن من هذا إلى غير ذلك.

الشيخ: هذا ضعف إيمان وعقل معا ضعف إيمان و عقل, الحقيقة الذي لابد لكل مسلم أن يستحضره في ذهنه بمثل هذه المناسبة أن يتذكر قوله تبارك وتعالى ((كل ما دخلت أمة لعنت أختها))

أبو مالك: ((فإذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم))

الشيخ: إي نعم فالشاهد الحقيقة هذا الفرح فرح صبياني ليس فرح رجال أولا ثم هو ليس فرح رجال مؤمنين ثانيا لأن كون سقط بوش قام مكانه ما أعرف اسمه؟

الطلاب: كلنتن

الشيخ: ... .

أبو مالك: والله شيخنا أسماء شياطين!

الشيخ: فالشاهد سقط بوش ونجح في الإنتخاب فلان هم كلهم يمشون على سياسة واحدة وإنما هي تغيير وجوه ولذلك فمن السخافة بمكان أن نفرح أنه راح بوش وجاء فلان مكانه وبخاصة أن فلان لسّى ما عرفنا خيره من شره إن كان منهم خير فلماذا هذا الإستعجال ما دام أن الكفر أولا كله ملة واحدة, الشعب الأمريكي كشعب سياسته مع اليهود فكون سقط بوش ونجح فلان هذا لا يغير من سياسة الشعب بهذه السرعة التي يتوهمها بعض عثائر الأحلام والعقول أنه خلصنا من بوش! طيب هذا لعله أشر من بوش على كل حال المسلم لا يفرح لسقوط شخص كافر وقيام شخص كافر مكانه لأن الكفر ملة واحدة و السياسة هي سياسة واحدة انظروا الآن من كان في الوزارة تبع اليهود

الطلاب: إسحاق شمير.

الشيخ: إسحاق شمير.

أبو مالك: والآن جاء مكانه إسحاق رابين.

الشيخ: إسحاق رابين شو شفنا فرق بين سقط هذاك وقام هذا؟ لا شيء أبدا إنما ... على ذوي الأحلام الضعيفة وللأسف بعض المسلمين أوبعض السياسيين الذين لم يساقوا بسياسة القرآن والسنة ولذلك أنا أستطيع أن أقول أن الله كما قال الله عز وجل أقول بهذه المناسبة إن الله لا يحب الكذب هؤلاء الذين يفرحون بسقوط هذا بدل هذا فهؤلاء كما قلت آنفا أحلامهم كأحلام الصبيان بل العصافير.

أبو ليلى: شيخنا الذي يسقط دائما موجود في مجلس الشيوخ تبعهم ما هي فارقة السياسة معهم

الشيخ: السياسة واحدة.

 

(284/9)

 

 

«هل من الممكن أن يكون هذا الذي يفرح لما يحصل في الغرب من ذهاب فلان الرئيس ومجيئ فلان كافرا؟»

السائل: شيخنا هل لهذا الأمر علاقة بالعقيدة يعني هل يمكن أن يطلق بعض إخوانا يطلق على من يصدر منه الفرح الكفر؟

الشيخ: لا لا , هذا كله خطأ معصية له علاقة إذا كان له علاقة بالكفر فالكفر العملي يا أخي ... الكفر المخرج عن الملة يتعلق بالقلب, لا يتعلق باللسان, والآن سؤالك هذا يذكرني بقسمة عادلة أخرى بالكفر فهناك كفر لفظي وكفر قلبي, التقسيم السابق كان كفر إعتقادي وكفر عملي, الآن قسمة أخرى عادلة كفر لفظي وكفر قلبي, فالكفر القلبي يساوي الكفر الإعتقادي, الكفر اللفظي يساوي الكفر العملي, فإنسان يظهر فرحا بسقوط بوش ونجاح ... هذا الفرح بلا شك لا ينبغي أن يصدر من مسلم فهذا ممكن أن نسميه كفرا لفظيا لكن هذا لا ... بأنه قد وقع في ... الرسول عليه السلام كما أعتقد أنه لا يخفى على أحد منكم شيء من ذلك كمثل حديث بن عباس لما قال أن الرسول عليه السلام خطب يوما في أصحابه فقام رجل ليقول له ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال (أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده) فهذا كفر لفظي قال له أجعلتني لله ندا؟ لكنه لم ألزمه بشيء من لوازم الكفر الإعتقادي فإذا نحن يجب أن نضع أمام أعيننا دائما وأبدا هذه القسمة الصحيحة كفر إعتقادي أو قلبي, وكفر عملي أو لفظي لأن الفظ من العمل فإذا رأينا مثل هذا ما نبادر ونقول أنه كفر حتى لو تكلم بلفظة الكفر لا نبادر إلى تكفيره وإخراجه عن الملة حتى نستوضح ماذا يريد بهذه الكلمة

أبو مالك: شيخنا لو سمحتم قبل ... هناك سياسة في البلاد الغربية أو الكفار بعامة هناك أصول وفروع الأصول لا تتغير على مد السنين أبدا وهناك أصول ثابتة للسياسة وهذه الأصول الثابتة هي التي ينطلق منها وتحكم مسيرة السياسيين الصغار والكبار في تلك البلاد الفروع الحقيقة هي متفرعة من هذه الأصول وعندما نتابع نحن مسيرة السياسات الدولية العالمية التي أحاطت خصوصا بنا وأوقعتنا فيما أوقعتنا فيه من البلايا نجد أن التغير الذي حدث إنما حدث فقط في ... التي صيغت بها هذه الفروع المتفرعة عن هذه الأصول ولذلك نحن نضرب مثلا لذلك مثلا قضية فلسطين, قضية فلسطين الحقيقة منذ ما يقرب من خمس وأربعين سنة ونحن نتابع هذه القضية متابعة تخرجنا في كل خمس سنوات أو عشر سنوات ... زمنية قسمت لها القضية بإبعاد الزمن تخرجنا من حال إلى حال ونحن ننظر في هذا الحال الذي سبق فنجده أحسن من الحال الذي يأتي و السياسة الدولية هي التي تلجأنا إلى استحسان المرحلة الآتية وعدم استحسان المرحلة التي سبقت, ولذلك وصلنا الآن بهذه السياسات التي ... لنا الدول الكافرة وصلنا إلى قناعة بأن أفضل ما يمكن أن نفعله الآن بالنسبة للقضية الفلسطينية أن نسلم بكل ما يحدث بغير أن نسأل لم ولا كيف, وهذه النهاية التي انتهت إليها تعطينا فكرة فيا ترى لو أنه كان هناك مثلا جاء أو بقي بوش هل يمكن أن نتصور بأن النهاية التي انتهت إليها القضية الفلسطينية ووضعت على مائدة المباحثات التي تجري الآن في واشنطن مثلا, هل يمكن لبوش أن يعجل في النهاية قبل أن يتغير موقعه وأن يكون لم يأت الرئيس الجديد؟ طبعا الجواب لا هل هذا الرجل الآتي هل هو سيستعجل في حل القضية ويقول بأنني رأيت ما كان قبل السياسة التي رسمها بوش بهذه القضية هل أعود إلى المرحلة السابقة لأقف عندها وأحل القضية أو أجعل القضية محلولة بالنضريات التي كانت تحكم هذه القضية في المرحلة الزمنية السابقة؟ الجواب لا, ولذلك السياسة الواحدة لا تفترق فالفرح إذا فرحنا بقدوم كلنتن نبكي علي بوش.

الشيخ: الله أكبر.

 

(284/10)

 

 

«مداخلة من أحد الحضور

أبو مالك: لا تقل التقينا به, أو التقينا معه لأنه لا يتعدى بواسطة إنما يتعدى بنفسه.

السائل: قلت إلتقينا به

سائل آخر: إلتقيناه قال إلتقينا به ... .

الحلبي: فالتقيته هو نفسه متعدي

الشيخ: متعدي بذاته

أبو مالك: التقيته مثل ما قلته تماما مثل التقينا مثلا ... لا يقال التقيت فلانا أو يقال تلاقينا

السائل: يعني ما أقول التقيت بفلان؟

أبو مالك: هذا ما يقال.

السائل: التقيت فلانا مثلا.

أبو مالك: نعم نعم.

السائل: جزاك الله خيرا.

السائل: ... يعني يلبسون ملابس كالعباءات فما أدري يعني يا شيخ هل ملزمون هؤلاء الكفار ما داموا في بلاد المسلمين ... .

سائل آخر: إسأل سؤالك حتى يجواب الشيخ

الشيخ: أنت خوّفتني أنا فضلا عن غيري هه

الطلاب: هههههه

 

(284/11)

 

 

«هل النساء الكافرات ملزمات بالحجاب في البلاد المسلمة؟»

السائل: طيب يعني يا شيخ عندنا بعض النساء من الجاليات الأجنبية يكونوا في الأسواق بملابس الكفار الخليعة أو يكونوا في الشواطئ وكذا بملابس العارية, نكون نحن في الأسواق فيأتون هؤلاء النساء بلباسهم الفاجر إلى الركبة وكذا وحاسرات عن شعورهم وكذا فهل هؤلاء النساء الكفار ملزمات بالحجاب لأننا نأمرهم بالحجاب أن يتغطوا أن تغطي شعرها وجسمها بجلباب وكذا فهل هؤلاء ملزمات يا شيخ ما دام ... ؟

الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله أنا في اعتقادي أولا أنكم لا تسطيعون أن تأمروا بشيء لأن السياسة العليا ليست معكم لو كان هناك حكم للشرع لوضعت شروط لمنع دخول النساء الكافرات إلى تلك البلاد محافظة على أخلاق الشباب وإذا رأى الحاكم المسلم و ليس ولي الأمر كما يقولون إذا رأى الحاكم المسلم مصلحة ما للشعب المسلم أن يدخل إلى دار الإسلام بعض النسوة الكافرات وجب عليه أن يضع شروطا شروطا ليه؟ ليسمح لهم بالدخول إلى بلاد الإسلام

السائل: بس شيخنا يمنع الرجال أيضا يا شيخ الكفار هم يمنعوننا

الشيخ: ... الأولى إن شاء الله تتحقّق إذا وضعت هذه الشروط من السياسة العليا أن نسمح هذه كبيرة وكبيرة جدا ومؤسفة جدا جدا لأن هيئة الأمر في واد و السياسة العليا في واد آخر, أنا أريد أن أقول إن أعطيت لهيئة الأمر بالمعروف السلطة التنفيذية عليكم مش حينما ترون المرأة في شوارع جدة تمشي متبرجة تفرض عليها الجلباب ... ومن أين ستتهيأ للبس الجلباب قبل أن تبلغ إبلاغا صارما بأنه يجب عليها إذا دخلت هذه البلاد أن تتلتزم بزي معين نحن ما نقول تلبس الجلباب الشرعي لأنه لابد من أن تتميز الكافرة عن المسلمة بلباسها نحن نقرأ في بعض شروط الحكام المسلمين سابقا على أهل الذمة أنهم كانوا يفرضون على النساء أن يكشفن شيئا من سوقهن لأن هذا ليس فيه الفساد الذي يخشى على الشعب المسلم ... خاصة بذلك الزمان الذي كان المسلمين متمسكين فيه بالآداب الإسلامية لكن لن يسمح أبدا بأن تمشي هذه الكافرة في شوارع المسلمين وهي تتخلوع وتتبختر و تتبرج بزينتها وتفسد الشباب المسلم. تفضل.

 

(284/12)

 

 

«قال الطحاوي: ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله. وقال الشارح: ينبغي أن يقيد هذا ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بكل ذنب. فهل هذا التقييد صحيح؟»

الشيخ: إستوجفنا خيفة من ماذا لأنه قائم في أذهانها صواب كان ذلك أو خطأ أن هذا ... إنما يقال لمكروه فبناءا على حسن الظن الذي يقتضي أن هذا الذي يكون ... علي كل حال قد طرق سمعه حديث عائشة رضي الله تعالي عنها قال كان لرسول الله صل الله عليه و آله و سلم (حمدان يحمديهما كان إذا جاءه أمر يفرحه و يسعده قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا جاءه شيئ يكربه و يحزنه قال الحمد لله علي كل حال) فحين نسمع قائل يقول الحمد لله علي كل حال يصيبنا حزن و كأن أصابنا نحن هذا المكروه لأنه هو ما يقول هذا إلا و قد أصابه ما يحزنه و يكربه قال هذا أعملت به بسبيبين مذكورين أنفا دخول العامة ثم دخول الخاصة الذي فهمته أنه لم يعجبك التأخر بينما كنت أود أن يعجبك التأخر فهذا قائل على أساس من قوله ((و عسي أن تكرهو شيئا و هو خير لكم)) هههه

السائل: يعجبني التأخر من ناحية أريد البقاء معكم و الإستفادة من علمكم

الشيخ: أسنت

السائل: و إنشغالي و إرتباطي بأشياءما تلزمني بالذهاب يعني البقاء هنا من هذه الناحية و ناحية أخرى هذه إضافية بس

الشيخ: علي كل حال أنا عرفت منك من يوم كنا عند أبو مالك أليس كذلك

السائل: كيف يا شيخ

الشيخ: أقول هذا التعديل الذي ذكرته أنفا عرفته منك من يوم كنا عند أبي مالك

السائل: جزاك الله خير

الشيخ: و إياك لكن علي كل حال لقاءك أيضا مع سؤالك هذا خير و تعرفك عليه خير ما سألتك

السائل: طبعا يا إخوانا

سائل آخر: نستعينه و نستغفره من يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله أما بعد إنا نستسمح من شيخنا حفظه الله أن نستكمل بعض الأسئلة في قضية التفسير و حبذا لو ... سنكمل بعض الأسئلة في مسألة التطبيق و نعمل بذلك قول الطحاوي في طحاوية و لا نكفر أحد من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله قال شارح في طحاوية ينبغي أن يقيد هذا و لا نكفر أحدا من أهل القبلة بأي ذنب هل هذا التقيد صحيح

الشيخ: نعم لا نكفر أحدا لا نكفر أحدا من أهل القبلة بأي ذنب صدر منه الشرط الذي كنا ذكرناه بشيئ من التفصيل في جلسة سابقة ألا و هو أن لا يستحل بقلبه ذلك الذنب أما إذا واقع ذنب من الذنوب حتي ولو كانت من ذنوب الكبائر حتي و لو كان ذلك الذنب هو ترك الصلاة حتي إذا ما كان ما إرتكبه من ذالك الذنب أو ذاك يعترف في قرارت قلبه أنه مذنب مع عز و جل فما يكفر بهذا الذنب مهما كان ... أما إذا إستحله في قلبه كما إستحله في عمله هذا هو الكفر المخرج عن الملة فلا فرق بين ذنب و ذنب أنه لا يجوز أن نكفر مسلم به إلى بشرط من سؤالي الأن أي مدام أنه لا يستحله عقيدة فإذا كان يعتقد عقيدة أنه ذنب و أن هذه العقيدة يجب الإيمان بها غلب ... أو يعترف فأنا أذكركم بهذه المناسبة بذنب ذلك الذي أوصي بتلك الوصية الجائيرة التي لا نتصور وصية جائرة أكثر منها و لا سيما أوصي بنيه لكي يجرقوه ليضل علي ربه فهذا ذنب ما بعده ذنب و مع ذلك ربنا عز و جل ... حينما أفصح الرجل و الله أعلم بما كان في قلبه أنه لم يعمل أنه لم يوصي بتلك الوصية الجائرة إنكارا لقدرة الله عز و جل و إعتقادا بعجزه عن أنه لا يستطيع أن يعيده ذكرا سويا لا و إنما قال خشيتك فغفر الله عز و جل له فنحن مسلم إرتكب كبيرة من كبائر و هو غير مستحل لها في قلبه هنا يأتي قوله عليه السلام (من قال لا إله إلا الله نفعته يوم من دهره) و هنا تأتي أحاديث الشفاعة التي تصرف في قائمة الشفاعة أدخل لنار من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لذلك كانت عقيدة السلف الصالح و أهل السنة و الجماعة حقا أن مرتكب الكبيرة هو فاسق لا يخرج بكبيرته عن الإسلام غيرو

 

(284/13)

 

 

«في حديث الشفاعة جاء: ( ...... لم يعملوا خيرا قط) هل هذا خرج مخرج الغالب كحديث الذي قتل مائة نفس فقالت ملائكة العذاب: (إنه لم يعمل خيرا قط) مع أنه جاء تائبا إلى الله فليس في الحديث أنهم كانوا لا يص»

السائل: الحديث الذي هو حديث الشفاعة ذكر لي بعض الإخوة يعني أن هناك يرد على حديث الشفاعة الذي في آخره (أخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان) يعني شفاعة الله ورحمة الله في أقوام لم يعملوا خيرا قط قال هذا خاصة الأخيرة (لم يعمل خيرا قط) مثل لفظ الحديث الذي قتل مائة فقالت ملائكة العذاب أنه لم يعمل خيرا قط مع أن الرجل قد أتى تائب وقد عمل خيرا فهذا إشكال لم يعمل خيرا قط مع أن هذا الرجل يؤمن بالله ... كيف يجاب عن هذا الإشكال من قال إنما هذا خرج مخرج الغالب الذي هو لم يعمل خيرا قط؟

الشيخ: ... .

السائل: القضية هو أنه رد هذه الجزئيات بأن تارك الصلاة كافر إذا قلنا أن هذا ما ينفع العمل ... .

الشيخ: أولا شو علاقته بحديث الشفاعة أن هؤلاء إخواننا كانوا يصلون وإلى آخره ... ما علاقة هذا الحديث بهذا

السائل: يعني قوله (لم يعمل خيرا قط) أي ليس في معناه

الشيخ: خليه يأول حديث (لم يعمل خيرا قط) بما يشاء أن ليس موضوعنا الآن فيه موضوعنا أن هذا حديث صحيح وصريح أن الله عز وجل أذن للمؤمنين الصادقين من أهل الجنة بأن يشفعوا لإخوانهم الذين كانوا معهم كانوا يصلون معهم لكن ما نراهم معنا فيستأذنون ربهم بأن يشفعوا لهم فيأذن لهم خرجت أول وجبة ... فاستحقوا بها أن يدخلوا النار فأخرجوا بشفاعة الصالحين ثم يأذن لهم بإخراج وجبة أخرى ... فالتساؤل الآن ما علاقة حديث (لم يعمل خيرا قط) بهؤلاء الذين أخرجوا بشفاعة الصالحين ولم يكونوا من المصلين, لكن شو وجه العلاقة؟

السائل: وجه العلاقة أنه يعني الفهم القائم لعله أن الوجبة الثانية (أخرجوا من في قلبه مثقال ذرة من إيمان) لا ينفي أنهم لم يصلوا ... .

الشيخ: ... أن الذين كانوا يصلون أخرجوا.

السائل: والآخرين هل ينفي ... ؟

الشيخ: طبعا لأن الذين قالوا هذه الجملة إخواننا كانوا يصلون معنا وما نراهم معنا شفعوا لهم فأخرجوهم فلما أذن لهم بأن يشفعوا في جماعة ثانية هؤلاء ليس فيهم ولذلك نتسائل إيش علاقة هذا الحديث بهذا؟

السائل: إذن هنا ... .

الشيخ: ... هو الذي جعلنا نحن نستدل بالحديث على أن تارك الصلاة إذا كان مسلما كما قلنا آنفا الفرق بين الكفر الإعتقادي والكفر العملي إذا كان مؤمنا بالصلاة لكنه لم يكن يصلي كسلا وهملا ليس ... فهؤلاء يشفع لهم.

السائل: إذا هذا السؤال إنقطع هذا السؤال إنما السؤال الآن توجيه هذه العبارة بحيث أنه لم يعمل خيرا قط ولا يدخل الجنة إلا المؤمن

الشيخ: إيش معنى ذلك لا يدخل الجنة إلا مؤمن ... فأنا بأقول تارة بلى وتارة لا, لايدخل الجنة إلا مؤمن مع السابقين الأولين مؤمنا كاملا أو على الأقل رجحت حسناته على سيئاته أما إذا كان مؤمنا لكن له سوابق له سيئات إلى آخره فهذا إما تشمله مشيئة الله ومغفرته كما قال الله عز وجل ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) إن لم تشمله مغفرة الله فيدخل النار ليعذب ما يشاء حينئذ كما قلنا في الحديث السابق (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) أي تكون هذه الشهادة ليست الشهادة بمقتضياتها إلا بحقها كما جاء في الحديث ... شهادة أن لا إله إلا الله هذا هو الإيمان وهذا أقل ذرة إيمان أي لم يكن هناك يعني التزام بحقوق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهذه الحقوق إن لم يلتزمها الإنسان قد يدخل الجنة مع الصالحين وقد يدخلها بعد الحساب ويكون استحق نوعا من العذاب ولكنه لا يدخل النار إلى آخره المهم فهنالك درجات أما إذا افترضنا أشقى الناس ... فحينما نحن نقول أن تارك الصلاة كافر أي مرتد عن دينه ما هو الكفر؟ الكفر ماهو لا يمكن أن نتصور عالما حقا لا يوافق على هذا التفصيل الذي استفدناه من شيخي الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية ... كفر عملي وكفر اعتقادي لابد من هذا التفصيل وإلا ألحق من لا يتبنى هذا التفصيل بالخوارج فلابد فالذين يكفرون تارك الصلاة ليس عندهم حجة إطلاقا قاطعة في الموضوع سوى ظواهر النصوص وهذه الظواهر من النصوص معارضة لظواهر نصوص أخرى فلابد من التوفيق بينها فبماذا نوفق؟ نوفق من ترك الصلاة مؤمنا بها معترفا بشرعيتها معترفا في قرارة نفسه بأنه مقصر مع الله تبارك وتعالى في إضاعته إياها أما أن يسوي بين هذا وبين ذاك المشرك الذي لا يعترف لا بصلاة ولا بزكاة أنا أستغرب جدا كيف نسوي بين من كفره كفر إعتقادي وعملي المشرك كافر كفرا اعتقاديا وعمليا أي هو ينكر الشريعة الإسلامية بحذافرها ومنها الصلاة فهو إذًا لا يصلي فهو إذًا كافر كفر إعتقادي وكفر عملي وأما المسلم فقد يصلي أحيانا كما هو الواقع في كثير من المسلمين التاركين للصلاة كيف نقول هذا كهذا يا أخي هذا ليس كهذا هذا يخالف هذا تماما في العقيدة هذا المشرك لا يشهد بلا إله إلا الله محمد رسول الله ولا بلوازمها ... أما هذا المسلم الفاسق الخارج عن طاعة الله وطاعة رسول الله يخالفه مخالفة جذرية فهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويؤمن بكل لوازمها ولكنه غلبه هوى النفس غلبه حب المال إلى آخره من معاذير ليست معاذير له تشفع في أن يترك الصلاة لكنها معاذير تشفع له عند الله يوم القيامة أنه أنا آمنت بالله ورسوله لكني قصرت التسوية بين هذا وهذا هي ظلم وأنه ميزان جائر غير عادل هذا مع الأدلة الأخرى الكثيرة والكيثرة جدا التي أشرنا إليها في الدروس السابقة أنه مجرد ما قال (من ترك الصلاة فقد كفر) مش معناها ارتد عن دينه لأن من حلف بغير الله فقد كفر مش معناها ارتد عن دينه مثل هذا التعبير كثير وكثير جدا في أحاديث الرسول عليه السلام فمالذي يحملنا على أن نفسر أن من ترك الصلاة فقد كفر أي ارتد عن دينه, من حلف بغير الله فقد كفر ما ارتد عن دينه أنا أقول هذا وهذا قد يلتقيان وقد يختلفان من ترك الصلاة فقد كفر جحودا ارتد عن دينه من حلف بغير الله فقد كفر جحودا بهذا الحكم ألحق بالأول أي بالكافر من ترك الصلاة فقد كفر معترفا بالصلاة ... وأن هذا كفر عملي فهذا غير مرتد, من حلف بغير الله عز وجل معذرة أن ما أعرف هذا فإن ذكرناه قال غلبت علي العادة هذا لا يكفر كفر إعتقاديا وإنما يكفر كفرا عمليا الأحاديث والنصوص كلها تتجاوب بعضها مع بعض وتضطرنا اضطرارا فكريا عقديا أنه لا نقع في حيصة بيصة ... وهنا لا كفر يعني عصى الله عز وجل وكفر كفرا عمليا إلى آخر ما هنالك من أشياء كثيرة وكثيرة جدا ولذلك أنا استغربت قولك أن هذا لم يعمل عملا خيرا قط ربطه بموضوع حديث الشفاعة لا نحن لاحظنا التفصيل المذكور في هذا الحديث الصحيح الذي يشعرنا تماما أن هناك معذبين في النار كانوا مصلين أخرجوا دخلوا النار ليس لسبب تركهم للصلاة وإنما قد يزني قد يسرق قد يأكل الربا إلى آخره كما جاء في الأحاديث (بذنوب اجترحوها) لكن في الوقت نفسه كانوا مع المصلين ولذلك إخوانهم المصلون الصالحون قالوا يا ربنا لا نرى معنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا فالله عز وجل تفضل وأمرهم بأن يشفعوا فشفعوا لهم قالوا إخواننا ما ذكروا ... هذا التفصيل هو الذي جعلنا نحتج الحديث ونحن لم نكن من قبل نحتج بهذا الحديث عندنا أشياء كثيرة وكثيرة جدا لكن الحديث هذا في الحقيقة زاد نور على نور أوضح لمن كان غافلا أن هذه المسألة فيها الغلو من بعض المشايخ والعلماء ويكفيكم في ذلك أن تعلموا أن جماهير العلماء المجتهدين حتى الإمام أحمد الذي ينسب إليه القول بتكفير تارك الصلاة كسلا هي رواية ... لو كان هذا مرتد عن دينه بترك الصلاة متى يؤمن متى يصبح مؤمنا إذا ارتد عن دينه لابد أن يجدد إيمانه ... إذا كان عنده عمل مضطر ليعتاش به يسمح له أن يترك الصلاة أي قضاءها حينما يتيسر له هذا الإمام أحمد إمام السنة أنا أرى أن المسألة أخذت بشيء من الشدة أكثر من اللازم.

 

(285/1)

 

 

«مداخلة من أبو مالك

أبو مالك: ... لكن أريد تعقيبا على سؤال الأخ أبو عبد الرحمن يقول بأنه أولا العذاب الذي يمس أولئك العصاة ممن دخل النار هناك طبعا العذاب متفاوت في درجاته ولا نعرف كم يمكث آخر من يخرج من النار كم يمكث في العذاب يعني أولا هذا العذاب الذي مس أولئك ربما يبقى أو يمتد إلى وقت طويل جدا لا يدرى ... لأن الله عز وجل ما حدد لنا الوقت أو الرسول عليه الصلاة والسلام ما حدد لنا الأزمنة التي يتفاوت فيها الخارجون من النار أبدا, فلذلك هؤلاء الذين ذاقوا مس النار عياذا بالله وهم آخر من يخرج من النار من المؤمنين ألا يكفيهم ذلك العذاب أولا نسأل الله العافية يعني هل نقول بأن تخليد هؤلاء في النار هو الذي نرجوه لهم أم نرجوا للذين يقولون لا إله إلا الله ما لا نرجوا لمن يقول الشهادة؟ والشهادة كما أشار شيخنا يكفي أنها كما قال عليه الصلاة والسلام (من قال لا إله إلا الله خالصا بها قلبه نفعته يوما من دهره) هذا واحد أما المسألة الثانية فإن كذلك شيخنا أشار لهذه المسألة لكن أنا أقول حتى بصورة مختلفة أو بلفظ آخر بأن الذي لم يعمل خيرا قط أي لم يعمل عملا صالحا غير لا إله إلا الله فلا إله إلا الله هي العمل الذي نفعه وهي القول الذي ... لأن هي لسان يتحرك بها فهو عمل وقلب يعتقد فهو عمل أيضا لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أنه لم يعمل خيرا قط أي من الأعمال التي كان يعملها سائر المؤمنين مقتضياتها كما قال شيخنا فهذه مسألة مهمة جدا الحقيقة ونحن المسلمون طبعا ما ينبغي أنهم يعني يفرطوا لأنه كل مسلم معرض نسأل الله العافية إذا إنتكس أمره في أول عمره في وسطه في آخره أن لا يبقى له إلا هذا الذي يقوله أو هذه الكلمة التي يقولها لا إله إلا الله فكيف نرضى لمن يقول لا إله إلا الله أن نسوي بينه وبين من يقول غيرها أو من يجحدها حقها أو من يجحد ... .

 

(285/2)

 

 

«في حديث الشفاعة جاء: ( ...... لم يعملوا خيرا قط) هل تكفي في رد الحكم بالكفر على تارك الصلاة؟»

السائل: طيب هذه الزيادة لا تكفي في الإستدلال (لم يعمل خيرا قط) يعني استثنينا لفظ يعني الإيمان الذي هو الشهادة هل تكفي وحدها لرد الحكم بكفر تارك الصلاة؟

الشيخ: يكفي من طريق دلالة العموم

السائل: يعني كيف شيخنا؟

الشيخ: (لم يعمل خيرا قط) أما نحن كما شرح الأستاذ أبو مالك (لم يعمل خيرا قط) ... أما حديث الشفاعة نص

سائل آخر: ... .

السائل: إذا هذا يقضي على ... .

الحلبي: شيخنا هنا اللفظ الذي أشار إليه أخونا أبو عبد الرحمن (لم يعمل خيرا قط) أصل من الأصول العديدة التي استدل بها على قاعدة كلية تجيب على الإشكال من أصله أن أعمال الجوارح ليست شرط صحة في أصل الإيمان ولكنها شرط كمال من شرط كمال في الإيمان هذا أحد الأدلة على ذلك, هذا نقطة أولى بعدين نقطة ثانية شيخنا تفضلتم بإشارة عزيزة غالية منكم في التفريق أولئك الذين لا يفرقون بين الذي عنده إيمان بالصلاة وبالتالي التوحيد والذي عنده جحود وإنكار أو كذا وأنا أقول هذه النقطة شيخنا وهنا ملحظ اجتهادي أرجوا منكم تقويمي فيها

الشيخ: تفضل

الحلبي: أن هؤلاء يخشى أن يكون قولهم بعدم التفريق هذا سببا في أن يجعلوا الصلاة أهم من كلمة التوحيد لأن كلمة التوحيد هي الأساس الذي تقبل تحته الصلاة وليس العكس

الشيخ: تمام, يعطيك العافية!

الحلبي: الله يبارك فيك.

 

(285/3)

 

 

«هل التصريح بالكفر من إنسان كمن يقول أن الديمقراطية طريقة شرعية يكون كافرا؟»

السائل: التصريح بالكفر من الإنسان ألا يدل على ما القلب ... كمن يقول أن الديمقراطية طريقة شرعية أو الديمقراطية ... ؟

الشيخ: بارك الله فيك اللفظ قد يدل على ما تقول وقد لا يدل, لذلك لابد من التفصيل ... الآن ضربنا بعض الأمثلة وتساءلنا أنه من فعل كذا فقد كفر ... قلنا يحتمل أن يكون هذا كفر اعتقادي وكفر عملي بعد هذا البحث انتقلنا إلى الكفر اللفظي والكفر القلبي وقفنا عند الكفر اللفظي ما قلنا أنه من نطق بلفظ الكفر يدان بالكفر فورا لابد من الإستيضاح لعل الكثير من إخواننا الحاضرين يذكر حديثا صحيحا يقول عليه السلام (من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله) الآن نحن إذا سمعنا من كان في الجاهلية يعيش فيها ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ماذا نقول فيه؟ أسلم فإذا سمعناه حلف باللات والعزى ... هل نحكم عليه فورا بأنه أشرك وارتد عن الإسلام الذي دخل فيه بكلمة التوحيد؟ الجواب لا, هذا الحديث من الأدلة التي تجعلنا نكبح جماح نفوسنا من المبادرة إلى تكفير من سمعنا منه كلمة الكفر انظر الآن هذا الحديث بالإضافة إلى ما أنا أستدل به أنه لا يجوز المبادرة إلى تكفير من سمعنا منه كلمة الكفر يعطينا فائدة أخرى ما قال الرسول عليه السلام ... ماذا يعني بحلفه هذا الذي هو شرك صريح لكن قال (فليقل لا إله إلا الله) لم؟ إحسانا للظن بهذا المسلم لأنه ما دخل في الإسلام إلا وقد كفر باللات والعزى لكن قد تغلب عليه العادة الجاهلية القديمة فيسبق لسانه ويقول كلمة الكفر إذا نحن الآن نأخذ موعظة ونأخذ أدبا إسلاميا وعلما أننا إذا سمعنا كلمة الكفر من مسلم لا نكفره وإنما كما ذكرت آنفا بعض الأمثلة نستوضحه أولا ... الآن ترى هذا الذي يقول الديمقراطية فريضة شرعية هل يعني شرعية إسلامية؟ أنت الآن تجد كثير من حكام المسلمين يعبرون في بعض الخلفيات الذي ... يجب التحاكم إلى الشرعية الدولية تسمع بهذه الكلمة؟

السائل: ... .

الشيخ: إذا الديمقراطية فريضة شرعية بدنا نحن نستوضح منه عن هذه الأسماء والألقاب التي يستعملوها القضية خطيرة يا أخي أنت تتكلم مع إنسان مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يمكن يصوم ويصلي معك في المسجد وهو قال هذه الكلمة ... لكن التربية بدها تكون على طريقتين طريقة ... الديمقراطية المخالفة للشريعة الإٍسلامية هي فريضة خلاص انقطعت الصلة بيني وبينك لكن هل تظن أنك أنت مع أي إنسان تسمع منه هذه الكلمة سيقول لك لو سألته الديمقراطية التي أعنيها هي تعاكس وتخالف الشريعة الإسلامية هي فريضة؟ هل تظن أنه يعطيك هذا الجواب أو هو يقول كلمة يسمعها من فلان الكاتب , فلان الخطيب ... نسمعه يحلف بغير الله نقول له يا أخي لقد رسول الله صلى الله عليه وسلّم (من حلف بغير الله فقد أشرك) ... حديث آخر (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) إلى آخره لا تحلف بأبيك ولا بأخيك ولا إلى آخره لأن هذا معناه تعظيم لغير الله والله أعظم من كل شيء فإذا حلفت فاحلف بالله عز وجل فقل له هذه الموعظة نحن جربنا الناس اعمل له موعظة أول مرة وثاني مرة وثالث مرة ... .

أبو مالك: بيقول لك ((ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم))

الشيخ: الله أكبر.

 

(285/4)

 

 

«مداخلة حول حديث: (من حلف باللات فليقل لا إله إلا الله).»

أبو مالك: لكن شيخنا تعليقا على حديث (فليقل لا إله إلا الله) الرسول عليه الصلاة والسلام لما أمر الحالف باللات والعزى أن يعقب كلامه الأول بكلام آخر بلا إله إلا الله لم يفرق بين الناسي والمتعمد فالحديث يشملهم جميعا لأن ربما المتعمد يكون جاهلا وإذا كان قد يكون مخطئا وقد يكون ناسيا أو يغلب عليه لسانه أو عادته لذلك الحقيقة أن نقول أن كلمة لا إله إلا الله ليست التي هي تعيده إلى الإسلام وإنما هي من باب التذكير لما ينبغي أن يكون عليه من التوحيد الخالص في لفظه وفي معناه.

الشيخ: هذا من باب (وأتبع السيئة الحسنة تمحها)

الحلبي: شيخنا ألا يقال شيء آخر وأن للحديث بداية وأولا وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام (من قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق ومن حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله) فخرج القول كالكفارة؟

الشيخ: هذا هو.

 

(285/5)

 

 

«حديث: (من قال أنا يهودي أو نصراني فهو كما قال) كيف يفسر؟»

السائل: (من قال أنا يهودي أو نصراني فهو كما قال) يعني هنا كيف نفسر هذا الحديث؟

الشيخ: إذا قالها قاصدا.

الحلبي: الحقيقة شيخنا إذا كل هذه النصوص لم تضبط بالقاعدة يصبح خلط عظيم جدا.

الشيخ: الله أكبر.

أبو مالك: شيخنا أنا أقول هذا من باب التذكير لبعض إخواننا , أنا أقول أننا كنا نسمع في السابق من كثير من الجماعات الإسلامية التي كانت ترى بأن الديمقراطية كفر وبأن الذي يتولى الديمقراطية ولم يدر كيف يتولاها هو من أهل الكفر عياذا بالله تعالى ثم تغير الحال وتبدل فأصبحوا يقولون غير الذي كانوا يقولون لذلك أنا أريد الوصية التي أريد أن أوصي بها نفسي وإخواني أنه لا ينبغي لنا إلا أن نكون على الطريق السليم ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه)) لا ينبغي أن نغير أو أن نبدل مهما كانت الظروف لماذا؟ لأمرين اثنين أما الأمر الأول فمنهجنا واضح لا يقوم إلا على الدليل من الكتاب والسنة وعلى الفهم الصحيح الدقيق الذي عرفناه من سلفنا الصالح, وأما الأمر الثاني فإن الذي أخشاه لاسمح الله إن تغير الحال وتبدل إلى مآل لاسمح الله غير ما نرجوا فإن الأمر يكون كما من غير ... .

الشيخ: ... فرأينا أناسا كانوا في الأمس القريب يقولون قولا فعادوا يقولون فولا مناقضا, ... عجبت من حذيفة بن اليمان ولا عجب فإنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... لكن على الأقل سأحاول استحضار المعنى لعله الأخ علي أو أحدا من إخواننا يستحضر اللفظ يقول " إذا أراد أحدكم أن يعرف هل أصابته الفتنة أم لا فلينظر إذا كان يقول شيئا غير ما كان يقوله سابقا فمعناه أصابته الفتنة "

الحلبي: طيب شيخنا هو الأمر كما قلت في الأول لكن هو " فلينظر حلالا كان يحرمه بالأمس وحراما أصبح يحلله اليوم "

الشيخ: هذا هو صدق على كثيرين ... .

السائل: فيه رواية أعم عن حذيفة رضي الله عنه (إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف)

 

(285/6)

 

 

«هل الأشاعرة هم من أهل السنة وهل يكفرون؟»

السائل: شيخنا في هذا الوقت يعني ظهرت الأشعرية وغيرها من الفرق الضالة وبعض إخواننا يدخل أي الأشاعرة من أهل السنة وبعض إخواننا يقوم ... مع بعض أفرادهم الذين قد أشربوا ... في قلوبهم فمثل هؤلاء سارعوا في تكفير هؤلاء ... الذين يعتقدون هذا الإعتقاد فما توجيهكم؟

الشيخ: يا أخي موضوع التكفير أظنّ انتهينا منه ... ولا يجوز المبادرة إلى التكفير إلا بعد الإٍستيضاح عن ... هذا الذي يراد تكفيره وقلت سابقا أيضا لابد من إقامة الحجة ولو ظهر منه بعد بيانه وإعراضه عن ... لابد من إقامة الحجة عليه أن هذا كفر يخالف الكتاب والسنة ... ومن التشدد بل ومن التشبه بالخوارج أن نبادر إلى تكفير إخواننا المسلمين الذين يشاركوننا في شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصلون صلاتنا ويصومون صيامنا ويستقبلون قبلتنا هذه الأمور التي هي تعرفوننا فيها فينبغي أن ... أننا رأينا فيهم انحرافا لابد أنه يجب علينا أن نكون عونا لهم على تحريكهم عن إنحرافهم أما أن نقول هؤلاء ارتدوا عن دينهم فهذا ليس من شأن المسلم الصالح العارف بالكتاب والسنة أما أن أشاعرة والماتوريدية هل هم من أهل السنة والجماعة؟ أنا أقول هم من أهل السنة والجماعة في كثير من عقائدهم ولكن في عقائد أخرى انحرفوا عن أهل السنة والجماعة إما إلى الجبريية وإما إلى الإعتزالية ونحو ذلك فهم ما داموا أنهم لا يتبنّون المنهج الذي نحن ندعوا إليه من اتباع الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح فهم بلا شك سيخرجون بقليل أو كثير عن الخط المستقيم الذي عليه السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أنا لا أرى أن نقول إنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة إطلاقا ولا أن نقول هم من أهل السنة والجماعة إطلاقا لأنهم في الحقيقة كما قال الله عز وجل ولو في غير هذه المناسبة ((خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم)).

 

(285/7)

 

 

«هل من جحد الصفات أو بعض مسائل العقيدة يعتبر كافرا؟»

السائل: يعني هل يعتبر الذي جحد الصفات أو بعض مسائل العقيدة هل يعتبر يعني بعد إقامة الحجة عليه أنه كافرا أو نحكم عليه بذلك أم يبقى الأصل على القاعدة؟

الشيخ: نحن بحثنا في هذه النقطة بالذات وأتينا بالمثل الذي أوصى بتلك الوصية الجائرة قلناها في الدرس السابق لابد من إقامة الحجة فإذا ظهر منه المعاندة حينئذ حكم بكفره لكن إذا ظهرت عنده شبهة أو عنده بالنسبة له حجة لا ينبغي أن نكفره بدليل أن من مذهب أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم أئمة الحديث أنهم يأخذون برواية كثير من الفرق الضالة المخالفة لمنهج السلف الصالح كالمعتزلة والخوارج والشيعة ونحوهم ومعنى هذا الأمر أنهم لا يكفرونهم فهم ... ومنهم الإباضية في هذا الزمان يلتقون مع الشيعة في كثير من الضلال أهم هذا الضلال عندنا أنهم يقولون كلام الله عز وجل مخلوق المعتزلة هكذا يقولون الخوارج هكذا يقولون الإباضية المعروفون اليوم في هذا الزمان هكذا يزعمون مع ذلك فهم يقبلون حديث المعتزلي, هذا القبول على ماذا يدل؟ على أن هذا المعتزلي وإن كان يعتقد أن كلام الله مخلوق لم يخرج بهذه العقيدة الباطلة عن الملة الإسلامية لماذا؟ لأن أول شرط في الحديث الصحيح أن يكون راويه مسلم إذا كان غير مسلم سقط حديثه ولا يعتبر بالرواية إطلاقا فإذا حينما نرى أئمة الحديث يحتجون بأحاديث هؤلاء الطوائف الخارجة عن الفرقة الناجية معنى ذلك أنهم لا يكفرونهم لكنهم يضلّلونهم لماذا لا يكفرونهم؟ هنا الشاهد من كلامي واستشهادي بأنهم يلعمون أنهم قصدوا الحق وأخطؤوه ما قصدوا محاربة العقيدة الصحيحة وإلا إذا علموا ذلك منهم لنبذوهم نبذ النواة هؤلاء المعتزلة والخوارج هكذا كان ... الماتوريدية والأشاعرة ... فبذلك فليس من منهج أهل السنة والجماعة تكفير هؤلاء وإنما نكتفي بأنهم على ضلال وعلى انحراف أما إذا بدر منهم شيء من الإنكار الذي يساوي من وصف الله عز وجل بمثل قوله ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)) فهؤلاء هم الكفار أظن أتيت على الإجابة على سؤالك.

 

(285/8)

 

 

«تعليق الشيخ على كلمة أبي مالك وكلامه فيمن يكفر بعض أئمة السلف كابن تيمية

أبو مالك: نحن هذا ندين الله تبارك وتعالى به ونعتقده جازمين ونسأل الله عز وجل أن نلقاه على مثل هذا المعتقد الصحيح إن شاء الله ولكن لا يخفى على كل الإخوان وعلى كل طالب علم وعلى أهل هذه الدعوة الحق التي استقام عليها أمرنا إن شاء الله أن أولئك الذين يدعون بأنهم من الأشاعرة وغيرهم من الفرق الأخرى التي انحرفت عن الإسلام وابتعدوا عن دين الله عزّ وجلّ الحق لا يخفى على الجميع بأنهم يكفّروننا وعلى رأسهم ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى فهذه العقيدة وحدها إن ثبتت عتدهم يقينا وقالوها واتبعوها ودعوا الناس إلى اعتقادها ففي ظني أنهم يخرجون من الملة.

الشيخ: فيه ملاحظة بارك الله فيك, قلت آنفا ... أنه لا يجوز ... إنما أنا لا أعلم أن الأشاعرة والماتوريدية القدامى يكفرون أهل السنة والجماعة حقا أي يكفرون أهل الحديث أي يكفرن أتباع السلف الذين يقولون أن علماء السلف أعلم وأحكم أولئك يقولون مذهب السلف أسلم ولكن مذهب الخلف أعلم وأحكم زعموا مع هذا الفارق الكبير بين السلف أو مذهب السلف أو السلفيين وهؤلاء من علماء الكلام الذين يدخلهم نوع من الماتوريدية والأشاعرة أنا لا أعلم منهم أنهم يكفرون المتبعين لمذهب السلف ولكن خاصة في الزمن ... من باب التوضيح وليس من باب التعقيب هذا الذي أردت أن ألفت نظر إخواننا الحاضرين قد يوجد في الزمن الأخير من ... للسلفيين أتباع السلف الصالح فيخرج من بعض الأفراد منهم نكاية في هؤلاء لها تكفير أئمة العلماء من أتباع السلف الصالح كابن تيمية وابن القيم من ظهر لنا منه ذلك فهو الكافر فعلا وهذا السقاف الذي لقبه بعضهم بحق بالسّخّاف هو الذي أعلن تكفير ليس فقط ابن تيمية وابن القيم الجوزية بل كل من يسير مسيرتهم لكن كان تارة يماري وتارة يعلنها بكل قلة حياء واستخفاف بعلماء السلف الصالح في مثل هذا ينطبق عليه هذا الحكم.

 

(285/9)

 

 

«هل هذا السقاف يكفر بعينه؟»

السائل: هذا الرجل ... .

الشيخ: لأنه كفر بعينه

السائل: لكن نحن لا نكفر من يكفرنا, لكن هذا الرجل هل أقيمت عليه الحجة؟

الشيخ: وكيف لا؟! الله أكبر ... هذا ممن يحرف الكلم عن مواضعه ليس من الذين شبه لهم كما قلنا آنفا ... حتى نقول له أخطأت أو كفرت هذا ليس من هذا النوع ما ندري يبدو أنك لا تتابع؟!

السائل: أنا وقفت على ضلالات الرجل لكن قضية تكفيره

الشيخ: ليس من ناحية العقيدة فقط, من ... الكذب

السائل: الكذب وقفت عليه كثيرا.

 

(285/10)

 

 

«هل من نصيحة للطلاب الذين يناظرون ويناقشون أهل البدع وليسوا أهلا لذلك؟»

السائل: يعني بعض هؤلاء الناس يدعوا بعض إخواننا للجلوس والمناظرة وبعض إخواننا قد لا يكون على المستوى المطلوب فما النصيحة التي توجّهها ... .

الشيخ: في الحقيقة أنا لا أنصح أي أخ منا أن يلتقي مع هؤلاء إلا إذا كان مليئا بالعلم الصحيح من الكتاب والسنة لأنهم أهل أهواء وأهل شبهات فإذا لم يكن من يريد أن يناظرهم وأن يقيم الحجة عليهم قد جمع بين العلم والعقل معا فيخشى أن يصاب في نفسه وفي عقيدته شيء من أهوائهم فلذلك كان السلف الصالح يناظرون ... لنهي المسلمين عن اتباع أهل الأهواء كثيرا ما أُسأَل عن طريق الهاتف من أفراد أشعر بأنهم يصابون من الجلوس مع هؤلاء وآخر شيء وقع أحدهم قال لي أنت في كتاب صفة الصلاة صححت حديث (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) وفي كتاب الإرواء ضعفته هكذا يقول قلت كيف قال أنت قلت كذا وكذا وإذا به ينقل ردي على البوصيري الذي صحح هذا الحديث في سنن ابن ماجه وإسناد الحديث في سنن ابن ماجه لا يصح فأنا كما هو الواجب على كل باحث ومنصف في التجرد عن إتباع الهواء نقدت البوصيري وبينت أنه مخطئ في تصحيحه لإسناد حديث ابن ماجه هذا وأن هذا إسناد ضعيف قلت له هل أنت قرأت البحث كله في الإرواء ... هذا الحديث أن بحثته في الإرواء في نحو اثنتي عشرة صفحة فقط للوصول إلى حكم أن هذا الحديث إما حسن لغيره أو صحيح لغيره فقط عرفت فيما بعد أن هذه تشويشة من هذا السقاف يوهم الناس أن الألباني متناقض صحح الحديث في صفة الصلاة وضعفه في الإرواء بينما أنا صححته في الإرواء أيضا لكن بطريق جهد جهيد جدا اثنتي عشرة صفحة لأقول في نهاية البحث مما سبق يتبين أن هذا الحديث بمجموع طرقه السالمة من الضعف الشديد لأن بعضها فيها ضعف شديد السالمة من الضعف الشديد يرتقي الحديث إلى كونه صحيح لغيره هذا كله أعرض عنه ليظهر للناس أن هذا الألباني متناقض.

 

(285/11)

 

 

«ما هو منهجكم في التصحيح والتضعيف في السنن الأربعة هل هو على سند الكتاب أم على مجموع الطرق؟»

السائل: ... هل في تصحيحكم للأحاديث تعتمدون على الأسانيد التي في هذه الكتب ... ؟

الشيخ: هناك طريقان, لعله قبل بيان هذين الطريقين أذكر إنما أنت كنت عليه هذا الأسلوب أنا كنت به بطلب من ... فتبين لي فيما بعد أن المدير أو الرئيس كان الظاهر في طريق إنتهاء مدة رئاسته فيريد أن يقدم للمجتمع الإسلامي أثرا يخلد إسمه فيما بعد ولذلك كان ... فأنا قلت له بأن أكثر الأحاديث عندي مدروسة وجاهزة فنأخذ الخلاصة ونضعها تحت أي حديث من الكتب صحيح أو حسن أو ضعيف لكن هناك أحاديث لم يجر عليها البحث والتحقيق هذه لا أستطيع أن آتي عليها حكما على طريقتي أنا من هذا البحث لكني أدرس سند الكتاب وأحكم عليه بناء على العلم الذي أنا كسبته ... على هذا فالآن الموجود في السنن الأربعة حكمي على طريقة من الطريقتين الطريقة الأولى وهي الأكثر لا أنظر إلى السند بل أنظر إلى ... فقد يكون سند الحديث ضعيفا في كتاب ما فأقول أنه صحيح أي الحديث والسند ضعيف أخذت الصّحة من طرق أخرى وقد يكون العكس تماما أقول هذا الحديث إسناده ضعيف وقد أجد أنا فضلا عن غيري قد أجد له إسنادا آخر في مسند أحمد فأقويه فيما بعد أما الآن ... فأعطيته الحكم النابع من نفس سند الكتاب الذي أنا وضعت تحت الحديث مرتبته إستنباطا ... هذه الطريقة الثانية وهي ... وبهذا يكون جوابي لك.

السائل: جزاك الله خيرا.

الشيخ: وإياك غيره إيش سؤالك الثاني وأنهي به؟

 

(285/12)

 

 

«بعض صفات الله كالمكر والخداع هل هي من باب المقابلة؟»

السائل: أحاينا بعض الإخوة ... مثلا المكر والخداع فما رأيكم في مثل هذا ... .

الشيخ: ... لكن قد لا نضطر أن نقول من باب المقابلة باعتبار أن كل صفة من صفات الله عز وجل تختلف كل الإختلاف عن صفات المخلوقين فمكر الإنسان غير مكر رب الأنام ((ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)) بمجرد أنه وصف نفسه بأنه خير الماكرين خلاص أخذ الله عز وجل الصفة التي تليق بعظمته وجلاله دون الصفة التي إذا أطلقت على البشر تكون وصف ذم لهم وليس وصف مدح فحينئذ إذا قلنا من باب المجانسة والمقابلة فهو لم يقل بهذه الكلمة المهم أن أي صفة فهي تختلف عن صفات المخلوقين تماما ثم لا يشتق منها إسم فاعل فلا يقال مثلا ربنا ماكر أو مخادع أو ما شابه ذلك إنما ينطق بالصفة كما جاءت في الكتاب أو في السنة ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(285/13)

 

 

«الكلام على الزيادة التي وردت في صحيح مسلم: (أفلح وأبيه إن صدق) وأنها شاذة

الشيخ: أن أذكركم بأن زيادة " وأبيه " فهي زيادة شاذة وإن كانت وردت في صحيح مسلم وفي غيره من الصحاح فإنها لا تصح ليس نفي الصحة ناتجا من النقل الداخلي كما يقول بعض المعاصرين اليوم وفي التعبير الحديثي نقد المتن وإنما هو من نقد السند فهذه الزيادة "وأبيه" شاذة غير صحيحة, الصحيح (أفلح الرجل إن صدق) (دخل الجنة إن صدق) الشاهد من هذا الحديث, قنع هذا الرجل بالقيام بما فرض الله عليه فرضا عينيا فإذًا هو لا يجاهد جهادا كفائيا لا يأتي بالسنن والرواتب والنوافل والتطوع, رجل قانع بهذا وأكثر الناس هكذا فلما علم الله عز وجل من هؤلاء الأنصار الذين كانوا سببا للتمثيل للدين في أرضهم الركون إلى زرعهم وضرعهم وحرثهم أنزل الله عز وجل هذه الآية ليذكرهم بأن ترك الجهاد في سبيل الله عامة فهذا إلقاء بالنفس إلى التهلكة لكن هذا كما قلت آنفا قد يكون الإلقاء بطريقة معاكسة تماما كما نقول نحن الآن, الآن لماذا لا نذهب ونقاتل اليهود وهم احتلوا أرضنا وبجانبنا لأننا نحارب من كل جهة, إذًا هاي الجهاد أمامنا لكننا لا نستطيعه فما الذي يحملنا إلى تلك البلاد البعيدة ودولنا لا تساعدنا على هذا الجهاد إذًا نحن نعيش في الأحلام والأوهام وليس هكذا كما قيل:

" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل ".

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: " ما هكذا تورد يا سعد الإبل ".

الشيخ: أه في تقديم وتأخير, جزاك الله خير.

يا ترى المسجد قريب هنا وإلا؟ ... .

سائل آخر: جنب البيت تماما

السائل: بجنب البيت.

الشيخ: تفضلوا إذًا.

 

(286/1)

 

 

«حديث: ( ..... أفلح إن صدق) هل يستدل به على أن الأوامر في السنة تحمل على الندب لا على الوجوب كتحية المسجد مثلا؟»

السائل: ... كثير من الفقهاء ... يعني يستدلون بالحديث (أفلح إن صدق) في تجاوز كثيرا, كثيرا من الأحاديث الي هي ... من الأوامر الشرعية ... ما يوجب تطبيق يعني لأنه في الأصل في الأوامر الوجوب فيستدلون على حديث (أفلح إن صدق) بالمندوبية أو مندوبية ذلك الفعل؟

سائل آخر: ولا شك أن ... أيضا ... من العلماء يعني من يرد على هذا الأمر بقوله أنه عدل بأفلح إن صدق وقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أن ما انتهى من الأوامر وكذلك فإن الدين قد اكتمل الذي أوامر أخرى فيجب على من علمها يعني أن يطبقها وتكون بحكم الواجب وليس بحكم المندوب كما ذهبوا فماذا يعني؟

الشيخ: مثاله؟

السائل: يعني مثلا ... السنة تحية المسجد يقولون يعني تحية المسجد عندما أدخل مندوبة لأنها وإن وردت في صيغة الأمر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لهذا القائل الذي أتى بالفرائض المعلومة (أفلح إن صدق) وهو لم يزد على ذلك وهكذا ... ؟

الشيخ: أنا لا أعتقد أن هذه من يقول ما نقلت آنفا, لا أعتقد أن عالما يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علّم ذلك السائل كل ما فرض الله عليه في تلك ... وحينئذ يبقى الاستدلال بهذا الحديث من أوهى الاستدلالات أما لو فرضنا العكس أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمه ما يجب وجوبا عينيا في حياة المسلم فنقول بالنسبة لهذا المثال بالذات وهو تحية المسجد فتحية المسجد إنما تجب على من دخل المسجد أولا وليس على من دخل المصلى أو غيره من أمكنة الصلاة أولا وثانيا إنما تجب التحية ليس على من دخل المسجد فقط وإنما وجلس فيه فلو دخل ولم يجلس فليس عليه تحية, دخل وخرج ليس عليه تحية بغض النظر أن الأمر هنا للوجوب وهذا يحتاج إلى بحث لعلي أتعرض له لأنه في اعتقادي مهم جدا, بغض النظر أن هذا الأمر للوجوب أو الاستحباب فإنما هذا الأمر أمر به من دخل المسجد ويريد الجلوس أما إذا كان لا يريد الجلوس فغير وارد عليه هذا الأمر لأن للحديث روايتين اثنتين, الرواية الأولى (إذا دخل أحدكم المجلس فليصل ركعتين ثم ليجلس) الرواية الآخر (فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) إذًا إذا كان لا يريد الجلوس لأمر ما فهؤلاء العمال والذي يترددون إلى الوظيفة إلى المسجد لأمر ما وليس للجلوس فيه فهؤلاء لا ينصب عليهم الأمر المذكور في الحديث.

يؤكد هذا حديث أبي قتادة الأنصاري حينما دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحوله بعض أصحابه فجلس فقال له يا فلان أصليت ركعتين قال لا قال قم فصل ركعتين ثم قال عليه السلام الحديث المذكور آنفا وقصة أبي قتادة هذه هي غير قصة سليك الغطفاني وقصة سليك التي سنذكرها تؤكد أن الأمر المذكور في حديث صلاة التحية في المسجد يؤكد أنه للوجوب وليس للاستحباب, ذلك لأن حديث سليك كما في صحيح البخاري ومسلم أنه دخل يوم جمعة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب فجلس قال له عليه السلام (يا فلان أصليت قبل أن تجلس؟) قال لا قال (قم فصل ركعتين) ثم توجه إلى عامة الجالسين في المسجد وقال (إذا دخل أحدكم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين وليتجوز فيهما) (فليصل لله ركعتين وليتجوز فيهما) هذا الحديث يؤكد أن تحية المسجد واجب ليس أمرا مستحبا فقط ووجه الاستدلال في هذا الحديث بأن نتذكر حديثا آخر ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت) وكل متفقه في الشرع يعلم أن قول القائل لمن يتكلم يوم الجمعة والخطيب يخطب أنصت إنما هو أمر بالمعروف وأيضا يعلم أن الأمر بالمعروف واجب فإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط هذا الواجب وهو الأمر بالمعروف لأن الخطيب يخطب وعلى العكس من ذلك لم يسقط وجوب التحية والخطيب يخطب كان هذا من القرائن القوية والقوية جدا على أنه التحية لا تسقط ولا يجوز تركها لدعوى أنها مستحبة لا, هذا شيء وشيء آخر وهذا أمر هام أيضا أن التحية تشرع في الأوقات المكروهة ذلك لأن الصلاة المطلقة صلاة النافلة والخطيب يوم الجمعة يخطب منهي عنها فهي أو هو هذا الوقت ينبغي أن يُلحق بالأوقات الخمسة التي تفرع وكان منها من الأوقات الثلاثة لكن الفقهاء جروا على أن يجعلوا الأوقات أوقات خمسة بالنسبة لأنها تتعلق بأوقات الصلاة لكن الحقيقة أنه ينبغي أن يلحق بهذه الأوقات من حيث عدم جواز النفل المطلق فيه ومن حيث جواز بل وجوب صلاة التحية فيه ينبغي أن يلحق والخطيب يخطب يوم الجمعة لأنه النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر كما سمعتم آنفا سليك الغطفاني أن يصلي ركعتين والخطيب يخطب بينما نهى أن تقول لصاحبك أنصت, فهذا يؤكد أمرين الأمر الأول أن تحية المسجد واجبة وليست مستحبة فقط ثم تصلى في الأوقات المكروهة ككثير مما يدخل في تعبير الشافعية بالنوافل ذوات الأسباب فهذه من النوافل ذوات الأسباب ألا وهي تحية المسجد والآن نقوم إلى الصلاة إن شاء الله.

السائل: ... على خصوصية الجمعة بالنفل المطلق يعني خصوصية الجمعة في عدم الكراهية؟

الشيخ: ليس بحثنا في يوم الجمعة فقط!

السائل: نعم ... .

الشيخ: في وقت الكراهة لأنه هذا الوقت بعد الآذان

سائل آخر: يا شيخ ورد.

الشيخ: بعد خروج وقت الكراهة.

السائل: ثبت في صحيح مسلم.

الشيخ: نعم, نمشي.

 

(286/2)

 

 

«في صحيح مسلم أن أحد الصحابة جاء من سفر فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل المسجد ويصلي فهل هذا يدل على وجوب تحية المسجد؟»

السائل: ... ثبت في صحيح مسلم أن أحد الصحابة جاء من سفر وكان النبي صلى الله عليه وسلم واقفا أمام الباب, هم تركوه أظن يعني أضاع الطريق.

الشيخ: تقول جابر بن عبد الله؟

السائل: أظن هو والله أعلم.

الشيخ: أيوه.

السائل: لأنه هو في صحيح مسلم.

الشيخ: إيه.

السائل: فأمره النبي.

الشيخ: ... بس هنا ليس له علاقة بالجلوس في المسجد؟

السائل: نعم.

الشيخ: وإنما بالقادم من السفر.

السائل: بس الإمام مسلم, الإمام مسلم يا شيخ ساق هذه الأحاديث مع أحاديث الصلاة, الأمر أمر النبي صلى الله عليه وسلم ...

الشيخ: مش مهم هذا أنت أنظر في دلالة الحديث ... يدل على أنه من دخل المسجد وجلس هو يريد أن يذهب إلى عروسه لا تنسى! ... أقول أمره أن يذهب في الصباح.

السائل: جزاك الله خير.

سائل آخر: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام.

سائل آخر: وين ... .

 

(286/3)

 

 

«ما حكم الصلاة خلف إمام من الصوفية وعنده بدع؟»

السائل: في مسجد اسمه مسجد الرواس.

الشيخ: وين؟

السائل: هذا في منطقة اسمها الزهور, الحقيقة هو قريب من بيتي

الشيخ: طيب.

السائل: سمعت عن هذا المسجد.

الشيخ: إش به؟

السائل: هذا المسجد فيه صوفية و ..

الشيخ: معليش يا أخي كان عندك مسجد آخر صلي فيه

السائل: ما في قريب أقرب من هذا المسجد.

الشيخ: أي ما في أقرب, فالصلاة وراءهم جائزة ماداموا مسلمين.

السائل: لا عنده الإمام عنده بدعة قد تكون بل كونها مكفرة؟

الشيخ: نحن ما نحكم بقد, بدنا نتيّقن!

السائل: إذا تيقنت يعني.

الشيخ: إذا تيقنت لا تصلي خلفه.

 

(286/4)

 

 

«هل ورد في السنة ذكر لفظة " تحية المسجد " بعينها أم هو اسم اصطلح عليه العلماء؟»

السائل: هل فيه في السنة يعني ذكر اسم تحية المسجد أو وصف تحية المسجد بعينها؟

الشيخ: في السنة الصحيحة ما فيه, فيه تحية مسجد ركعتان بسند ضعيف.

 

(286/5)

 

 

«هل يجوز صلاة سنة الوضوء بنية تحية المسجد؟»

السائل: هنا هناك نقطة أخرى هنا المقصود الصلاة ليست مقصود ركعتين, المقصود الصلاة قبل الجلوس سواء كانت فرضا أو نافلة أو كذا؟

الشيخ: نعم.

السائل: طيب هنا كذلك الناس الذين يجمعون النية يقولون مثلا إيه؟ وعلى هذا بعض الفتاوى يعني كجمع تحية المسجد مع سنة الوضوء مع سنة الظهر مثلا؟

الشيخ: أي نعم.

السائل: هل هذا يشرع؟

الشيخ: أي هكذا نقول.

السائل: طيب ما على حسب ما فهمت أنه ما فيه تحية مسجد أصلا المقصود الصلاة فكيف تجمع النية مع نية سنة أخرى مع نية, ما دامت المقصود الصلاة إذًا ما في نية جمع نية هنا؟

الشيخ: وسنة الوضوء كمان, ما فيه!

السائل: لا فيه سنة الوضوء في سنة الوضوء ثابت.

الشيخ: أنا ما سألتك ... .

السائل: تفضل.

الشيخ: عم أقلك الجمع.

السائل: الجمع أه.

الشيخ: ما في وإلا فيه؟ يعني واحد توضأ.

السائل: نعم.

الشيخ: يسن في حقه أنه يصلي ركعتين سنة الوضوء كما هو معلوم ويصلي حقهم يصلي ركعتين قبليتين.

السائل: أيوه.

الشيخ: طيب, فحينئذ إذا كان بدو يأتي بالسُنتين, لازم يصلي أربعة ركعات ركعتين ركعتين!

السائل: نعم.

الشيخ: صح.

السائل: نعم.

الشيخ: طيب , ... يلقى أنه مثل هذاك البدوي بيريد يصلي ركعتين فسواء جمع بين النيتين أو ما جمع بيكون يعني النتيجة واحدة؟

السائل: النتيجة واحدة نعم.

الشيخ: وثواب النية, النية التي لا يعمل بمقتضاها, له أجر عليها المسلم وإلا لا؟

السائل: له أجر.

الشيخ: طيب أنت هو فسرته الأجر! , يا الله.

السائل: طيب شيخنا طالما قلت أشوف ... شوية فدائما نستفيد منكم الله يحفظكم, يعني شيء من كيفية الاستنباط بالنسبة لقضية جواز الجمع, يعني شو الي يقوم بذهنك ترجم لنا إياه حتى نستفيد والله يجزيك الخير؟

الشيخ: ما فيه عندي أكثر مما سمعت, شو سمعت؟ في مناقشتي مع سامي.

السائل: نعم.

الشيخ: ما الذي سمعته؟

السائل: شيخ هو.

الشيخ: ما كنت معنا.

السائل: لا كنت معكم شيخ.

الشيخ: الحمد لله.

السائل: الله يعينني.

الشيخ: هات نشوف شو سمعت.

السائل: أنه ليس ... من حيث الإطلاق أنه الإنسان مثلا يصلي ركعتين فقط سنة قبلية وإنسان آخر يصلي سنة قبلية وتحية المسجد يعني نية الجمع فيهما.

سائل آخر: شيخي راح نأخذ عن اليمين إن شاء الله

السائل: ... من هنا الآن.

الشيخ: نعم.

السائل: فالي فهمناه واستفدناه جواز يعني أمر الجمع بل أكثر من أربع ركعات مثلا, سنة الوضوء, تحية المسجد سنة قبلية

الشيخ: لا تعمل ... .

السائل: ... .

الشيخ: لا تعمل حواشي بس أنت.

السائل: نعم.

الشيخ: جزاك الله خير أعد ما سمعت!

السائل: ما في الي قلت شيخنا سابقا يعني.

الشيخ: أيوه, أش هو؟ ... .

السائل: الله.

الشيخ: ... .

السائل: ... نعم, أنكم حفظكم الله ترون جواز الجمع بالنية ولو الإنسان صلى مثلا تحية المسجد فقط ليس كمن نوى مثلا معها أو نقول سنة الوضوء مع سنة قبلية فهذا النية لها ثوابها في الجمع ما أدري هكذا يعني بالقدر الي ... .

السائل: أنا شيخنا هنا يعني.

سائل آخر: تفضل حفظك الله.

الشيخ: شو عندك شيء هلا؟

السائل: لا خلاص ... .

الشيخ: طيب هو قال نعم أنت بتقول معه نعم؟

السائل: أنا.

الشيخ: لا أنا.

السائل: ... خلاص.

الشيخ: هي أو كادت العاجلة.

السائل: بلى, شيخي الله يحفظك أنا بدي أفهم مش فاهم لحد الآن إذا صح.

الشيخ: إذا ... أن تفهم أجب!

السائل: نعم.

الشيخ: مشان تفهم أجب.

السائل: نعم, الآن لا أعلم.

الشيخ: كيف لا تعلم؟ طيب لا تعلم.

السائل: أي نعم.

الشيخ: تماثل لما قالوا نعم شو كان ردي عليه؟

السائل: أنه يعني النية زايدة ما لها أجره النية.

الشيخ: هاه.

السائل: أي نعم.

الشيخ: أنت بقى تسأل ها السؤال.

السائل: لا شك أنه ها النية لها أجرها لكن أنا أريد يعني أرى أنه مثلا هذا الأمر لما سألت الشيخ إيش استنباطه أو دليله أو كذا من باب أنه خلاص إذا كان.

الشيخ: يا أخي.

السائل: أي نعم.

الشيخ: ... كلامك.

السائل: نعم نعم.

الشيخ: الاستنباط من هنا جاء.

السائل: أيوه.

الشيخ: النية لها أجر.

السائل: نعم.

الشيخ: فإن كنت أنت معتقد بهذا الاعتقاد فالنية لها أجر, هون ليش بتخسروا هالأجر هذا؟

السائل: نعم.

الشيخ: شاردين يا جماعة بدنا باردين.

السائل: ... شيخي ... بعد.

سائل آخر: شيخ ... .

الشيخ: نعم.

السائل: أقول بعد ما مرينا ... إن شاء الله.

الشيخ: إيه بس خايف نمر ونحن ... .

السائل: على أنه يمكن نقول كمان يضاف إلى النية.

الشيخ: تسعة عشر دينار؟

السائل: ثمانية عشر وستين قرش يا شيخي.

الشيخ: أه شو إسمه هلا أنت بدك مني ... .

السائل: فهنا نقول لو سمحت يعني هو يشرع هنا بإضافة كمان تحية الوضوء مع تحية المسجد مع النافلة.

الشيخ: نعم.

السائل: ولو كان في شيء كمان زيادة يزيد.

الشيخ: نعم.

السائل: أما مع الفرض فأظن هنا لا يقع الكلام على الفرد

الشيخ: لا.

السائل: نعم.

السائل: يعني الواجب كما استفدنا من الشيخ " الواجب لا يسقط واجبا ".

 

(286/6)

 

 

«في السنة أن كلمة: (دبر الصلاة) هي من الصلاة وبعضهم قال هي بعد الصلاة فما هو الضابط؟»

السائل: طيب شيخنا بعض العلماء بيفسرون كلمة " دبر " يعني هي من الشيء والبعض يفسرها أنها يعني بعد الشيء منه, بعد الشيء يعني فإذًا ما هو الضابط الذي نفهم به أن هي يعني نهاية الشيء أو بعد الشيء يعني مثلا كمثال كما ذكرت لكم من قبل الشيخ بن عثيمين بارك الله فيه بيقول أنّ " اللهم أعتني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " هي دبر الشيء منه فتقال دبر الصلاة أي قبل السلام وبعد التشهد وهناك الرأي الثاني بيقول دبر الشيء يعني إيه؟ بعد الصلاة, فما هو الضابط الذي يُفهم منه هو نهاية الشيء وإلا بعد الشيء؟

الشيخ: في هذا السؤال يتكرر منك وجوابه عندك وأذكر جيدا أنني قلت لك فهل كذلك من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين إلى آخر الحديث قبل السلام؟

السائل: لا قلت يومها لا.

الشيخ: ماهوش هيك.

السائل: أيوه.

الشيخ: مو عطيتك الجواب؟

السائل: نعم.

الشيخ: ليش عم تكرر السؤال؟

السائل: فأنا هو بيقول.

الشيخ: الله يهديك

السائل: أنا سؤالي الثاني يا شيخ

الشيخ: ليش عم تكرر السؤال.

السائل: عفوا سؤالي يمكن كان حسب ظني سؤال ثاني يعني

الشيخ: كيف سؤال ثاني؟

السائل: أنه ما هو الضابط الذي يُفهم دبر الشيء منه نهايته منه ونهايته وإلا بعده؟ يعني ما هي القاعدة هنا؟

الشيخ: القاعدة, السنة العملية, السنة العملية هل كانوا يسبحون قبل السلام؟

السائل: لا

الشيخ: الجواب لا, هل كانوا يقولون " الله أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " قبل السلام؟ هون بقى.

السائل: نعم.

الشيخ: إذا واحد استطاع أن يُثبت أحد الأمرين فعل وإلا.

السائل: يبقى على أصله.

الشيخ: يبقى, لا مش على الأصل يحتمل هكذا وهكذا

السائل: أيوه, لأنه يومها ذكر شيء عقلي يعني قال دبر البعير منه.

الشيخ: يا أخي الدبر قد يكون يعني منه وقد يكون ليس منه.

السائل: نعم.

الشيخ: طيب إش القضية عقلي؟ يعني الجدار دبرك السيارة خلفك معناها هو جزء منك؟

السائل: نعم يا شيخنا؟

الشيخ: الجدار دبرك, هل هو الجدار منك.

السائل: لا.

الشيخ: فإذًا؟ الدبر يطلق ويراد أن يكون جزء من الشيء وقد لا يكون جزء منه

السائل: نعم طيب الضابط هنا النقل؟

 

(286/7)

 

 

«هل تحية المسجد إذا فاتتك لعذر تقضى مثل الرواتب؟»

السائل: تكملة ... السؤال الأول, لأنه في الذهن شيء كذا خفي شوية يعني هنا نستطيع أن نقول أن تحية المسجد إذا فاتت لعذر. هي تقضى كالنافلة القبلية مثلا؟

الشيخ: لا.

السائل: هنا بقى ... إذًا إيه صلاة, مادام ليست صلاة ... بذاتها ولا تأخذ حكم صلاة النافلة إذا فاتت بعذر فهنا يبقى السؤال يعني.

الشيخ: كيف كيف تحية المسجد تفوت بعذر ... .

السائل: دخل مثلا والفرض قائم أو دخل مثلا.

الشيخ: ما فاتت لأنه ما جلس ... صلى.

السائل: أه.

عيد: هاه, أيوه جزاكم الله خير يعني ... .

 

(286/8)

 

 

«الواجب مع الواجب مثل تحية المسجد مع السنة القبلية كيف تكون النية؟»

عيد: إيه واجب مع واجب يعني تحية المسجد مع السنة القبلية

الشيخ: أقول الي بدو ينوي ها النية هذه بينوي الواجب. وبيلحق به نية ما دون الواجب.

السائل: أيوه.

الشيخ: وليس العكس.

السائل: ... مهمة جدا الأصل القوي ويلحق به الضعيف

الشيخ: أي نعم, عملا واضح؟

السائل: مفهوم ... .

الشيخ: كويس فبفكر على الي بدو ... لأنه بيكون ... في الحديث و ... .

السائل: الطريق أنا متبعه شيخي.

الشيخ: أي نعم.

 

(286/9)

 

 

«كيف الجمع بين الفضائل كقيام الليل وصيام النفل؟»

الشيخ: فمثلا بحض على قيام الليل وبيحض على الصيام بيحض على الصدقة فنادرا ما يستطيع الإنسان أن يجمع بين هذه الفضائل خاصة إذا كان له وضع معين فبأقول واقعي أنا

السائل: أيوه.

الشيخ: أنه قدر ما يتيسر لي قيام الليل لأني بأسهر في العلم إلى الساعة اثنا عشر أحيانا الساعة واحدة, أي بالكاد بقى إني أروح أعطي لنفسي حقها من الراحة فبأقول ليش ما ... فرصة وهاي أنا بالنهار جالس أكثر وقتي مثلا في العلم ليش حتى ما أصوم لا بيكلفني جهد كجهد القيام في الليل وإضاعة مثلا شيء من الوقت وقت راحتي ونومي وإلخ, إذًا فاتك القيام ما يفوتك الصيام هكذا بأعلل أنا الموضوع.

السائل: بدك تعبّي؟ ... بافهم هذا الموضوع يعني فقهه أنه الإنسان الأشياء الي بيجدها فيها عليه صعوبة فيها يعوضها في أشياء يعني طاقته فيها.

الشيخ: أه.

السائل: ... .

الشيخ: مثل حديث الفقراء والأغنياء.

سائل آخر: أي نعم

الشيخ: أنه سبقونا في كل شيء يصلوا كما نصلي و و لكن يتصدقون ولا نتصدق (أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدرككم من بعدكم إلا من فعل مثلكم) تراهم فرحين مسرورين سرعان ما إيش؟ الأغنياء بلغهم ذلك ففعلوا ما فعل الفقراء رجع رسول الفقراء يا رسول الله ما كاد الأغنياء بلغهم هذا الخبر إلا فعلوا مثلنا قال (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) أي لكن ... في مجال التفاوت في الأعمال مثلا الأغنياء مشغولين بتجارتهم عن الذكر والتسبيح والتنفل بالصلاة ونحو ذلك, أه بكم يعني في مجال للمسابقة؟ فأيها الفقير ما فيه عندك مال, عندك مال معنوي, صلي صوم أكثر من التطوعات الي ما يستطيعها الأغنياء لذلك - الله يرضى عن ابن تيمية -.

السائل: اللهم آمين.

الشيخ: لما سُئل عن سؤال تقليدي وهو الغني الشاكر أفضل أم الفقير الصابر, قولين للعلماء شيء بيقول هيك شيء بيقول هيك حل المشكلة هو وهذا الي لا قول بعده إطلاقا قال أفضلهما من كان أكثر ثوابا عند الله.

سائل آخر: قال يا شيخنا.

السائل: أفضلهما.

الشيخ: أفضلهما من كان أكثر ثوابا عند الله.

السائل: أكثر ثوابا عند الله.

الشيخ: مش واخذ القضية فقط عنده الصبر على الفقر والشكر على الغنى, لا مش واقفة هون في أمور ثانية تنقص من هاي بتزيد لهاي وهكذا ... أكثرهما عملا صالحا وأكثرهما صوابا هو الأفضل عند الله عز وجل ولذلك لا ييأس الإنسان, لا يقول والله أنا ما لي جاه أنا ما لي مال أنا ما لي كذا مثل ما جاء في الحديث ثلاثة (إنما الدنيا لنفر ثلاثة) تذكرها أبو عبد الله أبو عبد الرحمان؟

السائل: نعم ... .

الشيخ: لثلاثة نفر.

السائل: نعم.

الشيخ: أحدهم بيقول لو كان لي من المال مثل مال فلان لتصدقت كما تصدق فلان.

السائل: ... أكثرهم.

الشيخ: نعم؟

السائل: أكثرهم ثواب.

الشيخ: إيه هو بيقدر يتغلب على الغني ... في الصلاة والصيام أنا بشوف الأغنياء ((وترى الناس سكارى وما هم بسكارى)) يعني بتحكي مع الواحد منهم فعلا تشعر أنه مو معك بيقل نعم أي مضبوط وإلخ لكن وين شارد.

 

(286/10)

 

 

«هل صحيح أن الطواف لا يشرع إلا في النسك كالحج والعمرة؟»

السائل: ... أيام ما كنت بمكة سمعت أنه هناك بعض المشايخ يخرجون رسائل في بأن الطواف يشرع إلا في النسك الحج أو العمرة؟

الشيخ: عجيب!

السائل: فقال.

الشيخ: لا هذا ليس له أصل.

السائل: نعم؟

الشيخ: هذا ليس, هذا الكلام ليس له أصل.

السائل: وهم يعني للأسف من ال, من ... يعني.

الشيخ: أه, يعني هم سلفيون.

السائل: هكذا يعني مع الإخوة نراهم مع الإخوة يسألون عنكم كيف ... الشيخ؟ كيف ... مع الشيخ؟ فالظاهر أنهم هم كذا يعني.

الشيخ: طيب هل هم شيوخ؟

السائل: لا.

الشيخ: وسنيين.

السائل: لا لا.

الشيخ: وإلا شباب؟

السائل: شباب شباب مثلنا!

الشيخ: لا تأبه لهم لا تأبه لهم الله يهدينا وإياهم!

 

(286/11)

 

 

«كاتب عقود الزواج هل من حرج في اتخاذها مهنة؟»

السائل: شيخي سألنا حضرتك حول عمل المأذون؟

الشيخ: عمل إيش؟

السائل: الكاتب الذي يكتب عقود الزواج؟

الشيخ: أي نعم.

السائل: والله لا أعلم لكن نسأل شيخنا حتى يعني إن كان في حوله شيء يُبين لنا فهل في حول عمله أي ملاحظة يا شيخي؟

الشيخ: لا أعتقد أخي في عمله شيء, هو كالإمام والمؤذن والخطيب والمعلّم ونحو ذلك إذا كان يقوم بالعمل يعني ما بيحابي ما بيداري ما بيخالف الشريعة فهو كمن ذكرت آنفا.

 

(286/12)

 

 

«عدة المرأة المتوفاة عنها زوجها ما هو الدليل على عدم خروجها من بيتها في الحداد؟»

السائل: بالنسبة لعدة المرأة أربعة أشهر وعشرا؟

الشيخ: إمشي على طول؟

السائل: على طول ... .

الشيخ: أيوه.

السائل: عدة المرأة المتوفى عنها زوجها يا ترى ... أربعة أشهر وعشرا, الي لما, قرأت الشروح العلماء في تفسير الآية ما مر عليّ يعني كلمة عدم خروجها من البيت؟

الشيخ: بالأحاديث ... .

السائل: بالأحاديث, الآن تذكر النص الي في حول الكلام هذا غير يعني حديث المرأة (لا ... للمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تحد على أحد إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرا) منه هذا؟

الشيخ: هذا منها لكن في ما هو أصرح منها.

السائل: أيوه.

الشيخ: المرأة أنها تخرج حتى تنقضي عدتها.

السائل: قال أن لا تخرج؟

الشيخ: أي نعم.

سائل آخر: شيخي ... عن السؤال السابق حول عمل ... .

السائل: أه ... هذا.

سائل آخر: يعني يعني بناتنا هون عدم الدخول؟

سائل آخر: مطلقا يعني.

الشيخ: مطلقا إلا للضرورة القاهرة.

السائل: إلا للضرورة.

الشيخ: هذه لبارح سألتني.

السائل: أم أكرم.

الشيخ: أم أكرم.

السائل: أي ... شو قلت لها طيب؟

الشيخ: قالت لي أختها مريضة وإلا مين؟

السائل: أي نعم أختها.

الشيخ: أه, عجبتني كلمة لها, قالت لي هالقد لقد, قلت لها أنا ما يجوز تخرجي إلا لضرورة شديدة جدا لا سمح الله لا سمح الله لو مرضتي وكان ... طبيب والطبيب ما بيجيكي لبيتك بدك تضطري تروحي على المستشفى بهيك ضرورة بيجوز أما تزوري أختك بنتك ما ادري إيش؟ هذه ما هي ضرورة قالت لي هالقد

السائل: أنا شيخي لما أنا رجعت للكلام هذا الي في البخاري فتح الباري برده كلمة التصريح بالخروج ما وجدتها لا في الشرح ولا في المتن لكن لما جيت لشرح النووي لمسلم واجي مبوب الباب عدم خروج المرأة المتوفى عنها زوجها, في الباب يعني حاط العنوان, سبحان الله حبيت قلت يعني الشيخ بدو ... الشباب خلي ... .

الشيخ: السلام عليكم.

 

(286/13)

 

 

«ما حكم نوم الرجل بين زوجتيه؟»

السائل: شيخ نوم الرجل بين زوجتيه؟

الشيخ: نعم؟

السائل: نوم الرجل بين زوجتيه؟

الشيخ: إذا ما بيطلعوا على عورات بعضهم البعض الزوجتان فهنيئا له.

السائل: ... شيخنا.

 

(286/14)

 

 

«عامل مأذون النكاح هل يطلب هذه المهنة أم لا يطلبها كالإمام؟»

السائل: السابق حول عمل المأذون قلتم أن حاله حال الإمام والمؤذن فنسأل هل يشمل عدم طلب هذه المهنة؟

الشيخ: عدم إيش؟

السائل: طلبها نحن نعلم أن الإمام لا يطلب الإمامة؟

الشيخ: نعم؟

السائل: فهل كذلك المؤذن؟

الشيخ: ... هيك.

السائل: كذلك ... .

الشيخ: لأنه هذا موظف من الدولة.

السائل: نعم, حتى الأعمال الدنيوية ما ينبغي للإنسان أن يذهب مثلا يسعى يسأل الشركات أو هذا وهذا؟

الشيخ: لا أنا ما أقول هذا!

السائل: يقول الشيخ أنه مكروه هذه.

الشيخ: هو الطلب بعامة لكن البحث السابق أخص من هيك يعني!

السائل: أيوه يتعلق بال ... الشرعية.

الشيخ: ... .

السائل: أما المسألة ... خاصة أنا سمعت ... مثلا أنا كنت في مكة أمشي مثلا أسأل الشركات والمكاتب؟

الشيخ: ما فيه مانع يا أخي.

 

(286/15)

 

 

«في مقدمة صحيح الجامع قلتم: كثر شراح الجامع الصغير فما هي؟»

السائل: حفظكم الله أذكر أنكم ذكرتم في مقدمة صحيح الجامع أن الشراح قد كثروا, قد كثر الشراح؟

الشيخ: ... .

السائل: قد كثر الشراح كتاب " الفتح الكبير "؟

الشيخ: "الفتح الكبير".

السائل: أي نعم.

الشيخ: كبير.

السائل: أو ما أدري.

الشيخ: ... .

السائل: أي نعم نعم.

الشيخ: كثر الشراح؟

السائل: أي نعم.

الشيخ: لا أنت واهم الفتح الكبير ما له أي شرح.

السائل: أنه الصحيح إذًا ... الجمع وزيادة شيخنا.

الشيخ: لا الجامع الصغير يا أخي.

السائل: أي أي الجامع الصغير وزيادة.

الشيخ: لا لا بس بس الجامع الصغير.

السائل: بدون زيادة نعم.

الشيخ: بدون زيادة ومش الفتح.

السائل: الجامع, شيخنا مثل يعني ماذا

الشيخ: شلون؟

السائل: يعني أريد أن أستفيد منكم يعني بعض هذه الشروحات المطبوعة؟

الشيخ: عندك " السراج المنير في شرح الجامع الصغير " وعندك واحد كانوا طبعوا منه جزء فقط, هذا مطبوع كاملا.

السائل: يعني كل الزيادة ... شيخي.

الشيخ: كيف؟

السائل: سراج شارح كل الجامع؟

الشيخ: كل الجامع.

السائل: كذلك ... المناوي.

الشيخ: بلى المناوي بيعرفوا

السائل: معروف ... .

الشيخ: هو عم يسأل عن شيء معروف.

السائل: أي نعم.

السائل: شيخنا لعل في الإمام الشافعي رحمه الله.

الشيخ: مين؟

السائل: لعل في يعني الإمام الشافعي وبعض العلماء أن

الشيخ: ما فهمت.

السائل: لا ولعل هناك وضع الإمام الشافعي رحمه الله وبعض العلماء.

الشيخ: ما خلصنا نحن من هون.

السائل: أيوه.

الشيخ: في شرح الجامع ... شرح المناوي وشرح واحد آخر هلا ما عم أتذكر اسمه لعله نسبته أو لقبه " العلقمي " هذا ما أستعمله لأنه جزء واحد طابعينه شرح فوق وشرح تحت بعدين الأشياء هذه ما هو مطبوعة حدث عنها ولا حرج.

السائل: ... .

 

(286/16)

 

 

«ورد عن الإمام الشافعي أن الإنسان إذا ذكر كلام سوء يجعله بصيغة الغائب ويوري كقول هو كافر لمن قال أنا كافر فما توجيهكم؟»

السائل: بأقول لعله في عن الإمام الشافعي أن الإنسان مثلا حينما في درس أو عند الكلام فإذا تعرض لكلمة تسيء إلى المتكلم نفسه فعليه أن يورّي مثلا أو يعني يتكلم بلفظ يعني لا يقصد به نفسه كمثل كمثال مثلا رجل مثلا ... مثلا زوجته زوجتي كذا يقول فلان أو بدل ما يقول هو ... مثلا كلمة كذا يقول هو كافر فعند مثل السوء يتكلم بلفظة يعني الغيبة أو بلفظ آخر يعني؟

الشيخ: نعم

سائل آخر: ما هو السؤال؟

الشيخ: شو السؤال الله يهديك؟

السائل: السؤال ترى هنا هل هذا تراه يعني أحيانا المعنى ما يكون مفهوم للجالسين؟

الشيخ: ما يكون مفهوم؟

السائل: أه نعم.

الشيخ: إذا كان مو مفهوم لا يتكلم بها اللغة الناعمة هاي بدها ناس يكونوا ناعمين!

السائل: أيوه

السائل: بالنسبة حفظك الله لما أسميت لما أسميتها اللغة الناعمة؟ يعني هذا يُستفاد منها الإقرار من كلامك فهل نقول بأن الأصل استعمال هذا اللفظ يقول مثلا ... يقول قال فلان أنا كافر يقول هو كافر من باب الحديث (يا ويلها أين تذهبون بها) عن الجنازة إذا كانت غير صالحة (يا ويلها أين تذهبون بها) ولم يقل (يا ويلي) فهل ترون الأصل هذا الاستعمال وإلا ما هو الأصل يعني.

الشيخ: الأصل تعاطي الحكمة والحكمة تختلف من مكان إلى آخر والشرع جاء بهذا وهذا كقاعدة يعني, التلطيف في التعبير هو الأصل والعكس هو خلاف الأصل إلا أنه هنا يدخل موضوع كلّموا الناس على قدر عقولهم.

السائل: الشركة ها الشركة هذه الي ماخذ فيها مقاولة ماخذة عطاء الطابور الحضري ... أستفيد وهو مهندس ... ونحن حاطين سعرنا يستدلوا بصلاح حرث كذا فسألت ... الغابات وقال لا راح حكيت مع المهندس قال لي فيه أجهزة بحب يعني ... بحب تحديد بحب بنى بعلمه الصنعة إلي بدو إياها يعني بيشتغل بيأخذ أجرة وبيتعلم صنعة, قلت ماشي وين يجيك؟ قال يجيني على المشروع قلت له وين مشروعك؟ قال لي مشروعي في التطوير الحضري كذا إيه.

فأنا أفكر أنا وأستاذي ... أقول أه علاقة بالذنوب وله علاقة بالكذا والشيخ ما يعني إذا شرحنا الموضوع هذا فارتئينا ما يجريش ... العمل بس بردو لازم رأي المهندس ... يعني كانوا كونه قال تفضلوا يعني وهذا تلفوني وخليه ينزل يداوم بكرة وكذا, ما استطعت ما أراجعوا في الموضوع, راجعته قلت له يعني جزاك الله خير ... نحن تحرجنا من أنه لما سمعنا أنه تطوير حضري والتطوير الحضري فيه كذا وكذا وشيخنا جزاه الله خير كان شارح أنه يعني الأمور ربوية والتعامل مع الربا ومآلها إلى كذا وقاعدتها ((تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) وما بيجوز نتعاون فهذا تطوير حضري فيه إعانة لأنه فيه ربا قال هو ممكن يعني فيه جزء من ناس تشتري بالربا وناس تشتري بدون ربا, قلت له معليشي يعني هنا شيء وهنا شيء لكن الأغلب يعني يغلب على ظنك إلي هو الربا وقال لي طيب أنا يعني شركة ماخذ من الشركة ... له علاقة وإلا ما لي علاقة

الشيخ: الله أكبر.

السائل: قال مش أنا آخذ العطا من هذا أنا يعني مدير لشركة ماخذة عطا فشيخي بيظلوا نفس الشيء ما بيفيدنا هلا البعد تبعه يعني؟

الشيخ: ... .

السائل: كلها ... في مصب واحد الي هو التعاون.

الشيخ: نعم.

السائل: لأنه بنوك وربويات وكل ليس ... والله.

 

(286/17)

 

 

«مناقشة عن التعاون مع البنوك والتعامل بالأسهم وشرائها

السائل: شيخنا الله يجزيك الخير يعني من قبل كان من يوم أنا حكيت للشباب تكلم بالراديو أسئلة مع عبد العزيز آل الشيخ

الشيخ: أه.

السائل: على برنامج ... مع كبار هيئة العلماء هو

سائل آخر: ... .

السائل: علماء من مسجد تركي بالرياض.

سائل آخر: ... .

السائل: فقال له باسأل أسئلة تتعلق بالبيوع فسأله حول الأسهم شيخي.

الشيخ: نعم.

السائل: فشو قال؟ قال ما فيه مانع شراء الأسهم والتعامل معها إذا كانت الشركات لا تتعامل مع الربا.

الشيخ: طيب.

السائل: قلت الله يحفظ لنا الشيخ لما يُسأل الشيخ هذا السؤال نفسه يقول أي شركة لا تتعامل مع الربا, فكل الشركات تتعامل بالربا وبنوكها بالربا فمعناها كل الأسهم عايدة إلى البنوك فهذا ما يجوز شراءها فلما ... هاي الناس يعني.

الشيخ: كذلك يبعثون بدهم يسلكوا الأمور!

السائل: أيوه ... يعني هو متعمد هذا يعني المدير سئل عن شراء السّيارات من الشركات وزيادة الأجل قال ما فيها, فيها بكذا ريال!

الشيخ: أحل الله البيع وحرم الربا.

السائل: أي ومشيت مشاها, سأله عن التورق شيخي؟

الشيخ: أه.

السائل: والله أنا لما سألوا السائل قلت إلا الأن يسكرها عليه

الشيخ: بيقل لك هيك وهيك.

السائل: أيوه قال العلماء علماء قالوا هيك وعلماء قالوا هيك وما فيه مانع وسكت!

الشيخ: ... .

السائل: يعني سأله أربعة أسئلة وكلها طلعت في نهايتها ... مسلكة يعني أربعة أسئلة تتعلق بالبيوع جزاك الله خير يا دكتور بعهم أنت الله يجزيه خير الشيخ يعني في هذه وفي غيرها يعني على أمر.

الشيخ: أنا عجبني واحد سمعنا في الإذاعة.

السائل: أيوه.

الشيخ: بالسيارة.

السائل: أيوه.

الشيخ: وين هاي هون بالأردن يا خطيب.

سائل آخر: أي شيخي.

الشيخ: أش إسمها هاي.

السائل: والله أنا سؤال وجواب كأنه هيك ما أدري إذا

الشيخ: ... واحد شيخ بيسموه عبد الفتاح إي جاءه سؤال عن أسهم الطلاب في المدرسة.

السائل: أيوه.

الشيخ: معروفة هاي عندك.

السائل: أي نعم معروفة.

الشيخ: واحد بيسأل أنه هذا بيجوز وإلا ما بيجوز؟ الظاهر السائل مستوحش من موضوع الربا هالي نحن بنحذر منه ... دائما فهو جاب بجواب منطقي شرعي تماما أنه من حيث هي أسهم عبارة عن مشاركة ما فيها شيء وهذه في المدرسة بيجمعوا الأموال وبيشتروا بضاعة وبيبيعوا بيربحوا بعدين كل واحد بيأخذ نصيبه من الربح بقدر إيش؟ الأسهم, نعم إذا هذه الأسهم وُضعت في البنك فهذا مايجوز لأنه هناك ربا.

السائل: أيوه.

الشيخ: نادر جدا نسمع في إذاعة مثل هذا التصريح!

السائل: أه والله صحيح.

الشيخ: فأنا شكرته في نفسي يعني.

السائل: ... .

 

(286/18)

 

 

«الكلام عن متابعة الإمام في الصلاة والتأمين

الشيخ: (فإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا) إذًا هذه القاعدة تعني تحريم مخالفة المقتدي لإمامه ... كل شيء (إنما جعل الإمام ليؤتم به) في كل شيء ثم الصور التي ذُكرت في تمام الحديث هي للتمثيل وليست للتحديد, هذا ... وليس هو المقصود بأمر الله المقصود بالذات أن من تمام الإقتداء به هو عدم مسابقته بشيء من أركان الصلاة ومن واجباتها و ... جاء الحديث آخر الذي هو بيت القصيد من هذه ... وقد أكون مع الجمهور الحاضر الآن كالمثل العربي القديم " كناقل التمر إلى هجر " يعني ما أقدم إليكم علما أنتم بحاجة إلى أن تتعلموه إنما هو على الأقل كما قال تعالى ((وذكر)) ما أقول ((فذكر إن نفعت الذكرى)) الآية الأخرى ((فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) أعني قوله عليه السلام (إذا أمّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) فنحن في صلاة المغرب حالنا كانت غير ... في صلاة المغرب حينما صلى بنا أخونا أبو مالك وأمّن المؤمّنون من قبله سمعنا صوت ... انفرد بمسابقة الإمام بالتأمين وبمسابقة الإمام للمقتدين أجمعين لأنهم أمنوا بعد تأمينه, هذه مخالفة ... لقوله عليه السلام (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) الواقع اليوم في بلاد الإسلام كلها مع الأسف الشديد, مسابقة الإمام لا يكاد الإمام ينتهي من قراءة ((ولا الضالين)) إلا بيكون الجمهور نهض بالتأمين لسى الإمام ما بدأ ب" أمين " لسى هو ما قال ((ولا الضالين)) فضلا عن أن يكون بدا بـ" آمين " إذًا التذكير الآن هو أن على المقتدي الذي يصلي خلف الإمام أولا أن يكون قلبه مع قراءة إمامه ليس قلبه شاردا عن القراءة وراء ... و ... وتجارته وأهله وأولاده ونحو ذلك لا, فإذا كان قلبه مع قراءة الإمام, الإمام حينما يقول ((ولا الضالين)) هو أي المقتدي يحبس نفسه وينتظر متى سيقول الإمام " آ " أول " آمين " فيبدأ هو معه " آ " بـ " آ " " آ " المقتدي بعد " آ " المتبع به ... بعد الإمام إذًا من باب أن تلاحظوا هذه الملاحظة لأن العالم الإسلامي كله في غفلة وهذا مع الأسف سبب إهمال العلماء ولا أقول الدعاة, الدعاة اليوم مع الأسف أكثرهم لم يؤتوا من العلم ماذا نقول إلا قليلا العلماء كلهم لم يؤتوا من العلم إلا قليلا العلماء ربنا قال في البشر كلهم ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) طيب فإذا كان هذا شأن أهل العلم فطلاب العلم الذين يسمون اليوم بالدّعاة ما عندهم إلا شيء قليل قليل مما عند العلماء فإذا كان أهل العلم قد غفلوا ولم ينتبهوا لهذه الظاهرة الصريحة في المخالفة لهذا الأمر (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) فأنا أرجوا أن يكون بعض طلاب العلم خيرا من بعض العلماء, أرجو هذا وذلك فالانتباه أولا لهذا الحديث وتطبيقه عمليا بنفسه ثم بأن يكون داعيا لهذا الذي تنبه له أو نُبّه إليه إعمالا لقوله عليه السلام (فليُبلغ الشاهد الغائب) , أن يبلغ الشاهد الغائب ها أنت قد بُلّغتم ولعله صدق فيكم قول الله عز وجل ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) ... .

 

(286/19)

 

 

«الكلام على أهمية علم الحديث وخطورة الكلام فيه بغير علم

السائل: يعني نظرية وليس بتلك القوة, الآن العالم الإسلامي منذ ثلاثين عام تقريبا بدأ يستيقظ بأهمية علم الحديث لكن هبّوا هبة واحدة فأردت أن أقول في السعودية الآن تمثل وضع العالم الإسلامي الآن وقبل الآن, قبل الأن كانوا في غفلة العالم الإسلامي من جملتهم السعودية ما في شيء اسمه علم حديث إطلاقا عقيدة توحيد ما شاء الله فقه حنبلي ما شاء الله أما حديث صحيح ضعيف منقطع مرسل هذه.

الآن الآن هم يمثلون الوضع العام في العالم الإسلامي شبوا هيك فرد شبة واحدة فمن هؤلاء شخص اسمه عبد الله سعد أو السعد بيلقي دروس نظرية خطيرة جدا يوم سافرنا أو ذهبنا إلى إربد مع الوالد فسمعناه ذهابا وإيابا من الشريط ولهذا نحن كنا نُبطئ بالسّير على خلاف العادة يعني لأنه كنا نسمع الشريط!

السائل: ... .

الشيخ: أه؟

السائل: ... .

الشيخ: لا المقصود, ابن القيم يقول جوابا عن سؤال هو " هل يمكن معرفة الحديث الموضوع دون الرجوع إلى السند " أجاب نعم من درس السنة والحديث النبوي حتى جرت السنة في عروقه مجرى الدم هذا بإمكانه, هذا الشيخ عبد الله المسكين بيقدم لهم الآن سلفا أنه ينبغي النظر في المتن قبل السند, هذا خرّب الدين كله, النظر في المتن, هالي بينظر في المتن بيكون أفنى حياته في دراسة المتون فيصير عنده ملكة يعني عنده ... النبوي.

السائل: بحجة التذوق النبوي يعني.

الشيخ: إيه إيه لكن هذا منين بدو يجيه الذوق وبعدين المشكلة هو لساته ناشئ فهالي عم يدرسهم شو بدهم يكونوا؟ أطفالا بدنا نقول أطفال يعني.

السائل: ... .

الشيخ: يعني يجي يقدم لهم المقدمة هذه أنه النظري ينبغي أن يكون في المتن قبل السند, أعوذ بالله, وبيقدم لهم قواعد ومبادئ ما يقول بها عالم بيقل لك " الرجل المجهول يصحح حديثه عند جمهور العلماء " مع أنه من شروط الحديث الصحيح أن يعد إيش؟ " ما رواه عدل ضابط عن مثله عن مثله إلى منتهاه ولم يشذ و ... " المجهول لا يُعرف عدالته لا يُعرف ضبطه فبيجي بينقض القاعدة هاي بفكرة قائمة بسبب جهله وعدم ممارسته لهذا العلم, هذا سبحان الله, القيد الذي ذكرته آنفا أمر ضروري جدا.

السائل: ... قلتُ ويضع الحكم هنا قلتُ.

الشيخ: وسبحان الله هذا الرجل نفسه كل شوي شوي بيقول ذكرنا كل شوي بيقول ذكرنا يعني بدون ما تعرفه بتشعر أنه طاووس!

سائل آخر: ... شيخنا ... .

الشيخ: مين هذا الي بدو ... .

السائل: الشيخ وجيه.

الشيخ: وجيه؟

السائل: الي كان عندك ... يوم.

الشيخ: مين؟

 

(287/1)

 

 

«الكلام على رواية الحسن البصري عن أبي هريرة

السائل: الي ... .

الشيخ: طبعا بس أنه بدو جمع واستقصاء نكوّن رأي على عبّاد هذا أولا ثم على تصحيحه عن الحسن قال حدثنا أبو هريرة لأنه هنا فيه مشكلة فيها دقة مثل ما ذكرنا عن ابن حبّان أنه قال أنه الحسّن البصري ما شافه أبا هريرة وهذا هو المعروف عند علماء الحديث لكن لو رجعنا إلى ترجمة الحسن البصري نجد أن له بعض الأحاديث صرّح فيها بسماعه من أبي هريرة غير هذا ولذلك الذي أذكره أن الحافظ ابن حجر يقول أن الحسن البصري بالنسبة لروايته عن أبي هريرة يساق مساق الحسن البصري عن سمرة بن جندب فالأصل أن الحسن لم يسمع عن سمرة إلا حديث أو حديثين صرح فيها بالسّماع وأحد الحديثين مذكور في صحيح البخاري بيتعلق بالعقيقة صرح فيها بالسّماع, في ترجمة الحسن البصري يذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني بأنه أيضا هناك روايات صرح فيها الحسن بالسّماع عن أبي هريرة وفي ذهني أنه هو اختار هذا الشيء أي له سماع منه في بعض الأحاديث وأنا قديما كنت كتبت شيئا بتعليق على ذلك, الحسن بن أبي الحسن البصري أبو سعيد مولى الأنصاري صحيفة ثنتان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة صفحات كلها عن الحسن البصري, هون شو بيقول؟ وقال ابن المديني سمعت يحيى القطان وقيل له كان الحسن يقول سمعت عمران بن الحُصين قال أما عن ثقة فلا يعني الراوي عن الحسن البصري يقول الحسن بها الرواية هاي سمعت عمران ليس بالثقة الذي يروي هذا السماع عن الحسن وقال ابن المديني وأبو حاتم لم يسمع منه وليس يصح ذلك من وجه يثبت وقال أحمد قال بعضهم عن الحسن حدثنا أبو هريرة وقال بعضهم عن الحسن حدثني عمران بن الحصين إنكارا على من قال ذلك أحمد بيقول أنه بعضهم قال عن الحسن حدثنا أبو هريرة حدثنا عمران ينكر أحمد ذلك, كأنه يُشير إلى الحديث الذي رواه في المسند قال إبنه أنه الحسن لم يسمع من أبي هريرة بالرغم أنه قال إيش؟ حدثنا أبو هريرة, أي نعم وقال ابن معين لم يسمع من عمران وقال إلى آخره بدي أشوف أنا هذا التعليق, أيوه سمعت عمران بن الحصين هوني تعليق على عمران قال كنت أمشي مع عمران بن الحصين هاي رواية من طريق شريك وهذا نتكلم في حفظه ثم روى بسند صحيح عن خُثيمة أو خَيثمة أيضا عن الحسن عن عمران عن عمران ثم روى جزء كذا من طريق المبارك وهو ابن فضالة عن الحسن قال أخبرني عمران قلت فذكر أحاديث ثم روى جزء كذا حدثنا أبو معاوية حدثنا زائد عن هشام قال زعم الحسن أن عمران بن حصين حدثه قال قلت فذكر حديث تعريسه صلى الله عليه وسلم ونومه عن صلاة الفجر ولكنها رواية شاذة كما بيّنت في الأحاديث الصحيحة في حديث (أما إنها لتزيدك إلا وهنا).

هنا في حدثنا الربيعة بن كلثوم قال سمعت الحسن يقول حدثنا أبو هريرة قال أبي لم يعمر ربيعة بن كلثوم شيئا لم يسمع الحسن من أبي هريرة, قلت لأبي إن سالما الخياط روى عن الحسن قال سمعت أبا هريرة قال هذا مما يُبيّن ضعف سالم لأنه صرّح بالتحديث عن الحسن قلت, هون أنا كاتب, وقد وجدت سماعه منه من طريقين آخرين عنه عند بن سعد جزء سبعة صفحة مائة وثمانية وخمسين أخرج بعدهما رواية بن كلثوم وأحمد من طريق ثالثة عنه بالتصريح بالسّماع من أبي هريرة.

السائل: ... .

الشيخ: أي نعم, لم يلق جابرا وقال ولكن إلى آخره, نشوف هوني في شيء خلاصة عن الحافظ.

طيب الحافظ ووقع في سنن النسائي من طريق أيوب عن الحسن عن أبي هريرة في المختلعات قال الحسن لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث أخرجه عن إسحاق بن راهويه عن المغيرة بن سلمة عن وُهيب عن أيوب قال الحافظ وهذا إسناد لا مطعن من أحد في رواته وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في الجملة في الجملة وقصته في هذا شبيهة بقصته في سمُرة سواء.

وقال سليمان بن كثير عن يونس بن عبيد قال وولاه في أيام إلى آخره إلى آخره, أي هاي الخلاصة يعني.

السائل: في في ... عن ... هذا الحديث ... ما يصدقون ... .

الشيخ: آيه قد يكون لكن بدها سند يكون يعني ما فيه مغمز ما فيه مطعن بينما هذا عباد مختلف فيه.

السائل: وهذا شيخنا ... .

الشيخ: هاه.

السائل: فيه مطعن شيء.

الشيخ: أبدا مثل ما قال الحافظ هنا لا مطعن في أحد من رواته, طيب الآن ... حسبكم.

 

(287/2)

 

 

«هل تتعلم النساء القرآن بالتطبيق؟»

الشيخ: لا تستطيعون أن تتعلموا بالتطبيق كما تعلمت كما تعلمت نساء السلف!

السائل: ... .

الشيخ: كيف تعلمت نساء السلف؟ كان كن يسمعن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ القرآن في الصلوات الجهرية وفي خطبة الجمعة وما كانت النساء يجلسن مع النبي صلى الله عليه وأله وسلم يسمعن منه ثم هن يقرآن عليه, لعلك فهمت؟

السائل: ... .

الشيخ: طيب ماذا عندك؟

السائل: ... إذا جاء الخطيب ... صحيحة ... .

الشيخ: هو هذا هو الصواب والذي فهمتيه من الكتاب.

السائل: أي نعم.

الشيخ: لعله من قصة عمر بن الخطاب.

السائل: ... .

الشيخ: مع ابنة علي وهي أم كلثوم.

السائل: ... .

الشيخ: أه لكن هذا بعد أن طُبع كتاب مصنع عبد الرزاق وأنا كنت نقلت القصة من كتاب بن حجر العسقلاني فتح الباري ثم لما طُبع مصنف عبد الرزاق ووقفت على إسناد القصة منه فتبين لي أن الإسناد لا يصح ولذلك فقد رفعت القصة من الطبعة الجديدة من كتابي سلسلتي الصحيحة.

السائل: بارك الله فيك يا شيخ

الشيخ: وفيك بارك.

سائل آخر: سؤال يا شيخي ما ... في خروج إلى رحلات.

سائل آخر: هذا حرام ... وأبحث عن عمل آخر.

سائل آخر: انزل بجانبه في المحل يعني ... في المحل لمدة سنتين أو ثلاثة سنوات فما دام هذا الرجل قد ... فمقابل ذلك ... من المال ... عشرة آلاف دينار أو ثلاثة عشر آلف دينار يعني هل هذا الأمر شرعي؟

الشيخ: ليس بشرعي.

السائل: ليس بشرعي؟

الشيخ: نعم.

السائل: ... .

الشيخ: أنه هي زوجته ... .

السائل: ... .

الشيخ: لا يجوز انتهى لا تعيد كلامك.

السائل: الله يجزيك خير.

الشيخ: لا يجوز.

السائل: بارك الله فيكم.

الشيخ: وفيك بارك.

السائل: الله يجازيك خير.

الشيخ: آمين.

الشيخ: نعم.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام.

السائل: ... سُؤال.

الشيخ: تفضل.

 

(287/3)

 

 

«ما درجة هذا الحديث: (أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلايؤتين من قبلك)؟»

السائل: حديث (أنت على ثغر من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبله) ما حكمه؟

الشيخ: ضعيف.

السائل: ضعيف؟

الشيخ: هاه.

السائل: سؤالي الثاني في الصلاة.

 

(287/4)

 

 

«إذا جمع الإمام بين المغرب والعشاء ودخل شخص فأدركه و هو يصلي العشاء فدخل معه بنية المغرب ظننا منه أنه في صلاة المغرب فهل يسلم من ثلاث أم يتم معه أربع؟»

السائل: لنفترض أن الإمام يصلي في صلاة المغرب والعشاء جمعا؟

الشيخ: نعم.

السائل: ودخل مصلي ظانا أن الإمام في المغرب وليس هناك جمع فبدأ معه في العشاء فهل يُكمل أربعا أم يسلّم من ثلاث؟

الشيخ: يسلّم من ثلاث.

السائل: يفارق الإمام؟

الشيخ: أي نعم.

السائل: هل بعد ذلك.

 

(287/5)

 

 

«إذا جمع الإمام بين المغرب والعشاء متى يصلي سنة المغرب؟»

السائل: فهل يصلي سنة المغرب ويُكمل أم يعود إلى العشاء؟

الشيخ: هذا الي عم تسأل عنه.

السائل: نعم.

الشيخ: يصلي سنة المغرب ولا يجمع العشاء إلى المغرب وإنما يصليها جماعة.

السائل: في وقتها.

الشيخ: نعم.

السائل: نعم.

 

(287/6)

 

 

«متى يكون القنوت في الوتر هل بعد الركوع أم قبله؟»

السائل: القنوت الوتر هل يكون بعد الركوع أم قبله؟

الشيخ: السّنة قبل الركوع في الوتر.

السائل: نعم, والنوازل ... .

الشيخ: والنوازل بعد.

السائل: آخر سؤال إذا سمحتم؟

الشيخ: تفضل.

 

(287/7)

 

 

«من أتى حائضا ورد حديث أنه يتصدق بنصف دينار فهل الحديث صحيح وما حكمه؟»

السائل: (من أتى حائضا) ورد حديث أنه يتصدق بدينار.

الشيخ: أي نعم.

السائل: ما درجة الحديث وما الحكم في هذه الحالة؟

الشيخ: الحديث صحيح ولا بد من التصدق.

السائل: هل لنا بمقدار في أيامنا؟

الشيخ: نصف دينار يعني نصف جنيه.

السائل: أه.

الشيخ: انجليزي ذهب.

السائل: جنيه ذهب.

الشيخ: أي نعم.

السائل: ... هل نستطيع أن نقدر بأيامنا مثلا بالغرامات أو بالعملة الأردنية؟

الشيخ: والله باعتبار الذهب كما تعلم.

السائل: نعم يختلف.

الشيخ: يرتفع وينخفض.

السائل: نعم.

الشيخ: فلذلك لا يُمكن إعطاء يعني رقم ثابت.

السائل: طيب الغرامات ممكن تتحدد؟ حتى يعني نستطيع أن ... ثمن سعر الغرام ذهب.

الشيخ: فهذه شغلة صائغ بقى بتسأله الجنيه الأنجليزي كم وزنه بالغرامات يعطيك الجواب.

السائل: ... جزاك الله خيرا.

الشيخ: وإياك.

 

(287/8)

 

 

«ما درجة حديث: (لا وصية لوارث)؟»

الشيخ: نعم.

السائل: ... صحته (لا وصية لوارث)؟

الشيخ: حديث صحيح.

السائل: رواه؟

الشيخ: رواه أهل السنن وأحمد في المسند وغيره.

السائل: جزاك الله خيرا.

الشيخ: وإياك.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام.

 

(287/9)

 

 

«الكلام عن ختم خطبة الجمعة الثانية بالدعاء

السائل: كثير من الخطباء يجعلون الخطبة الثانية للدعاء وهذا بلا شك أمر مخالف لسنة الرسول مخالفة جذرية, بعضهم يشوبها ويخلطها بشيء من الموعظة والعلم كما فعل في الخطبة الأولى لكن يختمها بشيء أيضا من الدعاء هذا الختم أيضا نقول كختمة الصلاة بالدعاء جماعة, هذا لا أصل له وهذا لا أصل له, لعلكم عرفتم ختم الصلاة بالدعاء؟ أي الإمام بعد أن يُسلم يلتفت إلى الجماعة وقد يأمرهم بالتسبيح والتكبير والتحميد كأنهم اليوم أسلموا وما يعلمون ماذا يفعلون بعد الفرض فيلقنهم هذه الأشياء المعروف شرعيتها ثم بعد ذلك يرفع يديه ويدعو وقد يرفه صوته بالدعاء فيأمّنون عليه, كل هذه الهيئة لا أصل لها في السنة كذلك ختم خطبة الجمعة الثانية, خطبة الجمعة الثانية أي نعم لا يشرع هذا الختم.

الالتزام, أنا أتكلم الآن عن الالتزام لأن التزام شيء ما جرت به السنة أبدا هذه بدعة بلا شك لكن قد يرد على فعل هذا الدعاء أحيانا ما قلناه بالنسبة للتل, أش قلنا؟ للقنوت.

فأقول إن الواجب على كل خطيب أن يتدرج ليجعل الخطبة الثانية كالخطبة الأولى تماما أي لا يخلط فيها شيئا من الدعاء إلا في بعض الأحيان ولسياسة شرعية, إلا في بعض الأحيان ولسياسة شرعية حتى يتعلم الناس أن الخطبة الثانية هي تمام الخطبة الأولى التي قال ربنا عز وجل في حقها ((إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله)) فذكر الله هنا هي الخطبة من أجل الموعظة والتذكير والنصيحة.

 

(288/1)

 

 

«الكلام على رفع اليدين في الدعاء في خطبة الجمعة

الشيخ: أما رفع اليدين سواء من الخطيب أو من المخطوب عليهم فهذا كله أيضا كأصل الدعاء ليس له أصل مطلقا.

هناك شيء واحد فقط يمكن أن نقول تشرع رفع الأيدي والدعاء من الخطيب والتأمين ممن هم يسمعون خطبته لأمر عارض, لأمر عارض إما عرض للأمة كلها فهم على علم بحاجة المسلمين إلى مثل هذا الدعاء أو عرض للخطيب فالمفروض فيه أن يكون أعلم من سائر الناس لأنه إمامهم ولأنه قدوتهم كما قلت آنفا حينئذ ينبغي لهذا الإمام أن يكون دعاؤه يتناسب مع النازلة التي نزلت بالمسلمين والتي توجب عليه شرعا أن يدعو وهذا أصله دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للاستسقاء, لقد ثبت في صحيح البخاري وصحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما كان يخطب يوم جمعة إذا برجل يدخل من باب من أبواب المسجد فقال يا رسول الله ورسول الله يخطب هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادعو الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه حتى بان إبطاه أي بالغ في الرفع وقال (اللهم اسقنا اللهم اسقنا) فما أتم دعاءه إلا وجاشت السماء بالأمطار كأفواه القُرب قال أنس فظلت تمطر سبتا أي أسبوعا كاملا إلى أن جاء الجمعة الثانية ورسول الله يخطب وإذا بذاك الرجل أو غيره يشك أنس هو الذي يشك, ذاك الرجل أو غيره يقول يا رسول الله هلكت الأموال والعيال لكثرة الأمطار فادعوا الله لنا فقال (اللهم حوالينا ولا علينا الله, اللهم على الآجام والأطام والضراب ومنابت الشجر) قال فانكشفت السماء فلا تمطر المدينة عليها كالجون يعني كالترس وما حولها تغذّى بالأمطار, فهذا أمر عارض يعرض للخطيب يدعو لا بأس أما الاستمرار في الدعاء فلا شك في بدعة ذلك على التفصيل المذكور آنفا.

 

(288/2)

 

 

«ما رأيك فيمن يقول أن الدعاء في خطبة الجمعة يجوز لوجود النوازل بالمسلمين؟»

السائل: تتمة للجواب لو سمحت.

الشيخ: نعم.

السائل: يقول السائل ... يتعلق بالدعاء ما ردك على الذين يقولون بمشروعية الدعاء بشكل دائم لأن في هذه الأيام في نوازل كما ترى هو على, كما ترى عليه حال الأمة اليوم؟

الشيخ: انظروا الآن الجهل بالسنة كيف يقلبون السنة إلى بدعة والبدعة إلى سنة, أريد أن أقول الأصل في الدعاء للنوازل هو القنوت فالقنوت الآن للنازلة أميت والقنوت في الصبح محافظ عليه كأنه سنة واجبة, الآن هنا السؤال يقول ما رأيك فيمن يقول أن الدعاء يوم الجمعة يجوز لهذه النوازل التي نزلت في المسلمين؟ أنا أقول هل هذه الأدعية التي نسمعها اليوم من هؤلاء الخطباء هي تتعلق بنوعية النازلة التي تنزل بالمسلمين؟ الجواب لا.

إذن هذا يراد منه تبرير وتسويغ ما يفعلونه بزعم أنه هذا دعاء للنازلة, هذا شيء والشيء الثاني أريد أن أذكّر بالمقصود من النازلة يا إخواننا وسأبالغ في التمثيل البعيد لتفهيم المثال القريب, لو قال قائل فاتخذ عادة له يدعو في الصلوات الخمس وليس فقط في الفجر أنه يهلك ربنا عز وجل النصارى الذين احتلوا الأندلس ويعيد الأندلس إلى المسلمين لاستهجن المسلمون هذا الدعاء بزعم أنه الدعاء أو قنوت إيش؟ نازلة, يا أخي هذه ليست نازلة هذه أصبحت مصيبة حلت في ديار المسلمين وقضي على المسلمين فصارت القضية نسيا منسيا النازلة هي التي تعرض للمسلمين من قريب أما إذا صارت عادة فأنتم ترون مع الأسف الآن النازلة الجديدة والقوية جدا جدا والمخزية للمسلمين هي احتلال اليهود لفلسطين, هل تجدون إماما يقنت قنوت شرعي ويدعو لينصر الله المسلمين على اليهود في فلسطين في قنوت الصلوات الخمس؟ لا تجدون هذا إذن إذا نزل بالمسلمين أمر عارض هذا الذي هو يشرع له القنوت في الصلوات الخمس أما هذا الأمر العارض صار جزء من حياة المسلمين هذا لا يعتبر أنه يشرع له القنوت من أجل النوازل.

نحن الآن مسجدنا قريب من هنا يعني نصلي في المسجد؟ طيب إذن.

 

السائل: قريب قريب.

الشيخ: إذًا نحن تأذنون لنا بالانصراف نودعكم ونصلي معكم فرض العشاء لأنه يصير معنا الوقت ... وإن شاء الله في مرة أخرى نعود إليكم.

السائل: ... شيخ.

الشيخ: نعم؟

السائل: فرض المغرب مش العشاء.

الشيخ: هاه ذهب ... إلى العشاء ممكن هذا كان في نيتها نبقى معكم للعشاء لكن ... .

سائل آخر: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: ... الصلاة مع الجماعة.

السائل: إن شاء الله نلحق بس.

 

(288/3)

 

 

«هل يتابع الإمام إذا قنت في الفجر؟»

السائل: القنوت صلاة الفجر ... الإمام وبعد؟

الشيخ: أنت ما سألت شيئا جديدا, سبقك بها عكاشة!

السائل: ... نفصل في كل دليل بدعة يعني.

الشيخ: لفظك كان يخالف قصدك, لفظك كان يخالف قصدك, ... لفظة كان لفظ السائل الأول.

السائل: نعم.

الشيخ: السابق وأذكرك بقوله عليه السلام (إنما جُعل الإمام لتأتموا به فلا تختلفوا عليه) لكن أنا فهمت قصدك أخيرا, قصدك خلاف لفظي, يجب أن ... الإمام ولو أكبر.

 

(288/4)

 

 

«صح عن عمر أنه قنت للنازلة في صلاة الفجر فيبدوا أنه اقتصر على الفجر فقط فهل هذا صحيح؟»

السائل: صح عن عمر رضي الله أنه قنت في صلاة الفجر للنازلة فيبدو أنه قد اقتصر على القنوت في صلاة الفجر, هل يصح هذا؟

الشيخ: من أين بدا لك هذا؟

السائل: قرأته قبل أيام.

الشيخ: عفوا, حدت عن الجواب!

السائل: نعم.

الشيخ: أنا ما أسألك من أين أخذت هذا الأثر؟

السائل: نعم.

الشيخ: ... قلت لك من أين بدا لك هذا؟

السائل: من خلال اللفظ والصيغة التي ذكرها وصح عن عمر رضي الله عنه أنه قنت في صلاة الفجر في النازلة فيبدو أنه اقتصر على صلاة الفجر؟

الشيخ: من أين أخذت يبدو هذه؟ ذكر الش.

السائل: نعم.

الشيخ: ذكر الشيء لا ينفي ما عداه.

السائل: نعم, يعني لم يقل ابن قدامة رحمه الله قنت في الصلوات كلها؟

الشيخ: ... جماعة.

السائل: ... شيخنا.

سائل آخر: شيخنا ... السفر من ... لهون ... صلاة الجماعة ..

الشيخ: أنا ظننت حا توصي الجماعة أنه ... للصلاة!

السائل: لا ... فلذلك من أجل تخفيفها ... رحمه الله أنه قنت في الصلوات كلها.

الشيخ: مين بيقول؟

السائل: الإمام بن قدامة رحمه الله.

الشيخ: أخي بارك الله فيك يجب أن تفرق لماذا لم يذكر هو.

السائل: نعم.

الشيخ: وبين الراوي, بن قدامة يذكر رواية وقعت له فأنت بدل أن تقول ... الراوي تقول ... ابن قدامة.

السائل: نعم.

الشيخ: هذا خطأ هذا.

السائل: نعم بارك الله فيك, طيب شيخنا من خلال يذكر ... أنه هذا.

الشيخ: البركة ما حصلت تماما.

سائل آخر: أنا بدي ... .

الشيخ: لا قل يجب أن تقول الراوي لماذا لم يذكر ... .

السائل: الراوي لم يذكر.

الشيخ: أه, الجواب لأن القنوت في الصلوات الخمس معروف معروف ما ينبغي أن يذكر لكن القنوت للنازلة في الوقت غير معهود ولا معروف ولذلك ذكر هذا الذي هو غير معروف الراوي.

السائل: الوتر ... الفجر, هو ذكر الفجر, ابن قدامة؟

الشيخ: رجعت لابن قدامة سامحك الله يا أخي عم نحكي عن الراوي!

السائل: طيب الراوي اختلف علينا الأمر يعني؟

الشيخ: لا أجيبك عن سؤالك لماذا لم يذكر القنوت في الصلوات الخمس!

 

(288/5)

 

 

«بما أن القنوت سنة في النازلة فهل يجوز أن نقتصر عليه في الصلوات الجهرية فقط؟»

السائل: طيب شيخنا بما أن القنوت سنة في النازلة هل يجوز لنا أن نأتي فيها ب ... هذه السنة؟ كأن نقتصر على الفجر والمغرب والعشاء مثلا في الصلوات الجهرية؟

الشيخ: لماذا الاقتصار؟ ... الاقتصار؟ فإن كان هناك سبب مسوغ.

السائل: نعم.

الشيخ: نقول يجوز أما إذا كان هناك سبب سياسة مراعاة العوام وما شابه ذلك فنقول لا يجوز لأنه التخصيص لا بد له من مسوغ.

السائل: نعم.

الشيخ: لماذا خصصت هذه الصلوات دون بقية الصلوات؟

السائل: قد يكون ... .

الشيخ: قد إيش؟

السائل: يكون يجتمع الناس فيها أكثر وهي صلاة جهرية ... تقول.

 

(288/6)

 

 

«الكلام عن أخذ المال إذا قدم للشخص هل يأخذه أم لا؟

الشيخ: الخير هنا هو المال.

السائل: نعم.

الشيخ: فإذا إنسان قدّم إليه مال هيك من رب العالمين أه يقول لا بدي إياها؟

السائل: لا ... .

الشيخ: لا والله النبي أيوب عليه السلام ما عمل ها العمل هاي, شايف هو نبي!

السائل: الله أكبر.

الشيخ: لأنه أنزل الله عليه جرادا من ذهب صار يجمع يحوّل قال له رب العالمين وأنت إذًا تحب المال يا أيوب قال يا رب ليس لنا غنًى عن فضلك, فهمت هذا الحديث؟ طيب أنت الآن مثلك خير من المثل من يقدم إلينا المال هاه, لأنه تقدم إلينا خير لتبليغ الدعوة التي بقدر ما عندنا من علم ضحل أه فلذلك نحن نقول أكثر من هذا ولكن في حدود طاقتنا, في حدود طاقتنا.

السائل: ... أبو مالك ... ما يصح لنا وضع تحتاج ... فكرة جديدة.

الشيخ: طيب شو رأيك نحولك على أبو مالك؟

السائل: أبو مالك ... إن شاء الله.

الشيخ: يلا أنا معك

السائل: أبو مالك إن شاء الله.

سائل آخر: أنا سنتحدث في الموعد, أنا بحدد لك الموعد يا شيخ.

السائل: ... الله يجزيك خير.

الشيخ: خلاص.

السائل: جزاك الله خير.

الشيخ: طيب يلا أقم الصلاة.

السائل: أدب الزفاف أه كتاب أدب الزفاف.

الشيخ: قلنا ما فيه.

 

(288/7)

 

 

«مداخلة من أبي مالك عن متى يكون التأمين خلف الإمام

إبراهيم شقرة: بارك الله فيكم صلّينا المغرب آنفا هنا وعندما قلت ((ولا الضالين)) انقسمنا فريقين ففريق انتظر حتى بدأت أنا بـ" آمين " فأمّن معي والفريق الآخر سبقنا بهذه الكلمة أو بالتأمين فشيخنا جزاه الله خيرا أشار إليّ أن أبيّن هذه المسألة أو ما الحكم أو كيف تكون؟ كيفية التأمين وراء الإمام, فأقول بارك الله فيكم الرسول عليه الصلاة والسلام بيّن في مجموع, في بعض الأحاديث وهي أحاديث كثي, مشهورة ومعروفة نعرف منها كيفية التأمين من وراء الإمام وطبعا هذا يحتاج إلى شيء من الإنتباه حتى نتبيّن لأنه هناك بعض الأحاديث قد يبدو لقارئها أو سامعها أنها مختلفة بلفظها وهي في حقيقتها ليست مختلفة ولا متضادة في معناها فالرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا قال ((ولا الضالين)) أمّن قال " آمين " ورفع بها صوته أولا, وهذا يدل على مشروعية تأمين الإمام برفع صوته وفيه رد على من يقول بعدم مشروعية التأمين من وراء الإمام ومن هؤلاء الذين يقولون بعدم المشروعية, مشروعية التأمين من وراء الإمام هو الشافعية, الشافعية المتمذهبون على مذهب الإمام الشافعي أو المتبعين للإمام الشافعي ظنا منهم أنهم متبعون, والإمام الشافعي رحمه الله يذهب إلى خلاف هذا في كتاب" الأم " فهو يقول بأن الإمام يأمّن ويرفع بالتأمين صوته والمأمومون يؤمّنون من وراءه, يؤمّنون من ورائه وأيضا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الآخر يقول (إذا قال الإمام ((ولا الضالين)) فقولوا آمين) وفي حديث أخر يقول (إذا قال الإمام آمين فقولوا آمين فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) لا تضاد بين الحديثين لأن بعض الناس يفهمون من الحديث الأول إذا قال الإمام ((ولا الضالين))) أنه مجرد أن يقول ((ولا الضالين)) يبدؤون هم بالتأمين من وراء الإمام وفي هذا فوات لأمر ذكرناه وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يجهر بالتأمين ومعنى هذا أن جهره بالتأمين لا تكون له فائدة هنا إذا أمّن المأمومون بمجرد أن يقول الإمام ((ولا الضالين)) ولم ينتظروا الإمام كي يأمن هو أولا أو يبدأ بالتأمين على الأقل فيأمّنوا هم من وراء الإمام, لذلك المشروع يا إخوان الانتظار حتى يفرغ الإمام من قراءة الفاتحة بتمامها من ((الحمد لله)) إلى ((ولا الضالين)) ولا يسبقه المأمومون بالتأمين حتى يسمعوه هو أمّن فيأمّنون معه وبذلك يحرزون جميعا الفضيلة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآنف الذكر وهي هذه الفضيلة (فإن الملائكة يأمّنون مع الإمّام فمن وافق تأمينه تأمين الإمام غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا ما عندي وجزى الله خيرا شيخنا حيث نبّه أو ذكرنا بهذه المسألة.

 

(288/8)

 

 

«تعليق الشيخ على مسألة التأمين ومسابقة الإمام فيه

الشيخ: الحديث الذي تفضل به الأستاذ يؤكد لكم ما سمعتم من عدم مسابقة الإمام لأن أوّله (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) إذا أمّن فأمّنوا وهذا كما تعلمون من الحديث الآخر (إذا كبر فكبروا) فهل تعلمون جاهلا وليس طالب علم فضلا أن يكون عالما يكبّر قبل تكبير الإمام؟ هذا يكاد يكون مستحيلا والحمد لله لكن الناس كل الناس لا نستثني جاهلا ولا طالب علم بل ولا عالما يقال إنه عالم لا يقع في مخالفة هذا الحديث (إذا أمّن الإمام فأمّنوا) ذلك لأن العادة غلبت على الناس في كل مساجد الدنيا التي عرفتها شخصيا لا تجد هناك طائفة يصلون وراء إمام ينتظرون حتى يبدأ الإمام بـ" آمين " بيبدؤون هم لا, ليتهم مشوا معه " آ " " آمين " لا, هم يسبقون الإمام بـ" آمين " كالذي يحرم الصلاة قبل أن يحرم الإمام, هذا لا صلاة له.

إبراهيم شقرة: يا شيخنا يسبقونه قبل ما يتم ((الضالين)).

الشيخ: كمان.

إبراهيم شقرة: أي نعم.

الشيخ: هذا صحيح أيضا خاصة إذا كان الإمام يرتل القرآن ((ورتل القرآن ترتيلا)) ويمد في ((ولا الضالين)) ست حركات وين يكون سبقوني بـ" آمين ". ما شاء الله

إبراهيم شقرة: يا إخوان. قدم يا أستاذ

الشيخ: قدم يا أستاذ.

السائل: الحمد لله على السلامة.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

السائل: أين عبد العزيز؟

سائل آخر: ... .

السائل: وين عبد العزيز؟

سائل آخر: وين ... .

السائل: وين عبد العزيز؟ عبد العزيز ... .

إبراهيم شقرة: شيخنا الحديث الي ذكرتوه جزاكم الله خير هو في (إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا وإذا ركع فاركعوا) ثم قال (وإذا أمّن فأمّنوا) ف ..

الشيخ: ما يوجد هذا في نص الحديث.

السائل: والله شيخنا موجود.

الشيخ: ما أظن.

السائل: موجود ... فيها.

الشيخ: تدلنا عليه إن شاء الله.

السائل: إن شاء الله, إن شاء الله.

الشيخ: نعم.

السائل: الآن نعود إلى الأسئلة.

الشيخ: نعم.

إبراهيم شقرة: نعود إلى الأسئلة يا إخوان.

الشيخ: تفضل.

إبراهيم شقرة: يا سيدي يقول هنا إذا حج الرجل قبل ما نسأله ... يقول.

 

(288/9)

 

 

«ما مدى صحة حديث: (المسعر هو الله)؟»

إبراهيم شقرة: ما صحة مدى يسأل عن حديث (المسعّر هو الله) يعني هل هو صحيح؟

الشيخ: خلاص السؤال؟

السائل: هذا هو السؤال نعم.

الشيخ: نعم الحديث هذا صحيح أي الأصل عدم التسعير لأن الله هو المسعّر كما جاء في الحديث الصحيح في تمامه ومعنى هذا أن تكون حرية البيع والشراء قائمة على ساق وقدم ولا يجوز للحاكم المسلم, المسلم حقا أن يتدخل في السوق العام, ذلك لأن المجتمع الإسلامي يقاد بنظام فيه, ويربى بنظام فيه وسيلتان اثنتان إحداهما تربية نابعة من قلب المؤمن فهو يتقي الله عز وجل ولا يخالف أحكام دينه والتربية الأخرى ناشئة من الحاكم المسلم الذي المفروض فيه أنه يتحسس أحوال المسلمين ويتطلع أو يتعرّف على أحوالهم ثم إذا وجد فيهم انحرافا قوّمهم تارة بلسانه وتارة بصوته وتارة أخرى بسوطه حسب الواقع الذي هو يطلع عليه أولا ثم يرى أن المصلحة الشرعية تقتضي نوعا من تلك الوسيلة التربية التي أشرت إليها آنفا.

على هذا البيع والشراء ينبغي أن يكون مطلقا من الحاكم ليس هناك قيد أو شرط لأن ماجاء الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من قيود وشروط هي كافية لتقويم المجتمع الإسلامي أن يمشي سويا على صراط مستقيم, لا بد أن بعض هؤلاء الأفراد الذين يعيشون تحت حكم هذا الحاكم المسلم, المسلم حقا قد يشذون ويخرجون عن الجادة وعن الصراط المستقيم ولو في بعض الأحكام هنا يتدخل الحاكم المسلم ويصدق فيه الأثر المروي عن عثمان بن عفان والله أعلم بصحته لأننا نعتبره حكمة " إن الله عز وجل يزع " أي يمنع ويربي " بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " لأن القرآن إنما يربي الناس المؤمنين فعلا وحقا أما الذين في قلوبهم مرض أو زغل أو ضعف أو ما شابه ذلك فهذا إنما يتولى تربيتهم السلطان, هذا التسعير إنما مُنع منه شرعا هو لأجل أن الناس ينطلقون كما قلنا بوازع من قلبهم مثلا قال عليه الصلاة والسلام (لا يبع حاضر لباد) (لا يبع حاضر لباد دعوا الله يرزق بعضهم من بعض) أي البيع التسعير على حسب ما يرى صاحب البضاعة وأنتم تعلمون أن نظام ما يسمى بالنظام الاقتصادي خاضع لماذا؟ للعرض وللطلب, ولا يجوز وضع حد سعر معين لبضاعة ما لأن بضاعة من بضاعة تختلف وحاجة عن حاجة تختلف إلخ.

ولكن إذا فسد مجتمع ما وخرج عن هذا, عن هذه الوسيلة الأولى التربية بالأحكام الشرعية, خرجوا عنها ولم يعودوا يلتزمونها أي ويحكمون بمقتضى أحكام الإسلام حينئذ للحاكم المسلم أن يسعّر تسعيرا ليس نابعا من حكم شخص أو شخصين فقط وليس له معرفة أولا بأحكام الإسلام وثانيا بنظام الاقتصاد في الإسلام وثالثا بواقع حاجات المجتمع الإسلامي وإنما ينبغي أن يكون هناك لجنة أو هيئة أو وزارة تجمع من كل الإختصاصات من أهل العلم حينئذ هؤلاء يدرسون الوضع فيسعرون أشياء ويطلقون أشياء على ما هو الأصل ولكن هذا لا ينبغي أن يكون نظاما مستمرا كما هو الشأن في بلاد الكفر, تسعير على طول الخط, لماذا؟ هنا يبدو لكم السر في القسم الأول من التربية الإسلامية هم ليس عندهم أحكام شرعية يلتزمونها, ليس عندهم وازع نفسي وقلبي هي التي توجههم الوجهة الصحيحة ولذلك صار نظامهم التسعير بطريقة مستمرة دائما وأبدا, الحاكم المسلم كما قلنا في بعض الأحكام السابقة في الجلسة السابقة أيضا أنه الأصل في كذا وكذا لكن يجوز أحيانا الخروج عن هذا الأصل لمصلحة كذلك نقول في التسعير (المسعر هو الله) سبب هذا الحديث لعلي ما ذكرته آنفا قالوا " سعر لنا يا رسول الله " قال (الله المسعّر) , " سعر لنا " وهو الحاكم قال (المسعر هو الله) أي الأصل أن التسعير ينبغي أن يكون هكذا من الله عز وجل حسب ما يرزق العباد كثرة وقلة إلخ.

أما الحاكم المسلم فلا يجوز أن يصير إلى التسعير إلا لظروف خاصة معينة وبهيئة علمية تجمع ذوي الاختصاصات المختلفة, نعم.

السائل: وأظن عليه شيخنا يشرع أن يسمى عبد المسعر.

الشيخ: إيه نعم, نعم بالنسبة للاسم, نعم.

(إن الله هو المسعر).

السائل: يعني الآن المسعر يعني مثلا أي شيء سعرته الدولة قد يصيبه ضرر يعني مثل سعر ... يصير عشرة ... إحدى عشر لأن الربح فيها قليل ... بإحدى عشر ... قد يقال؟

السائل: هذا, لا هذا سؤاله كويس شيخنا.

السائل: ما بيوفي معه على رأيه يعني فبيبيع السلعة هذه بدينار وخمسة قروش مثلا فطبعا لا شك أن هذا الخروج والمخالفة على التسعيرة لا شك أنه يُعرضه للمسؤولية, مسؤولية العقوبة والعقوبة هنا تكون عقوبة صارمة أحيانا قد لا يعوض ما يدفعه لهذه المخالفة أو بسبب المخالفة من سنة من بيع هذه السلعة!

الشيخ: ... نحن.

السائل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام.

إبراهيم شقرة: لذلك شيخنا هذا ال.

الشيخ: نعم, معروف بارك الله فيك هذا سؤال مهم لكن أنا قصدت أنه يرفع صوته شوية مشان المسجلة تسمع معي.

السائل: ... .

الشيخ: أنا أقول التسعير الذي يجب اتباعه عرفتم شرطه ولا أعيده ولكن كما قلت بالنسبة للحاكم أن عليه أن يراعي مصلحة الشعب الذي يحكمه كذلك أقول بالنسبة للمحكوم عليه أيضا أن يراعي مصلحة نفسه فإن كانت مصلحة نفسه تستوجب عليه أن لا يبيع بسعر التسعيرة الحكومية فله ذلك لكن ينبغي أن يكون كذاك الحاكم أي هو لا يخرج عن النص (إن الله هو المسعر) إلا لمصلحة.

أه, هذه مصلحة يراعي فيها مصلحة الشعب, الآن هذا الفرد من أفراد الشعب يرى كما جاء في السؤال السابق أنه إذا باع بثمن التسعير هو يتضرر, يا ترى هو صادق في هذا القول؟ إن كان صادقا فأقول أيضا يراعي هو مصلحته لكن ترى هل مصلحته بأن يبيع بأكثر من التسعيرة دفعا للضرر الناشئ من التزامه للتسعيرة أم المصلحة تكون بأن لا يقع في تلك العقوبة.

هنا بقى هو ينبغي أن يسادد وأن يقارب هذا إذا كان صادقا في قوله وقد يكون الأمر ليس كذلك أي مثلا إنه هو يربح في كيلو من بضاعة كذا مثلا يربح حسب بيعه الحر عشرة, عشرة قروش يعني أو عشر دنانير هذا مش مهم في الموضوع لكن الدولة سعرت أنه يربح دينار أو قرش مثلا فهو إذن يربح في هذا مش يخسر لكن هو يعتبر عدم ربحه العشرة مقابل خمسة يعتبرها خسارة وبيقول أنا ما بيناسبني ها التسعيرة لأنه بيلحقني ضرر, ما هو الضرر هنا ليس الخسارة؟ وإنما خسارة شيء من الربح, هذا ليس خسارة هذا ربح.

أنا في اعتقادي لعله أولى بأي بائع وبأي تاجر أن يبيع ولو ما كان هناك تسعير جبري أن يبيع بسعر أقل لأنه هذا نابع من القناعة, قناعة في الربح " والقناعة كنز لا تفنى " كما جاء في الحديث الضعيف سنده والمعقول معناه ومتنه إذن أعطيتك الجواب إن شاء الله.

السائل: ... .

سائل آخر: ارفع صوتك.

السائل: في أي الكتاب موجود؟

الشيخ: أنو هذه؟

السائل: (المسعر هو الله).

الشيخ: موجود في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد وغيره والشيخ هنا بيقول أيضا والترمذي لكن ... في قوله الله أعلم.

إبراهيم شقرة: هذه بتذكرني شيخنا.

سائل آخر: ... .

إبراهيم شقرة: هذه بتذكرني يعني نكتة وائل, وائل أبو أيوب.

تذكرني بجماعة كانوا يؤلفون كتب مدرسية وكلهم يشار إليهم بالبنان فكانوا مجتمعين يوما فاختلفوا في حديث أو ما اختلفوا وجدوا حديث طبعا هم ليسوا من أهل الحديث ولا من أهل هذه الصنعة فصار كل واحد يضرب بسهم ففلان يقول هذا البخاري هذا مسلم هذا كذا فقالوا بدل هذا كله يا أخي يا فلان أنت شوف تولى تخريج هذا الحديث وجبه لنا إياه ف وإذا بكبيرهم الذي علمهم السّحر يقول لهم يا أخي وليش التعب خلاص اكتب من لابن ماجه اكتب رواه ابن ماجه.

الشيخ: رواه مسلم.

إبراهيم شقرة: أي نعم, رواه بن ماجه.

سائل أخر: وأحد راح يدور.

إبراهيم شقرة: أي نعم فلذلك هذا بيذكرني والله أعلم.

 

(288/10)

 

 

«مداخلة من أبي مالك عن مسألة التسعير في الأسواق

إبراهيم شقرة: طيب شيخنا هنا في أيضا تعليق على هذا, هذه المسألة وهو يا ترى هل هذا البائع وأظن إذا كنت أنت تاجر يا؟ تشتغل بالتجارة؟

سائل آخر: ... .

إبراهيم شقرة: أه أنا أظن أنه هناك بعض البضائع قد يكون الربح فيها عالي!

سائل آخر: نعم.

إبراهيم شقرة: أليس كذلك؟ طيب, هل هذا التاجر أو التجار فكروا في إنزال السعر عما هو عليه؟ أه؟ فكروا؟ طيب لو جاء, أنا أسألك الآن لو أن الدولة جاءت مثلا, أنت بكم تبيع هذه السلعة؟ هي مسعرة بدينار, تقل لهم أنا أبيعها بتسعين, هل تقبل الدولة منك هذا؟ تقبل؟ أه, لماذا تقبل الدولة؟ أه؟ لأن فيها مصلحة الأمة ومصلحة الناس, أه؟ ولذلك ما عاقبتك, ربما شكرتك على هذا الصنيع, لذلك أقول أنا بأن الربح العالي يغطي الربح القليل بل الربح العالي يغطي الخسارة في بعض المواد المباعة.

إذا أراد رجل.

 

(288/11)

 

 

«هل يقام حد القتل شرعا بمثل ما قتل به القاتل؟»

إبراهيم شقرة: هل يقام عفوا هل يقام حد القتل شرعا بمثل ما قتل به القاتل؟

الشيخ: يعني مثلا طعن خنجر.

إبراهيم شقرة: أي نعم.

الشيخ: أو ..

إبراهيم شقرة: ضربة رصاص.

الشيخ: رصاص أو ما شابه ذلك, لا ليس هذا شرطا وإنما بالسيف, نعم.

 

(288/12)

 

 

«رجل كان مستطيعا للحج ولم يحج و مات أيحج عنه الورثة؟»

إبراهيم شقرة: رجل كان مستطيعا الحج ولم يحج ومات أيحج عنه الورثة أو أبناؤه مثلا؟

الشيخ: إذا كان وجب عليه الحج أي استطاع الحج ولم يفعل لا يستطيع أحد أن يحج عنه وهذا فيه أثر صحيح عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لا يحج أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد) رواه الإمام مالك في الموطأ بسند صحيح, بدأت بهذا الأثر الصحيح لصراحته في الموضوع وهو مأخوذ من نصوص من الكتاب والسنة من ذلك قوله تبارك وتعالى ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) فإنسان أُمر بأداء فريضة ما, فريضة الحج أو الصيام أو الصلاة أو ما شابه ذلك وكان مستطيعا لكل ذلك ثم لم يفعل فمعنى ذلك أنه لم يتزكّ بالقيام بهذه الفرائض والله عز وجل يقول ((ومن يتزكى فإنما يتزكى لنفسه)) فحينئذ من يزكيه بعد أن جاءه اليقين وانتقل إلى رحمة رب العالمين أو إلى عذابه الأليم؟ حسب ما يشاء الله عز وجل أن يعامله به, من الذي يزكيه؟ ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) ولذلك قال ذلك الصحابي الجليل " لا يحج أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد " أي هذا في الفرائض ولذلك فرجل مات ولم يؤد فريضة الحج التي كانت فرضت عليه فلا يستطيع أحد أولاده أن يحج بدلا عنه فضلا عما جاء في السؤال مما هو أعم مما قلت أي لا يستطيع أن يحج أحد من أفراد ذريته فقد يكون في الذرية أخ وقد يكون في الذرية زوجة و و إلخ.

فإذا كان الولد لا يستطيع أن يحج على أبيه فمن باب أولى أن لا يستطيع من هو أبعد عن هذا الأب من ابنه.

 

(288/13)

 

 

«الكلام على حديث: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه).»

الشيخ: وهنا قد يرد في البال كيف يقال لا يصوم أحد عن أحد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الحديث الصحيح (من مات وعليه صيام صام عنه وليّه) إذًا هذا كأنه يُعارض ذاك الذي قلته آنفا, الجواب, الحديث إنما يراد به من مات وعليه صيام نذر وليس صيام فريضة أي هو نذر على نفسه نذرا ما كان الله عز وجل إلا بفرضه هو لهذا الصيام على نفسه, هذا الذي لولي الميت أن يصوم عنه, من أين أخذنا هذا القيد؟

هنا مسألة تتعلق بقاعدة أصولية, فقهية أصولية وهي " الراوي أدرى بمرويه من غيره " " الراوي " أي للحديث " أدرى بمرويه من غيره" هذه القاعدة معشر طلاب العلم إذا فهمتموها ورسخت في أذهانكم ساعدتكم على فهم بعض المسائل الخلافية بين العلماء فهما صحيحا, الراوي للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل والراوي عن صحابي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا وأنت نازل إلى أن يُصنّف هذا الحديث من الراوي الأول هو الصحابي ثم التابعي ثم تابع التابعي ثم أتباع هذا التابعي وهكذا إلى أن يُصنّف هذه القاعدة تشمل كل هذه الأصناف, الراوي أدرى بمرويه من غيره, فهنا نبدأ بالراوي الأول هذا الحديث رواه صحابيان جليلان أحدهما عائشة رضي الله تعالى عنها والآخر عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما هذان الراويان حملا الحديث على صوم النذر إذن الراوي أدرى بمرويه من غيره.

 

(288/14)

 

 

«الكلام على حديث: (نهى عن بيعتين في بيعة).»

الشيخ: ولا أريد أن أطيل أيضا في الإجابة لكن أيضا أريد أن أضرب مثلا لراو نازل مش صحابي, تابعي فأنت ولا شك تسمعون حديثا تجدون عامة علماء العلم اليوم بعيدين عن فهم الحديث لا أقول فهما صحيحا وهو صحيح إنما أقول إنهم فهموا الحديث على خلاف فهم الراوي عن الصحابي عفوا هذا الفهم من هذا الصحابي من هذا الراوي عن الصحابي هو الصحيح.

ما هو الحديث؟ حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بيعتين في بيعة, عن بيعتين في بيعة, تجار آخر الزمان يقعون في مخالفة هذا الحديث وما في معناه فلعل إخواننا الذين جمعتنا معهم دعوة الحق الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح, اسمعوا الآن السلف الصالح, ابن مسعود يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بيعتين في بيعة, الراوي لهذا الحديث عن ابن مسعود سئل ما بيعتين في بيعة؟ قال " أن تقول أبيعك هذا بكذا نقدا وبكذا وكذا نسيئة ", هذا هو بيع التقسيط اليوم لكن الأسماء تختلف, أنا في علمي والله أعلم بيع التقسيط جاءنا من بلاد الكفر والضلال حينما استعمرت هذه البلاد, بيع التقسيط, فيه بيع بالدين قديما أما بيع بالتقسيط منظم بما يسمى بإيش؟ بالشيكات وإلخ, هذه بضاعة أوربية كافرة, نهى عن بيعتين في بيعة, قال سماك بن حرب الراوي لهذا الحديث عن ابن مسعود ما بيعتين في بيعة؟ قال "أن تقول أبيعك هذا بكذا نقدا" بمائة مثلا نقدا بمائة وخمس دنانير تقسيطا نسيئة قال الرسول عليه السلام نهى عن هذا, إذا أردنا أن نفسر الحديث بغير هذا التفسير وهذا معروف من بعض المتأخرين بخاصة نقول لهم أولا " راوي الحديث أدرى بمرويه من غيره " كيف هذا؟ هل يدخل في عقل طالب علم, طالب علم بحق أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يسمعون الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وافترض في أحدهم.

- ويرحمك الله - وافترض في أحدهم أنه سمع الحديث وما فهم معناه ودلالته وفقهه ألا يتوجه بالسؤال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم يكتم ذلك الجهل في نفسه ويروي الحديث دون أن يستوضح منه؟ أظن أنا أول الظانين ظن المؤمن هذا مستحيل على الصحابي أن يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفهم دلالته الظاهرة ثم هو لا يسأل الرسول عليه السلام, هذا مستحيل.

إذًا يقال هذا الذي قلناه في الصحابي في الذي تلقى هذا الحديث عن الصحابي هو هنا سماك بن حرب سمع الحديث من بن مسعود نفس السؤال السابق, أتظنون أن سماك بن حرب التابعي لما سمع الحديث من بن مسعود نهى عن بيعتين في بيعة لم يفهمه؟ هو أحد رجلين إما أنه فهمه وإما أنه لم يفهمه فإذا فهمه ما في داعي للسّؤال وإذا لم يفهمه فيسأل أيضا كما يفعل الصحابي وهكذا فإذا سمعنا التابعي إذًا يروي هذا الحديث عن الصحابي ويُسأل التابعي ما معنى هذا الحديث؟ يقول أن تبيع هذا الشيء بكذا نقدا وكذا وكذا نسيئة هكذا الحديث ينبغي أن يفهم, الراوي أدرى بمرويه من غيره.

السائل: نعم

الشيخ: إذا كان الأمر كذلك.

 

(288/15)

 

 

«تتمة الجواب عن رجل كان مستطيعا للحج ثم مات ولم يحج فهل يحج عنه الورثة؟»

الشيخ: أشعر بأني شتتت, وين كان الموضوع؟

السائل: الحج.

الشيخ: الحج, يحج أحد, يحج أحد عن أحد قال ابن عمر.

طوّل بالك أسترجع أفكاري الآن.

يحج أحد عن أحد؟ قال لا ويصوم أحد عن أحد؟ قال لا في هناك حديث قد يشكل على البعض وهو (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) قلنا هذا رواه عائشة وابن عباس وفسروا هذا الصيام الذي أمر به الرسول عليه السلام ولي الميت أن يصوم عنه بأنه صيام النذر.

لا تتساءلوا ولا تقولوا من أين هذا؟ الحديث مطلق, فنقول الراوي أدرى بمرويه من غيره وعلى ذلك فقيسوا تستريحون في فهم كثير من النصوص إذا استحضرت, نعم؟

إبراهيم شقرة: قيسوا تستريحوا.

الشيخ: نعم؟

إبراهيم شقرة: قيسوا تستريحوا.

الشيخ: تستريحوا.

إبراهيم شقرة: مو تستريحون يا شيخنا.

الشيخ: تستريحون؟

إبراهيم شقرة: مو تستريحون تستريحوا.

الشيخ: لا أنا أقول تستريحوا, قيسوا تستريحوا نعم جواب الشرط يعني نعم لكن باسألك لغة يجوز وإلا لا؟

إبراهيم شقرة: لغة؟

الشيخ: أه.

إبراهيم شقرة: ما أظن.

الشيخ: إثبات ال, بلى يجوز.

إبراهيم شقرة: ما أظن شيخي جواب الطلب.

الشيخ: نعم هو مجزوم, هو مجزوم لكن عندهم قاعدة أنه المجزوم يثبت حرف النون أحيانا.

إبراهيم شقرة: ما أعرف هذا والله, ما أعرف.

الشيخ: راجعت, راجعت هذا.

إبراهيم شقرة: طيب أمرك, بعدين.

الشيخ: تفضل.

السائل: لو, لا لا لو سمحت لو سمحت.

الشيخ: تفضل.

سائل آخر: تفضل أنت.

سائل آخر: استفسار بسيط بس عن نفس الموضوع, عن نفس الموضوع.

السائل: نفس الموضوع.

سائل أخر: قوله تعالى ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى))

السائل: ((وأن ليس)).

سائل أخر: ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) ألا يمكن القول بأن الولد أو البنت من سعي والده وتعبه, ألا يمكن اعتبار أن الإبن من سعي وكسبه.

الشيخ: ما, ما أظن أنه يمكن القول وأظن أول مخالف هو أنت, فاسأل نفسك يمكن؟ قل يمكن.

السائل: يمكن.

الشيخ: شوف شو راح يجيك بقى هلا ...

السائل: أنت خليك ثابت يا ابني.

سائل أخر: لا بس استفسار ... .

الشيخ: معليش

السائل: طيب شيخنا الله يخليك.

الشيخ: طيب, كما تريد.

السائل: يعني ... بالأسئلة.

الشيخ: تفضل إيش عندك أنت, بدك تقول إيش؟

السائل: لا بخلص انتهينا بس يعني.

الشيخ: تفضل.

السائل: طيب نسأل هنا.

الشيخ: نعم.

السائل: ... .

الشيخ: لسى في وقت.

السائل: ... .

السائل: شيخ على نفس السؤال.

السائل: نفس السؤال.

الشيخ: تفضل, بس ما يكون مثل ذاك السؤال خلي الأستاذ بعدين هو, نقطع.

 

(288/16)

 

 

«إذا كان أحد الوالدين عاجزا عن الحج ثم توفي فهل يحج الولد عنه؟»

السائل: ... إلي مات ما كان يستطيع الحج مثلا؟

الشيخ: كيف؟

السائل: الميت لم يستطع الحج مثلا من فقر أو عجز أو كذا فيجوز وليّه ... ؟

الشيخ: هذا سبق الإجابة عنه ضمنا.

السائل: قال إذا كان يستطيع ولم يحج في السؤال.

الشيخ: أي نعم لكن ضمنا لما كررنا بشرط عدم, بشرط الاستطاعة الفهم بالعكس تماما.

السائل: جزاك الله خير.

الشيخ: فأنا أجيبك الآن على كيفك إنت بقى ...

أقول نعم إذا مات أحد الوالدين ولم يجب عليهما الحج مطلقا بهذا القيد هذا انتبه.

إذا مات أحد الوالدين ولم يجب عليهما الحج مطلقا بعد سن البلوغ فللولد أن يحج عنه بل وأرجو الانتباه, بل على الولد أن يحج عنه, إيش الفرق؟

السائل: يعني واجب.

سائل آخر: واجب على الولد.

الشيخ: ... الله يهديك.

السائل: آسف.

سائل أخر: ... .

الشيخ: إذا مات أحد الوالدين ولم يجب عليهما الحج بعد سن البلوغ مطلقا فعلى الولد أن يحج عنه لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الخثعمية حينما قالت يا رسول الله أبي شيخ كبير لا يثبت على الرّحْل وقد أدركته فريضة الله الحج أفأحج عنه؟ قال عليه الصلاة والسلام (حجي عنه) وفي رواية (أرأيتِ) أو في رواية أخرى (أرأيتَ) لأنه في خلاف بين السائل رجل أو امرأة (أرأيتِ إن كان على أبيك دين أكنت تقضينه عنه؟) قالت بلى قال (فدين الله أحق أن يقضى) لكن أرجو الانتباه هنا لأن بعض الفقهاء المتأخرين أكيدا وربما بعض المتقدمين عكسوا دلالة الحديث فقالوا كما فعلوا ذلك بالنسبة للصلاة, الصلاة بتعرفوا في باب القضاء, قضاء الصلوات في كثير من كتب الفقه فيرون أن الرجل إذا مات وعليه صلوات مقصورة عليه ولم يقضها بتمامها بعضهم يقول يقضي ولده, بعضهم وهم الجمهور لا لا يقضي, بعض هذا الجمهور قال بقضية الكفارة هذه يمكن سمعتم بها ولا نطيل الكلام فيها, بيجمعوا الأموال بيعملوا كم صلاة كم سنة ما صلى بيضربوا مثلا السنة بثلاثمائة وخمس وستين يوم كل الأيام بخمس بيطلع ما شاء الله وهذه بيطلعوا عن كل صلاة ... قمح إلخ.

هذه طبعا بدعة حنفية وأبو حنيفة الإمام بريء منها وإنما حدثت من بعده, الخلاصة فالصلاة لا تقضى إلا بعذر النسيان والنوم, فالحج قالوا هنا بعض هؤلاء المتأخرين (فدين الله أحق أن يقضى) رجل هو الأول, الذي وجب عليه الحج ولم يحج هذا مات و عليه دين, لا هذا ما مات وعليه دين ها الي يموت وعليه دين هو المعذور وهذا غير معذور ولذلك الحديث شو بيقول أبي لا يثبت على الرّحَل إذًا هذا معذور فاعتبر الرسول عليه السلام هذا العذر دينا على الولد أن يقضيه عن أبيه وليس حتى تارك الحج بدون إيش؟ بدون عذر.

ذاك الأول وأجبنا عنه أما هذا فهو دليل المعذور الذي فُرض عليه الحج ولا يستطع أن يحج إذًا يجب على ولده أن يحج عنه, نعم؟

إبراهيم شقرة: سؤال شيخنا يتعلق باللحية, سؤال في سؤالين أو ثلاث عن اللحية.

الشيخ: لا إله إلا الله.

إبراهيم شقرة: مفهوم اللحية ومقدار اللحية وما يجوز الأخذ منها وما لا يجوز؟

 

(288/17)

 

 

«ما هو مفهوم اللحية؟»

الشيخ: إيش السؤال الأول في اللحية؟

إبراهيم شقرة: مفهوم اللحية.

الشيخ: مفهوم اللحية, لا شك أن اللحية هو الشعر النابت في الوجه الذي يجب غسله في الوضوء وهذا يخرج منه ما ينبت تحت اللحية على العنق فهذا ليس من اللحية لكن يدخل فيه ما ينبت على الوجنتين فهذا من اللحية فما يفعله بعض الناس في بعض البلاد من حلق جانب اللحية من هنا وهكذا بحيث أنهم يمسون الوجنتين بسوء فهذا طبعا لا يجوز المس بسوء لأن الشعر النابت على الوجنتين هو من اللحية لغة وهذا منصوص في القواميس وبخاصة منها قاموس المحيط للفيروز أبادي, هذا مفهوم اللحية لغة.

 

(288/18)

 

 

«ما هو المقدار الذي يجوز أخذه من اللحية؟»

الشيخ: أما الأخذ؟

إبراهيم شقرة: أي نعم.

الشيخ: السؤال الثاني الأخذ؟

إبراهيم شقرة: الأخذ منها.

الشيخ: أما الأخذ منها فالمنقول عن السلف دون أن ينقل عن أحد منهم خلاف ذاك المنقول أنه يجوز الأخذ من طول اللحية ما دون القبضة, هذه قبضة من هنا في أسفل الذقن, الذقن يشترك فيه الذكر والأنثى لغة وإطلاق اسم الذقن على اللحية هذا من باب إيش؟ المجاز.

إبراهيم شقرة: تجاوز.

الشيخ: خطأ.

إبراهيم شقرة: خطأ ... .

الشيخ: حدت إلى ترقيعها في اللغة العربية.

إبراهيم شقرة: بس ... حتى المجاز ما ينطبق عليها هنا

الشيخ: فهذا الشعر الذي ينبت تحت القبضة أو يطول هذا الذي يجوز الأخذ من اللحية بل أنا لا أقتصر على القول بالجواز بل أنا أرى أن إطالة اللحية أكثر من القبضة مخالف لمنهجنا السلفي ولذلك أنا أدندن دائما وأبدا لا يكفي أن ندعو إلى الكتاب والسنة لأن كل الفرق الإسلامية التي تشملها دائرة الإسلام لا أحد من هذه الفرق يقول نحن لسنا على الكتاب والسنة, كلهم يقولون هكذا لكن لا أحد منهم, نقول من جهة والحمد لله لأنه نحن انفردنا عنهم ونقول لا حول ولا قوة إلا بالله بالنسبة إليهم لأنهم شذوا عنا, لا يقولون كتاب وسنة ومنهج السلف الصالح, لماذا نحن نقول زيادة على الكتاب والسنة؟ أشياء كثيرة وكثيرة جدا الآن الوقت ضيق ولا يتسع للبحث في هذا لكني.

 

(288/19)

 

 

«الكلام على مسألة أن الراوي أدرى بمرويه من غيره في مسألة إعفاء اللحية

الشيخ: أقول عطفا على ما ذكرته سابقا أن " الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " أي " الراوي أدرى بمرويه من غيره " هؤلاء الصحابة الذين رووا لنا حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم (حفوا الشارب وأعفوا عن اللّحى) هم أخذوا من اللحى فلا يجوز لنا أن نفهم هذا النص على إطلاقه كما قلنا آنفا (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) هذا مطلق لكن راوي الحديث فهمه مقيدا بصيام النذر (هم القوم لا يشقى جليسهم) فإذًا نحن نقول الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ليس هناك رواية مطلقا أقول مؤكدا مطلقا مطلقا أن صحابيا واحدا أرخى لحيته مهما طالت, لا, هذا لا يوجد ومن باب أولى مؤكدا مرات ومرات ليس هناك رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأخذ من لحيته هذا شاع بين كثير من العلماء والمشايخ وكلامي مسجل لكن لا أصل له في كتب السّنة إطلاقا إنما هم ينطلقون من عموم قوله عليه السلام (وأعفوا اللّحى) يستلزمون الفهم أو يستلزمون فهمهم للعموم أن يكون واقعا ولا تلازم بين الأمرين أبدا والمثال السابق والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا.

وعلى العكس من ذلك هناك آثار كثيرة وبأسانيد صحيحة أن بن عمر وهو كما تعلمون من أحرص الناس على اتّباع الرسول عليه السلام حتى في أمور ما يسمى عند الفقهاء المحققين

 

(288/20)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(289/1)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله). رواه الترمذي وقال حديث حسن

الشيخ: كان في درس سابق ذكر المؤلف رحمه الله حديث في فضل طول العمر إذا ما أحسن فيه صاحبه وعلى العكس من ذلك وكان آخر حديث ذكره هو حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الناس من طال عمره وحسن عمره وشر الناس من طال عمره وساء عمله) ثم ذكر بعد ذلك حديثا ضعيفا جدا.

 

(289/2)

 

 

«وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجلان من بلي حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فأريت الجنة فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل ال»

الشيخ: والآن نقرأ عليكم الحديث ذي الرقم خمس وأربعين في نسختي وهو حديث صحيح وهو قوله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رجلان من بليّ حي من قضاعة أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله.

السائل: ... .

الشيخ: طلحة بن عبيد الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد كذلك هنا جملة سقطت إما من المؤلف وإما من الناسخ أو الطابع وهي " فأُرِيت الجنة " فتصبح العبارة قال طلحة بن عبيد الله فأريت الجنة فرأيت المؤخرة منهما يعني رأى في المنام أنه دخل الجنة, رأى الجنة ورأى فيها هذا الرجل الذي تأخر في الوفاة عن الشهيد قال أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هكذا أيضا هنا العبارة وصوابها كما في مصدر الحديث فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا ركعة صلاة سنة) رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم عن طلحة بنحوه أطول منه وزاد بن ماجه وابن حبان في آخره ... (بينهما أبعد مما بين السماء والأرض).

هذا الحديث في الواقع شرف تاريخي واقعي لذاك الحديث الصحيح (خيركم من طال عمره وحسن عمله) هذان رجلان أسلما في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستشهد أحدهما, مات في سبيل الله شهيدا وعاش الآخر من بعده سنة كاملة فرأى طلحة بن عبيد الله وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة كما هو معروف رأى في المنام الجنة ورأى فيها ذلك الرجل المتأخر وفاة والذي لم يمت استشهادا رآه قد دخل الجنة أي قبل ذلك الذي مات شهيدا فالواقع أنه هذا كما قال هو تعجبت من ذلك لأنه المفروض أن الشهيد هو الأسبق دخولا فتعجبه مما رآه بخلاف ما كان يظنه حيث رأى المتأخر في الوفاة بدون استشهاد سبق الذي مات شهيدا في الدخول الجنة فحمله تعجبه ذلك أن ذكر الأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فشرح له القضية حتى زاد تعجبه بقوله (أليس قد صام بعده رمضان) أي إنه عاش سنة فاكتسب فيها فضيلة صيام هذا الشهر المبارك ثم أليس أيضا قد صلى ستة ألاف ركعة لم يصلها ذلك الذي مات شهيدا فهذا أجر كبير وهو عليه السلام في قوله (صلى ستة آلاف ركعة) يشير إلى عدد ركعات الفرائض الخمس التي لا بد للمسلم أن يصليها في كل يوم وليلة وقوله عليه السلام عطفا على قوله (وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة) إما أن يعني بهذا العطف وهو قوله (وكذا وكذا ركعة) على ستة ألاف هو تحرير الضرب والجمع بمجموع الصلوات الخمس ضرب لعدد ثلاثمائة وخمس وستين يوما وضرب هذا الحاصل بعدد ركعات الي هي سبعة عشر ركعة فيكون الحاصل ستة آلاف ومائتين ركعة وزيادة فإما أن يعني بقوله (ستة آلاف وكذا وكذا) هذه الزيادة وإما أن يعني أكثر من ذلك لأن المسلم لا يقتصر أو المفروض أنه لا يقتصر على أن يصلي فقط الخمس صلوات المفروضة بل هو يضيف إلى ذلك شيئا من السنن لا سيما ما كان منها من الرواتب وذلك من باب الاحتياط كما دل على ذلك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أن المسلم يوم القيامة حينما يُحاسب أول ما يُحاسب عليه الصلاة فإذا تمت صلاته تمت كمّا وكيفا فقد أفلح وأنجح أما إذا نقصت أيضا كمّا أو كيفا فقد خاب وخسر, في هذه الحالة الأخرى ربنا عز وجل بفضله ورحمته بعباده يأمر الملائكة أن ينظروا في صحيفة هذا العبد الخاسر لسبب نقصان وقع في صلاة الفريضة أن ينظروا إذا كان له من التطوع من التنفل فيتموا له بهذا التنفل فريضته، لذلك فينبغي على المسلم أن لا يكون قنوعا على مذهب ذلك الأعرابي الذي لما سأل الرسول عليه الصلاة والسلام عما فرض الله عليه في كل يوم وليلة فلما أجابه بأنها خمس صلوات قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص, ومع أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد قال مشجعا لهذا الإنسان على الثبات بقوله " والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص " قال عليه السلام (أفلح الرجل إن صدق) (دخل الجنة إن صدق) فهذا لا ينافي أن يحتاط الإنسان لصلاته ولعبادته فيُكثر ما استطاع من التطوع خشية أن يقع في فريضته من ذلك النقص الذي سبق الإشارة إليه فقوله عليه الصلاة والسلام لهذا الذي تأخر موتا وتقدم إلى الجنة دخولا (أليس قد صلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة) إما أن يعني مجموع فقط ركعات الفرائض وإما أن يعني زيادة أخرى على ذلك من التطوع والنوافل وهذا هو الأفضل بالنسبة لكل مسلم لا سيما في زماننا هذا حيث أن المفاتن والمفاسد والمهلكات من أنواع شتى تتكاثر على الإنسان فتُفسد عليه كثيرا من عبادته وطاعته فلا بد أن يكون عنده شيء من الاحتياطي في العبادة حتى ينجح يوم القيامة ولو بتثبيت شيء بدل شيء مما ضيعه أو تهاون فيه.

فإذًا هذا الحديث يوضح للمسلم كيف أن حياة الإنسان المسلم الطويلة إذا أحسن عملا هي خير له من حياته القصيرة ومن أجل ذلك سيأتي بعد أحاديث تنهى المسلم عن أن يتمنى الموت ومن هنا يظهر كيف أن الإسلام يعالج في أتباعه الأمراض النفسية التي تجلى في عصرنا هذا أثرها في الناس مع توفر كل أسباب الحياة المادية والرفاهية فيها ومع ذلك فتجدهم مضطربين في حياتهم أشد الإضطراب مصداقا لقول الله عز وجل ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) فمعيشة الضنك ليست في شظف العيش كما يتوهم كثير من قاصري العقل والفكر والناقصي الدين وإنما الضنك يأتي ولو كان صاحبه يعيش في أهنأ حياة مادية فالإسلام بمثل هذه الأحاديث يطمئن المسلم أن حياته الطويلة هي خير له ما دام أنه يُحسن عملا ولو كانت حياته من الناحية المادية ضنكا وستنقلب هذه الحياة بالنسبة إليه يوم القيامة حياة رفاهية على عكس حياة الكفار في هذه البلاد فهم يعيشون الآن في رفاهية ولكنهم في الآخرة كما سمعتم في الآية السابقة ((فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)) إلى آخر الآية.

 

(289/3)

 

 

«وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يكفيهم قال طلحة أنا قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخر»

الشيخ: بعد ذكر الحديث حديث أخر وهو صحيح أيضا وفيه شيء من الزيادة والتفصيل على الحديث السابق, قال المؤلف رحمه الله وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسلموا قال فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من يكفيهم؟) قال طلحة هو الذي سبق ذكره في الحديث الأول بن عبيد الله " أنا " قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد, يمكن يكون هذا هو الرجل المذكور في الحديث السابق وهو الأقرب ويمكن أن يكون رجلا آخر ثم بعث بعثا فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه, قال طلحة فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم أخرهم قال فداخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه وأله وسلم فذكرت ذلك له فقال (وما أنكرت من ذلك؟ ليس أحد أفضل عند الله عز وجل من مؤمن يُعمَّر في الإسلام بتسبيحه وتكبيره وتهليله) رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما رواة الصحيح وفي أوله عند أحمد إرسال كما مر ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه, كما مرّ فيه غموض لأنه لم يمر شيء صراحة من الإنسان الذي يُشير إليه لكن هذا في الواقع يظهر لمن عرف تراجم رواة الحديث لأنه هذا الحديث ابتدأه من عند عبد الله بن شداد أن نفرا من أبي عذرة فإذا عرفنا أن عبد الله بن شداد هذا وهو بن الهاد تابعي رأى إرساله في الحديث لأنه قال أن نفرا من بني عذرة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن شداد مادام أنه تابعي فهو إذًا لم يدرك الحادثة أو القصة ومن هنا كان الحديث مرسلا فحينما قال المصنف رحمه الله في تخريجه وفي أوله عند أحمد إرسال يُشير إلى هذه الناحية أي كأنه يقول وعبد الله بن شداد تابعي فهو لم يدرك القصة فالحديث مرسل لذلك يستدرك فيقول بعد قوله كما مر ووصله أبو يعلى بذكر طلحة فيه.

قصة كما قلنا يحتمل أن تكون هي السابقة إلا أن فيها شيء من ... ويمكن أن تكون قصة أخرى والأول هو الأقرب ففيه كيف أن المسلم كلّما تأخر كلما كان أأجر له وأكثر ثوابا بدليل أن الشهيد الذي استشهد بعد الأول كان متقدما على الأول وهذا الثالث الذي لم يستشهد كان متقدما على الاثنين الشهيدين فبذلك فحياة المسلم مهما طالت حياته ما دام أنه يعيش في دائرة الإسلام ويجاهد نفسه وهواها فكلما طالت حياته كلما كان ذلك خيرا له ونسأل الله عز وجل أن يطيل أعمارنا وأن يحسن أعمالنا وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(289/4)

 

 

«هل يجوز لمسلم أن يمثل دور كافر فيسب الدين أو يقسم باللات بحجة التمثيل لأحد مواقف السيرة؟»

السائل: هل يجوز لشخص أن يمثل أحد المسلمين دور كافر فيقسم باللات أو يشتم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم تحت حجة التمثيل أو بحجة التمثيل لأحد مواقف السيرة؟

الشيخ: حتما لا يجوز هذا الأمر بأي وجه من الوجوه بل لو كان السؤال هل يجوز التمثيل نفسه بدون هذا الكفر لكان الجواب لا يجوز فكيف وفي السؤال أنه يحكي الكفر.

صحيح أن الأمر كما قال العلماء " إن ناقل الكفر ليس بكافر " هذا الذي يقوم بوظيفة أو مهنة التمثيل بكلام رجل كافر ليس هناك ما يضطره إلى أن يقوم بعملية التمثيل هذه وبالتالي ليتكلم بكلمة الكفر لأن أصل قضية التمثيل هذه في الواقع ونأسف جدا.

تورط المسلمون فقلدوا الكفار الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله فتعاطوا مهنة التمثيل تقليدا منهم للكفار دون أن يراعوا ما قد يترتب من وراء القيام بمثل هذه المهنة بمخالفات للشريعة الإسلامية من التشبه بالكفار بتشبه الرجال بالنساء وربما من اختلاط النساء بالرجال في بعض التمثيلات فكل هذا لا يجوز في دين الإسلام أما أولئك المقلدون, أولئك الأوروبيون الذين نحن نقلدهم فهم ليس عندهم شيء اسمه حلال وحرام ومن هنا يظهر بالغ غفلة المسلمين الذين يلهثون ركضا وراء الكافرين دون أن يميزوا الفرق بينهم أي بين المسلمين وبين أولئك الكافرين الذين يقلدونهم, غيره.

 

(289/5)

 

 

«هل يحوز للمرأة المسلمة المتزوجة استعمال بعض مزيلات الشعر؟»

السائل: هل يجوز للمرأة المسلمة المتزوجة أن تستعمل بعض مزيلات الشعر مع العلم بعدم جواز نتف الشعر؟

الشيخ: لا فرق بين الأمرين إلا إذا عدنا ظاهريين, الإسلام حينما نهى المرأة عن نتف الشعر قد علل ذلك بعلة واضحة بيّنة فقال عليه السلام في آخر حديث اللعن (لعن الله النامصات والمتنمصات) إلخ قال في آخره (المغيرات لخلق الله للحسن) فسواء كان إزالة الشعر بالنمص أو بالحلق بالموسى أو بأي دواء يستعمل اليوم يزيل الشعر فالصورة هذه لا ينبغي الوقوف عندها وإنما ننظر إلى منتهى هذه الصورة, ماذا حصل منها؟ حصل تغيير لخلق الله عز وجل فلذلك فسواء نتفت أو أزالت الشعر بالموس أو بالدواء " كل الدروب على الطاحون " قد يمكن أن يقال إن النتف أشد استئصالا للشعر من الحلق أو من الدواء فإن ثبت هذا فيكون أشد تحريما لكن ذلك لا يعني أن إزالة الشعر بواسطة الموسى أو بواسطة الدواء هو أمر جائز, لا يزال حراما لأنه فيه تغيير لخلق الله عز وجل وعلى ما يُقابل هذا لأنه كما قيل " وبضدها تتبيّن الأشياء " لقد فرّق الشارع الحكيم في خصال الفطرة التي منها نتف الإبط وحلق العانة فلو أن إنسانا ما نتف إبطه وإنما حلقه حصل المقصود لأن المقصود النظافة والإزالة لكن المشكل نلاحظ أن الشارع الحكيم حينما ذكر النتف في الإبط دون الحلق وذكر الحلق في العانة دون النتف لا بد أن هذا وذاك كان لحكمة قد تظهر لبعض الناس وقد تخفى على آخرين ولكن إن نتف عانته فقد حقق الغاية الكبرى التي إزالة الشعر حيث هناك بعض الأوساخ وبعض الترسبات تعلق, كذلك الإبط إلا أن الأفضل دائما وأبدا مراعاة معاني الألفاظ التي وضعها الشارع الحكيم لا شك في اختلاف في اللفظ واختلاف في المعنى لغاية هو يعرفها يعلمها وقد يعلمها بعض الناس.

فكما كنا, نقول هنا أنه إذا لم ينتف إبطه ولكن حلق حصلت الفطرة لكن بوسيلة دون وسيلة النتف, كذلك نقول العكس, هناك (لعن الله النامصات) يعني الناتفات لكن لما جاء التعليل بقوله (المغيرات لخلق الله للحسن) فلو حلقت أو استأصلت الشعر بالدواء فالنتيجة واحدة كما ذكرنا, غيره.

 

(289/6)

 

 

«هل النمص يكون لشعر الحاجب فقط أم لكل شعر؟»

السائل: شعر ... .

الشيخ: نعم لا فرق في ذلك وهذه مسألة يمكن أخذ الجواب عليها من التعليل السابق في الحديث ذلك لأن العلماء في الواقع يبدو أن بين أن بينهم اختلافا لما قال عليه السلام (لعن الله النامصات) هل يعني نمص الحاجب فقط دون ما سوى ذلك؟ أم يعني الحاجب والوجه دونما سوى ذلك؟ أم النص عام؟ تجد بعض الشراح يذكرون الحاجب (لعن الله النامصات) يعني بحواجبهن وتجد شراحا آخرين يزيدون على ذلك ووجوههن وتجد شراح غير هؤلاء وهؤلاء يطلقون القول وهذا هو الصواب إذا ما نظرنا إلى التعليل السابق (المغيرات لخلق الله للحسن) فلا فرق بين تغيير المرأة لخلق الله في حاجبها بنتفه أو بحلقه وبين نتفها لخديها وبين نتفها لشعر ساقيها كل ذلك داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام (المغيرات لخلق الله للحسن) لذلك لا يغتر أحدكم بما قد يقف في بعض الكتب على تفسير النمص بأنه نتف الحاجب أو الوجه ثم يقف عند ذلك ويفهم بمفهوم المخالفة أنه ما سوى ذلك جائز لأنه في هذه الحالة لا يستند إلى دليل شرعي مطلقا بل هو يخالف تعديل الحديث المذكور في آخر الحديث أولا زايد ... إطلاق الحديث حيث قال (لعن الله النامصات) ما قال النامصات بحواجبهن بوجوههن بأذراعهن إنما أطلق والإطلاق ينبغي أن يجعل إطلاقه كيف يأتي قيد يقيده على الرغم من عدم وجود مثل هذا القيد في شيء من الأحاديث الواردة عن الرسول عليه السلام فالتعليل المذكور في خاتمة الحديث تأكيد لهذا الإطلاق المغيرات لخلق الله للحسن كما بيّنا وشرحنا.

 

(289/7)

 

 

«هل يجوز للمرأة أن تطيع زوجها فيما حرم الله كنتف الحاجب؟»

السائل: هل يجوز للمرأة أن تطيع زوجها إذا أمرها ببعض الأمور التي ينهى عنها أو نُهي عنها إذا طلب منها ذلك مثل نتف الحاجب أو ما شابه ذلك؟

الشيخ: هذا أمر مفروغ منه حيث قال عليه الصلاة والسلام (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

وموعدنا في درس آت إن شاء الله.

السائل: ... نص الحديث ... .

الشيخ: نذكر إخواننا الذين اعتادوا أو يحبون أن يحضروا معنا درس الحديث الشهري فسيكون إن شاء الله يوم الجمعة الآتي في الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة, أيه؟

السائل: ... .

الشيخ: في الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة, يبدأ الدرس هاهنا في علم مصطلح الحديث.

السائل: ... الأستاذ كان.

الشيخ: ... من شاء فليجلس ليسمع قصيدة الأستاذ خير الدين ونلي.

 

(289/8)

 

 

«قصيدة لخير الدين ونلي

خير الدين ونلي:

" وقل هو الله فرد واحد أحد *** سبحانه ما له زوج ولا ولد

وقل هو الله لا تشرك به أحدا *** وكيف يشرك بالرحمان مفتقد

الخلق يفنى ويبقى وجه خالقه *** والأمر لله فهو الحاكم الصمد

كل طاغي سوى الأصنام زاهقة *** والحق يعلو وشمس الحق تتقد

قد ينكر النور أعمى ليس يبصره *** و ... به من جفنه رمد

لكنه ظاهر والله ناصره *** وإن تطاول دون الباطل الأمل

الله لا يغفر الإشراك قاطبة *** فالشرك يحبط ما حلواوما عقدوا

والشرك يذهب بالأعمال *** ينثروها نفى الرياح رمادا حين تحتصد

الله لا يترك الإنسان في عمه *** فالعقل نورا عليه الرسل تعتمد

ويبعث الله في الأقوام مرسلهم *** ليرشد الناس إن ضلوا وإن شردوا

هو اللطيف بخلق حين صوّره *** وليس يتركه في الغير يرتعد

وقل هو المصطفى المختار أحمدنا *** ختام من جاء بالآيات تحتشد

محمدا سيد الإنسان قاطبة *** وقدوة الناس لا ميز ولا قود

محمد جاء والأقوام عاكفة *** على التماثيل تدعوها وتعتقد

فحرر الفكر من أدران فلسفة *** وحرر القلب فالتوحيد معتقد

أعاد للفطرة البيضاء رونقها *** وطهّر النفس من حقد وكم حقدوا

وصاح بالناس هُبّوا من سباتكم *** فما الرّقاد مطيلا عمر من رقدوا

الشمس قد سطعت ما دونها حجبا *** وليس ينصعكم نوم ولا سهد

الدين يطلبكم والنصر منتظر *** والبحر يهدر والرايات تنعقد

أجابه بعضهم لبيك مرسلنا *** وعاهدوه فكانوا مثلما عُهِدوا

فحقق الله بالإسلام نصرته *** والنصر حققه القهار لا العدد

و ... الصحب ترسان إذا ركبوا *** وفي الدّجى خشع والقلب يرتعد

يخشون ربا ولا يخشون من أحد *** سواه ... لله واعتبدوا

أعفوا لحاهم فضجتم من لقائهم *** مرد الأعاجم في ساحاتها مردوا

جيش العزائم لم تُهزم له فئة *** وليس يهزم من بالله يعتضد

إن يطلب الدين منهم نور فرقدها *** عادوا وفي كل كف شعلة تقد

أو يطلب الدين منهم كل ما ملكوا *** أدوه راضية نفس فما تجد

لاقوا الشدائد ما لانت قناتهم *** وجاهدوا في سبيل الله واجتهدوا

هذا بلال على الرمضاء مضجعه *** يقولها أحد أعظم بها أحد

وذي سميّة لم تخش عواقبها *** كأل ياسر والتعذيب متقد

في الله قد صلبوا في الله قد سحبوا *** في الله ما شهدوا في الله ما وجدوا

أقسمت بالله ما بخلقه قسم *** وكل حلف بغير الله منتقد

وأقسمت أن رمال ال ... ما *** شهدت عزا لغير كتاب الله يستند

أقسمت أن رسول الله ما عرفت له *** شبيها سهول الأرض والجدد

وأن أمته خير القرون بهم ... *** الطواف إلى الدنيا بما جهدوا

الله يعلم كم ضحوا وكم ... *** والأرض تشهد والأعداء قد شهدوا

فعن عدالتهم في مصر عَمْرَهم *** وسل سمرقند والأجناد تحتشد

واسأل عن العلم والعمران أندلسا *** واسأل عن الزرع كم شقوا وكم حصدوا

واسأل عن الروم إذلانت عاشكتهم *** واسأل عن الفرس كم صدوا وكم حشدوا

وانظر إلى السور سور الصين تدحضه *** كتائب الحق فالأسوار ترتعد

وفي ذرى ... رايات لهم خفقت *** والبحر أطلسه يعلو به الزبد

في البحر فاتحة *** وسار أسطولهم والموج منعقد

وردد الكون والأملاك قاطبة *** الله أكبر دين الله معتضد

وقل هو الأمن والإيمان قد نشرا *** فوق البرايا فكم أثنوا وكم حمدوا

وقل هو الصدق والإخلاص قد غمرا *** كل الدنا وتولى الحقد والحسد

وقل هو الجود والإيثار قد سهل *** دين المكارم وانحلت به العقد

الناس يجمعهم حب ومرحمة *** والأرض يحكمها عدل ومستند

اليسر في الدين فالتكييف طاقتهم *** وأمرهم بينهم شورى بها سعدوا

والعفو شيمتهم والطهر سيمتهم *** والنبل خلتهم والصبر والجلد

آباؤنا الطيب لا ذل ولا وهن *** وقومنا الحمص لا كبر ولا صيد

بالدين قد نصروا والله حافظهم *** والدين حرّكهم من بعد أن جمدوا

لا يصلح النفس إلا بالذي صلحت *** به الجدود ولا الإجماع منعقد

من حاد عن سنة الهادي وشرعته *** معذب ها هنا والنار ترتصد

لا ينصر الله إلا حين ننصره *** لا تستقيم ظلال عودها أود

وكل من يدعي الإسلام معتقدا *** بلا جهاد فهذا عيشه نكد

وكل ما يزرع الإنسان يحصده *** فأحسن الزرع يحسن حين يُحتصد

وكل نفس بما تسعى محاسبة *** يفنى الوجود ويبقى الواحد الأحد ... .

 

(289/9)

 

 

«خطبة الحاجة لدرس جديد من شرح كتاب الترغيب و الترهيب

الشيخ: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(289/10)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال: يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد»

الشيخ: حديثنا اليوم يبدأ بالحديث السابع والأربعين من نسختي وهو حديث صحيح وهو قوله وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال يا عباس, عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت) رواه أحمد والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرطهما.

هذا الحديث من جملة تلك الأحاديث التي سبق بعضها في الدرس السابق وفيها حض المسلم على أن لا يتمن الموت لمصيبة أو ضرر ألمّ به وإنما يتمنى من الله عز وجل أن يحيى حياة طيبة مباركة لما سبق من أحاديث كثيرة ومن أجمعها قوله عليه الصلاة والسلام (خيركم من طال عمره وحسن عمره) فإذا.

إذا هو فليتمن من الله عز وجل أن يميته عاجلا لذلك لما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عمّه العباس وهو في حالة مرض مضن شديد فيما يبدو حمله على أن فقد صبره وتمنى الموت من ربه تبارك وتعالى فوعظه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله يا عباس, عم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (لا تتمنى الموت) فإن تمنيك الموت يكون في حالة من حالتين إما أن تكون محسنا فتنقضي حسناتك بانقضاء حياتك فيكون تمنيك الموت ليس من صالحك (لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك) وهذا واضح وعلى العكس من ذلك (إن كنت مسيئا فأن تُؤخر تستعتب) أي تطلب العتبى والعذر من الله عز وجل بأن تتوب إليه وتدارك ما فاتك من العمل الصالح فهو خير لك أيضا, أن تُؤخر تستعتب من إساءتك, تتوب منها إلى الله وترجع إليه وتطلب منه الرضا خير لك فإذًا أن يعيش المسلم حياة طويلة لا يستعجل الأمر ولا يطلب الموت حتى ولو كان مسيئا في عمله لأنه يجد فرصة يستدرك في الحياة الباقية له ما فاته من التوبة النصوح العاجلة (لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمنى الموت).

 

(289/11)

 

 

«وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب. رواه البخاري واللفظ له ومسلم. وفي رواية لمسلم لا يتمنى أحدكم الموت»

الشيخ: الحديث الثاني وهو في المعنى كالأول مع فوائد أخرى حيث قال وهو الحديث السابعة وأربعين, حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (لا يتمن أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب) جاء هذا الحديث كما قال رواه البخاري واللفظ له ومسلم وفي رواية لمسلم (لا يتمن أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه فإنه إذا مات انقطع عمله وإنه ليزيد المؤمن عمره إلا خيرا) اللفظ الأول الذي هو للإمام البخاري يلتقي تماما مع حديث أم الفضل رضي الله عنها وهنا ملاحظة من الناحية العربية, في الحديث الأول (لا تتمن الموت) نهي مباشر موجه إلى عمه العباس.

السائل: ... .

الشيخ: أما هنا, في الحديث الثاني يقول (لا يتمنى) فهو نفي بمعنى النهي واللفظ مختلف (لا يتمنى) (ولا يتمن) اللفظ يختلف بين أن يكون نهيا وبين أن يكون.

 

(289/12)

 

 

«كلمة تذكير عن أفضلية النوافل في البيت وأن الفرائض تكون في المسجد

الشيخ: أما بعد, فلا بد لي من كلمة بين يدي الدرس, هي على سبيل الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين لقد طرق سمعي آنفا كلمة ألقاها بعض إخواننا ربما لم يعني ما فهم الناس منه حين قال بأن الشيخ نهى عن الصلاة هنا في هذا المكان فبيان الحقيقة ولكي لا تُنقل الحقائق خطأ إما بسبب سوء الحفظ أو سوء التلقين للآخرين من نقل إليهم فالذي نقوله بالنظر لمكاننا هذا هو أن هذا المكان ليس مسجدا لم يتخذ مسجدا على الأقل حتى الآن ولذلك فالواجب على كل مسلم أن يحرص على الصلوات الخمس بصورة عامة في المساجد وبصورة خاصة بالنسبة لهذا الدرس ففي أقرب مسجد إلى مكان الدرس لأن الواجب أداء الصلوات المكتوبة في المساجد وليس في البيوت أو في أي مكان آخر سواها وأن هذا المكان هو كغيره من بيوتنا التي نسكنها ونأوي إليها إنما يؤدى فيها النوافل وليس الفرائض ونحن عملا بهذه السنة التي أماتها جماهير الناس لا أستثني منهم خاصتهم فهم يؤدون السنن في المساجد كالفرائض مع العلم أنه من المتفق عليه بين العلماء جميعا لا خلاف بينهم أن النوافل الأفضل فيها البيوت وإنما اتفقوا على ذلك لتتابع الأحاديث الكثيرة على الحض على ذلك كقوله عليه السلام في صحيح البخاري ومسلم (فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) وكذلك قال عليه الصلاة والسلام (صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا) من أجل هذه الأحاديث وغيرها نحن نحاول في أكثر الأحيان على أن نصليَ السنن في غير المسجد الذي نصلي فيه الفرض فأنا آتي إلى هنا من المسجد فورا فتارة أصلي السنة والوتر هنا وتارة في الدّار فإذا رآني راء أني أصلي هنا فإنما هي السنة أما الفريضة فهي في المسجد فأنا لم أنه عن الصلاة هنا بمثل هذه وهي السنن وإنما أحض على ذلك وإنما في المقابل أحض إخواننا أن لا يتقاعسوا عن أداء الفريضة في المساجد وأن لا يأتوا إلى هنا فيقيموا جماعة أخرى لأن الجماعة يجب أن تكون في المسجد لكن إن فاتته الفريضة في المسجد لعذر شرعي ثم جاء إلى هذا المكان فحينذاك لا مانع من أن يصليَ فيه جماعة هو وبعض من كان على شاكلته.

هذه تذكرة.

 

(290/1)

 

 

«كلمة تذكير عن رفع الصوت بالحديث أمام من يصلي

الشيخ: وهناك تذكرة أخرى لفت نظركم إليها بعض إخواننا آنفا وهي أن لا ترفعوا أصواتكم بالحديث بعضكم مع بعض وهذه النصيحة كانت في محلها وكان الرد عليها خطأ مزدوجا لأن الناصح أمر بعدم رفع الأصوات لكي لا يشوش بها على من يصلي سواء كان صلاته نافلة أو كانت فريضة فاتته في المسجد فإذًا أن نلاحظ هنا قضيتين اثنتين, إحداهما يجب أن تكون لازمة مستمرة, هذا المكان ينبغي أن لا تُرفع فيه الأصوات سواء كان هناك من يصلي أو ليس هناك من يصلي لأنه هذا من أدب المجالس, والأمر الآخر الحرص على أداء الفريضة في المسجد فإن فاتت فلا مانع من الاجتماع هنا بينما ريثما يبدأ الدرس فيصلي من فاتته الفريضة إما لوحده أو مع جماعة من أمثاله.

هذه هي الفكرة وهي تنفع المؤمنين إن شاء الله.

 

(290/2)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: الترغيب في الخوف وفضله

الشيخ: في هذه الليلة يبدأ بالحديث الرابع من باب الترغيب في الخوف وفضله, والحديث صحيح كما يدلكم تخريجه.

 

(290/3)

 

 

«وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان رجل يسرف على نفسه لما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذ»

الشيخ: قال المؤلف رحمه الله, وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (كان رجل يسرف على نفسه, لما حضره الموت قال لأبيه إذا أنا مت أحرقوني ثم اطحنوني ثم ذرّوني في الريح فوالله لئن قدِر الله عليّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا) فلما مات فعل به ذلك, (فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك ففعلت فإذا هو قائم فقال ما حملك على ما صنعت؟ قال خشيتك يا ربي أو قال مخافتك فغُفِرَ له) وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا متُّ فحرقوه ثم ذروا أو ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر, فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحد من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا؟ قال من خشيتك يا ربي وأنت أعلم فغفر الله تعالى له) رواه البخاري ومسلم ورواه مالك والنسائي بنحوه.

من الغرائب يتضمن من غرائب الحوادث والوصايا التي كانت تقع في الزمن السابق ما قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكان يقع فيه من الغرائب والعجائب التي إما أنه لم يعد يقع مثلها بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لحكمة أرادها الله وإما أنه يقع شيء منها ولكن لا يبلغنا خبرها لأنه ليس لنا هناك من يستقصي هذه الأخبار إلا الخالق لأصحابها وأصحاب العلاقات بها ثم هو يوحي بها إلى نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام ثم هو يبلغها أمته موعظة وذكرى.

من أجل ذلك أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حيث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (بلّغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار) والشاهد هو الفقرة الوسطى في هذا الحديث ألا وهي قوله عليه السلام (فحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) وإن من خير ما يُحدّثُ به أحدنا اليوم عن بني إسرائيل هو ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما صحت الأسانيد بذلك عنه عليه الصلاة والسلام.

كما سمعتم فيه عجيبة من تلك العجائب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول (كان رجل مسرف على نفسه لما حضره الموت) في الرواية الأخرى (لم يعمل خير قط) في هذه الرواية الأولى استمر في إسرافه على نفسه أي وظلمه لها حتى حضره الموت أي لم يكن من أولئك الذين يقضون شطرا من حياتهم في الإسراف في الفسق وفي الفجور ثم قُبيل وفاتهم يرجعون إلى الله تبارك وتعالى ويتوبون إليه, هذا الإنسان لم يكن كذلك وإنما استمر في إسرافه وفي ظلمه لنفسه ومعصيته لربه حتى حضره الموت لكنه لم يكن من أولئك الناس المغرورين الذين يسيؤون العمل ثم يرجون من الله تبارك وتعالى المغفرة, هكذا كثير من المسلمين اليوم مع الأسف الشديد يتواكلون على مغفرة الله عز وجل ولا يتعاطون من الأعمال الصالحات ما بها يستحقون مغفرة الله تبارك وتعالى.

فهذا الرجل كان معترفا بتقصيره وبجنايته على نفسه ومع ذلك فيبدو من هذه القصة العجيبة بأنه كان إيمانه لا يزال حيا في قلبه وكان لا يزال فيه شيء استحق به أن ينال مغفرة الله تبارك وتعالى مع أنه سلك سبيلا ربما لم يسلكه أحد قبله ولا أحد بعده ذلك أنه أوصى بهذه الوصية الجائرة حيث قال عليه الصلاة والسلام (لما حضره الموت) هذا الإنسان (قال لبنيه إذا أنا متّ فأحرقوني) ولم يقنع بهذا ثم قال (اطحنوني) تصورا منه أن الحرق قد لا يأتي على عظامه كلها فيبقى هناك شيء قائم من هذه العظام فتأكيدا لما خيّل له من وسيلة للنجاة من عذاب الله عز وجل قال لهم (اطحنوني) يعني باعتبار ما كان, كان إنسانا سويا فمات فأمرهم بأن يحرقوه بالنار ثم أكّد لهم ذلك بأن يطحنوه ثم يأخذوا الحاصل من ذلك الحرق والطحن وهو أن يصبح رميما قال (ثم ذروني في الريح) وفي الرواية الأخرى فيها توضيح كما سمعتم وسيأتي أيضا أنه أمر بأن يذرّوا أو يذروا روايتان نصف الرماد هذا في الريح ونصفه في البحر, مبالغة أيضا في أن يضيع على الله عز وجل في زعمه الضال, قال (ثم ذرّوني في الريح) لماذا أوصى بهذه الوصية الجائرة الغريبة, حلف وبيّن فقال (فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا) أي من المسرفين على أنفسهم فلما مات فُعِلَ به, وهنا يظهر نوع من الطاعة من الأولاد للآباء, طاعة متناهية ولكن يظهر أنه لم يكن عندهم إما لم يكن عندهم في شرعهم أن مثل هذه الوصية هي وصية جائرة لا يجوز الإيصاء بها وإذا بها أوصى بها جائر كهذا فلا يجوز للموصى له أن ينفذها لأنها مخالفة لشريعة الله عز وجل.

فتنفيذ هؤلاء الأبناء لوصية أبيهم هذا يُحمل على وجه من وجهين الأول أنه ربما لم يكن في شرعهم أن هذا لا يجوز والوجه الآخر أنه إذا كان ذلك في شرعهم فهؤلاء لم يكونوا على علم بذلك ولذلك بادروا فنفّذوا وصية أبيهم هذه.

قال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث (فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك) بعد أن تفرقت ذرات هذا الإنسان المحرّق بالنار والمذرو في الريح وفي البحر قال لكل من البحر والأرض اليابسة اجمعي ذرات فلان وقال لها كوني فلانا فكانت بشرا سويّا فقال تبارك وتعالى مخاطبا لهذا الإنسان بعد أن أعاده كما كان ما حملك على ما صنعت؟ قال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له.

وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (قال رجل لم يعمل حسنة قط في أهله إذا متّ فحرقوه) انتقل الخطاب إلى الغيبة الغيْبة, قال (إذا مت فحرّقوه ثم اذروا نصفه في البرّ ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا؟ قال من خشيتك يا ربي وأنت أعلم فغفر الله تعالى له).

 

(290/4)

 

 

«فوائد الحديث

الشيخ: في هذا الحديث مثل رائع وعظيم جدا كتفسير لبعض النصوص من الكتاب والسنة كقوله تعالى ((ورحمتي وسعت كل شيء)) وكقوله عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري (سبقت رحمتي غضبي) مثل هذا الإنسان إذا ما سُئل أي عالم في الدنيا, عالما حقيقيا عن إنسان أوصى بمثل هذه الوصية ونفّذت فيه هل يكون مسلما أم كافرا؟ لا بد أن يكون الجواب هو كافر والحجة واضحة بيّنة ذلك لأن هذا الإنسان في هذه الوصية يذكرنا بذاك الذي ذكره الله عز وجل في القرآن مشيرا إليه بقوله ((وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة)) إلى آخر الآية فهذا الإنسان كأنه لا يؤمن كأنه من هذا الجنس الذي قال ((من يحيي العظام وهي رميم)) مع ذلك نجد أن الله عز وجل قد غفر لهذا الإنسان فإذا سُئل عالم عن مثل هذا الإنسان يوصي بمثل هذه الوصية لا يسعه إلا أن يحكم عليه بأنه كافر كفرا يخلّد صاحبه في النار أبدا لا يخرج منها, وإذ الأمر كذلك فكيف يُمكن أن نتلقى هذا الحديث بالقبول وظاهره يخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة لأنه منصوص هذا المعلوم في القرآن الكريم حين قال رب العالمين ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) فهذه الآية صريحة الدلالة أي بتعبير علماء الأصول هي قطعية الثبوت قطعية الدلالة ودلالتها أن الله عز وجل يُمكن أن يغفر أي ذنب مهما كان عظيما إلا الشرك بالله تبارك وتعالى فإن الله لا يغفره ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) قد يقول قائل كتوفيق بين هذا النص القرأني القطعي الثبوت والقطعي الدلالة.

التوفيق بينه وبين هذا الحديث من ناحيتين, الناحية الأولى أن الآية قالت لا تغفر الشرك أو الله لا يغفر الشرك والكفر غير الشرك وبمعنى آخر إنما جاء في هذا الحديث ليس فيه شرك وإنما هو كفر لأن هذا الإنسان مؤمن بالله عز وجل وإيمانه بالله حمله على هذه الوصية الجائرة لأنه شعر بأنه يستحق العذاب فخلاصا من عذاب الله عز وجل له أوصى بها فهو يخاف الله وليس يؤمن به فقط بل ويخاف الله فكان من أثر خوفه من الله أن أوصى بهذه الوصية.

فإذًا هو مؤمن بالله ولم يشرك مع الله أحدا فالتوفيق بين الحديث وبين الآية بأن تبقى الآية على ظاهرها ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) أمّا الكفر الذي ليس شركا فيمكن أن يقال إن الله يغفره والدليل على ذلك هذا الحديث, قد يقول قائل هذا ويبدو لأول وهلة بأن هذا التوفيق مقبول ومعقول لكن الأمر ليس كذلك لأن هناك حقيقة شرعية يجب أن نكون على علم بها أولا لأنه شرع يجب أن يُفهم على وجهه وعلى حقيقته وثانيا لأن هذا الفهم يساعدنا على التوفيق بين كثير من النصوص التي يبدو بينها تعارض وتضارب, ما هي هذه الحقيقة الشرعية؟ هي أن كل كفر شرك, معلوم لدى جميع الناس على الأقل الفقهاء أو طلاب العلم أن كل شرك كفر لكن العكس ليس معلوما عندهم, معلوم عندهم أن كل شرك كفر لكن أن كل كفر شرك فهذا غير معلوم عند جماهير الناس مع أن هذا حق مثل ما أنكم تنطقون أي كل كفر شرك ككل شرك كفر لا فرق بينهما إطلاقا, ومن الأدلة على ذلك المحاورة التي ذكرها الله عز وجل في سورة الكهف بين المؤمن والمشرك قال الله عز وجل ((واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه)) قال صاحب الجنتين وهو كافر مشرك كما ستسمعون لصاحبه المؤمن ((فقال لصحابه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا)).

السائل: ((تبيد هذه أبدا)).

الشيخ: نعم؟

السائل: ((تبيد هذه أبدا)).

الشيخ: شو قلت أنا؟

السائل: ... .

الشيخ: ((ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن السّاعة قائمة)) هذا بالتعبير العام أو بالعرف العام أشرك أم كفر؟ هذا كفر لأنه أنكر البعث والنشور ((قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه)) أي المؤمن ((وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلا لكن هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا)) ختم موعظته ومحاورته لصاحبه بأنه لا يُشرك كشركه ((لا أشرك بربي أحدا)) ففي هذا بيان أن الرجل صاحب الجنتين يعني البستانين حينما شك في البعث والنشور أشرك بالله عز وجل لذلك قال له صاحبه المؤمن أنت كفرت وأشركت أما أنا فلا أشرك بربي أحدا وتمام القصة أيضا تؤكد هذا لأنه في نهاية الآيات ((وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا)) ما الذي أشرك؟ الظاهر أنه أنكر البعث والنشور فأين الشرك؟ هنا النكتة, الشرك أن كل كافر لأي سبب كان كفره فقد اتخذه إلهه هواه فمن هنا جاء الشرك بالنسبة لكل نوع كفر به صاحبه, من هنا قلنا إن هناك حقيقة شرعية وهي أن كل كفر فهو شرك وهذا السياق الذي نقلناه لكم أكبر دليل على ذلك وعلى هذا فلا يصح التوفيق بين الآية السابقة الذكر ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) وبين هذا الحديث ... الذي حكيناه آنفا ذلك لأن معنى الآية بعد هذا الشرح هو إن الله لا يغفر أن يكفر به.

أه عمليا والحمد لله رب العالمين.

السائل: هناك من الأسئلة سؤال عندما قرأت كتابكم الآيات البينات الذي حققتموه " الآيات البينات لعدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات " وجدت اختلافا بين هذا العنوان والعنوان المذكور في الداخل وهو "الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند ... السادات " فهل هناك مقصود الخلاف اللفظي ... خلاف لفظي؟

الشيخ: والله ما نراجع الأصل بعد.

 

(290/5)

 

 

«ما درجة حديث: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ..... )؟»

عيد عباسي: ما درجة حديث (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل)؟

الشيخ: الحديث هذا غير صحيح.

 

(290/6)

 

 

«هل يجوز شراء بضاعة يحتمل أن تكون مسروقة لرخس ثمنها عن المألوف؟»

عيد عباسي: هل يجوز شراء بضاعة يحتمل أن تكون مسروقة لرخص ثمنها عن المألوف كما حصل في البضائع التي أتت من لبنان؟

الشيخ: هذا احتمال له درجات والأحكام لا تُبنى على الظنون والأوهام فإذا كان الإاحتمال قائم على غلبة الظن حينئذ لا يجوز شراء البضاعة هذه وجلّ الأحكام الشرعية إنما تبنى على ما يغلب على ظن المكلف أما مجرد خاطر خطر فهذا لا يجوز الإنسياق والتجاوب معه لأنه يؤدّي إلى الوسوسة وإلى الأوهام, نعم.

عيد عباسي: ما هو المقصود من كلمة " القرن " علما بأن السائل رجع إلى لسان العرب فرأى فيه وقيل القرن مائة سنة وجمعه قرون وفي الحديث أنه مسح رأس غلام وقال عش قرنا فعاش مائة سنة والقرن من الناس أهل زمان واحد.

 

(290/7)

 

 

«ما صحة حديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأس غلام و قال: عش قرنا فعاش مائة سنة)؟»

عيد عباسي: فماذا عن صحة الحديث؟

الشيخ: ... حديث؟

عيد عباسي: قال إنه مسح رأس غلام وقال عش قرنا فعاش مائة سنة؟

الشيخ: أما هذا الحديث فيخيل إلي أنه في صحيح البخاري لكن لا أستطيع الجزم به الآن فإن شاء الله الدرس الآتي إذا تيسر لنا مراجعته طبقا للورقة الي معي.

 

(290/8)

 

 

«ما هو المقصود من كلمة " القرن " في الأحاديث؟»

عيد عباسي: القرن؟

الشيخ: أما القرن فالمعروف عند, الراجح عند علماء الحديث فهو المائة سنة وعلى هذا يُحمل الحديث المشهور بل المتواتر (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم) إلخ.

عيد عباسي: نعم.

 

(290/9)

 

 

«ما درجة حديث علي: (قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قام لجنازة فقمنا وقعد فقعدنا) رواه أحمد؟»

عيد عباسي: ما درجة حديث قال علي رضي الله عنه قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قام للجنازة فقمنا وقعد فقعدنا رواه أحمد؟

الشيخ: حديث صحيح وتكلمنا عليه إسنادا وفقها في أحكام الجنائز فمن شاء التوسع فليرجع إليه.

 

(290/10)

 

 

«بعد أن تقدم الطب اليوم أصبح بالإمكان نزع أعضاء من شخص وزرعها في آخر فما حكم هذا التبرع بالأعضاء؟»

عيد عباسي: بعد أن تقدم علم الطب اليوم كما تعلمون أصبح بالإمكان نزع بعض الأعضاء من جسم إنسان وزرعها في جسم آخر كالكلية والعين فهل هذا جائز شرعا ويثاب عليه المتبرع؟ مع ذكر الدليل الشرعي على ذلك.

الشيخ: هذه المسألة بطبيعة الحال مسألة حادثة ولا يُتصور أن يوجد فيها نص صريح وإنما هي من موارد ومسائل الاجتهاد, كالذي ملنا إليه منذ عهد غير بعيد أنه يجوز التبرع من المسلم بشيء من أعضائه بشرط أن لا يضر ذلك بشخصه هو وهذا الشرط بطبيعة الحال إنما يعرفه الأطباء المختصون بإجراء العمليات هذه فإذا كان هناك مجال للتبرع بعضو كعين مثلا دون أن يتضرر بذلك المتبرع فنرى أن ذلك مما يدخل في باب عموم قول الله تبارك وتعالى ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)).

عيد عباسي: ((لو كان)).

الشيخ: ((ولو كان بهم خصاصة)) لكن المسألة فيها دقة كما ترون من ناحية التطبيق والتنفيذ من الأطباء أنفسهم ولذلك فالرأي النهائي في اعتقادي أنه ينبغي أن يجتمع ناس من الفقهاء الإسلاميين وأعني بالفقهاء هنا الفقه الحقيقي وهو المستند إلى الكتاب والسنة وليس الذي يستند إليه جماهير متفقهة آخر الزمان أقوال المتأخرين من المتفقهين أيضا فأرى أن يجتمع بعض هؤلاء الفقهاء مع بعض الأطباء الجراحيين ليتدارسوا هذه المسألة وبذلك يمكن أن يخرجوا ببيان واضح محدد الجوانب كي يكون المسلم في ذلك على بيّنة, هذا ما عندي.

جاز ذلك تبرعه إذا جاز وهو حي فإذا أوصى بذلك بعد وفاته فنرى أن ذلك إن لم يكن من باب أولى فهو مثل الأول تماما, هذا الذي نراه والله أعلم.

 

(290/11)

 

 

«ما تعليقكم على من يقول: البدعة الإضافية والتركية والإلتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي ...... ؟»

عيد عباسي: فمن سؤال من المرة الماضية عن بعض جمل أوردها كاتب إسلامي كبير " ثانيا البدعة الإضافية والتركية والالتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رأيه ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان " فما الرأي فيه؟

الشيخ: هذا يحتاج إلى محاضرة ولذلك ... من هذا الموضوع في الدرس الآتي لأنه البدعة التركية والبدعة ال ... وذكر الأقوال المتعارضة والترجيح بينها مو قضية سين جيم إنما هذا محاضرة لا بد أن يجمع الإنسان أقوال العلماء وأدلتهم ويرجح الراجح منها ويسقّط ما يستحق التسقيط منها.

وبهذا ... .

السائل: ... .

الشيخ: نعم؟

السائل: في إمكان فقرة من ... .

الشيخ: ... .

 

(290/12)

 

 

«ما حكم التوسل إلى الله بخلق من خلقه وهل هي مسألة فقهية وليست من مسائل العقيدة؟»

عيد عباسي: طريق من مسائل العقيدة.

الشيخ: هذا أيضا بيانه في رسالتي " التوسل أنواعه وأحكامه " وكلمة مختصرة كجواب عن هذا السؤال, التوسل إلى الله

عيد: خلقه.

الشيخ: بخلق من خلقه كنبي أو رسول أو صالح هذه ليست مسألة فقهية فقط بل هي لها مساس بالعقيدة والواقع يؤكد ذلك لأن كثيرا من الناس حينما نجادلهم في هذه القضية يقعون في تشبيه رب العالمين بالحكّام الظالمين الجائرين فيقولون هيك على البداهة دون أي تفكير أنا ... حاجة عند أمير أو ملك أنت تحاكيه رأسا وإلا بتحط واسطة؟ نضطر نحن نتباله معه مسكين بنقل له لا بنحط واسطة فبظن هو أنه غلبنا بحجته لكن ما بيعرف مسكين أنه وقع في الكفر الصريح وهذا ما نبيّنه له بعد ذلك ... نقول له يا أخي إذا كان عندك أمير بتكلمه بدون واسطة مثل عمر بن الخطاب وأمير بدك واسطة وأكثر من واسطة, أيهما خير؟ بيرجع بقى بيفيق لحاله بيقول لا هالي ما بدو واسطة هو خير من هالي بدو واسطة.

طيب تعرف أنت شو سويت لم ترضى أن تشبّه ربك بالملوك العادلين ولو أنك فعلت ذلك لكفرت حتى إيه؟ حتى شبهته بالملوك الجائرين, عمر بن الخطاب مثلا تبعا لنبيه عليه السلام كان مفتّح الأبواب أي إنسان يأتي بدوي من الصحراء يقول يا عمر حاجتي كذا وكذا فبيسمعها منه فإن كانت حقا حققها له وإلا صرفه, فعمر خير من الحجّاج المبير الظالم فلو قال إنسان أنه رب العالمين بيسمع من عبده بدون واسطة مثل عمر يكون كفر لأن الله يقول ((ليس كمثله شيء)) فكيف وهذولا الجماعة ما عم يقدروا يشبهوا ربهم إلا بالملوك الظالمين! فهاي مو قضية فقهية شرعية كما يتوهم بعض الدّعاة اليوم, لها علاقة بالعقيدة في الصميم, نعم في صورة شكلية محضة ممكن أن تكون المسألة كما نُقل عن ذلك الكاتب مثل الشوكاني مثلا, الإمام الشوكاني من كبار أئمة السنة الذين أصلهم من الزيدية لكنه اهتدى للسنة وخرج عن التمذهب بمذهب الزيدية, هذا الرجل مع فضله بقي عنده رواسب من مذهبه القديم فيما يبدو والله أعلم منها أنه يذهب إلى جواز التوسل بالأولياء والصالحين لكن لا يلاحظ في ذلك ما سبق الإشارة إليه آنفا مما عليه جماهير الناس اليوم, بيقل لك جاء الحديث في ذلك ويعني بذلك حديث الأعمى, فهمه فهما خطأ وهذا حكم شرعي فنحن نتعبد الله به, هذا العالم لمثله يمكن أن يُقال أنه توسله من باب اختلاف الفروع فالخطب سهل أما جماهير المسلمين اليوم ليس توسلهم من هذا القبيل أبدا وشرح هذا كما قلنا هناك في الرسالة السّابقة الذكر والحمد لله رب العالمين.

سائل آخر: ... .

 

(290/13)

 

 

«قصيدة لخير الدين ونلي

خير الدين ونلي:

" ... ندريها *** من للأصائل غير راعيها

أتظنني أطفال شاربها *** أبغي التكثر من مغانيها

ما الفخر والخيلاء من خلقي *** ما غايتي الأموال أجنيها

لكنّ قافيتي يشرفها *** أني إلى المختار أهديها

الشيخ: ...

خير الدين ونلي:

الحب أضناني وأرّقني *** والعين ما جفت مأقيها

والشوق يدنيني ويُبعدني *** بالذكريات يلوح خافيها

والمغريات تكاد تجذبني *** والنفس تلهو حين تلهيها

لكنني أختار روضته *** والطيب أزكاه غواليها

المصطفى فرد بلا شبه *** وصحائف التاريخ ترويها

بالرغب قد نصرت كتائبه *** وملائك الرحمان تحميها

والأرض كل الأرض مسجده *** وطَهوره والدين قاضيها

ورسالة المختار طاهرة *** في الأرض قاصيها ودانيها

فالدين دين الله يحفظه *** وشريعة الرحمان يعليها

والحق دعوته ميسرة *** للناس لا تخفى مراميها

المصطفى المختار قائدنا *** وزِعامة المختار نفديها

لا نستجيب لغير دعوته *** أيعود للأصنام قاريها

نحمي عقيدته بأنفسنا *** ونذود عنها من يعاديها

الأخذ بالقرآن مبدأنا *** وبسنة صحت فنمضيها

لا نعرف التأويل يصرفها *** عما ورثنا من معانيها

لا نرتضي التعطيل في صفة *** أو نرتضي لله تشبيها

فَهْم الصحابة لا نضيعه *** ومفضّل الأفهام صافيها

من صاحب المختار مقتبسا *** أقواله أدرى بما فيها

خير القرون صحابة الهادي *** بشهادة الهادي لأهليها

والتابعون وكل تابعهم *** أكرم بفانيها وتاليها

لا تبلغ الأجيال مرتبة *** للصحب مهما جدّ ساعيها

فعدالة الأصحاب خلّدها *** قرأننا فالدّهر يرويها

والناس قد خبروا مناقبهم *** فالجيل بعد الجيل يحكيها

المصطفى بالرفق متصف

الشيخ: ... .

خير الدين ونلي: ... *** والرفق في الأخلاق عاليها

وأمانة المختار جرّبها *** أعداؤه والخصم يقريها

والعفو شيمته فمكته *** قد ضاق بالطلقاء ناديها

والصدق في أقواله *** وعلى أعماله دلت مبانيها

إخلاصه بين الورى مثلٌ *** وطويّة طابت مطاويها

و ... المختار واضحة *** لا اللبس والإيهام يأتيها

والحرب تستثنى تبيعتها *** فلقد تزعزها وتنهيها

الصبر في البأساء مارسه *** وكذاك في الهيجاءِ ماضيها

الحرب ليست أصل دعوته *** لكنها تحمي ملبّيها

فالحرب تقصم من يسعّرها *** ويبوء بالخسران مصليها

النار تحرق الكأس لامسها *** ويثور بالتحريك عاديها

من يستجب للدين فهو *** أخٌ وأخوة الإيمان نعليها

والمصطفى أخى فلا *** نسبٌ أعلى ولا قربى تضاهيها

الدين للأرواح رابطة *** والدين يرعاها وينشيها

بالله حب لا يخالفه *** من هذه الدنيا دواعيها

من كانت الدنيا له هدفا *** باتت بأخراه مراقيها

المصطفى أدّى أمانته *** وهو الأمين على خوافيها

والله أكملها وتمّمها *** والمصطفى فيهم يجليها

لم يترك المختار أمته *** حتى تبيّن كل خافيها

ما قصّر الهادي بدعوته *** والله يحميه ويحميها

وتحمّل الأخطار مبتسما *** وتبسّم المختار ... .

وعلى المحجة حين فارقنا *** بيضاء ليس يزيغ ماشيها

من زاد في الإسلام مبتدعا *** فقد اصطلى بالنار صاليها

كل ابتداع في شريعتنا *** إفك وبالنقصان يرميها

ءامنت بالإسلام كاملة *** أحكامه لا نقص ءاتيها

ءامنت بالرحمان تمّمها *** واختار أحمده يؤديها

ءامنت بالمختار بيّنها *** حتى تجلى كل ما فيها

ءامنت أن الصحب ما كتموا *** بل وضّح الأحكام واعيها

حتى أتتنا وهي صافية *** ما فاز إلا من يلبيها ".

الشيخ: يعطيك العافية.

 

(290/14)

 

 

«ما حكم من يشك في بعض أحاديث السنة وفي حجيتها بسبب الإختلاف فيها؟»

الشيخ: فلا أدري إن كان السائل في الحقيقة أحسن التعبير عن الشبهة, ولذلك فأنا أتكلم في حدود ما قرأت وما سمعت.

مادام أنه السائل يقول أنهم يشكون في بعض الأحاديث فإذًا هو جعل ولو على سبيل الحكاية عن غيره جعل الأحاديث عن هذا البعض قسمين قسم مشكوك في صحته عندهم وقسم غير مشكوك في صحته عندهم, تُرى ما الذي جعلهم لا يشكون في القسم الأول ثم ما الذي حملهم على أن يشكوا في القسم الآخر فإن كان الحامل لهم على عدم الشك في القسم الأول هو علم الحديث بأصوله وجرحه وتعديله فنحن حينذاك نتحاكم إلى هذا العلم في القسم الثاني الذي شكّوا فيه, وإن كان إنما اعتقدوا بصحة القسم الأول هكذا اعتباطا دون استناد إلى علم له وزنه وله قدره وله خدمته الطويلة المديدة فلا فرق عندنا في اعتقادهم لصحة مثل هذه الأحاديث التي صححوها بأهوائهم ليس بعلم الحديث و ... تلك الأحاديث التي ردّوها لأنهم أيضا إنما ردّوها باتّباع لأهوائهم فإذًا البعض هذا إما أن يعتقد معنا بحجيّة الحديث مطلقا كما سمعتم في المحاضرة في الأحكام وفي العقائد وإما أن يلتحق بطائفة من الطائفتين الأوليين القرآنيون زعموا الذين يصرحون بإنكار الحديث مطلقا وبأن الدين الإسلامي زعموا إنما هو القرآن فقط وإما أن يلتحقوا بالفئة الثانية وهي أخت الأولى وهم الطائفة القاديانية مع الفارق اللفظي والسياسي الذي يلجأ أو تلجأ إليه هذه الطائفة دون الأولى كما سمعتم فهم يقولون نأخذ بالكتاب والسنة والسنة المعيار في معرفة صحيحها من سقيمها هو ما وافقت الكتاب فهو صحيح وما لم يوافقه فهو صحيح إذًا هدموا علم الحديث من أوله إلى آخره.

وأريد أن أذكر هنا بهذه المناسبة بأمر هام جدا, هناك أمور تتعلق بالشريعة وتتعلق بحياة الرسول وحياة الصحابة بل وحياة كل أمة تدخل في قسم يمكن أن يقال عنها ليست موافقة ولا مخالفة للكتاب، هذا القسم ما السبيل إلى معرفته أكان أم لم يكن؟ القرآن لم يتعرض له لا سلبا ولا إيجابا لا نفيا ولا إثباتا مثلا مثل بسيط جدا, رسول الله عاش ثلاثا وستين سنة هل هذا الحديث موافق للقرآن؟ ... نتعرفون أنه ينبغي أن يكون هذا المعنى في القرآن ليس يقال في مثل هذا الحديث إنه موافق للقرآن كذلك لو قال إنه مخالف للقرآن لما ذكرته آنفا إن القرآن لم يتعرض لهذه الجزئية إطلاقا وهكذا عشرات الأحاديث بل مئات وألوف الأحاديث تتعلق في صلب الشريعة عقيدة وأحكاما لا يُمكن أن يقال فيها إنها توافق القرآن ولا إنها تتعلق بالقرآن ولذلك فالمسلم المتفقه في الكتاب وفي السنة الصحيحة يجد نفسه مضطرا إلى أن يؤمن بأن هناك شيئا آخر سوى القرآن ويكفي بعض الآيات التي سمعتموها في المحاضرة والأحاديث حتى لا ... التكرار.

إذًا ما هو السبيل لمعرفة هذا الشيء الآخر الذي يشعر به كل باحث يعني الآن سيرة الرسول عليه السلام من أين نأخذها؟ تفاصيل الغزوات والسّرايا وما شابه ذلك من أين تؤخذ؟ القرآن أولا لم يتعرض إلا لبعض الغزوات ثم تعرض إلى ما تعرض لها بشيء من الإيجاز الكبير و ... في الغزوات شرعت أحكام كثيرة تتعلق بالنفل وبالمغانم وبنحو ذلك ولم تُعرف هذه الأمور كلها ... طريق السنة.

ما السبيل إلى التعرف على هذه السنة؟ ليس عندنا طريق بإجماع المسلمين إلا طريق علماء الحديث, حينما نقول لهذا السائل, نسألك كل شاك في أي حديث ما الذي حملك على الشك؟ فإن كان الشك نابعا من عدم إيمانه بالحديث أصلا فقد سمعتم الرد عليه بما لا رد عليه, وإن كان الشك من كل إنسان في أي حديث نابعا لجهله بعلم الحديث فالجواب كالفقه تماما ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) وإن كان الشك حاصل بأنه ما هضم المعنى الذي تضمنه الحديث نظرا لثقافته نظرا لجهالته نظرا نظرا إلى آخر ما هنالك من أمور أخرى كالعواطف والبيئة وتأثيرها وما شابه ذلك.

فحينئذ نقول لك سؤال جواب أي كل حديث يشك فيه أي إنسان فنحن مستعدون بفضل الله أن نبحث معه حتى نقضي على مشكلته.

وفي كثير من الأحيان يكون الحديث من ما يقال في لغة العامي " هذا المجلس لا يستحق هذا العزاء " يعني يكون حديثا ضعيفا أو موضوعا فحينئذ نريحه ونريح أنفسنا معه لكن في كثير من الأحيان يكون الحديث صحيحا لكن هذا الحديث الصحيح يجب أن يُفهم أيضا فهما صحيحا كالنص القرآني تماما وهنا السؤال أريد أن أجيب عنه في ... يعني كإجابة هذا السؤال الأول, سؤال آخر أنه يسأل السائل أنه في بعض الأحاديث أنه العلماء اختلفوا فيها أو أنه ما أحاط الناس بها فنحن نجيب, القرآن مع أنه محفوظ من حيث الرواية, بين الدّفتين لكن يقع فيه أحيانا اختلاف في فهم بعض النصوص فالفهم الصحيح نقطع أنه موجود في هذه الأمة, هذا الفهم الصحيح ليس ضائعا لكن ليس موجودا مع كل إنسان حتى العلماء فضلا عن غيرهم, الفهم الصحيح لآية ما مما اختلف فيه الناس هو لا بد, لا بد أنه موجود في طائفة من هذه الأمة وليس ضروريا أن يكون محفوظا معروفا عند كل فرد من أفراد هذه الأمة في كل زمن مضى أو يأتي, كذلك الأحاديث هكذا فالأحاديث التي نطق بها الرسول عليه السلام هي محفوظة أيضا عند الأمة لكن ليس عند كل فرد من أفراد الأمة أعود لأقول أنه يجب أن تُفهم الآية فهما صحيحا كذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويجب أن تُفهم فهما صحيحا وحينذاك يطيح الإشكال ويظهر في الحديث المعنى الصحيح والزلال.

مثلا جاء في سؤال السائل هناك, القسمين عن حديث السحر فيفهم معناه أن حديث السحر له علاقة ببحث حديث الآحاد ولا علاقة له إطلاقا لأن بحثنا كان العقيدة يعني الأمر الغيبي الذي أخبر الله به مما كان ومما سيكون, إذا جاءك في حديث أحاد صحيح يجب التصريح به والإيمان به أما قضية سحر الرسول عليه السلام هذه قضية تاريخية مثل جرح الرسول عليه السلام ... وإلا لا؟ جُرح وهذا معروف في السيرة, هذا له علاقة بالعقيدة؟ ما له علاقة بالعقيدة, فالذين يفرقون بين حديث الآحاد وحديث التواتر في العقيدة ينطلقون في حديث يتعلق بشخص الرسول جرح وإلا ما جرح؟ ... الحديث بذلك أخذوا به كذلك حديث سحر الرسول ليس له علاقة بحديث الآحاد المتعلق بالعقيدة وإذا نقول حديث سحر الرسول يسيء فهمه كثير من الناس فيداخله الإشكال بطبيعة الحال وحينئذ لا يجوز لهذا الإنسان أن يستسلم لشبهته أو إشكاله بل عليه أن يحقق دائما وأبدا قول ربه في كتابه ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)).

لا أريد الآن أن أدخل في حديث الآحاد ولا في حديث السّحر لأني تكلمت عنه أكثر من مرة لكن أقول باختصار هو حديث يتعلق بجسد الرسول وأنه أصابه الوهن وأصابه الضعف في جسده ليس في عقله وليس في فكره أبدا ولذلك فكونه ضعف ومرض هذا ليس فيه إشكال لكن الإشكال أن نتصور أن الرسول عليه السلام غاب عن رشده أياما بل شهورا فهو يتكلم ولا يدري ولا يعي ولا يفهم هذا مستحيل بالنسبة إليه عليه الصلاة والسلام لكن أنه يمرض فنعم وهذا الذي تضمنه حديث سحر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

أما كون غير واثقين ببعض الأحاديث فأنا علّقت على كلمة البعض, ليش واثقين ببعض مو واثقين ببعض مادام الإشكال أن يقولوا من الحديث إنما جُمع بعد الرسول عليه الصلاة والسلام فإذًا لازم ما يصير عندهم ثقة في حديث ما إطلاقا ويكفيكم برهانا على خطأ بل ضلال هذا الزعم أي عدم الثقة أنه حينذاك لا يبقى بين أيدي المسلمين شيء يصلهم بتاريخهم الأمجد الزاهر مطلقا لأن أي إنسان إذا ... إشكالا وشبهات كثيرة على حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي أمر به أن يُبيّن كتاب ربه ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس)) أنت يا رسول الله ((لتبيّن)) بكلامك للناس ((ما نزّل إليهم)) إذا شكوا في هذا البيان أي في حديث الرسول عليه السلام فإذًا سوف يتسرب الشك من باب أولى في كل تاريخ الرسول في كل حياة الصحابة في كل الحروب في كل التاريخ لا يبقى لدينا شيء إطلاقا مع العلم أن أهل العلم بالتاريخ الإسلامي من كفّار من مستشرقين ويكفي شهادة من إيش؟ من العدو شو بيقول المثل

السائل: ما الفضل.

الشيخ: " الفضل ما شهدت بع الأعداء " فهؤلاء يقولون لا يوجد على وجه الأرض تاريخ أصح من تاريخ المسلمين, تاريخ المسلمين لا يوجد أصح مثله, فما بالكم بتاريخ الرسول عليه السلام وسيرته بصورة خاصة وهي تشمل أول ما تشمل بيانه عليه الصلاة والسلام للقرآن الكريم فإذًا هذا الشك معناه كما قلت سابقا أن يرجع هؤلاء الشاكون إلى الطائفة الأولى أو الثانية أما أن يعتقدوا لا أن يقولوا لا نحن نعتقد الحديث وضرورة الحديث لأنه لا يمكن الاستغناء عنه وإلا جاء الناس بأديان جديدة باسم الإسلام حينئذ نلفت نظره إلى شيء سبق وألمح إليه تلميحا بسيطا وهو طريق معرفة الحديث وعلماء الحديث.

 

(291/1)

 

 

«الكلام عن شبهة عدم كتابة السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

الشيخ: الشيء الثاني ليس صحيحا ما يشاع ويذاع في غير ما مناسبة في محاضرات وفي كتابات في مجلات مختلفة وذلك من وساوس المبشرين وأعداء الإسلام والدين أن هذا الحديث لم يُكتب ولم يُجمع إلا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بنحو قرن ونصف, هذا ليس صحيحا إطلاقا, وذلك لأحاديث صحيحة معروفة لدينا بالأحاديث التي نحرّم بها ونحلّل أن الحديث كان يُكتب في عهد الرسول عليه السلام وأنه أحيانا هو نفسه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بكتابة خطبة يُلقيها على مسامع الناس فهناك مثلا حديث في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال كان عبد الله بن عمرو بن العاص أكثر مني حديثا كان يكتب ولا أكتب انظروا هذا النص صحابي حضره الرسول عليه السلام وزامل صاحبه عبد الله بن عمرو بن العاص في مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقي العلم والحديث عنه يقول هو فيما كان يظن وكان ظنه خطأ في الواقع كما دل الاستقراء الثابت فيما بعد كان يظن أن عبد الله بن عمرو أكثر حديثا منه يعلل فيقول إنه كان يكتب ولا أكتب إذًا ابن عمرو كان يكتب الحديث في عهد الرسول عليه السلام ولذلك ظن أبو هريرة أنه أكثر حديثا منه وعندنا من أحاديثه محفوظة بالأسانيد الصحيحة ما يؤكد شهادة, ما يؤكد قول أبي هريرة بأن عمرو كان يكتب الحديث فهناك حديث في مسند أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو هذا نفسه أنه جلس مجلسا فيه طائفة من المشركين فقالوا كيف تكتبون عن نبيكم كل ما تكلم به في حالة الرضا والغضب فهو إنسان بشر فكأن هذا يعني شبهة دخلت في قلبه فسارع بها إلى نبيّه يطلب منه إزالتها وحكى له قول المشركين السابق فقال له عليه الصلاة والسلام وسمعتم هذا الحديث في ... التسليم (اكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق) إذًا الرسول يقول له اكتب كل ما سمعت مني حديثا فاكتبه إذًا هو كان يكتب الحديث, هذا حديث ثاني, وحديث ثالث عنه أيضا نفسه وذاته أنه كان حول الرسول عليه السلام جالسا قال نكتب الحديث عنه فسأله سائل قال يا رسول الله أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية قال (بل قسطنطينية) هذا ... بشارة عظيمة هذه يجب أن تحفظوها جيدا حتى تعرفوا أن المستقبل الإسلام لكن هذا يحتاج العمل للإسلام وبفهم للإسلام فهما صحيحا وإنما الشاهد منه بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب الحديث عنه سأله سائل فلذلك فهناك حتى اليوم صحيفة تُعرف عند المحدثين بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وجده هو عبد الله بن عمرو بن العاص هذا, صحيفة يعني توارثها الأبناء عن الأباء عن الجد كتابة وهنا ... أخرى معروفة في كتب المصطلح وعلم الحديث فحَسُنَ هذا مثالا لدحض هذه الشبهة التي تقول إن الحديث لم يُبدأ بجمعه في عهد الرسول عليه السلام ومع ذلك فنحن نقول هب أن الحديث لم يُجمع مطلقا في عهد الرسول عليه السلام, ماذا يضر ذلك أن يتأخر الجمع إلى قرن ونصف مادام هذا القرن والنصف كم ... صحابي واحد التابعي اثنين التابع التابعي الثالث بس وهذول الرواة لهم أجلّ وأنفع تاريخ يُمكن أن يوجد لأتباع نبي مضى في القرون السابقة, لا يوجد مثيل لهؤلاء أبدا وحسبكم يعني تفاوتا وكما قال الشاعر " وحسبكمُ هذا التفاوت بيننا وكل إناء بما فيه ينضح " أن تعرفوا الفرق بين الحديث مش ... بين حديث الرسول عليه السلام وبين التوراة والإنجيل إنه لا يوجد لديهم إسناد ولو مكذوب موضوع يصل العالم بالانجيل وبالتوراة إلى من أنزل عليه الإنجيل ومن أنزل عليه التوراة.

الإنجيل كُتب بعد رفع عيسى عليه السلام بمائة سنة أو أكثر لا أذكر الأن بالضبط هذا معروف معترف به عندهم ولذلك تعددت إيش؟ الأناجيل إلى أكثر من سبعين أو قريب من ثمانين وحتى عقدوا مجلس هناك في القسطنطينية قديما فاختاروا هذه الأربعة أناجيل لتقليل شدة الخلاف الموجود بين هذه الأناجيل وهيوكتابهم مقدس.

نحن حديثنا مروي بالأسانيد الصحيحة من المؤلفين الموثوق المعروف ترجمة حياتهم, نعرف ترجمة حياة البخاري ومسلم ما لا يعرف اليهود والنصارى من ترجمة عيسى وموسى فضلا عن غيرهم من الأنبياء والرسل وهذا كله مصداق لقول الله عز وجل ((إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون)) لكن السائل الذي أشرت إليه سابقا ذكر هذه الآية وأشكل عليه الأمر أن يكون الحديث محفوظا فقد أجبت أن الحديث محفوظ في مجموع الأمة كما أن القرآن المقصود به معناه فمعناه محفوظ في مجموع الأمة وليس من الضروري أنه كل واحد من الحاضرين الآن يفهم مثل آية ((مدهامتان)) شو معناها فإذا سألتك هذا المعنى مو معناها فاتت على الأمة كلها كذلك إذا ما عرفت حديث من الأحاديث هل هو صحيح وضعيف مو معنى أنه ضاع الحديث على الأمة كلها وبالأولى وأحرى أنه مو معنى أنه الحديث الي أشكل عليه هو مشكل على كل الأمة وإنما من عدم اعتنائك بطلب العلم الشرعي وعدم حضورك لمجالس العلم لذلك مجرد أن يطرق سمعك حديث يشكل عليك وقد يكون غير صحيح فأنت لا تعرف الصحيح من الضعيف ولو كان صحيحا فلا تستطيع أن تفهم معناه الصحيح ختاما أقول لا إشكال على السنة فهي والحمد لله محفوظة ويكفي أن هناك كتب معروفة بعضها جمعت الصحيح وبعضها جمعت الصحيح والحسن والضعيف وبعضها جمعت الضعيف والموضوعة بصورة خاصة كل ذلك تسهيلا للأمة أن يكونوا على بيّنة من دينهم ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

 

(291/2)

 

 

«كلمة بين يدي الدرس عن الذكر

الشيخ: تعالى أكثر من ... الذي يعود ويحرق لسانه بالذكر هل له في الشعر فقد يُثاب هذا وقد لا يُثاب حسب نوعه وذكره ولفظه إن كان موافقا لسنة نبيه فهو مخالفا لها وإنما الذكر الأكبر أن يذكر المسلم ربه في أوامره وفي نواهيه كما قلنا, ومن أوامره كما سمعتم (إذا صلى أحدكم فليصل فليدنوا إلى سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته) هذه ذكرى بين يدي الدرس والذكرى تنفع المؤمنين.

 

(291/3)

 

 

«خطبة الحاجة لدرس جديد من شرح كتاب الترغيب و الترهيب

الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد.

 

(291/4)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن معاذ رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر»

الشيخ: فيقول المصنف رحمه الله في الحديث الثامن عشر وعن معاذ قال قلت يا رسول الله أوصني قال (أعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيّئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية) رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا بين ابن سلمة ومعاذ.

هذا الحديث لا يُنافي رمز ما له بالحسن ما ذكره المصنف رحمه الله من الانقطاع في إسناده لأننا نعني أنه حسن لغيره كالحديث السابق في الدرس الماضي من حديث ابن عمر.

هنا يطلب معاذ رضي الله عنه من نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يوصيه فكان من وصيته إيّاه قوله عليه السلام (اعبد الله كأنك تراه) وهذا غاية المنزلة التي يستطيع العبد أن يذكر الله عز وجل وأن يراقبه, أن يذكر الله ويراقبه بحيث أنه دائما يلاحظ أنه يراه بأن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهذا الحديث أو هذه القصة من هذا الحديث هو مشهور بإسناد أصح من هذا في الحديث الثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وفي صحيح مسلم وحده من حديث ابن عمر ذاك الحديث المعروف بحديث جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صورة رجل لا يعرفه أحد من الصحابة مع أنه ليس عليه آثار السفر فإنه عليه ثياب بيض وليس بأشعث ولا أغبر ولكنهم قالوا لا يعرفه أيضا منا أحد فقد جمعوا صفات غريبة متناقضة لأنه لو كان غريبا لظهرت عليه أثار السفر من القتار والغبار والشعث ونحو ذلك ولو كان مقيما لعرفه الصحابة فهو رجل غريب، الشاهد أن في الحديث وهو حديث طويل ذكرناه أكثر من مرة لما سأله عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه) ... هذه المرتبة العليا من مراتب عبادة المسلم لربه عز وجل ففي ذلك الحديث السؤال الأول من ذاك الرجل الغريب وهو جبريل كما ذكرنا بناء على آخر الحديث.

سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإسلام والإسلام هو العمل بالإسلام ظاهرا ولكن هذا الإسلام لا يُفيد صاحبه إلا إذا اقترن معه الإيمان وحين أقول أنا وغيري لا يُفيد صاحبه إلا إذا اقترن بالإيمان فنعني الإفادة في الآخرة أي أن ينجو بإسلامه الذي اقترن به الإيمان فهو لا يستفيد من الإسلام إلا مقرون بالإيمان لكن لو لم يقترن بالإيمان فهل يُفيد صاحبه إسلامه شيئا؟ الجواب في الدنيا قد يُفيده وهذا النوع يعتبر في لغة الشرع منافقا لأنه يُظهر الإسلام ولكنه يُبطن الكفر لأنه لم يقترن مع إسلامه إيمانه فماذا يستفيد؟ أن ينجو بنفسه وماله كما عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المتواتر (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم) إذًا هذا الذي استفادوه إذا لم يقترن مع إسلامهم إيمان فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم (وحسابهم على الله) يا ترى قالوها بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم أم قالوها مؤمنين بها في قلوبهم؟ حسابهم في ذلك عند الله لكنهم ماداموا أنهم قد نطقوا بكلمة التوحيد ترتب عليهم الحكم المذكور في الحديث بقوله (فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله) فالمرتبة الأولى في الدين هو الإسلام وقد تُفيد صاحبه في الدنيا ولا تُفيده في الأخرة أما الذي يستفيد من إسلامه في الآخرة فهو إذا اقترن معه المرتبة الثانية المذكورة في حديث جبريل حين قال له (ما الإيمان؟ قال الإيمان أن تؤمن بالله) إلخ ثم جاءت المرتبة الثالثة وليس بعدها مرتبة وهي مرتبة الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

 

(291/5)

 

 

«الكلام عن عدم إمكانية رؤية الله في الدنيا

الشيخ: لا يمكن فيما يبدو من نصوص السنة, لا يمكن للإنسان أن يرى ربه في هذه الدنيا الفانية فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الدجال الطويل أنه لما وصفه لأمته وذلك من نصحه عليه السلام لأمته كان من وصفه إياه أن قال (إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور) ثم قال عليه السلام (وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) فقد ذكر أوصافا للدجال لكي يتيقن المسلم إذا ما ابتلي بخروجه في زمنه أن هذا هو الدّجال ولي هو الإلاه المعبود بحق فإن الله كامل الأوصاف ... وهذا أعور فهذه علامة وعلامة أخرى أنتم ترونه (وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) لذلك قال عليه السلام في ... مرتبة الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه) لأنك لن تراه في الدنيا وكلنا يعلم أن موسى عليه الصلاة والسلام وهو كليم الرحمان لما طلب من ربه عز وجل أن يراه ((قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)) ولم يثبت حتى للنبي صلى الله عليه وأله وسلم رؤيته لربه بعينه وهذه مسألة وإن كانت خلافية بين علماء التوحيد وعلماء الكلام فقد ذكروا جمهورهم أن العقيدة لا تثبت إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة ونحن لا نجد النص الظني سواء كان ثبوتا أو دلالة يثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه ليلة أسرِيَ به أو في غير تلك الليلة ولذلك فلا يمكن الإنسان إذًا أن يرى ربه حتى يموت كما قال عليه الصلاة والسلام.

 

(291/6)

 

 

«الكلام عن القاعدة الأصولية: " هل يدخل المتكلم في الخطاب الذي يوجهه إلى أمته أو إلى غيره ".»

الشيخ: وفي هذا الحديث (وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) تكلم العلماء في قاعدة أصولية وهي هل يدخل المتكلم في الخطاب الذي يوجّهه إلى أمته أو إلى غيره؟ فهو عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يقول (إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) ترى هو داخل في هذا الخطاب أم لا؟ في المسألة خلاف بين علماء الأصول ونحن نقطع بأنه عليه الصلاة والسلام على الأقل داخل في هذا الخطاب بالذات لأنه قد سُئل كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر (هلا رأيت ربك؟ قال نور أنى أراه) أي هناك حجاب وكما جاء في حديث أبي موسى في صحيح مسلم حجابه نور فهو عليه الصلاة والسلام يُشير في حديث أبي ذر السابق جوابا عن سؤال السائل هل رأيت ربك؟ قال (نور أنى أراه) هناك نور يحجب ربنا عن أن يراه أحد منا.

إذًا (إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) يشمل أيضا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا بدلالة هذا الحديث نفسه للخلاف السابق ذكره وإنما بدلالة حديث أبي ذر وغيره, إذا كان الأمر كذلك وهو أن أحدنا لا يرى ربه في هذه الدنيا فهو يجب أن يعبده مراقبا ومتيقنا أن ربه يراه, فإذا كنت أنت لا تراه فهذا لا يحملك ما دمت مؤمنا بأن الله يرى كل شيء ويعلم كل شيء فلا يحملك أنك لا تراه على أن تعصه وأن تخالفه في أوامره ونواهيه فإنه إن لم تكن تراه فإنه تبارك وتعالى يراك يقينا.

 

(291/7)

 

 

«الكلام عن مرتبة الإحسان في الدين وعن انحراف ما يسمى الرابطة التي عند الصوفية

الشيخ: هذه المرتبة هي مرتبة الإحسان وهي كما سمعتم أعلى مراتب الإسلام والإيمان ولذلك فمن الخطأ الفاحش أن تُنقل هذه المرتبة العالية الخاصة بين العبد وربه أن يعبد الله كأنه يراه أن تُجعل لعبد من البشر لأي تأويل وبأي تبرير يحاول بعض الناس أن يبرروا أن يراقب العبد في أثناء ذكره لربه عبدا من عباده زعموا أن هذا العبد الذي ينبغي أن يراقبه العبد نفسه هو من الواصلين إلى الله فهو بدوره يوصل هذا العبد الذي يُراقبه في ذكره وهذا ما يُسمّى في بعض الطرق المشهورة " الرابطة " أن يربط المريد قلبه بقلب شيخه الذي لا يراه ولا يعرف به إطلاقا هل هو ذاكر أم غافل؟ ثم هذا الذاكر نفسه لا يدري عن حال شيخه شيئا أيضا هل هو ذاكر أم غافل؟ وهكذا تصبح القضية مع مخالفتها للشريعة الإسلامية مخالفة جذرية تصبح قضية غير منطقية إطلاقا لأن الذي ينبغي أن يراقبه الإنسان إنما يكون المُراقب مُعتقدا فيه أنه يعلم هذا الذي يراقبه يعلم حاجته ودعاءه وطلبه ونحو ذلك من المقاصد المشروعة.

فكيف يعقل أن يُراقب العاجز العاجز والجاهل الجاهل والغافل الغافل؟ ما هذا إلا كما قال بعض الصوفية أنفسِهم " ولكن القدامى " هو لم يكن من المحيطين " استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السجين بالسجين" هو بدو مين يخلّصه فهو بيستغيث فيه!

فهذا العبد الذي يُراقب هو مثل هذا المُراقِب كلاهما بحاجة إلى أن يتوجه إلى الله تبارك وتعالى وأن يُراقباه مراقبة حقيقة فمن المؤسف أن تُصرف هذه المنزلة العليا من منازل الإسلام والإيمان ألا وهي مرتبة الإحسان من العبد أن يُواجه ويراقب ربه إلى هذا العبد أن يراقب شيخا له, فهذا من الانحراف المؤسف الذي أصاب بعض المسلمين اليوم, ففي هذا الحديث وفي حديث جبريل ونحو ذلك من الأحاديث نقض لهذه المراقبة المبتدعة وتأسيس للمراقبة الشرعية وهي أن يُراقب العبد ربه فقط لا غير وأن يراقبه بهذه الحالة كأن هذا العبد المُراقِب يرى الله بعينه (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) هذه موعظة من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لصاحبه معاذ بن جبل.

 

(291/8)

 

 

«تتمة شرح الحديث: (واعدد نفسك في الموتى).»

الشيخ: ومن ذلك قال (واعدد نفسك في الموتى) سبق نحو هذه العبارة في حديث بن عمر (وعدّ نفسك في أصحاب القبور) أو كما قال.

 

(291/9)

 

 

«تتمة شرح الحديث: (واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر) والكلام على بدع الذكر

الشيخ: ثم زاد في حديث معاذ (واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر) هذا معناه الاستمرار, استمرار العبد في ذكر الله عز وجل وهذا واضح (عند كل حجر وعند كل شجر) وهذا يعني أن لا يغفُل الإنسان عن ذكر ربه أولا, هذا يعني أولا أن لا يغفل ال ... عن ذكر ربه عز وجل في كل أحواله سواء كان جالسا أو منطلقا يمشي وشيء آخر أنّ ذكر الله عز وجل المأمور في السنة ومنها هذا الحديث أن تذكر الله عند كل حجر وكل شجر معنى هذا أن ذكر العبد لربه لا يحتاج إلى مراسيم وإلى طقوس وإلى مجالس وحلقات ذكر تسمى ونحو ذلك أيضا مما ... الإسلام لأنه يقول لك (اذكر الله عند كل حجر وشجر) يعني اذكر الله يعني اعمل مجلس ذكر وصلاة على الرسول عند كل حجر وشجر لا هو يعني لا تتقيّد بجلوس معيّن حتى ولو أن تستقبل القبلة قد يبدو لبعض الناس أن ذكر الله كالصلاة لازم نستعد له الآداب بل الواجبات التي يقوم بها الذي يريد الصلاة, الجواب لا, لم يأت في السنة فضلا عن القرآن أي شرط للذكر, شرط, أي شرط للذكر, كيف وربنا عز وجل يقول في وصف نوع من عباده المصطفين الأخيار يصفهم بقوله ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) فإذا جلست أنت ... السكن تأخذ بها راحة الجسم فذكرت الله في هذه الحالة فلا ضير عليك شرعا إطلاقا وإن كان لا يروق مثل هذا لبعض الذين يستحسنون أحكاما في الدين بدون إذن من رب العالمين ((أم له شركاء شرعوا له من الدين ما لم يأذن به الله)) الله عز وجل يصف كما قلت نخبة من عباده المصطفين الأخيار مش عامة الناس ((الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) أي يذكرون الله حين يكونوا قائمين ويذكرون الله حين يكونوا قاعدين, يكونون قاعدين ويذكرون الله حين يكونون مضطجعين فلا يُلزمنا ربنا عز وجل أن نتمسك بصفة من هذه الصفات الثلاث وإنما كما يتيسّر لك وكأن هذا الحديث أو هذه الفقرة من هذا الحديث مقتبسة من هذه الآية (اذكروا الله عند كل حجر وعند كل شجر) لست مكلفا أن تتخذ هيئات وصفات واستعدادات ومن ذلك إعلان ومن ذلك إعلان خاص كأنما يجتمع المسلمون لصلاة الاستسقاء أو لصلاة الكسوف, هذه العبادات التي شرعها الإسلام على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام ثم مع الأسف الشديد أصبحت نسيا منسيا ومن أسباب ذلك أن الناس أحلوا محلها وأقاموا مقامها عبادات اخترعوها هم بأنفسهم فهلا سمعتم أحدا منهم أعلن في بضع سنين صلاة استسقاء, صلاة خسوف أو كسوف أبدا أما الصلاة التي يستطيعها المسلم فإنّه وبين ربه في أي وقت بدا له أو تيسّر له هذه ... مجالس خاصة وذلك ليس من السنة في شيء وأنا حين أقول هذا أعرف أن ناسا سينقمون ويستنكرون فلنجابهم سلفا بسنة أصحاب الرسول عليه السلام وخطتهم في إنكارهم لمحدثات الأمور ولو كانت هذه المحدثات حسنة في زعم الجمهور كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " كل بدعة ضلالة وإن رأها الناس حسنة ويجابههم بقصة بن مسعود مع أصحاب مجالس الذكر, المجالس الخاصة فقد جاء في سنن الدارمي بإسناد صحيح أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أتى صباح يوم دار عبد الله بن مسعود فوجد طائفة من الناس بانتظاره فقال لهم أخرج أبو عبد الرحمان؟ يعني ابن مسعود قالوا لا فجلس ينتظره فلما خرج قال يا أبا عبد الرحمان لقد دخلت المسجد آنفا فرأيت فيه ناسا حَلَقا حَلَقا وأمام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد وفي وسط كل حلقة يقول لمن حوله سبحوا كذا احمدوا كذا كبّروا كذا, قال ابن مسعود أفلا أنكرت عليهم؟ قال لا, انتظار أمرك أو انتظار رأيك قال أفلا أمرتهم أن يعدّوا سيّئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ثم عاد إلى داره وخرج متلثما لا يُرى حتى دخل المسجد ورأى ما وُصف له من التحلق والذكر المعدود بعدد لم يُشرع, لما تبيّن الأمر كشف عن وجهه اللثام وقال ويحكم ما هذا الذي تصنعون؟ قال عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا والله يا أبا عبد الرحمان حصى نعدّ به التسبيح والتكبير والتحميد قال عدّوا سيّئاتكم وأنا الضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم ما أسرع هلكتهم هذه ثيابه صلى الله عليه وآله وسلم لم تبل وهذه أنيته لم تُكسر والتي نفس محمد بيده فإنكم لأهدى من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو إنكم متمسكون بذنب ضلالة, ما قال متمسكون بضلالة فحسب وإنما بذنب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمان ما أردنا إلا الخير وهذا جواب جماهير المبتدعة خاصة التابعين منهم أما المسؤولون فالغالب عليهم أنهم يعرفون و ... لمأرب كثيرة الله أعلم بما في نفوسهم, أما المتبوعون, أما التابعون فجمهورهم يتّبعون رؤساءهم بالنوايا الحسنة يصورون لهم أنه هذا ذكر وأنه ذكر مشروع فيتبعونهم على ذلك تماما كما قال القوم لابن مسعود " والله ما أردنا إلا الخير " لكن الجواب القاطع للظهور قول بن مسعود " وكم من مريد للخير لا يصيبه " أي لا يكفي أن يكون قصد أحدكم الخير وإنما يجب أن يقترن مع هذا القصد الخيّر أن يكون الطريق أيضا الذي يسوقه فيه طلب الخير خيرا في نفسه ولا يكون كذلك أبدا إلا إذا كان هو طريق الرسول عليه الصلاة والسلام كما قال الله عز وجل في القرآن ((وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) فهذا الطريق إذا سلكه القاصد للخير فهو في خير يقينا اما إذا سلك طريقا آخر وهو يقصد الخير فلن يُصيب هذا الخير إطلاقا وهذا من معاني قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ومن مقاصد قوله الآخر (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) لذلك قال ابن مسعود " وكم من مريد للخير لا يُصيبه " لأنكم تقصدون الخير بخلاف طريق محمد عليه السلام إذًا لن تصيبوا هذا الخير, ثم ضرب لهم على ذلك مثلا حديثا سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم) أي لا يصل إلى قلوبهم إنما لقلقة اللسان و تجارة بتلاوة القرآن كما هو الواقع في أخر الزمان (لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة) إلى هنا تنتهي قصة ابن مسعود مع أصحاب المجالس المبتدعة لكن العبرة في تمام القصة التي يرويها مشاهدها قال " فلقد رأينا أولئك الأقوام " أي أصحاب حلقات الذكر غير المشروع " رأيناهم يقاتلوننا يوم النهروان " أي إن أصحاب حلقات الذكر صاروا من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقاتلهم علي رضي الله عنه واستأصل شأفتهم إلا أفرادا قليلين منهم فلم تُفدهم مجالسهم شيئا وذلك لأنهم خالفوا في ذلك السنة وهذا شاهد لقول العلماء " الصغائر بريد الكبائر " وأنا أقتبس من قولهم هذا فأقول " البدعة الصغيرة بريد البدعة الكبيرة " هذا مشاهد ... معقول تماما, حلقات مبتدعة يذكرون الله بصورة غير مشروعة أوصلتهم إلى البدعة الكبرى وهي الخروج على أمير المؤمنين وقتالهم إياه, لذلك فيجب أن نقف عند حدود الله وأن لا نتألى على الله فنشرع بآرائنا وعقولنا وأهوائنا وعاداتنا شيئا لم يسنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو على العكس من ذلك يُفسح لنا المجال أن نذكر الله كيفما اتفق لنا دون أن نتخذ كيفية وصورة معينة وإنما حسب ما تيسر كما قال في هذا الحديث.

 

(291/10)

 

 

«تتمة شرح الحديث: (وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية).»

الشيخ: (واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجانبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية) هذا الحديث هو أيضا كتفسير لحديث آخر لمعاذ يقول الرسول عليه السلام فيه (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) هذا يفسّر هذا الإتباع فيقول إذا أخطأت إذا عصيت ربك علنا فيجب أن تتبع ذلك بتوبة وبعمل حسن علنا أما إذا ابتليت أن تعمل سرا فلا تفضح نفسك ولا تُعلن خطيئتك وإنما تب إلى الله عز وجل وهي بلا شك حسنة واعمل أيضا أعمالا حسنة سرا فذلك أبعد من أن تكون قد قاربت الرياء في القيام بهذا العمل.

أما إذا عملت سيئة علنا فهنا الجهر بالتوبة عنها فيه هضم للنفس وفيه قهر لها وإخضاع ولذلك تجد كثيرا من الناس حينما يُفطرون علنا فيأتي إنسان وينصحهم بأن بأنه أخطأ وبأن يعلن خطأه على الناس قلّ من يفعل ذلك.

 

(291/11)

 

 

«الكلام على كيفية معالجة الخطأ إذا وقع من الناس

الشيخ: ومن هنا نعرف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس له نظام محدد معين كما يبدو لبعض الناس الذين تغلب عليهم السياسة في الدعوة بزعمهم فيظنون أن الخطيب الآن إذا أخطأ على المنبر فتلا حديثا أو قرأ حديثا موضوعا لا أصل له فقام أحد وهذا مع الأسف في هذه البلاد غير موجود بينما في مصر يقع منه الشيء الكثير والسبب أن البلاد المصرية فيها يعني روح علمية أكثر من هذه البلاد فنحن نعلم حوادث كثيرة تقع في إنكار بعض الحاضرين على الخطيب حديثا أو رأي أخطأ فيه و ... من ناس مخلصين من ناس غير مخلصين إلخ.

والغلط ألا الخطأ إذا وقع علنا وجب إنكاره علنا وإذا وقع سرا وجب إنكاره سرا لأنه في الحالة الأولى كما يروق لبعض الناس كما قلنا آنفا أن يُنقد هذا الخطيب بعد خطبته وبعد صلاته جنبا ويقال له بلغة ناعمة أنه أنت بارك الله فيك خطبتك ما أحلاها ما أنفعها إلخ محاضرة جديدة فحتي يتمكن المسلم يقدّم نصيحة مختصرة لأخيه المسلم لكن جاء في خطبتك الحديث الفلاني وهذا حديث موضوع, هكذا يقترح البعض, هذا لو كان ممكن أن يُفيد ها المسلم هذا من باب المحافظة على قلب هذا المنصوح لأنه مع الأسف صارت نفوس أكثر المسلمين فرعونية متكبرة لا تقبل النصيحة إلا من شاء الله, كان يمكن اتخاذ هذا الأسلوب بشرطين اثنين وأحدهما لا يمكن تحقيقه إطلاقا والآخر قد يمكن, الأول أن يجمع الناس الذين أخطأ عليهم في خطبته جميعا في خطبة ثانية أو في اجتماع ثاني ويقول أنا أوردت عليكم في الخطبة السابقة حديث كذا وكذا وهذا حديث تبيّن أنه موضوع.

 

(291/12)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي. رواه مسلم

 

(292/1)

 

 

«الكلام على الطوائف المنكرة لصفات الله

الشيخ: والحقيقة أنهم يقولون ما قال ولا يقول ولن يقول لأنه يزعمون بأن وصف الله بالكلام يستلزم التشبيه وهذا هو أسّ الضلالة لأنهم إذا سمعوا مثل هذه الصفة رأسا فسروها وفهموها بالصفة اللائقة بهم كما لو سمعوا قول الله عز وجل ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) إذًا سميع له أذن وله ... وفي ماء المالح ... المر وإلخ.

إذًا بعد ما بيفهموا هذا الفهم الخاطئ بينسفوا الصفة كلها وبيقولوا إذًا ليس بسميع لكن ما الذي اضطركم وحشركم من هذا المأزق حتى تقولوا سمع الله كسمعنا والحمد لله كثير من الفرق لم يقعوا في هذه الضلالة أي في ضلالة إنكار السمع الإلاهي والبصر الإلاهي الظائف المشهورة كالأشاعرة والماتوريدية ما وقعوا في مثل هذا التأويل في هاتين الصفتين ولكن ما بالهم لم يطردوا في هذا الفهم السليم لكل الصفات الإلاهية فكما نقول سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا وكلام الله ليس ككلامنا انتهى الأمر لا سيما وقد خلق الله عز وجل في هذا العصر أية لتنبه الغافلين من هؤلاء الناس أنه يا جماعة لماذا تشبهون الله عز وجل حينما تسمعون أنه وصف نفسه بالكلام ((وكلّم الله موسى تكليما)).

إيه هذا بيستلزم أنه الله يكون له فم ويكون له شفتين ويكون له أسنان ويكون له لعاب يكون له حنجرة وإلخ.

فربنا خلق في هذه العصور ألة صماء بكماء مع ذلك تتكلم بلسان عربي مبين ليس لها جوارح موجودة عند البشر فإذا كان الله خلق من المادة مادة تتكلم بدون جوارح, أليس الله عز وجل الذي خلق هذه المادة بأقدر ولا نسبة بطبيعة الحال أن يتكلم بدون إيش؟ هذه الجوارح وهذه الآلات ذلك أمر واضح جدا جدا.

من هنا يتبين ضلال. مخالفة مذهب السلف الصالح لما يلزم من ذلك من تعطيل نصوص الكتاب والسنة بأتفه الشبه فها نحن الآن في هذا الحديث القدسي يقول الله لعبد من عباده يوم القيامة.

ماذا يفهم أي إنسان يعني أوتي شيئا من الفهم للغة العربية, يقول الله والعبد يرد عليه بيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ أليس معنى هذا أنه في مخاطبة بين الرب سبحانه وتعالى وبين عبد من عباده هذا أمر بدهي جدا جدا, مع ذلك ألغيت هذه البدائل من الأمور بفلسفة دخلت إلى المسلمين قديما فعطّلت عليهم عشرات بل مئات النصوص من الكتاب والسنة كما ألمحت إليكم أنفا وهذا هو المثال بين أيديكم.

إذًا يجب أن نؤمن بأن الله عز وجل يقول لعبد من عباده يوم القيامة عبدي مرضت فلم تعدني فيأتي الجواب كيف أعودك وأنت رب العالمين.

هذا الذي أردت أيضا أن ألفت نظركم إليه.

 

(292/2)

 

 

«فوائد الحديث

الشيخ: وإن كان الحديث بطبيعة الحال سيق كما ذكرنا آنفا لبيان فضل عيادة المريضة وفضل الإطعام للمحتاج وكذلك الإسقاء, والأن نقف عند هنا لنتفرغ للإجابة عن بعض الأسئلة وتتمت الدرس إن شاء الله في هذا الحديث في الدرس الآتي بإذن الله ثم قبل أن أنسى أذكر الإخوان بأن درسنا الآتي وفي ما بعد إلى ما شاء الله سيكون ابتداءه بعد صلاة المغرب مباشرة فأرجو أن يبلّغ الحاضر السامع وأن لا يتأخر الإخوان لأنه بعد الفريضة صلاة المغرب في أقرب مسجد سنبدأ وننتهي مع أذان العشاء ونصلي العشاء ها هنا إن شاء الله أما المغرب ففي أقرب مسجد كما هو الشأن فيما سبق, نعم.

عيد عباسي: من الأسئلة.

 

(292/3)

 

 

«هل الصلاة أثناء الأذان مشروعة وما الدليل على ذلك؟»

عيد عباسي: هل الصلاة أثناء الأذان مشروعة أم لا؟ وما الدليل على ذلك؟

الشيخ: لا شك أن من سمع الأذان وهو يصلي فاستمراره في صلاته أمر جائز أما الدليل الذي يسأل عنه فيحضرني الآن شيئان اثنان, الشيء الأول القاعدة الأصولية التي تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة وخلاف الأصل المنع يحتاج إلى دليل فحينما لم يأت دليل يمنع المصلي من الاستمرار في صلاته لأنه سمع الأذان كان هذا وحده كافيا في بيان جواز الإستمرار في الصلاة.

الدليل الثاني وهو دليل من باب ((ولا تقل لهما أفّ)) يعني قياس أولوي وهو أن الرجل إذا كان يصلّي يوم الجمعة فسمع الأذان فلم يمنعه الشارع من الاستمرار في الصلاة وإنما حينما يصعد الخطيب على المنبر ويبدأ في الخطبة حينذاك تنتهي الصلاة, هذا نصف في إيه؟ يوم الجمعة في أذان يوم الجمعة ولا شك أن يوم الجمعة أفضل من سائل الأيام فإذا كان هذا كذلك في يوم الجمعة فغير أيام من باب أولى هذا هو الجواب عن السؤال.

 

(292/4)

 

 

«هل قوله تعالى: (( ..... يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا ... )) يعني أن المتوفى عنها زوجها يحرم عليها الكلام و الخروج من بيتها طيلة مدة العدة؟»

عيد عباسي: امرأة مات عنها زوجها فيقول السائل على حسب فهمه الآية تصرح بأن تمكث ولا تكلم أحدا طيلة أربعة أشهر وأربعة أيام فهل هناك من فسحة بكلامها محرما ويجوز لها الخروج معه أو الدخول إلى الديار مع ذي محرم؟

الشيخ: الآية لا يعني الصوم عن الكلام وهذا لا يُشرع في الإسلام وإنما تعني أن المتوفى عنها زوجها لا تخرج ولا تتزين ولا تتطيب ولا تلبس الأصباغ والحلي حدادا على زوجها ومن ذلك أنها لا تخرج من بيتها, ليس معنى المكث هنا في تعبير السائل هو المكث الصمت عن الكلام وإنما لا تخرج من البيت ومع ذلك فخروج هذه وكذلك المطلقة ثلاثا إذا كان في ضرورة فالخروج حينذاك أمر جائز لكن الكلام الذي تُمنع منه هو ما ابتلي نساؤنا بل رجالنا من الهدر من كثرة الكلام الذي لا طائل تحته وأنتم تعلمون مع الأسف الشديد أنه مجالس النساء قل ما يُذكر الله فيه فيها وقلّ ما يُدرس فيها شرع الله وإنما الحديث عن أمور الدنيا وأنواع الألبسة والموضات و و ما شابه ذلك, هذا الكلام بالذات هو الذي ينبغي على كل امرأة مسلمة أن تنتهي عنه وبصورة خاصة عن المعتدة إما عدة الوفاة وإما عدة الطلاق لكن هذا ليس معناه أنه جاء الخبّاز ودق الباب فخرجت هي فعلى طريقة بعض إخواننا كما قيل لنا أنه بتدق الباب بدو بقى هو يفهم بطريقة لا شتبه طريقة اللاسلكي بطبيعة الحال لحتى تفهم عليه ويفهم هو عليها فهذا الكلام جائز هنا لأنه لتحقيق المصالح التي لا بد منها لكن تقعد تعمل حديث وراء الباب مع أجير اللحّام أو الخباز ... ذلك كما هو عادة كثير من النساء مع الأسف اليوم وليس هذا فقط يعني الهدر من الكلام بل والبروز أيضا أمام الرجال بدون إيه؟ حجاب وربنا عز وجل نهى في القرأن الكريم وقال ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب)).

عيد عباسي: ((وإذا سألتموهن متاعا)).

الشيخ: ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب)) ليس المقصود الحجاب الذي تلبسه المرأة إذا خرجت وإنما هو وراء حجاب ثابت وهو الباب وهو السّتار المدلاة خلف الباب ونحو ذلك.

فهذا من الأمور التي أمر الشارع بها بصورة عامة كل النساء وبصورة خاصة المعتدة منهن عدة الوفاة أو عدة الطلاق, الكلام يجوز لها في حدود الحاجة, الخروج كذلك يجوز لها في حدود الحاجة والضرورة لكن يجب أن لا تخرج مثلا لزيارة أختها لزيارة جارتها, هي بالعادة تخرج ومثل هذا الخروج إذا كان على وجه الشرع لا مانع منه أما الآن فعليها أن تمكث في البيت ولا تخرج أما الكلام فهو مباح في حدود الإباحة الشرعية.

السائل: عفوا أستاذ ... دكتور ... النساء ... البيت يعني الرجل كان مثلا.

الشيخ: ما دام ممكن يجي الدكتور وهي عندها أجرة الدكتور فلا يجوز لها أن تخرج, نعم.

 

(292/5)

 

 

«هل التجارة في الذهب مشروعة في الإسلام؟»

عيد عباسي: هل شراء الذهب وبيعه أي التجارة به محرمة في الإسلام أم أنها مشروعة ومثل أيّ تجارة في بيع وشراء؟

الشيخ: الجواب مثل أي تجارة ولكن أيّ تجارة يجوز بيعها وشراؤها بدون حدود شرعية وإلا بالحدود الشرعية؟ طبعا الجواب في الحدود الشرعية, كذلك الذهب والفضة وكل المعادن الثمينة أو الرخيصة يجوز بيعها وشراؤها ولكن في حدود الأحكام الشرعية, الآن في مشكلة الواقع ما أدري كيف ستحل مادام الوضع الاجتماعي للمسلمين ليس مجتمعا إسلاميا مع الأسف ذلك أن الشرع يحرّم بيع الذهب بالذهب متفاضلا, يحرم بيع الفضة بالفضة مع التفاضل وإنما مثلا بمثل وزنا بوزن يدا بيد نقدا.

فاليوم بماذا نشتري الذهب؟ ينبغي أن يُشترى بمعدن غير الذهب هو الفضة مثلا هو أي معدن آخر لكن مع الأسف العملة الفضية بدأت تتلاشى وتذهب من أيدي الناس ويحل محلها إيش الورق العملة الورقية والفرق بسيط يعني بين عملة ورَقية وبين عملة ورِقية يعني بين فتحة وبين كسرة في الراء أو على الراء, الشرع يبيح أن تشتري الذهب بالفضة مهما كان التفاوت لكن لا يجوز لك أن تشتري الذهب في المصنوع مثلا حليا بوزن من الذهب أكثر من وزن الحلي, هذه مشكلة واقعة فيها جماهير المسلمين اليوم, والطريقة في صنع الحلي المباح بطبيعة الحال أنك تطلب من الصائغ أن يصنع لك نوعا معينا من الحلي تتفق معه قداش الوزن من وزن الذهب كذا وأجرته كذا فتعطيه ثمن الذهب ولو ذهبا لأنه هو سيصيغه بالوزن ثم تعطيه أجرة أجره أو أجرته بالمقدار المتفق عليه سواء من الذهب أو من الفضة أما أنه تجي تأخذ حلي جاهز وزنه لو فرضنا مائة غرام بيساوي كذا ليرة ذهبية لو فرضنا خمسة فهو بيأخذ منك خمسة ونصف أو ستة, خمسة ثمن الذهب قيمة الذهب الي فيها الحلي والباقي أجرته هذا لا يجوز إسلاميا لذلك جاء في بعض الأحاديث أن رجلا أراد أن يبيع طوقا فيه قطع من الذهب وفيه قطع من الخرز أمره عليه السلام بأن يفصل هذا عن هذا ويبيع الذهب لوحده وهذا كله لسد باب الربا بين المسلمين لكن المسلمين مع الأسف الشديد استحلوا الربا المكشوف بطريق البنوك فأنى لهم أن يتنبهوا لمثل هذا الربا المطوي والذي لا يعلمه إلا أهل العلم, أهل العلم والاختصاص بالشريعة, الشاهد أن التجارة كل التجارة مباحة ومن ذلك المعادن بكل أنواعها ولكن في حدود أحكام الشريعة من ذلك أن لا يكون هناك ربا والربا باب واسع في الشرع تعرف أحكامه من الأحاديث الصحيحة ومن شرحه للعلماء والفقهاء لها.

السائل: ... .

الشيخ: لا غير محدد.

عيد عباسي: هنا في سؤال جديد يتعلق بالموضوع ما هي الضوابط الشرعية في عملية التجارة بالذهب؟ كما هي حال ارتفاع وهبوط سعر الذهب, ... الأستاذ أن لا يكون ربا؟

الشيخ: ... أي نعم, الآن السؤال غير وارد بعد البيان السابق, نعم.

 

(292/6)

 

 

«الذهب الأبيض هل له نفس أحكام الذهب الأصفر و ما حكم تركيب أضراس من ذهب سواء في الضرورة أو غيرها؟»

عيد عباسي: أيضا قريب من الموضوع السابق, هناك ذهب يطلق عليه الذهب الأبيض أسعاره نصف الذهب الأصفر, هل حكمه حكم الذهب الأصفر أم لا وهل يجوز تركيب الأضراس منه من الذهب عند الضرورة أو وفي غير الضرورة, شقين ... .؟

الشيخ: الذهب الأبيض فيما علمنا نقلا لأني لست صائغا علمنا أن الذهب الأبيض نوعان والأصل فيه هو المعدن المعروف البلاتين ولما كان البلاتين أثمن وأغلى من الذهب المعروف الأحمر لجأ الصُّوّاغ وهم كما جاء في بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة (أكذب الناس الصوّاغ) بس حديث ضعيف وموضوع ها ما تأخذون على أنه حديث عن الرسول عليه السلام! الشاهد فلما لاحظ الصوّاغ بأنه البلاتين صار له قيمة عند الناس وصار فيه إقبال قلدوه وذلك بأن صبوا بعض المواد الكيميائية على الذهب الأحمر فصار الذهب الأحمر أبيض يبرق وسموه إيش؟ بالذهب الأبيض إذًا سيكون الجواب على التفصيل إن كان الذهب الأبيض هو يعني البلاتين له حكم وإن كان الذهب الأبيض هو الذهب الأحمر الملبس بالبياض فهذا له حكم ثاني.

البلاتين صحيح أنه أغلى من الذهب أو لا يجوز لي أن أقول هذا الكلام في الواقع بعد ارتفاع أسعار الذهب الارتفاعات الفاحشة كما نسمع فقد يمكن أن يكون البلاتين الآن صار أرخص الله أعلم ما بيهمني هذا لكن يوم كان البلاتين أغلى من الذهب فالتحريم لا يشمله لأنه تحريم الذهب ليس لأنه يعني أثمن من أي معدن آخر, هناك الجواهر التي يسمونها بالأحجار الكريمة هي أغلى من الذهب بكثير, مع ذلك فهي مباحة خاصة بالنسبة لمين؟ للنساء, ف ... التحريم لا يلاحظ فيه غلاء المعدن هذا وإنما يلاحظ فيه النص, النص حرّم الذهب لذلك إذا كان البلاتين هو بلاتين فهو جائز وبالتالي يكون حشو الأضراس أو كسوة الأضراس بالبلاتين إذا جاز أو صح ذلك طبيا أصح شرعا من كسوتها بالذهب الأحمر لأنه الأصل في الذهب الأحمر التحريم.

إذًا البلاتين مباح استعماله التزين به إلخ.

الذهب حرام كله على الرجال وإنما يحل منه للنساء ما عدا الذهب المحلق كما هو مفصل في رسالة " آداب الزفاف " فإذا لم يتمكن الطبيب المختص بتصليح الأضراس من كسوة الأضراس بالمعدن أول بلاتين لسبب ما حينئذ يجوز كسوة الأضراس بالذهب الأحمر ولو للرجال لأنه صحيح الذهب محرم لكن له مستثنيات فهناك قصة رجل من الصحابة اسمه عرفجة بن سعد كان أصيب أنفه في وقعة كُلاب في الجاهلية, أرنبة أنفه طاحت, في وقعة في الجاهلية فقبل إسلامه كان اتخذ آنفا من فضة من وَرِق فأنتن عليه ولما أسلم وما أسلم إلا لأنه علم أن الإسلام به تحل المشاكل كلها في الدنيا قبل الآخرة ومن مشاكله أنه لما اتخذ الأنف من وَرِق من فضة أنتن عليه صدّى وهذه طبيعة الفضة فعلا هالي بيتعاطوا اللّحام بها يعرفون أنه صدء كصدء النحاس تقريبا أخضر, فأنتن عليه فجاء إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه وشكى له الأمر فأمره عليه الصلاة والسلام بأن يتخذ أنفا من ذهب فلا يخفاكم أن هذا الأمر فيه رحمة فيه سعة على عباده المؤمنين لأنه إذا كان هو حرّم عليهم التحلي بالذهب باعتبارهم رجال فقد وسّع عليهم بعض السعة عند الحاجة والحاجة هنا هي محاولة إعادة خلق الله عز وجل إلى ما كان عليه قبل أن يعتدى عليه من عبد من عباده فالأنف خلقه عز وجل كما ترون كاملا فلما ذهب رأسه صار الإنسان صاحبه مشوها فرخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل عرفجة بن سعد بأن يتخذ أنفا من ذهب, تُرى هل اتخاذ الأنف من ذهب الإنسان أحوج إليه وأشد اضطرارا إليه أم الضرس وحشوه وكسوته بهذا شو بيسموه؟ الطربوش هذا؟ لا شك أنه هذا أحوج إليه من قضية أرنبة الأنف لأنه هذا فيه كما أشرنا إعادة أو محاولة إعادة الوضع إلى ما كان عليه وإلا بيستطيع أنه يعيش بدون أي تضرر لا ظاهرا ولا باطنا بينما إذا الإنسان استغنى عن معالجة أضراسه بهذه المعالجات العصرية اليوم ربما أدى ذلك إلى فساد معدته وذلك قد يضرّ بحياته بل قد يؤدي بها.

خلاصة القول يجوز استعمال البلاتين بدون أي ضرورة لأنه معدن غير محرم أما الذهب.

 

(292/7)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة. رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه

 

(292/8)

 

 

«وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة. رواه ابن حبان في صحيحه

 

(292/9)

 

 

«وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو ق»

الشيخ: الحديث الذي بعده يُشبه ما قبله مع اختلاف الخصال في بعضها وهو أيضا من الأحاديث الصحيحة قال وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل ... ) , هذا فيه توسعة على الناس أكثر من الحديث السالف, الحديث السابق اشترط أن يعمل في يوم واحد خمس خصال ليكون له هذه الفضيلة المذكورة في الحديث وهو أن يُكتب من أهل الجنة أما في حديثنا الآن فالله عز وجل يزيد عباده المؤمنين فضلا من عنده لأن يقول على لسان نبيه (خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس) رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وروى أبو داود ونحوه من حديث أبي أمامة وتقدم في الأذكار.

(خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل) أي كان له ضمان عند الله عز وجل أن يدخله الجنة وأن يعيذه من النار (من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا) هذا يُقال فيه كما قيل في الخصلة الأخيرة من الحديث السابق (وأعتق رقبة) لا سبيل اليوم إلى الخروج المذكور في هذا الحديث مع الأسف الشديد كما هو معلوم لدى الجميع, خصلة أخرى لعلها أيضا ممكنة ولكنها صعبة التحقيق (أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره) أقول لعله صعب باقي لعله غير ممكن لأن الإمام إذا اطلق في اللغة العربية الشرعية إنما يُقصد به الإمام المُبايع البيعة الإسلامية المعروفة على السمع والطاعة في غير معصية, هذا مع الأسف غير موجود في العالم الإسلامي اليوم وعسى أن يعود إلى المسلمين كما قلنا آنفا مجدهم وعزّهم وذلك بأن يكون عليهم خليفة مسلم يحكم بينهم بما أنزل, هذه الخصلة هي أن يدخل المسلم على مثل هذا الإمام المذكور أو المشار إليه آنفا (يريد تعزيره وتوقيره) التعزير هنا هو عين التوقير, قول تعزيره وتوقيره فقوله (وتوقيره) عطف بيان وتفسير للتعزير المذكور في الحديث ذلك لأنه لفظة التعزير في اللغة من ألفاظ الأضداد وهذا منه أمثلة كثيرة في اللغة العربية, لفظة واحدة تعطي معنيين متعاكسين يفسّره ويحدده السياق والسباق هنا فُسّر بمعنى مرادف للمعنى المُراد هنا فالتعزير تعرفون مثلا من الأحكام الشرعية في كتاب الحدود باب اسمه باب التعزير والمقصود به تأديب لمن ارتكب خطأ شرعيا وليس عليه حد منصوص عليه في الشرع فيُعزره الإمام الحاكم بما يراه أو بما يرى فيه تأديبه, هذا اسمه تعزير فهل في هذا التعزير توقير, العكس فيه شيء من الإهانة ولذلك فالتعزير يأتي بمعنيين بمعنى الإهانة وبمعنى الإكرام والتوقير, هذا المعنى الثاني هو الذي أريد به هنا والدليل على ذلك واضح من حيث عطف وتوقيره على تعزيره ويقول أهل العلم كيف يكون التعزير من ألفاظ التضاد أو الأضداد مع هذا الفرق في المعنى يقولون لأن هناك قدرا مشترك فالتعزير سواء كان بمعنى التوقير الذي أريد به هنا أو كان بمعنى يستلزم شيئا من الإهانة ففي كل من المعنيين ما قدر مشترك وهو المنع فحينما يدخل الداخل على الإمام يريد تعزيره وتوقيره يريد أن يمنع عنه أي شيء يؤذيه لذلك فمعنى التعزير هنا متحقق لكن بهذا التفصيل كذلك حينما ينفّذ في مخطئ ما أو مذنب ما حدّ غير منصوص عليه وإنما من باب التعزير, أيضا يُقصد بهذا التعزير منع هذا الذي عُزّرَ من أن يعود مرة أخرى إلى فعلته السوأى.

إذًا ففي كل من المعنيين قدر مشترك سواء قُصد به التوقير أو قُصد به الإهانة, إذا قُصد به التوقير قُسد منع ما يُؤذي الموقّع وإذا قُصد به معنى الإهانة قُصد به منع هذا الذي يُهان بالتعزير أن يعود إلى فعلته السيئة.

ثم قال عطفا على ما سبق وهي الخصلة الخامسة والأخيرة (أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس) هو ويبدو أن هذه الفقرة الأخيرة هي ليست في كل زمان وفي كل مكان وإنما في زمن الفتن, ذلك لأنه من المعلوم في الإسلام أن الإسلام مبني على المخالطة الذي يستلزم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن كان قعيد البيت فهو لا يحضى بمثل هذه الفضائل ولا سيما وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) فهذا هو الأصل في المسلم أن يكون اجتماعيا ولكن ليس اجتماعيا بالطبع كما يقولون في علم الاجتماع لأن الاجتماعي الطبع ليس له حدود هناك يلتزمها ونواحي أخرى يجتنبها وإنما يكون اجتماعيا بالشرع حيث أمره الشرع يقف وحيث أمره يتقدم يتقدم.

وهكذا فالأصل في المسلم أن يكون هكذا اجتماعيا إلا في ظروف طارئة ففي هذه الظروف يأتي حكم يناسب الحال ففي فهمي لهذا الحديث أن الفقرة الأخيرة تنطبق في زمن الفتن التي يغلب فيها على المسلم أنه إذا خالط أصيب بضرر في دينه أو في عرضه ولذلك فلا بد من قياس ونظر في الموضوع بحيث لا ننسى هذه المنقبة فنطرد القاعدة السابقة (المؤمن الذي خالط الناس) إلخ فالتطريد هذه القاعدة ينسينا هذه المنقبة وتطريد هذه المنقبة ينسينا تلك القاعدة ولذلك فلا بد للمسلم من أن يكون حكيما يزين الأمور بميزان دقيق, أقول هذا لأن كثيرا من الناس منذ مئات السنين, منذ قرون طويلة كتبوا كتبا وألّفوا رسائل في الحض على العزلة فكتاب " الإحياء " " إحياء علوم الدين " للغزالي من كتبه كتاب عنوانه كتاب العزلة وللإمام الخطّابي المحدث اللغوي المشهور كتاب خاص أيضا في العزلة مطبوع.

فهنا يجري مناقشات كثيرة وكثيرة جدا بين الذين يميلون بطبيعتهم إلى العزلة وهم على الغالب من الصوفية يجري بين هؤلاء نقاش طويل وبين أهل العلم الذين يتولون دائما مخالطة المجتمع والقيام بما أمر الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود الاستطاعة كما قال عليه السلام (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع) إلى آخر الحديث.

فكانت المناقشة تجري بين الفريقين ما بين مفضّل للعزلة وما بين مرجح للمخالطة وكان الصواب من بين المذهبين هو التفصيل الذي أشرت إليه آنفا, إذا خالط المسلم مجتمعه وعاد ذلك عليه بالضرر الأكبر والأكثر فهنا محل العزلة ويلزم بيته ويسلم من أذى الناس ويسلم الناس من أذاه وإن كان العكس لأن الفوائد تحصل من مخالطتهم للمجتمع أكثر من انطوائه على نفسه وجلوسه في بيته فحينئذ المخالطة أفضل من هذا الجلوس.

 

(292/10)

 

 

«وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال أبو بكر»

الشيخ: حديث آخر برواية أخرى تشبه ما تقدم من الحديثين وهو أيضا صحيح قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من أصبح منكم اليوم صائما؟) فقال أبو بكر أنا فقال (من أطعم منكم اليوم مسكينا؟) فقال أبو بكر أنا فقال (من تبع منكم اليوم جنازة؟) فقال أبو بكر أنا قال (من عاد منكم اليوم مريضا؟) قال أبو بكر أنا.

 

(292/11)

 

 

«لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القبطية مع توفر الزوجات عنده في ذلك الوقت؟»

الشيخ: السؤال العاشر لماذا تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مارية القطبية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت وهل هناك سبب شرعي أو تفسير لعدم إعتاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لها وتزوجها؟

هذا السؤال يتضمن في الواقع سؤالين, فالسؤال الأول لماذا تزوج الرسول عليه السلام مارية القبطية مع توفر زوجات عنده في ذلك الوقت؟ أقول بكل صراحة لا أدري لماذا تزوجها وإنما أدري يقينا أنه فعل ما أباح الله له وقد أباح له أن يتزوج ما شاء من النساء أما لماذا تزوج المرأة الفلانية بالذات فما أدري ما هو السر لكني أدري أيضا يقينا أنه تزوجها لصالحها لا للإضرار بها ولإحصانها لا لإفتانها وهو إلى غير ذلك من المصالح التي لا يمكن الإحاطة بها, ولبعض الكتّاب الإسلاميين كتابات لا بأس فيها في تعليل أو فلسفة تزوّج الرسول عليه السلام بنسائه الكثيرات ويبيّنون ويعللون كل واحدة لماذا تزوجها, هذه أم سلمة مثلا تزوجها لأن زوجها مات عنها وخلّف لها صبية صغارا فتزوجها ليكون وليا على هذه الأولاد وأن يقوم بتربيتهم وإنشائهم والإنفاق عليهم ونحو ذلك, وهذه السيدة عائشة تزوجها لأنها بنت صاحبه في الغار وهذه حفصة إلخ.

فيجدون لكل زوجة أسباب وجيهة تزوجها الرسول عليه السلام من أجلها لكن الأمر أوسع من ذلك بحيث لا يستطيع الإنسان أن يحيط بالأسرار وبالحكم التي من أجلها تزوج الرسول عليه السلام بمن تزوج به منهن من النساء.

 

(293/1)

 

 

«وهل من تفسير لعدم إعتاقه صلى الله عليه وسلم لمارية القبطية وتزوجها؟»

الشيخ: أما الشطر الثاني من السؤال وهو قوله هل هناك سبب شرعي لعدم إعتاق الرسول صلى الله عليه وسلم لها وتزوجها؟ كأن السائل يقول لماذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعل بمارية القبطية كما فعل بزوجته صفيّة, فصفيّة من الثابت أنه عليه السلام أعتقها وجعل عتقها صداقها وهذا في صحيح البخاري ومسلم, فالسائل يقول هل هناك سبب يوضّح ويبيّن لماذا لم يعاملها معاملته عليه السلام لصفيّة لماذا لم يعتقها ويجعل عتقها صداقها؟

أقول أيضا لا أدري ولكن من الأسباب الواضحة أن في ذلك بيانا لجواز التزوج بالعبدة التي ليست بحرة وأنه لا يجب على الحر أن يعتق العبدة وأن يتزوجها وإنما ذلك من فضائل الأعمال فقد جمع الرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما تزوّج صفيّة وجعل عتقها صداقها وحينما تزوّج مارية القبطية على بقائها في رقّها قد جمع الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذين المثالين بين بيان ما هو الأفضل وبين بيان ما هو أمر جائز, هذا الذي يبدو لي في الإجابة عن هذا السؤال العاشر.

الحادي عشر

السائل: نقول تزوّج من مارية أو نقول تسرّى بها؟

الشيخ: تسرّى

السائل: ... .

الشيخ: هو يعني التسرّي في الواقع, نعم.

 

(293/2)

 

 

«هل نحكم بارتداد مسلم تبين أن عقيدته غير سليمة مثل أن يقول إن القرآن ناقص ومتناقض وإن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج لشهوة في نفسه وهو مصر على عقيدته أم إن الحكم بارتداده و إهدار دمه لا بد أن يكون من ال»

الشيخ: إحدى عشر هل نحكم بارتداد مسلم تبيّن أن عقيدته غير سليمة مثل أن يقول إن القرآن ناقص ومتناقض وإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوّج لشهوة في نفسه وهو مصر على عقيدته أم إن الحكم بارتداده وإهدار دمه لا بد أن يكون من قِبل إمام مسلم ولو حكم عليه فرد من المسلمين بالارتداد وطبّق الحكم عليه وقتله هل يأثم بذلك أم لا؟

السؤال يحوي عدة أسئلة فالسؤال الشطر الأول من السؤال هل يعتبر هذا مرتدا وهو الذي ينسب إلى القرآن التناقض أو يزعم أنه ناقص؟ لا شك بأن هذا مرتد لا خلاف في ذلك إطلاقا, كذلك الذي يقول إن الرسول عليه السلام تزوّج لشهوة في نفسه وهو مصر على عقيدته هذه, أقول كذلك مع ضميمة وهو إذا قال هذا القائل تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم لشهوة في نفسه يريد عيب الرسول عليه السلام في ذلك فهذا بلا شك مرتد عن دينه لأن تعييب الرسول عليه السلام وإلقاء نقص عليه إخلال بسلامته عليه السلام من مثل هذه العيوب التي أجمع المسلون على ذلك, على سلامته منها.

أما لو فرضنا أن هذا القائل تزوج الرسول لشهوته قيّدها بالمباحة والتي لا عيب على الرسول فيها فلا نستطيع أن نكفره بل ولا أن نضلله ولكن نحن نعلم بمثل لمجتمعنا الحاضر اليوم أن الكلام في الرسول عليه السلام وأنه تزوّج أكثر مما أباح لأمته من الأربع, هذا إنما مصدره أولئك الكفار المستشرقون ثم أذنابهم المستغربون الذين تأثروا بهم ثم شاعت هذه الشبهة ووصلت ربما إلى بعض الناس ونقلوها وتأثروا بها فإن كان هذا الذي يقول هذا الكلام هو يستقي من ذلك المعين العكر فلا شك بأنه كافر.

أما سؤاله التابع للسؤال السابق أنه هل يحكم بردة هذا الإنسان أم إن الحكم بارتداده وإهدار دمه لا بد أن يكون من قِبل إمام مسلم, هنا قضيتان قد تلتبسان على بعض الناس الحكم على إنسان بأنه مرتد أو الحكم على إنسان بأنه يستحق القتل, هذا شيء وتنفيذ ما يستحقه صاحب هذا الحكم فهذا شيء ثاني فنحن نستطيع كل إنسان مسلم يستطيع أن يقول من زعم إن القرآن فيه نقص أو فيه تناقض فهو كافر, هذا يستطيع أن يقوله كل مسلم في كل كافر لكن لا يستطيع كل مسلم أن ينفذ الحكم الذي يليق بهذا الذي كُفّر بسبب ارتداده عن دينه لذلك فلا بد من التفريق بين الحكم بالردة وبين تنفيذ ما يلزم على هذا المرتد, تنفيذ الحكم وهو القتل إنما هو للحاكم وليس هذا خاصا بالمرتد بل يتعداه إلى كل أصحاب الحدود كالزاني سواء كان محصنا أو غير محصن والسارق هؤلاء كلهم لا يجوز لفرد من أفراد المسلمين أن يتولى إقامة هذه الحدود ولو أن هذا الباب فُتِح لثارت فتنة عمياء بكماء صماء بين المسلمين وجرت الدماء أنهارا لأنه سيقوم أهل القتيل ولو كانوا قتل وقع عليه بالحق, يثأرون لأنه ليس لهذا الذي نفّذ الحكم ليس له حماية ليس له صيانة ليس له ظهر يسنده وذلك هو حكم الحاكم فقط لذلك فيجب أن نفرق بين الحكم على إنسان بالردة فهذا يستطيع أن يحكم به كل عارف بهذا الحكم وبين تنفيذ حد الردة على هذا الإنسان فهذا لا يجوز أن يقوم به إلا الحاكم المسلم ويُقال عادة في مثل هذا البحث, طيب ما في حاكم مسلم, أي طيب يعني نعمل كل واحد منا حاكم مسلم؟ حاكم مسلم ما في مع الأسف يعني معناه أنه كل واحد منا بيعمل حاكم مسلم؟ إذًا ترقبوا النتائج السيئة والسيئة جدا كما قلنا.

السائل: لأنه في سؤال ل ... .

الشيخ: معليش, هل ... الحكم بارتداده وإهدار دمه لا بد أن يكون من قبل إمام مسلم؟ عرفنا الجواب في هذا, تنفيذ الحكم من قِبل إمام مسلم أما إصدار الحكم فيصدر من مُفتي يصدر من طالب علم على بصيرة من دينه ثم نهاية السؤال وكأنه تقدم الجواب عليه, ولو حكم عليه فرد من المسلمين بالارتداد وطبّق الحكم عليه وقتله هل يأثم بذلك أم لا؟ الجواب نعم يأثم لأنه قام بأمر لم يُؤمر به لأن الذي يُريد أن ينفذ حكما موكول تنفيذ هذا الحكم إلى شخص غيره فقام هو به دون أن يوكَّل هو شرعا به فذلك من التعدي لحدود الله عز وجل وهو عز وجل يقول ((ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)) ومن ظلم نفسه فقد أثم, تفضل حول السؤال.

السائل: إذا واحد يقول بيعتقد بوحدة الوجود نصلي وراءه؟

الشيخ: هذا حول السؤال؟

السائل: مو يعني ..

الشيخ: لذلك لا ... على السؤال.

السائل: الي يعتقد وحدة الوجود مو كافر؟

الشيخ: هذا ليس السؤال.

 

(293/3)

 

 

«هل الذي يدخل السجن بسبب نشاطه في الدعوة إلى الله ثم يموت في السجن تحت وطأة التعذيب يعتبر شهيدا أم أن الشهيد هو يموت فقط من أجل عقيدة التوحيد و ليس من أجل جوانب أخرى في الدين الإسلامي؟»

الشيخ: رقم اثنا عشر هل الذي يدخل السجن لسبب نشاطه في الدعوة إلى الله أو ما شابه ذلك ثم يموت في السجن تحت وطأة التعذيب يعتبر شهيدا أم أن الشهيد هو الذي يموت فقط من أجل عقيدة التوحيد وليس من أجل جوانب أخرى في الدين الإسلامي؟

الجواب الذي يموت في السجن لسبب نشاطه في الدعوة إلى الله عز وجل لا شك أنه يموت خير موتة ويموت في سبيل الله عز وجل ولكن لم يأت ذكر مثل هذا أنه من الشهداء والشهداء عند أهل العلم قسمين, شهيد المعركة وهو الأصل في الشهيد, شهيد المعركة هو الشهيد وهو الذي جاءت فيه أحكام الشهداء عند الإطلاق ثم هناك قسم آخر ألحق الشارع الحكيم هذا القسم بالقسم الأول من حيث الفضيلة لا من حيث ترتب الأحكام الشرعية التي رتبها على القسم الأول من الشهداء ألا وهو شهداء المعركة, مثلا يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه الغريق شهيد (من مات غريقا مات شهيدا) كذلك من مات في البطن, بداء البطن وهو الاستسقاء مات شهيدا وهناك أحاديث كثيرة كنت جمعتها في أحكام الجنائز كلهم أطلق الرسول عليه السلام عليهم الشهادة من ذلك مثلا المرأة تموت بسبب جنينها والرجل أو المرأة يموت بداء السل كل هؤلاء جعلهم الشارع الحكيم شهداء لكن هؤلاء لا يعاملون معاملة شهيد المعركة, شهيد المعركة لا يغسّل ولا يكفّن ويُدفن في ثيابه التي مات فيها أما هؤلاء الذين ألحقهم الشارع بشهداء المعركة فأحكامهم أحكام كل المسلمين الصالحين منهم والطالحين, يُغسّلون ويكفنون ويدفنون ... كل المسلمين لكن لهم هذه الفضيلة, هؤلاء شهداء حكما أما حقيقة فهو الذي يموت في ساحة المعركة, لو أن رجلا خرج للجهاد في سبيل الله فرمته ناقته واندقت عنقه فمات, هذا نقول مات في سبيل الله لأنه خرج في سبيل الله لكن لا يُعتبر شهيد المعركة فلا يُغسل ولا يكفّن لا وإنما يعامل معاملة موتى المسلمين.

كذلك هذا الرجل الذي سُجن في سبيل دعوته إلى الله فهو مات في سبيل الله لأنه الرجل إذا خرج ليكتسب ليُعيل نفسه وأبويه فهو في سبيل الله فكيف لا يكون في سبيل الله من مات سجينا بسبب دعوته لكن لا نجد نحن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن كتاب الله ما يُلحق هذا النوع بتلك الأنواع الأخرى مما ذكرنا أن الرسول عليه السلام سمّاهم بالشهداء ولعل من الحكمة في تضييق دائرة الشهادة على أن الشارع وسّعها بعض التوسعة أن يضل لهذه الكلمة قيمتها وقداستها في الإسلام ولا يُصبح الأمر فيها أن تصبح مبذولة فتطلق هذه الكلمة على أي إنسان حتى على الكفار و "جورج جمال" ما هو عندكم ببعيد ذكره, فهذا الرجل شهيد وما أكثر الشهداء من أمثاله وقريبا بلغني أنه بعض النعي الذي أعلن الذي أعلن بأن فلان مات شهيدا لأنه مات في طلب العلم ثم الله أعلم ما ندري ما هو العلم الذي كان يدرسه وإنما أطلق عليه أنه مات شهيدا, هذا التوسع في إطلاق لفظة الشهادة أولا فيها مخالفة لحدود الشرع ما بيجوز نحن نبهدل هذه الكلمة ونطلقها على أي إنسان ولو مات في سبيل الله, أنا قلت لكم الرجل الذي ركب جواده منطلق للجهاد في سبيل الله فوقع ومات, مات في سبيل الله لكن ما أطلق عليه أنه شهيد كذلك الذي مات في السجن ما أطلق عليه أنه شهيد كذلك الذي مات في طلب العلم ما أطلق عليه أنه شهيد لكن مات في طلب العلم وهو قاصد في ذلك مرضاة الله تبارك وتعالى ومخلص في ذلك لله عز وجل فهو في سبيل الله لكن يجب أن نعلم أن سبيل الله واسع جدا أما الشهادة فمحدودة بالحدود التي حددها الشارع الحكيم إما في الكتاب وإما في السنة والسنة الصحيحة.

من الجواب السابق نعلم تمام السؤال وهو قوله أم أن الشهيد هو الذي يموت فقط من أجل عقيدة التوحيد وليس من أجل جوانب أخرى في الدين الإسلامي؟ طبعا عرفتم الجواب, سواء مات في الدعوة في سبيل عقيدة التوحيد سجينا أو في سبيل الدعوة للإسلام دعوة عامة فهذا وهذا ليس شهيدا لكن المهم أن الشهيد هو الذي أطلق عليه الشارع الحكيم إسم الشهادة لكن فرق كبير جدا بين من يدعو إلى التوحيد فسُجن ومات سجينا ومثالنا في ذلك أشهر الأمثلة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهنا نحن نأخذ عبرة شيخ الإسلام بن تيمية سُجن في سبيل دعوة التوحيد الخالصة وسُجن لأنه كان يشرح للجماهير دعوة " لا إله إلا الله " بحق فهو يُفصّل لهم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو العبادة وتوحيد الصفات ففي سبيل بيانه لتوحيد الألوهية وتوحيد الصفات مات سجينا بسبب ظلم العلماء في زمانه المعادين لدعوته فهل وُصف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أحب الناس إليه وهو أحب الناس إليه هل قالوا عنه إنه شهيد؟ إن كان هناك سجين يستحق أن يوصف بالشهادة فهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ولكن نحن نعلم أنه مات في سبيل الله وحسبنا هذا ورب إنسان مات في سبيل الله وهو عند الله عز وجل وهذه نقطة أيضا يجب أن يعلمها جماهير الناس الذين لا يدرسون العلم الشرعي وإنما يكتفون بفهم الإسلام فهما عاما وبالدعوة إلى هذا الإسلام دعوة عامة أما التفاصيل فهم بعيدون عنها كل البعد, فهنا حقيقة أيضا يجب أن نذكرها في هذه المناسبة, رب إنسان مات في سبيل الله لا نجد سبيلا في الشرع أن نسميه شهيدا يكون أفضل عند الله تبارك وتعالى من إنسان نجد في الشرع وصفه شهيدا إذًا فالمفاضلة عند الله تبارك وتعالى لا تكون بمجرد أنه استحق اسم شهيد أو لم يستحق وإنما المفاضلة تكون بالنسبة للإعمال مجموع الأعمال التي يتقدم بها هذا الإنسان سواء مات في سبيل الله أو مات شهيدا عند الله تبارك وتعالى فمن كان مجموع أعماله عند الله أكثر فهو أعلى درجة عنده في الجنة من الآخر ولو أن الشارع أطلق عليه اسم الشهيد, هذه ذكرى أيضا والذكرى تنفع المؤمنين.

السائل: إذا قيل في سبيل الله ألا يطلق عليه وصف الشهيد وإن لم يمت يكن في معركة؟

الشيخ: بحثنا يعود إذا وجدت نصا قل وإلا فلا تقل, هل وجدت؟ أنا ما وجدت.

السائل: ولا أنا.

الشيخ: طيب إذًا عاد السؤال وعاد الجواب.

 

(293/4)

 

 

«لو خيرك الحاكم بين أمرين إما بحلق لحيتك وشرب الخمر وإما بالطرد من بلدك فأيهما أختار علما بأنه لا يوجد بلد أفضل من بلدي إسلاميا؟»

الشيخ: ثلاثة عشر لو خيّرك الحاكم بين أمرين لا ثالث لهما إما بحلق لحيتك وشرب الخمر وإما بالطرد من بلدك فأيهما اختار؟ هكذا قال إما أن يقول لو خيّرني فأيهما أختار ... خيّرك فأيهما تختار علما بأنه لا يوجد بلد أفضل من بلد إسلامي؟ أعتقد أنه هذا خطأ يعني قوله أنه لا يوجد خير من بلد إسلامي, كيف هذا خير وفيه مثل هذا التخيير.

لذلك نحن بهذه المناسبة نذكر بأن المسلم الذي يخيّر بين الإقامة في بلده مع ارتكابه للمعصية, يعتقد أنها معصية وبين إصراره على الابتعاد عن المعصية مع الابتعاد عن بلده, نحن نقول يجب أن يبتعد عن هذا البلد وفيه هذا الظلم الذي يعني قلما نتصور أغرق منه في الظلم.

فليس له عذر في البقاء في ذلك البلد مع تعرضه لمثل هذه المعصية وغيرها وهذا بلا شك فتح باب لهؤلاء الظالمين أن يستعبدوا هؤلاء المسلمين المحكومين لأنه كل ما حلا للحاكم الظالم أن يفرض على الشعب أمرا بيقل له يا تخرج يا تفعل, ولو القضية وقفت إلى هنا فبعض الشر أهون من بعض لكن هذا يعني كما قيل أيضا " أول الغيث قطر ثم ينهمر " فأول شيء بيقل له تفعل هيك أو بتطلع, لا باطلع, قنع بذلك ما يقنع لأنه الشر " معظم النار كما يقال من مستصغر الشرر "

أقول أخيرا أقول من عندي أخيرا.

 

(293/5)

 

 

«هل يشرع الذكر والدعاء والإستغفار للمصلي أثناء جلسة الخطيب بين الخطبتين يوم الجمعة؟»

الشيخ: السؤال الرابع عشر هل يشرع الذكر والدعاء والاستغفار للمصلي أثناء جلسة الخطيب بين الخطبتين يوم الجمعة؟

الجواب لا يُشرع الذكر والدعاء والاستغفار في جلسة الخطيب وإنما الإنصات فقط لأن الجلسة هذه جلسة خفيفة يأخذ فيها نفسا الخطيب يستأنف الخطبة الثانية فإذا فُتِح باب الذكر فربما امتد بعد ذلك مدة وانصرف عن الإصغاء للذكر الواجب عليه الاستماع إليه.

 

(293/6)

 

 

«أحاديث في منهاج الديانة لتلاميذ الصف الأول والثاني في المدارس الإبتدائية نريد درجة صحتها الأول عن تميم الداري: (الدين النصيحة)؟»

الشيخ: سائل يقول أحاديث في منهاج الديانة لتلاميذ الصف الأول والثاني في المدارس الابتدائية نريد درجة صحتها؟

الحديث الأول يقول عن تميم الداري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (الدين النصيحة) جوابنا على هذا بأن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة والتي أخرجها الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي المذكور ألا وهو تميم الداري وباللفظ المذكور وله تتمة (الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة) قالوا لمن يا رسول الله؟ قال (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

 

(293/7)

 

 

«الحديث الثاني: (الراحمون يرحمهم الرحمن .... )؟»

الشيخ: الحديث الثاني (الراحمون يرحمهم الرحمان) هنا جاء "يرحمهم الله " الحديث الوارد (الراحمون يرحمهم الرحمان ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) هذا من الأحاديث الثابتة وعلى طريقة علماء الحديث بمجموع طرقها لأنه ليس له إسناد صحيح ثابت لذاته ولكنه يتقوى بمجموع طرقه.

 

(293/8)

 

 

«الحديث الثالث: (الجنة تحت أقدام الأمهات)؟»

الشيخ: الحديث الثالث وهو من الأحاديث المشهورة (الجنة تحت أقدام الأمهات) هذا حديث منكر من الناحية الحديثية أي إنه لا يثبت من حيث إسناده على شهرته حتى إن كثيرا من الناس اليوم قد اتخذوه إعلانا أو لافتة يزينون بيوتهم ودكاكينهم إلا أنه يوجد هناك حديث يؤدي هذا المعنى تماما وهو حديث ثابت مرويّ في سنن الإمام النسائي بإسناد قوي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليمن وقد جاء ليجاهد مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكن له أمّ كبيرة تركها حزينة وهي تبكي فقال له عليه الصلاة والسلام (الزمها فإن الجنة عند رجليها) هذا بنفس المعنى لذاك الحديث المشهور (الجنة تحت أقدام الأمهات) لكن هذا اللفظ لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فلا يجوز أن ننسب إليه ما لم يصح لأن حديث الرسول عليه السلام ليس كحديث الناس لا سيما إذا كان هناك ما يغنينا عنه وهو (الزمها فإن الجنة عند رجليها).

 

(293/9)

 

 

«الحديث الرابع: (الكلمة الطيبة صدقة)؟»

الشيخ: الحديث الرابع (الكلمة الطيبة صدقة) نقول هذا حديث صحيح وهو قطعة من حديث قال فيه الرسول عليه السلام (تصدقوا ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة) فهذا الطرف الثاني لهذا الحديث وهو حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه وكذلك صاحبه الإمام مسلم.

 

(293/10)

 

 

«الحديث الخامس: (من غشنا فليس منا)؟»

الشيخ: الحديث الخامس (من غشنا فليس منا) أيضا هذا حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وله ألفاظ هذا أحدها أو يروى.

السائل: من غشنا أو من غش.

الشيخ: أنا تم كلامي؟ سامحك الله!

وهذا له ألفاظ هذا أحدها ومنها (من غش فليس منا) (من غشنا) خاصة بغش المسلمين أما اللفظ الآخر فهو أعم (من غش فليس منا) ولا منافاة بين اللفظين لأن من المعلوم في علم أصول الفقه أن الأخص يدخل في الأعم ف (من غش) عام (من غشنا) جزء من هذا العام فلا منافاة وفائدة العام (من غش فليس منا) فائدة هامة منا فقد يتساءل البعض كيف لا يجوز للمسلم أن يغش غير المسلم؟ الجواب نعم لأن الإسلام له منهج خاص في هذه الحياة وذلك من سماحته أولا ومن حكمته وسياسته في جلب الآخرين إلى الإسلام حيث أنه لم يفرض أن يكون المجتمع المسلم كل فرد من أفراده مسلما, لم يفرض هذا ولكنه فرض وأوجب أن يكون كل فرد من الأفراد الذين يعيشون تحت النظام الإسلامي والرّاية الإسلامية خاضعة لنظام الإسلام كل بحسبه فالمسلم بالمائة مائة وغير المسلم ممن يكونوا على قسمين اثنين إما أن يكون ذميا وهذا هو الإسم الإسلامي الأصيل الذي حرّف في العصر الحاضر بسبب ضعف الغيرة الإسلامية من نفوس المسلمين وتمييع التعصب الصحيح للدين فسمّوا بالمواطنين لا فرق بين المسلم وبين الكافر.

فهناك في المجتمع الإسلامي من يكون ذميا وكما قلنا بالتعبير العصري اليوم المنحرف بالمواطن, وهناك قسم أخر معاهد يعني في معاهدة خاصة بين الدولة المسلمة وبين دولة أخرى ففي حدود هذه المعاهدة قد يدخل بعض المعاهدين مع المسلمين بلاد الإسلام فهذان الجنسان الذميون والمعاهدون لا يجوز للمسلم أن يغشهم وهنا يظهر فائدة (من غش فليس منا) أما الجنس الثالث من الكفار وهم المحاربون فهؤلاء بلا شك فيهم جاء قول الرسول عليه السلام (الحرب خُدعة) أو (خَدعة) أو (خِدعة).

إذًا فللحديث لفظان ثابتان (من غشنا) و (من غش فليس منا).

 

(293/11)

 

 

«الحديث السادس: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)؟»

الشيخ: الحديث السادس (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره) الجواب هذا أيضا من الأحاديث الصحيحة وهو مخرّج في صحيح مسلم وربما أيضا في البخاري.

 

(293/12)

 

 

«الحديث السابع: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)؟»

الشيخ: الحديث السابع والأخير في هذه الورقة (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه فهو من صحاح الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مما يحض المسلمين على أن يُعنوا عناية خاصة بكتاب ربهم تعلما وتعليما (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من خير الناس الذين يتعلمون القرأن ويعلمونه الناس ... هنا وصل.

السائل: ... .

الشيخ: الآن نعود إلى ما حدثناكم آنفا في مطلع هذه الجلسة إلى الإجابة عن بقية أسئلة دبي, كان السؤال الذي وقفنا عنده.

 

(293/13)

 

 

«هل يجب على كل مسلم أن يتدرب على القتال وحمل السلاح ليكون مستعدا لجهاد أعداء الله في وقت وهل يأثم إذا ما ابتعد طول حياته عن تقوية جسمه و تعلم القتال مع قدرته على ذلك وهل ثبت أن أحدا من الصحابة كان لا ي»

الشيخ: السؤال الخامس عشر هل يجب على كل مسلم أن يتدرب على القتال وحمل السلاح ليكون مستعدا لجهاد أعداء الله في أي وقت وهل يأثم المسلم إذا ما ابتعد طول حياته عن تقوية جسمه وتعلم القتال مع قدرته على ذلك وهل ثبت أن أحدا من الصحابة كان لا يجيد حمل السلاح والقتال, حمل السلاح والقتال؟

الواقع أن هذا السؤال يتضمن ثلاثة أسئلة فلا بد من التفريع ثم الإجابة.

أما الشطر الأول من السؤال واضح من كتاب الله الجواب عليه, هل يجب على كل فرد مسلم أن يتدرب على القتال وحمل السلاح ليكون مستعدا لجهاد أعداء الله في أي وقت, الجواب من القرآن الكريم ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)) وأكثر من ذلك جاء في السنة ليس حضا على التعلم بل تحذيرا وترهيبا من أن ينسى ما تعلمه من السلاح فقال عليه السلام (من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا) لذلك فهذا السؤال أنا في الواقع أستغربه ولا أستغربه, أستغربه لوجود النصوص الصريحة الكثيرة كتابا وسنة التي توجب على المسلم أن يكون قويا في بدنه كما توجب عليه أن يكون قويا في عقيدة وفي روحه ولكن لا أستغرب هذا السؤال من جهة أخرى لبعد الناس أوّلا عن التفقّه في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثانيا لغلبة الخمول والجبن والهلع والخوف على جماهير المسلمين الذين ظهر عليهم نتائج ذلك في قتالهم لأذل عباد الله في الأرض ألا وهم اليهود فما استطاعت هذه الجماعات الكثيرة من الشعوب العربية أن تنتصر على ألوف من أولئك اليهود الذين يسمونهم بشذاذ الأفاق لذلك فالأهم عندي من هذا السؤال الذي جوابه كما عرفتم في الكتاب أن نعرف ما هو السبب الذي انصرف من أجله المسلمون عن الجهاد في سبيل الله وعن الاستعداد له, هذا السبب يجب أن يُعرف لكي يزول العجب كما يقال " إذا عُرف السبب بطل العجب ".

يهمني بمناسبة الإجابة عن هذه الفقرة من هذا السؤال أن أذكّركم بحديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه ألا وهو قوله (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) فالآن الجهاد متروك منسي وقد يقع قتال ويجب أن تعرفوا هذه الحقيقة قد يقع قتال ما وقد وقع ولكن مع الأسف الشديد لم يقع جهاد منذ كذا من عشرات السنين لأن القتال شيء والجهاد شيء, الجهاد أمر اختص به الإسلام دون كل هذه الأديان أو الأوضاع أو السلطات الحاكمة اليوم في وجه الأرض فهناك قتالات كثيرة وكثيرة جدا تقع بين دولة وأخرى لكن ليس ذلك من الجهاد في شيء والمسلمون والمسلمون من تأثرهم في تقليدهم للكفار الذي حذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تقليدهم لأولئك الكفار بمثل قوله عليه الصلاة والسلام (لتتبعن سَنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا يا رسول الله اليهود والنصاري؟ يعني هؤلاء الذين سوف نقلدهم ونحذوا حذوهم قال عليه الصلاة والسلام (فمن الناس؟) يعني هم الذين كانوا في أعين الناس كما الأوروبيون اليوم في أعين المسلمين مع الأسف, مثقفين أصحاب مدنية وثقافة ولذلك فاليهود, واليهود والنصارى يومئذ كانوا قبلة الناس الآخرين كما هو الواقع اليوم فهؤلاء النصارى واليهود بهم تأثر جماهير المسلمين في كثير من الأمور من ذلك قضية القتال فنحن قاتلنا ولكن ما أحد من تلك الدول التي شاركت في القتال قالت إنها تجاهد في سبيل الله, لم يكن القتال الذي وقع بين اليهود وبين المسلمين هو جهادا في سبيل الله بل لقد ماتت هذه اللفظة من ألسنة الكتاب إلا ما شاء الله منهم فلم يبق على ألسنتهم إلا لفظة القتال وإلا لفظة دفاعا عن الأرض وعن الوطن وأصبحت الأناشيد الحماسية التي يلقنها الأطفال منذ نعومة أظفارهم هي كأناشيد الكفار لا فرق بينها وبينها إنما هي دفاع عن الأرض فلا فرق بين روسي يدافع عن أرضه وبين ألمانيا كذلك وأفرنسي ومسلم عربي اليوم, كلهم يدافعون عن الأرض أما الإسلام فأرض الله كلها أرضه وبلاد الله كلها وطنه فإنما هو يدافع عن الدين فقط كما جاء (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).

فهذا الحديث يخبرنا عليه الصلاة والسلام بأن المسلمين سيذلون بسبب إعراضهم عن دينهم ولا أريد الغوض في شرح هذا الحديث وما يدل على أمور هامة جدا يجب على المسلمين أن يكونوا على تنبه وعلى يقظة منها وإنما أريد أن أقول بأن الرسول عليه السلام قد ذكر بأن المسلمين إذا تكالبوا على الدنيا أوصلهم ذلك إلى ترك الجهاد في سبيل الله, فإذا تركوا الجهاد في سبيل الله أذلهم الله فإذا أرادوا أن يعزهم الله وجب عليهم أن يعودوا إلى دينهم وهنا نحن نشرح في مثل هذه المناسبة كثيرا وكثيرا ولكن الوقت لا يتسع فأقول باختصار (حتى ترجعوا إلى دينكم) أي الإسلام بالمفهوم الصحيح والتعبير الذي جرينا عليه من بابا تعليم الناس بأقرب طريق بالمفهوم السلفي للإسلام لأن الو الإسلام صابه مفاهيم عديدة وعديدة وكثيرة جدا جدا وكل هذه المفاهيم تدخل في دائرة الإسلام على ما بينها من تناقض فيجب على الدعاة الإسلاميين العلماء المخلصين منهم أن يقربوا هذا الإسلام الصحيح إلى أفهام المسلمين وأن ينشؤوهم وأن يربوهم على هذا المفهوم الصحيح ويعملوا به فذلك هو علاج هذا الذل الذي ران على جماهير المسلمين في الوقت الحاضر.

كذلك الحديث الآخر الذي يُلفت نظرنا إلى هذا الواقع المؤلم وهو قول الرسول عليه الصلاة والسلام (ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال (بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن) قالوا وما الوهن يا رسول الله قال (حب الدنيا وكراهية الموت) هذا مرض المسلمين, حب الدنيا وكراهية الموت فلا فرق بينهم من هذه الحيثية وبين الكفار الآخرين لكن هناك فرق مع الأسف ليس من صالح المسلمين أن أولئك الكفار الذين يحبون الدنيا ويتكالبون عليها مثل المسلمين أو أكثر فهم يتفوقون على المسلمين أن عندهم شيء من النظام محترم وشيء من التربية لصالح خدمة الشعب والوطن وهذا ما فقده المسلمون بسبب ابتعادهم عن دينهم.

ورضي الله عن عمر بن الخطاب حين يقول " نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام فمهما نبتغي العزة بغيره نُذل أو نَذل " هذا الواقع تنبيه مهم جدا للعرب المسلمين الذين يتوهمون أن باستطاعتهم أن ينتصروا على أعدائهم بمجرد قوة السلاح المادّي, هذا في الواقع عكس للحقيقة الشرعية, ربنا عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم في آيات عديدة كلها تلتقي مع مثل قوله تعالى ((إن تنصروا الله ينصركم)) وكلنا نعلم أن نصر المسلمين لربهم ليس هو بالاستعداد المادي وبمعنى آخر ليس هو بتطبيق الآية السابقة فقط ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)) إلى آخر الآية, ليس هذا هو فقط نصر المسلمين لربهم وإنما هو عملهم بإسلامهم فإذا صاروا أقوى من أقوى دولة على وجه الأرض فأنا أجزم بأن الله عز وجل سوف لا ينصرهم إطلاقا ولو كانوا أضعف أهل الأرض قوة وسلاحا وعلى العكس من ذلك كانوا مؤمنين بالله وبرسوله حقا وعاملين بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لنصرهم ربهم كما نصر آباءهم وأجدادهم من قبل والتاريخ يعيد نفسه ولذلك أقول إذا كان الجهاد واجبا وبنصوص من الكتاب والسنة فيجب أن لا ينسينا الاشتغال بالقيام وبالاستعداد لهذا الواجب الذي لا يقصر فيه إلا من ليس مسلما.

أقول يجب أن لا يشغلنا ذلك عن الاستعداد الأول أو الأساسي الذي عليه يقوم هذا الاستعداد الفرعي وهو تحقيق الآية السابقة ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)) إلى آخر الآية.

هذا الجواب بالنسبة للسؤال الأول أو الفقرة الأولى من هذا السؤال.

الفقرة الثانية قال وهل يأثم المسلم إذا ما ابتعد طول حياته عن تقوية جسمه وتعلم القتال مع قدرته على ذلك, السؤال فيه حكمة فيه قيد والجواب بطبيعة الحال سيكون نعم يأثم لأنه يكون قد قصّر في تطبيق الأية السابقة لا سيما والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول (المؤمن القوي خير وأحب وأفضل عند الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) فهو وإن كان ضعيفا في بدنه في قوته في استعداده لحمل السلاح لكن على كل حال هو لا يزال فيه خير لأنه مؤمن بالله ورسوله بخلاف الكفار كلهم أجمعين مهما كانوا أقوياء فلا خير فيهم إطلاقا لأنهم مشركون وقد قال تعالى ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)).

أما الشطر الأخير من هذا السؤال وهو قوله هل ثبت أن أحدا من الصحابة كان لا يجيد حمل السلاح والقتال؟ هذا السؤال فيه غرابة شوية لأنه المعروف السؤال يكون عن الأمور الإيجابية عن الأمور الواقعية أما السؤال هل ثبت أن أحدا ما أجاد فهذا كما لو قيل هل ثبت أن أحدا من الصحابة كان لا يعرف سورة مثلا ((قل هو الله أحد)) أو نحو ذلك فنحن نقول هاي استعداد للجهاد في سبيل الله هو فرض والجهاد كما قلنا في دروس عديدة قسمان, جهاد عيني وجهاد كفائي والصحابة كانوا يعيشون في الجهاد من النوع الأول لأنهم هم الذين أسّسوا لهذا الإسلام وقعّدوا له وأقاموا دولته ولذلك فهم كانوا دائما في جهاد عيني يقاتلون من حولهم من المعتدين عليهم ثم لما وسّع الله عليهم بدؤوا في الجهاد المرحلة الثانية وهو الجهاد الكفائي الذي يعني نقل الدعوة إلى البلاد الأخرى التي لم يدخل إليها الإسلام.

 

(293/14)

 

 

«المرأة تنزل كثيرا ولا تستطيع أن تمييز هل النازل كان منيا أو مذيا وهل كان النزول لشهوة أو غيرها ماذا يجب عليها وهل يجب عليها الإغتسال لكل صلاة أم غسل الفرج وتتوضأ فقط؟»

الشيخ: السؤال السادس عشر المرأة تُنزل كثيرا ولا تستطيع أن تميّز هل النازل, تنزل, المرأة تنزل كثيرا ولا تستطيع أن تميّز هل النازل كان منيا أو مذيا وهل كان النزول لشهوة أم لغيرها, ماذا يجب عليها؟ وهل يجب عليها الاغتسال لكل صلاة أم غسل الفرج والتوضأ فقط.

السؤال ربما يكون فيه شيء من الغموض أو الكلام الغير واضح لكني أجيب بما أعلم في مسألة من حيث الماء الذي ينزل من المرأة, أولا الذي يوجب الغسل سواء على الرجل أو على المرأة لا فرق بينهما في ذلك إنما هو الماء الذي يندفع اندفاعا ويخرج بقوة من الرجل أو من المرأة فهذا هو الماء الذي يوجب الغسل فلو فرضنا مثلا رجلا أو امرأة بعد أن قضيا الشهوة المشروعة واغتسلا خرج من الرجل قطرات بقية كانت هناك في العضو من المني, هذا لا يوجب الغسل لأنه لم ينضحه نضحا وقد جاء في السنة ما يدل على أنه الماء الذي يوجب الغسل هو الذي يخرج بقوة (إذا نضحت الماء فاغتسل) هكذا قال عليه السلام ومن هنا نأخذ حكم مسألة ترد في بعض كتب الفقه وهي أن الإنسان في بعض الأحيان يحمل حملا ثقيلا فيخرج منه هذا الماء الأبيض المني, فهل يوجب الغسل أم لا؟ في المسألة قولان كما هو في كثير من المسائل لكننا إذا تفقّهنا في الحديث السابق (إذا نضحت الماء فاغتسل) فهذا يعني أن الماء الذي يوجب الغسل هو الماء الذي خرج بشهوة, فهذا راح يموت من ثقل الحمل فخرج منه ذاك الماء فنقول يجب عليه الاغتسال؟ هذا لا دليل عليه.

من هذا الحديث وأمثاله نأخذ حكما أصيلا ثم أحكام تبع له معاكسة له, الحكم الأصيل أن الماء الذي يوجب الغسل هو الماء الدافق سواء من الرجل أو المرأة أما غيره فلا يوجب, من هذا الغير إذا صح التعبير, هذا الماء الذي خرج من الرجل أو المرأة بعد الاغتسال فهذا لا يوجب الغسل لو كان هو نفس الماء أي الماء المني من الرجل أو شهوة المرأة حينما يخرج أو ينفصل من رحمها حين مجامعة زوجها لها.

قد يخرج أحيانا من المرأة بعض المياه الأخرى خاصة الماء الأبيض فهذا عند بعض العلماء يوجب الوضوء فقط أما عند ابن حزم وغيره فلا يوجب شيئا مطلقا وهذا الذي نراه لأنه ليس منيا وليس مذيا أو وديا أو نحو ذلك مما يوجب الوضوء.

المني يوجب الغسل والمذي والودي يوجب الوضوء فقط, فهذا الماء الذي يخرج من المرأة الأبيض في بعض الأحيان لا يجب عليها وضوء فضلا عن أن يوجب عليها غسلا, هذا ما نستطيع الإجابة عن هذا السؤال بالمقدار الذي فهمنا منه.

 

(293/15)

 

 

«هل ثبتت طريقة جلوس معينة بالنسبة للمصلي أثناء خطبة الجمعة أو الأذان في المسجد؟»

الشيخ: السؤال السابع عشر هل ثبتت طريقة جلوس معينة بالنسبة للمصلي أثناء خطبة الجمعة أو أثناء الأذان في المسجد؟

الجواب لا وإنما يُلاحظ شيء واحد أنت تجلس كيفما شئت إلا أنك تستقبل الإمام, تجلس متربعا أو على ركبك أو أي وضع عادي طبيعي ولكنك تستقبل الإمام الخطيب, إذا كان الخطيب يخطب فالذي هنا مثلا يجلس هكذا والي هنا يجلس هكذا والذين هنا يستقبلونه جميعا ليس يجلسون صفوفا كما لو كانوا في الصلاة, هكذا كان أصحاب الرسول عليه السلام يجلسون في المجلس إذا خطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر إلا أنه يجب أن نلاحظ شيئا واحدا في أثناء الجلوس في خطبة الجمعة وهو أن الرسول عليه السلام نهى عن الاحتباء في خطبة الجمعة والاحتباء هو تقريبا نصب الركبتين وإما أن تحجزهما هكذا بيديك أو بعض الشيوخ المسنين بيتخذوا شبه زنار بيسندوا ظهرهم وركبهم بيصيروا قطعة واحدة بيرتاحوا فيها, هذا الاحتباء الذي نهى عنه الرسول عليه السلام هو الأخذ هكذا باليد وبحث العلماء في السر أو الحكمة أو العلة في النهي عن هذا الاحتباء ما هو؟

فظهر لبعضهم أن الحكمة من ذلك هو أن هذه الجلسة تجلب إلى صاحبها النعاس والواجب في تلك الساعة أن يتعاطى الجالس لسماع الخطبة الوسائل التي تنبهه وتوقظه وليس الوسائل التي تنعسه بل وتنيمه لذلك جاء من أداب أيضا الجلوس أن الإنسان إذا أحسّ بشيء من النعاس يداعب أجفانه فعليه أن يغيّر مكانه لأنه هذا التغيير بيعمل فيه تنشيط ولو أني فقد يأخذه إلى آخر الصلاة فيكون مستمعا وهو على انتباه وعلى يقظة.

إذًا اجلس كيف شئت يوم الخطبة حاشى الاحتباء ولاحظ أن تكون مستقبلا الإمام حيث كنت.

 

(293/16)

 

 

«حديث: (سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله قلت قد كان قبلي أنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من يحيي الموتى قال يا محمد ألم أجدك يتيما فآويتك قلت بلى يا ربي قال ألم أجدك ضالا فهديتك قلت بلى يا ربي) ه»

الشيخ: يقول السائل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله قلت قد كان قبلي أنبياء منهم من سُخّرت له الريح ومنهم من يُحيي الموتى قال يا محمد ألم أجدك يتيما فأويتك قلت بلى يا ربي قال ألم أجدك ضالا فهديتك قلت بلى يا رب) هل هذا الحديث صحيح؟ الجواب لا يحضرني الآن حاله وأرجو أن يُتاح لي مراجعته, ولعلي أقدم الجواب في الاجتماع الآتي إن شاء الله.

 

(293/17)

 

 

«أحاديث قدسية مشهورة وهي ضعيفة

الشيخ: ( ... المؤمن) , هذا الحديث لا أصل له وإنما هو من الإسرائيليات يعني مما جاءت في كتب الأولين من اليهود والنصارى أما أن الرسول عليه الصلاة والسلام تكلم بمثل هذا الكلام, فذلك مما لا أصل له.

السائل: إذًا معناه ... .

الشيخ: مثل وأيضا وأيضا من الأحاديث المشهورة أن الله عز وجل قال حديث " من توضأ ولم يصلي فقد جفاني ومن صلى ولم يدعني فقد جفاني ولست برب ... " فهذا الحديث هو الجاف لأنه لا أصل له في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

 

(294/1)

 

 

«الكلام على الحديث القدسي الصحيح عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي).»

الشيخ: لكن يقابل هذا أحاديث قدسية صحيحة بعضها في الصحيحين وبعضها في السنن ومن هذا القسم حديثنا في هذه الليلة يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي) هذا الحديث فيه ترغيب للمسلم على أن يكون دائما ظنه بالله عز وجل حسنا راجيا منه أن يعامله بفضله ولا أن يعامله بعدله تبارك وتعالى ولكن هنا شيء يقول (ما دعوتني ورجوتني) هذا الشيء ينبغي أن نقف عنده وأن ندندن حوله شيئا قليلا (ما دعوتني) فيجب أن نعلم أن توجه المسلم إلى الله عز وجل متضرعا خاشعا بين يديه في دعائه هو من أعظم العبادات التي جاء بها الإسلام كما قال ربنا عز وجل في القرآن ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)) قال علماء التفسير بناء على حديث الصحيح ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي)) أي عن دعائه ذلك لأن استنكاف الإنسان عن دعاء الله عز وجل هو استكبار عليه واستغناء عن رحمته ومغفرته وهذا لا يفعله إلا أكفر الكافرين ولذلك استشهد عليه الصلاة والسلام بهذه الآية على قوله حين قال (الدعاء هو العبادة) وتلى هذه الآية ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)) إلى آخرها.

 

(294/2)

 

 

«الكلام على ضعف الحديث بلفظ: (الدعاء هو مخ العبادة) وعلى خطأ تقسيم الدين إلى لب وقشر

الشيخ: وليس صحيحا هذا الحديث باللفظ المشهور على ألسنة الناس (الدعاء مخ العبادة) هذا ليس صحيحا وإنما الصحيح الثابت عن الرسول عليه السلام هو اللفظ الأول (الدعاء هو العبادة) وهذا أبلغ من اللفظ الضعيف غير الصحيح خلاف لما يظنه بعض الناس لأن قوله عليه الصلاة والسلام (الدعاء هو العبادة) هو على وزان أو نحو قوله (الحج عرفة) يعني كأنه العبادة كلها هي الدعاء وكأنه الحج كله هو الوقوف بعرفة فهذه مبالغة عظيمة جدا في تقدير وزن العبادة, وزن الدعاء من حيث كونها عبادة ومن حيث وزن الحج من كون أن الوقوف في عرفة ركن أساسي في الحج وليس كذلك الحديث الضعيف (الدعاء مخ العبادة) فهو يجعل العبادة قسمين, مخ وقشر وكان هذا بلاء لكثير من الناس اليوم في هذا العصر حينما تُلفت نظره إلى بعض الأمور الهامة إما أن يكون مما أمر الله أو رسوله بها أو نهى عنها بيقل لك " يا أخي اتركونا بقى من القشور هذه " شيء جاء به رب العالمين وتحدث به رسوله الكريم يوصف بأنه قشر أولا وبناء على هذا الوصف الباطل يقال دعونا منه ثانيا, هذا انحراف عن الإسلام خطير جدا لذلك نحن لا نسلّم بأن في الإسلام قشرا ولبّا وإن كنا نعرف أن أحكام الإسلام ليست تساق مساقا واحدا, هذا لا شك فيه لأنه نعرف مثلا في هناك فيما يتقرب به الإنسان إلى الله عز وجل ما هو فرض وما هو نفل فهذا الفرض إذا قصّر فيه عذّب يوم القيامة بمقدار التقصير الي فيه ومقابل هذا الفرض النفل فإذا لم يأت بشيء من النفل ما يؤاخذ عليه كذلك هناك محرمات وهناك مكروهات, هي هذا التفاوت لكن لا يصح أن نسمي أقل حكم مرغوب فيه إسلاميا بأنه قشر لأنه هذا اللفظ فيه إهانة لهذا الحكم الشرعي مهما كان خطبه يسيرا, كيف لا وقد ذكرت لكم مرارا وتكرارا قوله عليه الصلاة والسلام (أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر) في الحديث الآخر عن أبي هريرة (فإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته) إذًا هذا التطوع هو إن كان هناك حكم في الشرع يصح ويجوز للمسلم أن يسميه قشرا فهو هذا التطوع لأنه لو تركته ما عليك من مسؤولية يوم القيامة لكن لم يأت هذا الاصطلاح أولا وثانيا رأيتم قيمة هذا التطوع الذي قد يسميه بدون أي مبالاة بعض الناس اليوم أنه هذا " قشر " أن قيمته أن الله عز وجل يتمم نقص الفريضة التي يكون المسلم المكلف بها قد قصر فيها إما كمّا أي من حيث الأداء فقد فاته الكثير من الفرائض وإما كيفا أي من حيث صورة الأداء فهو قد يستعجل في صلاته قد ينقرها نقر الغراب, قد لا يخشع فيها إلا قليلا إلى آخره, فهذه النواقص كلها تستدرك من التطوع.

إذًا ليس في الإسلام شيء يصح أن نسميه قشرا على أنني أقول لمثل هؤلاء الناس الذين انحرفوا في فهم الإسلام بعيدا فجعلوه قسمين لبّا وقشرا نقول لا يمكن المحافظة على اللبّ إلا بسلامة القشر فإذًا لا بد من هذا القشر إن صح تسميته, وهذه حقيقة نلمسها في الأمور المادية إذًا الإسلام يمكن أن يقال وله سياج يحيط بالإنسان ويحفظه وهذا مما جاء الإشارة إليه في حديث النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه) أي هذه الأمور المتشابهة التي تُشكل على بعض الناس فلا يظهر له أهي من المحرمات أم من المحللات فعليه أن يجتنبها لأنه من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.

 

(294/3)

 

 

«تتمة شرح الحديث: (ما دعوتني) و التنبيه على ضعف ما ينسب إلى إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وجاءه الملك فقال له: هل لك من حاجة إلى ربك قال: علمه بحالي يغني عن سؤالي

الشيخ: إذًا (ما دعوتني) فالدّعاء هنا هو العبادة كما سمعت في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيجب على المسلم أن يكون دائما متوجها بقلبه وقالَبه إلى ربه عز وجل يدعوه أن يغفر له وليس أيضا صحيحا ما ينسب إلى أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه حينما هم قومه بإلقائه في النار بعث الله إليه جبريل عليه السلام فقال له هل لك من حاجة إلى ربك؟ قال علمه بحالي يغني عن سؤالي, هذا أيضا حديث صوفي, أقول صوفي لأنه بعض الصوفية غلوا في جملة ما غلو فيه فركنوا إلى ترك هذه العبادة العظيمة التي جعلها الرسول عليه السلام أسّ العبادة حين قال (الدعاء هو العبادة) فماذا قال بعض الصوفية؟ قالوا قال سؤالك منه تهمة له, سؤالك منه تهمة له, يقولون الشّراح لأنه كلمات الصوفية كالأحاديث النبوية, كما أن الأحاديث النبوية لها شرّاح كذلك الكلمات الصوفية لها شرّاح فقالوا في شرح هذه الكلمة طلبك منه أو سؤالك منه تهمة له لم؟ قال لأنه يعلم السر وأخفى فلماذا تسأله ألا يعلم ما هو في نفسك فغفل هؤلاء عن المعنى الذي يتضمنه توجه العبد إلى ربه بدعائه أنه منتهى الخضوع وإظهار العبودية والحاجة إليه فاعتمادك فقط على علمك بأن الله عز وجل يعلم ما في نفسك هذا ليس له علاقة بعبوديتك وإنما له علاقة بربوبية ربك تبارك وتعالى والواجب علينا نحن أن نثبت عبوديتنا له بالإضافة إلى اعتقادنا بربوبيته وألوهيته تبارك وتعالى فحينما يقول ذلك القائل طلبك منه تهمة له قضى على العبودية المتعلقة به واعتمد على أن الله عز وجل يعلم السر وأخفى ولذلك تجد القرآن وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في مئات النصوص عن الأنبياء والأولياء والصالحين دائما يدعون الله عز وجل وما أكثر الآيات عن إبراهيم ((ربنا إني أسكنت من ذريتي)) إلى آخر السورة تقريبا أو أواخر السورة ودعاء نوح عليه الصلاة والسلام, دعاء يعقوب يعني ممكن الإنسان يجمع أدعية الأنبياء والرسل في رسالة ويجدها كثيرة وكثيرة جدا وقد قال تعالى ((يدعوننا رغبا ورهبا)) هذا صفة مين؟ صفة عباده المصطفين الأخيار لذلك فالخطأ كبير جدا أن نُعرض عن الدعاء, دعاء الله عز وجل بحجة أن الله عز وجل يعلم السر وأخفى ويعلم الحاجة التي يريدها أحدنا نقول نعم لكن هو أيضا يريد منا أن نتذلل له وأن نخضع له وأن نسأله لذلك جاء الحث في بعض الأحاديث عن الرسول عليه السلام أن يسأل أحدكنا ربه ولو شسع نعله, شو رأيكم؟ الرسول صلى الله عليه وسلم حض المسلمين إلى أن يسألوا الله عز وجل أحقر شيء وهو السير تبع ... أو تبع ... النعل انقطع فيسأل ربه أنه يسخر له إنسان يرفع له إياها أو يلصق له إياها, إلى هذا فهنا مسألة الشسع أمر حقير لكن توجهك إلى الله بأن تطلب منه أن يعالج لك هذا الأمر الحقير هو إثبات لحاجتك وعبوديتك لله عز وجل فكيف بالك تسأله الجنة ولا تسأله النار ولا تسأله كما سأله الرسول عليه السلام (اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) نقف ههنا الآن باعتبار مضى الوقت المقدر للدرس ونتوجه الآن للإجابة عن الأسئلة والحمد لله رب العالمين.

 

(294/4)

 

 

«الجواب عن شبهة أن الأحاديث يرويها الصحابة وهم بشر فيمكن أن يكونوا أخطؤوا على الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ: كان هناك سؤال في الدرس الماضي عن مشكلة يثيرها بعض الناس اليوم حول بعض الأحاديث التي يظهر لهذا البعض بأنها منافية للعلم أو لم يثبتها العلم على الأقل فأجبنا عن ذلك بما يعني رفع الإشكال وأزال الشبهة إن شاء الله وكان من جملة الإشكالات التي ذكرها السائل في سؤاله المشار إليه هو أن الذين رووا هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هم بشر مثلنا هم الصحابة هم بشر مثلنا أي يمكن أن يكونوا أخطؤوا فيما نسبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فعم يذكرني الأخ عيد الآن, أنا أذكر أني أجبت عن هذه الشبهة فيذكرني بأنك أجبت فعلا لكن القضية فيما يبدو تحتاج إلى شيء من الشرح فأنا قلت يومئذ بأن هؤلاء الصحابة نعم بشر لكن هؤلاء هم الذين نقلوا إلينا الشريعة كلها وهم ثقات وحفاظ وعدول وهؤلاء الذين نقلوا إلينا هذه الشريعة هم الذين أنفسهم هم الذين نقلوا إلينا تلك الأحاديث التي استشكلها أولئك الناس فلا يصح في الشرع بل ولا في العقل أن نجعل هؤلاء الناس ثقات في جانب وغير ثقات في جانب والجانبان يشتركان في أنهما داخلان في مدخل نقل العلم فهؤلاء الصحابة ينقلون العلم عن الرسول عليه السلام, علم الحلال والحرام والأخلاق والآداب و وإلخ كل ذلك نقلوه عن الرسول عليه السلام فهم حجة حتى عند هؤلاء الناس لكن حينما ينقلون أمورا غيبية ولما يصل العلم إلى معرفة كنهها وحقيقتها يصبح هؤلاء الناس من الصحابة غير ثقات, لا يوجد شيء من هذا في العلم إطلاقا.

ولذلك فنحن نقول علم الحديث علم مستقل له أصوله وله قواعده وهو علم لا سبيل لغيره إلى معرفة الحوادث التي مضت قبلنا ولم نشهدها بأنفسنا ولا يوجد هذا العلم في أمة من الأمم منذ وجدت هذه الأمم على وجه الأرض إلا في الأمة الإسلامية وهذا مما فضّل الله تبارك وتعالى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم به و ذلك أمر بدهي مادام أن الله عز وجل ختم الشرائع كلها بدين الإسلام وختم الأنبياء والرسل جميعا بخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام فإذًا ذلك يستلزم أن يكون الإسلام له قواعد وأصول صحيحة يبنى عليها نقل تلك الأحاديث والأقوال التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يتكلم بها ما دام أنه وكل ربُّنا عز وجل إليه صلى الله عليه وسلم أن يشرح للناس هذا القرآن السماوي ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم)) فهذا يستلزم أمورا, أول ذلك أن يكون الجيل الأول الذي بُعث فيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقرآنه وتولى شرحه وبيانه إليهم ينبغي أن يكون هذا الجيل في مستوى نادر المثال من حيث الفهم أولا والضبط والحفظ ثانيا وإلا كيف يتحقق وعد الله الصادق ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) إذا افترضنا أن أصحاب الرسول عليه السلام هم كأولئك الذين دعا عليهم الرسول عليه السلام بالويل حين قال (ويل لأقماع القوم) نعم؟

السائل: ... القوم.

الشيخ: القوم (ويل لأقماع القوم) ما هي الأقماع جمع قمع, قمع الي بينحط على مثلا ... مشان يصب الزيت حتى ما ينكب فأقماع القوم يعني بيفوت الكلام ... ما يسقط فيهم, هذا تنبيه ... من كلام الرسول عليه السلام يعني ويل للذين يستمعون القول ولا يحفظونه ولا يتبعونه فيستحيل إذًا ما دام أن الله عز وجل وعدنا بأنه أنزل القرآن وأنه حافظه لا بد أن يسخّر له فعلا ناس يقومون بهذا الواجب الديني فهم أي الصحابة ليسوا أقماعا وإنما كانوا حُفّاظا ويُضرب له المثل في الحفظ بحيث لا تعرف أمة في أفرادها مش في جماعاتها كجماعات من جماعات أمة محمد عليه السلام في دقة الحفظ والضبط لذلك قوله تبارك وتعالى ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) يتطلب أنه هذا البيان سينقل إلى ناس حفاظ ثم هؤلاء الحفاظ عليهم واجب ثاني وهو أن ينقلوه إلى من بعدهم ليستمر خبر الله عز وجل الصادق ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) وإلا هل يصدق هذا الخبر الإلاهي فيما لو أنه الصحابة حفظوا هذا الشرع وهذا البيان وهذه الأحاديث التي تلقوها من الرسول عليه الصلاة والسلام ثم لا شيء وراء ذلك أي لم تنتقل هذه الشريعة المشروحة في كلام الرسول عليه السلام إلى الجيل الثاني وهم التابعون, طبعا لا يصدق حينذاك قول الله عز وجل ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) ولا يمكن أن يكون الأمر كذلك أي أن لا يصدق بل لا بد أن يصدق فكيف ذلك بهؤلاء الوسطاء الذين نقلوا إلينا بيان الرسول عليه السلام فالجيل الأول هم الصحابة الكرام وهم قد أمروا بالتبليغ كما قال عليه الصلاة والسلام (بلغوا عني ولو أية وحدثوا عن بين إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) كذلك حضهم على التبليغ بالدعاء لهم بالنضارة فقال (نضّر الله امرء سمع مني مقالتي فوعاها فبلغها) إلى آخر الحديث.

إذًا هؤلاء الصحابة إن شككنا فيهم, في ضبطهم, في صدقهم معنى ذلك لا قيمة حينئذ لإيمان المؤمن بأنه القرأن كلام الله, لماذا؟

لأنه أولا هذا القرآن الذي هو كلام الله ما جاءنا وحيا من السماء إلينا مباشرة وإنما إلى الرسول عليه السلام وهو إلى الصحابة والصحابة إلينا بالتسلسل وثانيا لا قيمة لهذا النقل لألفاظ القرآن إلا بأن ينقلوا أيضا معه معناه وبيانه كما عرفت من الآية من السابقة ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين)) فهم أيضا إذًا الصحابة نقلوا شيئين اثنين البيان والمُبيّن, البيان السنة وحديث الرسول عليه السلام والمُبيّن هو القرآن الكريم.

إذًا كل مسلم يجب أن يعتقد ضرورة أن هؤلاء الصحابة يجب أن يكونوا حفاظا وصادقين فيما نقلوه عن سيد المرسلين فإن شك شاك في هؤلاء في جانب من رواياتهم انهدم الجانب الآخر طبيعة الحال لأنه لا يمكن أن يقال هذا إنسان حافظ غير حافظ لأنه جمع بين المتناقضين فإذا ما انتقلنا من الجيل الأولى إلى الجيل الثاني وهم التابعون أيضا لا بد أن نستلزم ضرورة أن هؤلاء التابعين قاموا بالواجب نفسه الذي قام به الجيل الأول وهم أصحاب الرسول عليه السلام وإلا أيضا دخل النقص في دين الإسلام, إذا قلنا كما يقول بعض الناس وهنا الشاهد أنه هذولي بشر يمكن أنه يغلطوا ممكن أنه ينسوا ممكن ممكن إلخ

نحن نعم نقول الإمكان العقلي واسع النطاق ممكن فرسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث هو بشر ممكن أن يقال فيه ما يقال عن أقل بشر لكن مش كل ممكن واقع, ليس كل ممكن واقع, أنا بأقول ممكن أنه رب العالمين يخلق إنسان له رأسان مثلا ممكن لأن الله على كل شيء قدير لكن هل وقع هذا؟ ويمكن بقى الإنسان يتوسع في افتراض الأمور الممكنة نظريا ثم لا يجدها من واقع الحياة فممكن أنه هؤلاء البشر أن يُخطؤوا لكن الله عز وجل حفظ طائفة من هؤلاء البشر عن أن يقعوا فيما يخل بنقل الرسالة وتبليغ الأمانة, أول هؤلاء الصحابة ثم جاء من بعدهم التابعون, فالتابعون لا شك فيهم ناس كما يشهد بتاريخ الحديث نفسه, فيهم ناس مثلا كان في عندهم سوء حفظ وبعد ذلك فيهم من كان متهما في صدقه إلخ ولكن لتظل حجة الله عز وجل قائمة سخر الله لرواة الحديث كلهم من تابعين فمن بعدهم أئمة الحديث سخرهم ليميزوا الحافظ من غير الحافظ والصادق من الكاذب وهذا علم كما أشرت أنفا لا وجود له في غير الإسلام.

خذ الآن أي تاريخ إفرنسي أو إنجليزي أو ألمانيا أو أي شيء هل تجد فلا ثقة وفلان غير ثقة, فلان حافظ وفلان غير حافظ, فلان أبوه بيشهد بأنه ... الابن بيشهد ب, طبقة أخرى بأبيه أنه بيكذب, هذه التفاصيل في علم الجرح والتعديل لا وجود لها إطلاقا في أمة من الأمم إلا في أمة الإسلام, كل ذلك ليتحقق خبر الله الصادق ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) فلما بيقول القائل بكل بساطة بل بكل بلادة إيه هذولي بشر ممكن أن يغلطوا, هذا كأنه إما ما قرأ أو سمع شيئا عن جهود علماء الحديث طيلة القرون الطويلة أو إنه محاها من ذهنه بالمرة لأنه هو مثله كمثل الولد السفيه الذي يرث مالا كثيرا من أبيه ثم لأنه ما تعب عليه ما بيقدر قدره وسرعان ما يذهب هذا المال منه لأنه هالي ما تعب عن الشيء ما بيقدره وهكذا هؤلاء الجهال بيقل لك هذول بشر فممكن يخطئ, نعم يا سيدي هذول بشر وممكن يخطؤوا لكن هالي بيخطؤوا تميزوا بها التاريخ الطويل عن الذين لا يخطؤون في رواية الحديث والذين يكذبون فيه تميزوا أيضا عن الذين لا يكذبون بل ... وهكذا، لذلك ليس هناك مجال لإنسان يأتي في هذا الزمان ويقول رواة الحديث من الصحابة ومن دونهم هذول بشر وممكن يخطؤوا, لأنه معنى هذا هدم وتعطيل جهود العلماء هؤلاء على مر القرون كلها وهذا طبعا حماقة ليس بعدها حماقة لذلك, لعله هذا المقدار يكفي لنرد هذه الشبهة الأخيرة بالنسبة للأحاديث المتعلقة ببعض الأمور الغيبية أو الطبية أو ... أو نحو ذلك مما لم يكتشفها العلم فيقال مادامت هذه الأحاديث رواها لنا أولئك الصحابة الذين ثبتت عدالتهم وضبطهم وحفظهم ثم تلقاها عنهم أولئك التابعون من الذين ثبتت عدالتهم وضبطهم وحفظهم ثم أتباع التابعين وهكذا حتى سجّلت في بطون الكتب بأسانيدها وهذه الأسانيد معها ضوابطها التي تبين هذا الحديث هو صحيح أو غير صحيح مادام أن الأمر كذلك فليس من السهل أن يأتي إنسان هو أجهل من أبي جهل بهذا العلم يقول إيه هذا الحديث غير معقول وكونه رواه الصحابي الفلاني أو التابعي الفلاني فهو بشر يخطئ.

أنا سأخاطب هذا الإنسان بلغته سأقول له أنت بشر تخطئ أم ما أنت معصوم, سيقول لا أنا أخطئ, طيب إذًا فما الذي رجح خطأ القوم على خطئك أنت؟ فجزمت بأنهم مخطؤون وأنت مصيب مع أنك أنت واحد؟ عقلك واحد ... واحد ثم جاهل في هذا العلم تماما لذلك فهذا المعول يهدم به صاحبه نفسه قبل أن يهدم به غيره وكما قيل " على الباغي تدور الدوائر ".

 

(294/5)

 

 

«امرأة لها مال خاص تريد شراء ذهب مسور لها فقال لها زوجها هو حرام فلم ترضى فماذا يفعل وله أولاد معها؟»

عيد عباسي: سؤال امرأة لها, معها ألفا ليرة سورية من مالها الخاص وتريد أن تشتري بهما ذهبا مسورا وقد أمرها زوجها أن لا تفعل لأن ذلك حرام فلم ترض وهي مصرة على ذلك وله منها خمسة أولاد فماذا يفعل؟ ... .

الشيخ: مثل هذا السؤال لا عينه مثله يتكرر كثيرا مثلا هنا السؤال يتعلق بمسألة خلافية وسأجيب عنه بطبيعة الحال ولكني أريد أن ألفت النظر إلى ما هو أعظم منه وأخطر, يقول القائل أنا زوجتي ما بتصلي ولي منها كذا وكذا من الولد شو بساوي, زوجتي تتبرج ما بتتجلبب الجلباب الشرعي شو بساوي نحن في هذه الحالة لا نستطيع أن يقول طلّق أو لا تطلّق ليه؟ لأنه المسألة كان ينبغي التفكير فيها قبل أن يقع الزواج وإذا وقع الزواج فقبل أن يأتي الولد وإذا جاء الولد فقبل أن يكبر الولد, لازم كانت ها الأمور كل ها الخطوات يمشي عليها هذا الإنسان المكلف قبل ما بعد خراب البصرة بيجي بيسأل بيقول شو بساوي؟ أنا إذا قلت له طلّق هذه الزوجة مادام أنها لا تصلي ومادام أنها تتبرج أنا أخشى عليك ما قد أخشاه عليها وأنا لا أستطيع أن أحكم عليك أنت شو ضبطك لنفسك شو جهادك مع ربك إلى آخره.

وأنا أقول هنا ((بل الإنسان على نفسه بصيرة)) فهل أنت صاحب هالزوجة ذات كذا ولد إذا طلقتها لأنك لأنها لا تطيعك, فيه بصورة عامة الآن لتطيعك فيما يجب عليها الطاعة هل أنت تستطيع أن تحتضن الأولاد وتربيهم لا سيما واليوم من فساد الزمن أنه الرجل إذا صار أعزب أرمل كما يقولون من الصعب جدا جدا أن يجد إمرأة ترضى به زوجا لأنه أكبر عيب أنه يكون زوج ومطلق أولا لأنه الطلاق بسبب التوجيهات غير الإسلامية والتي تنشأ من إذاعات إسلامية زعموا تنفر المسلمين من الطلاق وما أسرع ما يقول أحدهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) وهذا حديث ضعيف لو كانوا يعلمون علم الحديث ولو كان الأمر كذلك ما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ولما طلقها جاء جبريل إليه عليه الصلاة والسلام وقال له " راجع حفصة فإنها صوامة قوّامة " مش تاركة صلاة متبرجة صوامة قوامة مع ذلك طلقها الرسول عليه السلام ولا شك أنه الرسول طلقها لسبب وليس كل سبب يمكن أن يكون من بين الزوجين ممكن أن يطلع عليه بعض الناس ومن هنا يأتي فساد بعض الأحكام الشرعية زعموا اليوم حيث يدخلون القاضي الشرعي وليته أيضا يكون قاضيا شرعيا يعني يحكم بما أنزل الله بيدخل بين المرأة وزوجه بدو يعرف بقى, أش بيقولا باللغة العامية!

عيد عباسي: البصلة وقشرتها.

الشيخ: البصلة وقشرتها بدو يعرف دقائق يا أخي مو كل شيء ... بينحكى لذلك فنحن لا نستطيع أن نقول لأي رجل يشكو من زوجته أنها لا تطيعه في طاعة الله عز وجل نقول له طلقها ليه؟ للسبب السابق الذكر أما إن هناك رجل ... وجل تقي بيطلقها ويصبر على قضاء الله وقدره وبيقوم بتربية أولاده ولو لم يُتح له زوجة أخرى فلا يجوز أن يمسكها والحالة هذه ما دامت أنها تعصي الله عز وجل.

نرجع الآن إلى السؤال, هذا كلام عام, نصلي هنا.

السائل: ما فيه ماي ... .

الشيخ: ما فيه ماء طيب, هالي متوضي يصلي هنا وإلي مو متوضي يلحق الصلاة في المسجد بعد أن ننهي هذه الكلمة القصيرة.

فهذا السؤال بالذات المرأة التي لا تطيع زوجها الذي يذكرها بأحاديث الرسول التي تحرم الذهب المحلق على النساء فهي عاصية مرتين المرة الأولى عاصية للشرع المرة الأخرى عاصية لزوجها لأن الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه.

الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يُصبح هذا الشيء حراما, الحاكم المسلم إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح حينئذ يحرم على المسلمين أن يأتوا هذا الأمر المباح لأنه الرسول عليه السلام أمر في غيرما حديث بإطاعة ولاة الأمر بل الله عز وجل قبل ذلك ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) لكن, نعم.

السائل: ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)).

الشيخ: ((وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) لكن هذه الطاعة المطلقة قيدها بقيد واحد قال (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) الحاكم إذا أمر بمعصية, لا طاعة له لا سمع ولا طاعة, الزوج إذا أمر زوجته بمعصية لا طاعة له ولا سمع لكن الزوج إذا أمر زوجته بأمر مباح وهذا طبعا مباح ما في عليها ضرر لأنه بس يكون فيه ضرر صار مو, غير مباح ف ... الكلمة إذا الزوج أمر زوجته بأمر مباح فعليها أن تطيعه, يعني مثلا هات الكاسة, هات الكاسة شو معناه؟ فرض الكاسة هاي ... مو فرض لكن مجرد أمره إياها صار فرض ... بحث ما لنا فيه, ها الكاسة كانت فاضية فاضية مليانة مليانة إلخ.

السؤال أمر زوجته بأن لا تشتري أساور الذهب لأنه يحبها ولأن الرسول نبيه ونبيها قال (من أحب أن يسور حبيبه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب) فهو يحبها ولا يريد أن يسورها بسوار من ذهب لكن هي بسوار من نار لكنها هي تأبى عليه إلا أن تشتري سوار من ذهب فتسور نفسها بسوار من نار, في هذه الحالة أنا أقول كما قلت بالنسبة لمن لا تصلي من النساء ولا تحتجب ولا إلخ, إن كنت تستطيع أن تصبر على تطليق هذه الزوجة وأنا أتصور أنه ها المثال مو هو المثال الوحيد يعني هناك كما يقال وراء الأكمة ما وراءها ما أتصور امرأة عايشة مع زوجها في حدود الشرع تطيعه في كل ما يأمره إلا في معصية الله وما فيه بيناتهم إلا ها القضية هذه, أنا لا أتصور هذا, هذا مثال من عدة أمثلة.

فأنا أقول حينئذ أنه إما أن تستطيع أن تطلقها بعد ما تسلك طريق الشرع معها ((واللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن)) وأنا بأذكر الرجال أيضا قبل النساء, أكثر الرجال لا يتقون الله في نسائهم على الأقل لا يطبقون في النساء هذا المنهج التأديبي الإسلامي يمكن هو ما عنده ها الحزم والصرامة أنه يهجرها في الفراش, يكون هو أول من نقض العهد, بسبب إيش؟ ضعف الإرادة ضعف الشخصية فبعد ما بيسلّك معها هذا المسلم ويرى أنه بعد الزمن الطويل والصبر المديد ما فيه فائدة بيطلقها والله عز وجل يرزقه منها إن استطاع.

إن لم يستطع فتمتع, فاستمتع بها على عوج كما جاء في الحديث الصحيح أنه رجلا جاء إلى الرسول عليه السلام قال يا رسول الله زوجتي لا ترد يد لامس قال (طلقها) قال إني أحبها قال (أمسكها) والسلام عليكم.

السائل: سلام بارك الله فيك.

 

(294/6)

 

 

«الكلام على منهج الصحيح لتحقيق الحكم بشرع الله

الشيخ: بعض الشعوب الإسلامية كالشعب السوري مثله فلو فرضنا أنه هذا يعني ركب المستحيل وسلمه الحكم, ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ لا شيء, ماذا يدل على هذا؟ هذا يدل أنه منهج هؤلاء الذين يطلبون الحكم من إنسان يحكم بغير ما أنزل الله لا يتبنون الخطوة الأولى التي دعا إليها هذا الكاتب وهو أن نحقق المجتمع الإسلامي في حياتنا في معاملاتنا في أسرنا في في إلخ لأنه هذا في الواقع يهيأ فعلا يهيأ الجو للحاكم فيما إذا أراد أن يطبق حكما إسلاميا.

أنا أقول مثلا لو تبنى ناس الحكم بالإسلام وصدرت الأوامر تباعا ممنوع خروج المرأة متبرجة, ممنوع دخول السينمايات, ممنوع كذا وكذا من هم الأفراد الذين سيطبقون هذه القوانين؟ هم الذين ربوا في الأصل على الإسلام أما خذ القانون الإسلامي وروح طبقوا في أوروبا طفرة واحدة, هذا فعلا مستحيل لكن يجب تهيئة الجو لهذا لكن ليس كما يقول صاحبنا هنا تهيئة الجو بالمائة مائة هذا أمر مستحيل فما أمكن تطبيقه من أحكام شرعية نرضى به ولا ننتظر أبدا, هذا مكسب ومغنم لكن هذا لا يحملنا كما فعل هؤلاء ويفعلون ولا يزالون أنه لا يمكن إصلاح المجتمع إلا بإقامة الدولة المسلمة.

طيب والدولة المسلمة من يقيمها؟ أمسلمون حقيقيون أم مسلمون جغرافيون؟ هذه عبرة وذكرى والذكرى تنفع المسلمين والحمد لله رب العالمين.

عيد عباسي: ... صلى الله عليه وسلم ( ... تغرب هذه الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها وتستأذن) أخرجه البخاري, هل يعني أن عرش الله عز وجل في السماء الدنيا؟

ثانيا الحديث الذي رواه مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول إنه (حديث عهد بربه) ومعلوم أن السحاب مصدر المطر قريب من الأرض في السماء الدنيا؟

الشيخ: ... أن مصدر ... .

عيد عباسي: مع أن السحاب مصدر المطر طبعا.

الشيخ: إيه نعم.

عيد عباسي: يلاحظ قريب من الأرض وهو في السماء الدنيا

الشيخ: إيه.

عيد عباسي: أم كيف نفهم هذين الحديثين وجزاكم الله خيرا

الشيخ: الظاهر أن الحديث الأول السائل يستشكل سجود الشمس تذهب عندما تغرب فتسجد تحت الشمس.

السائل: تحت العرش.

الشيخ: تحت العرش.

 

(295/1)

 

 

«خطبة الحاجة لدرس جديد من شرح كتاب الترغيب والترهيب

الشيخ: ... وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(295/2)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا. رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسنا»

الشيخ: قال المصنف رحمه الله والحديث هو الخامس والعشرون وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) هذا الحديث حديث حسن وله لفظان كما رأيتم واللفظ الثاني هو أتم من اللفظ الأول لفظا ومعنى, يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (اقتربت الساعة) وهذه جملة كما تعلمون جميعا مأخوذة من نص القرآن الكريم ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) وسيأتي في حديث لاحق إن شاء الله هذه الأية بتمامها ((اقتربت الساعة وانشق القمر)) لكن الرسول عليه السلام ذكر ههنا الجملة الأولى من الآية فقال (اقتربت الناس ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بُعدا) إذا كان أحدكم عنده نسخة من الترغيب فقد تكون نسخته كنسختي هنا (ولا تزدادون) وهي وهم والصواب كما يدل عليه السياق والرجوع إلى الأصول (ولا يزدادون) أي الناس الذين ذكروا صراحة في سباق الحديث حيث قال عليه السلام (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) والقصد من الحديث واضح وهو أن مع كونه الساعة قد اقتربت كما أخبر به ربنا عز وجل في الآية فالناس على خلاف هذا الإنذار الذي أنذرهم الله عز وجل به حين قال ((اقتربت الساعة)) فهم بدل أن يهتموا بوقوع وقيام الساعة وهذا الاهتمام يستلزم الاستعداد للموت قبل نزوله فبدل هذا الاستعداد ماذا يفعل الناس؟ لا يزدادون على الدنيا إلا حرصا أي كأنما الساعة ابتعدت عنهم ولم تقترب منهم ولذلك في الرواية الأولى لما قال (اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا) يعني في تصرفهم, في عدم استعدادهم لقيام الساعة وكأنما الساعة عندهم لا تزداد إلا بعدا لذلك هم لا يهتمون وإنما يهتمون على عكس ما يستلزمهم هذا الإنذار الرباني من قوله ((اقتربت الساعة)) من الاستعداد للموت والعمل الصالح فهم على خلاف ذلك لا يزدادون إلا حرصا على الدنيا وجمعا لها وتكالبا عليها وبذلك فهم لا يزدادون من الله إلا بعدا ويجب أن يعلم كل مسلم أن الله عز وجل حينما يخبرنا باقتراب الساعة ودنو أشراطها الصغرى فضلا عن الكبرى فإنما يعني بذلك إنذار الأحياء أن تدركهم الساعة قبل أن يتوب التائب منهم وقبل أن يرجع الشقي عن عمله الطالح إلى العمل الصالح فقوله عز وجل ((اقتربت الساعة)) في معنى استعدوا لها فالساعة قريبة لكن الناس أي أكثر الناس كما جاء في هذا الحديث (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا) هذا حديث حسن كما قلنا.

 

(295/3)

 

 

«وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك. رواه البخاري وغيره»

الشيخ: أما الذي بعده فحديث حسن وهو قوله وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) رواه البخاري وغيره.

عبد الله هنا هو عبد الله بن مسعود وهي في الغالب قاعدة إذا أطلق عبد الله في كتب الحديث المتأخرة فالمقصود به هو ابن مسعود من بين العبادلة الأربعة المشهورين من الصحابة على رأسهم هذا عبد الله بن مسعود ثم عبد الله بن عمر بن الخطاب ثم عبد الله بن عمرو بن العاص ثم عبد الله بن عباس فأكبرهم سنا وقدرا وفقها وعلما هو عبد الله بن مسعود من أجل ذلك اصطلحوا على أنهم إذا أطلقوا عبد الله فالمقصود به ابن مسعود لكن هذه القاعدة لا ينبغي التزامها في كتب الحديث التي هي أصول السنة والتي هي تروي الأحاديث بأسانيدها إلى الصحابة فالقاعدة هنا تختل ولا تطرد بل لا نظام لها وإنما يتميز عبد الله من هؤلاء الأربعة بالنظر إلى الراوي عن أحدهم فإذا كان الراوي مثلا عن عيد الله مطلق في الرواية مثل علقمة أو يزيد بن الأسود أو غيرهما من الكوفيين فهو عبد الله بن مسعود وإن كان الراوي مثلا عن عبد الله المطلق في إسناد آخر أو حديث آخر مثل نافع مثل سالم و غيرهما فذلك عبد الله بن عمر لأنه نافع يكون مولاه وسالم يكون ابنه وإذا كان الراوي عن عبد الله غير هؤلاء مثل عطاء بن أبي رباح مثلا المكي وغيره فهو عبد الله بن عباس وهكذا يعرف عبد الله في الأسانيد بالنظر إلى الراوي عنه أما حينما يأتي علماء الحديث فيختصرون الأسانيد ويجمعون الأحاديث في الكتب المختصرة فإذا قالوا عن عبد الله فإنما يعنون به ابن مسعود.

ابن مسعود هذا رضي الله عنه روى لنا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) هذا كناية أن الإنسان قريب من الجنة وقريب من النار, قريب من الجنة بعمله الصالح وقريب من النار بعمله الطالح, وقد فسّر بعض العلماء هذا القرب باعتبار أن العمل صالحا كان أو طالحا فإنما هو صفة قائمة في ذات الإنسان فصحيح حينذاك أن هذا السبب الذي هو العمل الصالح أو ضده هو أقرب منه من شراك نعله وشراك النعل لعله لا يخفى عليكم جميعا المقصود به سير النعل هكذا فسّره بعض الشراح لكن يبدو لي أن لا حاجة بنا إلى مثل هذا الشرح لأنه في ظني أن الأحاديث يُفسّر بعضها بعضا فهناك الحديث الصحيح في البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) هذا القرب هو الذي أشار إليه الرسول عليه السلام في هذا الحديث الذي نحن الآن في صدد التعليق عليه وقريب منه حديث قد يُفيد كثيرا أو قليلا من الحاضرين الذين يكون حالهم عادة بعد انصرافهم أو بعد سلام إمامهم من صلاة الفرض أن ينصرفوا فورا مسرعين خارجين من المسجد على طريقة كثير من الناس ممن يُمثلهم ذلك الأعرابي الذي جاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليسأله عما فرض الله عليه فلما أخبره بالصلوات الخمس المفروضة وصوم رمضان قال هل عليّ غير ذلك قال (إلا أن تطّوّع) قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص قال (أفلح الرجل إن صدق دخل الجنة إن صدق) فكثير من الناس يقنعون بمثل هذا الاقتصاد وهذا الاقتصار في العبادة لله عز وجل على الفرائض فقط دون السنن ودون النوافل المستحبات فيجب أن نعلم أن هذا وإن كان جائزا شرعا فهو طريق القانعين المقتصدين بأقل عمل من جهة ثم ينبغي أن يكون حريصا على أداء هذه الأعمال الفريضة المحصورة القليلة على وجه التمام والكمال بحيث أنه لا يكون قد قصّر في شيء منها فيُحكم في نهاية المطاف عليه بأنه ما أدّى الفرائض التي أوجبها الله عليه إذا ما كان قد قصّر في بعضها في بعض أركانها وشروطها.

لذلك كان من السنة حض الناس جميعا على الاعتناء بالسنن أيضا ليس فقط الفرائض على مذهب ذلك الأعرابي لأن ليس كل ناس ممكن أن يُحكم عليهم أنهم إذا قالوا قولا وَفُوا به وإذا عاهدوا عهدا أيضا وَفُوا به فقد يخلون فلا بد أن يكون عندهم شيء من الاحتياطي ليسد مسد ذلك الفائت من الفرائض وقد أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه الحقيقة التي يجب على شبابنا اليوم بصورة خاصة أن يتنبهوا لها وأن يعدوا عدتها حين قال (أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإذا تمت فقد أفلح وأنجح وإذا نقصت فقد خاب وخسر) وفي حديث أبي هريرة (فإذا نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته) هل له من تطوع فتتموا له به فريضته, الفريضة قد تكون ناقصة كما أو كيفا فيسدد النقص على حساب هذا التطوع اليه هو من العبادات الاحتياطية لذلك لا يحسن بنا أن نكون متسرعين في الخروج أو في الانصراف بعد سلام إمامنا من الصلاة وإنما علينا أن نأتي بكثير أو قليل من الأذكار والأوراد التي جاءت فيها فضائل خاصة من ذلك ما كنت في صدد أن أورد لكم كتفسير من بعض الأحاديث الأخرى لحديث الكتاب, قال عليه الصلاة والسلام (من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه أن يدخل الجنة إلا أن يموت) ما معنى الحديث؟ أي فيدخل الجنة, ما في شيء يمنعه من دخول الجنة إلا بقاؤه حيا فإذا مات دخل الجنة.

هذا الحديث كالتفسير لحديثنا هنا, (الجنة أقرب لأحدكم من شراك نعله) و ... على العمل الصالح فبه يدخل الإنسان الجنة والنهي عن العمل الطالح فبه يدخل صاحبه النار والعياذ بالله تعالى.

 

(295/4)

 

 

«وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أوصني قال: عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يع»

الشيخ: الحديث الذي بعده وهو حديث حسن عن سعد بن أبي وقاص, نعم؟

السائل: ... .

الشيخ: لا حسن الي قبله والحسن الي بعده, وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أوصني قال (عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه) هذا الحديث فيه حكم عديدة يقول في تخريجه رواه الحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد.

هذا الرجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستوصيه يطلب منه وصية تبقى في ذهنه أبد حياته وفي بعض الروايات قال له وأوجز لي في الوصية هذا رجل عاقل حكيم فأوجز له عليه السلام في الوصية وقال له (عليك بالإياس مما في أيدي الناس) يعني يجب على المسلم أن يكون تعلقه دائما بالله تبارك وتعالى وأن يكون راغبا فيما عنده من خير وأن يقطع أمله من الناس أن يُفيدوه أو أن يُغنوه فإن الله عز وجل هو وحده الغني الحميد.

 

(295/5)

 

 

«الكلام على حقيقة التوكل على الله واتخاذ الأسباب المشروعة

الشيخ: هذا بطبيعة الحال لا يعني أن لا يتخذ الإنسان الأسباب ولكن يعني شيئا طالما غفل الناس اليوم لغلبة المادية الأوروبية الغازية للمسلمين في عقر دارهم وهو أنهم يهتمون بالأسباب أكثر من اهتمامهم بتوكلهم على رب الأرباب سبحانه وتعالى فيظل الإنسان اليوم إلا من شاء الله وقليل ما هم يهتم بالأسباب كأنه هو الكل في الكل, لا يخطر في باله أن هذه الأسباب قد لا تُفيده شيئا وبالأولى وأحرى أنه لا يخطر في باله أنه هو حينما يتخذ الأسباب يتخذها لأن الله عز وجل أمر بها وليست لأنها سببا فقط ويجب أن نفرق بين الأمرين, هناك فرق واضح بين من يتخذ السبب الذي هو موصل إلى المسبب عادة لأنه سبب وبين من يتخذ السبب سببا لأن الله عز وجل أمره بذلك أمره بالأخذ بذلك السبب, فرق كبير جدا.

الأمر الأول عادة الماديين الكفار أو أشباههم من الضالين والمنحرفين من المسلمين, الأمر الآخر هو طبيعة المسلم يأخذ بالسبب إذا كان الله عز وجل أمر به أو على الأقل أذن له به ليس لأنه سبب فقط وما حصيلة هذا التفريق؟ ذلك لأن الأسباب من حيث كونها أسبابا لمسببات تنقسم شرعا إلى قسمين, أسباب مشروعة وأسباب غير مشروعة فالمسلم حينما يجد هناك سببا في رزق ما لكنه يعلم أن الله عزّ وجل نهى عنه فهو لا يتخذه سببا ولو كان هو في واقع الأمر سببا كونيا ولكنه ليس سببا شرعيا, هذا التفريق مع أنه أمر واضح من الناحية العلمية الشرعية ولكنه مع الأسف الشديد أمر يكاد أن يكون مهجورا في العالم الإسلامي فضلا عن عالم الكفر ذلك لما يدل عليه انكباب المسلمين على جلب الأموال وجمعها وتكنيزها من أي طريق كان سواء كانت هذه الطرق طرقا شرعية أو غير شرعية لذلك فحينما الإنسان يتذكر بمثل هذه المناسبة وهو يسمع قول الرسول عليه السلام أن يقطع المسلم الإياس مما في أيدي الناس هل معنى هذا أن لا يفتش مثلا عن العمل, أن لا يسأل عن سبب الرزق الجواب لا لكن لا تضع أملك في الإنسان وإنما ضع أملك في خالق الإنسان أولا ثم حينما تفتش عن السبب الذي أولا لا تجعله عمدتك ثانيا فكر هل هذا السبب شرعه الله لك أم لا فإن علمت أنه غير مشروع اجتنبته وإلا فإذا واقعته فلم تعلق أملك بالله عز وجل ولم تقطع الإياس مما في أيدي الناس وكل الناس إلا القليل مع الأسف الشديد لا يعملون بهذا الحديث إطلاقا.

كثيرا ما نلتقي مع ناس متعبدين صالحين لكننا سرعان ما نكتشف منهم ارتكابهم لمخالفات شرعية في بيوعهم وفي شرائهم, هذا مثلا يرابي ولا أعني مراباة اليهود المكشوفة وإنما يكفي أنه يتعامل مع البنوك ويضع ماله في البنك ومنهم من يأخذ الربا الذي يسمونه بغير اسمه بالفائدة ومنهم من يتورع زعم فيترك لهم الفائدة أو الربا على الأصح يقول أنه أنا ما أكل الربا, يتوهم أنه رجل متق حينما نصدم بهذا الواقع المؤلم ونذكر بأن هذا يا أخي حرام وإن كنت لا تأكل الربا فأنت تطعمه ونبيك صلى الله عليه وآله وسلم قال في الحديث الصحيح (لعن الله أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه) فأنت لا يكفي أن تتورع عن أن تأكل الربا بل يجب أيضا أن تتورع عن أن تطعم الربا غيرك, فنفجأ بما ينافي هذا التوجيه النبوي الكريم بيقل لك يا أخي إيه شو بدنا نساوي؟ إيه هيك إذا بدنا نتعامل فقط برؤوس الأموال الي عندنا ما بيمشي الحال إذا بدنا ... مالنا في البيت بيجوز أنه الحرمّية يتسلطوا علينا, بيجوز يقتلونا في الليل بتلاقي بقى بيصدر في خيال من أفظع الخيالات التي تسيطر هي فعلا على عقول الكفار.

أما المسلم فهو مطمئن عنده هذا الحديث وقبل ذلك عنده آية هي تعالج هذه المشكلات النفسية التي رانت على قلوب كثير من المسلمين اليوم في الصميم فالله عز وجل يقول.

الخيالات التي تسيطر هي فعلا على عقول الكفار.

أما المسلم فهو مطمئن عنده هذا الحديث وقبل ذلك عنده آية هي تعالج هذه المشكلات النفسية التي رانت على قلوب كثير من المسلمين اليوم في الصميم فالله عز وجل يقول ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)) كأن المسلمين كفروا بهذه الآية حينما تنصح بأن لا يتعامل بالربا بأن لا يأكل الحرام أن لا يبيع الخمر أن لا يبيع الدخان ما فيه شيء ... لا يبيع الخمر لا يبيع الدخان رأسا بيتعلق بالأسباب ما يقطع الإياس مما في أيدي الناس ويتوكل على رب الأرباب يتعلق بالأسباب وهي غير مشروعة فأين أنت وهذه الآية الكريمة ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)) إلى آخر الآية.

إذًا أنت أحد شيئين إما أنك لا تؤمن بهذه الآية مطلقا وهذا الكفر بعينه وإما أنك تؤمن بها قلبيا ولكنك لا تؤمن بها عمليا فأنت لم تجعلها منهجا لحياتك وفي منطلقك في معاملتك للناس ولذلك فأنت من هذه الناحية العملية كالكفار, هم يتعلقون بالأسباب لذلك نظّموا حياتهم على هذا التعلّق وتنظيم من أدق التنظيمات التي عرفها ربما التاريخ على وجه الأرض ولكن كل ذلك لا يساوي عند الله جناح بعوضة لماذا؟ لأنه قائم على خلاف شرع الله عز وجل ولذلك قال تعالى حينما أمر الكفار الذين هم أعداء الإسلام ويحاربون الإسلام في كل زمان ومكان ولو كانوا ينتمون إلى شيء من التدين لأنهم من أهل الكتاب وصفهم بصفات كدنا نحن أن ننساها, لماذا؟ لسببن اثنين الأول ابتعادنا عن دراسة الكتاب والسنة والسبب الآخر وهو خطير جدا مخالطتنا لهؤلاء الناس ومن اتصل بهم واتصف بصفاتهم ولو كان هو ينتمي إلى إسلامنا وديننا.

قال الله في أولئك ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله)) نعم؟ ((ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق)) من هم؟ ((من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) الشاهد في قوله تعالى ((ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله)) هاي صفة الكفار ليست صفة المسلمين لكن المسلم حينما ما بيسأل حرام حلال؟ بيقل لك يا أخي بدنا نعيش ... ليوم " ليوم الله فرج " ونحو هذه العبارات الي بتدل على منتهى اللامبالاة والاهتمام بما حرّم الله عز وجل ومع ذلك فنحن نشكو ضنك العيش وارتفاع الأسعار والظلم من كل الجوانب ثم لا نلتفت إلى أنفسنا " ودود الخل منو وفيه " إذًا يجب أن نأخذ من هذه الفقرة الأولى من هذه الوصية البليغة من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عبرة ألا نتعلق بالأسباب مطلقا وإنما نتعلق بخالقها ولكن نأخذ بالأسباب ما كان مشروعا منها طاعة لله عز وجل فقط لأن الله عز وجل قد أخبرنا نبيه عليه الصلاة والسلام في قوله (إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام) (أجملوا في الطلب) اقتصدوا اسلكوا الطريق الجميل المشروع في طلب الرزق فإنّ الله عز وجل لم يشرع لعباده المسلمين أن ينالوا رزقه بالحرام لا سيما وهو القائل ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)) في الواقع لولا الشرع لكنت صوفيا بمعنى اتكاليا لا آخذ بالأسباب لأنه هذه الأسباب مظاهر والأمر بيد الله عز وجل لكن الله لما أمرنا باتخاذ الأسباب ففي إطاعتنا لأمر ربنا للأخذ بهذه الأسباب هو من جملة العبودية لله عز وجل فأنا حينما أخذ بالسبب المشروع أعبد الله وحينما أعرض عن السبب الغير مشروع أعبد الله أما الأخذ بالأسباب بدون أي تفريق بين حلالها وحرامها وجائزها وغير جائزها فهذا خروج عن تحقيق العبودية الخالصة لله عز وجل.

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده الصالحين المخلصين المتمسكين بكتابه والمهتدين بهدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

عيد عباسي: كان قرأنا سؤال وبقي الجواب عليه يقول.

 

(295/6)

 

 

«ما القول في الحديث الذي رواه مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول إنه حديث عهد بربه) مع أن مصدر المطر هو السحاب وهو قريب من الأرض ف»

عيد عباسي: ما القول في الحديث الذي رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول (إنه حديث عهد بربه) مع العلم أن السحاب مصدر المطر قريب من الأرض وهو في السماء الدنيا؟

الشيخ: الحديث هذا كأنه السائل بيفرق بين كون العلو القريب والعلو البعيد هو هناك فرق بين فيما يتعلق بصفة العلي الأعلى.

المطر صحيح ينزل من السحاب لكن السحاب من السماء مو كل ما علاك فهو سماء فهو ينزل من مكان يوصف بالعلو فحينما رُئي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد نزل المطر فخرج يتلقاه بصدره فاستغرب ذلك منه بعض أصحابه وسألوه عن السبب قال إنه حديث عهد بربه في ذلك إشارة إلى أن الله عز وجل له صفة العلو لكن نحن كما نقول دائما وأبدا علو الله عز وجل صفة من صفاته كأيّ صفة أخرى ومجموع صفاته كذاته كما أن ذاته لا تشبه شيئا من الذوات فكذلك صفاته لا تشبه شيئا من الصفات فإذا كان الكتاب والسنة متواردين في آيات وأحاديث كثيرة وكثيرة جدا على إثبات صفة العلو للعلي الغفار فهذا الحديث من تلك الأحاديث التي تشير إلى صفة العلو لكن الحديث لا يعني أن الله في السحاب وإنما يعني أنه هذا المطر نزل من جهة العلو.

السائل: تقدموا يا إخوان.

الشيخ: الذي هو صفة من صفات الله عز وجل لكن العلو باعتباره صفة من صفات الله فهو عال على جميع مخلوقاته تبارك وتعالى ونحن مجرد أن نتصور هذه الصفة بدون أي تكييف لأنه الأمر كما يقول العلماء " كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك " لكن مجرد أن نتصور أنه عال على جميع مخلوقاته يكفي أن نقنع أنفسنا بأن هذه الصفة لا تشبه صفة المخلوقات, أي مخلوق يكون فوق المخلوقات كلها, الله عز وجل هو الذي له هذه الصفة المطلقة أن يكون عاليا على جميع مخلوقاته فنزول المطر من السماء وتلقي نبينا إيّاه بصدره وقوله إنه حديث عهد بربه يعني حديث عهد بانفصاله من الجهة التي تشترك في صفة العلو ونحن دائما وأبدا نقول أن المخلوقات تشترك مع الله في صفات اسما لا حقيقة فنحن نقرأ آية الكرسي ((الله لا إله إلا هو الحي القيوم)) نحن أحياء لسنا أمواتا لكن سنقول حياة الله ليست كحياتنا خلاص انتهت المشكلة ... هذه القاعدة واستريحوا من فلسفة علم الكلام.

كل صفة ثبتت في الكتاب والسنة فاحملوها على آية التنزيه والإثبات ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) الرسول في هذا الحديث قال (إنه حديث عهد بربه) يعني انفصاله من الجهة العليا والجهة ... لكن هل هذه الصفة كهذه الصفة؟ ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) نعم.

 

(295/7)

 

 

«ما رأيكم فيما ورد في رسالة التعاليم لحسن البنا من البنود العشرين في فهم الإسلام؟»

عيد عباسي: حديث آخر ... ما ورد في شهادة التعليم ... ؟

الشيخ: ... حافظين القرآن ... التعليم ... مثلنا كان ينبغي أن يكون السؤال عن المادة رقم كذا وهلا نحن هلا بدنا نحط التعاليم أمامنا, بدنا نعمل دروس لإبداء ملاحظات هذا صحيح وهذا غير صحيح والسبب في ذلك كذا وكذا وهذه الأسئلة ليست بهذا القصد وهذا الغرض فيحسن بالسائل أن يصحح سؤاله في الجلسة الآتية بيسأل أهم شيء بيهمه على حسب بقى هو تصوره للموضوع قد يهمه مثلا أن يبرز نقطة التقاء بين التعاليم وبين الدعوة السلفية وغيره يمكن بيهمه أنه يبرز نقطة افتراق بين هذه التعاليم أو تعاليم هذه التعاليم بالدعوة السلفية, الله أعلم وكل إنسان هو وقصده ونيته فإذًا أقول السائل أي كان يحدد السؤال الأهم في جلسة وإلي بعده كمان إذا ما قنع بذلك فهات السؤال غيره. يا الله.

 

(295/8)

 

 

«ما حكم بيع أشرطة قرآن وخطب لإمام المسجد في المسجد محتجين بأن ذلك لغرض إسلامي لا تجاري؟»

عيد عباسي: في أحد المساجد دمشق يقوم بعض الشباب ببيع شرائط التسجيل للقرآن أو أناشيد إسلامية وخطب لخطيب المسجد فلما قيل لهم عن عدم جواز البيع في المسجد لا سيما أنهم يروجّون عن هذه الشرائط على الجدران أجابوا إن ذلك ليس إلا لغرض إسلامي بحث وليس للتجارة فما الرأي في ذلك؟

الشيخ: هذا ليس من الإسلام في شيء وهذا جار على قاعدة الأوروبيين " الغاية تبرر الوسيلة " الرسول عليه السلام نهى عن البيع في المساجد وهذه فلسفة دخيلة في الإسلام إنه إذا كان للإسلام فيجوز البيع في مسجد الإسلام.

وهذه في الواقع يحملنا أن لولا ضيق الوقت ولعلي أُذكَّر في الجلسة الآتية وأجعل كلمتي مكان الترغيب والترهيب التذكير والتحذير من الشباب الناشئ الآن في الدعوة السلفية زعم والذي يحرص على الكتاب والسنة ثم هو يعمل مجتهد أكبر ولا يستطيع أن يفسّر آية أو حديث فبيحلل وبيحرم على قاعدة غير إسلامية " الغاية تبرر الوسيلة " فهؤلاء يجب أن نذكرهم في جلسة إن شاء الله في مقدار نصف ساعة لعل فيها ذكرى.

 

(295/9)

 

 

«أقسم زوج على زوجته إذا اشترت له قلنسوة بأنه سيقصها إربا إربا ولكنها اشترتها وحالته المادية ضعيفة فإذا أراد التكفير عن يمينه بإطعام مساكين يصيبه مشقة كبيرة ولا يستطيع الصيام وفي قصها إضاعة للمال فما رأ»

عيد عباسي: ... سؤال مستعجل لحل مشكلة بين زوجين سؤال طريف وغريب, أقسم الزوج على زوجته إذا شرت القلنسوة أنه سيقصها إربا إربا إربا واشترتها وحالته المادية ضعيفة فإذا أراد التكفير عن يمينه وإطعام مساكين يصيبه مشقة شديدة ولا يستطيع الصيام وفي قصها إضاعة للمال؟

الشيخ: " على نفسها جنت براقش " ... مادام ضيقها نحن بنضيق عليه!

السائل: خليه يقصها.

الشيخ: ليه ما ... وإلا ... ؟ قدش هن؟ قداش؟

 

(295/10)

 

 

«ما صحة حديث: (من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة) وما معناه وهل يحرم من دخل الجنة من بعض نعيمها؟»

عيد عباسي: ... (من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة) هذا جاء بيانه فيما إذا كان هذا الحديث صحيحا وفي حال صحته وفي حال صحته شرح مفاصله وهل يدخل الجنة شارب خمر الذي لم يتب وبما أن الخمر قد حرّم في الدنيا فما حكمة وجودها في الآخرة وهل يدخل الإنسان الجنة ويحرم من بعض مأكلها أو مشاربها؟ أرجو توضيح ذلك مع بيان الأدلة؟

الشيخ: هذا سؤال وإلا خمسة أسئلة؟

عيد عباسي: ... .

الشيخ: لذلك ... .

السائل: ... .

الشيخ: شلون؟

السائل: ... .

عيد عباسي: كلمة كلمة على الماشي أولا صحة الحديث (من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها)؟

الشيخ: أما الحديث فصحيح وشارب الخمر إذا لم يتب من شرب الخمر ومات مسلما فهو بلا شك يدخل الجنة ولكن بعد لأْيّ بعد عذاب يستحقه حسب فجوره وفسقه في شربه للخمور وغير ذلك من الآثام فإذا تطهّر من أدناس الآثام والذنوب حينذاك يتأهل لدخول الجنة لأن هناك قاعدة يجب على كل مسلم أن يتذكرها دائما وأبدا لا يخلد في النار من شهد لا إله إلا الله محمد رسول الله مهما كان مقصرا في العمل فالذي ينجي من الخلود في النار هو الإيمان أما المعاصي ما بتخلد في النار, بتخلد في النار عشرة خمسة عشرة عشرين مائة قرن قرنين إلخ الله عليم لكن في النهاية يأتي الأمر الإلاهي (أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) فشارب الخمر إذا مات سيدخل يوما ما الجنة بلا شك ولكن شارب الخمر ولابس الحرير له نوع لا يصح أن نسميه بعقوبة وإنما هو معاملة لما يستحق من درجة في الجنة والثواب.

من المقطوع به إسلاميا أن الناس في الجنة درجات متفاوتات حتى بعضهم لينظر إلى من فوقه من أهل الجنة كما ينظر أحدنا في الأرض إلى الكوكب في السماء فهذا الاختلاف في الجنة بلا شك إنما هو ثمرة من ثمار أعمال الإنسان الصالحة أو الطالحة فكلما ازداد عملا صالحا كلما ازداد علوا وارتفاعا في الجنة.

من نعيم الجنة شرب الخمر لكن هو لا يحصل على هذه النعيم لأنه استعجل هذا الطيب في الجنة بأن يأتيه في الدنيا وهو محرم, استعجل هذا فكان من حكمة الله عز وجل أن يُحرمه في الجنة, كذلك الذي يلبس الحرير في الدنيا أو الذهب لكن هذا لا يوجد في نفسه حسرة لأن النعم الأخرى التي هو محاط بها هي أكثر من أن تعد وتحصى فتصبح هذه النعمة التي هو حرمها بسبب إصراره على شربه الخمر في الدنيا تكاد تصبح أو يصبح هذا التحريم نسيا منسيا.

كثيرا هنا فيه سؤال يقول ما حكمة وجوده في الآخرة, لو تذكر السائل بأن طبيعة الخمر في الآخرة غير طبيعتها في الدنيا لكان لم يشعر بحاجة لمثل هذا السؤال فإن طبيعة الخمر في الجنة أنها ليس فيها غول ولا تأثيم ولا فيها صدع ولا شيء من ذلك وإنما هو شراب لذيذ يلتذ به أهل الجنة في جملة ما يلتذون به.

أما قوله هل يدخل الإنسان الجنة ويحرم من بعض مأكلها ومشاربها فقد أجبنا عن ذلك والحمد لله رب العالمين. تفضل يا.

 

(295/11)

 

 

«خطبة الحاجة لدرس جديد من شرح كتاب الترغيب والترهيب

الشيخ: ... ((وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد,

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(295/12)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض»

الشيخ: درسنا الليلة من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري في الحديث الثامن والعشرين قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا) رواه مسلم.

في هذا الحديث إنذار الرسول صلوات الله وسلامه عليه لأمته بفتن لا يتصورها عقل إنسان, فتن عظيمة كقطع الليل المظلم يُفتتن فيها المسلم فيصبح مؤمنا ويمسي كافرا والعكس بالعكس تماما وقوله عليه السلام (بادروا بالأعمال) إنما يعني الأعمال الصالحة فهو عليه الصلاة والسلام يحض أمته لا سيما في الأزمنة المتأخرة التي كلما تأخر بنا الزمن كلما كثرت فينا الفتن وكلما اقتربنا من أشراط الساعة الكبرى فيأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث الصحيح أن نبادر هذه الفتن بالأعمال الصالحة أي أن نستقبلها بالأعمال الصالحة حتى إذا ما فوجئنا بها نكون قد تدرعنا وتسلحنا بهذه الأعمال الصالحة فتحول بيننا وبين أن نقع في مثل هذه الفتن التي هي كقطع الليل المظلم فحصانة المسلم من أي فتنة من هذه الفتن التي ذكرت بصورة عامة في هذا الحديث أو من فتن أخرى سيأتي ذكر بعضها في حديث تال فالوقاية من هذه الفتن كلها إنما هو العمل الصالح فبالعمل الصالح يتدرع المسلم ويتحصن من أن يمر في هذه الأطوار الغريبة التي يصفها الرسول عليه السلام بقوله (يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا) والسبب أوضح ذلك الرسول عليه السلام بقوله (يبيع دينه بعرض) حقير من حطام الدنيا ومثل هذا الحديث لا يحتاج إلى شرح كبير فنحن نرى الناس وكيف يُفتنون بسبب الدنيا هذه من مناصب وجاهات ومراتب ونحو ذلك فإذًا على المسلم أن يتدرع بالعمل الصالح ولا شك ولا ريب أن العمل الصالح كما ذكرنا لكم مرارا وتكرارا لا يُفيد صاحبه شيئا مطلقا إلا بأن يقترن هذا العمل الصالح بالإيمان الصحيح والإيمان الصحيح لا يكون إلا بالإيمان بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبالمفهوم الصحيح المطابق لما كان عليه سلف هذه الأمة وفيهم الأئمة الأربعة فلا يجوز للمسلم أن يقبل على العمل الصالح يبتغي بذلك النجاة يوم القيامة وفي الوقت نفسه يهمل إصلاح عقيدته فإنه والحالة هذه يذهب عمله الصالح هباء منثورا كما قال ربنا تبارك وتعالى في كتابه في حق الذين أشركوا بربهم ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)) لذلك فيجب أن نتذكر دائما وأبدا حينما تمر بنا ذكر الأعمال الصالحة أن نقرن معها دائما وأبدا الإيمان الصالح أيضا ولذلك ما من آية إلا وتبدأ بذكر الإيمان ثم تثني بذكر الأعمال الصالحة كقوله تعالى ((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات)) أقول هذا لأننا في زمن كثرت فيه الأهواء والبدع بعضها ورثناه من قرون طويلة مديدة وبعضها تذر قرنها في العصر الحاضر ولذلك فأهم شيء يجب على المسلم أن يُعنى به إنما هو تصحيح عقيدته ثم أن يضم إلى ذلك الإكثار من العمل الصالح لأن الإيمان ليس هو الاعتقاد الصالح فقط بل من الإيمان أيضا هو العمل الصالح فالرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما يحضنا هنا على أن نبادر تلك الفتن بالأعمال الصالحة إنما يحضنا على ذلك لنجعل بيننا وبين هذه الفتن وقاية وحصنا حصينا تمنعنا هذه الأعمال الصالحة من أن نقع في مثل هذه الفتن المظلمة التي يُصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا.

هذا هو الحديث الأول ورواه مسلم في صحيحه وهنا لا بد من التنبيه من الناحية الحديثية أن هذا الحديث قد تردد بعض العلماء المتأخرين في صحة نسبته إلى ... .

 

(295/13)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب

 

(296/1)

 

 

«الكلام على حديث مسلم المتردد في صحة نسبته إلي صحيح مسلم: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤم»

الشيخ: ... أن هذا الحديث قد تردد بعض العلماء المتأخرين في صحة نسبته إلى الإمام مسلم والسبب في ذلك واضح بيّن وهو أن الحديث له علاقة بالفتن التي تكون بين يدي الساعة فهو في ذلك كالحديث الذي يليه تماما فرجع المشار إليه إلى كتاب الفتن من صحيح مسلم فلم يجد الحديث في كتاب الفتن فشك أن يكون هذا الحديث في صحيح مسلم لكن الواقع أن هذا العزو من المصنف وغيره لهذا الحديث للإمام مسلم هو عزو صحيح لكن كل ما في الأمر أنه أخرجه في مكان ليس هو مظنة إيراده فيه, ذلك أنه أخرجه في كتاب الإيمان وهو أول كتاب من كتب الإمام مسلم في صحيحه بينما الكتاب الآخر الذي يظن أن يوجد فيه هو آخر كتاب في صحيح مسلم وهو كتاب الفتن فلما لم يجد بعض الباحثين هذا الحديث في كتاب الفتن من صحيح مسلم ظن أن عزوه لمسلم خطأ وظنه هو الخطأ فقد أخرجه الإمام مسلم في كما قلنا كتاب الإيمان من أول صحيحة وهو في الطبعة الإسطنبولية القديمة والتي صُوّرت منذ بضع سنين في مصر في المجلد الأول في الصفحة السادسة والسبعين.

 

(296/2)

 

 

«وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة. رواه مسلم

الشيخ: الحديث الذي يليه وهو أيضا في مسلم لكن في كتاب الفتن وهو أيضا من رواية أبي هريرة وهو قوله وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدّخان أو الدّجال أو الدّابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) رواه مسلم.

 

(296/3)

 

 

«فائد لغوية من الحديث السابق

الشيخ: في هذا الحديث فائدة لغوية قد تخفى على بعض الناس وهو مجيء " أو" بدل الواو العاطفة فقوله عليه السلام هنا (أو الدخان) هي بمعنى والدخان (أو الدجال) والدجال (أو الدابة) إلخ.

 

(296/4)

 

 

«شرح الحديث

الشيخ: فهذا الحديث كالحديث السابق من حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحض فيه المسلمين على أن يبادروا أشراط الساعة بالأعمال الصالحة لما سبق بيانه في الحديث السابق لكن هذا الحديث يفصّل بعض الأشراط التي لم يُشر إليها في الحديث الأول فيقول عليه الصلاة والسلام (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها).

 

(296/5)

 

 

«الكلام على طلوع الشمس من مغربها الذي يكون من أشراط الساعة

الشيخ: طلوع الشمس من مغربها مما جاء ذكره في القرآن الكريم كما هو معلوم وأنها يوم تطلع من مغربها يومئذ ((لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل)) وهذا بلا شك يحتاج إلى كثير من الإيمان لا سيما عند الناس الذين يدرسون العلم الحديث وعلم الفلك ونحو ذلك والذين يغلب عليهم إلا من شاء الله منهم التمسّك بالنظم وبالسنن التي يسمونها بالسنن الكونية أو الطبيعية ثم ينسون وبعضهم يجحدون الذي سنّها والذي نظّمها هذا التنظيم البديع, فطلوع الشمس من مغربها معنى ذلك قلب نظام هذا الكون بلا شك, هذا القلب لا يتسع للإيمان به إلا قل, كل مؤمن ءامن بربه عز وجل وأنه فعّال لما يشاء ولما يريد وخلاق كما يشاء وكما يريد كما قال عز وجل ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون)) على أن طلوع الشمس من مغربها هو كتغير نظام هذا الكون من أصله كما جاء في كثير من الآيات الكريمة ((إذا الشمس كوّرت)) ((وإذا)).

عيد عباسي: ((وإذا النجوم انكدرت))

الشيخ: ((وإذا النجوم انكدرت)) ((وإذا الجبال سيرت)) هذا كله إشارة إلى أن هذا الكون المنظم بهذا التنظيم سيتصرف فيه رب العالمين تصرفا يغيّر في هذا الكون ما يشاء من تغيير كما قال ((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار)) فمن أوائل الإشارة إلى هذا التغيير الجذري إنما هو طلوع الشمس من مغربها فالذي يُطلعها كل يوم من مشرقها ليس بعاجز أن الله عز وجل يُطلعها من مغربها إذانا بأن هذه الدنيا انتهت ولذلك جاء الوصف السّابق بأن يوم تطلع الشمس ((لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل)) هذا أول شروط الساعة والتي اصطلح العلماء على تسميتها بشروط الساعة الكبرى فالرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول هنا (بادروا بالأعمال ستا) أولها طلوع الشمس من مغربها ذلك لأن الأمر حينذاك خطير, المسلم المذنب إذا لم يتب قبل طلوعها لا تنفعه توبته, الكافر إذا لم يتب من كفره لم تنفعه توبته وهكذا فهنا تجب المبادرة إلى التوبة من الأعمال الطالحة وبالأولى والأحرى أن يبادر الكفار والمنافقون أن يعودوا إلى ربهم ويؤمنوا بإسلامهم.

طلوع الشمس من مغربها.

 

(296/6)

 

 

«الكلام على الدخان الذي يكون من أشراط الساعة

الشيخ: (أو الدّخان) الدخان أيضا من أشراط الساعة ولكن يجب أن نلاحظ هنا شيئين اثنين, الشيء الأول أنه لم يأت في السنة الصحيحة كبير شيء يذكر في وصف هذا الدخان الذي يكون من أشراط الساعة لكن الظاهر أنه دخان يعمّ الناس جميعا يعني كما لو تصورنا أن غاز مخنقا من هذه الغازات التي يتبارى فيها الكفار اليوم في الاستكثار منها إرهابا لأعدائها وقد يتصورون أنه لو ألقي منها بعض القنابل لأهلكت الحرث والنسل فهذا الدخان يكون من الله عز وجل وليس بواسطة أي إنسان كطلوع الشمس من مغربها فالظاهر أن هذه الآية الدخان يكون عاما وشاملا لأهل الأرض ولكن الله عز وجل يعامل المؤمنين به معاملة خاصة كمثل ما يعاملهم يوم يأذن بإقامة السّاعة على أهل الأرض وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق) وفيها حديث آخر (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله).

 

(296/7)

 

 

«الكلام عن بدعة ذكر الله بـ " الله الله الله " كما يفعله الصوفية

الشيخ: وبدهي جدا أنه ليس المقصود من هذا الحديث, أقول هذا دفعا لبعض المفاهيم الخاطئة, ليس المقصود من هذا الحديث الصحيح (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) أي يذكر الله بالإسم مفرد, ما شاء الله من العدد مائة مائتين ثلاثة مائة إلى يزن ذنونهم ليس هذا المقصود إطلاقا أي أن يقول الله الله الله الله هذا ذكر مبتدع شرعا ولغة أما شرعا فواضح لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم, تراصوا يا إخواننا تقدموا مشان يصير فسحة في المؤخرة تقدموا والوقت الآن برد ما هو حر فتضاموا, افسحوا يفسح الله لكم, أقول الذكر بلفظ الله الله هو ذكر مبتدع شرعا ولغة أما شرعا فلأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأن الصحابة ومن تبعهم بإحسان وفيهم الأئمة الأربعة الكرام كل هؤلاء جميعا لم ينقل عن أحد منهم شرعية الذكر بلفظ الله الله مع كثرة الأذكار التي حضّ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته لا سيما وقد قال (خير الكلام أربع كلمات لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) هذا أفضل الكلام بعد القرأن, هذه الجمل الأربعة وجاءت أحاديث خاصة في بيان أفضلية التهليل " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " وكتب الأذكار المؤلفة في هذا الصدد لبيان ما شرعه الله تبارك وتعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من تلك الأذكار شيء لا يكاد يحيط به أعبد الناس وأعلم الناس ولا تجد في شيء من هذه الكتب إطلاقا ولو في حديث موضوع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس هو وأصحابه ويذكرون بهذا اللفظ الله الله.

لذلك فالذكر بهذا اللفظ المفرد بدعة في الدين لا سيما مع عدم وروده فهو مصادم للأذكار الواردة كما أشرنا إلى ذلك آنفا.

أما أنه مبتدع لغة فقد يكون هذا غريبا على بعض الناس ولكن من كان عندهم شيء من العلم بآداب اللغة وبنحوها فهو يعلم أن هذا الكلام ليس له جواب مبتدأ لا خبر له فهذه جملة مبتورة ناقصة الله ما باله؟ لو قيل الله عظيم الله جليل الله عزيز الله كريم الله عليم كانت جملة تامة ثم يبقى النقد من عدم حيث ورودها أم ... الله الله وإنما تقول اللهُ اللهُ اللهُ إذا وقفت أما إذا لم تقف فلا بد من الوصل تقول اللهُ اللهُ اللهُ هذا لو صح من حيث اللغة ... يصح الوقوف على متحرك كما أنه لا يجوز التحريك وهو ساكن ... يقول الله الله الله الله الله وإنما اللهُ اللهُ اللهُ إذًا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله) يعني من يشهد أن الله وحده لا شريك له لا يعني وعلى وجه الأرض من يذكر الله بلفظ الله الله لأن هذا أولا كما قلنا غير مشروع وثانيا لو كان مشروعا فهل هو ركن من أركان الإسلام والواقع أنه كانت جرت مناقشة بيني وبين بعض المشائه وقد احتج بهذا الحديث على شرعية بما يسمونه بالذكر المفرد فاعترضت عليه بما سبق بيانه وبالحديث الآخر الذي هو بلفظ (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله) هذه الجملة تامة وهذه مفسّرة للرواية الأولى (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله) أي من يقول لا إله إلا الله بعد هذا قلنا لو سلمنا جدلا بأن هذا الذكر مشروع وهو غير مشروع قطعا فهل هو ركن؟ قال لا يعني ركن من أركان الإسلام؟ قال لا, فرض من فرائض الإسلام؟ قال لا, واجب من واجبات الإسلام عند من يفرق بين الفرض والواجب؟ قال لا, سنة مؤكدة؟ قال لا, ماذا سيكون؟ سيكون سنة مستحبة مندوبة يعني لها فضل خاص, قلت لو فرضنا أن أمة المسلمين حافظوا على عقيدتهم الصحيحة وحافظوا على القيام بكل الفرائض والواجبات والسنن كلها لكن تركوا مستحبا من المستحبات ومنها هذا الذكر الذي نعتقد أنه مبتدع هل يستحقون أن تقام الساعة عليهم قال لا, قلنا إذًا هذا دليل قاطع على أن تفسير الحديث كما يبدو لبعض الطرقيين لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله, يعني من يذكر الله الله, مو صحيح لأنه لو تركنا هذا الذكر ما بنكون شرار أهل الأرض وقد قال عليه السلام (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق) فمن هؤلاء شرار الخلق؟ هم الكفار أي هم الذين لا يشهدون لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة, هذه جملة معترضة.

 

(296/8)

 

 

«تتمة الكلام على الأحاديث الواردة في الدخان

الشيخ: أردت من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما ذكر الدّخان فهمنا منه أنه بلاء كبير يحيط بأهل الأرض جميعا لكن لا نستبعد أن يعامل الله عز وجل عباده حينذاك بمعاملة يستثنيهم مما يصيب الكفار من ضنك العيش والحياة والشدة والعذاب بسبب هذا الدخان كما جاء في بعض الأحاديث السابقة أن الله عز وجل إذا أراد أن يقيم الساعة أرسل ريحا طيبة فقبضت روح كل مسلم على وجه الأرض فلا يبقى إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة ولعلي في فرصة أخرى فقد ذكر الحافظ بن كثير في آية ((فارتقب يوم تأتي السماء بدّخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم)) قد ذكر في تفسير هذه الأية بعض الأحاديث الواردة في الدخان التي هي شرط من أشراط الساعة إلا أن هذه الأحاديث لا تخلو من ضعف وإن كان هو أعني الحافظ ابن كثير قد ذهب إلى تقوية وتجويد بعضها لكني تبيّن لي بدراسة عاجلة أنه غير مصيب في ذلك ولكن يحتاج الأمر بعد إلى زيادة تحقيق في تلك الأسانيد ولعلي آتيكم بالجواب في درس آخر إن شاء الله وقبل أن أنهي الكلام على هذه الآية من الآيات الست ألا وهو الدخان أريد أن أذكر أن الآية السابقة ((فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين)) الظاهر أنها لا تعني الدخان الذي هو شرط من أشراط الساعة فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن الدخان المذكور في الآية أصيب بها المشركون, أصيب به المشركون في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالدّخان المذكور في الحديث إذًا هو غير الدخان المذكور في الآية ونقف ههنا لنتم التعليق في الدرس الآتي على بقية الحديث.

في عندك أسئلة؟

 

(296/9)

 

 

«كيف الجمع بين الحديثين: (ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته ... ) وحديث: (رأيت النبي ومعه الرهط والرهطين ... )؟»

عيد عباسي: ... كيف يمكن الجمع بين قولي الرسول صلى الله عليه وسلم (ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته) إلى أخره وقوله حين كشف له فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرهطين والنبي وليس معه أحد

الشيخ: أعد علي السؤال؟

عيد عباسي: كيف يمكن الجمع بين قولي الرسول صلى الله عليه وسلم (ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه ويستنون بسنته) والحديث الآخر (رأيت النبي ومعه الرهط) (ومعه الرهطين) (وليس معه أحد)؟

الشيخ: الذي يبدو لي والله أعلم في الجواب أن الحديث ما من نبي إلا, شو نص الحديث؟

عيد عباسي: بعث, (ما بعث الله من نبي إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه).

الشيخ: (ما بعث الله من نبي إلا كان في قومه من يهتدي بهديه) هذا من النصوص العامة التي تخصَّص بالحديث الآخر الذي عُرض فيه على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم النبي وليس معه أحد أي إن الغالب وهذا أمر مقطوع به نظرا وبصرا الغالب أن الله عز وجل حين بعث الأنبياء فلا بد أن يكون هناك من يستجيب لدعوتهم ولكن ما بين أن يكون المستجيب قليلا أو كثيرا ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك بعض الأفراد من الأنبياء لم يستجب لهم أحد فالحديث الأول يُحمل على الغالب من شأن الدعاة مع المدعوين, شأن الأنبياء مع المدعوين فعلى الغالب يستجيب المدعوون لدعوة الأنبياء لأنها دعوة حق مع الاختلاف كما قلنا في الكثرة والقلة لكن أحيانا لا يستجيب للرسول أحد إطلاقا وهذا من جملة الامتحان والإبتلاء من الله عز وجل.

إذا التوفيق بين الحديثين بقاعدة حَمْل العام على الخاص وبذلك يزول الإشكال وهذا لا يشكل على طلاب العلم لأنه كمثل قوله تعالى مثلا ((حرمت عليكم الميتة والدم)) فهذا يشبه تماما لو سأل سائل كيف التوفيق بين الآية وبين قوله عليه السلام (أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال) الجواب ((حرمت عليكم الميتة)) إلا, كذلك الدم إلا يعني هذا النص عام, النص القرآني نص عام خُصّص منه ما ذكر في الحديث, كذلك المبدأ العام أنه كل نبي بعثه الله عز وجل استجاب له من استجاب إلا نأخذ استثناء من الحديث الثاني وعُرض عليه النبي وليس معه أحدا إذا عام وخاص هكذا الجمع.

عيد عباسي: سؤال آخر.

 

(296/10)

 

 

«عن أبي هريرة قال: (إنما الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى) وعنه مرفوعا: (إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا انقلع رجع إليه الإيمان) و قال أحمد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه: (»

عيد عباسي: عن أبي هريرة أنه كان يقول إنما الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى وعنه مرفوعا (إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا انقلع رجع إليه الإيمان) وقال أحمد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه من أراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان إلا نزع الله منه نور الإيمان فإن شاء أن يرده رده ومن شاء أن يمنعه منعه.

الأحاديث تدل حسب ما بدى لي أن الإيمان ... مرة واحدة أو ينفى مرة واحدة فكيف يجمع بينها وبين الآيات التي تدل على زيادة الإيمان ونقصانه وما تعليل استشهادكم على مذهب الأحناف في الموضوع بأنه الإيمان يكون أو لا يكون بحديث إيمان الزاني هذا مع أنه يوافق مذهبهم كما يبدو وجزاكم الله خيرا؟

الشيخ: أعطيني الورقة, ... الحديث الأول لا أذكر إذا كان ثابتا أو لا وهو (إن الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى) هذا لا أعرفه ... .

عيد عباسي: موقوف هو على كل.

الشيخ: لا الموقوف غيره.

عيد عباسي: ... عن أبي هريرة.

الشيخ: أه صح نعم.

عيد عباسي: ... .

الشيخ: وفي كمان عن أحمد موقوف الذي يستحق التعليق في ظني على هذا السؤال هو الحديث المرفوع الذي ذكره السائل بعد الحديث المروي عن أبي هريرة الموقوف الأول, هذا على أنه موقوف أنا لا أذكر إذا كان ذلك ثابتا عن أبي هريرة أم لا.

أما الحديث الثاني وهو قوله عن أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (إذا زنا الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الإيمان) هذا الحديث لا متمسك به لمن ذهب إلى أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأرجو من السائل والسامع في أن واحد أن يكونوا أو أن يحاولوا أن يكونوا ممن تحدث رسولنا صلى الله عليه وسلم عنهم بقوله (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) فهو ينبغي أن ينظر في الحديث نظرة صادقة متجردة عن تأييد مذهب على مذهب فإذا كان هذا الحديث كما يتوهم السائل يؤيد مذهب الحنفية فهل الحنفية يقولون أن الزاني زنا زنا كفر فالحديث نفسه لا يقول به الحنفية خلافا لما توهم السائل (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) هم الأحناف أنفسهم وهذا في الواقع مما يقيم الحجة عليهم بكلامهم لا يجدون تفسيرا لهذا الحديث (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) وهو مفسّر لهذا الحديث إلا على طريقة الجمهور من السلف الصالح الذين يقولون إن الإيمان ليس فقط في الاعتقاد بل وفيه يدخل أيضا العمل الصالح ومن هنا جاء إعتقادهم الآخر الصحيح أن الإيمان يزيد وينقص وهذا صريح في القرآن الكريم ولذلك فقوله عليه السلام في الحديث المذكور (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) كيف تأوله الأحناف أنفسهم, قالوا (وهو مؤمن) كامل الإيمان إذًا الإيمان له مراتب وله درجات فيدخل فيه نقص ويدخل فيه زيادة فتأويلهم للحديث هو تأييد لرأي الجمهور الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الإيمان من معناه العمل الصالح.

إذا عرفنا هذه الحقيقة ورجعنا إلى هذا الحديث فلا يمكن أن يفسّر هذا الحديث لا على مذهب الجمهور الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص ولا على مذهب الحنفية الذين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص وإنما هو حقيقة واحدة.

السائل: ... .

الشيخ: ترائي من؟ ... فقوله (إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة) نحن إذا نظرنا هنا إلى لفظتين أول الإيمان وثانيا الظلة فهل نأخذ لفظة الإيمان بالمعنى الجامد الذي لا يقبل الزيادة والنقص وهذا لا يقوله علماء السلف قاطبة وهنا بالذات لا يقوله الحنفية أيضا لأنهم لو قالوا خرج منه الإيمان معناها أنهم قالوا بقولة الخوارج وهو أن ارتكاب الذنب الكبير هو خروج من الدين وهذا والحمد لله لا يقول به الحنفية لذلك فهم سيضطرون إلى تأويل الإيمان هنا بمثل ما أولوا الحديث الآخر (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) أي وهو مؤمن كامل الإيمان فهنا يخرج منه الإيمان كله وإلا الإيمان الكامل الذي يستلزم ألا يقع في مثل هذه المعصية, هذا التأويل الأول, أن نقول إيمان يعني الإيمان الكامل أما الإيمان المنجي من الخلود يوم القيامة فأقل منه بكثير ينجي.

هذه اللفظة ينبغي النظر إليها أولا لفهم الحديث على الوجه الصحيح, اللفظة الأخرى (فكان عليه كالظلة) هذا لا يعني أن الإيمان خرج منه خروجا حتى لو فسرنا الإيمان بالإيمان المطلق أي خرج الإيمان.

طيب اللفظة الأخرى (فكان عليه كالظلة) هذا لا يعني أن الإيمان خرج منه خروجا حتى لو فسرنا الإيمان بالإيمان المطلق أي خرج الإيمان الكامل والناقص بحيث لم يبق في قلبه شيء من الإيمان, لو فسرنا هذا التفسير أيضا فلا يعني الحديث أنه هذا الرجل خرج منه الإيمان وانفصل عنه بالكلية أي إنه مات موتا معنويا أي إنه صار كافرا, لا, لأنه خرج منه وصار متعلقا به تعلق الظلة بالمظلل بالظلة وأقرب شيء نستطيع أن نفسر تعلق الإيمان والحالة هذه بصاحب هذه الجريمة خروج الروح من الإنسان وهو نائم ففرق بين خروج الروح من الإنسان وهو نائم فهو لا يزال حيا لكن حياته غير الحياة الطبيعية وهو يقظ وعلى العكس من ذلك خروج الروح من بدن الإنسان نهائيا فيصبح بدنه كالخشبة, هكذا نستطيع أن نفرّق بين خروج الإيمان كله من الإنسان فيموت موتا معنويا كما يموت الجسد بانفصال الروح منه انفصالا كليا وبين أن يموت نصف موتة أو بعض موتة إذا صح التعبير بأن يخرج من الإنسان هذا الإيمان الكامل الذي لا يليق بهذا المجرم الذي ارتكب الزنا فإذًا هذا خروج لا يزال الإيمان متعلقا بصاحبه كما لا تزال الروح متعلقة بصاحبها في حالة نوم الجسد ولا تزال الروح متعلقة.

فإذًا خرج منه الإيمان الكامل ولم يخرج منه خروجا مطلقا بحيث لم يبق له علاقة فإذا انقلع هكذا جاء في اللفظ وأظن أقلع رجع إليه الإيمان فأخذ الحديث, خلاصة القول, أخذ الحديث ودراسته دراسة سطحية ظاهرية هذا أولا ليس من طريقة العلماء إطلاقا لا فرق بينهم بين الماتوريدية مثلا والأشاعرة في ما يتعلق بموضوع الإيمان زيادته وعدم زيادته.

وماذا يقول السائل في مثل الحديث الصحيح وهو أصح من هذا (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له) هل نفسره هكذا على الظاهر؟ لا إيمان مطلقا, لا أحد يقول بهذا لا حنفي ولا شافعي إذًا لا إيمان كاملا (ولا دين لمن لا عهد له) لا دين كاملا وهكذا.

كذلك هذا الحديث ينبغي أن يُفسّر ملاحظا فيه الإيمان الكامل أولا وشيء زايد وهو أن يكون عليه كالظلة ليس منفصلا عنه بالكلية لذلك إذا ما أقلع عن الذنب عاد هذا الإيمان إلى صاحبه لأنه لم ينفصل عنه بالكلية.

ومن هذا البيان والشرح أظن يؤخذ الجواب عن سؤال السائل حين أتبع ما سبق بقوله وقال أحمد حدثنا عبد الرحمان بن مهدي عن سفيان عن إبراهيم المهاجر عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه " من أراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان إلا نزع الله منه نور الإيمان فإن شاء أن يرده رده وإن شاء أن يمنعه منعه " فهنا نزع الله منه نور الإيمان بُيّن المنزوع وليس هو الإيمان نفسه وإنما نوره وهذا بدهي, يقول السائل الأحاديث السابقة تدل حسب ما بدى لي أن الإيمان يثبت مرة أو يُنفى مرة واحدة, يُثبت مرة أو يُنفى مرة واحدة فكيف يُجمع بينها وبين الأيات التي تدل على زيادة الإيمان؟ قد عرفنا يا أخي الجواب إنه مادام الإيمان يزيد وينقص فالمنفي هو الإيمان الكامل وليس أصل الإيمان وقد ضربت مثلا آنفا واضحا جدا (لا إيمان لمن لا أمانة له) ومثله أحاديث كثيرة لا إيمان كاملا وإلا إذا أخذنا الأحاديث وفسرناها على ما يريد السائل تركنا مذهب أهل السنة جميعا على مابينهم من اختلاف في زيادة الإيمان ونقصانه والتحقنا بالخوارج الذي يكفرون المسلمين بمجرد وقوعهم في بعض المعاصي الكبيرة.

 

(296/11)

 

 

«ما تعليل استشهادكم على مذهب الأحناف في الموضوع بأن الإيمان يكون مرة أو لا يكون بحديث إيمان الزاني هذا مع أنه يوافق مذهبهم كما يبدوا؟»

الشيخ: أما قول السّائل وما تعليل استشهادكم على مذهب الأحناف في الموضوع بأن الإيمان يكون مرة أو لا يكون بحديث إيمان الزاني مع أنه يوافق مذهبهم, كيف يوافق مذهبهم؟ هذه الأحناف يقولون الزاني يكفر؟ الجواب لا وقد فسرت لكم ماذا يقول الأحناف بما يؤيّد أن الصواب في موضوع الإيمان هو مذهب الجمهور ويكفي تنبيها للسائل أن الآيات التي أشار هو إليها صريحة في زيادة الإيمان ولذلك فإذا جاءنا حديث كالحديث الذي سأل هو عنه أو حديث (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) فلا بد من تفسير هذه الأحاديث تفسيرا يتفق مع النصوص الأخرى من الكتاب والسنة حتى نكون في حرز وفي حصن من الإنحراف يمينا أو يسارا أن نصبح من الخوارج أو من المعتزلة والعياذ بالله تعالى.

 

(296/12)

 

 

«ما معنى حديث: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة)؟»

عيدعباسي: في سؤال أخر له دخل في الموضوع عن تأويل حديث (بين الرجل والكفر ترك الصلاة) أيضا؟

الشيخ: نعم هذا بحث يطول لكن خلاصته.

السائل: الحديث ... .

الشيخ: بين.

عيد عباسي: (الرجل والكفر ترك الصلاة).

السائل: ... .

الشيخ: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) فمن ترك الصلاة فقد كفر, الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي إذا كان المسلم المسلم الذي نعرفه مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وقد يصلي مرة ولو في رمضان ولا يصلي في أكثر الأيام, إذا كان تركه للصلاة عن عقيدة بمعنى إنه يتركها إعتقادا لعدم وجوبها وعدم فرضيتها فهذا كفره كفر اعتقادي لأنه قد حلّ في قلبه عقيدة ليست هي عقيدة المسلمين وإنما هي عقيدة الكفار الذين يتحسرون يوم القيامة فيقولون ((ولم نكن من المصلين)) أما إذا كان تركه للصلاة كسلا مع اعتقاده بفرضيتها ووجوبها و ... ذلك من الله عز وجل فهذا كفره كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا ومعنى كفر عملي أنه يعمل عمل الكفار فالكفار لا يصلون فأي مسلم لا يصلي فلا شك أنه عمل عمل الكفار فإذا اقترن بعمله هذا عقيدتهم فهو منهم بالمائة مائة يكون كفره حينذاك كفرا اعتقاديا وكفرا عمليا أما إذا خالفهم في العقيدة فهم لا يؤمنون بالصلاة وبشرعيتها أما هو فيؤمن بها وبشرعيتها لكنه يدعها اتباعا لهواه واغترارا بركضه وراء دنياه ونحو ذلك فهذا يكون كفره كفرا عمليا أي إنه يعمل عمل الكفار فهذا مادام اعتقاده مخالف لاعتقاد الكفار فمن الظلم البيّن الواضح أن نحكم عليه بالكفر لأنه يخالف الكفار, الكفار لا يؤمنون بشرعية الصلاة ولا يدينون الله بها أما هذا فهو مؤمن ومصدق وفي كثير من الأحيان ولو بينه وبين ربه يقول "رب اهدني رب اغفر لي" فلا يجوز القول بأن الذي يترك الصلاة كسلا هو كافر كفرا اعتقاديا لأنه هذا يخالف ما في قلبه يخالف اعتقاده, هو يعتقد بأن الصلاة مشروعة والكافر لا يعتقد ذلك فاختلف من هذه الحيثية أي من حيثية العقيدة, الكافر يجحد ويكفر شرعية الصلاة, المسلم يؤمن بها ويصدق ويسلّم تسليما لكن يلتقي هذا المسلم الفاسق حين يترك الصلاة مع الكافر من الناحية العملية لذلك (بين الكفر والرجل ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر) قد كفر لا شك ولكن هذا الكفر تارة يفسر بأنه كفر اعتقادي وذلك حينما يشارك الكفار في إنكار شرعية الصلاة كما هو شأن بعض المنحرفين من الشبيبة الناشئة اليوم وتارة يُفسّر هذا الكفر بأنه كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا وهذا خاص بالذين يشاركون المسلمين جميعا بالإيمان والتصديق بشرعية هذه الصلوات ولكنه يخالفهم بأنه لا يصلي معهم إما دائما لا سمح الله وإما في بعض الأحيان فإذا هذا الإنسان أنكر شرعية الصلاة صار كفره كفرا اعتقاديا عمليا وحينئذ يكون الحديث في حقه على ظاهره فمن ترك الصلاة فقد كفر, فمن ترك الصلاة عملا واعتقادا فقد كفر كفرا اعتقاديا ومن ترك الصلاة مؤمنا بها ولكن كسلا فهذا كفره كفرا عمليا وليس كفرا اعتقاديا, هذا جوابنا باختصار وهذا البحث مما تكرر منا كثير وشيء من التفصيل وأرجو أن يحفظ حتى لا يتورط الإنسان بتفسير بعض الأحاديث تفسيرا على طريقة الخوارج قديما وحديثا وهذه مصيبة نحن وقعنا اليوم في بعض البلاد الإسلامية (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) لا بد أيضا هذا اللفظ من تفسيره على النمط السابق وإلا تضارب الحديث مع الآية ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)) الشاهد أن كلا من الفئتين المتقاتلتين إحداهما باغية كل منهما وصفهما ربنا عز وجل بأنها مؤمنة, كيف مؤمنة والحديث بيقول وقتال المسلم كفر؟ يأتي التفصيل السابق, إن استحل قتله فهذا يلحق بالكفار اعتقادا وعملا وإن اعترف بأنه مخطئ في قتاله لكن متبعا لهواه فكفره كفر عملي وليس كفرا اعتقاديا والسلام عليكم.

 

(296/13)

 

 

«خطبة الحاجة لدرس جديد من شرح كتاب الترغيب والترهيب

الشيخ: أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(297/1)

 

 

«وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة. رواه مسلم

الشيخ: كان درسنا الماضي آخر حديث فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدّخان أو الدّجال أو الدّابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) رواه مسلم.

 

(297/2)

 

 

«تتمة الكلام على الدخان الذي يكون من أشراط الساعة

الشيخ: وكنا تكلمنا عن بعض الفقرات وصلنا إلى الدّخان وذكرنا أن هذا الدّخان المذكور في هذا الحديث هو غير الدخان المذكور في الآية التي ذكر فيها الدخان وهذا على قول بعض العلماء والمهم أن هذا الدّخان المذكور في هذا الحديث هو علامة من علامات الساعة وذكرنا أنه لم يرد في السنة الصحيحة شيء من صفات هذا الدخان وحينما أقول الصحيحة أعني أن هناك روايات فيها ضعف من حيث إسنادها فيها تفصيل لهذا الدخان وأنه يأخذ بقلوب الكفار ويموتون خنقا بخلاف المؤمنين فإنه لا يؤثر فيهم.

 

(297/3)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( ... أو الدجال).»

الشيخ: أما الخصلة التي تلي الدخان وهي الدّجال فالواقع أن أحاديث الدجال كثيرة وكثيرة جدا حتى بلغت مبلغ التواتر وفي كل حديث أو كثير من هذه الأحاديث صفات وبيانات تتعلق بالدجال غير الصفات والبيانات التي ترد أو يرد ذكرها في الأحاديث الأخرى ومجموع هذه الأحاديث يأخذ منها الباحث القطع بأن هذا الدجال هو شخص إنسان من خلق الله عز وجل وأنه له مخاريق وله خوارق عادات يفتتن بها الناس ليس كل الناس وإنما الذين ليس في قلوبهم إيمان قوي وعلم صحيح يدفع الشبهة التي يتظاهر بها هذا الدجال الأكبر وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جملة ما صح من أحاديث الدجال قوله (ما بين خلق آدم والساعة فتنة أكبر من فتنة الدّجال) ففتنة الدجال أكبر فتنة يخلقها الله تبارك وتعالى قبل قيام الساعة إختبارا منه لعباده وله سبحانه وتعالى أن يمتحن عباده بما يشاء من فتن وبلاء ومن صفات الدّجال ومخاريقه أنه يقول للسماء أمطري فتمطر وللأرض أنبتي نباتك فتنبت وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها وتنطلق تسير وراءه ومثل هذا كثير وأغرب شيء جاء ذكره في الحديث الصحيح أنه يقطع رجلا نصفين ثم يعيده حيا ولكن هذا الرجل هو في الواقع دليل على عجز هذا الإنسان وأنه مخلوق دجال لأنه حين يقتل هذا الإنسان ويقطعه قطعتين إنما يفعل ذلك به لكفره بالدّجال وعدم إيمانه بدعواه الكاذبة وهي أنه الإله الخالق, يدعي الربوبية هكذا جاء في الأحاديث.

 

(297/4)

 

 

«بيان ضلال ميرزا غلام أحمد القادياني

الشيخ: أما في بعض الروايات التي لا يمكن الاعتماد عليها فهي تشبه ما تحقق صفته في نبي قاديان المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني فإن هذا الرجل أول ما ظهر ظهر مدعيا للمهداوية أنه المهدي مُبشّر به أيضا في الأحاديث الصحيحة ثم بعد زمن ارتقى في الدّعوى في الضلال فزعم أنه هو عيسى عليه السلام المُبشّر أيضا بنزوله في آخر الزمان وحينما ادّعى هذه الدعوى تأول أحاديث النزول بمثل ما يتأول المُبتدعة المتأولة لكل أحاديث الشريعة سواء ما كان منها من آيات الصفات أو أحاديث الصفات أو علامات الساعة وسترون كيف تأوّل بعضهم الدجال في هذا الحديث والدابة أيضا بعد هذا اللفظ.

فميرزا غلام أحمد القادياني تأوّل نزول عيسى بقوله (لينزلن فيكم عيسى بن مريم) أي مثيل عيسى بن مريم فجاء بمضاف زعم (لينزلن فيكم عيسى) لا ليس عيسى وإنما مثيل عيسى, هكذا كما يقول المتأولة قديما وحديثا ((وجاء ربك)) أي جاء أمر ربك ونحو ذلك من التآويل ثم ادّعى ميزرا غلام أحمد القادياني أن الله عز وجل أوحى إليه بالنبوة وأنه قال له في جملة ما قال في زعمه يا أحمد أنت عندي بمنزلة توحيدي وتفريدي أحمد القادياني عند الله في زعمه بمنزلة توحيد الله عز وجل وهذا ينكشف ضلال هذا الإنسان لمن بقي في قلبه ذرة من إيمان كما تدرج هذا الدجال يقول بعض العلماء أن الدجال الأكبر هكذا أيضا يتدرج فيدعي المهداوية ثم العيساوية ثم الربوبية لكن الذي جاء في الأحاديث أنه يدعي الربوبية فممكن أن يتدرج كما هو شأن جلّ المبطلين والدجالين ويمكن أن يخرج فورا يدعي الربوبية.

 

(297/5)

 

 

«تتمة الكلام حول الدجال وصفاته وفتنته

الشيخ: الشاهد أن هذا الدجال يظهر بهذه الخوارق للعادات ليمتحن الله عز وجل على يديه من شاء من عباده فمن هؤلاء رجل مؤمن يخرج فيصادفه حرس من حرس الدجال فيلقون القبض عليه ويؤتون به إليه فيسأله هل تؤمن بي يعني أنه الرب يقول لا أنت خلق من خلق الله فيأمر بقطعه نصفين ثم يقول لأصحابه هل أعيده كما كان يقولون أنت أعظم من ذلك فيعيده كما كان حيا ثم يعيد الإمتحان السابق بعدما رأيت هل تؤمن قال ما ازددت إلا إيمانا بأنك أنت الدجال الأكبر الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول الرسول في هذا الحديث إنه لا يستطيع أن يسلّط عليه مرة أخرى وذلك ليظهر عجزه في زعمه, في ادعاؤه الربوبية.

فهذه من صفات الدجال مما يتعلق بخوارقه لكن صفاته البدنية الشائنة المعيبة والتي لا تليق بالرب تبارك وتعالى أنه أعور واختلفت الروايات في تعيين اليمنى أو اليسرى لكن اتفقت كلها على أنه أعور ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة وهو يصف لهم هذا الدجال (إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور) ويزيد في تنبيه المؤمن على أن هذا الدجال يستحيل أن يكون هو الرب قال عليه السلام (وإن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) فكيف يكون ربكم هذا وأنت ترونه ولن يرى أحدكم ربه حتى يموت ثم ترونه أعور وهذه عيب ونقص والله عز وجل له كل صفات الكمال

 

(297/6)

 

 

«بيان أن الدجال شخص مخلوق والرد على من أنكر أنه شخص وقالوا هو رمز على الشر يعم البلاد في آخر الزمان و مهنم القادياني

الشيخ: ومن ما يتعلق بالدجال وصفا له أن الله عز وجل حرّم عليه مكة والمدينة فلا يتمكن من دخولهما, هذه الصفات كلها تعطي للمطلع عليها أنه شخص مخلوق ومع ذلك كله فتجد كثيرا من الكتّاب قديما وحديثا وبخاصة اليوم ينكرون هذه الحقيقة التي تواردت على إثباتها الأحاديث المتواترة فيقولون إن الدجال ليس شخصا وإنما هو رمز للشر الأكبر التي يظهر ويعمّ البلاد في آخر الزمان وهذه الدعوى ادّعاها قبل هؤلاء الكتاب ذلك الدجال السابق الذكر وهو ميرزا غلام أحمد القادياني فزعم بأن الدجال هو الشر وليس إنسانا كما أنه زعم في الأحاديث التي لا تقبل التأويل في نزول عيسى عليه السلام بأنه ليس يعني نزول شخص عيسى وإنما يعني نزول من خير وسِلْم ونحو ذلك من الصفات التي تقابل الشر الذي يرمز إليه الدجال.

 

(297/7)

 

 

«بيان ما وقع فيه محمد رشيد رضا من التقليد للقادياني في مسألة تأويل أحاديث نزول عيسى بالخير و تأول أحاديث خروج الدجال بالشر

الشيخ: وهكذا هذا الدجال القادياني تأول أحاديث نزول عيسى بالخير وتأول أحاديث خروج الدجال بالشر فقلده وتبعه على هذا التأويل كثير من الكتّاب الإسلاميين اليوم مع الأسف الشديد وقد يكون فيهم من يؤسفنا جدا جدا أن يتأوّل هذا التأويل لأننا نعتبره في مقدمة العلماء الباحثين المحققين الذين كان لهم عناية خاصة في الدعوة إلى السنة وإلى نشرها أعني بذلك الشيخ السيد محمد رشيد رضا رحمه الله ولكن مع الأسف فالأمر كما قيل لكل عالم زلة ولكل جواد كبوة, هذا من كبوات هذا الإنسان العالم حيث تأوّل مع المتأولين أحاديث الدجال وغيرها.

لا يمكن للمسلم المتجرد عن الهوى إلا أن يؤمن بحقائق أحاديث الدجال وهي تؤدي إلى ما قدمنا إليكم آنفا شيئا من خلاصتها وهي كلها تنتهي إلى أنه رجل مخلوق ربنا عز وجل يسخر له بعض المخلوقات كالمطر وكالأرض ونحو ذلك ليبتلي بذلك عباده فإما الإيمان بهذه الحقائق وإما إنكار للأحاديث من أصلها لأن التأويل هو في الحقيقة إنكار للمعنى الذي تضمنته النصوص.

يتأولون مثلا الدجال بأنه الشر فكيف يوصف بالشر بأنه أعور ويتبع أن ربكم ليس بأعور وكيف يوصف بالشر بأنه لا يدخل مكة والمدينة ونحن مع الأسف الشديد نرى اليوم قد دخل مكة والمدينة شر كبير جدا من الخلاعة ومن الفتنة بالمال ونحو ذلك والأحاديث تُصرح بأن الدجال لا يدخل مكة والمدينة.

السائل: إخوان قرّبوا شوي.

الشيخ: لكن الدجال قد دخل هاتين البلدتين المقدستين.

 

(297/8)

 

 

«بيان أسباب النجاة من فتنة الدجال و بيان وجوب الإيمان بعلامات الساعة كما وردت في السنة الصحيحة و عدم تأويلها

الشيخ: لذلك فيجب الإيمان بأن الدجال لا بد أنه سيخرج في آخر الزمان وأنه يفتتن به كل ضعيف الإيمان.

وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن من اعتاد على قراءة العشر الأول من سورة الكهف أمن فتنة الدجال ولخطورتها كان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يستعيذ منها في صلاته ويأمر بذلك كل مصل فكان عليه الصلاة والسلام يقول (إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال) فاستعاذة الرسول عليه السلام وأمره بهذه الإستعاذة دليل على خطورة هذه الفتنة لذلك فإذا كنا نتصور أن الدجال الأكبر بعيد عنا الآن فذلك لا يسوغ لنا أن لا نؤمن بخروجه إيمانا منا وتصديقا بالمُخبر به ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و يجب أن نتذكر بهذه المناسبة أن تأويل الدجال أو الدابة أو طلوع الشمس من مغربها بتآويل تلتقي مع مفاهيم الناس جميعا يجب أن نعلم أن الذي يحمل الناس على مثل هذا التأويل هو قلة إيمانهم أو ضعف إيمانهم لأن هذه أمور غيبية ثم كثير منها هي من خوارق العادة والناس قد ألفوا العادات فيصعب عليهم الخروج منها ليس فقط عملا بل وفكرا واعتقادا فمجيء إنسان كهذا الدّجال الأكبر يقول للسماء أمطري فتمطر إلى آخر المخاريق التي أشرنا إليها آنفا, هذا أمر غير معتاد لدى الناس جميعا ولذلك لا تتسع عقولهم المادية للإيمان بهذه الأخبار الشرعية فيجب أن نتذكر أن عدم الإيمان بها بعد ثبوتها إما كتابا كطلوع الشمس من مغربها كتابا وسنة كهذه الأية وإما كخروج الدجال الأكبر وقد تواترت الأحاديث الصحيحة فيه, عدم الإيمان بهذه الحقائق هو دليل فقدان الإيمان كُلّا أو جُلّا وقد قال الله عز وجل في وصف عباده المؤمنين المتقين أول ما وصفهم به هو الإيمان بالغيب فقال ((ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة)) فأول شرط الإيمان هو الإيمان بالغيب فكل ما اتسع إيمان المسلم لما جاء في الكتاب والسنة والسنة الصحيحة كلما كان أرضى وأقرب إلى الله تبارك وتعالى وكلما ضاق أفق تفكيره وقلبه عن أن يؤمن بآيات ربه وأحاديث نبيه كان ذلك أقرب إلى أن يكون, إلى, أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان.

فيجب إذًا أن نعرف أن من عقائد المسلمين الإيمان بخروج الدجال في آخر الزمان.

 

(297/9)

 

 

«بيان كيفية قتل عيسى عليه السلام للدجال

الشيخ: ومن صفاته الصحيحة أن عيسى عليه الصلاة والسلام هو الذي يقتله ويقتله أيضا بأمر خارق للعادة لا يقتله لا بالرصاص المعهود اليوم ولا بالقنابل اليدوية أو المدفعية أو بنحو ذلك من الوسائل الحديثة القاتلة وإنما بحربة ثم هو حينما يرميه بالحربة يذوب كما يذوب الملح, كل هذه الأشياء أمور خارقة للعادة فلا يسع الإنسان إلا أن يؤمن بها أو أن يكفر بها, والكفر هو الكفر وهو الهلاك بعينه.

 

(297/10)

 

 

«ذكر أقسام خوارق العادات: أولا: معجزة وكرامة، وثانيا: فتنة لصاحبه، والفرق بينهما. و ذكر أمثلة على ضلالات الصوفية في هذا

الشيخ: وقبل أن أنتقل من ذكر بعض ما يتعلق بالدجال وأوصافه إلى الدابة أريد أن أهتبلها فرصة لأذكّر كثيرا من الناس اليوم ممن يؤمنون بخوارق عادات من نوعية أخرى ويعتبرونها كرامات للأولياء لا لشيء إلا لأنها خوارق عادات فيجب أن نعلم أيضا هذه الحقيقة الشرعية ألا وهي أن خوارق العادات تنقسم إلى قسمين معجزات للأنبياء أو كرامات للأولياء هذا هو القسم الأول والقسم الآخر خوارق عادات ابتلاء من الله عز وجل لأصحابها وليست هي معجزة ولا كرامة لأهلها إنما هي فتنة كما رأيتم بالنسبة للدجال الأكبر.

هذان القسمان أمر متفق عليه بين علماء المسلمين الأمر الخارق للعادة تارة يكون معجزة أو كرامة وهذا طبعا شيء جميل وتارة يكون فتنة لمن تصدر منه أو يصدر منه ذلك الأمر الخارق للعادة وتمييز هذا النوع من ذاك النوع أو هذا القسم من هذا القسم إنما هو بالنظر إلى مصدر أي نوع من النوعين فإن كان مصدره رجلا مؤمنا نبيا أو صالحا فهو معجزة أو كرامة أما إن كان مصدره إنسان تراه لا يصلي لا يصوم بل قد تسمع منه كفريات يتأولها بعض الناس بتسميتها شطحات فهذا ليس كرامة لأن التي لأن الذي صدرت منه هذه الكرامة المزعومة لا يوصف بأنه صالح فضلا أنه يوصف بأنه نبي.

إذا عرفنا هذا فما نسمع من كثير من الناس من أنه فلان كان يمشي عاريا في الطرقات ومع ذلك صدرت منه خوارق عادات فهي له كرامات هذا لا يجوز أن ينسب إلى الإسلام إطلاقا وإنما هذه إما عبارة عن حيل و مخرقة ودجل من بعض هؤلاء الناس وإنما هو, أو هوابتلاء من الله عز وجل كما ذكرنا.

وهذا مذكور في القرآن الكريم ((ونبلوكم بالخير والشر فتنة)) الابتلاء بالخارق للعادة يكون خيرا تارة وفتنة تارة أخرى.

ومثل هذه الكرامات التي هي أحق بتسميتها بالإهانات قد امتلأت بطون كتب كثير مما يتعلق بتراجم رجال ينتسبون إلى التصوف وإلى ... .

 

(297/11)

 

 

«ذكر الشيخ لبعض الضلالات التي ذكرها الشعراني عن الصوفية في كتابه الضال المسمى طبقات الأولياء

الشيخ: ومن شاء أن يرى العجب العجاب في هذا المجال فعليه أن يرجع إلى كتاب " طبقات الأولياء " للشعراني الذي أعيد طبعه مرات ومرات لم يعد مثل عدد طباعته مثل صحيح البخاري ومسلم لأنه محشو بالأضاليل والأباطيل تحت عنوان الكرامات فهناك مثلا رجل يترجم وكل رجل هناك يترجم تبتدأ ترجمته بقوله ومنه فلان بن فلان رضي الله عنه كل شخص مترجم هناك مترضى عنه.

ومنهم فلان بن فلان رضي الله عنه كان كذا وكذا وكذا, ففي بعض هؤلاء المترجمين يقول وكان يقول " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله ", " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله ".

ناقض ومنقوض الرجل أولا في ظاهر هذه العبارة وصل إلى مرتبة الربوبية وليس الألوهية فقط وإنما الربوبية حيث يقول للشيء كن فيكون.

وهذه الصفة لم يكفر بها العرب في الجاهلية الأولى كانوا يعتقدون أن الذي يقول للشيء كن فيكون هو الله وحده لا شريك له ولكنهم أشركوا معه حين عبدوا غيره أما نحن ففي كتبنا حتى اليوم هذه العبارة من كرامات ذلك الإنسان أنه كان يقول " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله " فترى حينما كان يقول بزعمه للشيء كن فيكون كان مخلا بالأدب مع الله.

فما بال هذا الولي تارة يتأدب وتارة لا يتأدب, لو لم يكن في هذا الكلام شيء من الكفر الصريح لكفى أنه ينقض بعضه بعضا.

لأن الولي يتأدب مع الله في كل السنين أما هو يستمر يقول للشيء كن فيكون عشرين سنة, ترك ذلك عشرين سنة لماذا؟ أدبا مع الله, وقبل ذلك؟ وبعد ذلك؟ كان غير متأدب مع الله.

هذا مما ذكر في كرامات هذا الإنسان وإنسان آخر يحكيه مؤلف الكتاب نفسه عن نفسه قال ذهب لزيارة رجل من الأولياء أدركه هو فوقف على الباب وإذا به يسمع صوت من فوق من شرفة كأنه تلاوة قرآن فأصغيت إليه قال فإذا هو يقرأ قرآنا غير قرآننا وختم ذلك بقوله اللهم ... ثواب ما تلوته من كلامك العزيز إلى شيخي فلان وشيخي فلان وفلان إلخ.

فمن هذه الختمة أو هذه الجملة تأكد الشيخ نفسه أنه هذا القرآن غير القرآن الذي بين أيدي المسلمين, هذا يا جماعة مطبوع يطبع في مصر حيث هناك الأزهر الشريف طُبع مرارا وتكرارا.

وماذا أحدثكم هذا مجال واسع واسع جدا!

ولو أن هذا صار في خبر كان لما كان لي أن أحدثكم بشيء من ذلك, نقول انتهى أمره, الحمد لله, لكن يا إخواننا من عرف منكم فقد عرف ومن لا فنحن نعرف أن هذه الطامات لا تزال تمشي في عروق جماهير المسلمين اليوم وفيهم الخاصة وفيهم المشايخ.

كان هناك في حلب رجل فاضل أرادوا أن يوظفوه إمام مسجد فأرسلوا إليه لاختباره فسأله المختبر هل أنت تؤمن بكرامات الأولياء.

 

(297/12)

 

 

«ذكر قصة حول سخافات و خزعبلات الصوفية و كراماتهم وقعت في حلب

الشيخ: سأل هذا السؤال لأنه تسرب إلى مسامعه أنه هذا الإمام أو المرشح للإمامية رجل كما يقولون اليوم وهابي يعني لا يؤمن بالكرامات المزعومة فأراد أن يمتحنه فكان لبيبا هذا الممتحن قال له مثل ماذا؟

قال له مثل ما حدثنا به شيخنا أن خطيبا صعد على المنبر فبينما هو يخطب وإذا به يكاشف تلميذا له بأنه حاقن يعني مزروك.

وهو جالس يسمع خطبة الشيخ ومخجول أنه ينسحب بين الملأ جميعا فيلفت أنظار الناس فما كان من الشيخ الخطيب إلا أن مد له يده هكذا وبتعرفوا جبب المشايخ واسعة وأشار له هكذا يقول فدخل التلميذ من كمّ الشيخ وإذا به يجد هناك بستان وفيه مكان بيت الخلاء يعني فقضى حاجته ثم رجع وهو في مكانه ... !

قالوا أما هذه الكرامة فأنا لا أؤمن بها.

هذا رجل فاضل إلي عم بيمتحنه بهذه الخرافة, وبهذه السخافة.

 

(297/13)

 

 

«ذكر القصة التي وقعت للألباني مع رجل يدعى فيه الولاية

الشيخ: أما أنا فبأحدثكم عن قضية جرت بنفسي كنت في, منذ ثلاثين سنة وأربعين سنة في دير عطية قرية في الطريق إلى حلب كنت هناك سامرا ساهرا, وإذا بنا نسمع طرق النافذة لا الباب فخرج المضيف صاحب الدار لينظر من الطارق فنسمع احتفاء ومبالغة في الإحتفاء بالرجل الطارق ولمّا نراه بعد, أهلا وسهلا بأبو فلان, أنا والمجلس طبعا بدنا نشوف بقى من هذا الضيف الكريم فكانت مفاجأة لي منه ومني له لأنه ضدان اجتمعا, الرجل أعرفه وممكن بعض الحاضرين الآن بيشاركوني في المعرفة من أهل محلة العمارة, هذا الذي دخل كان يجلس دائما وأبدا بجانب الركن الجنوبي الغربي من مسجد جامع الجوزي فيها الساحة التي أمام دكانتي, في رمضان بيشرب الدخان علنا, ثيابه رثة, عيناه جاحظتان محمرتان, الله أعلم من شرب الحشيش والدخان, هذا الإنسان إذا بصاحب البيت يعتقد فيه الولاية ولذلك احتفى به احتفاء بالغا والرجل لما دخل وفوجئ بي تظاهر بأنه أبله أو مجنون أو مأخوذ كما يقولون فأخذ يركع ويسجد بدون وعي ويذكر كلام كما يقول النحاة جملة غير تامة لكن كلمات غريبة بيض وباذنجان وهيك كلمات.

بيض وباذنجان بس شو هو أكلنا بيض لا ما ذكر أي شيء بس هيك خلط كلام حينئذ افتتحت كلمة بقوله تعالى ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) من هم؟ ((الذين ءامنوا وكانوا يتقون لهم البشرى)) ((الذين ءامنوا وكانوا يتقون)) علّقت على كلمة الإيمان والتقوى ولا ولستم بحاجة إلى مثل هذا التعليق.

إذًا الخلاصة أنه الولي بالله عز وجل هو المؤمن بالله إيمانا جازما لما جاء في الكتاب السنة الصحيحة والعامل بأحكام الشريعة أمرا واجتنابا, وبلا شك ما ابتدأت الكلام بمثل هذا إلا لأصل إلى ضيفنا هذا لأقول أنه هناك ناس يتظاهرون بالولاية وقد يأتون بأمور خارقة للعادة فيظنها بعض الناس كرامات وإنما هي إهانات وتكلمت طويلا في هذا الصدد ثم سكتت ففوجئت بكلام المضيف رجل عاقل والله يا أستاذ نحن كنا نعتقد هكذا مثل ما إنت بتقول أنه الكرامة والولاية هي العمل بالكتاب والسنة, الشاهد مو هون الشاهد فيما يحكيه هذا الرجل كيف طوّر عقيدته الصحيحة إلى العقيدة الباطلة بمجيء رجل كان من أهل القرية وعاش في الأزهر الشريف عشرين سنة أو نحو ذلك يرجع إليهم ويعلمهم خلاف الإسلام وأن المهابيل هذول هذول أولياء الله و " الحجر إلي ما بيعجبك بيفجك ".

قال كنا نعتقد أنه هذا هو الإيمان وهذا هو الإسلام كما ذكرنا حتى جاءنا هذا الشيخ فأخذ يحدثنا بحكايات وقصص تتلخص أنه الله عز وجل له أشخاص سره فيهم إذا نظرتم إليهم ما يعجبكم لا عملهم ولا أقوالهم ولا أفعالهم لكن هذولا من كبار الأولياء هذول بتشوفوهم هنا تاركين للصلاة لكن الصلوات الخمس بيصلوها في المسجد الحرام ها الكلام لهم بتشوفوهم مفطرين عم ياكلوا في رمضان لكن الحقيقة صائمين أنتم هيك بتشوفوهم مفطرين.

من هذه المخاريق والأكاذيب لكن المهم القصة الآتية حكاها الشيخ الأزهري للجماعة فقلب أهل القرية إلى أمثال هؤلاء يؤمنون بالخرافات والأباطيل المخالفة للشريعة, شو هي القصة؟ قال الشيخ الأزهري لأهل القرية في مجالسه, كان هناك في ما مضى من الزمان رجل عالم فاضل وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر كان يحتسب, ينزل إلى السوق فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى وقف ذات يوم على عطار وهو يبيع الحشيش المخدر المحرم فأنكر عليه كعادته في إنكار المنكر, قال الشيخ الأزهري لأصحابه فما كاد الشيخ ينكر على بائع الحشيش حتى سلب عقله وعاد كأنه بهيمة لا يفهم شيئا, وكان أتباعه وتلامذته من حوله فأخذوه إلى داره وهو لا يعي شيئا كالدابة لكنهم أهمهم الأمر فأخذوا يتساءلون كيف العلاج؟ من نسأل؟ من نطلب معالجته؟ إلخ.

قال فدلوا على رجل ذو الجناحين وهاي تساوي طامتها طامتين, ذو الجناحين يعني يعلم بالشريعة والحقيقة, يعني علم الظاهر وعلم الباطن.

وهذا من الدسائس التي أدخلت في الإسلام ليتسنى لأعداء الإسلام الهدم من الإسلام باسم الإسلام.

شو هذا يا أخي؟ هذه حقيقة, الحقيقة شيء والشريعة شيء.

شو هاي؟ هذا من علم الباطن, علم الباطن شيء وعلم الظاهر شيء, فدل على رجل ذو الجناحين زعموا فجاؤوا إليه وقصوا عليه قصة عالمهم فسرعان ما قال لهم, هنا العبرة, ذاك البائع للحشيش هو رجل من كبار الأولياء ولذلك فعالمكم أصيب بسبب اعتراضه على ذلك الولي فأنا باجمع بين المتناقضين في وصفه بين الولي الحشاش بائع الحشيش, هذه حقيقة أمره, هو ولي, هو بائع حشيش هذا الولي الحشاش هو من كبار الأولياء عند هؤلاء الناس لذلك ذو الجناحين نصح تلامذة العالم بأن يأخذوه, أن يقودوه لا يزالون كالدابة إلى ذاك الولي وإلى ذاك الولي الحشاش أي نعم وأن يطلبوا منه العفو والمغفرة لعالمهم ويعتذرون عنه بالنيابة حتى ... نفسه, وهكذا فعلوا فما كاد يطيب قلب الولي الحشاش على العالم العامل بعلمه ومثل إنسان كان نايم واستفاق.

ثم عرف العالم بطبيعة الحال مصيبته فاعتذر أيضا هو بدوره للولي الحشاش, هذه القصة حكاها لي صاحب الدار عن شيخه شيخ القرية وأن مثل هذه القصص جعلت القرية تؤمن بمثل هذه الطامات وهذه السخافات.

 

(297/14)

 

 

«بيان الفرق الدقيق بين الكرامات و الإهانات

الشيخ: إذًا خلاصة الكلام التصديق بمثل هذه الطامات والضلالات تصدر من ناس يفعلون شرا لكن هذا في الظاهر, هذا فتح باب لأمثال هؤلاء الناس أنه إذا بعث فيهم الدجال أن يؤمنوا به لماذا؟

لأنه يأتيهم من الكرامات بزعمهم ما حكوه عن أحد من أولياءهم, يقول للسماء أمطري فتمطر, شو بدكم كرامة أعظم من هذه, نحن ما نسميها كرامه هذا أمر خارق للعادة لكن لما رأينا هذا الرجل يدعي الربوبية كان ما صدر منه مما هو من خوارق العادات كان ذلك دليلا على أن هذه ليست كرامات وإنما هي مخاريق و تدجيل منه على الناس.

إذن الحكم الفصل بين الكرامة وبين الأمر الخارق للعادة إلي هو فتنة للناس هو أن ننظر إلى المصدر فمن كان مصدره وليا صالحا فهذا نؤمن بكرامته وهناك كرامات صحيحة وثابتة عن بعض الصحابة وبعض السلف لا ننكرها أبدا لكن نحن ننكر مثل هذه الكرامات التي هي في الحقيقة إهانات أما أصل الكرامة فنحن نؤمن بها.

وهي فصل من فصول الخوارق خوارق العادات يشترك في الخوارق الصالح والطالح والمميز هو العمل الصالح فمن كان ذا عمل صالح فما صدر منه من خوارق فهي كرامة ومن كان عمله طالحا فما صدر منه من خوارق فهي ليست كرامة بل هي إهانة وحسبكم دليل على هذا ما ذكرنا لكم من خوارق العادات التي يجريها الله تبارك وتعالى على يدي الدجال.

والآن نقف ههنا فقد طال الحديث وموعدنا في إتمام بقية الكلام على الفقرات للحديث في الدرس الآتي إن شاء الله.

 

(297/15)

 

 

«كيف الجمع بين فضل الاجتماع على الذكر وقصة عبد الله بن مسعود في إنكاره على أصحاب الحلقات في المسجد؟»

الشيخ: في ذهني أن أحد السائلين كان سأل أكثر من سؤال في ورقة فأجبت عن سؤال أو أكثر وبقي هناك سؤال آخر, كان هذا السؤال يدور حول قصة عبد الله بن مسعود, قصة عبد الله بن مسعود في إنكاره على أصحاب الحلقات في المسجد الذين كانوا يعدون الذكر بالحصى فالسائل أشكل عليه هذا الأمر أشكلت عليه القصة وذكر بعض الأحاديث الصحيحة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثنى خيرا على حلقات الذكر وفي بعض الأحاديث (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتدارسون القرآن يتلون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم الملائكة و ... الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده) أو كما قال عليه الصلاة والسلام وكذلك حديث آخر طويل في صحيح مسلم أن الملائكة تنزل من السماء تتطلب وتتفقد مجالس الذكر فيشاركون أهل مجالس الذكر على الذكر, أشكل من أجل هذه الأحاديث قصة عبد الله بن مسعود ... فأنا أريد أن ألفت نظر السائل وغيره أيضا لأنه هذه مشكلة قائمة اليوم إن مجالس الذكر كأي عبادة من العبادات لا يصح أن تنكر مطلقا ولا أن تقر مطلقا وإنما الصواب أن يُقرّ من مجالس الذكر ومجالس العبادات والطاعات والصلوات ما وافق الشرع منها فليس كل صلاة عبادة كذلك ليس كل ذكر عبادة هذه الضابطة يجب على المسلم أن يحفظها في كل العبادات الشرعية وإلا اختلط عليه المشروع بغير المشروع أن تهدر مطلقا ولا أن تقر مطلقا وإنما الصواب أن يقر من مجالس الذكر ومجالس العبادات والطاعات والصلوات ما وافق الشرع منها فليس كل صلاة عبادة كذلك ليس كل ذكر عبادة هذه الضابطة يجب على المسلم أن يحفظها في كل العبادات الشرعية وإلا اختلط عليه المشروع بغير المشروع فما أنكره ابن مسعود من تلك المجالس لعلي شرحت ذلك في الجلسة الماضية أو فيما قبلها من الجلسات حينما ذكرت قصة بن مسعود هو لا لأنه مجرد ذكر وإنما لأنه احتف بهذا الذكر وأحاط به ما ليس من السنة في شيء, هل يتبادر إلى ذهن الإنسان أن ابن مسعود لا يعرف فضل الذكر ومجالس الذكر, هذا أمر مستحيل.

إذًا كان على السائل أن يتساءل ما هو السّر؟ ما هو السبب في إنكار ابن مسعود تلك المجالس وتلك الحلقات إذا أنا لم أبيّن ذلك في بعض المناسبات.

أنا أقول الآن كلمة مختصرة هناك مجلس للذكر ذكر الله عز وجل أو مجلس للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولسى بينقصنا بدعة أخرى أنا أبتدعها قولا وتحذيرا لا أبتدعها فعلا وعلما هناك بدعة ثالثة وهي مجلس للصلاة لله تعالى, فيه مجلس ذكر الله وفيه مجلس للصلاة على رسول الله وفي مجلس للاجتماع على الصلاة لله تعالى, نجتمع في وقت من الأوقات بين المغرب والعشاء مثلا نصلي فيه ركعتين لله تعالى جماعة, سمعته بها الذكر شيء؟ ما سمعته, يا ترى ما موقف علماء المسلمين وطلاب العلم منهم فيما إذا إنسان خطر في باله ها البدعة ما الذي يجعل هذه البدعة بدعة ضلالة؟ صلاة ركعتين لله عز وجل والأمر كما قال عليه السلام بحق الصلاة (خير موضوع فمن شاء فليستقل أو يستكثر) بعدين قال عليه الصلاة والسلام (يد الله على الجماعة) إذًا بدل ما يصلي كل واحد لوحده بنصلي ركعتين لله عز وجل في وقت جائز مو وقت مكروه بين المغرب والعشاء, نختار الوقت المناسب بنصلي ركعتين لله جماعة, هل منكم من منكر؟ أما الذين يعرفون هدي الرسول وسنته يقولون هذا منكر, ليه منكر؟ لأنه صلاة لله عز وجل؟ لا لأنه أحيط بهذه الصلاة ما لم يشرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

هذا المثال وحده يكفيني الآن من إطالة الكلام على أي مجلس ذكر وعلى اي مجلس صلاة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مجلس صلاة لله جماعة الظاهر إذا ما كان أفضل من تلك المجالس فهو لا يقل عنها في الفضيلة فما الذي منع من هذا وشرع ذاك؟ الجواب عند العلماء والفقهاء و السلام عليكم ورحمة الله.

 

(297/16)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(297/17)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( .... أو الدابة).»

الشيخ: لا نزال في حديث (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة) تكلمنا على الخصال الثلاثة المتقدمة طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال ثم قال عليه الصلاة (أو الدّابة) ودابة الأرض هذه التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ((وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)) هذه الدّابة لم يأتي في السنة الصحيحة شيء أكثر مما تضمنه هذا الحديث مع الآية المذكورة وجامع ذلك أنها آية من آيات قيام الساعة أما ما يُذكر في بعض الكتب التي تجمع ما هبّ ودبّ من الحديث ما لم يصح منه وما يصح فلا ينبغي الاعتماد على شيء من ذلك فههنا مثلا في شرح للترغيب والترهيب في العصر الحديث يذكر أوصافا غريبة بناء على أحاديث ضعيفة مثلا يقول لها أربعة قوائم وزغب وريش وجناحان وقيل لها رأس ثور إلخ فكل هذا أو كل هذه الأوصاف لا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ما ألمحت إليه آنفا أنها من أشراط الساعة من ذلك مثلا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض) أيضا ليس في هذا الحديث أكثر من أنها من أشراط الساعة الكبرى وفي حديث آخر جاء فيه ذكر طلوع الشمس والدّابة جاء فيه هذه الفائدة قال عليه السلام (فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا) فإن طلعت الشمس من مغربها قبل خروج الدابة فخروج الدابة تتلوها أو العكس, إن خرجت الدابة قبل طلوع الشمس فعقبها تطلع الشمس من مغربها.

هذا كل ما يمكن أن يقال في دابة الأرض وما سوى ذلك فهو رجم وظن لا يغني من الحق شيئا.

 

(297/18)

 

 

«خطأ تفسير الكتاب والمعاصرين للدابة بأنها الجراثيم

الشيخ: ومن هذا القبيل ما يجنح إليه كثير من الكتّاب المعاصرين أو المفسرين المعاصرين يفسرون دابة الأرض تفسيرا يتناسب مع ضعف إيمانهم بالأمور الغيبية التي طالما لفتنا النظر إلى أن الإيمان بالغيب هو أول شروط الإيمان, هو أول شيء يدل على أن هذا المسلم مؤمن بالله حقا لأنه استسلم لخبره الصحيح عنه كتابا أو سنة ولم يألّه عقله ولم يتبع هواه وإنما اتبع النص الذي جاءه عن الله ورسوله.

كثير من هؤلاء الكتّاب لا يظهر فيهم هذا الإيمان مع الأسف الشديد ولذلك فهم يميلون دائما وأبدا إلى تأويل النصوص الغيبية التي لا تتوافق مع الحوادث الواقعية يميلون إلى تأويلها بأمر عادي فمثلا هذه الدابة ((أخرجنا لهم دابة)) هذه الدابة قالوا عبارة عن جراثيم وساعدهم على ذلك أن في الآية السابقة تكلمهم ((أنّ الناس كانوابآياتنا)).

عيد عباسي: ((كانوا بآياتنا)).

الشيخ: ((أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)) تكلم الناس فسروا التكليم بالتجريح جرح وهذا صحيح لغة ولكن علماء التفسير أولا والظاهر من النص ثانيا ليس بمعنى التجريح وإنما بمعنى المكالمة على أنه لم يفت بعض المفسرين الأثريين الذين يعتمدون في تفسير القرآن على القرآن والأثر الصحيح كالحافظ ابن كثير الدمشقي لم يفته هذا المعنى الذي ركن إليه بعض الكتّاب المعاصرين واعتمدوا عليه وحصروا المعنى فيه ((تكلمهم)) يعني تجرحهم, هذا المعنى قد ذكره الحافظ ابن كثير لكنه قال لا مانع من تفسير التكليم في الآية بالمعنيين كليهما فهي تكلمهم تكليما وتحدثهم تحديثا وهي في الوقت نفسهم أي تجرحهم تجريحا.

فيفسرون الدّابة هنا بالجرثوم أو المكروب لأنه هذا أصبح معهودا معروفا يؤمن الناس به لا فرق في ذلك بين المؤمن والكافر أما أن تبقى الآية وتبقى الأحاديث التي وردت في أشراط السّاعة على ظاهرها فهذا مما لا يتسع قلوبهم للإيمان به فإذ هذا ينبه بأن هذا من الانحراف الذي أصاب كثيرا من المسلمين القدامى في تأويلهم لنصوص الكتاب والسنة مادامت بعيدة عن منطقهم الخاص بهم.

فهذا خروج عن الوصف الأساسي في المؤمن الذي وصفه الله عز وجل في أول سورة البقرة فقال ((الذين يؤمنون بالغيب)) فالإيمان بدابة الأرض ككل أشراط الساعة يجب الإيمان بها دون أي تأويل الذي يؤدّي بصاحبه إلى التعطيل, التعطيل معناه الجحد فالمكروبات موجودة منذ أن لم تُعرف قبل أن لا يعرفها الناس فكيف يتحدث ربنا عز وجل بأن الله عز وجل يخرج للناس دابة تكلمهم وهذه الدابة بمعنى المكروب أو الجرثوم دائما تجرح الناس وتؤذيهم وقد تميتهم لذلك يجب أن يبقى هذا اللفظ المذكور في الآية وفي الحديث الدابة على ظاهرها فهي دابة تدب على الأرض أما الأوصاف التي تذكر كما ذكرنا في بعض الكتب فلا يلتفت إليها لعدم ورود الأثر الصحيح فيها.

 

(297/19)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( ..... أو خاصة أحدكم).»

الشيخ: ثم قال في الخصلة الخامسة من الست قال عليه السلام (أو خاصة أحدكم) يعني الموت الذي لا يفر أو لا يستطيع أن يفر منه أحد فهو خاص بكل إنسان, بادروا ستا طلوع الشمس ... وخاصة أنفسكم يعني الموت على الإنسان إذا كان يستبعد مثلا لعلامات لم تظهر بعد أن تطلع الشمس من مغربها.

أن يكون عمرهم من أوساط الأعمار لا يتجاوز الستين والسبعين أيضا على المسلم أن لا يتكل على ما قد يستبعده من خروج الدجال أو الدابة أو طلوع الشمس من مغربها فأمامه أمر لا مفر له منه وهو خاصة نفسه الموت لذلك فعلى الإنسان أن يبادر إلى الأعمال الصالحة قبل أن يُفجأ بهذا الموت الذي كُتب على كل نفس حية.

 

(297/20)

 

 

«تتمة شرح حديث أبي هريرة في قوله: ( ..... أو أمر العامة).»

الشيخ: وأخيرا الخصلة السادسة في هذا الحديث (أو أمر العامة) أمر العامة هو الموت الذي يشمل عامة الناس ألا وهو كناية عن قيام الساعة فقيام الساعة تأتي بعد تلك الخصال التي ذكرت في الحديث باستثناء الموت الخاص بكل إنسان فهذا يأتيه قبل أن تقوم الساعة على أن بعض الوّعاظ يقولون إن من مات فقد قامت قيامته وهذا صحيح لأنه بموته انتهى كل شيء فإما أن يكون سعيدا فسيلقى جزاء عمله الصالح أو شقيا فعلى العكس من ذلك.

الخلاصة من هذا الحديث واضح جدا وهو أن لا يركن الإنسان إلى هذه الدنيا وأن لا يفتتن بها وأن لا يلتهي بها عما يجب عليه من أن يتدارك نفسه قبل أن يُفجأ بشيء من هذه الأمور الستة وأقربها إليه الموت الذي سُمّي في القرآن باليقين.

 

(297/21)

 

 

«وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك. رواه الحاكم وقال صحيح ع»

الشيخ: وفي نحو هذا الحديث حديث ابن عباس وهو بعد حديث ذكره المصنف هو ضعيف أما حديث ابن عباس فهو صحيح وهو قوله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرجل وهو يعضه (اغتنم خمسا قبل خمس).

عيد عباسي: إذا ممكن تقدموا شوي ... .

الشيخ: (شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما.

في هذا الحديث نصائح عظيمة جدا الفقرة الأخيرة منها هي أوثق ما تكون بما نحن فيه حيث قال عليه السلام (وحياتك قبل موتك) فإذا جاء الموت انقطع العمل كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (إذا مات ابن آدم) وفي رواية (الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فالمسلم السعيد الذي يتعظ بما وعظه به رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يستفيد ذكرى من مواعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون غافلا عنها كلها أو جلها أو بعضها فاسمعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يعظنا بقوله (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك) نحن نجد مع الأسف الشديد عامة الشباب اليوم لا يعملون بهذه النصيحة بل يعكسونها ويقلبونها, إنهم يأملون أن يعيشوا حياة طويلة وأن يتداركوا في كهولتهم بل في شيخوختهم ما يفوتهم من الطاعة ومن قيام الواجبات في حالة شبابهم وأصبح أمرا معتادا أن يسمع أحدنا شخص يقول لآخر " إيه ... عليك لسى يا أخي " خاصة فيما إذا تلحّى باللحية التي فرضها الله عز وجل على كل مسلم فيُبادرونه يثبطونه ويصرفونه عن المبادة إلى طاعة الله في مثل هذا الأمر, هذا أمر ظاهر لكن هناك أشياء أخرى نعرف آباء كثيرة يجدون بعض أبنائهم يبادرون إلى الصلاة وإلى المساجد وهم بعد لم يبلغوا سن التكليف "إيه ... وين رايح للدنيا برد الدنيا مطر" فبيثبطوه وتثبيطا فظيعا جدا ولولا قوة إيمان هذا الشاب لاستجاب لتثبيط أبيه, ... صغير هكذا يفعلون اليوم أما الذين استجابوا لموعظة الرسول عليه السلام حين قال (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ... ) وقد كانوا على عكس ما نحن عليه اليوم تماما.

 

(297/22)

 

 

«الكلام على قصة عبد الله بن عمرو بن العاص حين زوجه أبوه والكلام عن الغلو في الدين

الشيخ: ولعل الكثيرين منكم يذكر قصة عبد الله بن عمرو بن العاص حينما زوّجه أبوه, سدوا ها الفراغ يا إخواننا سدوا ادنوا ادنوا شوية ادنو هيك.

عيد عباسي: ... .

الشيخ: تراصوا يا إخواننا تراصوا لا تكونوا أنانيين خلوا المجال للآخرين.

عبد الله بن عمرو بن العاص كان شابا لما زوجه والده عمرو بفتاة من قريش وذات يوم يسأل والده كنته زوجة ابنه عن حالها مع زوجها فكنّت له بعبارة لطيفة قالت إنه لم يطأ لنا بعد فراشا يعني أنه تزوج لكن ما تزوج لأنه فراشنا ما وطأه بعد لماذا؟ لأنه يصوم الدهر ويقوم الليل فمتى يتفرغ لزوجته؟ ولا شك أن مثل هذا الخبر يُزعج الوالد سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الشخصية لأنه زوجّه ليحصنه وليريحه ومن الناحية الشرعية لا يجوز للمسلم أن يهتم بالعبادة أكثر مما شرع الله عز وجل لأن ذلك غلو في الدين وقد قال رب العالمين في كتابه الكريم ((قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)) ((لا تغلوا)) وقد وصف الرسول عليه السلام شيئا من الغلو في حالة كأن المسلمين فهموا من ذلك الوصف عكس ما أراد الرسول عليه السلام ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما حجّ حجة الوداع واقترب في إفاضته من المزدلفة إلى منى من منى قال لابن عباس التقط لي سبع حصيات مثل حصى الخذف وأشار ويقول العلماء أنه ذلك قدّ الحمصة الكبيرة وقال عليه السلام بهذه المناسبة لابن عباس (وإيّاكم والغلو في الدين فإن ما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم) فماذا يفعل الناس اليوم حينما يرمون الجمرات؟ نرى العجب العجاب, الرسول صلى الله عليه وسلم وجّه المسلم أن يلتقط حصيات صغارا لأن المقصود ليس هناك محاربة مادية وإنما هي محاربة معنوية روحية فلذلك أوصى بعدم تكبير الحصاة ثم لعلها تصيب رؤوس كثير من الذين اجتمعوا حول الجمرة وهذا يقع كثيرا فإذا كانت الحصاة كبيرة فقد تؤذي من أصابته.

فاليوم نرى حول الجمرة النعال متراكمة بعضها فوق بعض لأن الجهّال من المسلمين لم يتأدبوا بأدب الدين فهم يتصورون هناك شيطان فعلا واقف ينتظرهم ليرجموه والحقيقة ليس كذلك وإنما هناك مكان خرج فيه شيطان لأبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فرماه بالجمرة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر المسلمين من الغلو في الدين حتى في تكبير الجمرة الحصى التي يرمي بها الجمرة.

ففي العبادة وقيام الليل وصيام الدّهر هذا من باب أولى أن ينهى عنه الرسول عليه السلام فلما سمع عمرو من كنته ما سمع شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمر فإما لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما أرسل إلي قال (بلغني أنك تقوم الليل وتصوم النهار ولا تقرب النساء) فقال قد كان ذلك يا رسول الله قال (فإن لنفسك عليك حقا ولجسدك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك) أي من يزورك ولضيفك (عليك حقا) ثم أخذ يضع له عليه الصلاة والسلام منهاجا يلتزمه في حياته كلها لا يزيد على ذلك فهو كان يصوم الدهر كله قال له صم من كل شهر ثلاثة أيام والحسنة بعشر أمثالها فكأن صمت إيه؟ الشهر كله في ثلاثة فماذا كان الجواب؟ هنا الشاهد قال يا رسول الله إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك هو بيقول عكس ما يقول الناس اليوم تماما يقولوا ... شلون شبابي أنه أضيّع وقتي في أقل من هذه العبادة التي أنا قائم بها ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام يرى ما لا نرى كما قالت السيدة عائشة له حينما قال لها عليه السلام (يا عائشة هذا جبريل يقرؤك السلام) قالت وعليه السلام يا رسول الله ترى ما لا نرى, أنت بتقل لي هذا جبريل يقرؤك السلام فعليه السلام وأنا أصدقك بما تقول لأنك ترى ما لا نرى فإذا كان الرسول عليه السلام يرى بالبصر ما لا نرى فهو أولى أن يرى بالبصيرة ما لا نرى بها ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يرى عاقبة مبالغة عبد الله بن عمرو في عبادته وقد حدث ذلك فعلا فلما قال ابن عمرو إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك قال له عليه الصلاة والسلام (صم كذا) حدد له أيضا ... آخر قال إني شاب إني أستطيع أكثر من ذلك يعيد نفس الكلام السابق وأخيرا قال له عليه السلام (صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه السلام والصلاة وكان لا يفر إذا لاقى) قال يا رسول الله إني أريد أفضل من ذلك قال (لا أفضل من ذلك) هذا من حيث الصيام صيام الدهر لم يرضه له الرسول عليه السلام وإنما أعطاه صياما هو يساوي فعلا نصف الدهر وأجرا كل الدهر وهذا هو الكسب الحقيقي ومن حيث إحياء الليل كله الذي كان يفعله قال له عليه الصلاة والسلام (اقرأ القرآن في كل شهر مرة).

 

(297/23)

 

 

«كيف التوفيق بين الآية التي تحدد خلق السموات في ستة أيام وبين الحديث الذي في صحيح مسلم الذي فيه: (أن خلقهم تم في سبعة أيام)؟»

الشيخ: السائل يقول كيف نوفق بين الآية التي تحدد خلق السماوات والأرض في ستة أيام وهي معروفة طبعا والحديث الذي في صحيح مسلم الذي يقول إن خلقهم تم في سبعة أيام.

هذا السؤال خطأ لأن الحديث الذي يشير إليه صاحبنا السائل ليس فيه أن الله خلق السماوات والأرض في سبعة أيام لو كان الحديث هكذا كان السؤال واردا كيف التوفيق بين الآية بتقول خلق السماوات والأرض في ستة أيام وبين الحديث خلق السماوات والأرض في سبعة أيام؟ الحقيقة أن الحديث ليس فيه شيء من ذلك الحديث يتحدث عن التبدلات والتغيرات التي أجراها الله عز وجل بقدرته وحكمته في الأرض بعد أن خلقها وطور فيها ما شاء فيها من التطوير بس الحديث يتحدث عن الأرض وما جرى فيها من التطوير فليس ذكر في الحديث السماوات وأنه خلق السماوات والأراضين في سبعة أيام على خلاف الآية الكريمة اسمعوا الحديث الذي رواه مسلم (خلق الله التربة يوم السبت -التربة يعني التراب- وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس ووخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل) وين السماوات ليس في الحديث ذكر السماوات إطلاقا وإنما فيه كما سمعتم ذكر ما أجرى الله عز وجل في هذه الأرض من تطوير التربة خلقها السبت والجبال وو إلى آخره فإذن الحديث يعالج شيئا لم تعالجه الآية والآية تعالج شيئا لم يعالجه الحديث فضم الآية إلى الحديث تخرج بنتيجة كاملة لا اختلاف ولا اضطراب فيها وإن عجبي لا يكاد ينقضي من أن هذا الوهم الذي وقع فيه السائل هو وهم قديم وقديم جدا حمل كثيرا من علماء الحديث الكبار إلى أن يطعنوا في هذا الحديث لا من حيث إسناده وإنما من حيث متنه توهموا أنه يخالف الآية وليس كما سمعتم في هذا الحديث ما يخالف الآية مطلقا فما أدري كيف تسرب مثل هذا الوهم إلى عقولهم فأعلّوا الحديث وقالوا أن هذا من الإسرائيليات التي كان كعب يحدث بها فتلقاها بعض الرواة عنه ثم وهم بعض آخر منهم فرفعه إلى أبي هريرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا تعليل من أعجب ما قرأت في كتب الحديث وأعجب من هذا العجب أن يكون في مقدمة هؤلاء الطاعنين في هذا الحديث بذلك المنطق الخاطئ أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري فهو الذي أعل الحديث بما سمعتم وتبعه على ذلك ماشاء الله من علماء في مقدمتهم أيضا ابن تيمية وإمامنا الحافظ بن كثير أورد هذا الحديث وحكى الطعن فيه من البخاري وغيره ومرّ عليه مرّ الكرام وهم جميعا لا يتنبهون إلى أن الحديث يعالج شيئا لا تتعرض له الآية وليس هو بالمعارض للآية مطلقا بالإضافة إلى أنه سند الحديث رجاله كلهم ثقات وليستكان فيه رجل ممن في حفظه شيء ولو شيء قليل من الضعف حتى يكون هناك منفذ لإعلان الحديث من حيث إسناده لكن العجيب أن كل راوٍ من أولئك الرواة متفق على توثيقه وتعديله ولذلك أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وهنا يظهر وجه من وجوه الخلاف بين الإمامين وأنهما بشر فيخطئ هذا مرة بينما يصيب ذاك وبالعكس يخطئ ذاك ويصيب هذا في مرة أخرى وهكذا, خلاصة القول أن هذا الحديث صحيح لا شك ولا ريب فيه وليس هو بالذي يخالف الآية المشار إليها لا من بعيد ولا من قريب.

 

(298/1)

 

 

«ما صحة الحديث: (سيأتي يوم على أمتي يحبون خمسة وينسون خمسة يحبون الدنيا وينسون الآخرة يحبون المال وينسون الحساب يحبون الخلق وينسون الخالق يحبون الذنوب وينسون التوبة يحبون القصور وينسون القبور)؟»

الشيخ: هنا سؤال يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (سيأتي يوم على أمتي يحبون خمسة وينسون خمسة يحبون الدنيا وينسون الآخرة يحبون المال وينسون الحساب يحبون الخلق وينسون الخالق يحبون الذنوب وينسون التوبة يحبون القصور وينسون القبور) هل هذا صحيح وإذا كان صحيحا فإن عبارة الزمن فيه اليوم جاءت مطلقة فهل المقصود من هذا الإطلاق أنها تنطبق على كل زمن بعد زمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى يوم القيامة؟

هذا حديث لا نعرف له أصلا في شيء من كتب السنة إطلاقا التي اطلعنا عليها.

 

(298/2)

 

 

«ما هو حكم التصفيق بواسطة الكفين ثانيا: تشبيك الأصابع ثالثا: الصفير بالفم رابعا: اقتران رفع اليد مع السلام خامسا: لبس الطويل بالنسبة للرجال سادسا: الشرب زرنقة

الشيخ: يقول السائل هنا السلام عليك ولو قلت السلام عليكم كان خير لك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هو حكم كل من الأمور التالية مع ذكر الدليل التصفيق بواسطة الكفين, ثانيا الفقش بواسطة الأصابع وتشبيك الأصابع, ثالثا الصفير بواسطة الفم, رابعا اقتران رفع اليد مع السلام أو إنابتها عنه في حال البعد, خامسا إرتداء اللباس الطويل بالنسبة للرجال, سادسا الشرب زرنقة؟

 

(298/3)

 

 

«ما هو حكم التصفيق بواسطة الكفين مع الدليل؟»

الشيخ: التصفيق بواسطة الكفين بنص الحديث الصحيح هو من شأن النساء فقد قال عليه السلام في حديث البخاري ومسلم (التصفيق للنساء والتسبيح للرجال) أو قدم (التسبيح للرجال والتصفيق -وفي لفظ- والتصفيح للنساء) هذا في الصلاة في العبادة لأجل التنبيه أما التصفيق خارج الصلاة فذلك من عبادة المشركين في عهد الرسول عليه السلام كما قال ربنا تبارك وتعالى في القرآن ((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية)) التصدية التصفيق ولذلك فالمسلم ينتهي عن التصفيق والتصفيق تسرب إلينا من عادات الكفار الذين لا دين عندهم ليعلمهم ماهم بحاجة إليه من الأداب الإجتماعية فهم يصفقون لإظهار التعجب أو الرضى من أمر ما, أما أدب الإسلام في مثل هذا الصدد أي الفرح والتعجب فليس هو إلا ذكر الله تبارك وتعالى وتكبيره ولعلكم على ذكر من الحديث الذي مر معنا في درس قريب جدا حديث أبي طويل شطب الممدود هذا الرجل ذي الاسم الغريب الذي جاء إلى الرسول عليه السلام فذكر له ما معناه أنه لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل له من توبة فذكر له الرسول عليه السلام بأن له توبة وأن الله عز وجل يثيبك على توبتك بأن يجعل سيئاتك حسنات فانصرف الرجل وهو يقول الله أكبر الله أكبر حتى غاب عن النظر هكذا يكون إظهار المسلم تعجبه بتكبير الله عز وجل أما التصفيق فهو في حال العبادة للنساء أما في الحالات العادية الإجتماعية فليست هي من عادات المسلمين بل هي كانت من عادات المشركين من عبادات المشركين وهي اليوم من عادات غيرهم من المشركين لذلك

السائل: إعجاب وليس تعجب

الشيخ: نعم إعجاب إيش

السائل: يعني تعجبه من نعمة الله أو تحققه بمعنى اندهاشه إعجاب بمعنى ... .

الشيخ: وهو يعني صدقت صحيح هذا فيما يتعلق بالتصفيق.

 

(298/4)

 

 

«ما حكم الفقش وتشبيك الأصابع؟»

الشيخ: أما الفقش وتشبيك الأصابع فليس فيهما أي محذور إلا في حالة الصلاة في حالة الصلاة لأن طقطقة الأصابع لا يتناسب مع السكون في الصلاة وأما التشبيك في الصلاة فقد جاء النهي عنه بل جاء النهي عن التشبيك وأنت منصرف إلى الصلاة وأنت منتظر للصلاة ففي الصلاة لا يجوز التشبيك من باب أولى.

السائل: ... هذا الفقش بيحدث بصوت بالأصابع يعني ضغطه

الشيخ: الفقش بواسطة الأصابع ما المقصود به؟ يعني لماذا يفعل هذا مين السائل يوضح لنا شو مقصوده بالسؤال؟

سائل آخر: أحيانا لإلفات النظر ... فما بينتبه للأصابعه فبيفقش يعني

الشيخ: لإلفات النظر شايف وين السائل وين أنتم هاي مشكلتنا إحنا هو بيقول لإلفات النظر تسميع يعني لا أرى فيه شيئا.

 

(298/5)

 

 

«ما حكم الصفير بواسطة الفم؟»

الشيخ: الصفير بواسطة الفم سبق الجواب أنه من عبادة المشركين ((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء)) أي صفيرا ((وتصدية)) تصفيقا.

 

(298/6)

 

 

«ما حكم اقتران رفع اليد مع السلام أو إنابتها عنه عند البعد؟»

الشيخ: رابعا إقتران رفع اليد مع السلام أو إنابتها عنه في حال البعد, إنابتها لا يجوز بأي وجه من الوجوه إنابة رفع اليد بدل السلام لا يجوز بأي وجه من الوجوه وإنما قد يجوز قرن رفع اليد مع السلام تارة ولا يجوز تارة إذا كنت قريبا فقلت للمسلم السلام عليكم فهنا لا يجوز أن ترفع يدك لأن هذا الرفع من شعار غير المسلمين أما إذا كان المسلم عليه بعيدا عنك فسلمت عليه بلفظك وأشرت إليه بيدك فلا بأس من ذلك.

السائل: كمان قصده التصفير للمناداة للبعيد.

الشيخ: الصفير بواسطة الفم؟

السائل: إذا كان عن بعد ... .

الشيخ: يناديه يا فلان يا كذا مافي غير الصفير! ما بيجوز هذا.

السائل: حتى لو استخدام التصفير في حالة إنذار كخطر

السائل: ... .

الشيخ: شو هاد

السائل: رفع اليد لرد السلام إذا كانت ... ما ذكرت فيه استثناء ... الصلاة رفع اليد

الشيخ: ما ذكرنا أحكام الصلاة نحن هلاّ

السائل: جميع ... .

الشيخ: اقتران رفع اليد مع السلام خارج الصلاة السؤال وإلا داخل الصلاة

السائل: مطلقا.

الشيخ: لا السؤال ليس المقصود به الصلاة واضح أو إنابتها عنه في حال البعد صلاة.

 

(298/7)

 

 

«ما حكم لبس الطويل بالنسبة للرجال؟»

الشيخ: خامسا ارتداء اللباس الطويل بالنسبة للرجال إذا كان اللباس ما دون الكعبين فقد ذكرنا أحاديث كثيرة أنه لا يجوز إطالة البنطلون تحت الكعبين لأن الرسول عليه السلام يقول (أزرة المؤمن إلى نصف الساق فإن طال فإلى الكعبين فإن طال ففي النار)

 

(298/8)

 

 

«ما حكم الشرب زرنقة؟»

الشيخ: سادسا الشرب زرنقة الشرب زرنقة من الناحية الشرعية لا أجد فيها مخالفة إلا إذا زرنقها مرة وحدة فهنالك تكون مخالفة واضحة لأنه السنة أن يشربها بثلاث أنفاس فلو افترضنا متكلفا هذه الزرنقة زرنقها على ثلاث مراحل فلا أجد في ذلك نصا في الشرع ينهى عنه لأنها من الأمور العادية أما طبيعة فأنا أتعجب كيف يتهنى هؤلاء الذين يشربون مثل هذا الشرب.

 

(298/9)

 

 

«ما صحة حديث: (مصوا الماء مصا ولا تعضوه عضا)؟»

السائل: ... مصوا الماء مصا هل هذا له دليل؟

الشيخ: حديث ضعيف حديث "مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا " حديث ضعيف.

 

(298/10)

 

 

«الرجاء تفصيل حادثة حمل وولادة المسيح عليه السلام؟»

الشيخ: السلام عليكم فالرجاء تفصيل حادثة حمل وولادة السيد المسيح عليه السلام وكيف تمت ولكم الشكر؟

ليس لدينا في الكتاب بل ولا في السنة تفصيل لحادثة ولادة المسيح عليه الصلاة والسلام وحمل أمه به ولذلك فلا يجوز لنا أن نتوسع في أمر مضى وانقضى من عندنا دون أن يكون لدينا نص في الكتاب وفي السنة.

 

(298/11)

 

 

«ما حكم المسارعة إلى مجلس العلم بدون أداء سنة المغرب البعدية؟»

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم, يلاحظ بعض الإخوان يسارعون إلى هذا المجلس عقب صلاة المغرب دون أن يؤدوا سنتي المغرب البعدية هيك مكتوب سنتي وهو يعني دون أن يؤدوا سنة المغرب البعدية ما حكم ذلك؟

الجواب هذه حقيقة مشاهدة أي أن بعض الإخوان لا يصلون السنة لا في المسجد ولا في البيت هاهنا لكن أيضا مما نشاهد أن بعضا آخر يحافظون على هذه السنة دائما أو أحيانا والأمر في رأينا ليس صعبا فهو سهل فيما إذا تذكرنا حديث الأعرابي الذي جاء يسأل الرسول عليه السلام عما فرض الله عليه من صلوات فلما أخبره عليه الصلاة والسلام بالخمس في كل يوم وليلة انصرف الرجل يقول والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص فشهد الرسول عليه السلام له بأنه إن صدق دخل الجنة وهناك أحاديث تحض المسلم على الإكثار من التطوع كما قال عليه السلام (أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر) في حديث آخر (وإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع فتتموا له به فريضته) فهذا الحديث فيه حض بالغ للمسلم على أن يكثر من التطوع لأنه يوم القيامة حينما توزن الأعمال وأول ما يوزن الصلاة فإذا كان فيها نقص ما استدرك هذا النقص على حساب التطوع من الصلاة ولكننا نحن لا نستطيع بل لا يجوز لنا أن نكون أغير على كل مسلم من غيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على كل مسلم أي لا نجوز أن نغالي فنقول فننكر على الذين لا يصلون السنن سواء بهذه المناسبة أو بغيرها لماذا؟ لأن الرسول عليه السلام ما أنكر على الأعرابي بل قال (دخل الجنة إن صدق) لكن هو من جهة أخرى يحض المسلمين كافة على أن يكثروا من التطوع للسبب الذي ذكره في الحديث الماضي ولذلك فحسبنا وحسب السائل معنا أن يعرف هذه الحقيقة وينبه الناس إليها يعني من يراه غير محافظ على السنة سواء سنة المغرب البعدية أو غيرها أن يحضه ويذكر له فضل المحافظة على هذه السنن فإن لم يستجب فلا عليه من بأس لأن الرسول عليه السلام صارحه الأعرابي وحلف يمينا لا أزيد عليهن وهذا الذي تراه لم يصلي ما حلف لك يمين يمكن رأيته ما صلى مرة مرتين وأحيانا صلى فما دام أن الرسول عليه السلام لم ينكر على ذاك الأعرابي الذي حلف أنه لا يزيد على الصلوات الخمس فليس لنا أيضا أن ننكر على من فعل فِعل ذلك الأعرابي فكيف إذا حلف الحلف هاهنا أشد إغراقا في الإنكار بالنسبة إلى هذا الذي يلاحظ إنكار الإنكار على الذين يتركون سنة المغرب وغيرها أيضا.

الخلاصة يجب أن نفرق بين ما فرض الله وما حض الشارع الحكيم عليه من العبادات والطاعة فما فرض نأمر به أمرا وننكر على كل من تهاون بشيء منه وما لم يفرضه وإنما حض عليه حضا فنحن أيضا نتبع الرسول عليه السلام في الحض عليه ولا نغالي في الحض ولا نتخذ أو نوجد عداوة بيننا وبين هؤلاء الذين قد لا يحافظون على السنة.

السائل: في مقدمة إن بعض الأخوان يسارعون إلى المكان يعني مما يفسد ... .

الشيخ: أخي اجتماعنا هذا في الواقع يعني ما يمكن إخفاؤه فلذلك تحصيل حاصل هذا الذي أنت تفكر فيه واجتماعنا هنا كما ترون اجتماع علمي خالص فأي محضور من وراء هذا التجمع والدخول.

سائل آخر: نتيجة الركض إلى المسجد الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراع إلى الصلاة فقال عليكم بالتؤدة فأيضا يعني

الشيخ: إي هذا قياسك أنت يا أبا محمد.

 

(298/12)

 

 

«أرجو شرح هذا الحديث: (سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)؟»

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم أرجوا شرح هذا الحديث (سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) إي شو بو نعم؟

السائل: ... صحيح؟

الشيخ: صحيح.

 

(298/13)

 

 

«ما صحة حديث: (كل قرض جر منفعة فهو ربا) وما معناه؟»

الشيخ: حديث (كل قرض جرّ نفعا فهو ربا) تحقيق سريع في صحته وشرحه موجزا لفائدته أو لمحاذيره؟ الحديث ضعيف إسنادا (كل قرض جرّ نفعا فهو ربا) من حيث الإسناد فهو ضعيف ومن حيث الفقه صحيح مع التقييد على إطلاقه معنى ليس صحيحا ذلك لأنه ثبت في السنة أن الرسول عليه السلام استقرض ووفّى زيادة على ما استقرض استقرض بعيرا فأوفى صاحبه بعيرين ولذلك فهذا الحديث مع ضعف إسناده منكر بملاحظة إطلاقه أما التقييد فهو كما يأتي كل قرض مشروط, كل قرض مشروط أي سلفا فهو ربا حينئذ هذا الكلام صحيح أما كل قرض جرّ نفعا فإن جر نفعا بسبب حسن خلق الدائن والمدين فهذا لا ضير فيه إما إن جرّ نفعا بسبب اشتراط الدائن الفائدة الزياة فهذا ربا كما في الحديث نفسه على ضعفه.

 

(298/14)

 

 

«قال بعض المذهبيين بأن حديث: (يا غلام سم الله وكل بيمينك .... ) يدل على السنية لأن الغلام ليس بمكلف فكيف الرد؟»

الشيخ: قال بعض المذهبيين بأن الحديث النبوي (يا غلام سم الله وكل بيمينك) إلى آخره يدل على السنية وليس على الوجوب لأن الغلام غير مكلف نرجو الرد على هذا الكلام؟

الرد عليه ببساطة أن تذكروا معي قول الرسول عليه الصلاة والسلام (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع) فهل من قائل بأن الرسول عليه السلام أمرنا بأن نأمر أولادنا بالصلاة هذا يدل على إنه الصلاة غير مفروضة؟ لا, الشارع الحكيم يأمرنا أن نأدب أولادنا منذ بدء تمييزهم من سن السابعة أن نأمرهم بالأداب الإسلامية ولا سيما ما كان منها من الفرائض فمن ذلك (مروا أولادكم وهم أبناء سبع) ليس معنى أن هذه الصلاة ليست مفروضة على الكبار لا, لأن فرضيتها ثابتة بنصوص كثيرة جدا ولكننا أمرنا في هذا الحديث أن نربي أطفالنا على هذا الفرض الذي أمرنا به فهاهنا لما قال الشارع (سمّ الله وكل بيمينك) هذا لا يعني أنه ليس واجبا لأنه ليس مكلفا تماما كما هو الشأن في الصلاة لا سيما وقد جاءت أحاديث أخرى (سموا الله) سموا الله هكذا أمر عام لجميع المكلفين البالغين فإذا جاء مثل هذا الأمر الموجه إلى الغلام فهو كالأمر الموجه إليه بالصلاة فكلاهما لا يدل على أن المأمور به هنا وهناك ليس بالأمر الواجب.

 

(298/15)

 

 

«ما الدليل على أن السارية أو المنبر يجعل الصف الذي على يسيره باطل الصلاة وهل الحكم هنا اجتهادي؟»

الشيخ: ما الدليل على أن السارية أو المنبر يجعل الصف الذي على يساره باطل الصلاة ومن قال أن الصلاة باطلة والحالة هذه؟ هذا خطأ وهل الحكم في هذه المسألة حكم اجتهادي أم غير ذلك؟ ومن قال بذلك من العلماء؟ وأين يراجع هذا البحث؟

يراجع في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي للغزّالي, وهل تبطل الصلاة في حالة اضطرار المصلي أن يقف بين السواد مثلا في حالة الازدحام يوم الجمعة؟ لا تبطل الصلاة لا في حالة الزحام ولا في حالة غير الزحام وإنما نهى الرسول عن الصف بين السواري فهذا لا يفهم بطلان الصلاة وإنما النهي عن تسوية الصف بين السواري وهذا حين الإمكان أي حينما يكون في المسجد فسحة وسعة أما إذا كان هناك زحمة كيوم الجمعة مثلا فبحسبك أنت الحريص على ألا تخالف أمر الرسول عليه السلام أو الحريص على ألا تواقع نهي الرسول أن تتقدم أو تتأخر وليصف غيرك بين الساريتين ممن لا يبالي مطلقا بهذه المخالفة حتى ولو كان في المسجد سعة فالمسألة عند الادزحام سهلة.

 

(298/16)

 

 

«ما حكم قراءة الفاتحة بعد كل صلاة؟»

الشيخ: السلام عليكم ما حكم قراءة الفاتحة بعد كل صلاة؟

نقول قراءة الفاتحة كقراءة أي سورة من القرآن لها أجرها المعروف في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات لا أقول آلم حرف بل ألف حرف, لام حرف, ميم حرف) أي آلم بثلاثين حسنة هذا فضل من يقرأ القرآن كله لا فرق بين الفاتحة وبين غيرها وإن كان هناك فيه تفاضل من جهات أخرى كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن) وفي رواية لمسلم (أن الرسول عليه السلام خرج يوما على أصحابه وقال أيعجز أحدكم أن يقرأ في كل يوم القرآن كله؟ قالوا كيف ذلك يارسول الله؟ قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن) فمن قرأ ثلاث مرات قل هو الله أحد فكأنما قرأ القرآن كله الغرض من هذا هو تنبيه الحاضرين وليبلغ الشاهد الغائب أن قراءة القرآن دائما وأبدا له هذه الفضلية ولكن لا يجوز تخصيص مكان معين بسورة معينة بدون إذن من الشارع الحكيم, لأن الله عز وجل له كل صفات الكمال التي تفرد بها دون العالمين جميعا, من ذلك أن حق التشريع إنما هو له وحده لا شريك له كما قال تعالى ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله)) فكل دين لم يأذن به الله فليس دينا وليس الدين هوى وليس الدين استحسان ولذلك قال الإمام العربي الهاشمي المطّلبي الإمام الشافعي قال " من استحسن فقد شرع " المسلم يستحسن شيء من ... كما يقولون من عقله من كيفه من هواه بدون إذن من الله فاتخذ نفسه شريكا مع الله من حيث لا يحس ولا يدري ولا يشعر لذلك أنكر الله عز وجل على المشركين حينما كانوا يحرمون ما شاؤوا ويحللون ما شاؤوا فقال لهم ربنا عز وجل ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) لذلك لا يجوز للإنسان أن يشرع من نفسه شيئا مهما كان صغيرا مهما استحسنه بعقله كما يقولون اليوم يا أخي شو فيها زيادة الخير خيرين ما فيها شيء المسكين ما عم يلاحظ الآية ((ما لم يأذن به الله)) ما بيكفي أنه أنت تفعل شيئا ما أذن الله لك به هذا تشريع لذلك قال تعالى منددا بالمشرعين وبالمقلديين للمشرعين ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم)) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله كيف يعني؟ الأحبار يعني العلماء والرهبان يعني العباد الصالحين اتخذوهم أربابا من دون الله شو يعني اعتقدوا بيخلقوا مع الله بيرزقوا مع الله بيحيوا مع الله؟ لا؟ وهذا ما أشكل على عدي بن حاتم الطائي لأنه كان رجلا من العرب الذين تنصروا في الجاهلية وقليل ماهم فلما نزلت هذه الآية الكريمة أشكلت عليه لأنه فهم الآية كما يفهمها بعض الناس من الجاهلين اليوم ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) يعني بيعتقدوا فيهم صفة الخالقية والرازقية ونحو ذلك فقال يا رسول الله ما اتخذناهم أربابا من دون الله يعني بهذا المعنى الخطأ فدله عليه السلام على الصواب بطريق السؤال والجواب قال (ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالا حرمتموه وإذا حللوا لكم حراما حللتموه؟ قال أما هذا فقد كان قال فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله) لذلك كل إنسان من حبر يعني عالم أو من صالح ومتعبد بيستحسن شيء بعقله فمعناها هو نسب نفسه شريك مع ربه واللي بيقلده بيتبعه اتخذه ربا من دون الله تبارك وتعالى لذلك لا يغرنكم كون هذا الشيء حسن بعقلكم فتقولوا ما فيها شيء لأنه لو كان الدين بالعقل ما كان هناك حاجة ولا حكمة لأن يبعث الله عز وجل الرسل وينزل الكتب لكن ربنا اللي خلق البشر هو يعلم أن البشر بحاجة إلى وحي السماء وأن ينزل هذا الوحي إلى شخص ... يهتم بهذه النصوص في القرآن وهذه أحاديث كثيرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام من ذلك (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) بعد هذه المقدمة أعود إلى أصل السؤال قراءة الفاتحة بعد الصلاة يا ترى ليش قراءة الفاتحة مو قراءة مثلا سورة أخرى هي ((إنا أنزلناه)) كدت أقول مثلا سورة يس فورتها راح يعترض المعترض هي طويلة هي جيبنا له وحدة مثلها أو أقصر منها ليش ما نقرأ مثلا ((إنا أعطيناك الكوثر)) ليش ما نقرأ ((قل هو الله أحد)) مثل ما بيعملوا قبل الصلاة مافي سؤال ليش مشرع هو؟ ربنا لما بيقول المغرب ثلاث ركعات ما بنسأله الصبح ركعتين ما بنسأله بقية الصلوات أربعة أربعة ما بينسأله أما العبيد لما بيدهم يقولولنا عن شيء نسألهم لأنه مانهن مشرعين فليش يا جماعة صرتوا تقرؤوا الفاتحة دون سواها من السور هيك تجي بعقل أول مبتكر أول مخترع أول مشرّع إن صح التعبير وسار الناس وراه يتبعون كل ناعق كما جاء في بعض الآثار فأقول خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهدى محمد يا ترى فيه مسلم بيعتقد بنقصه؟ لا, فيه مسلم بيعتقد أنه الرسول ما علمنا أوراد بعد الصلاة ما فيه أيضا طيب خلينا نشوف الأوراد الواردة في كتب السنة وبصورة خاصة في كتاب الإمام النووي لأنه هذا من الأئمة الأفاضل المشهورين له كتاب اسمه الأذكار شوفولنا بكتاب الأذكار للإمام النووي فيه قراءة الفاتحة بعد الصلاة؟ لا تجدون لذلك أثرا إذا هي من محدثات الأمور وقد قال عليه الصلاة والسلام (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) بالرغم من هذا الكلام أعتقد أنه في بعض الحاضرين ممن لم يسبق لهم سماع كلمات في ... ما بيكون في ... الكلام حيرجع يقول لي يا أخي شو فيها قراءة الفاتحة وما دامك بتقول كل حرف له ثلاثين حسنة شو بها نعم

السائل: كل حرف عشر حسنات

الشيخ: كل عشر آلم ثلاثين حسنة إيه نعم شو فيها قراءة الفاتحة إذا؟! أخي أنت لا تنظر إلى كون هذا القرآن له الفضيلة انظر إلى المكان الذي أنت وضعته وإذا أخذت ... عن محلها ما فيها شيء وين ما قرأت الفاتحة إلك هذاك الثواب بكل حرف عشر حسنات لكن ليش عم تقرأ الفاتحة وعقب الصلاة إذا ... معناها شرعت إذا اتباع للرسول هات النص وهاي جيبنا لك الشاهد أذكار النووي مو موجود ولا في أي كتاب في الدنيا وإنما هذا موجود في عادات الناس إذا من الضروري إنه نذكر بأنه البدعة تنقسم إلى قسمين بدعة حقيقية وبدعة إضافية, البدعة الحقيقية ما لها أصل منوب بالشريعة وما لنا فيه هالقسم الآن, البدعة الإضافية هي من جهة لها أصل ومن جهة ما لها أصل مثل هذه الفاتحة سورة في القرآن هو ... الثواب اللي ذكرناه لكن وضعها في هذا المكان بدعة أي تلصق بالفاتحة أن جعلت في مكان معين مثل الشارع الحكيم جعلها في مكان معين وين جعل الفاتحة؟ في الصلاة وجعل الفاتحة قبل السورة فلو عكس مسلم بيكون خالف لو قرأت الفاتحة في التشهد أنكر عليك كل العلماء ليش؟ لأنك وضعت الشيء في غير محله وهذا بحث طويل وكثيرا ما طرقناه لأن المشكلة آخذت بخلاف الناس ما كانوا يفهموا إنه ليش كل بدعة ضلالة وهذه حسنة, الصلاة على الرسول مثلا بعد الأذان شو فيها الصلاة على الرسول الصلاة على الرسول على الرأس والعين والله قال ((صلوا عليه وسلموا تسليما)) لكن من قال لك اجلعها على المأذنة وبعد الأذان حتى صارت جزء من الأذان ما كان بلال يؤذنظ ماكان عمر بن أم مكتوم يؤذن؟ أبو محذورة؟ هذول مؤذنين الرسول عليه السلام كانوا يأذنوا الآن أي شيء شلون كانوا يأذنوا هذول في زيادة بعد لا إله إلا الله بيقلك لا لكن بيرجع بيقلك شو فيها الله أكبر طيب فيه خير ولا شر حيقول خير طيب الخير جهله أولئك لا ما جهله أعرضوا عنه وأنتم حرصتم عليه والله إن قالوا جهلوا فهذه مصيبة لا تطاق وإن قالوا علموا لكن ما عملوا كمان مصيبة لا تطاق فما بالكم أيها الناس ما كنتم تعرفوا بأى فضل الإسلام اللي امتن على عباده رب العالمين بقوله ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) مع الأسف الشديد يهودي في زمن عمر فهم قدر هذه الآية حيث حتى اليوم ألوف المسلمين ما عم يفهموا قيمتها إجى رجل من اليهود إلى أمير المؤمنين عمر قله يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله يعني عندكم لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا قال هل ماهي؟ قال له ((اليوم أكملت لكم دينكم)) إلى آخر الآية قال له لقد اتخذناها عيدا لقد نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على جبل عرفات يوم الوقفة ويوم الجمعة عيدان مو عيد واحد فعرف هذا اليهودي قدر هذه الآية ليه؟ لأنه الله ريّحنا بهذه الآية من أنه نشغل عقولنا ونضيّع أوقاتنا أنه هي منيحة وهي شو فيها بدعة حسنة وسيئة وإلى آخره واليهود ... .

 

(298/17)

 

 

«ما رأيكم في إماما يخطب يوم الجمعة وقد أقسم بالله ثلاثا أن الرجل إذا حلف على زوجته بالطلاق ثم جامعها يحق له أن يتزوج ابنته التي ولدتها زوجته بعد حلف اليمين؟»

الشيخ: ما رأيكم في إمام يخطب يوم الجمعة وقد أقسم بالله ثلاثا أن الرجل إذا حلف على زوجته بالطلاق ثم جامعها يحق له أن يتزوج ابنته التي ولدتها زوجته بعد حلف اليمين؟

السائل: ... .

الشيخ:: آه بيقصد يعني هيك لأقصى حد أطعته بالثلاثة هو قال أقسم بالله ثلاثا حلف على زوجته بالطلاق فالطلاق مو موضح اللي هو رجعي وإلا الطلاق بالثلاثة

السائل: أقسم بالله, الخطيب قد أقسم بالله

الشيخ: فايز إنه بس الطلاق إله هو

السائل: ثلاثا

الشيخ: إي مو مذكور هنا مو مذكور في السؤال السؤال يقصد السائل وإن كان قلمه قد قصّر في البيان أن رجلا طلق زوجته ثلاثا أي فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره أصبحت هذه الزوجة غريبة عنه بعد ذلك رزقت هذه المرأة ابنة

السائل: مو هيك قصده

الشيخ: طول بالك يا أخي مين السائل أنت إي طول بالك هو هلاّ بده يشرح لأنه هونا نحن هلاّ لما نسينا غلق وهو الطلاق ثلاثة مو واحد بدنا نفهم هلاّ يحلف أن يتزوج ابنته التي ولدتها زوجته بعد حلف اليمين يعني هي كانت حامل منه لما كانت زوجته هيك يعني؟

السائل: لا بعد اللي حلف عليها الطلاق ما طلقها بالشرع إنما ظلت تحت عصمته فجامعها فأنجبت له بنت فعلى قول القائل يحق له أن يتزوج تلك البنت

الشيخ: يعني معناها هو من بعد ما طلقها ثلاثا كان محتفظ بها يعني تم يزني بها هي المسألة معروفة عند الشوافعة فيه رأي مع الأسف مشكل جدا وهو أنهم يقولون صراحة يجوز للزاني أن يتجوز ابنته من الزنا فهذه الصورة فيها شوية عرقلة فهي خلاصتها أنه هذا الرجل الذي طلق زوجته بالثلاثة احتفظ بها ولم يطلق سبيلها على اعتبار كما قال تعالى في الآية السابقة ((فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره)) مع ذلك هو احتفظ بها فهي ليست زوجته بعد تطليقها ثلاثا فهو إذا زان بها فذهبت حاملت منه فجاءته ببنت فهذه البنت بنت زنى فلما كان الشافعية يقولون بجواز تزوج بنته من الزنى جاء هذا الجنين بناء على مذهبه هو الذي يقول بأن مذهب الشافعي يجيز التزوج ببنته من الزنى هذا مذهب في هذه المسألة يعارضه مذهب الحنفية وهو الصواب الذي لا شك ولا ريب فيه وهو أن ابنته من الزنى لا تحل له وإن كان الماء الذي انعقد منه هذا الشخص أو هذه البنت كذلك لا يجيز للرجل أن يأتي هذه البنت ويتزوجها ومن حجج الأحناف ومن ذهب معهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيره من المحققين أن الشارع الحكيم حرم البنت بالرضاعة التي رضعت من امرأة خمس رضعات لأن سبب الموجد لهذا الحليب لهذه المرضعة هو زوجها حرم على هذا الزوج أن يتزوج تلك البنت من الرضاعة يعني مع بعد الواسطة في كون هذه البنت بنته بالرضاعة مع ذلك حرمها الشارع الحكيم عليه فكيف لا يحرمها عليه وهي من صلبه وهي من ماءه ولا يبدو هذا الماء وضعه هو بدون إذن من الله لكن على كل حال هو ماءه فهو ينكح نفسه بنفسه وما يهمنا الآن أنه عصى ربه في ذلك ومثاله في موضوع الإرضاع أن المرأة لا يجوز لها أن ترضع أحدا إلا بإذن صاحب الحق الحليب وهو الزوج فلو أن هذه الزوجة عصت زوجها وأرضعت ابنا أو بنتا لجارة لها فهلا تصبح هذا البنت بنتا لزوجها؟ طبعا لأنه كون الطريق لوصول هذا الحليب إلى تلك البنت بطريق الرضاع كان مخالفا للشريعة ما يجعل البنت هذه ليست ابنة لصاحب الحليب ألا وهو الزوج لذلك فهذا الذي حلف هذه اليمين حلفها في رأينا الحق حانثا أما نحن لا نستطيع أن نؤاخذ الناس وقد نشأوا على مذاهب وعلى آراء من المستحيل تغييرها بمجرد أنه يقول الألباني أو مئة ألف واحد من الألباني إنه هذا حنث لأنه فيه أكثر منه ملايين مملينة من أئمة قالوا بأن هذه البنت تحل له صحيح لأن مقابل هذا أيضا مذهب آخر أيضا مغرق في الانحراف عن الصواب كهذا الإغراق في الإنحراف عن الصواب رجل يقيم دعوة كاذبة على امرأة مصونة في عصمة رجل بالكتاب والسنة يقيم دعوى أن هذه زوجته وهي مغتصبة منه فيحكم القاضي الشرعي بناء على ما ثبت لديه من الشهود وهو لا يعلم أنهم كذابون أفاكون فبناء على شهادتهم حكم بأنه هذه زوجة هذا المدعي فكل إنسان بيحكم إنه هذا الحكم باطل وإن كان لا أحد يعلم بطلانه فعلى الأقل المزور هذا الكذاب هو يعلم يعلم أنه جاء بشهود زور ولبّس على القاضي وجعله يحكم بغير ما أنزل الله ولكن الحاكم لا يعلم هو بيتورط ورأسه ورأس هذا الشيء لكن الذي جاء بالشهود ورشاهم ألا يعلم إنه هذه زوجة ولاد وأنه لم يتزوجها فيما مضى من زمان هو يعلم هذه الحقيقة مع ذلك يقول هذا المذهب فحكم القاضي بالنسبة لهذا الحكم ينفذ ظاهرا وباطنا, أما ظاهرا فواضح يعني هلا القاضي لما بيحكم بقطع رأس فلان قطعه يا ترى هو نزل عليه وحي من السماء إنه هذا هو القاتل فعلا لا إنما حكم بناء على شهود فقد يكونوا صادقين قد يكونوا كاذبين النص هذا الحكم الشرعي فيما بدى له ظهر لكن عند الله الذي يعلم السر وأخفى إذا كان هذا الحكم خطأ فهو لا يؤاخذ المجرم عند القاضي لا يكون مجرما عند الرب سبحانه وتعالى لأنه يعلم الحقيقة لكن القاضي لا يسعه إلا أن يحكم بالظاهر لكن هذا المزور ألا يعلم أنه مزور ألا يعلم أنه كذاب نعم ومع ذلك فذاك المذهب يقول حلت له مجرد القاضي قال حكمت لك بأنها زوجتك حلت له كما لو كان أخذها بالكتاب والسنة فهم يقولون من جهة حرام عليه يكذب لكن من جهة أخرى حلت له لأن القاضي الشرعي حكم له بذلك هذه مسائل توجد في بعض المذاهب خطيرة لكن مهما رفعنا صوتنا لبيان خطئها وخطورتها فسوف تذهب أدراج الرياح إلا مع قليل من الناس وقليل من يفهم.

 

(298/18)

 

 

«ما صحت حديث: (فاتحوا النساء بالعري فإنها إذا تزينت خرجت)؟»

الشيخ: هل هو حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (فاتحوا النساء بالعري فإنها إذا تزينت خرجت)

فيه حديث بهذا المعنى مو بهذا اللفظ ولكنه غير صحيح فلذلك ما راح أشغل ذهني الآن لأستحضر لكم نص هذا الحديث فإن هذا الميت ما يستحق هذا العذاب.

 

(298/19)

 

 

«هل صح حديث في مسح الرقبة في الوضوء أو عن أحد من أصحابه؟»

الشيخ: يقول هل صح من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه مسح على رقبته في الوضوء أو عن أحد من أصحابه؟

هذا السؤال أولا والجواب لم يأت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث صحيح أنه مسح على رقبته أو حضّ على ذلك بل جاءت أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما عن جمع من أصحاب الرسول عليه السلام أنهم وقفوا على وضوءه صلى الله عليه وآله وسلم فلم يذكر أحد منهم مطلقا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم مسح على رقبته ولذلك كان المذهب الصحيح من المذاهب المتبعة اليوم في هذه المسألة إنما هو مذهب الإمام الشافعي رحمه الله الذي لا يرى مشروعية مسح الرقبة لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أما الحديث مسح الرقبة أمانة ... يوم القيامة هذا حديث موضوع كما كنت بينت ذلك قديما في أوائل كتابي سلسلة الأحاديث الضعيفة أما هل جاء ذلك عن أحد من أصحابه عليه الصلاة والسلام فذلك مما لا نعلمه.

 

(298/20)

 

 

«هل شريعة من قبلنا المنقولة في القرآن والسنة هي شريعة لنا؟»

الشيخ: شريعة من قبلنا التي ينقلها القرآن والسنة هل تعتبر شريعة لنا مع ذكر الدليل وجزاكم الله خيرا؟

تفصيل شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا وإلا هي شريعة لنا إطلاقا لابد من التفصيل إذا وجدت كحكاية عمن قبلنا ولم يكن هناك ما يشعر لتبني الإسلام لذلك الحكم هنا يقال شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا فهذا هو الأصل لقوله عليه السلام (فكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت للناس كافة) الشرائع التي قبلنا ليست شرائع عامة وإذا قام الدليل على أن ذلك الحكم المذكور في القرآن وفي السنة قام الدليل على أنه حكم عندنا أيضا ولو بطريق الظاهر وليس بالنص حين ذاك يقال هذا شريعة لنا لا لمجرد أنه كان شريعة لمن قبلنا وإنما لأنه وجدت بعض القرائن التي دلت على أنها شريعة لنا مثلا حديث الغار الثلاثة الذين أووا إلى الغار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حكى هذا الحديث لأصحابه وجاء هذا الحديث من رواية جماعة من الصحابة من رواية أنس من رواية ابن عمر من وغيرهما من الصحابة مما يشعر ذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ... روايته وتحديثه بمثل هذا الحديث هذا الحديث موضوعه يدور على التوسل بالعمل الصالح لكن يعطيك صورة واضحة من جهة وأثر هذا التوسل بالعمل الصالح للمتوسل به من جهة أخرى.

السائل: جزى الله الشيخ خير الجزاء ونفعنا وإياكم بما سمعنا وإلى لقاء مع الشريط التالي من هذه المجموعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

(298/21)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: ... وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

 

(299/1)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل سيما عند الموت

الشيخ: قال المؤلف رحمه الله " الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل سيما عند الموت "

 

(299/2)

 

 

«عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غف»

الشيخ: الحديث الأول مما ثبت في هذا الباب قوله عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وقال حديث حسن.

قراب الأرض بكسر القاف وضمها أشهر هو ما يقارب ملأها كنا قرأنا هذا الحديث عليكم في الدرس الماضي وعلقنا بما يسر الله تبارك وتعالى على الجنة الأولى منه وبخاصة قوله عليه الصلاة والسلام عن ربه (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي) فبينا أن الدعاء في الإسلام له أهمية عظيمة جدا وأن الدعاء واللجأ والتضرع إلى الله عز وجل هو سنة الأنبياء وأن مما أصيب به بعض الناس من انحراف عن الإسلام قولهم إن الدعاء لا يلجأ إليه المخلصون الواثقون لله عز وجل حتى قال قائلهم " طلبك منه تهمة له " وبينا أن هذا انحراف عن هذا الحديث وما في معناه من أحاديث بل وآيات كثيرة أشرنا إلى بعضها ليلة إذن والآن نتابع التعليق على ما بقي من هذا الحديث فالرسول صلّى الله عليه وسلم يحكي عن ربه أنه قال يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي والغرض من هذه الفقرة هو لفت نظر المسلم أن يكون دائما راغبا إلى الله عز وجل متضرعا إليه أن يغفر له ذنوبه وألا ينسى أنه بحاجة إلى عطف ربه عز وجل ومغفرته.

 

(299/3)

 

 

«شرح قوله: (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك).»

الشيخ: (قال تعالى يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك) عنان السماء يعني السحاب وهذا كناية عن أن العبد المسلم مهما كانت ذنوبه كثيرة بحيث أن بعض الناس ضعفاء الإيمان قد يقعون في اليأس من أن يغفرها الله عز وجل هذه الذنوب له لكثرتها ولهولها ولخطورتها ففي هذا الحديث لفت نظر العبد ألا ييأس من روح الله لأنه ((لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)) بنص القرآن الكريم وإنما على العبد أن يتوجه إلى الله تبارك وتعالى بقلبه خالصا في عبادته لربه أن يغفر له ذنوبه فالله عز وجل يغفر هذه الذنوب مهما كانت كثيرة ولو بغلت السحاب فالله عز وجل غفور رحيم ولكن هنا ملاحظة لابد من التذكير بها مرة بعد أخرى ففي هذا الحديث تطميع للعبد لا شك في مغفرة الله عز وجل وعفوه الواسع ولكن ذلك منوط ومربوط بطلب العبد من ربه عز وجل أن يغفر له فليس هذا التطميع المذكور في هذا الحديث للعبد في عفو الله عز وجل هو مجرد أمل من العبد أن يغفر الله له ذنوبه مهما كانت كثيرة وإنما ذلك بقيد وبشرط أن يستغفر الله عز وجل لأنه يقول لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك إذا فهذا أيضا تأكيد لضرورة توجه العبد بالدعاء إلى الله عز وجل وطلب المغفرة منه ويؤيد هذا الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) فهذا الحديث يصرح بأن المغفرة التي يطمع ربنا عز وجل فيها عباده هي مربوطة بتوجه العباد إليه بطلبهم المغفرة منه وليس في هذا الحديث كما يتوهم بعض الغافلين التشجيع على الإكثار من الذنوب لأن الحديث يقول (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم) فيأخذون الطرف الأول من الحديث ويستنبطون منه أن فيه حضا للمسلم على التوجه إلى معصية الله عز وجل لكن الحقيقة أن الحديث لم يسق من أجل هذا ولا يعقل أن يكون في الشرع تطميع من الله عز وجل للعباد على المعصية وإنما سيق الحديث إلى تلافي ما قد يقع فيه الإنسان من المعصية والذنوب أن يتلافى ذلك بماذا؟ بالاستغفار والتضرع إلى الله عز وجل بأن يغفر له لذلك قال (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله) لم يقل لجاء بقوم يذنبون فيغفر الله لهم وإنما قال يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم إذا المغفرة منوطة بطلب العبد لها من الله تبارك وتعالى وفي ذلك إثبات كما شرحنا ذلك في الدرس الماضي لعبودية العبد وخضوعه لربه عز وجل وعدم استغناءه عن عفوه ومغفرته.

نعم في هذا الحديث حديث أبي هريرة الذي ذكرته آنفا إشارة إلى طبيعة الإنسان التي فطره الله تبارك وتعالى عليها وهي أن الإنسان لم يطبع ولم يفطر على عدم المعصية لأن الله تبارك وتعالى بحكمته خلق المخلوقات على قسمين, قسم مكلف وقسم غير مكلف القسم المكلف يشمل الإنس والجن والملائكة ثم جعل هذا القسم قسمين قسما معصوما عن المعصية وهم الملائكة فقط وذلك قول الله تبارك وتعالى ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) فملائكة الله هذه فطرتهم أنهم لا يعصون الله تبارك وتعالى وإنما طبيعتهم أن يأتمروا بأمره عز وجل ومن هنا نستطيع أن نذكر ببطلان القصة التي تنسب إلى هاروت وماروت ويزعمون أنهما كانا ملكين وأن الله عز وجل أنزلهما من السماء لتعليم الناس السحر يوم كان السحر مهنة وصنعة تستغل لإضلال الناس ولحملهم على الخضوع للملوك المتجبرين وأن هؤلاء لما نزلوا إلى الأرض افتتنوا في قصة طويلة بامرأة جميلة فلم يزالا بها حتى وقعوا عليها وفتنتهما عن دينهم فمسخهم الله عز وجل ومسخ المرأة فجعلها هي النجمة المعروفة بالزهرة هذه قصة تروى مع الأسف في بعض كتب التفسير والحديث لكنها قصة لا تثبت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هي من الإسرائيليات وهي تخالف الآية السابقة ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) فكيف ينسب إلى الملائكة بأنهم شربوا الخمر وزنوا بتلك المرأة هذا مستحيل لذلك فالقسم الأول أن الله عز وجل خلق الملائكة لا يعصون الله كما قال في القرآن الكريم وخلق الثقلين الإنس والجن مفطورين على المعصية ولكن الله عز وجل بحكمته مكنهم وقدرهم على ألا يغرقوا في المعصية أولا ثم إذ فطرهم على المعصية فقد مكنهم على الخلاص من أوزارها وآثامها بأن يلجؤوا إلى الله عز وجل وأن يطلبوا منه المغفرة فالحديث السابق (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم) يعني أن الله عز وجل سبقت إرادته وحكمته بأن يخلق الخلق المكلف على قسمين قسم لا يعصي الله وقسم آخر يعصي الله فيقول للبشر لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ليكون هناك خلق آخر غير خلق الملائكة ولتظهر صفة أو أثر من آثار صفة من صفات الله عز وجل في خلقه ألا وهي صفة المغفرة غفور رحيم فلو لم يكن هناك خلق يعصي الله عز وجل فليس هناك أثر لصفة الله عز وجل التي هي المغفرة فإذا في هذا الحديث بيان لواقع هذا القسم المكلف الذي افططر على العصية ألا يتواكل على هذه الفطرة فيقول ما دام أننا خلقنا لسنا معصومين كالملائكة فلابد من المعصية فالجواب نعم لابد من المعصية ولكن هذه المعصية قد تكون صغيرة وقد تكون كبيرة وباستطاعة الإنسان أن يجاهد نفسه وألا يقع في القسم الأكبر منها, أما الشيء القليل منه فلا بد منه ليظهر في هذا الإنسان المكلف صفة مغفرة الله عز وجل فيه فنؤكد ونقول لابد للإنسان من أن يخطئ لأن الله عز وجل قدر ذلك في هذا الخلق الإنسان بخلاف الملائكة كما أكد ذلك أيضا عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف صحته برواية الإمام البخاري ومسلم له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة -كتب على ابن آدم مش على الملائكة- كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه) هذه المقدمات وهي من صغائر الذنوب كتبت على الإنسان فهو مدركها لا محالة فإذا الشطر الأول من الحديث (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون) يريد أن الله عز وجل اقتضت حكمته مقابل الملائكة الذين لا يعصون الله بشرا يعصون الله ولكن لم يخلقهم يعصون الله مضطرين مرغمين مقهورين وإنما لهم الخيرة في ذلك مع ذلك فمهما اختاروا أن يتقوا الله عز وجل وأن يبتعدوا عن الذنوب والمعاصي فلابد من أن تزل بهم القدم قليلا أو كثيرا لكن الله عز وجل جعل لهم مخرجا فقال (فاستغفروني أغفر لكم) كما في الحديث القدسي الآخر أيضا الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) كلكم ضال إلا من هديته إذا هل نتواكل على هداية الله عز وجل كما يقول عامة الناس الفاسقين حينما يدعون إلى أن ينقلبوا إلى صالحين يقال له اتق الله فيقول يا أخي الهداية من الله عز وجل فإذا أراد أن يهدينا هدانا نعم هدانا ولكن لابد من أن تطرق الباب لتسمع الجواب قال تعالى في هذا الحديث (فاستغفروني أغفر لكم) كل هذه الأحاديث يأخذ بعضها برقاب بعض وتلتقي إلى هذه الحقيقة ألا وهي أن الإنسان إذا كان قد جبل على المعصية أو بعض المعصية فليس معنى ذلك أن يظل في معصيته ملوثا بأدرانها وأوساخها وإنما عليه أن يسلك سبيل التطهر منها وذلك بأن يتوجه إلى الله عز وجل وأن يطلب منه مغفرته.

 

(299/4)

 

 

«شرح قوله: (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة).»

الشيخ: (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) في هذه الشطرة الأخيرة من الحديث لفت نظر المسلم إلى سبب هو أعظم الأسباب التي يستحق بها المسلم مغفرة الله عز وجل ولو بعد لأي أو بعد زمن ألا وهو التوحيد والخلاص من الإشراك بالله تبارك وتعالى لأنه يقول في هذا الحديث أن العبد لو جاء ربه بقراب الأرض معاصي لكن جاء ربه يوم القيامة موحدا لا يشرك به شيئا جاءه بمثل ذلك مغفرة ففي هذا الحديث إشارة إلى الآية الشهيرة ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)) لذلك كان أول ركن من أركان الإسلام أن يعبد المسلم ربه وحده لا شريك له لأن كل معصية بعد ذلك تهون وعلى العكس من ذلك كل طاعة مع الشرك بالله عز وجل لا تفيد صاحبها شيئا كما جاء ذلك صريحا في أكثر من آية من القرآن الكريم إذا (ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) هنا يقال إذا كان المجيء بالتوحيد منزها عن الشرك بأنواعه هو سبب شرعي لاستحقاق مغفرة الله تبارك وتعالى فلماذا إذا الحض في بعض الفقرات السابقة على الإستغفار؟ هناك ذكرنا أن الحديث يحض المسلم على أن يتوجه إلى الله عز وجل بأن يطلب منه مغفرته بينما في الشطر الأخير من الحديث يقول لو لقيتني لا تشرك بالله شيئا وجئتني بقراب الأرض معاصي وذنوبا جئتك بمثلها مغفرة كأنه هنا قد يبدو لبعض الناس أن هناك شيئا من التناقض والتباين هناك يقول لابد من الاستغفار من طلب المغفرة من الله هنا يقول إذا جئتني بالتوحيد جئتك ما يقابل معاصيك مغفرة, والجواب أنه لا تناقض هناك إطلاقا لأن الموحد إذا جاء يوم القيامة موحدا لا يشرك بالله شيئا مهما كانت معاصيه كثيرة فلابد أن يغفرها الله له ولو بعد لأي كما قلت في أول الجملة بينما إذا توجه إلى الله عز وجل بدعائه والاستغفار منه فيغفرها الله له ويأتي يوم القيامة وليس في صحيفته أي معصية أو أي ذنب فإذا الموحد إذا استغفر الله كان بسبب استغفاره إلى الله عز وجل طاهرا من المعاصي أما هذا الموحد إذا لم يستغفر الله عز وجل ولم يدعه أن يغفر له فيكون توحيده يوم القيامة منجيا له من أن لا يغفر له مطلقا كما هو شأن الكفار كما قال عز وجل في الآية المشار إليها آنفا ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) ويمكن تفسير هذه الجملة الأخيرة من هذا الحديث بالحديث الآخر ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) (من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره) أي إن هذه الشهادة تنفع قائلها مخلصا بها يوما من دهره في يوم القيامة في المحشر أي إنه لا يخلد مع الكافرين الخالدين في النار فهذه مغفرة بلا شك أما إن أراد الإنسان المغفرة الكاملة بحيث لا يمسه شيء من العذاب فلازم عليه أن يلجأ دائما إلى الله عز وجل ويتضرع لديه بأن يغفر الله له كل ذنوبه.

 

(299/5)

 

 

«وعن أنس أيضا رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: كيف تجدك قال أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل»

الشيخ: الحديث الثاني هو عن أنس أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال (كيف تجدك قال أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوا وأمنه مما يخاف) رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه وابن أبي الدنيا كلهم من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس قال الحافظ يعني المنذري إسناده حسن فإن جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره.

 

(299/6)

 

 

«الكلام على سند الحديث ورتبته

الشيخ: في هذا الحديث في إسناده كلام أشار إليه المصنف لكنه انتهى إلى أن الحديث حسن أي ثابت في مرتبة دون مرتبة الصحة وهذه المرتبة هي التي تعرف عن المحدثين بمرتبة الحسن والسبب أن فيه رجلا اسمه جعفر بن سليمان الضبعي وهو مع كونه من رجال مسلم فقد تكلم فيه بعض العلماء كالدارقطني من حفظه وغيره والحقيقة أن الباحث لما يدرس ترجمة هذا الرواي جعفر بن سليمان يجد فيه مثل ذاك الكلام في الضعف ولكن ذلك لا يسقط حديثه لا يجعله في مرتبة الضعيف الذي لا يحتج به ولا يجوز روايته إلا مع بيان ضعفه وإنما ينزل حديثه من مرتبة الصحة إلى مرتبة الحسن لكن أنا شخصيا أشرت ورمزت لهذا الحديث على هامش الكتاب بأنه صحيح وذلك لأني وجدت له شاهدا فبهذا الشاهد ارتقى من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحيح.

 

(299/7)

 

 

«الكلام على شرح الحديث

الشيخ: هذا الحديث يحكي أن النبي صلى الله عليه وآله سلم دخل على شاب وهو في الموت يعني في الاحتضار فقال له عليه الصلاة والسلام (كيف تجدك -يسأله عن تعلقه بربه- فقال أرجو الله عز وجل يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي) فهو في هذه الحالة آخر حياته يعيش بين مرتبتي الخوف والرجاء فهو يخاف ذنوبه لأنه يعترف بأنه كان مسرفا على نفسه كان جانيا عليها لا ينكر هذه الحقيقة فيخشى عاقبة ذلك أن يحاسبه الله عز وجل ولكنه مع ذلك يرجوا الله ويأمل منه أن يعامله بفضله وألا يؤاخذه على ذنبه فأجابه عليه الصلاة والسلام على الفور قال (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن -الذي هو موطن الخلاص من الدنيا والانتقال إلى البرزخ- لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوا وأمنه مما يخاف) ففي هذا الحديث إذا حض للمسلم على أن يحسن ظنه بربه تبارك وتعالى وأن يطمع في مغفرته عز وجل لذنوب هذا العبد وفي الدرس الآتي تأتي أحاديث صريحة في الحض للمسلم على أن يعيش محسنا لظنه بربه تبارك وتعالى لأن الله عز وجل عند حسن ظنه به.

 

(299/8)

 

 

«هل إبليس من الملائكة؟»

السائل: إبليس مو من الملائكة

الشيخ: السؤال خطأ مزدوج لأنك أنت أردت تقول كان فقلت مو من الملائكة يعني هذا إقرار للواقع!

السائل: كان.

الشيخ: فالسؤال خطأ لأنه لم يكن يوما ما من الملائكة وهذا وهم شائع عند الناس يقولون إن إبليس كان طاووس الملائكة مو من الملائكة طاووس الملائكة الحقيقة أن إبليس كان جنا صالحا يعبد الله مع الملائكة لكن لما اختبر سقط لما أمر بالسجود لآدم استعلى واستكبر وقال ((أأسجد لمن خلقت طينا)) لسنا الآن في هذا الصدد المهم أنه هذا وهم شائع لأن القرآن يقول ((كان من الجن ففسق عن أمر ربه)) كان من الجن الطائعين ففسق عن أمر ربه فهو لم يكن يوما ما من الملائكة.

 

(299/9)

 

 

«في إعلام الموقعين أن رأي ابن تيمية أن إجماع الصحابلة على جواز المهر المتأخر كما هو عليه الناس اليوم فما رأيكم؟»

الشيخ: قرأ أحدهم في كتاب إعلام الموقعين أن رأي ابن تيمية أن إجماع الصحابة على جواز المتأخر كما هو عليه الناس اليوم فما جوابكم على هذا؟

يجب على من يقرأ أن يفهم وبعد ذلك أن يقابل ما فهم على ما يسمع وأن يكون قد فهم ما سمع أيضا ليس هناك خلاف في جواز المهر المتأخر ولكن هناك تفصيل لابد منه وهو هذا الجواز الذي يذكره السائل نقلا عن إعلام الموقعين نقلا عن ابن تيمية هل هو هذا الذي نحن ننكره اليوم وندعو المسلمين إلى أن ... .

 

(299/10)

 

 

«الكلام عن أهمية الدعاء وأنه من سنة المرسلين

الشيخ: فدعاء نوح عليه الصلاة والسلام دعاء يعقوب يعني ممكن إنسان يجمع أدعية الأنبياء والرسل في رسالة ويجدها كثيرة وكثيرة جدا وقد قال تعالى ((يدعوننا رغبا ورهبا)) هذه صفة من؟ صفة عباده المصطفين الأخيار لذلك خطأ كبير جدا أن نعرض عن الدعاء دعاء الله عز وجل بحجة أن الله عز وجل يعلم السر وأخفى ويعلم الحاجة التي يريدها أحدنا نقول نعم لكن هو أيضا يريد منا أن نتذلل له وأن نخضع له وأن نسأله لذلك جاء الحث في بعض الأحاديث عن الرسول عليه السلام أن يسأل أحدنا ربه ولو شسع نعله شو رأيكم الرسول صلى الله عليه وسلم حض المسلمين إلى أن يسألوا الله عز وجل أحقر شيء وهو السير تبع ... أو الشاروخ أو النعل انقطع فيسأل ربه أنه يسخر له إنسان يرقع له إياها أو يخصف له إياها إلى هذا فهنا مسألة الشسع أمر حقير لكن توجهك إلى الله في أن تطلب منه أن يعالج لك هذا الأمر الحقير هو إثبات لحاجتك وعبوديتك لله عز وجل أكيد بأى لا تسألوا الجنة ولا تسألوا النار ولا تسألوا كما سأل الرسول عليه السلام (اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) نقف هاهنا الآن باعتبار مضى الوقت المقدر للدرس ونتوجه الآن للإجابة عن الأسئلة والحمدلله رب العالمين.

 

(299/11)

 

 

«الجواب على شبهة أن السنة يرويها الصحابة وهم بشر فيمكن أن يكونوا أخطؤوا على الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ: كان هناك سؤال في الدرس الماضي عن مشكلة يثيرها بعض الناس اليوم حول بعض الأحاديث التي يظهر لهذا البعض بأنها منافية إلى العلم أو لم يثبتها العلم على الأقل فأجبنا عن ذلك بما يعني رفع الإشكال وأزال الشبهة إن شاء الله وكان من جملة الإشكالات التي ذكرها السائل في سؤاله المشار إليه هو أن الذين رووا هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هم بشر مثلنا هم الصحابة هم بشر مثلنا أي يمكن أن يكونوا أخطؤوا فيما نسبوا إلى الرسول عليه السلام فيذكرني الأخ عيد الآن أنا أذكر أني أجبت عن هذه الشبهة فيذكرني بأنك أجبت فعلا لكن القضية فيما يبدو تحتاج إلى شيء من الشرح فأنا قلت يومئذ بأن هؤلاء الصحابة نعم بشر لكن هؤلاء هم الذين نقلوا إلينا الشريعة كلها وهم ثقات وحفّاظ وعدول وهؤلاء الذين نقلوا إلينا هذه الشريعة هم أنفسهم هم الذين نقلوا إلينا تلك الأحاديث التي استشكلها أولئك الناس فلا يصح في الشرع بل ولا في العقل أن نجعل هؤلاء الناس ثقاتا في جانب وغير ثقات في جانب والجانبان يشتركان في أنهما داخلان في مدخل نقل العلم فهؤلاء الصحابة ينقلون العلم عن الرسول عليه السلام علم الحلال والحرام والأخلاق والآداب و و إلى آخره كل ذلك نقلوه عن الرسول عليه السلام فهم حجة حتى عند هؤلاء الناس لكن حينما ينقلون أمورا غيبية ولما يصل العلم إلى معرفة كنهها وحقيقتها يصبح هؤلاء الناس من الصحابة غير ثقات لا يوجد شيء من هذا في العلم إطلاقا ولذلك فنحن نقول علم الحديث علم مستقل له أصوله وله قواعده وهو علم لا سبيل بغيره إلى معرفة الحوادث التي مضت قبلنا ولم نشهدها بأنفسنا ولا يوجد هذا العلم في أمة من الأمم منذ وجدت هذه الأمم على وجه الأرض إلا في الأمة الإسلامية وهذا مما فضّل الله تبارك وتعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم به وذلك أمر بدهي ما دام أن الله عز وجل ختم الشرائع كلها بدين الإسلام وختم الأنبياء والرسل جميعا بخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام فإذا ذلك يستلزم أن يكون الإسلام له قواعد وأصول صحيحة يبنى عليها نقل تلك الأحاديث والأقوال التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يتكلم بها مادام أنه وكل ربنا عز وجل إليه صلى الله عليه وسلم أن يشرح للناس هذا القرآن السماوي ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فهذا يستلزم أمورا أول ذلك أن يكون الجيل الأول الذي بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقرآنه وتولى شرحه وبيانه إليهم ينبغي أن يكون هذا الجيل في مستوى نادر المثال من حيث الفهم أولا والضبط والحفظ ثانيا وإلا كيف يتحقق وعد الله الصادق ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) إذا افترضنا أن أصحاب الرسول عليه السلام هم كأولئك الذين دعا عليهم الرسول عليه السلام بالويل حين قال (ويل لأقماع القول) نعم

السائل: ويل لأقماع القوم

الشيخ: القوم نعم " ويل لأقماع القوم " ماهي الأقماع؟ جمع قمع القمع اللي بينحط على مثلا تنكة من شان نصب الزيت حتى ما ينكب فأقماع القوم يعني بيفوت الكلام فيهم وبيطلع ما يثبت فيهم هذا تمثيل بديع من كلام الرسول عليه السلام يعني ويل للذين يستمعون القول ولا يحفظونه ولا يتبعونه فيستحيل إذا ما دام أن الله وعدنا بأنه أنزل هذا القرآن وأنه حافظه لا بد أن يسخر له فعلا ناس يقومون بهذا الواجب الديني فهم أي الصحابة ليسوا أقماعا وإنما كانوا حفاظا ويضرب لهم المثل في الحفظ بحيث لا تعرف أمة في أفرادها مش في جماعاتها كجماعات من جماعات أمة محمد عليه السلام في دقة الحفظ والضبط لذلك قوله تبارك وتعالى ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) يتطلب أنه هذا البيان سينقل إلى ناس حفاظ ثم هؤلاء الحفاظ عليهم واجب ثالث وهو أن ينقلوه إلى من بعدهم ليستمر خبر الله الصادق ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) وإلا هل يصدق هذا الخبر الإلهي فيما لو أن الصحابة حفظوا هذا الشرح وهذا البيان وهذه الأحاديث التي تلقوها من الرسول عليه الصلاة والسلام ثم لا شيء وراء ذلك أي لم تنتقل هذه الشريعة المشروحة في كلام الرسول عليه السلام إلى الجيل الثاني وهم التابعون طبعا لا يصدق حين ذاك قول الله عز وجل ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) ولا يمكن أن يكون الأمر كذلك أي أن لا يصدق بل لابد أن يصدق فكيف ذلك؟ بهؤلاء الوسطاء الذين نقلوا إلينا بيان الرسول عليه السلام فالجيل الأول هم الصحابة الكرام وهم قد أمروا بالتبليغ كما قال عليه الصلاة والسلام (بلغوا عني ولو آية بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) كذلك حضهم على التبليغ بالدعاء لهم بالنضارة فقال (نضر الله امرء سمع مني مقالتي فوعاها فبلغها) إلى آخر الحديث إذا هؤلاء الصحابة إن شككنا فيهم في ضبطهم, في صدقهم معنى ذلك لا قيمة حينئذ لإيمان المؤمن بأن القرآن كلام الله لماذا؟ لأنه أولا هذا القرآن الذي هو كلام الله ما جاءنا وحيا من السماء إلينا مباشرة وإنما إلى الرسول عليه السلام وهو إلى الصحابة والصحابة إلينا بالتسلسل وثانيا لا قيمة لهذا النقل لألفاظ القرآن إلا بأن ينقلوا أيضا معه معناه وبيانه كما عرفتم من الآية السابقة ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين)) فهم أيضا إذا الصحابة نقلوا شيئين اثنين البيان والمبين, البيان السنة وأحاديث الرسول عليه السلام والمبين هو القرآن الكريم إذا كل مسلم يجب أن يعتقد ضرورة أن هؤلاء الصحابة يجب أن يكونوا حفاظا وصادقين فيما نقلوه عن سيد المرسلين فإن شك شاك في هؤلاء في جانب من روايتهم انهدم الجانب الآخر بطبيعة الحال لأنه لا يمكن أن يقال هذا إنسان حافظ غير حافظ لأنه جمع بين متناقضين فإذا ما انتقلنا من الجيل الأول إلى الجيل الثاني وهم التابعون أيضا لابد أن نستلزم ضرورة أن هؤلاء التابعين قاموا بالواجب نفسه الذي قام به الجيل الأول وهم أصحاب الرسول عليه السلام وإلا أيضا دخل النقص في دين الإسلام إذا قلنا كما يقول بعض الناس وهنا الشاهد أن هذول بشر ممكن أن يغلطوا ممكن أنه ينسوا ممكن ممكن إلى آخره نحن نعم نقول الإمكان العقلي واسع النطاق ممكن فرسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث هو بشر ممكن أن يقال فيه ما يقال عن أقل بشر لكن مش كل ممكن واقع ليس كل ممكن واقع أنا بقول ممكن أنه رب العالمين يخلق إنسان له رأسان مثلا ممكن لأن الله على كل شيء قدير لكن هل وقع هذا وممكن بأى الإنسان يتوسع في افتراض الأمور الممكنة نظريا ثم لا يجدها من واقع الحياة فممكن إنه هؤلاء البشر أن يخطئوا لكن الله عز وجل حفظ طائفة من هؤلاء البشر عن أن يقعوا فيما يخل بنقل الرسالة وتبليغ الأمانة أول هؤلاء الصحابة ثم جاء من بعدهم التابعون, التابعون لاشك فيهم ناس كما يشهد بتاريخ الحديث نفسه فيهم ناس مثلا كان في عندهم سوء حفظ وبعد ذلك فيهم من كان متهما في صدقه إلى آخره ولكن لتظل حجة الله عز وجل قائمة سخر الله لرواة الحديث كلهم من تابعين فمن بعدهم أئمة الحديث سخرهم ليميزوا الحافظ من غير الحافظ والصادق من الكاذب وهذا علم كما أشرت آنفا لا وجود له في غير الإسلام خذ الآن أي تاريخ فرنسي أو إنجليزي أو ألماني أو أي شيء هل تجد فلان ثقة وفلان غير ثقة فلان حافظ وفلان غير حافظ فلان أبوه بيشهد على ابنه أنه يكذب, الابن بيشهد بطبقة أخرى بأبيه أنه يكذب هذه التفاصيل في علم الجرح والتعديل لا وجود لها إطلاقا في أمة من الأمم إلا في أمة الإسلام كل ذلك ليتحقق خبر الله الصادق ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) فلما بيقول القائل بكل بساطة بل بكل بلادة إي هذولي بشر ممكن أن يغلطوا هذا كأنه إما ما قرأ أو سمع شيئا عن جهود علماء الحديث طيلة القرون الطويلة أو إنه محاها من ذهنه بالمرة لأنه هو مثله كمثل الولد السفيه الذي يرث مالا كثيرا من أبيه ثم لأنه ما تعب عليه ما بيقدر قدره وسرعان ما يذهب هذا المال منه لأنه هاللي ما تعب على الشيء ما بيقدره وهكذا هؤلاء الجهال يبقلك هذول بشر فممكن يخطئ نعم يا سيدي هذول بشر وممكن يخطئوا لكن هاللي بيخطئوا تميزوا بهالتاريخ الطويل كالذين لا يخطئون في رواية الحديث والذين يكذبون فيه تميزوا أيضا عن الذين لا يكذبون بل يصدقون وهكذا لذلك ليس هناك مجال لإنسان يأتي في هذا الزمان يقول رواة الحديث من الصحابة فمن دونهم هذولي بشر وممكن يخطئوا لأن معنى هذا هدر وتعطيل جهود العلماء هؤلاء على مرّ القرون كلها وهذا طبعا حماقة ليس بعدها حماقة لذلك لعله هذا المقدار يكفي لنرد هذه الشبهة الأخيرة بالنسبة للأحاديث المتعلقة ببعض الأمور الغيبية أو الطبية أو الفلكية أو نحو ذلك مما لم يكتشفها العلم فيقال ما دامت هذه الأحاديث رواها لنا أولئك الصحابة الذين ثبتت عدالتهم وضبطهم وحفظهم ثم تلقاها عنهم أولئك التابعون من الذين ثبتت عدالتهم وضبطهم وحفظهم ثم أتباع التابعين وهكذا حتى سجلت في بطون الكتب بأسانيدها وهذه الأسانيد معها ضوابطها التي تبين هذا الحديث هو صحيح أو غير صحيح ما دام أن الأمر كذلك فليس من السهل أن يأتي إنسان هو أجهل من أبي جهل في هذا العلم ليقول إي هذا الحديث غير معقول وكونه رواه الصحابي الفلاني أو التابعي الفلاني فهو بشر يخطئ أنا سأخاطب هذا الإنسان بلغته سأقول له أنت بشر تخطئ أم أنت معصوم سيقول لا أنا أخطئ طيب فما الذي رجح خطأ القوم على خطأك أنت فجزمت بأنهم مخطئون وأنت مصيب مع أنك أنت واحد عقلك واحد حكمك واحد ثم جاهل في هذا العلم تماما لذلك فهذا المعول يهدم به صاحبه نفسه قبل أن يهدم به غيره وكما قيل " على الباغي تدور الدوائر "

 

(299/12)

 

 

«امرأة لها مال خاص وتريد أن تشتري ذهبا مسورا فمنعها زوجها لكونه حراما فلم تستجب وله معها أطفال فكيف يصنع؟»

السائل: سؤال امرأة معها ألفا ليرة سورية من مالها الخاص وتريد أن تشتري بهما ذهبا مسورا وقد أمرها زوجها ألا تفعل لأن ذلك حرام فلم ترض وهي مصرة على ذلك وله منها خمسة أولاد فماذا يفعل أجيبونا شاكرين؟

الشيخ: مثل هذا السؤال لا عينه مثله يتكرر كثيرا مثلا هنا السؤال يتعلق في مسألة خلافية وسأجيب عنه بطبيعة الحال ولكني أريد أن ألفت النظر إلى ماهو أعظم منه وأخطر يقول القائل أنا زوجتي ما بتصلي ولي منها كذا وكذا من الولد شو بساوي؟ زوجتي بتتبرج ما بتتجلبب بالجلباب الشرعي شو بساوي؟ نحن في هذه الحالة لا نستطيع أن نقول طلق أو لا تطلق ليه؟ لأن المسألة كان ينبغي التفكير فيها قبل أن يقع الزواج وإذا وقع الزواج فقبل أن يأتي الولد وإذا جاء الولد فقبل أن يكبر الولد لازم كانت هالأمور كل هذه الخطوات يمشي عليها هذا الإنسان المكلف أما بعد خراب البصرة بيجي بيسأل وبيقول شو بساوي أنا إذا قلت له طلق هذه الزوجة ما دام أنها لا تصلي ومادام أنها تتبرج أنا أخشى عليك ما قد أخشاه عليها وأنا لا أستطيع أن أحكم عليك شو ضبطك لنفسك شو جهادك مع ربك إلى آخره فأنا أقول هنا ((بل الإنسان على نفسه بصيرة)) ((بل الإنسان على نفسه بصيرة)) فهل أنت صاحب الزوجة ذات كذا ولد إذا طلقتها لأنها لا تطيعك بصورة عامة الآن لا تطيعك فيما يجب عليها الطاعة هل أنت تستطيع أن تحتضن الأولاد وتربيهم لاسيما واليوم من فساد الزمن إنه الرجل إذا صار أعزب أرمل كما يقولون من الصعب جدا جدا أن يجد امرأة ترضى به زوجا لأن أكبر عيب أن يكون زوج ومطلق أولا لأن الطلاق بسبب التوجيهات غير الإسلامية والتي تنشر من إذاعات إسلامية زعموا تنفر المسلمين من الطلاق وما أسرع ما يقول أحدهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) وهذا حديث ضعيف لو كانوا يعلمون علم الحديث ولو كان الأمر كذلك ما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ولما طلقها جاء جبريل إليه عليه الصلاة والسلام وقال له راجع حفصة فإنها صوامة قوامة مش تاركة صلاة ومتبرجة صوامة قوامة مع ذلك طلقها الرسول عليه السلام ولا شك أن الرسول طلقها لسبب وليس كل سبب يمكن أن يكون بين زوجين ممكن أن يطلع عليه بعض الناس ومن هنا يأتي فساد بعض الأحكام الشرعية زعموا اليوم حيث يدخلون القاضي الشرعي وليس هو أيضا يكون قاضيا شرعيا يعني يحكم بما أنزل الله بيدخل بين المرأة وزوجه بيده يعرف بأى إيش بيقولوا باللغة العامية

السائل: البصلة وقشرتها

الشيخ: بصلة وقشرتها بده يعرف دقائق يا أخي مو كل شيء بيعرف بينحكى لذلك فنحن لا نستطيع أن نقول في أي رجل يشكو من زوجته أنها لا تطيعه في طاعة الله عز وجل أن يطلقها ليه؟ للسبب السابق الذكر أما إن كان هناك رجل عصامي ورجل تقي بيطلقها ويصبر على قضاء الله وقدره وبيقوم بتربية أولاده ولو لم يتح له زوجة أخرى فلا يجوز أن يمسكها والحالة هذه ما دامت أنها تعصي الله عز وجل.

نرجع الآن إلى السؤال هذا كلام عام نصلي هنا ما فيه ماء! اللي متوضي بيصلي هنا واللي مو متوضي يلحق الصلاة في المسجد بعد أن ننهي هذه الكلمة القصيرة فهذا السؤال بالذات المرأة التي لا تطيع زوجها الذي يذكرها بأحاديث الرسول التي تحرم الذهب المحلق على النساء فهي عاصية مرتين, المرة الأولى عاصية للشرع المرة الأخرى عاصية لزوجها لأن الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه, الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يصبح هذا الشيء حراما الحاكم المسلم إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح حينئذ يحرم على المسلمين أن يأتوا هذا الأمر المباح لأن الرسول عليه السلام أمر في غير ما حديث بإطاعة ولاة الأمر بل الله عز وجل قبل ذلك ((وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) لكن نعم

السائل: ((وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول))

الشيخ: ((وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) لكن هذه الطاعة المطلقة قيدها بقيد واحد قال (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) الحاكم إذا أمر بمعصية لا طاعة له لا سمع ولا طاعة الزوج إذا أمر زوجته بمعصية لا طاعة له ولا سمع لكن الزوج إذا أمر زوجته بأمر مباح وهذا طبعا مباح ما فيه عليها ضرر لأن بس يكون في ضرر صار غير مباح فبمعنى الكلمة إذا الزوج أمر زوجته بأمر مباح فعليها أن تطيعه يعني مثلا هات الكاسة هات الكاسة شو معناه فرض الكاسة هي تعطيه إياه مو فرض لكن مجرد أمره إياها صار فرض فاضية ملآنة هذا البحث مالنا فيه هالكاسة إن كانت فاضية فاضية ملآنة ملآنة إلى آخره السؤال أمر زوجته بألا تشتري أساور الذهب لأنه يحبها ولأن الرسول نبيه ونبيها قال (من أحب أن يسور حبيبه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب) فهو يحبها ولا يريد أن يسورها بسوار من ذهب لكن هي بسوار من نار لكنها هي تأبى عليه إلا أن تشتري سوار من ذهب فتسور نفسها بسوار من نار في هذه الحالة أنا أقول كما قلت بالنسبة لمن لا تصلي من النساء و لاتحتجب إلى آخره إن كنت تستطيع أن تصبر على تطليق هذه الزوجة وأنا أتصور أنه هالمثال مو المثال الوحيد يعني هناك كما يقال " وراء الأكمة ما وراءها " ما بتصور امرأة عايشة مع زوجها في حدود الشرع تطيعه في كل ما يأمرها إلا في معصية الله وما بقي بيناتهم إلا هالقضية هذه أنا ما أتصور هذا هذا مثال من عدة أملثة فأنا أقول حينئذ إنه إما أن تستطيع أن تطلقها بعد ما تسلك طريق الشرع معاها ((واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن)) وأنا بذكر الرجال أيضا قبل النساء أكثر الرجال لا يتقون الله في نسائهم على الأقل لا يطبقون في النساء هذا المنهج التأديبي الإسلامي يمكن هو ما عنده هذا الحزم والصرامة أنه يهجرها في الفراش ويكون هو أول من نقض العهد بسبب إيش ضعف الإرادة ضعف الشخصية بعد ما بيسلك معها هذا المسلك ويرى أنه بعد زمن طويل والصبر المديد ما فيه فائدة بيطلقها والله عز وجل بيرزقه خيرمنها إن استطاع إن لم يستطع فتمتع فاستمتع بها على عوج كما جاء في الحديث الصحيح أن رجلا جاء إلى الرسول عليه السلام (قال يا رسول الله زوجتي لا ترد يد لامس قال طلقها قال إني أحبها قال أمسكها) والسلام عليكم.

 

(299/13)

 

 

«حديث: (اليدان تزنيان وزناهما المس والعينان تزنيان وزناهما النظر) هل النظر من الكبائر؟»

الشيخ: زنا الفرج هذا مش ... على كل الناس لأن هذا من المحرمات ومن الكبائر كذلك هناك أحاديث كثيرة تشير أيضا إلى أن هذه الوسائل من النظر والسمع والمس ونحو ذلك هي ليست من الكبائر في ذلك حديث ذلك الرجل الذي انطلق ليصلي فنظر امرأة في الطريق واصطدم رأسه بالجدار وهو ينظر إليها ثم ذكر للرسول عليه السلام بعد الصلاة ما فعل فقال (هل صليت معنا قال نعم) فأنزل الله عز وجل ((إن الحسنات يذهبن السيئات)) وغير ذلك من نصوص لا أستحضرها الآن, فالنظر ونحو ذلك هو من الصغائر وليس من الكبائر أما الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة هذا أمر يقال ويورد في بعض النصوص والأحاديث ولكن ليس هناك حديث صحيح يمكن أن نجعله حجة في هذه الدعوة ولذلك فنحن لا نقول إن الإصرار على الصغيرة تتحول هذه الصغيرة بسبب ذلك كبيرة لا نستطيع أن نقول هذا لكن من الناحية النفسية الناحية النفسية ممكن أن الإصرار على الصغيرة يؤدي إلى الكبيرة هذا من باب ربط الوسائل بالغايات هذا ممكن إنه يؤدي إلى الكبيرة أما إنسان استمر طيلة حياته ينظر ويسمع و وإلى آخره لكنه جاهد نفسه ومنعها أن يقع في الجرم الأكبر فيموت هذا مرتكبا للكبيرة هذا ما لا نص فيه كما قلنا والله أعلم.

 

(300/1)

 

 

«ما صحة حديث وفد عبد القيس لما قدموا كان فيهم غلام ظاهر الوضاءة فأجلسه خلف ظهره وقال إنما كانت خطيئة داود النظر , وأثر عمر لما رأى رجلا يجلس إليه المردان فنهى عن مجالسته؟»

السائل: ما يتعلق بذلك قال روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم كان فيهم غلام ظاهر الوضاءة فأجلسه خلف ظهره وقال إنما كانت خطيئة داود النظر عن الفتاوى الكبرى وروي أن رجلا كان يجلس إليه المردان فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته ولقي عمر شابا فقطع شعره لميل بعض النساء إليه ما صحيح هذه الأخبار؟

الشيخ: يهمنا من هذه الأخبار ما نسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الحديث الأول أو الخبر الأول " إنما كانت خطيئة داود من النظر " فهذا الحديث موضوع لا أصل له وهو من حصة كتابي سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ويكفي مبدئيا أن يعلم طالب العلم عدم صحة هذا الحديث هو أنه وقف راويه أو مسنده فيه على الشعبي والشعبي ليس صحابيا وإنما هو تابعي فإذا روى التابعي حديثا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وافترضنا أن السند إلى التابعي صحيح لا يكون الحديث إلا ضعيفا, ذلك لأن من شرط الحديث الصحيح عند علماء الحديث أن يكون متصل الإسناد وواضح جدا أن قول التابعي قال رسول الله أنه ليس كذلك وإنما هو منقطع على أن في السند إلى الشعبي ضعف أو أكثر من ضعف بطبيعة الحال لا أستحضره الآن وإنما التفصيل حيث أشرنا إليه آنفا ثم هذا الحديث مع ضعفه وبطلانه يشير إلى تلك القصة الإسرائيلية التي نستعظم أن تنسب إلى مسلم عادي فضلا عن أن ينسب إلى نبي كريم هو داود عليه الصلاة والسلام تلك القصة التي نقرأها في كتاب قصص الأنبياء وغيره اللي تتلخص إنه داود عليه السلام كان له قصر جميل وكان هناك في بستانه بحيرة وإذا به يرى امرأة تغتسل هناك فرأت المرأة ظل داود عليه السلام يطل على البحيرة فغطت بدنها بشعرها فازدادت جمالا على جمال فعشقها داود عليه السلام فدفعه عشقه إلى أن يسأل عن زوجها قيل له فلان القائد في جيشه فأرسل جيشا لقتال الأعداء زعموا وأمر هذا الزوج زوج المرأة ويزعمون أن اسمها أوريا أمر على ذلك الجيش زوج تلك المرأة فذهب وجاهد ورجع منصورا فلم يزل يرسله المرة بعد المرة حتى قتل وخلا له الجو وتزوجها إلى آخر القصة مصنوعة طبعا قصة خيالية لكن لا يخفاكم ما فيها من نسبة ما لا يليق بمثل هذا النبي الكريم فلو ربطنا بين هذه القصة وبين هذا الحديث لوجدنا أن المبطل واحد لذلك فلا يصح هذا الحديث أما الآثار التي ذكرها عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهي آثار وذكرت لكم مرارا وتكرارا ليس هناك مجال لدراسة كل الآثار التي تروى عن كل الصحابة على طريقة علماء الحديث لأننا نحن وأعني بنحن يعني المشتغلين بعلم الحديث منذ القرون الأولى إلى اليوم ما فرغنا بعد من تصفية الأحاديث الصحيحة من الضعيفة والضعيفة من الصحيحة حتى نتوجه إلى تصفية الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم ولكن يمكن أن يقال أن هذه الآثار معانيها مقبولة ومعانيها تنسجم مع قاعدة مشروعة وهي قاعدة سد الذريعة فإذا افترضنا أن هناك شاب جميل وضيء الوجه وله شعر جمة يعني طواليه شاليش وبيسرحوا وبيعتني في نفسه فبيفتتنوا فيه النساء ممكن أن يتخذ الحاكم بالشرع مش الحاكم بالهوى ممكن يتخذ معالجة لمشكلة قد تقع بسبب رؤية النساء لمثل هذا الشاب هذا ممكن لأنه باب سد الذريعة باب واسع جدا أما هل وقع هذا أو لم يقع فالله أعلم.

سائل آخر: يمكن الجزم بنسبته إلى الصحابة؟

الشيخ: ممكن إيش؟

سائل آخر: الجزم بنسبة هذا الأمر.

الشيخ: لا لا يمكن الجزم بس نريد أن نصلي مين يؤذن

 

(300/2)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(300/3)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره

الشيخ: حديثنا اليوم هو الحديث الثاني من باب الترغيب في الصبر وهو حديث صحيح كما يدل عليه تخريجه الآتي.

 

(300/4)

 

 

«وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر رواه البخاري ومسلم في حديث تقدم في المسألة ورواه الحاكم من حديث أبي هر»

الشيخ: وهو قوله رحمه الله وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (ومن يتصبر يصبره الله) هكذا الحديث لأنه قطعة (ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر) رواه البخاري ومسلم في حديث تقدم في المسألة أي في الزكاة ورواه الحاكم من حديث أبي هريرة مختصرا (ما رزق الله عبدا خيرا له ولا أوسع من الصبر) وقال صحيح على شرطهما هذان حديثان أحدهما من حديث أبي سعيد الخدري وهو متفق عليه بين الشيخين والآخر من حديث أبي هريرة تفرد بإخراجه دونهما الحاكم في المستدرك حديث أبي هريرة هو حديث طويل أو فيه بعض الطول كان أورده المصنف رحمه الله في باب النهي عن المسألة يعني السؤال والشحاتة في كتاب الزكاة وهناك يقول الحديث أن بعض الأنصار جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسألونه أي شيئا من العطاء والمال فأعطاهم الرسول عليه الصلاة والسلام ثم سألوه فأعطاهم أيضا وهكذا في المرة الثالثة سألوه فأعطاهم ثم وعظهم الرسول عليه الصلاة والسلام بما يصرفهم عن أن يعودوا إلى السؤال المذكور مرة أخرى إلا لضرورة ملحة فقال عليه الصلاة والسلام بهذه المناسبة (من يستعفف يعفه الله ثم قال ومن يتصبر يصبره الله) فالشاهد أن هذه الفقرة التي ذكرها المؤلف هاهنا من الحديث لها صلة واضحة بباب الترغيب في الصبر.

 

(300/5)

 

 

«فائدة خلقية تربوية و هي: أن الأخلاق جبلية فطرية و مكتسبة

الشيخ: لكن نلاحظ بأن هذا الحديث لم يقل ومن يصبر وإنما قال ومن يتصبر يصبره الله وهنا فائدة شرعية خلقية تربوية كما يقولون اليوم هذه الفائدة هي أن الأخلاق منها ما هي جبلية فطرية ومنها ما هو كسبي وباجتهاد من المكلف ولاشك أن كثيرا من الناس يجبلون ويفطرون على كثير من الأخلاق الطيبة الحسنة كالصبر وكالجود والكرم وكالشجاعة ونحو ذلك من الأخلاق الحسنة الصالحة ولكن ليس معنى ذلك أن القضية متوقفة على الحظ وعلى الفطرة والجبلة فقط وإنما هناك أيضا مجال بأن يكتسب المسلم من هذه الأخلاق مالم يرزق منها فضلا من الله عز وجل وخلقا منه لهذا الإنسان عليها مباشرة فهذا الحديث جاء ليلفت النظر إلى هذه الحقيقة فهو يقول ومن يتصبر يصبره الله أي ومن يتطلق ويتكلف أن يحمل نفسه على الصبر فالله عز وجل يعينه على ذلك ويصبره لذلك لا ييأس الرجل إذا ما لاحظ من نفسه ضعفا ما في خلق ما فيقول إن الأخلاق مقسومة كالأرزاق مثلا لأننا سنقول هذا كلام صحيح لكن ذلك لا ينفي أبدا أن يتعاطى المسلم الأسباب التي يقوي بها في نفسه الأخلاق الحسنة التي أمر الشارع بها ولعل الحديث المشهور والصحيح الإسناد ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فيه لفتة نظر لطيفة إلى هذه القضية وإلا ما فائدة هذا البعث إذا كانت القضية مربوطة بالأشخاص الذين فطروا وجبلوا فقط هؤلاء الذين فطروا على الأخلاق الحسنة وجماهير الناس يذهبون هكذا سدى وهباء منثورا لأنه لا سبيل لهم إلى أن يتخلقوا بالأخلاق الصالحة الجواب الأمر ليس كذلك فالله عز وجل قد فطر الناس بلا شك على طبائع وعلى أخلاق لكنه تبارك وتعالى لكمال ربوبيته أيضا جبلهم وفطرهم على ما به يتمكنون من إصلاح ما بهم من خلق سيء ولولا هذا لم يكن هناك فائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب لأن كل إنسان سيقول أنا وما فطرت عليه من خير أو شر هذه المسألة تماما لها علاقة بالسعي وتعاطي الأسباب كالمسألة الأخرى والتي هي أهم ألا وهي مسألة القضاء والقدر التي شغلت العلماء قديما وحديثا علماء شرعيين أو فلاسفة دهريين وأمثالهم فكثير من هؤلاء حتى من علماء الشرع فهموا من القدر ما يساوي الجبر وأن الإنسان لا يملك شيئا من التصرف إطلاقا وإنما هو القدر أي بزعمهم الجبر الأمر ليس هكذا وإنما هناك سعي من الإنسان وإرادة وكسب بهذه الإرادة وهذا الكسب جاءت الأحكام الشرعية لتقول افعل ولا تفعل ومن ذلك اصبر ((فاصبر وما صبرك إلا بالله)) فلو كان الإنسان لا يستطيع مثلا أن يصبر إلا إذا كان قد فطر وجبل على الصبر لم يكن لمثل هذا الأمر فائدة بل كان ذلك من باب من تكليف مالا يطاق وتكليف مالا يطاق هو باب مغلق ليس له أصل في الشرع إلا بعض الناس الذين انحرفوا في العقيدة فتصوروا ربهم تبارك وتعالى في عزته وفي كبريائه جبارا يفعل ما يشاء دون حكمة ودون أي عدل هكذا تصوّروه وأهل السنة الذين وفقهم الله تبارك وتعالى لفهم هذه المسألة الخطيرة مسألة القضاء والقدر فهما لا يتعارض مع النصوص ولا مع مبادئ الأخلاق يقولون إن الله عز وجل بلا شك ((فعال لما يريد)) ((لا يسأل عما يفعل)) ولكن هذا لا ينبغي تفسيره أن يقال ((فعال لما يريد)) أي يظلم لأنه ((فعال لما يريد)) ((لا يسأل عما يفعل)) لأنه جبار ليس فوقه من يأخذ بيده ويمنعه عن تصرفه ليس تأويل مثل هذه الآيات سبيله هذا التأويل وإنما معنى ((فعال لما يريد)) ولا يريد بعباده إلا الخير ولايريد لهم إلا الإيمان كما قال في صريح القرآن ((ولا يرضى لعباده الكفر)) كذلك قوله عز وجل ((لا يسأل عما يفعل)) ليس معنى ذلك أنه لأن لا أحد يستطيع أن يعترض سبيله لكن الحقيقة أن الله عز وجل لأنه في كل ما يفعل ففعله لا يتجرد عنه سائر صفاته ومنها الحكمة فهو حينما يفعل شيئا فالحكمة مقترنة بهذا الفعل كذلك العدل وتنزه الله عن الظلم كل ذلك يقترن أيضا بتصرفاته تبارك وتعالى وأفعاله بعباده فحين ذاك معنى قوله عز وجل ((لا يسأل عما يفعل)) أي ليس هناك مجال يسأل سبحانه وتعالى عما فعل لأنه ما فعل إلا عين الحكمة وعين العدالة فمثل ما يقال في موضوع القضاء والقدر يقال أيضا في موضوع الأخلاق فلا يجوز أن نتصور أن التربية الأخلاقية لا تفيد شيئا لأن القضية تعود إلى الفطرة وإلى الجبلة فقط وإلا معنى هذا كمعنى فهم الجبر من القدر تعطيل فائدة إرسال الرسل وإنزال الكتب, إذا قيل الإنسان مجبور إذا لماذا يقال إن الله عز وجل لكل العباد افعل لا تفعل والإنسان مجبور كذلك لماذا نؤمر بأن نتخلق بالأخلاق الحسنة ومنها الصبر إذا افترضنا ألا سبيل إليه إلا من فطر عليه فجاء هذا الحديث لتأكيد هذه القاعدة الأخلاقية وهي أن الإنسان باستطاعته أن يخلّق نفسه بالأخلاق الصالحة ومن هذا القبيل أيضا الحديث المشهور وهو حديث حسن لغيره وهو قوله عليه الصلاة والسلام (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم) كل هذا يدخل في هذا الباب هنا يقول (ومن يتصبر يصبره الله) وهناك يقول (إنما الحلم بالتحلم) أي لا ييأس الإنسان إذا لم يرزق حلما أنه لا سبيل له إلى هذا الحلم لأنه من الممكن بالتريض ومعالجة الإنسان لنفسه أن يخلّق نفسه ببعض الأخلاق الصالحة التي لم يفطر ولم يجبل عليها ومن هذا المبدأ المدعم بالقرآن وبالسنة كما ترون نستطيع أن نفهم بطلان حديث من حيث إسناده وإن كان من حيث متنه وإن كان من حيث إسناده ضعيفا ذلك الحديث الذي يقول " إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا " لو كان هذا الحديث صحيحا لعطل تنزيل الكتب وإرسال الرسل والأمر بالتخلق بالأخلاق الحسنة وبالتصبر وبنحو ذلك من الأخلاق ما دام أن الأمر صدقوا إذا سمعتم بزوال جبل من مكانه ولا تصدقوا إذا زال رجل عن طبعه وعن خلقه إذا كل المبادئ وكل الشرائع لا قيمة لها وحاشاه أن يكون الأمر كذلك فإذا في هذا الحديث لفتة نظر كريمة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا المبدأ الخلقي وهو أن المسلم ولو لم يكن صبورا فطرة فباستطاعته أن يصبر نفسه فلا يتعلل بقوله والله أنا ضيق الصدر هيك الله خلقني إي الله خلقك هيك ما خلقك لتبقى هكذا وإنما خلقك لتجاهد نفسك كما أن الإنسان من الناحية المادية ممكن أن نضرب على هذا مثلا من الناحية المادية لو أن الإنسان ترك نفسه كما خلقه الله عز وجل فالله عز وجل فرض على الإنسان نوعا من الحياة لكن هناك أشياء ما هي مفروضة عليه أريد أن أقول أن الإنسان يأتي من بطن أمه صغيرا لا يدري شيئا ثم ينشئ ويكبر ويكبر هذا مفروض عليه شاء أم أبى ولكن نجد الناس بمحض اختيارهم كل فرد منهم ينحوا منحى في هذه الحياة يختار مهنة أو صنعة أو نحو ذلك مما هو مباح وأحيانا مما ليس مباحا فنجد رجلا مثلا قوي العضلات وآخر هزيلها فنحن لا نستطيع أن نقول أنّ الأول هكذا خلقه الله على العكس من ذلك الأول كالثاني تماما كلاهما خلقوا على وتيرة واحدة وعلى طبيعة واحدة لم يلد مولود وله عضلات ولا كبر الولد وصار عمره أربع خمس سنوات وله عضلات وإنما لما بيبدأ بيعقل الحياة وبيعقل فوائد الرياضة مثلا والتمارين والحركة والذهاب والمشي وإلى آخره فبعض الناس يتخذون هذه الوسائل ولاسيما وهي مباحة فيقوى بذلك جسمهم ويصبح هذا الجسم منيعا أمام كثير من الأمراض والأوباء على خلاف الشخص الآخر وهو مثل الأول من حيث الجبلة يبقى من حيث جسده هزيلا ضعيفا ليس عنده من الصبر ما عند ذاك من تحمل المشاق والأمراض ونحو ذلك فكيف هذا؟ الأول تعاطى الأسباب فتقوى بها جسده والآخر أهمل هذه الأسباب فبقي كما هو هذا مثال تقريبي كيف يمكن للمسلم أن يقوي أيضا فيه النواحي الأخلاقية بأن يمرن نفسه على ذلك لهذا قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث (ومن يتصبر يصبره الله تبارك وتعالى) وإذا لاحظنا سبب ورود الحديث الذي أحال المصنف عليه في كتاب الزكاة وذكرناه لكم آنفا فهو يقول لهؤلاء الذين سألوه أول مرة فأعطاهم وثاني مرة فأعطاهم وثالث مرة فأعطاهم يقول لهم لو أنكم صبرتم لكان خيرا لكم ماذا سيصيبكم لو لم تسألوني المرة والمرة الثانية والثالثة هل تموتون جوعا؟ لا إذا من يستعف يعفه الله أي قد لا يكون الإنسان بطبيعته عفيفا هذه أيضا خصلة جميلة وحسنة في الإنسان لكن ما كل إنسان يرزقها فإذا ما جاهد نفسه وعفها عن السؤال بغير ضرورة فالله عز وجل يعفه أي يساعده على أن يصبح مع الزمن عفيفا كذلك ومن يتصبر يصبره الله تبارك وتعالى أي يتكلف هو الصبر عن مثل هذا السؤال لأن السؤال كما كان مضى معنا قديما في كتاب الزكاة ليس مستحسنا إلا للضرورة فلعل الكثير منكم يذكر أن أفرادا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم أبوبكر منهم أبو الدرداء أو أبوذر بايعوا الرسول صلوات الله وسلامه عليه على أن لا يسألوا الناس شيئا على ألا يسألوا الناس شيئا مطلقا ذلك لأنه كما يقال في بعض الأخبار " السؤال ذل ولو أين الطريق " لذلك كان هؤلاء الصحابة الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ألا يسألوا الناس شيئا كان أحدهم إذا كان راكبا على ناقته فسقط السوط من يده ورجل أمامه يمشي معه في الطريق صدفة أو على اتفاق سابق لا يقول له من فضلك ناولني السوط أعطني الكرباج وإنما ينيخ ناقته لو أنه راكب حمار صغير أو غير ذلك ... أن يقول لصاحبه ناولني السوط فأولى وأولى ألا يسأل أمثال هؤلاء الذين بايعوا الرسول صلوات الله وسلامه عليه على هذه الخصال من الأخلاق الكريمة أن يأتوا إلى الملك أو الرئيس فأعطنا مئة ورقة ألف ورقة عشرة آلاف ورقة أنا بحاجة أنا كذا إلى آخره (من يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله) هكذا يربي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته على هذه الأخلاق الحسنة.

 

(300/6)

 

 

«شرح قوله: (وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر).»

الشيخ: ثم قال عليه السلام بيانا لفضيلة الصبر (وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر) لو ربطنا هذا الحديث بفقرة من حديث السابق الدرس الماضي الطهور شطر الإيمان ثم قال عليه الصلاة والسلام (والصبر ضياء) وقلنا يومئذ عن السر أو الحكمة في أن الرسول عليه السلام قال عن الصبر إنه ضياء وعن الصلاة إنها نور فذكرنا أن النور يستمد قوته ونوره من الضياء ففي ذلك إشارة إلى أن الصلاة من الصبر فمن لا يصبر على طاعة الله عز وجل لا يطيعه ولا يصلي له من هنا نفهم أن الإنسان لم يعطى شيئا خيرا له من الصبر لأن هذا الصبر هو الذي يمده بالقوة وبالطاقة على أن يأتمر بما أمر الله به وأن ينتهي عما نهى الله عنه مثل ذلك حديث الثاني وهو حديث أبي هريرة (ما رزق الله عبدا خيرا له ولا أوسع من الصبر)

 

(300/7)

 

 

«وعن علقمة قال قال عبد الله الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله. رواه الطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح وهو موقوف وقد رفعه بعضهم

الشيخ: بعد هذا الحديث حديثان أولهما موضوع والثاني ضعيف جدا أما الذي بعدهما فهو حديث موقوف وصحيح الإسناد إلى راويه وهو قوله وعن علقمة قال قال عبد الله (الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله) رواه الطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح وهو موقوف وقد رفعه بعضهم.

 

(300/8)

 

 

«الكلام على سند الأثر

الشيخ: الصواب في هذا الحديث أنه من كلام عبد الله وهو هنا عبد الله بن مسعود وهذه نكتة حديثية إذا أطلق عبد الله في الصحابة فالمراد به هو هذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه لاسيما وهنا قرينة وهي أن الرواي لهذا الأثر عن عبد الله هو علقمة فهذا الإسناد علقمة عن عبد الله يقينا هو عبد الله بن مسعود ولعل المصنف رحمه الله إنما ذكر على خلاف عادته تابعي هذا الحديث فأنتم ترون أنه يبدأ دائما باسم الصحابي لا يذكر التابعي بينما هنا قال عن علقمة عن عبد الله ذلك ليلفت النظر إلى هذا الذي ذكرناه وهو أن عبد الله هذا هو عبد الله بن مسعود لأن علقمة إنما يروي عنه فعلقمة يروي عن عبد الله أنه قال " الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله " قلنا إن الصحيح كما قال المصنف أن هذا حديث موقوف يعني من كلام ابن مسعود ورفعه بعضهم لكن من رفعه هو ضعيف في نفسه ثم هو واهم لأنه خالف الثقة الذي أوقفه على عبد الله بن مسعود.

 

(300/9)

 

 

«الكلام على معنى الأثر

الشيخ: لكن هذا الأثر عن عبد الله بن مسعود فيه ما يشعرنا بأنه مقتبس من مجموعة من أحاديث الرسول عليه السلام وخاصة فيما يتعلق بالشطر الأول من قوله الصبر نصف الإيمان ذلك لأن الصبر عرفتم فضله في الحديثين السابقين حديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي هريرة والحديث السابق وهو أو الأسبق وهو أن الصبر ضياء فحينما يقول هنا ابن مسعود أن " الصبر نصف الإيمان واليقين هو الإيمان كله " فهو جعل الشرع قسمين ما كلف به الإنسان قسمين قسم اعتقادي وقسم عملي هذا القسم العملي لابد كما شرحنا في الدرس السابق من الصبر لأن بالصبر به يستطيع الإنسان أن ينهض بكل ما كلف به شرعا لذلك قال ابن مسعود " إن الصبر نصف الإيمان " يعني هو العمل وعمل بدون صبر لا يتصور وكل ما كان المؤمن شديدا قويا في صبره كلما كان قويا في طاعته لربه عز وجل ثم لا يبقى هناك بعد ذلك إلا الشطر الثاني ألا وهو اليقين وهو الإيمان الجازم المقطوع به بكل ما جاء في الإسلام من أمور غيبية سواء كانت هذه الأمور جاءت منصوصا عليها في القرآن الكريم أو في السنة الصحيحة فكل ذلك يجب الاعتقاد به دون تأثر بالفلسفة الاعتزالية القديمة التي دخلت في عقيدة كثير من المسلمين وصارت من العقائد التي يدينون الله بها ويردون كثيرا من الأحاديث الصحيحة بسببها ألا وهي قولهم " إن العقيدة لا تثبت إلا بدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة " فإذا اختل أحد الشرطين المذكورين كأن يكون قطعي الثبوت غير قطعي الدلالة أو أن يكون قطعي الدلالة غير قطعي الثبوت حين ذلك المسلم له الخيرة أن لا يأخذ بمثل هذه العقيدة هكذا زعموا بل بالغ بعض المعاصرين اليوم فقالوا لا يجوز نحن قلنا قالوا له الخيرة أن يأخذ بهذه العقيدة أو لا لكن غلا بعضهم فقالوا لا يجوز أن يأخذ المسلم بحديث صحيح ولو كان قطعي الثبوت إذا كان غير قطعي الدلالة أو كان قطعي الدلالة لكن كان غير قطعي الثبوت هذه فلسفة دخيلة في الإسلام بلاشك لا يعرفها الصحابة ولا يعرفها التابعون الذين تلقوا أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام بواسطة هؤلاء الصحابة وكذلك الجيل الثالث أتباع التابعين لا يعرفون هذه المسألة أو هذه الفلسفة وهم أيضا تلقوا بدورهم أحاديث الرسول عليه السلام عن من سبقهم من التابعين وهؤلاء عن الصحابة كما ذكرنا هذه السلسلة في رأي تلك الفلسفة يعني تابع تابعي عن تابعي عن صحابي هذا لا يفيد إلا الظن ولو كانت دلالة الرواية قطعية قطعية الدلالة فهل كان كذلك الصحابة عفوا الصحابة ربما فيه شيء من التسامح وإن كان هناك بعض الصحابة يروون عن بعضهم أي لم يسمعوا الحديث عن الرسول مباشرة فحين ذاك حتى بعض الصحابة أحيانا يكون الحديث بالنسبة إليهم غير قطعي الثبوت ليه؟ لأن عمر ما سمع الحديث من الرسول عليه السلام وإنما سمعه من أبي بكر الصديق حينئذ هذا الحديث يدخل في باب الظنون عند هؤلاء المتفلسفين ويقولون هذا الحديث لا يؤخذ به في العقيدة الإسلام كله يجب أن يؤخذ قرآنا وسنة عقيدة وحكما وخلقا جزء لا يتجزأ سواء جاء بدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة أو اختل أحد الشرطين لأن هذا شرط ما جاء له ذكر في كتاب الله ولا في حديث رسول الله بل وما كان كذلك فهو باطل لقوله عليه الصلاة والسلام (كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مئة شرط) لذلك فالمسلم حينما يأتيه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحا فيجب أن يتبناه وأن يؤمن به وألا يأخذه على الشك والريب هذا الشك والريب هو الذي لا يجوز الأخذ به أما الظن الغالب فالعلماء يشهدون بأن أكثر الأحكام الشرعية إنما هي قائمة على هذا الظن الغالب ومن تحريف القرآن الكريم وسوء تأويله أن تحمل النصوص القرآنية أو الحديثية التي فيها ذم الظن والنهي عن الأخذ به أن تحمل هذه النصوص على الظن الراجح الذي اتفق علماء المسلمين إلا من شذ منهم أيضا على أن الظن الراجح يجب الأخذ به وإلا تعطلت أحكام الشريعة مثلا لما قال ربنا عز وجل ((إن الظن لا يغني من الحق شيئا)) وقال في حق المشركين ((إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)) وقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) حملوا هذه النصوص على الظن الراجح إذا لا يجوز الأخذ بحديث الآحاد حسب فلسفتهم حتى في الأحكام الشرعية لأن هذه النصوص عامة في الأخذ بالظن فهي تشمل الأخذ بالظن في الأحكام كالأخذ به في العقيدة لكن المسلمين جميعا حتى هؤلاء المتفلسفين الذين يقولون لا يؤخذ بحديث الآحاد في العقيدة يقولون يجب الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام إذا كيف تستدلون بهذه الآيات الجواب الظن الوارد في هذه النصوص آيات وأحاديث إنما يراد به ما يقابل الوهم وأعلى من الوهم هو الظن المستوي الطرفين ليس عنده أرجحية من جانب إلى جانب آخر هذا هو الذي لا يجوز به باتفاق العلماء أما إذا ترجح أحد طرفي التردد فحينئذ لم يبق ظنا يشمله تلك النصوص المذكورة وإنما هو حكم شرعي يجب الأخذ به نحن نعلم أن في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول (إنكم لتختصمون إليّ وإن أحدكم ألحن بحجته من الآخر فإذا قطعت له من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار) ما معنى هذا الحديث؟ أن الرسول عليه الصلاة والسلام المتصل بوحي السماء في كل لحظة ودقيقة حينما كان يحكم بين الناس كان يحكم بينهم فيما يظهر يسمع من كل من المدعي والمدعى عليه فبدى له أن فلانا ظلم فلانا فيأمر الظالم بأن يعطي الحق للمظلوم يقول الرسول عليه الصلاة والسلام أنا أحكم بما أسمع منكم فقد يكون أحدكم ألحن بحجته أقوى بإبداء وبدعم رأيه من الآخر فأسمع منه فأحكم بما سمعت وقد يكون حكمت بما ليس له وأعطيته من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم بأنه قد يكون أعطى الحق لغير صاحبه فماذا نقول عن غيره من الحكام؟ لاشك أنهم قد يقعون في الخطأ لكن يجب على الحاكم أن يحكم بما يغلب على ظنه لا يتبع الهوى لذلك ربنا عز وجل لما ذم المشركين في بعض الآيات قال بيانا لهذه الحقيقة ((إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)) أليس الظن المذكور في هذه النصوص هو الظن الراجح الذي يجب العمل به عند علماء المسلمين فإذا حينما يقول ابن مسعود رضي الله عنه الصبر نصف الإيمان يعني العمل بالإسلام واليقين هو الإيمان كله فإذا هناك شطران شطر عملي وشطر اعتقادي فكما يجب على المسلم أن يحسن اعتقاده كله وأن يجعله يقينا لاشك ولاريب فيه فكذلك عليه أن يحسن الشطر الثاني وأن ينهض به وذلك لا يكون إلا بالصبر فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الصابرين.

 

(300/10)

 

 

«أحاديث فضائل صيام رجب ما مدى صحتها؟»

السائل: هناك أحاديث تتعلق بفضل صيام شهر رجب ما مدى صحتها مثل من صام اليوم الأول من رجب فله كفارة ذنوب عن ثلاث سنوات إلى آخره ثم إذا كان هناك أحاديث صحيحة فما هي؟

الشيخ: الأحاديث الواردة في صيام رجب تدور بين ضعيف وموضوع ومن قسم الموضوع هذا الحديث المسؤول عنه فلا يوجد حديث ثابت إطلاقا في الحض على الصيام في رجب وهناك عبارة متداولة عند المتأخرين يقولون " قال الحافظ بن رجب لا يصح شيء في رجب " الحافظ بن رجب من كبار علماء الحنابلة في القرن الثامن وهو من المشتغلين بالحديث وله باع طويل واطلاع كثير في طرق الحديث وأسانيده فهو ذكر في كتاب له في وظائف الأيام والليالي هذه الحقيقة أنه لا يصح شيء في فضل رجب وفي الصيام فيه كل ما في الأمر أن شهر رجب هو من الأشهر الحرم فإذا كان للمسلم نظام أو عادة أقامها على السنة كأن يصوم مثلا من كل أسبوع يوم الإثنين ويوم الخميس أو يصوم يوما ويفطر يوما صيام داود عليه الصلاة والسلام فلما دخل رجب يستمر على هذا النظام ويستمر على هذه العبادة لأنه لم يتقصد بها شهر رجب هذا أما أن يستمر الإنسان على إهمال هذه الطاعات وهذه الفضائل فإذا ما دخل شهر رجب تنشط وتفرغ للصيام فيه يوما أو أكثر فهذا مما يدخل في الصيام المبتدع غير المشروع لا يثاب عليه صاحبه بل ترد عليه بدعته كما تعلمون ذلك من الأحاديث الواردة في المسألة فإذا يصوم الإنسان عادته من الصيام في شهر رجب ولا يخصه بشيء من الصيام والطاعة والعبادة غيره.

 

(300/11)

 

 

«ما درجة حديث: (يا معشر المسلمين اتقوا الزنا فإن فيه ستة خصال ثلاثة في الدنيا وثلاثة في الآخرة .... )؟»

السائل: ما درجة هذا الحديث " يا معشر المسلمين اتقوا الزنا فإن فيه ستة خصال ثلاثة في الدنيا وثلاثة في الآخرة فأما التي في الدنيا فذهاب بهاء الوجه وقصر العمر ودوام الفقر وأما التي في الآخرة فسخط الله تبارك وتعالى وسوء الحساب وعذاب النار "

الشيخ: هذا الحديث لا يصح ولا أذكر الآن مرتبته فهو بين ضعيف وموضوع.

 

(300/12)

 

 

«هل يجوز استعمال الطيب إذا مزج بكحول وهل يستعمل كمطهر وهل هو نجس؟»

السائل: هل يجوز استعمال الطيب إن مزج بالكحول واستعمال الكحول كمطهر وهل هو نجس؟

الشيخ: (ومن يتصبر يصبره الله) ذكرنا هذه المسألة أكثر من مرة وقلنا إن الطيوب الذي خلط فيها شيء من الكحول ينظر إليها من ناحيتين, الناحية الأولى من حيث صنعها والأخرى من حيث استعمالها أما صنعها عندنا نحن المسلمين فلا يجوز صنع هذه الطيوب وإدخال الكحول فيها ذلك أن الأمر يسلتزم صنع الخمر عصر الخمر وهذا تعلمون جميعا أنه من المحرمات وهناك الحديث الذي يقول (لعن الله في الخمرة عشرة) فذكر في جملة من ذكر عاصرها ومعتصرها وبايعها وشاريها و وإلى آخره فهذا الذي يريد أن يصنع الطيوب بالكحول فإما أن يعصرها وإما أن يشتريها فهو إذا مخالف لهذا الحديث الصريح ولذلك يحرم عليه أن يصنع هذه الطيوب أما الناحية الأخرى من حيث الاستعمال فإذا كانت هذه الطيوب تأتي من خارج البلاد الإسلامية ليست صنع البلاد ولعل واقعها كذلك حينئذ ينبغي النظر في هذه الطيوب إذا كانت نسبة الكحول فيها كثيرة بحيث تجعل هذا الطيب مسكرا فيما لو شربه شارب كما يقع مع الأسف في بعض البلاد الإسلامية حينما يفقدون الخمر المسكر يلجؤون إلى استعمال الكلونيا مثلا بعد مزجه بشيء من الماء أو غيره من الملطفات فإذا كانت نسبة الكحول في هذا الطيب أو الكلونيا كما يقولون اليوم تجعل هذا التطيب مسكرا فلا يجوز التطيب به ومن هذا القبيل إسبيترو الذي ابتلي به أطباؤنا المسلمون اليوم إسبيترو هو أم الكحول كما هو معروف أصل الخمر فلا يجوز صنع الكحول هذه ولا بيعها ولا شرائها كما ذكرنا ولذلك فالواجب على الأطباء المسلمين الغيورين على دينهم أن يجدوا مخرجا من هذه المخالفة الشرعية بأن يوجدوا بديلا لهم من المعقمات والمطهرات التي تغنيهم عن استعمال المسكر ولا يقال إنهم لا يستعملونه مسكرا لأننا نقول نحن نعرف ذلك ولكن لابد أن أحدهم يقع في مخالفة من العشر مخالفات لابد من أن يشتري والرسول قال لعن الله الشاري والبايع و وإلى آخره لذلك نصيحتي الخاصة الابتعاد عن استعمال الكلونيا لأنه ليس من السهل أن نضع لكل إنسان ميزان يستطيع أن يعرف إنه هالكلونيا هي مسكرة وإلا غير مسكرة فإذا كان مكتوب فيها نسبة الكحول وهذا موجود فيما علمت وأخبرت كمية كبيرة فالحق فيه واضح وهو التحريم وإذا كان ذلك غير مذكور فيأتي هنا حديث الرسول عليه السلام وهو قوله (دع مايريبك إلى مالا يريبك) وقوله (إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) غيره؟

سائل آخر: فيه سؤال في هناك ... من دواء ما هيك

الشيخ: نعم الكلام على الدواء هو نفس الكلام على الطيب نعم.

 

(300/13)

 

 

«هل شراء بعض اللوازم البيتية بالتقسيط يعتبر ربا؟»

السائل: هل شراء بعض اللوازم البيتية بالتقسيط يعتبر ربا؟

الشيخ: هذه أيضا مسألة تكلمنا فيها كثيرا وبالتفصيل وعليكم أن تحفظوا قول الرسول عليه السلام لتستريحوا (من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا) من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أنقصهما ثمنا أو الربا إذا أخذ الثمن الزائد وقد يسأل سائل سؤالا ما معنى بيعتين في بيعة الجواب في نفس الحديث الآخر حديث الآخر يرويه الإمام أحمد في المسند من طريق سماك بن حرب عن ابن مسعود قال (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صفقتين في صفقة) وفي رواية (عن بيعتين في بيعة) قيل لسماك راوي الحديث ما بيعتين في بيعة؟ قال أن تقول أبيعك هذا بكذا نقدا وبكذا وكذا نسيئة المسألة واضحة لكن مع الأسف أكثر العلماء ذهبوا إلى خلاف هذين الحديثين وصرح بعضهم بأن للأجل ثمنا ولولا ثقتنا بهؤلاء العلماء وحسن ظننا بهم لقلنا كلمة ثقيلة هذا كلام المرابين لما بتقله ليش أنت بتدفع عشرة وبتأخذ إحدى عشر بيقلك يا أخي أنا عطلت مالي أنا عم أصبر على صاحبي هذا إذا للأجل قيمة وثمن هذا هو حجة المرابي لكن الظاهر أنهم ما بلغتهم هذه الأحاديث أو بلغتهم ما صحت والأعذار التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله للعلماء الذين يقعون في بعض الأحيان في مخالفة بعض الأحاديث كثيرة في رسالته شو اسمها " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " أما المكلف طالب العلم فيجب عليه أن يقف عند ما بلغه من الحديث والعذر يبقى لأولئك الذين لم يبغلهم أما النقل بالاتباع فبدلا أن نتبع الرسول عليه السلام نتبع الذي خالف حديث الرسول عليه السلام هذا لا يجوز للمسلمين. غيره؟

 

(300/14)

 

 

«كيف التوفيق بين حديث: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) وحديث: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال الله)؟»

السائل: كيف نوفق بين حديث (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) وحديث (لا تقوم الساعة حتى لا يقال الله)؟

الشيخ: ما فهمت المخالفة؟

السائل: يعني ظن لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق أنهم يستمرون حتى تقوم الساعة.

الشيخ: إي هو كذلك

السائل: والحديث الذي يقول لا تقوم الساعة حتى لا يقال الله

الشيخ: إي يعني

السائل: لا تبقى طائفة مؤمنة إنه هكذا يظن

الشيخ: إيه هو كذلك لكن هو شو متصور بأى الموضوع لعله إذا شرحنا كيف تقوم الساعة من زاوية معينة يزول إشكال غير واضح من السؤال الأمر طبيعي جدا وأنه لا اختلاف بين هذا الحديث وذاك لا تقوم الساعة قال عليه الصلاة والسلام (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله) ولفظ أحمد مفسر لهذا اللفظ المجمل (لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله) إذا حين تقوم الساعة ليس هناك موحدون يوحدون الله عز وجل من هؤلاء الموحدون هم الذين ذكروا في الحديث الأول (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) ينتظر موحدين وليس فقط موحدين وأكثر من ذلك فما دام هؤلاء على وجه الأرض لا تقوم الساعة فإذا شاء الله عز وجل أن يقيم الساعة أرسل ريحا طيبة ... .

 

(300/15)

 

 

«ما حكم تصبير الحيونات ووضعها في البيوت سواء للعبرة في عظمة الخالق أو للديكور؟»

الشيخ: السؤال ما حكم تصبير الحيوانات والطيور ووضعها في البيوت سواء للعبرة في عظمة الخالق أو الديكور؟

نقول التصبير لا علم عندي بطريقة عملية التصبير هذه بالضبط لكني أقول بكلام ممكن الإنسان يأخذ منه جواب إذا كان تصبير الحيوان هو يجري بعد ذبحه ذبحا طبيعيا مريحا له فإن إراحة الحيوان بالذبح من الأوامر الواردة في الرفق بالحيوان فإذا كان التصبير يجري بعد هذا فلا شيء فيه وأما إن كان التصبير كما بلغنا والله أعلم يجري بحقن الحيوان وهو لا يزال في قيد الحياة مادة تخرج روحه من بدنه رويدا رويدا حتى يظل هكذا واقفا جامدا كما يريد المصبر هذا بلا شك تعذيب للحيوان لا يجوز, والآن السائل ومن يسمع فليتحقق من هذه العملية وليطبق الحكم على التفصيل السابق إن كان التصبير بعد الإماتة الشرعية والذبح الشرعي جاز وإلا فلا نعم

السائل: ... .

الشيخ: ارفع صوتك ... من غير الأكل إيوة إذا كان الحيوان فعلا مما يؤكل فلا يجوز ذبحه وإضاعته هناك حديث وإن كان الحديث فيه ضعف لكن المعنى الذي يرمي إليه الحديث يلتقي مع المبادئ الإسلامية وهو (قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) والحديث الذي أشير إليه وإلى ضعفه هو الذي يتضمن أن العصفور إذا قتله الرجل المسلم ورماه أرضا يأتي يوم القيامة فيقول ربي سل هذا لم قتلني فهذا الحديث وإن كان ضعيفا فمعناه كما قلنا آنفا مما تشمله نصوص عامة منها ذلك النص الذي نهى عن إضاعة المال وعلى هذا فالسؤال الذي سمعتموه يذكرنا في الواقع بأن نقيد كلامنا السابق حيث فصلنا أنه إن ذبح ثم صبر فهذا يجوز فهذا التجويز يجب تقييده بما سمعتم الآن جواب السؤال المنبه في الواقع أن هذا الحيوان إن كان يؤكل فيذبح ثم لا ينتفع منه فهذا إضاعة للمال ولا يبرر مثل هذا ذبحه ليصبر إن أمكن تصبيره بعد ذبحه لأجل إيش الديكور هذا ليس مبررا لذلك يبقى التصبير المذكور إن أمكن إجراؤه بعد الذبح في حيوان لا يتمتع فيه الإنسان بالحلال هذا ما لدينا بالنسبة لهذا السؤال. نعم

السائل: ... .

الشيخ: لا يجوز إيش؟

السائل: ... .

الشيخ: ما يبدو لنا ما يمنع ذلك

السائل: مادام لا يعرف تعلم الصيد ... تعلم الصيد

الشيخ: تعلم الصيد تقصد يعني الغرض هدف إيه نعم بس هذا أولا ليس خاصا بالحيوان الذي لا يؤكل بل الأحاديث التي نهى يقول بالنص نهى أن تصبر الدابة وطبعا هذا اللفظ يجب أن لا تفهموه بهذا المعنى الذي كنا فيه آنفا أي التصبير بمعنى التحنيط نهى الحديث يقول نهى أن تصبر الدآبة فمعنى التصبير هنا هو أن تأخذ الدابة وهي حية فتوضع في مكان كهدف تضلل ثم ترمى بالسهام أو الحراب هذا منهي عنه لأنه ممكن التمرن على هدف مادي كما هو معروف في كل مدن الإنسانية اليوم فالشاهد النهي عن اتخاذ الحيوان هدفا وغرضا لم يكن بالنسبة للحيوان غير مأكول اللحم وإنما هو في مأكول اللحم لذلك لا نجد نحن بالنسبة للحيوان الذي لا يؤكل لحمه ما يمنع من قتله وتصبيره إما تجملا بالنظر إليه إذا كان جميل الشكل أو أي غرض آخر مشروع لا يخالف الشريعة فلا نرى مانعا من قتله لهذا الغرض أما الذي خلقه الله ليؤكل فيذبح للتصبير فهذا الذي نرى عدم جوازه.

 

(301/1)

 

 

«متى وجد الذكر المصحوب بحركات كالرقص وما حكم الشرع فيها وما هو الذكر الصحيح في الإسلام؟»

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم الميلاوية النوبة الذكر المصحوب بحركات كالرقص متى وجدت؟ لا أعلم, ما حكم الشرع فيها؟ الرفض التام, ما الذكر الصحيح في الإسلام؟ هو ما جاء الرسول عليه السلام كما وكيفا, الذكر الصحيح هذا الذي يجب أن نعرفه هوما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الكيف والكم الكيف سواء في اللفظ أو فيما يتعلق به من الجهر أو الإسرار من الاجتماع أو الافتراق هذه كلها يجب أن تلاحظ حتى يكون الذكر شرعيا أما الكم فيلتزم الإنسان العدد إن كان في الشرع عدد وإن لم يكن في الشرع عدد فلا يجوز له أن يلتزم أي عدد لأن هذا داخل في التشريع حصر ذكر بعدد مسمى لم يسمه الرسول عليه السلام هذا تشريع وهذا بالطبع لا يجوز فمن كان يريد أن يذكر الله بذكر وارد في الشرع مطلقا بغير عدد فعليه أن يكثر من هذا الذكر ما شاء بغير عدد والعكس بالعكس أي ذكر جاء في الشرع محددا بعدد فلا يجوز أن يفك هذا العدد عنه بل ينبغي أن يلتزمه دون زيادة أو نقص أما الهيئات فكما أشرنا ذكر جماعة حسب ما جاء في الشرع نجتمع كما قال عليه السلام (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى إلا حفتهم الملائكة) إلى آخر الحديث فهذا الاجتماع ليس المقصود من اجتماع على الذكر المعين بصوت واحد كما يفعلون اليوم هذا من البدع الإضافية كما يقول الإمام الشاطبي وإنما يجتمعون إن كان في درس كهذا الدرس الذي نحن فيه فأحدهم يقرأ ويعلم ويذكر والآخرون يستمعون إليه ويصغون أو أحدهم يقرأ من القرآن ما تيسر والآخرون ينصتون هذا اسمه اجتماع وليس من الضروري حتى يصدق على المستمعين هذا الحديث وأمثاله أن يذكروا الله بصوت واحد أو أن يتلوا القرآن بصوت واحد لا, لأن الرسول عليه السلام هكذا كان هديه يقول لابن مسعود لأبي بن كعب اقرأ عليه السلام, يقول عليك أقرأ وعليك أنزل؟ يقول عليه السلام (اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري) فهو يسمع ما يقرأ عليه هذا اسمه اجتماع على ذكر الله عز وجل فالمقصود أن الذكر المشروع هو الذي يلتزم فيه صاحبه الذكر الوارد في السنة كما وكيفا أما الذي لم يرد فبحر لا ساحل له مع الأسف الشديد.

 

(301/2)

 

 

«إذا وضع الرجل يده على صدره في الصلاة فأنكر عليه الناس ونفروا منه فهل له ترك ذلك ويوافق الناس فيضعها تحت الصدر من أجل الدعوة, وهل الجلوس بعد الصلاة مع الناس من أجل الدعاء مشروع للتقرب منهم؟»

الشيخ: السؤال الأول هنا يقول السائل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرجو منكم توضيح المسألة التالية إنني أضع يدي في الصلاة على صدري والناس ينفرون مني ولا يفقهون هذه المسألة فهل علي من شيء إن فعلت خلافها مثل الناس ليتقربوا لهذه الدعوة والناس يضعون أيديهم تحت الصدر؟ ثانيا لا أجلس أنا أبدا بعد الصلاة مع الناس لكي يدعو وهذا ينفر منه أكثر الناس فهل علي من إثم إن جلست أدعو معهم لأن قول المشايخ عندنا لما لم تستغفروا وتدعوا وندعوا لكم؟ أفتونا وجزاكم الله عن هذا كل خير وهذا في اعتقادنا للتقرب من الناس. صدق الله العظيم حيث قال لنبيه الكريم ((لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا)) لو أننا نحن معشر السلفيين الداعين إلى الكتاب والسنة سايرنا الناس على بدعهم ومخالفاتهم الكثيرة للسنن الصحيحة لم تكن هناك دعوة على وجه الأرض هي دعوة سلفية بل هذه المسايرة للناس والتي عبر عنها السائل بأن المقصود أن نتقرب إلى الناس ويتقربوا هم بالتالي إلى الدعوة هي التي كانت من الأسباب التي أخرت الدعوة السلفية قرونا طويلة وأصبح الناس يعيشون في تقليد مقيت لا يعرفون السنة وبالتالي لا يعرفون البدعة لأن أكثر الناس كما قال تعالى لا يعلمون والقليل من هؤلاء كانوا يسايرون المجتمع الذي كانوا يعيشون فيه فاستمرت البدع تتكاثر وتتوالد واستمرت السنن تموت حتى انقلبت البدعة سنة والسنة بدعة ووصلنا إلى هذا الزمان الذي نجابه فيه بالقاعدة التي جرت مثلا في اللفظ المشهور " رمتني بدائها وانسلت " فنحن الذين ندعو إلى اتباع الكتاب والسنة ينبوذننا بلقب المبتدعة وهم غارقون إلى أذقانهم في البدع فهم أهل السنة ولذلك فلابد لنا من أن نصدع بالحق ونصارح الناس بما هم عليه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها فقد لا تستطيع أنت أيها السائل أو أنا وأنا المجيب قد لا تستطيع ولا أستطيع أن أصدع بالحق في كثير من الأحيان خوفا من الفتنة أما أن نعمل عملهم وأن نسايرهم ونؤيدهم في خطئهم فهذا مما لا وجه له في الشريعة مطلقا ولذلك فلا يجوز لمن آمن بأن السنة وضع اليدين على الصدر أن يضعهما تحت الصدر, تحت السرة, ولا يجوز لمن علم أن التزام الدعاء مع الجماعة بعد الصلوات الخمس كما عليه جماهير الناس اليوم بدعة لا يجوز لمن عرف هذا أن يشايعهم وأن يتابعهم لأنه يؤيد البدعة بعمله ويخالف السنة لذلك علينا أن نصبر على هذه الدعوة التي امتن الله عز وجل بها علينا فعرفنا بها حيث أن أكثر الناس لها جاهلون بل لها معادون فلا يجوز بوجه من الوجوه أن نشايعهم وأن نتابعهم على ما هم عليه من مخالفة السنة لكن لي ملاحظة بسيطة لا مانع تارة من أن يجلس السني المتمسك بالسنة بعد الصلاة في المسجد يقرأ الأوراد والأذكار الواردة من حيث أن الآخرين يأتون بأذكار شي منه غير وارد وشي منه وارد ولكن ألصقوا فيها ما لم يرد فصارت بدعة إضافية كما يقول الإمام الشاطبي ففي جلوسه هذا تنبيه مزدوج المفعول, الأول أن الجمهور الذي يخالف السنة إما في الإتيان ببعض الأوراد التي لا أصل لها أو بالإضافة إليها ما لا أصل له فينبه هؤلاء الناس إلى أن هذا السني أو السلفي هو يفعل ما جاء في السنة بدليل بقائه بعد الصلاة في المسجد وإتيانه بالأوراد والأذكار فهم يتنبهون حين ذاك إن شاؤوا التنبه أن هذا الرجل ليس من سرعان الناس الذين لا يهمهم إلا الإتيان بالفريضة فقط ثم ينصرف إلى عمله فقد يفسر قيامه بعد سلام الإمام بهذا التفسير الذي هو أولا خلاف الواقع ثم هو ثانيا مما لا يناسب الدعوة السلفية, فإذا ثبت في مكانه أحيانا وأتى بالأوراد المشروعة سد عليهم طريق اتهامه أنه من سرعان الناس كما ذكرنا, والشيء الثاني الذي يستفيده أولئك الناس منه أنه يخالفهم فيما هم عليه من عادات فإن كان هو لا يستطيع أن يصدع بأنه هذا هو السنة وما أنتم عليه هو البدعة فعلى الأقل سيوجد هناك بعض الناس من يتبعهم مباينته لهم لعدم مشاركته إياهم في أذكارهم وفي رفعهم لأصواتهم قد يندفع بعضهم فيسألونه لماذا أنت تجلس وتسبح وتذكر الله لوحدك فيكون هذا باب فتح له لتعليم الناس السنة وتحذيرهم من البدعة, وباختصار ليتذكر السائل أن لو أن كل سلفي عرف حقيقة ما فكتمها عن الناس لم تكن لهذه الدعوة ذكر مطلقا في هذه البلاد الشامية لإن كان الله عز وجل قد خصني بشيء من ابتداء الدعوة بالعصر الحاضر فلم يكن ذلك لأننا سايرنا الناس وإنما بادرنا إلى تطبيق السنة ولو غضب علينا الناس جميعا سواء من كان منهم من الأقارب أو من الأباعد ولربما يستغرب بعضكم وإن كان الآخرون يعلمون هذا الخبر أنني من جملة الأشياء التي أعلنتها أنني قاطعت حتى هذه اللحظة مسجد بني أمية فلا أصلي فيه صلاة لما علمت أن المساجد المبنية على القبور سواء كانت قبورا مزورة كقبر يحيى عليه السلام أو قبورا صادقة لا تجوز الصلاة في هذه المساجد فتبنى هذه الفكرة كثير من الناس وتنبهوا وصاروا على حذر من الصلاة في المسجد المبني على القبر فلو تصورنا مثل هذه المسألة وهناك عشرات إن لم نقل مئات بل ألوف المسائل كتمها من عرفها فكيف يعرف الآخرون حكمها هذا فضلا عن المسؤولية أمام الله تبارك وتعالى حينما يكتم العالم بالمسألة علمه فيها الله عز وجل يقول ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فأولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)) ولذلك فلا يجوز للمسلم أن يكتم العلم فكيف يساير الناس على ضد العلم هذا ما نقوله جوابا عن السؤال السابق ولكن هذا لا يعني أننا يجب ألا نتعاطى الحكمة والأسلوب الحسن في الدعوة هذا شيء آخر الأسلوب والحكمة أمر مأمور بهما في القرآن كما هو معلوم لكن ليس من الحكمة في شيء إطلاقا أن تساير الناس على خطأهم وعلى ضلالهم بل هذا خلاف نصوص الكتاب والسنة.

 

(301/3)

 

 

«ما هو الدليل على عدم جواز الصلاة في المسجد الذي به قبر؟»

السائل: إش هو الدليل على عدم الصلاة في المساجد اللي فيها القبر؟

الشيخ: بارك الله فيك هذا سؤال يحتاج إلى بحث طويل وأنا لي كتاب خاص في هذه المسألة فإذا كان عندك رغبة في القراءة فترجع إليه اسم الكتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " كتاب بنحو مئة وخمسين صفحة فماذا أجيبك الآن في هذه اللحظة أختصر الجواب, أختصر الجواب فأقول قال عليه الصلاة والسلام (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) هذا الحديث يرويه جماعة من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام منهم عائشة وأفادتنا فائدة من بين جميع الصحابة الذين رووا هذا الحديث قالت بعد أن روت الحديث " ولولا ذاك أبرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجدا " تعني لولا هذا اللعن الذي ذكره الرسول عليه السلام في حق اليهود والنصارى بأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لكان الرسول عليه السلام حينما مات دفن في أرض بارزة لولا ذلك ولكن لما كانت هذه الحقيقة واقعة وهي أن اليهود والنصارى ضلوا بسبب اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد لم يدفن الرسول عليه السلام في أرض بارزة وإنما دفن في حجرته الشريفة لماذا؟ لكي لا يتمكن الناس من بناء مسجد فوقه كما كانت اليهود والنصارى تفعل ولولا ذاك أبرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجدا ولذلك لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف الصحابة في مكان دفنه رفع الخلاف حديث رواه أبوبكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من نبي مات إلا ودفن في الموضع الذي مات فيه) ورسول الله كما تعلمون جميعا مات في بيته في حجرته فحفروا له في بيته تحت سريره وأنزلوه في حفرته فكان لا يستطيع أحد مطلقا في عهد الصحابة في عهد أزواج الرسول عليه السلام أن يأتي إلى قبر الرسول عليه السلام لأنه في البيت حيث كانت السيدة عائشة فيه وقد عاشت بعد الرسول عليه السلام دهرا طويلا ومن المؤسف جدا جدا أن الحكام الذين كانوا في ذاك الزمن كانوا في غفلة عن هذه الأحاديث أولا وعن الغاية التي قصدها الشارع الحكيم حينما ألهم الرسول عليه السلام أن يعلم المسلمين أنه ينبغي أن يدفن في بيته الغاية من ذلك ألا يتمكن المسلمون كما ذكرت السيدة عائشة من بناء المسجد على قبره فمن المؤسف جدا أن بعض الحكام في ذلك الزمان غفلوا عن هذا فلما اضطروا إلى توسيع المسجد النبوي وسعوه على حساب بيت الرسول عليه السلام فرفعوا الجدار الذي كان يفصل بين المسجد وبين البيت وضموا بيوتات أزواج الرسول عليه السلام إلى المسجد فصار القبر في المسجد كما هو مشاهد اليوم وهذا خلاف الأحاديث كلها ومن الأحاديث وأختم الجواب بذلك حتى لا يتبادر إلى ذهن بعض الناس القاصرين العلم والفكر والنظر إي نحن شو عاملين إذا كان اليهود والنصارى لعنوا فنحن مثل حكايتهم فيأتي حديث آخر وهو الذي أنهي به هذا الجواب فيقول عليه الصلاة والسلام (إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد) فإذا الحكم هذا أي اللعن ليس خاصا باليهود والنصارى وإنما هو خاص بكل من فعل مثل فعل اليهود والنصارى من بنى على قبر النبي مسجدا وعبد الله عز وجل فيه وهذا كله من باب سد الذريعة الحيلولة بين المسلم وأن يقارب الشرك بأي نوع من أنواعه أي هذا تحقيق لقول الله عز وجل ((وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا)) ونحن نرى مع الأسف الشديد أن هذه المساجد التي بنيت على قبور الأولياء والصالحين يدعى فيها غير الله فمن ذا الذي يستطيع أن ينكر آالأشخاص الذين يأتون إلى مسجد بني أمية خصوصا للصلاة عند يحيى عليه السلام وللدعاء عنده وللاستغاثة والتوسل به والله عز وجل كما قال ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)) فإذا لا يجوز الصلاة في المسجد المبني على القبر لأن هذا فعل اليهود والنصارى وفعل من لعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعلى المسلم الحريص على دينه أن يتقصد الصلاة في المساجد التي بنيت على تقوى من الله وليس فيها شيء مما حرم الله عز وجل كالقبر في المسجد هذا خلاصة عن السؤال السابق الجواب عن السؤال السابق ومن شاء البسط والتفصيل فعليه بكتابي السابق الذكر.

 

(301/4)

 

 

«هل الصلاة في المسجد النبوي لا تشرع لوجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟»

السائل: بالنسبة للمسجد الأموي يعني بعضهم كمان القبر إليه ... يعبد الضريح

الشيخ: عبارة ... الكتاب قد ذكرنا في نفس الصلاة جواب على السؤال نعم

السائل: ... .

الشيخ: السؤال إذا هكذا يقول السائل وحق له ذلك إذا الصلاة في المسجد النبوي لا تشرع مكبر الصوت يعمل عندكم هذا هو السؤال وقلت أن جواب هذا السؤال مبسط أيضا في ذاك الكتاب تحذير الساجد وخلاصة الجواب أن الصلاة في المسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع كون القبر فيه ليس كالصلاة في سائر المساجد المبنية على القبور وذلك لأن للصلاة في مسجد الرسول عليه السلام مزية لا توجد في كل مساجد الدنيا إلا مسجد مكة وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام (صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة مما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام) وهذه الفضيلة ثابتة مستقرة مستمرة إلى يوم القيامة فكل من صلى في هذا المسجد يبتغي هذه الفضيلة التي نص عليها الرسول عليه السلام فله هذه الفضيلة لا ينسخها شيء وكيف الجمع بين هذا وبين التحذير السابق قد قربنا الجواب عن هذا السؤال في ذاك الكتاب فقلنا مثل الصلاة في المساجد المبنية على القبور كمثل الصلاة في الأوقات المنهية عنها بعد طلوع الشمس وعند غروبها وعند استوائها في كبد السماء في وسط السماء ومثل الصلاة في المسجد النبوي مع وجود القبر فيه كمثل صلاة النوافل ذوات الأسباب في تلك الأوقات المنهي عن الصلاة فيها أي إذا دخل الرجل المسجد أي مسجد كان في وقت الكراهة هل يصلي تحية المسجد أم لا يصلي الجواب الصحيح يصلي فإن عارضنا معارض قال كيف تصلي في هذا الوقت وهذا ما وقع لنا في هذه العمرة الأخيرة دخلنا المسجد النبوي قبل صلاة المغرب تقريبا بعشرة دقائق فقمت أصلي التحية فمر الناس وأحدهم كان جريئا قال يا رجل الآن مش وقت صلاة طبعا وأنا مش وقت أرد عليه إنما أحكي إنه الناس هكذا يعلمون أن الصلاة مكروهة في الأوقات الثلاثة مطلقا لكن مذهب الإمام الشافعي يفصل وهو الصواب في المسألة النوافل التي يراد بها زيادة التقرب إلى الله وهي النوافل المطلقة لا يجوز صلاتها في تلك الأوقات أما النوافل التي لها أسباب فيجوز كسنة الوضوء وتحية المسجد ونحو ذلك فإذا هذا نوع من الصلاة أي ذوات الأسباب مستثنى من حكم كراهة الصلاة الأوقات الثلاثة لماذا؟ قال أهل العلم لأن هذه الصلاة في ذلك الوقت لا تقصد لمجرد التنفل المطلق لأن مجرد التنفل المطلق باستطاعتك أن تتنفل في الأوقات السليمة من الكراهة وإنما أنت تتنفل لمناسبة وهو دخولك المسجد فوجد سبب هذا السبب إن لم تصلي له فاتتك الصلاة أما النافلة المطلقة فلا تفوتك أبد الدهر تستطيع أن تصلي في أي وقت كان كذلك الصلاة في المسجد النبوي إن لم تصلي فيه لوجود القبر فاتتك الألف صلاة بينما المساجد الأخرى إذا ما صليت في بني أمية صليت مثلا في البغى أو غيره من المساجد مسجد العقيبة إلى آخره ما فاتك شيء من الفضيلة إطلاقا ولكن الواقع وهذا أيضا من المؤسف أن كثيرا من الناس يتوهمون أن الصلاة في مسجد بني أمية له فضيلة خاصة أيضا والأعجب والأغرب أنهم بالغوا في هذه الفضيلة حتى تفوقوا بها على فضيلة الصلاة في المسجد النبوي وقاربوا بها فضيلة الصلاة في المسجد الحرام فقد جاء في حاشية ابن عابدين أن الصلاة في مسجد بني أمية قال سفيان الثوري بسبعين ألف صلاة هكذا ذكروا وكان كثير من الناس ممن لا يعرفون العلم وأصوله سفيان الثوري قال انتهى الأمر ولو كانوا يعلمون لو كان سفيان الثوري يقول قال رسول الله لما كان لهذا الحديث وزن ولا قيمة لأنه في اصطلاح المحدثين حديث معضل يعني أسفل من مرسل والحديث المرسل لا يحتج به فكيف بالمعضل فكيف وهو لم يقل قال رسول الله سفيان الثوري قال كذا فكيف والسند إلى سفيان الثوري لم يصح ظلمات بعضها فوق بعض مع ذلك جاء في حاشية ابن عابدين كأنه أنزله رب العالمين في القرآن الكريم ولذلك تجد كثير من الناس خاصة المسلمين منهم يتقصدون الصلاة في ذاك المسجد مع أنه لا فارق بينه وبين أي مسجد نعم هناك فارق لأنه وجد القبر فيه فحضور هذا المكان وفيه الاستغاثة بغير الله والشرك مع الله هو في الأصل لا يجوز لو لم يكن هناك مثل تلك الأحاديث لأنك بدك تحضر بدك تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر ولا تستطيع أن تفعل ذلك إطلاقا وإلا قام الناس عليك وآذوك وربما قتلوك. نعم.

 

(301/5)

 

 

«هل النهي عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور خاص بقبور الأنبياء؟»

السائل: معليش مسألة فيها تفصيل قد يتبادر إلى ذهن البعض أن المسجد الذي فيه قبر النبي فقط أما يعني يسأل إنه إذا فيه قبر غير نبي قبر صالحين فيمكن في معنى حديث ولا جهة دلالة

الشيخ: يتبادر إلى الذهن ماذا؟

السائل: القبر الذي فيه المسجد الذي فيه قبر نبي فقط ليس ... .

الشيخ: يعني الحكم في النهي عن الصلاة خاص بقبور الأنبياء؟

السائل: تبيان ... .

الشيخ: طيب لا بأس إذا كان يمكن بعض الناس على كل حال نعم تفضلوا يا أخوان الحكم السابق في النهي عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور طبعا ليس خاصا بقبور الأنبياء وإنما هو حكم عام يشمل أي قبر كان سواء كان قبر نبي أو ولي وهناك في تلك الأحاديث التي أشرنا إليها ما لفظه من حديث السيدة عائشة قالت لما جاءت أم سلمة وأم حبيبة من الحبشة كانوا من المهاجرات ذكرتا كنيسة رأينها في الحبشة وذكرتا من حسن وتصاوير فيها فقال عليه الصلاة والسلام (أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح -هذا أعم من كونه نبي- أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) ولا أريد أيضا أن أطيل فهذا صريح بأن الحكم يشمل قبر أي إنسان سواء كان نبيا أو كان وليا وأنا ألح على إخواننا الذين لم يدرسوا كتابي تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد أن يدرسوا هذا الكتاب لسببين اثنين السبب الأول وهو الأهم أن يعرفوا حكم الله عز وجل في هذه المسألة الخطيرة, والسبب الثاني أنهم قد يقولون إما بلسان قالهم أو بلسان حالهم ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين عمرنا ما سمعنا أن الصلاة في مسجد فيه قبر محرمة فليقرأ هذا الكتاب فيجد نصوص المذاهب الأربعة في النهي عن بناء المسجد على القبر وعن الصلاة في هذا المسجد منهم الإمام الشافعي في كتابه الأم وغيرهم ممن نقلنا عنهم نصوصهم في ذلك الكتاب ويأتي بعد ذلك أن يتناصح المسلم مع إخوانه المسلمين فينصحهم بأن يصلوا ويتقصدوا الصلاة في المساجد الخالية عن هذه المعصية وبذلك مع الزمن فسوف ينتشر الوعي الصحيح بين المسلمين وسوف لا نجد إن شاء الله من يبني مسجدا ويبني قبره فيه سلفا ويوصي أنه إذا مات دفن فيه هذا وقع, فمسجد بعيرة كلكم يعرفه ومسجد اللي ذهب في الحريق اللي كان هنا قبل البرلمان شو اسمه؟

السائل: دك الباب

الشيخ: دك الباب, هذا كان مدفون فيه بانيه صاحبه فهل تظنون لو أن هذا الوعي كان منتشرا بين هؤلاء الناس الذين يتبرعون بأموال طائلة لبناء مسجد يعبد الله عز وجل فيه هل تظنون أنهم يعلمون أنهم بهذا الفعل يستحقون اللعن من الله أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم في مساجدهم لا أتصور هذا إطلاقا إلا إن كان طاغوتا من الطواغيت وظاهره أنه مسلم وأنه بنى مسجدا يعبد الله عز وجل فيه وحده ولكن قد يكون باطنه خلاف ظاهره ونحن لا نحكم على البواطن إنما نحكم بالظاهر ونظن في هؤلاء الذين بنوا هذه المساجد الخير ونظن فيهم الصلاح ولكن نعتقد جازمين أنهم من الجاهلين وإلا كيف يوصي أحدهم أن يدفن في المسجد لو كان سمع بعض هذه الأحاديث التي ذكرناها عليكم وهنا هذه المناسبة يتبين لنا شؤم كتمان العلم وشؤم مسايرة الناس فهؤلاء العلماء موجودون بكثرة وإن كان فيهم من يسمون في تعبير بعض المعاصرين وهم من هؤلاء الذين يسمون بالعلماء مجازا فيهم من يسمى من العلماء مجازا لا حقيقة فهؤلاء لماذا لا يبينون للناس حكم الله عز وجل وأنه لا يجوز بناء المسجد على القبر حتى لا يوجد بعيرة وأمثاله إذا هم كتموا العلم عن الناس وهذا إن كانوا عرفوه وإلا فجمودهم على تلاوة غير كلام المعصوم والانكباب عليه بكليتهم صرفهم عن دراسة كتاب الله وعن التعرف على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

(301/6)

 

 

«هل يهدم المسجد الذي أدخل فيه القبر وهل يصلى فيه؟»

السائل: ... فماذا إذا هدم المسجد ماذا عن القبر؟

الشيخ: هذا الفرق عندك أنت واهم هذا الفرق بالنسبة لهدم المسجد أو القبر مو بالنسبة للصلاة الفرق الذي تذكره في مسألة أيهما يهدم آالمسجد أم القبر؟ فإذا كان المسجد طرأعلى القبر وكان القبر قبل المسجد هدم المسجد وإن كان المسجد مبنيا سابقا وأدخل القبر إليه أخرج القبر منه نحن لم يكن بحثنا في بدء الهدم الآن للقبر أم بالمسجد البحث في الصلاة سواء كان القبر هو الطارئ على المسجد أم المسجد هو الطارئ على القبر فهذه ظاهرة وثنية لا يجوز أن تكون في بلاد الإسلام والصلاة لا تختلف بين أن يكون المسجد هو الطارئ أو القبر, الصلاة حكمها كما سمعتم تماما أما إذا أراد القائمون على الإصلاح القائمون على الأمر وعلى الحكم وهيهات إذا أرادوا الإصلاح فعليهم أن يدرسوا المسجد بني أولا ثم طرأ القبر أم العكس فمن وجدوه الباغي الظالم أزالوه إن كان القبر موجود من قبل ثم بني المسجد أزالوا المسجد وإن كان المسجد مبنيا من قبل وأدخل القبر إليه أزيل القبر وإن كان هناك عظام دفنت في مقابر المسلمين نعم

السائل: الآن صورة ... الآن بأنه دفنه في المسجد

الشيخ: إي نحن شيخي كنا عم نختصر الأسئلة هلا بدنا نحكي مين الآثم الموصي وإلا الباني وإلا هذا بحث ثاني يا شيخ أخيرا سؤال هنا أجيبه باختصار وأنهي هذا الاجتماع.

 

(301/7)

 

 

«ما حكم ذكر كلمة سيدنا محمد في الصلاة مع أنه ورد حديث يمنع فيه ذلك؟»

الشيخ: يقول السائل ما حكم ذكر كلمة سيدنا محمد في الصلاة مع ما يسمع عن حديث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم يمنع فيه أن يسوّدوه على أحد؟

السائل يشير إلى حديث (لا تسوّدوني في الصلاة) مثال ... لا تسوّدوني فلا أصل له هذا التعبير من حيث اللغة ولا أصل له في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أي لم يأت النهي الصريح عن تسويد الرسول عليه السلام أي عن أن نقول فيه سيدنا رسول الله ليس هناك حديث صريح في النهي عن هذا بل هناك أحاديث وصف الرسول عليه السلام نفسه بأنه سيد البشر سيد الناس يوم القيامة وكلكم سمع شيئا منها ولكن هل كون الرسول عليه السلام بحق سيد الناس هذا مما يسوغ لنا أن نزيد في الصلاة عليه في الصلاة ما لم يشرعه الله؟ الجواب لا ولا أريد إطالة البحث في هذا لأنني ذكرته مرارا وتكرارا لكن أقرّب الأمر لمن قد يكون لم يسمع البحث السابق وإنما يسمعه الآن لو أن مصليا قال في التشهد التحيات لله سبحانه وتعالى أليس هذا تعظيما لله عز وجل؟ بلا شك, لكن هل يجوز له ذلك؟ الجواب لا, هل معنى هذا الجواب أنه المجيب لا يعظم رب العالمين؟ حاش, بل هذا من تمام تعظيم رب العالمين أن تلتزم شريعته ولا نزيد عليها ولو بحرف واحد من عندنا فالتحيات لله شرع أوحاه الله إلى رسول الله فعلمه أصحابه وكان يعتني عناية خاصة في تعليمه إياهم فابن مسعود مثلا يقول " علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التشهد في الصلاة وكفي بين كفيه وكفي بين كفيه " يعني الرسول آخذ بكف ابن مسعود يلقنه عن كثب وعن قرب صيغة التشهد في الصلاة ولذلك يقول أصحاب ابن مسعود بأنه هو بدوره كان يعلمنا التشهد ويأخذ على أحدنا الحرف الواحد إذا زاد في التشهد حرف واحد يأخذه عليه وينكره عليه فنحن إذا قلنا التحيات لله سبحانه وتعالى ما جئنا أمرا نكرا أي من حيث المعنى ولكن جئنا بأمر منكر بلا شك من حيث الاتباع فلم نتبع الرسول عليه السلام في تعليمه لأصحابه هذا التشهد بدون هذه الزيادة وإذا كان بدهيا لدى كل مسلم أوتي ذرة من عقل وعلم أن هذه الزيادة مع أنها لا تنافي جلال الله وعظمته لا تجوز لأن الرسول عليه السلام لم يعلمها أصحابه فأولى وأولى ألا يجوز للمصلي أن يزيد لفظة سيدنا اللي فيها تعظيم للرسول عليه الصلاة والسلام لأن تعظيم الله أوجب علينا من تعظيم الرسول ومع ذلك علمنا من المثال السابق أنه لا يجوز لنا أن نعظم الله بما لم يشرع فأولى وأولى ألا نعظم رسول الله بما لم يشرع الله تبارك وتعالى.

 

(301/8)

 

 

«الكلام على إحياء سنة صلاة العيد في المصلى

الشيخ: وقبل انقضاء هذا المجلس المبارك إن شاء الله أريد أن أذكر الإخوان بأننا سنصلي صلاة العيد في المصلى المعتاد أو الدوار هناك ونظرا لإقبال الناس والحمد لله بكثرة على اتباع والاستمرار في إحياء هذه السنة سنة الخروج بصلاة العيدين من بعض المساجد إلى المصلى أصبح أمرا شاقا بالنسبة إلينا أن نحضر من الفرش ومن الحصر ما يتسع ليصلي جميع الناس عليها ولذلك من باب التعاون على البر والتقوى فعلى كل مصل حريص على الصلاة في المصلى أن يستحضر معه بساطا أو سجادة الصلاة كما يقال اليوم هذا يستطيعه كل فرد ولكن قد يوجد بعض الأفراد مثلي أنا الله عز وجل أنعم عليه بسيارة وهؤلاء الإخوان كثر اللي عندهم سيارات فنقترح عليهم أن يودعوا سياراتهم من الفرش ما تيسر عندهم حتى نتعاون بها على مد الأرض بهذه الفرش تطوعا وعندنا حصر طبعا كثيرة ولكن لا تتسع لهذه الزيادة المتكررة مع الزمن فإذا موعدنا إن شاء الله سيكون في صلاة العيد إما يوم الأحد أو يوم الإثنين فليستحضر كل منكم ما تيسر له من البساط على أني حتى لا تفاجؤوا أنا سأعيّد إن شاء الله في عمان ونحن في سبيل إحياء هذه السنة هناك لأول مرة ولذلك فسأسافر غدا إن شاء الله فإننا إن أدركنا العيد الأحد نكون هناك فنحيي هذه السنة هناك ويستمر إخواننا ويتكاثر الدعاة لهذه السنة ولإحيائها هناك وعسى أن تنتشر هذه السنة في طول البلاد الإسلامية وعرضها ويكون ذلك بشارة إلى أن يحرص الناس على التمسك بالسنة في كل أمر صغير أو كبير وبذلك نمشي خطوات متئدة إلى تحقيق المجتمع الإسلامي الذي ينشده كثير من الناس بل من الدعاة الإسلاميين قولا لا فعلا فنحن يجب أن نجعل الإسلام يمشي على وجه الأرض بنا نحن بأشخاصنا ونفوسنا لا بكلامنا ولقلقة لساننا هكذا يجب أن نحي سنة النبي عليه الصلاة والسلام في بلادنا وعسى أن يكون ذلك بشارة خير لتحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الدولة المسلمة وما ذلك على الله بعزيز والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

(301/9)

 

 

«هل متابعة الإمام في الصلاة تكون حتى في القنوت والبروك كبروك الجمل في السجود؟»

الشيخ: سألت أحد السلفيين لماذا لم تتابع الإمام فقال لأنه لا يستحق المتابعة لأنه قنت مثلا في الفجر والقنوت ليس من مذهبه فإن الأئمة الذين يجب أن نتابعهم فأي الأئمة الذين يجب أن نتابعهم والمتابعة في كل عمل من أعمال الصلاة حتى في البروك كبروك الجمل في السجود وغيرها؟

لقد تكلمنا هذه المسألة كثيرا وكثيرا فأقول الآن باختصار يتابع الإمام فيما إذا صلى على ما يعتقد إذا صلى الإمام على ما يعتقد أنه صواب وأنه مذهبه الذي يدين الله به ففي هذا يتابع, أما الإمام الذي يساير الناس ويداهنهم فليس له حرمة وبالتالي ليس له متابعة.

 

(301/10)

 

 

«كيف نوفق بين الأحاديث التي تحث على الغربة وحديث: (لا تجمع أمتي على ضلالة)؟»

الشيخ: كيف نوفق بين الأحاديث التي تحض على الغربة وأحاديث إن الأمة لا تجتمع على ضلالة؟

السائل فيما يبدو لي كغيره من جماهير الناس يفهمون أن الأمة لا تجتمع على ضلالة يعني جمهور الأمة أي أكثرية الأمة لا تجتمع على ضلالة أي يفهم السائل وغيره من هذا الحديث أن الحق دائما مع الأكثرية فمن كان غريبا يكون مخالفا للجمهور للأكثرين وقد سمعنا في الأحاديث السابقة مدح الغرباء طوبى للغرباء فأشكل الأمر عليه فقال كيف نوفق بين (طوبى للغرباء) مثلا وبين (يد الله على الجماعة) أو (لا تجتمع أمتي على ضلالة)؟ الجواب أن حديث (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لم يسق لبيان أن الحق مع القلة أو مع الكثرة وإنما لبيان أن الله عز وجل عصم مجموعة الأمة أن تجتمع كلها على ضلالة فكل الأمة المسلمة بتكون على ضلالة هذا مستحيل هذا مما تفضل الله به على هذه الأمة المحمدية بينما الأمة النصرانية واليهودية وغيرها من الأمم هذا ممكن أن تجتمع كل أفرادها على ضلالة بل هذا هو الواقع أما الأمة المسلمة فقد صانها الله عز وجل من أن تجتمع جميع أفرادها على الضلالة لو صغرنا تيسيرا لفهم هذا الحديث وهذه القضية لو صغرنا عدد الأمة إلى مئة شخص وهذا أمر واقعي لأنه لما بتبدأ الدعوة من جديد يكون المسلمون فيها قلة كما كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام فبدأت الدعوة به ثم أسلم أبوبكر فصاروا اثنين وهكذا فلو فرضنا الأمة مئة شخص فاختلفوا فيستحيل أن يكون هذا الاختلاف كله ضلال لابد أن يكون في هذه المئة نفس أشخاص ولو قليلين هذا بحث ثاني يكون الحق معهم فلو فرضنا أنهم اختفلوا فكانوا نصفين خمسين وخمسين, خمسين منهم يقولون برأي والآخرون يقولون برأي ثاني لابد أحد الرأيين صواب والرأي الثاني خطأ لماذا؟ لأن الرسول قال (لا تجتمع أمتي على ضلالة) فهل اجتمعت الأمة على ضلالة حينما وجد فيها من يقول بقولين قول صواب وقول خطأ ما اجتمعت على ضلالة فلو قلنا أن الطائفة التي على الحق تسعة وأربعين والتي على الخطأ واحد وخمسين كمان بيتم الجواب إنه الأمة ما اجتمعت على ضلالة فلا يزال يقلل عدد المتمسكين بالحق حتى نقول واحد مقابل تسعة وتسعين فهل اجتمعت الأمة على ضلالة لا لأن الأمة عددها مئة وجد فيهم واحد الله عز وجل هداه إلى الحق والآخرون على خطأ إذا صدق قول الرسول عليه السلام على هذه الأمة التي فرضنا عددها مئة أنها لا تجتمع على ضلالة هذا معنى هذا الحديث وليس معنى لا تجتمع الأمة يعني الجماعة الكثيرة أو الأكثر من الأمة الإسلامية على ضلالة لا, هذا فهم خطأ من ناحيتين الأولى الناحية العربية حسب ما شرحنا لكم والأخرى الناحية الشرعية فأين نذهب بقول الرسول عليه السلام (وستختلف أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) فواحد من ثلاث وسبعين يعني قلة في الجنة والأكثرية في النار إذا حديث (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لا يجوز أن نفهمه على معنى لا تجتمع الأكثرية على ضلالة بل هم على صواب والأقلية على خطأ أو على ضلالة ليس هذا هو المقصود من الحديث ولكن ما ذكرته آنفا, ثم الآيات الكثيرة التي تذم الكثرة وتمدح القلة أين نذهب بها ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) ((ولكن أكثر الناس لا يعقلون)) ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)) ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)) أين نذهب بهذه النصوص القاطعة الصريحة في ذم الأكثرية في الوقت الذي نحن نريد أن نجعل الأكثرية حجة على الأقلية إذا عرفنا هذه الحقيقة زال التعارض بين أحاديث الغرباء والثناء عليهم لأنهم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم

السائل: جزى الله الشيخ خير الجزاء ونفعنا وإياكم بما سمعنا وإلى لقاء مع الشريط التالي من هذه المجموعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

(301/11)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره

الشيخ: أعطينا هذه الثمرة لكل مصاب ببلاء صابر عليه وهذا هو الحديث السابق كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الله عز وجل يخلص المبتلى بمصيبة من ذنوبه كما تخلص النار الحديد من خبثه وبدهي جدا أن المسلم المذنب إذا ما خلصه الله عز وجل بسبب ما من ذنوبه وآثامه أن يدخل جنة ربه تبارك وتعالى دون أي عذاب فلئن كان حديث المرأة السوداء صريحا في وعد النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الجنة فالحديث الذي قبله يتضمن مثل هذا الوعد لكل مبتلى صابر على بلائه بل إن هناك أحاديث أخرى صريحة في بعض البلايا كمثل قوله عليه الصلاة والسلام عن الله عز وجل أي حديث قدسي (من ابتليته بحبيبتيه فصبر عوضته الجنة) لذلك وكما يشعر معنا إخواننا الملازمون لدروسنا الأحاديث الواردة في بيان الصبر على البلاء كثيرة وكثيرة جدا متنوعة الألفاظ والمعاني ولكنها كلها تلتقي في نتيجة واحدة ألا وهي أن الصابر إنما مصيره أن يغفر الله له ذنوبه بحسب صبره وبحسب بلائه وأن يكون عاقبة ذلك أن يدخل الجنة لذلك ينبغي أن تتركز معاني هذه الأحاديث في نفوسنا حتى تساعدنا أن نحيا في حياتنا الدنيا هذه حياة سعيدة ولو كان الكفار والمنافقون ممن لا يؤمنون إيماننا ولا يشاركوننا في ديننا يظنون أننا نعيش حياة صعبة ضنكة كما يشهد بذلك أولا واقعنا نحن معشر المسلمين وبعد ذلك من الناحية الإيمانية وإن كان هو الأصل يأتي الخبر الإلهي ليقول ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) أما من آمن بالله عز وجل ((فلنحيينه حياة طيبة)) فليس معنى ومن أعرض عن ذكري أنه لا ينبغي أن يكون غنيا لا ينبغي أن يكون مرفها لا ينبغي أن يكون متمتعا بكل زخارف الدنيا لا بل قد يكون الأمر كذلك ومع ذلك فهم هؤلاء الكفار يعيشون كما قال تعالى معيشة ضنكا والواقع يشهد لاسيما بالنسبة للطبقة المثقفة من الناس الذين يتتبعون أخبار العالم الكافر الأوروبي والأمريكي كيف أن الدنيا تفتحت لهم وكلما ازدادوا منها ازدادوا معيشة ضنكا وصدق الله العظيم أما المؤمن فتجده ولو كان يعيش في ضنك من العيش المادي فهو قرير العين مطمئن النفس لا يضجر ولا يتأفف ذلك لأن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث مسلم (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) هذا من الناحية المادية, الدنيا سجن المؤمن يعيش فيها كما يعيش السجين لكن يا ترى ماذا يبتغي السجين عادة أن ينطلق من هذه الدار الذي ألقي فيها وهي دار ضيقة إلى دار واسعة فلما كان المؤمن يؤمن بما جاء في الشرع من البعث والنشور وجنة عرضها السماوات والأرض فهو لا يكاد يصدق أن يخرج من هذا السجن إلى تلك الأرض الطيبة الواسعة بخلاف الكافر فهو يعيش في جنة من الناحية المادية لكن من الناحية النفسية كما سمعتم الآية السابقة أعود فأقول ينبغي أن نتذكر معاني هذه الأحاديث حتى نحيا هذه الحياة السعيدة الطيبة وأريد أن ألفت النظر إلى شيء آخر بمناسبة عرض الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة وتخييره إياها بين أن تصبر وبين بين أن تصبر ولها الجنة وبين أن يدعو لها فهي اختارت الجنة واختارت الصبر المؤدي إلى الجنة أريد أن أذكر بأن الناس تختلف طبائعهم ويختلف صبرهم فهذه امرأة كانت من هذه الحيثية من حيث أنها اختارت الصبر على بلاء الله عز وجل كانت خيرا من ذاك الرجل وهذا خلاف القاعدة, القاعدة أن الرجال خير من النساء ولكن لكل قاعدة شواذ وهذا من هذا القبيل ذاك الرجل المعروف قصته والتي يلهج بها الذين يتوسلون إلى الله تبارك وتعالى بالعباد بالأولياء والصالحين ذلك الرجل الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا يشكو له عماه ويطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يدعو له تماما كما فعلت المرأة السوداء والرسول عليه السلام موقفه يطّرد ولا يختلف من حيث نصحه للأمة لا فرق عنده بين الرجال والنساء فكما قال هنا للمرأة إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت كذلك قال للرجل تماما قال (إن شئت صبرت وهو خير لك وإن شئت دعوت) قال لا فادعوا لم يصبر الرجل يريد أن يتمتع بأن ينظر ويرى كما ينظر الناس ويرون فقال له عليه الصلاة والسلام ذلك التعليم الذي توارده الناس وتوارثوه في كتب السنة حيث قال عليه السلام (إئتي الميضأة وتوضأ وصل لله ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم شفّعه في وشفعني فيه) فذهب الرجل وتوضأ ودعا بما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم إياه وتوسل بالتوسل الذي تضمنه هذا التعليم النبوي ومرجعه إلى أنه توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني كأنه يقول له يا رسول الله أنت خير من وعد ووفى فقد وعدتني بأن تدعو لي وأمرتني بأن أصلي وأدعو فها أنا صليت الركعتين وتوجهت إلى الله عز وجل بهذا الدعاء فالآن ساعدني أعنّي على قضاء حاجتي, الحديث كله كما هو مشروح في رسالتنا التوسل أنواعه وأحكامه يدور على التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس بشخصه ولا أريد الآن الخوض في هذه المسألة لا سيما وهي مشروحة في تلك الرسالة وإنما قصدت بالتذكير بهذا الحديث بالفرق بين شخص وآخر بالفرق بين امرأة عجوز سوداء تصبر وشخص آخر لا يصبر ويطلب من الرسول عليه السلام أن يدعو له فيدعو له فعلا لأنه وعده فيعود الأعمى بصيرا هذه كرامة من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعجزة له لن تتكرر مهما توسل المتوسلون ومهما دعا المبطلون بمثل هذا الدعاء فإنما هم مغالطون لأنفسهم ذلك لأن في الدعاء يقول الداعي (اللهم إني توجهت إليك بنبيك لتعافني يا محمد -يخاطب الرسول عليه السلام يخاطب الرسول عليه السلام- يقول إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفعني فيه وشفعه في) الآن هذه الشفاعة المتبادلة مستحيلة ولذلك فأقول مهما دعا هؤلاء المبطلون الذين يتأولون الحديث بخلاف تأويله الصحيح فهذا التاريخ أربعة عشر قرنا والمبتلون بالعمى بالملايين ليس بالألوف لن تتكرر هذه الحادثة لماذا؟ لأنه لا يوجد هناك من يدعو وبهذا الدعاء خاصة لا لأنه لا نبي بعده عليه السلام فإذا نأخذ عبرة من هذه القصة فيجب أن نتمثل فيما نبتلى به بهذه المرأة السوداء حيث اكتسبت الجنة بصبرها على بلائها أما ذاك فالله أعلم به وإنما لم يتعاط السبب الذي يكتسب به الأجر ألا وهو الصبر فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الصابرين ((الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)) عم يذكرنا الأستاذ علي بفارقة مخجلة مؤسفة هذه المرأة تتكشف مضطرة ومع ذلك فهي تتعاطى الأسباب الممكنة لتتخلص من هذا الانكشاف الذي ليس لها فيه كسب ولا إرادة وآخر وسيلة عندها أن تأتي نبيها عليه الصلاة والسلام فتطلب منه أن يدعو الله لها ليعافيها من هذا الصرع الذي ينتج منه الانكشاف المذكور ثم تطلب من الرسول عليه السلام أخيرا لما آثرت البقاء في هذا البلاء احتسابا للجنة ادع الله لي ألا أنكشف هذه امرأة تنكشف رغم أنفها مع ذلك تطلب من نبيها أن يدعو الله لها فأين هذا وأين نساؤنا اليوم اللاتي يتكشفن قصدا وليس هذا فقط وإنما يتكشفن حبا وظهورا وتبرجا وتفاخرا على بنات جنسها أين هذه النسوة من تلك المرأة السوداء؟! هكذا يعني يتفاضل الناس في الإيمان وفي الابتعاد عن التجاوب عن الإيمان الصحيح الآن نعود إلى الإجابة عن بعض الأسئلة في حدود ما نستطيع من الإجابة.

 

(302/1)

 

 

«وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن ش»

الشيخ: أعطينا هذه الثمرة لكل مصاب ببلاء صابر عليه وهذا هو الحديث السابق كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الله عز وجل يخلص المبتلى بمصيبة من ذنوبه كما تخلص النار الحديد من خبثه وبدهي جدا أن المسلم المذنب إذا ما خلصه الله عز وجل بسبب ما بذنوبه وآثامه أن يدخل جنة ربه تبارك وتعالى دون أي عذاب فلئن كان حديث المرأة السوداء صريحا في وعد النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الجنة فالحديث الذي قبله يتضمن مثل هذا الوعد لكل مبتلى صابر على بلائه بل إن هناك أحاديث أخرى صريحة في بعض البلايا كمثل قوله عليه الصلاة والسلام عن الله عز وجل أي حديث قدسي (من ابتليته بحبيبتيه فصبر عوضته الجنة) وكذلك كما يشعر معنا إخواننا الملازمون لدروسنا الأحاديث الواردة في بيان الصبر على البلاء كثيرا وكثيرا جدا متنوعة الألفاظ والمعاني ولكنها كلها تلتقي في نتيجة واحدة ألا وهي أن الصابر إنما مصيره أن يغفر الله له ذنوبه بحسب صبره وبحسب بلائه وأن يكون عاقبة ذلك أن يدخل الجنة لذلك ينبغي أن تتركز معاني هذه الأحاديث في نفوسنا حتى تساعدنا أن نحيا في حياتنا الدنيا هذه حياة سعيدة ولو كان الكفار والمنافقون ممن لا يؤمنون إيماننا ولا يشاركوننا في ديننا يظنونا أننا نعيش حياة صعبة ضنكة كما يشهد بذلك أولا واقعنا نحن معشر المسلمين وبعد ذلك من الناحية الإيمانية وإن كان هو الأصل يأتي الخبر الإلهي ليقول ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) أما من آمن بالله عز وجل فلنحيينه حياة طيبة فليس معنى ومن أعرض عن ذكري أنه لا ينبغي أن يكون غنيا لا ينبغي أن يكون مرفها لا ينبغي أن يكون متمتعا بكل زخارف الدنيا لا بل قد يكون الأمر كذلك ومع ذلك فهم هؤلاء الكفار يعيشون كما قال تعالى معيشة ضنكا والواقع يشهد لاسيما بالنسبة للطبقة المثقفة من الناس الذين يتتبعون أخبار العالم الكافر الأوروبي والأمريكي كيف أن الدنيا تفتحت لهم وكلما ازدادوا منها ازدادوا معيشة ضنكا وصدق الله العظيم أما المؤمن فتجده ولو كان يعيش في ضنك من العيش المادي فهو قرير العين مطمئن النفس لا يضجر ولا يتأفف ذلك لأن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث مسلم (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) الدنيا سجن المؤمن يعيش فيها كما يعيش السجين لكن يا ترى ماذا يبتغي السجين عادة أن يطلق من هذه الدار الذي ألقي فيها وهي دار ضيقة إلى دار واسعة فلما كان المؤمن يؤمن بما جاء في الشرع من البعث والنشور وجنة عرضها السماوات والأرض فهو لا يكاد يصدق أن يخرج من هذا السجن إلى تلك الأرض الطيبة الواسعة بخلاف الكافر فهو يعيش في جنة من الناحية المادية لكن من الناحية النفسية كما سمعتم الآية السابقة أعود فأقول ينبغي أن نتذكر معاني هذه الأحاديث حتى نحيا هذه الحياة السعيدة الطيبة وأريد أن ألفت النظر إلى شيء آخر بمناسبة عرض الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة وتخييره إياها بين أن تصبر وبين بين أن تصبر ولها الجنة وبين أن يدعو لها فهي اختارت الجنة واختارت الصبر المؤدي إلى الجنة أريد أن أذكر بأن الناس تختلف طبائعهم ويختلف صبرهم فهذه امرأة كانت من هذه الحيثية من حيث أنها اختارت الصبر على بلاء الله عز وجل كانت خيرا من ذاك الرجل وهذا خلاف القاعدة القاعدة أنه الرجال خير من النساء ولكن لكل قاعدة شواذ وهذا من هذا القبيل ذاك الرجل المعروف قصته والتي يلهج بها الذين يتوسلون إلى الله تبارك وتعالى بالعباد بالأولياء والصالحين ذلك الرجل الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا يشكو له عماه ويطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يدعو له تماما كما فعلت المرأة السوداء والرسول عليه السلام موقفه يضطرد ولا يختلف من حيث نصحه للأمة لا فرق عنده بين الرجال والنساء فكما قال هنا للمرأة إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت كذلك قال للرجل تماما قال إن شئت صبرت وهو خير لك وإن شئت دعوت قال لا فادعوا لم يصبر الرجل يريد أن يتمتع بأن ينظر ويرى كما ينظر الناس ويرون فقال له عليه الصلاة والسلام ذلك التعليم الذي توارده الناس وتوارثوه في كتب السنة حيث قال عليه السلام إئتي الميضأة وتوضأ وصلي لله ركعتين ثم قل (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فاشفعه في وشفعني فيه) فذهب الرجل وتوضأ ودعا بما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم إياه وتوسل بالتوسل الذي تضمنه هذا التعليم النبوي ومرجعه إلى أنه توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني كأنه يقول له يارسول الله أنت خير من وعد ووفى فقد وعدتني بأن تدعو لي وأمرتني بأن أصلي وأدعو فها أنا صليت الركعتين وتوجهت إلى الله عز وجل بهذا الدعاء فالآن ساعدني أعني على قضاء حاجتي الحديث كله كما هو مشروح في رسالتنا التوسل أنواعه وأحكامه يدور على التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس بشخصه ولا أريد الآن الخوض في هذه المسألة لا سيما وهي مشروحة في تلك الرسالة وإنما قصدت بالتذكير بهذا الحديث بالفرق بين شخص وآخر بالفرق بين امرأة عجوز سوداء تصبر وشخص آخر لا يصبر ويطلب من الرسول عليه السلام أن يدعو له فيدعو له فعلا لأنه وعده فيعود الأعمى بصيرا هذه كرامة من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعجزة له لن تتكرر مهما توسل المتوسلون ومهما دعا المبطلون بمثل هذا الدعاء فإنما هم مغالطون لأنفسهم ذلك لأن في الدعاء يقول الداعي (اللهم إني توجهت إليك بنبيك لتعافني يا محمد يخاطب الرسول عليه السلام يخاطب الرسول عليه السلام يقول إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفعني فيه وشفعه في) الآن هذه الشفاعة المتبادلة مستحيلة ولذلك فأقول مهما دعا هؤلاء المبطلون الذين يتأولون الحديث بخلاف تأويله الصحيح فهذا التاريخ أربعة عشر قرنا والمبطلون بالعمى بالملايين ليس بالألوف لن تتكرر هذه الحادثة لماذا لأنه لا يوجد هناك من يدعو وبهذا الدعاء خاصة لا لأنه لا نبي بعده عليه السلام فإذا نأخذ عبرة من هذه القصة فيجب أن نتمثل فيما نبتلى به بهذه المرأة السوداء حيث اكتسبت الجنة بصبرها على بلائها أما ذاك فالله أعلم به وإنما لم يتعاطى السبب الذي يكتسب به الأجر ألا وهو الصبر فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الصابرين ((الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)) عم يذكرنا الأستاذ علي بفارقة مخجلة مؤسفة هذه المرأة تتكشف مضطرة ومع ذلك فهي تتعاطى الأسباب الممكنة لتتخلص من هذا الانكشاف الذي ليس لها فيه كسب ولا إرادة وآخر وسيلة عندها أن تأتي نبيها عليه الصلاة والسلام فتطلب منه أن يدعو الله لها ليعافيها من هذا الصرع الذي ينتج منه الانكشاف المذكور ثم تطلب من الرسول عليه السلام أخيرا لما أثرت البقاء في هذا البلاء احتسابا للجنة ادع الله لي ألا أنكشف هذه امرأة تنكشف رغم أنفها مع ذلك تطلب من نبيها أن يدعو الله لها فأين هذا وأين نساءنا اليوم اللاتي يتكشفن قصدا وليس هذا فقط وإنما يتكشفن حبا وظهورا وتبرجا وتفاخرا على بنات جنسها أين هذه النسوة من تلك المرأة السوداء هكذا يعني يتفاضل الناس في الإيمان وفي الابتعاد عن التجاوب عن الإيمان الصحيح الآن نعود إلى الإجابة عن بعض الأسئلة في حدود ما نستطيع من الإجابة.

 

(302/2)

 

 

«امرأة تقول لزوجها كلما دعاها إلى الفراش: من أجل الله اتركني ولا تأتي البيت فترفض, فهل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته, وهل لها أن تبر أمها بهذه الأفاعيل لأن حماته لا تحبه؟»

الشيخ: هنا سؤال الواقع إنه سؤال يعني مؤسف ويمثل علاقات الناس وبصورة خاصة الأزواج مع زوجاتهم يقول السائل امرأة تقول لزوجها كلما دعاها للفراش ماذا تقول من أجل الله اتركني وتقول إذا كنت تحب الله ورسوله لا تأتي للبيت وإذا ذكرها بحديث تقول لو كان لمصحلة النساء ما ذكرتني به فترفض السؤال هل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته طبعا السؤال شقين هذا هو الأول السؤال الشق الثاني وهل لها أن تبر أمها بهذه الأفاعيل لأن حماته لا تحبه كعادة الحمايات في هذا العصر, الجواب بالنسبة للشطر الأول هل يأثم إذا أتى أهله وجاء بيته نحن نقول بكل صراحة يأثم على خلاف ذلك يأثم إذا بر يمينها فلم يتمتع بها ولم يأت البيت من أجلها هذا هو الإثم فإن قيل حلفت عليه بالله عز وجل نقول نعم هي آثمة بهذا الحلف لأنها تريد أن تحرم ما أحل الله عز وجل بل ما أوجب الله على الرجل للمرأة ولنفس الرجل من حيث التمتع وقضاء الوطر وصيانة النفس نفسه ونفسها لكن النساء بسبب كفرهن وجهلهن لا يبالين بعاقبة أمرهن إلا بعد أن تقع الواقعة وتنزل عليهن الصاعقة حين ذاك وكما يقال بعد خراب البصرة ينتبهن لاعوجاجهن السابق الخلاصة يجب على هذا الزوج ألا يبر زوجته في يمينها وله أولا بل عليه أولا أن يأتي البيت ولا يدع البيت من أجلها وله بل عليه ثانيا أن يجبرها على الفراش ليقضي وطره منها حتى يصون نفسه ولا تقع نفسه فيما حرم الله ولا تشتهي نفسه أيضا ما حرم الله, أما الزوجة هذه إذا كانت تفعل هذه الأفاعيل إطاعة لإمها وجكرا من هذه الأم بصهرها فهي آثمة أيضا إثمين اثنين لأنها من ناحية تطيع الأم في معصية الله ومن ناحية أخرى تعصي زوجها بسبب ذلك لكني أريد بعد هذا الجواب الواضح البين أن أذكر الرجال بأنه يجب عليهم ألا ينسوا أنفسهم وما عليهم من حقوق وواجبات تجاه النساء في حدود الشرع فإننا نعلم بالتجربة وبما يأتينا من أخبار أن كثيرا ما يكون نشوز النساء وخروجهن عن طاعة الزوج إنما السبب هو الزوج نفسه إما أن يكون شديدا يكون غليظ الطبع لا يقوم بواجب الإنفاق في حدود استطاعته أو يقصر معها فيما يجب لها عليه من حقوق فهي بالتالي تقابله بالمثل لذلك فينبغي ألا ننسى نحن الرجال أنفسنا ولا نلقي اللائمة دائما وأبدا على زوجاتنا لأنه في كثير من الأحيان يكون السبب نابع من أنفسنا نحن هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.

 

(302/3)

 

 

«ما حكم تقبيل اليدين خاصة الوالدين مع أن العرف تعارف على ذلك؟»

السائل: من الأسئلة السؤال التالي ما حكم تقبيل يدي الوالدين وما الجواب على الشبهة القائلة إنه لم يرد شيء في الشرع للأمر بذلك أو النهي عنه وإنما ورد الأمر بالتذلل لهما وبرهما وخفض الجناح لهما كما ورد تقبيل غير واحد ليد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره والأساليب التي تحقق ذلك تخضع للعرف وقد تعارف الناس في مجتمعنا على أن ذلك من البر فما الجواب على هذه الشبهة وما حكم المسألة؟

الشيخ: أقول والله المستعان هذه الشبهة قائمة على جهل بالإسلام مع الأسف, هذا الإسلام الذي من قواعده ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية بأوجز عبارة حين يقول " الأصل في العبادات المنع إلا لدليل والأصل في العادات الجواز إلا لدليل " وهذا طبعا لم تكن هذه الجملة قاعدة إلا لأن الأدلة الشرعية تواردت عليها ولهذا فكل من يريد أن يستحسن أمرا بزعم أن الناس تعارفوا عليه أو اصطلحوا عليه ولم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعليه أن يستحضر هذه القاعدة وبناء عليها ينبغي أن ينظر أن هذا الأمر المستحدث المتعارف بين الناس هل المقصود فقط القول بجوازه لأنه لم يأت نهي صريح عنه أم المقصود أكثر من ذلك وهو القول باستحبابه فإن كان الأمر الأول أعود الآن إلى السؤال إن كان السائل يقصد القول بجواز تقبيل يد الوالدين جوازا لا يقترن معه ترجيح وتفضيل له على العكس وهو الترك إن كان يعني هذا فكلام الذي يشبه كلام الفقهاء وارد هاهنا إن كان يعني بهذا الكلام أن هذا أمر جائز والأمر الجائز في الفقه مستوي الطرفين فعلا وتركا أي من فعل لا يلام ومن ترك لا يلام أولا هل السائل يقصد هذا؟ الجواب عندي لا, ثانيا هل للتقبيل شرعا أمر عادي أم هو أمر تعبدي يفعل حيث جاء ويترك حيث لم يجئ ولم يأت أما أن السائل لا يقصد فقط القول بأن هذا التقبيل ليد الوالدين هو أمر جائز مستوي الطرفين فذلك واضح لأنه استدل بالآية والآية أقل ما تفيد استحباب الخضوع للوالدين ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هذا أمر هذا أمر وأقل ما يفيد هذا الأمر بخفض الجناح للوالدين هو الاستحباب لا شك ولا ريب فإذ هو استدل بالآية فإنما يعني بذلك أن يثبت أن تقبيل يد الوالد أو الوالدة إنما هو أمر مستحب وليس أمرا جائزا فقط وحين ذاك نقول له إن العرف الذي يستدل به على تجويزه بل استحبابه لهذه العادة لا يصلح أن يكون مشرعا لاسيما إذا كان هذا العرف أمرا طارئا حادثا مبتدعا كما هو الشأن في حياتنا اليوم ذلك لأن العرف الذي يخالف الأداب الإسلامية المتوارثة في كتب الحديث وكتب أهل العلم المحققين منهم لا قيمة له ولا وزن له مطلقا وقلت إن التقبيل ليس مجرد عادة وإنما هو إما عبادة مشروعة أو أنها عبادة غير مشروعة فحينما تكون عبادة مشروعة فهي مستحبة أو فوق ذلك وحينما تكون عبادة غير مشروعة دخلت في عموم قوله عليه الصلاة والسلام (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وهذه الكلية وهذه القاعدة الشرعية الإسلامية مع الأسف الشديد يغفل عنها كثير من العلماء فضلا عن طلاب العلم فضلا عمن ليس لهم من العلم إلا الاسم مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكرر هذه القاعدة في كل يوم جمعة بين يدي خطبة الجمعة كما تسمعوننا بين يدي كل درس في ... الرسول عليه السلام يقول أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كان عليه الصلاة والسلام يكرر هذه القاعدة في كل يوم جمعة لماذا؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم قال " لترسخ هذه القاعدة في أذهان السامعين فلا يضلوا عنها " مع الأسف الشديد ضل عنها عامة المسلمين بل وكثير من خاصتهم فها أنتم تسمعون يقول لا يوجد هناك نهي عن تقبيل الولد ليد والده أو والدته وما وزن هذا الحديث حين ذاك عنده وأمثاله موجود في قوله عليه السلام (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) الجهل بهذه القاعدة وأمثالها يؤدي بعض الناس من المتعالمين إلى أن يقولوا في كل أمر حادث يا أخي ما فيه نهي عنه يا حبيبي الرسول عليه السلام وضع لك قاعدة قال (كل بدعة ضلالة) هذا يغنيك عن عشرات المئات بل الألوف من النصوص ليقول لك الأمر الفلاني منهي عنه الأمر الفلاني منهي عنه يعني هذه البدعة التي تحدث في كل يوم بدعة لا يمكن حصرها فجاءك بقاعدة ليريحك من هذه النصوص التي لا يمكن الإحاطة بها (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) الغفلة عن هذه القاعدة يؤدي بهؤلاء الناس إلى أن يستسيغوا كثيرا من البدع بدعوى أن النبي عليه السلام لم ينهى عنها ونحن نحاججهم بكثير من البدع التي لا نعدم عشرات ... السلف الصالح كانوا قد تفقهوا في الدين حقيقة وفهموا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يرمي إليه بمثل هذه القاعدة (كل بدعة ضلالة) لذلك نجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما حج في خلافته ووقف أمام الحجر الأسود يريد أن يقبله قال " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " ماذا يعطينا هذا الكلام من عمر بن الخطاب وهو يصدع به على ملأ من الناس حجاج كثر يعني أن التقبيل داخل في موضوع الإتباع حيث جاء وداخل في موضوع الابتداع حيث لم يجئ ولم يأت هذا معنى كلام الخليفة الراشد وسبحان الله ما أسرع أمثال هؤلاء الناس إلى الاحتجاج ببعض الأقوال عن الخلفاء الراشدين أو بعضهم إذا كانت لهم في ذلك مصحلة وما أشد نسيانهم لمثل هذا الاستدلال فيما إذا كان عليهم فهذا عمر بن الخطاب يقول يخاطب الحجر الأسود طبعا الحجر الأسود لا يسمع ولكن هذا من باب " الكلام إلك يا كنة واسمعي ياجارة " يعني اسمعوا أيها الناس أنا أقول الحجر الأسود إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع لكن اعلموا أني ما أقبله إلا لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله إذا هذا الحديث وحده يعطينا أن التقبيل لا يمكن حشره في زمرة الأمور العادية التي إذا جرى العرف عليها فالأمر في ذلك واسع لا التقبيل عبادة حيث شرعت, وبدعة حيث لم تشرع من هنا نحن نقول إن هذا الاستدلال فيه أولا انحراف عن القاعدة الشرعية السابقة الذكر نقلتها لكم عن ابن تيمية وذاكرت لكم بعض أدلتها (كل بدعة ضلالة) (من أحدث في أمرنا هذا) ثم فيه غفلة أخرى عن التفقه بمثل تفقه الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب حيث قال لا أريد أن أقبل الحجر لأنه لا يضر ولا ينفع لكنه رأى الرسول يقبله فيستسلم هذا هو شأن المسلم إذا نحن لو أردنا أن نقتدي بعمر بن الخطاب ندخل على أبينا وأمنا فقلنا للأب المحترم والأم المحترمة لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لنا تقبيل يد الوالد أو الوالدة لقبلت يعني على عكس إيه موقف عمر لأن الموقف هناك يختلف هنا, هناك يعلم أن الرسول قبل فهو يقبل لكن لو علم أنه ما قبل ما قبل فهل نحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع للصحابة أن يقبلوا أيدي آبائهم وأمهاتهم الجواب لا هل جاء خبر ولو في حديث ضعيف بل نتنزل فنقول ولو في حديث موضوع أن أحدا من الصحابة كان إذا دخل على أبيه أو أمه قبل يده أويدها؟ كل ذلك لم يكن فكيف يجوز لمن كان عنده علم صحيح بعد ذلك أن يستدل في مثل هذا الموضوع بالعرف الطارئ بالعرف الحادث الناس تعارفوا هذا ترى لو أن الناس تعارفوا بينهم أن يقبلوا شيئا آخر وأنا أضرب لكم مثلا حساسا مبتلى به هؤلاء الناس تعارفوا تقبيل القرآن الكريم فماذا يقولون لاشك سيقولون بمثل ما قالوا بالنسبة لتقبيل يد الوالد لأنه يد الوالد أو يد الوالدة ليست مقدسة أكثر بالنسبة للقرآن الكريم الذي فيه كلام الله القدير ترى هل يسن هل يستحب تقبيل القرآن الكريم طبعا ستجد الناس يقولون نعم يا أخي هذا تعظيم لكلام الله وإلى آخره نحن نقول لا, تعظيم كلام الله باتباعه وليس تعظيم كلام الله بتقبيل أوراقه وبزخرفة صفحاته وهذا في الواقع مما يزين الشيطان لبني الإنسان يصرفه عما هو مهم إلى ما ليس بمهم مطلقا يقنعه حسبك من احترامك وتعظيمك للقرآن أن تقبله هذا له أمثلة كثيرة جدا في حياتنا اليوم أنا أشاهد وأنا أمشي في الطريق نبتلى أن نمر مثلا بقهوة فيها لعب شطرنج وفيها الطاولة وفيها النرد المحرم وما شابه ذلك وإلى آخره فأول ما يسمع بعضهم مش كلهم يسمع بعضهم الأذان قاموا ما هذا القيام تعظيم يا أخي لجلال الله عز وجل وأذان الذي فيه التوحيد وفيه الشهادتان إلى آخره أقنعهم الشيطان أن هذا القيام يغنيهم عن الذهاب إلى المسجد هي تعظيم وانتهى الأمر بينما القيام الحقيقي هو تسمعه يقول الله أكبر لست على وضوء تنطلق تسمعه بعد ذلك وأنت على وضوء يقول حي على الصلاة فعلا تذهب وتصلي مع جماعة المسلمين هذا هو التعظيم الحقيقي لهذا الأذان فصرف الشيطان هؤلاء المسلمين عن هذا التعظيم الذي جاء به سيد المرسلين إلى تعظيم صوري شكلي وهذا يمكن أن نجعله مطردا في جل إن لم أقل في كل ما أحدثه الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ولنعد إلى التقبيل هذا تقبيل يد الوالد هذا البحث يذكرني بأخ لنا توفي منذ شهور رحمه الله كان رجلا عاميا وكان يحضر دروسنا القديمة مع بعض إخوانا القدامى وكان صاحب نكتة ودعابة مع أميته وكنت يومئذ لا أزال أتعاطى مهنة تصليح الساعات في دكاني فكان وكان داره قريب من دكاني ففي أكثر الأيام يتردد علي فما بين آونة وأخرى يأتيني بشخص ويدخل بكل هدوء وبكل يعني تواضع يتكلف بعض الشيء يظهر المسكنة هو جيد يعني يقول بعرفك بفلان فلان بن فلان بر بالوالدين كل يوم الصبح بيفيق بيقبل إيد إمه وأبوه لكن ما بيصلي لله صلاة فهو مرضي الوالدين مغضوب رب العالمين, نحن نشاهد في الواقع هذه الظاهرة يقنع الوالد والوالدة بصورة أخص بأن يظهر الولد هالمسكنة وهالخضوع وهالخشوع للوالدين أما أن يأمراه بالمحافظة على الصلاة على طهارة النفس على كذا إلى آخره قنعانين هن مع بعضهن البعض بهالنفاق اللي أنا أسميه بالنفاق الاجتماعي هن اثنين متزوجين الوالدين قنعانين من الولد بهذه الطاعة اللي ما بتكلفه غير إيش مد هاليد هذه وهو قنعان بهذه الطاعة أيضا لاسيما وقد يجد من إيش من يفتيه بإنه هذا من التذلل ومن الخضوع للوالدين الذي جاء الأمر به في القرآن الكريم من هنا من مثل هذا المثال والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا نحن نزداد كل يوم إيمانا بأن الحق كما كان الرسول عليه السلام يقول خير الهدى هدى محمد يا جماعة إذا ما دخل في عقلكم هذا الكلام على طريقة العملية الحسابية مثلا اللي يشترك في معرفتها جميع الناس فآمنوا آمنوا خير لكم آمنوا بأن خير الهدى هدى محمد آمنوا بأنه هالقيام الذي يعتاده الناس للمشايخ ولغير المشايخ هذا ليس من الإسلام في شيء وليس من الدين من شيء وليس من الأمور المستحبة في شيء ليس من التعظيم وإجلال المسلم أبدا آمنوا بأن هذا التقبيل الذي يفعله اليوم الناس مع المشايخ فضلا عن آبائهم وأمهاتهم ليس من الإسلام في شيء فلازم نطور حياتنا ونجعلها تقترب كل يوم ولو خطوة خطوة إلى ما كانت عليه الحياة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد خير القرون التي لن تجد الأرض بعد ذلك العهد أطهر وخيرا وأبعد ما يكون عن الشر من ذلك العهد الطاهر هذه كلمة حول جواب عن السؤال السابق تقبيل يد الوالدين ليس عبادة مطلقا وليس مما تشمله الآية التي ذكرها لأن الأمر لو كان كذلك لكان أسرع الناس مبادرة إلى تنفيذ ذلك هم الصحابة مع آبائهم وأمهاتهم لاسيما وكما ذكر لي عرضا هذا التقبيل ليس بالأمر الحادث لحتى يقول والله هم ما انتبهوا له لا التقبيل معروف عادة قديمة وقديمة جدا حتى وصل التقبيل إلى الأحجار لكن منه ما هو شرع كما سمعتم بالنسبة للحجر الأسود ومنه ما ليس بشرع وذلك كتقبيل كل الأحجار تقبيل نوافذ الأولياء والصالحين قبورهم ونحو ذلك كل ذلك مما يصرح بعض العلماء حتى من المتأخرين حتى ممن لا يعرفون بأنهم مدققون في علم السنة والبدعة كالشيخ محمد الغزالي حيث يذكر أن تقبيل القبور ولمسها من صنيع اليهود والنصارى فإذا التقبيل ليس شيئا جديد كواقع لكنه شيء جديد كجعله دين يثنى على من فعل ثم يذم من ترك وهنا لابد أن نذكر بشيء وننتهي بعد ذلك من هذا الإجتماع إلى اجتماع آخر إن شاء الله نشاهد أبا يثور أو أما تثور لأن هناك ولدا صالحا نشأ إلى حد ما على طاعة الله أقول إلى حد ما لأن الزمن لا يساعد الشباب مع الأسف اليوم أن يكونوا كشباب الصحابة ثم نشأ أيضا على السنة أيضا إلى حد ما فهو يسمع ويتعلم فيقبل لا يقبل يد أبيه أو أمه فيثوران عليه نعلم من كثير من الآباء يثورون لترك بعض الأبناء شيئا أقل ما يقال إنه لم يعص الله ورسوله مع ذلك يثورون, بينما هناك أبناء آخرون لا يصلون ربما لا يصومون مع ذلك الآباء عم عنهم راضون لماذا؟ لأنهم لهم ينافقون بقبل اليد لأنه مثل هذا الذي لا يصلي ولا يصوم ما بيهمه بأى تقبيل يد حتى لو كان حرام ما دام أبوه رضيان عنه أمه رضيانة عنه فهو سيفعل هذا التقبيل هذه الفارقة ظاهرة جدا فهذا الذي لا يصلي ولا يصوم ويقصر في طاعة الله عز وجل في كثير من الأمور لا يقومون عليه شيئا وهذا الشاب الناشئ في طاعة الله الذي ينبغي أن يشجع في أن يستمر على هذه الطاعة وأن يزداد منها يثور عليه الآباء والأمهات بماذا بأنه خرج عن العرف السائد وهو تقبيل اليد صباحا مساء هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وذكرى أخرى للشباب أنفسهم لأني أعلم أيضا بتجربتي الخاصة أن بعض هؤلاء الشباب أيضا يسيئون معاملتهم لآبائهم أن يخالفون الشرع نحن لا نحابي الشباب على حساب آبائهم وأمهاتهم كما أننا لا نفعل العكس وإنما نقول الحق بعض الأبناء من إخواننا الناشئين السفليين على الكتاب والسنة يسيئون معاملتهم لآبائهم مثلا كأن يصيحوا في وجوههم وهم يقرؤون القرآن معنا الآية التي سبق ذكرها ((ولا تقل لهما أف)) فأنت أيها الشاب لما تدعي أنك تريد العمل بالكتاب والسنة فلا تجعلن حرصك هذا محصورا في المسائل التي نخالف فيها المجتمع لأن في بعض الناس يقتلهم إيش حب الظهور و "حب الظهور يقطع الظهور " كما يقول الصوفية كما قلت مرارا مش كل كلام يقوله الصوفية كلام باطل هم يقولون معنا لا إله إلا الله محمد رسول الله نبطل نقول نحن؟ لا, كذلك هم يقولون " حب الظهور يقطع الظهور " هذا كلام صحيح لذلك فبعض إخوانا من الناشئين قد يغلب عليهم قد يغلب عليهم وأنا لا أسمي شخصا منهم كل واحد بيعرف حاله قد يغلب عليهم الظهور في هذا المجتمع بأنه أنا سفلي أنا اتبع الكتاب والسنة أنا أخالف المجتمع كله في كل عاداته إلى آخره يغلب عليه هذا ثم ينسى أن يشارك هذا المجتمع في أعماله الصحيحة المطابقة للكتاب والسنة من ذلك ((ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما)) فإذن إذا كنا أردنا أن نكون صادقين في تمسكنا بالكتاب والسنة مع آبائنا وأمهاتنا وأقاربنا فيجب ألا يكون هذا فقط محصورا في الأمور السلبية أنا ما أقوم له أنا ما أقبل إيده لكن أنت عم تجي تسيئ إله وتنهر بوجه وتقله أف شو هاد وما عندك لين وما عندك صبر هذا لا ينبغي أبدا إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حق النساء مع الرجال يخاطب الرجال فيقول (إنهن عوان عندكم) النساء كالأسيرات عند إيش الأزواج لأن الله عز وجل جعل لهم السلطة عليهم فالولد يجب أن يعرف نفسه أنه كالأسير عند أبيه وأمه ماذا يفعل الأسير مع سيده هل يصيح في وجهه هل يتعالى عليه؟ كل ذلك لا يفعله يخاف يجب أن تخاف ربك في معاملتك لأبيك وأمك فلا تسيء إليهما ولو أساؤوا إليك, عليك أن تتحمل ولكن هذا لا يحملك أن تخالف الكتاب والسنة فإذن هناك أمران يجب الفصل بينهما لا تطع والدك فيما تخالف فيه الكتاب والسنة ولكن قدم إليهم شيئا تظهر لهم أنك أنت تطبق الكتاب والسنة في الأمور الأخرى التي جاءت في الكتاب والسنة من ذلك ((ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)) وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.

 

(302/4)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(302/5)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره

الشيخ: لا نزال في الأحاديث الواردة في الترغيب في الصبر على البلاء وبيان فضل ذلك.

 

(302/6)

 

 

«وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت بل أصبر ولا حساب علي. ر»

الشيخ: وقد وصل بنا الدرس الماضي إلى الحديث الثامن والثلاثين من نسختي ألا وهو المبتدأ بقول المصنف رحمه الله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت بل اصبر ولا حساب علي) رواه البزار وابن حبان في صحيحه هذه القصة فيها شبه كبير بالقصة التي قرأناها في آخر الدرس الماضي وإنما الخلاف في نوعية المرض التي كانت في هذه وفي تلك فهذه يقول الرواي أنه كان بها لمم واللمم هو نوع من الجنون الذي ينتاب الإنسان ويصيبه على نوبات وليس جنونا ملازما مطبقا بينما تلك المرأة كانت تصاب بالصرع فهذا اختلاف فالظاهر أن قصة هذه المرأة هي غير تلك القصة وبعض العلماء يتوسعون فيفترضون أن القصة واحدة وأن التي كانت تصرع هي التي عبر عنها هنا بأنها كان بها لمم لكن الظاهر وليس هناك ما يمنع من القول بأن هناك امرأتين ولكل منهما قصة فتلك المرأة كانت تصرع والرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وعدها إن شاءت أن يدعو لها وإن شاءت أن تصبر ولها الجنة هنا قال لها (إن شئت دعوت فشفاك الله وإن شئت صبرت ولا حساب عليك) فالظاهر من طريق الرواية أنهما قصتان قصة لمن كانت تصرع وأخرى لمن كان بها نوع من الجنون وهو لمم ولكن الثواب واحد لأن قول الرسول عليه السلام (وإن شئت صبرت ولا حساب عليك) يساوي قوله عليه الصلاة والسلام لتلك المرأة التي كانت تصرع قال لها وإن صبرت فلك الجنة فكل من لا حساب عليه فلا شك أن عاقبة أمره أن يدخل الجنة وعلى كل حال فهذا الحديث وذاك كل منهما يدل دلالة صريحة واضحة بينة على أن عاقبة الصبر إنما هو دخول الجنة.

 

(302/7)

 

 

«وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. رواه البخاري وأبو داود

الشيخ: الحديث الذي بعده على ما اصطلحنا عليه في كل دروسنا الماضية بياض أما الذي يليه فضعيف الآن حديث آخر صحيح كالسابق وهو قوله وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا) رواه البخاري وأبو داود هذا الحديث من الأحاديث التي يتجلى فيها فضل الله عز وجل على عباده حيث أنه يصرح أن المسلم إذا كان له عادة من طاعة الله عز وجل في حالة إقامته وفي حالة صحته ثم اقتضى له سفر أو حل به مرض فصرفه عن تلك العادة من العبادة والطاعة أما السفر فهو بلا شك مشغلة يصرف الإنسان عن كثير من الأمور الهامة فلا جرم أن الله عز وجل بحكمته خفف عن عباده كثيرا من العبادات بل الواجبات حينما يكونوا مسافرين فهنا مع هذا التخفيف من الطاعات والعبادات الواجبات على المسافر فإذا كان لهذا المسافر عادة في حالة إقامته من عبادة, من طاعة من مواظبة على النوافل مثلا من السنن وغيرها ثم لا يتمكن إما شرعا وإما قدرا لأنه مسافر لا يتمكن من الإتيان بتلك العبادات والطاعات التي كان معتادا عليها فالله عز وجل يكتبها له كما لو أنه فعلها وهو مقيم هذه واحدة كذلك إذا ابتلي الإنسان بمرض فصرفه مرضه عن ماكان ينشط له من الطاعة والعبادة فالله عز وجل أيضا يتفضل على هذا المريض فيأمر الملائكة بأن يكتبوا له ما كان يفعله في حالة صحته ونشاطه ((ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون))

 

(302/8)

 

 

«فوائد الحديث

الشيخ: فإذن في هذا الحديث مما يناسب الموضوع الذي نحن في صدده حض بليغ جدا على أن يصبر المسلم فيما إذا أصيب بمرض ومما يحمله على الصبر أن يتذكر بأن الله عز وجل يثيبه على كل العبادات والطاعات التي كان يفعلها في حال صحته وفي الحديث أيضا حض غير مباشر للمسلم الصحيح السليم على أن يغتنم صحته وشبابه وأن يكثر من طاعة الله عز وجل وعبادته لأن للصحة حقا وللسن حقا فالصحيح لا يظل صحيحا والسليم لا يظل سليما فقد يمرض كذلك الشاب والكهل لا يظل كذلك فلابد من أن يخضع شاء أم أبى لسنة الله في خلقه عز وجل من ذلك أن يكون طفلا فيصير صبيا فيصير شابا فيصير كهلا فيصير شيخا فلا يستطيع في حالة شيخوخته أن يستمر على تلك العبادات والطاعات التي كان ينهض بها في حال شبابه فينبغي على المسلم الحريص على آخرته أن يتذكر هذه الحقيقة وأن يهتبلها فرصة فيكثر من العبادة والطاعة حتى ما إذا أسن وشاخ أو مرض ولم يستطع أن يقوم بتلك العبادات والطاعات فالله عز وجل يكتبها له لأنه معذور عذرا الله عز وجل بتقديره فرضه عليه ليس له إرادة وليس له في ذلك كسب هذا الحديث يعطينا هذا الحض غير المباشر أي أيها القوي السليم احرص على طاعة الله عز وجل في حالة قوتك وشبابك حتى ما إذا عجزت أو مرضت كتبها الله لك ولو لم تفعل شيئا من ذلك

 

(302/9)

 

 

«الكلام على عبد الله بن عمرو بن العاص وعبادته

الشيخ: وهذا الحديث في الواقع ومما في معناه مما سيأتي بعده يذكرنا بحادثة ذلك الصحابي العابد ألا وهو عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه فقد كان من أكثر الصحابة عبادة وزهدا في الدنيا إلى درجة أنه لما زوجه والده بفتاة من قريش ودخل عليها لم يبن بها ولم يقربها أصلا ذلك لأنه كان مشغولا عنها بما كان فيه من طاعة وعبادة من صيام في النهار وتلاوة للقرآن في الليل يصوم الدهر كله فهو لا يفطر إلا ما شاء الله ويقوم الليل كله فلا ينام إلا قليلا ولذلك فمثل هذا الإنسان لا حاجة له بالنساء وكذلك كان الأمر بالنسبة إليه فلما بلغ ذلك والده عمر بن العاص شكاه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقول ابن عمرو هذا فإما لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرسل إلي فاستجوبه عليه السلام في قصة طويلة ذكرتها لكم مرارا وتكرارا ولا أعيدها الآن وإنما العبرة في ذلك أنه بينما كان يقوم الليل كله ويصوم الدهر كله وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة معتدلة يستطيع الصبر عليها والعمل بها إلى آخر رمق من حياته لم يقنع بذلك وقال إني شاب إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك فأعطاه الرسول عليه السلام آخر ما سمح الشارع به قال له (صم يوما وأفطر يوما).

 

(302/10)

 

 

«تتمة الكلام على عبد الله بن عمرو بن العاص وعبادته

الشيخ: أخذت الأيام تمضي والرجل يشيخ ويأتي عليه الدهر إلى أن تعب سنة الله في خقله ((ولن تجد لسنة الله تبديلا)) يومئذ تنبه لحكمة الشارع الحكيم حينما ألهم نبيه الكريم أن يقول له صم من كل شهر ثلاث أيام فقط فلم يرض منه إلا أن يصوم يوما ويفطر يوما وقال له أيضا اقرأ القرآن في كل شهر مرة فلم يرض بذلك إلا أن يقرأ القرآن في ثلاث ليال بعد لأي وبعد زمن قال وهنا الشاهد يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذن إذا كان المسلم يعرف هذه الحقيقة التي أعلمنا بها رسولنا صلوات الله وسلامه عليه وهي أن المسلم إذا كان له نشاط في عبادة فمرض وعجز عن ذلك فالله يكتبها له ولو لم يفعلها فلماذا يطمع المسلم أن يتجاوز حدود الله عز وجل وحدود سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما دام أن هذه الحدود ليست إلا من الله تبارك وتعالى أولا ثم مادام أن الله عز وجل يثيب الإنسان ولو شغل عن تلك الطاعات المستطاعة عادة بسبب سفر أو مرض إذن فليكثر الإنسان من الطاعات المشروعة حتى يكسب ثوابها وأجرها حين يعجز عنها بمرض أو بسفر.

 

(303/1)

 

 

«وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من»

الشيخ: والحديث الذي بعده وهو صحيح أيضا يوضح ما يتعلق بالمريض الذي يعجز عن القيام بعبادة هو حديث عبد الله بن عمرو وفي النسخة هنا عبدالله بن عمر وهو خطأ والصواب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (ما من أحد يصاب من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وفاقي -أو- وفاقي ماكان في أسري وفي مرضي الذي ابتليته به) هذا يؤكد المعنى الذي جاء في الحديث السابق بشيء من التفصيل وهو واضح بين لا يحتاج إلى أي تعليق يقول في تخريجه رواه أحمد واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما وفي رواية لأحمد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إلي) قال قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله الصالح الذي كان يعتاده وعجز عن القيام به مثل عمله إذا كان طليقا أي إذا كان سليما غير مريض اكتب له أجر ذلك العمل الذي عجز عنه حتى أطلقه يعني إلى أن أصححه وأعافيه فإذا عاد صحيحا سليما وتابع العمل السابق كتب له أيضا أما إن تركه فلم يكتب إنما يكتب له عمله السابق ما دام في وثاق الله عز وجل وفي أسره ومرضه الذي ابتلاه به هكذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه -أي أعافيه- أو أكفته إلي) أي أضمه وأرجعه أي أقبضه وأميته وإسناد هذه الرواية حسن فسر قوله أكفته إلي بكاف ثم فاء ثم تاء مثناة فوق معناه أضمه إلي وأقبضه.

 

(303/2)

 

 

«وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز وجل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبض»

الشيخ: ومثل الحديثين السابقين الحديث التالي وبه ننهي هذا الدرس وهو قوله وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز وجل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل, ي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره) أي كان مرضه كفارة له كما تقدم في أحاديث سابقة (وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه) رواه أحمد ورواته ثقات وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين الآن ننظر ما عندنا من أسئلة لنجيب عن بعضها مما يتيسر.

 

(303/3)

 

 

«قال الله تعالى: ((وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ... )) هل في الآية ما يدل على الجبر؟»

السائل: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى ((وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي أذانهم وقرا)) يشم البعض منها رائحة الجبر فما رأيكم؟

الشيخ: هذا الجعل هو جعل كوني ولفهم هذا لا بد من شرح الإرادة الإلهية, الإرادة الإلهية تنقسم إلى قسمين إرادة شرعية وإرادة كونية الإرادة الشرعية هي كل ما شرع الله عز وجل لعباده وحضهم على القيام به من طاعات وعبادات على اختلاف أحكامها من فرائض إلى مندوبات فهذه الطاعات والعبادات يريدها الله تبارك وتعالى ويحبها أما الإرادة الكونية فهي قد تكون تارة مما شرع الله وأحبها لعباده وقد تكون تارة مما لم يشرعها ولكنه قدرها وهذه الإرادة إنما سميت بالإرادة الكونية اشتقاقا من قوله تبارك وتعالى ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) فشيئا اسم نكرة يشمل كل شيء سواء كان طاعة أو عبادة إنما يكون ذلك بقوله تبارك وتعالى كن أي بمشيئته وبقضائه وقدره فإذا عرفنا هذه الإرادة الكونية وهي أنها تشمل كل شيء سواء كان طاعة أو كان معصية حين ذلك لابد من الرجوع بنا إلى موضوع القضاء والقدر لأن قوله عز وجل ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) معنى ذلك أن هذا الذي قال له كن جعله أمرا مقدرا كائنا لابد منه حينئذ بحث القضاء والقدر طرقناه مرارا وتكرارا وقلنا إن كل شيء عند الله عز وجل بقدر أيضا هذا يشمل الخير ويشمل الشر ولكن ما يتعلق منه بنا نحن الثقلين الإنس والجن المكلفين المأمورين من الله عز وجل فما يتعلق بنا نحن يجب أن ننظر ما نقوم به نحن به إما أن يكون بمحض إرادتنا واختيارنا وإما أن يكون رغما عنا هذا القسم الثاني لا يتعلق به طاعة ولا معصية ولا يكون عاقبة ذلك جنة ولا نار وإنما القسم الأول عليه تدور الأحكام الشرعية وعلى ذلك يكون حساب الإنسان الجنة أو النار أي ما يفعله الإنسان بإرادته ويسعى إليه بكسبه واختياره فهو الذي يحاسب على الإنسان إن خيرا فخير وإن شرا فشر هذه حقيقة أي كون الإنسان مختارا في قسم كبير من أعماله هذه حقيقة لا يمكن المجادلة فيها لا شرعا ولا عقلا أما الشرع فنصوص الكتاب والسنة متواترة في أمر الإنسان بأن يفعل ما أمر به وفي أن يترك ما نهي عنه هذه أكثر من أن تذكر أما عقلا فواضح لكل إنسان متجرد عن الهوى والغرض بأنه حينما يتكلم حينما يمشي حينما يأكل حينما يشرب حينما يفعل أي شيء مما يدخل في اختياره فهو مختار في ذلك غير مضطر إطلاقا ها أنا ذا أتكلم معكم الآن ما أحد يجبرني بطبيعة الحال ولكنه مقدر فمعنى كلامي هذا مع كونه مقدرا أي إنه مقدر مع اختياري لهذا الذي أقوله وأتكلم به أنا الآن أتابع الحديث ولا أسكت لكن باستطاعتي أن أصمت لأبين لمن كان في شك مما أقول أني مختار في هذا الكلام ها أنا أصمت الآن ولو بضع لحظات لأني مختار إذن فاختيار الإنسان من حيث الواقع أم لا يقبل المناقشة والمجادلة وإلا بيكون هاللي يجادل في مثل هذا إنما هو يعني يسفسط ويشكك في البدهيات وإذا وصل الإنسان إلى هذه المرحلة انقطع معه الكلام إذن فأعمال الإنسان قسمان اختيارية واضطرارية, اضطرارية ليس لنا الكلام لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية الواقعية إنما الشرع يتعلق بالأمور الاختيارية هذه الحقيقة إذا ما ركزناها في ذهننا استطعنا أن نفهم مثل الآية السابقة ((جعلنا على قلوبهم أكنة)) هذا الجعل كوني يجب أن تتذكروا الآية السابقة ((إنما أمره إذا أراد شيئا)) كوني ولكن ليس رغما عن هذا الذي جعل الله على قلبه أكنة ليس رغما عنه هذا مثاله من الناحية المادية الإنسان حينما يخلق يخلق ولحمه غض طري ثم إذا ما كبر وكبر وكبر يقسى لحمه ويشتد عضمه ولكن الناس ليسوا كلهم في ذلك سواء ففرق كبير جدا بين إنسان منكب على نوع من الدراسة والعلم فهذا ماذا يقوى فيه؟ يقوى عقله يقوى دماغه في الناحية التي هو ينشغل بها وينصب في كل جهوده عليها لكن من الناحية البدنية جسده لا يقوى عضلاته لا تنمو والعكس بالعكس تماما شخص منصب على الناحية المادية فهو في كل يوم يتعاطى تمارين رياضية كما يقولون اليوم فهذا تشتد عضلاته ويقوى جسده ويصبح له صورة كما نرى ذلك أحيانا في الواقع وأحيانا في الصور فهؤلاء الأبطال مثلا تصبح أجسادهم كلها عضلات هل هو خلق هكذا أم هو اكتسب هذه البنية القوية ذات العضلات الكثيرة هذا شيء وصل إليه هو بكسبه وباختياره ذلك هو مثل الإنسان الذي يضل في ضلاله وفي عناده وفي كفره وجحوده فيصل إلى الران إلى هذه الأكنة التي يجعلها الله عز وجل على قلوبهم لا بفرض من الله واضطرار من الله لهم وإنما بسبب كسبهم واختيارهم فهذا هو الجعل هو الجعل الكوني الذي يكتسبه هؤلاء الناس الكفار فيصلون إلى هذه النقطة التي يتوهم الجهال إنها فرضت عليهم والحقيقة أن ذلك لم يفرض عليهم وإنما ذلك بما كسبت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد.

 

(303/4)

 

 

«على ما استقر رأيكم في حكم الأضحية هل واجبة أم سنة؟»

السائل: سؤال على ما استقر رأيكم في مسألة الأضحية أواجبة هي أم سنة؟ فإن كانت سنة فكيف نصنع بحديث أم سلمة في مسلم ولفظه (إذا دخل عشر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي ... ) علما بأن الصنعاني نقل عن الشافعي قوله وتفويض الأمر إلى الإرادة مشعرا بعدم الوجوب؟

الشيخ: الواقع أن هذه شبهة ليس لها قيمة من ناحية النصوص الشرعية وأراد أحدكم أن يضحي نحن نقول نسبة الأمر إلى إرادة الإنسان له علاقة كبيرة جدا بموضوعنا السالف أي أن الإنسان مكلف بالعبادة وبالطاعة فهو عليه أن يريدها وأن يعملها وينهض بها فإذا لم يردها فليس الله عز وجل بالذي يفرض ذلك عليه فرضا ويقسره على ذلك قسرا لا فالنكتة هنا في أنه نسب حكم من أراد أن يضحي إلى إرادة الإنسان هو من ناحية وهذا واضح جدا في نفس القرآن الكريم ((لمن شاء منكم أن يستقيم)) إذن الاستقامة على هذا الفهم مع الأسف يعني أنه نسب هذا الفهم إلى بعض الأئمة ينتج قياسا على هذا الفهم أنه الاستقامة غير واجبة ليه؟ لأن الله عز وجل نسبها إلى مشيئتنا كل شيء أمرنا به فلابد للقيام به من مشيئتنا وإرادتنا في ذلك ولذلك قلنا قبل أن نعرف ما ادخر لنا وما خبئ لنا من مثل هذا السؤال قلنا أن الإرادة قسمين إرادة كونية وإرادة شرعية فالبحث ليس في الإرادة الكونية وإنما في الأرادة الشرعية يجب أن تفعل فإذا لم تفعل انتقل الأمر من إرادة شرعية لإرادة الكونية لأنه لا يقع شيء في هذا الكون رغما عن الله عز وجل فهنا لما قال الله عز وجل ((لمن شاء منكم أن يستقيم)) لماذا نسب الاستقامة إلى المشيئة؟ لأن بها ربطت التكاليف الشرعية كلها ومثال على هذا الذي نقوله وإن كانت الآية كافية في ذلك وشافية لكن على سبيل التفريع قال عليه الصلاة والسلام (من أراد الحج فليعجل) أيضا نسب الإرادة هنا للإنسان في ماذا؟ في الحج اللي هو من أركان الإسلام الخمسة فهل معنى ذلك أن الحج غير واجب؟ الجواب لا, لكن كل واجب لابد له من إرادة تصدر من هذا الإنسان ليصبح مكلفا وإلا إذا كان لا إرادة له فلا تكليف عليه لذلك رفع القلم عن ثلاثة كما تعلمون في الحديث الصحيح (عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يبلغ) غيره؟

السائل: يضاف إلى ما سبق أن الحديث هذا وأراد أحدكم أن يضحي ليس مساقا أو مسوقا لبيان حكم الأضحية وإنما لبيان شيء آخر وهو أن لا يأخذ من رأسه ولا من أظافره شيئا أما ما هو مسوق من أجله خاصة فهو حديث مثلا (من وجد سعة فلم يضحّ فلا يقربن مصلانا) هنا بيان للحكم بينما ذاك بيان لحرمة أن يأخذ من أظفاره أو شعره شيئا.

الشيخ: صح.

 

(303/5)

 

 

«ما هي السن المجزئة في الأضحية وما تفسير الجدعة؟»

السائل: ما هي السن المجزئة في الأضحية مع تفسير الجذع أي ما سنه؟

الشيخ: الجذع في الغنم هي ما بلغت ستة أشهر فزيادة على خلاف أيضا منهم من يقول سنة ودخلت في السنة الثانية وبعض الناس يقولون يختلف الأمر باختلاف سمن الدابة فإذا كانت فارهة ومشحمة وملحمة فيكفي في ذلك أن تكون دخلت في جاوزت نصف السنة وإلا فلابد من سنة المسألة فيها خلاف والمهم أنه الإنسان يحتاط لدينه فلا يذبح إلا من دخلت في السنة الثانية هذه هي الجذعة.

 

(303/6)

 

 

«هل يسن التكبير لسجود التلاوة وما صحة حديث ابن عمر الذي فيه أنه كان يكبر لها؟»

السائل: هل يسن التكبير لسجدة التلاوة مع الإشارة إلى حديث ابن عمر الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر لها؟

الشيخ: الحديث هذا في إسناده رجل مضعف عند علماء الحديث وهو عبدالله بن عمر العمري وهما رجلان بل أخوان أحدهما هذا عبد الله بن عمر والآخر أخوه مصغر عبيد الله بن عمر, عبيد الله ثقة, عبد الله ضعيف بسبب سوء حفظه وهذا الحديث رواه الأخوان أما الثقة فلم يذكر التكبير تكبير الرسول عليه السلام في سجود التلاوة أما عبد الله المكبر هكذا يعبرون عنه السيء الحفظ فجاء بهذه الزيادة ولذلك كانت زيادته ضعيفة بل منكرة ولذلك فكل الأحاديث التي جاءت تتحدث عن سجدة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سجدة التلاوة لا يذكر فيها شيء من التكبير أو التسليم وإنما ذكر التكبير في هذا الحديث فقط فمع ضعف عبدالله بن عمر هذا العمري المكبر فقد خالف كل تلك الأحاديث الصحيحة وما كان من الحديث كذلك يكون حديثا منكرا.

 

(303/7)

 

 

«هل يجزء أن يقرأ في صبح الجمعة بعض الآيات من سورة السجدة وسورة الدهر؟»

السائل: هل يجزء أن يقرأ صبح الجمعة بعض آيات من سورتي السجدة والدهر؟

الشيخ: أما الإجزاء فيجزئ أن يقرأ الفاتحة فقط أما السنة فلا تحصل إلا بقراءة سورة السجدة بتمامها في الركعة الأولى وسورة الدهر بتمامها في الركعة الأخرى بل أقول شيئا إن تقصد قراءة شيء من سورة السجدة بزعم أن سورة السجدة إنما شرعت تلاوتها في صبح الجمعة لأن فيها سجدة فهذا يكون من محدثات الأمور أي لا يجوز الإنسان أن يتقصد قراءة القسم اللي فيه السجدة ولو مثلا قسم السورة في ركعتين ويكون أتى ولابد بالسجدة لا يجوز هذا القصد لأننا لا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما قرأ سورة السجدة لأن فيها سجدة بل أقرب كما يقول ابن قيم الجوزية وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قرأ هذه السورة وتلك لما فيها من التذكير بالآخرة والبعث والنشور ونحو ذلك ولذلك فالأمام إما أن يأتي بالسنة بتمامها أن يقرأ كل سورة في ركعتها وإما أن يقرأ ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة والأمر كما قلنا واسع لو قرأ الفاتحة فقط فقد أجزأته صلاته أما إذا كان المقصود السنة فالسنة أن يقرأ السورتين المعروفتين.

 

(303/8)

 

 

«هل يشرع القيام جماعة في ليلة أول رمضان أو في ليلة العيد؟»

السائل: هل يشرع القيام جماعة في الليلة التي سيكون عقبها نهار أول رمضان أو ليلة العيد أو في ليلة العيد

الشيخ: الاجتماع في صلاة الليل لا يجوز إلا في صلاة التروايح في رمضان والليلة الأولى إذا ثبت رمضان بعد صلاة المغرب مباشرة مثلا بحيث إنه صرنا مكلفين أن نصوم غدا فهذه الليلة يشرع قيامها تبعا للتروايح وليس كذلك آخر ليلة من رمضان حيث ثبت لدينا أن غدا العيد فليلة العيد هذه لا يشرع إحياؤها فرادى فضلا عن أنه لا يشرع إحياؤها جماعة. غيره؟

 

(303/9)

 

 

«ما حكم زواج المسلم الذي يدرس في بلاد الغرب من الكتابيات؟»

السائل: ما حكم زواج المسلم الذي يدرس في بلاد الغرب من الكتابيات؟

الشيخ: لاشك أن الحكم في هذا معروف في نص القرآن ((والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)) فيحل ذلك وهذا رأي أكثر علماء المسلمين قديما وأجمعوا أخيرا على ذلك إلا أن الحكم المباح شرعا قد ... ويحيط به ما يجعله ممنوعا في بعض الأحيان وأرى أن هذا النوع من الزواج هو من هذا القبيل والسبب في ذلك يعود إلى جنس المسلمين الذين يتزوجون الكتابيات من جهة ويعود أيضا إلى جنس الكتابيات من جهة أخرى أعني أن هؤلاء المسلمين الذين يذهبون إلى تلك الديار ديار الكفر والضلال هم في الغالب ونحن لا نخص شخصا أو أشخاصا هم في الغالب لا يكونون محصنين بالأخلاق الإسلامية بل ولا بالعقيدة الإسلامية التي إذا تجرد الإنسان عن أي شيء فممكن بغض النظر إلا عن العقيدة لأنه العقيدة بها النجاة من الخلود في النار أما ما دون ذلك فهو كمال للإنسان فكثير من هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى تلك البلاد لم يتثقفوا الثقافة الإسلامية الصحيحة بل حتى ربما يجوز لي أن أقول الثقافة الإسلامية حتى غير الصحيحة لأنهم لا يدرسون الإسلام مطلقا سواء ما نسميه بالإسلام التقليدي أو بالإسلام القائم على الكتاب والسنة فهم يدرسون نوع من الدراسات العلمية العمانية اليوم ثم ينطلقون إلى تلك البلاد لإتمام دراستهم فهم غالبا لا يكونون مسلحين بهذا السلاح من الثقافة الإسلامية الصحيحة ونادر منهم من يكون متخلقا بالأخلاق الإسلامية الصحيحة أي يعيش في جو عائلي لا يزال يحتفظ بالعادات الإسلامية كلها هذا نادر جدا في بلادنا ولذلك فهؤلاء الشباب حينما يذهبون إلى تلك البلاد ويريدون أن يضموا إلى أنفسهم زوجة من تلك البلاد نصرانية مثلا أما يهودية الآن فضرب عليها صفحا وانصرف ونأى عن التفكير من أن يتزوج يهودية لأن اليهود احتلوا قسما عزيزا من بلادنا الإسلامية فهذا التفريق لم يراعى فيه العلم وإنما الواقع الطارئ ما الفرق بين اليهودية والنصرانية من الناحية الإسلامية؟ لا فرق أبدا, ما الفرق بين اليهود والنصارى من حيث أنهم كلهم أعداء للمسلمين كما قال رب العالمين ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) وعرف ما اتخذ من قرار من تبرئة اليهود من إثم قتل وصلب عيسى عليه السلام زعموا فكل هؤلاء هم أعداء الإسلام لا فرق بين يهودية ونصرانية إطلاقا لكن مع الأسف لا يزال الناس ينظرون إلى النصارى نظرة دون نظرتهم إلى اليهود فهؤلاء الذين يذهبون إلى تلك البلاد يريدون أن يتزوجوا بنصرانية أولا هذه النصرانية ليست بالوصف الذي وصفه الله حين قال ((والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)) أين المحصنات اليوم في بلاد الكفر فقد انتشر فيها الفساد والفحش والزنا و و إلى آخره ولا أنسى وأنا بعد شاب يمكن من أربعين سنة كان يتردد على دكاني ضابط تركي ممن حاربوا في رومانيا في زمن الأتراك دخلوها هذيك البلاد في قتال قام بين المسلمين والرومان قال ودخلنا بعض البلاد وأقمنا فيها شهورا فعلم من بعض النصارى هناك أن من عادة الدايات في تلك البلاد أن الجنين أول ما يسقط من بطن الأم فإذا رأتها الداية بنتا فضت بكارتها في تلك اللحظة لماذا؟ لأن المجتمع هو كله قائم على فحش فإذا ما بلغت البنت سن الزواج وتزوجها الشاب كان قد لقن سلفا إنه هذه بالتعبير الشامي مبعوصة من ساعة إيش وقعت من بطن أمها فيستسيغون ذلك ولا شيء في ذلك إطلاقا فأمة بلغ بها الأمر إلى هذا الحضيض من أين يجد هذا المسلم هذه الفتاة النصرانية المحصنة لا يجدها ثم إن وجدت وهذا نادر جدا والنادر لا حكم له هل هو عنده هذه الشخصية المسلمة القوية التي تساعده على أن يجذبها إليها وأن تربي أولاده حسب دينه وحسب أصول تربية إسلامه أم سيكل الأمر إليها وتربي أطفالها وأولادها على التربية الأوروبية إي نحن من غير شي بنربي أطفالنا في بلاد الإسلام تربية غير إسلامية فكيف إذا قام على هذه التربية امرأة غير مسلمة بهذه الأسباب ولأسباب أخرى لا نرى أن يتمتع المسلم بهذا الحكم الذي أباحه الله عز وجل في نص كتابه لأنه أقل ما يقال إنه شرط أن تكون محصنة أي عفيفة محفوظة وهذا نادر والنادر لا حكم له ولعل في هذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.

 

(303/10)

 

 

«هل للمريض التوكل على الله وترك التداوي؟»

الشيخ: عالج نفسه وغيره بالدواء المادي فالإعراض عن الدواء المادي قد يحشر المعرض في جملة ... أو المتصوفين وهذا طبعا لا يجوز إسلاميا.

السائل: التوكل على الله هل هو ... ؟

الشيخ: هذه المسألة ما يعطيك لكن بالنسبة للتوكل على الله المسألة فيها تفصيل في الواقع هذا التفصيل يجب أن تعرفوه حقيقة لأنه أمر هام التوكل على الله حكم واجبه أصل من أصول الشريعة لا بد منه ولكن لابد مع التوكل من الأخذ بالأسباب كما ألمحنا آنفا إلا أن القول في هذه الأسباب فيه تفصيل بعض هذه الأسباب قطعية من حيث أنها علاج ودواء فحين ذاك يجب الأخذ بها يعني نضرب مثلا واضح جدا, رجل قطع عرق منه فلا يحسن أن يقول أنا متوكل على الله ولا إيش يضمد الجرح ولا يشد العرق متوكل على الله هذا جاهل وإنما يقال له كما قال عليه السلام بغير هذه مناسبة (اعقلها ثم توكل) فشد العرق وضمد الجرح هذا سبب معروف قطعيا بأنه يمنع سيلان الدم الذي لو استمر بصاحبه لكانت النهاية الموت هناك أدوية من مرتبة ثانية يغلب على المتعاطي لها أنه ينتفع من تعاطيه إياها فهنا يحسن الأخذ بها ثم هناك أدوية في المرتبة الثالثة لا يغلب على الظن أنها تفيد وهذا النوع لا يحسن تعاطيه وهنا يأتي التوكل وهذا في الواقع بتجربتي الخاصة ومعرفتي الخاصة الناس اليوم أحوج ما يكونون إليه لأنني أعلم أن الناس يتعلقون في سبيل التداوي بالأدوية الطبية المادية ولو بالأوهام هي وصفة انتهى الأمر هنا يحصل ما قلت من التوكل وهنا يرد ما قلته آنفا أن يستعمل الإنسان الطب النبوي الروحي هذا فإذا التوكل على الله ليس مطلقا وإنما على أحوال في الحالة الأولى يجب أخذ السبب مع التوكل في الحالة الثانية يحسن أخذ السبب لأنه يغلب على الظن فائدته ولابد من التوكل الحالة الثالثة لا يجوز تعاطي ذلك السبب لأنه سبب موهوم وسبب يشبه الأسباب التي كان أهل الجاهلية يتخذونها ويتوهمون منها خيرا مثل الطيرة مثلا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل من هذا القبيل يعني من النوع الثالث من حيث لا يحسن الأخذ به كسبب ويرجح الرسول عليه السلام في هذه الحالة التوكل المحض أن تطلب من أخيك المسلم أن يدعو لك ليعافيك الله عز وجل يعني تطلب منه الرقية هنا رجح الرسول عليه السلام التوكل على أن تطلب الرقية وهذا ما جاء صريحا في قوله عليه السلام في حديث الصحيحين لما ذكر عليه السلام (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر) في قصة طويلة ذكرناها في بعض المناسبات ثم قال عليه السلام هم الذين السبعون ألف هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ووجوههم كالقمر ليلة البدر من هم؟ (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فمع كون الطيرة من عادات الجاهلية التي أبطلها الرسول عليه السلام فهو وصف هؤلاء بأنهم لا يتطيرون قرن مع الطيرة طلب الرقية عدم التطير أمر بدهي من المسلم لأن الطيرة من أمور الجاهلية لكن ليس كذلك فيما يبدو لبادي الرأي للمسلم أن تطلب من أخيك المسلم الصالح الرقية والدعاء ليعافيك الله مما فيك من بلاء لا يستويان مثلا لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قرن الرقية أو الاسترقاء بالمعنى الأصح من حيث منافاته التوكل المشروع مع الطيرة فالسبب في هذا كما يقول بعض المحققين أنك حين تطلب من أخيك المسلم الدعاء ليعافيك فأنت لا تدري هل هذا الدعاء يستجاب أم لا فهذا أمر مظنون هنا يقول لك الرسول عليه السلام توكل على الله واعتمد على الله في أن يعافيك ويشفيك وحشر مع هذه الأمور الثلاثة المنافية للتوكل التدواي بالكي بالنار فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون مع أن الكي من خير ما تداويتم به كما قال عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة فالسبب هنا ينافي السبب الذي نفى شرعية الاسترقاء السبب في نفي شرعية الاسترقاء هو أنك تعتمد على سبب غير راجح بينما هنا السبب راجح ولكن فيه استعمال النار فيه تعذيب (ولا يعذب بالنار إلا رب النار) ولذلك لما ذكر الرسول عليه السلام في حديث البخاري من خير ما تداويتم به الثلاث ذكر معهن الكي قال (وأنهى أمتي عن الكي) لهذا السبب خلاصة القول فالتوكل يجب أن يقترن معه الأخذ بالأسباب الراجحة فضلا عن الأسباب المقطوع بها يكفي الآن يا أستاذ لأنه ما بتنتهي القضية.

 

(304/1)

 

 

«ما هي الأحوال التي يجوز للمسلم أن يضع أمواله في البنك؟»

الشيخ: يقول سائل هنا ما الأحوال التي يجوز فيها وضع النقود في البنك ويرجو التفصيل؟

والجواب بإيجاز ولا مجال للتفصيل يجب على المسلمين ألا يتعاملوا مع البنوك ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا فضلا عن أنه لا يجوز لهم أن يضعوا أموالهم في البنوك بحيث أن البنك يدير هذا المال ويكون قوام البنك على مال هؤلاء الموديعن لأموالهم في البنوك فهذا تعاون على المنكر وهذا لا يجوز إسلاميا.

 

(304/2)

 

 

«إنسان مقتنع بعدم جواز التصوير فهل له الاحتفاظ ببعض الصور للذكرى علما بأنه لا يعرضها؟»

الشيخ: إنسان اقتنع بعدم جواز التصوير هل يحق له أن يحتفظ ببعض الصور القديمة للذكرى علما أنه لا يعرضها؟

كثر هذا السؤال وهو أمر عجيب إذا كنا اقتنعنا بأن التصوير لا يجوز لا اقتناءه ولا تصويره ولا نحو ذلك فلماذا الاحتفاظ به في بيوتنا؟ زعموا للذكرى الذكرى هذه أو هذا النوع من الذكرى ليست ذكرى إسلامية هذه ذكرى كافرة أجنبية هم يتعاملون بهذه النماذج من هذه الذكريات بيعملوا رحلة بياخذوا صورة واحد بيوقف على الصخرة بيوقف أمام شجرة إلى آخره هذه ذكرى أما الذكرى الإسلامية الصحيحة هو التناصح والتذاكر في العلم والتعامل بالأخلاق الحسنة الجميلة هذه هي الذكرى الحق وهذه التي يستفيد منها المسلم لذلك أنا أعتقد أن كل شاب مسلم ابتلي بزمانه بمثل هذه الذكرى الكافرة الأجنبية فاحتفظ عنده بصور لأصدقائه فينبغي أن يبادر إلى تمزيقها وإلى عدم الاحتفاظ بها لأن الاحتفاظ بها أقل ما يعطي أنه يرى جواز التصوير وإن كان هو يقول أنا اقتنعت بأن التصوير حرام لكن هذا الاقتناع كما قال " وكل إناء بما فيه ينضح " هذا الاقتناع إذا كان صحيحا فسوف يبادر إلى تمزيق كل صورة لديه اللهم إلا ما لا بد منها لا يذهب أحد بعض السامعين أنه نقول بأى مزقوا الجوازات والهويات ونحو ذلك لأنك ستضطر أن تزيد يعني ضرورة أخرى مثل تتصور مرة ثانية يكفيك المرة الأولى " فالضرورات تبيح المحظورات " صحيح ولكن " الضرورة تقدر بقدرها " ونحن نعرف من سيرة السلف الصالح وعليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفرق الكبير بيننا وبينهم نحن عشنا في جو إسلامي ومع ذلك فلا نعيش مع الأسف في جو إسلامي أما هم عاشوا في جو جاهلي ثم جاءهم الإسلام فعالج فيهم كثيرا من المنكرات منها الخمر فلما نزل تحريم الخمر ماذا فعلوا بالخمور التي كانت عندهم وكانوا لما اشتروها داخلة في باب الإباحة أو باب الحلال لقد أراقوها حتى سالت الطرق في المدينة بالخمور ما واحد قال منهم يا أخي ما كنت أعرف هو معذور لكن ما كان فيه حكم شرعي يومئذ أما التصوير صار له ألف وأربعمئة سنة تأتينا الأحكام والأحاديث عن الرسول عليه السلام تترى بأنه كل مصور في النار (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب) بعدين نعيش في جو لا إسلامي كما ألمحت آنفا ليش لأن المسلمين لا يعرفون إسلامهم لا يعرفون دينهم قد كان هذا ثم هدى الله من شاء من الشباب المسلم فعليهم أن يحسنوا التوبة وأن يقلعوا عن كل هذه الصور وأن يمزقوها شر ممزق إن كانوا حقيقة اقتنعوا بتحريمها.

 

(304/3)

 

 

«هل يجوز لأم أن تنام مع ابنتها الكبيرة على فراش واحد وتحت لحاف واحد؟»

الشيخ: يقول هنا هل يجوز لأم أن تنام مع ابنتها الكبيرة في فراش وواحد وبلحاف واحد وجزيتم خيرا؟ أقول ليس هنا نص بطبيعة الحال للجواب عن مثل هذا السؤال ولكن اقتباسا من نصوص أخرى نستطيع أن نقول لا يجوز أن تنام الأم مع ابنتها وأخذ الحكم من أمر الرسول عليه السلام بالتفريق في المضاجع بين الأطفال إذا ما بلغوا السن العاشرة سواء كانوا ذكورا مع ذكور أو إناثا مع إناث ولأن الشيطان قد يحرك الشهوة بين الجنس الواحد كما هو معلوم من بعض النساء مما هو معروف بالسحاق فممكن أن يجري الشيطان بين الأم والبنت ويدخل بينهما ويزين له ارتكاب مثل هذا العمل السيء فمن باب إذا سد الذريعة نقول لا يجوز للأم أن تنام مع البنت البالغة التي تشتهى.

 

(304/4)

 

 

«ما حكم انتساب المسلم إلى غير أبيه كانتساب الزوجة إلى عائلة زوجها؟»

الشيخ: السؤال هنا وهو أخير إن شاء الله الليلة يقول ما حكم انتساب المسلم إلى غير أبيه نريد بذلك انتساب الزوجة إلى اسم عائلة زوجها وإلغاء اسم عائلة أبيها؟

لا يجوز بطبيعة الحال مثل هذا الانتساب لسببين اثنين السبب الأول وهو الأوضح أن هذه طريقة أوروبية والسبب والثاني وهو الأقوى أن الرسول عليه السلام قال (كفر بامرئ انتساب إلى غير أبيه) وفي رواية (من انتسب إلى غير أبيه فقد كفر) ونحو ذلك صحيح سيقول ربما قائل أن هذا الانتساب لا يعني التبرؤ من الأب لكن أقول هذا مثل الكفر اللفظي والكفر القلبي فالكفر القلبي هو ردة أما الكفر اللفظي فهو معصية فإذا كنت تعرف أيها المسلم أنه لا يجوز شرعا لمسلم أن ينتسب إلى غير أبيه ولو كنت لا تعني التبرؤ من أبيك فينبغي ألا تفعل ذلك لاسيما وترد الحجة الأولى التي بدأتها وهو أن هذه الطريقة من الانتساب هي طريقة الكفار الذين وصفهم الله عز وجل في القرآن بأنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله.

السائل: ... .

الشيخ: هلاّ اللي ما بده يشوف منامات مكربة لا ينام بين القبور شو أخذه لهي الدولة هذه

السائل: هو منها

الشيخ: النظام الأردني الآن هكذا عجيبة هذا جديد

السائل: نعم

السائل: هم بيحطوها باسم أبوها بس الآن بتحصل مثل ما بدأت فلانة باسم زوجها

السائل: عائلة زوجها

الشيخ: أول مرة أسمع بهذا على كل حال لا يجوز هذا وليس هذا مع الأسف بأول مخالفة للشريعة الإسلامية.

السائل: ... .

سائل آخر: في حالة إذا كان أبوها

الشيخ: سؤالك يا أخي معروف حكمه إذا كان مضطرا فالضرورات تبيح المحظورات لكن نحن نتكلم عن المنهج الإسلامي الذي ينبغي على المسلمين على الحكام المسلمين أن يمشوا عليه.

 

(304/5)

 

 

«ما هو الدليل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية؟»

الشيخ: يقول ماهو الدليل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية؟

البحث هذا طويل وتكلمت عليه مرارا وألخص الجواب فأقول الدليل على ذلك قوله عليه السلام (كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها البطش) ما بتفهموا البطش يعني اللغة العامية يعني الضرب لا, المقصود البطش بيعني اللمس وقد جاءت هذه اللفظة الثانية اللمس في رواية أخرى وإن كان في سندها ضعف لكن هذا هو المعنى واليد تزني وزناها اللمس (والفم يزني وزناه القبل والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه) فإذن السماع, النظر, اللمس, المشي إيه نعم كل ذلك ممنوع شرعا من باب سد الذريعة وقد جاء النص الصريح قولا وفعلا فيما يتعلق بالمصافحة أما القول فهو قوله عليه السلام (إني لا أصافح النساء) قال هذا جوابا لامرأة أرادت أن تبايع الرسول عليه السلام كما بايعه الرجال بالمصافحة فقال إني لا أصافح النساء فأنتم تشعرون معي أن القائل إني لا أصافح النساء هو أنزه الناس وأبعد الناس عن أن يتمكن الشيطان من أن يوسوس إليه بسوء ثم هذا الأنزه من الناس جميعا في أي موقع قال إني لا أصافح النساء المبايعة على الإسلام فكيف يجوز لغير الرسول عليه السلام أن يصافح النساء وليس في مثل ذلك الجو الإسلامي وإنما جو سلام ومودة وإلى آخره كما قال شوقي " نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء " لذلك من باب سد الذريعة لا يجوز للمسلم أن يصافح امرأة أجنبية, لا يجوز لمسلم أن يصافح امرأة أجنبية وكل ما يقال من تجويزات فهو لتسليك الأمر الواقع السيء مع الأسف الشديد وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.

 

(304/6)

 

 

«خطبة الحاجة

الشيخ: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

 

(304/7)

 

 

«شرح كتاب الترغيب والترهيب: الترهيب من تعليق التمائم والحروز

الشيخ: موضوع الدرس في هذه الليلة في الترهيب من تعليق التمائم والحروز, الحروز جمع حرز وهو كل شيء يتخذ ليحافظ به على الشيء إنسانا كان أو حيوانا أو جمادا ونحو ذلك التمائم جمع تميمة وهي كل شيء يعلق لدفع العين مثلا وهذه الحروز والتمائم أنواع من أنواع كثيرة من الشرك هذه الأنواع التي ابتليت بها الأمة المسلمة خاصة في القرون المتأخرة وستسمعون بعض الأحاديث الصحيحة في النهي بل الزجر عنها وفي اعتبار ذلك شركا.

 

(304/8)

 

 

«عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم فقالوا ما شأنه فقال إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله عليه وس»

الشيخ: الحديث الأول من الكتاب فيه ضعف فنجتنبه أما الذي يليه فصحيح وهو قوله وعن عقبة أيضا يعني ابن عامر أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم فقالوا ما شأنه قال عليه الصلاة والسلام (إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله وآله وسلم ثم قال من علق فقد أشرك) رواه أحمد والحاكم واللفظ له ورواة أحمد ثقات يفسر غريب الحديث فيقول التميمة يقال إنها خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تكفأ عنهم الآفات واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة إذ لا مانع إلا الله ولا دافع غيره ذكره الخطابي. نعود إلى الحديث جاءه جاء عقبة في ركب عشرة أو ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي ليبايعوه فبايع عليه الصلاة والسلام تسعة منهم وأمسك عن رجل منهم واحد فقالوا ما شأنه؟ أي إنهم توجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال لماذا يا رسول الله امتنعت من مبايعة هذا الرجل وهو مسلم مثلنا فقال عليه الصلاة والسلام إن في عضده تميمة هذا الرجل إسلامه ناقص لماذا لأنه قد علق على عضده تميمة حرزا فحينما عرف هذا الرجل الذي امتنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمبايعته ذنبه وخطأه قطع التميمة فبايعه عليه الصلاة والسلام بعد أن استجاب هذا الرجل المسلم لحكم الإسلام وقال عليه الصلاة والسلام مبينا حكم هذا التعليق هذه التميمة بقوله (من علق فقد أشرك).

 

(304/9)

 

 

«حكم تعليق التميمة

الشيخ: فتعليق التمائم والحروز هي شرك هي نوع من الشرك وقد يكون شركا أكبر وقد يكون شركا أصغر فذلك يختلف باختلاف المعلق للتميمة إن كان المعلق هذا يعتقد بأن هذه التميمة تدفع الضر وتمنع مثلا أذى العين هي نفسها لا شك في ذلك أن هذا شرك أكبر لأنه كما سمعتم من تعليق المصنف على ... تأثيره بالغا حماقة لا مثل لها إلا في الجاهلية الأولى وإن تعجب فعجب أن يتورط في مثل هذه الشركيات بعض المثقفين من الشباب ولكن لا عجب لأن هذه الثقافة العصرية لا تعطي أهلها وأصحابها شيئا من العلم الصحيح لا تبعدهم عن الشرك وعن الوثنية وأكبر دليل في هذا هو أنك إذا نظرت اليوم إلى الأمم المتمدنة زعموا وهذه الأمم التي يتورط بعض شبابنا المسلم وربما يكون فيه البعض الدعاة فيتخذهم قدوة حسنة ويريد من المسلين أن يكونوا تبعا لهم في حضارتهم فنحن نجد أن هذه الحضارة لم تفدهم شيئا بل هم يعيشون لا يزالون في الوثنية في الجاهلية وإنما في مظاهر وشكليات ربما تكون حديثة العهد فهؤلاء الشباب الذين يتعلمون هذا العلم المادي الغربي أقول لا عجب ما دام أنهم لم يدرسوا الإسلام والتوحيد أن تدخل في مثلا صيدلية فتجد في صدر المكان نعلا معلقا لماذا هذا يا أخي قال لدفع العين فسبحان ربي لو كان رجل يؤمن بالأمور الغيبية وكان هناك نص صحيح عن الرسول عليه السلام بإنه تعليق مثل هذا النعل في صدر المكان يدفع العين لقلنا والله هذا رجل مؤمن, والمؤمن من شأنه كما قال تعالى ((ويسلموا تسليما)) ولكن ليس فقط لا يوجد في الإسلام مثل هذه الوسيلة لدفع العين بل في الإسلام ما يمنع من ذلك كما سمعتم (من علق تميمة فقد أشرك) إذن هذا الصيدلي مثلا مسلم وإسلامه ليس فيه هذه الوسيلة بل هو يحرمها فمن أين جاءته هذه الوسيلة هل ذلك من العلم التجربي وهو صيدلي والصيدلي معناه دائما في تجارب تركيب ومزج وخلط وما إلى ذلك فهل جاءه من التجربة أنه وضع هذا النعل وربما كما قلنا آنفا يعلقها تكون مهرية في جانب أو مصدية أو ما شابه ذلك فمن أين له ما دام لا يوجد شيء من ذلك في الشرع هل في العلم أن مثل هذه التعليقة تمنع العين؟ كل ذلك لا يوجد لا في العلم الشرعي ولا في العلم التجربي إذن هكذا وجدنا آبائنا على أمة التاريخ يعيد نفسه كانوا من قبل ما تفيدنا من الآثار الكثيرة تفسيرا لمثل قوله تبارك وتعالى ((كان الناس أمة واحدة)) يعني كانوا موحدين ثم دخل إليهم الشرك وكما جاء في الحديث الصحيح أن عمر بن لحي الخزاعي هذا أول من أدخل الأصنام في جزيرة العرب فقلده الناس ثم قلد الأبناء الآباء وهكذا حتى بعث الله عز وجل إليهم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم يحذرهم من الشرك كله فإذن هذه الحروز وهذه التمائم كلها لا تجوز شرعا وهي إما شرك أكبر وإما شرك أصغر فيجب الابتعاد عنها وأن ينبه بعضنا بعضا ويحذر بعضنا بعضا منها هذه الحروز المادية كما قلنا مثلا خرزة الخف النعل الفرس ونحو ذلك أظن أن أحدا لا يتردد في إنكارها بعد أن لم ترد في الشرع إلا تحريما ولكن هناك شيء قد يحتاج إلى نوع من البيان لأنه قد يشكل الأمر على بعض بني الإنسان, هناك نوع من التعليقات مما يسمى بالحجب حجاب يعلق تحت إبط الولد الصغير أو الكبير وبعض الحجب حولها اعتقادات عجيبة جدا ما أدري أيضا كيف تتسرب مثل هذه الاعتقادات عند الناس وتجد محلا في قلوبهم وهي أن بعض هذه الحجب إذا علقت على الإنسان ما بيأثر فيه الرصاص ولا أي شيء وهذا منتهى الزور والكذب إذا كانت هذه الحجب مكتوب فيها فما حكمها؟ نقول هذه الحجب على نوعين نوع إذا فتحت لم تجد فيه إلا آية أو دعاء معروف في الكتاب أو في السنة فما حكم هذا النوع اختلف السلف منذ القديم فمنهم من أجاز ذلك نظرا إلى مضمون الحجاب مضمون الحجاب في هذه الصورة كما قلنا في هذه الصورة آية أو حديث فأجاز ذلك لأن في استعانة بكلمات الله عز وجل واستعاذة بها ومنهم أي من السلف من كره ذلك ونحن نرى هذا القول الثاني هو الأحرى بالأخذ به لسبب واحد وهو أن السلف الصالح لم يتخذوا شيئا من ذلك لأبنائهم ولا لأنفسهم ونعلم جميعا أن الخير كله في اتباع السلف ونؤكد ذلك بأن هذا الأمر أي عدم اتخاذ هذه الأنواع من الحجب السبب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جاءنا عن ربه بما هو خير من تلك الحجب وهذه قاعدة يجب ألا ننساها دائما أبدا وهي التي جاءت في مثل قوله عليه السلام (ما تركت شيئا يقربكم إلا الله إلا وأمرتكم به) وفي حديث آخر في صحيح مسلم (ما بعث الله نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم) فيا ترى إذا كان السلف لم يتخذ مثل هذه الحجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بذلك عن الله عز وجل أليس قد جاء لهم بما هو خير من ذلك يجب أن نعتقد هذا سلفا يجب أن يكون هذا في عقيدة كل مسلم سواء عرف ما يقابل هذه الحجب من السنة الثابتة أو لم يعرف يجب أن يفترض في نفسه أنه مادام الرسول عليه السلام يقول إلا كان حقا عليه أي على النبي أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم يجب أن يفترض سلفا أنه هناك خير من ذلك ولو كان هو لا يعلم هذا الخير فكيف إذا علمه وعرفه ما هو هذا هو الرقية هو التعويذة هو القراءة قراءة المكلف من نفسه على نفسه أو على حبيبه وولده وصفيه هذه التعويذة كما جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ الحسن والحسين فيضع عليه الصلاة والسلام يده اليمنى على أحدهما والأخرى على الآخر ويقول (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وعين لامة) هذه التعويذة هي بدل الحجاب الذي كرهه بعض السلف ونحن معهم لهذا وللسبب الذي ذكرته آنفا ومن المتفق عليه بين علماء المسلمين الذين اختلفوا في البدعة هل فيها ما يسمى بالبدعة الحسنة أم لا قولان معروفان ونحن مع أولئك الذين يقولون بقول النبي الصريح صلى الله عليه وآله وسلم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ولكن هؤلاء المختلفون من القائلين بهذا القول الصريح في الحديث الصحيح ومن القائلين بأن في الإسلام بدعة حسنة تمسكا منهم ببعض ما يوهمهم ما تمسكوا به من القول بالبدعة الحسنة كل هؤلاء وهؤلاء اتفقوا على أن كل بدعة حدثت بعد النبي صلى الها عليه وآله وسلم تعارض سنة فهي بدعة ضلالة كلهم اتفقوا على هذا حتى الذين يقولون بأن في الإسلام بدعة حسنة يقولون لا يمكن أن يكون أمر حادث بعد الرسول عليه السلام ويعارض السنة لا يمكن أن يكون هذا الأمر الحادث بدعة حسنة بل هي بدعة ضلالة هذه الحقيقة يجب أن نتذكرها في مثل هذا البحث لتعلموا أن تعليق الحجب هذه ولو كانت من هذا النوع الأول الذي لا أزال أدندن حوله فيها آيات وأدعية مشروعة لتعلموا أن مثل هذه الحجب هي خلاف السنة كيف ذلك؟ لأن معنى الحجاب سواء بالنسبة للشخص الذي علقه على نفسه أو بالنسبة للشخص الذي علقه عليه أن يعرض عن السنة ألا يرقي نفسه بنفسه ولا أن يرقي غيره بنفسه بأدعية يدعوها يتقرب بها إلى الله عز وجل وهذا هو المثال بين أيدكم كم وكم من الآباء المسلمين اليوم وعددهم كما يقولون يبلغ ثمانمئة مليون مسلم كم تقدرون في هؤلاء الملايين من الآباء والأمهات يرقون أبنائهم بهذه الترقية التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرقي بها ولديه الحسن والحسين قلل قلل مش كثر قلل العدد ولا حرج قليل جدا جدا حتى في أهل العلم حتى في أهل الأذكار والأوراد التي أكثرها مما لم ينزل الله بها سلطانا ولماذا يستعملون هذه الرقى ولماذا يستعملون هذه التعويذات وقد اكتفوا واستغنوا عن ذلك بقطعة ورقة تلف بمشمع وتعلق تحت الإبط أو العنق أو نحو ذلك إذن هذه بدعة صادمت سنة فلا يجوز اتخاذها كوسيلة لدفع الضرر بزعم أن هذه الوسيلة وسيلة مشروعة هذا الكلام كله فيما إذا كان هذا الحجاب ما كتب عليه ليس إلا آية أو دعاء مشروع لكن هناك حجب من نوع آخر وهو الغالب على الحجب التي يتخذها بعض الناس ممن اتخذوا كتابة الحجب مهنة لهم وموردا هذه الحجب يكتب فيها رموز يكتب فيها أحرف متقطعة لا يفهم منها شيء إطلاقا وربما الذي كتب هذه الرموز هو نفسه لا يفقه ما يكتب لأن الشيطان لقنه هذا التلقين فاستجاب له وبدأ يكتب ويكتب وقد يجد بعض الناس وهذا من ابتلاء ... للناس أيضا قد يجد بعض الناس ممن يتخذون مثل هذه الحجب فائدة ملموسة كأن يكون مريض مثلا وإذا به يزول عنه المرض فعلا يقول يا أخي هذه فائدة هذا الحجاب أو الحجب ثابتة بالتجربة فيأتي هنا حديث من أحاديث الباب أن بعض النساء وهي زوجة عبدالله بن مسعود قالت لزوجها عبدالله بن مسعود إنه قد يكون الرجل مصابا بعلة أو الشخص مصاب بعلة فيتخذ تلك التميمة فتزول العلة ولعله ذكر هذا السائل إنه العين مثلا بدمع أو بتجي على طرفها أو ما شابه ذلك فأجاب ابن مسعود نعم بإنه هذا يكون من عمل الشيطان فإذا اتخذت التميمة أمسك الشيطان عن الإضرار بذلك الإنسان ليضله فكذلك ممكن أن يقع من بعض هذه الحجب التي ما كتب فيها لا يعرف معناه فائدة يكون ذلك لإيحاء الشيطان ومن عمل الشيطان ليضل عدوه الإنسان فهذا النوع من الحجب لا يجوز استعماله لأن العلماء كما سيأتي في نفس الكتاب التعليق على بعض الأحاديث ذهبوا إلى أن الرقية إذا كانت بلغة غير لغة عربية ولا يفهم معناها فلا يجوز الترقية بها لأنه يمكن أن تكون ترقية عبارة الترقية هذه عبارة عن استعانة بشياطين فيكون حين ذاك شرك جلي واضح وهو لا يدري لأنه ما كتب لا يفهمه فهم قالوا هذا وهذا من دقتهم في معالجة هذه الأمور فإذا كانت هذه الحجب من النوع الثاني فيها هذه مثل هذه الكتابات التي لا تفهم فهي غير جائزة حتى لو لم نعلم أن فيها أسماء شياطين من شياطين الجن يستعينون بها على حصول الشفاء والبرء وأنا ورثت بعض الكتب التي كان يقتنيها والدي رحمه الله وهو ممن تخرج من بعض الحلقات الفقهية في إسطنبول إلى اليوم هذه الكتب يكتب عليها عبارة لا الذي كتبها يعلم ولا الذي ورّثها أو ورثها ما معنى هذه العبارة وإنما قالوا كتابة هذه العبارة على الكتب يمنع الأرضة الدود الصغير الذي يأكل الورق يمنع الأرضة ما هي هذه العبارة أظن صورتها ياك بيتش هكذا مكتوب بخط واضح كبير في كثير من الكتب مع أن هذه الكتب نفسها المكتوب عليها هذه العبارة تمنع تقول لا يجوز كتابة شيء لا يفهم معناه لأنه يمكن أن يكون استعانة بالجن وفعلا هلا كملة يا حرف نداء كبيتش الاسم هذا إمكن اسم شيطان رجيم فهو يستعين به للمحافظة على هذا الكتاب من الأرضة فهذا النوع من الحجب التي تكتب بلغة لا تفهم يعني ليست مثلا لغة غير لغتنا العربية لا لا هي عربية ولا هي فرنسية ولا ألمانية ولا ألبانية ولا ليس هناك لغة إنما هي أسماء مبهمة قصد الشيطان الرجيم بكتابتها وتلقين الناس إضلالهم عن سواء السبيل إذن قوله عليه الصلاة والسلام (من علق تميمة فقد أشرك) يمنعنا معشر المسلمين منعا باتا من اتخاذ الحرز والتمائم والحجب من أي نوع كان لكن الإثم يختلف بين أن يكون صاحبه مشركا شركا أكبر وبين أن يكون ضالا كما سمعتم في تعليق المصنف رحمه الله حين قال التميمة خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة إذ لا مانع إلا الله ولا دافع غيره ذكره الخطابي والعجيب أن هذه التميمة التي يتحدث عنها الخطابي في القرن الخامس نحن اليوم في القرن الخامس عشر فمضى قرابة تسعة قرون ولا يزال المسلمون يستعملون هذه التمائم وهذا دليل على شدة إضلال الشيطان لبني الإنسان وأنه دائما ماسكهم من ورائهم يضلهم عن سواء السبيل فليس هناك علاج لمثل هذا الضلال إلا العلم وليس كل علم وإنما العلم المستقى من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس أيضا من كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما من الحديث الثابت عنه عليه الصلاة والسلام وإلا ففي بعض الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما هو شرك هو نفسه شرك وهو بذلك يخالف مثل هذه الأحاديث الصحيحة, مثلا من الأحاديث المشهورة في الكتب الأحاديث كتب الأحاديث الموضوعة زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من اعتقد بحجر نفعه " هذا حديث لكنه حديث كما قال ابن القيم رحمه الله من وضع عباد الأصنام لأنه هذا يتلائم مع قيمتهم " من اعتقد بحجر نفعه " لكن مع الأسف الشديد لا يزال أيضا هذا الحديث نرى مفعوله إن لم نسمعه بلفظه من بعض الناس من المسلمين " من اعتقد بحجر نفعه " أي شيء اعتقدت فيه فأنت تنتفع به ولعل هذا له صلة بما يسمونه اليوم من علم النفس أنه مثلا هذا الدواء أنت إذا اعتقدت فيه إنه بينفعك بينفعك هكذا يقولون الإيحاء إي هذا نوع من التضليل فعلا يعني نحن يجب أن نتعرف الحقائق كما هي فإن كان الدواء فعلا هو خلقه الله نافعا كما قال عليه السلام (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء) فحينئذ يجب أن نعتقد الواقع أما إذا كان هذا الدواء هو سم فبتعتقد فيه أنه علاج فهذا قلب للحقائق أولا من حيث الاعتقاد ثم من حيث إيش الأثر فسيتضرر بذلك الذي هو في واقعه سم وفيما أوحي إليه أنه علاج ودواء نكتفي بهذا المقدار والأحاديث الباقية إن شاء الله في الدرس الآتي وهنا سؤال.

 

(304/10)

 

 

«ما حكم وضع شيء من العقيق مع الميت في كفنه؟»

السائل: الروح بعضهم يضع في كفن الميت عقيقة أي قطعة عقيق ويجعلها معه في القبر فما حكمها؟

الشيخ: هذه من هذا الباب إما شرك وإما ضلال لأنه لم يرد في السنة أن يوضع مع الميت في كفنه أو خارج كفته شيء إطلاقا فهو شرك أو ضلال.

 

(304/11)

 

 

«هل يجوز إلقاء خطبة الجمعة بغير اللغة العربية؟»

السائل: سؤال آخر هل يجوز إلقاء خطبة الجمعة بغير اللغة العربية؟

الشيخ: الأصل أن الخطب يجب أن تكون باللغة العربية حتى بين الأعاجم لأن الغرض من الفتوح الإسلامية ليس هو فقط نقل الإسلام مترجما إليهم هذا لابد منه ولكن يجب في أثناء هذه الفتوحات نقل القرآن إليهم أي نقل لغة القرآن إليهم حتى يتمكن أولئك الأعاجم من فهم الإسلام فهما صحيحا مباشرة من مصدريه من الكتاب والسنة وسبيل التعليم للغة خاصة في العصور السابقة لم تكن ميسرة ومذللة فلا أقل أن تتخذ السبل الممكنة يومئذ ليتلقى الأعاجم اللغة العربية بتلك الوسيلة منها مثلا قراءة القرآن في الصلاة كما أنزل بلغة القرآن وبسبب هذه التلاوة تعلم الأعاجم القرآن مع أنه ليس بلغتهم ومع الزمن تعلموا نفس اللغة العربية بهذه الوسيلة وبأمثالها من مثل الخطب يوم الجمعة والعيد ونحو ذلك ولكن لا ينبغي أن يخفى على أحد بأن هذا الخطيب العربي أو الأعجمي المستعرب إذا خطب في قومه العجم باللغة العربية وهم بعد حديثي العهد بها فسوف لا يفهمون منه شيئا ولذلك فلابد من الجمع بين المصلحتين مصلحة إلقاء الخطبة العربية كوسيلة لتعليم هؤلاء القوم لغة القرآن والمصلحة الأخرى ترجمة هذه الخطبة إلى لغتهم ليفهموها ومن أجل ذلك قال الله عز وجل ((وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)) فنحن نأخذ من هذه الآية هذه الجملة التعليلية ليبين لهم فهذا الخطيب لا ينبغي أن يقتصر فقط على إلقاء الخطبة باللغة العربية ثم ينزل فحينئذ لم يستفد الحاضرون منها شيئا وإنما عليه أن يترجمها لهم بالمقدار الذي يحقق الغرض من هذه الخطبة.

 

(304/12)

 

 

«ما صحة حديث: (يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات أول اليوم أكفك آخره)؟»

السائل: السؤال هذا مسجع بسم الله أبدأ ثم أسمي فأحمد لأشير بعده إلى المقصد السؤال عما ورد في المسند بأن سيدنا أحمد قال نقلا عن ربه الأمجد (صل لي يا ابن آدم أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره) عن مدى صحة الخبر وجزاك الله خيرا.

الشيخ: الخبر لا شك صحيح ورد في المسند وغيره لكن غير مسجع بطبيعة الحال.

السائل: هل المقصود بالأربع ركعات الضّحى؟

الشيخ: الضّحى.

 

(304/13)

 

 

«هل يجوز الأخذ من اللحية قبل أن تبلغ القبضة؟»

السائل: هل يجوز للمرء أن يأخذ من لحيته قبل أن تبلغ القبضة أم هل الواجب هو مجرد الإطلاق أم القبضة؟

الشيخ: هذا اللي نختاره القبضة ... فيها المسألة نظر لكن الأحسن اتباع السنة على كل حال.

 

(304/14)

 

 

«ما الفرق بين كلمة القتال والجهاد شرعا وما هي أنواع الجهاد ومن يعلنه؟»

السائل: ما الفرق بين كلمة القتال والجهاد شرعا وما أنواع الجهاد ومن يعلنه ومتى يعلن؟

الشيخ: ليس في الإسلام قتال معرا ومجردا عن الجهاد فكل قتال يجب أن يبتغى به وجه الله تبارك وتعالى وهذا هو الفرق بين قتال المسلمين وقتال الكافرين, المسلمون يقصدون من الجهاد في سبيل الله قصدا لا يقصده الآخرون من الكفار ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده).

 

(304/15)

 

 

«من هنا يتكرر بداية الشريط!!!!!! مع تكملة بعض من أجزاء الشريط في النهاية»

الشيخ: عالج نفسه وغيره بدواء المادي فالإعراض عن الدواء المادي قد يحشر المعرض في جملة المتمسكين أو المتصوفين وهذا طبعا لا يجوز إسلاميا

السائل: التوكل على الله هل هو ... .

الشيخ: هذه المسألة ما يعطيك لكن بالنسبة للتوكل على الله المسألة فيها تفصيل في الواقع هذا التفصيل يجب لازم تعرفوه حقيقة لأنه أمر هام التوكل على الله حكم واجبه أصل من أصول الشريعة لا بد منه ولكن لابد مع التوكل من الأخذ بالأسباب كما ألمحنا آنفا إلا أن القول في هذه الأسباب فيه تفصيل بعض هذه الأسباب قطعية من حيث أنها علاج ودواء فحين ذاك يجب الأخذ بها يعني نضرب مثل واضح جدا رجل قطع عرق منه فلا يحسن أن يقول أنا متوكل على الله ولا إيش يضمد الجرح ولا يشد العرق متوكل على الله هذا جاهل وإنما يقال له كما قال عليه السلام بغير هذه مناسبة (اعقلها ثم توكل) فشد العرق وضمد الجرح هذا سبب معروف قطعيا بأنه يمنع سيلان الدم الذي لو استمر بصاحبه لكانت النهاية الموت هناك أدوية من مرتبة ثانية يغلب على المتعاطي لها أنه ينتفع من تعاطيه إياها فهنا يحسن الأخذ بها ثم هناك أدوية في المرتبة الثالثة لا يغلب على الظن أنها تفيد وهذا النوع لا يحصل تعاطيه وهنا يأتي التوكل وهذا في الواقع بتجربتي الخاصة ومعرفتي الخاصة الناس اليوم أحوج ما يكونون إليه لأنني أعلم أن الناس يتعلقون في سبيل التداوي بالأدوية الطبية المادية ولو بالأوهام هي وصفة انتهى الأمر هنا يحصل ما قلت من التوكل وهنا يرد ما قلته آنفا أن يستعمل الإنسان الطب النبوي الروحي هذا فإذا التوكل على الله ليس مطلقا وإنما على أحوال في الحالة الأولى يجب أخذ السبب مع التوكل في الحالة الثانية يحصل أخذ السبب لأنه يغلب على الظن فائدته ولابد من التوكل الحالة الثالثة لا يجوز تعاطي ذلك السبب لأنه سبب موهوم وسبب يشبه الأسباب التي كان أهل الجاهلية يتخذونها ويتوهمون منها خيرا مثل الطيرة مثلا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل من هذا القبيل يعني من النوع الثالث من حيث لا يحسن الأخذ به كسبب ويرجع الرسول عليه السلام في هذه الحالة التوكل المحض أن تطلب من أخيك المسلم أن يدعو لك ليعافيك الله عز وجل يعني تطلب منه الرقية هنا رجح الرسول عليه السلام التوكل على أن تطلب الرقية وهذا ما جاء صريحا في قوله عليه السلام في حديث الصحيحين لما ذكر عليه السلام (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب وجوههم كالقمر في ليلة البدر) في قصة طويلة ذكرناها في بعض مناسبات ثم قال لعيه السلام هم الذين السبعون ألف هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ووجوههم كالقمر ليلة البدر من هم هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فمع كون الطيرة من عادات الجاهلية التي أبطلها الرسول عليه السلام فهو وصف هؤلاء بأنهم لا يتطيرون قرن مع الطيرة طلب الرقية عدم التطير أمر بدهي من المسلم لأن الطيرة من أمور الجاهلية لكن ليس كذلك فيما يبدو لبادئ الرأي للمسلم أن تطلب من أخيك المسلم الصالح الرقية والدعاء ليعافيك الله مما فيك من بلاء لا يستويان مثلا لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قرن الرقية أو الاسترقاء بالمعنى الأصح من حيث منافاته التوكل المشروع مع الطيرة فالسبب في هذا كما يقول بعض المحققين أنك حين تطلب من أخيك المسلم الدعاء ليعافيك فأنت لا تدري هل هذا الدعاء يستجاب أم لا فهذا أمر مظنون هنا يقول لك الرسول عليه السلام توكل على الله وأعتمد على الله في أن يعافيك ويشفيك وحشر مع هذه الأمور الثلاثة المنافية للتوكل التدواي بالكي بالنار فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون مع أن الكي من خير ما تدوايتم به كما قال عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة فالسبب هنا ينافي السبب الذي نفى شرعية الاسترقاء السبب في نفي شرعية الاسترقاء هو أنك تعتمد على سبب غير راجح بينما هنا السبب الراجح ولكن فيه استعمال النار فيه تعذيب (ولا يعذب بالنار إلا رب النار) ولذلك لما ذكر الرسول عليه السلام في حديث البخاري من خير ما تدوايتم به الثلاث ذكر معهن الكي قال وأنهى أمتي عن الكي لهذا السبب خلاصة القول فالتوكل يجب أن يقترن معه الأخذ بالأسباب الراجحة فضلا عن الأسباب المقطوع بها يكفي الآن يا أستاذ لأنه ما بتنتهي القضية

الشيخ: يقول سائل هنا ما الأحوال التي يجوز فيها وضع النقود في البنك ويرجو التفصيل والجواب بإجاز ولا مجال للتفصيل يجب على المسلمين ألا يتعاملوا مع البنوك ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا فضلا عن أنه لا يجوز لهم أن يضعوا أموالهم في البنوك بحيث إنه البنك يدير هذا المال ويكون قوام البنك على مال هؤلاء الموديعن لأموالهم في البنوك فهذا تعاون على المنكر وهذا لا يجوز إسلاميا

الشيخ: إنسان اقتنع بعدم جواز التصوير هل يحق له أن يحتفظ ببعض الصور القديمة للذكرى علما أنه لا يعرضها كثر هذا السؤال وهو أمر عجيب إذا كنا اقتنعنا بأن التصوير لا يجوز لا اقتناءه ولا تصويره ولا نحو ذلك فلماذا الاحتفاظ به في بيوتنا زعموا للذكرى الذكرى هذه أو هذا النوع من الذكرى ليست ذكرى إسلامية هذه ذكرى كافرة أجنبية هم يتعاملون بهذه النماذج من هذه الذكريات بيعملوا رحلة بياخذوا صورة واحد بيوقف على الصخرة بيوقف أمام شجرة إلى آخره هي ذكرى أما الذكرى الإسلامية الصحيحة هو التناصح والتذاكر في العلم التعامل بالأخلاق الحسنة الجميلة هذه هي الذكرى الحق وهذه التي يستفيد منها المسلم لذلك أنا أعتقد أن كل شاب مسلم أبتلي بزمانه بمثل هذه الذكرى الكافرة الأجنبية فاحتفظ عنده لصور لأصدقائه فينبغي أن يبادر إلى تمزيقها وإلى عدم الاحتفاظ بها لأن الاحتفاظ بها أقل ما يعطي أنه يرى جواز التصوير وإن كان هو يقول أنا اقتنعت بأن التصوير حرام لكن هذا الاقتناء كما قال " وكل إناء بما فيه ينضح " هذا الاقتناء إذا كان صحيحا فسوف يبادر إلى تمزيق كل صورة لديه اللهم إلا ما لا بد منها لا يذهب أحد بعض السامعين أنه نقول بأى مزقوا الجوازات والهويات ونحو ذلك لأنك ستضطر أن تزيد يعني ضرورة أخرى مثل تتصور مرة ثانية يكفيك المرة الأولى " فالضرورات تبيح المحظورات " صحيح ولكن " الضرورة تقدر بقدرها " ونحن نعرف من سيرة السلف الصالح وعليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفرق الكبير بيننا وبينهم نحن عشنا في جو إسلامي ومع ذلك فلا نعيش مع الأسف في جو إسلامي أما هم عاشوا في جو جاهلي ثم جاءهم الإسلام فعالج فيهم كثير من المنكرات منها الخمر فلما نزل تحريم الخمر ماذا فعلوا بالخمور التي كانت عندهم وكانوا لما اشتروها داخلة في باب الإباحة أو باب الحلال لقد أراقوها حتى سالت الطرق في المدينة بالخمور ما واحد قال منهم يا أخي ما تستعرض هو معذور لكن ما كان في حكم شرعي يومئذ أما التصوير صار له ألف وأربعمئة سنة تأتينا الأحكام والأحاديث عن الرسول عليه السلام تترى بأنه كل مصور في النار لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب بعدين نعيش في جو لا إسلامي كما ألمحت آنفا ليش لأن المسلمين لا يعرفون إسلامهم لا يعرفون دينهم قد كان هذا ثم هدى الله من شاء من الشباب المسلم فعليهم أن يحسنوا التوبة وأن يقلعوا عن كل هذه الصور وأن يمزقوها شر ممزق إن كانوا حقيقة اقتنعوا بتحريمها

الشيخ: يقول هنا هل يجوز لأم أن تنام مع ابنتها الكبيرة في فراش وواحد وبلحاف واحد وجزيتم خيرا أقول ليس هنا نص بطبيعة الحال للجواب عن مثل هذا السؤال ولكن اقتباسا من نصوص أخرى نستطيع أن نقول لا يجوز أن تنام الأم مع ابنتها وأخذ الحكم من أمر الرسول عليه السلام بالتفريق في المضاجع بين الأطفال إذا ما بلغوا السن العاشرة سواء كانوا ذكورا مع ذكور أو إناثا مع إناث ولأن الشيطان قد يحرك الشهوة بين الجنس الواحد كما هو معلوم من بعض النساء مما هو معروف بالسحاق فممكن أن يجري الشيطان بين الأم والبنت ويدخل بينهما ويزين له ارتكاب مثل هذا العمل السيء فمن باب إذا سد الذريعة نقول لا يجوز للأم أن تنام مع البنت البالغة التي تشتهى

الشيخ: السؤال هنا وهو أخير إن شاء الله الليلة يقول ما حكم انتساب المسلم إلى غير أبيه نريد بذلك انتساب الزوجة إلى اسم عائلة زوجها وإلغاء اسم عائلة أبيها لا يجوز بطبيعة الحال مثل هذا الانتساب لسببين اثنين السبب الأول وهو الأوضح أن هذه طريقة أوروبية والسبب والثاني وهو الأقوى أن الرسول عليه السلام قال (كفر بامرئ انتساب إلى غير أبيه) وفي رواية (من انتسب إلى غير أبيه فقد كفر) ونحو ذلك صحيح سيقول ربما قائل أنه هذا الانتساب لا يعني التبرؤ من الأب لكن أقول هذا مثل الكفر اللفظي والكفر القلبي فالكفر القلبي هو ردة أما الكفر اللفظي فهو معصية فإذا كنت تعرف أيها المسلم أنه لا يجوز شرعا لمسلم أن ينتسب إلى غير أبيه ولو كنت لا تعني التبرؤ من أبيك فينبغي ألا تفعل ذلك لاسيما وترد الحجة الأولى التي بدأتها وهو أن هذه الطريقة من الانتساب هي طريقة الكفار الذين وصفهم الله عز وجل في القرآن بأنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله

السائل: ... .

الشيخ: هلاّ اللي ما بده يشوف منامات مكربة لا ينام بين القبور شو أخذه لهي الدولة هذه

السائل: هو منها

الشيخ: النظام الأردني الآن هكذا عجيبة هذا جديد

السائل: نعم

السائل: هم بيحطوها باسم أبوها بس الآن بتحصل مثل ما بدأت فلانة باسم زوجها

السائل: عائلة زوجها

الشيخ: أول مرة أسمع بهذا على كل حال لا يجوز هذا وليس هذا مع الأسف بأول مخالفة للشريعة الإسلامية

السائل: ... .

السائل: في حالة إذا كان أبوها

الشيخ: سؤالك يا أخي معروف حكمه إذا كان مضطرا فالضرورات تبيح المحظورات لكن نحن نتكلم عن المنهج الإسلامي الذي ينبغي على المسلمين على الحكام المسلمين أنه يمشوا

الشيخ: فيقول ماهو الدليل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية البحث هذا طويل وتكلمت عليه مرارا وألخص الجواب فأقول الدليل على ذلك قوله عليه السلام (كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها البطش) ما بتفهموا البطش يعني اللغة العامية يعني الضرب لا المقصود البطش بيعني اللمس وقد جاءت هذه اللفظة الثانية اللمس في رواية أخرى وإن كان في سندها ضعف لكن هذا هو المعنى واليد تزني وزناها اللمس (والفم يزني وزناه القبل والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه) فإذن السماع النظر اللمس المشي إيه نعم كل ذلك ممنوع شرعا من باب سد الذريعة وقد جاء النص الصريح قولا وفعلا فيما يتعلق بالمصافحة أما القول فهو قوله عليه السلام (إني لا أصافح النساء) قال هذا جوابا لامرأة أرادت أن تبايع الرسول عليه السلام كما بايعه الرجال بالمصافحة فقال إني لا أصافح النساء فأنتم تشعرون معي أن القائل إني لا أصافح النساء هو أنزه الناس وأبعد الناس عن أن يتمكن الشيطان من أن يوسوس إليه بسوء ثم هذا الأنزه من الناس جميعا في أي موقع قال إني لا أصافح النساء المبايعة على الإسلام فكيف يجوز لغير الرسول عليه السلام أن يصافح النساء وليس في مثل ذلك الجو الإسلامي وإنما جو سلام ومودة وإلى آخره كما قال شوقي " نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء " لذلك من باب سد الذريعة لا يجوز للمسلم أن يصافح امرأة أجنبية لا يجوز لمسلم أن يصافح امرأة أجنبية وكل ما يقال من تجويزات فهو لتسليك الأمر الواقع السيء مع الأسف الشديد وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين.

الشيخ: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أشهد أن محمدا عبده ورسوله ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

الشيخ: موضوع الدرس في هذه الليلة في الرهيب من تعليق التمائم والحروز الحروز جمع حرز وهو كل شيء يتخذ ليحافظ به على الشيء إنسانا كان أو حيوانا أو جمادا ونحو ذلك التمائم جمع تميمة وهي كل شيء يعلق لدفع العين مثلا وهذه الحروز والتمائم أنواع من أنواع كثيرة من الشرك هذه الأنواع التي ابتليت بها الأمة المسلمة خاصة في القرون المتأخرة وستسمعون بعض الأحاديث الصحيحة في النهي بل الزجر عنها وفي اعتبار ذلك شركا الحديث الأول من الكتاب فيه ضعف فنجتنبه أما الذي يليه فصحيح وهو قوله وعن عقبة أيضا يعني ابن عامر أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم فقالوا ما شأنه قال عليه الصلاة والسلام إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله وآله وسلم ثم قال (من علق فقد أشرك) رواه أحمد والحاكم واللفظ له ورواة أحمد ثقات يفسر غريب الحديث فيقول التميمة يقال إنها خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تكفأ عنهم الآفات وأعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة إذ لا مانع إلا الله ولا دافع غيره ذكره الخطابي نعود إلى الحديث جاءه جاء عقبة في ركب عشرة أو ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي ليبايعوه فبايع عليه الصلاة والسلام تسعة منهم وأمسك عن رجل منهم واحد فقالوا ما شأنه أي أإنهم توجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال لماذا يارسول الله امتنعت من مبايعة هذا الرجل وهو مسلم مثلنا فقال عليه الصلاة والسلام إن في عضده تميمة هذا الرجل إسلامه ناقص لماذا لأنه قد علق على عضده تميمة حرزا فحينما عرف هذا الرجل الذي امتنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمبايعته ذنبه وخطأه قطع التميمة فبايعه عليه الصلاة والسلام بعد أن استجاب هذا الرجل المسلم لحكم الإسلام وقال عليه الصلاة والسلام مبينا حكم هذا التعليق هذه التميمة لقوله (من علق فقد أشرك) فتعليق التمائم والحروز هي شرك هي نوع من الشرك وقد يكون شركا أكبر وقد يكون شركا أصغر فذلك يختلف باختلاف المعلق للتميمة إن كان المعلق هذا يعتقد بأن هذه التميمة تدفع الضر وتمنع مثلا أذى العين هي نفسها لا شك في ذلك أن هذا شرك أكبر لأنه كما سمعتم من تعليق المصنف على هذا الحديث بأنه لا مانع ولا نافع ولا ضار إلا الله تبارك وتعالى فمن نسب الضر أو النفع إلى شيء من مخلوقاته فهو شرك في الربوبية فضلا عن الشرك في الألوهية لأن أي شيء ما حتى لو كان إنسانا ولو كان ملكا مما خلق الله عز وجل وأعطاه القدرات الكثيرة والقوية فيجب على المسلم أن لا ينسى أن ذلك كله من الله تبارك وتعالى أن ذلك كله من الله تبارك وتعالى لذلك كان من الأوراد الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قول المسلم لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة لأنها جمعت التوحيد هذا لا حول ولا قوة إلا بالله فمن نسب شيئا من الحول أو القوة إلى غير الله عز وجل فإنما ذلك شرك في ربوبيته وفي خالقيته تبارك وتعالى وهذا لو نسبه إلى خلق مقدس كالملائكة والرسل والأنبياء مثلا فما بالك إذا كان إذا كانت تلك القوة نسبت إلى حجر أبكم أصم فيعتقد أن ذلك يدفع الضرر أقول إن تعليق التمائم تارة يكون شركا أكبر وتارة يكون شركا أصغر يكون شركا أكبر كما ذكرنا آنفا إذا نسب النفع أو الضر لهذا الشيء المعلق ولكن إذا كان لا يعتقد هذا إلا أنه يعتقد أنه سبب لدفع الضر والأذى مثلا حينئذ يكون شركه شركا أصغر لأنه نسب إلى الشرع ما ليس فيه وادعى في أمر من الأمور وفي تعليقة من التعليقات أنها تدفع الضر أو الأذى دون أن يكون لذلك دليل في الشرع ومن هنا تعلمون ابتعاد كثير من المسلمين اليوم عن التوحيد أو على الأقل عن الشرع حينما نجدهم يتخذون أنواعا من الحروز ومن التمائم فهذا أب أو أم تضع على صدر ولدها خرزة مثلا زرقاء أو كف لمنع العين هناك رجل ... .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب تحفة المودود

  كتاب تحفة المودود   بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله العلي العظيم الحليم الكريم الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن ال...